اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

حياك الله أختي أمنيات

 

أسأل الله أن تفيدك هذه المقالات :

 

https://saaid.net/rasael/776.htm

 

كيف تتدبر القرآن (خطوات عملية)

 

عمر بن عبد المجيد البيانوني

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إنَّ القرآن العظيم لا تنقضي عجائبُه، ولا تُحصَى معانِيهِ وفوائدُه، فهو كلامُ اللهِ العليمِ الخبيرِ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولهذا حثنا اللهُ سبحانَهُ على قراءته وتدبره، ففي تدبُّرِ القرآنِ والعملِ بِهِ شفاءٌ للفردِ وللمجتمع من أمراضه الحسية والمعنوية، وتلبيةٌ لحاجاتِهِ الدنيوية والأخروية، قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) فالله الذي خلق عباده هو أعلم بما يصلحهم، قال تعالى: (ألا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)، وقال سبحانه: (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ).

فمَنْ عَرَفَ فَضْلَ القرآنِ تلهَّفَ إليه تَلَهُّفَ الظمآنِ إلى الماء، والزُّروعِ إلى السَّماء، والمريضِ إلى الشفاء، والغريقِ إلى الهواء، والمسجونِ إلى الحرية والفضاء..

والذي يعيش بدون القرآن والعمل به والاستهداء بهديه، فإنَّ حياتَه (كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ).

وقد بيَّنَ اللهُ سبحانَهُ الغايةَ من إنزالِ القرآنِ فقال سبحانه: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)، فالتفكر في آيات الله والتدبر لها يوصل إلى الهداية بكتاب الله (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ).

فتدبر القرآن هو مفتاحٌ للعلوم والمعارف، وبه يزداد الإيمان في القلب. وكلما ازداد العبد تأملاً فيه ازداد علماً وعملاً وبصيرة.

وقد نعى الله على المشركين إعراضَهم عن القرآن وعدمَ استفادَتِهم من عِبَره وهديه فقال سبحانه: (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ).

إِنَّ تدبر القرآن هو التأمُّلُ لفهم المعنى، والتوصُّلُ إلى معرفةِ مقاصدِ الآياتِ وأهدافها، وما ترمي إليه من المعاني والحِكَمِ والأحكام، وذلك بقصد الانتفاع بما فيها من العلم والإيمان، والاهتداء بها والامتثال بما تدعو إليه..

 

ولكن كيف يمكن تدبر القرآن الكريم؟ هناك خُطُواتٌ عمليةٌ ووسائلُ تعين على تدبر القرآن الكريم، منها:

 

تنويرُ البصيرةِ بالإقبالِ على الله تعالى والقُرْبِ مما يحبُّه الله والامتثالِ لأمره، والابتعادِ عما نهى عنه، قال سبحانه: (وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً)، فالعلمُ نورٌ، والمعصيةُ ظُلْمَةٌ، ولا بدَّ لمن يريدُ النورَ أنْ يبتعدَ عن كلِّ ما فيه ظُلْمَة، فكلما ابتعدَ المسلمُ عن المعاصي كان أقربَ إلى التوفيقِ والسداد.

 

ومما يعين على تدبر القرآن: استشعارُ عَظَمَةِ القرآنِ وذلك باليقينِ التام بأنك مع القرآن حيٌّ وبدونه ميت، ومع القرآن مُبْصِرٌ وبدونه أعمى، ومع القرآنِ مُهْتَدٍ وبدونه ضَال.

والاستشعارُ بأن القرآن كلام الله تعالى وأنه رسائلُ أرسَلَها الله إلى عباده لهدايتهم لأفضل السُّبُل التي فيها نفعهم في الدنيا والآخرة، فالإسلام هو أكملُ نظامٍ عرفته البشرية لإصلاح الناس، وخيرُ ما يعبِّرُ عن الإسلام هو القرآن العظيم.

فالقرآن شفاءٌ من أمراض الشهوات والشبهات، والقرآن يعطي منهجاً سليماً في الحياة ويُصْلِحُ الفردَ والمجتمع.

وكيف لا يَسْتَشْعِرُ عَظَمَةَ القرآن مَنْ عَرَفَ أنَّ القرآنَ هو كلامُ الله تعالى، فإذا كان القرآنُ هو كلامُ اللهِ سبحانه فإنَّ فضلَ القرآنِ على سائر الكلام كفضلِ اللهِ تعالى على خلقه.

لقد وصف الله تعالى تأثُّرَ المؤمنين بالقرآن فقال سبحانه: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً)، وقال تعالى: (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ذَلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ).

فقد وَصَفَ اللهُ المؤمنين الذين يخشونه بأنهم تَقْشَعِرُّ جلودُهُم من هذا القرآن الكريم تعظيماً له، وذلك الذي بعثهم على الخضوع له والانقياد، ولذلك قال بعدها: (ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ). فالتدبر لا يكون إلا بالتعظيم لله ولكتابه العظيم.

 

ومن الوسائل التي تعين على تدبر القرآن: أنْ يَحْسَبَ أنه هو المخاطب بالقرآن الكريم، فماذا لو حَسِبَ كلٌّ منَّا أنَّ القرآن قد أنزل عليه، وأنه هو المخاطب به، فكيف سيَتَلَقَّى رسائلَهُ ومواعظَهُ، وأوامرَهُ ونواهيَهُ، فما أنفسَها وما أعظمَها مِنْ رسائلَ قالها الخالقُ العظيمُ لخلقه وعباده الذين لا يعرفون من الخير إلا ما عرَّفهم به ربهم، ولا نجاة لهم من الشرور والآثام إلا بابتعادهم عما نهى الله عنه.

قال الحسن بن علي رضي الله عنهما: (إنَّ مَنْ كان قَبْلَكُمْ رأوا القرآنَ رسائلَ مِنْ ربِّهِمْ، فكانوا يتدبَّرونها بالليل، ويَتَفَقَّدُونَها في النهار).

 

ومن الوسائل المعينة على التدبر: معرفةُ أنَّ القرآنَ لا تنقضي عجائبُهُ، فلا يَقْتَصِرُ على ما وردَ في تفسيرِ الآية، بل يُعْمِلُ الفِكْرَ والنَّظَرَ ويَتَأمَّلُ في الآياتِ وما تَدُلُّ عليه، وبهذا تُفْهَمُ الآيةُ على أوسع معانِيها التي تدل عليها، ولا تُقْصَرُ الآيةُ على معنىً واحدٍ من المعاني، فالآيةُ تُفهم على معانٍ كثيرةٍ لا تعارض بينها، فمعرفةُ سببِ النزولِ يُفِيدُنَا في فهم الآية، لكنه لا يعني قَصْرَ مَفْهُومِ الآيةِ على ما وَرَدَ في سبب النزول، فالعبرةُ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السبب، فيُمْكِنُ أنْ تُحمَلَ الآيةُ على الكثيرِ من المعاني الحقيقية والمجازية التي تُفْهَمُ من الآية، ويَسمح بها التركيب، إذا لم يكن هناك تعارضٌ بين هذه المعاني.

 

ومما يعين على التدبر: تَكْرارُ الآيةِ وتَرديدُها، والعَوْدَةُ المُتَجَدِّدَةُ للآياتِ، فذلك له أثرٌ عظيمٌ في حضورِ القلبِ واستحضارِ الآياتِ والتأثُّرِ بها..

ففي التَّكْرَارِ تقريرٌ للمعاني في النفس، وتثبيتٌ لها في الصدر، وسكينةٌ وطمأنينةٌ للقلب.

وقد ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن السلف من بعده، عن أَبي ذَرٍّ أن النَّبِيَّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ قَامَ بِآيَةٍ يُرَدِّدُهَا حَتَّى أَصْبَحَ وهي قوله تعالى: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ). رواه النسائي وابن ماجه.

وقال بعض السلف: إني لأفتتحُ السورةَ، فَيُوقِفُنِي بعضُ ما أشْهَدُ فيها عَنِ الفراغِ منها، حتى يطلعَ الفجرُ .

وعن الحسن أنه ردَّدَ في ليلة حتى أصبحَ قولَ اللهِ تعالى: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)، فقيل له في ذلك؟ فقال: إن فيها مُعْتَبَراً، مانرفع طَرْفاً ولا نَرُدُّهُ إلا وَقَعَ على نِعمَةٍ، وما لا نعلمه من نِعَمِ اللهِ أكثر).

و قام تميمٌ الداريُّ في ليلة بهذه الآية: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ).

وقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ: رَأَيْتُ أَحْمَدَ بنَ أَبِي الحَوَارِيِّ، بعد أن صَلَّى العَتَمَةَ، قَامَ يُصَلِّي، فَاسْتَفْتَحَ بِـ (الحَمْدُ للهِ) إِلَى (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِيْنُ)، فَطُفْتُ الحَائِطَ كُلَّهُ، ثُمَّ رَجَعْتُ، فَإِذَا هُوَ لا يُجَاوِزُهَا، ثُمَّ نِمْتُ، وَمَرَرْتُ فِي السَّحَرِ وَهُوَ يَقْرَأُ: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ). فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهَا إِلَى الصُّبْحِ.

وقرأ عامرُ بنُ عبد قيس في ليلة سورة غافر، فلما انتهى إلى هذه الآية: (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ)، لَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهَا حتى أصبح.

وقال عَبَّادُ بْنُ حَمْزَةَ: دَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ وَهِيَ تَقْرَأُ: (فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ)، قَالَ: «فَوَقَفَتْ عَلَيْهَا، فَجَعَلَتْ تَسْتَعِيذُ وَتَدْعُو» قَالَ عَبَّادٌ: فَذَهَبْتُ إِلَى السُّوقِ، فَقَضَيْتُ حَاجَتِي، ثُمَّ رَجَعْتُ وَهِيَ فِيهَا بَعْدُ تَسْتَعِيذُ وَتَدْعُو.

 

ومما يعين على تدبر القرآن: التفاعل مع الآيات بالسؤال والتعوذ والاستغفار ونحوِهِ عند مناسبة ذلك، فذلك يعين على حضور القلب عند التلاوة.

وهكذا كان هدي النبي عليه الصلاة والسلام، فقد وصف حُذَيْفَةُ رضي الله عنه قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بأنه: (يَقْرَأُ مُتَرَسِّلاً، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ). رواه مسلم.

وقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَرَأَ مِنْكُمْ (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) ، فَانْتَهَى إِلَى آخِرِهَا: (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) ، فَلْيَقُلْ: بَلَى، وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ . وَمَنْ قَرَأَ : (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ) ، فَانْتَهَى إِلَى: (أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى)، فَلْيَقُلْ: بَلَى. وَمَنْ قَرَأَ: (وَالْمُرْسَلاَتِ)، فَبَلَغَ: (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) ، فَلْيَقُلْ : آمَنَّا بِاللهِ. رواه أبو داود والبيهقي في السنن الكبرى.

وقال جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: قَرَأَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةَ الرَّحْمَنِ حَتَّى خَتَمَهَا، ثُمَّ قَالَ: (مَا لِي أَرَاكُمْ سُكُوتاً، لَلْجِنُّ كَانُوا أَحْسَنَ مِنْكُمْ رَدّاً مَا قَرَأْتُ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الآيَةَ مِنْ مَرَّةٍ: (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) إلا قَالُوا: وَلَا بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ فَلَكُ الْحَمْدُ. رواه الترمذي، والبيهقي في شعب الإيمان وفي دلائل النبوة.

وقَالَ حُسَيْنٌ الْكَرَابِيسِيُّ: بِتُّ مَعَ الشَّافِعِيِّ فَكَانَ يُصَلِّي نَحْوَ ثُلُثِ اللَّيْلِ وَمَا رَأَيْتُهُ يَزِيدُ عَلَى خَمْسِينَ آيَةً فَإِذَا أَكْثَرَ فَمِائَةٌ وَكَانَ لا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إلا سَألَ اللهَ لِنَفْسِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ أَجْمَعِينَ، وَلا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذَابٍ إلا تَعَوَّذَ بِاللهِ مِنْهُ، وَسَألَ النَّجَاةَ لِنَفْسِهِ وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ، فَكَأَنَّمَا جُمِعَ لَهُ الرَّجَاءُ وَالرَّهْبَةُ مَعاً.

فالمؤمنُ عندما يَمُرُّ على آياتِ الوعيدِ يَخَافُ أنْ يَكُونَ داخلاً فيها، ويَسألُ اللهَ السلامةَ من ذلك، وعند ذِكْرِ المغفرةِ والرحمةِ يَستبشرُ ويَفرَحُ ويَسألُ اللهَ أنْ يكونَ مِنْ أهلِ ذلك.

وعند ذِكْرِ اللهِ وصفاتِهِ وأسمائِهِ تتملَّكُهُ المحبةُ للهِ والهيبةُ له والخضوعُ لجلالِهِ وعَظَمَتِهِ.

 

ومن وسائل التدبر: القراءةُ بتأنٍ وهدوء، والتفاعلُ مع الآيات بحضور القلب، وإلقاء السمع، وإمعان النظر، وإعمال العقل. فلا يكون هَمُّهُ الإكثارَ من القراءة بدون تأمُّلٍ وفَهْمٍ لما يقرؤه.

 

ومن الوسائل التي تعين على التدبر: الاطلاع على ما ورد في تفسير الآية والعودة إلى فهم السلف للآية وتدبرهم لها وتعاملهم معها.

 

ومن وسائل التدبر: فهمُ اللغةِ العربيةِ التي نزل بها القرآن ومعرفة معاني الكلمات ودَِلالاتها، وما توحي إليه من اللطائف والظلال، فالقرآن نزل بلسان عربي مبين، فكلما ازداد الإنسان معرفة باللغة العربية استطاع أن يفهم القرآن بطريقة أفضل، وأدرك مِنْ بلاغته وإعجازه ما يُحَرِّكُ القلوبَ ويُبْهِرُ الألباب.

 

10ـ ومما يعين على التدبر: أنْ يربطَ الإنسانُ بين آياتِ القرآنِ والواقعِ الذي يعيشُهُ، ويجعلَ من الآيات منطلقاً لإصلاح حياتِه وواقعِه، وميزاناً لمن حوله وما يحيط به.

وذلك من غير تكلُّفٍ وتمحُّل في إنزال الآيات على الواقع.

 

11ـ ومن وسائل التدبر: التأمُّلُ في سِياقِ الآيةِ، والسياقُ يتكونُ مِنَ السِّبَاقِ واللحاقِ، فالسِّباقُ هو ما قبل الآية، واللحاق هو ما بعد الآية.

وبما أنَّ ترتيبَ الآياتِ والسُّوَرِ هو توقيفيٌّ من الله تعالى، فلا بد أن يكون هناك الكثيرُ من الحِكَمِ والأسرارِ في هذا الترتيب، ولهذا اهتمَّ العلماءُ بعلمِ المناسباتِ بينَ الآياتِ بعضِهَا مع بعض، وكذلك بين السُّورةِ مع غيرِهَا من السُّوَر في القرآن الكريم.

 

12ـ ومما يعين على التدبر: التساؤل، وذلك بأنْ يسألَ القارئُ نفسَهُ، لماذا ابتُدِئتِ السورةُ أو الآيةُ بذلك واختُتِمَتْ بذلك؟ ولماذا جاءتْ بهذا السياق؟ ولماذا هذه اللفظةُ دونَ غيرِهَا؟ وغير ذلك من التساؤلات.. والتساؤل بماذا يمكنُ أنْ أعمَلَ بهذه الآياتِ.

وبهذا يَأخذُ العِبَرَ من القَصَصِ والأمثالِ وغيرِ ذلك، ويَمتثلُ بما في القرآنِ مِنْ أمرٍ ونهي.

فالتساؤلُ يُثِيرُ الفِكْرَ والنَّظَرَ عند الإنسان، ويحفِّزُهُ على البحث عن معنى الآية ودَِلالاتها، ويُرَسِّخُ المعنى في الذهن.

 

13ـ ومما يعين على التدبر أنْ يَعْرِضَ المؤمنُ نفسَهُ على كتاب الله، فينظرَ في صفات المؤمنين هل هو من المتصفين بها، وفي صفات المنافقين والكافرين هل هو بعيد عنها، أم أنه يتصف بشيء منها، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّهُ كَانَ جَالِساً يَوْماً فَعَرَضَتْ لَهُ هَذِهِ الْآيَةُ: (لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) فَانْتَبَهَ فَقَالَ: عَلَيَّ بِالْمُصْحَفِ، لِأَلْتَمِسَ ذِكْرِي اليَومَ حَتَّى أَعْلَمَ مَعَ مَنْ أَنَا وَمَنْ أُشْبِهُ، فَنَشَرَ المُصْحَفَ فَمَرَّ بِقَوْمٍ: (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ. وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ. وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)، وَمَرَّ بِقَوْمٍ: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)، وَمَرَّ بِقَوْمٍ: (يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) قَالَ: فَوَقَفَ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ لَسْتُ أَعْرِفُ نَفْسِي هَهُنَا. ثُمَّ أَخَذَ فِي السَّبِيلِ الآخَرِ، فَمَرَّ بِقَوْمٍ: (إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ)، وَمَرَّ بِقَوْمٍ: (إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)، وَمَرَّ بِقَوْمٍ يُقَالُ لَهُمْ: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرٍ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ المِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ). قَالَ: فَوَقَفَ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ هَؤُلَاءِ. قَالَ: فَمَا زَالَ يُقَلِّبُ الْوَرَقَ وَيَلْتَمِسُ حَتَّى وَقَعَ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللهُ أنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أنا مِنْ هَؤُلَاءِ.

فهكذا يقرأ المؤمنُ القرآنَ ليرى أينَ هُوَ مِنَ الامتثالِ بالصفاتِ التي يَمدَحُهَا القرآنُ، وأينَ هو من الابتعادِ عن الصفاتِ المذمومةِ فيه.

وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً والحمدُ للهِ ربِّ العَالمين.

 

 

عمر بن عبد المجيد البيانوني

facebook.com/OMARBIANONY

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=150571

 

حفظت القرآن وعمري 25 سنة وعرضت القرآن غيباً على شيخ مجاز وأجازني برواية حفص عن عاصم ولكنني ألاحظ أن حفظي غير ثابت، حيث إنني أسأل في بعض الأحيان عن آية معينة فلا أعرف أين مكانها؟ وفي أي سورة؟ وإذا طلب مني إكمال آية قد لا أستطيع، أو إني أكمل الآية ولكن لا أعرف في أي سورة، فلا أدري ما سبب هذا؟ أخاف أن ذنوبي لها دور في ذلك، وهل هذا من تفاوت القدرات؟ حيث إنني لو راجعت أي سورة خلال وقت معين أستطيع قراءتها، ولكنني حافظ وعندما يسألني الناس لا أعرف مكان الآية، فأرجو أن توضحوا لي ما سبب ذلك.

 

 

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

 

فالحمد لله الذي منّ عليك بحفظ كتابه، ثم اعلم أن تثبيت المحفوظ وإتقان الحفظ له أسباب لا بد من تعاطيها ليرسخ محفوظك من القرآن في قلبك فتستطيع استدعاءه متى احتجت إلى ذلك، ومن أهم تلك الأسباب تعاهد القرآن والإكثار من مراجعته، فإن القرآن أشد تفلتا من صدور الرجال من الإبل في عقلها كما في الحديث، فمهما أكثرت من المراجعة وعرض القرآن على الحافظين الأثبات ومدارسته مع من هو أتقن منك وأشد استحضارا كان ذلك عونا لك على تحقيق مقصودك ـ بإذن الله ـ والإخلاص لله تعالى والاجتهاد في الدعاء، وفعل الطاعات ومجانبة المعاصي من أعظم الأسباب المعينة على ذلك، فإن المعاصي والذنوب مما قد يحول بين العبد وبين ما ينفعه من العلم، ومن ثم قال مالك للشافعي ـ رحمهما الله: إني أرى الله ألقى عليك نوراً فلا تذهبه بظلمة المعصية.

 

كما أن الاشتغال بتعليم القرآن وتحفيظه من أعظم ما يستعان به على تثبيت المحفوظ فضلا عما فيه من الفضل العظيم، وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: خيركم من تعلم القرآن وعلمه.

 

واجتهد ـ أيضا ـ في معرفة معاني القرآن وتفسير آياته وتدبرها والعمل بها، فإن هذا من أعظم ما ينتفع به المسلم في دنياه وآخرته، هدانا الله وإياك سواء السبيل ووفقنا وإياك للعمل بكتابه.

 

والله أعلم.

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلامُ عليكم و رحمةُ الله تعالى و بركاته

أولا يا أختِي علينا أن نعطي القرءان الكريم حقهُ من وقتنا ، أحسن الأوقات لا فضلـة الأوقات

أن ندرك عظمتهُ .. حين قراءتهِ يجب أن نسقط كل ءاية علينا و على حالنا

ان نجد أنفسنا بعد كل ءايـة فإذ كان هناك نداء للمسلمين فإنهُ نداءٌ لك

التثبيت سبيلهُ هو التكرار ، و التكرار

بارك الله فيكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قال مالك للشافعي ـ رحمهما الله: إني أرى الله ألقى عليك نوراً فلا تذهبه بظلمة المعصية.

جزاكن الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

  • محتوي مشابه

    • بواسطة سنفورة المجد
      كيف تتعلم القرآن بدون معلم


       


       
       
       
      إرشاد ذوي الهمم العالية إلى حفظ القرآن على الطريقة المغربية



      مقدمة




       
       
      الحمد لله الذي جعل القرآن الكريم نورا به يهتدى وصراطا مستقيما به يقتدى، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد القراء وإمام الحفاظ سيد العرب والعجم سيدي وحبيبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وإخوانه وحزبه.
      أما بعد:
      فهذه رسالة في بيان الطريقة الأنجع في حفظ القرآن وتعلمه، وهي طريقة تعتمد على عمل متواصل كل يوم، فهي خاصة بمن حمل نفسه على حفظ القرآن ولم يجد الأسباب التي تربطه بالتتلمذ على الشيوخ. إذن هي طريقة تبين كيفية تعلم القرآن بدون معلم.







      أولا – ماذا ينبغي أن يتوفر لدى طالب القرآن؟




       
      أخي يا من تريد أن تكون من ورثة الأنبياء ومن أهل الله وخاصته ومن خير الناس وأفضلهم... بغيتك هذه تنالها بحفظك القرآن الكريم صدرا وتمثلا. والوسائل التي ينبغي أن تتوفر عليها لتحفظ القرآن وتتعلمه هي كالتالي:




       
      1- الوسائل المعنوية:
       
      قبل كل شيء لا بد أن تكون لك عزيمة قوية على أن تحفظ القرآن العظيم كله أو جله، حتى تتذلل لك الصعاب وتهون، وحتى يكون أمر تعلمه عليك سهلا ميسرا.
      وتجديد النية أمر ضروري ولازم، إذ يلزم أن تحرص على أن يكون من وراء ابتغائك هذا المقصد وجه الله سبحانه وتعالى ولا شيء دونه، ثم تصلي صلاة الحاجة تسأل فيها ربنا سبحانه وتعالى أن ييسر عليك تعلم القرآن ويرزقك حفظه، ومن الأفضل أن تكون صلاتك هذه في جوف الليل لأن ذلك أدعى للإجابة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم«ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.




      2- الوسائل المادية:
      تتطلب منك هذه الطريقة التوفر على ما يلي:
      - مصحف من الحجم الكبير برواية الإمام ورش عن نافع.
      - لوح خشبي من الحجم المتوسط.
      - دواة وقلم وصماغ (وهو مداد خاص بالكتابة على الألواح معروف عند تلامذة القرآن).




      ثانيا – عمل اليوم والليلة:




       
      الحصة الصباحية:
      1- الاستيقاظ مبكرا، أي بعد صلاة الفجر قدر المستطاع، ثم تجلس للبدء في عملية حفظ القرآن ناويا مع ذلك جلسة الشروق لتكون من الذاكرين الله بالغداة والعشي والإبكار.
      2- تخصص ثمنا من القرآن أو أكثر أو دونه، على قدر استطاعتك، وداوم على حفظ هذا المقدار طيلة أيام الأسبوع باستثناء يوم فيه. واعلم أن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.
      3- اقرأ أولا في المصحف ذلك الثمن قراءة متأنية مع الاستعانة بشريط سمعي أو قرص مدمج لمقرئ يتلو برواية ورش عن نافع كالشيخ خليل الحصري، أو المقرئ عبد الحميد احساين، أو العيون الكوشي أو غيرهم كثير.
      4- عند حفظك لذلك الثمن في المصحف حفظا أوليا، اكتبه على لوحك بخط واضح سليم من الأخطاء وبالرسم العثماني مع وضع علامات المد والوقف...
      5- لما تنتهي من الكتابة راجع ما دونته في لوحك بعرضه على المصحف حتى تحفظ القرآن الكريم حفظا متقنا سليما من أي لحن سواء كان جليا أو خفيا.
      6- اقرأ ما كتبته ثلاث مرات أو أكثر حتى تستوعبه، وهذا بعد ضبطه وتصحيحه وفق المصحف الشريف والشريط المسموع.
      7- بعد ذلك تضع اللوح جانبا، وتشرع في تعاهد ما حفظته حفظا طريا، حيث يكون المقدار في كل يوم حزبا أو حزبين.
      هكذا إذن تكون قد انتهيت من أداء برنامج الحصة الصباحية، لتتفرغ بعدها لعملك أو دراستك...



       

      الحصة المسائية:
       
      8- ترجع إذا ما كتبت في لوحك خلال الفترة الصباحية وتشرع في حفظه حفظا متقنا، وذلك بإعادة قراءته وتلاوته أكثر من عشرين مرة، وهذا يتطلب منك الجهد والصبر.
      9- عند تذلله على لسانك، استظهره على نفسك أولا، ثم بعد ذلك التمس أحدا ممن حولك – إن وجد – تعرض عليه ما حفظت والمصحف بيده بشرط أن يكون ماهرا في تلاوته غير مخطئ في قراءته.
      وهذا هو برنامج الحصة المسائية التي تمتد من الظهيرة إلى اصفرار الشمس.







      الحصة الليلية:
       
      10- تعيد استظهار ما حفظته في هذا اليوم، ثم تشرع في ترداد القرآن الكريم بحيث يكون القدر خمسة أحزاب عن كل يوم لتختم القرآن مرتين في الشهر.
      ثالثا – عمل اليوم الموالي:
      11- في بداية الحصة الصباحية تستظهر من جديد الثمن الذي حفظته بالأمس وذلك بعد قراءته عدة مرات في اللوح.
      12- بعد تأكدك من حفظه حفظا متقنا امح ما حفظته بماء طاهر في إناء مخصص لهذا الغرض، وعند الانتهاء ارم ذلك الماء في بقعة طاهرة لا يتصل بها دنس أو نجاسة.
      13- عند عرض لوحك للشمس أو للحرارة ليجف من رطوبته، تكون آنذاك منشغلا بإعادة استظهار ذلك الذي محيته.
      14- بعد جفاف لوحك، طبق ما نصت عليه بنود برنامج عمل اليوم والليلة من 1 إلى 10.
      15- وهكذا تفعل في باقي الأيام حتى تحفظ القرآن واله المستعان.






       

      ثالثا – ملاحظات:







       
       
      1- تلاوتك للقرآن الكريم من أوله إلى آخره بالنظر في المصحف وخاصة مع الجماعة يراد منها ما يلي:
      - التقرب من المولى عز وجل ونيل رضاه ومحبته.
      - اكتساب المهارة في تلاوة القرآن الكريم.
      - تسهل عليك مأمورية حفظه وضبطه.
      - معرفة المتشابه من آياته تشابها لفظيا.
      2- اتخذ يوما في الأسبوع لا تكتب ولا تحفظ فيه شيئا من القرآن، وإنما تراجع فيه ما حفظت خلال ذلك الأسبوع.
      3- مراجعة ما حفظت من القرآن ومعاهدته أمر ضروري وحتم لازم، ولا بد منه على مدار الحول لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها» أخرجه البخاري ومسلم.
      4- واعلم أن الاجتهاد عند المعاصي صغيرها وكبيرها أمر ضروري وشرط لازم لحفظ القرآن الكريم، لقول الله تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله) سورة البقرة، 281.







      خاتمة:






       

       
      أحمد الله الذي من علي بتوفيقه وأكرمني بحفظ كتابه، وأعانني على تخطيط هذه الرسالة لطالبي القرآن حتى يكونوا من عباد الله الأخيار، وإن هذا التنظير اقتراح مني لمن لم يجد من يعلمه القرآن، فما كان لي فيه من صواب فهو من عند الله وما كان فيه من قصور فهو من نفسي ومن الشيطان الرجيم.
      وإذا تيسر لك أخي المسلم التعلم على يد شيخ –وهذا أفضل وأحسن- فإن الواجب آنذاك طاعته والاستماع إليه واحترامه وإكبار قدره في نفسك، مع تطبيق تعاليمه وتوجيهاته حتى تغترف من بركاته، وتحفظ القرآن متصلا بإسناده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
      هذا وأسأل الله تعالى أن يتقبل مني هذا العمل ويجعله خالصا لوجهه الكريم وينفع به غيري، إنه سميع مجيب الدعاء، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.


       





      شبكة التربية الاسلامية


    • بواسطة غِــيثَـــة اآلريــســْ
      بسم الله الرحمن الرحيم ؛؛
      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ...
      فحفظ كتاب الله..من أجلّ الأمور التي يبذل المسلم فيها وقته ...
      ولما كثرت في هذا الزمان ...وسائل اللهو.... وخلق الاعذار في حفظ كتاب الله ... !!
      كان هذا الموضوع .... ::
       

       
      لنعيد ونبث الأمل في النفوس التي تشتاق لأن تكون من حملة كتاب ربها ..
      سيكون ان شاء الله بأسلوب سهل متدرج.... مع التفصيل بأسلوب غير ممل ولا مخل...
      فالله اسأل وحده ... أن يتقبل هذا الموضوع ...
       
      وان يجعله موضوعا نافعا معينا لكل من اراد ان يحفظ كتاب ربه ..
      ولمن توقف... فها هو الأمل نبثه فيك من جديد ....
       
      فالزمه... !!
       



       

      ابو خالد الدمشقي
      مزامير الداوود


    • بواسطة ظِـلاَلُ اليَّـاسَميـنْ
      بسْم الله الرحمَن الرحيم



      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


       

      ’,


       

      فيمَا يَـلي بعْض الوصايَا الرائِـعة لتبدأ مشروع حِفظ القرآن الكريم، وهي مجموعة معلومات تهيئك نفسياً للبدء بأهم مشروع في حياتك على الإطلاق....


       

      منقول: من موقع الكحيل للإعجاز العلمي


    • بواسطة همسة أمل ~
      بسم الله



      مَلاذٌ ♥





       
       

      السلام عليكنَّ و رحمة الله وبركاته



      حياكنَّ الله يا أهل القرءان



      في رحلتنا مع كتاب ربنا



      تلاوة



      تدبر



      حفظ



      مراجعة



      تثبيث



      علم



      عمل



      تمر علينا أوقات كثيرة نكون بأمس الحاجة لـسماع ...



      كلمة



      نصيحة



      موعظة



      ننفض به الغبار عنا و نشحذ بها هممنا لنرتقي و نرتقي و نرتقي بإذن الله



      فأحببت في هذه الصفحة التي أسأل الله أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم و مباركة و نافعه لي و للمسلمين



      أن أضع رسائل قصيرة من هنا و هناك لعلها تكون نور لأحد منا ()


    • بواسطة مريم فوزي
      اللذة والمتعة التي نجدها في تلاوة القرآن و مراجعته و تعليمه
      لا تجدها في أي شيء آخر
      إذا كنتَ تشعر أن حفظَ القرآن صعب !
       
      فلا تظنّ أن الجنةَ سهلٌ دربُها ،
      فَأعلى مراتبها لحافظِ القرآن ..
      قال أحد السلف :
       
      لم أرَى خليلاً ، يرفع قدر خليله ، كالقرآن
      القُرآن هُو الوحيد الذي يصحبُك طولَ رِحلتك إلى الله
       
      فبقدرِ مَا تُوسع للقرآن فِي قلبك متكأ يوسعُ الله لك الحياة في صدرِك !
      ّ
      اللهم اجعلنا منهم
      القرآن هو الذي :
      ضَبط صوتك فقال "واغضض من صوتك"
      وضبط مشيتك فقال :"ولا تمش في الأرض مرحًا"
      وضبط نظرتك فقال :"ولا تمدّنّ عينيك"
      وضبط سمعك فقال :"ولا تجسسوا"
      وضبط طعامك، فقال:"ولا تسرفوا"
      وضبط ألفاظك فقال:"وقولوا للنّاس حسنا"
       
      فالقرآن كفيل أن: يضبط حياتك ،ويحقق لك حياة السعداء.
       
      " رحلتك مع القرآن "رحلة إيمانية ترفعك من حضيض الدنيا إلى نعيم الآخرة .
       
      "رحلتك مع القرآن " تنقلك من فتور الهمة إل ربوع القمــة .
       
      " رحلتك مع القرآن " ستعيش خلالها جواء ربانية تطهّر َْك وتنقي سريرتك وترفع مكانتك " وفي ذلك فليتنافس المتنافسون "
       
      إلى كل من عاهد الله عز وجل على حفظ كتابه
      جدّد نيتك و توكل عليه و اثبت على الطريق ....
       
      عندما تقول لك نفسك: نيتك ليست لله
      ادع في صلاتك و قل يارب أصلح نيتى و اجعل سرى خيرا من علانيتى و اجعل علانيتى خيرا،،
       
      عندما تقول لك نفسك الحفظ صعب جدا
      قل لها " و لقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر " ،،
       
      عندما تقول لك نفسك يوجد وقت عندك
      قل لها " ياأيها الذين ءامنوا لا تلهكم أموالكم و لا أولادكم عن ذكر الله و من يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون " ،،
       
      عندما تشعر بالفتور قل : " يا يحيى خذ الكتاب بقوة " ،،
       
      عندما تقول لك نفسك تذهب للحلقة
      قل لها "ولو أرادو الخروج لأعدوا له عدة و لكن كره الله انبعاثهم فثبطهم و قيل اقعدوا مع القاعدين" ،،
       
      عندما تقول لك نفسك نم
      قل لها "كانوا قليلا من الليل ما يهجعون "،
       
      عندما تقول لك نفسك ستنسى ماتحفظ
      قل لها "واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين "
       
      عندما تقول لك نفسك كفى حفظا وكفى مراجعة
      قل لها " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إن الله لمع المحسنين‎







      منقول ()


منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×