اذهبي الى المحتوى
هوازن العتيبيه

مِصبَـاحُ الدجَـى فِي مَـدْحِ المُـصطفَـى

المشاركات التي تم ترشيحها

مِصبَاحُ الدجَى في مَدْحِ المُصطفَى

الحمدُ لله وكفى، والصلاة على النبيّ المصطفى، خيرُ الورى، ومصباحُ الدجى، وآله وصحبِه من على سيره مشى، وبهديهِ اقتدى، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد.

لا يخفى على ذي لُب ما سيءَ به إلى نبينا الأكرم، وسيدنا الأعظم، محمد عليه أفضلُ الصلاةِ وأتم التسليم، أساؤوا إليه وقد أساؤوا قبلُ لأنفسِهم، لأن العظماءَ جبالٌ، لا يضرّهم الخذفُ بالحصى، ولا الرمي بالنبال، ومن استصغر عظيمًا فلصغره في نفسه، ومن تطاولَ عظيمًا فلخستِه ودناءةِ روحِه ومنطِقه.

إن المكايد والمصايد تقامُ ليلَ نهارَ من أعداء الله على الإسلامِ والمسلمين، وقد أرادوا أن يمكروا بالإسلام والمسلمين ويمسوا من جِنابِ ما يعظموه، ويروه في أنفسهم أعظم مخلوق على ظهر الأرض وباطنها، فردَّ اللهُ مكرَهم وكيدهم في نحورهم، وأهلكَ أنفسهم بأيدهم، وجعل تدبيرهم تدميرًا وخبالًا لأمرهم.

إن حبّ النبي المصطفى،
والرسول المجتبى، مزروعٌ في قلوبِنا منذُ أن وُلدنا، وأبى اللهُ إلى أن يحصد هذا الزرعِ بعد أن سخروا منه، وطعنوا فيه، فرأينا جهودا جبارة، وصحوةً مباركة، للدفاع عن هذا الصادق الأمين، وإنّ فينا شرفًا وغيرةً على من يمَسُّ بعرض النبي المشرّف هي أشرفُ وأعظمُ من غيرةِ قلوبِ النساء على أزواجهنّ، وإنّ في قلوبنا شوقًا وشغفًا ولهبًا وتوقًا للقاءِ هذا الحبيب المباركِ من فوق سبعِ سموات، الذي لولاهُ لما كان للحياةِ طعمٌ، سوى أراذل المشروبات، ومفاسد الأنكحة.

لقد بهرجَ إبليسُ للممثلين في هذا الفيلم، وسوّل لهم أن يؤذوا خيرَ من وطأ الثرى، فنكصوا على أعقابهم، وقد اصطرخوا شياطنهم وما هو بصارخهم، ووعدهم فأخلف وعده، وتبرّئ منهم قائلا "
إني أخافُ الله ربّ العالمين
" فكان عاقبتهما ..!

نبيَّنا الحبيب
= تستحي حروفُنا من أن تمتزَج لتخرج لنا كلماتٍ تعبّر عن مدى حبّ أصحابها لك، ويعجزُ حبرُنا لو كان مدادا أن يوفّيك حقك، ويقدرك قدرك، فديناك بآبائنا وأمهاتنا.

أخواتي الطيّبات :

في هذه الصفحةِ نطلبُ عبيرَ مدادكم، وشذا ريحانكم؛ وتبلّج عرفكم؛ لتخطَّ لنا كلّ محبة، وتبوحَ بما تكنّ بها نفسُها، من تعظيم وتوقير وتبجيل لهذا الطاهر الأمين، لتخرجْ لنا شيئًا من سيرتِه، خلقِه، هديِه، دلِّه، حيائِه، عفّتِه، غيرتِه، علمِه، عملِه، تقواه، خشيتِه، رجائِه، عظمتِه، بأسِه، رحمتِه، فكنّ جوادًا معطاءا، سحاءَ الليل والنهار.

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا أختنا الفاضلة , ورفع قدرك وجعلنا مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في أعلى عليين

وسأنقل موضوعك إن شاء الله إلى ساحة السيرة النبوية

 

(لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليهِ من والدِه وولدِه والناسِ أجمعينَ)

 

 

الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 15

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

 

علّي أعود لأرسم بقلبي قبل قلمي,جانبا بسيطا من جوانب هذه الصورة الإنسانية المشرقة , والتي أبدا يستحيل استقصاؤها , لعظمتها , وعلوها , ورفعتها , والمرء يود دوما لو يعانقها في كل آن,ففي ترسم خطاها العيش الهني , والحياة المطمئنة, وفي تتبعها سمو بالذات نحو الكمال البشري الذي تهفو له كل نفس على وجه المعمور, ومنها تتعلم أن تحيا الحياة على أصولها وكيف لا وهي منهج حياة

ومنه يستفاد أن من أدار ظهره لها , ومنع نفسه من معينها الصافي , لهو في الخسران سابح, وفي الظلمات غارق , فحري به أن يتخبط هنا وهناك حتى يقذف في النار وبئس المصير, وما أهلك إلى نفسه , ومن تبعه ,لأن السائر على هدي خير الورى صلى الله عليه وسلم مآله لئلى الجنان , وفوزه برضا الرحمن , ومنازله منازل الأتقياء الأنقياء, وحسن أولئك رفيقا

وأما من سخر واستهزأ, فهو إما جاهل ,فاته ما به يدفع عنه الجهل , أو حاقد حانق,ما استطاع سوى ذلك , فضر نفسه,وما استطاع غير ذلك

فالحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه هو القدوة العظيمة, والمربي والمعلم, وما أمراض النفوس, وعلل القلوب ,إلا من جراء التهاون والإستخفاف بهديه صلى الله عليه وسلم , وتلك حقيقة لا يشك فيها عاقل,فأنعم بهديه الهدي المنيف, وأكرم بسنته السنة النقية الطاهرة الواضحة , وأجمل بسيرته العطرة التي تعد في حد ذاتها معجزة من المعجزات الباهرة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لفتة لـ نسب النبيّ الزكِي _صلى الله عليه وسلم_

يعدّ نسب النبي_صلى الله عليه وسلم_ من أفضل الأنساب في بقاع أهل الأرض و من أفضل فروع قريش وهم بنو هاشم

ذكر الإمام البخاري -رحمه الله-
نسب النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف" وعدَّ من آباء النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوَ العشرين أبًا، وانتهى إلى عدنان.

وهذا النسب الزكي متفق عليه بين علماء الأنساب إلى "عدنان".

قال الحافظ أبو الخطاب بن دحيه:
"أجمع العلماء على أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما انتسب إلى عدنان ولم يجاوزه"، يعني لم يتعداه إلى غيره".

وأما من بعد عدنا من آباء النبي -صلى الله عليه وسلم- مختلف فيهم، وإن كان النسابون اتفقوا على أن عدنان ينتهي نسبه إلى إبراهيم -عليه السلام- فإبراهيم هو جدّ النبي الأعلى، وقد انتقلت إليه منه بعض الصفات الجسمانية.

ففي الحديث الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم-
لما ذكر إبراهيم -عليه السلام-
قال: «وإنه لأشبه الناس بصاحبكم»، «وإنه» يعني إبراهيم «لأشبه الناس بصاحبكم».

\ وفي صحيح مسلم أن النبي -
صلى الله عليه وسلم- قال: «
إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى من كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم»، ورواه الترمذي في سننه بزيادة في أوله، قال: «إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل».

والمراد بالاصطفاء: تخيُّر الفروع الزكية من الأصول الكريمة تخيرًا مبناه الخلاق الكريمة، والفضائل الإنسانية السامية، والطباع الفطرية السليمة

وما من أم من أمهاته إلا وهي أفضل نساء قومها نسبًا وموضعًا، وتزل الفضائل والكماليات البشرية تنحدر من الأصول إلى الفروع حتى تجمعت كلها في سلالة ولد آدم ومصاصة بني إبراهيم وإسماعيل محمدٍ بن عبد الله الأمين -صلى الله عليه وسلم.

وليس من شك في أن النسب الكريم إذا زانه الحسب العريق؛ كان ذلك من أسباب الكمال ووراثة الصفات الخَلقية والخُلُقية

وقد ورث -صلى الله عليه وسلم- من آبائه كل المكارم وكل الفضائل في الجسم والعقل والدين والخلق والنسب ولحسب -عليه الصلاة والسلام.(
1
)

عن أبي عمار، شداد؛
أنه سمع واثلة بن الأسقع يقول:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
"إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل. واصطفى قريشا من كنانة. واصطفى من قريش بني هاشم. واصطفاني من بني هاشم". (
2
)

وقد رُوي عن العَبَّاسٍ -رضيَ اللهُ عنهُ-عن رسولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-,أنه قالَ:(إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم من خير فرقهم وخير الفريقين,ثُمَّ تخيَّر القبائلَ فجعلني مِنْ خيرِ قبيلةٍ,ثُمَّ تَخيَّرَ البيوتَ فجعلني من خيرِ بيوتِهم,فأنا خيرُهم نَفْسَاً,وخيرُهم بيتاً)
(3)

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــ

فقه السيرة(1)

صحيح مسلم (2)

(3) رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أين التفاعل يا غاليات

تم تعديل بواسطة هوازن العتيبيه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

طرح جميل وطيب وقيم ~

جزاكِ الله خيرا يا عتيبية وأحسن إليكِ ونفع بكِ وبما تقدمين

سأكون من المتابعات والمشاركات إن شاء الله تعالى ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إلاّ تنصروه فقد نصره اللّه..

 

فإنّ الطّعن في نبيّ الأمّة صلّى الله عليه وسلّم ليس بالشّيء الجديد، ولا بالأمر المفاجئ البعيد، فهو سنّة يسير عليها كلّ من كفر بالله العزيز الحميد، قال تعالى:{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [الأنعام:10]، وقال:{مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ} [فصلت: من الآية43]، وقال:{وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} [ص:4]، وقال:{كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} [الذّاريات:52].. مسلسل فظيع طويل، لا ينقطع حتّى يرث الأرضَ العليُّ الجليل ..

 

ولكن .. أين النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأين أولئك القادحون؟..

 

ما كان مثلهم إلاّ كمثل من رفع وجهه إلى السّماء ليبصق عليها، فما لبث أن مسح البُصاق عن وجهه هو ..

 

وقديما قيل: " ما يضرّ السّحاب نبحُ الكلاب "..

 

وقيل: ( يا ناطـحـا جبلا يوما ليوهنه *** أشفق على الرأس لا تُشفق على الجبل ).

 

نعم، لقد أوجب الله على المؤمنين نُصرة النبيّ الأمين صلّى الله عليه وسلّم، ولكنّه سبحانه أغنى رسوله صلّى الله عليه وسلّم عن نصر الخلق، فقال تعالى:{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ} [الحجر:95]، وقال:{إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّه} [التوبة: من الآية40]، ووعد النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم بأنّه قاطع من ناله بالسّوء فقال:{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر:3]..

 

وإليك هذه الصّور المشرقة الّتي تبيّن لك أنّ الله عند وعده لا يخلف الله الميعاد ..

 

1- روى الإمام الطّبري رحمه الله عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال:" لمّا قدِم كعبُ بن الأشرف مكَّة قالت له قريش: أنت خيرُ أهلِ المدينة وسيّدهم. قال: نعم !، قالوا: ألا ترى إلى هذا الصّنبور المنبتر من قومه، يزعم أنّه خير منّا ونحن أهل الحجيج وأهل السّدانة وأهل السّقاية ؟! قال: أنتم خير منه. فأُنزلت:{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ}.

 

2- بل حتّى مصير الكفّار أنفسهم يختلف باختلاف موقفهم من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:

فشتّان بين كافر طاعن في النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وكافر يحترمه ويقدّره، ولا أجد لك أمثلة على ذلك إلاّ مثل رجلين من عظماء قومهما، كلاهما مات كافرا، ولكنّ أحدهما لا يُذكر إلاّ ومعه لعائن النّاس أجمعين، والثّاني لا يُذكر إلاّ وودّ المسلمون لو مات مؤمنا .. وكلاهما تربطه بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم رابطة من أقوى الرّوابط .. إنّهما أبو لهب وأبو طالب ..

 

أمّا أبو لهب فإنّه لمّا آذى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أوجب الله له من العذاب ما لم يوجبه لغيره، روى البخاري ومسلم عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ:{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} صَعِدَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم عَلَى الصَّفَا، فَجَعَلَ يُنَادِي:

 

(( يَا بَنِي فِهْرٍ! يَا بَنِي عَدِيٍّ!))- لِبُطُونِ قُرَيْشٍ - حَتَّى اجْتَمَعُوا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا لِيَنْظُرَ مَا هُوَ ؟ فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ، فَقَالَ صلّى الله عليه وسلّم:

(( أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ ؟)) قَالُوا: نَعَمْ ! مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا..

قَالَ: (( فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ )).

فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا فَنَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}"..

 

أمّا أبو طالب، فإنّه لمّا أعان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ونصره وذبّ عنه خفّف الله عنه العذاب، فهو من أخفّ أهل النّار عذابا..

 

-من خطبة الشيخ عبد الحليم توميات-

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أمّا في النّساء فكانت أوّل مكذّبة هي أمّ جميل بنت حرب زوج أبي لهب، فانتفضت انتفاضة رهيبة حين بلغها ما نزل فيها وفي زوجها من قرآن:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)}..

فقد ضاق صدرها بهذا اللّهب، روى البيهقي بسند حسن عن أسماء رضي الله عنها أنّ أمّ جميل خرجت كمن به جنّة لا تلوي على شيء، تبحث هنا وهناك في الدّور والطّرقات عن انتقام يُخمِد شيئا من نارها، ويغسل شيئا من عارها، فقصدت المسجد الحرام، فرأت أبا بكر رضي الله عنه فأقبلت ولها ولولة، وفي يدها فِهر، وهي تقول:

"مذمّما أبينا، ودينه قلينا، وأمره عصينا"، والنبيّ صلّى الله عليه وسلّم جالس في المسجد ومعه أبو بكر رضي الله عنه.

 

فلماّ رآها أبو بكر قال: يا رسول الله! ها هي قد أقبلت، وأنا أخاف أن تراك. فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّهَا لَنْ تَرَانِي )) وقرأ قرآنا فاعتصم به: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً} [الإسراء:45]..فوقفت على رأس أبي بكر، ولم تر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقالت: يا أبا بكر! إنّي أُخبرت أنّ صاحبك هجاني؟ فقال: لا وربّ هذا البيت ما هجاك.

فولّت وهي تقول: قد علمت قريش أنّي ابنة سيّدها.

وفي رواية أخرى أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال له: ((قل لها: تريْنَ عندِي أحداً، فإنّها لن تراني، قد جعل الله بيني وبينها حجابا)).

فسألها أبو بكر، فقالت: أتهزأ بي يا ابن أبي قحافة، والله ما رأى عندك من أحد..

ويذكّرنا ذلك بما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: ((أَلَا تَعْجَبُونَ كَيْفَ يَصْرِفُ اللَّهُ عَنِّي شَتْمَ قُرَيْشٍ وَلَعْنَهُمْ ؟ يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا، وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا، وَأَنَا مُحَمَّدٌ))..

قال ابن تيمية رحمه الله: "وكان سبحانه يحميه ويصرف عنه أذى النّاس وشتمهم بكلّ طريق، حتّى في اللّفظ..".

 

3- والّذي يُلقِي نظرة خاطفة في سيرة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم سيرى كيف أهلك الله من استهزأ به وسخر منه واحدا واحدا:

 

روى مسلم عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم يُصَلِّي عِنْدَ الْبَيْتِ، وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ لَهُ جُلُوسٌ، وَقَدْ نُحِرَتْ جَزُورٌ بِالْأَمْسِ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَى سَلَا جَزُورِ بَنِي فُلَانٍ فَيَأْخُذُهُ فَيَضَعُهُ فِي كَتِفَيْ مُحَمَّدٍ إِذَا سَجَدَ؟ فَانْبَعَثَ أَشْقَى الْقَوْمِ، فَأَخَذَهُ، فَلَمَّا سَجَدَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، قَالَ: فَاسْتَضْحَكُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَمِيلُ عَلَى بَعْضٍ، وَأَنَا قَائِمٌ أَنْظُرُ: لَوْ كَانَتْ لِي مَنَعَةٌ طَرَحْتُهُ عَنْ ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم، وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم سَاجِدٌ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ.

 

حَتَّى انْطَلَقَ إِنْسَانٌ فَأَخْبَرَ فَاطِمَةَ فَجَاءَتْ وَهِيَ جُوَيْرِيَةٌ، فَطَرَحَتْهُ عَنْهُ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيْهِمْ تَشْتِمُهُمْ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم صَلَاتَهُ رَفَعَ صَوْتَهُ، ثُمَّ دَعَا عَلَيْهِمْ، وَكَانَ إِذَا دَعَا دَعَا ثَلَاثًا، وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: ((اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ)).

 

فَلَمَّا سَمِعُوا صَوْتَهُ ذَهَبَ عَنْهُمْ الضِّحْكُ، وَخَافُوا دَعْوَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: ((اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ)).

 

فَوَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا صلّى الله عليه وسلّم بِالْحَقِّ لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ سَمَّى صَرْعَى يَوْمَ بَدْرٍ ثُمَّ سُحِبُوا إِلَى الْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ.

 

-عبد الحليم توميات-

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

طُـلوع النبي_صلى الله عليه وسلّم_

 

يقول:الشاعر شوقي أمير الشعراء

ولد الهـدى فالكائنات ضياء وفـم الزمان تبـسم وثناء... الروح والملأ الملائك حوله للدين والدنـيا به بشـراء

والعرش يزهوو الحظيرة تزدهي والمنتهى والسدرة العـصماء ... وحديقة الفرقان ضاحكة الربا بالتـرجمان شـذية غـناء

والوحي يقطر سلسلا من سلسل واللوح والقلم الرفيـع رواء ... نظمت أسامي الرسل فهي صحيفة في اللوح واسم محمد طغراء

كان عبد الله بن عبد المطلب شابًا نسيبًا جميلًا وسيمًا، قوي البنيان، فغدا مطمع الآمال، وغاية الأماني من الكواعب الحسان من شريفات قريش.

تطلعت كل امرأة حسيبة نسيبة ذات مكانة في قريش إلى أن تحظى بالزواج من عبد الله بن عبد المطلب.

فزوجه والده من كرائم البيوت القرشيّة وكانت فتاة جميلة تحمل صفات طيبة وكانت بكرا وهي أمّ النبي:آمنة بنت وهب وكانت من أفضل نساء قومها

ولكن لم يدم هذا الزواج بين عبد الله وآمنة طويلا..وشاء الله أن يكون زواجهم عشرة أيّام فقط..

وفي هذه الأيّام قدّر الله أن تحمل آمنة بخير البشر محمد ..وكانت تتوالى البشرش يات بهذا الجنين فرات أمة آمنة . أنه أنها خرج منها نور أضاء الأرض، وبدت قصوى بصرى من أرض الشام،

وتقدمت أشهر الحمل بآمنة وهي تترقب هذا الجنين الذي كان أملها في الحياة بعد فقدها زوجها عبد الله. فلم تجد في حمله وهنّا ولا ألمًا..

وهتف بها هاتف قائلًا: إنك قد حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع على الأرض فقولي: "أعيذه بالواحد من شر كل حاسد، وسميه محمدًا".

وفي صبيحة اليوم الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل، الموافق سنة 570 من ميلاد عيسى بن مريم -عليه السلام- حيث بدأ الصبح يتنفس وآذن نور الكون بالإشراق افتض ثغر الدنيا عن مصاصة البشر وسيد ولد آدم وأكرم مخلوق على الله محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم.

فلما وضعته السيدة والدته خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب، حتى رأت منه قصور بصرى بالشام، ووقع جاثيًا على ركبتيه, معتمدًا على يديه, رافعًا رأسه إلى السماء، ثم أخذ قبضة من التراب فقبضها.

وقد روى الإمام أحمد وغيره عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إني عند الله لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأخبركم عن ذلك، أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين يرين»،

وكانت ولادته -صلى الله عليه وسلم- في دار أبي طالب بشعب بني هاشم.

وكانت قابلته: الشفاء أم عبد الرحمن بن عوف.

 

وأرسلت آمنة إلى جده عبد المطلب وبشرته بقدوم ابن الحبيب وجاء جدّه فرحا مسرورا مستبشرا بهذا المولود خيرا وأخذه إلى الكعبة وحمد الله وشكره على ما أعطاه من خير وسمّاه محمدا..

قال عبد المطلب: أردت أن يحمده الله في السماء، ويحمده الناس في الأرض.

كان قدوم محمدا بشرى للقوم ولأعمامه فهذه ثويبة الأسلمية جارية أبي لهب بن عبد المطلب لما بشرت سيدها بميلاد ابن أخيه -محمد- أعتقها. فرحا بقدوم ابن الأخ الغالي...

وكما كانت العادات ففي اليوم السابع قام الجد ليعبّر أكثر عن فرحه بمحمد فنحر الذبائح أحسنها وقام الولائم أفضلها يحمد الله ويشكره على ما أعطاه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاكم الله خيرًا على المشاركات الطيبة

وأسأل الله أن يجعلها بميزان حسناتكم يوم القيامة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك ِ هوازن الحبيبة على هذا الطرح الجميل

وأ؛ب أن أشارك بـ موقف لطالما أثر بي من أخلاقه صلى الله عليه وسلم

هو موقف جميل، صافِ ، ينمّ عن الحب العميق لزوجته الحبيبة عائشة كلما أقرأه يسري في أوصالي دفئا غريبًا وحبًا عظيمًا ويتبادر دومًا إلى ذهني هذا السرال

 

" كيف كان عظم حب عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم ، كيف كان قلبها ينبض لمجيئه بيتها ، كيف كانت تُظهر حبها " أسئلة كثية تراودني فأقول في نفسي هنيئا لك يا عائش فزوجك النبي صلى الله هليه وسلم وهذا هو الموقف :

 

 

كنت أشرب ، وأنا حائض ، وأناوله النبي ، فيضع فاه على موضع في ، فيشرب ، وأتعرق العرق ، وأنا حائض ، وأناوله النبي ، فيضع فاه على موضع في

الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 281

خلاصة حكم المحدث: صحيح

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ولو وزنت به عرب وعجم --- جُعلت فداه ما بلغوه وزنا

إذا ذكر الخليل فذا حبيب --- عليه الله في القرآن أثنى

وإن ذكروا نجي الطور فاذكر --- نجي العرش مفتقراً لتغنى

فإنّ الله كلم ذاك وحيا --- وكلّم ذا مخاطبةً وأثنى

ولو قابلت لفظة "لن تراني" --- لـ "ما كذب الفؤاد " فهمت معنى

فموسى خرّ مغشياً عليه --- وأحمد لم يكن ليزيغ ذهناً

وإن ذكروا سليمان بملكٍ --- فحاز به الكنوز وقد عرضنا

فبطحا مكة ذهباً أباها --- يبيد الملك واللذات تفنى

وإن يك درع داوود لبوساً --- يقيه من اتقاء البأس حصنا

فدرع محمد القرآن لما --- تلا "والله يعصمك "اطمأنا

وأغرق قومه في الأرض نوحٌ --- بدعوة "لا تذر" أحداً فأفنى

ودعوة أحمد (رب اهد قومي) --- فهم لا يعلمون كما علمنا

وكل المرسلين يقول "نفسي" --- وأحمد " أمّتي "إنساً وجنّا

وكلّ الأنبياء بُدُورُ هَدْيٍ --- وأنت الشمس أكملهم وأهدى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

وصورة أخرى من عظمته : عندما سألته زوجته عائشة أم المؤمنين عن خديجة ألم يعوضك الله خيراً منها ؟ فأجابها : لا، فهي التي آمنت به وصدقته عندما كذبه الناس وعادوه ! فلم يستسلم للغيرة ولم يحاول أن يخدعها أو يجاملها . وهذا عظمته من صلى الله عليه وسلم .

 

وعندما خُيّرَ رسول الله في أن يكون نبينا ملكاً أو عبداً نبياً فاختار أن يكون عبداً نبياً لما في مقام العبودية من الشرف والتكريم فقال تعالى وهو ينسبه إلى نفسه : " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى " يدل ذلك على رفضه اختيار الملك من قبل الله تعالى .

عرض عليه كفار قريش مرة المُلكَ والجاه والسلطان والمال والثروة والرياسة عليهم بل على العرب جميعاً في مقابل ترك الدعوة الإسلامية والرجوع إلى آلهتهم الضالة فقالوا قولتهم المشهورة : إن كنت تريد مالاً جمعنا لك المال وجعلناك أغنى رجلا فينا وإن كنت تريد ملكاً ملكناك علينا وجعلنا لك الأمر وإن كان بك مس من الجن أو مرض لا يشفى عالجناك حتى تشفى من هذا المرض .فرفض كل ذلك ورفض كل تلك الإغراءات الكذابة التي لا تغري إلا ضعاف القلوب وأصحاب العقول الفاسدة الذين يركنون إلى الدنيا وملذاتها وينسون الآخرة وما فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولته الشهيرة التي يذكرها التاريخ له بكل ما فيها من نور وضياء وهدى ورحمة قال لعمه أبو طالب يا عم والله لو جعلوا القمر عن يميني والشمس عن يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه . إنها قولة تقشعر لها الجلود وتخشع لها القلوب قولة رجل واثق من نصر ربه واثق ومؤمن بما يبلغ عن ربه من أن الله سينصر هذا الدين ويعلي رايته ولو كره الكافرون .

فكان هذا النبي العظيم جديراً لأن يحظى بكل حب وبكل تقدير وبكل احترام وبكل تبجيل من جميع من اتبعوه وآمنوا به واتبعوا النور الذي جاء به وممن لم يؤمنوا به .

 

ومن صور عظمته ما روى ابن ماجه في سننه عن قيس بن أبي حازم : أن رجلاً أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام بين يديه فأخذته رعدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( هوّن عليك فإني لست بملك ، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد)

نعم فهذا التواضع هو من عظمة الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .

 

ومن ينسى الموقف العظيم عندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة فاتحا فقال لأهلها بعد أن آذوه وعذبوه : ما تظنون أني فاعل بكم ؟ فقالوا أخ كريم وابن أخ كريم . فقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء .

 

إن هذا الرجل نجح في حياته واستمر نجاحه بعد موته على يد أتباعه ، فقد صنع الأبطال إنها مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم التي خرجت الأبطال والدعاة الذين جابوا الأرض شرقاً وغرباً لنشر دين الله ونوره وتبليغه إلى الناس . إن أعظم موقف يدل على عظمة الرجال الذين صنعهم في حياته هو موقفهم عند موته ، عندما قام أبو بكر غير متأثر بهذا الخبر فدخل على رسول الله بعد ما سمع بوفاته وخرج على المسلمين وقال " أيها الناس ، من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت " . وقرأ قوله تعالى " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ " .

ولذلك ليس غريب أن يضعه مايكل هارت في كتابه العظماء مائة في مقدمتهم فقال مايكل عن سبب اختياره لمحمد وكونه الأعظم فقال : ( إن اختياري لمحمد ليقود قائمة أكثر أشخاص العالم تأثيراً في البشرية قد يدهش بعض القراء وقد يعترض عليه البعض .. ولكنه كان ( أي محمد) الرجل الوحيد في التاريخ الذي حقق نجاحاً بارزاً في كل من المستوى الديني والدنيوي ) .

وقال عنه أحد المفكرين الغربيين أنه لو أعطى لمحمد زمام الأمور في هذا العالم المليء بالملابسات والمشكلات لقاد البشرية إلى بر الأمان .

" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ " ( الأحزاب : 21 )

ويمكننا الآن أن نستنتج لماذا قال الله لمحمد صلى الله عليه وسلم " وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ " " الشرح : 44 " .

 

 

أبو عبد الرحمن الشامي

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك ِ هوازن الحبيبة على هذا الطرح الجميل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكم الله خيرا..

مشاركات قيمة جدا.. لا حرمكم الله الأجر يا حبيبات

صلى الله عليكَ يارسول الله.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وننتقل من مكّة إلى خارجها، لترى عاقبة ملكين كافرين، كلاهما ردّ الحقّ الّذي جاء به سيّد الخلق، ولكنّ أحدهما لم يعُد له ولا لقومه ذكر، والثّاني خلّد الله له ملكه.

 

أمّا أوّلهما فهو كسرى ملك الفرس، قرأ كتاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاستشاط كبرا وغضبا.. كيف يبعث عربيّ إليه برسالة يقدّم فيها المطالب بدلا من أن يقدّم له الولاء والطّاعة مقرونين بالهدايا والضّرائب.. هذا لا يحتمله رجل وثنيّ فكيف بعظيم الفرس.. روى البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم بَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى، فَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ يَدْفَعُهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى، فَلَمَّا قَرَأَهُ كِسْرَى حَرَّقَهُ [وَمَزَّقَهُ].. قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِمْ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ.

...

أمّا الثّاني فهرقل ملك الرّوم، الّذي سأل عن أمور دعا إليها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فما كان منه إلاّ أن قال: "فَإِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا، فَسَيَمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ، لَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُمْ، فَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْتُ لِقَاءَهُ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمِهِ !!"..

 

إنّ من الكلام السّائر: "لحوم العلماء مسمومة "، فكيف بلحوم الأنبياء عليهم السّلام؟!"

وفي صحيح البخاري عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالمُحَارَبةِ))، فكيف بمن عادى الأنبياء ؟!

 

-عبد الحليم توميات-

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×