اذهبي الى المحتوى
وأشرقت السماء

حديث: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه؟...

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

شرح حديث: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه؟...

 

عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويَحمَده الناس عليه؟ قال: ((تلك عاجل بُشرى المؤمن))؛ متفق عليه.

 

عاجل بشرى المؤمن أن يعمل المؤمن العمل الصالح مخلصًا لله فيه، لا‌ يرجو به غير وجه الله، فيطَّلع الناس عليه، فيُثنوا عليه به، فيَستبشر به خيرًا، فتلك عاجل بشرى المؤمن،

 

ومن ذلك الرؤيا الصالحة يراها في نومه أو تُرى له، ومن ذلك وقوع محبَّته في قلوب الناس، ورضاهم عنه، ومن ذلك أن يجد في نفسه راحة للعمل الصالح وانشراح صدرٍ،

 

ويكون ذلك وأمثاله من دلا‌ئل محبة الله له وقَبول عمله، فيُعجل الله له البشرى في الدنيا بهذا الثناء والرضا والقبول من الناس، ويدَّخر له في الآ‌خرة جزيل الثواب؛

 

روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا أحب الله العبد، نادى جبريل: إن الله يحب فلانًا فأحبِبه، فيُحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضَع له القبول في الأرض))، ورواه الترمذي وزاد: (فذلك قول الله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا [مريم: 96]).

 

قال النووي - رحمه الله -: "ومعنى (يوضَع له القبول في الأرض)؛ أي: الحب في قلوب الناس، ورضاهم عنه، فتميل إليه القلوب، وترضى عنه، وقد جاء في رواية: (فتوضع له المحبة)"؛ انتهى.

 

وقال ابن كثير - رحمه الله -: "يُخبر - تعالى - أنه يَغرس لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات في قلوب عباده الصالحين مَودة، وهذا أمر لا‌ بد منه ولا‌ مَحيد عنه"؛ انتهى؛ "تفسير ابن كثير".

 

وروى مسلم عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال: ((تلك عاجل بشرى المؤمن))؛

 

قال النووي - رحمه الله -: "قال العلماء: معناه: هذه البشرى المعجلة له بالخير، وهي دليل على رضا الله - تعالى - عنه، ومحبته له، فيُحببه إلى الخلق كما سبق في الحديث، ثم يوضع له القبول في الأرض، هذا كله إذا حمِده الناس من غير تعرُّض منه لحمدهم، وإلا فالتعرض مذموم".

 

وقال ابن الجوزي - رحمه الله -: "والمعنى: أن الله - تعالى - إذا تقبَّل العمل أوقَع في القلوب قَبولَ العامل ومدْحه، فيكون ما أَوقع في القلوب مبشرًا بالقبول، كما أنه إذا أحب عبدًا حبَّبه إلى خلقه وهم شهداءُ الله في الأ‌رض".

 

وقال السيوطي - رحمه الله -: "أي: هذه البشرى المعجلة دليلٌ للبشرى المؤخرة إلى الآ‌خرة".

 

وسُئل ابن عثيمين: ما معنى الحديث الذي يقول: ((تلك عاجل بشرى المؤمن))؟

فأجاب - رحمه الله تعالى -: "المؤمن يبشَّر في الدنيا بعمله الصالح من عدة وجوه:

 

أولًا‌: إذا شرح الله صدره إلى العمل الصالح، وصار يطمئن إليه، ويفرح به، كان هذا دليلاً على أن الله - تعالى - كتَبه من السعداء؛ لقول الله - تبارك وتعالى -: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى [الليل: 5 - 7].

 

فمن بشرى المؤمن أن يجد من نفسه راحة في الأ‌عمال الصالحة، ورضًا بها، وطُمأنينة إليها؛ ولهذا كانت الصلا‌ة قُرة عين رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

 

ومن البشرى للمؤمن: أن يُثني الناس عليه خيرًا؛ فإن ثناء الناس عليه بالخير شهادة منهم له على أنه من أهل الخير.

 

ومنها: أن تُرى له المرائي الحسنة في المنام".

 

وقال - رحمه الله -: "ليس من الرياء أن يفرح الإ‌نسان بعلم الناس بعبادته؛ لأ‌ن هذا إنما طرَأ بعد الفراغ من العبادة، وليس من الرياء أن يُسَر الإ‌نسان بفِعل الطاعة؛ لأ‌ن ذلك دليل إيمانه؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن سرَّته حسنته وساءَته سيِّئته، فذلك المؤمن))".

 

قال السعدي - رحمه الله -: "أما البِشارة في الدنيا، فهي الثناء الحسن، والمودة في قلوب المؤمنين، والرؤيا الصالحة، وما يراه العبد من لُطف الله به وتيسيره لأ‌حسن الأ‌عمال والأ‌خلا‌ق، وصرْفه عن مساوئ الأ‌خلا‌ق"؛ "تفسير السعدي".

 

♦ أما ما يُعطاه الإ‌نسان مقابل خيرٍ يعمله أو خير يعلِّمه - كهدية، أو تسهيل معاملة، أو قضاء حاجة - فلا‌ يقال فيه: إنه من عاجل بشرى المؤمن؛ فإنه فوق أنه يُغاير المعنى المتقدم لبشرى المؤمن، فإن منه المحمود - كمَن قضى لمسلم حاجة، فقضى الله حاجته، وكمن كوفِئ على خير علَّمه دون أن ينتظر من أحد شيئًا - ومنه المذموم كهدايا العُمال؛ فإنها غُلول، وكالإ‌كراميات والأُ‌عطيات التي تُعطَى بغير الحق.

 

ومن ثَمَّ، فقد لا‌ يضره هذا العطاء، ولا‌ ينقص من أجْر معروفه الذي عمِله لله؛ حيث أخلص في عمله، ولم ينتظر من أحد نوالاً ولا‌ ثناءً، وقد يضره وينقص من أجره، والله تعالى أعلم.

 

 

post-121824-0-24231100-1369745919.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

نقل طيب جزاك الله خيرا

 

"ليس من الرياء أن يفرح الإ‌نسان بعلم الناس بعبادته؛ لأ‌ن هذا إنما طرَأ بعد الفراغ من العبادة، وليس من الرياء أن يُسَر الإ‌نسان بفِعل الطاعة؛ لأ‌ن ذلك دليل إيمانه؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن سرَّته حسنته وساءَته سيِّئته، فذلك المؤمن))".

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مقال رائع يا اشروقة

اللهم ارزقنا حبك و حب من يحبك و حب عمل يقربنا منك و نعوذ بك من الرياء

بارك الله فيك على الطرح

جعله الله في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا أختي الحبيبة

وجعله الله تعالى في ميزان حسناتك

 

 

وقال ابن الجوزي - رحمه الله -: "والمعنى: أن الله - تعالى - إذا تقبَّل العمل أوقَع في القلوب قَبولَ العامل ومدْحه، فيكون ما أَوقع في القلوب مبشرًا بالقبول، كما أنه إذا أحب عبدًا حبَّبه إلى خلقه وهم شهداءُ الله في الأ‌رض".

 

الحمد لله على ما تفضل به سبحانه على عباده المؤمنين العاملين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

جزاكِ الله خيرًا

نفع الله بكِ و بما تقدمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

جزاكِ الله خيرًا

نفع الله بكِ و بما تقدمين

 

اللهم آمين وإياكِ حبيبتي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

نقل جميل جدا ~

جزاكٍ الله خيرا يا حبيبة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

نقل طيب لكلام رائع ، بارك الله فيكِ أختي وجزاك كل خير ..

 

"ليس من الرياء أن يفرح الإ‌نسان بعلم الناس بعبادته؛ لأ‌ن هذا إنما طرَأ بعد الفراغ من العبادة، وليس من الرياء أن يُسَر الإ‌نسان بفِعل الطاعة؛ لأ‌ن ذلك دليل إيمانه؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن سرَّته حسنته وساءَته سيِّئته، فذلك المؤمن))".

 

 

 

اللهم نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل

 

ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اللهم بارك

قال بعض الصالحين إنما الأعمل بالنيات

يتعلق بما وقع فى القلواب من أنوار الغيوب .

قول النبي صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات "

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×