اذهبي الى المحتوى
أمّ عبد الله

معنى ( لا يردُّ القضاءَ إلاّ الدّعاء ).

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

 

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

 

فقد روى التّرمذي وغيره عن سلمانَ الفارسيِّ رضي الله عنه أنّ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم قال:

(( لَا يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلَّا الْبِرُّ )).

 

وقد فُسِّر هذا الحديث بأقوال ثلاثة:

 

الأوّل: أنّه ليس على ظاهره، وتأويله أنّه أراد بالقضاء: ما يخافه العبد من نزول المكروه به، فإذا وفّق للدّعاء دفعه الله عنه.

فتسميته قضاءً إنّما هو تجوّز وتوسّع على حسب ما يعتقده العبد.

 

ونظيره: تسمية التّداوي والرّقى أنّها من قدر الله، ومنه قول عمر رضي الله عنه: ( نفرّ من قدر الله إلى قدر الله )، فمن كان يخشى شيئا يقدّر عليه فليكثر من الدّعاء.

 

الثّاني: أنّ اللّفظ على حقيقته، وأراد بردّ القضاء: تهوينَه وتيسيرَ الأمر، حتىّ كأنّه لم ينزل.

ويؤيّد ذلك الحديث الآخر الّذي رواه التّرمذي أيضا عن ابن عمرَ رضي الله عنه قالَ: قال رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( إِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ، وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ )).

لذلك قيل: الدّعاء كالتّرس، والبلاء كالسّهم، والقضاء أمر مبهم مقدّر في الأزل.

 

الثّالث: ما ذكره ابن تيمية رحمه الله أنّ المقدّر نوعان:

1- مقدّر لا يبدّل، وهو المكتوب في اللّوح المحفوظ، لا يطّلع عليه أحد من خلقه عزّ وجلّ.

2- ونوع هو مكتوب في صحف الملائكة، وتُعطاه الملائكة كلّ عام ليلة القدر، كما قال تعالى:{فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}.

 

فإذا دعا العبد ربّه، أو وَصَل رحمه، خُفِّف القضاء أو مُحِي في صحف الملائكة، وبذلك يوافق في الأخير ما كتبه الله في اللّوح المحفوظ، وهذا معنى قوله تعالى:{ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } [الرعد:39].

[انظر:" مجموع الفتاوى " (14/488)].

ومنهم من يسمّي المكتوب في اللّوح المحفوظ ( القدر المبرَم )، والمكتوب في صحف الملائكة ( القضاء المعلّق ).

قال العلاّمة الطّيبي رحمه الله في شرح لقوله صلّى الله عليه وسلّم: (( وَلاَ يَزِيدُ فِي العُمُرِ إلاَّ البِرُّ )):

" اعلم أنّ الله تعالى إذا علم أنّ زيدا يموت سنة خمس مائة، استحال أن يموت قبلها أو بعدها، فاستحال أن تكون الآجال الّتي عليها علم الله تزيد أو تنقص، فتعيّن تأويل الزّيادة أنّها بالنّسبة إلى ملك الموت، أو غيره ... وعلى ما ذكر يحمل قوله عزّ وجلّ:{ثُمَّ قَضَى أَجَلاًوَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ}، والحاصل أنّ القضاء المعلّق يتغيّر، وأمّا القضاء المبرم فلا يبدّل ولا يغيّر " اهـ.

والله تعالى أعلم وأعزّ وأكرم

 

المصدر

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزيت خيرا على التوضيح

بارك الله فيك :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاك الله خيرًا

توضيح مفيد

بارك الله فيك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ..

 

أفدتِنيِ جدًّا أختي

جزاكِ اللهُ خيرًا وباركَ فيكِ ()

أسألُ اللهَ أن ينفَعَنا بما علَّمَنا ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرا أم عبد الله الحبيبة ونفع بكِ

توضيح هام جعله الله بميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

 

جزاك الله خيرًا مشرفتي ()

 

وَلاَ يَزِيدُ فِي العُمُرِ إلاَّ البِرُّ

و كذلك يا حبيبة هناك أحد الأقوال

حتى و إن كان العمر قصيرًا فإنه يزيد في بركة العمر، في حديث صلة الرحم من أحب أن يبسط له في رزقه و ينسأ له في أثره فليصل رحمه

 

بوركت يا غالية نفع الله بك ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

سبحان الله

بورك فيك للنقل الماتع وجوزيت خيرًا يا حبيبة .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×