اذهبي الى المحتوى
ميرفت ابو القاسم

كتاب |\ تعجيل الندى بشرح قطر الندى|| تأليف:عبد الله بن صالح

المشاركات التي تم ترشيحها

@أم يُمنى

 

وفيك بارك الرحمن يا غالية

 

أسأل الله أن يتقبل منا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فيخرج بالألف الزائدة: الألف الأصلية نحو: قضاة وغزاة، فإن التاء فيهما وإن كانت زائدة. إلا أن الألف فيهما أصلية، لأنها منقلبة عن أصل، لأن أصل (قضاة) قُضَيَة (بضم القاف وفتح الضاد والياء) لأنها من (قَضَيت) تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا فصارت (قضاة) . فينصب بالفتحة على الأصل نحو: أكرمت قضاةَ البلد.

ويخرج بالتاء المزيدة: التاء الأصلية، كتاء بيت وأبيات، وميت وأموات، وصوت وأصوات، فإن التاء فيها أصلية بدليل وجودها في المفرد. فلا يكون مما جُمع بألف وتاء، بل ينصب بالفتحة على الأصل قال تعالى: {وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ} (1) فـ (أمواتًا) خبر (كان) منصوب بها وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وقال تعالى: {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} (2) . فـ (أصوات) مفعول به منصوب بالفتحة. (3)

 

(1) سورة البقرة، آية: 28.

(2) سورة الحجرات، آية: 2.

(3) إذا قلت: بنت وبنات. فهذا الجمع ينصب بالكسرة. وصوت وأصوات هذا الجمع ينصب بالفتحة مع أن التاء في مفرد كل منهما، والفرق أن الدلالة على الجمع في الأول بسبب الزيادة. والثاني بسبب الصيغة؛ لأنه على وزن من أوزان جموع التكسير فاعرف ذلك فإنه نافع في هذا الباب.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قوله: (وَأُولات) هذا الأول مما يلحق بجمع المؤنث السالم، لأنه لا مفرد له من لفظه بل من معناه. وهو (صاحبات) ومفرده (صاحبة) ، وهو ملازم للإضافة لاسم جنس (1) ظاهر، ولهذا يعرب إعراب الجمع بدون تنوين. تقول: جاءت أولاتُ أدب، ورأيت أولاتِ أدب، ومررت بأولاتِ أدب. قال تعالى: {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} (2) فـ (أولات الأحمال) مبتدأ مرفوع بالضمة، (والأحمال) مضاف إليه، والجملة بعده خبر، والتقدير: (أجلُهن وَضْعُ حمِلهن) وقال تعالى: {وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ} (3) فـ (أولات حمل) خبر (كان) منصوب بالكسرة. واسمها نون الإناث المدغمة في نون (كان) .

قوله: (ومَا سُمِّي بِهِ مِنْهُمَا) هذا النوع الثاني مما يلحق بهذا الجمع. وهو ما سمي به من هذا الجمع وملحقاته. وهو المراد بقوله: (منهما) أي ما سمي به من لفظ (أولات) وما سمي به مما جمع بألف وتاء، والمراد بالتسمية أن ينقل لفظ الجمع إلى العلمية فَيُنزَّل منزلة المفرد. نحو (فاطمات، زينبات) ونحوهما مما صار علماً على امرأة.

ومثله: (عرفات) (علم على المشعر المعروف) . تقول: هذه عرفاتٌ، ورأيت عرفاتٍ، ومررت بعرفاتٍ. فترفعه بالضمة، وتنصبه وتجره بالكسرة مع التنوين (4) مراعاة لظاهره، وهو أنه جمع مع أن مدلوله مفرد (5) ، ومنه قوله تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} (6)

ما لا ينصرف

تقدم تعريف اسم الجنس في باب الأسماء الستة.

(2) سورة الطلاق، آية: 4.

(3) سورة الطلاق، آية: 6.

(4) هذا تنوين المقابلة الذي يحلق جمع المؤنث السالم.

(5) من العرب من يحذف التنوين. ومنهم من يعربه إعراب الممنوع من الصرف مراعاة لمفرده وهو أنه علم مؤنث مفرد فيمنع من الصرف للعلمية والتأنيث.

(6) سورة البقرة، آية: 198.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قوله: (وَمَا لاَ يَنْصَرِفُ فَيُجرُّ بِالْفَتْحَةِ نَحْوُ بِأَفْضَلِ مِنْهُ إِلاَّ مَعَ أَلْ نَحْوُ بِالأَفْضَلِ أَوْ بِالإِضَافَةَ نَحْوُ بِأَفْضَلِكُمْ) .

هذا الباب الخامس مما خرج عن الأصل وأعرب بعلامة فرعية، وهو الممنوع من الصرف. أي الممنوع من التنوين.

وهو: الاسم المعرب الذي لا يدخله التنوين، لوجود علتين من علل تسع، أو واحدة تقوم مقامها.

مثل: أحمد. فيه العلمية ووزن الفعل. و (عطشان) فيه الوصفية وزيادة الألف والنون. و (مساجد) فيه علة واحدة، وهي صيغة منتهى الجموع.

وهو يرفع بالضمة. وينصب بالفتحة. ويجر بالفتحة - أيضًا - نيابة عن الكسرة. نحو: حضر أحمدُ، رَدَّ الله يوسفَ إلى يعقوبَ.

ويستثنى من ذلك مسألتان يجر فيهما الممنوع من الصرف بالكسرة على الأصل:

الأولى: إذا كان مضافاً (1) نحو: وعظت في مساجدِ القرية. ونحو: مررت بأفضلِكم.

الثانية: إذا كان مقترناً بأل نحو: سألت عن الأفضلِ من الطلاب.

وسيأتي إن شاء الله تعالى شرح لهذا الباب في آخر الكتاب عند ذكر علامات منع الاسم من الصرف.

الأمثلة الخمسة

قوله: (وَالأَمْثِلةَ الْخَمَسْةَ وهِيَ تَفْعَلاَنِ وتَفْعَلُونَ بِالْيَاءِ والتَّاءِ فِيهمَا وتَفْعَلينَ فَتُرْفَعُ بثُبُوتِ النُّونِ وتُجْزَمُ وتُنْصَبُ بِحَذْفِهَا نَحْو: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا} (2)) .

هذا الباب السادس مما خرج عن الأصل وأعرب بعلامات فرعية وهو باب الأمثلة الخمسة. وهذا التعبير أولى من (الأفعال الخمسة) ، لأن هذه ليست أفعالاً بعينها كالأسماء الستة. وقوله: (والأمثلة) معطوف على ما تقدم، منصوب بالفتحة.

والأمثلة الخمسة هي:

كل مضارع متصل بألف تدل على اثنين غائبين نحو: الرجلان يجريان.

فإن كان مضافاً إليه جر بالفتحة نحو: كتابُ يوسفَ جديدٌ.

(2) سورة البقرة، آية: 24.

تم تعديل بواسطة ميرفت ابو القاسم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كل مضارع متصل بألف تدل على اثنين مخاطبين نحو: أنتما تصلحان بين الناس.

كل مضار متصل بواو تدل على جماعة الغائبين نحو: العلماء يحفظون الشريعة.

كل مضارع متصل بواو تدل على جماعة المخاطبين نحو: أنتم تهذبون الأخلاق.

وإلى هذه الأربعة أشار المصنف بقوله: (وهي تفعلان وتفعلون. بالياء والتاء فيهما) فالياء للغائب. والتاء للمخاطب.

كل مضارع متصل بياء تدل على المخاطبة نحو: أنت تهذبين الأطفال.

وحكمهما: ترفع بثبوت النون نيابة عن الضمة نحو: المؤمنون يؤمنون بالغيب. فـ (يؤمنون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون نيابة عن الضمة، لأنه من الأمثلة الخمسة، والواو فاعل، قال تعالى: {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} (1) وقال تعالى: {فَآَخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا} . (2) وتنصب وتجزم بحذفها نيابة عن السكون والفتحة (3) نحو: اختلف الشريكان ولم يتفقا، فعل مضارع مجزوم بـ (لم) وعلامة جزمه حذف النون، لأنه من الأمثلة الخمسة. ونحو: المجدون لن يتأخروا. فـ (يتأخروا) فعل مضارع منصوب بـ (لن) وعلامة نصبه حذف النون. والألف والواو في المثالين: فاعل.

قال تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا} (4) فالأول مجزوم بحذف النون (5) . والثاني منصوب بحذفها أيضًا.

الفعل المضارع المعتل

 

سورة الصف، آية: 2.

(2) سورة المائدة، آية: 107.

(3) قد تحذف النون لغير ناصب أو جازم كقوله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا. ولا تؤمنوا حتى تحابوا" - رواه مسلم برقم (93) - فحذفت النون في قوله: (ولا تؤمنوا) لغير ناصب أو جازم وهي لغة صحيحة. قليلة الاستعمال.

(4) سورة البقرة، آية: 24.

(5) لكن ما الذي جزم المضارع، أهو (إن) أم (لم) ؟ سيأتي ذلك في جوازم المضارع عند الكلام على (لم) إن شاء الله تعالى.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قوله: (وَالْفِعْلَ الْمُضَارعَ الْمُعْتَلَّ الآخِرِ، فَيُجْزَمُ بِحَذْفِ آخِرِهِ نَحْوُ لَمْ يَغْزُ ولَمْ يَخْشَ ولَمْ يَرْمِ) .

هذا الباب السابع مما خرج عن الأصل وأعرب بعلامات فرعية وهو الفعل المضارع المعتل الآخر. وهو ما في آخره واو كـ (يدعو) أو ألف كـ (يخشى) أو ياء كـ (يرمي) .

فهذا يرفع بضمة مقدرة على الألف والواو والياء نحو: ينهى الإسلام عن الكذب، المؤمن يدعو إلى الإسلام بأخلاقه، العاقل يهتدي بنصح المجربين، فـ (ينهى) فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر و (يدعو) فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل. ومثله (يهتدي) .

وينصب بفتحة مقدرة على الألف نحو: لن يسعى العاقل فيما يضره. فـ (يسعى) فعل مضارع منصوب بـ (لن) وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. وبفتحة ظاهرة على الواو والياء. نحو: لن يدعوَ المؤمن إلا ربه، فـ (يدعو) فعل مضارع منصوب بـ (لن) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، ونحو: لن يرتقيَ الحسود. وإعرابه كسابقه.

ويجزم بحذف حرف العلة الذي في آخره. وهذا هو الذي خرج فيه الفعل المعتل عن الأصل. وأما الرفع والنصب فهما باقيان على الأصل، إلا أنهما قد يكونا ظاهرين أو مقدرين. وسيأتي ذكر ذلك في الإعراب التقديري.

ومثال المعتل بالألف المجزوم: لا تنسَ وعدك. فـ (لا) ناهية.

و (تنس) فعل مضارع مجزوم بـ (لا) وعلامة جزمه حذف حرف العلة وهو الألف.

ومثال المعتل بالواو: لا تدعُ غير الله.

ومثال المعتل بالياء: لم يهتدِ الناس إلا بهذا الدين.

الإعراب التقديري

قوله: (تُقَدَّرُ جمِيعُ الْحَرَكاتِ في نَحْوِ غُلاَمِي والْفَتَى ويُسَمَّى الثَّاني مَقْصُوراً) .

تقدم أن علامات الإعراب نوعان:

علامات ظاهرة. وهي الأصل، وتقدمت أمثلتها.

علامات مقدرة. وهذا الفصل معقود لذكرها.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

والمراد بالإعراب التقديري: أن العلامة الإعرابية - كالضمة أو الفتحة - لا تظهر على الحرف الأخير من اللفظ المعرب لسبب مما يأتي. (1)

والذي يقدر فيه الإعراب خمسة أنواع: -

الاسم المضاف لياء المتكلم. فتقدر فيه حركات الإعراب جميعها لا لكون الحرف الآخر منه لا يقبل الحركة لذاته. بل لأجل ما اتصل به وهو (الياء) .

فمثال الرفع: كتابي جديد، والنصب: حفظت كتابي من الضياع، والجر: نقلت من كتابي، فـ (كتابي) مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. وهو مضاف والياء مضاف إليه. وفي المثال الثاني (كتابي) مفعول به منصوب بفتحة مقدرة.. الخ. وفي الثالث مجرور بكسرة مقدرة

إلى آخره. (2)

المقصور: وهو كل اسم معرب آخره ألف لازمة. وتُقَدَّر فيه جميع حركات الإعراب. لأن آخره ألف، والألف لا تقبل الحركة لذاتها.

 

الإعراب التقديري غير الإعراب المحلي. فالتقديري يكون في الأسماء المعربة أو الأفعال وهو على الحرف الأخير فقط. أما الإعراب المحلي فهو في الأسماء المبنية والجمل التي لها محل من الإعراب وهو على الكلمة المبنية كلها. فإذا قلت: هذا كتاب. فـ (ذا) اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ومعنى (في محل رفع) : أننا لو وضعنا كلمة معربة مكان اسم الإشارة لكانت مرفوعة.. وهكذا لو قلت: رأيت طفلاً يبكي، فجملة (يبكي) في محل نصب صفة، فإنك لو قلت: رأيت طفلاً باكيًا. لكانت الصفة المفردة منصوبة فالجملة في محل نصب.

(2) أو يقال مجرور بالكسرة الظاهرة، وهو أيسر من التقدير ما دام أن الكسرة موجودة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فمثال الرفع: رضا الوالدين سعادة للولد، فـ (رضا) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. مثال النصب: لا تتبع الهوى. فـ (الهوى) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. ومثال الجر: الحِمْيةُ نافعة للمرضى. فـ (المرضى) اسم مجرور بـ (اللام) وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.

قوله: (وَالضَّمَّةُ والْكَسْرَةُ فِي نَحْوِ الْقَاضِي ويُسَمَّى مَنْقُوصاً) .

هذا النوع الثالث مما يعرب بالحركات المقدرة وهو المنقوص. وهو: اسم معرب آخره ياء لازمة غير مشددة، قبلها كسرة نحو: القاضي، الساعي، الداني.

فهذا يقدر عليه من علامات الإعراب الضمة والكسرة للثقل نحو: الساعي للخير كفاعله. فـ (الساعي) مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، ونحو: على الباغي تدور الدوائر. فـ (الباغي) اسم مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.

قوله: (وَالضَّمَّةُ والْفَتْحَةُ في نَحْوِ يَخْشَى) .

هذا النوع الرابع مما يعرب بالحركات المقدرة. وهو الفعل المضارع المعتل بالألف فتقدر فيه الضمة والفتحة. نحو: المتقي يخشى ربه، فـ (يخشى) فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، ونحو: لن يرضى العاقل بالأذى، فـ (يرضى) فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر.

قوله: (وَالضَّمَّةُ في نَحْوُ يَدْعُو ويَقْضِي) .

هذا النوع الخامس مما يعرب بالحركات المقدرة. وهو الفعل المضارع المعتل بالواو والياء فتقدر فيه الضمة نحو: الموحِّد لا يدعو إلا الله. فـ (يدعو) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعة ضمة مقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل. ونحو: أنت تربي أولادك على الفضيلة، فـ (تربي) فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء للثقل.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قوله: (وَتَظْهَرُ الْفَتْحَةُ في نَحْوِ إِنَّ الْقَاضِيَ لَنْ يَقْضِىَ وَلَنْ يَدْعُوَ) .

أي أن الفتحة - لخفتها - تظهر مع الياء في الأسماء والأفعال. وعلى الواو في الأفعال. نحو: (لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الراشي والمرتشيَ) (1) فـ (الراشيَ) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وكذا (المرتشيَ) .

ونحو: لن تعطيَ الفقير شيئاً إلا أُجِرْتَ عليه. فـ (تعطى) فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. ونحو: (لن يسموَ أحد إلا بأدبه) وإعرابه كالذي قبله.

إعراب الفعل المضارع

رفع الفعل المضارع

قوله: (يُرْفَعُ الْمُضَارعُ خَالِيًا مِنْ نَاصِبٍ وجَازِمٍ نَحْوُ يَقُومُ زَيدٌ) تقدم أن المضارع له حالتان: حالة إعراب، وحالة بناء. وتقدم البحث في بنائه. وهذا بحث في إعرابه. وهو إما رفع أو نصب أو جزم.

وقوله: (خَالِيًا مِنْ نَاصِبٍ وجَازِمِ) أي: أن الذي رفع المضارع هو خلوه وتجرده من الناصب والجازم، نحو: يقوم خالد بواجبه. فـ (يقوم) فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والرافع للمضارع - وهو التجرد - عامل معنوي ليس له وجود في الكلام كالعامل اللفظي، فإن دخل عليه ناصب نصبه وهو عامل لفظي. أو جازم جزمه، وهو عامل لفظي. وسيأتي ذلك مفصلاً.

واعلم أن المصنف لم يقيد المضارع بكونه خاليًا من النونين: نون التوكيد ونون الإناث، لأنه يُعلم مما تقدم.

نصب الفعل المضارع

قوله: (وَيُنْصَبُ بِـ لَنْ، نَحْوُ: {لَنْ نَبْرَحَ} (2)) .

شرع المصنف - رحمه الله - في الحالة الثانية للمضارع المعرب وهي النصب. فينصب إذا تقدم عليه أحد النواصب الأربعة، وهي:

 

) أخرجه أصحاب السنن إلا النسائي وهو حديث صحيح.

(2) سورة طه، آية: 91.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الأول: (لن) وهي حرف نفي واستقبال أي: نفي الحدث في الزمان المستقبل. لأنها إذا دخلت على المضارع صار خاصاً بالمستقبل نحو: لن يحضر الضيف.

قال تعالى: {لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ} (1) فـ (لن) حرف نفي واستقبال ينصب الفعل المضارع. و (نبرح) فعل مضارع ناقص. يرفع الاسم وينصب الخبر. منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. واسمه ضمير مستتر وجوبًا تقديره (نحن) ، والخبر (عاكفين) .

قوله: (وَبَكَيِ الْمَصْدَرِيَّةِ نَحْوُ {لِكَيلَا تَأْسَوْا} (2)) .

الناصب الثاني للمضارع (كي) المصدرية. وعلامة المصدرية أن تسبق بـ (لام) التعليل، نحو: جئت لكي أستفيدَ. فـ (لكي) اللام حرف جر. و (كي) حرف مصدري ونصب و (أستفيدَ) فعل مضارع منصوب بـ (كي) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره (أنا) و (كي) وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور باللام، والتقدير: جئت للاستفادة. قال تعالى: {لِكَيلَا تَأْسَوْا} (3) أي: تحزنوا، فـ (تأسوا) فعل مضارع منصوب بـ (كي) وعلامة نصبه حذف النون، لأنه من الأمثلة الخمسة. والواو: فاعل. و (كي) وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور باللام، والتقدير: لعدم أساكم. (4)

وإنما قال المصنف: (المصدرية) احترازاً من (كي) التعليلية وهي التي تقع بعدها (أنْ) المصدرية نحو: جئت كيما أن تزورني غداً. فيتعين أن تكون (كي) حرف جر للتعليل. و (أن) هي الناصبة للمضارع.

قوله: (وَبِإِذَنْ مُصَدَّرَةً وهُوَ مُسْتَقْبَلٌ مُتَّصِلٌ، أَوْ مُنْفَصِلٌ بِقَسَمٍ نَحْوُ: إِذَنْ أُكْرِمَكَ. وإِذَنْ والله نَرْمِيَهُمْ بِحَرْبٍ)

 

.(1) سورة طه، آية: 91.

(2) سورة الحديد، آية: 23.

(3) سورة الحديد، آية: 23.

(4) قال في المصباح: وأسِىَ أسىً من باب تَعِبَ: حزن فهو أسِيٌّ مثل حزين اهـ وجئنا في التقدير بكلمة (عدم) من (لا) النافية.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

هذا الناصب الثالث وهو (إذن) وهي حرف جواب وجزاء غالبًا فإذا قلت لمن قال: أزورك غدًا إن شاء الله: (إذن أكرمك) فقد أجبته وجعلت إكرامك جزاء زيارته.

ولا تنصب المضارع إلا بثلاثة شروط ذكرها المصنف.

الأول: أن تكون مصدرة، أي: في أول الكلام. فإن كانت في وسط الكلام لم تنصب المضارع نحو: أنا إذن أكرمُك. برفع المضارع بعدها.

الثاني: أن يكون المضارع مستقبلاً. فإن كان حالاً أهملت. كما لو حدثك إنسان بحديث فقلت له: إذن أصدقك، برفع المضارع، أي أصدقك في الحال لا في المستقبل.

الثالث: أن يكون المضارع متصلاً بها لم يفصل بينهما فاصل. فإن كان فاصل أهملت، كأن يقول لك: أزورك غدًا إن شاء الله. فتقول: إذن أخي يكرمك، برفع المضارع.

وقوله: (أَوْ مُنْفَصِلٌ بَقَسَمٍ) هذا مستثنى من الفصل. والمعنى أن الفصل بالقسم لا يؤثر على عمل (إذن) نحو: أزورك غدًا. فتقول: (إذن والله أكرمَك) بنصب المضارع.

وقوله: (نَحْوُ إِذَنْ أُكْرِمَكَ) هذا مثال جمع الشروط الثلاثة. فـ (إذن) حرف جواب وجزاء ونصب. و (أكرم) فعل مضارع منصوب بـ (إذن) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

وقوله: (وَإِذَنْ والله نَرْمِيَهُمْ بِحَرْبٍ) هذا شطر بيت وهو بتمامه:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إذن والله نرميهم بحرب تُشِيبُ الطفلَ من قبل المشيب (1)

وساقه المصنف شاهدًا على أن المضارع نُصِبَ بـ (إذن) مع الفصل بينهما بالقسم وهو (والله) .

قوله: (وبِأَن الْمَصْدَريَّةِ ظَاهِرَةً نَحْوُ: {أَنْ يَغْفِرَ لِي} (2) مَا لَمْ تُسْبَقْ بِعِلْم نَحْوُ: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} (3) ، فَإن سُبِقَتْ بِظَنٍّ فَوَجْهَانِ نَحْوُ: {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ} (4) .

هذا الناصب الرابع من نواصب المضارع وهي (أن المصدرية) . وهي أقوى النواصب لأنها تعمل ظاهرة ومقدرة. وإنما أخرها المصنف لطول الكلام فيها، و (أن المصدرية) هي المنسبكة مع مدخولها بالمصدر. نحو: يسرني أن تزورنا. فـ (أن) وما دخلت عليه في تأويل مصدر فاعل (يسر) أي: يسرني زيارتك لنا. وقيدت بالمصدرية احترازًا من (أن) المفسِّرة. و (أن) الزائدة. و (أن) المخففة من الثقيلة.

 

) إعرابه: إذن: حرف جواب وجزاء ونصب (والله) الواو: حرف قسم وجر. ولفظ الجلالة اسم مقسم به مجرور. والجار والمجرور متعلق بفعل القسم المحذوف. (نرميهم) نرمي: فعل مضارع منصوب بـ (إذن) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره: نحن. والهاء مفعول به والميم علامة الجمع. (بحرب) جار ومجرور متعلق بـ (نرمي) (تشيب) فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره (هي) يعود إلى الحرب (الطفل) مفعول به. والجملة في محل جر صفة لـ (حرب) (من قبل) جار ومجرور متعلق بـ (تشيب) و (المشيب) مضاف إليه.

(2) سورة الشعراء، آية: 82.

(3) سورة المزمل، آية: 20.

(4) سورة المائدة، آية: 71.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أما المفسِّرة فهي التي تأتي لإفادة التبيين والتفسير، فتكون بمعنى (أي) المفسرة، وهي المسبوقة بجملة فيها معنى القول دون حروفه، كما في قوله تعالى: {إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ} (1) فجملة (إذ أوحينا ) فيها معنى القول دون حروفه، و (ما يوحى) هو عين (اقذفيه في اليم) في المعنى.

 

وأما الزائدة فهي الواقعة بعد (لما) الحينية؛ كقوله تعالى: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} (2) أو قبل (لو) كقوله تعالى: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) } (3) . وهي تفيد تقوية المعنى وتوكيده.

وقوله: (ما لم تسبق إلخ) هذا في بيان ضابط (أنْ) المصدرية، والتفريق بينها وبين (أنْ) المخففة من الثقيلة التي تذكر في باب (إنَّ) وللفرق بين المصدرية والمخففة نقول: اعلم أن لـ (أن) ثلاث حالات:

الحالة الأولى: أن يتقدم عليها ما يدل على اليقين والتحقق. مثل: علم، وأيقن ونحوهما. فهذه مخففة من الثقيلة. تنصب الاسم وترفع الخبر. ولها ثلاثة أحكام: -

أن اسمها ضمير الشأن (4) محذوف.

رفع المضارع بعدها.

فصل المضارع منها - في الغالب - بحرف من حروف أربعة:

-قد.

-أحد حرفي التنفيس (أي الاستقبال وهما: السين، وسوف) .

-أحد حروف النفي الثلاثة: لا، لن، لم.

-لو.

 

) سورة طه، آية: 38، 39.

 

(2) سورة يوسف، آية: 96.

(3) سورة الجن، آية: 16.

(4) ضمير الشأن: ضمير يأتي في صدر جملة بعده، تفسر دلالته وتبين المراد منه. سمي بذلك لأنه يرمز للشأن. والمراد به: مضمون الكلام. ومن أحكامه: أنه يعود على ما بعده، وأنه لابد أن يكون مبتدأ أو اسماً لناسخ. وأنّ مفسره لا يكون إلا الجملة. وتكون خبرًا له أوللناسخ، وصيغته (هو) أو (هي) فلا يكون للمثنى ولا للجمع.

تم تعديل بواسطة ميرفت ابو القاسم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وهذا الفصل للتفريق بينها وبين المصدرية. وسيأتي إن شاء الله الكلام على ذلك في باب (إن وأخواتها) .

مثالها: أيقنت أنْ سيندمُ الظالمون، فـ (أن) مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشِأن محذوف. وتقديره: أنه، أي: الحال والشأن. وجملة (يندم الظالمون) خبرها. ومنه قوله تعالى: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} (1) فـ (أن) مخففة، واسمها ضمير الشأن محذوف، والسين حرف استقبال و (يكون) فعل مضارع ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر. مرفوع بالضمة (منكم) خبر (يكون) مقدم (مرضى) اسمها مؤخر. والجملة في محل رفع خبر (أنَّ) المخففة، والمصدر المؤول (أن سيكون) في محل نصب سد مسدّ مفعولي (علم) .

الحالة الثانية: أن يتقدم عليها ما يدل على الظن والرجحان مثل: ظن، خال، حسب، ونحوهما. فيجوز أن تكون مخففة من الثقيلة ويرفع المضارع بعدها وتأخذ الأحكام السابقة، وأن تكون مصدرية ناصبة للمضارع. وهو الأكثر والأرجح، لأن الأصل بقاء الظن على بابه. لأن الرفع يلزم عليه تأويل الفعل باليقين. ومنه قوله تعالى: {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ} (2) فقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي برفع (تكون) على أنها مخففة. و (حسبوا) بمعنى (أيقنوا) ؛ لأن (أن) للتأكيد. والتأكيد لا يجوز إلا مع اليقين. وقرأ الأربعة الباقون من السبعة بنصب (تكون) على أنها هي الناصبة للمضارع. و (حسب) بمعنى الشك. لأن (أن) الناصبة ليست للتوكيد، بل الأمر قد يقع وقد لا يقع.

وهذا معنى قوله: (فإن سُبِقَتْ بظن فوجهان) أي: الرفع باعتبارها مخففة، والنصب باعتبارها مصدرية ناصبة للمضارع.

 

(1) سورة المزمل، آية: 20.

(2) سورة المائدة، آية: 71.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الحالة الثالثة: أن لا يسبقها علم ولا ظن. بل تقع في كلام يدل على الشك أو على الرجاء والطمع (1) فهذه ناصبة للمضارع وجوبًا، وهذه الحال تفهم من كلام المصنف. مثال ذلك: أرجو أن ينتصر الحق، فـ (أن) مصدرية، والمضارع بعدها منصوب. قال تعالى: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} (2) .

قوله: (وَمُضْمَرَةً جَوَازاً بَعْدَ عَاطِفٍ مَسْبُوق باسْم خَالِص نَحْوَ: ولُبْسُ عَبَاءَةٍ وتَقَرَّ عَيْني. وبَعْدَ اللاَّمِ نَحْوَ: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ} (3)) .

اعلم أن (أن) المصدرية تنصب المضارع ظاهرة ومضمرة، ولها ثلاث حالات:

الأولى: أن تضمر جوازًا.

الثانية: أن تظهر وجوبًا.

الثالثة: أن تضمر وجوبًا.

فيجوز إظهارها وإضمارها في موضعين:

الأول: أن تقع بعد عاطف مسبوق باسم خالص من معنى الفعل والمراد به: الاسم الجامد المحض الذي ليس في تأويل الفعل، والغالب أن يكون مصدراً، والعاطف واحد من أربعة وهي: (الواو - الفاء - ثم - أو) .

مثال (الواو) قول المرأة:

(1) ولُبْسُ عباءةٍ وتقرَّ عيني أحبُّ إلي من لبس الشفوف (4)

 

الشك: إدراك الشيء مع احتمال ضد مساوٍ، والظن: إدراك الشيء مع احتمال ضد مرجوح. والرجاء والطمع بمعنى: الأمل.

(2) سورة الشعراء، آية: 82.

(3) سورة النحل، آية: 44.

(4) الشفوف جمع: شف (بفتح الشين أو كسرها) وهو الثوب الذي يشف عما تحته لكونه رقيقًا والمعنى: أن هذه المرأة تتمنى حالتها الأولى وهي أن لبس عباءة من صوف غليظ أحب إليها من الثياب الرقيقة الناعمة. وهي امرأة من أهل البادية نقلت إلى الحاضرة.

إعرابه: (ولبس) مبتدأ (وتقر) الواو عاطفة. وتقر: فعل مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة بعد الواو. (عيني) فاعل مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. والياء مضاف إليه: (أحب) خبر المبتدأ (من لبس) جار ومجرور متعلق بـ (أحب) (الشفوف) مضاف إليه.

تم تعديل بواسطة ميرفت ابو القاسم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فـ (تقر) مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة جوازًا بعد واو عاطفة على اسم خالص من معنى الفعل وهو (لُبْسُ) .

ومثال (الفاء) : إن دراستي النحو فاستفيدَ منه أحبُّ إلي من دراسة البلاغة.

ومثال (ثم) : إن جمعي المال ثم امسكَه دليلُ الحرمان.

ومثال (أو) : قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} (1) . بنصب (يرسل) بإضمار (أن) ، و (أن) والفعل في تأويل مصدر معطوف على (وحيًا) أي: إلا وحياً أو إرسالاً. قرأ بذلك السبعة عدا نافعًا المدني فقد قرأ برفع (يرسل) (2)

وقول المصنف (مسبوق باسم خالص) احتراز من الاسم غير الخالص، وهو ما فيه معنى الفعل، كاسم الفاعل. نحو: المتكلم فيستفيد الطالب هو المحاضر، فـ (المتكلم) اسم فاعل. فيه معنى الفعل وهو واقع موقعه، لأنه صلة لـ (ال) ، والأصل في الصلة أن تكون جملة، فهو بمنزلة (يتكلم) فكأن التقدير: الذي يتكلم. فلما جاءت (ال) عُدِلَ إلى اسم الفاعل، لأن الفعل لا يصلح صلة لها، فيجب رفع الفعل (يستفيد) ؛ لأنه معطوف على اسم غير خالص من معنى الفعل.

الموضوع الثاني: أن تقع (أن) بعد لام الجر. ويقع المضارع بعدها مباشرة سواء كانت اللام للتعليل - وهي التي يكون ما بعدها علة لما قبلها - نحو: حضرت لأستفيد. فـ (أستفيد) فعل مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة جوازًا بعد لام التعليل. قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ} (3) .(1) سورة الشورى، آية: 51.

(2) إما على الاستئناف والقطع عما قلبه. أو أنه على إضمار مبتدأ أي: أو هو يرسل، أو أنه معطوف على (وحياً) على أنه حال لأن (وحيًا) في تقدير الحال، فكأنه قال: إلا موحيًا أو مرسلاً.

(3) سورة النحل، آية: 44.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أو كانت اللام لبيان العاقبة وتسمى (لام الصيرورة) - وهي التي يكون ما بعدها نتيجة مترتبة على ما قبلها - كقوله تعالى: {فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} (1) فاللام هنا ليست للتعليل؛ لأنهم لم يلتقطوه لذلك، وإنما التقطوه ليكون لهم قرة عين. فكانت عاقبته أن صار لهم عدوًا وحزنًا.

أو كانت اللام زائدة. وهي الواقعة بعد فعل متعد - وفائدتها التوكيد - كقوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (2) فالفعل (يريد) متعدٍّ، ومفعوله هو المصدر المنسبك من (أن) المضمرة جوازًا بعد اللام ومن المضارع بعدها. وهذه اللام زائدة بين الفعل ومفعولة والتقدير: إنما يريد الله إذهاب الرجس عنكم.

قوله: (إلاَّ فيِ نَحْوِ: {لِئَلَّا يَعْلَمَ} (3) ، {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ} ، فَتَطْهَرُ لاَ غَيْرُ) .

هذه الحالة الثانية لـ (أن) وهي إظهارها وجوبًا، وذلك في مسألة واحدة. وهي أن تقع بين (لام الجر) و (لا) ، سواء كانت (لا) نافية أم زائدة.

فمثال النافية: أحضر مبكرًا لئلا يفوتني الدرس. قال تعالى: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ} (4) فـ (لئلا) اللام حرف تعليل وجر. و (أن) حرف مصدري ونصب. و (لا) نافية. والهمزة في (لئلا) هي همزة (أن) . وأما نونها فمدغمة في (لا) فلا تظهر لفظًا ولا خطًا.

و (يكون) فعل مضارع ناقص، يرفع الاسم وينصب الخبر، منصوب بـ (أن) و (للناس) خبر مقدم و (حجة) اسمه مؤخر.

 

(1) سورة القصص، آية: 8.

(2) سورة الأحزاب، آية: 33.

(3) سورة الحديد، آية: 29.

(4) سورة النساء، آية: 165.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ومثال الزائدة المؤكدة قوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} . أي: ليعلم أهل الكتاب. فـ (لا) حرف زائد إعراباً، مؤكد معنى، إذ لو كانت نافية لفسد المعنى.

قوله: (وَنَحْو: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ} (1) فَتُضْمَرُ لا غَيْرُ) .

شرع المصنف - رحمه الله - في الكلام على الحالة الثالثة، وهي إضمار (أن) وجوبًا.

فتعمل (أن) مضمرة وجوبا في مواضع:

بعد (لا الجحود) والجحود: هو النفي. وهي اللام المسبوقة بكونٍ ماض منفي. نحو: ما كان الصديق ليخونَ صديقه، لم يكن الغِنَى ليُطغيَ كرام النفوس. (اللام) في (ليخون) و (ليطغى) لام الجحود. وتفيد توكيد النفي، لأن الأصل: ما كان يفعل. ثم أدخلت اللام لتقوية النفي، وسميت لام الجحود، لملازمتها الجحد وهو النفي. وهذا اصطلاح، وإلا فالجحد هو الإنكار. ومنه قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} وقوله تعالى: {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ} (2) فـ (ليعذبهم) اللام: لام الجحود، ويعذب: فعل مضارع منصوب بـ (أن) المضمرة وجوبا بعد لام الجحود، والهاء مفعول به. والميم علامة الجمع. والجملة صلة الموصول الحرفي (أن) (3) ، والمصدر المؤول مجرور باللام. والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر (كان) والتقدير - والله أعلم - وما كان الله مريدًا لتعذيبهم.

قوله: (كَإضْمَارهَا بَعْدَ (حَتَّى) إذا كَانَ مُسْتَقْبَلاً نَحْو: {يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى} (4)) .

 

سورة الأنفال، آية: 33.

(2) سورة النساء، آية: 137.

(3) الحروف المصدرية، ومنها (أن) تسمى: الموصولات الحرفية ولا بدَّ لها من صلة بعدها. ويُسبك الموصول الحرفي مع صلته سبكاً ينشأ عنه المصدر المؤول.

(4) سورة طه، آية: 91.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

هذا هو الموضع الثاني لإضمار (أن) وجوبًا، وهو أن تقع بعد (حتى) (1) وشرط نصب المضارع بـ (أنْ) بعدها، أن يكون الفعل مستقبلاً، نحو: لا يُمدح الولد حتى يَنالَ رضا والديه، فـ (ينال) فعل مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة وجوبًا بعد (حتى) ، وهو فعل مستقبل، ومنه قوله تعالى: {لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى} فـ (حتى) حرف غاية وجر، والمصدر المؤول من (أنْ) المضمرة وما بعدها في محل جر بـ (حتى) ، والتقدير، - والله أعلم - حتى رجوعِ موسى.

فإن كان الفعل بعدها غير مستقبل بأن كان زمن الفعل هو زمن النطق لم ينصب المضارع، بل يرفع، وتكون (حتى) ابتدائية. وما بعدها مستأنف (2) ، نحو: يجري الماء بين الزروع حتى تشربُ، فالفعل (تشربُ) مرفوع وجوبًا، لأن معناه (وهو الشرب) حاصلٌ ابتداءً في وقت التكلم. فزمن الشرب والنطق واحد.

قوله: (وَبَعْدَ أَوِ التَّي بِمَعْنَى (إلَى) نَحْوُ: لأَسْتَسْهِلَنَّ الصَّعْبَ أَوْ دْرِكَ الْمُنَى. أو الَّتي بِمَعْنَى (إلاَّ) نَحْوُ: وكُنْتُ إذَا غَمَزْتُ قَنَاةَ قَوْمٍ كَسَرْتُ كُعُوبَهَا أوْ تَسْتَقِيمَا)

 

.(1) حتى في اللغة العربية أربعة أنواع:

أ-حرف عطف. تفيد تشريك ما بعدها مع ما قبلها في الحكم. نحو: وصل الحجاج مزدلفة حتى المشاة.

ب-حرف جر، يجر الاسم الصريح، وهو يدل على الانتهاء بمنزلة (إلى) نحو: انتظرتك حتى غروب الشمس.

ج- حرف ابتداء. وتدخل على الجملة. وتكون مستأنفة لا محل لها. كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) متفق عليه، فـ (حتى) ابتدائية و (الشوكة) مبتدأ (يشاكها) خبر [على أحد الأوجه] .

-د- حرف جر يجر المصدر المؤول من (أن) المضمرة وجوبًا وما دخلت عليه. وهي المذكورة هنا.

(2) سأذكر تعريف الاستئناف قريباً إن شاء الله.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

الموضع الثالث الذي تضمر فيه (أن) وجوبًا: (أو) العاطفة. التي بمعنى (إلى) الغائية، أو بمعنى (إلا) . الاستثنائية. فتكون (أو) بمعنى (إلى) إذا كان المعنى قبلها ينقضي شيئاً فشيئًا. نحو: تحبَّبْ إلى إخوانك أو تنالَ رضاهم. فالفعل (تنال) منصوب بـ (أن) مضمرة وجوبا بعد (أو) وهي بمعنى (إلى) إذ يصح أن يقال: تحبَّبْ إلى إخوانك إلى أن تنال رضاهم. والتحبب إلى الإخوان يتطلب وقتًا ولا يتم دفعة واحدة، ومنه قول الشاعر:

لأستسهلن الصعب أو أُدرك المنى فما انقادت الآمال إلا لصابر (1)

فالفعل (أُدرك) منصوب بـ (أن) مضمرة وجوباً بعد (أو) وهي بمعنى (إلى) لأن إدراك المنى يحصل شيئًا بعد شيء.

وتكون (أو) بمعنى (إلا) إذا لم يصح وقوع (إلى) موقعها، نحو: يعاقب المسيء أو يعتذر. فالفعل (يعتذر) منصوب بـ (أن) مضمرة وجوبًا بعد (أو) وهي بمعنى (إلا) ، إذ يصح أن يقال: يعاقب المسيء إلا أن يعتذر. ولا يصح وقوع (إلى) موقعها لفساد المعنى، لأن الاعتذار لا يكون غاية للعقاب، ومنه قول الشاعر:

 

) المعنى: يقول إنه يستحمل الشدائد حتى يبلغ ما يتمناه ويرجوه. فإن ما يرجى من المطالب لا يناله إلا الصابرون.

إعرابه: (لأستسهلن) اللام واقعة في جواب قسم مقدر. واستسهل: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد. ونون التوكيد حرف لا محل له من الإعراب والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره (أنا) (الصعب) مفعول به (أو) حرف عطف بمعنى إلى، (أدرك) فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد أو، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنا، (المنى) مفعول به للفعل (أدرك) (فما) الفاء للتعليل و (ما) نافية (الآمال) فاعل. (إلا) أداة استثناء ملغاة (لصابر) جار ومجرور متعلق بـ (انقاد) .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

(1) وكنتُ إذا غَمَزْتُ قناةَ قومٍ كسرتُ كُعُوبَها أوتستقيما (1)

فالفعل: (تستقيم) منصوب بـ (أن) مضمرة وجوبًا بعد (أو) وهي بمعنى (إلا) أي: إلا أن تستقيم فلا أكسر كعوبها. ولا يصح أن تكون بمعنى (إلى) لأن الاستقامة لا تكون غاية للكسر.

قوله: (وَبَعْدَ فَاءِ السَّبَبيَّةِ أوْ وَاو الْمَعِيَّةِ مَسْبُوقَتَين بِنَفْي مَحْض أَوْ طَلَب بِالْفِعْلِ نَحْو: {لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا} ، {وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} ، {وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ} ، ولاَ تَأكُلِ السَّمَكَ وتَشْرَبَ اللبَنَ) .

ذكر هنا الموضع الرابع والخامس مما تضمر فيه (أن) وجوبًا. فالرابع أن تقع (أن) المصدرية بعد (فاء) السببية. إذا كانت مسبوقة بنفي محض أو طلب بالفعل. فهما شرطان:

الأول: أن تكون الفاء للسببية. وهي التي يكون ما قبلها سببًا في حصول ما بعدها.

 

(1) إذا غمزت: هززت. قناة: رمح، كعوبها: جمع كعب. والمراد هنا طرف الرمح. ومعناه: أنه إذا شرع في إصلاح قوم مفسدين لا يرجع عن ذلك إلا إذا استقاموا وصلحوا وإلا كسرهم وآذاهم. كما أنه إذا أراد إصلاح رمح معوج لا يتركه إلا إذا استقام واعتدل وإلا كسره.

إعرابه: وكنت: كان فعل ماض ناقص والتاء اسمها. (إذا) ظرف مضمن معنى الشرط (غمزت) فعل وفاعل في محل جر بإضافة (إذا) إليها. وهو فعل الشرط. (قناة قوم) مفعول به. ومضاف إليه (كسرت) فعل وفاعل. والجملة لا محل لها جواب (إذا) (كعوبها) مفعول به ومضاف إليه. (أو تستقيما) أو: بمعنى (إلا) وتستقيم: فعل مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة وجوباً. والألف للإطلاق والفاعل ضمير مستتر تقديره (هي) . و (أن) ما دخلت عليه من تأويل مصدر معطوف بـ (أو) على مصدر متصيد من الفعل السابق أي: حصل مني كسر لكعوبها أو استقامة منها. (إذا) وشرطها وجوابها في محل نصب خبر (كان) .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الثاني: أن تكون مسبوقةً بنفي محض، أي: خالص من معنى الإثبات، لم ينتقض نفيه بـ (إلا) ولا بنفي آخر يزيل أثره ويجعل الكلام مثبتًا، أو مسبوقةً بطلب بالفعل. أي: بصيغة الفعل، أو ما ألحق به. كما سأذكر إن شاء الله (1) .

فمثال النفي: لم يُسألْ فيجيبَ. فالفعل (يجيب) منصوب بـ (أن) مضمرة وجوبًا بعد فاء السببية. لأن السؤال سبب في الإجابة. وقد تقدم عليها نفي لم ينتقض. ومنه قوله تعالى: {لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا} (2) فـ (يموتوا) مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً وعلامة نصبه حذف النون.

وأما الطلب فهو نوعان:

طلب محض: وهو ما كانت دلالته على الطلب بلفظه وصيغته، وهو الأمر نحو: احترم الصديق فتدومَ لك صداقته، والنهي نحو: لا تغشَّ في البيع فتكسدَ تجارتك. ومنه قوله تعالى: {وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} (3) فـ (يحلَّ) مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة وجوبًا، والدعاء نحو: ربِّ وفقني فلا أنحرفَ.

طلب غير محض: وهو ما كانت دلالته على الطلب تابعة لمعنى آخر يتضمنه وهو التخضيض نحو: هلا تزورنا فتحدثَنا، ومنه قوله تعالى: {لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ} (4) فـ (أصدق) مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً.

والتمني نحو: ليت لي مالاً فأتصدَّقَ منه، ومنه قوله تعالى: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} (5) فـ (أفوز) مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً في جواب التمني.

والعرض نحو: ألا تزورنا فتحدثَنا.

 

) انظر: حاشية الصبان (3/301) النحو الوافي (4/365) .

(2) سورة فاطر، آية: 36.

(3) سورة طه، آية: 81.

(4) سورة المنافقون، آية: 10.

(5) سورة النساء، آية: 73.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك يا غالية

إن شاء الله لي عودة لقراءة الباقي

 

 

وفيك بارك الله يا حبيبة

مرورك الطيب أسعدني

بانتظارك إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

والاستفهام نحو: هل تزورنا فتحدثَنا، ومنه قوله تعالى: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا} (1) ، فـ (يشفعوا) مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة وجوباً في جواب الاستفهام، وعلامة نصبه حذف النون.

والترجي نحو: لعلك تتقي الله فتفوزَ برضاه، ومنه قوله تعالى: {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ} (2) بنصب (فأطلع) على قراءة حفص عن عاصم. وهو منصوب لأنه وقع بعد فاء السببية في جواب الترجي، وقرأ بقية السبعة بالرفع على (أبلغُ) .

وقوله: (وَبَعْدَ فَاء السَّبَبِيَّةِ) احتراز من العاطفة على صريح الفعل ومن الاستئنافية، فأما العاطفة فكقوله تعالى: {وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} (3) فالفعل (يعتذرون) معطوف على (لا يؤذن) فهو مرفوع مثله. لِيدلَّ على نفي الإِذنِ والاعتذارِ أي: لا إذن ولا اعتذار. وأما الاستئنافية فنحو: ألم تسألْ عليًا فيخبرُك. برفع (يخبرك) على الاستئناف.

وقوله: (بِنَفْي مَحْضٍ) احترز من النفي غير المحض، وهو ما انتقض بـ (إلا) ، نحو: ما تأتينا إلا فتحدثُنا. برفع المضارع بعد الفاء.

وقوله: (أَوْ طَلَبٍ بِالْفِعْلِ) احتراز من الطلب بالاسم نحو: صه فنحدثُك، فإنه (صه) يفيد الطلب، وهو طلب السكوت، لكنه طلب باسم وليس بفعل، لأن (صه) اسم فعل أمر. فَيُرفع المضارع بعد الفاء. (4)

الموضوع الخامس: أن تقع (أن) بعد (واو) المعية إذا كانت مسبوقة بنفي محض أو طلب بالفعل. فهما شرطان:

 

) سورة الأعراف، آية: 53.

(2) سورة غافر، آية: 36، 37.

(3) سورة المرسلات، آية: 36.

(4) هناك قول آخر وهو للكسائي ومن وافقه وهو اعتبار الفاء للسببية ونصب المضارع بعدها وهو رأي وجيه [النحو الوافي 4/366] [شرح الشذوذ ص (305) ] .

تم تعديل بواسطة ميرفت ابو القاسم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×