اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها


{وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ○ قَالَ فَعَلْتُهَآ إِذًا وَأَنَا۠ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ} (الشعراء: ١٩-٢٠)

( وفعلت فعلتك التي فعلت ) يعني : قتل القبطي ( وأنت من الكافرين ) قال الحسن والسدي : يعني وأنت من الكافرين بإلهك وكنت على ديننا هذا الذي تعيبه . وقال أكثر المفسرين : معنى قوله : " وأنت من الكافرين " ، أي : من الجاحدين لنعمتي وحق تربيتي ، يقول ربيناك فينا فكافأتنا أن قتلت منا نفسا ، وكفرت بنعمتنا . وهذا رواية العوفي عن ابن عباس ، وقال : إن فرعون لم يكن يعلم ما الكفر بالربوبية . )

مسألة: قوله تعالى: (فعلتها إذا وأنا من الضالين (20) . جوابه: المراد: الضالين عن الصواب فيها لا الضلال في الدين. ( كشف المعاني )

 مَن يذكِّر أحداً بماضيه وزلاته التي تاب منها.. يُذكرني بفرعون لما قال لموسى : ” وفعلتَ فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين “ / نايف الفيصل

المرء الباطش يتجاهل كل بطشه ليعير به غيره، ففرعون الذي قتل المواليد الذكور هو من عيّر موسى بقتل رجل!(وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين) / سعود الشريم

درس بالإعتراف بالخطأ لما قال فرعون لموسى ﴿ وفعلت فعلتك التي فعلت ﴾ اعترف موسى بالخطأ فقال ﴿ فعلتها إذاً وأنا من الضالين ﴾ الإعتراف بالخطأ شأن الكبار وصفة العظماء

تناسى فرعون متعمدا قتله للصغار الذكور ..، وعيّر موسى عليه السلام بقتل رجلا دون عمد - ذنب سابق بعد أن تاب منه - (قال فعلتها إذا) أعلنها موسى بوضوح بأنه لم يكن مهتديا حينها... مالمشكلة هنا ؟!!! لاتكابر مهما كان الموقف صعبا والحالة حرجة ..

اعترافك بالخطأ سريعا يطفئ على خصمك فرحة محاصرتك بالبراهين ، والاعتراف بالخطأ فضيلة ولو مع الأعداء ، قال (فعلتها إذا) وقال (ففررت منكم لما خفتكم) خاف وهرب ، ثم جاءه أعظم منحة وهدية من ربه ، بعد خوفه كان الخير وكانت النبوة

{وفعلتَ فعلتك التي فعلتَ وأنت من الكافرين}تضخيم الخطأ الواحد من أهل الإصلاح، ولو مضى عليه سنين. والغفلة عن عشرات الأخطاء من غيرهم.

 

حصاد التدبر

 

لا يتوفر وصف للصورة.
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
 
{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3)} [الغاشية]
 
من أسماء يوم القيامة :الغاشية

و ليوم القيامة أسماء كثيرة ذكرها الشيخ عمر سليمان الأشقر في أول كتابه المسمى اليوم الآخر وهي:

اليوم الآخر، الساعة يوم البعث، يوم الخروج، القارعة، يوم الفصل، يوم الدين.الصاخة، الطامة الكبرى، يوم الحسرة ،الغاشية،يوم الخلود ،يوم الحساب، يوم الواقعة، يوم الوعيد.


سميت (غاشية) من الغشيان الذي تجعله على القلوب فلا تستشعر شيئا ، ويصبح الإنسان في فزع ، قال الله تعالى {وترى الناس سكارى وما هم بسكارى} لقد تكبرت وتركت العمل الصالح في الدنيا ، فلا بد لهذه الوجوه أن تتعب وتخاف ، وقد خص الله الوجه لأنه أشرف أعضاء الإنسان ، تظهر فيه معالم مافي القلب ، وتظهر عليه أثر الجوارح ، فإذا استحكم الحزن والخوف أو السرور في المرء أثّر ذلك في وجهه ، فمن نظرة واحده لوجه أخيك تعلم أنه حزين أو سعيد .

 
(وجوه يومئذ خاشعة) قال النسفي رحمه الله : إنما خَص الوجه ، لأن الحزن والسرور إذا استحكما في المرء أثرا في الوجه . / عايض المطيري
 
“عاملة ناصبة” لا يوجد أحد لا يعمل؛ لكن هناك عامل مأجور أو عامل مأزور، وليس في الحياة بطالة، فانظر في عملك، وفقنا الله للعمل الصالح/ نوال العيد

﴿ عاملة ناصبة تصلى نارا حامية ﴾ مجرد العمل وكثرته ﻻ ينجي من النار؛ إن لم يكن لله وعلى مراد رسوله صلى الله عليه وسلم

(عاملة ناصبة) يالخسارة من يعمل في الدنيا ولا يجد حسنة في ميزانه يوم الحساب !!..
 
 
لا يتوفر وصف للصورة.

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ(٧٧)} {.... وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ(٨٠)} (الزخرف)
 

إنه يوم الحسرة ، تأمل حال أهل النار كيف يطلبون الموت ولكن لن يجدوه ..

{وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّك} انكشف الغطاء، واتضحت الحقائق ، فصارت المنايا غاية الأماني !!

تأمل كيف أنهم حتى هناك عند الشدائد لايدعون الله !!..

لقد طلبوا الموت ولم يطلبوا الرحمة ! أي عناد هذا ؟! لمّا تيقنوا أن لاسبيل لهم إلى الخالق نادوا المخلوق ! وتأمل كلمة (ربك) ولم تكن لهم الجرأة أن يقولوا ( ربنا ) . ويجيبهم خازن جهنم بعد ألف سنة {إنكم ماكثون}

 

}  ونادَوا يا مالِكُ لِيَقضِ علينَا رَبُّكَ قالَ إنَّكُمْ ماكثُون {كل الأسباب انقطعت ، فلم يبقَ إلا الخلود فيها ! نسأل الله العافية .

 

﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۝ قَالَ إنَّكُم مَّاكِثون﴾ قال المفسرون : ما بين ندائهم والرد عليهم ألف سنة 



{.... وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} ألا نستحي منهم ومما كتبوا ؟!.. حيث لا سبيل إلى محو سيئاتنا ! وقد كنا قادرين على محوها بالحسنات في الدنيا..
إذا خلوت في الظلمة والنفس داعية إلى العصيان فذكرها بهذه الآية.. أطلق سراح الهم من قضبان صدرك ، وافسح لأنين قلبك المكان ، فالسميع يسمعك وإن لم تنطق شفتاك ، هو إله في السماء لكن إن دعوته فهو معك..

 

حصاد التدبر

 

لا يتوفر وصف للصورة.

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 {هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ ○ وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} [المرسلات:٣٥-٣٦]

صور الله سبحانه - حالهم عند ما يردون على النار، ويوشكون على القذف بهم فيها، فقال-تبارك وتعالى- هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ، وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ، وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ.

 

هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ.
فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ.

وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ.

 

أى: ويقال لهؤلاء المجرمين- أيضا- عند الإلقاء بهم في النار: هذا يوم لا ينطقون فيه بشيء ينفعهم، أو لا ينطقون فيه إطلاقا لشدة دهشتهم، وعظم حيرتهم.
ويكون في الكلام التفات من الخطاب إلى الغيبة، فإنهم بعد أن خوطبوا خطاب إهانة وإذلال بقوله-تبارك وتعالى-: انْطَلِقُوا أعرض المخاطبون لهم، على سبيل الإهمال لهؤلاء الكافرين، وقالوا لهم: هذا يوم القيامة الذي لا يصح لكم النطق فيه.

وهذا لا يتعارض مع الآيات التي تفيد نطقهم، كما في قوله-تبارك وتعالى-: وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ لأن في يوم القيامة مواطن متعددة، فهم قد ينطقون في موطن، ولا ينطقون في موطن آخر.

التفسير الوسيط

لا يتوفر وصف للصورة.
 
 {هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ ○ وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} [المرسلات:٣٥-٣٦]


انتهت فرصة قبول الأعذار في الدار الآخرة .. فرص الإعتذار في الدنيا فقط ..

كثيرٌ من الناس يجادلون ويعتذرون ، وأحيانا يدخلون في حوار ونقاش لانهاية له ... وغدا سنقف أمام الله تعالى حيث لاسبيل للإعتذار والكلام ، فكل أعمالك وأقوالك مكتوبه إن كانت لك أو عليك ولا يسعك عندها إلا الخضوع والاستسلام لرب العالمين.. كن حذرا في الدنيا لتنجو في الآخرة

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُون}
قال قتادة : عليكم بحسن الركوع فإن الصلاة من الله بمكان .
تمتع في الدنيا بتسبيحك وركوعك وسجودك وجميع تفاصيل صلاتك ، أنت مراقب ، الله ناظرك ، والملائكة تسجل.. واعلم أن مافاتك لاتستطيع أن تقضيه في الآخرة لأنه يوم حساب ، لاعمل .. اتق الله واشكر نعمة عبوديتك له فكم من محروم منها !!..

 
 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ ○ لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ}[الغاشية ٨-٩]
 
  سورة الغاشية قارعةٌ لكل من ظلم وبغى ، واعرض واستكبر.. قال عليه الصلاة والسلام "أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ»
و طمئنينةٌ وراحة بالٍ لكلٍ ضعيفٍ مخموم القلب..قال عليه الصلاة والسلام" أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ" أخرجهما البخاري.
 
في صحيح البخاري قال عليه الصلاة والسلام (فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الجَنَّةِ، وَأَعْلَى الجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الجَنَّةِ»
 
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ )لما كان هؤلاء يعملون في الدنيا ويجهدون ويتعبون في طاعة الله جازاهم الله  بمقابل ذلك بهذه النعم والنعيم الذي يظهر على وجوههم "وجوه يومئذ ناعمة" يُعرف النعيم فيها،
 
قال: لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ هذا السعي وهذا العمل الذي عملوه في الدنيا وتعبوا فيه وما إلى ذلك كل هذا جازاهم الله  به بهذا النعيم، والنعيم يظهر أثره على وجه الإنسان، لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ وعرفنا أن السعي يأتي بمعنى العمل، وقد يُشعر ذلك بالإسراع والمبادرة قال: قد رضيت عملها، وبعضهم يقول: رضيت ثواب العمل، لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ.
 
لا يتوفر وصف للصورة.

 

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ ○ لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ}[الغاشية ٨-٩]
 
من نعيم أهل الجنة الرضا الذاتي عن أنفسهم وأعمالهم ، فلا يجدون تأنيب ضمير بالتقصير

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ} هي وجوه تعبت أصحابها في الدنيا وبذلت أقصى جهدها في طاعة الله ساعية لتنال رضاه ، فعوضها الله بالجمال والنور في دار ذي الجلال والإكرام حيث جمع لهم النعيم الظاهر في الوجوه مع النعيم الباطن في الرضا التام والسعادة ، فنضرت أبدانهم واستنارت .. اللهم اجعلنا منهم

{لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ} لن تُجزى في الدنيا بجزاء إلا طَمِعتَ فيما هو خيرٌ منه ، أما ثواب الآخرة فسيبلغ من رضاكَ به مبلغ لاتطمح لأكثر منه بما ترى من الكرامات التي سيدهشك بها الله تعالى
اسع في الدنيا بالخيرات والطاعات ، تنعم في الآخرة في جنة رفيعة المكان والمكانة وترضى بما يقابلك من ثواب مدّخر تحمد عقباه
 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الانفال:2]
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
” فإن الناس في الذكر أربع طبقات:
(إحداها) الذكر بالقلب واللسان ، وهو المأمور به.
(الثاني) الذكر بالقلب فقط، فإن كان مع عجز اللسان : فحسن ، وإن كان مع قدرته : فترك للأفضل.
(الثالث) الذكر باللسان فقط، وهو كون لسانه رطبا بذكر الله، وفيه حكاية التي لم تجد الملائكة فيه خيرا إلا حركة لسانه بذكر الله. ففي صحيح البخاري : (قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – « قَالَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا مَعَ عَبْدِى حَيْثُمَا ذَكَرَنِي وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ »،
(الرابع) عدم الأمرين ، وهو حال الخاسرين ”  
 
و المؤمن في حاله مع تلاوة القرآن  بين الوجل والطمأنينة ، فلطالما تساءل بعض المسلمين عن سر وصف كتاب الله تعالى قلب المؤمن في أحد المواضع بأنه خائف وجل من عذاب الله وعقابه عند ذكره سبحانه، ومطمئن راج لواسع رحمته وشمول عفوه ومغفرته في مواضع أخرى.
 
أما صفة الوجل لقلب المؤمن عند ذكر الله فقد وردت في أكثر من موضع من كتاب الله تعالى، ومنها قوله تعالى : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال:2]. ،
وأما صفة طمأنينة قلب المؤمن وسكينته وركونه إلى سعة رحمة الله وجزيل عفوه عند ذكره سبحانه فقد وردت في قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28] ،
 
ولا تعارض في الحقيقة بين الوجل الوارد في سورة الأنفال وبين الطمأنينة الواردة في سورة الرعد،
وفي ذلك يقول الإمام القشيري في (لطائف الإشارات): “يقال: سنة الحق سبحانه مع أهل العرفان : أن يرددهم بين كشف جلال ،ولطف جمال، فإذا كاشفهم بجلاله وجلت قلوبهم، وإذا لاطفهم بجماله سكنت قلوبهم”. والحقيقة أن كلمة السر في هذا الوصف القرآني المزدوج لقلب المؤمن عند ذكره سبحانه، ومفتاح فهم المراد من ذلك في أكثر من موضع من كتاب العزيز الحكيم هو: التوازن الذي أراد الإسلام أن يراه في حياة المؤمن، والذي يجعله راجيًا طامعًا برحمة الله وعفوه وكرمه ،دون أن يترك العمل الصالح، وفي نفس الوقت خائفًا وجلًا من شديد عقابه ،دون أن يصل ذلك الخوف إلى القنوط واليأس من رحمة الله… نعم..
إن رجاء المؤمن بما عند الله من النعيم الذي وعد الله به عباده المتقين يدفعه إلى مواصلة العمل الصالح ،والتقرب إلى الله تعالى بالتزام أوامره ،واجتناب نواهيه، في الوقت الذي تردعه فيه نصوص الوعيد والتحذير من عقاب الله عن ارتكاب المحرمات أو التمادي في تجاوز حدود الله.
 
وهكذا يعمل التوازن بين الوجل والطمأنينة في قلب المؤمن عمله في ضبط سلوكه في حياته الدنيا، فإذا ما جنحت نفسه نحو الإسراف في المعاصي وارتكاب ما نهى الله عنه ، ذكرها بالخوف من عقاب الله تعالى وعذابه حتى ترتدع وتعود عن ذلك، وإذا ما غلب الخوف على نفسه حتى بلغ به مبلغ القنوط من رحمة الله المنهي عنه ،ذكّرها بعظيم رحمة الله وآيات الرجاء. ، فمن يدقق في كثير من انحرافات بعض المسلمين في سلوكهم وأعمالهم في هذه الأيام، يجد أنها ناجمة عن سوء فهم لما ورد في كتاب الله تعالى من أعمال القلوب، وخاصة الوجل والطمأنينة : “الخوف والرجاء” ، سواء من خلال انتهاك بعضهم لنواهي الله بارتكابها، ناهيك عن عدم العمل بأوامره، بل وإسرافهم في الجرأة في تجاوز حدود الله.. اعتمادًا على فهم خاطئ لحسن الظن بالله ،والأمن من عقابه وعذابه.. أو من خلال إسراف البعض الآخر في الخوف من الله تعالى ،الذي يصل عندهم إلى حد القنوط من رحمته سبحانه ،أو اليأس من واسع عفوه ومغفرته.  
 
أما الصنف الأول الذي أسرف في الرجاء واعتمد عليه دون أن يقرنه بالخوف والوجل من الله تعالى، فقد وصل به المقام إلى ترك المأمورات والواجبات الإلهية، وهؤلاء وأمثالهم يصدق بحقهم قول الله تعالى: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف:99]. وأما الصنف الثاني الذي غلب عليه الخوف من الله دون أن يكون معه رجاء وحسن ظن بعظيم رحمة الله وعفوه، فقد وصل به المقام إلى القنوط من رحمة الله، والتي حذر منه كتاب الله في أكثر من موضع، قال الله تعالى: {قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر:56]، وقال الله تعالى: {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف:87].
 
 خطبة لحامد ابراهيم
 
لا يتوفر وصف للصورة.
 
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الانفال:2]

من أعظم علامات الإيمان التأثر بكلام الله تعالى

{إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} هي ذلك الخشوع الإيماني الذي يحرك القلب فيستفيق ، وتدمع العين فتفيض حين يُذكر الله ونستمع لآياته . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن القلوب لتصدأ) قيل: وما جلاؤها؟ قال :(ذكر الله)

هل جفّ قلبك وصارت طاعاتك عادة، ولك شهور لم تتذوق حلاوة المناجاة ودمع الخشوع؟؟..
إذاً استمع للقرآن ، واحذر التقصير بما كلّفك الله به {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} أمَا آن لقلبك ياعزيزي أن يخشع ويلين ؟؟.. تدارك قلبك قبل قسوته وموته

{..وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} ذِكر الله والاستماع للقرآن يزيد الإيمان ، واعلم أنه كلما زاد إيمانك زاد توكلك على الله
وبالتالي تستقيم أحوالك .. إن الصبر والتوكل ملاك الأمور كلها .
 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الانفال:٩]

أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن ابن عباس قال: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ، وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: ((اللهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ إِنْ تُهْلِك هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَد فِي الْأَرْضِ))، فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ، مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ، فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، وَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ، فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ ﴾ [الأنفال: 9].

 

 

 

 

 

 

هذا النبي الكريم مؤيَّد من عند الله ومنصور، ومع ذلك يُناشِد ربَّه ويتضرر ويستكين، فما يكون حالنا نحن المساكين المجاهيل الضعفاء عن الدعاء وطلب العون من رب الأرض والسماء؟!

 

 

 

 

 

 

 

إن مُناداة الله والتضرُّع إليه والاستكانة بين يديه سُنَّة المرسلين وعمل الصالحين ﴿ وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ ﴾ [هود: 45] ﴿ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ﴾ [الأنبياء: 89] ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ ﴾ [الأنبياء: 87]، لا بُدَّ من الدُّعاء والخضوع والاستكانة والتضرُّع والإلحاح.

 

 

 

قال الإمام ابن كثير رحمه الله: (كَانَ أَيُّوبُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَهُ مِنَ الدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ شَيْءٌ كَثِيرٌ وَأَوْلَادٌ كَثِيرَةٌ وَمَنَازِلُ مَرْضِيَّةٌ، فَابْتُلِيَ في ذلك كله، وذهب عن آخره، وَقَدْ مَكَثَ فِي الْبَلَاءِ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَرَفَضَهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ، فمَرَّ به رجلان، فقال أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: تَعَلم وَاللَّهِ لَقَدْ أَذْنَبَ أَيُّوبُ ذَنْبًا مَا أَذَنَبَهُ أَحَدٌ مِن الْعَالَمِينَ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: مُنْذُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً لَمْ يَرْحَمْهُ اللَّهُ فَيَكْشِف مَا بِهِ، فَقَالَ أَيُّوبُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا أَدْرِي مَا تَقُولُ غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَمُرُّ عَلَى الرَّجُلَيْنِ يَتَنَازَعَانِ فَيَذْكُرَانِ اللَّهَ، فَأَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي فَأُكَفِّرُ عَنْهُمَا كَرَاهِيَةَ أَنْ يذكرا الله إلا في حق، فرفع أيوب يديه إلى ربِّه فقال: ﴿ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 83]، فقال الله: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 84].

 

 

 

 

 

 

 

قال أَبو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((لما عَافَى اللَّهُ أَيُّوبَ أَمْطَرَ عليه جرادًا من ذَهَبٍ، فجعل يأخذ منه بِيَدِهِ وَيَجْعَلُهُ فِي ثَوْبِهِ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: يَا أَيُّوبُ، أَمَا تَشْبَعُ؟ قَالَ: يَا رَبِّ ومَن يَشْبع من رحمتك)).

 

 

 

 

 

 

 

﴿ وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 84]؛ أَيْ: وَجَعَلْنَاهُ فِي ذَلِكَ قُدْوَةً لِئَلَّا يَظُنَّ أَهْلُ الْبَلَاءِ أَنَّمَا فَعَلْنَا بِهِمْ ذَلِكَ لِهَوَانِهِمْ عَلَيْنَا، وَلِيَتَأَسَّوْا بِهِ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَقْدُورَاتِ اللَّهِ، وَابْتِلَائِهِ لِعِبَادِهِ بِمَا يَشَاءُ، وَلَهُ الْحِكْمَةُ الْبَالِغَةُ فِي ذَلِكَ.

 

 

 

 

 

 

 

يا أيها الناس، من ظُلم في نفسه، وأُوذي في عرضه، وشُوِّهت سمعته، فليدعُ ربَّه، في صحيح البخاري لما قام أسامة بن قتادة من أهل الكوفة يُسيء إلى سعد بن أبي وقاص، ويرفع الشكاية ضده إلى عمر بأنه يجور ولا يُحسِن أن يُصلِّي.. فرفع سعدُ يديه إلى الملك العدل من يعلم السرَّ وأخفى، فقال: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ هَذَا كَاذِبًا، فَأَطِلْ عُمْرَهُ، وَأَطِلْ فَقْرَهُ، وَعَرِّضْهُ بِالفِتَنِ، فاستجاب الله له ونصره، فدارت عليه الأيام، فطال عمره حتى سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ مِنَ الكِبَرِ، وافتتن حتى إِنَّهُ لَيَتَعَرَّضُ لِلْجَوَارِي فِي الطُّرُقِ.

 

 

 

 

 

 

 

من ظُلِم في ماله وأُخِذ حقُّه فليرفع شكايته إلى ربِّه، عن هشام بن عروة أن أروى خاصمت سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ فِي بَعْضِ دَارِهِ، فَقَالَ سعيد بن زيد: دَعُوهَا وَإِيَّاهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ، طُوِّقَهُ فِي سَبْعِ أَرَضِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ))، اللهُمَّ، إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فَأَعْمِ بَصَرَهَا، وَاجْعَلْ قَبْرَهَا فِي دَارِهَا، قَالَ هشام: "فَرَأَيْتُهَا عَمْيَاءَ تَلْتَمِسُ الْجُدُرَ تَقُولُ: أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، فَبَيْنَمَا هِيَ تَمْشِي فِي الدَّارِ مَرَّتْ عَلَى بِئْرٍ فِي الدَّارِ، فَوَقَعَتْ فِيهَا، فَكَانَتْ قَبْرَهَا"؛ متفق عليه.

 

 

 

 

 

 

 

من أجدبت أرضُه وعطِش بستانُه فليستسقي ربَّه.. قال ثابت البناني عليه رحمة الله: جَاءَ قَيِّمُ أَرْضِ أَنَسٍ فَقَالَ: عَطِشَتْ أَرَضُوكَ يا صاحبَ رسولِ الله، فَتَرَدَّى أَنَسٌ بردته، فخَرَجَ إِلَى الْبَرِيَّةِ، ثُمَّ صَلَّى وَدَعَا، فَثَارَتْ سَحَابَةٌ وَغَشَتْ أَرْضَهُ وَمَطَرَتْ حَتَّى مَلأَتْ صِهْرِيْجَهُ، وَذَلِكَ فِي الصَّيْفِ، فَأَرْسَلَ بَعْضَ أَهْلِهِ فَقَالَ: انْظُرْ أَيْنَ بَلَغَتْ، فَإِذَا هِيَ لَمْ تَعْدُ أَرْضَهُ إِلا يَسِيرًا.

 

 

 

 

 

 

 

لا تستهينوا في الدعاء، وأكثروا من الإلحاح في الشدة والرخاء، فإن شأنه عظيم ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

د. عبدالعزيز حمود التويجري

 


لا يتوفر وصف للصورة.

{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الانفال:٩]
 

{فاستجاب لكم} من أعظم مايقوي حسن الظن بالله ، إجابة الدعاء ، كم مرة استجاب الله لك ؟

لو استغنى جيش عن الدعاء لكان الجيش الذي فيه خاتم الأنبياء المؤيد بالوحي ، ومع ذلك كانوا يستغيثون ربهم فاستجاب لهم ..الدعاء الصادق من قلب مؤمن سلاح نافذ بإذن الله ، ما أسرع الإجابة بعد الاستغاثة!!. استغث بربك .

الدعوات التي هزت أبواب السماء لن ترد خائبة لأنها كانت صادقه وقد تركت الخلق وتوجهت للخالق ..
استشعر حاجتك لإجابة دعوتك كحاجة الغريق للإغاثة والنجاة عندها يُستجاب لك وتتحقق أمنيتك .. ياحي ياقيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
{ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال:٣٣]

المؤمن مأمور بالاستغفار في جميع الأوقات، قد كان النبي ﷺ يكثر من الاستغفار، وهو سيد ولد آدم ، قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر، ومع هذا يكثر من الاستغفار، ويقول: والله إني لأستغفر الله في اليوم والليلة أكثر من سبعين مرة ويقول: يا أيهاا الناس! توبوا إلى ربكم فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة -عليه الصلاة والسلام- فالاستغفار أمر مطلوب، فينبغي للمؤمن والمؤمنة الإكثار من الاستغفار.

مما ورد عنه صلى الله عليه وسلم صيغة أستغفر الله فقد صح عنه: أنه كان إذا انصرف من صلاته قال أستغفر الله ثلاثا.ً رواه مسلم.


وكذلك أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، ففي سنن أبي داود عن بلال بن يسار قال حدثني أبي عن جدي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فارا من الزحف. وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.


وأما سيد الاستغفار فهو حديث صحيح رواه البخاري في باب الدعوات من كتابه الجامع الصحيح ولفظه: سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة


وكان من دعائه ﷺ في الحديث الصحيح: اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي، وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم، وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير ومن استغفاره اللهم اغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت وما أنت أعلم به مني،، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت.
 
لا يتوفر وصف للصورة.
 
{ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال:٣٣]
 

هل أضناك الألم والحزن والعذاب ؟ قاوم ذلك بالاستغفار .. وأخبرْ الجميع أن الله لايعذب مستغفراً

{وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغفرون} هو عهد ووعد من الله الذي لايخلف الميعاد بأن العذاب لن يحل على المستغفرين ، إذ كيف يلهمهم الاستغفار ويريد بهم الأذى ؟!!.. وما عُذبت أمة يا أعزاء إلا بعد تركها الاستغفار الذي يمحو الذنوب فيدفع العذاب .
الاستغفار هو أمان في الحياة وفوز بعد الممات

في الآية الكريمة أمانان من العذاب ، الأول: {وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ} وذلك في تطبيق سنّة رسول الله .
والثاني:{وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} المداومة على الاستغفار .
ادفع البلاء عنك بإحياء سنة رسول الله في أمور حياتك ، وقل معي باستمرار : أستغفرك ربي وأتوب إليك .
 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ○ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [الفتح:١-٢]
 

سميت (سورة الفتح) لأن الله تعالى بشر المؤمنين بالفتح المبين فقال: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) [1]، أي: فتحنا لك يا محمد مكة فتحاً بينا ظاهراً، وحكمنا لك بالفتح على أعدائك، والمراد بالفتح صلح الحديبية، وعَدَه الله به قبل أن يكون، وذكره ويلفظ الماضي لتحققه.

وقيل المراد به فتح مكة، وفضل هذه السورة أنها نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد مرجعه من الحديبية، ولما نزلت قال -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أنزلت عليَّ الليلة سورة هي أحب إلي من الدنيا وما فيها" أخرجه أحمد.

وعلل الله الفتح بقوله: (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا) [2-3]، أي: ليغفر لك ربك يا محمد جميع ما فرط منك من ترْكِ الأَوْلَى، ويكمل نعمته عليك بإعلاء الدين ورفع مناره، ويرشدك إلى الطريق القويم، وينصرك الله على أعدائك نصراً قوياً منيعاً.


في السنة السادسة حين رجع  منكسرا ممنوعا من دخول مكة أنزل الله له بشرى فقال: ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينا﴾ . فدخل مكة في السنة الثامنة فاتحا من غير حرب ولا خوف ولا هلع. حقق الله وجده من غير عناء..عاد فاتحا وليس معتمرا. عطاء الله إذا أتى فاق الأمنيات. .

﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا ﴾ . قال الزهري: "لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية، وذلك أن المشركين اختلطوا بالمسلمين فسمعوا كلامهم فتمكّن الإسلام في قلوبهم، أسلم في ثلاث سنين خلقٌ كثير، وكثُر بهم سواد المسلمين." .

قد يفتح الله على عبده في أمر ليكون باباً له إلى خيرات كثيره .. ثق بربك

{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} الدروب المتعثرة أمامك ، والأبواب الموصدة بوجهك ، سيفتحها الله لك وسيفرجها عليك ، فأبشر وتفاءل ، فربك كريم ..

سمى الله تعالى صلح الحديبية (فتحاً) لتضاء القلوب بلون الفتح الجديد الذي لاتُجتاح فيه المدن ولاتُسحق فيه الأرواح .. والصلح خير

كان دعاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (اللهم ثبّت قلبي على دينك) وهو الذي قال الله تعالى له : {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} فما حالنا نحن مع الدعاء ؟!!

{وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} هو درب الفلاح والخير والهدى الذي لن تسلكه ياعزيزي بفضلك ، بل بفضل الله ومنته عليك ورحمته بك .اللهم لك الحمد والشكر على ما أنعمت .


لا يتوفر وصف للصورة.


 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الطريق إلى الثبات


{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَٰحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِۦ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَٰهُ تَرْتِيلًا} [الفرقان: ٣٢]


مِنْ أَسْبَابِ الثَّبَاتِ عَلَى الدِّينِ: قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ بِتَدَبُّرٍ؛ فَإِنَّهُ كِتَابٌ فِيهِ تَثْبِيتٌ لِلْقُلُوبِ، وَتَغْذِيَةٌ لِلرُّوحِ؛ ﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النَّحْلِ: 102]. وَفِي آيَةٍ أُخْرَى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ [الْفُرْقَانِ: 32]. وَقَدْ حَاوَلَ الْمُشْرِكُونَ بِشَتَّى الطُّرُقِ وَالْوَسَائِلِ صَرْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقُرْآنِ إِلَى غَيْرِهِ؛ لِنَزْعِ سَبَبِ ثَبَاتِ قَلْبِهِ وَقُلُوبِ أَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَكَانَتْ قُلُوبُهُمْ بِالْقُرْآنِ أَثْبَتَ فِي الْإِيمَانِ مِنَ الْجِبَالِ؛ ﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا * وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴾ [الْإِسْرَاءِ: 73- 74].


وَمِنْ أَسْبَابِ الثَّبَاتِ عَلَى الدِّينِ: مُطَالَعَةُ سِيَرِ الثَّابِتِينَ مِنَ الرُّسُلِ وَأَتْبَاعِهِمْ، وَمِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ جَاءَ بَعْدَهُمْ، فَلَا يَخْلُو زَمَنٌ مِنْهُمْ، وَبِثَبَاتِهِمْ وَتَوْفِيقِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُمْ حُفِظَ الْإِسْلَامُ مِنَ التَّبْدِيلِ وَالتَّغْيِيرِ، وَفِي ذَلِكَ يُخَاطِبُ اللَّهُ تَعَالَى رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ: ﴿ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [الْأَنْعَامِ: 34]، وَفِي آيَةٍ أُخْرَى: ﴿ وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾ [هُودٍ: 120].

وَمِنْ أَسْبَابِ الثَّبَاتِ عَلَى الدِّينِ: كَثْرَةُ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴾ [الْأَحْزَابِ: 41]؛ وَالذِّكْرُ فِي الْمَعَارِكِ الْحَرْبِيَّةِ وَالْفِكْرِيَّةِ مِنْ أَقْوَى الْمُثَبِّتَاتِ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الْأَنْفَالِ: 45]، وَقَرْنُ الثَّبَاتِ بِالذِّكْرِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ ذِكْرَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ أَهَمِّ أَسْبَابِ الثَّبَاتِ.

وَمِنْ أَسْبَابِ الثَّبَاتِ عَلَى الدِّينِ: الِاجْتِهَادُ فِي الْعِبَادَةِ، وَالِاسْتِمَاعُ لِلْمَوَاعِظِ، وَالْعَمَلُ بِهَا. فَمَنْ أَعْرَضَ عَنِ الْعِلْمِ وَالْمَوْعِظَةِ لَمْ يَثْبُتْ، وَمَنْ تَرَكَ الْعَمَلَ بِمَا وُعِظَ بِهِ وَبِمَا عَلِمَ لَمْ يَثْبُتْ، وَكَانَ كَالْيَهُودِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ﴾ [الْجُمُعَةِ: 5]. وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الْعَمَلَ بِالْعِلْمِ وَالْمَوْعِظَةِ مِنْ أَسْبَابِ الثَّبَاتِ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴾ [النِّسَاءِ: 66]، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
 

وَمِنْ أَسْبَابِ الثَّبَاتِ عَلَى الدِّينِ: الْمُحَافَظَةُ عَلَى النَّوَافِلِ الْمُرَتَّبَةِ كَالسُّنَنِ الرَّوَاتِبِ وَقِيَامِ اللَّيْلِ وَالْوِتْرِ وَسُنَّةِ الْوُضُوءِ وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَغَيْرِهَا، وَالْإِكْثَارُ مِنَ النَّوَافِلِ الْمُطْلَقَةِ فِي الصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ وَالصِّيَامِ وَالْعُمْرَةِ وَالْحَجِّ وَنَحْوِهَا؛ وَحُجَّةُ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ «وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا...» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. وَهَذَا التَّسْدِيدُ وَالتَّوْفِيقُ لِلْمُحَافِظِ عَلَى النَّوَافِلِ مِنْ أَهَمِّ أَسْبَابِ الثَّبَاتِ.



مِنْ أَسْبَابِ الثَّبَاتِ عَلَى الدِّينِ: الدُّعَاءُ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ الْقَلْبَ هُوَ مَحَلُّ الْإِيمَانِ وَالْجُحُودِ وَالنِّفَاقِ، وَهُوَ مَوْطِنُ الشُّبُهَاتِ وَالشَّهَوَاتِ، وَلَا يَمْلِكُ الْقُلُوبَ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ﴾ [الْأَنْفَالِ: 24]، وَمِنَ الْأَدْعِيَةِ النَّبَوِيَّةِ فِي ذَلِكَ مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ قَلْبٍ إِلَّا وَهُوَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، إِنْ شَاءَ أَنْ يُقِيمَهُ أَقَامَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَنْ يُزِيغَهُ أَزَاغَهُ، وَكَانَ يَقُولُ: يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ...» رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَجَاءَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُكْثِرُ مِنْ هَذَا الدُّعَاءِ.
 

وَمِنْ أَسْبَابِ الثَّبَاتِ عَلَى الدِّينِ: التَّحَلِّي بِالصَّبْرِ وَالتَّقْوَى؛ فَإِنَّ النَّصْرَ صَبْرُ سَاعَةٍ، كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ، وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: «وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ. وَلَا يَنَالُ الْأَعْدَاءُ شَيْئًا مِنَ الصَّابِرِينَ الْمُتَّقِينَ الثَّابِتِينَ؛ ﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ [آلِ عِمْرَانَ: 120]، وَمِنْ حِكَمِ الِامْتِحَانِ وَالِابْتِلَاءِ بِالْأَعْدَاءِ وَأَذَاهُمُ اسْتِخْرَاجُ الصَّبْرِ وَالتَّقْوَى وَالثَّبَاتِ وَالْيَقِينِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ؛ ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾ [آلِ عِمْرَانَ: 142]، ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴾ [مُحَمَّدٍ: 31].


الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
 
   
486939629_1148667837271223_4086294666857

{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَٰحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِۦ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَٰهُ تَرْتِيلًا} [الفرقان: ٣٢]

كلما زادت الفتن زادت حاجة المسلم إلى الثبات ، ولايلملم شتات القلوب شيء أعظم من القرآن ..

الدنيا أعظم سحراً من هاروت وماروت فهما يفرقان بين المرء وزوجه أما الدنيا فإنها تفرق بين العبد وربه ، فإذا كثرت الفتن وتزلزلت من شدتها فقل لنفسك: {ليس لها من دون الله كاشفة} واستعن بالقرآن في كل شأنك فإنه للهم شفاء ، وللفتن عاصماً بإذن الله ، وللمرض دواء ، وللقلب طمأنية وثباتاً

{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَٰحِدَةً} حفظ القرآن وتدبره لايكون بالعجلة، فقد نزّله الله تنزيلاً على مراحل ، ولا بد من ترتيل آياته لأنها ستكون أشد أثراً ووقعاً في القلب ، فتتذوق حلاوه معانيها .. القلب يا أعزاء شديد الإضطراب و يتحفز كالسهم للشهوات ، ويأتي القرآن ليقوم بتثبيته وضمان استقراره ، ولن يزيغ قلب امرىء تعلق بكتاب الله .

 


 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} [الفرقان :64]

قِيَامُ اللَّيلِ عِبَادَةٌ جَلِيْلَةٌ، أَثْنَى اللهُ تَعَالَى عَلَى أَهْلِهَا، وَوَعَدَهُمْ عَظِيْمَ الجَزَاءِ عَلَيْهَا، وَأمَرَ نبيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِهَا؛ فَقَالَ تَعَالَى فِي أَوَائِلِ مَا أَنْزَلَ عَلَيهِ: { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا، نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا }المزمل 1- 4

 وَقَالَ لَهُ: { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً } الإسراء 79

فَلَازَمَ النَّبِيُّ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ هَذِهِ العِبَادَةَ الجَلِيْلَةَ؛      كَانَ: ( يُصَلِّي حَتَّى تَرِمَ، أَوْ تَنْتَفِخَ قَدَمَاهُ، فَيُقَالُ لَهُ، فَيَقُولُ: أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.

وَقَامَ لَيْلَةً بِالبَقَرَةِ وَالنَّسَاءِ وَآلِ عِمْرَانَ فِي رَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ، يَقرَأُ مُتَرَسِّلاً؛ إِذَا مَرَّ بآيةٍ فِيهَا تَسبيحٌ سَبَّحَ، وَإذَا مَرَّ بسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإذَا مَرَّ بتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ...) رواه مسلم.

لَازَمَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قِيَامَ اللَّيلِ، وَرَبَّى عَلَيهِ أَهْلَهُ وَصَحَابَتَهُ، وَحَثَّ عَلَيْهِ أمَّتَهُ.

وَجَاءَتِ النُّصُوصُ الكَثِيْرَةُ مِنَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ بِالحَثِّ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ، وَبَيَانِ عَظِيْمِ أَجْرِهِ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ، كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ، وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } 15-18  

وَقَالَ تَعَالَى: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ، فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }السجدة  16-17     وَقَالَ تَعَالَى: { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ } الزمر9

عِبَادُ الرَّحْمَنِ؛ يُحْيُونَ لَيْلَهُمْ إِذْ يَنَامُ النَّاسُ، وَيَنْتَبِهُونَ إذْ يَغْفُلُ النَّاسُ، وَهَنِيْئًا لَهُمُ تِلْكَ البُشْرَى العَظِيْمَةُ:

يَقُولُ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: شَهِدْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا وَصَفَ فِيهِ الْجَنَّةَ حَتَّى انْتَهَى، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ حَــدِيثِهِ: (  فِيهَا مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، ثُمَّ اقْتَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ، فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } السجدة 16 رواه مسلم.

عِبَادَ اللهِ: وَكَمَا جَاءَ الثَّنَاءُ عَلَى أَهْلِ قِيَامِ اللَّيلِ؛ فَقَدْ جَاءَ ذَمُّ مَنْ لَا يَقُومُ مِنَ اللَّيلِ؛ فَفِي البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: ( يَا عَبْدَ اللهِ لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ؛ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ )  

وَقَالَ عَنْ عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ ( نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ ) فَكَانَ عَبْدُ اللهِ لَا يَنَامُ مِنْ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا.

عِبَادَ اللهِ: وَبِقِيَامِ اللَّيلِ تَطِيْبُ النُّفُوسُ، وَتَنْشَرِحُ الصُّدُورُ؛ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَـضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ فَإِنْ اسْتَيْقَظَ فَـذَكَرَ اللهَ انْحَلَّتْ عُقْــدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ؛ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْـلَانَ ) رواه البخاري ومسلم.

 

فَاعْلَمُوا - وَفَّقَكُمُ اللهُ - أَنَّ وَقْتَ قِيَامِ اللَّيلِ يَبْدَأُ بَعْدَ صَلَاةِ العِشَاءِ؛ وَيَسْتَمِرُّ إِلَى طُلُوعِ الفَجْرِ، وَأفْضَلُهُ مَا كَانَ بَعْدَ نَومٍ؛ لِقَولِهِ تَعَالَى: { إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً } المزمل 6 . 

وَمَنْ خَشِيَ أَنْ يَغْلِبَهُ النَّومُ فَإِنَّهُ يُصَلِّي وَيُوتِرُ قَبْلَ نَومِهِ.

وَمَنْ أَوْتَرَ أوَّلَ اللَّيلِ ثُمَّ أَرَادَ الصَّلَاةَ آخِرَهُ؛ صَلَّى شَفْعًا.

وَمَنْ فَاتَهُ وِرْدُهُ مِنَ اللَّيلِ صَلَّاهُ فِي النَّهَارِ شَفْعاً؛ فَقَدْ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا فَاتَتْهُ الصَّلَاةُ مِنْ اللَّيْلِ مِنْ وَجَعٍ أَوْ غَيْرِهِ صَلَّى مِنْ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً ) رواه مسلم.

أمَّا صِفَةُ صَلَاةِ اللَّيلِ؛ فَهِيَ مَثْنَى مَثْنَى؛ يُسَلِّمُ مِنْ كُلِّ رَكْعَتَينِ، ثُمَّ يُوتِرُ بِواحِدَةٍ؛ يُصَلَّي ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ سَبْعًا، أَوْتِسْعًا، أَوْ إِحْدَى عَشْرَةَ، أَوْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ.

يُطِيْلُ صَلَاتَهُ مَا شَاءَ؛ إِنْ صَلَّى لِنَفْسِهِ؛ فَإنْ كَانَ إمَامًا فَلْيُرَاعِ حَالَ المَأمُومِين. 

يُصَلِّي المُسْلِمُ نَشَاطَهُ، فَإِذَا نَعَسَ فَلْيَرْقُدْ.

وَمَنْ كَسَلَ عَنِ القِيَامِ فَلْيُصَلِّ جَالِسًا؛ فَإِنَّ هَذَا جَائِزٌ فِي النَّفْلِ حَتَّى مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى القِيَامِ؛ وَلَكِنَّ صَلَاةَ القَاعِدِ القَادِرِ   عَلَى القِيَامِ فِي النَّافِلَةِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ القَائِمِ.      أمَّا الفَرِيْضَةُ فَلَا تَصِحُّ مِنَ الجَالِسِ مَعَ قُدرَتِهِ عَلَى القِيَامِ.

عِبَادَ اللهِ: ثُمَّ تَذَكَّرُوا أَنَّهُ فِي الثُّلُثِ الآخِرِ مِنَ اللَّيلِ يَنْزِلُ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا نُزُولًا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ؛ فَيَقُولُ: ( هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ ) رواه مسلم.

وَهَذِهِ فُرْصَةٌ ثَمِيْنَةٌ فِي قِيَامِ اللَّيلِ؛ فُرْصَةٌ لِلتَّائِبِينَ، فُرْصَةٌ لِلْمُسْتَغْفِرِينَ، فُرْصَةٌ لِلسَّائِلِينَ؛ وَمَوْطِنٌ لِإِجَابَةِ الدُّعَاءِ؛ كَمَا فِي الحَدِيثِ: ( إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ ) رواه مسلم.

أَلَا فَلْنَحْرِصْ عَلَى الِاتِّصَافِ بِهَذِهِ الصِّفَةِ مِنْ صِفَاتِ عِبَادِ الرَّحْمَنِ، وَلْنُحْيِي هَذِهِ السُّنَّةَ، مَا دُمْنَا فِي دَارِ العَمَلِ.

لِنُجَاهِدْ أَنْفُسَنَا عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ، وَلْنَتَوَاصَ بِهِ، وَنَحُثَّ أَوْلَادَنَا عَلَيْهِ، وَنُوقِظَ أَهْلَنَا لَهُ؛ فَهَذَا مِنَ الإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ وَمِنَ التَّعَاوُنِ عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى؛ وَقَدْ دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، فَقَالَ: ( رَحِمَ اللهُ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى، وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّتْ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ، رَحِمَ اللهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ ) رواه أبو داود وقال الألباني: حسن صحيح.

أَعَانَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ عَلَى ذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ وَحُسْنِ عِبَادَتِهِ.

 

ملتقى الخطباء

لا يتوفر وصف للصورة.

 

{وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} [الفرقان :64]
 

هم يبيتون لربهم سجداً وقياماً .. وأنت ؟؟..

أفضل الخلوات وأسعدها هي التي مع الله ، يعلم حاجتك بين يديه فيكرمك ولا يُخيّب ظنك ، ويعلم حبك له فيزرع محبتك في قلوب عباده !..

 

إذا أُعطيت نعمة فاسجد ، وإذا ابتليت فاسجد ، ففي سجودك تستجلب الأُعطيات ، وبه تدفع النقمات !!
ما أعظم هذه الخلوات حين تكون جبهتك على الأرض ، وقلبك في السماء!!..... أي شرف وأي عظمة!!!

{الذين يمشون على الأرض هوناً} هذا وصف نهارهم ، {والذين يبيتون لربهم سجدا وقياماً} هذا وصف ليلهم يقضونه لخير سبب ، أنيسهم ربهم ونجواهم معه وحده سبحانه .. استغفار ودعاء ، شكر وتسبيح حتى تخشع وتدمع العيون ويشعرون بغاية السعادة والراحة والإطمئنان ، هذا حالهم و هنيئاً لهم .. فكيف حالي وحالك ؟؟!! .. ربي اجعلنا منهم .

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

{وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}
 

للمصائب والابتلاءات في الكتاب والسنة سببان اثنان مباشران – إلى جانب حكمة الله تعالى في قضائه وقدره - :
 

السبب الأول : الذنوب والمعاصي التي يرتكبها الإنسان ، سواء كانت كفرا أو معصية مجردة أو كبيرة من الكبائر ، فيبتلي الله عز وجل بسببها صاحبها بالمصيبة على وجه المجازاة والعقوبة العاجلة .
يقول الله عز وجل : ( وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ) النساء/79 ، قال المفسرون : أي بذنبك . ويقول سبحانه : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) الشورى/30 ، انظر "تفسير القرآن العظيم" (2/363) .
وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .
رواه الترمذي (2396) وحسنه ، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي " .

 

السبب الثاني : إرادة الله تعالى رفعة درجات المؤمن الصابر ، فيبتليه بالمصيبة ليرضى ويصبر فيُوفَّى أجر الصابرين في الآخرة ، ويكتب عند الله من الفائزين ، وقد رافق البلاء الأنبياء والصالحين فلم يغادرهم ، جعله الله تعالى مكرمة لهم ينالون به الدرجة العالية في الجنة ، ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ )
رواه أبو داود (3090) ، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/2599)
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( قَالَ : إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلاَءِ ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ ) .
رواه الترمذي (2396) وحسنه ، وصححه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/146)

 

وقد جُمع السببان في حديث عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً ، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً )
رواه البخاري (5641) ، ومسلم (2573) .
ثم إن التداخل والاشتراك بين هذين السببين أعظم من الصور التي ينفرد كل منهما به :

ألا ترى أن من ابتلاه الله بمصيبة بسبب ذنبه فصبر وشكر غفر الله تعالى له ذنبه ، ورفع درجته في الجنة ، ووفاه أجر الصابرين المحتسبين .
كما أن من بتلاه الله بالمصيبة ليبلغ المنزلة الرفيعة التي كتبها له في الجنة ، تكفر عنه ذنوبه السالفة ، وتعتبر جزاء له عليها في الدنيا ، فلا تكرر عليه في الآخرة ، كما وقع لبعض الرسل والأنبياء : كآدم عليه السلام ، ويونس عليه السلام ، حين ابتلى الله سبحانه وتعالى آدم بالإخراج من الجنة ، وابتلى يونس بن متى بالغرق في بطن الحوت ، فرفعهما الله بهذا البلاء لصبرهما واحتسابهما الثواب عنده سبحانه ، وكانت كفارة للمخالفة التي وقعت من كل منهما عليهما الصلاة والسلام .
ويدلك على ذلك أن الجزاء الدنيوي لا ينفصل عن الجزاء الأخروي ، وأن اقتران ذكر هذين السببين جاء في كثير من الأحاديث النبوية الصحيحة ، منها ما رواه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : ( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ! أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاَءً ؟ قَالَ : الأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلاَؤُهُ ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَمَا يَبْرَحُ البَلاَءُ بِالعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ ) .
رواه الترمذي (2398) وقال : حسن صحيح .
ومع ذلك فقد يكون أحد هذين السببين أظهر في بعض صور البلاء من السبب الآخر ، ويمكن فهم ذلك من خلال قرائن الحال التي تتعلق بتلك المصيبة :
فإذا كان المبتلى كافرا : فلا يمكن أن يكون بلاؤه لرفعة درجته ، فالكافر ليس له عند الله وزن يوم القيامة ، لكن قد يكون في ذلك عبرة وعظة لغيره ، ألا يفعل مثل فعله ، وقد يكون من ذلك من عاجل عقاب الله له في الدنيا، زيادة على ما ادخره له في الآخرة . قال الله تعالى : ( أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي الأرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ ) الرعد /33-34
وأما إذا كان المبتلى مسلما عاصيا مجاهرا ، أو فاسقا ظاهر الفسق : فقد يغلب على الظن وجه المجازاة والعقوبة بهذا الابتلاء ، لأن تكفير السيئات أسبق من رفع الدرجات ، والعاصي أحوج إلى تكفير سيئاته من رفع درجاته .
وفي المقابل إذا كان المسلم عابدا طائعا صالحا ، ليس بينه وبين الله إلا العبودية الحقة ، والشكر والحمد والإنابة والإخبات إليه سبحانه : فهذا يغلب على الظن في ابتلائه وجه المكرمة ورفع الدرجات ، والعباد شهداء الله في الأرض ، فإذا عرفوا فيه الصلاح كان لهم أن يبشروه برفعة الدرجات عند الله تعالى إن هو صبر على بلائه .

وأما إذا أبدى المبتلى السخط والجزع ، فلا يظن أن يكون ابتلاؤه مكرمة من الله له لرفع درجاته ، وقد علم سبحانه منه عدم الصبر والرضا ، فالأقرب في هذه القرينة وجه المجازاة والعقوبة ، وقد قال بعض الصالحين : " علامة الابتلاء على وجه العقوبة والمقابلة : عدم الصبر عند وجود البلاء ، والجزع والشكوى إلى الخلق .
وعلامة الابتلاء تكفيراً وتمحيصاً للخطيئات : وجود الصبر الجميل من غير شكوى ، ولا جزع ولا ضجر ، ولا ثقل في أداء الأوامر والطاعات .
وعلامة الابتلاء لارتفاع الدرجات : وجود الرضا والموافقة ، وطمأنينة النفس ، والسكون للأقدار حتى تنكشف " انتهى.
وهكذا ، ما هي إلا قرائن ظنية يمكن للعبد أن يتأمل فيها ليعرف شيئا من حكمة الله تعالى في المصائب والمحن ، لا ليجزم في الحكم بها على نفسه ، أو على عباد الله المبتلين .

 

ولعل الأهم من هذا التفصيل كله أن يقال :
إن الفائدة العملية التي ينبغي للعبد التأمل فيها هي أن كل مصيبة وابتلاء هي له خير وأجر إن هو صبر واحتسب ، وأن كل ابتلاء ومصيبة هي له سوء وشر إن جزع وتسخط ، فإن وطَّن نفسه على تحمل المصائب ، والرضى عن الله بقضائه ، فلا يضره بعد ذلك إن علم سبب البلاء أو لم يعلمه ، بل الأَوْلى به دائما أن يتَّهِم نفسه بالذنب والتقصير ، ويفتش فيها عن خلل أو زلل ، فكلنا ذوو خطأ ، وأينا لم يفرط في جنب الله تعالى ، وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أصاب المسلمين يوم أحد بمقتلة عظيمة ، وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وخير البشر بعد الرسل والأنبياء ، بسبب مخالفةِ أمرِ النبي صلى الله عليه وسلم ، فكيف يظن المرء بعد ذلك في نفسه استحقاق رفعة الدرجات في كل ما يصيبه ، وقد كان إبراهيم بن أدهم رحمه الله – إذا رأى اشتداد الريح وتقلب السماء – يقول : هذا بسبب ذنوبي ، لو خرجت من بينكم ما أصابكم .
فكيف بحالنا نحن المقصرين المذنبين.
ثم أولى من ذلك كله وأهم ، أن يحسن العبد الظن بربه دائما ، وعلى كل حال ؛ فالله سبحانه وتعالى هو أولى بالجميل ، وهو أهل التقوى وأهل المغفرة .

 

 

سئل ابن باز: إذا ابتلي أحد بمرض، أو بلاء سيء في النفس أو المال، فكيف يعرف أن ذلك الابتلاء امتحان، أو غضب من عند الله؟

فأجاب: الله عز وجل يبتلي عباده بالسراء والضراء، وبالشدة والرخاء، وقد يبتليهم بها لرفع درجاتهم، وإعلاء ذكرهم، ومضاعفة حسناتهم، كما يفعل بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، والصلحاء من عباد الله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل»، وتارة يفعل ذلك سبحانه بسبب المعاصي والذنوب، فتكون العقوبة معجلة؛ كما قال سبحانه: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}. فالغالب على الإنسان التقصير، وعدم القيام بالواجب، فما أصابه فهو بسبب ذنوبه وتقصيره بأمر الله، فإذا ابتلي أحد من عباد الله الصالحين بشيء من الأمراض أو نحوها، فإن هذا يكون من جنس ابتلاء الأنبياء والرسل، رفعا في الدرجات وتعظيما للأجور، وليكون قدوة لغيره في الصبر والاحتساب. فالحاصل أنه قد يكون البلاء لرفع الدرجات وإعظام الأجور، كما يفعل الله بالأنبياء وبعض الأخيار، وقد يكون لتكفير السيئات؛ كما في قوله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أصاب المسلم من هم ولا غم، ولا نصب ولا وصب، ولا حزن ولا أذى، إلا كفر الله به من خطاياه حتى الشوكة يشاكها» وقوله صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرا يصب منه» وقد يكون ذلك عقوبة معجلة بسبب المعاصي، وعدم المبادرة للتوبة؛ كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة» خرجه الترمذي وحسنه .اهـ. من مجموع فتاواه.

 

وقد ذكر بعض العلماء علامات للتفريق بين العقوبة والابتلاء لرفعة الدرجات، وذلك بالنظر إلى حال العبد من المصيبة.

قال عبدالقادر الجيلاني: علامة الابتلاء على وجه العقوبة والمقابلة: عدم الصبر عند وجود البلاء، والجزع والشكوى إلى الخلق. وعلامة الابتلاء تكفيرا وتمحيصا للخطيئات: وجود الصبر الجميل من غير شكوى، ولا جزع ولا ضجر، ولا ثقل في أداء الأوامر والطاعات. وعلامة الابتلاء لارتفاع الدرجات: وجود الرضا والموافقة، وطمأنينة النفس، والسكون للأقدار حتى تنكشف

المصدر الاسلام سؤال وجواب

 

لا يتوفر وصف للصورة.
 

{وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} (الشورى:٣٠)
 
من تدبر هذه الآية حاسب نفسه بعد كل مصيبة ولزم التوبة ..

من عقوبة الذنوب أنها تزيل النعم وتحل النقم ، قال أحدهم :مابال العقلاء أزالوا اللوم عمن أساء إليهم؟!.. فقيل: لأنهم علموا أن الله ابتلاهم بذنوبهم . أصلح مابينك وبين الله ، يصلح الله مابينك وبين الناس ،فما نزل بلاء إلا بذنب ، وما رُفع إلا بتوبة

حين تحل بك مشكله أو مصيبة ، وتفقد انضباطك في عملك!! راجع نفسك وانظر إلى أعمالك ، فرب مصيبة سببها كسب حرام حسبته يسيراً وهو عند الله عظيم ، نظرة أو كلمة أو شرٌ ضمرته في قلبك {بما كسبت قلوبكم} أنت مجموعة استثمارية ، كل عضو فيها له مكاسبه ، فليكن حرصك على حسن إدارتها ، وإياك أن تركن للهوى والشيطان فتخسر تجارتك مع الله .
والنجاة : أن تلزم الإستغفار وتتوب إلى الله {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون}

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
{تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ ۚ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الشورى: ٥]

تستغفر الملائكة لك في السماء بلا توقف ، فلا تكن غافلاً في الأرض

ما أرحم الله بعباده !.. ألا يكفيك شرفاً أيها المؤمن أن جعل الله من وظائف الملائكة أنهم يسبحون بحمد الله ويستغفرون لمن في الأرض ؟؟.. إنهم لا يستغفرون لأنفسهم لأنهم لايذنبون ..
ونحن البشر كم من الذنوب تقع على عاتقنا في اليوم ؟!.. أليس من واجبنا المداومة على الإستغفار دون ملل ؟!

{تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ} هل استشعرت وأنت في صلاتك أن العليّ العظيم بعلوّه وعظمته سبحانه ، تكاد السموات بعظم خلقها أن تتشقق خشوعاً وخضوعاً لله ؟.. فكيف بقلبك الضعيف الذي يسرح بأمور الدنيا وأنت تقف بين يديه ؟!!!... إلى متى تتفطر السموات وتخشع الملائكة ونحن غافلون؟!!
 
 
لا يتوفر وصف للصورة.
 
 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} [الشورى: ٣٧]

اعلم أن كبائر الإثم ليست محدودة في عدد معين ، وقد جاء تعيين بعضها ، كالسبع الموبقات ، أي المهلكات لعظمها ، وقد ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة أنها : الإشراك بالله ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، والسحر ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات .

وقد جاءت روايات كثيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في تعيين بعض الكبائر كعقوق الوالدين ، واستحلال حرمة بيت الله الحرام ، والرجوع إلى البادية بعد الهجرة ، وشرب الخمر ، واليمين الغموس ، والسرقة ، ومنع فضل الماء ، ومنع فضل الكلإ ، وشهادة الزور .

وفي بعض الروايات الثابتة في الصحيح عن ابن مسعود أن أكبر الكبائر الإشراك بالله الذي خلق الخلق ، ثم قتل الرجل ولده خشية أن يطعم معه ، ثم زناه بحليلة جاره . وفي بعضها أيضا " أن من الكبائر تسبب الرجل في سب والديه " . وفي بعضها أيضا " أن سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " . وذلك يدل على أنهما من الكبائر .

وفي بعض الروايات " أن من الكبائر الوقوع في عرض المسلم ، والسبتين بالسبة " .

وفي بعض الروايات " أن منها جمع الصلاتين من غير عذر " .

وفي بعضها " أن منها اليأس من روح الله ، والأمن من مكر الله " . ويدل عليهما قوله - تعالى - : إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون [ 12 \ 87 ] . وقوله : فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون [ 7 \ 99 ] .

وفي بعضها " أن منها سوء الظن بالله " . ويدل له قوله - تعالى - : ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا [ 48 \ 6 ] .

وفي بعضها " أن منها الإضرار في الوصية " .

[ ص: 77 ] وفي بعضها " أن منها الغلول " . ويدل له قوله - تعالى - : ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة [ 3 \ 161 ] . وقدمنا معنى الغلول في سورة " الأنفال " ، وذكرنا حكم الغال .

وفي بعضها " أن من أهل الكبائر الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا " . ويدل له قوله - تعالى - : أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم [ 3 \ 77 ] . ولم نذكر أسانيد هذه الروايات ونصوص متونها خوف الإطالة ، وأسانيد بعضها لا تخلو من نظر ، لكنها لا يكاد يخلو شيء منها عن بعض الشواهد الصحيحة من كتاب الله أو سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - .

واعلم أن أهل العلم اختلفوا في حد الكبيرة ; فقال بعضهم : هي كل ذنب استوجب حدا من حدود الله .

وقال بعضهم : هي كل ذنب جاء الوعيد عليه بنار أو لعنة أو غضب أو عذاب .

واختار بعض المتأخرين حد الكبيرة بأنها هي كل ذنب دل على عدم اكتراث صاحبه بالدين .

وعن ابن عباس أن الكبائر أقرب إلى السبعين منها إلى السبع . وعنه أيضا أنها أقرب إلى سبعمائة منها إلى سبع .

أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
محمد الأمين الشنقيطي

 
 
لا يتوفر وصف للصورة.
 
 
{وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} [الشورى: ٣٧]
 

 

من ابتُلي بسرعة الغضب وكان العامل الطبعي عنده قويًّا عليه أن يحاول جاهدًا أن يتحكم في غضبه، ويدرِّب نفسه على الصبر والحلم والعفو والتسامح مع الآخرين، ولا يستعجل في التعامل مع الأحداث والمواقف والمثيرات من حوله؛ لئلا يندم على قوله وتصرُّفه بعد ذلك، فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس الشديد بالصُّرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب))؛ [رواه البخاري ومسلم].

 

وهناك عدد من الإرشادات والتوجيهات النبوية التي يمكن اتِّباعها للتخفيف من حدة الغضب وشدة الانفعال عند الإنسان، ومن ذلك: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فقد ورد عن سليمان بن صُرَدٍ رضي الله عنه أنه قال: استبَّ رجلانِ عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوسٌ، وأحدهما يسبُّ صاحبه مُغضبًا، قدِ احمرَّ وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إني لأعلمُ كلمةً لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم))، فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم؟! قال: "إني لست بمجنون"؛ [رواه البخاري واللفظ له ومسلم].

 

ومن ذلك أيضًا تغيير وضعه الذي هو عليه، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب؛ وإلا فليضطجع))؛ [رواه أحمد وأبو داود].


{وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} ليس من سجية المؤمن الإنتقام لنفسه من أخيه المؤمن .
:
يصادفنا كثيراً سوء تصرف أحدهم معنا !!.. قد يُجهل عليك !! وتغضب !! .. لكن انتبه  : إن استسلمت لغضبك خسرت ، وإن غفرت وسامحت عَظُم أجرك عند الله وربحت عفوه عنك يوم الحساب . اغفر واعفُ وفوض أمرك إلى الله إن الله بصيرٌ بالعباد
:
يامن تكظم غيظك ولا ترد الإساءة حال غضبك ، يامن تغفر وتعفو وتسمو بقلبك الطيب عن الضغائن والمشاحنة لتنال رضا الله ، يامن اتصفت بصفات جعلها الله من أسمائه ، أليس الله هو العفو الغفور
؟ ..

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ۚ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا} [الأحزاب:٤٤]

اختلف في الضمير الذي في يلقونه على من يعود ، فقيل على الله تعالى ، أي كان بالمؤمنين رحيما ، فهو يؤمنهم من عذاب الله يوم القيامة . وفي ذلك اليوم يلقونه . و ( تحيتهم ) أي تحية بعضهم لبعض . ( سلام ) أي سلامة لنا ولكم من عذاب الله . وقيل : هذه التحية من الله تعالى ، المعنى : فيسلمهم من الآفات ، أو يبشرهم بالأمن من المخافات . ( يوم يلقونه ) أي يوم القيامة بعد دخول الجنة . قال معناه الزجاج ، واستشهد بقوله جل وعز : وتحيتهم فيها سلام . وقيل : يوم يلقونه أي يوم يلقون ملك الموت ، وقد ورد أنه لا يقبض روح مؤمن إلا سلم عليه . روي عن البراء بن عازب قال : تحيتهم يوم يلقونه سلام فيسلم ملك الموت على المؤمن عند قبض روحه ، لا يقبض روحه حتى يسلم عليه .
تفسير القرطبى

 
لا يتوفر وصف للصورة.
 
{تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ۚ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا} [الأحزاب:٤٤]

استشعر هذه التحية العظيمة عندما تحيّ من تلقاه من إخوانك ... سيعظم السلام في قلبك

{سلامٌ قولاً من ربٍ رحيم} سلامٌ للمؤمنين من الله السّلام كافٍ من كل سلام .. ويشمل تحية الملائكة لهم عندما تدخل عليهم من كل باب ، و تحية بعضهم لبعض .

 

{يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ} إنه اليوم الذي نتمناه ، والسلام الذي نرجوه ، واللحظة التي تشتاق لها أرواحنا وقلوبنا ... هذه التحية للمؤمنين سلام من النار ، وأمان من العذاب

سلامٌ على ماتركنا خلفنا من تعب ، سلامٌ على الدنيا وضيقها ونكدها ، وأهلاً ومرحباً بنعيم لايزول ، فكم اشتاقت الروح للقاء الجنة التي فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر !!!.. وكم تاقت القلوب والعيون لمقابلة الله جل جلاله !!.. ولعظيم لذة النظر لوجهه الكريم!!.. يا الله أكرمنا ولا تحرمنا

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} (الأحزاب:٣٦)

 

في دلالة الآية على أن يجب التسليم لله ورسوله في كل أمر من الأمور أو نهي من النواهي، حتى وإن كان العبد لا يعلم العلة أو الحكمة، وهذا ما كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم.

 

فقد سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها: ما بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، ولَا تَقْضِي الصَّلَاةَ، فَقالَتْ: كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ.

 

• فاستدلت بالسنة ولم تذكر العلة، وهذا هو حقيقة التسليم لله ورسوله.

 

وقد ذكر العلماء أنه لا بأس من التماس الحكمة من النصوص الشرعية؛ لأننا نعلم أن أوامر الشرع ونواهيه كلها لحكمة ومِن حكيمٍ، ولكن الأصل التسليم لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وينبغي أن يعلم أن أعظم سبب وعلة هي العبودية لله تعالى وطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

قال الإمام ابن جُزَيٍّ في تفسيره على هذه الآية: معناها أنه ليس لمؤمن ولا مؤمنة اختيار مع الله ورسوله، بل يجب عليهم التسليم والانقياد لأمر الله ورسوله

 

يقوله الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:

 

وَالْمَقْصُودُ أَن بِحَسَبِ مُتَابَعَةِ الرسُولِ تَكُونُ الْعِزَّةُ وَالْكِفَايَةُ وَالنصْرَةُ، كَمَا أَن بِحَسَبِ مُتَابَعَتِهِ تَكُونُ الْهِدَايَةُ وَالْفَلَاحُ وَالنجَاةُ، فَاللهُ سُبْحَانَهُ عَلَّقَ سَعَادَةَ الدارَيْنِ بِمُتَابَعَتِهِ، وَجَعَلَ شَقَاوَةَ الدارَيْنِ فِي مُخَالَفَتِهِ، فَلِأَتْبَاعِهِ الْهُدَى وَالْأَمْنُ وَالْفَلَاحُ وَالْعِزةُ وَالْكِفَايَةُ وَالنصْرَةُ وَالْوِلَايَةُ وَالتأْيِيدُ وَطِيبُ الْعَيْشِ فِي الدنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَلِمُخَالِفِيهِ الذلَّةُ وَالصغَارُ وَالْخَوْفُ وَالضلَالُ وَالْخِذْلَانُ وَالشقَاءُ فِي الدنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَقَدْ أَقْسَمَ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ بِأَنْ «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتى يَكُونَ هُوَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالناسِ أَجْمَعِينَ»؛ وَأَقْسَمَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِأَنْ لَا يُؤْمِنَ مَنْ لَا يُحَكِّمَهُ فِي كُل مَا تَنَازَعَ فِيهِ هُوَ وَغَيْرُهُ، ثُم يَرْضَى بِحُكْمِهِ، وَلَا يَجِدَ فِي نَفْسِهِ حَرَجًا مِما حَكَمَ بِهِ، ثُم يُسَلِّمَ لَهُ تَسْلِيمًا وَيَنْقَادَ لَهُ انْقِيَادًا، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾ [الأحزاب: ٣٦]. زاد المعاد (1 / 39).

 

لا يتوفر وصف للصورة.
 
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} (الأحزاب:٣٦)
 

حريتك .. تملكها في كل الأمور إلا هنا في شرع الله ، يجب أن تكون عبداً..

ماصح ولا استقام لمؤمن أو لمؤمنة ، إذا صدر أمر من الله أو رسوله أن يكون لهم رأي أو اختيار فيه ، بل الواجب الإنقياد والتسليم لقضاء الله وقضاء رسوله ، والسمع والطاعة والتنفيذ ، ومن أبى فقد ضل وأخطأ طريق الحق والسعادة !! إذ ليس بعد قول الله وقول رسوله أي قول .

من قدّم عاطفته على عقله خسر ، ومن قدّم عقله على دينه انحرف ، أمّا من قال لأمر الله ولأمر رسوله - سمعاً وطاعةً- فقد فاز ونال سعادة الدنيا والآخرة .. ما أمرنا الله بأمر ء إلا ليرفع شأننا في الأرض وفي السماء وما أمرنا رسولنا بأمر إلا ليضمن لنا جنة عرضها السموات والأرض . افتح مصحفك وضع خطاً تحت الأوامر والنواهي ، وقل : سمعنا وأطعنا نستغفرك ربنا ونتوب إليك .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

محبطات الأعمال في الكتاب والسنة

المحبطات هي:

 

 

1- الإشراك بالله؛ قال - تعالى -:﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65]، وقال - تعالى -: ﴿ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 88]، وقال - تعالى -: ﴿ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ﴾ [التوبة: 17].

 

 

 

2- الرِّدَّة: قال - تعالى -:﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 217].

 

 

 

3- الكفر بآيات الله، وقتل الأنبياء، وقتل الذين يأمرون بالمعروف من الناس، قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴾ [آل عمران: 21، 22]، وقال - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 147]، وقال - تعالى -: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ﴾ [الكهف: 105].

 

 

 

4- كراهة شيء من القرآن، واتباع ما أسخط الله؛ قال - تعالى -:﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 9]، وقال - تعالى -: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 28].

 

 

 

5- النفاق؛ قال - تعالى -: ﴿ أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴾ [الأحزاب: 19]، وقال - تعالى -: ﴿ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ * وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ ﴾ [المائدة: 52، 53].

 

 

 

6- مشاققة الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ "مخالفة أوامره"؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 32].

 

 

 

7- سوء الأدب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم؛ قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الحجرات: 2].

 

أ. د. فهمي أحمد عبدالرحمن القزاز

لا يتوفر وصف للصورة.

 

{أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ۖ فَإِذَا جَآءَ ٱلْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَٱلَّذِى يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ ۖ فَإِذَا ذَهَبَ ٱلْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى ٱلْخَيْرِ ۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَمْ يُؤْمِنُواْ فَأَحْبَطَ ٱللَّهُ أَعْمَٰلَهُمْ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرًا} [الأحزاب:١٩]
 

-﴿أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم﴾ لا قيمة لعمل ظاهره الصلاح إن لم يكن القلب عامراً بالإيمان كل عمل لغير وجه الله هباء.

هناك ألسنة عذبة كالبلسم على النفوس ، وهناك ألسنة قواطع .. وما أصعب أن يلتئم ما أعطبت !!..

البخل سمة بارزة في أغلب المنافقين ، فلا ترجو من البخيل خيرا .. ومن صفات المنافق أيضاً السب والشتم وله قاموسه المكتظ بالعبارات القذرة والساخرة لمن حوله ، ولن تجد أبلغ من كلمات {سلقوكم بألسنة حداد} في وصف ألسنة المنافقين

{فأحبط أعمالهم} المخيف أن إحباط العمل لايكلف شيئاً، تصرف سيء وكلمة جارحة يُحبط عملك !!.. ولا يستغرق ذلك لحظة ، عياذاً بالله من تلك اللحظة .. لاقيمة لأعمالنا ياأصدقاء إن لم يخالطها إيمان حقيقي وتوجه صادق لنيل رضا الله . حافظ على أعمالك من الإحباط ..

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
{لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلْءَاخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:٢١]
 
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوةً كاملةً في جميع جوانب سيرته، إيمانيًّا وتعبديًّا وخُلقًا وسلوكًا وتعاملاً مع غيره، وفي جميع أحواله، فكانت سيرته مثاليةً للتطبيق على أرض الواقع

 

كيف نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ،

 إنَّ أوَّل خطوة على طريق الاقتداء بالنبي الكريم هي : مدارسة سيرة النبي الكريم وسنَّته؛ حتى نتعلَّم كيف كانت حياته، وكيف كانت معاملاته، وكيف كان يسير في جوانب حياته كلِّها، فإنه صلى الله عليه وسلم هو الإنسان الوحيد على وجه البسيطة الذي كانت حياته كلُّها كتابًا مفتوحًا للجميع، فلم يكن في حياته الجانب الخاص الذي لا يعرفه الناس، بل إنَّ حياته من أصغر صغيرةٍ وأخصِّ خصِّيصةٍ فيها كانت معروفةً لأصحابه، بل إنَّها دُوِّنت حتى تقرأها أمَّته من بعده إلى قيام الساعة.

 

كما يجب أن نستخرج من خلال قراءتنا لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم روحه في التعامل مع الأمور، لذا ينبغي أن تكون قراءتنا لحياة نبينا قراءةَ الباحث عن المنهج الذي يضبط له أموره. ولا يجب أن يكون اقتداؤنا بالنبي صلى الله عليه وسلم في جانبٍ دون آخر، أو تكون تعاملاتنا خلاف منهجه، فعلينا الاقتداء الشامل بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم في كافة الجوانب وبذل أقصى جهد لتحقيق ذلك.

 

ومن الأمور التي يجدر التنبيه عليها أيضا في الاقتداء بالنبي – صلى الله عليه وسلم والتأسي  به:- العمل بسنته باطنا وظاهرا: مثل سنن الاعتقاد ومجانبة البدعة وأهلها. والسنن المؤكدة : مثل سنن الأكل واللباس والوتر وركعتي الضحى، وسنن المناسك في الحج والعمرة .. وتطبيق السنن المكانية : الذهاب إلى مدينة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، والصلاة في مسجده، والصلاة في مسجد قباء، والصلاة في الروضة الشريفة، ففي البخاري « مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ » ، والإكثار من الصلاة عليه – صلى الله عليه وسلم ، فقد روى مسلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ : (مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا )

 

من خطبة حامد ابراهيم

 
لا يتوفر وصف للصورة.
 
{لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلْءَاخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:٢١]
 
كم نحتاج بحق امتثال أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفوسنا وحياتنا !!!
 
عند الابتلاء انظر إلى من هو دونك وعند التنافس احرص أن تسبق أقرانك وعند الطموح : ﴿ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ﴾

 

 

{وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍۢ} عندما يكون قدوتك مَنْ شَهِدً اللهُ له بالخُلُق العظيم فإن أخلاقك أيضاً ستحاكي ذاك الجمال وتقتبسه
 

 

 

جاءت كلمة (أسوة) نكرة لتفيد عموم أفعال رسول الله وكلامه وعلاقاته ، وقد يُوفَق لمقام الأسوة الرفيع من عمَّر قلبه إيماناً وذكراً وحباً لله تعالى ..
 

 

لنراجع أنفسنا ونراقب أعمالنا وأقوالنا وعباداتنا هل هي مطابقة لشرع الله وسنة نبيه الكريم ؟!! أين أخلاقنا من أخلاق رسول الله ؟!!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
{فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍۢ مِّنَ ٱلَّيْلِ وَٱتَّبِعْ أَدْبَٰرَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَٱمْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} [الحجر:٦٥]
 
تفسير البغوي "معالم التنزيل": فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ أَيْ سِرْ خَلْفَهُمْ، وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ، حَتَّى لَا يَرْتَاعُوا مِنَ الْعَذَابِ إِذَا نَزَلَ بِقَوْمِهِمْ. وَقِيلَ: جَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَامَةً لِمَنْ يَنْجُو مِنْ آلِ لُوطٍ، وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَعْنِي الشَّامَ. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: يَعْنِي زُغَرَ. وَقِيلَ: الْأُرْدُنُ.
 
 
لا يتوفر وصف للصورة.
 
{فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍۢ مِّنَ ٱلَّيْلِ وَٱتَّبِعْ أَدْبَٰرَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَٱمْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} [الحجر:٦٥]
 
أدب الصحبة أن تتأكد من سلامة الرفاق وتسعى لذلك

عندما أراد الله أن يهلك قوم لوط عليه السلام ، أوحى إليه أن يخرج من القريه مع أهله {واتبع أدبارهم} إذ ليس شرطا أن يكون العظيم أولا ، ربما تقتضي العظمة أن يمشي آخر الصفوف أحيانا ليطمئن عليهم

{وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ} الواثق من طريقه لايلتفت للوراء ، ومَن أكثرَ الإلتفات: أتعبَ مَنْ خلفه ، وشكك في منهجه ، وتعثر في طريقه ..

انظر إلى عملك هل هو خالص وصواب؟ فإذا اطمأننت لذلك ، أعرض عمن يقدح فيك ، واجعل هذه الآية منهجا لك ، امض إلى الأمام ولا تلتفت ، ركز في هدفك واسأل الله الهدى والنجاح

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} [الذاريات: ٥٠]
 
الإنسان الضعيف لابد أن يلجأ فيما يعرض له من أمور إلى جهة يراها قوية وقادرة على أن تحميه أو توفر له الأمن والاطمئنان، فإلى من يتجه، وإلى مَن يفوض أموره ؟ { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: 15]

 

الفرار نوعان :  فرار السعداء وفرار الأشقياء

 

أما فرار السُعداء فرارٌ من الدنيا إلى الله، فرار السعداء الفرار منه إليه سبحانه.

قال ابن القيم -رحمه الله- : ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين: منزلة الفرار. مدارج السالكين (1/ 466)

قال القرطبي -رحمه الله- : قال الله تعالى: لنبيه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قل لهم يا محمد، أي قل لقومك: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) أي فروا من معاصيه إلى طاعته.

وقال الإمام الطبري -رحمه الله- : اهربوا أيها الناس من عقاب الله إلى رحمته بالإيمان به، واتباع أمره، والعمل بطاعته. تفسير الطبري (21/ 549)

وقال ابن عباس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- : فروا إلى الله بالتوبة من ذنوبكم.

وقال الإمام ابن كثير -رحمه الله- : أَيِ: الْجَئُوا إِلَيْهِ، وَاعْتَمِدُوا فِي أُمُورِكُمْ عَلَيْهِ. تفسير ابن كثير (7/ 424)

 

 - وأما فرار الأشقياء

 فرارٌ منه لا إليه، فرارٌ منه إلى الدنيا ، إلى المعاصي ، إلى الشهوات ، إلى الظلمات ، إلى المهلكات قال تعالى واصفا حالهم :{فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } [المدثر: 49 - 51]

 

- ثمرات الفرار إلى الله تعالى

1- أنه سبب لرضوان الله- سبحانه وتعالى- والفوز بالجنة والنجاة من النار .

2- خير ما يعين على ترك المعاصي والبعد عن الشبهات .

3- هو سبب في طهارة القلوب وصفاء النفوس.

4- سبب في البعد عن التكالب على حطام الدنيا واللهث خلف شهواتها والإقبال على الآخرة.

 

- بعض النماذج والصور للفرار إلى الله

الفرار إليه بالتوبة الصادقة ومثال ذلك فرار الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك قال تعالى في شأنهم : {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 118]

الفرار إليه عند الفتن ، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : (( يُوشِكَ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الرَّجُلِ غَنَمٌ، يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الجِبَالِ وَمَوَاقِعَ القَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الفِتَنِ )). رواه البخاري (3300)

 

 
لا يتوفر وصف للصورة.
 
{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} [الذاريات: ٥٠]

 

في زمن الفتن وقد كثرت.. أصدق وأعظم قرار مع الله هو الفرار إلى الله

كلما تعثرنا في الحياة نشعر أن هذه الآية تنادينا ، تشعرنا برغبة في الهروب من الوجود كله إلى خالقه . الفرار إليه هو طريق الأمان والنجاة الوحيد عند الفتن وذلك بالفرار إلى كتابه تدبرا وعملا وخضوعا ، وحينها يجعل لنا نورا نهتدي به

الذنوب موحشة تضك الصدر ، ولا شيء أنفع للعبد من صدق الإلتجاء إلى الله {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} اجعلها شعارك وقرارك ، واهرب إلى الله من نفسك الأمارة بالسوء ، من وساوس الشيطان ، اهرب بآلامك وهمومك وأحزانك ، اهرب بأحلامك المبعثرة وخطواتك المتعثرة ونظراتك الشاردة إلى رحمته ومغفرته ، إنه المعين لكل مكروب والكريم لكل محتاج والأمان لكل خائف ، ولن تجد أرحم منه فأين تفر عنه ؟!! سأظل أهرب إليك ربي ياملاذ القلوب الخائفة وطمأنينة القلوب الآمنة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون}[الذاريات :٥٦]

 

هذه الآية عمل بها الصالحون فطبقوها على كل لحظة من حياتهم ولم يقصروها على بعض العبادات، بل استشعروا عبوديتهم لله فراقبوه في سائر تصرفاتهم، وأخلصوا لله في سائر أعمالهم، فوضعوا أنفسهم تحت مجهر الشريعة، مستشعرين معية الله، ومشفقين من نظر الله الذي قال -سبحانه-: (مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [المجادلة:7].

كثير من الناس يظن أن العبادة مقصورة على أمهات العبادات كالصلاة والزكاة والصيام والحج، وهذا فهم عقيم لهذه الآية التي أخبر الله فيها أنه ما خلقنا إلا لعبادته، فإذا أردنا تطبيق هذه الآية تطبيقا نحوذ به على مرضاة الله وننجو به من سخط الله فعلينا أن نراقب الله في كل صغيرة وكبيرة، ونتذكر دائما قول الله -تعالى-: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) [الانفطار:10-12].

ونتذكر قول الله -تعالى-: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق:18]، ونتذكر قوله -تعالى-: (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ) [الطارق:4]، ونتذكر قول الله -تعالى-: (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) [البقرة:281].

 بمقتضى هذه الآية: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) فإننا متعبدون لله في وظائفنا، ومتعبدون لله في تجارتنا، ومتعبدون لله في أسواقنا، ومتعبدون لله في حفلاتنا، ومتعبدون لله في مستشفياتنا، ومتعبدون لله في طرقنا، ومتعبدون لله في صحتنا وسقمنا، ومتعبدون لله في نومنا ويقظتنا، ومتعبدون لله في سفرنا وإقامتنا، ومتعبدون لله في سرنا وجهرنا، ومتعبدون لله في شؤوننا وخلواتنا، متعبدون لله في أسماعنا وأبصارنا وألسنتنا وقواتنا، بل -والله- متعبدون لله في حياتنا وموتنا، (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) [الأنعام:162-163]

 لو استشعر المسلم معنى هذه الآية: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) ما أخل بوظيفته، ولا غش في تجارته، ولا تهاون في أمانته. والله! لو استشعرنا معنى هذه الآية ما سمعنا عن الرشوة وأهلها، ولا سمعنا عن الربا وأهله، ولا سمعنا عن الغش وأهله، ولا هربنا المخدرات، وما وقعنا في المنكرات.

 
لا يتوفر وصف للصورة.
 

{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون}[الذاريات :٥٦]
 

خلقنا الله للعبادة ، وخُلِقت الدنيا لنا ، فلا تنشغل عما خُلقتَ له بما خُلقَ لك.

هذه الآية الكريمه هي سر وجودنا ومغزى حياتنا ، هي جواب أسئلتنا ومعنى رحلتنا في الحياة ، هنا فقط تجتمع نفوسنا المبعثرة ، وتلتئم أرواحنا الممزقة ...

هذه الآية تجعل قلوبنا تنبض ورئتانا تتنفس وخلايانا تتجدد ، ليس من أجل أن نعيش بل لنعبد الله ، لنحبه ونتذلل له.

التوحيد علم و عمل {الله الذي خلق سبع .......(لتعلموا) } {وما خلقت الجن والإنس إلا (ليعبدون)} في الأولى خلَقنا لنعلم ، وفي الثانية خلَقنا لنعبده ..

 

لننفض غبار الغفلة عن قلوبنا ، ونجليها برياح العلم والإيمان ونجعلها تبصر حقيقة العبادة التي تجمع أصلين :
 

(غاية الحب والإخلاص) مع (غاية الذل والخضوع) لله سبحانه وتعالى

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ○ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ}[الصافات: ١٤٣، ١٤٤]

وقفة_ تدبرية حول قوله تعالى عن نبيه يونس عليه السلام : { فلولا أنه كان من المسبحين.. للبث في بطنه إلى يوم يبعثون { فكل ما حاصرك الهم والغم والحزن ؛ واشتد عليك الكرب؛ فعليك بكثرة التسبيح فإنه نجاة ورحمة؛ وطمأنينة للقلب؛ وراحة للبال؛ وانشراح للصدر. تدبر   / ماجد _الزهراني


كان يونس عليه السلام نبياً ، لكن الله تعالى لم يذكر عنه إلا إنه كان من المسبحين العابدين الذاكرين . لقد ابتلعه الحوت فمكث في بطنه يسّبح الله ، ولم يكن ليخرج من كربه لولا مثابرته على التسبيح .

من رحمة الله بعباده أنه لا ينسى أعمالهم الصالحة ولو نسوها أنفسهم ؛ ﴿ فلولا أنه كان من المسبّحينَ للبِث في بطنِه إلى يومِ يبعثون ﴾. 

  الطاعة السابقة سببا للنجاة من المهلكات اللاحقة. “تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة” “فلولا أنه كان من المسبحين، للبث في بطنه إلى يوم يبعثون”    

الفرج معقود على نواصي المسبحين ، سبّح وأبشر بالفرج

أعظم أسباب الفرج تعظيم الله بتسبيحه وذكره والسجود له .. أعمالنا الصالحة هي خبيئة ندخرها لنستجلب بها رحمة الله التي تنجينا في الملمات والكربات فلنكثر منها ... سبّح أيها المهموم وأكثر الدعاء يأتيك الفرج وإن عظم البلاء ، فالتسبيح يُخرج من بطن الحوت ، أفلا يُخرجك من همك ؟؟!!

 
 
لا يتوفر وصف للصورة.
 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 "وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُون"

 

إذا تأملنا في الجسد البشري فسنجد تعقيدًا في تصميمه أيما تعقيد !!، فكل عضو وكل جهاز يقوم بوظيفته على أكمل وجه في تجانس تام مع الأعضاء والأجهزة الأخرى، بل إن كل مكون من مكونات الجسم البشري به العديد من التفاصيل؛ هذا التعقيد إنما يدل على حكمة ولطف الخالق سبحانه، وإليكم أمثلة على ذلك:

 

الجـــلـــد:

يحتوى جلد الإنسان على خمسة ملايين جهاز حساس للألم !!!، و200 ألف جهاز حساس للحر، و500 ألف جهاز حساس للحس والضغط !!، كما أن له فوائد عامة منها:

أنه يحفظ الجسم من العوامل الخارجية الضارة مثل الجراثيم.

يمنع ماء الجسم والذي تبلغ نسبته 70% من جسم الإنسان من النفاذ إلى الخارج مما يمنع حدوث الجفاف.

يحافظ على حرارة الجسم الداخلية، إذ يتواجد تحت الجلد 15 مليون غدة عرقية وهي التي تخلص الجسم من الحرارة الزائدة بواسطة التبخر والعرق.

وسيلة لنقل الإحساس من الخارج.

 

ومن لطف الله أنه جعل جلد الوجه يتحمل الحرارة والبرودة أكثر من غيره من الأعضاء، ذلك لأن الوجه مكشوف دائمًا ومعرض لكل عوامل الطبيعة.

 

والآن تخيل معي التالي:

ماذا لو كان الجلد شفافًا؟: لأصبح شكل الإنسان بشعًا!!، فستظهر أعضائه الداخلية من خلال ذلك الجلد، إلا أن الحكمة الإلهية قد اقتضت أن يكون ذلك الجلد غير شفاف فيظهر الإنسان في أحسن تقويم.

 

ماذا لو كان بالجلد فجوات او فتحات تمكن الماء والأشعة والبكتيريا من الدخول إلى داخل جسم الإنسان ؟؟ بالتأكيد لكان ذلك سيضر الإنسان كثيرا، إلا أن اللطف الإلهي قد أبى إلا أن يكون ذلك الجلد بمثابة حماية لجسم الإنسان من خطر الأشعة والبكتيريا الضارة.

تخيل لو لم تكن هناك إمكانية لخروج العرق من الجسم عن طريق مسام الجلد؟؟ لأرتفعت حرارة الجسم كثيرا، إلا أن الحكمة الإلهية قد سمحت بأن يكون هناك منافذ لتلك الحرارة الزائدة لتخرج مع العرق.

ماذا لو لم تكن هناك إمكانية لنمو خلايا الجلد مرة أخرى بعد الجروح أو التشقق، ماذا يكون شكل الجلد وقتها؟؟ سيكون شكله بشعًا لأن ما من أحد فينا إلا وسيتعرض حتما للجروح أو فقدان بعض أجزاء جلده، فلو تحقق ذلك لملأت جلد الإنسان الجروح والتشققات، وهذا كان سيخل بشكله الجمالي، إلا أن اللطف الإلهي قد أبى إلا المحافظة على هذة الهيئة الجميلة للإنسان فجعل هناك إمكانية لنمو خلايا الجلد من جديد.

إنها حكمة ولطف بالغين من خالق رحيم حكيم.

 

العظام:

خلق الله العظام وجعل منها فوائد كثيرة للجسد، فمن ناحية فهي التي تكسب جسم الإنسان شكله العام، ومن ناحية أخرى فإن بعض العظام يقوم بمهمة جليلة وهي حماية بعض الأعضاء الرخوة من العوامل الخارجية؛ فالجمجمة تحمي المخ من العوامل الخارجية، وكذلك القفص الصدري فإنه يحمي القلب والرئتين، وأيضًا العمود الفقري الذي يحمي النخاع الشوكي. ومن لطف الخالق أنه خلق بين المفاصل (مواضع إلتقاء عظمتين) سائلًا يسهل عملية الحركة، ولولا ذلك السائل لما أستطاع الإنسان أن يمشي ولصرخ من الألم عند كل حركة، وذلك لأن ذلك السائل هو الذي يسهل الحركة.

 

الـــمــــخ:

ذلك العضو الغامض الذي أحتار العلماء في تعقيده؛ فوزنه حوالي 1330 جرام، مع هذا الوزن المحدود المتوسط فإنه يحتوي على 30 مليار خلية عصبية، وخلال كل ثانية تفكير أو مذاكرة يجري داخل كل خلية عصبية 15 ألف تفاعل كيميائي!!!، وذلك لتمهد للأوامر العصبية أن تسير بسرعة 350 كم/ ساعة وهذا هو سبب قدرة الإنسان من رؤية الأشياء والتحدث بأسمائها في أقل من ثانية!! ولولا تلك التفاعلات لحدثت فجوة زمنية بين رؤية الإنسان للأشياء وبين إدراكه لحقيقتها. هذا ويقدر العلماء بأن بإمكان المخ أن يخزن في مساحة لا تتجاوز الـ22 ديسيمتر مربعًا ما يعدل 20 مليون مجلد متوسط الحجم!!!!. وكل منطقة بالمخ تختص بعمل ووظيفة محددة، فهناك منطقة خاصة بالرؤية، وأخرى خاصة بالسمع، وثالثة مختصة بالحركة، ورابعة للتذوق، وخامسة للشم، بالإضافة إلى ذلك فهنك مراكز خاصة للكلام والكتابة والتفكير، فسبحان من خلق وصمم كل ذلك الإبداع والتعقيد!!.

 

جسد الإنسان..أرقام وحقائق:

وزن القلب حوالي 312 جرام، حجمه في قبضة اليد، وتبلغ دقاته من 60: 80 دقة في الدقيقة، وينبض في العام حوالي 40 مليون مرة.

يستطيع القلب إذا أستعمل كآلة محركة أن يرفع ثقلًا مقداره رطلان إلى ارتفاع قدمين بنفس الجهد الذي يبذله في نبضة واحدة.

في كل يوم يتنفس الإنسان 25 ألف مرة ويسحب في اليوم 180 متر مكعب من الهواء.

في المعدة 35 مليون غدة للإفراز.

يحتوي جسم الجسم البشري أكثر من 600 عضلة، وتحوي العضلة متوسطة الحجم على 10 مليون ليف عضلي.

في العين الواحدة حوالي 140 مستقبل للضوء.

في الدم 25 مليون كرية حمراء لنقل الأوكسجين، و25 مليار كرية بيضاء لمقاومة الجراثيم ومناعة البدن.

 

ومع كل هذا التعقيد والدقة والإبداع في الخلق نرى وللأسف الشديد من ينكرون وجود الخالق سبحانه، فسبحان من قال ( {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} ) (الحج- 46)، إنها حقًا بلادة فكرية وضمور في الوعي الفلسفي، فأي ذي عقل ينظر إلى كل ذلك الإبداع سيتمكن حقًا من التوصل إلى وجود خالق قادر حكيم لطيف.

 

المراجع: الموسوعة الكونية الكبرى- الجزء 14- آيات الله في خلق الإنسان وبعثه وحسابه – د.ماهر أحمد الصوفي.

 
لا يتوفر وصف للصورة.
 
 
{وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُون} [الذاريات:٢١]

كررها مراراً ، وتأمل في نفسك لتعلم عظمة الله في خلقه ، وتشكره على نعمه

كشف العلماء جانب من الإعجاز الموجود في خلق الله لجسم الإنسان ، ولايسعك عندما تسمعه  إلا أن تخر ساجدا خاشعا لعظمة الله جل جلاله ، ومهما بلغ الإنسان من العلم فهو يجهل الكثير (وما أُوتيتم من العلم إلا قليلاً) والعجيب أننا لانتفكر ولا نهتم ولا نبصر !!!

{وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} لو تفكر الإنسان في خلق نفسه لعرف أنه إنما خُلق ولُيّنت مفاصله للعبادة ..

 
{أفلا تسمعون} {أفلا تبصرون} فاسمع وأبصر ، انظر وتفكر ، واعمل هنا قبل الندم والحسره حين تقول هناك :{ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا}

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۖ قَالُواْ لَا تَخَفْ ۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ} [الذاريات:٢٨]
 

قوله : ( فأوجس منهم خيفة ) : هذا محال على ما تقدم في القصة في السورة الأخرى ، وهو قوله : ( فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته قائمة فضحكت ) [ هود : 70 ، 71 ]  بشرتها الملائكة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب . ( قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ) [ هود 72 ، 73 ] ; ولهذا قال هاهنا : ( وبشروه بغلام عليم ) ، فالبشارة له هي بشارة لها ; لأن الولد منهما ، فكل منهما بشر به . (تفسير ابن كثير)

 

لا يتوفر وصف للصورة.

 

{فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۖ قَالُواْ لَا تَخَفْ ۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ} [الذاريات:٢٨]

قد يعترينا الخوف من بعض الأشياء ويكون فيها البشارة من رب السماء .. سبحان الله

{فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً} خيفة شعر بها سيدنا إبراهيم عندما امتنع ضيوفه عن الطعام لكنه أضمرها في نفسه ولم يظهرها لهم فلما علمت الملائكة {قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ}

 

امرأته عجوز عقيم ولكن رحمة الله بعبده إبراهيم ولطفه به وقدرته سبحانه أرسل إليه الملائكة تبشره
{ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ} تركوا أوصاف الحسن والقوة واختاروا العلم لأنه الأهم .

{فَأَوۡجَسَ فِی نَفۡسِهِۦ خِیفَةࣰ مُّوسَىٰ ۝ قُلۡنَا لَا تَخَفۡ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡأَعۡلَىٰ} ما أسرع فرج الله !! هي خاطرة خوف أيضاً مرت بقلب سيدنا موسى عندما ألقى السحرة حبالهم ، وقبل أن ينطق لسانه جاءه التثبيت : {..لا تَخَف إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡأَعۡلَىٰ} فلا تيأس مهما ضاقت بك السبل ..

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مشاهد الحساب والعرض يوم القيامة

 

﴿ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 69].

ويقول: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ ﴾ [البقرة: 210].

 

والله أعلم بطريقة هذا المجيء، نؤمن به على الوجه الأكمل، كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وتشرق الأرض بمجيئه، وتجيء الملائكة بكتب الأعمال التي فيها الأقوال، والأفعال، والتصرفات؛ ليكون حجة عليهم، فيا له من موقف عظيم مُلأ إجلالًا، وهيبة، وهم يعرضون صفًا:﴿ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ﴾[الفجر:22].

 

فتصور موقفك، وأنت تنتظر نتيجة عملك، مع علمك أن هذا الكتاب فيه كل صغيرة، وكبيرة، فرحماك إلهانا.. ما أغفلنا: ﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49].

 

النبيِّين - عليهم الصلاة والسلام - أيضا يشهدون هذا الموقف، ويُسألون عن الأمانة التي حمَّلهم الله إياها

وسيأتي بيان ذلك -، ويعرض العباد على الله - تعالى- للحساب صفوفًا أيضًا: ﴿ وَعُرِضُوا عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا ﴾ [الكهف: 48].

 

ومن هول الموقف تجثو الأمم على الركب، عندما يدعى النَّاس للحساب؛ لعظم ما يشاهدون، فيا لها من لحظة عصيبة.. وموقف مهول:﴿وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الجاثية:28].

أطلق لفكرك العنان.. وتصور أبعاد هذا الموقف المهيب.. وحالي وحالك فيه - رحماك ربنا -؛ إنَّه موقف (الحساب).

 

من كتاب "فقه الانتقال من دار الفرار إلى دار القرار"

الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح

 
لا يتوفر وصف للصورة.
 
{وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} (الزمر: ٦٩)
 
منظر مهيب .. تغشاه جلالة الله العظيم، حين يكون نور الأرض من نور الرب ، لاشمس ولا قمر ..

إنه موقف عصيب ، أمامك صحائف لاتغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها الله ، ماتخفيه وما تعلنه تجده في ميزانك وعيونك تراقب كفتي الميزان .. لقد انتهى العمل ، لا أصوات ولا همسات تُسمع ، حتى الأنفاس محبوسة في الصدور .. فقط نور يكتسح الأفق معلناً سبحانه "قد حان الحساب"

ووضع الكتاب .. عملك مكتوب وكلماتك مكتوبة ، نظراتك وخطراتك ، أسرارك التي لا أحد يعلمها كلها مسجله ، وعند الله تعالى يكشف الستار ... والله إنها لأيام قلائل

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×