اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

شرح حديث كيف بكم وبزمان يغربل الناس فيه غربلة

المشاركات التي تم ترشيحها

a7b3f928ed3f.original.png

 

عَنْ عبد الله بنِ عَمرو بن العاص قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم: « كَيْفَ بِكُمْ وَبِزَمَان يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ يُغَرْبَلُ اَلنَّاسُ فِيهِ غَرْبَلَةً. تَبْقَى حُثَالَةٌ مِنْ اَلنَّاسِ, قَدْ مَرَجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ وَاخْتَلَفُوا, فَكَانُوا هَكَذَا وَهَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِه. قَالُوا: كَيْفَ بِنَا يَا رَسُولَ اَللَّهِ إِذَا كَانَ ذَلِكَ اَلزَّمَانُ؟! قَالَ: تَأْخُذُونَ بِمَا تَعْرِفُونَ, وَتَدَعُونَ مَا تُنْكِرُونَ, وَتُقْبِلُونَ عَلَى خَاصَّتِكُمْ, وَتَدَعُونَ أَمْرَ عَامَّتِكُمْ »1 .

 

 

 

هذا كذلك من أحاديث الفتن « كيف بكم وبزمان »1 إذا كان، يعني إذا وجد إذا حصل إذا جاء هذا الزمان الذي يغربل الناس فيه غربلة. الغربلة هو، يعني تصفية الشيء بالغربال. الغربال هو المنخل، لعله الكبير، غربال. يُغَربل الناس. وهذا الزمان يصفي، يعني ما يجري فيه يصفي الناس، يتبين الطيب فيه من الخبيث، وهكذا الشدائد. الشدائد يتبين فيها، أرأيتم وقعة الأحزاب؟ ماذا كان من أثرها؟

 

(إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا )2 وفي آخر السياق (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا)3 .

 

فيه غربلة. الأحداث تغربل الناس تميز، و (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ )4 فيها فحص. الابتلاء فيه. يبتلى الناس، يغربل الناس فيه غربلة. أيش بعده؟ فتكون؟ قال يا شيخ: « يُغَرْبِلُ اَلنَّاسُ فِيهِ غَرْبَلَةً , تَبْقَى حُثَالَةٌ مِنْ اَلنَّاس »5 فتبقى بعد هذه الغربلة. وقد تكون الغربلة لها معنى آخر لعله يأتي ما يشهد له. يغربل الناس يعني يطلع الصالح بحيث يذهبون ويموتون. يذهب الصالحون الأول فالأول كما سيأتي، وتبقى حثالة من الناس « قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا »6 .

 

هذه صفة أولئك الحثالة « مرجت عهودهم »7 أو مَرِجت كما ضبطها المحقق عندكم مَرِجت مرج يمرج « مرجت عهودهم وأماناتهم »7 يعني أنها فسدت. كأنها فسدت عهودهم بالنقص والخيانة بالنقص والخيانة؛ فلا عهود ولا أمانات. مثل الذين جاء في الحديث حديث القرون المفضلة . « ثم يجيء قوم يخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون »8 فهؤلاء يقول: « مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا »7 نعم بعده. انتهى اللفظ.

 

يقول: « فكانوا هكذا »9 عندكم التصويب مرة واحدة « فكانوا هكذا »9 وعندكم من أصل المخطوطة « فكانوا هكذا وهكذا »9 « فكانوا هكذا وشبك بين أصابعه »9 .

 

هذا تعبير عن الاختلاف. واختلفوا حتى صاروا -يعني مشتبكين، ولعل هذا كناية عن شدة الاختلاف وشدة يعني اللبس والقتال الذي يكون بينهم، كما قال سبحانه وتعالى: ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ )10 « واختلفوا حتى كانوا هكذا وشبك بين أصابعه »11 وكثيرا ما يصور الرسول عليه الصلاة والسلام الأمر ويمثله يعني لتقريب الحقائق المعقولة بصورة محسوسة. أيش اللي بعده؟

 

قال: كيف بنا يا رسول الله؟ نعم. أيش بعده؟ قال: إذا كان ذلك الزمان قال: تأخذون ما تعرفون . نعم قال: كيف بكم إذا كان هذا الزمان؟ قال: « تأخذون ما تعرفون وتدعون ما تنكرون »11 يعني اعتصموا بالحق في عندما تعصف الفتن ويختلف الناس اعتصموا بالحق. خذوا من أعمال الناس وأقوالهم واقبلوا منهم ما تعرفون بما آتاكم الله من العلم والبصيرة. خذوا ما تعرفون ودعوا ما تنكرون. وهذا لا يتأتى إلا بالعلم؛ ولهذا العلم بكتاب الله وسنة رسوله هو عصمة من الفتن؛ فكتاب الله هو المعتصم كما تقدم « خذوا ما تعرفون ودعوا ما تنكرون »12 من الذي يستطيع ذلك؟. لا يستطيعه إلا من كان على نور ومعه نور يمشي به في الناس يمشي به في الناس.

 

أعد سياق الحديث.. نعم.

 

وله عن عبد الله بن عمرو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « كَيْفَ بِكُمْ وَبِزَمَانٍ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ »13 « يوشك أن يأتي »14 يعني قريب، يعني أوشك تأتي، يعنى تدل على القرب يوشك، هذا الأمر موشك أي قريب. نعم. « يوشك أن يأتي يُغَرْبِلُ اَلنَّاسُ فِيهِ غَرْبَلَةً, تَبْقَى حُثَالَةٌ مِنْ اَلنَّاسِ, قَدْ مَرَجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ, وَاخْتَلَفُوا, فَكَانُوا هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ. قَالُوا: كَيْفَ بِنَا يَا رَسُولَ اَللَّهِ إِذَا كَانَ ذَلِكَ اَلزَّمَان؟. قَالَ: تَأْخُذُونَ ِبمَا تَعْرِفُونَ, وَتَدَعُونَ مَا تُنْكِرُونَ, وَتُقْبِلُونَ عَلَى خَاصَّتِكُمْ, وَتَدَعُونَ أَمْرَ عَامَّتِكُمْ »14 .

 

« تقبلون على خاصتكم »14 هذا من حيث يعني يشير إلى العزلة تقبلون على شأنكم وتدعون أمر العامة؛ أولئك المختلفين أولئك الأقوام الذين مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا، والتبس بعضهم ببعض والتبس الأمر عليهم. وأقبلوا على خاصتكم ودعوا عامتكم أو أمر عامتكم. هذا فيه التعبير عن الاعتزال، عن اعتزال أولئك الحثالة نعم.

 

baremauve.gif?w=600

1 : أبو داود : الملاحم (4342).

2 : سورة الأحزاب (سورة رقم: 33)؛ آية رقم:10 - 12

3 : سورة الأحزاب (سورة رقم: 33)؛ آية رقم:22

4 : سورة آل عمران (سورة رقم: 3)؛ آية رقم:179

5 : أبو داود : الملاحم (4342).

6 : أبو داود : الملاحم (4342).

7 : أبو داود : الملاحم (4342).

8 : البخاري : الشهادات (2651) , ومسلم : فضائل الصحابة (2535) , والترمذي : الفتن (2222) , والنسائي : الأيمان والنذور (3809) , وأبو داود : السنة (4657) , وأحمد (4/427).

9 : أبو داود : الملاحم (4342).

10 : سورة الأنعام (سورة رقم: 6)؛ آية رقم:65

11 : أبو داود : الملاحم (4342).

12 : أبو داود : الملاحم (4342).

13 : أبو داود : الملاحم (4342).

14 : أبو داود : الملاحم (4342).

المصدر: طريق الخلاص

 

 

1219851_max.jpg

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرًا على النقل القيم~

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أظننا إلا قد أظلنا هذا الزمان.. فاللهم رحماك رحماك!

-----------

 

رتبة الحديث:

 

قال الشيخ الألباني (رحمه الله): قال الحاكم: " صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي. وهو كما قالا، فإن رجاله ثقات معروفون غير عمارة هذا فقد وثقه العجلي وابن حبان وروى عنه جماعة من الثقات. سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/ 415)

 

-----------

 

مزيد شرح للحديث (للاستزادة):

 

معاني الألفاظ:

 

قوله: (يغربل الناس) أي يذهب خيارهم ويبقي أراذلهم، كتنقية الغربال للطحين وغيره.

 

قوله: (حثالة) هي ما سقط من قشر الشعير والأرز والتمر، والرديء من كل شيء، قال القرطبي: "عبارة عن موت الأخيار وبقاء الأشرار كما يبقى الغربال من حثالة ما يغربله، والحثالة: ما يسقط من قشر الشعير والأرز والتمر وكل ذي قشر إذا بقي، وحثالة الدهن تفله وكأنه الرديء من كل شيء، ويقال: حثالة وحفالة بالثاء و الفاء معاً".2

 

 

 

ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر لا يباليهم الله باله) رواه البخاري وقال: "يقال حفالة وحثالة". وهذا كناية عن خسة أولئك القوم ورذالتهم.

 

قوله (قد مَرِجت) أي اختلطت وفسدت. ومنه قوله تعالى: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) سورة الرحمن. أي خلط البحرين. ومنه قوله تعالى أيضاً: فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ (5) سورة ق، أي أمر مختلط. قال الطبري: "ويقال: مَرَجْت دابتك: أي خليتها تذهب حيث شاءت".

 

قوله: (عهودهم وأماناتهم) أي لا يكون أمرهم مستقيماً، بل يكون كل واحد في كل لحظة على طبع وعلى عهد ينقضون العهود ويخونون الأمانات.

 

قوله: (واختلفوا فكانوا هكذا) وشبك بين أصابعه: أي يمزج بعضهم ببعض، وتلبس أمر دينهم فلا يعرف الأمين من الخائن، ولا البر من الفاجر.

 

قوله: (ما تعرفون) أي ما تعرفون كونه حقاً.

 

قوله: (وتذرون ما تنكرون) أي تتركون ما ترون أنه باطل منكر. أو ما تنكرون أنه حق.

 

قوله: (وتقبلون على أمر خاصتكم وتذرون أمر عامتكم) أي الزم أمر نفسك واحفظ دينك واترك الناس ولا تتبعهم.. قال صاحب عون المعبود: "وهذا رخصة في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كثر الأشرار وضعف الأخيار".3

 

شرح الحديث:

 

في هذا الحديث يبين النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه يأتي على الناس زمان غير محدد بوقت ولا بمكان، ويكون في ذلك الزمان غربلة للناس، فيذهب الصالحون كما يذهب الدقيق النقي إلى الصحن، وتبقى الحثالة والقشور في الغربال أو المُنخُل.

 

وهؤلاء الحثالة من الناس شرار فجار، لا يعرفون عهداً ولا يؤدون أمانة، إذا عاهدوا غدروا وإذا ائتمنوا خانوا، قد اختلطت أمورهم ومرجت عهودهم وضاعت أماناتهم.

 

فأي عيش يكون في زمان كهذا! نسأل الله ألا يكون ذلك الزمن زماننا، وإن كان فيه شيء كثير من ذلك..

 

ثم بين النبي -صلى الله عليه وسلم- المخرج من ذلك فأرشد إلى لزوم الخير وتجنب الشر، ولا يكون ذلك إلا بالتزام كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والسير على منهج السلف، الذي لا نجاة للأمة إلا به.

 

وأرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- الإنسان إلى الاهتمام بخاصة نفسه، وترك أمر العامة، وخاصة عند عدم الاستجابة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..

 

وقد دلت السنة النبوية على هذه المعاني كما في حديث حذيفة -رضي الله عنه- أنه قال:

 

كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: (نعم). قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: (نعم وفيه دخن). قلت: وما دخنه؟ قال: (قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر) . قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: (نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها). قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال: (هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا). قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم). قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: (فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك).4

 

قال ابن حجر نقلاً عن الطبري: "وفي الحديث أنه متى لم يكن للناس إمام فافترق الناس أحزابا فلا يتبع أحدا في لفرقة، ويعتزل الجميع إن استطاع ذلك خشية من الوقوع في الشر، وعلى ذلك يتنزل ما جاء في سائر الأحاديث، وبه يجمع بين ما ظاهره الاختلاف منها".5

 

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضها، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر) فدنوت منه فقلت: أنشدك الله آنت سمعت هذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه وقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي".6

 

وفي هذا الحديث إرشاد إلى التمسك بالخير، وإظهار مكارم الأخلاق مع الناس، عند حلول الفتن، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: (وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه). وهذا يدل على أهمية الخلطة أيام الفتن إن استطاع الإنسان الصبر وتحمل الضيم وأمن على نفسه وعرضه ودينه.

 

وسيأتي الكلام لاحقاً عن العزلة والخلط والتفصيل في ذلك.

 

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ومن يشرف لها تستشرفه، ومن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذ به).7

 

ورواه مسلم من حديث أبي بكرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنها ستكون فتن، ألا ثم تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي فيها، والماشي فيها خير من الساعي إليها، ألا فإذا نزلت أو وقعت فمن كان له إبل فليلحق بإبله، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه) قال فقال رجل: يا رسول الله أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض؟ قال: (يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر ثم لينج إن استطاع النجاء، اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت؟) قال فقال رجل: يا رسول الله أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين أو إحدى الفئتين فضربني رجل بسيفه أو يجئ سهم فيقتلني؟ قال: (يبوء بإثمه وإثمك ويكون من أصحاب النار).

 

وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن).8

 

قال ابن حجر: "والخبر دال على فضيلة العزلة لمن خاف على دينه".

 

 

 

1 رواه أحمد وأبو داود واللفظ له، وابن ماجه، وصححه الألباني.

 

 

 

2 التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة (3 / 234).

 

 

 

3 (عون المعبود شرح سنن أبي داود) للعظيم آبادي أبي الطيب، (11 / 335).

 

 

 

4 رواه البخاري ومسلم.

 

 

 

5 فتح الباري، ابن حجر (13 / 37).

 

 

 

6 رواه مسلم.

 

 

 

7 رواه البخاري ومسلم.

 

 

 

8 رواه البخاري.

منقول من موقع إمام المسجد~

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×