اذهبي الى المحتوى
امة من اماء الله

قصة حنظلة وأبي بكر وخوفهما من النفاق رضي الله عنهم

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

fwaseeel111.png

 

 

قصة حنظلة وأبي بكر وخوفهما من النفاق رضي الله عنهم

 

 

 

 

عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ، قَالَ: - وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -قَالَ: لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ؟ يَا حَنْظَلَةُ قَالَ: قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ، حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، فَنَسِينَا كَثِيرًا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ، حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «وَمَا ذَاكَ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ نَكُونُ عِنْدَكَ، تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ، حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ، عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، نَسِينَا كَثِيرًا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي، وَفِي الذِّكْرِ، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ(1) .

 

 

fwaseeel222.png

 

شرح المفردات (2)

 

 

( يذكرنا ) أي يعظنا.

(حتى كأنا رأي عين) أي: كأنا بحال من يراها بعينه.

(عافسنا) أي اشتغلنا بمعايشنا وحظوظنا.

(والضيعات) جمع ضيعة، وهي معاش الرجل من مال أو حرفة أو صناعة.

(نافق حنظلة ) معناه أنه خاف أنه منافق، حيث كان يحصل له الخوف في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم، ويظهر عليه ذلك مع المراقبة والفكر والإقبال على الآخرة، فإذا خرج اشتغل بالزوجة والأولاد ومعاش الدنيا.

وأصل النفاق إظهار ما يكتم خلافه من الشر فخاف أن يكون ذلك نفاقا فأعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه ليس بنفاق وأنهم لا يكلفون الدوام على ذلك بل ساعة وساعة، أي ساعة كذا وساعة كذا.

( ونسينا كثيرا ) قال الطيبي: أي كثيرا مما ذكرتنا به، أو نسيانا كثيرا كأنا ما سمعنا منك شيئا قط، وهذا أنسب بقوله رأي عين.

( لو تدومون على الحال التي تقومون بها من عندي ) أي من صفاء القلب والخوف من الله تعالى.

(لصافحتكم الملائكة) قيل: أي علانية وإلا فكون الملائكة يصافحون أهل الذكر حاصل، وقال ابن حجر : أي عياناً في سائر الأحوال.

( ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ) أي ساعة كذا وساعة كذا، يعني لا يكون الرجل منافقا بأن يكون في وقت على الحضور، وفي وقت على الفتور، ففي ساعة الحضور تؤدون حقوق ربكم، وفي ساعة الفتور تقضون حظوظ أنفسكم .

 

 

fwaseeel222.png

 

 

 

من فوائد الحديث:

 

 

1- ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من قوّة الإيمان، ومن شدّة الخوف من النفاق، قال الإمام البخاري: " قال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل، ويذكر عن الحسن: ما خافه إلا مؤمن، ولا أمنه إلا منافق "(3).

2- حرص الصحابة رضي الله عنهم على صيانة إيمانهم مما يخل به من الأقوال والأعمال وقد تجلى ذلك في شكوى حنظلة مما يظنه سبباً في نقص إيمانه ووقوعه في النفاق، وموافقة أبي بكر له في شكواه، ثم سؤالهما النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ليبين لهما ما أشكل عليهما.

3- منادمة أبي بكر لحنظلة في شكواه، وبوحه له أنه يجد ما يجد، وهذا غاية في التفاعل مع الشاكي، كما أن فيه تخفيفاً من ثقل غمه وعنائه، ومواساةً له بأنه ليس وحده من يكابد هذا الهم ويعانيه.

4- في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((وما ذاك؟ )) بعد قول الصحابي: ((نافق حنظلة)) أهمية التأني، والتثبت، واستزادة الشاكي في شرح شكواه.

5- وفي توجيه النبي صلى الله عليه وسلم حثٌ على إعطاء النفس نصيبها من الدنيا فيما يحل ويجمل، وقد أكَّد ذلك بتكرار قوله " ساعة وساعة " ثلاث مرات، وأكّده أيضاً بأن نفى القدرة على الدوام على الذكر، وحال الرقة والخشوع، ولو قدر أحدٌ على ذلك لكان مكتوباً في زمرة الملائكة، الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون، ولو كان مثل حالها لكاشفته بأنفسها، وخالطته بكلامها، ورؤيتها في ممشاه، ومجلسه، ومضجعه، وقد آنس النبي صلى الله عليه وسلم أمته عن فوت هذه الحالة بجوابه المذكور في الحديث، وزاد الخلق تأنيساً بأن قال: (( إنه ليغان على قلبي، فأتوب إلى الله في اليوم والليلة مائة مرة )) .

6- وفي الحديث أن ملابسة المؤمن للحالين ليس نفاقاً، ولا نقصاً في إيمانه، حال الرقة، والتذكر، والتفكر، وحال مخالطة الأهل، والأموال، وما يلزم من ذلك من حصول شيء من الغفلة، والنسيان.

7- وأنه لا يلزمه أن يظل المؤمن على حال الرقة والخشوع عند ملابسته أهله وماله، حيث أن حنظلة قال " فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج، والأولاد، والضيعات، نسينا كثيراً "، وأقرهّ النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك.

8- أن المسلم مطالب بأداء الحقوق الواجبة عليه من اكتساب المال لينفق على نفسه ومن يعول، ومن القيام بشؤون الزوجة والأولاد، والأقارب والضيف، ولا يتأتى ذلك مع الاستمرار في العبادة والانقطاع لها.

9- أنه لا يتم العمل بقوله - عليه السلام - " ساعة وساعة " على الوجه الصحيح إلا لمن وفّى بساعة الإيمان، فكان في مثل حال من قيل له هذا التوجيه، حيث أن في الحديث ذكر أنهم حال ساعة الإيمان ترق قلوبهم عند الموعظة، وكأنهم يرون الجنة والنار رأي العين، أما من لزم ساعة حظوظ النفس، أو كانت الأغلب عليه، وغفل عن ساعة الإيمان، وهو مع ذلك يستدل بهذا الحديث، فقد غالط نفسه وخدعها، وألبس ضعفه وفتوره لباساً يظنه من الشرع.

 

 

 

(1) رواه مسلم، رقم (2750).

(2) النووي، شرح صحيح مسلم (17/66).

(3) فتح الباري (1/146(.

 

 

 

 

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكِ الله خيرًا

 

لكن سبحان الله هناك من يفهم هذا الحديث بطريقة خاطئة ويحرف معناه فنجد من يرتكب اللهو المحرم وعندما نذكره بالله يقول:

ساعة وساعة هكذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم .. ساعة لقلبك وساعة لربك

وهذا خلل في الفهم

فالساعة التي تكون لنفسك تكون في الراحة واللهو المباح

وجدت هذا الجزء من الفتوى:

 

وليس معنى الحديث ما ذكر في السؤال إن كان قد حرفه بعض الناس وجعلوه سلما لمواقعة المحرمات والمنكرات، فإذا ما أنكر عليهم شخص قالوا : ساعة لك وساعة لربك ودينك . ويزيد بعضهم تحريفاً لحديث آخر وهو : "إن لنفسك حقاً." رواه البخاري.

 

والمقصود من هذين الحديثين وأمثالهما: أنه ينبغي للمسلم أن يعطي نفسه حقها من الراحة، ونحو ذلك من المباحات، وألا تكون حياته كلها في العبادة، وليس معناه مقارفة الحرام والمنكر! نسأل الله السلامة.

 

وهذا التحريف من هؤلاء أكبر إثماً وأعظم جرماً من مقارفتهم للمنكر، بل إن هذا النوع من التحريف قد يصل بصاحبه إلى الكفر المخرج من ملة الإسلام، والعياذ بالله، لأن هذا من تحريف الكلم عن مواضعه.

والله أعلم.

 

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=26260

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرا أمة الحبيبة ونفع بكِ

وجزاكِ الله خيرا سدرة الحبيبة على الإضافة

ونعوذ بالله من آفات القلوب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرا أمة الحبيبة ونفع بكِ

وجزاكِ الله خيرا سدرة الحبيبة على الإضافة

ونعوذ بالله من آفات القلوب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وجزيتن خيرا يا حبيبات

شكرالله تعالى مروركن الجميل

وأكرمك حبيبتي أم جنى على الإضافة الهادفة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

بوركتِ أمومة الحبيبة

و جزاكِ الله خيرًا سدرة على الإضافة

بوركتما ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله أختي الحبيبة أمة من إماء الله

وبوركتِ سدرة الحبيبة على الإضافة القيّمة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 

حديث: ساعة وساعة

 

كتبه : عبد الرحمن بن فهد الودعان الدوسري

 

 

عن حنظلةَ الأسيدي رضي الله عنه، وكان مِن كتَّاب

[1] رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لقيني أبو بكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلتُ: نافَق حنظلة! قال: سبحان الله! ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكِّرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافَسْنا الأزواج والأولاد والضَّيْعات، فنسينا كثيرًا، قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: نافَق حنظلة يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وما ذاك؟))، قلت: يا رسول الله، نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافَسْنا الأزواج والأولاد والضَّيعات، نسينا كثيرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذِّكر، لصافحتكم الملائكة على فُرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة))، ثلاث مرات؛ رواه مسلم[2].

 

يتعلق بهذا الحديث فوائد:

الفائدة الأولى: ينبغي للمسلم أن يكون حريصًا على تقوية إيمانه ومحاسبة نفسه؛ كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ﴾ [الحشر: 18]، ولقد حرص الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح على ذلك، وهذا الحديث يصور شيئًا مما كان الصحابة رضي الله عنهم عليه من الحرص على تقوية إيمانهم ومحاسبة أنفسهم، ومن ذلك أيضًا: ما روى الأسود بن هلال المحاربي قال: قال لي معاذٌ: اجلس بنا نؤمن ساعة، يعني نذكر الله، وفي لفظ: كان معاذٌ يقول لرجل من إخوانه: اجلس بنا فلنؤمن ساعة، فيجلسان يتذكران الله ويحمَدانه

[3]، وقال زِرُّ بن حبيش: كان عمرُ مما يأخذ بيد الرجل والرجلين من أصحابه فيقول: قُمْ بنا نزدد إيمانًا[4]، وقال ابن سابط: كان عبدالله بن رواحة يأخذ بيد النفر من أصحابه فيقول: تعالَوْا نؤمن ساعة، تعالَوْا فلنذكرِ الله ونزدَدْ إيمانًا، تعالَوْا نذكره بطاعته؛ لعله يذكُرنا بمغفرته[5].

 

الفائدة الثانية: ينبغي للمسلم أن يكون حريصًا على

مجالس الذِّكر؛ فإنها روضة من رياض الجنة، يحصل فيها الخير والأجر، ويقوم منها وقد غُفر له ذنبه، وأجيبت دعوته، تحفه الملائكة، وتغشاه الرحمة، ويذكره الله فيمن عنده، فأي فضل أكبر من هذا؟ وينبغي للمسلم أن يكون حذرًا من التشبُّه بمن قال الله فيهم: ﴿ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ* فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ﴾ [المدثر: 49 - 51]، فهم ينفِرون عن مجالس ذكر اللهوالموعظة كما تنفِر الحُمُرُ مِن الأسَد، بل وصل الحال ببعضهم أنهم ينفِّرون منها غيرهم.

 

الفائدة الثالثة: يبين الحديث أن المسلم إذا أشكل عليه شيء في أمر دينه، فإنه ينبغي له أن يراجع

أهل العلم؛ حتى يتبين الحُكم الشرعي فيما هو فيه، وحتى لا تتفاقم مشكلتُه فيصعُبَ حلُّها، والناس في هذا متفاوتون؛ فمنهم: من لا يسأل عن أمر دِينه ألبتة، ومنهم: من قد يفتي نفسه ويعمل بما بدا له، ومنهم: من يتبرع له بعض الجهال فيفتيه بما يهواه، فيقنع بفتواه، ويظن أن هذا يكفيه، ويكون حجة له بين يدي ربه، وما علِم المسكين أنه لما كان مقصرًا في السؤال الواجب عليه بقوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43]، كان عليه إثم تقصيره بالسؤال، وإثم غلَطه، كما أن هذا المتقحِّم للفتوى بغير علم عليه من الإثم نصيب وافر.

 

 

 

[1] يُقال له: حنظلة الكاتب، وهو ابن الرُّبَيِّع بن صيفي، وهو الأسيدي، بياء مشددة مكسورة، نسبة إلى أسيد بن عمرو بن تميم، قال الحافظ في تبصير المنتبه 1/ 18 بتثقيل الياء، ونحوه في الإصابة في الترجمة التي تليه.

 

[2] رواه مسلم في كتاب التوبة، باب فضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة والمراقبة، وجواز ترك ذلك، 4/ 2106 (2750).

 

[3] رواه ابن أبي شيبة 6/ 164.

 

[4] رواه ابن أبي شيبة 6/ 164.

 

[5] رواه ابن أبي شيبة 6/ 170.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أكرمكما الله تعالى حبيبتاي: صمت الأمل وإشراقة فجر

بوركتما على مروركما الجميل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

  • محتوي مشابه

    • بواسطة *إشراقة فجر*
      بسم الله الرحمن الرحيم



      السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته


       

      عبد الوهاب بن ناصر الطريري


       
       

      هي إطلالة على البيت النبوي، ذلك البيت الذي أذهب الله عنه الرجس وطهّره تطهيرًا، إطلالة من كوّة فتحتها أمّنا عائشة رضي الله عنها حينما توارد عليها السؤال من عدد من التابعين: "ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته إذا كان عندك؟" إنه تساؤل عن هذه الشخصية العامة كيف تكون في هذه الحالة الخاصة، كيف يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يعيش خارج بيته متصديًا لقضايا الأمة، متحمّلاً لأعبائها، فإذا دخل بيته، وأغلق بابه وخلا بأهله فكيف يكون؟ وماذا يصنع؟


       

      ولقد تلقّت عائشة رضي الله عنها السؤال بحفاوة واهتمام، وأشرعت نافذة على بيت النبوة؛ لنرى منها النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الحالة الخاصة في بيته ومع أهله، فإذا هي تصفه بهذا الوصف الوجيز البليغ.


       

      قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خلا في بيته ألين الناس، وأكرم الناس، كان رجلاً من رجالكم إلاّ أنه كان ضحّاكًا بسّامًا، وما كان إلاّ بشرًا من البشر، كان يكون في مهنة أهله -يعني خدمة أهله- يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته، فإذا أحضرت الصلاة خرج إلى الصلاة، ولا رأيته ضرب بيده امرأة ولا خادمًا".


       

      إنها باقة معطرة من الصفات النبوية أحسنت أمُّنا عائشة رضي الله عنها وصفها في هذه الجمل الوجيزة بهذا البيان البليغ، وبقي أن نفتح أبصار البصائر على معانٍ عظام.


       

      1- "ما كان إلاّ بشرًا من البشر" لا أحسب أن عائشة كانت تقرر بشريّة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه ليس ملكًا بل بشرًا رسولاً، ولكنها كانت تقرر معنى أخص من ذلك، وهو بشريّته في التعامل الأسري بحيث إنه صلى الله عليه وسلم يدخل بيته ليس على أنه القائد أو الزعيم أو الإمام، ولكن على أنه الزوج ليعيش حياة السكن الزوجي مع أهله، لتجتمع معاني العظمة المحمدية في عظمة التعامل الزوجي، وأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يعيش في بيته سمته الذي يلقى به الناس، ولكن يعيش بساطة الحياة الأسرية وعفويتها، فلا ترى فيه زوجه إلاّ الزوج الوادّ الرحيم، وهو صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم وإمام البشرية، والعظيم لا تمتلئ الأعين من النظر إليه مهابة وإجلالاً، ولكنه يعيش في بيته ومع أهله زوجاً أولاً.


       

      كم ننسى هذا المعنى النبوي العظيم حينما نصطحب معنا إلى بيوتنا المعاني والألقاب الخارجية؛ ليعيش أحدنا في بيته على أنه صاحب السعادة أو الفضيلة، مع أن هذه ألقاب تخلع عند الباب ليعود، ومن كان كذلك بشراً من البشر.


       

      2- "كان يكون في مهنة أهله" يثب إلى ذهني سؤال ثاقب يقول: وهل كانت أمُّنا عائشة تشكو كثرة العمل ومشتته حتى يكون عمل النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها معونتها وخدمتها؟ أما كانت حجرتها متقاربة الجدر صغيرة،المساحة، بحيث لم يتجاوز طولها عشرة أذرع، وعرضها سبعة أذرع (5 أمتار x 3.5) وأما العمل فيها فقد كانت تتصرم الشهران بتمامها وما أوقد فيها نار لطعام يُصنع، فهل ثمة عمل يحتاج إلى جهد، فضلاً عن أن يحتاج إلى معونة بحيث يكون النبي صلى الله عليه وسلم في بيته مشغولاً بمهنة أهله؟


       

      إن الجواب عن هذا التساؤل: أن نبيك صلى الله عليه وسلم ما كان يصنع ما يصنع لكثرة الشغل وجهد العمل، ولكن هناك معنى أعمق، وهو المواساة والإشعار بالمشاركة التامة في الحياة الزوجية ، وتحقيق أحد معاني السكن إلى الزوجة{لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} [الروم من الآية:21]، ولم يقل لتسكنوا معها.


       

      إن هذه الأعمال اليسيرة في المنـزل تصل إلى قلب الزوجة مشفوعة بمذكرة تفسيرية تضج بمعاني الحب والمودة والرحمة، وتشعر الزوجة بالدنو القريب إلى زوجها، والامتزاج الروحي والعاطفي، كون الرجل في مهنة أهله، وأي عمل وعلى أي صفة رسالة حياة تقول: هويتنا جميعاً كما هي حياتنا جميعاً، وإن معاني الالتحام الزوجي تنسجها هذه اللمسات المعبرة، فيكبر في عين زوجته بقدر تواضعه، ويعظم في نفسها بقدر بساطته.


       

      3- إننا نطل من هذه النافذة على البيت، فنراه صغيراً في مساحته، بسيطاً في متاعه، ولكن الخلق النبوي العظيم جعله وعاءً كبيراً مترعاً بالأنس والبهجة، ترنّ فيه الضحكات، وتشرق البسمات، ويتدفق ينبوعاً غامراً من السعادة والإبهاج "كان رجلاً من رجالكم إلاّ أنه كان ضحّاكاً بسّاماً".


       

      ليس في بيت النبوة التواقر المتكلّف، ولا التزمّت المقيت، ولا تجهّم العبوس، ولكنه حبور الضحك وإيناس التبسم، ومتعة الحياة الطيبة التي تملأ البيت حبرة وسروراً، حتى كأنما يعيش أهله في زاوية من الجنة.


       

      4- إن هذا الفن الراقي في التعامل الزوجي، والمبادرة من الزوج إلى المشاركة المعبرة والأنس المبهج سوف يجعله يحتل المساحة الأكبر من قلب زوجته ووجدانها. إن هذا التعامل الرفيع يجعل لحضوره فرحة وأنساً، ولغيابه وحشة وفقداً، وسيكون من المرأة بمكان.


       

      إن على الذين يشتكون برودة الحياة الزوجية وجفافها أن يتعلموا من هذا الدرس النبوي: أن الدماء تتدفق حارة في حياتهم بمثل هذه اللمسات الساحرة، حينها لن يبقى في قلب المرأة ووجدانها مساحة شاغرة؛ فقد ملأ ذلك كله زوج أشعرها بالمشاركة الحقيقية في الحياة، ولوّن يومها بالبسمات.


       

      5- يبهرنا هذا التوازن في الحياة النبوية فقد كان -صلى الله عليه وسلممع الناس أكثرهم تبسماً، وفي بيته أيضاً ضحوكاً بسّاماً، وكان مع الناس كالريح المرسلة بالخير، وفي بيته في مهنة أهله، وكان خير الناس للناس، وخيرهم لأهله.


       

      إن هذا التوازن يفتقد عند أناس يبذلون المجاملات الرقيقة بسخاء في تعاملهم العام، ولكنهم يخزنون عبوس وجوههم وقترة نفوسهم لزوجاتهم، فلا يرين إلا قتامة التجهم، وملالة التضجر، مع أنهم أولى الناس ببشره وحسن خلقه، أما نبينا صلى الله عليه وسلم فقد وسع الناس بحسن خلقه، وكان أهل بيته أسعد الناس بهذا الخلق.


       
       

      *****


    • بواسطة **راضية**
      بسم الله الرحمن الرحيم
       
      وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22)
       

       

       

       

       

       

       
       

       

       

       

       

       

       

       

       

       
       
      هدايا:
       
      أدعية سقوط المطر
       
       
      " اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا اللهم أغثنا ".( متفق عليه)" اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً نافعاً غير ضار ،عاجلاً غير آجل " رواه أبو داود .
      "اللهم اسق عبادك وبهائمك ، وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت". رواه ابو داود
       

      و الحمد لله رب العالمين


منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×