اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

وقال ميمون بن مهران ‏"ما رأيت مسلم بن يسار ملتفتاً فى صلاة قط، ولقد انهدمت ناحية من المسجد ففزع أهل السوق لهدتها، وإنه لفي المسجد يصلي فما التفت، وكان أهل بيته إذا دخل المنزل سكتوا، فإذا قام إلى الصلاة تكلموا وضحكوا‏".

 

يا الله

ما أروعها من أمثلة

اللهم ارزق قلوبنا اللين والخضوع والإنكسار والخشوع لكَ يا رب العالمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

اختي في الله قطرة الندى جعلنا الله وايكم في الفردوس الاعلى

بارك الله فيك وجزاك الله كل خير على الموضوع القيم والرائع اختي

وما امسنا اليه

جزاك الله كل خير ووفقن لخير مايحبه و يرضاه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وكل شيء إذا خفتِه تفرين منه ..

إلا الله تعالى!

إذا خفته فررت إليه . جزاك الله خيرا أختى فى الله وجعلنا الله ممن .يستمعون القول فيتبعون أحسنه..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

أسرار ونوايا الوضوء

 

 

الكثير من الناس لا يشعر بلذة الوضوء، فهو بالنسبة له مجرد وسيلة للصلاة .. وهذا يضيِّع عليه الكثير من الثواب، لأن الأجر لا يقتصر على الإتيان بالواجبات والمستحبات من أعمال الجوارح فحسب بل لابد من أعمال القلوب إلى جانبها ..

 

يقول ابن القيم "كثرة الثواب عند الله عز وجل ذاك أمرٌ لا يطلَّع عليه إلا بالنص لأنه بحسَّب تفاضل أعمال القلوب لا بمجرد أعمال الجوارح"، وقال أيضًا "فالكيِّس يقطع من المسافة بصحة العزيمة وعلو الهمة وتجريد القصد وصحة النية مع العمل القليل، أضعاف أضعاف ما يقطعه الفارغ من ذلك مع التعب الكثير والسفر الشاق"

 

ويحكى أن بعض الصالحين اجتاز بمسجد، فرأَى الشيطان واقفاً ببابه لا يستطيع دخوله فنظر فإذا فيه رجل نائم وآخر قائم يصلى. فقال له: أيمنعك هذا المصلي من دخوله؟ فقال: كلا، إنما يمنعنى ذلك الأسد الرابض، ولولا مكانه لدخلت .. وهذا لإنه قد احتسب العديد من النوايا في نومه، لذا فالقلب له عظيم الشأن.

 

وأنت عندما تذهب لتتوضأ، ماذا تنوي؟

 

فكلما زادت نواياك زاد أجرك .. يقول عبد الله بن المبارك "كم من عملٍ قليل عظمته النية، وكم من عملٍ عظيم حقرته النية"

 

ومن نوايــــا الوضوء: التي يجب أن تستشعرها بقلبك قبل شروعك في كل وضوء ..

 

1) إستباحة الصلاة .. لإنك لن تستطيع أن تصلي دون وضوء، وهذه هي النية التي يكتفي بها أغلب الناس.

 

2) الإمتثال لأمر الله عز وجل .. إذ أمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين بالوضوء، قال تعالى {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آَمَنوا إِذَا قمتم إِلَى الصَّلَاةِ فَاغسِلوا وجوهَكم وَأَيدِيَكم إِلَى المَرَافِقِ وَامسَحوا بِرءوسِكم وَأَرجلَكم إِلَى الكَعبَينِ ..} [المائدة:6]

 

3) إتباع أمر الرسول صلى الله عليه وسلم .. فيتبِّع سنته في الوضوء، محبةً وإتباعًا له عليه أفضل الصلاة والسلام.

 

4) تكفير السيئات .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أيما رجل قام إلى وضوئه يريد الصلاة ثم غسل كفيه نزلت خطيئته من كفيه مع أول قطرة فإذا غسل وجهه نزلت خطيئته من سمعه وبصره مع أول قطرة فإذا غسل يديه إلى المرفقين ورجليه إلى الكعبين سلم من كل ذنب هو له ومن كل خطيئة كهيئته يوم ولدته أمه فإذا قام إلى الصلاة رفعه الله عز وجل بها درجة وإن قعد قعد سالما "[صحيح الجامع (2724)]

 

واعلم أن النية محلها القلب ولا تكون باللسان ..

واحذر من الوسواس .. فإنه سبب لفقدان لذة الصلاة والوضوء، لإنه يظل يعيد وضوئه وصلاته لمجرد الشك.

 

وعلاج الوسواس .. كما يقول أهل العلم "يسقط الشك إذا ما كان عند الموسوس"، وقد قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم "إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا" [رواه مسلم] .. فإذا شككت في صلاتك أو وضوءك، لا تعيدهما.

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

وضوء النبي صلى الله عليه وسلم

 

 

 

 

1) السواك .. فقد كان صلى الله عليه وسلم يبدأ وضوئه بالسواك، وهذه سنةٌ مهجورةٌ .. لأن رسول اللهصلى الله عليه وسلم يقول "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" [رواه الترمذي وصححه الألباني]

2) البسملة .. ثم يقول "بسم الله" قبل أن يتوضأ، وإن كان في الخلاء لا يتلفظها بل يقولها بقلبه.

 

3) غسل الكفين ثلاثًا .. ويخلل، أي يدخل الماء بين أصابعه.

 

4) المضمضة والإستنشاق ثلاثًا .. فكان صلى الله عليه وسلم يدخِّل الماء بكفه اليمنى إلى فمه وأنفه معًا، فيستنشق ويستنثر .. ثم يخرجه بالكف اليسرى.

 

5) غسل الوجه كاملاً .. من أعلى منابت الشعر إلى نهاية الذقن، ومن الأذن إلى الأذن.

 

6) غسل اليدين ثلاثًا .. فيبدأ من كف اليد اليمنى ثم اليسرى، ويوصل الماء إلى المرفق لأن كثير من الناس لا ينتبه لذلك.

 

7) مسح الرأس مرة واحدة .. فيبدأ من مقدمة شعر الرأس حتى نهايته، ويكون مسحًا وليس غسلاً.

 

8) مسح الأذنين .. وهو بنفس الماء الذي مسح به رأسه.

 

9) غسل القدمين .. ويخلل الأصابع، ويصل الماء إلى أعقاب القدم .. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ويلٌ للأعقاب من النار أسبغوا الوضوء" [رواه مسلم]

أو المسح على الخفين .. بشرط أن تكون قد أدخلتهما وأنت على وضوء.

 

ثم الدعـــــاء بعد الوضوء .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله" وفي رواية "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء" [رواه مسلم]

 

وهناك دعاء آخر منسي .. قال صلى الله عليه وسلم "من توضأ فقال بعد فراغه من وضوئه سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم جعل في طابع فلم يكسر إلى يوم القيامة" [صحيح الجامع (6170)]

 

 

والآن استشعر لذة أن يكون وضوءك كوضوء النبي صلى الله عليه وسلم ..

نسأل الله أن يتقبَّل منا ومنكم الوضوء والصلاة وأن يرزقنا لذتها،،

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

 

الاستعداد للقـاء المـلـك

 

 

إن الوضوء هو مقدمة الدخول على الله تعالى، حيث أنه يطهِّر ظاهرك بالماء .. ولكن يبقى عليك أن تطهِّر باطنك كي تستعد للقاء الملك ..

 

يقول ابن القيم عن لقاء العبد لربه يوم القيامة"فيلقى ربه قبل الطهر التام (من الذنوب)، فلا يؤذن له بالدخول عليه بغير طهارة كما أنه لم يؤذن له في دار التكليف بالدخول عليه للصلاة بغير طهارة"

 

وتأمَّل الدعــاء الذي يقال بعد الوضوء "اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين" [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. فالأولى بالإنسان أن يطهِّر قلبه من الذنوب، قبل أن يطهِّر بدنه بالماء إستعدادًا للقاء الله عز وجل.

 

 

تكفيــــر الوضـــوء للخطـــايــــــــــــا

 

وعندما تتوضأ تأمَّل خروج الذنوب من كل عضو بحسبه مع الماء ..

 

وكأنك تراها بعينك، محسنًا الظن بربك أنه سيغفرها .. راجيًا رحمته عز وجل .. عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه دعا بماء فتوضأ ثم ضحك، فقال لأصحابه: ألا تسألوني ما أضحكني؟، فقالوا: ما أضحكك يا أمير المؤمنين؟، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ كما توضأت، ثم ضحك فقال "ألا تسألوني ما أضحكك"، فقالوا: ما أضحكك يا رسول الله؟، فقال "إن العبد إذا دعا بوضوء فغسل وجهه حط الله عنه كل خطيئة أصابها بوجهه، فإذا غسل ذراعيه كان كذلك وإذا طهر قدميه كان كذلك" [رواه أحمد وصححه الألباني]

 

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟"، قالوا: بلى يا رسول الله، قال"إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط" [رواه مسلم] .. فكلما اشتدت عليك صعوبة الوضوء بالماء لشدة البرد مثلاً، محيت خطاياك وارتقيت في الدرجات.

 

بل ويصل الإنسان مع الوضوء إلى مرحلة ألا يبقى عليه شيء من الذنوب ..

 

عن عثمان إنه توضأ ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مثل وضوئي هذا ثم قال "من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة" [رواه مسلم] .. أي زيادة في حسناته.

 

 

ولكن لا تظن إنه بإمكانك أن تفعل ما يحلو لك من الذنوب وبعد ذلك تمحوها بالوضوء ..

 

لإنك بإصرارك على الذنب تمكر وتخادع الله عز وجل، وقد قال تعالى {.. وَيَمكرونَ وَيَمكر اللَّه وَاللَّه خَير المَاكِرِينَ} [الأنفال: 30]

 

والوضوء يكفِّر سيئات من يستحق ذلك فقط ..

 

بل ويعطيه الله زيادة، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه أتى المقبرة فسلم على المقبرة فقال "السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله تعالى بكم لا حقون"، ثم قال "لوددنا أنا قد رأينا إخواننا"، قالوا: يا رسول الله أو لسنا إخوانك؟، قال "أنتم أصحابي وإخواني الذين يأتون من بعدي، وأنا فرطكم على الحوض"، قالوا: يا رسول الله كيف تعرف من لم يأت من أمتك؟، قال "أرأيتم لو أن رجلاً له خيل غرّ محجلة بين ظهراني خيل دهم بهم ألم يكن يعرفها؟"، قالوا: بلى، قال "فإنهم يأتون يوم القيامة غرًا محجلين من أثر الوضوء" [رواه ابن ماجه وصححه الألباني]

 

فالوضوء هو العلامة التي يتميز بها المؤمنون .. حتى يعرفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بها على الحوض ..

 

 

بل الوضوء يوصلَّك إلى مراحل أعلى لم تتخطر ببالك أبدًا ..

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

 

عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما قال: أصبَّح رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بلالاً، فقال "يا بلال بم سبقتني إلى الجنة إني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك أمامي ؟". قال: يا رسول الله ما أذنت قط إلا صليت ركعتين وما أصابني حدث قط إلا توضأت عنده ورأيت أن لله علي ركعتين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بهذا" [رواه ابن خزيمة وصححه الألباني] .. وإنما أخبره صلى الله عليه وسلم بما رآه ليطيِّب قلبه ويداوم على ذلك العمل ولترغيب السامعين.

 

 

وها نحن قد عرفنا الفضائل العظيمة للوضوء، فلو إننا أستشعرنا هذه الفضائل أثناء وضوءنا لوجدنا أن الوضوء قد صار ألذّ وأجمل بكثيــــر .. فاستشعر هذه المعاني، كي لا تكون من المحرومين الذين حرموا لذة الوضوء إما لغفلة أو لعجلة أو لوسواس.

 

 

فانشغل بمحبة الله .. حتى تتلذذ بالوضوء والصلاة، يقول ابن القيم رحمه الله "المحبة تقطع الوساوس وتلذ الخدمة وتسلي عن المصائب"

 

 

ننتقل إلى فضيــلة أخرى، عليـــك أن تحرص عليها ولا تضيعها .. ألا وهي ..

 

 

الســـــــــــــــــــــــــــــواك

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء ومع كل وضوء بسواك" [رواه أحمد وحسنه الألباني]

 

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" [رواه الترمذي وصححه الألباني]

 

وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لقد أكثرت عليكم في السواك" [رواه البخاري] .. أكثرت:أي أكثرت حثكم عليه وترغيبكم فيه وذكر فضله.

 

والسواك يطيِّب الفم .. كما طيَّب النبي صلى الله عليه وسلم فمه قبل أن تفيض روحه الطاهرة الشريفة للقاء الله تعالى ..

 

عن عائشة أنها قالت: وجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك اليوم حين رجع من المسجد فاضطجع في حجري فدخل علي رجل من آل أبي بكر وفي يده سواك أخضر، قالت: فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده نظرا فعرفت أنه يريده فقلت يا رسول الله تحب أن أعطيك هذا السواك؟، قال: نعم، قالت: فأخذته فمضغته له حتى ألينه ثم أعطيته إياه، فاستن به كأشد ما رأيته يستن بسواك قبله ثم وضعه ووجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يثقل في حجري فذهبت أنظر في وجهه فإذا بصره قد شخّص وهو يقول بل الرفيق الأعلى من الجنة[صححه الألباني، فقة السيرة (470)]

 

 

فكان التسوّك آخر فعل يقوم به النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تفيض روحه إلى الرفيق الأعلى،،

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بورك فيك قطورة الحبيبة وبما نقلت جعلها الله في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فاتني الكثير للأسف

بارك الله فيك يا حبيبة ، سأحاول قراءة ما فاتني .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ اختي الغالية على النقل

موضوع رائع جعله الله في ميزان حسناتك

 

وفيك بارك الرحمن يا غالية

أسعدني مرورك

 

جزاكِ الله خيرا يا حبيبة ولا حرمكِ الله الأجر

 

تُسعدني متابعتك ()

جزانا الله وإياكم غاليتي

 

فاتني الكثير للأسف

بارك الله فيك يا حبيبة ، سأحاول قراءة ما فاتني .

 

لا عليكِ غاليتي

أنا أيضا وضعت ردودا كثيرة وكدستها فوق بعضها البعض

لأن السلسلة طويلة ..

المهم الموضوع بالساحة

وكلما سنحت لك الفرصة تقرأين ما فاتك

بوركتِ على متابعتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بوركتِ يا حبيبة على الدرر القيمة

قرأت المفتاح الاول اتابع معكِ بأذن الله

لي عودة لو كان لنا بالعمر بقية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رائع جدًا !

جزاك الله خيرا ونفع بكِ

 

من جمال الحلقات قرأت عددًا لا بأس به ولم أشعر بذلك .

جزاكِ الله خيرًا وفي انتظار البقية .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

غيِّر نظرتك للصلاة

 

 

 

بعد أن تهيأ المرء للصلاة وتطهَّر بالوضوء، عليه أن يتزيَّن ويتجمَّل للقاء الله عز وجلَّ كما يتزيَّن لأي مناسبة هامة .. لأن الحبيــب إذا قام لحبيبه، استعد له أحسن إستعداد ..

ثمَّ يأتي مشهد آخر من مشاهد الصلاة وهو ..

 

 

استقبـــــال القبــلة

 

 

يقول ابن القيــم "فكيف تصح صلاة من لم يتوجه بقلبه إلى رب القبلة والبدن بل وجه بدنه إلى البيت ووجه قلبه إلى غير رب البيت" .. فنحن نتوجه بأبداننا إلى القبلة، وننشغل بقلوبنا عن رب القبلة .. وهذا هو سبب عدم الخشـــوع.

 

كل ما مضى من أسرار ولذات للصلاة، كان مجرد إستعداد للدخول على رب الأرض والسماوات .. وقبل دخلونا في تكبيرة الإحرام سنحتـــاج إلى استعداد آخر ..

 

 

غيِّر نظرتك للصلاة ..

 

 

لأن البعض يؤدي صلاته فقد لإسقاط الفرض عن نفسه، ويعتبر الصلاة كتوقيع الحضور والإنصراف من العمل .. وهؤلاء أبعد ما يكونون عن الخشوع، لأن العبد ينبغي له أن يؤدي صلاته بشوق وحب لله جلَّ وعلا ..

 

 

 

فعليك أن تُغيِّر نظرتك للصلاة، كي تتغيَّر صــلاتـــك بمشيئة الله،،

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

راحتـــك في صــــلاتــــك

 

 

 

إن الإنسان لا يكتفي أبدًا بالطعـــام الذي يُقيّم صلبه ويجعله يبقى على قيد الحيـــاة، بل إنه دائمًا ما يتلذذ بكل لقمة من طعامه وينوِّع بين الأطعمة ثمَّ يختم بالحلوى .. وكل ذلك من أجل أن يتلذذ بالطعــام!

 

فمن باب أولى أن يتلذذ المرء بصلاته، ولا تكون تأديته إياها مجرد إسقاط للفرض وكل همَّه أثناء الصلاة هو موعد إنتهائها ..

 

فإن كان كل همَّك هو إنقضاء الصلاة والراحة منها، فلا تتساءل بعد ذلك لماذا لا تخشع!!

 

لكل قوم طريقتهم الخاصة للإسترخاء وجلب الراحة النفسية، أما نحن فقد وهبنــــا الله عز وجلَّ وسيلة أعظم من كل وســائــل الإسترخــــاء الموجودة بالعالم ..

 

 

إنهـــــا الصــــــــلاة ..

 

 

لذلك كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجد راحته في الصلاة، فيقول "أقم الصلاة يا بلال أرحنا بها" [رواه أبو داود وصححه الألباني] .. وكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا حزبه أمر صلى [رواه أبو داوود وحسنه الألباني] ..وحزبه: أي أحزنه وأغمَّه.

 

وكل شيء تستعين عليه، إلا الصلاة فإنك تستعين بهـــا .. قال تعالى {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45]

 

يقول عدي بن حاتم "ما جاء وقت الصلاة إلا وأنا لها بالأشواق" ..

 

 

فهل تشتــــاق إلى صلاتك؟!

 

 

ولذلك كان السابقون يخشعون في صلاتهم، على خلاف ما نحن عليه الآن .. لإنهم كانوا يحبون الصلاة وينظرون إليها نظرة مختلفة.

 

لذا عليك أن تُغيِّر نظرتك للصلاة وتتهيأ لها قبل دخولك تكبيرة الإحرام .. كما تتهيأ لأي إختبـــار هــــام في حيـــــاتك ..

 

استعد لمقــــابلة ملك الملوك جبــــــار السمــــاوات والأرض،،

 

 

 

وقد علَّمنا الله عز وجلَّ كيف نتهيَّأ لصلاتنا .. فعليك أن ..

 

1) تبدأ في الاستعداد مع الآذان ولا تنتظر الإقامة.

2) توضأ لكل صلاة ولو كنت على طهارة .. لكي يستنير وجهك وتتطهَّر من ذنوبك.

3) هيئ صلاتك بركعتين جميلتين .. تقرأ فيهما بغير حفظك المُعتــاد.

4) احرص على مساواة الصفوف في المسجد .. وبالتأكيد الخشوع في الصف الأول يكون أكثر من الخشوع في الصفوف التي تليه.

5) سلّ نفسك مع كل فعل تفعله استعدادًا للصلاة، لمَ فعلته .. فحينها ستُدرك عِظَم الأمر وتختلف مشاعرك، فيزداد يقينك وإيمانك.

6) ابتعد عن الزخارف لإنها تُشتت إنتباهك.

7) ولا تصلي خلف النائم أو المُتحدث .. فقد نهى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك، فقال " لا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث" [رواه أبو داوود وحسنه الألباني]

8) أغلِّق هاتفك المحمول .. فإن رنين الهاتف يُشتت إنتباه المُصلين ولا يجوز أن تُسمَّع المعازف في بيوت الله عز وجلَّ، كما إنك لن ترد عليه أثناء الصلاة على كل حال.

 

 

 

 

تهيَّأ لصلاتـــك أخي الكريــــم، فإن الأمر العظيم ويحتاج إلى استعداد عظيم،،

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جميل جدا

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

جزاكِ الله خيرا يا حبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

موضوع رائع يستحق التميز

أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكِ

أتابع معكِ بمشيئة الرحمن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم

 

ما شاء الله جميل ما خط يراعك في سلسلة التلذذ بالصلاة

اللهم اكسنا بلباس الهيبة واجعلنا من الخاشعين.

في ميزان حسناتك بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

ما أن تسمع هذه الكلمة، عليك أن تترك كل شيء وتذهب إليه سبحانه وتعالى ..

فالله أكبر من تجارتك .. والله أكبر من أهلك وولدك ..والله أكبر من فراش نومك .. والله أكبر من لعبك .. الله أكبر من المسلسلات والفضائيات .. الله أكبر من المباريات .. الله أكبر من عملك ووظيفتك ..

 

الله أكبر من كل شيء،،

يا الله!!!

أين انتم يا من تسمعون الاذان ولا هم لكم الا اشغالكم

نسال الله ان يديم علينا نعمة حسن عبادته وشكره وطاعته

 

وعن عامر بن عبد الله .. إنه سمع المؤذن وهو يجود بنفسه، فقال: خذوا بيدي، فقيل: إنك عليل، قال: أسمع داعي الله فلا أجيبه؟؟، فأخذوا بيده، فدخل مع الإمام في المغرب، فركع ركعة، ثم مـــــــــات.

ما اروعها ان يموت المرء وهو يتعبد لله عز وجل

نسأل الله أن يتقبَّل منا ومنكم الوضوء والصلاة وأن يرزقنا لذتها،،

موضوع رائــــــــــع

بوركتِ يا حبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرًا ونفع بكِ

فعلا خطوات رائعة ومباركة نحو التلذذ بالصلاة .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاك الله خيرا يا غالية وفع بك

 

ونسأل الله أن ينفعنا وبما قرأنا وأن يجعلنا من الخاشعين في الصلاة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكن أخواتي على مروركن الطيب

 

@ أم عبد الله : سبحان الله فتحت الموضوع اليوم فوجدت ردّك

 

اعذروني على التأخير والتقصير

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

البداية العظيمة للقـــاء الله تعالى

 

 

 

اليوم موعدنـــا مع البداية العظيمة للقــــاء الله تعالى، التي ستنقلك من حالٍ إلى حــــال ومن عالم إلى عالم آخر .. إنهـــا ..

 

 

تكبيـــــرة الإحرام

 

 

واعلم إنه لا يوجد أي ألفــــاظ تُقـــال قبل تكبيــرة الإحرام ولا تلفُّظ بالنيـــة .. فلا يجوز أن تقول ألفــاظ مثل: اللهم أحسِّن وقوفنا بين يديك أو نوِّيت أن أصلي صلاة كذا ..

 

فنحن لا نتبع سوى صلاة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. الذي قال "صلوا كما رأيتموني أصلي.."[متفق عليه]، وقال تعالى {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب: 21].. فلا يجوز أن نزيد على صلاته شيئًا أو ننقُص.

 

 

ولمـــاذا نبدأ الصــلاة بالتكبيــــر دون غيــــره؟

 

 

لأن التكبيـــر يستحضِّر القلب ..فإذا ذكَّر العبد نفسه بأن الله عز وجلَّ أكبر من كل ما سواه، فلن يُفكِّر في أي شيء سوى الله تعالى ..

والله أكبـــر تعني ..أن الله تعالى أكبر وأولى وأعظم مما تُفكِّر فيه من الدنيـــا .. ومن كبريائه سبحــانه، أن العبادات الصادرة إليه من أهل السموات والأرض مقصودها تكبيره وتعظيمه ..

 

فالتكبيـــر هو شعار العبادات العظيمة .. كالصــلاة والآذان والحج وتكبيـــرات العيدين، قال تعالى {.. وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[البقرة: 185]

 

وهو بدايــة للقــــاء الرحمن جلَّ جلاله ..فالله أكبر من همومك وجميع ما يشغل بالك .. إن خِفت ظالمًا فالله أكبر .. وإن نازعتك الدنيــا فالله منها أكبر ..

 

الله أكبـــر إلى أن يخلو قلبـــك من كل شيء سوى ربـــك الأكبــــر،،

 

ولهذا جُعِّل التكبير تذكيرًا لك في كل موضع من مواضع الصلاة، لكي لا تسهو ..الله أكبر عند الركوع .. الله أكبر عند النزول للسجود، وبين السجدتين، وحين الرفع من السجـــود.

 

صفة رفع اليــــد في التكبيــر

 

كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرفع يديه ممدودة الأصابع لا يُفرِّج بينها ولا يضمها ضمًا شديدًا .. وتارة يرفع مع التكبير وتارة بعد التكبير وتارة قبله .. وكان يرفعهما حذو منكبيه، ولربما رفعهما حتى يُحاذي بهما فروع أذنيه.

 

فعليك أن تنوِّع بين جميع الصفـــات الواردة .. لأن التنويع بين الصفات الواردة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، سُيعطيك دفعة قوية للخشـــوع .. إنما إن إلتزمت بصفة واحدة على الدوام، فإنك سوف تؤديها بصفة روتينية .. وليس المطلوب منك مجرد تحريك عضلاتك بشكل آلي في الصلاة !!

 

فسبحان الحكيم الذي علَّم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر من صفة لصلاته، لكي تتمتع أمته بأكبر قدر من الخشوع واللذة،،

 

 

كما إن التنويع يجعلك تقوم بإحيــــاء سُنة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين الناس .. فيكون لك عظيم الأجر بإذن الله، فقد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "من أحيا سنة من سنتي فعمل بها الناس كان له مثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا .." [رواه ابن ماجه وحسنه الألباني]

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

وكبِّرهُ تكبيـــــــــــرا

 

 

إن الناس في التكبير على قسمين .. أحدهما: يقولها وقلبه مُستشعِّر لمعانيها، والآخر: يقولها وقلبه مُستغرقٌ في الدنيـــا .. فهذا الذي يبدأ صلاته بالكذب!

 

فإن لله أكبر معاني عظيمة .. فلا يجوز أن تُفكِّر بشيء سوى الله عز وجلَّ ..

 

فالله:من إله أي مألوه ومعبود وهو لفظ الجلالة الخاص به سبحانه، ولم يتسمى به أحد سواه.

 

والتكبيـــر:أي التعظيـــم .. وكبرياء الله سبحانه وتعالى وسلطانه المطلق في كل مكان، قال تعالى {وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ..}[الجاثية : 37]

 

فهو الكبير العظيم المستوي على عرشه فوق سابع سماء، أكبر من أن نعرف كيفية ذاته أو أن نعرف كيفية صفاته .. ومن أراد أن يعرف عظمة ربه وكبريائه وصفاته، فلينظر إلى آيات الله الكونية العظيمة التي تُحيط بنا وهي تشهد بعظمة الله عز وجلَّ وتنطق الله أكبر .. لكننا لا نسمع!

 

ماذا تعني حركة رفع اليد بالتكبير؟

 

رفع اليد يعني الاستسلام .. فعند رفعك ليدك فإنك تُلقي الدنيا وراء ظهرك وتستسلم لله عز وجلَّ، قال تعالى {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}[البقرة: 131]

 

وحين تلَّفُظَك بالتكبير، تحدث حولك تغيرات جذرية كثيرة ..

 

أولها: أن ذنوبك تبدأ بالصعود على كتفك .. قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إن العبد إذا قام يصلي أتي بذنوبه كلها فوضعت على رأسه وعاتقيه فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه"[صحيح الجامع (1671)]

 

والثاني: أن الله عز وجلَّ ينصِّب وجهه لوجهك ..قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت"[رواه الترمذي وصححه الألباني]

 

ثالثًا: يأتي شيطان اسمه خُنزب تخصصه أن يُفسِد عليك صلاتك ..عن عثمان بن أبي العاص أتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا"، قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني. [رواه مسلم]

 

رابعًا: تُحرَّم عليك أشياء كانت في الأصل حلالاً .. فلا يجوز الكلام أو الأكل أو التحرك حركة زائدة أو الضحك أو الإبتسام أو أن يرتفع بصرُك إلى الأعلى ..

 

 

فإن رفعت بصرك في الصلاة فقد يذهب .. قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء أو لتخطفن أبصارهم"[رواه النسائي وصححه الألباني]

 

ولا تحِّل لك هذه الأشياء مرة أخرى، إلا بعد التسليم ..قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم"[رواه أبو داود وحسنه الألباني]

 

فإذا دخلت في التكبير .. فهذه هي اللحظة المُرتقبة التي كنت تتهيأ لها منذ أن ناداك ربك قائلاً: حي على الصلاة .. حي على الفلاح ..

 

فينبغي أن يختلف شعورك عما كان عليه قبل التكبير .. فتشعر بالهيبة والرهبة، لإنك الآن بين يدي الملك سبحانه وتعالى .. وعندما سُأل الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الإحســان، قال "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" [رواه مسلم] .. وهكذا ينبغي أن تكون.

 

أما إذا التفت ..

 

يقول ابن القيم "ولا يزال الله مقبلاً على عبده ما دام العبد مقبلاً على صلاته، فإذا التفت بقلبه أو بصره أعرض الله تعالى عنه .. وقد سئل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن التفات الرجل في صلاته فقال"إنما هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد"[رواه أبو داوود وصححه الألباني] .. وفي أثر يقول الله تعالى: إلى خير مني؟ إلى خير مني؟"

 

لا والله ياربِّ لا يوجد من هو خير منك .. سبحـــانك ما عبدنــــاك حق عبــــادتك

 

أيُّ حياء وأيُّ وجه نلقى الله عز وجلَّ به بعد هذا كله؟

 

يقول الله جلَّ وعلا {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} [الإسراء: 111]

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

 

ذل العبد لمولاه في الصلاة

 

 

 

بعد أن إنتهينــا من التكبير، هيا بنا نبدأ في الصلاة .. وعليك أن تكون مُطأطأ الرأس في صلاتك، لأن هذه هي الوقفة التي تليق بالعبد بين يدي سيده .. يقول ابن القيم "ينبغي للمصلي أن يقف ناكس الرأس مطرقا إلى الأرض"

 

 

وكان النبي

oqezgm.jpg.gif إذا صلى طأطأ رأسه ورمى ببصره نحو الأرض[صفة الصلاة (89)]

 

فعليك أن تنظر إلى موضع سجودك ..لأن هذه علامة الإجلال والخضوع للمحبوب، يقول ابن القيم في روضة المحبين "ومن علامات المحبة: إغضاؤه عند نظر محبوبه إليه ورميه بطرفه نحو الأرض وذلك من مهابته له وحيائه منه وعظمته في صدره"

 

فإن الله تعالى ينظر إليك في الصلاة .. قال رسول الله

oqezgm.jpg.gif "فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت"[رواه الترمذي وصححه الألباني]، وقال oqezgm.jpg.gif "لا يزال الله مقبلا على العبد في صلاته ما لم يلتفت فإذا صرف وجهه انصرف عنه"[رواه أحمد وحسنه الألباني]

 

والانصراف يكون على نوعين: انصراف البصر وهو الالتفات، وانصراف القلب وهو السرحــــان .. يقول ابن القيم "ولهذا يستهجن الملوك من يخاطبهم وهو يحد النظر إليهم بل يكون خافض الطرف إلى الأرض، قال الله تعالى مخبرًا عن كمال أدب رسوله في ليلة الإسراء {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى}[النجم: 17].. وهذا غاية الأدب، فإن البصر لم يزغ يمينا ولا شمالا ولا طمح متجاوزًا إلى ما هو رائيه ومقبل عليه"

 

والذل لله تعالى هو في الحقيقة عز وشرف للعبد .. قال رسول الله

oqezgm.jpg.gif "وما تواضع أحد لله إلا رفعه "[رواه مسلم]

 

أما رفع البصر إلى السمـــاء فهو أمرٌ مُحرَّم .. يقول رسول الله

oqezgm.jpg.gif "لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء أو لتخطفن أبصارهم" [رواه مسلم]

 

والالتفات هو اختلاس للشيطان من صلاتك .. عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله

oqezgm.jpg.gif عن الالتفات في الصلاة، فقال "هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد" [متفق عليه]

 

 

فهل يُغمِّض العبد عينيه أم يفتحهما في الصلاة؟

 

 

يقول ابن القيم في (زاد المعاد) "لم يكن من هديه

oqezgm.jpg.gif تغميضُ عينيه في الصلاة" .. وقال "إن كان تفتيحُ العين لا يُخِلُ بالخشوع، فهو أفضل، وإن كان يحول بينه وبين الخشوع لما في قبلته من الزخرفة والتزويق أو غيره مما يُشوش عليه قلبه، فهنالك لا يُكره التغميضُ قطعاً، والقولُ باستحبابه في هذا الحال أقربُ إلى أصول الشرع ومقاصده من القول بالكراهة، والله أعلم" .. ولكن الأصل أن يجاهد الإنسان نفسه ويحاول ألا يُغمض عينيه، كما قال الشيخ ابن العثيمين رحمه الله.

 

 

ثمَّ تضع يدك اليمنى على اليسرى على الصدر ..

 

وكان النبي

oqezgm.jpg.gif يضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى، بحيث تُغطي اليمنى على ثلاث أماكن وهي:الكف والرسغ (أي: المفصل الذي بين الكف والذراع) والذراع .. وكان أحيانًا يقبض باليمنى على اليسرى .. وعليك أن تنوِّع بين الصفتين، حتى لا تسرَّح أو تمِّل من صلاتك.

 

ولكن ما هو السر في وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة؟

 

وقد سُئل الإمام أحمد رحمه الله هذا السؤال، فأجـــاب "هو ذلٌ بين يدي عزيز"

 

فأنت بين يدى الله عبد وهو الملك سبحانه،،

 

 

ثمَّ تشرَّع في دعـــاء الاستفتــــاح ..

 

ودعــاء الاستفتاح هو التحية التي تدخل بها على الملك سبحانه وتعالى، كما إن أهل الدنيا يدخلون على الملوك ويتفننون في تحيتهم .. والمحبون غالباً يقطعون كل ما يمنع لقاء بعضهم البعض قبل اللقــاء ..

 

 

وأنت .. كيف ستُحيّي الملك جلَّ جلاله؟ وكيف ستتفنن في تحيته؟

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

أسرار دعـــــــاء الاستفتـــــاح

 

 

إن التخلية لابد أن تكون قبل التحليَّة .. فمن كان بينه وبين محبوبه نقص، ينقبض حين رؤيته ولن يستطيع أن يقابله إلا عند ذهاب هذا النقص

 

وأنت لابد لك من لقاء الله تعالى، ولكن كم عليك من حقوق ما أديتها؟! وكم عليك من ذنوب ما كفرَّتها؟!

 

لهذا جعل الله تعالى لك في أول الصلاة ما يُذهب عنك ذلك الحرج، وهو أن تقول بين يديه دعــــاء الاستفتــــاح التالي ..

 

"اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد" [متفق عليه]

 

فتسأل الله عز وجلَّ أن يُباعد بينك وبين الخطايــــا التي لم تقع فيها بعد .. وأن يُنقيك من الخطايـــا التي قد وقعت فيها بالفعل، وإنما ذكر النبي

oqezgm.jpg.gif الثوب الأبيض لأن أي دنس يصيبه يظهر عليه سريعًا بخلاف غيره من الألوان ..

 

أما العبارة الثالثة: فهي زيادة على التنقية أكثر وهي التطهير .. فالماء مُنظف، والثلج والبَرَد للتبريد .. فجمع بين التنظيف والبرودة كما يقول أهل العلم: لأن الخطيئة تُسبب للمؤمن الندم، والندم يصيب المرء بحرارة في صدره .. فالماء يُذهب أثر المعصية، ثمَّ تُغسل الحرارة التي في الصدر بالثلج .. ثمَّ يأتي البَرَد زيادة على ذلك، ليُطفيء حرارة الأسى من الخطيئة فتُمحى كليًا ولا يبقى لها أثرًا.

 

ومن فوائد هذا الاستفتاح: أنه يعطيك معدل ثابت للتوبة وغسل الذنوب لا تهبط عنه يوميًا .. فهو يُذكِّرك بتجديد التوبة كل يوم خمس مرات .. ولا مكان أنسب لك لتجديد التوبة من المحــراب، ولا مقام أرجى لك للعفو من الصلاة إلى الله.

 

وهناك دعاء آخر للاستفتـــاح، وهو:

 

"سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك"[رواه الترمذي وأبو داود وصححه الألباني]

 

وهذا الدعــاء عظيم جدًا، لدرجة أن النبي

oqezgm.jpg.gif يقول "إن أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك"[السلسلة الصحيحة (2598)] .. وهو يُقال في صلاة النفل، بعكس الدعــاء الأول الذي يُقال في صلاة الفرض.

 

والتسبيــــح .. هو تنزيه الله عز وجلَّ عما لا يليق .. والتحميد .. إثبات كمال الأوصاف والأفعال لله الكبير المتعال.

 

يقول ابن القيم "وإذا قال: سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك .. شاهد بقلبه ربًا منزهًا عن كل عيب سالمًا من كل نقص محمودًا بكل حمد، فحمده يتضمن وصفه بكل كمال وذلك يستلزم براءته من كل نقص .. تبارك اسمه، فلا يُذكَّر على قليل إلا كثرة ولا على خير إلا أنماه وبارك فيه ولا على آفة إلا أذهبها ولا على شيطان إلا رده خاسئا داحرا"

 

وجَدُك .. أي عظمتُك .. ولا إله غيرك .. فإن وحدانية الربوبية تقتضي وحدانية الألوهية، ولا إله إلا الله تعني لا معبود حقٌ إلا الله.

 

ومن فوائد استفتاح العظمة .. أنه يجمع لك قلبك ويفتح لك أبواب التفكُّر بالآيات؛ لأن الاستفتاح به إثبات العظمة والكبرياء لله وحده مما ينزع الكبر من العبد .. فإذا نُزِع الكِبر، ذهبت الغشاوة التي كانت تمنع من فهم الآيات وتدبُرها.

 

يقول تعالى {سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ..}[الأعراف: 146].. يقول ابن كثير فى تفسير الآية "أي كما استكبروا بغير الحق أذلَّهم الله بالجهل".

 

وهذا الاستفتاح هو تمجيد من العبد لله تعالى، أما الأول فكان مغفرة للعبد من الله سبحانه وتعالى .. وهكذا جعل الشارع الحكيم للعبد في صلاته تنويعًا شيء من العبد لله وشيء من الله للعبد، فهو يُنوع بينهما.

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ الحب الحقيقي للنبي ﷺ ليس في إقامة مولدٍ لم يشرعه، وإنما في اتباع سنته، وإحياء ما أحياه، واجتناب ما نهى عنه، قال ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [رواه مسلم]

×