اذهبي الى المحتوى
** الفقيرة الى الله **

[وقفات مع قصة سبأ]

المشاركات التي تم ترشيحها

post-125640-1315034524.png

 

~ وقفات مع قصة سبأ ~

 

يعقوب بن يوسف البوحسن

 

الخطبة الأولى

 

أما بعد: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).

عباد الله، اتقوا الله حق التقوى، وراقبوه في السر والعلن والنجوى.

 

سنقف وإياكم في هذه الدقائق الغالية مع آيات من القران مع قصة قوم سبأ.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِي وَأَيَّامًا آمِنِينَ فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) [سبأ: 15-19].

 

 

أخرج ابن أبي حاتم أن فَرْوة بن مُسَيْك الغَطَفاني - رضي الله عنه - قدم على رسول الله فقال: يا نبي الله، إن سبأ قوم كان لهم في الجاهلية عز، وإني أخشى أن يرتدوا عن الإسلام، أفأقاتلهم؟ فقال: ((ما أمِرتُ فيهم بشيء بعد))، فأنزلت هذه الآية: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ[/color]).

 

أمة الإسلام، إن سبأ قبيلة معروفة في اليمن، ومسكنهم بلدة مأرب. ومن نعم الله ولطفه بالناس عمومًا والعرب خصوصًا أن قصّ عليهم في القرآن أخبار المهلَكين من الأقوام التي كانت تجاورهم وأبقى آثارهم شاهدة على جحودهم وهلاكهم؛ علّهم بذلك يعتبرون ويؤمنون.

 

كانت سبأ في أرض مخصبة، وقد ارتقوا في سلم الحضارة حتى تحكموا في مياه الأمطار الغزيرة التي تنحدر إليهم من الجبال عبر وديان عظيمة، فأقاموا خزّانًا طبيعيًا يتألف جانباه من جبلين عظيمين، وجعلوا بينهما على فم الوادي سدًا كبيرًا به عيون تفتح وتغلق، وخزنوا المياه بكميات عظيمة وراء السد، وتحكموا فيها وفق حاجتهم، فكان لهم من هذا مورد مائي عظيم أطلق عليه سد مأرب.

 

وكان من أثر ذلك الرخاء والوفرة والمتاع الجميل جنتان عن يمين وشمال، قال قتادة: كانت بساتينهم ذات أشجار وثمار، تسرُّ الناس بظلالها، وكانت المرأة تمشي تحت الأشجار وعلى رأسها مكتل أو زنبيل، فيتساقط من الأشجار ما يملؤه من غير كلفةٍ ولا قطاف لكثرته ونضجه، فكانت آية تذكرهم بالمنعم الوهاب - سبحانه وتعالى -، وقد أمروا أن يستمتعوا برزق ربهم شاكرين له، وذكرهم بنعمة البلد الطيب، ومن زيادة نعمه المغفرة على التقصير والتجاوز عن السيئات.

 

فلا إله إلا الله، سماحة في الأرض بالنعمة والرخاء، وسماحة بالعفو والغفران من رب الأرض والسماء، فماذا يقعدهم عن الحمد والشكر لذي الجلال والإكرام؟!

 

ولكنهم أعرضوا عن شكر الله، ولم يعملوا بما أمرهم الله، وأساؤوا فيما أنعم الله عليهم، وما أحسنوا، فكانت العقوبة من الله بأن سلبهم تلك النعم والوفرة والخضرة، فأرسل عليهم سيل العرم الجارف الذي حطم ذلك السد العظيم. قال الطبري: وحين أعرضوا عن تصديق الرسل ثقب ذلك السدّ الذي كان يحبس عنهم السيول، ثم فاض الماء على جناتهم فغرَّقها، وخرَّب أرضهم وديارهم، فتفجرت المياه المحتجزة، فأغرقت ودمرت ذلك النعيم، وبعدها جفت الأرض واحترق الزرع، فبدلت الجنان الفيحاء والبساتين الغناء بأرض قاحلة مقفرة، بها نبات ذو شوك وأثل ذات أُكل مرٍّ بشع وشيء من سدر قليل التي لا ينتفع بثمرها، وضيق عليهم الرزق، وبدلهم من الرفاهية والنعماء بالشدة والخشونة واللأواء.

 

عباد الله، هذا النذير الأول، ثم يأتي النذير الثاني، ما هو؟ لكنه - سبحانه - لم يمزقهم ويفرقهم، بل كان عمرانهم متصلاً بينهم وبين القرى المباركة: مكة والشام، فيخرج المسافر من قرية ويدخل القرية الأخرى ولما يظلم الليل عليهم وهم آمنون مطمئنون. ولكن غلبت على قوم سبأ الشقاوة فلم يتعظوا بالنذير الأول، ولم يرجعوا إلى ربهم ويستغفروه، بل دعوا دعوة الحمق والجهل قائلين: (رَبَّنَا بَـاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَـهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَـاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ في ذَلِكَ لآيَـاتٍ لّكُلّ صَبَّارٍ شَكُورٍ). واستجاب الله دعوتهم، ففرقهم في الأرض وبدد شملهم بعد أن كانوا مجتمعين، وصاروا أحاديث يرويها الرواة وقصة يعاد ذكرها على الألسن والأفواه، فأزالهم الله بعد أن كانوا أمة لها شأنها بين الأمم، ولكن ما أهون الخلق على الله إذا هم عصوه.

 

وبعد ذلك كله تختم القصة بتوجيه من الله العليم الحكيم لمن يقرأ هذا القرآن ويعتبر بما فيه من الأحكام والشرائع والأخبار أن ما ذكر في هذه القصة آية وموعظة لكل صبار شكور، فيحذر المعتبر من الجزع وهو ضد الصبر، ومن الكفر وهو ضد الشكر.

 

معاشر المؤمنين، تأملوا أثر المعاصي والذنوب كيف حولت أمة ممكنة في أرضها ترفل في خيراتها بطيب أرضها وتقارب أسفارها ومغفرة ربها لتقصيرها، فصارت أحوالها منكوسة، فبُدلوا بالفرقة بعد الاجتماع وبمحق البركة بعد طيب البقاع وبتباعد الأسفار بعد تقاربها، واستُبدلوا بعد الأمن خوفًا وبعد العز ذلاً. قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -في كتابه الداء والدواء: "ومن عقوبات المعاصي أنها تزيل النعم وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب"، وقال أحد السلف - رحمه الله تعالى -: "ما نزل بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة"، وقال - تعالى -: (وَمَا أَصَـابَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ). ولقد أحسن القائل:

 

 

إذا كنت فِي نعمة فارعهـا***فإن المعاصـي تزيـل النعـم

وحطها بطاعة رب العبـاد*** فرب العبـاد سريـع النقـم

وإياك والظلم مهما استطعت***فظلم العباد شديـد الوخـم

وسـافر بقلبك بين الـورى***لتبصر آثـار مـن قد ظلـم

فتلك مسـاكنهم بعدهـم ***شهـود عليهـم ولا تتهـم

وما كان شـيء عليهم أضر***من الظلم وهو الذي قد قصم

صلوا بالْجحيم وفات النعيم***وكـان الذي نالهم كالحلـم

 

جنبني الله وإياكم أسباب سخطه وعقابه، وجعلنا جميعًا من أهل محبته ورضوانه، وصدق الله: (ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيّرًا نّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ).

 

 

يتبع مع الخطبة الثانية إن شاء الله تعالى...

 

post-125640-1315034530.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِِ الله خيرا ما شاء الله موضوع جميل اوي

 

بس يعني ايه : باعد بين اسفارنا ؟ٍ و لماذا دعوا هذه الدعوة ؟ٍ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حياكِ الله دعاء الحبيبة :))

اشتقنا لكِ.. عودا حميدا ()

جزانا وإياكِ..

 

بالنسبة لسؤالك:

بس يعني ايه : باعد بين اسفارنا ؟ٍ و لماذا دعوا هذه الدعوة ؟ٍ

 

باعد بين أسفارنا معناه:

 

( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا ) فاجعل بيننا وبين الشام فلوات ومفاوز لنركب فيها الرواحل ونتزود الأزواد ، فعجل الله لهم الإجابة . وقال مجاهد : بطروا النعمة وسئموا الراحة. (تفسير البغوي)

 

قوله تعالى : فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا لما بطروا وطغوا وسئموا الراحة ولم يصبروا على العافية تمنوا طول الأسفار والكدح في المعيشة ; كقول بني إسرائيل : فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها الآية . وكالنضر بن الحارث حين قال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء فأجابه الله تبارك وتعالى ، وقتل يوم بدر بالسيف صبرا ; فكذلك هؤلاء تبددوا في الدنيا ومزقوا كل ممزق ، وجعل بينهم وبين الشام فلوات ومفاوز يركبون فيها الرواحل ويتزودون الأزواد . (تفسير القرطبي)

 

ودعوا هذه الدعوة لأنهم بطروا نعمة ربهم وجحدوا بها وسئموا الراحة فدعوا ربهم أن يباعد بين أسفارهم فيتزودوا لها ويفعلون كما يفعل من يسافر مسافة طويلة.

 

أي استفسار لا تترددي.. ولو لم تفهمي أحاول أن أشرح لكِ إن شاء الله.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-125640-1315034530.gif

 

 

الخطبة الثانية

 

الحمد لله ذي الجلال الأكبر، عز في علاه فغلب وقهر، أحصى قطر المطر وأوراق الشجر وما في الأرحام من أنثى وذكر، خالق الخلق على أحسن الصور، ورازقهم على قدر، ومميتهم على صغر وشباب وكبر، أحمده حمدا يوافي إنعامه ويكافئ مزيد كرمه الأوفر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من أناب وأبصر، وراقب ربه واستغفر، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله الطاهر المطهّر، المختار من فهر ومضر، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وذويه ما أقبل ليل وأدبر، وأضاء صبح وأسفر، وسلم تسليما كثيرا كثيرا.

 

 

 

أما بعد: ونستلهم وإياكم ـ عباد الله ـ أهم الدروس والعبر من هذه القصة العظيمة:

 

أولاً: عظم فضل الله على عباده ورحمته بهم وتيسير أمورهم وتذليل الصعاب لهم كما قال - تعالى -: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا).

 

ثانيًا: تفرد الله بتصريف أمور العباد والبلاد، وأن لله جنود السموات والأرض، فيسخر الله جندًا من جنده على عباده ما يكون فيه رحمته ونعماؤه، وتارة يسخرها على قوم فيكون فيها عذابه ونقمته، فيجازي المحسن بإِحسانه والمسيء بإِساءته، فإِن قوم سبأ لما كفروا نعمة الله خرَّب الله ملكهم، وشتَّت شملهم، ومزَّقهم شرَّ ممزَّق، وجعلهم عبرةً لمن يعتبر وهو أحكم الحاكمين.

 

ثالثًا: عدم الأمن من مكر الله - جل وعلا - والحذر من طول الأمل، ولا يغتر المرء بنعم الله وهو على معاصيه، فإن ذلك استدراج لهلاكه ولنتنبه لذلك.

 

أيها الإخوة، إن الفرد منا ـ نسأل الله العافية ـ قد يعاجل بالعقوبة في ولده، ماله، عمره، وقد يؤخر، بينما هلاك الشعوب قد يكون أكثر إمهالاً. خذ مثالاً: ظل الاتحاد السوفياتي 72 سنة ثم كتب الله له الزوال والتفكك، فليس معنى ذلك أن الله غافل عما يعمل الظالمون، فهو تحذيرٌ لنا بأن لا نغتر بتقلب الذين كفروا في البلاد فإنه متاع قليل، وتذكيرٌ للأمة أن الجحود والنكران لنعم الله وعدم شكرها يعرضها للزوال وانقلاب الأحوال كما سمعنا من حال قوم سبأ، وهذه السنة ثابتة لا تتبدّل أبدًا، وتنزل على كل من كفر بنعمة الله - تعالى -ولم يؤد حقها من الشكر العملي التطبيقي لا الشكر باللسان فقط، وصدق الله: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ).

 

رابعًا: الحذر من الغفلة عن آيات الله ووجوب الأوبة والإنابة إلى الله - تعالى -عند نزول البلاء وربط ذلك بالذنوب والمعاصي. والحذر من تزيين الشيطان للمعصية وتسهيلها لك، وتذكر رحمة الله بك أن عدوك ليس له سلطان عليك، ولكن إياك ـ يا محب ـ أن تغفل عن كيد الشيطان، قال الحسن في قوله - تعالى -: (وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ) والله ما ضربهم بعصا، ولا أكرههم على شيء، وما كان إِلاّ غرورًا وأماني دعاهم إِليها فأجابوه

 

خامسًا: الحذر من التبذير والإسراف، وأنهما من أسباب سخط الله - تعالى -على عباده، وأنهما من كفر النعمة وجحودها.

 

سادسًا: الحذر من الإعراض عن دين الله - تعالى -وعدم مبارزته بالمعاصي أو المجاهرة بها، فإن الله لا غالب له. وتأمل في قوله - تعالى -: (وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ)، قال المفسرون: وتسمية البدل "جنتين" فيه ضربٌ من التهكم؛ لأن الأثل والسدر وما كان فيه خمط لا يسمى جنة، لأنها أشجار لا يكاد ينتفع بها، وإِنما جاء التعبير على سبيل المشاكلة.

 

سابعًا: الصبر على البلاء وعدم السخط على أقدار الله - تعالى -والرضا بقضائه وقدره، ولتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، قال رسول الله: ((ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة)) أخرجه أحمد وقال الألباني: "حديث صحيح". يقول أحد السلف: إذا أصبحت فأصبت بخير أو شرّ لم أحزن، لماذا؟ قال: لأني لا أعلم الخير من الشر الذي كتبه الله علي.

 

وقفت على هذه الحادثة بنفسي: رجل وضعت زوجته عدسات على عينيها، ثم أصبحت لا ترى، لم تجد عند الطبيب علاجا، ظنت أنها عين، قُرئ عليها وذكّرت بالله وبنعمة البصر بَكت وتابت وأكثرت من الاستغفار والقيام، وهي التي ظلت سنة ونصفا لا تنجب بعد هذه الحادثة، وبعد التوبة والاستغفار أحست بجنين يتحرك في أحشائها، فسبحان الله! جعل هذه الحادثة سببا للحمل.

 

قال ابن القيم - رحمه الله -: "قال بعض الصالحين: يا بني، إن المصيبة ما جاءت لتهلكك، وإنما جاءت لتمتحن صبرك وإيمانك، يا بني، القدر سبع، والسبع لا يأكل الميتة".

 

ثامنًا وأخيرًا: الدعاء، فما من عسير إلا يسره، ولا من بلاء إلا كشفه، ولا من كرب إلا نفسه، فعليكم به فإنه السلاح الذي لا يثلم، ومما دعا به النبي قوله: ((اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء)).

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 42-45].

 

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا أرحم الراحمين...

 

post-125640-1315034536.png

تم تعديل بواسطة ** الفقيرة الى الله **

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

يا الله

 

ما أجملها من قصة وما أجملها من معاني للعظة والعبرة

 

لي عودة لإتمام القراءة

إن كان في عمري بقية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حياكِ الله ميمونة الحبيبة :)

أسعدني مروركِ الطيب أسعد الله قلبكِ ♥

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

خطبة جميلة جدًا

جزاكـِ الله خيرًا على النقل

كلما قرأت قصتهم استغربت جدًا كيف طلبوا من الله أن يباعد بين أسفارهم . لماذا؟

سبحان الله!

 

دروس وعبر جميلة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته

 

وإياكِ يا حبيبة ()

أسعدني مروركِ العطر أسعد الله قلبكِ.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما أجملها من قصة وما أجملها من معاني للعظة والعبرة

 

لي عودة لإتمام القراءة

إن كان في عمري بقية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

جزاك الله خيرا

قصه بها الكثير من العظات

أحبك في الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

جزاك الله خيرا

قصه بها الكثير من العظات

أحبك في الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حياكنّ الله يا حبيبات :))

جزانا وإياكنّ خيرا..

أسعدني مروركنّ الفطر أسعد الله قلوبكنّ

أم جومانا وأم آية الغاليتان

أحبكما الذي أحببتماني لأجله وأنا أحبكما في الله =)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×