اذهبي الى المحتوى
~ أم العبادلة ~

إضاءات من فيض الرحمن في دفاتر الداعيات

المشاركات التي تم ترشيحها

post-28298-0-10188600-1327612788.gif

إياك أن تحرم الرضا

.

كنت أتصفح يوماً أحد مواقع الشبكة العنكبوتية التي تُعنى بكتابة رسالة صغيرة في الواجهة الرئيسية.

استوقفتني تلك الرسالة ما لم تستوقفني ملايين الرسائل السابقة في كل زيارة، استوقفتني فقرأت ما بها، وشيء ما في داخلي..

.

هيا فلتقرؤوها معي (المؤمن يستطيع أن يحتمل الجوع، ويستطيع أن يحتمل الحرمان......)

هنا، هنا وجِمت بِصَمْت،

وفكري يدور كالرحى (المؤمن يستطيع أن يحتمل الحرمان)

ياه ما أقسى الكلمة، منعتني عن إكمال القراءة للرسالة بل حتى عن التصفح كله.

.

ياه ما أقسى الحرمان.... وما أشد وطأته!!

post-28298-0-56365500-1327612792.gif

تُمحى كل المغالطات إلا الحرمان يبقى كملك قد كرهه من حوله رغم سطوته...

ينسى الفرد كل ما يصيبه إلا الحرمان يعاوده ذكراه عند كل ابتسامه.

.

أينما اتجهت رأيت صور الحرمان..

يحرم الوالد ابنه،

يحرم الفقير ماله،

يحرم السيد سؤدده،

يحرم الصغير أمه،

يحرم المبدع معينه،

يحرم الحبيب حبيبه.

post-28298-0-56365500-1327612792.gif

لكن حرماناً قاسياً أعني..

حرماناً مؤلما أصور هنا...

فأرجوكم أدركوا أحرفي فكروا بقلوبكم..

أرجوكم أيها القراء..

حين يكون الحرمان حرمان رضا المولى جل وعلا تكون المهلكة ولات حين مناص.

.

كل معاني الحرمان تتجسد في ساعة بلاءٍ لا يُرفع، ونداءٍ لا يُسمع.

يا رب لا تحرمنا رضاك ولا تمنعنا طاعتك، فلا مأمن إذن من سخطك، ولا مهرب من قيوميتك..

post-28298-0-56365500-1327612792.gif

أعلمتم الآن ما سر حزني من هذه الكلمة

(الحرمان)

لقد نكأت كل الجراح وأعادت سواد الصور.

والله لن نستطيع تحمُل الحرمان.. ولو تحملناه لشقينا وأشقينا.

.

* حين نـُحرم الرضا... يضيع كل شيء.. تختنق البسمات، تشتد البليّات، وتعظُم المهلكات.

* حين نـُحرم الرضا... نفقد الإحساس بكل شيء.. تضيع النيات، تتبعثر الأطروحات، وتنهار السامقات.

* حين نـُحرم الرضا.. ينتهي كل شيء.. تتمزق الأركان، وتصفق الأيدي خسارة الدنيا.

* حين نُحرم الرضا.. فطريقنا مسدود.. وسؤالنا مردود.. ونورنا محجوب.. وهمنا مغلوب...

* حين نـحرم الرضا.. لن نـحصد سوى الحسرة.. وما أشقانا!!

post-28298-0-56365500-1327612792.gif

أيها الإنسان أناجي قلبك.. فيا إنسان.. لا يُشقيك حرمان الرضا.

يا إنسان.. كل جراح الحرمان تندمل إلا جُرح حرمان الرضا..

يا إنسان.. مسكين إن حُرمت الرضا فهمومك لمن تبثها!!

وأشجانك تبعثها لمن؟!!

.

كيف لا وقد حُرمت كل شيء.. أو ليس الرضا كُل شيء

دموعك لمن.. وشكواك إلى من؟

كيف لا وقد حرمت العطاء من المعطي..

كيف لا وقد قُوبلت بالجفاء من رب الأرض والسماء..

كيف لا وقد فقدت المعين والمجيب والقريب والنصير والحبيب..

فواهٍ لك!!

.

منقووووووول

post-28298-0-52596400-1327612790.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

هل أنتَ مِنْ أُوْلِي الفَضْل؟

 

ما أن أشرع في قراءة حادثة الإفك إلّا وتُذْرَفُ دموعي على وجنتيّ

ففي هذه الحادثة ما فيها من عِبَر، أحكام ،مواساة ، وإنصاف ما يجعلنا نراجع كلماتنا مرّات ومرّات قبل أن ننطق بها ..

 

- فها هي أمّنا عائشة يشتدّ عليها المرض بعد أن عَرَفَتْ سرَّ ما شَعَرَتْ من النّبي صلى الله عليه وسلم من اجتنابٍ لها وانكسارٍ لقلبها بسبب عدم تيقُّن زوجها من براءتها ،ومن هنا نأخذ أوّل عبرة من القصة، فحين أنزل الله عز وجل براءتها قرآناً يُتلا إلى يوم القيامة قال لها أبو بكر- رضي الله عنه - قومي إلى رسول الله، فقالتْ: والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله[1]* ، فَحَزِنَتْ أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم وهو رسول لم يستطع التأكّد من براءتها ولم يستطع الدفاع عنها ، وكذلك أبويها الّلذيْن ربَّيانها ويعرفانها جيداً لم ينطقا بشيء إلّا عندما نزل الوحي ببراءتها، فلربّما بهذا الأمر تهذّب قلبها وتطهّر من أيِّ شائبة تكتنف شدّة حبّها للرّسول صلى الله عليه وسلم ، فإنّ الله يغار على قلب المؤمن أن يكون فيه غيْرُه 2**يقول ابن الجوزي : " تأمّلْتُ .. فإذا الله سبحانه يغار على قلب المؤمن أن يجعل له شيئاً يأنس به ، فهو يكدِّر عليه الدنيا وَأهلها ليكون أُنسه .. بالله وحده" .

 

- ثمّ قالت بعد ذلك لم أظنُّ أنْ ينزل فيّ قرآنٌ يُتلا إلى يوم القيامة ، رضي الله عنها كم كانت ذات مكانة عند بارئها سبحانه وتعالى دون أن تعلم !

 

- ثمّ جاءَتْ القصّة تهويناً على من يُتَّهَم أو تُتَّهم في عِرضها فترانا نقول هو أو هي ليست أفضل من أمِّنا عائشة فقد حصل لها كذا وكذا ، فيهون علينا الأمر مع صعوبته البالغة !

 

- ثمّ الحكم الشرعي المستخلص من إطلاق الألسُن في الأعراض دون شهادة أربعة من الرجال وهو الجَلْد*** ، وهنا أيضا نرى بعض الصحابة ردّدَ هذا الكلام ولم يكن متأكداً منه، كشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابيّ الجليل الذي طالما قال الشِّعر مادحاً النبوَّة والنّبي عليه الصلاة والسلام حسّان بن ثابت رضي الله عنه ونلاحظ أنَّه لم يّكُنْ في صدره حرجٌ من قضاء الله، ونقولها بصوتٍ مرتفع للذين يعتمدون على (إنّ الله غفور رحيم) فقط فهاهو الصحابيّ الجليل يُجْلَد ! إذن لنحرص قبل أن نُطلِق ألسنتنا في أعراض الناس فإنّه من أسهل ما يكون عند بعض الناس اليوم أنْ يقولوا : (فلاناً ابن الحرام) يطعنون في نسب الرجل !! ولا ييأس مِنْ رحمة الله والتوبة والإنابة اليه إنْ فَعَلَها واحداً منّا اليوم، فليس منّا مَنْ هو منزّه وكُلُّنا خطّاؤون ..

وخير الخطائين التوابون

 

- ثمّ جاء الإنصاف مِنْ زينب بنت جحش رضي الله عنها وأرضاها لمّا سألها الرسول صلى الله عليه وسلم : هل عَلِمْتِ شيئاً على عائشة؟

( وهي ضرّتها وإنّها فرصتها بالنسبة لبعض الناس !) فردّتْ بِرَدٍّ عجيب وهو : أحمي سمعي وبصري والله ما عَلِمْتُ عليها إلّا خيراً فحماها الله بالورع، وهذا منها قمّة الإنصاف لِمَنْ تُساميها مِن نساء الرسول صلى الله عليه وسلم ، بينما وقع لسان أختها( حمنه بنت جحش) في ترديد الكلام الذي لا أصل له فهلكَتْ في مَنْ هلك .

 

- فسبحان مَنْ نَزَّهَ أَلْسُن ، وسبحان مَنْ أمَرَ أن لا يُقْطَعَ الإحسان عن مَنْ خاض في الأمر، فَنَزَلَتْ (ولا يأتَلِ أولو الفضل منكم)

ويا لله كم جميلة هذه الآية التي كانت مثالاً لضرب الأخلاق الفاضلة ، و لنتخيّل منّا أباً يعيل شخصاً فقيراً ويقوم بتوفير احتياجاته، ثمّ يعلم أنّ لسان هذا الشخص يردّد اتّهاماً شنيعاً بهذا الخصوص على ابنته، بالله كيف ستكون ردّة فعله !!! لربّما قتله ولن يلومه أحد !

ونزل العتاب لأبي بكر في هذه الآية يعلِّمه ويعلِّمنا كيفية التعامل مع هؤلاء الناس ( ولا يأْتَلِ أولو الفضل منكم) وصف الله عزّ وجلّ أبا بكر بأنّه ذو فضل فتعزّز هذا الأمر فيه وحلف ألّا يقطع نفقة (مسطح) ما أحياه الله عز وجلّ، فتحققَّتْ حكمة الله عز وجل في استمرار إنفاق أبي بكر رضي الله عنه على من خاض في الكلام على ابنته الحبيبة فالله الرزّاق والناس أسبابٌ لا غير،لذا لو آذانا شخص لطالما أحسنّا إليه لا نقطع إحساننا عنه لإساءته إلينا فليس الواصل بالمُكافئ..!

وبهذا إن شاء الله ندخل مع أبي بكر رضي الله عنه في وصف أولو الفضل !

 

أم البراء

****************************** ********

 

1*حديث طويل في البخاري يطول ذكره وتخريجه كالتالي :الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4141

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

 

2** وغيْرة الله تعالى من جنس صفاته التي يختص بها ، فهي ليست مماثلة لغيرة المخلوق ، بل هي صفة تليق بعظمته ، مثل الغضب ، والرضا ، ونحو ذلك من خصائصه التي لا يشاركه الخلق فيها ، وقد تقرر أنه تعالى ليس كمثله شيء في ذاته ، فكذلك في صفاته ، وأفعاله " . انتهى من " شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري "

 

3*** وروى مسلم (1498) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ رضي الله عنه قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنْ وَجَدْتُ مَعَ امْرَأَتِي رَجُلًا أَؤُمْهِلُهُ حَتَّى آتِيَ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ؟ قَالَ : (نَعَمْ) .

وثبوت الزنا بشهادة الشهود أمر متعذر ؛ لأنه من الصعب أن يوجد أربعة يشهدون وقوع إيلاج الفرج في الفرج .

ولهذا قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ولم يثبت الزنا بطريق الشهادة من فجر الإسلام إلى وقته ، وإنما ثبت بطريق الإقرار ؛ لأن الشهادة صعبة ، " انتهى من "الشرح الممتع" (14/257) .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

ام العبادلة الغالية : )

 

اسأل الله عزوجل ان يبارك فيكِ ويجعله في ميزان حسناتكِ

بارك الله فيكِ .. تستحقي التميز

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

للعاقلات فقط

 

100 وقفة تربوية للمرأة مع رسول الله

الشيخ جمال عبدالرحمن

.

1- العاقلة ومراقبة ربها

ذكر ابن كثير رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ... ﴾ الآية [البقرة: 226]

قصة في المراقبة لله والخوف منه

[1]، حدثت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد كان يعس بالمدينة كعادته، فسمع امرأة كان زوجها قد خرج غازيا في جيش عمر؛ تقول:

طال هذا الليل وازورَّ جانبه

space.gif... وليس إلى جنبي خليل ألاعبه space.gif

فوالله لولا الله أني أراقبه

space.gif... لحرك من هذا السرير جوانبه space.gif

مخافة ربي والحياء يصدني

space.gif... وأُكرمُ بعلي أن تُناَلَ مَراكِبُه space.gif

.

فمراقبة تلك المرأة ربها وخشيتها إياه كانت حائلا بينها وبين دخول أجنبي عليها.

.

2- العاقلة والثقة فيما عند الله

روى البخاري

[2] عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء إبراهيم عليه السلام بأم إسماعيل "هاجر" وابنها إسماعيل، وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة "شجرة" فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هناك، ووضع عندهما جراباً (كيساً) فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم عليه السلام منطلقاً،

فتبعته أم إسماعيل، فقالت: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء؟!

قالت له ذلك مراراً وهو لا يلتفت إليها!!

فقالت: آلله أمرك بهذا؟

قال: نعم.

قالت: إذاً لا يضيعنا.

.

فهل ضيعها الله؟

كلا؛ لقد أكرمها إكراما تتحدث به الدهور والأيام والخلق والأنام؟!

فالله لا يضيع أجر المحسنين ولا إيمان المؤمنين.

.

وهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سألها مسكين وهي صائمة وليس في بيتها إلا رغيف،

فقالت لمولاة لها: أعطيه إياه،

فقالت: ليس لك ما تفطرين عليه،

فقالت: أعطيه إياه، ففعلت،

قالت: فلما أمسينا أهدى لنا أهل بيت أو إنسان ما كان يهدى لنا، شاة وكفنها،

فدعتني عائشة فقالت: كلي من هذا فهذا خير من قرصك.

.

قال العلماء: هذا من المال الرابح والفعل الزاكي عند الله تعالى، يعجل منه ما يشاء ولا ينقص ذلك مما يدخر عنده، ومن ترك شيئا لله لم يجده فقده،

وعائشة رضي الله عنها في فعلها هذا من الذين أثنى الله عليهم بأنهم يؤثرون على أنفسهم مع ما هم فيه من الخصاصة، وأن من فعل ذلك فقد وقي شح نفسه، وأفلح فلاحاً لا خسارة بعده،

ومعنى شاة وكفنها؛ فإن العرب أو بعض العرب أو بعض وجوههم كان هذا من طعامهم، يأتون إلى الشاة أو الخروف إذا سلخوه غطوه كله بعجين البر، وكفنوه به ثم علقوه في التنور فلا يخرج من ودكه شيء إلا في ذلك الكفن، وذلك من طيب الطعام عندهم

[3].

.

3- العاقلة وثمرة حفظها لربها

عن أنس قال: قال صلى الله عليه وسلم:{صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة}

[4].

.

انظري يا أختاه لما صنعته أم شريك من المعروف.

عن ابن عباس قال: وقع في قلب أم شريك الإسلام وهي بمكة وهي إحدى نساء قريش ثم إحدى بني عامر بن لؤي، فأسلمت، ثم جعلت تدخل على نساء قريش سراً فتدعوهن وترغبهن في الإسلام،

حتى ظهر أمرها لأهل مكة، فأخذوها وقالوا لها: لولا قومك لفعلنا بك وفعلنا، ولكنا سنردك إليهم،

قالت: فحملوني على بعير ليس تحتي شيء موطأ ولا غيره، ثم تركوني ثلاثاً لا يطعمونني ولا يسقونني،

قالت: فما أتت علي ثلاث حتى ما في الأرض شيء أسمعه، فنـزلوا منـزلاً وكانوا إذا نـزلوا أوثقوني في الشمس واستظلوا وحبسوا عني الطعام والشراب حتى يرتحلوا، فبينما أنا كذلك إذ أنا بأثر شيء علي برد منه، ثم رفع، ثم عاد فتناولته، فإذا هو دلو ماء، فشربت منه قليلاً، ثم نـزع مني، ثم عاد فتناولته فشربت منه قليلاً، ثم رفع، ثم عاد أيضاً، ثم رفع، فصنع ذلك مراراً، حتى رويت، ثم أفضت سائره على جسدي وثيابي،

فلما استيقظوا، فإذا هم بأثر الماء، ورأوني حسنة الهيئة، فقالوا لي: انحللت فأخذت سقاءنا فشربت منه؟

فقالت: لا الله ما فعلت ذلك، كان من الأمر كذا وكذا،

فقالوا: لئن كنت صادقة فدينك خير من ديننا، فنظروا إلى الأسقية فوجدوها كما تركوها، واسلموا بعد ذلك

[5].

--------------

[1]تلخيص الحبير لابن حجر (ج 1 ص 220)، والمغني (ج 7 ص 416)، وقال: روي أن عمر رضي الله عنه كان يطوف ليلة في المدينة، فسمع امرأة تقول... وذكر الأبيات السابقة، فسأل عمر نساءً: كم تصبر المرأة عن الزوج؟ فقلن: شهرين، وفي الثالث يقل الصبر، وفي الرابع ينفد الصبر. وفي التلخيص: فكتب إلى أمراء الأجناد في رجال غابوا عن نسائهم أربعة أشهر أن يردوهم. ويروى أنه سأل عن ذلك حفصة، فأجابت بذلك.

 

[2] البخاري (ج 3 ح 3184).

 

[3] تفسير القرطبي (ج 18، ص 26).

 

[4] صحيح الجامع (ح 3795).

 

[5] الإصابة (ج، ص 238).

 

يتبع بعون الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

4- العاقلة والحرص على طلب العلم والسؤال عن الدين

 

جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت:

يا رسول الله، ذهب الرجال بحديثك - أي سمعوه وتعلموه - فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتي فيه تعلمنا مما علمك الله،

فقال عليه الصلاة والسلام:{اجتمِعن يوم كذا وكذا}

فاجتمَعن، فجاء صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله

[6].

.

وهذه بعض أسئلة نسائية:

عن أسماء بنت أبي بكر قالت: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت:

يا رسول الله، إن ابنتي أصابتها الحصبة فتمرق شعرها - تقصف وسقط - وإني زوجتها، أفَأَصِلُ فيه؟

فقال صلى الله عليه وسلم:{لعن الله الواصلة والموصولة}

[7] يعني صاحبة الشعر والتي تصل لها.

.

امرأة أخرى تسأل عن كيفية غسل الشعر عند الاغتسال، فتقول:

يا رسول الله، إني امرأة أشد ضفر رأسي - أجعله ضفائر - أفأنقضه للجنابة؟ يعني أأفُكُّهُ؟

قال:{إنما يكفيك أن تحثي عليه ثلاث حثيات من ماء ثم تفيضي على سائر جسدك، فإذا أنت قد طهرت}

[8].

.

وسألتني إحدى النساء؛ ماذا تفعل لكي تمسح برأسها أثناء الوضوء لأنها لو مسحت برأسها مدبرة مقبلة بيدها يتفرق شعرها ويسبب لها مشقة؟

وأجبتها بما ذكره الشوكاني في {نيل الأوطار}:

عن الربيع بنت معوذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ عندها ومسح برأسه فمسح الرأس كله من فوق الشعر، كل ناحية لمنصب الشعر، لا يحرك الشعر عن هيئته

[9]. وفي هذا بلا شك تيسير عظيم.

.

وها هي أم سليم رضي الله عنها تسأل النبي صلى الله عليه وسلم:

يا رسول الله، إن الله لا يستحي من الحق، فهل على المرأة غسل إذا هي احتلمت؟

قال:{نعم، إذا رأت الماء}. متفق عليه.

.

ومن عظيم الأسئلة التي وجهت للنبي صلى الله عليه وسلم وتحمل الدلالة على الفقه والحس الديني، هذا السؤال:

وفيه أن أسماء بنت يزيد بن السكن رضي الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت:

يا رسول الله، إني رسول من ورائي من جماعة نساء المسلمين، كلهن يقلن بقولي، وعلى مثل رأيي، إن الله بعثك إلى الرجال والنساء، فآمنا بك واتبعناك، ونحن معشر النساء مقصورات مخدرات {في الخدر وهو الستر} قواعد بيوت، وإن الرجال فضلوا بالجمعات، وشهود الجنائز والجهاد، وإذا خرجوا للجهاد حفظنا لهم أموالهم، وربينا أولادهم، أفنشاركهم في الأجر يا رسول الله؟

فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه فقال:{هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالاً عن دينها من هذه؟}

فقالوا: بلى يا رسول الله،

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{انصرفي يا أسماء، وأعلمي من رواءك من النساء أن حُسن تَبَعُّل - أي معاشرة - إحداكن لزوجها وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته يعدل كل ما ذكرت}.

فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشاراً بما قال لها عليه الصلاة والسلام

[10].

.

لماذا فرحت أسماء رضي الله عنها؟

لأنها رأت فضل الله عز وجل وهو القائل: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].

فالأجر الذي تناله المرأة في ترتيب مسكنها وتربية أولادها، ورعاية بيت زوجها وما له يعدل أجر المجاهد في جهاده ويعدل شهود الرجل الجمع والجماعات، كما تبين من الحديث.

.

وأخرى من العاقلات تطلب العلم وتستفسر عن حقوق الزوج وعدم غشه:

فعن سلمى بنت قيس - وكانت إحدى خالات رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلت معه القبلتين، وكانت إحدى نساء بني عدي بن النجار - قالت:

جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته في نسوة من الأنصار، فلما شرط علينا أن لا نشرك بالله شيئاً ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصي في معروف،

قال:{ولا تغشنن أزواجكن}،

قالت: فبايعناه، ثم انصرفنا، فقلت لامرأة منهن: ارجعي فسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما غش أزواجنا؟

قال:{تأخذ ماله فتحابي به غيره}

[11].

.

وقد ذكر الحافظ ابن عساكر - وهو أحد رواة الحديث - أن عدد شيوخه وأساتذته من النساء، كان بضعاً وثمانين أستاذة.

.

5- العاقلة ومعالجة مشاكل الحيض والاستحاضة

 

جاءت امرأة - وهي خولة بنت يسار - تقول للنبي صلى الله عليه وسلم:

إني امرأة أحيض وليس عندي غير ثوب واحد فلا أدري كيف أصنع يا رسول الله -ـ أي عند الصلاة -؟

فقال:{إذا تطهرت فاغسلي ثوبك ثم صلي فيه}.

قلت: يا رسول الله، إني أرى الدم فيه،

فقال" {اغسليه ولا يضرك أثره}

[12].

.

سبحان الله! لا تملك غير ثوب واحد تحيض فيه وتصلي فيه!!

ونساء كثيرات في هذا الزمن امتلأت بيوتهن بالثياب، بل لا تقبل الواحدة منهن أن تكرر لبس الثوب في مناسبتين، ولا بد من ثوب جديد،

والنبي صلى الله عليه وسلم دعا بالتعسة والنكسة على عباد الثياب، عباد الموضة، واللاهثات خلف كل جديد،

فقال صلى الله عليه وسلم:{تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة

[13]، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش}[14]

أي: إذا أصيب بشوكة فلا برأ منها.

.

والحديث يعم الرجال والنساء، ولا نحرم زينة الله التي أخرج لعباده، ولكن نقول فقط: هل من تعظم الدنيا إلى هذا الحد تعظم دينها وتقف عند حدوده؟!

.

وفي شأن الاستحاضة - وهي استمرار نـزول الدم على المرأة وجريانه في غير أوانه -، فقد قالت حمنة بنت جحش

[15]:

كنت أُستحاض في حيضة كثيرة شديدة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستفتيه وأخبره، فوجدته في بيت أختي زينب بنت جحش،

فقلت: يا رسول الله، إني امرأة أستحاض حيضة كثيرة شديدة، فما ترى فيها؟ قد منعتني الصلاة والصوم،

فقال:{أنعت لك الكرسف فإنه يذهب الدم}،

قالت: هو أكثر من ذلك،

قال:{فاتخذي ثوبا}،

فقالت: هو أكثر من ذلك، إنما أثج ثجاً،

قال صلى الله عليه وسلم:{سآمرك بأمرين، أيهما فعلت أجزأ عنك من الآخر، وإن قويت عليهما فأنت أعلم}.

قال لها:{إنما هذه ركضه من ركضات الشيطان، فتحيضي ستة أيام أو سبعة أيام في علم الله، ثم اغتسلي حتى إذا رأيت أنك قد طهرت واستنقأت فصلي ثلاثا وعشرين ليلة، أو أربعا وعشرين ليلة وأيامها وصومي فإن ذلك يجزيك، وكذلك فافعلي في كل شهر كما تحيض النساء وكما يطهرن ميقات حيضهن وطهرهن، وإن قويت على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر فتغتسلين وتجمعين بين الصلاتين الظهر والعصر، وتؤخرين المغرب وتعجلين العشاء، ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين فافعلي، وتغتسلين مع الفجر فافعلي وصومي إن قدرت على ذلك}.

قال صلى الله عليه وسلم: {وهذا أعجب الأمرين إلي}.

.

قال الخطابي تعليقا على الحديث: إنما هي امرأة مبتدأه - يعني من يوم بلغت المحيض وهي على هذه الحال فلم تجرب أيام الحيض بعددها - لم يتقدم لها أيام ولا هي مميزة لدمها - يعني لون دم الحيض من دم الاستحاضة، وقد استمر بها الدم حتى غلبها، فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها إلى العرف الظاهر والأمر الغالب من أحوال النساء... الخ

[16].

 

----------------------------------

 

 

[6] مسلم ج 4 ح 2633.

 

[7] البخاري ج 5 ح 5889، ومسلم ج 3 ح 22/2.

 

[8] مسلم ج 1 ح 330 وغيره.

 

[9] رواه أحمد (ج6 ص 360)، وأبو داود (ج1، ص 31)، وقال الألباني في صحيح أبي داود: (حسن) (ح 134).

 

[10] الاستيعاب لابن عبد البر ج 4 ح 2233.

 

[11] رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجاله ثقات. وانظر مجمع الزوائد (6/38).

 

[12] صحيح أبي داود للألباني ح361.

 

[13] الخميصة: أي القطعة وهي نوع من الثياب.

 

[14] البخاري ج 3 ح 2730 عن أبي هريرة.

 

[15] صحيح أبي داود (ح 280).

 

[16] تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي ج 1 ص 337.

يتبع بعون الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

6- العاقلة وحب التنزيل

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل على أم أيمن فقربت إليه لبناً، فإما كان صائماً وأما قال:{لا أريد}، فأقبلت إليه تضاحكه،

فلما كان بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر لعمر: انطلق بنا نـزر أم أيمن كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما دخلا عليها بكت،

فقالا: ما يبكيك فما عند الله خير لرسوله؟

قالت: أبكي أن وحي السماء انقطع، فهيجتهما على البكاء، فجعلت تبكي ويبكيان معها

[17].

.

وفي رواية [18]:{ولكني أبكي على الوحي..}

وأم أيمن هي مولاة النبي صلى الله عليه وسلم وحاضنته، وكانت مولاة لأبيه عبدالله،

وهي أم أسامة بن زيد رضي الله عن الجميع.

.

فأم أيمن رضي الله عنها حين تبكي يظهر من بكائها هموم المرأة المؤمنة العاقلة وأحزانها،

تبكي لأنها تابعت القرآن وهو ينـزل آية آية ولم تعد ترى من التنـزيل المزيد.

.

وقد بكت أيضاً لما قتل عمر؛ لعلمها أن عمر كان حصناً للإسلام ونصراً، ولذلك قيل لها في بكائها على عمر،

فقالت: اليوم وهَى الإسلام، أي ضعف

[19].

فما هي آلامك وأحزانك أيتها المسلمة؟

لأي شيء تذهب دموعك وتسح عبراتك؟

نريدك باكية على الخطيئة، نادمة على المعصية،

نريدك باكية من قراءة القرآن، فإن لم تقدري فمتباكية.

.

أيتها المسلمة! هل تقرأين من القرآن شيئاً في اليوم والليلة؟

هل أبكتك بعض آياته، ومواقفه الجليلة؟

هل تعلمين بأحكامه، وتهذبين نفسك، وتطهرين سلوكك وقلبك بتوجيهاته وأوامره ونواهيه؟

هذا ما نريده منك أيتها العاقلة.

.

7- العاقلة وفداؤها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنفسها وأهلها

عن عمارة بن غزية قال: قالت أم عمارة - أمه - رأيتني وانكشف الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فما بقي إلا نُفَير - نفر قليل - ما يتمون عشرة، وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذب عنه - ندافع عنه - والناس يمرون منهزمين،

ورآني ولا ترس معي - وهو درع يحمي المقاتل من الضربات -

فرأى صلى الله عليه وسلم رجلاً مولياً - هارباً - ومعه ترس، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:{ألق ترسك إلى من يقاتل}، فألقاه، فأخذته فجعلت أترس به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،

وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل - تقصد اشتد عليهم في القتال راكبو الخيل من الكفار - لو كانوا رجّالة - أي على أرجلهم مثلنا - أصبناهم إن شاء الله،

فيقبل رجل على فرس، فيضربني، وترست له - بالدرع - فلم يصنع شيئاً وولى، فأضرب عرقوب فرسه فوقع على ظهره،

فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصيح:{يا ابن أم عمارة، أمك، أمك} أي عاونها على قتل الرجل، فعاونني عليه حتى أوردته شَعوب - اسم للموت

[20]. ما شاء الله!

.

ولو كان النساء كمن ذكرنا

space.gif... لفضلت النساء على الرجال

.

ولكن أيتها المسلمة، هل تعرفين لماذا هذا الحب كله والفداء كله لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ اقرئي الفقرة التالية.

.

8- العاقلة ومنـزلة النبي -صلى الله عليه وسلم- عندها

لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من دفن شهداء أحد انصرف راجعاً إلى المدينة، وخرجت النساء تتفقد أحوال المسلمين، فمر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار، وقد أصيب - قُتل - زوجها وأخوها وأبوها بأحد، فلما نعوا إليها - أبلغت بموتهم -

قالت: فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

قالوا: خيراً يا أم فلان، هو بحمد الله كما تحبين،

قالت: أرونيه حتى أنظر إليه - وكانت لا تعرفه - فأشير إليه حتى إذا رأته

قالت: كل مصيبة بعدك جلل - أي هينة

[21].

.

سبحان الله! تلك المرأة من بني دينار يقتل زوجها وأخوها وأبوها ولا تبالي، وكل همها الاطمئنان على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأته بعينها سالماً معافى سكن روعها وهدأت نفسها.

.

سيدي يا رسول الله، لقد كان أصحابك يعرفون حقاً قدرك ومنـزلتك عند الله وعندهم، ففدوك بأنفسهم وأزواجهم وآبائهم وإخوانهم،

لكن لما ضعف الإيمان وقلت الهمة وخارت العزيمة تجرأ البعض على أمرك ونهيك وعلى سنتك، بل على شخصك الجليل. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

.

------------------------------------------

[17] أخرجه مسلم (7/144)، وأحمد وأبو يعلى من هذا الوجه.

[18] الإصابة لابن حجر ج 8 ص 172.

[19] المصدر السابق نفس الصفحة.

[20] سير أعلام النبلاء للذهبي (2/279)، طبقات ابن سعد (8/413).

[21] سيرة ابن هشام ج 4 ص 50.

.

يتبع بعون الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فاصل

موقف يحوي وقفة!

بقلم: طويلبة علم حنبلية

.

كثيرةٌ هي المواقف التي تعترضُ الواحدةَ منّا ، فتقفُ عندَها وقفةَ تأمُّلٍ وتدبُّر ؛

إمّا عجباً أو فرحاً أو حزنا أو أو!

 

وما أكثرَ ما يمنُّ الله سُبحانه على المرء بعدَ تيكَ الوقفات ،

بعودٍ أو أوبٍ أو تبدُّلِ حالٍ إلى أحسنَ منه!

 

وما تيكَ المنّة إلّا من جميلِ لطف الله ببني الإنسان ، وكريمِ عطفه ؛

إذ لولا تسخيره سُبحانه لهذا العقل ليُعمله المرءُ فيما يوقظه ويبصِّرهُ بينَ فينةٍ وأخرى ؛

لما ازدادَ المرءُ هدىً وتُقى ، وما اتّعظَ وأدركَ حكمةَ مولاهُ ورأفته به في سائرِ شأنه!

 

أولى المواقف التي حصلت لي ، واستوقفتني حقيقة :

(1)

بينا كنتُ أجلي الأواني ، مددتُ يدي لـ(حوض الجلي) ؛ لأخرجَ ما به ، وإذ بي أخرجُ كأساً مكسوراً من طرفه ، وكانَ الجزءُ الحادُّ من الكأسِ جهةَ يدي!!

حينها : ألقيتُ الكأسَ في الـ(سلّة) ، وقلتُ مباشرة: (الحمدُ لله)!

في الوقتِ ذاتِه: أدخلتُ يدي -مرّةً أخرى- في الـ(حوض) ؛ وإذ بطرفِ سكِّين يخدشُ يدي بقوّة!

حينها قلتُ: ( آآآآخ)!

 

ولكننّي أطرقتُ قليلاً!

استدركتُ حالي ، وقلت : (الحمدُ لله)!

 

في تيك الأثناء : أدركتُ أنّ شكرَنا لله سُبحانه في السرّاء أكثرَ وأسرعَ منهُ في الضرّاء!

 

//

 

نحتاجُ وقفةً معَ شُكرِنا للهِ سُبحانه وحمدِه في سائرِ أحوالِنا ..

 

------------------------

 

(3)

إحدى النّساء كانت لا تُحسنُ الموازنةَ بينَ

الخلُقِ الحسَنِ ،

والانصياعِ والذلِّ -للأشخاص- للوقوفِ إلى جانبهم! بدعوى أنَّ هذا هو الخلُق الحسنُ بعينِه!!

 

إلى أن أتاها يومٌ صارت تجدُ ممّن أسرفت في الإحسانِ المُفرطِ إليه وصفاً بالـ(مسكينةِ) و (الغبيّة)!

 

حينَ وقفتُ على حالِها وما آلَ إليهِ أمرُها ؛ حمدتُ اللهَ أن صرفَ عنّي العواطفَ المُفرطة تُجاه النّاس ، وشكرتُ اللهَ حينَ سمعتُ من فيِّ أكثرِ شخصٍ أعاملُه ، قالَ لي:

"ما أجملَ الشّخصيّةَ القويّةَ لما أن تُتوَّج بالاستقامة"!

 

//

 

في تهذيبِ الأسماء واللغات للإمام أبي زكريا النووي-رحمه الله ، ج1 ، ص57 ، ط دار الكتب العلمية .

فصل في نوادر من حكم الإمام الشّافعي -رحمه الله ، يقول :

• ( ما أكرمتُ أحدًا فوقَ مقدارِه ، إلا اتَّضعَ من قدري عندَه ، بمقدارِ ما زدتُ فى إكرامِه! ) .

 

---------------

 

تعليق طويلبة شنقيطية

 

أتذكر جدي رحمه الله (والد أمي ) كان من أكثر الناس تواضعا لكنه لم يكن يحب إذلال النفس

وكثيرا ما يقول :

ميزوا بين الذل والتواضع ،

فما من فضيلة إلا وهي بين رذيلتين

والتواضع منزلة بين الكبر والذل

لن في الجانب للمسلمين ولا تترفَّع على أحد

وفي المقابل لا تسْتَكِن لأحد وترفعه فوق المنزلة التي يستحق .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

9- العاقلة مستجيبة لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-

قال الله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال: 24].

فاستجابت أم حُمَيد رضي الله عنها وعن زوجها أبي حميد الساعدي،

جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقالت: يا رسول الله، إني أحب الصلاة معك.

فقال لها:{قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي}

[22].

.

قال الراوي عبدالله بن سويد: فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه، وكانت تصلي فيه حتى لقيت الله تعالى.

وبيت المرأة هو المكان الذي تبيت فيه، وهو أستر مكان في المنـزل كله،

فهل تستجيب أخواتنا لتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم فيما يخص الخروج إلى المساجد وآداب ذلك، في الوقت الذي كثر فيه الاختلاط والسفور والفتن، وغابت الضوابط الشرعية التي تضبط خروج المرأة، وكثر مرضى القلوب والمتعرضون؟

وإن العاقلة لتختار بيتها لتصلي فيه إذا عرفت أن زمننا أشد وأفظع من زمن أم حميد.

.

ولما خطب النبي صلى الله عليه وسلم في النساء يوم عيد قائلاً:

{يا معشر النساء، تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم}

[23]،

تأثرت النساء جداً بهذا الخبر، فكانت الاستجابة سريعة جداً أيضاً، وفي نفس الموقف، فجعلن يتصدقن من حليهن ويلقين في ثوب بلال رضي الله عنه من أقراطهن وخواتيمهن - والقرط هو الحلق،

وفعل النساء هذا الشيء يوم عيد وفرحة وزينة وتباهي بالحلي يدل على سرعة الاستجابة لله ورسوله، والخوف من جهنم،

ولو طلب النبي صلى الله عليه وسلم أرواحهن لقدمنها رخيصة افتداء من عذاب النار.

.

إنها القلوب الحية التي تستجيب لله ورسوله وتختار ما عند الله.

.

والحديث كما أسلفنا كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلى النساء في يوم عيد، حيث قام صلى الله عليه وسلم يعظهن ويذكرهن بالله. وها هو بتمامه:

عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

{يا معشر النساء، تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار}.

فقالت امرأة منهن جزلة

[24]: وما لنا يا رسول الله؟

قال:{تكثرن اللعن وتكفرن العشير، وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب ٍمنكن}.

قالت: يا رسول الله، وما نقصان عقلها؟

قال" {أما نقصان العقل؛ فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل

[25]، فهذا نقصان العقل، وتمكث الليالي ما تصلي؛ وتفطر في رمضان، فهذا نقصان الدين}[26].

.

10- العاقلة والتعبد بالليل

قال الله تعالى: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ... ﴾ [الزمر: 9].

ها هي حفصة بنت سيرين الأنصارية العالمة الزاهدة العابدة تحفظ القرآن وهي بنت ثنتي عشرة سنة، وعاشت سبعين سنة، عمرت كلها بالعبادة والقرآن،

مكثت حفصة بنت سيرين ثلاثين سنة لا تخرج من مصلاها إلا لقائلة - الراحة وقت القيلولة - أو قضاء حاجة كما قال عنها مهدي بن ميمون.

ويقول عنها إياس بن معاوية: ما أدركت أحداً أفضله عليها.

.

وليس معنى هذا دعوة النساء إلى الرهبنة، {فلا رهبانية في الإسلام}[27]،

فالإسلام لا يدعو إلى التبتل والانقطاع وترك الأعمال والتربية والخدمة وغير ذلك من الأمور الاجتماعية والحياتية، لكن لا يبغي أحدها على الآخر.

.

ونموذج آخر هو امرأة رياح بن عمرو القيسي وهو رجل صالح أراد أن يختبر عزيمة امرأته على قيام الليل، فتناوم، فقامت هي تصلي وأيقظته، فادعى التثاقل وأنه سيقوم، فكررت إيقاظه بعد ما مضى ربع الليل، وهكذا إلى أن مضى الليل ولم يقم،

فقالت: مضى الليل وعسكر المحسنون وأنت نائم! ليت شعري من غرني بك يا رياح، من غرني بك

[28]؟

.

إن هذا المرأة ما هي إلا نموذج عملي لقول النبي صلى الله عليه وسلم:

{رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء}

[29] أي رشت عليه من الماء.

.

وامرأة رياح تأسف على زواجها منه لما رأته لا يقيم الليل، فعلى أي شيء تأسفين في زوجك أيتها المسلمة؟

ألأنه فقير،

أم لأنه لا يمتلك سيارة،

أم لأنه ليس من أسرة عريقة مرموقة،

أم لأنه ضعيف في دينه؟!

هذه الأخيرة التي نريد أن تكون مصدر قلق وانـزعاج المسلمة العاقلة.

 

----------------------------------

[22] صحيح ابن حبان (ج 1 ح 2217).

[23] البخاري (ج 1 ح 298)، ومسلم (ج 1 ح 79)، وغيرهما.

[24] أي: تامة الخلق.

[25] وقد يستخدم بعض البسطاء هذا الحديث مدعاة للتنقيص من شأن المرأة وتعييرها بنقص العقل والدين، وهذا لا يجوز، وإن كان المراد بنقصان العقل قلة الضبط، وكثيراً ما يقع في هذا رجال.

[26] مسلم ج 1 ح 79.

[27] لا رهبانية في الإسلام، والرواية الصحيحة: (ولا تكونوا كرهبانية النصارى). صحيح الجامع ح 2941.

[28] صفوة الصفوة ج 4 ص 44.

[29] صحيح الجامع عن أبي هريرة ح 3494.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-121824-0-10712300-1327318895.gif

 

خنساء هذا العصر

 

 

يقول:

سافرت إلى مدينة جدة في مهمة رسمية .. وفي الطريق فوجئت بحادث سيارة .. يبدو أنه وقع لحينه .. كنت أول من وصل إليه .. أوقفت سيارتي واندفعت مسرعاً إلى السيارة المصطدمة ..

تحسستها في حذر .. نظرت إلى داخلها .. حدّقتُ النظر .. خفقات قلبي تنبض بشدة .. ارتعشت يداي .. تسمَّرت قدماي .. خنقتني العبرة ..

ترقرقت عيناي بالدموع .. ثم أجهشت بالبكاء ..

منظر عجيب .. وصورة تبعث الشجن ..

كان قائد السيارة ملقىً على مقودها .. جثة هامدة .. وقد شبص بصره إلى السماء .. رافعاً سبابته .. وقد أفتر ثغره عن ابتسامة جميلة .. ووجهه تحيط به لحية كثيفة .. كأنه الشمس في ضحاها .. والبدر في سناه ..

العجيب .. أن طفلته الصغيرة كانت ملقاة على ظهره .. محيطة بيديها على عنقه .. ولقد لفظت أنفاسها وودعت الحياة ..

لا إله إلا الله ..

لم أر ميتة كمثل هذه الميتة .. طهر وسكينة ووقار .. صورته وقد أشرقت شمس الاستقامة على محياه .. منظر سبابته التي ماتت توحّد الله .. جمال ابتسامته التي فارق بها الحياة .. حلّقت بي بعيداً بعيداً ..

تفكرت في هذه الخاتمة الحسنة .. ازدحمت الأفكار في رأسي .. سؤال يتردد صداه في أعماقي .. يطرق بشدة .. كيف سيكون رحيلي !! .. على أي حال ستكون خاتمتي ؟!

يطرق بشدة .. يمزّق حجب الغفلة .. تنهمر دموع الخشية .. ويعلو صوت النحيب .. من رآني هناك ضن أني أعرف الرجل .. أو أن لي به قرابة ..

كنت أبكي بكاء الثكلى .. لم أكن أشعر بمن حولي !! ..

ازداد عجبي .. حين انساب صوتها يحمل برودة اليقين .. لامس سمعي وردَّني إلى شعوري ..

يا أخي لا تبك عليه إنه رجل صالح .. هيا هيا .. أخرجنا من هناك وجزاك الله خيرا

إلتفتُ إليها فإذا امرأة تقبع في المقعدة الخلفية من السيارة .. تضم إلى صدرها طفلين صغيرين لم يُمسا بسوء ، ولم يصابا بأذى ..

كانت شامخة في حجابها شموخ الجبال .. هادئة في مصابها منذ أن حدث لهم الحدث !!

لا بكاء ولا صياح و لا عويل .. أخرجناهم جميعاً من السيارة .. من رآني ورآها ضن أني صاحب المصيبة دونها ..

قالت لنا وهي تتفقد حجابها وتستكمل حشمتها .. في ثباتٍ راضٍ بقضاء الله وقدره

" لو سمحتم أحضروا زوجي وطفلتي إلى أقرب مستشفى .. وسارعوا في إجراءات الغسل والدفن .. واحملوني وطفليَّ إلى منزلنا جزاكم الله خير الجزاء " ..

بادر بعض المحسنين إلى حمل الرجل وطفلته إلى أقرب مستشفى .. ومن ثم إلى أقرب مقبرة بعد إخبار ذويهم ..

وأما هي فلقد عرضنا عليها أن تركب مع أحدنا إلى منزلها .. فردّت في حياء وثبات " لا والله .. لا أركب إلا في سيارة فيها نساء " .. ثم انزوت عنا جانباً .. وقد أمسكت بطفليها الصغيرين .. ريثما نجلب بغيتها .. وتتحقق أمنيتها ..

استجبنا لرغبتها .. وأكبرنا موقفها ..

مرَّ الوقت طويلاً .. ونحن ننتظر على تلك الحال العصيبة .. في تلك الأرض الخلاء .. وهي ثابتة ثبات الجبال .. ساعتان كاملتان .. حتى مرّت بنا سيارة فيها رجل وأسرته .. أوقفناهم .. أخبرناه خبر هذه المرأة .. وسألناه أن يحملها إلى منزلها .. فلم يمانع ..

عدت إلى سيارتي .. وأنا أعجبُ من هذا الثبات العظيم ..

ثبات الرجل على دينه واستقامته في آخر لحظات الحياة .. وأول طريق الآخرة ..

وثبات المرأة على حجابها وعفافها في أصعب المواقف .. وأحلك الظروف .. ثم صبرها صبر الجبال ..

إنه الإيمان .. إنه الإيمان ..

{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ } إبراهيم27

post-121824-0-82704700-1327319225.gif

تعليق :

الله أكبر .. هل نفروا في هذه المرأة صبرها وثباتها .. أم نفروا فيها حشمتها وعفافها .. والله لقد جمعت هذه المرأة المجد من أطرافه ..

إنه موقف يعجز عنه أشداء الرجال .. ولكنه نور الإيمان واليقين ..

أي ثباتٍ .. وأي صبرٍ .. وأي يقين أعظم من هذا !!!

وإنني لأرجو أن يتحقق فيها قول الله تعالى :

{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }البقرة

أسأل الله_عز وجل_ أن يرزقنا الصبر والرضا بما قسم الله لنا، وأن يرزقنا حلاوة الإيمان

اللهم آمين

منقووول

post-121824-0-50872300-1327318931.gif

تم تعديل بواسطة ღ أمـ الرحمن ـة ღ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-93813-0-27087800-1327770704.png

من خواطر أم هانئ

ْْْْْْْْْْْْْْْْ ْْ ْْ

اللهم : اغننا بفضلك عن جميع خلقك .

ألفتني في اطّراد ضعفٍ منذ أمد ليس طويلا ، أجهد ويشق عليّ

عملٌ ولو كان سهلا يسيرا ، وقد كنتُ قبلا أرى مثله هيّنا ويسيرا

العين ضعفت وصار بصري كليلا ، يشق علي مضغ قاسي الطعام قليلا

يضطرني جسدي إلى الدعة أمدا طويلا طويلا

فراعني تغيير حالي وصار بالي كسيفا كسيرا

أََسَيَطَّرِدُ حالي حتى أصير على الأنام كليلة ؟

ففزعت أدعو الرحمن ربي بتضرّعٍ و كثيرا :

( اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أبدا ما أحييتنا واجعله الوارث منا )

 

فَدُمْتُ على تكرار سؤالي ؛ آملة من الكريم قََـبُلا .

 

post-93813-0-62846200-1327770716.png

 

إن الله واسع عليم

 

حان وقت الرحيل لأداء حجة الفريضة ، و تحتم ترك الصغار في

تلكم السفرة الوحيدة ، فركبني هم وغم و صيّرني فكري شريدة :

- من للصغار مثل أم حانية ودودة ؟

- من يطعمهم ، ويرعاهم ، و يحفظهم من كل حادثة جديدة ؟

- من يتعهد وقايتهم من برّد ليلة شديدة ؟

- من يرقيهم صباحَ مساء! برقية محيطة حميدة ؟

** فــاتصل دمع العين سيلاً طويلاً مديدا ،

و انخلع قلبي حال الفراق فصار مني بعيدا ؛

فناشدت ربي صبرا على الفراق حميدا ،

وصبّرتُ النفسَ أردد دعاء سفري ؛ لفضل ربي مريدة ،

فرزقني الرحمن فهمًا عجيبًا رائقًا وفريدا !!!

كأنما لم أكن لألفاظ الحديث واعية حافظة عتيدة :

((.... اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ...))

يصحبني في سفري ، ويخلفني في أهلي ، يكلأنا حافظا و شهيدا .

فهدأ رُوعي و سكن قلبي لما جاء في الحديث سعيدة

وزال بذا هم فراق الصغار بعيدا .

و كان أمري بفضل من الرحمن ميسرًا و وسديدا .

ودام سفري شهـــــــــــرًا وعدتُ عودًا حميدا .

و عجبتُ من حفظ الإله صغاري حفظًا كريمًا محيطًا و ودودا

 

فقلت لنفسي :

لِـمَ العجب ؟ ألم يكن صاحبي في سفري وخليفتي

في أهلي ربًّا قيّومًا واسعًا وحميدا .

 

post-93813-0-62846200-1327770716.png

 

 

هل نعبد الله باسمه الغني ؟

 

قرأت يوما قوله تعالى :

(( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم )) سورة البقرة / الآية 127

 

فعجبت : لِمَ يدعو النبيّان بقبول البناء والعمـل !

وقد أُمرا برفع بناء البيت فأجابا بكل حبّ على عجل !

كأنما يخشون ردّ العمل ، ويرجون أن يكون عند الإله قد قُبِل !

 

وزاد عجبي بجواب رسولنا عائشة عن أهل الخير و الوجل !

-* [ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة } قالت عائشة : أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون قال لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا تقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون .]

الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3175 / خلاصة الدرجة: صحيح

عجبا : يسارعون في الخيرات وقلوبهم بين الخوف والأمل

و يرجون ربّ السماوات ألا يردّ طيب العمل

 

وهُديتُ إلى جماع الأمر في قول ربنا سبحانه وتعالى و عزّ وجلّ :

- *(( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد * إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد ))سورة فاطر / الآية 15- 16

 

*- [عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال " يا عبادي ! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما . فلا تظالموا . يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته . فاستهدوني أهدكم . يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته . فاستطعموني أطعمكم . يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته . فاستكسوني أكسكم . يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا . فاستغفروني أغفر لكم . يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني . ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم . كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم . ما زاد ذلك في ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم . وإنسكم وجنكم . كانوا على أفجر قلب رجل واحد . ما نقص ذلك من ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم . وإنسكم وجنكم . قاموا في صعيد واحد فسألوني . فأعطيت كل إنسان مسألته . ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر . يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم . ثم أوفيكم إياها . فمن وجد خيرا فليحمد الله . ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " . وفي رواية : " إني حرمت على نفسي الظلم وعلى عبادي . فلا تظالموا " . ]

الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2577 / خلاصة الدرجة: صحيح .

 

حينها علمت : لِمَ كان سمت أسلافنا دومة الخشية وملازمة الافتقار إلى الإله و الوجلّ

ودوام تساؤل : بين خشية و رجاء وأمل : هل يا تُرى يُنعِم الغني بقبول ذا العمل ؟

 

post-93813-0-42694800-1327770735.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-93813-0-27087800-1327770704.png

نسأل الله العفو والعافية

بقلم : أم هانئ

 

باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :

 

قال بعض أهل العلم

( العلم النافع إذا خالطه الهوى تحول الى جهل مركب... )ا.هـ

عند تأمل هذه المقولة ينبغي أن يحدث للمتأمل وجل ورهبة

فالعلماء هم ورثة الأنبياء إذا كان علمهم نافعا

ووُفقوا للعمل بعلمهم

 

* انظر إلى الشيطان لما يأس من منعهم من تحصيل العلم ابتداءً ، ثم آيس من إغوائهم ليتركوا العمل بما علموا بعدُ ، أتاهم من حيث لم يحتسبوا ولم يشعروا

فجعلهم يخلطون علمهم النافع بالهوى ؛ فتحولوا لأصحاب

جهل مركب - نسأل الله العافية -

فانظر إليهم يحسبون أنفسهم على هدىً يدعون الناس إلى اتباعهم راجين ثواب الله وهم على طريق الضلال

ولم يشعروا بأنهم أُوتوا من قَِبل هواهم وهذا أعظم أنواع الجهل المركب

هذا حالهم مع علمهم !!!

 

ثم انظر إلى أثرهم على العامة الذين يرون علم هؤلاء الظاهر

ويغيب عنهم ما تفرد الرب بعلمه - سبحانه- فلا يوفق أكثر العامة إلى رؤية آثار مخالطة الهوى لعلم هؤلاء الظاهر

 

إلا أن اللطيف يجعل علامات بينات تتجلى لبعض خلقه ممن امتن الله عليهم ببعض البصيرة ؛ فيحذرون الوقوع فى مثل هذا الشَّرك

 

اللهم : إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا ونحن نعلم

ونستغفرك لما لا نعلم .

post-93813-0-42694800-1327770735.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

استمتعت حقًا بالقراءة

و لي عودة لإستكمال قراءة ما لم أقرأه إن شاء الله

 

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة وفع بكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

استمتعت حقًا بالقراءة

و لي عودة لإستكمال قراءة ما لم أقرأه إن شاء الله

 

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة وفع بكِ

جميل الحمدلله

وفي انتظار عودتك

وجزيتِ خيرا يا غالية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-121824-0-10712300-1327318895.gif

من خواطر أم هانئ

.

لا إمامة مع عافية ودوام سلامة .

كم رفعت كفيّ بالدعاء لباسط الأرض ورافع السمــــــاء

أسأله : أن يجعلني وذريتي أئمة للأتقياء وألا يحرمنا أجر هذا الاصطفاء

أكرره غافلة عن سنة لله ماضية بتلازم الإمامة للفتن وعظيم البـلاء

فما أدراني : أأثبت في البلاء ؟ أم تزل قدمي إلى درك فتنة ظلمـاء ؟

فلما خشيت الفتن آثرت السلامة والعافية وتركت ذاك الدعــاء

واستبدلتُ به : (( اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيتَ ... ))

فليدعُ -غيري- بالإمامة من يشاء مع دعائي الخالص له :

أن يثبته الله على شديد الفتن وعظيم البــــــــــلاء .

post-121824-0-82704700-1327319225.gif

اللهم ارزقنا كلمة الحق في الغضب والرضا.

الإنسان إمّا مادحٌ أو ذامٌ و قليلٌ عن كليهما ساكــت

فإن أحبّ غالى في محبوبه فلا يُرى له في مدحه ضابــط

وإن أبغض غالى في ذمّه فهو لكل حسن في خصمه جاحد

وبعضهم يرى أنه تقي نقي مادام لـذمّ خصمـه تارك

وقليل من يذكر خصمه بخير قوّامًا بالحق لربّه و بعدله شاهد

قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) المائدة آية(8).

post-121824-0-82704700-1327319225.gif

* تزوجوا الودود الولود...

-** خيركم خيركم لأهله ..

* قد تُعذر المرأة إذا فقدت نعت الولود .

* ولكنْ هل يا تُرى تُعذر إذا فقدت نعت الودود !!!

 

** الكلمة الطيبة صدقة ، وتبسمك في وجه أخيك صدقة ..

** وفي الأخـــير : النســاء شقــائق الرجــال !!!

post-121824-0-82704700-1327319225.gif

سلامة نفسي أَوْلَى ...

[ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا.. ] التحريم / آية :6

 

ألفتُ نفسي محبة حريصة على نجاة من حولي من الناس

أبذل النصح مهما كلفني ذلك من جهد بــإخلاص

وأهمني حالهم كأني على أعمال الخلق مكلفة من الحراس

و تعديت الحد أحصي عليهم أخطاءهم بلا وعي ولا إحساس

يحدوني الأمل في إصلاحهم ؛ لعلي أصل بالقوم من المعاصي إلى خلاص

زاعمة ذلك قربة للإله تلازمني تلكم النية تلازم الروح و الأنفاس

وشُغلتُ عن سلامة نفسي بحرصي على نجــاة العصاة من الناس

وزاد نكيري على العصاة من القوم بكل حب لهم و إخلاص

أتوعدهم بعذاب من الإله ليس لهم منه فكاك ولا مناص

وأفرطتُ حتى نفر القوم مني وأصبحتُ رمزًا للقنوط والياس

حتى منّ الله عليّ يوما بفهم حديث رُوِيناه عن عاطر الأنفاس :-

 

(( كانا رجلان في بني إسرائيل متواخيين ، فكان أحدهما يذنب ، والآخر مجتهد في العبادة .

فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب ، فيقول : أقصر ،

فوجده يوما على ذنب فقال له : أقصر

فقال : خلني وربي أبعثت علي رقيبا ؟

فقال : والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة .

فقبض أرواحهما فاجتمعا عند رب العالمين

فقال لهذا المجتهد : أكنت بي عالما أو كنت على ما في يدي قادرا ؟

وقال للمذنب : اذهب فادخل الجنة برحمتي .

وقال للآخر : اذهبوا به إلى النار .

قال أبو هريرة : والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه آخرته . ))

الراوي: أبو هريرة المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1318

خلاصة الدرجة: حسن

.

غفر الإله لمن عصاه وأحبط عمل عابد شديد قاس

تألى على الإله فقنّط عبدًا وكان لرحمة الرحمن ناس

فاحذري يا نفس : فما بعثك الرحمن رقيبة على الناس

وكوني عونا ما استطعت تدلي العاص بالحسنى على الخلاص

فإن أطاعكِ فاحمدي الإله ، وإلا فرحمة الله واسعة لكل دانٍ وقاص .

اللهم استر عيوبنا واغفر لنا زللنا و إسرافنا في أمرنا إنك غفور رحيم .

post-121824-0-50872300-1327318931.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما شاء الله روائعٌ هنا

لي عودة لإكمال القراءة بإذن الله .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-121824-0-08036100-1327830123.gif

بقلم: أم هانئ

.

أليس خيرًا أكيدا : أن أُظْلَم ولا أَظْلِم للإله عبيدا ؟

ظُلِمتُ يومًا ظلمًا أليمًـا طاغيًا وشـديـدا

فكِدتُ أُقْتَلُ كمدًا لولا ثباتٌ من الإله حميـدا

فصبّرتُ نفسي : أليس الإله حاضرًا وشهيدا ؟

يعلم السّرّ وأخفى رقيبًا حسيبًا عتيدا

وأن القيامة آتية فليس يومًا بعيـدا

يحكم العدل بين الخلائق حكمًا سريعًا سديدا

يُذهِب غيظ قلبٍ فيعود فرحًا سعيـدا

فهدأ روعي وذهب وجـدي بعيـدا

ولهج قلــبي : حمدًا للإله مجيدا .

post-121824-0-69546700-1327830138.gif

من ذا الذي ما ساء قط *** ومن له الحســــنى فقط .

إذا عاملت الخلق على العصمــة

كانت معاملتك خالية عن الحكمـة

فكل ابن آدم خاطئ -حتما- تفارق بعض أحواله الحسنى

فلمَ العجب من تظالم العبيد وقد صيرها الربّ في كونه سنة (1)! ! !

فإذا لم ترض بتلكم الحقيقة المرَّة ؛ زاد شقاؤك وكانت حياتك من حسرة إلى حسرة .

فاصبر على الأذى ؛ فلستَ بلا معصية ولا جريرة ولا زلة ! ! !

فاليوم صالوا عليك ؛ وغدا لك عليهم أو غيرهم صولة

وأفضل الخلق من رزقه الإله على الإقرار بخطئه قـوة

وحرص على محو زلاّته ، ساعيًا إلى المغفرة والتوبــة .

قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ((كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين: التوابون))

الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2499

خلاصة الدرجة: حسن .

______________________________

(1) نقصد أن وقوع الظلم بين العباد من أقدار الله سبحانه الكونية .

 

post-121824-0-69546700-1327830138.gif

من الفقه في الدين تقديم ما حقه التقديم ...

كنت أبحث يومًا عن فتوى في مسألة وإجابة لجد سؤال :

هل يعاود من حــج الفريضة إلى بيت الله المــآل ؟

أم: يتصدق على فقير محتاج بما رزقه الله من فضلة المال ؟

فوجدتُ فتوى لشيخ الإسلام فيها تفصيل المقال على مقتضى تلكم الحال

ورزقني الله نوال جواب السؤال ، وزاد بفضله عليّ سبحانه ذي الجلال

ووهبني الكريم فقهًا رائقًا لطيفًا كماءٍ عذب زلال :

 

** قد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - :

ماذا يقول أهـ ** ل العلم في رجل

آتاه ذو العرش مالا ** حج واعتمرا

فهزّه الشوق ** نحو المصطفى طربا

أترون الحج أفضـ ** ل أم إيثاره الفقرا ؟

أم حجه عن ** أبيه ذاك أفضل ؟ أم

ماذا الذي يا ** سادتي ظهــرا ؟

فأفتـوا محبا لكـ ** م فديتكمـو

وذكركم دأبه إن ** غاب أو حضرا

فأجاب رحمه الله ‏:‏

نقول فيه ‏:‏ بأن ** الحج أفضل من

فعل التصدق ** والإعطاء للفقرا

والحج عن والـ ** ديه فيه برهما

والأم أسبق في ** البر الذي ذكرا(1)

لكن إذا الفرض خـ ** ـص الأب كان إذن

هو المقدم فيـ ** ما يمنع الضررا

كما إذا كان ** محتاجًا إلى صلة

وأمه قد كفاها ** من برى البشرا

هذا جوابك ** يا هذا موازنــة

وليس مفتيك ** معدودًا من الشعرا

 

** أما جواب السؤال : فكان ترجيح أن يعاود سائله للبيت المآل

 

** وأما الفقه العذب الزلال : فكان في اطراد جواب السؤال :

- الحج عن الوالدين من البّر الحـلال

- ولكن ينبغي تقديم الأم إذا تساوت بين الوالدين الحال ؛

لأمر الشارع بتقديم برّها ... هذا الأصل : لمن أراد في الاتباع الكمال

- ويمكن تقديم الأب لانشغال ذمته بحجة فرضه دونها لعجز كان في الحال .

 

**فائدة عامة أي : ليست بخصوص هذه المسألة خاصة :-

فتفكرت طويلا في تفصيل كلام شيخ الإسلام

وتعجبت من فقهه في توضوح جواب سائله في تمام !!!

وتعلمت : تقديم ما حقه التقديم ، عملا بما جاء به رسولنا عليه من الله السلام

فكم قدمت مَن ( أو ما ) حقه التأخير- دون عذر - من باري الأنام !!!

فهل : تُــراني سالمة لغفلتي من مُساءلة أو عقاب أو مَــلام ؟؟؟

 

اللهم : فقهنا في ديننا ، وعلمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا اللهم من لدنك علما .

آمين آمين آمين .

 

------------------------------------

(1) جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟

قال : ( أمك ) .

قال : ثم من ؟

قال : ( ثم أمك ) .

قال : ثم من ؟

قال : ( ثم أمك ) .

قال : ثم من ؟

قال : ( ثم أبوك ) .

الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5971

خلاصة الدرجة: [صحيح ]

post-121824-0-37604000-1327830158.gif

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما شاء الله روائعٌ هنا

لي عودة لإكمال القراءة بإذن الله .

يا هلا ومرحبا بسندسة

الأروع هو مرورك

في انتظار عودتك بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

العُجْبُ مَهْلَكَةٌ يا طالبَ العلمِ...يُخْبِرُكَ المَاورْدِيُّ في حَادِثةٍ وقَعَتْ له

 

قال رحمه الله في (أدب الدنيا والدين) ص73:

((وَمِمَّا أُنْذِرُك بِهِ مِنْ حَالِي أَنَّنِي صَنَّفْت فِي الْبُيُوعِ كِتَابًا جَمَعْت فِيهِ مَا اسْتَطَعْت مِنْ كُتُبِ النَّاسِ، وَأَجْهَدْت فِيهِ نَفْسِي وَكَدَدْت فِيهِ خَاطِرِي، حَتَّى إذَا تَهَذَّبَ وَاسْتَكْمَلَ وَكِدْت أَعْجَبُ بِهِ وَتَصَوَّرْت أَنَّنِي أَشَدُّ النَّاسِ اضْطِلَاعًا بِعِلْمِهِ،

حَضَرَنِي، وَأَنَا فِي مَجْلِسِي أَعْرَابِيَّانِ فَسَأَلَانِي عَنْ بَيْعٍ عَقَدَاهُ فِي الْبَادِيَةِ عَلَى شُرُوطٍ تَضَمَّنَتْ أَرْبَعَ مَسَائِلِ لَمْ أَعْرِفْ لِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ جَوَابًا،

فَأَطْرَقْت مُفَكِّرًا، وَبِحَالِي وَحَالِهِمَا مُعْتَبَرًا فَقَالَا: مَا عِنْدَك فِيمَا سَأَلْنَاك جَوَابٌ، وَأَنْتَ زَعِيمُ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ؟

فَقُلْت: لَا.

فَقَالَا: وَاهًا لَك، وَانْصَرَفَا.

ثُمَّ أَتَيَا مَنْ يَتَقَدَّمُهُ فِي الْعِلْمِ كَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِي فَسَأَلَاهُ فَأَجَابَهُمَا مُسْرِعًا بِمَا أَقْنَعَهُمَا وَانْصَرَفَا عَنْهُ رَاضِيَيْنِ بِجَوَابِهِ حَامِدَيْنِ لِعِلْمِهِ،

فَبَقِيت مُرْتَبِكًا، وَبِحَالِهِمَا وَحَالِي مُعْتَبِرًا وَإِنِّي لَعَلَى مَا كُنْت عَلَيْهِ مِنْ الْمَسَائِلِ إلَى وَقْتِي،

فَكَانَ ذَلِكَ زَاجِرَ نَصِيحَةٍ وَنَذِيرَ عِظَةٍ تَذَلَّلَ بِهَا قِيَادُ النَّفْسِ، وَانْخَفَضَ لَهَا جَنَاحُ الْعُجْبِ، تَوْفِيقًا مُنِحْتَهُ وَرُشْدًا أُوتِيتَهُ.

وَحَقٌّ عَلَى مَنْ تَرَكَ الْعُجْبَ بِمَا يُحْسِنُ أَنْ يَدَعَ التَّكَلُّفَ لِمَا لَا يُحْسِنُ. فَقَدِيمًا نَهَى النَّاسُ عَنْهُمَا، وَاسْتَعَاذُوا بِاَللَّهِ مِنْهُمَا))

 

منقول

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ(214)

سورة البقرة

 

هناك في النحو أدوات نفي وجزم.

ومن أدوات النفي "لم" و"لما"

فعندما نقول: "لم يحضر زيد" فهذا حديث في الماضي، ومن الجائز أن يحضر الآن.

ولكن إذا قلت: "لما يحضر زيد" فالنفي مستمر حتى الآن، أي أنه لم يأتي حتى ساعة الكلام لكن حضوره ومجيئه متوقع.

 

وعندما نتأمل قوله الحق: "وزلزلوا" فأنت تكتشف خاصية فريدة في اللغة العربية، هذه الخاصية هي تعبير الصوت عن واقعية الحركة، فكلمة "زلزلوا" أصلها زلزلة، وهذه الكلمة لها مقطعان هما "زل، زل".

و"زل": أي سقط عن مكانه، أو وقع من مكانه، والثانية لها المعنى نفسه أيضاً، أي وقع من مكانه، فالكلمة تعطينا معنى الوقوع المتكرر: وقوع أول، ووقوع ثانٍ، والوقع الثاني ليس امتداداً للوقوع الأول؛ ولكنه في اتجاه معاكس، فلو كانت في اتجاه واحد لجاءت رتيبة،

إن الزلة الثانية تأتي عكس الزلة الأولى في الاتجاه، فكأنها سقوط جهة اليمين مرة، وجهة الشمال مرة أخرى.

ومثل ذلك "الخلخلة" أي حركة في اتجاهين معاكسين "خل" الأولى جهة اليمين، و"خل" الثانية جهة اليسار، وبهذا تستمر الخلخلة.

وهكذا "الزلزلة" تحمل داخلها تغير الاتجاه الذي يسمى في الحركة بالقصور الذاتي.

والمثال على ذلك هو ما يحدث للإنسان عندما يكون راكباً سيارة، وبعد ذلك يأتي قائد السيارة فيعوقها بالكابح "الفرامل" بقوة، عندئذ يندفع الراكب للأمام مرة، ثم للخلف مرة أخرى، وربما تكسر زجاج السيارة الأمامي حسب قوة الاندفاع؛ ما الذي تسبب في هذا الاندفاع؟

إن السبب هو أن جسم الراكب كان مهيأ لأن يسير للأمام؛ والسائق أوقف السيارة والراكب لازال مهيأ للسير للأمام، فهو يرتج، وقد يصطدم بأجزاء السيارة الداخلية عند وقوفها فجأة.

 

وعملية "الزلزلة" مثل ذلك تماماً، ففيها يصاب الشيء بالارتجاج للأمام والخلف، أو لليمين واليسار، وفي أي جهتين متعاكستين.

و"زلزلوا" يعني أصابتهم الفاجعة الكبرى، الملهية، المتكررة، وهي لا تتكرر على نمط واحد، إنما يتعدد تكرارها، فمرة يأخذها الإيمان، ثم تأخذها المصائب والأحداث، وتتكرر المسألة حتى يقول الرسول صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه: "متى نصر الله"؟

ويأتي بعده القول: "ألا إن نصر الله قريب"

فهل يتساءلون أولاً، ثم يثوبون إلى رشدهم ويردون على أنفسهم "ألا أن نصر الله قريب" ؟؟

أم أن ذلك إيضاح بأن المسألة تتأرجح بين "متى نصر الله" وبين "ألا إن نصر الله قريب"؟.

 

لقد بلغ الموقف في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاختيار والابتلاء إلى القمة، ومع ذلك واصل الرسول صلى الله عليه وسلم والذين معه الاستمساك بالإيمان.

لقد مستهم البأساء والضراء وزلزلوا، أي أصابتهم رجفة عنيفة هزتهم، حتى وصل الأمر من أثر هذه الهزة أن "يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب".

إن مجيء الأسلوب بهذا الشكل "متى نصر الله" يعني استبطاء مجيء النصر أولا،

ثم التبشير من بعد ذلك في قوله الحق: "ألا نصر الله قريب".

ولم يكن ذلك للشك والارتياب فيه.

وهذا الاستبطاء، ثم التبشير كان من ضمن الزلزلة الكبيرة، فقد اختلطت الأفكار:

أناس يقولون: "متى نصر الله"

فإذا بصوت آخر من المعركة يرد عليهم قائلا: "ألا إن نصر الله قريب".

 

وسياق الآية يقتضي أن الذين قالوا: "متى نصر الله" هم الصحابة،

وأن الذي قال: "ألا إن نصر الله قريب" هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.

منقول

 

السؤال :

هل شعرتم بالزلازل كما شعروا أم ليس بعد

وهل ثبتُّم كما ثبتوا أم .... ؟؟؟؟

أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ ...... !!!!!!!!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فوائد وفرائد لسارة بنت محمد

.

إذا لقيت إنسانا لا ينزجر ..لا يرعوي..لا يستحي...لا يتفهم ..ولا يسمع ما تقول ليفهم..

إن تواضعت له افتخر..

وإن أغلظت له انتصر ....

بما أوقعك فيه من الوحل...

فخير ما تفعله ...تجنبه عند الحديث دهره

إن دخل فاخرج

وإن خرج فادخل

إن خاطبك فأقصر

وإن خاطبته...فالصمت أفضل!

.

...

.

لأن تتواضع للخلق فيستهينون بك

خير من أن تستكبر عليهم فيهابونك

.

...

.

أيا طالب العلم

ذاكر ....ولا تناظر

دارس ...ولا تحاور

اسأل للاستفسار ولا تسأل للاختبار

وأجب برفق ولا تمتنع لسوء ظن

اعمل ولا تكثر من الكلام لا سيما مع ما في ذهنه فكرٌ من اللئام، وعلم الصواب للأنام لا سيما للعوام

فقد رأينا الشح المطاع والهوى المؤثر وإعجاب كل ذي رأي برأيه...فعليك نفسك لا يضرك من ضل إذا هداك الله

.

...

.

لازال العالم يقول: تعلم ثواب العمل يجعلك أقرب للإخلاص وأشد همة وحرصا!

فما بال القلب يغفل عن ذلك حتى ينتكس؟؟

نسأل الله السلامة ونعوذ به من الخذلان

.

...

.

حماقة!

أن تظن أن تركك طاعة عملتها ولو كانت ليست واجبة، لن يؤثر على إيمانك بالنقصان!!

وما لجرح بميت إيلام

.

...

.

إن الدين الذي يهتم بنظافة قدميك خمس مرات في اليوم

لن يسمح لقلبك أن يظل متلطخا بالشهوات!

فكما تتوضأ للصلاة، اغسل قلبك بالإيمان..

.

...

.

العمل لصرف وجوه الناس إليك له لذة

والعمل لوجه الله له ألف ألف لذة

فقط نحن لم نتذوق إلا اللذة الدنيا، ولم يعيش قلبنا مع حلاوة العليا

اللهم ارزقنا الإخلاص

.

...

.

يا فتى!

إن الله لن يسألك كم مناظرة ربحت!

وإنما هو سائلك هل أذعنت للحق لما لك بدا؟

وهل عملت بخلق الإسلام تأدبا؟؟

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لا تبحث عن معلومة في كتاب ولا على لسان عالم......!

إذا كان ذهنك منشغلا بفكرة يريد إثباتها!!

لأنك حينئذ ستؤول وتحرف وتغالي وتزيد وتنقص ...فينثني بين مطارق فكرك عنق الدليل!!

فإن انشغل ذهنك بالبحث عن الحق بحق..فعندها لا يضرك أين تبحث فإن رحمة الله قريب من المحسنين..

.

...

.

إذا دعوت إلى الله أو أمرت بمعروف أو نهيت عن منكر أو تصدرت لفتوى

فعود لسانك أن يستشهد بالقرآن والسنة

فإنما المراد طاعة الله لا طاعتك...وتبليغ أمر الله لا أمرك...

وإن قول الله ثم قول نبيه صلى الله عليه وسلم أشرف من قولك

(قل فلله الحجة البالغة)

.

...

.

ليس هناك أيسر من ذم الناس وتبكيتهم ولومهم وإظهار معايبهم

وليس هناك أشق على النفس من الإنصاف مع من تبغض وتعادي

.

...

.

اعلم رحمك الله أن من فتحت له أبواب السعادة من الطلاب

سهل عليه الجمع بين اتباع صحيح السنة والكتاب

وإجلال أهل العلم الذين هم أولوا الألباب

.

...

.

إذا فسد القلب بالهوى ...فسد العمل بالبغي والشهوات

وإذا انصلح بالتقى انصلح العمل بالإحسان

فإنما هما متلازمان ...وكل إناء بما فيه ينضح

.

...

.

تمر بالإنسان ألوان من الكرب

فلا يكاد يرفع يده يدعو...فتنكشف الغمة!!

فيغلب على ظنه أنها دعوة صالحة بظاهر الغيب

فيرفع يده يدعو لإخوانه

.

...

.

يقولون إنه موهوب منذ كان صغيرا!!

فمن الذي وهبه؟؟

تذكر!

وما بكم من نعمة فمن الله

.

...

.

كل عمل ولو كان مباحا إما لك أو عليك

فإن لم يكن لك ..فكفى بالحسرة وألمها ..عليك!

.

...

.

العلم يجمعنا ويوحدنا ...بالحق!

فإن أشرب القلب الهوى ..بغوا..واختلفوا تفرقا

قال تعالى:" وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم"

.

...

.

بعض عباد الله خلقوا ليكونوا سيفا مسلولا على أعداء الله!

فلا تكن همتك كسره...ولكن إن أصابك منه شيئا أو تأذيت من حدّه

فاجتنبه ولا تعاتبه..ولا تنساه من صالح دعائك

.

...

.

أشد الناس تكاسلا، هو من يرفض أن ينفض عن عقله الغبار ...ليفكر!

والعجب أن لسانه لا يكف عن الكلام!!

.

...

.

علام الغرور وأنت تعجز أن تحفظ في ذاكرتك أشياء كثيرة

والذكرى رأتها عينك وسمعتها أذنك...والذاكرة في جسدك!!

فسبحان من لا ينسى ولا ينام.. "وما كان ربك نسيا"

.

...

.

كان حليما......

كان سمحا ....

كانت قليلة الكلام...

كان قواما ...كانت صوامة...

كانت إذا ذكر الموت تبكي...

كان إذا رأيته يذكرك بالله....

كانت حسنة الخلق...

كان زاهدا في الدنيا مقبلا على الآخرة...

كانت عالية الهمة مضطربة النوم تتجافى عن مضجعها للصلاة...

كان...وكانت...

كذا في سيرهم العطرة قال عنهم بطانتهم الأقربون!!

وتفكرتُ يوما في سيرتي وما سيقوله عني أهلي بعد موتي..

فما وجدت إلا دعاء واحدا!

اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك.

.

...

.

كن مستمعا للآخرين..

يصبون في أذنيك ما يريدون قوله حتى تنتهي كلماتهم...

ثم خذ بأيديهم برفق إلى طريق الحق...وانصحهم بابتسامة إلى طريق الخلاص

كذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ينصت إلى الكبير والصغير والمرأة والطفل حتى يقضي حاجته...

تذكر: لك في تفريج كربة المسلم أجرا ...فلا تفرط فيه

.

...

.

لا تشكو لأحد همك...

فإن غلبك الغم فكن كعبد الله يعقوب...إنما أشكو بثي وحزني إلى الله

هو سبحانه يعلم ما في نفسك قبل أن تشكو

ويعلم ما تريد قبل أن تسأل...

ويعلم ما يصلحك مما لا تعلمه أنت ...

يناديك لتناجيه فلا تتلكأ...عند ربك تجد انشراح الصدر وانفراج الكرب...وسعادة القلب فلا تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير

.

...

.

إذا رأيت من أخيك ما يعجبك

فأنت بالخيار!

إما أن تمدحه فتقطع عنقه...كما ورد في الحديث!

وإما أن تدعو له بالبركة فتنفعه كما ورد أيضا في الحديث!!

.

...

.

قال: أما سمعتَ ما شجر بين العالم (..) والعالم (..)؟؟

هلم "نتدارس" ما شجر بينهما ونحكم لأحدهما بالحق، ثم نأخذ عنه العلم ونعرض عن الآخر!

فرد عليه: وما لنا وما شجر بينهما! وما لنا والحكم عليهما!

خذ منهما ما قال الله وقال رسوله وغض الطرف عما سوى ذلك تفلح

اللهم استر عيب معلمي عني ولا تذهب ببركة علمه مني

.

...

.

أيها الداعي إلى الله

لا تتحدث إلى الناس وأنت تشعر بالسآمة أو الملالة أو الإحباط أو الإرهاق

فإن ذلك يكسو كلامك سوادا يفسد على الناس قلوبهم ويضرهم أكثر مما ينفعهم

فإما أن تستعين بالله تعالى حتى يستنير قلبك فتشرق كلماتك بنور الهدى والرحمة

وإما أن تصمت!

.

...

.

إذا كان التوفيق بيد الله

والسعادة بيد الله

وأنت تعلم أن ما عند الله لا يناله عبد إلا بطاعته

ولو تفكرت لحظات ....تلك اللّذة الدنيا...إلى ماذا تؤول؟؟

إذن:

فلماذا تعصي ربك بالليل يا مسكين؟؟ ثم تتباهى بذلك في النهار كأنك لم تعصِ الملك الغفار!!

تذكر:

(وما عند الله خير وأبقى)

.

...

.

الصبر والدعاء ليس قلة حيلة بل هو قوة الحيلة ..أورث الله به المستضعفين الأرض!

قال تعالى:" قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده...والعاقبة للمتقين"

والعاقبة للمتقين

.

...

.

عجبتُ لمن يتواضع للملوك والجبابرة يزعمه يأخذهم بحلمه إلى الدار الآخرة!!

ثم تراه على العوام مستكبرا حفظا لهيبته متربصا

ما هكذا يا سعد تورد الإبل!!

.

...

.

عظم العالم في نفسك ثم انصحه بما شئت

هل تفاجأت بما تجملت به كلماتك؟؟ هل أدهشتك حسن نبرة صوتك؟؟!

ما أجملها من نصيحة مهذبة!

.

...

.

"دوام" العبادة يرتكز على:

"دوام" الافتقار

"دوام" الاستعانة

"دوام" الخضوع

فإذا اختل "دوام" منها...فرتقه بـــــــــ "دوام" التوبة الاستغفار

.

...

.

دعا الله أن يهبه مالا وزوجة صالحة وولدا بارا...وعمل صالح!

فوُهب!

فقال: إنما أوتيته على علم...

"بل هي فتنة"

.

...

.

من الناس من إذا تكلم..تسائلت لو سقط السامع ميتا أهو قتل عمد أم شبه عمد؟؟

.

...

.

هل لنا بالله من مذكر؟!

في جميل حكمته متأمل

وفي واسع رحمته مؤمل

يحيي بذكر عفو ربنا قلوبنا، فتستشرف إلى الطاعة نفوسنا، وتنفر من المعاصي عقولنا!

يعطر مجالسنا بذكر نبينا sallah.gif، فتنشط جوارحنا بحسن الاتباع

يحدثنا عن الجنة كما ورد في الكتاب والسنة حتى نستنشق من طيب ريحها

ويخوفنا من النار حتى تفيض العيون بالدمع مدرار

اللهم اغسلنا بالثلج والماء والبرد

.

...

.

تعاطف مع صاحب المشكلة ولو كان مخطئا مستحقا للتأنيب!!

فتأنيب المحب أقرب رحما من تأنيب الغاضب

وقبول النصيحة من فم ناصح وقلب رحيم أقرب عزما

والتماسك العذر لا يعني أن المعذور ليس مخطئا، ولا يعني عدم بَذْلِك النصح له

.

...

.

قاعدة:

عذر المخطئ لا يعني أنه (يجوز) له الخطأ

ولا يعني أنه خرج بعذره من دائرة الخطأ!

.

...

.

لقد أغضبك ودفعك لهذا التصرف!

صحيح

ولكن كان يمكنك أن "تصبر" وأن "تحتسب" وأن "تحسن" التصرف بما يرضي الله!!

.

...

.

يا نفس

إن الله لم يصرفك عن الذنب ويوفقك للطاعة لأنك جديرة بهذا

بل هو محض كرمه ومنته وحكمته..

فلو شاء لمنعك فضله وخلاك وداع الشر والشيطان..فهل أنت سالمة وحدك؟

اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.

.

...

.

اللسان مغرفة القلب ومهما حاولت إخفاء خصلة ستظهر فتكون سببا في إفساد أعمال كثيرة

فتفقد قلبك وليس لسانك وكلماتك فحسب ....فإن لسانك لن يغترف إلا من طيب أو خبيث.

وعقيدة أهل السنة أن الجوارح والقلب يتلازمان.

.

...

.

لا تعتنتق كل ما تسمع

تعلم كيف تفكر وتستخرج صحيح الفكر من براثن السقم!

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مما يجدر الإشارة به أن صلاح باطن الداعية وشعورها بالشفقة والرفق الدائم على بني آدم هو خير عون لها على انتقاء كلماتها واختيار الأنسب (بقلم سارة بنت محمد بتصرف)

.

.

.

.

لمزيد من التوضيح إليكِ إحدى تأملات أم هانئ

 

- اصطحبت ابني عصر يوم من الأيام إلى بيت إحدى أخواتنا ، وقد كنت دُعيت على عجلٍ من قِبلها وبعض أخواتنا الكريمات ؛ لاصلاح ذات بين ، حيث حدثت وقيعة بينهن لأسباب متفرقة ، فلبَّيتُ الدعوة ، واصطحبت أصغر الأولاد معي وكان قد جاوز السنتين والنصف بقليل - وجلست والأخوات في حجرة ، وشرع الأولاد الصغار يلعبون في حجرة الألعاب ، وبُدئ الكلام بالترحاب والتحية ، وشيئا فشيئا تصاعد الحديث وتخللته دموع أخوات ، ووصف حال ودفع لأخريات ، وتعليق على ذلك من الباقيات ، وأثناء هذا الخضم من المشاعر والأحداث كان الأولاد يتناوبون علينا ؛ كل له عند أمه حاجة ، وكان ابني بحاجتي مثل أقرانه ، فكان يأتيني بين الفينة والأخرى ؛ ليريني هذه اللعبة أو تلك قائلا -على سبيل المثال -: (انظري يا أمي : أليست هذه كلعبتي ؟... انظري يا أمي : كم هذه اللعبة جميلة! أريد لعبة مثلها ...... )

ولم يكن ما يفعله الأطفال ليفت في عضد الناقش ، وزاد وطيس الحوار واستغرَقَنا بكليتنا ، وفي تلكم الحال

جاءني ابني وهو حامل للعبة على شكل ( سلاح ) قائلا : ( انظري يا أمي ، فأخذتها منه ، وأنا أكمل حديثي وقد صمّتُ الجميع لأهمية ما أقول ، ولم أشعر إلا ويدي على الزناد ، وقد اعتصرته أثناء حديثي انفعالافإذا بصراخ مروّع يملأ المكان، يصم الآذان ، وإذا مصدره ولدي الصغير .

يا الله ماذا حدث ؟ ما الذي يبكيك؟ إنا لله وإنا إليه راجعون !!، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم !!

فأخذت أهدهده ، وهو يصرخ ويصرخ وضعًا كفه الصغيرة- حبيبي - على إحدى عينيه ، وقد اتسعت عيون الحضور دهشة وتعجبًا ، وبعد زمن ليس بالقليل هدأ الولد قليلا ؛ ليريني أسفل جفنه الأيسر وقد أثرت به خرزة صغيرة خرجت من فِي اللعبة والتي ضغطتها دون شعور منيغير عالمة ولا واعية لخطورة ما يخْرج منها ، حيث لم أرَ مثلها قبلا- فلله الأمر من قبل ومن بعد ، و الحمد لله على كل حال ، قدر الله وما شاء فعل ، كم لطف الله بنا أن جنبها العين ذاتها .

وهنا لم استطع الاسترسال في الحديث فاستأذنت منصرفة ، ولم يخطر لي على بال أن أراجع طبيًا ، أو أصحبه للمشفى ؛ لسلامة ظاهره ، وكفه عن البكاء حينها .

إلا أنه أصرّ عليّ كي أحمله - فحسبته دلال الأولاد بعد البكاء من صغار الحوادث - وحملته وقد ألقى برأسه الصغير -حبيبي- على عاتقي ، ونام حتى وصلنا البيت ، فوضعته على الفراش متأثرة ، واعية -تماما - أني سبب ما حدث له وإن لم أتعمده .

* فنام تلكم الليلة وكان يئن في نومه ، ويقعد صارخا أحيانا فأهدهده ؛ ليعاود نومه الذي أقل ما أستطيع وصفه به : أنه كان مضطربا ، وكانت ليلة ليلاء ،منيت النفس بانقشاع

الغمة مع انجلاء الليل ، ولكن هيهات ، فما إن جاء الصباح إلا وقد علا الصياح ، وزاد الأمر سوءً ، ونظرت إلى عينه المصابة ، فهالني احمرار بؤبؤتها الشديد ، خيل إلي أنه قد غشيتها الدماء ، فبادرت به الشروق إلى المشفى القريب فارغ فؤادي يحدوني الرجاء ، وفحصه الطبيب ، وكان حديثه إليّ كالصواعق مرسلات عليّ : (( لن يرى بعينه إلى ما شاء الله ، فأمامنا أمد طويل...... )).... وبالكاد وعيتُ ما قاله بعدُ ، ولكني اِخاله ، رام تقريعي على شنيع صنيعي ، وإهمالي في مراجعة الطبيب ، مما جعل أمر علاجه عصيب ..............................

((إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم اجرني في مصبيتي واخلف لي خيرا منها) فلا تسألنني عن حالي !! جرت عيني بالدمع ، مع انقطاعي عن السمع ، فلم أعلق على قوله بشيء....

 

وفي الأخير أمرني الطبيب :

بالمكث في المشفى إلى أجل غير مسمىً ؛ ليكونحبيبي- تحت الملاحظة الدائمة

وأمرني ألا أجعل رأسه في وضع أفقي بأي حال آناء الليل وأطراف النهار ، مع وضع العديد من علاجات العيون على مدار الليلة و اليوم ، و......................................

 

فانصرفت إلى دعاء ربي أناجيه بقلبي ، أبثه كربي ، وفيض عيني في اتصال ، و قد أصبح كفها عن البكاء محال .

وتوارد عليّ الأهل والجيران و......و ...... فمن راقية ، ومن داعية ، ومن مواسية مسلية ، وقد أجمع الأحباب والأهل والأصحاب

(1)-على : لطيف قدر الله بنا ،

(2)- و نصحي : بالكف عن البكاء ، وعدم الاعتراض على القضاء .*

فأجيبهم : بالحمد لله على كل حال ، وبأن الكف عن البكاء محال ، فالدموع مني فياضة ،

وعيني -والله يا قومي- لي غير منقادة ، فصرتُ عن كفها كليلة ، وليس -ياقومي - بيدي من حيلة .

* وزاد وعظ إحدى المقرَّبات فنصحتني بكلمات شعرت بها كالسياط :- [[ لماذا شديد البكاء ، فماذا إن أصبحت إحدى عينيه عمياء !! يا أختنا : أين الرضا بالقضاء والصبر على البلاء ؟! ]]

فألفتني وقد ضاق صدري من كلامها ، و غص حلقي بنصحها ، وإن لم أستطع ساعتها الرد على قولها ، فصبَّرتُ النفس حتى انصرف الحضور ، وسألت نفسي :

هل أنا غير راضية ؟ لا والله بل أم على طفلها حانية .

فما لهم لا يفقهون ، وبالتسخط يرمونِ !!!

** والحق أني لم أكن أتجاوز عن قولها إن كنت في مكانها ، فكلامها حق ، نردده لكل مصاب ، فلماذا النفور من الخطاب ؟!

وأتاني الجواب :

 

ما كان أحوجني : إلى كلمات مواسية ، رقيقة حانية ، رفيقة العبارة ، جميلة البشارة .

ويشهد الله أني كنت بقضائه راضية ، فمتى كان محض البكاء دليلا على عدم الرضا ؟

وهل مني التسخط قد بدا ؟!

مـــــــــن قال ذلك ؟و مـتى يُنهى عن البكاء متـــــــى ؟!

 

- فقد بكى يعقوب ابنه يوسف عليهما السلام بكاءً ذهب بعينيه :

(( وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم )) يوسف : 84

** فابيضت عيناه وهو كظيم .

 

- عن أسماء بنت يزيد – رضي الله عنها- قالت : - ((لما توفي ابن رسول الله إبراهيم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له المعزي ؛ أبو بكر أو عمر : أنت أحق من عظم الله حقه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب ، لولا أنه وعد صادق وموعود جامع وأن الآخر تابع للأول ؛ لوجدنا عليك يا إبراهيم أفضل مما وجدنا ، وإنا بك لمحزونون))

حسنه الشيخ الألباني في : صحيح ابن ماجه - / رقم: 1302

** تعجب الصحابة من بكاء الرسول؟ وكذا أمام جمع من الحضور!!

- عن محمود بن لبيد الأنصاري - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم -:

((إنما أنا بشر ، تدمع العين ، و يخشع القلب ، و لا نقول ما يسخط الرب ، و الله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون.))

صححه الشيخ: الألباني قي : صحيح الجامع / رقم: 2340

** فدمع العين من خصيصة البشر.

 

- وعن أسامة بن زيد - رضي الله عنه – قال :- ((كان ابن لبعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم يقضي ، فأرسلت إليه أن يأتيها ، فأرسل : ( إن لله ما أخذ ، وله ما أعطى ، وكل إلى أجل مسمى ، فلتصبر ولتحتسب ) . فأرسلت إليه ، فأقسمت عليه ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمت معه ، ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وعبادة بن الصامت ، فلما دخلنا ، ناولوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ، ونفسه تقلقل في صدره ، حسبته قال : كأنها شنة ، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال سعد بن عبادة : أتبكي ؟ فقال : ( إنما يرحم الله من عباده الرحماء ) . )) صحيح البخاري / رقم: 7448

** فمن يرحم صغيرًا إن لم ترحمه أمه ؟!

 

-و عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه – قال : ((أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد عبد الرحمن بن عوف فانطلق به إلى ابنه إبراهيم فوجده يجود بنفسه فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره فبكى فقال له عبد الرحمن أتبكي أولم تكن نهيت عن البكاء ؟ قال لا . ولكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين : صوت عند مصيبة ؛ خمش وجوه ، وشق جيوب ، ورنة الشيطان.))

حسنه الشيخ : الألباني في : صحيح الترمذي / رقم: 1005

** لم ينه عن كل البكاء ، فالأمر فيه تفصيل كما فسر لنا الرسول .

 

- عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه – قال : ((أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بنتا له تقضي ، فاحتضنها فوضعها بين ثدييه ، فماتت وهي بين ثدييه ، فصاحت أم أيمن ، فقيل : أتبكي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ! قالت : ألست أراك تبكي يا رسول الله ؟ قال : لست أبكي ، إنما هي رحمة ، إن المؤمن بكل خير ، على كل حال ، إن نفسه تخرج من بين جنبيه وهو يحمد الله عز وجل .))

علق عليه الشيخ الألباني في : السلسلة الصحيحة / رقم: 4/173- قائلا : إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات.

** ففرق -بأبي هو وأمي- بين بكائها (فصاحت أم أيمن) المحظور في الشرع ، وبين بكائه الذي يدل على الرحمة ، فليس البكاء كالبكاء بحال.

** وهنا تمثلت حالي فتذكرت ما سبق من شديد قالي لكل مصاب كنت أظنني أسليه ، وفي مصابه الجلل أعزيه

وإذا بي كنت بشديد قولي أأذيه ، فشرعت أستغفر الله على ما فات ، عاقدة العزم على الرفق و التلطف لما هو آت برحيم العبارة ، وجميل البشارة .

وبت أبث همي لربي ، أدعوه وأتوسل إليه ، أن يفرج كربي ، أناجيه أني بقضائه راضية ، ولكريم ألطافه واعية ...... ........................

 

وفي الأخير بفضل من الله و نعمة ، و بسبب دعاء الصالحين والصالحات عفا الله عنه وأنار له عينه .

 

أسأل الله أن ينير له بصيرته و إخوانه وأخواته وجميع ذراري المسلمين بمنه وجوده وكرمه آمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ الحب الحقيقي للنبي ﷺ ليس في إقامة مولدٍ لم يشرعه، وإنما في اتباع سنته، وإحياء ما أحياه، واجتناب ما نهى عنه، قال ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [رواه مسلم]

×