اذهبي الى المحتوى
(أم *سارة*)

الافتقار إلى الله تعالى لب العبودية

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

أخواتي وحبيباتي في الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

"ثلاث من كن فيه وجد طعم الإيمان -وقال بندار- حلاوة الإيمان: من كان يحب المرء لا يحبه إلا لله،

 

ومن كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن كان أن يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه"

الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3274

خلاصة حكم المحدث: صحيح

 

ومن هذا المنطلق ولأنني أحبكم في الله، أحببت أن أنقل إليكم خير عظيم ساقه الله إلي..

 

فقد رزقني الله تعالى كتيب يتكلم عن كيفية الوصول لحالة الذل والانكسار والافتقار لله تعالى..

 

فمن لنا غيره سبحانه، ومن لنا نستعين به ويعيننا على هذه الحياة وما فيها من فتن ومغريات ما أنزل الله بها من سلطان..

 

وكلنا يعلم أن الحياة ماهي إلا ممر إلى دار البقاء، وهذا الممر يحتاج لزاد يعينك على السير والوصول إلى نهايته، وخير الزاد التقوى..

 

أما من أراد زاد من نوع آخر غير تقوى الله والخوف منه والذل بين يديه والافتقار إليه، فقد ضل ولن يجد المعين عند الوصول لنهاية الممر..

 

وهذا الكتاب حبيباتي يحوي سبع علامات للافتقار إلى الله والوصول لدرجة عبوديته تعالى حق العبودية، فسبحانه قد خلقنا لنعبده، وبين لنا في كتابه

 

وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام كيف نعبده ونصل لرضاه عنا، وسأكتب عن كل علامة من هذه العلامات مختصر ما أورده المؤلف..

 

وأسأل الله تعالى أن يرزقنا عبادته حق العبادة، الانكسار والذل بين يديه، وأن يلين قلوبنا ويزيل ما عليها من ران فهو ولي ذلك والقادر عليه..

 

علامات الافتقار إلى الله تعالى..

 

*غاية الذل لله تعالى مع غاية الحب.. يتبع

 

* التعلق بالله تعالى وبمحبوباته.. يتبع

 

* مداومة الذكر والاستغفار.. يتبع

 

* الوجل من عدم قبول العمل.. يتبع

 

* خشية الله في السر والعلن.. يتبع

 

* تعظيم الأمر والنهي.. يتبع

 

* سرعة التوبة بعد المعصية.. يتبع

 

تابعوا يرحمنا ويرحمكم الله

تم تعديل بواسطة منال كامل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

بارك الله بكِ منال الحبيبة

نتابع معكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
بارك الله فيك

متابعة معك بإذن الله

 

وبارك فيكي أخيتي الحبيبة

 

تسعدني متابعتكم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

بارك الله بكِ منال الحبيبة

نتابع معكِ

 

وبارك فيكي رماس الحبيبة

 

معنى متابعتك أن الموضوع ليس مكرر ولن يحمله الونش للمكررات

 

سأبدأ غذاً بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

طرح رائع وقيم نافع بإذن الله ()

جزاكِ الله خيرا يا غالية

أتابع معكِ إن شاء الله ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

طرح رائع وقيم نافع بإذن الله ()

جزاكِ الله خيرا يا غالية

أتابع معكِ إن شاء الله ()

 

وجزاكِ بمثل وأكثر أمونة

 

تسعدني متابعتك يا غالية

 

بارك الله فيك يا منال

متابعة باذن الله

 

وبارك فيكي نسرين

 

أسأل الله أن ينفعنا به ويسعدني تواجدك يا حبيبة

 

أبدأ بعون الله وفضله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-186139-1316864868.gif

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الافتقار إلى الله لب العبودية

 

(مقدمة الكاتب)

 

من أهم خصائص العبودية الافتقار المطلق إلى الله تعالى فهو حقيقة العبودية ولبها.. (1)

 

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [سورة فاطر: 15].

 

وقال تعالى في قصة موسى -عليه السلام-: {فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24].

 

 

post-186139-1316864981.gif

 

 

وعرفه ابن القيم -رحمه الله-: "حقيقة الفقر: أن لا تكون لنفسك، ولا يكون لها منك شيء، بحيث تكون كلك لله وإذا كنت لنفسك فثم ملك واستغناء منافٍ للفقر"

 

ثم قال: "الفقر الحقيقي: دوام الافتقار لله في كل حال، وأن يشهد العبد في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة إلى الله تعالى من كل وجه" (2)

 

فالافتقار إلى الله أن يجرد العبد قلبه من كل حظوظها وأهوائها، ويُقبل بكليته إلى ربه عز وجل، متلذذًا بين يديه، مستسلمًا لأمره ونهيه، متعلقًا قلبه بمحبته وطاعته.

 

قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162/ 163].

 

 

post-186139-1316864981.gif

 

 

قال يحيى بن معاذ: "النسك هو: العناية بالسرائر وإخراج ما سوى الله عز وجل من القلب" (3).

 

والمتأمل في جميع العبادة القلبية والعملية يرى فيها أن الافتقار فيها إلى الله هي صفة جامعة لها، فبقدر افتقار العبد فيها إلى الله يكون أثرها في قلب، ونفعها له

 

في الدنيا والآخرة، وحسبك أن تتأمل في الصلاة أعظم الأركان العملية، فالعبد المؤمن يقف بين يدي الله في سكينة خاشعًا متذللًا، خافضًا رأسه ينظر إلى

 

موضع السجود، يفتتحها بالتكبير، وفي ذلك دلالة جلية على تعظيم الله تعالى وحده، والافتقار أن يطأطىء العبد رأسه بالركوع وفيه نعظم الله، ثم السجود وفيه

 

يعفر جبهته بالتراب مستجيرًا بالله منيبًا إليه

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم* (4).

 

ولهذا كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في ركوعه: *اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت. خشع لك سمعي وبصري، ومخي وعظمي، وعصبي* (5).

 

 

post-186139-1316864981.gif

 

 

قال الحافظ بن رجب: "إشارة إلى أن خشوعه في ركوعه قد حصل لجميع جوارحه، ومن أعظمها القلب الذي هو ملك الجوارح والأعضاء، فإذا خشع خشعت

 

الجوارح والأعضاء كلها تبعًا لخشوعه". ثم قال: "ومن تمام خشوع العبد لله وتواضعه في ركوعه وسجوده: أنه إذا ذل لربه بالركوع والسجود، وصف ربه حين

 

إذ بصفات العز والكبرياء والعظمة والعلو، فكأنه يقول: الذل والتواضع وصفي، والعظمة والكبرياء وصفك" (6).

 

إن هذه المنزلة الجليلة التي يصل إليها القلب هي سر حياته وأساس إقباله على ربه، فالافتقار حاد يحدو العبد إلى ملازمة التقوى ومداومة الطاعة.

 

ويتحقق هذا بأمرين متلازمين هما:

 

الأول: إدراك عظمة الخالق وجبروته

 

الثاني: إدراك ضعف المخلوق وعجزه

 

 

post-186139-1316864981.gif

 

 

وسيكون الكلام عن هذين الأمرين غدًا بإذن الله تعالى ثم ندخل في علامات الافتقار إلى الله عز وجل السبعة

 

 

post-186139-1316869445.png

 

 

 

1ـــ مدارج السالكين: (2/ 439)

2ـــ مدارج السالكين: ( 2/ 440)

3ــ ذم الهوى: لابن الجوزي: (ص9)

4ــ أخرجه: مسلم (كتاب الصلاة: 1/ 348ــ رقم: 479)

5ــ أخرجه مسلم: (كتاب الصلاة وقصرها: 1/ 535ـــ رقم: 771)

6ـــ الخشوع في الصلاة لابن رجب الحنبلي: (ص: 41ــ 43)

تم تعديل بواسطة منال كامل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم

 

شكرا لك اختاه على ما خطته يديك وجعله الله في ميزان حسناتك

حقا اننا نتابع الموضوع ......لعلنا نصل الى طمانينة البال والى النفس الجياشة بعاطفة الحب والرجاء

لعنا نصل الى بر الامان

لن استحيي من اقول انه حبيبي الله رب كريم احن علينا من انفسنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
السلام عليكم

 

شكرا لك اختاه على ما خطته يديك وجعله الله في ميزان حسناتك

حقا اننا نتابع الموضوع ......لعلنا نصل الى طمانينة البال والى النفس الجياشة بعاطفة الحب والرجاء

لعلنا نصل الى بر الامان

لن استحيي من اقول انه حبيبي الله رب كريم احن علينا من انفسنا

 

وعليكم السلام ورحمة وبركاته أهلاً أخيتي مرحب بكِ

 

الشكر لله وحده أن رزقني هذا الكتاب فهو سبحانه حقًا وصدقًا أحن علينا من أهلينا وأنفسنا

 

تسعدني متابعتك وأسأل الله أن يجعله شاهدًا لنا لا علينا

تم تعديل بواسطة منال كامل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

:mrgreen: بارك الله فيكِ يا غالية وجعله في ميزان حسناتك

 

أتابع باذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-186139-1316969593.gif

 

 

الأمر الأول: إدراك عظمة الخالق وجبروته

 

فكلما كان العبد أعلم بالله تعالى وبصفاته وأسمائه كان أعظم افتقارًا إليه وتذللًا بين يديه، قال تعالى: {قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ

إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}

[الإسراء: 107ــ 109].

وقال الفضيل بن عياض: "أعلم الناس بالله أخوفهم منه" (1). وقال: "رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله" (2).

 

وقال الحافظ بن رجب: "أصل الخشوع الحاصل في القلب إنما هو من معرفة الله، ومعرفة عظمته وجلاله وكماله، فمن كان بالله أعلم فهو له أخشع، ويتفاوت

الخشوع في القلوب بحسب تفاوت معرفتها لمن خشعت له، وبحسب مشاهدة القلوب للصفات المقتضية للخشوع" (3).

 

 

post-186139-1316969647.gif

 

 

ومن تدبر الآيات البينات والأحاديث الشريفة، التي جاء فيها ذكر صفاته العلا وأسمائه الحسنى، انخلع قلبه إجلالًا لربه، وتعظيمًا لمقامه وهيبتًا لسطوته وجبروته سبحانه وتعالى، قال تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255].

وقال تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ * وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} [الأنعام: 59ــ 61].

وقال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67].

وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يطوي الله السموات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم

 

يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرض بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟" (4).

 

 

post-186139-1316969647.gif

 

 

وقال ابن القيم: "القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده بصفاته، فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال، فتخضع له

الأعناق، وتنكسر له النفوس

وتخشع الأصوات، ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء، وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال وهو كمال الأسماء، وجمال الصفات

وجمال الأفعال الدال على كمال الذات

فيستنفد حبه من قلب العبدقوة الحب كلها، بحسب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله، فيصبح عبده فارغًا إلا من محبته، فإذا أراد منه الغير

أن يعلق تلك المحبة به أبى قلبه وأحشائه ذلك كل الإباء.."

 

ثم قال: "وجماع ذلك أنه سبحانه يتعرف إلى العبد بصفات إلهيته تارة، وبصفات ربوبيته تارة، فيوجب له شهود صفات الإلهية المحبة الخاصة

والشوق إلى لقائه، والأنس والفرح به والسرور بخدمته، والمنافسة في قربه، والتودد إليه بالطاعة، واللهج بذكره، والفرار من الخلق إليه، ويصير هو وحده همه دون ما سواه.. ويوجب له شهود صفات ربوبيته: التوكل عليه والافتقار إليه والاستعانة به، والذل والخضوع والانكسار له" (5).

 

 

post-186139-1316969647.gif

 

 

وعرف ابن القيم الخشوع بأنه: "خشوع القلب لله بالتعظيم والإجلال والوقار والمهابة والحياء، فينكسر القلب لله كسرة ملتئمة من الوجل والخجل والحب

والحياء، وشهود نعم الله، وجناياته هو، فيخشع الفلب لا محالة، فيتبعه خشوع الجوارح" (6).

 

 

post-186139-1316969647.gif

 

 

الأمر الثاني: إدراك ضعف المخلوق وعجزه.

 

فمن عرف قدر نفسه، وأنه مهما بلغ في الجاه والسلطان والمال فهو عاجز ضعيف، لا يملك لنفسه صرفًا ولا عدلًا، تصاغرت نفسه، وذهب

كبرياؤه، وذلت جوارحه، وعظم افتقاره لمولاه، والتجاؤه إليه، وتضرعه بين يديه

 

قال تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ} [الطارق: 5ــ 10].

 

post-186139-1316969647.gif

 

 

وقد جمع الإمام ابن القيم بين الأمرين بقوله: "من كملت عظمة الحق تعالى في قلبه، عظمت عنده مخالفته، لأن مخالفة العظيم ليست كمخالفة من هو

دونه، وفقرها الذاتي إلى مولاها الحق في كل لحظة ونفس، وشدة حاجتها إليه، عظمت عنده جناية المخالفة لمن هو شديد الضرورة إليه في كل لحظة

ونفس، وأيضًا إذا عرف حقارتها مع عظم قدر من خالفه عظمت الجناية عنده، فشمر من التخلص منها، وبحسب تصديقه بالوعيد ويقينه به يكون تشميره

في التخلص من الجناية التي تلحق به" (7).

 

post-186139-1316969647.gif

 

 

يتبع بإذن الله تعالى بعلامات الافتقار والعلامة الأولى

غاية الذل لله تعالى مع غاية الحب

 

post-186139-1316869445.png

1ــ سير أعلام النبلاء: (8/ 427)

2ـــ سير أعلام النبلاء: (8/ 426)

3ـــ الحشوع في الصلاة: (ص 20)

4ـــ أخرجه مسلم: (كتاب صفة القيامة والجنة والنار، 4/ 2148، واللفظ له)

وأخرجه البخاري: (مختصرًا في كتاب التوحيد 13/ 393)

 

وأخرجه أبو داوود في كتاب السنة: (4/ 234، برقم: 4732 بلفظ (ثم يطوي الأرض، ثم يأخذهن بيده الأخرى).

5ـــ الفوائد: (ص: 81ــ 82).

6ـــ الروح: (ص: 232).

7ـــ مدارج السالكين: (1/ 144ــ 145).

تم تعديل بواسطة منال كامل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

:rolleyes: بارك الله فيكِ يا غالية وجعله في ميزان حسناتك

 

أتابع باذن الله

 

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

منة الحبيبة رب يبارك فيكي يارب

 

سأسعد جدًا بمتابعتك يا قمر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-186139-1317035406.gif

 

 

علامات الافتقار إلى الله

 

العلامة الأولى: غاية الذل لله تعالى مع غاية الحب.

 

المؤمن يسلم نفسه لربه بين يديه، متذللًا لعظمته مقدمًا حبه سبحانه وتعالى على كل حب.

 

وتكون طمأنينة نفسه وقرة عينيه، وسكينة فؤاده أن يعفر جبهته بالأرض، ويدعو ربه رغبة ورهبة.

 

قال ابن جرير الطبري: "معنى العبادة: الخضوع له بالطاعة، والتذلل له بالاستكانة" (1).

 

 

post-186139-1317035453.gif

 

 

ومن كانت هذه حالته تجده وقافًا عند حدود الله، مقبلًا على طاعته، ملتزمًا بأمره ونهيه، فثمرة الذل أن يتقدم بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

مهتديًا بقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا}

 

[الأحزاب: 36]. وبقوله تعالى: {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285]. وقوله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ

 

وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [النور: 51، 52].

 

 

post-186139-1317035453.gif

 

 

قال الحسن -رضي الله عنه-: "ما ضربت ببصري، ولا نطقت بلساني، ولا بطشت بيدي، ولا نهضت على قدمي، حتى أنظر أعلى طاعة أم على معصية؟

فإن كانت طاعة تقدمت، وإن كانت معصية تأخرت" (2).

 

وأما من طاشت به سبل الهوى ولم يعرف الله عز وجل حق المعرفة، تراه يستنكف الاستسلام لله عز وجل، ويستكبر فلا يخضع له.

 

قال تعالى فيهم: {فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} [النساء: 173].

 

ويصف سبحانه وتعالى المؤمنين ويقول: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [السجدة: 15].

 

 

post-186139-1317035453.gif

 

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "كلما زاد القلب حبًا لله ازداد له عبودية، وكلما ازداد له عبودية ازداد له حبًا وحرية عما سواه، والقلب فقير بالذات إلى الله من

 

وجهين: من جهة (العبادة) وهي العلة الغائية، ومن جهة (الاستعانة والتوكل) وهي العلة الفاعلية، فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يتلذذ، ولا يسر ولا يطيب

 

ولا يسكن ولا يطمئن إلا بعبادة ربه، وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يتلذذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن، إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه، من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه" (3).

وقال ابن القيم: "إن مقام العبودية هو بتكميل مقام الذل والانقياد، وأكمل الخلق عبودية أكملهم ذلًا لله وانقيادًا وطاعة، ذليلًا لمولاه الحق بكل وجه من وجوه الذل، فهو ذليل لقهره، ذليل لربوبيته فيه وتصرفه، وذليل لإحسانه إليه وإنعامه عليه" (4).

 

 

post-186139-1317035453.gif

 

 

التواضع من مقتضيات الذل لله عز وجل

 

ومن مقتضيات التذلل لله عز وجل نزع جلباب الكبرياء والتعالي والتعاظم، والانكسار بين يدي جبار السموات والأرض، والخضوع لأمره ونهيه.

فعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة -رضي الله عنهما- قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العز إزاره، والكبرياء رداؤه، فمن ينازعني عذبته" (5).

 

وقال صلى الله عليه وسلم: "يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الناس، يعلوهم كل شيء من الصغار، حتى يدخلوا سجنًا في جهنم يقال له:

بولس، فتعلوهم نار الأنيار، يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار" (6).

 

 

post-186139-1317035453.gif

 

 

والمتأمل في جميع العبادات الظاهرة والباطنة يظهر له بجلاء أن مقصود العبادة أن يطامن العبد من كبريائه ، ويتذلل لمولاه، ويظهر الفاقة والمسكنة لربه

 

عز وجل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة أحدًا في قلبه مثقال حبة من خردل من كبرياء" (7).

 

ومن تمام التذلل لله والافتقار إليه ألا يتكبر على الخلق مهما بلغ جاهه، أو عظم سلطانه وماله وعلمه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 

"ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل جزاظ مستكبر" (8).

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احتجت النار والجنة، فقالت هذه: يدخلني الجبارون المتكبرون. وقالت هذه: يدخلني الضعفاء والمساكين.

 

فقال الله لهذه: أنت عذابي أعذب بكِ من أشاء. وقال لهذه: أنتِ رحمتي أرحم بكِ من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها" (9).

 

 

post-186139-1317035453.gif

 

 

ومن حكمة الخالق جلا وعلا أن المتكبرين الذين يتعاظمون على الخلق يذلهم الله ويضع من منازلهم وأقدارهم، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- " أن النبي

 

صلى الله عليه وسلم قال: مامن آدمي إلا في رأسه حكمة بيد ملك، فإذا تواضع قال للملك: ارفع حكمته، وإذا تكبر قال للملك: ضع حكمته" (10).

 

 

post-186139-1316869445.png

 

 

1ــ تفسير ابن جرير: (1/ 155).

2ـــ جامع العلوم والحكم: (1/ 155).

3ــــ مجموع الفتاوى: (10/ 193، 194).

4ـــ مفتاح دار السعادة: (1/ 500).

5ـــ أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة: (4/ 2023 برقم: 2620).

6ـــ أخرجه أحمد: (11/ 260) والترمذي: في كتاب صفة القيامة (4/ 655 برقم: 2492).

7ـــ أخرجه مسلم في كتاب الإيمان: (1/ 93 رقم: 91).

8ـــ أخرجه البخاري في كتاب التفسير، ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعميها.

9ـــ أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها: (4/ 2186).

10ـــ أخرجه الطبراني في معجم الكبير: (12/ 218).

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-186139-1317210192.gif

 

العلامة الثانية: التعلق بالله تعالى وبمحبوباته.

 

شعور العبد بفقره وحاجته إلى ربه عز وجل يدفعه إلى الاستكانة له، والإنابة إليه، ويتعلق قلبه بذكره وحمده، والثناء عليه والتزام مرضاته، والامتثال لمحبوباته.

قال بعض الصالحين: "مفاوز الدنيا تُقطع بالأقدام، ومفاوز الآخرة تُقطع بالقلوب" (1).

 

ولهذا ترى العبد الذي تعلق قلبه بربه -وإن اشتغل ببيعه، وشرائه وأهله وولده، وأي شأن من شئون الدنيا- مقيمًا على طاعته، مقدمًا محبوباته على محبوبات نفسه وأهوائها، لا تلهيه زخارف الدنيا عن مرضات ربه.

 

قال تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177].

 

 

post-186139-1317210212.gif

 

 

وثبت في الصحيحين قول رسول الله: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله...". وذكر منهم: "رجل تعلق قلبه في المساجد" (2).

 

قال الحافظ بن حجر: "إشارة إلى طول الملازمة بقلبه، وإن كان جسده خارجًا عنه" (3).

 

وانظر إلى هذا التعبير البليغ: "قلبه معلق" وهذا يعني: أنه دائم الصلة بالله تعالى، دائم الاستحضار لأوامره، لا يشغله عن ذلك شاغل، ولا يصرفه عنه صارف.

 

ولهذا قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور: 36، 37].

 

وثبت في الحديث الصحيح عن عائشة -رضي الله عنها-: أن رسول الله كان في مهنة أهله، حتى إذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة" (4).

 

 

post-186139-1317210212.gif

 

 

 

ويصف ابن القيم الافتقار إلى الله تعالى فيقول: "يتخلى بفقره أن يتأله غير مولاه الحق، وأن يضيع أنفاسه في غير مرضاته، وأن يفرق همومه في غير محابه،

وأن يؤثر عليه في حال من الأحوال، فيوجب عليه هذا الخلق وهذه المعاملة صفاء العبودية، وعمارة السر بينه وبين الله، وخلوص الود فيصبح ويمسي ولا هم له غير ربه، فقد قطع همه بربه عن جميع الهموم، وعطلت إرادته جميع الإرادات، ونسخت محبته له من قلبه كل محبة لسواه" (5).

 

ومن تعلق قلبه بربه وجد لذة في طاعته وامتثال أمره لا تدانيها لذة: "فأوامر المحبوب قرة العيون، وسرور القلوب ونعيم الأرواح، ولذات النفوس وكمال النعيم، فقرة عين

في الصلاة والحج، وفرح القلب وسروره في ذلك والصيام والذكر والتلاوة، أما الصدقة فعجب من العجب، وأما الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله

والصبر على أعداء الله فاللذة بذلك أمر أخر لا يناله الوصف، ولا يدركه من ليس له نصيب منها، وكل من كان به أقوم كان نصيبه من الالتذاذ به أعظم" (6).

 

وأعظم الناس ضلالًا وخسارا من تعلق قلبه بغير الله، ويزداد ضلاله وخساره بزيادة تعلقه بغير الله مولاه الحق، ولهذا كان ركون العبد إلى الدنيا أو إلى شىء من زخارفها آية من آيات العبودية.

 

قال الله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [الجاثية: 23].

 

 

post-186139-1317210212.gif

 

 

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة، إن أعطى منها رضى، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس وإذا شيكَ فلا انتفش" (7).

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "كل من علق قلبه بالمخلوقات أن ينصروه، أو يرزقوه أو أن يهدوه، خضع قلبه لهم وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك، وإن

 

كان بالظاهر أميرًا متصرفًا بهم. فالعاقل ينظر إلى الحقائق لا إلى الظواهر، فالرجل إذا تعلق قلبه بامرأة ولو كانت مباحة له، يبقى قلبه أسيرًا لها تحكم فيه وتتصرف بما تريد.

 

وهو في الظاهر سيدها لأنه زوجها، وفي الحقيقة هو أسيرها ومملوكها، تحكم فيه بحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور الذي لا يستطيع الخلاص منه.

 

فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن، واستعباد القلب أعظم من اسعباد البدن، فإن من استُعبد بدنه واستُرق لا يبالي إذا كان قلبه مستريحًا من ذلك مطمئنًا، وأما إذا كان القلب الذي هو الملك

 

رقيقًا مستعبدًا متيمًا لغير الله فهذا هو الذل والأسر المحض، والعبودية لما استعبد القلب... ومن أعظم هذا البلاءهو: إعراض القلب عن الله، فإن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله والإخلاص له لم يكن عنده شيء قط أحلى من ذلك، ولا ألذ من ذلك" (8).

 

 

post-186139-1316869445.png

 

 

 

1ـ: شذرات الذهب: 2/ 326

2:ـ أخرجه ابخاري في كتاب الآذان: 2/ 143

3ـ: فتح الباري: 2/ 145

4:ـ البخاري في كتاب الآذان: 2/ 162 برقم: 676

5:ـ طريق الهجرتين: ص18

6:ـ طريق الهجرتين: ص70

7:ـ البخاري في كتاب الجهاد: 6/ 81 رقم 2887

8:ـ مجموع الفتاوى: 10/ 185ـ 187

تم تعديل بواسطة منال كامل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاك الله خيرا منوووولة

 

سأتابع معكن بمشيئة الله

 

اذهبي لقلم نابض..رسالة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

موضوع قيم يستحق المتابعة

بارك الله فيكِ أختي الحبيبة ونفع بكِ

 

نتابع معكِ إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكِ يا غالية وجعله في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

جزاكِ الله الفردوس من دوووون حساااب على العطـــــــــاء و الجهد المبذول

 

وجعله في موازين حسناتك حبيبتى منال الطيبة الجميلة .

 

وأسأل الله أن لا يضيع لكِ عملا يا غالية .

 

إني أحبك فى الله أحبك ربي دون إبتلاء وأسعدك فى الدنيا والآخرة .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سامحنني أخواتي الحبيبات على التأخير فلا شىء يبعدني عن المنتدى سوى الموت أو فصل النت

 

أما غير ذلك من ابتلاءات الدنيا فلا تبعدني عنك فقد جعلكم الله خير صحبة لي تعينني بعد الله سبحانه وتعالى على أي ابتلاء

 

ولكن كان يوجد مشكلة في النت عندنا ولم يصل إلا هذه الساعة أحبكن في الله يا أغلى وأطيب صحبة ولا أزكيكن على الله

 

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاك الله خيرا منوووولة

 

سأتابع معكن بمشيئة الله

 

اذهبي لقلم نابض..رسالة

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

وجزاكِ خير الجزاء هموسة الحبيبة

 

تسعدني متابعتك يا غالية

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

موضوع قيم يستحق المتابعة

بارك الله فيكِ أختي الحبيبة ونفع بكِ

 

نتابع معكِ إن شاء الله

 

اللهم آمين

 

وبارك فيكِ يا حبيبة وأسعدك في الدارين

 

تسعدني متابعتك نفعنا الله به وجعله خالصًا لوجهه الكريم

بارك الله فيكِ يا غالية وجعله في ميزان حسناتك

 

وبارك فيكِ أم محمد وبارك في ذريتك

 

وأقر عينيك بهم وجعلها من الصالحين الأتقياء

 

بارك الله فيكِ منال

في المتابعة باذن الله

 

 

رب يبارك فيكِ يمنى ويسعدك كما تسعديني دائمًا

 

ونفعك الله ونفعنا به فنحن الفقراء إليه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

جزاكى الله عنا اختى منال كل خير

متابعة باذن الله

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

وجزاكم كل خير درة الحبيبة

 

تسعدني متابعتك نفعك الله به ونفع بكِ

 

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

جزاكِ الله الفردوس من دوووون حساااب على العطـــــــــاء و الجهد المبذول

 

وجعله في موازين حسناتك حبيبتى منال الطيبة الجميلة .

 

وأسأل الله أن لا يضيع لكِ عملا يا غالية .

 

إني أحبك فى الله أحبك ربي دون إبتلاء وأسعدك فى الدنيا والآخرة .

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

اللهم آمين يا حبيبة

 

أشتقت كثيرًا لدعواتك وتواجدك في الساحات يا أطيب وأجمل الحبيبات وأنا أحبك في الله وتعلمين هذا

 

وأسأله تعالى أن يظلنا جميعًا تحت ظله في يوم لا ظل إلا ظله وأن يستجب دعائك الطيب لجميع أخوات المنتدى وبناتي والمسلمين أجمعين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×