اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

01.jpg

 

 

 

كان على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في "المدينة المنورة" رجل طويل القامة، عريض الكتفين، مضيء الوجه، وكان غنيًّا واسع الثراء . وكان أيضا تاجرًا ناجحًا تدر عليه تجارته أموالاً طائلة حتي إنه كان يقول :

- لقد رأيتني ، لو رفعت حجرًا .. لوجدت تحته ذهبًا وفضة ..

 

 

 

 

 

إنه الصحابي الجليل "عبد الرحمن بن عوف" الذي دخل في الإسلام وهو شاب في مقتبل العمر، فقد كان واحدًا من أول ثمانية دخلوا في الإسلام .

وقد لقي عبد الرحمن بن عوف من قريش التعذيب والاضطهاد الذي تعرض له المسلمون الأوائل .. فتحمل وصبر، وهاجر إلي الحبشة مع من هاجر إليها من المسلمين، ثم هاجر إلي "المدينة المنورة"، واستقر بها .

حارب "عبد الرحمن بن عوف" مع الرسول- صلى الله عليه وسلم-في "بدر" و"أحد"، وغيرها من الغزوات، وفي غزوة "أحد" وحدها أصيب "عبد الرحمن بن عوف" بنحو عشرين إصابة .. وكسرت بعض أسنانه، فتركت أثرًا واضحًا علي طريقة نطقه، وأصيبت إحدى ساقيه فأصبح يعرج في مشيه .

 

 

 

وكان "عبد الرحمن بن عوف" من الصحابة المقربين عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، كما كان مثالاً للمسلم المؤمن الذي نشأ في الإسلام، وتربي علي يدي الرسول- صلى الله عليه وسلم .

والمدهش أن هذا الرجل الغني كان يشعر بالخوف كلما زاد غناه، واتسعت تجارته وتكاثرت أمواله؛ لأنه يخشي أن يكون ممن يشملهم قول الله- تعالي- في القرآن الكريم:

 

 

"وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ (20)"(الأحقاف 20)

 

 

وكان عبد الرحمن بن عوف يخشي الحساب يوم القيامة؛ لأنه يعلم أن من كثر ماله طال حسابه.

وقد كان "عبد الرحمن بن عوف" من المؤمنين الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه؛ لذا فإنه كان يتصدق من أمواله بغير حساب شكرًا لله علي نعمه، فيجد أن الله يضاعف له أمواله أضعافًا مضاعفة، لأن الله يقول : "لئن شكرتم لأزيدنكم" .

 

 

وفي إحدى جلسات "عبد الرحمن بن عوف" مع رسول الله جاءه من يخبره بأن قافلته التي كانت في الشام قد عادت محملة بالبضائع التي ينتظرها الناس .

 

 

 

تبسم "عبد الرحمن" حين سمع ذلك وشكر الرجل .. ثم استأذن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ليتابع أمر القافلة .

ذهب "عبد الرحمن" إلي قافلته، وكانت كبيرة، ورأي ازدحام التجار حولها، وسمع أصواتهم الصاخبة وهم يتنافسون في شراء ما يحتاجون إليه ويزيدون في أسعار الشراء .

 

 

 

 

02.jpg

 

 

 

رأي "عبد الرحمن" ذلك، فتذكر نعمة الله عليه، وما فيه من سعة وبحبوحة في الرزق، وأن الفضل في ذلك كله لله .. لا لمهارته أو ذكائه في التجارة .. وفي لحظة كان "عبد الرحمن" قد عزم علي أمر لم يبحه لأحد .. فترك التجار المتزاحمين حول قافلته ولم ينتبه إلي كلامهم، وأمر رجاله بأن يذهبوا بالقافلة إلي حيث يجلس رسول الله – صلى الله عليه وسلم .

سمع الرسول- صلى الله عليه وسلم- ومن معه من الصحابة صخبًا وضجيجًا، فبعث من يستطلع الأمر فعاد ومعه "عبد الرحمن بن عوف" الذي كان يقود قافلته وما إن جلس أمام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتي أعلن أنه تصدق بقافلته كلها في سبيل الله لتنفق في وجوه الخير.

 

 

أشرق وجه الرسول- صلى الله عليه وسلم- وابتسم راضيًا عما فعله "عبد الرحمن"، ودعا الله له، وبشره بالجنة .

 

 

وقبل أن يتوفي أوصي بخمسين ألف دينار في سبيل الله ، وأوصي لكل من بقي ممن شهدوا غزوة بدر بأربعمائة دينار، وكان ممن أخذ نصيبه منها الخليفة "عثمان بن عفان" ، وفي العام الثاني والثلاثين من الهجرة وفي خلافة "عثمان" مات عبد الرحمن بن عوف وعمره 75 عامًا – رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين .

تم تعديل بواسطة ** الفقيرة الى الله **

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

 

كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو ، وقيل عبد الكعبة ، فسماه النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الرحمن .

 

 

 

أسأل الله ان يجمعنا بالنبي محمد صل الله عليه وسلم وآله واصحابه في الفردوس الآعلى

 

جزاك الله خيرا الوردة الصافية

تم تعديل بواسطة *أم رقية*

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ وجزاكِ خيرا يا حبيبة :))

وفقكِ الله لكل خير..

ينقل لساحة سيرة الأنبياء والسلف الصالح ~

تم تعديل بواسطة ** الفقيرة الى الله **

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

جزاكِ الله خيرًا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

رضي الله عنه وارضاه وألحقنا به في جنات النعيم

نسأل الله عز و جل أن يوفقنا لطاعته و حُسن عبادته

نفع الله بكِ و بما تقدمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله بكِ يا حبيبة

ما اروع هذه السير العطرة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاك الله خيرا أختي الحبيبة على النقل الطيب

ورضي الله عن عبد الرحمن وعن سائر الصحابة

وأجزل الله له العطاء في الآخرة

 

لا حرمكـِ ربي أجر ما نقلتِ لنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×