اذهبي الى المحتوى
أم سهيلة

واحة التقوى ...كيف تتقي الله عز و جل

المشاركات التي تم ترشيحها

أخواتي في الله

السلام عليكم و رحمة الله

استكمالاً لموضوع التقوى أذكر لكم هذه المرة الطريق الموصل للتقوى

 

قال الغزالي رحمه الله : إنما الفضيلة في أمر هذه النفس أن تقوم عليها بقوة العزم فتمنعها عن كل معصية و تصونها عن كل فضول فإذا فعلت ذلك كنت قد اتقيت الله

 

هناك خمسة أمور تبين لنا الطريق الموصل للتقوى :

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال ابن القيم رحمه الله : المحبة شجرة في القلب عروقها الذل للمحبوب و ساقها معرفته و أغصانها خشيته و ورقها الحياء منه و ثمرتها طاعته و مادتها التي تسقيها ذكره فمتى خلا الحب عن شيء من ذلك كان ناقصاً

الأسباب الجالبة لمحبة الله :

1- قراءة القرآن بتدبر و التفهم لمعانيه و ما أريد به .

2- التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض

3- دوام ذكره على كل حال : باللسان و القلب

4- إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى.

5- مطالعة القلب لأسمائه و صفاته و مشاهدتها و التقلب في رياض معانيها فمن عرف الله بأسمائه و صفاته و أفعاله : أحبه لا محالة .

6- مشاهدة بره و إحسانه و آلاءه ، و نعمه الظاهرة و الباطنة .

7- و هو من أعجبها : انكسار القلب بين يدي الله تعالى ، و ليس في التعبير عن هذا المعنى غير الأسماء و العبارات .

8- الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته و تلاوة كلامه .

9- مجالسة المحبين و الصادقين ، و التقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقي أطايب الثمر

10- مباعدة كل سبب يحول بين القلب و بين الله عز و جل من الشهوات و الشبهات

فالاشتغال بهذه الأسباب تشغل القلب بطاعة الله عز و جل و تبعده عن المعصية فإن المحب لا يعصي محبوبه

تعصي الإله و أنت تزعم حبه..................هذا لعمري في القياس شنيعُ

لو كان حبـك صـادقاً لأطـعـته................. إن المـحـب لمن يحـب مـطـيعُ

فإذا دخل العبد هذا القصر المنيف ( محبة الله عز و جل ) فإنه تحبب إليه الطاعات و يجد فيها سعادته فمحبة الله عز و جل من أعظم الأسباب الموصلة للتقوى

فالمحب يسر بخدمة محبوبه و طاعته و لا تطاوعه نفسه على معصيته كما قال بعض السلف : إني لا أحسن أعصي ربي أي أن جوارحه لا تأتي معه في المعصية

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن يدرب العبد نفسه على المراقبة و أن يستشعر إطلاع الله عز و جل عليه فيستحي عند ذلك من المعصية و يجتهد في الطاعة قال الله تعالى " و هو معكم أينما كنتم و الله بما تعملون بصير "

- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " استحيوا من الله حق الحياء , من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس و ما وعى و ليحفظ البطن و ما حوى و ليذكر الموت و البلا و من أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا فمن فعل فقد استحيا من الله حق الحياء "

- و قال سفيان بن عيينة : الحياء أخف التقوى و لا يخاف العبد حتى يستحي و هل دخل أهل التقوى في التقوى إلا بالحياء

- و قال بعض العارفين : خف من الله على قدر قدرته عليك و استحي من الله على قدر قربة منك

- و قال بعضهم : اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك

- و قال الحارث المحاسبي : المراقبة علم القلب بقرب الرب

إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل................... خلوت و لكن قل علىّ رقيب

و لا تحسـبن الله يغـفـل ساعة................... و لا أن ما يخفى عليه يغيب

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فليس في الدنيا و الآخرة شر و داء إلا و سببه الذنوب و المعاصي

قال ابن القيم رحمه الله :

فما الذي أخرج الأبوين من الجنة دار النعيم و السرور إلى دار الآلام و الأحزان

و ما الذي أخرج إبليس من ملكوت السموات و طرده و لعنه

و ما الذي أغرق أهل الأرض حتى علا الماء فوق رؤوس الجبال

و ما الذي أهلك عاد و ثمود و غيرهم

......... فلا شك أن سبيل المعاصي فيه من التعرض للعذاب العاجل و الآجل و ضيق الصدر و الرزق و بغض الخلق و محق البركة فهي كطعام لذيذ مسموم يتمتع به لحظات و تبقى آلامه في الحياة و بعد الممات

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال الله تعالى " فأما من طغى و آثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى "

و قال تعالى " و لمن خاف مقام ربه جنتان " قيل هو العبد يهوي المعصية فيذكر مقام ربه عليه في الدنيا و مقامه بين يديه في الآخرة فيتركها لله

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال العلامة ابن مفلح المقدسي رحمه الله : اعلم لأن الشيطان يقف للمؤمن في سبع عقبات :

عقبة الكفر ......فإن سلم منها ففي عقبة البدعة .........فإن سلم منها ففي عقبة فعل الكبائر .....ثم في عقبة فعل الصغائر........... فإن سلم ففي عقبة فعل المباحات فيشغله بها عن الطاعات ......فإن غلبه شغله بالأعمال المفضولة عن الأعمال الفاضلة ......فإن سلم من ذلك وقف له في العقبة السابعة و لا يسلم منها المؤمن إذ لو سلم منها أحد لسلم منها رسول الله صلى الله عليه و سلم و هي تسليط الأعداء الفجرة بأنواع الأذى

 

فمعرفة هذه العقبات التي يقف عندها الشيطان و معرفة مداخله إلى قلب بني آدم يُعين على الحذر منه

قال ابن الجوزي : إنما الشيطان يدخل على الناس بقدر ما يمكنه, و يزيد تمكنه منهم و يقل على مقدار يقظتهم و غفلتهم و جهلهم و علمهم

 

* * مما يستعان به من طاعة الرحمن حتى يحفظ العبد نفسه من وساوس الشيطان :

1- الاستعاذة بالله قال الله تعالى " و إما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم "

2- قراءة المعوذات فقد قال النبي صلى الله عليه و سلم " لم يُتعوذ الناس بمثلهن "

3- قراءة آية الكرسي عند النوم

4- قراءة سورة البقرة قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان "

5- خاتمة سورة البقرة " من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه "

6- " لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير " من قرأها في يوم مائة مرة كانت له حرزاً من الشيطان حتى يمسي

7- كثرة ذكر الله عز و جل فما أحرز العبد نفسه من الشيطان بمثل ذكر الله عز و جل

8- الوضوء و الصلاة , قال ابن القيم رحمه الله : و هذا أمر تجربته تغني عن إقامة الدليل عليه

9- إمساك فضول النظر و الكلام و الطعام و مخالطة الناس فإن الشيطان إنما يتسلط على ابن آدم

 

 

 

أخواتي الحبيبات ...في المرة القادمة إن شاء الله نتكلم عن ثمرات التقوى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخت أم سهيله

لقد نقلت لنا كنوزا تعيننا على دخول الجنة وهي التقوى، نشكر لك هذا الصنيع الجميل وأنا متأكدة أن معظم الناس يدركون هذ المعاني النبيلة ولكن ما أرجوه منهم تطبيقها بحذافيرها لإنها المنجي من عذاب يوم القيامة والجالبة للخير بإذن..ولو أن جميع المسلمين اقتدوا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وساروا على هذا النهج والله ما صار هذا حالنا..

أخواتي محبة الله عز وجل تحقق لنا رغبات في الدنيا وتقدمنا على غيرنا يوم القيامة ..ومراقبته وخشيته في السر خير وازع وحافظ لنا في الدنيا ويوم تتقلب القلوب والأبصار.. والبعد عن الشيطان غنيمة في الدنيا ونصر في الآخرة...

أتمنة أن أكون ممن يستمعون القول ويتبعون أحسن..

وجزاك الله عني وعن المسلمين ألف خير

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ماشاء الله لا قوة الا بالله

 

موضوع راااااااااااااااااااااااااااااااائع واكثر من رائع اختي ام سهيلة انتي تتحفيني كل يوم واخر بموضوعاتك الهادفة لنا جميعا ولابد من رفع موضوعك لتعم الفائدة والنفع وان ندخل الجنة جميعا يارب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مشرفتي الفاضلة أم سهيلة .. :roll:

 

هذه مره قد تكون وحيدة أطل بها علي الركن ..

 

و لكن يسعدني أن أجد موضوع جديد و طبعا جميل لحضرتك

 

 

ربنا ييسر لك كل خير :D

 

 

 

اللؤلــ البارقة ــؤة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اختي اللؤلؤة البارقة جزاك الله خيرا علي كلامك الجميل لأختنا الفاضلة بس شوفتي ازاي عجبك الموضوع؟ وقولتي انه جميل سبحان الله ليس الموضوع جديد يا اختي بل من عام 2003 وقد قمت برفعه وسبحان الله اقول لنفسي لماذا لا نهتم بموضعات المنتدي القديمة شوفتي الموضوع جميل ازاي الحمد لله رب العالمين وجزاها الله خير اختنا ام سهيلة وجميع الأخوات :))

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

ما أروعها من كلمـات ياغالية

جزاكِ الله عنّا خيرا وجعل ما كتبتِ في مواين حسناتكِ .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
نبض الأمّة مشاركة بتاريخ اليوم, 10:50 AM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

ما أروعها من كلمـات ياغالية

جزاكِ الله عنّا خيرا وجعل ما كتبتِ في مواين حسناتكِ .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا على هدا الموضوع الرائع وجعله الله في ميزان حسناتك

اللهم اجعلني أتقيك وأخشاك كأني أراك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
دخل العبد هذا القصر المنيف ( محبة الله عز و جل )

اسال الله ياامي ان نكون في هذا القصر ..

جزاك الله خير الجزاء ..

موضوع قيم لا حرمك الله الاجر..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكِ الله خيرًا مشرفتي الحبيبة

كلمات هي الدُّرر ,,

جعلها الله في ميزان حسناتكِ

 

ونسأل الله سبحانه أن يرزقنا التقوى , وأن يرزقنا حبـه .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×