اذهبي الى المحتوى
عروس القرءان

إحيـــاء سُنـــة مِن سُنــن ...*~ الرســول صلى الله عليه وسلم ~*

المشاركات التي تم ترشيحها

akhawat_islamway_1434167505__.jpeg

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

...*~ سنة منع المارِّ بين يدي المصلِّي ~*...

 

من السُّنَّة أن يحافظ المسلمون على صلاة بعضهم البعض، فيحرص كلُّ مسلم على ألا يشغل إخوانه في صلاتهم أو يلهيهم؛ وذلك حتى لا يُفْسِد خشوعهم، وقد عَلَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عدَّة أمور تُعِين على ذلك؛ منها عدم المرور بين يدي المصَلِّي

 

فقد روى البخاري عن أَبِي جُهَيْمٍ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

«لَوْ يَعْلَمُ المَارُّ بَيْنَ يَدَيِ المُصَلِّي مَاذَا عَلَيْهِ، لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ».

قَالَ أَبُو النَّضْرِ: لاَ أَدْرِي أَقَالَ: أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَوْ شَهْرًا، أَوْ سَنَةً.

 

ولكن ماذا لو ترك مسلمٌ هذه السُّنَّة ولم يكترث بها، ومَرَّ أمام المصلِّي تمامًا؟

يأتي هنا دور سُنَّة منع المارِّ بين يدي المصلِّي من فعل ذلك؛

 

فقد روى البخاري عن أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رضي الله عنه فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ يُصَلِّي إِلَى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ، فَأَرَادَ شَابٌّ مِنْ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَدَفَعَ أَبُو سَعِيدٍ فِي صَدْرِهِ، فَنَظَرَ الشَّابُّ فَلَمْ يَجِدْ مَسَاغًا إِلَّا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَعَادَ لِيَجْتَازَ، فَدَفَعَهُ أَبُو سَعِيدٍ أَشَدَّ مِنَ الأُولَى، فَنَالَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى مَرْوَانَ، فَشَكَا إِلَيْهِ مَا لَقِيَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَدَخَلَ أَبُو سَعِيدٍ خَلْفَهُ عَلَى مَرْوَانَ، فَقَالَ: مَا لَكَ وَلِابْنِ أَخِيكَ يَا أَبَا سَعِيدٍ؟ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إِلَى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ فَأَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَلْيَدْفَعْهُ فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ».

 

 

وروى مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

«إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلَا يَدَعْ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ، فَإِنَّ مَعَهُ الْقَرِينَ».

 

 

وليلحظ المسلم أن يتدرج في المنع، فيُشِير بيده أولًا لتنبيه المارِّ، فإذا أَبَى فليدفعه دفعًا خفيفًا، فإن أَبَى زاد في دفعه

 

وعلى الأئمة في المساجد أن يُنَبِّهوا المصلِّين إلى ذلك الحُكْم حتى لا تحدث مشاحنات بين المسلمين،

وليحرص كل مسلم على الصلاة إلى سترة قريبة كي يسمح للناس بالمرور أمامه من خلف السترة دون حرج.

 

 

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}

[النور: 54].

يتبع..

بإذن الله~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1434167505__.jpeg

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

...*~ سنة صلاة الجماعة ~*...

 

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على وحدة المسلمين واجتماعهم؛ ومن ثَمَّ كان يحثُّ المسلمين بقوَّة على كلِّ ما يجمعهم ويُشْعِرهم بدفء الأخوَّة وروعتها

 

ومن ذلك حثُّه صلى الله عليه وسلم على صلاة الجماعة؛

فقد روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

"صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي الجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ عَلَى صَلاَتِهِ فِي بَيْتِهِ، وَفِي سُوقِهِ، خَمْسًا وَعِشْرِينَ ضِعْفًا؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا تَوَضَّأَ، فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى المَسْجِدِ، لاَ يُخْرِجُهُ إِلاَّ الصَّلاَةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً، إِلاَّ رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، فَإِذَا صَلَّى لَمْ تَزَلِ المَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مُصَلاَّهُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ. وَلاَ يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلاَةَ".

 

 

فمع أن أركان الصلاة في صلاة الفرد وصلاة الجماعة واحدة فإن الأجر مضاعف بشكل كبير كما رأينا، وهذا لدفع المسلمين إلى الذهاب لبيت الله، ولقاء المسلمين هناك، وروى أبو داود -وقال الألباني: حسن- عَنْ أبي أمامة رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

"مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ..".

 

 

ولم يُرِدْ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمسلمٍ أن يتخلَّف عن صلاة الجماعة؛

فقد روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ أَعْمَى، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى الْمَسْجِدِ. فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ، فَيُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ، فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَمَّا وَلَّى، دَعَاهُ، فَقَالَ: "هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلاَةِ؟" قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "فَأَجِبْ".

 

 

فإذا كان لم يُرَخِّص لهذا الأعمى الذي لا يجد قائدًا فبدهيٌّ أنه لن يُرَخِّص لغيره؛ بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو أشدُّ من ذلك؛

فقد روى البخاري عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

"لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلاَةِ فَتُقَامَ، ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى مَنَازِلِ قَوْمٍ لاَ يَشْهَدُونَ الصَّلاَةَ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ".

 

 

وبعض العلماء جعل النصَّ السابق خاصًّا بصلاة الجمعة، وبعضهم جعله عامًّا على صلاة الجمعة والجماعة

 

لكن من الواضح للجميع الرغبة الشديدة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في دفع كل المسلمين إلى صلاة الجماعة

 

فلْنحرص على هذه العبادة العظيمة.

 

 

 

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}

[النور: 54].

يتبع..

بإذن الله~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك ربى خيرا وزادك من فضله

بوركت أختى الحبيبة

تابعى ~

مازلت متابعة إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1434167505__.jpeg

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

...*~ سنة سكتات الإمام في الصلاة ~*...

 

أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي كصلاته تمامًا

لأن الصلاة عبادة موقوفة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوز لنا فيها الإضافة، أو الحذف، أو التغيير

 

وقد روى البخاري عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ مَالِكِ بْنِ الحُوَيْرِثِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «.. وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي..».

 

وكان الصحابة يرقبون ذلك ليُقَلِّدوه بدقَّة؛ ومن ذلك ما لاحظه الصحابة من سكوت الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض اللحظات أثناء إمامته للصلوات الجهرية؛

 

فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ القِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً -قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ: هُنَيَّةً- فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: «أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالبَرَدِ»

 

 

وروى الترمذي -وقال أحمد شاكر: صحيح- عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بنِ جُنْدُبٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَكْتَتَانِ حَفِظْتُهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رضي الله عنه، وَقَالَ: حَفِظْنَا سَكْتَةً. فَكَتَبْنَا إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه بِالمَدِينَةِ، فَكَتَبَ أُبَيٌّ: أَنْ حَفِظَ سَمُرَةُ. قَالَ سَعِيدٌ: فَقُلْنَا لِقَتَادَةَ: مَا هَاتَانِ السَّكْتَتَانِ؟ قَالَ: «إِذَا دَخَلَ فِي صَلَاتِهِ، وَإِذَا فَرَغَ مِنَ القِرَاءَةِ». ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ: وَإِذَا قَرَأَ: {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]، قَالَ: «وَكَانَ يُعْجِبُهُ إِذَا فَرَغَ مِنَ القِرَاءَةِ أَنْ يَسْكُتَ حَتَّى يَتَرَادَّ إِلَيْهِ نَفَسُهُ».

 

 

فهذه في الواقع ثلاث سكتات؛

الأولى بعد تكبيرة الإحرام لقول دعاء الاستفتاح،

والثانية بعد الانتهاء من الفاتحة ليعطي الفرصة للمأمومين أن يقرءوها،

والثالثة بعد الانتهاء من قراءة السورة التي تلي الفاتحة لكي يستردَّ نفسه،

 

فهذه هي سُنَّته التي يجب أن نحرص عليها.

 

 

 

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}

[النور: 54].

يتبع..

بإذن الله~

تم تعديل بواسطة عروس القرآن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1434167505__.jpeg

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

...*~ سنة ترديد أحب كلام الله ~*...

 

ماذا يفعل المسلم عندما يعلم أن الله عز وجل يحبُّ كلامًا معيَّنًا أكثر من غيره؟

 

إن المسلم الصادق سيُكْثِر دون شكٍّ من ترديد هذا الكلام المحبوب إلى الله سبحانه، وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام فقال -كما روى مسلم عَنْ سمرة بن جندب رضي الله عنه-:

"أَحَبُّ الْكَلاَمِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ. لاَ يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ".

 

 

ولأن هذه الكلمات حبيبة إلى الله فقد عَظَّم جدًّا من أجرها، حتى جعلها بمنزلة نخيل وأشجار تُزْرَع في الجنة لنا، وقد عرَّفنا ذلك من الحوار الجميل الذي دار بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وإبراهيم عليه الصلاة والسلام في رحلة الإسراء والمعراج؛ فقد روى الترمذي -وقال الألباني: حسن- عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلاَمَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ المَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ".

 

 

وأرض الجنَّة قيعان؛ أي أنها أرض عديمة الشجر، وإن كانت طيبة التربة، وعذبة الماء؛ ونحن نَزْرَع ما نمتلكه من هذه الأرض الطيبة بالأعمال الصالحة، ونصيحة إبراهيم عليه الصلاة والسلام للأُمَّة الإسلامية أن تَزْرَع أرضَ الجنَّة بأذكار التسبيح والحمد والتهليل والتكبير،

 

 

فلْنُكْثِر من ترديد أحبَّ الكلام إلى الله، عسى أن يَكْثُر غرسُنا في الجنة.

 

 

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}

[النور: 54].

يتبع..

بإذن الله~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1434167505__.jpeg

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

...*~ سنة الحمد والصلاة على الرسول قبل الدعاء ~*...

 

من أعظم العبادات عبادة الدعاء، لدرجة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحد أحاديثه جعل العبادة والدعاء أمرًا واحدًا

 

فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] قَالَ: "الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ".

وَقَرَأَ: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] إِلَى قَوْلِهِ: {دَاخِرِينَ} [غافر: 60].

 

 

ولهذا الدعاء آداب وفنون ينبغي أن نتعلَّمها، ومنها ما علَّمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف الجميل، فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رضي الله عنه،

قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عَجِلْتَ أَيُّهَا المُصَلِّي، إِذَا صَلَّيْتَ فَقَعَدْتَ فَاحْمَدِ اللهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَصَلِّ عَلَيَّ ثُمَّ ادْعُهُ".

 

قَالَ: ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَيُّهَا المُصَلِّي ادْعُ تُجَبْ".

 

فهذه السُّنَّة تقتضي أن نُفَرِّغ وقتًا -ولو بسيطًا- قبل الدعاء لحمد الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم

وعندها ستكون الإجابة أرجى إن شاء الله.

 

 

 

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}

[النور: 54].

يتبع..

بإذن الله~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1434167505__.jpeg

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

...*~ سنة العطاء ~*...

 

جميل جدًّا أن يكون العطاء سُنَّة نبوية، فالعطاء شعور نبيل، والمجتمع الذي يتميَّز أفراده بالعطاء مجتمع سعيد، يشعر فيه الغني بالشفقة على الفقير، ويشعر فيه المحتاج بالأمان لوجود الكرماء حوله في مجتمعه، فيسود بذلك الحب والسلام، وتقل الجرائم والصراعات

 

وقد روى مسلم عن أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: "مَا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْإِسْلَامِ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ. قَالَ: فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ، فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا، فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ".

 

 

وكان له صلى الله عليه وسلم تميُّز خاصٌّ في بعض الأوقات كرمضان

فقد روى البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَلْقَاهُ، فِي كُلِّ سَنَةٍ، فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، فَيَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ».

 

 

وعلينا لتطبيق هذه السُّنَّة أن نُدَرِّب أنفسنا على "دوام" العطاء ولو بشيء بسيط

وأن نحاسب أنفسنا يوميًّا قبل أن ننام على عطائنا في هذا اليوم

وإذا مرَّ علينا يوم بلا عطاء فلْنبذل في اليوم التالي عطاءً مضاعَفًا

 

ولا نخشَ قلَّة المال؛ فإن الله يُعَوِّضنا ما أنفقناه

قال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39].

 

 

 

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}

[النور: 54].

يتبع..

بإذن الله~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1434167505__.jpeg

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

...*~ سنة الصلاة بسورتي السجدة والإنسان في فجر الجمعة ~*...

 

أحد أكبر مفاهيم العبادة هو الاتباع الدقيق للرسول صلى الله عليه وسلم في طريقته في الحياة دون تردُّد أو جدال

 

خاصة في الأمور التي يُسَمِّيها الفقهاء بالأمور التوقيفية؛ أي التي نتوقَّف فيها عند قول أو فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس فيها مجال للاجتهاد؛ منها أمور الصلاة والصيام والذكر والحجِّ، ومنها كذلك أمور الاعتقاد والغيب والآخرة

 

ومن أمثلة السنن التوقيفية صلاته صلى الله عليه وسلم بسور معيَّنة في مواضع أو أوقات معيَّنة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا أمرًا مباشرًا عامًّا أن نلتزم بشكل صلاته دون تحريف ولا تبديل

 

وهذا في رواية البخاري عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ مَالِكِ بْنِ الحُوَيْرِثِ رضي الله عنه، عَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «.. وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي..».

 

 

وكان مِن سُنَّته صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي صلاة الصبح يوم الجمعة بسورتي السجدة والإنسان؛

 

فقد روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الجُمُعَةِ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ».

 

 

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ السورتين كاملتين، ولم يكن يختار آية السجدة وما حولها من آيات كما يفعل بعض الناس اليوم، ولا أدري ما الذي جعل الناس تعتقد أن المراد بقراءة سورة السجدة هي آية السجدة تحديدًا!

 

إنما السُّنَّة أن نقرأ سورة السجدة كاملة في الركعة الأولى، ثم نقرأ سورة الإنسان كاملة في الركعة الثانية، ولا حُجَّة لمن يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يُطَوِّل في صلاته بالناس. لأن التطويل أو التخفيف أمر نسبي، والمعيار الدقيق له هو سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي في فجر الجمعة تكون كما وضَّحنا.

 

 

أما لماذا اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم هاتين السورتين لفجر يوم الجمعة؟

 

فهذا لم تُصَرِّح به الأحاديث؛ ولعلَّه لأنه جاء في السورتين ذِكْرُ خَلْقِ الإنسان، وقيام الساعة، ودخول الجنة، وكلها أمور حدثت أو تحدث في يوم الجمعة؛

 

وذلك لما رواه مسلم عَنْ

أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ».

 

 

فلْنحرص على هذه السُّنَّة

 

وأن لا نلوم أو نعتب على مَنْ قرأ بالسورتين بدعوى أنه أطال؛بل نُشَجِّعه وندعمه،

 

ولْنتدبَّر في معانيهما؛ ففيهما من الخير الكثير.

 

 

 

 

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}

[النور: 54].

يتبع..

بإذن الله~

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1434167505__.jpeg

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

...*~ سنة الإجتماع على قراءة القرءان ~*...

 

أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقراءة القرآن كثيرًا؛ ففيه خير الدنيا والآخرة، فقد قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9]،

 

وروى مسلم عن أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ..».

 

ولمـَّا كان الشيطان حريصًا على الكيد للإنسان فإنه يصرفه عن قراءة القرآن لما يعلم ما فيه من نفع له؛ لذلك قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: 98]

 

والحقُّ أن فرصة الشيطان في التغلُّب على الإنسان تزيد عندما يكون الإنسان وحيدًا؛

 

وقد روى الترمذي -وقال

الألباني: صحيح- عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «.. فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ..».

 

ومن هنا جاءت هذه السُّنَّة العظيمة؛ وهي سُنَّة الاجتماع مع المسلمين على قراءة القرآن، ويا حبذا لو كان ذلك في المسجد، فإن هذا يحفظ المسلمين من الشيطان بشكل أكبر؛

 

فقد روى مسلم عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «.. وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ..».

 

 

فلنحرص على تطبيق هذه السُّنَّة، ولو مرَّة أسبوعيًّا

 

ويمكن تخيُّر بعض الأوقات التي تُعين على أداء عبادات إضافية جميلة

مثل الوقت بين صلاة الصبح والشروق، فنأخذ أجرَ عمرةٍ، أو الوقت بين المغرب والعشاء، فنضمن شهود صلاتي جماعة، أو غير ذلك مما يتيسَّر لنا.

 

 

 

 

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}

[النور: 54].

يتبع..

بإذن الله~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1434167505__.jpeg

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

...*~ سنة السرور بالحسنة ~*...

 

أخبرنا الله عز وجل أن الحساب يوم القيامة يكون بوزن الحسنات والسيئات، فقال:

{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47]

 

وأخبرنا كذلك أن المفلِح حقًّا هو من زادت حسناته على سيئاته، فقال:

{وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} [الأعراف: 8، 9]،

وقال: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ * وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النمل: 89، 90].

 

 

لهذا فإنه من الواجب على المؤمن أن يسعد بأعماله الصالحة التي تُؤَدِّي إلى زيادة حسناته، وأن يحزن لأعماله الفاسدة التي تزيد من سيئاته، وهذه هي السُّنَّة النبوية

 

فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ رضي الله عنه بِالجَابِيَةِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي قُمْتُ فِيكُمْ كَمَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِينَا فَقَالَ -أي رسول الله صلى الله عليه وسلم-: ".. مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ".

 

 

وروى الحاكم -وقال الذهبي: صحيح- عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَكَرِهَهَا حِينَ يَعْمَلُ، وَعَمِلَ حَسَنَةً فَسُرَّ بِهَا فَهُوَ مُؤْمِنٌ".

 

 

وروى ابن حبان -وقال الألباني: صحيح- عَنْ

أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ مَا الإِيمَانُ؟ قَالَ: "إِذَا سَرَّتْكَ حَسَنَاتُكَ، وَسَاءَتْكَ سَيِّئَاتُكَ، فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ".

قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ فَمَا الإِثْمُ؟ قَالَ: "إِذَا حَاكَ فِي قَلْبِكَ شَيْءٌ فَدَعْهُ".

 

فهذه كلها روايات تُؤَكِّد أن المؤمن ينبغي أن يُسَرَّ بأعماله الصالحة كالصلاة والصدقة وصلة الرحم، وينبغي أن يشعر بالكراهية والحزن إذا وقع في معصية؛ كزلاَّت اللسان، وخطايا السمع والبصر، وغير ذلك من الذنوب

 

وهذا كلُّه علامة على صدق الإيمان بالله واليوم الآخر؛ فالمؤمن هو الذي سيفرح بالحسنات، ويحزن للسيئات؛ وذلك ليقينه في يوم الحساب، وليقينه بقدرة الله على معرفة الصغيرة والكبيرة وإحصائها؛ لذلك فقد أثبت رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الإيمانَ لمن كان هذا حاله، ولن يكون هذا إلا لمن كان واعيًا مستيقظًا متدبِّرًا في أحوال يومه؛ أما الغافلون فإنهم لا يلحظون ذلك ولا يكترثون به،

 

فلْيحاسب كلٌّ منا نفسه

 

ولْيراجع سجلَّ حياته

قبل أن يأتي يومٌ لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

 

 

 

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}

[النور: 54].

يتبع..

بإذن الله~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1434167505__.jpeg

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

...*~ سنة العمل الصالح في الأيام العشر~*...

 

رفع اللهُ قدر بعض الأيام وفضَّلها على غيرها، وجعل العمل فيها أكثر مثوبة بفضله وكرمه؛ ومن هذه الأيام -بل أعظمها- الأيام العشر الأولى من ذي الحجة

 

وقد عَرَّفنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد روى

البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟" قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: "وَلاَ الجِهَادُ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ".

 

 

وفي رواية أخرى لأبي داود -وقال الألباني: صحيح- عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ".

يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: "وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ".

 

 

فهذا الحوار يُوَضِّح القيمة الهائلة لهذه الأيام حيث رفعت من أجر بعض الأعمال حتى جعلتها أعلى من الجهاد، مع كون الجهاد ذروة سنام الإسلام

 

ويترك لنا الحديث المجال لنختار الأعمال التي نقوم بها في هذه الأيام المباركة؛ فيمكن لنا الإكثار من الصلاة، والصيام، والذِّكْر، وقراءة القرآن، والنفقة في سبيل الله، وصلة الأرحام، وإصلاح ذات البين، وغير ذلك من الأعمال الصالحة، وكلها من سُنن النبي صلى الله عليه وسلم.

 

 

 

 

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}

[النور: 54].

يتبع..

بإذن الله~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1434167505__.jpeg

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

...*~ سنة التكبير في الأيام العشر~*...

 

مع أن كل الأعمال الصالحة مطلوبة في الأيام العشر الأولى من ذي الحجة؛ فإن الذِّكْر له أهمية خاصة؛ فقد روى البخاري عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:

"وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ: أَيَّامُ العَشْرِ، وَالأَيَّامُ المَعْدُودَاتُ: أَيَّامُ التَّشْرِيقِ".

 

وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما: "يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ يُكَبِّرَانِ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا". وَكَبَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ خَلْفَ النَّافِلَةِ.

 

 

فهذه رواية

البخاري قد ذكرت أن ابن عباس رضي الله عنهما

قد فسَّر الأيام المعلومات بأنها الأيام العشر الأولى من ذي الحجة،

وفسَّر الأيام المعدودات بأنها أيام التشريق،

وكان العمل الرئيس الذي طلبه الله من عباده في هذه الأيام، المعلومات والمعدودات، هو الذِّكْر

فقال في المعلومات: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج: 28]،

وقال في المعدودات: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: 203]،

 

وفي تطبيق عملي لهذا التفسير ذكر البخاري في روايته أن الصحابيين الجليلين ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق فيُكَبِّران، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا، فاختارا التكبير تحديدًا ليَحُثَّا الناس عليه في هذه الأيام، ولن يفعلا ذلك إلا لعلمهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك، فصارت هذه سُنَّة نبوية مهمَّة في هذه الأيام،

 

وإن كان ذِكْر الله بشكل عامٍّ أمرًا مطلوبًا في هذا التوقيت لعموم الآيات التي ذكرناها، وقد وردت رواية صحيحة تُوَسِّع دائرة أنواع الذكر في الأيام العشر؛

 

فقد روى أحمد عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

"مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ وَلاَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ".

 

 

فلنحرص في هذه الأيام على هذه السُّنَّة المباركة.

 

 

 

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}

[النور: 54].

يتبع..

بإذن الله~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1434167505__.jpeg

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

...*~ سنة صيام يوم عرفه ~*...

 

يوم عرفة من أعظم أيام الدنيا، وقد روى الترمذي -وقال الألباني: حسن

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

"اليَوْمُ المَوْعُودُ يَوْمُ القِيَامَةِ، وَاليَوْمُ المَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الجُمُعَةِ".

 

وفيه يغفر الله للحجيج مغفرة عجيبة؛ فقد روى مسلم عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

"مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلاَئِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ؟".

 

وقد أراد الله عز وجل برحمته أن يُمَكِّن أولئك الذين لم يستطيعوا الحجَّ من تحقيق شيء من هذه المغفرة، فعَلَّم رسولَه صلى الله عليه وسلم هذه السُّنَّة الجميلة، وهي سُنَّة صيام يوم عرفة لغير الحجيج

 

فقد روى مسلم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ".

 

 

فهذا صيام يوم واحد يغفر اللهُ به ذنوب سنتين كاملتين! فأيُّ فضلٍ، وأيُّ كرمٍ!

 

فلنحرص على هذه السُّنَّة مهما كانت ظروفنا، ولنسعد عند فطرنا بمغفرة الله لنا.

 

 

 

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}

[النور: 54].

يتبع..

بإذن الله~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1434167505__.jpeg

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

...*~ سنة الدعاء يوم عرفه ~*...

 

الدعاء من أعظم العبادات؛ بل جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم العبادةَ نفسها؛

 

فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]

قَالَ: "الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ".

 

وَقَرَأَ: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] -إِلَى قَوْلِهِ- {دَاخِرِينَ} [غافر: 60]،

 

وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هناك مناسبات ترتفع فيها أهمية الدعاء عن غيرها من الأوقات، وجعل أفضل هذه المناسبات مطلقًا يومَ عرفة؛

 

فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".

 

 

فنَصَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن أفضل أوقات الدعاء قاطبة ما كان يوم عرفة، ولم يُحدِّد وقتًا معينًا في اليوم، فصار الخير في كل لحظاته، ثم أتبع ذلك بأن أفضل الكلام الذي قاله وهو وإخوانه الأنبياء هي شهادة التوحيد؛ فكان ذلك إشارة منه إلى أهمية التهليل في هذا اليوم، وأهميته كمقدمة للدعاء

 

فلْنُكْثِر في هذا اليوم من الأمرين معًا: الدعاء والتهليل، ولْنُفَرِّغ أوقاتنا في يوم عرفة لذلك،

فإننا لا ندري هل نُدرك يوم عرفة آخر أم يكون هذا آخر عهدنا به.

 

 

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}

[النور: 54].

يتبع..

بإذن الله~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1434167505__.jpeg

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

...*~ سنة الأضحية ~*...

 

 

 

هذه سُنَّة خاصة جدًّا من سُنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تُفْعَل إلا مرَّة واحدة في السنة، وهي سُنَّة ذبح الأضحية في عيد الأضحى، ومن ثم فلا ينبغي أبدًا للقادر أن يُفَوِّت هذه الفرصة الثمينة

 

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره جدًّا للأغنياء أن يُهْملوا هذه السُّنَّة، إلى درجة أنه قال -كما روى ابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، وقال الألباني: صحيح-:

"مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ، وَلَمْ يُضَحِّ، فَلاَ يَقْرَبَنَّ مُصَلاَّنَا".

 

 

بل إن من السُّنَّة أن تختار أضحية قوية نجيبة صحيحة حتى تُقَدِّمها لله عز وجل في ذلك اليوم؛ فقد روى الترمذي وأبو داود -وقال الألباني: صحيح- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، قَالَ:

"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُضَحِّي بِكَبْشٍ أَقْرَنَ فَحِيلٍ".

 

 

وروى أبو داود -وقال الألباني: صحيح- عَنْ عُبَيْدِ بْنِ فَيْرُوزَ، قَالَ: سَأَلْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنه: مَا لاَ يَجُوزُ فِي الأَضَاحِيِّ؟ فَقَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصَابِعِي أَقْصَرُ مِنْ أَصَابِعِهِ، وَأَنَامِلِي أَقْصَرُ مِنْ أَنَامِلِهِ فَقَالَ:

"أَرْبَعٌ لاَ تَجُوزُ فِي الأَضَاحِيِّ -فَقَالَ-: الْعَوْرَاءُ بَيِّنٌ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ ظَلْعُهَا، وَالْكَسِيرُ الَّتِي لاَ تَنْقَى".

 

 

والمسلم يُضَحِّي بشاة واحدة، ويمكن لسبعة أفراد أن يشتركوا في بقرة، وللعشرة أن يشتركوا في جمل؛ وذلك لما رواه الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:

"كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَحَضَرَ الأَضْحَى، فَاشْتَرَكْنَا فِي البَقَرَةِ سَبْعَةً، وَفِي الجَزُورِ عَشَرَةً".

 

 

 

وقد وردت أحاديث كثيرة في ثواب الأضحية، ولكن أسانيدها ضعيفة على الأغلب

 

ويكفينا أنها سُنَّة مؤكَّدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

 

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}

[النور: 54].

يتبع..

بإذن الله~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1434167505__.jpeg

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

...*~ سنة الذبح بعد صلاة العيد ~*...

 

يختبرنا الله عز وجل بأنواع العبادات المختلفة، وهي عبادات تعتمد على اليقين في أنها من عند الله، وبالتالي لا بُدَّ أن تُفْعَل بالطريقة التي أرادها الله عز وجل وعَلَّمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى:

{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: 31]

 

وقد كان من سُنَّته صلى الله عليه وسلم أن يذبح أضحية عيد الأضحى بعد الصلاة وليس قبلها؛ فقد روى البخاري عَنِ البَرَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

«إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، مَنْ فَعَلَهُ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلُ، فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لأَهْلِهِ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ». فَقَامَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ، وَقَدْ ذَبَحَ، فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي جَذَعَةً. فَقَالَ: «اذْبَحْهَا وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ».

 

قَالَ مُطَرِّفٌ: عَنْ عَامِرٍ، عَنِ البَرَاءِ رضي الله عنه: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

«مَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلاَةِ تَمَّ نُسُكُهُ، وَأَصَابَ سُنَّةَ المُسْلِمِينَ».

 

 

فتَبَيَّن لنا من هذا الحديث أن الذبح الذي يُعَدُّ من النسك والعبادة هو الذبح الذي بعد الصلاة، أما الذي تمَّ قبل الصلاة فهو مجرَّد لحم صالح للأهل ليس فيه أجر الأضحية؛ مع أن الفارق بين توقيت الذبح قد لا يتجاوز ساعة واحدة، ومع أن المذبوح قد يكون واحدًا؛ بل قد يكون المذبوح قبل الصلاة أكبر وأسنَّ من المذبوح بعدها، كما في حالة الحديث الذي بين أيدينا

 

ومع ذلك فالأضحية الصحيحة والمقبولة من الله هي التي ذُبِحَت في التوقيت الذي حددَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل هذا لنعلم أن الدين قائم على اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس على ما قد نراه أحيانًا منطقيًّا من وجهة نظرنا.

 

 

وكان من سُنَّته صلى الله عليه وسلم أيضًا أنه لا يبدأ أكله يوم عيد الأضحى إلا بعد عودته من الصلاة والذبح، وحينها يأكل من ذبيحته، فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عن بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ الأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لاَ يَخْرُجُ يَوْمَ الفِطْرِ حَتَّى يَطْعَمَ، وَلاَ يَطْعَمُ يَوْمَ الأَضْحَى حَتَّى يُصَلِّيَ".

 

وفي رواية أحمد بإسناد حسن قال صلى الله عليه وسلم:

"لاَ يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ، وَلاَ يَأْكُلُ يَوْمَ الأَضْحَى حَتَّى يَرْجِعَ فَيَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ".

 

 

فلنحرص على هذا الهدْي النبوي.

 

 

 

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}

[النور: 54].

يتبع..

بإذن الله~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1434167505__.jpeg

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

...*~ سنة التكبير يوم عرفة، والنحر، وأيام التشريق ~*...

 

التكبير من الأعمال المهمَّة للغاية في موسم الحجِّ وما حوله من أيام، وكان من سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُكْثِر من التكبير في هذه الفترة؛ خاصة يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق، وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة

 

وقد قال البخاري: وَكَانَ عُمَرُ رضي الله عنه،

"يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ المَسْجِدِ، فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الأَسْوَاقِ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا"

 

وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما "يُكَبِّرُ بِمِنًى تِلْكَ الأَيَّامَ، وَخَلْفَ الصَّلَوَاتِ، وَعَلَى فِرَاشِهِ، وَفِي فُسْطَاطِهِ، وَمَجْلِسِهِ وَمَمْشَاهُ، تِلْكَ الأَيَّامَ جَمِيعًا

 

وَكَانَتْ مَيْمُونَةُ رضي الله عنها: "تُكَبِّرُ يَوْمَ النَّحْرِ"، وَكُنَّ "النِّسَاءُ يُكَبِّرْنَ خَلْفَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ لَيَالِيَ التَّشْرِيقِ مَعَ الرِّجَالِ فِي المَسْجِدِ".

 

 

وصيغة التكبير أَنْ يَقُول: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ. ويكون التكبير بهذه الصيغة خلف الصلوات

 

ويبدأ على الأرجح من صلاة الصبح يوم عرفة، وينتهي عقب صلاة العصر من يوم الثالث عشر من ذي الحجة، وهو اليوم الثالث من أيام التشريق.

 

ومن السُّنَّة أن يكون التكبير بصوت مرتفع

 

والتكبير سُنَّة جميلة تُشْعِر المؤمن بالقوَّة؛ لأنه يجد كلَّ شيء في الدنيا صغيرًا عندما يقول: الله أكبر!

 

 

 

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}

[النور: 54].

يتبع..

بإذن الله~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1434167505__.jpeg

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

...*~ سنة أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ~*...

 

نَصَحَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نُكْثِر من الدعاء؛ لأننا مستفيدون في كل الأحوال، سواء رأينا الإجابة بأعيننا، أو أجَّلها اللهُ عز وجل لحكمة يراها

 

فقد روى الترمذي -وقال

الألباني: صحيح- عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه، أَنَّه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا عَلَى الأَرْضِ مُسْلِمٌ يَدْعُو اللَّهَ بِدَعْوَةٍ إِلاَّ آتَاهُ اللَّهُ إِيَّاهَا، أَوْ صَرَفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ".

فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: إِذًا نُكْثِرُ. قَالَ: "اللَّهُ أَكْثَرُ".

 

 

ومع أن كل أدعية البرِّ محمودة فإن هناك أدعية معيَّنة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكْثِر منها

 

ما رواه عَنْ أنس رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:

"اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ".

 

وهو دعاء سهل الحفظ، عظيم المعاني، شامل الطلب؛ ولذلك كان أنس بن مالك رضي الله عنه -راوي الحديث- من أكثر الناس تطبيقًا له؛ فقد روى مسلم عن قتادة أنه قَالَ:

"وَكَانَ أَنَسٌ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ بِدَعْوَةٍ دَعَا بِهَا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ بِدُعَاءٍ دَعَا بِهَا فِيهِ".

 

 

وفي رواية أخرى لابن حبان -وقال الألباني: صحيح- عَنْ ثَابِتٍ، أَنَّهُمْ قَالُوا لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: ادْعُ اللَّهَ لَنَا. فَقَالَ: "اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. قَالُوا: زِدْنَا. فَأَعَادَهَا؛ قَالُوا: زِدْنَا. فَأَعَادَهَا؛ فَقَالُوا: زِدْنَا. فَقَالَ: مَا تُرِيدُونَ؟ سَأَلْتُ لَكُمْ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ".

 

 

فلْنُكْثِر من هذا الدعاء الجامع، ونسأل اللهَ القبول.

 

 

 

 

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}

[النور: 54].

يتبع..

بإذن الله~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1434167505__.jpeg

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

...*~ سنة التوكل على الله ~*...

 

معظم البشر يأخذون بالأسباب لإتمام أعمالهم؛ ولكن القليل منهم هم الذين يتوكَّلون على الله في ذلك

 

فالتوكُّل على الله ليس شرطًا لإتمام العمل؛ إنما هو شرط لقبول الله له

والتوكُّل على الله سُنَّة نبوية أصيلة، وكان رسول الله يُعْلِن أنه متوكِّلٌ على الله فور خروجه من بيته

 

فقد روى

أبو داود عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:

«إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ. قَالَ: يُقَالُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ، وَكُفِيتَ، وَوُقِيتَ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ؟».

 

ومع أن كل المسلمين يدَّعي التوكُّل على الله؛ فإنهم ليسوا جميعًا متوكِّلين عليه حقَّ التوكُّل،

وقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

«لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا».

 

 

وحقُّ التوكُّل يستلزم -فيما أرى- أمرين:

أما الأول فهو الاعتقاد الجازم بأن النفع والضرَّ بيد الله عز وجل، وأن الأسباب لن تُؤتي ثمارها إلا إذا أراد الله عز وجل، وقد قال تعالى:

{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأنعام: 17]

 

وذكر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هذا المعنى أيضًا؛ فقد روى البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

«يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، هُمُ الَّذِينَ لاَ يَسْتَرْقُونَ، وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ».

 

فهؤلاء الصفوة كانوا لا يتوقَّعون النفع من الراقي، ولا يتوقَّعون الضُّرَّ من المـُتطَيَّر منه، إنما يتوقَّعون ذلك كله من الله تعالى، فهم متوكِّلون عليه.

 

والأمر الثاني في حقِّ التوكُّل هو عدم الأخذ بأسباب غير شرعية تغضب اللهَ عز وجل؛ لأن المتوكِّل على الله يعلم أن كلَّ شيءٍ بيده سبحانه، فكيف يُغضبه ثم يتوقَّع التأييد منه؟

 

فمن فعل هذين الأمرين فهو متوكِّلٌ على الله، ومَنْ تنازل عن واحدة منها فقد يتمُّ عملُه، ولكنه ليس متوكِّلًا على الله، وبالتالي فلن يقبله الله منه، وليس له في الآخرة أجرٌ على هذا العمل، وقد قال تعالى:

{مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} [الشورى: 20].

 

 

فقلب المتوكِّل على الله مُترَقِّبٌ للآخرة، وقلوب عامَّة الناس لا تُريد إلا الدنيا، ومع أن الله يُؤتي الناسَ ما يسعون إليه في الدنيا مع أنهم غير متوكِّلين عليه؛ فإنه لا يُؤتي الآخرة إلا لمن عمل له سبحانه

 

فهذه هي سُنَّة التوكُّل، وهي سُنَّة النجاة.

 

 

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}

[النور: 54].

يتبع..

بإذن الله~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1434167505__.jpeg

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

...*~ سنة التوسل بالأعمال الصالحة ~*...

 

يقع الإنسان في أزمات كثيرة أثناء رحلة حياته، وعندها يلجأ إلى الله عز وجل، والله عز وجل لا يكره من عباده هذا السلوك؛ إنما يكره لهم أن يذكروه عند الشِّدَّة فقط، ثم ينسونه عند كشف الضُّرِّ؛ فقد قال تعالى:

{وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [يونس: 12]،

 

والله عز وجل يحبُّ للعبد في مثل هذه المواقف الشديدة أن يُعاهده على الطاعة أبدًا، في الرخاء والشِّدَّة، وفي العسر واليسر

لذا فمن الجميل أن يذكر العبد في وقت شِدَّته أنه في يوم من الأيام كان طائعًا لله بلا هوًى ولا مصلحة؛ إنما كان يُطيعه حبًّا له، ورغبة في ثوابه

وكأنه يقول لله: كنت طائعًا لك بالأمس في رخائي قبل شِدَّتي، وسأكون طائعًا لك غدًا بعد انفراج الأزمة

 

ومن هنا جاءت سُنَّة التوسُّل في الدعاء عند الكرب بالأعمال الصالحة السابقة، وكيفيتها أن يسأل العبدُ اللهَ تفريج الأزمة بحقِّ العمل الصالح الذي فعله يوم كذا أو كذا، ولم يكن وقتها في شِدَّة، إنما كان يفعله فقط مخلصًا لله عز وجل؛

 

فقد روى

البخاري عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

«انْطَلَقَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى أَوَوْا المَبِيتَ إِلَى غَارٍ، فَدَخَلُوهُ فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ، فَسَدَّتْ عَلَيْهِمُ الغَارَ، فَقَالُوا: إِنَّهُ لاَ يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلَّا أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ..».

 

 

ثم ذكر كلُّ رجل من الثلاثة عملًا صالحًا مخلصًا فعله في وقت رخائه ويُسْرِه، وكانت الصخرة تنفرج تدريجيًّا مع كل توسُّلٍ يُقدمونه بين يدي ربهم، حتى انتهى الثلاثة من ذكر أعمالهم الصالحة؛ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «.. فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ، فَخَرَجُوا يَمْشُونَ».

 

 

فهذه سُنَّة نبوية جميلة تعرض أسلوبًا مهذَّبًا في الدعاء

حيث يُؤَكِّد العبدُ لله عز وجل أنه لا يكتفي بالعبادة وقت الأزمات فقط، إنما هو على العهد؛ قبل وأثناء وبعد الأزمة

 

ونسأل الله أن يُفَرَّج همومنا جميعًا.

 

 

 

 

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}

[النور: 54].

يتبع..

بإذن الله~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×