اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (الذاريات:٥٨)

من القواعد العظيمة: قوله ﷺ: ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله قوله في الحديث: ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته[ رواه الطبراني في الكبير: (7694)، وهو في السلسلة الصحيحة: (2866). ]،
 
اغسل يدك من باب رزق حرام، ولو ضاقت عليك اغسل يدك من باب رزق حرام، لو حصل فهو عقوبة وبلاء، وشؤمه إذا ما طالك في الدنيا ولا بدّ أن يطال، فسيأتي شؤمه في الآخرة عذابًا أليمًا.
 

القلق على الرزق من الشيطان:
 
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ [سورة البقرة:268]، يقيم لك هذا الهاجس دائمًا منصوبًا أمامك في ذهنك حتى يجعلك تحزن، وربما يفوت عليك بالاكتئاب فرصًا للرزق، فتنبه.
ولذلك إذا بذلت الأسباب أزل هذا القلق تمامًا؛ لأن المسألة الآن رزق من الله ، وقد يؤخره لحكمة، وقد يقلله لحكمة، يضيق بالرزق لأسباب، وقد تكون في مصلحة العبد، فقد يعصي بالرزق فيمنع منه فيتوب ويؤوب ويعود، وينسد باب للمعصية، ويفتح باب للتوبة، ويشعر الإنسان بالحاجة إلى الله، وكان من قبل مستغن عن ربه: كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى ۝ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى [سورة العلق:6 - 7]، فعندما يضيق عليه يشعر بالحاجة، فيدعو ويدعو، ويأتيه من أنواع الحسنات، والصبر على البلاء، حتى ذكر الإمام أحمد -رحمه الله-: "لروعة صاحب العيال يبكون في حجره أحب إلي من كذا وكذا"، يعني من العبادات، بما يكتب الله له بذلك من الحسنات.


التوكل على الله في الرزق
 
وهنا أمر من أعمال القلوب نتحدث عنه وكثيرًا ما لا نحسنه، أي عملًا في الواقع وتطبيقًا، ألا وهو: التوكل: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [سورة الطلاق:3]، التوكل يصب عليك الرزق صبًا، هناك أدلة يقينية لكن القضية في العمل بذلك: لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله وهذه: حق توكله فيها المربط والسر حق توكله هذه قضية تفريغ القلب إلا من الله، ولا اعتماد إلا على الله، ولا لجوء إلا إلى الله، وطلب الرزق منه لا من غيره، وتفويض الأمور إليه: لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقتم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا تذهب في أول النهار جياعًا وتروح بطانًا[4] تعود في آخر النهار مملوءة البطون، حديث صحيح.
 
 
الموقع الرسمى للشيخ محمد صالح المنجد
 
 
لا يتوفر وصف للصورة.
 
{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (الذاريات:٥٨)
 
 
من قوته سبحانه أنه أوصل رزقه إلى الجميع
 

لم يرد في القرآن ذكر اسم الله الرّزّاق وهو المبالغه من اسم الرازق إلا في موضع واحد {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ} مهما كان عددهم ، ومهما كان بُعدهم ، يرزقهم حتى قبل أن يسألوه . سبحان الله الرزاق ما أكرمه !!
 
الرّزّاق كلمة تدل على كثرة العطايا وقمة الكرم . سبحان من يبسط الرزق لمن يشاء {۞ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} يعطيك سواء سألته أو لم تسأله فيدهشك ويغنيك ، فلا تسأل سواه ولا تلجأ لغيره .
 
 
{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ} واجه بها مخاوفك على رزق الغد ، واطرد بها همك ، وأرح بها قلبك .. لك رب كريم رزّاق قوي قادر على كل شيء ، لم يكّفْ عطائه للعاصين ، أيكفه عنك وأنت ترجوه وتتوكل عليه ؟!! ...
 
 
{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (الذاريات:٥٨)

من القواعد العظيمة: قوله ﷺ: ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله قوله في الحديث: ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته[ رواه الطبراني في الكبير: (7694)، وهو في السلسلة الصحيحة: (2866). ]،
 
اغسل يدك من باب رزق حرام، ولو ضاقت عليك اغسل يدك من باب رزق حرام، لو حصل فهو عقوبة وبلاء، وشؤمه إذا ما طالك في الدنيا ولا بدّ أن يطال، فسيأتي شؤمه في الآخرة عذابًا أليمًا.
 

القلق على الرزق من الشيطان:
 
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ [سورة البقرة:268]، يقيم لك هذا الهاجس دائمًا منصوبًا أمامك في ذهنك حتى يجعلك تحزن، وربما يفوت عليك بالاكتئاب فرصًا للرزق، فتنبه.
ولذلك إذا بذلت الأسباب أزل هذا القلق تمامًا؛ لأن المسألة الآن رزق من الله ، وقد يؤخره لحكمة، وقد يقلله لحكمة، يضيق بالرزق لأسباب، وقد تكون في مصلحة العبد، فقد يعصي بالرزق فيمنع منه فيتوب ويؤوب ويعود، وينسد باب للمعصية، ويفتح باب للتوبة، ويشعر الإنسان بالحاجة إلى الله، وكان من قبل مستغن عن ربه: كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى ۝ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى [سورة العلق:6 - 7]، فعندما يضيق عليه يشعر بالحاجة، فيدعو ويدعو، ويأتيه من أنواع الحسنات، والصبر على البلاء، حتى ذكر الإمام أحمد -رحمه الله-: "لروعة صاحب العيال يبكون في حجره أحب إلي من كذا وكذا"، يعني من العبادات، بما يكتب الله له بذلك من الحسنات.


التوكل على الله في الرزق
 
وهنا أمر من أعمال القلوب نتحدث عنه وكثيرًا ما لا نحسنه، أي عملًا في الواقع وتطبيقًا، ألا وهو: التوكل: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [سورة الطلاق:3]، التوكل يصب عليك الرزق صبًا، هناك أدلة يقينية لكن القضية في العمل بذلك: لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله وهذه: حق توكله فيها المربط والسر حق توكله هذه قضية تفريغ القلب إلا من الله، ولا اعتماد إلا على الله، ولا لجوء إلا إلى الله، وطلب الرزق منه لا من غيره، وتفويض الأمور إليه: لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقتم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا تذهب في أول النهار جياعًا وتروح بطانًا[4] تعود في آخر النهار مملوءة البطون، حديث صحيح.
 
 
الموقع الرسمى للشيخ محمد صالح المنجد
 
 
لا يتوفر وصف للصورة.
 
{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (الذاريات:٥٨)
 
 
من قوته سبحانه أنه أوصل رزقه إلى الجميع
 

لم يرد في القرآن ذكر اسم الله الرّزّاق وهو المبالغه من اسم الرازق إلا في موضع واحد {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ} مهما كان عددهم ، ومهما كان بُعدهم ، يرزقهم حتى قبل أن يسألوه . سبحان الله الرزاق ما أكرمه !!
 
الرّزّاق كلمة تدل على كثرة العطايا وقمة الكرم . سبحان من يبسط الرزق لمن يشاء {۞ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} يعطيك سواء سألته أو لم تسأله فيدهشك ويغنيك ، فلا تسأل سواه ولا تلجأ لغيره .
 
 
{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ} واجه بها مخاوفك على رزق الغد ، واطرد بها همك ، وأرح بها قلبك .. لك رب كريم رزّاق قوي قادر على كل شيء ، لم يكّفْ عطائه للعاصين ، أيكفه عنك وأنت ترجوه وتتوكل عليه ؟!! ...
 
 

‫فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه‬‎

 

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
 

{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات:٥٥]


من المضامين التربوية التي تضمنتها الآية الكريمة ما يأتي:


أولًا: تتضمَّن أمرًا إلهيًّا عامًّا بالتذكير، وهو يدخل ضمنًا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي قال الله تعالى فيه: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110]، وقـال تعــالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104]، وقـال تعالى: ﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الحج: 41]، وقال تعـالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [التوبة: 71].

 

ثانيًا: يعتري الإنسان حالات من الضعف البشري؛ كالنسيان، والغفلة، وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: إنما سمي الإنسان؛ لأنه عُهد إليـه فنسي

ولذلك فهو بحاجة إلى التذكير من أخيه الإنسان بصفة دائمة؛ بل هو واجبٌ وحقٌّ شرعيٌّ له مـن باب ((الدين النصيحة))، وفي هذه الأيام تشتدُّ الحاجة إلى التذكير؛ لكثرة المشاغل والمصارف الدنيوية التي أفرزتها الحياة المعاصرة، فكثيرٌ منَّا أصبح مشغولًا صباحًا ومساءً بأمور الدنيا، ونسينا وغفلنا عن كثير من الواجبات الشرعية التي تزيدنا قُرْبًا من الله تعالى.

ولذلك كان لزامًا على الجميع دون استثناء تذكيرُ بعضنا بعضًا وعدم التقاعس أو التخلِّي عن هذا التوجيه المهم؛ لأن فيه صلاح الناس، وبصلاحهم يصلح المجتمع، وتصلُح الأُمَّة، ويحصل الخير، ويعـمُّ الأمــن والرخاء، ويصدق ذلك قول الله تعــــــــــــالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2]، وقوله تعالى: ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 3].

 

ثالثًا: اختيار الوقت والمكان المناسبين للتذكير، وهذا أمر مهمٌّ جدًّا لكي يحقق التذكير الفائدة المرجوَّة منه، فالإمام الخطيب مثلًا: يجتهد في أن تكون خطبته في قضية من قضايا الساعة، فإذا هلَّ شهر رمضان، تناول ما يجب على الصائم فعله، وما يجب عليه تركه، وكذلك في أشهر الحج، وهكذا كل مناسبة يتناول ما يناسبها مــن التذكير والوعظ، فلكل مقامٍ مقالٌ، كما لا يفوته أيضًا التذكير بما يعين على الأخوَّة الإسلامية وتماسُك المجتمع، وما يُحقِّق للمجتمع والأُمَّة الخير والفائدة والتقدُّم والرُّقي.

 

رابعًا: كل ما كان هناك مراعاة لأحوال المراد تذكيرهم: من حيث لغة التخاطُب، ونفسيَّاتهم، ومشاعرهم، وأعمارهم، وأحوالهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وما إلى ذلك، كان التذكير أكثر وضوحًا وبيانًا ونفعًا؛ ولذا قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [إبراهيم: 4].

 

خامسًا: أن يحرص الجميع على تخصيص مساحة ولو دقائق معدودة يوميًّا للتذكير، فالموظف في عمله بحاجة للتذكير بأهمية الأمانة في العمل وإنجازه بالدقة المطلوبة وفي الوقت المحدد، والأولاد بحاجة للتذكير بالاهتمام بالصلاة والمحافظة عليها، والاهتمام بواجباتهم المدرسية وإنجازها ومراجعتها، والتلميذ في مدرسته والطالب في جامعته بحاجة للتذكير، وكُلٌّ في موقعه بحاجة للتذكير، فتخصيص وقت يسير في حدود خمس إلى عشر دقائق للتذكير بين فترة وأخرى فيه خيرٌ كثيرٌ ونفْعٌ كبير إن شاء الله تعالى.

 

سادسًا: تواجه عملية التذكير بعض الصعوبات؛ كإعراض المراد تذكيرهم وعدم مُبالاتهم، أو الاستهزاء والسخرية؛ ولذلك يتطلب من المُذَكِّرْ أن يكون هدفه الأساس من التذكير وجه الله تعالى، ويستشعر عظمة هذا العمل، وحسن الجزاء من الله تعالى، وأن يكون قُدْوته في هذا العمل الجليل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وفي مقدِّمتهم خاتمهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يتذكر ما لاقوه من إعراض واستهزاء وسخرية؛ بل وصل الأمر إلى شتمهم وضربهم وطردهم من ديارهم وحتى قتلهم.

 

 

د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي

 

لا يتوفر وصف للصورة.

 

{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات:٥٥]
 

إذا تحركت نفسك للذكرى وانتفعت بها كان ذلك مؤشر إيمانك . صباحك ذكرى تنفعك

كثيرون هم الذين لايحتاجون أن تضيف لهم معلومة جديدة ، أو أن تحل مشكلتهم بطريقة مختلفة لأنهم يعرفون ذلك .. إنما حاجتهم أن توقظ لديهم شيء مستتر ، أو تهيء لهم أجواء مناسبة ليتقبلوا ماستقوله لهم ، لذلك يكثر في القرآن استخدام إسلوب التذكير والذكرى ...

أعظم وأهم قضايا التذكير هي في قضية عبادة الله تعالى وإطاعته في أوامره ونواهيه ، والتذكير بصفات الإيمان الحق ، وخاصة تذكيرك لعائلتك ، فأنت مسؤول عنها أمام الله ، كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته .. فهل نقوم بواجبنا ؟! الجواب في حال المجتمع اليوم !!.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
{قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر:٥٦]

إن من الناس -والعياذ بالله- من استولى اليأس والقنوط على قلبه فتراه يتلفظ بألفاظ ينبأ عن مدى ما هو عليه من إحباط ويأس واستبعاد للفرج والنصر ويأس من الرحمة، وهذه كلها ليست من أخلاق المؤمنين الموحدين ..


إن جميع ما يحصل في الكون من شدة وبلاء عامًّا كان أو خاصًّا، وتسلط الكفار والفجار على المسلمين كل ذلك بتقدير العزيز الحكيم، وابتلاء للخلق حتى يراجعوا دينهم ويصححوا مسيرتهم، (وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ * أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [الروم: 36- 37].

وقال تعالى: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ * وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ * وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ * وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [الشورى: 27- 30].


إن اليأس والقنوط مرضان خطيران يقعدان عن العمل، ويصيبان النفس بالزجر، ويملأن القلب بالغم والحزن تتكدر مع اليأس والقنوط الحياة، وتضيق معهما الدنيا على سعتها ورحابتها. ولهذا كان موقف الإسلام من اليأس والقنوط موقفًا حاسمًا كما مر في الآيات السابقة، وأما الأحاديث النبوية فإن النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد المتفائلين في أحلك الظروف وأقسى الأحوال كان يربّي أصحابه رضي الله عنهم على الحذر من اليأس والقنوط وينفّرهم من هذين الخُلقين الذميمين .. سأله رجل فقال يا رسول الله ما الكبائر؟ قال: «الشرك بالله واليأس من روح الله والقنوط من رحمة الله».


وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم: «ثَلاثَةٌ لا تَسْأَلْ عَنْهُمْ: رَجُلٌ يُنَازِعُ اللَّهَ رِدَاءَهُ، فَإِنَّ رِدَاءَهُ الْكِبْرِيَاءُ وَإِزَارَهُ الْعِزَّةُ، وَرَجُلٌ شَكَّ فِي أَمْرِ اللَّهِ، وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ».

وعن حَبَّةَ وَسَوَاءٍ ابْنَيْ خَالِدٍ قالا رضي الله عنهما: دخلنا على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعالج شيئًا فأعناه عليه،فقال :" لا تيأسا من الرزق ما اهتزت رءوسكما، فإن الإنسان تلده أمه أحمر ليس عليه قشر ثم يرزقه الله عز وجل".


أيها الإخوة في الله: كم تطيب الحياة وتسر يوم يشع الفأل والأمل، وكم هي الحياة مبهجة يوم يعيش العبد فيها محسن الظن بخالقه منتظرًا فرج الله ورحمته ونصره وتيسيره ولطفه. لقد كان المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يعجبه الفأل الحسن وكان يقول: «لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل».


الكلمة الحسنة سمة طيبة، لقد عاش صلى الله عليه وسلم حياته كلها متفائلاً لم يعرف اليأس والقنوط إلى قلبه سبيلاً في جميع الأحوال والأهوال التي أحاطت به، يبلغ الأذى وتعذيب الكفار لأصحابه ما يبلغ وهم في خوف وضعف، ثم يبشرهم صلى الله عليه وسلم بقرب الفرج فيقول لهم: «والله ليتمن الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون».

يحيط به الكفار في غار ثور يريدون قتله، ويقفون على رأس الغار ليذبوا الخوف إلى قلب الصديق رضي الله عنه ويقول: يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى موضع قدميه لأبصرنا، فيجيبه الرسول صلى الله عليه وسلم بلغة كلها ثقة بربه وتفاؤل بنصر خالقه وثقة بقرب الفرج من الله: «ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما».

تحيطه الأحزاب بالمدينة من كل جانب ويبلغ الخوف بأصحابه مبلغًا عظيمًا، فيبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتح المدائن ..


إنه التفاؤل الحق المقرون بحسن العمل وبذل المستطاع من الأسباب، ألا فلنشع التفاؤل بيننا ولنطرد اليأس والقنوط من حياتنا، إن أمسكت السماء واشتد الجدب أمّلنا بربنا خيرًا وانتظرنا الفرج منه وقرب رحمته سبحانه وتعالى ..


إذا ضاقت أمور الرزق والمعيشة بأحدنا لم ينقطع رجاءه بالكريم الرزاق أبدًا الذي يرزق الحيتان في قعر البحار والوحوش في القفار والطيور في مهامه الصحراء والوديان والجبال. إذا ساءك خُلق أبنائك وتصرفاتهم تفاءل خيرًا بمن بيديه قلوب العباد يقربها كيف يشاء وألح بالدعاء إليه فإنه سميع قريب مجيب .


إذا اشتد بك المرض وطال بك السقم وتوالت عليك الأوجاع فتذكر نبي الله أيوب عليه السلام وقوله: (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [الأنبياء: 83] فأعقب هذا الدعاء بقوله (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) [الأنبياء: 84].

إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ *** وَضَاْقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ
وأوطنت المكارهُ واستقرت *** وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوْبُ
ولم ترَ لانكشاف الضرِّ وجهاً *** ولا أغنى بحيلته الأريبُ
أتاكَ على قنوطٍ منك غوثُ *** يمنُّ به اللطيفُ المستجيبُ
وكلُّ الحادثاتِ إذا تناهتْ *** فَمَوْصُولٌ بِهَا فَرَجٌ قَرْيَبُ

 


لقد جرت سنة الله عز وجل الذي أن الابتلاء يعقبه التمكين، وأن الصبر يتلوه الفرج والنصر والظفر .. إنهم وإن صالت دولة الباطل وجالت وظلمت واعتدت لكن نهايتها إلى زوال وهزيمة، فدولة الباطل مهما عظمت ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج: 40].

خالد بن سعد الخشلان
ملتقى الخطباء


لا يتوفر وصف للصورة.

{قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر:٥٦]

اليأس ضلالة .. وفيك من الهداية بقدر ثقتك برحمة ربك

تأمل {إلا الضّالون} أولئك الذين يشعرون أن أحوالهم الصعبة لن تتغير !!.. حقاً الذنوب عظيمة ياعزيزي ، وإن تشعر باليأس بعدها فهو أعظم .. لكن كيف تقنط من رحمة الله وأنت تعلم أنه يغفر الذنوب جميعا ؟! .. استغفر وعد إليه واعلم أن الله يفرح بعبده التائب

التفاؤل وحسن الظن بالله يثمر الهداية وانشراح الصدر ..والإنابة إلى الله هي طريق النجاة والسلامه والحق ، وتذكر إن أتيت الله ماشيا أتاك هروله .. فماذا تنتظر ؟!
ابتعد عن مجتمع المخذلين والمقنطين والمتشائمين لكي تستمتع بعبادة انتظار الفرج ... وسيأتيك ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [الزمر: ٧٤]

 

 

إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى هُوَ الْبَاقِي الدَّائِمُ- بَعْدَ فَنَاءِ هَذَا الْخَلْقِ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ الْمُسْتَرِدُّ لِجَمِيعِ الْأَشْيَاءِ- بَعْدَ فَنَاءِ أَهْلِهَا، وَلَمْ يَزَلِ اللَّهُ بَاقِيًا مَالِكًا لِأُصُولِ الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا، يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ، وَيَسْتَخْلِفُ فِيهَا مَنْ أَحَبَّ؛ فَيُورِثُ الْمُؤْمِنِينَ دِيَارَ الْكَافِرِينَ وَمَسَاكِنَهُمْ فِي الدُّنْيَا: ﴿ وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا ﴾[الْأَحْزَابِ: 27]، وَسَيُورِثُ الْمُؤْمِنِينَ مَسَاكِنَهُمْ فِي الْآخِرَةِ: ﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾[الزُّمَرِ: 74].

 

 

 

وَمِمَّا يُسْتَفَادُ مِنْ مَجْمُوعِ هَذِهِ الْآيَاتِ الْمُتَقَدِّمَةِ: 

 

1- أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُورِثُ مَا شَاءَ، لِمَنْ شَاءَ، فِي الْوَقْتِ الَّذِي شَاءَ، بِالصِّفَةِ الَّتِي شَاءَ: قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴾ [الْقَصَصِ: 5]؛ وَ﴿ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾[الْأَعْرَافِ: 128]؛ وَقَالَ تَعَالَى – عَنْ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ لَمَّا عَصَوْا رَبَّهُمْ، وَخَالَفُوا أَمْرَهُ: ﴿ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴾[الدُّخَانِ: 25-28]؛ وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ [الْأَنْبِيَاءِ: 105]؛ ﴿ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ﴾[الْأَعْرَافِ: 138]، فَالْأَرْضُ كُلُّهَا لِلَّهِ، وَالْمُلْكُ كُلُّهُ لِلَّهِ يُورِثُ مِنْهُ مَا شَاءَ، لِمَنْ شَاءَ.

 

 

 

2- أَنْ نُقَدِّرَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ حَقَّ قَدْرِهِ؛ بِمَعْرِفَةِ عَظَمَتِهِ وَقُوَّتِهِ وَقُدْرَتِهِ: فَاللَّهُ تَعَالَى هُوَ مَالِكُ الْمُلْكِ، وَوَارِثُهُ، وَالْمُتَصَرِّفُ فِيهِ، وَمِلْكُ النَّاسِ نَاقِصٌ وَمَحْدُودٌ، وَلَيْسَ لَهُمْ تَصَرُّفٌ كَامِلٌ فِي مِلْكِهِمْ، وَهُوَ مِلْكٌ لَحْظِيٌّ مَآلُهُ إِلَى زَوَالٍ، بَيْنَمَا مِلْكُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ؛ مِلْكٌ شَامِلٌ كَامِلٌ، لَا يَعْتَرِيهِ نَقْصٌ، وَبَاقٍ دَائِمٌ لَا يَعْتَرِيهِ زَوَالٌ، وَهَذَا يُحَتِّمُ عَلَيْنَا اسْتِحْضَارَ عَظَمَتِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى الدَّوَامِ.

 

 

 

3- أَنْ نُنْفِقَ مِمَّا أَوْرَثَنَا اللَّهُ تَعَالَى: وَكَوْنُ الْمُؤْمِنِ مُسْتَخْلَفًا فِيمَا عِنْدَهُ مِنَ الْأَمْوَالِ، وَذَاهِبًا إِلَى رَبِّهِ؛ فَهُوَ مَأْمُورٌ بِالْإِنْفَاقِ مِمَّا وَهَبَهُ اللَّهُ لَهُ- مَعَ أَنَّهُ مِنْ خَالِصِ مُلْكِهِ سُبْحَانَهُ، ثُمَّ وَعَدَهُ بِالْأَجْرِ الْكَبِيرِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ [الْحَدِيدِ: 7]؛ وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾[الْحَدِيدِ: 10].

 

 

 

4- الْمِيرَاثُ الْحَقِيقِيُّ هُوَ الْعِلْمُ النَّافِعُ، وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ، الْمُوَصِّلُ إِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ، وَالْجَنَّةِ: قَالَ تَعَالَى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ... أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾[الْمُؤْمِنُونَ: 1-11]؛ وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ﴾[مَرْيَمَ: 63]؛ وَمِنْ دُعَاءِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ﴿ وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ﴾[الشُّعَرَاءِ: 85]، وَلْنَتَأَمَّلْ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ؛ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ» صَحِيحٌ – رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. وَالْمَعْنَى: أَخَذَ نَصِيبًا تَامًّا لَا حَظَّ أَوْفَرُ مِنْهُ.

 

 

 

5- عَدَمُ الِاغْتِرَارِ بِالدُّنْيَا، وَالْحَذَرُ مِنَ الرُّكُونِ إِلَيْهَا؛ لِأَنَّ مَآلَهَا إِلَى الْفَنَاءِ، وَلَا يَبْقَى إِلَّا مَا قَدَّمَهُ الْعَبْدُ لِنَفْسِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ الْعَبْدُ: مَالِي مَالِي. إِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلَاثٌ: مَا أَكَلَ فَأَفْنَى، أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى، أَوْ أَعْطَى فَاقْتَنَى [أَيِ: ادَّخَرَهُ لِآخِرَتِهِ]، وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلَاثَةٌ: فَيَرْجِعُ اثْنَانِ، وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ، يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ؛ وَيَبْقَى عَمَلُهُ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.

 

 

 

6- أَنْ نَسْتَعِدَّ لِلْمَوْتِ؛ لِأَنَّنَا يَقِينًا سَنَمُوتُ: فَالْوَارِثُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَعْلَنْهَا مُدَوِّيَةً: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴾[مَرْيَمَ: 40]، فَالنَّاسُ يَتَوَارَثُونَ الدُّنْيَا فِيمَا بَيْنَهُمْ؛ قَوْمٌ يَأْتُونَ، وَقَوْمٌ يَرْحَلُونَ، وَمِلْكُهُمْ إِيَّاهَا مِلْكٌ زَائِلٌ، وَعَارِيَةٌ مُسْتَرْجَعَةٌ، وَاللَّهُ تَعَالَى سَيُفْنِيهِمْ جَمِيعًا، وَلَا يَبْقَى إِلَّا اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾[الرَّحْمَنِ: 26-27]، فَالْمَالِكُ عَلَى الْحَقِيقَةِ هُوَ اللَّهُ جَلَّ فِي عُلَاهُ، وَهُوَ الَّذِي يَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا.

 

 

7- أَنْ نَعْلَمَ أَنَّ الْإِرْثَ حَقُّ اللَّهِ: تَوَلَّى اللَّهُ قِسْمَتَهُ بِنَفْسِهِ، وَجَعَلَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ فِيهِ حَقًّا ثَابِتًا، لَا يَنْبَغِي أَنْ يَضِيعَ بِالْمَكْرِ وَالْحِيَلِ، فَإِنَّ الْحِيلَةَ وَإِنْ نَفَعَتْ فِي الدُّنْيَا؛ فَلَنْ تَنْفَعَ صَاحِبَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَنْبَغِي عَلَى الْعَبْدِ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ تَعَالَى فِي حُقُوقِ الْإِرْثِ؛ فَلَا يَظْلِمُ الْوَرَثَةَ شَيْئًا، وَلَا سِيَّمَا الْإِنَاثُ؛ مِنَ الْبَنَاتِ وَالْأَخَوَاتِ.

 

 

 

8- أَنْ نَدْعُوَ اللَّهَ بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى، وَصِفَاتِهِ الْعُلَى، وَمِنْهَا: الْوَارِثُ: كَمَا دَعَا بِهِ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ: ﴿ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ﴾[الْأَنْبِيَاءِ: 89]؛ ﴿ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾[مَرْيَمَ: 5-6]. وَالْإِرْثُ الْمَذْكُورُ هُنَا؛ هُوَ إِرْثُ عِلْمٍ وَنُبُوَّةٍ وَدَعْوَةٍ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، لَا إِرْثَ مَالٍ.

 

 

 

وَكَمَا دَعَا بِهِ سَيِّدُ الْخَلْقِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ مَتِّعْنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي، وَاجْعَلْهُمَا الْوَارِثَ مِنِّي» حَسَنٌ – رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. وَالْمَعْنَى: أَبْقِهِمَا صَحِيحَيْنِ سَلِيمَيْنِ إِلَى أَنْ أَمُوتَ.

 

 

 

9- عَدَمُ الِاغْتِرَارِ بِقُوَّةِ الْبَاطِلِ وَانْتِفَاشِهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَهُ بِالْمِرْصَادِ، وَسَيَأْتِي الْوَقْتُ الَّذِي يُزْهِقُهُ اللَّهُ فِيهِ، وَيُورِثُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ دِيَارَ الْكَافِرِينَ، وَيُمَكِّنُهُمْ فِيهَا، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴾ [الْأَعْرَافِ: 138].

 

 

 

10- التَّعَلُّقُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، وَالتَّوَكُّلُ عَلَيْهِ فِي حِفْظِ مَا يَبْقَى لِلْإِنْسَانِ بَعْدَ مَوْتِهِ؛ مِنْ مَالٍ، وَوَلَدٍ، وَهُوَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ.

 

 

 

11- التَّبَرُّؤُ مِنَ الْحَوَلِ وَالْقُوَّةِ فِي كَسْبِ الْمَالِ، وَالنَّظَرُ إِلَى أَنَّ الْمَالِكَ الْحَقِيقِيَّ هُوَ اللَّهُ تَعَالَى، وَإِنَّمَا وَضَعَهُ اللَّهُ فِي أَيْدِي النَّاسِ لِلِاخْتِبَارِ.

 

 

د. محمود بن أحمد الدوسري
 

image.thumb.png.7245e2c692ee08f90307e4e0d6df33a9.png

 

{وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [الزمر: ٧٤]


ليس هناك نعمة أعظم من دخول الجنة ورؤية الله عز وجل وقد رضي الله عن سكانها أن يقولوا الحمدلله .. رب لاتحرمنا فضلك

{ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ} هناك لا أحد يمنعك أو يتحكم في نزولك ، ورحيلك ، وسفرك تمتع في الجنة كيفما تريد !! اجتهد في الصالحات ياعزيزي فثمة نعيم لايبلى ، وخير لاينقطع، وجنة لاتفنى

{فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} هنيئاً للذين اجتهدوا بطاعة ربهم في زمن قليل فنالوا بذلك خيراً عظيماً لاينقطع.
إنها السعادة الأبدية ، مشاعر فرح ورضا تُنسيك كل هموم الدنيا وتعبها ، موقف يعجز عن كتابته البنان ، وينعقد عن وصفه اللسان .. اللهم اجعلنا جميعا ممن يسعد وينعم بهذه اللحظات .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
{وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا فِى ٱلْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُۥ مَعَهُۥ لَٱفْتَدَوْاْ بِهِۦ مِن سُوٓءِ ٱلْعَذَابِ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۚ وَبَدَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ} [الزمر:٤٧]
 

. إِنَّ أَعْظَمَ مَا يَجِبُ أَنْ يَخْشَاهُ الْعَبْدُ أَنْ يَكُونَ مِمَّنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ [الكهف: 103، 104].

 

 

 

يَقُولُ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ رَحِمَهُ اللهُ: "لَمَّا حَضَرَتِ ابنَ الْمُنْكَدِرِ الْوَفَاةُ جَزِعَ، فَدَعَوْا لَهُ أبَا حَازِمٍ التَّابِعِيِّ، فَجَاءَ فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ: "إنَّ اللهَ يَقُولُ: ﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴾ [الزمر: 47] فَأَخَافُ أَنْ يَبْدُو لِي مِنَ اللهِ مَا لَمْ أَكُنْ أَحْتَسِبُ، فَجَعَلا يَبْكِيانَ جَمِيعاً".

 

 

 

فَمَنْ عَقَّ وَالِدَيْهِ وَنَسِيَ مَا عَمِل،َ فَلا يَظُنَّنَّ أَنَّ اللهَ قَدْ نَسِيَ، ومَنْ دَعَا إِلَى مُنْكَرٍ أَوْ أَنْكَرَ مَعْرُوفًا وَنَسِيَ مَا عَمِلَ، فَلا يَظُنَّنَّ أَنَّ اللهَ قَدْ نَسِيَ، ومَنْ ظَلَمَ أُخْتَهُ أَوْ أَخَاهُ وَنَسِيَ مَا عَمِلَ، فَلا يَظُنَّنَّ أَنَّ اللهَ قَدْ نَسِيَ، ومَنْ ظَلَمَ وَتَجَبَّرَ وَتَكَبَّرَ وَنَسِيَ مَا عَمِلَ، فَلا يَظُنَّنَّ أَنَّ اللهَ قَدْ نَسِيَ، بَلْ كُلُّ ذَلكَ مَسْطُورٌ وَمَكْتُوبٌ ﴿ هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الجاثية: 29]، ﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49].

 

 

 

كَمْ.. وكَمْ مِنْ مَوْقِفِ خِزْيٍ عِندَ المَوْتِ سَيَبْدُوا لِكَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ، وَكَمْ مِنْ مَوْقِفِ خِزْيٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمْ يَخْطُرْ لِصَاحِبِهِ عَلَى بَالٍ، يَوْمَ يُقَالُ لَهُ: ﴿ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ [ق: 22].

 

 

 

 

 مِنْ أَسْبَابِ نِسْيَانِ الذَّنْبِ عَدَمَ مُحَاسَبَةِ النَّفْسِ، وَاسْتِصْغَارَ الْمَعَاصِي وَالذُّنُوبِ، وَعَدَمَ الْمُبَالاَةِ بِالْخَطَايَا وَالْآثَامِ، وَالتَّظَاهُرَ أَمَامَ النَّاسِ بِعَمَلٍ صَالِحٍ مَعَ هَتْكِ حُرُمَاتِ اللهِ فِي السِّرِّ، وَعَلَى هَذَا فَلَيْسَ عَجَبًا أَنْ يَأْتِيَ قَوْمٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ عَظِيمَةٍ فَيَجْعَلُهَا اللهُ هَبَاءً مَنْثُورًا؛ جَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أن النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيْضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا"، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: "أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا" رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ.

 

 

لا يتوفر وصف للصورة.

 

{وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا فِى ٱلْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُۥ مَعَهُۥ لَٱفْتَدَوْاْ بِهِۦ مِن سُوٓءِ ٱلْعَذَابِ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۚ وَبَدَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ} [الزمر:٤٧]

قد يعمل الإنسان عملا يظنه لله وهو يفعله للناس، فالإخلاص عزيز قال سفيان: ويلٌ لأهل الرياء من هذه الآية (وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون)” / عبد العزيز الطريفي

قد يعمل الإنسان عملا يظنه لله وهو يفعله للناس، فالإخلاص عزيز قال سفيان: ويلٌ لأهل الرياء من هذه الآية(وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون)” / عبد العزيز الطريفي


حينما تتبدد الأوهام ويُنصب ميزان العدل ، قد ترى جبالا من الحسنات تعود هباء ، وذرة من الخير تعود جبالاً !!
لقد عملوا أعمالا وتوهموا أنها حسنات !! فإذا هي سيئات .. نعوذ بالله من الخذلان

عند هذه الآية تتقطع القلوب الوجلة المشفقة ، فاحذر الرياء ، وتيقن من سلامة منهجك وإخلاص قلبك قبل أن تفاجأ غدا بأن ماكنت تحسبه حسناً وصواباً ليس إلا ضلالاً
اللهم بدّل سيئاتنا حسنات وأجرنا من هول ماسنلقى إن لم تغفر لنا .. نستغفرك ربنا ونتوب إليك

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} (فصلت:٣٠)

 

لا يَسْتَقيمُ إِيمانُ عبدٍ حتَّى يَستَقيمَ قلبُه، ولا يَسْتَقيمُ قلبُه حتَّى يَستَقيمَ لسانُه، ولا يدخُلُ الجنَّةَ رجُلٌ لا يَأْمَنُ جارُه بَوائِقَه
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
 
فهاذان أساسان للاستقامة لا بد منهما:
استقامة القلب، واستقامة اللسان.
 
أما استقامة القلب: فالمراد بها تخليته وتحليته، تخليته وتطهيره من الرذائل، من الشرك والإلحاد والرياء والسمعة والنفاق والسخط والحسد، و البغضاء؛ وتحليته وملؤه بالفضائل، بالإيمان والأمل والإخلاص والصدق، ومقامات اليقين: خوف رجا شكر وصبر توبة زهد توكل رضا محبة.
 
وإذا استقام القلب على هذه الحال تبعته الجوارح كلها في الاستقامة، كما قال عليه الصلاة والسلام: "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب"،

الأمر الثاني: استقامة اللسان، وذلك بصيانته وحفظه عن كل أمر يسخط الله، وشغله بكل قول سديد، ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا﴾.وإذا استقام اللسان تبعته الجوارح في الاستقامة، ولهذا صح في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تذكر اللسان، فتقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك، فإذا استقمت استقمنا، وإذا اعوججت اعوججنا".
 
إليكم الآن جزاء الاستقامة :
 
يقول سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ.
 
أي هؤلاء المستقيمين، الذين التزموا الطّريق المستقيم ملازمةً دائمة؛: لهم يوم القيامة ثمانية أشياء:
1- تتنزل عليهم الملائكة بالبشارات.
2- تثبتهم (ألا تخافوا).
3- تطمئنهم (ولا تحزنوا).
4- تفرحهم (وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون).
5- تصارحهم (نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة).
6- تكشف لهم النعم (لكم فيها ما تشتهي أنفسكم).
7- تبين لهم النعيم (ولكم فيها ما توعدون).
8- تعرفهم فضل الله تعالى عليهم (نزلا من غفور رحيم).
ويقول العلماء: هذه البشارات من الملائكة تكون في أحرج الأوقات وأصعب الأزمات.وهي :ساعة سكرات الموت، ساعة خروج الروح وفي القبر، ويوم الحشر.
اللهم : اجعلنا من المستقيمين ، وارزقنا هذه البشارات، وأرض عنا يا رب العالمين..آمين
 
ملتقى الخطباء
 
لا يتوفر وصف للصورة.
 
 
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} (فصلت:٣٠)
 
الذين قالوا ربنا الله كثير ولكن أهل الاستقامة قليل .. اللهم ارزقنا الاستقامة

{وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} الجنة التي كنت تُوعد كنت تقرأ وصفها في القرآن وكنت تسألها الله في السجود وكنت تشتاق إليها .. هي لك الآن !!
البشرى بالجنة تكون في ثلاث مواطن : عند سكرات الموت ، وفي القبر ، وعند البعث .. وما أجملها من بشاره!!!

إذا قسى القلب وجفاك الدمع الزم طاعة ربك ، فلك أمنية تسعى إليها ياعزيزي وكلمات سيقفز قلبك فرحا بها تجعلك لاتخاف من الموت وتنتظر البشرى بفضل الله .. فالمؤمن المستقيم يموت مطمئنا لاخوف من مستقبل ولا حزن على ماض ، وهنيئا لمن يتولاه الله

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [فصلت : ١٧]
مثال صارخ لكل من علم الحق يقينا ففضل عليه الضلال واختار سبيل العداء السافر لله ورسله وكتبه والمؤمنين به. رأوا الناقة بأعينهم تخرج لهم من صخرة صماء , وعاشت بينهم ترعى وتدر عليهم ما يكفيهم من اللبن فضلاً من الله عليهم ونعمة , فما شكروا النعمة وما وقروا المنعم , وآثروا الكفر والإعراض , فاستحقوا العقوبة وأعمهم العذاب , ونجى الله رسوله والمؤمنين.

رابط المادة: http://iswy.co/e277ej

{ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ .. } [فصلت: 17] الهُدَى هو الدلالة على طريق الخير الموصِّل إلى غاية خير، نقول دلَّه على الطريق، وحين تدل الناس منهم مَنْ يستمع لك ويطيعك، ومنهم مَنْ لا يستمع إليك، فالأول تزيده هداية وإرشاداً حتى يصل إلى غايته، والآخر تتخلى عنه.
لذلك قال تعالى: { { وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ } [محمد: 17] أي: اهتدوا لطريق الدلالة. زادهم هدىً. أي: بالمعونة والتوفيق للعمل الصالح وكراهية عمل الشر، إذن: هناك هداية للدلالة، وهداية للتوفيق والمعونة. وهل تعين إلا مَنْ أطاعك وآمن بك؟

 

وسبق أنْ ضربنا لذلك مثلاً برجل المرور الذي يقف على مفترق الطرق، وتحتاج إلى أن تسأله عن الطريق الذي تقصده، يقول لك: الطريق من هنا، فإن شكرته على صنيعه وتوجهتَ إلى الطريق الذي دلَّك عليه زادك إرشاداً وبيَّن لك ما في الطريق من عقبات أو مصاعب. وربما صحبك حتى تمرَّ من هذه الصعاب.
فأنت سألته فدلَّكَ فاتبعْتَ دلالته وشكرته فقال: أنت أهلٌ لمعونتي وإرشادي، أما إنْ خالفتَ رأيه وسِرْتَ في طريق آخر غير طريق دلالته فلا بُدَّ أنْ يتخلى عنك، وأنْ يدعك وشأنك.

 

كذلك الحق سبحانه وتعالى يدل الجميع على طريق الخير، كل الخلق دلَّهم الله، فمَنْ أطاع في هداية الدلالة كان أهلاً للزيادة، وأهلاً لهداية المعونة والتوفيق، ومَنْ عصى وخالف في هداية الدلالة لم يكُنْ أهلاً لهداية المعونة.
 

كذلك كان شأن ثمود { فَهَدَيْنَاهُمْ .. } [فصلت: 17] هداية دلالة { فَٱسْتَحَبُّواْ ٱلْعَمَىٰ عَلَى ٱلْهُدَىٰ .. } [فصلت: 17] أي: استحبُّوا العمى عن فعل الخير، لأنهم ارتاحوا للمخالفة وأرادوا الخروج من قيود التكاليف الشرعية، وإلا لماذا عبدوا الأصنام وهم يعلمون ما هي، وصنعوها بأيديهم؟
عبدوها لأن في عبادتها إرضاءً للنفس بأنْ يكون لها إله تعبده، وما أجملَ أنْ يكون هذا الإله بلا تكاليف وبلا منهج بافعل ولا تفعل، إذن: مشقة تكاليف الطاعة وحلاوة إتيان المعصية تأتي من التكليف، فإن وُجدَ إله بلا تكاليف مالتْ إليه النفس وأحبته، لأن ذلك يُرضِي غريزة الفطرة الإيمانية في الإنسان، وهو أن كلَّ إنسان آمن بالعهدة الأول في مرحلة الذر { { أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ .. } [الأعراف: 172].

 

إذن: فبضعة الإيمان في كل إنسان موجودة فيه من عهد الذر، ولكن يختلف الناسُ في قبول التكاليف والمنهج، فمن الناس مَنْ يرى في المنهج قيْداً لشهواته، فلا يرتاح إليه ويسعى إلى التديّن الخالي من التكليف كهؤلاء الذين استحبوا العمى على الهدى، ومن الناس مَنْ يحب الهداية والطاعة ويرتاح إلى المنهج ويأنس به.

تفسير الشيخ الشعراوى

مثال صارخ لكل من علم الحق يقينا ففضل عليه الضلال واختار سبيل العداء السافر لله ورسله وكتبه والمؤمنين به. رأوا الناقة بأعينهم تخرج لهم من صخرة صماء , وعاشت بينهم ترعى وتدر عليهم ما يكفيهم من اللبن فضلاً من الله عليهم ونعمة , فما شكروا النعمة وما وقروا المنعم , وآثروا الكفر والإعراض , فاستحقوا العقوبة وأعمهم العذاب , ونجى الله رسوله والمؤمنين. قال تعالى:

 
 
لا يتوفر وصف للصورة.
 
 
{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [فصلت : ١٧]

مثال صارخ لكل من علم الحق يقينا ففضل عليه الضلال واختار سبيل العداء السافر لله ورسله وكتبه والمؤمنين به. رأوا الناقة بأعينهم تخرج لهم من صخرة صماء , وعاشت بينهم ترعى وتدر عليهم ما يكفيهم من اللبن فضلاً من الله عليهم ونعمة , فما شكروا النعمة وما وقروا المنعم , وآثروا الكفر والإعراض , فاستحقوا العقوبة وأعمهم العذاب , ونجى الله رسوله والمؤمنين.

 
عجباً لمن يتحبب الله إليهم بإحسانه وهم يختارون غضبه كقوم ثمود !!

ما كل مجتمع حاد عن الحق يكون سبب حيدته جهله ، فإن بعض المجتمعات تتعمد الحيدة حباً بالباطل و هروباً من لوازم الحق مهما كان واضحاً لها !!
:
قوم يونس رفضوا الهداية واختاروا الضلالة بالرغم من كل النّعم التي أكرمهم الله بها ، حتى أنهم ملّوا النّعم ، وعندما حرمهم الله منها وتذوّقوا العذاب آمنوا والتزموا التّضرع لله والدّعاء ، فرفع الله عنهم العذاب ، فكيف يفعل الدّعاء بالخير الذي ينتظر النّزول؟! لندعو جميعاً : اللهم إنا نسألك الهدى والتّقى والعفاف والغنى ورضاك والجنّة .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: ١١]

من الآيات الكونية التي تضمنت إعجازات علمية الآيتان التاليتان: قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين * فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم} (فصلت).

هاتان الآيتان الكريمتان تضمنتا ثلاثة إعجازات علمية، نذكرها على وجه الإجمال، ثم نفصل القول فيها بعض التفصيل:

الإعجاز الأول: أن الكون كان في بداية نشأته مليئاً بالغاز، وهذا مستفاد من قوله عز وجل: {وهي دخان}.

الإعجاز الثاني: أن الكون (السماء والأرض) وقع منه كلام حقيقي، وهذا مستفاد من قوله سبحانه: {قالتا أتينا طائعين}.

الإعجاز الثالث: أن السماء زٌينت {بمصابيح} مضيئة في مرحلة تالية لمرحلة الغاز، وهذا صريح قوله تبارك وتعالى: {وزينا السماء الدنيا بمصابيح}.

وهي دخان

تحدثت الآية الكريمة الأولى عن مرحلة مبكرة من عمر الكون في بدء الخلق، عندما كان الغاز الحار يملأ الكون، وهذا ما نجده في قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان} فقد أثبتت الدراسات العلمية والبحوث الفلكية أن الكون كان ممتلئاً بالغاز الحار جداً، بالإضافة إلى الغبار الكوني، وكان هذا الغاز يشبه الغيوم. وقد استطاع العلماء رؤية غيوم من الغاز حول أحد النجوم البعيدة جداً على حافة الكون المرئي، وأكدوا أن النجوم تتشكل من غيوم الغاز هذه. إن القرآن اختصر كل هذه المصطلحات (غيوم من الغاز، غاز حار، غبار، ذرات...) اختصرها في كلمة جامعة ومعبرة وهي {دخان} وهذه الكلمة تدل على الغاز، وكذلك تدل على الحرارة، وأيضاً فيها إشارة إلى ما يشبه الغيوم. فالكلمة عبرت تعبيراً دقيقاً عن حقيقة تلك المرحلة من عمر الكون، واختصرت الجمل الكثيرة التي يطلقها العلماء للتعبير عن تلك المرحلة بكلمة واحدة فقط.

قالتا أتينا طائعين

أظهرت الدراسات العلمية، والأبحاث الفلكية أن الكون عندما كان في مراحله الأولى، أي في مرحلة الغاز، والغبار والحرارة العالية، أصدر موجات صوتية. وقد ساعد على انتشار هذه الأمواج وجودَ الغاز الكثيف الذي كان يملأ الكون، والذي عمل كوسط مناسب لانتشار هذه الأصوات. والمتأمل في القوانين الرياضية التي أودعها الله تعالى في الدخان أو الغاز، يجد ومن خلال ما يسمى بهندسة ميكانيك السوائل، أن أي غاز عندما يتمدد ويكبر حجمه يصدر عن هذا التمدد موجات صوتية؛ وذلك بسبب التغير في كثافة الغاز وحركة جزيئاته واحتكاكها ببعض مما يولد هذه الأمواج الصوتية. وقد أمكن تحديد مواصفات هذه الأمواج الصوتية، واتضح بأنها هادئة ومطيعة، تشبه حفيف الشجر. حتى إن بعض العلماء قد رسموا خطاً بيانيًّا، يمثل هذه الذبذبات الكونية، وأوضح المخطط البياني، أن الذبذبات كانت غير عنيفة، بل أشبه بالفحيح.

والآية تتحدث بوضوح شديد عن كلام للكون، وهو في مرحلة الدخان، وتخبرنا عن قول (السماء) في ذلك الوقت وطاعتها لخالقها، وقد يستغرب البعض من هذا الأمر، فكيف تتكلم السماء؟ غير أن الأبحاث العلمية أثبتت إمكانية إصدار الأمواج الصوتية من الكون في مرحلة الدخان أو الغاز. وأثبتت الدراسات الفلكية بأن الكون في مرحلة الغاز الحار والغبار أصدر موجات صوتية نتيجة تمدده. وأكد العلماء أن صوت الكون كان هادئاً، وشبهوه بصوت الطفل الرضيع، وبصوت حفيف الأشجار، وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة عندما قالت: {أتينا طائعين}.

وقد ذكر كثير من المفسرين أن كلام (السماء والأرض) في الآية مدار الحديث هو كلام حقيقي. فهذا الإمام القرطبي عند تفسيره لقوله تعالى: {قالتا أتينا طائعين} يقول: "وقال أكثر أهل العلم: بل خلق الله فيهما الكلام، فتكلمتا كما أراد تعالى"، فالآية تتحدث بوضوح شديد عن كلام للكون، وهو في مرحلة الدخان.

وزينا السماء الدنيا بمصابيح

إن المرحلة الثانية من مراحل نشأة الكون بعد مرحلة الغاز أو الدخان، هي مرحلة النجوم، هذا ما أثبته العلماء، وأضحى عندهم يقيناً لا شك فيه. والقرآن قد سبق وقرر بأن السماء أو الكون كان دخاناً، ثم زيَّن الله السماء بالنجوم، وسماها المصابيح.

ونحن نعلم من خلال معاجم اللغة العربية، بأن (المصباح) يستخدم لإضاءة الطريق، ونعلم بأن ضوء هذه النجــوم لا يكاد يُرى، فكيف سمى القرآن هذه النجوم بالمصابيح، وماذا تضيء هذه المصابيح؟

لقد التقط العلماء صوراً للنجوم شديدة اللمعان، وأدركوا أن هذه النجوم الأقدم في الكون تضيء الطريق الذي يصل بيننا وبينها، وبواسطتها استطاع العلماء دراسة ما حولها، واستفادوا من إضاءتها الهائلة، والتي تبلغ ألف شمس كشمسنا! لذلك أطلقوا عليها اسماً جديداً وغريباً وهو (المصابيح الكاشفة) (flashlights)؛ ففي مقال بعنوان (متى تشكلت الأبنية الكونية الأولى) جاء فيه: "إن النجوم اللامعة تنير كل المادة على طول الطريق الواصل إلينا؛ فالنجوم تعمل مثل (مصابيح كاشفة) بعيدة، تكشف خصائص الكون المبكر". فالعلماء عندما يتحدثون عن هذه النجوم المبكرة البراقة يشبهونها بالمصابيح. والله سبحانه عندما تحدث عن النجوم التي تزين السماء، قال: {وزينا السماء الدنيا بمصابيح}.

والإعجاز هنا يتجلى في جانبين اثنين:

الأول: يتمثل في السبق العلمي للقرآن في تسمية هذه النجوم بالمصابيح، بما يتطابق تماماً مع ما يراه العلماء اليوم.

الثاني: يتمثل في أن القرآن حدد المرحلة الزمنية التي تشكلت فيها هذه النجوم، وهي المرحلة التالية لمرحلة الدخان.

وهكذا، فإن جميع العلماء يؤكدون أن المرحلة التالية للدخان، هي مرحلة تشكل المصابيح، أو النجوم شديدة اللمعان. وهذا ما أخبرنا به القرآن عندما تحدث عن الدخان أولاً {وهي دخان}. ثم تحدث في الآية التالية مباشرة عن النجوم اللامعة: {وزينا السماء الدنيا بمصابيح}، فهل جاء هذا الترتيب بالمصادفة، أم هو بتقدير الله سبحانه؟ وختام الآية يجيب: {ذلك تقدير العزيز العليم} فلا مكان للمصادفة، ولا يد لأحد في هذا الترتيب والتنسيق.

ثم إن السؤال الوارد هنا: ما معنى هذا التطابق والتوافق بين ما يكشفه العلماء في القرن الحادي والعشرين وبين كتاب أُنزل قبل أربعة عشر قرناً؟ وما معنى أن يسمي العلماء الأشياء التي يكتشفونها تسميات هي ذاتها في القرآن، وهم لم يقرؤوا القرآن؟

إن هذا يعني شيئاً واحداً، وهو أن المنكرين لكتاب الله وكلامه، مهما بحثوا، ومهما تطوروا، ومهما اكتشفوا، فسوف يعودون في نهاية المطاف إلى هذا القرآن، وسوف يرجعون إلى خالقهم ورازقهم، الذي سخر لهم هذه الأجهزة ليتعرفوا على خلق الله تعالى، ويقفوا على آياته ومعجزاته، والذي تعهد في كتابه بأنه سيُريهم آياته في الآفاق وفي أنفسهم، حتى يستيقنوا بأن هذا القرآن هو كلام الله الحق.

أخيراً، فلو تأملنا النص القرآني لوجدنا بأن الخطاب فيه موجه للكفار الذين لا يؤمنون بالخالق تبارك وتعالى: {قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين} (فصلت:9) ففي الآية إشارة إلى أن هؤلاء الملحدين هم من سيكتشف هذه الحقائق الكونية، وهم من سيراها، وهذا سبق علمي للقرآن في تحديد من سيرى هذه الحقائق، لذلك وجَّه الخطاب لهم. وفي اكتشافات الغرب لهذه الحقائق، وحديث القرآن عنها بدقة، وخطاب القرآن لهؤلاء الملحدين، في كل ذلك أكبر دليل على صدق كتاب الله تعالى، وأنه كتاب صدق وحق. ولو كان هذا القرآن من تأليف النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لنسب هذه الاكتشافات لنفسه، لماذا ينسبها لأعدائه من الملحدين ويخاطبهم بها؟

* مادة المقال مستفادة بتصرف من موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

 

اسلام ويب

لا يتوفر وصف للصورة.
 
{ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: ١١]
 
جمادات استجابت لخالقها فوراً ودون تردد ، فأين استجابتنا نحن لربنا ؟!!!

{.....فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} هل لاحظت سرعة الاستجابة بالطاعة؟.. بعضنا يخضع لله كرهاً و يؤخر !!.. فليتنا نخضع طوعاً ، ليتنا نلبي تلبية الأرض والسماء في رضى وفرح باللقاء .

الكون الواسع كله خاضعٌ لعظمة الله ، يسير بنظام دقيق فرضه الله لايشذ عنه أبداً ، ونحن كيف هي استجابتنا لأوامر الله تعالى؟؟.. كم مرة أجّلنا وأخّرنا الاستجابة؟ نأتي طوعاً ، وأحياناً نأتي كرهاً ولا نشعر بالتقصير !!..
لاتدع الجمادات تكون أفضل منك .
 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29]
 

الوقفة الأولى:

 

في دلالة الآية في النهي عن قتل الإنسان نفسه؛ لأن ذلك من أكبر الكبائر، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: « منْ قتَل نفسَه بشيءٍ عُذِّب به في نارِ جهنَّم »؛ رواه البخاري ومسلم.

 

• ويشمل ذلك كل ما يؤدي إلى هلاك النفس فلا يجوز أن يعرض الإنسان نفسه للهلاك والتلف بأي وسيلة كانت.

 

قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره على هذه الآية: ( ولا يقتل الإنسان نفسه، ويدخل في ذلك الإلقاءُ بالنفس إلى التهلكة، وفعلُ الأخطار المفضية إلى التلف والهلاك ). انتهى

 

 

 

الوقفة الثانية:

 

في دلالة الآية في النهي عن قتل الإنسان غيره بغير حق، وأن أنفس المسلمين كنفس واحدة، وأن ذلك من أعظم الذنوب والجرائم عند الله تعالى.

 

قال الإمام البغوي في تفسيره على هذه الآية: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾. يَعْنِي: إِخْوَانَكُمْ، أَيْ: لَا يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا. انتهى

 

قال عليه الصلاة والسلام: « اجتنبوا السبع الموبقات - وذكر منها -: وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق »؛ رواه البخاري ومسلم.

 

الموبقات: أي المهلكات.

 

وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93]، وهذا من أعظم الوعيد فيمن يقتل مؤمنًا.

 

وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ﴾ [الإسراء: 33].

 

قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره على هذه الآية: (وهذا شامل لكل نفس حرَّم الله قتلها من صغير وكبير وذكر وأنثى وحر وعبد ومسلم وكافر له عهد. ﴿ إِلَّا بِالْحَقِّ ﴾ كالنفس بالنفس، والزاني المحصن، والتارك لدينه المفارق للجماعة، والباغي في حال بغيه إذا لم يندفع إلا بالقتل).

 

 

 

الوقفة الثالثة:

 

في دلالة الآية على إثبات صفة الرحمة لله عز وجل، ومن رحمته بعباده أنه نهاهم عن قتل أنفسهم وعن قتل غيرهم، لذلك ختم الآية بقوله: ﴿ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾.

 

قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره على هذه الآية: وأما قوله جل ثناؤه: "إن الله كان بكم رحيمًا"، فإنه يعني: أن الله تبارك وتعالى لم يزل رحيمًا بخلقه، ومن رحمته بكم كفُّ بعضكم عن قتل بعض، أيها المؤمنون، بتحريم دماء بعضكم على بعض إلا بحقها. انتهى

 

ومن هذا المعنى حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه: قال: (احتلمت في ليلة باردة في غزاة ذات السلاسل فأشفقت أن أغتسل فأهلك فتيممت ثم صليت بأصحابي فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: « يا عمرو صليتُ بأصحابك، وأنت جنب؟ » فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال فقال: وقلت: إني سمعت الله يقول: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئًا؛ رواه أبو داود، وصححه الألباني.

 

 

 

الوقفة الرابعة:

 

ومن معاني قتل النفس إهلاكها بالمعاصي والسيئات، فلا بد للعبد أن يرفق بنفسه ويرحمها وينقذها من النار، ويتقي الله فيها حتى تدخل الجنة.

 

قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره على هذه الآية وقوله: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾؛ أي: بارتكاب محارم الله وتعاطي معاصيه وأكل أموالكم بينكم بالباطل ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾؛ أي: فيما أمركم به، ونهاكم عنه.

 

 

 

الوقفة الخامسة:

 

أمثلة من فتاوى العلماء على هذه القاعدة:

 

• جاء في فتاوى اللجنة الدائمة:

 

س: لعبة الملاكمة، وهي لعبة تعتمد على أن يضرب كل من المتلاكمين وجه أخيه، وكثيرًا ما يحدث إغماء من أثر الضرب في الوجه؟

 

ج: أما الملاكمة نفسها فلا تجوز؛ لما يترتب عليها من الخطر العظيم على اللاعبين أو أحدهما، والله يقول سبحانه: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾، ويقول سبحانه: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم: « لا ضرر ولا ضرار »؛ فتاوى اللجنة الدائمة (15 / 200).

 

عبد العزيز بن عبد الله بن باز، عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي.

 

 

 

• وجاء في "فتاوى نور على الدرب" للعلامة ابن عثيمين (٢/٢٠).

 

يسأل عن الإضراب عن الطعام يقول كثيرًا ما نسمع في الإذاعات ونقرأ في الصحف أناسًا يضربون عن الطعام احتجاجًا على بعض الأحكام وهؤلاء غالبًا ما يكونون من المسجونين فما حكم من توفي وهو مضرب عن الطعام؟

 

ج: فأجاب رحمه الله تعالى: حكم من توفي وهو مضرب عن الطعام أنه قاتل نفسه وفاعل ما نهي عنه فإن الله سبحانه وتعالي يقول: ﴿ وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ ومن المعلوم أن من امتنع عن الطعام والشراب لا بد أن يموت وعلى هذا فيكون قاتلًا لنفسه ولا يحل لإنسان أن يضرب عن الطعام والشراب لمدة يموت فيها أما إذا أضرب عن ذلك لمدة لا يموت فيها وكان هذا السبب الوحيد لخلاص نفسه من الظلم أو لاسترداد حقه فإنه لا بأس به إذا كان في بلد يكون فيه هذا العمل للتخلص من الظلم أو لحصول حقه فإنه لا بأس به، أما أن يصل إلى حد الموت فهذا لا يجوز بكل حال.

 

 

 

• وجاء في فتاوى ورسائل العلامة ابن عثيمين: (20 / 237):

 

الحال الثالثة: أن يضره الصوم فيجب عليه الفطر ولا يجوز له الصوم، لقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: ٢٩]...".

 

• وجاء أيضا في فتاواه: (13 / 300) والدخان حرام، والدليل قوله تعالى: ﴿ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُم... ﴾".

 

يزن الغانم

 
لا يتوفر وصف للصورة.
 
{...........وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء:٢٩]
 
بلغت رحمة الله بالعبد أن نهاه عن قتل نفسه رحمة به فلا يؤذي نفسه .

لاتقتلوا أنفسكم بالإحباط والتشاؤم في حياتكم ، ولا تنحروها بالغلو في الندم وزيادة القلق ، تلطف بنفسك وارفق بها ، لك ربٌ لطيفٌ رؤوفٌ يحب ذلك فأطعه .

{وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ} لاتجعلوها تغفل عن ذكر الله ، فمن أغفل نفسه عن ذكر الله فقد قتلها

 
{إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} يدبر الله أمرك برحمته بك في ثنايا كل أمورك ، عطفه يشملك حتى حين تتوه نفسك في أروقة الحزن ، يمهد لك طريقاً للسعادة فيحيطك برعايته وحمايته

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
 
{بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة:٨١]
 

قال الحسن والسدي : السيئة : الكبيرة من الكبائر ،وعن مجاهد : ( وأحاطت به خطيئته ) قال : بقلبه . 

وقال أبو هريرة ، والحسن : ( وأحاطت به خطيئته ) قالوا : أحاط به شركه .

وقال الأعمش : ( وأحاطت به خطيئته ) قال : الذي يموت على خطايا من قبل أن يتوب .

وقال مجاهد : ( وأحاطت به خطيئته ) الكبيرة الموجبة .

وفي تفسير البغوي “معالم التنزيل”: قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هو الشِّرْكُ يَمُوتُ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: السَّيِّئَةُ الْكَبِيرَةُ وَالْإِحَاطَةُ بِهِ أَنْ يُصِرَّ عَلَيْهَا فَيَمُوتُ غَيْرَ تَائِبٍ،

وقال الواحدي رحمه الله في تفسيره «الوسيط» : المؤمنون لا يدخلون في حكم هذه الآية؛ لأن الله تعالى أوعد بالخلود في النار من أحاطت به خطيئته، وتقدمت منه سيّئة وهي الشرك، والمؤمن وإن عمل الكبائر لم يوجد منه الشرك،

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: هِيَ الذُّنُوبُ تُحِيطُ بالقلب كلما عمل ذَنْبًا ارْتَفَعَتْ حَتَّى تَغْشَى الْقَلْبَ، وهي الرين،

وفي الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ بلى ﴾ أُعذِّب ﴿ مَنْ كسب سيئة ﴾ وهي الشِّرك ، ﴿ وأحاطت به خطيئته ﴾ : سدَّت عليه مسالك النَّجاة وهو أّنْ يموت على الشِّرك ﴿ فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ﴾ الذين يُخلَّدون في النَّار.

وفي التفسير الميسر : ( فحُكْمُ الله ثابت: أن من ارتكب الآثام حتى جَرَّته إلى الكفر، واستولت عليه ذنوبه مِن جميع جوانبه وهذا لا يكون إلا فيمن أشرك بالله، فالمشركون والكفار هم الذين يلازمون نار جهنم ملازمة دائمةً لا تنقطع.

وهكذا يتبين لنا أن علماء التأويل والتفسير مختلفون في معنى الآية

 

شؤم المعصية

إن المعاصي لها آثارٌ وخيمة وشؤم، فهي تزيل النعم وتحل النقم، قال علي بن أبي طالب : (ما نزل بلاءٌ إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة)، وقال الله سبحانه وتعالى : (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) [الشورى:30]، وقال الله تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) [الأنفال:53]. ويقول سبحانه: ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)  [النحل:112]، ويقول سبحانه: ( فَبِظُلْمٍ مِنْ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ)  [النساء:160]،

وروى أحمد عن ثوبان قال: قال رسول الله : « إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ وَلاَ يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ وَلاَ يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلاَّ الْبِرُّ » ، 

 

 ومن شؤم المعصية أنها تمنع القطر وتسلِّط السلطان، وغير ذلك ، ففي سنن ابن ماجة (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ :« يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا. وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤُنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ. وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ. وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ». وقال مجاهد في قوله تعالى: (وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ) [البقرة:159]، قال: “دواب الأرض تلعنهم، يقولون: يُمنع عنّا القطر بخطاياهم “، وشؤم المعصية هذا بلغ حتى البر والبحر، كما قال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم:41].

 

الشيخ حامد ابراهيم

 
 
لا يتوفر وصف للصورة.
 
{بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة:٨١]
 
هو الذي يموت على خطاياه من قبل أن يتوب .. يالخسارته

إذا حقّر المرء الذنوب هان عليه ارتكابها حتى تسقط رهبتها من عينه ثم تحيط به فتهلكه . أغبن الناس من سجن نفسه بخطاياه .

{وأحاطت به خطيئته} هناك ذنوب لديها خاصّية تدمير جميع زوايا حياتك ، تعبث بممتلكات نفسك ، تشعل حرائقها في غرف روحك الداخليه ... لقد طوقتك في الدنيا وهاهي تكتنفك في الآخرة تلك هي خطيئاتك .. تخلّص منها قبل أن تقضي عليك

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
 

{قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}

 

هو خيرٌ مني وأَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ !

 

(هو خيرٌ مني ) يقولها بعض الناس عندما يُسأل عن غيره أو عندما يذكر غيره أمامه، وذلك بدوافع نفسية تحكي عن شخصية عظيمة تقية نقية من الغل والحسد

قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه كلمة في معناها في خطبته يوم ولي الخلافة حيث قال ( أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم ).بل هو والله خيرهم.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه كلمة في معناها فقال : (أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا )يعني بلال بن رباح رضي الله عنهم أجمعين.

 

أما قول : (أنا خيرٌ منه ) فأول من قالها فيما أعلم إبليس عندما أمره الله أن يسجد لأدم عليه السلام فقال : (أنا خيرٌ منه خلقتني من نار وخلقته من طين ). فكان عاقبة قوله والعياذ بالله الخلود الدائم في عذاب السعير نسأل الله السلامة والعافية .
وقد أخبر الله عن قوم نوح أنهم قالوا كلمة في معناها لنوحٍ فقال تعالى : (قالوا
أنؤمن لك واتبعك الأرذلون). و أخبر الله عن صاحب الجنة أنه قال كلمة في معناها فقال تعالى: (وكان له ثمرٌ فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً ).
ويكفي في قبح هذه الكلمة أن أول من قالها إبليس ؛ ومن قبحها أيضاً أنها عنوان على الغرور والإعجاب بالنفس

 

مصلح بن زويد العتيبي

 

لا يتوفر وصف للصورة.
 
 
{قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}

(أنا خيرٌ منه) لاتقال إلا حينما تسيء الظن بالآخرين ..

هي كلمة إبليس التي بسببها هلك ، يكررها البعض في نفسه كل يوم ...
حتى إبليس يرى أنه من الأخيار !!.. وأول ذنب عصى به الله كان سببه الكِبر ، وأول حجة له قياس فاسد .
(خلقتني من نار وخلقته من طين) افتخر إبليس بما ليس من اختياره ولا فعله!

كل فرع له اقتباس من أصله ، فالشيطان خُلق من نار وطبع على الغضب وأقسم ( لأغوينهم أجمعين) سيقف الشيطان أمامنا باستمرار للإيقاع بنا في النار فالحذر الحذر والثبات الثبات على الدين الحق يرحمكم ويرحمنا الله

 

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×