اذهبي الى المحتوى
ام الزوبير

(8) حكاية وآية : أم عظيمة .. وثلاث كفيفات

المشاركات التي تم ترشيحها

(8) حكاية وآية : أم عظيمة .. وثلاث كفيفات

 

هند عامر

(8)

022.gif

أم عظيمة .. وثلاث كفيفات

055.png

الصورة السابقة هي صورة القاعة التي التقيت فيها بأم الفتيات الثلاث

في معهد شرعي بمدينة الرياض

وقد بدأت الحكاية يا أحباب في أخر عام 1428هـ حيث التحقت بمعهد شرعي لعدة أشهر

وفي أحد المرات استأذنت من الأستاذة بالخروج من المحاضرة لمراجعة الورد المحدد,

ذهبت وجلست في استراحة داخلية مفروشة بالسجاد

وكان هناك فتاة تملك وجها بشوشا .. وترتدي نظارة جميلة ..

لم تكن تفعل شيئا سوى الجلوس !!

سألتها: كم الساعة الآن؟

نظرت إلي بنفس الابتسامة وقالت:

لا أدري؟

فقط أجابت بـ (لا أدري) وعادت إلى صمتها

تعجبت من ردها المختصر .. وابتسامتها !!

وبدأت أبحث عن ساعة الحائط, كانت الساعة تقارب التاسعة والنصف صباحا .

انشغلت بالمراجعة ثم رن الجرس معلنا انتهاء المحاضرة, خرج بعض الفتيات وبدأ الضجيج يحيط بالمكان.

فجأة ..

قامت تلك الفتاة بهدوء وسارت قليلا حتى وصلت إلى أطراف السجاد,

ارتدت حذائها واتجهت لباب القاعة المجاورة للاستراحة.

كنت أشيعها بنظري وأنا في غاية التعجب!!

-

في اليوم التالي

رأيت تلك الفتاة تستند على إحدى زميلاتي وهي تركب الحافلة, ظننتها متعبة,

لكن كانت المفاجئة حينما سألت زميلتي .. قالت لي زميلتي:

أنا أسندها لأن (فلانة كفيفة)

056.jpg

– دعونا نسمي الفتاة باسم بيان ليسهل سرد الحكاية-

ظننت أن زميلتي تلك تمازحني .. لكنها الحقيقة بيان كفيفة

وهي تحفظ مكان القاعة التي تدرس فيها لهذا ذهبت بهدوء وكأنها مبصرة

-

بعد عدة أيام

سألت زميلة اخرى عن حفظ (بيان) للقرآن ؟

أخبرتني أن بيان في المستوى الثالث وهي خاتمة للقرآن بل وحفظها متقن, وأتت هنا للمراجعة وتصحيح التلاوة فقط !!

في بداية عام 1429 هـ كان هناك حفل تكريم الخاتمات .. وكلفت حينها من قبل مشرفة النشاط

بتصميم العرض المرئي الخاص بالحفل

هنا شريحة تكريم الخاتمات من ذلك العرض .. لتشاركوني تفاصيل الحكاية

057.png

بعد الحفل توجهت للمقاعد الأخيرة كان هناك وجه تعلوه البشاشة .. مشابه تماما لوجه بيان ..

حتى أني ظننت أنها هي

اقتربت منها وسلمت عليها وباركت لها وسط تعجب منها !!

حينما خرجت من القاعة تفاجأت بوجود بيان أمامي ضمن مسيرة الخاتمات

تساءلت: ومن تكون تلك في آخر القاعة؟

أخبروني أنها شقيقة بيان

وأخبرتني زميلة أخرى :

أن بيان هي إحدى ثلاث شقيقات كفيفات وكلهن خاتمات للقرآن !!

058.jpg

شعرت بصدمة.. قلت في نفسي:

يستحيل أن يحدث ذلك,

كيف استطعن ختم القرآن في ظل هذه الظروف؟

سألت زميلتي: من الذي تعاهدهن بالقرآن حتى حفظنه؟

قالت: والدتهن,

كلما رزقت بمولودة وأخبروها الأطباء أنها كفيفة, عاهدت نفسها على أن تجعل ابنتها من حفظة القرآن

تكرر ذلك ثلاثة مرات .. وكأنها في كل مرة تشكر الله على هذا الابتلاء!!

قلت:

دلوني على تلك الأم العظيمة.

وحينما ذهبت إليها

وجدت امرأة .. ذات روح مرحة .. ووجه مبتسم ..

ولا يصدق الناظر لها أن لديها 3بنات في العشرين من العمر.

سلمت عليها وهنأتها ثم قلت:

سأطلب منك طلبا ..فلا ترديني خائبة؟

قالت: أحاول .. ان استطعت ؟

قلت: اسمحي لي أن أقبل رأسك,

والله أن امرأة مثلك تستحق أن نقبل رأسها .. ليس أنا فحسب بل كل الحاضرات لهذا الحفل.

قالت: لا والله .. هو بتوفيق الله

وأصرت أن لا أقبل رأسها .. حتى رضخت أنا لرغبتها

059.jpg

لم تنته الحكاية

بعد مدة من نفس العام 1429هـ اضطررت لعدم متابعة دراستي في المعهد,

والتحقت بالعمل في إحدى المؤسسات

مرت عدة شهر فشعرت بالجفاف الروحي الذي يخلفه العمل الإداري البحت,

العمل الإداري مضني للروح مهما كان المكان الذي تعمل فيه..

إلا إذا تعاهدت نفسك ببرنامج قرآني تحيي به روحك

قررت أن ألتحق بدار تحفيظ قريبة,

وفي الدار كانت معلمتي كفيفة أيضا!!

أذهلتني قدرتها المدهشة علىالحفظ

إذ كنا نقرأ عليها و تصحح لنا وكأن المصحف امامها لشدة اتقانها

- بارك الله لها -

وفي أحد الأيام وبالمصادفة قرأت اسمها على الباب فتفاجأت ..لقد كانت تحمل نفس اسم عائلة بيان

عدت لأتأمل ملامح معلمتي فإذا هي شقيقة بيان !!

060.jpg

وفي عام 1432 هـ في العشر الأواخر من رمضان

ذهبت إلى جامع الدخيل في الرياض لتأدية صلاة القيام,

فتصادف وجودي في أحد الممرات مع فتاة تشبه بيان وكانت أمها تمسك بيدها .

مددت يدي للأم

قلت: أنا هند عامر زميلة بيان, هل أنت والدتها؟

قالت: نعم – وتهلل وجهها –

صافحتها وسألتها عن أحوالها

ثم قلت: أي بناتك هذه ؟

قالت: فلانة

فإذا هي الشقيقة الثالثة .. أتت لتصلي قيام الليل مع القارئ ياسر الدوسري الذي عرف بطول صلاته!!

061.jpg

يالله .. يالله .. يالله

أي سمو هذا.. وأي همة عالية رأيتها في هؤلاء الأخوات الكفيفات ؟!

لم يمنعهن حرمان البصر من أن يصلن لهدفهن رغم العوائق..

لم يمنعهن من أن يحرصن على مرضاة الله بأكثر ما يفعل المبصرون!!

من أن يمتلكن ثقة عالية بالنفس مستمدة من ثقتهن بربهن ..

كن مثابرات ومحتسبات .. ورااااائعااات

- بارك الله لهن حفظهن وهمتهن -

-

أسأل الله لهن جميعا الثبات والسداد

أسأل الله لهن جميعا الثبات والسداد

أسأل الله لهن جميعا الثبات والسداد

-

وأخص والدتهن بدعوة

أن يديم الله عليها الاحتساب ويكتب لها أجر صبرها الجميل

062.jpg

كانت هذه الحكاية أما الآية

(هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) (الرحمن : 60 )

يقول ابن كثير : (ما لمن أحسن في الدنيا العمل إلا الإحسان إليه في الدار الآخرة)

ولو لم يكن لأم بيان من جزاء إلا صلاح بنياتها وحفظهن للقرآن لكفاها

هذا ما قدمته والدة بيان ومازالت تقدم

-

فماذا قدمت أنت ؟ ؟ وهل أخلصت فيه؟ هل أتقنته؟

هل تستحق به الإحسان في الآخرة؟

كل الأمور يمكن تأجيلها ..

إلا جلسة مع نفسك تكرر عليها هذا السؤال

ماذا قدمت ؟

………………………….

ما وافق الحق من قولي فخذوه .. وما جانبه بلا تردد اجتنبوه

  • معجبة 3

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

يااااااااااااااااه رائعات

 

حفظهن الله بحفظه وجعلهن نافعات للأمة الإسلامية

 

جزاك الله خيرا بالفعل نحن مقصرات الله المستعان

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اللهم بارك

اسأل الله ان لا يحرمني حفظ كتابه

وأسأله سبحانه ان تكون لي نصف عزيمتهن فقط، النصف فقط

ابتلاهن الله بفقد البصر وعوضهن بالكثير وهن لم يستسلمن لذلك

ماشاء الله قصة في غاية الروعة

جزاك الله خيرا اخيتي الحبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ماشاء الله اللهم بارك قصة مؤثرة

رب يجعل الفردوس مثواها هي وبناتها

وأسأل أن يرزقنا حفظ كتابه والعمل به

جزاكِ الله خير الجزاء يا حبيبة وجزا من قصة تلك القصة خير الجزاء

 

ينقل للساحة المناسبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما شاء الله الله أكبر

لا والله ليسوا هم من فقدوا البصر ولكن كثيرا منا فقد البصيرة

اللهم ردنا إليك ردا جميلا

لا حول ولا قوة إلا بالله

جزاها الله خيرا هذه الام العظيمة والحقنا بها في الدرب

جزاكِ الله أختي ام الزبير

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قدوتي محمد -صلى الله عليه وسلم

 

المشتاقة الى الحبيب

 

منال كامل

 

زهرتى الغالية

 

جزاكن الله كل خير يا غاليات واشهد الله اني احبكم في الله لا حرمني الله من خير رفقه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما شاء الله ولا قوة إلا بالله

قصة قيمة

الإيمان ليس بالبصر بل بالقلوب وتترجمها أعمالنا

أسأل الله عز وجل أن يحفظهن بحفظه ويثبت حفظ القرآن في صدورهن

جزاك الله خيرا يا غالية على هذه القصة التي ترفع من الهمم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أحبك الذي أحببتينا فيه واظلنا بظله يوم لا ظل إلا ظله

وأنا أحبك في الله يا غالية

وأسأل الله أن لا يحرمنا اللقاء في جنته بغير حساب ولا سابقة عذاب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أحبك الذي أحببتينا فيه واظلنا بظله يوم لا ظل إلا ظله

وأنا أحبك في الله يا غالية

وأسأل الله أن لا يحرمنا اللقاء في جنته بغير حساب ولا سابقة عذاب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

جزاكن الله كل خير يا غاليات واشهد الله اني احبكم في الله لا حرمني الله من خير رفقه

 

 

وإياك خير الجزاء حبيبتي ام الزوبير

احبك الذي احببتني فيه

وانا والله احبك في الله

اسأل الله ان يجمعنا تحت ظله يوم لاظل إلا ظله ،لاحرمنا الله اللقاء اختي الحبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×