اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

 

%D8%B31.png

إذَا أَصبَحتُ عِندِي قُوتُ يَومِي ..... فَخَلِّ الهَمَّ عَنِّي يَا سَعِيدُ

space.gifوَلَا تَخطُرُ هُمُومُ غَدٍ بِبَالِي ..... فَإِنَّ غَدًا لَهُ رِزْقٌ جَدِيدُ

 

 

 

 

 

space.gif Untitled-1%D9%89.png

آهٍ لو عرفنا أقدار الرجال من غير تقديسٍ يرفعهم إلى مراتب الكمال، أو سوءِ أدب معهم، وجهلٍ بأقدار أنفسنا.

 

فنحطّهم عن المكانة اللائقة بهم، أو نحاول الطيران إلى آفاقهم بأجنحتنا الهزيلة، فتهوي بنا الريح في مكان سحيق.

 

وبعد,,,

 

فهذه مقتطفات من سيرة علم من أعلام هذه الأمة، وبطل من أبطالها، وإمام من أئمة الدين، نصر الله به السنة، وقمع به البدعة.

 

 

akhawat_islamway_1426074780___.jpg

 

ما قبل عن الإمام الشافعي:

 

قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، وهو على جلالة قدره، وعظمته، وعبقريته، أخذ العلم عن الشافعي، مع أنه كان أعلم منه

 

بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 

"كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للبدن، فهل ترى لهذين من خَلَفٍ، أو عنهما مِن عوِضَ؟!".

 

وقال: "لولا الشافعيُّ ما عرفنا فقه الحديث، وكان الفقه قِفلاً على أهله حتى فتحه الله بالشافعي".

 

وقال لصديقه الإمام العظيم إسحاق بنِ راهويه: "تعال أريك رجلاً لم تر عيناك مثله».

 

قال إسحاق: «فأراني الشافعي، فلم تر عيناي مثله قطّ". ثم قال إسحاق رحمه الله: "الشافعي إمام العلماء، وما يتكلّم أحد بالرأي إلا والشافعي أقلُّ خطأَ منه".

 

 

قال المزني: "ما رأيت أحسن وجهًا من الشافعي، إذا قبض على لحيته لا يفضل عن قبضته". قال يونس بن عبد الأعلى: "لو جمعت أمة لوسعهم عقل الشافعي".

 

وقال عبد الرحمن بن مهدي: "لما نظرت الرسالة للشافعي أذهلتني لأنني رأيت كلام رجل عاقلٍ، فصيح نصيح، فإني أكثر الدعاء له، وما ظننت أن الله خلق مثل هذا الرجل".

 

وقال داود بن علي الظاهري في كتاب جمعه في فضائل الشافعي: "للشافعي من الفضائل ما لم يجتمع لغيره، من شرف نسبه، وصحة دينه ومعتقده وسخاوة نفسه، ومعرفته بصحة الحديث وسقمه وناسخه ومنسوخه وحفظه الكتاب والسنة، وسيرة الخلفاء، وحسن التصنيف، وجودة الأصحاب والتلامذة، مثل أحمد ابن حنبل في زهده وورعه وإقامته على السنة".

 

وقال الجاحظُ، شيخُ الأدباء في عصره: " لم أر أحسنَ تأليفاً من الشافعي، كأنَّ فاه ينظم درّاً إلى در"

 

وقال عنه بعض الأئمة من تلامذته: "كانت ألفاظ الشافعي كأنها سكّر. وكنا إذا قعدنا حوله لا ندري كيف يتكلَّم، كأنّه سِحْر".

 

Untitled-1%D9%89.png

الإمام الشافعي نسبه ومولده

 

هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف.

 

يلتقي الشافعي مع الرسول صلى الله عليه وسلم في جَدِّه عبد مناف، فالإمام الشافعي (رحمه الله) قرشي أصيل.

 

أمَّا أمُّه فإن أكثر من أرَّخ للشافعي أو ترجم له قد اتفقوا على أن أمَّه أزدية أو أسدية، فهي من قبيلة عربية أصيلة.

 

 

akhawat_islamway_1426093968__pic-593-1354665001.gif

 

ولد رحمه الله بغزة وهي مدينة في أقصى الشام من ناحية مصر جنوب فلسطين سنة (150هـ) من شهر رجب، واشتهر بالذكاء

والحفظ منذ صغره، يقول عن نفسه: كنت في الكتَّاب أسمع المعلم يلقن الصبي الآية فأحفظها، فإلى أن يفرغ المعلم من الإملاء

عليهم قد حفظت جميع ما أملى، فقال لي ذات يوم: لا يحل لي أن آخذ منك شيئًا، واستمر على ذلك، حتى جمع القرآن وهو ابن سبع سنين.

 

نشأ يتيمًا في حجر أمه، فخافت عليه الضيعة فتحولت به إلى مكة وهناك تعلم العربية، والشعر، ثم حُبب إليه الفقه فساد أهل زمانه، وصنف التصانيف العظيمة في الفقه، وأصوله، والأنساب، والأدب وغيرها.

 

 

Untitled-1%D9%89.png

سعة علم الإمام الشافعي وفقهه:

لقد عُرف الإمام الشافعي بالنجابة والذكاء والعقل منذ أن كان صغيرًا، وشهد له بذلك الشيوخ من أهل مكة؛

قال الحميدي: "كان ابن عيينة، ومسلم بن خالد، وسعيد بن سالم، وعبد المجيد بن عبد العزيز، وشيوخ أهل مكة يصفون الشافعي ويعرفونه من صغره، مقدمًا عندهم بالذكاء والعقل والصيانة، لم يُعرف له صبوة". وقال الربيع بن سليمان - تلميذ الشافعي وخادمه وراوي كتبه -: "لو وُزِن عقل الشافعي بنصف عقل أهل الأرض لرجحهم، ولو كان من بني إسرائيل لاحتاجوا إليه".

 

كان الشافعي يقول:

"العلم علمان: علم الدين وهو الفقه، وعلم الدنيا وهو الطب، وما سواه من الشعر وغيره فعناء وعبث، وأنشد يقول:

كُلُّ العُلُومِ سِوَى القُرآنِ مَشْغَلَةٌ ..... إِلَّا الحَديِثَ وَعِلْمَ الفِقْهِ فِي الدِّينِ

العِلْمُ مَا كَانَ فِيهِ قَالَ حَدَّثَنَا ..... وَمَا سِوَى ذَاكَ وَسْوَاسُ الشَّيَاطِينِ

وسُئل: كيف شهوتك للعلم؟ قال: أسمع بالحرف مما لم أسمعه، فتود أعضائي أن لها أسماعًا تتنعم به مثل ما تنعمت به الأذنان، فقيل له: فكيف حرصك؟ قال: حرص الجموع المنوع في بلوغ لذته للمال، فقيل له: فكيف طلبك له؟ قال: طلب المرأة المضلة ولدها ليس لها غيره.

 

قال رحمه الله:

سَأَضْرِبُ فِي طُولِ البِلَادِ وَعَرْضِهَا ..... أَنَالُ مُرَادِي أَو أَمُوتُ غَرِيبًا space.gif

space.gif

فَإِن تَلِفَتْ نَفْسِي فَلِلَّهِ دَرُّهَا ..... وَإِنْ سَلِمَتْ كَانَ الرُّجُوعُ قَرِيبًا

 

وكان يقول: "قراءة الحديث خير من صلاة التطوع، وطلب العلم أفضل من صلاة النافلة".

 

وكان يقول:

 

"من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن تكلم في الفقه نما قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في اللغة رق طبعه، ومن نظر في الحساب

جزل رأيه، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه". وقال: "وَدِدْتُ أَنَّ النَّاسَ تَعَلَّمُوا هَذَا العِلْمَ، وَلَم يُنسَبْ إِلَيَّ مِنهُ شَيءٌ، فَأُؤجَرُ عَلَيهِ، وَلَا يَحمَدُونِي".

 

ومن أقواله : "العلم ما نفع وليس العلم ما حفظ"

 

 

akhawat_islamway_1426093968__pic-593-1354665001.gif

 

وكان بارعاً جداً في المناظرة حتى قيل عنه: «لو ناظر الشافعي الشيطان لقطّعه وجدّله». وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: «ما رأيت الشافعي ناظر أحداً إلا رحمتُه. ولو رأيت الشافعي يناظرك لظننتَ أنه سَبُعٌ يأكلك. وهو الذي علَّم الناس الحجج».

 

ومع ذلك فإنه كان لا يرفع صوته في المناظرة. وكان لا يريد إلا الحقَّ، ولا يريد قَهْرَ الطرفِ الآخر.

 

يقول رحمه الله: «ما ناظرتُ أحداً قطّ إلا أحببتُ أن يوفَّق، أو يُسدْد، أو يُعان، ويكونَ له رعايةٌ من الله وحفظ، وما ناظرتُ أحداً إلا ولم أبالِ بيَّن الله الحقَ على لساني أو لسانه وما ناظرتُ أحداً فأحببتُ أن يخطئ وما ناظرتُ أحداً على الغلبة، إنما على النصيحة».

 

 

Untitled-1%D9%89.png

تقوى الإمام الشافعي وورعه وعبادته:

 

وكما كان الإمام الشافعي (رحمه الله) إمامًا في الاجتهاد والفقه، كان كذلك إمامًا في الإيمان والتقوى والورع والعبادة؛ فعن الربيع قال: "كان الشافعي قد جزّأ الليل ثلاثة أجزاء: الثلث الأول يكتب، والثلث الثاني يصلي، والثلث الثالث ينام". وكان رحمه الله لا يقرأ قرآنًا بالليل إلا في صلاة، يقول المزني: "ما رأيت الشافعي قرأ قرآنًا قَطُّ بالليل إلا وهو في الصلاة".

 

يقول الكرابيسي: «بِتُّ مع الشافعي ثمانين ليلةً، وكان يُصلّي نحوَ ثُلُثِ الليل، وما رأيته يزيد على خمسين آية في الركعة، وكان لا يمرّ بآية رحمةٍ إلا سأل الله لنفسه وللمؤمنين والمؤمنات، ولا يمرّ بآية عذابٍ إلا تعوذّ بالله، وسأل الله النجاة لنفسه، وللمؤمنين والمؤمنات».

 

وقال الإمام الشافعي: "ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا مرة، فأدخلت يدي فتقيأتها؛ لأن الشبع يثقل البدن ويقسي القلب، ويزيل الفطنة، ويجلب النوم، ويضعف العبادة". وقال: "لا يكمل الرجل إلا بأربع: بالديانة، والأمانة، والصيانة، والرزانة". وقال: "العاقل من عقله عقله عن كل مذموم". وقال: "من لم تعزه التقوى فلا عز له". وقال: "وما فزعت من الفقر قط، طلب فضول الدنيا عقوبة عاقب الله بها أهل التوحيد".

 

وقيل له: ما لك تكثر من إمساك العصا، ولست بضعيف؟ قال: لأذكر أني مسافر، وقال: من لزم الشهوات لزمته عبودية أبناء الدنيا، وقال: الخير في خمسة: غنى النفس، وكف الأذى، وكسب الحلال، والتقوى، والثقة بالله، وقال: اجتناب المعاصي، وترك ما لا يعنيك ينور القلب، عليك بالخلوة وقلة الأكل، وإياك ومخالطة السفهاء، ومن لا ينصفك.

 

 

Untitled-1%D9%89.png

شيوخ الإمام الشافعي:

 

شيوخ الإمام الشافعي بالمدينة: الإمام مالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد الأنصاري، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وإبراهيم بن أبي يحيى، ومحمد بن سعيد بن أبي فديك، وعبد الله بن نافع الصائغ.

وشيوخ الإمام الشافعي باليمن: مطرف بن مازن، وهشام بن يوسف قاضي صنعاء، وعمرو بن أبي سلمة صاحب الإمام الأوزاعي، ويحيى بن حسان.

شيوخ الإمام الشافعي بالعراق: وكيع بن الجراح، وأبو أسامة حماد بن أسامة الكوفيان، وإسماعيل بن علية، وعبد الوهاب بن عبد المجيد البصريان.

 

 

 

akhawat_islamway_1426093968__pic-593-1354665001.gif

تلامذة الإمام الشافعي

 

نبغ على الإمام الشافعي كثير من الناس، في مقدمتهم أبو عبد الله أحمد بن حنبل، والحسن بن محمد الصباح الزعفراني، والحسين الكرابيسي، وأبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، وأبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني، وأبو محمد الربيع بن سليمان المرادي، والربيع بن سليمان الجيزي، وأبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي، وأبو حفص حرملة بن يحيى بن عبد الله التجيبي، وأبو يوسف يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري، وعبد الله بن الزبير الحميدي.

 

akhawat_islamway_1426093968__pic-593-1354665001.gif

 

مؤلفات الإمام الشافعي

 

لم يُعرف لإمام قبل الإمام الشافعي من المؤلفات في الأصول والفروع والفقه وأدلته، بل في التفسير والأدب ما عرف للشافعي كثرةً وبراعةً وإحكامًا؛ يقول ابن زُولاق: "صنف الشافعي نحوًا من مائتي جزء".

 

ولقد كان في سرعة التاليف مع الدقة والنضج والإتقان أعجوبة منقطع النظير، حتى إنه ربما أنجز كتابًا في نصف نهار. يقول يونس بن عبد الأعلى: "كان الشافعي يضع الكتاب من غدوة إلى الظهر".

ومن مؤلفاته رحمه الله:

كتاب (الرسالة) وهو أول كتاب وضع في أصول الفقه ومعرفة الناسخ من المنسوخ، بل هو أول كتاب في أصول الحديث. وألَّف كتابًا اسمه (جماع العلم)، دافع فيه عن السنة دفاعًا مجيدًا، وأثبت ضرورية حجية السنة في الشريعة. وكتاب (الأم)، و(الإملاء الصغير)، و(الأمالي الكبرى)، و(مختصر المزني)، و(مختصر البويطي)، وغيرها.

 

 

akhawat_islamway_1426093968__pic-593-1354665001.gif

منهج الإمام الشافعي

 

أخذ الإمام الشافعي بالمصالح المرسلة والاستصلاح، ولكن لم يسمها بهذا الاسم، وأدخلها ضمن القياس وشرحها شرحًا موسعًا. وكذلك كان الشافعي يأخذ بالعرف مثل مالك. وكان الشافعي يتمسك بالأحاديث الصحيحة، ويُعرِض عن الأخبار الواهية والموضوعة، واعتنى بذلك عناية فائقة؛ قال أبو زُرعة: "ما عند الشافعي حديث فيه غلط".

وقد وضع الشافعي في فن مصطلح الحديث مصطلحات كثيرة، لم يُسبَق إليها، مثل: الاتصال، والشاذ، والثقة، والفرق بين حدَّثنا وأخبرنا.

 

Untitled-1%D9%89.png

من كلمات الإمام الشافعي

 

- طلب العلم أفضل من صلاة النافلة.

- من ضُحِكَ منه في مسألة لم ينسها أبدًا.

- من حضر مجلس العلم بلا محبرة وورق، كان كمن حضر الطاحون بغير قمح.

- من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن نظر في الفقه نبل مقداره، ومن تعلم اللغة رقَّ طبعه، ومن تعلم الحساب جزل رأيه، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه.

 

Untitled-1%D9%89.png

وفاة الإمام الشافعي

 

قبل وفاة الشافعي ظهر فيه مرض البواسير وهو في مصر، وبسبب هذا المرض ما انقطع عنه النزيف، وربما ركب فسال الدم من عقبيه، وكان لا يبرح الطست تحته وفيه لبدة محشوه، وما لقي أحد من السقم مالقي، فالنزيف أنهكه وأعنته. وقد ترك الشافعي في مدة مرضه هذه (أربع سنوات) ما يملأ آلاف الورق من العلم، مع وصلة الدروس والأبحاث والمناظرات والمطالعات في الليل والنهار. قال الربيع بن سليمان: أقال الشافعي ها هنا أربع سنين، فأملى ألفا وخمسمائة ورقة، وخرج كتاب "الأم" ألفي ورقة وكتاب "السنين" وأشياء كثيرة، كلها في أربع سنين.

 

 

قال المزني: "دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه فقلت: يا أبا عبد الله كيف أصبحت؟

 

فرفع رأسه وقال:

أصبحت من الدنيا راحلًا ولإخواني مفارقًا، ولسوء عملي ملاقيًا، وعلى الله واردًا، ما أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنيها، أو إلى النار فأعزيها، ثم بكى وأنشأ يقول:

 

وَلَمَّا قَسَا قَلْبِي وَضَاقَتْ مَذَاهِبِي ..... جَعَلْتُ رَجَائِي دُوْنَ عَفْوِكَ سُلَّمًا space.gif

تَعَاظَمَنِي ذَنْبِي فَلَمَّا قَرَنْتُهُ ..... بِعَفْوِكَ رَبِّي كَانَ عَفْوُكَ أَعْظَمَاspace.gif

space.gif

فَمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْبِ لَمْ تَزَلْ ..... تَجُودُ وَتَعْفُو مِنَّةً وَتَكَرُّمَاspace.gif

 

وكانت وفاته بمصر يوم الخميس، وقيل: يوم الجمعة في آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين عن أربع وخمسين سنة رحمه الله، وأكرم مثواه، وجعل الجنة مأواه.

 

قال الربيع: "رأيت الشافعي بعد وفاته بالمنام، فقلت: يا أبا عبدالله ما صنع الله بك؟ قال: أجلسني على كرسي من ذهب ونثر عليَّ اللؤلؤ الرطب"

 

رحم الله الشافعي، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأسكنه الدرجات العلى.

 

وجزاكم الله كل خير على هذه المسابقة الطيبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

Untitled-1%D9%89.png

 

 

 

 

تم تعديل بواسطة سدرة المُنتهى 87
إضافة الوسم~
  • معجبة 4

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيراً أختي الحبيبة على هذا البحث القيم

لاحرمكِ الله الأجر والثواب

ورحم الله عالمنا وشيخنا الجليل الشافعي، وأسكنه فسيح جناته

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرًا وبارك فيكِ

ورحم الله الإمام الشافعي وجزاه عن الإسلام وأهل السنة خيرًا~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيراً أختي الحبيبة على هذا البحث القيم

لاحرمكِ الله الأجر والثواب

ورحم الله عالمنا وشيخنا الجليل الشافعي، وأسكنه فسيح جناته

 

 

بارك الله فيك أختي الحبيبة

 

ونفعنا واياك وجميع الاخوات بهذا البحث

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرًا وبارك فيكِ

ورحم الله الإمام الشافعي وجزاه عن الإسلام وأهل السنة خيرًا~

 

وجزاك الله كل خير أختي الحبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا ً أختى على هذا البحث القيم،

نفع الله بكِ وبه،

ورحم الله شيخنا الجليل رحمة واسعة على ماقدمه للإسلام والمسلمين.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

ما شاء الله بحث طيّب ، ومقطتفات رائعة ونسيق جميل ()

سلمت يُمناك وجزا الله خير الجزاء أخيتي حنين .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أسأل الله أن يرحم الامام الشافعي ويجزيه خير الجزاء ..

استمتعت جداً في قراءة ما كتبت ..

رائع رائع رائع إلى أبعد حدود ما شاء الله ..

سلمت هذه الأنامل التي كتبت وجمعت ..

أسأل الله أن ينفع بكِ الاسلام و المسلمين ...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

بحث قّم جدا وتنسيق جميل

جزاكِ الله خيرا يا حبيبة وبارك فيكِ.

رحم الله الشافعي، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأسكنه الدرجات العلى.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

  • محتوي مشابه

    • بواسطة بنت عمر بن عبد العزيز
      الإمام الشافعي: العالم الفقيه
       
      «لولا الشافعي لبقيت أقفيتنا كالكرة في أيدي أهل الرأي» [الإمام أحمد]
       
      من تعلّم القرآن عظمت قيمته، ومن تكلّم في الفقه نما قدره، ومن كتب الحديث قويت حجّته،
      ومن نظر في اللغة رقّ طبعه، ومن نظر في الحساب جزل رأيه، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه
       
      نَــسَـــــبـُــه
       
      هو أبو عبداللـه، محمد بن إدريس الشافعي القرشي المطّلبي المكّي، ابن العبّاس بن عثمان بن شافع -وهو من صغار الصحابة- بن السائب -أُسر يوم بدر وكان صاحب راية الهاشميين فيها وقد أسلم بعد أن فدى نفسه من الأسر، وعندما سُئل t عن سبب إسلامه بعد الفداء لا قبله قال: «ما كنت لأحرم المؤمنين ما طمعوه فيَّ»، وكان شديد الشبه بالرسول r-، بن عبيد بن عبد يزيد، بن هاشم بن المطّلب كافل عبدالمطّلب جدّ رسول اللـه r، بن عبد مناف وبه يلتقي نسبه بنسب المصطفى ، وكان بنو المطّلب وبنو هاشم حزباً واحداً في الجاهلية، وقد انضمّ بنو المطّلب مسلمهم وكافرهم للرسول r وصحبه حين قاطعته قريش، وقد أعطاهم رسول اللـه r من سهم ذوي القربى حين قسّم غنائم خيبر، وقال لمّا سُئِل عن ذلك: «إنّهم لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام وإنّما بنو هاشم وبنو المطّلب شيء واحد»، ثمّ شبك رسول اللـه يديه إحداهما في الأخرى. [رواه البخاري].
       
      مـولــــده ونـشــــأتـه
       
      ولد رحمه اللـه سنة 150هـ في السنة التي توفّي فيها أبو حنيفة رحمه اللـه، لأسرة فقيرة تقيم في أحياء قبائل اليمن بغزّة الشام، وقيل بعسقلان قرب غزّة، وتوفّي والده وهو صغير فحملته أمّه وهو ابن عامين إلى مكّة خوفاً من ضياع نسبه، فأقام عند أقاربه وفيها أخذ أوّل علومه. ويروي الشافعيّ لنا نشأته فيقول: «كنت يتيماً في حجر أمّي ولم يكن لها ما تعطيني للمعلّم وقد رضي منّي أن أقوم على الصبيان إذا غاب وأخفّف عنه...، وحفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين.. و حفظت الموطّأ وأنا ابن عشر...، ولمّا ختمت القرآن دخلت المسجد فكنت أجالس العلماء وأحفظ الحديث أو المسألة وكان منزلنا في شعب الحيف.. ما كنت أجد ما أشتري به القراطيس فكنت أخذ العظم وأكتب فيه وأستوهب الظهور -أي الرسائل المكتوبة- وأكتب في ظهرها». وروى الربيع بن سليمان أنّ الشافعي رحمه اللـه كان يفتي وله خمس عشرة سنة وقد أجازه مسلم بن خالد الزغبي مفتي مكّة وعالمها كما يروي لنا عبداللـه بن الزبير الحميدي قال: قال مسلم بن خالد للشافعيّ: «أفتِ يا أبا عبداللـه فقد آن لك أن تفتي».
       
      أســــاتـذتـه وتـلامــذتــه
       
      ذكر الإمام فخر الدين الرازي أشهر العلماء الذين تتلمذ على أيديهم إمامنا الشافعي وقال: إنّهم تسعة عشر، خمسة من أهل مكّة وهم سفيان بن عيينة ومسلم بن خالد الزغبي وسعيد بن سالم وداود بن عبدالرحمن العطار وعبدالمجيد بن عبدالعزيز بن داود، أما أهل مكّة فمالك بن أنس وإبراهيم بن سعد الأنصاري وعبدالعزيز بن محمد الدراوردي وإبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي (وهو معتزليّ) ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك وعبداللـه بن نافع الصايغ صاحب ابن أبي ذؤيب، ومن أهل اليمن مطرف بن مازن وهشام بن يوسف -قاضي صنعاء- وعمرو بن أبي سلمة صاحب الأوزاعي ويحيى بن حسّان صاحب الليث بن سعد، ومن العراق وكيع بن الجراح وحماد بن أسامة وإسماعيل بن عُليبه وعبدالوهاب بن عبدالمجيد، وأغفل الإمام الرازي رحمه اللـه وغفر له اسم الإمام محمد ابن الحسن صاحب أبي حنيفة تعصّباً، وقد ذكر الشافعي أنّه كتب عن محمد بن الحسن سماعاً ما حمولته وقر بعير. وتتلمذ على يد الشافعي الكثير أشهرهم الإمام أحمد بن حنبل وأبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي والحسن بن محمد الصباح الزعفراني والحسين الكرابيسي في العراق. أما في مصر فقد أخذ عنه إسماعيل بن يحيى المزني وعبداللـه بن الزبير الحميدي ويونس بن عبد الأعلى وحرملة بن يحيى التجيمي وأشهر تلامذته هما الربيع بن سليمان المرادي وأبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي وهما حملة علمه.
       
      عِـــلـــمـــه
       
      لقد اجتمع للإمام الشافعي رحمه اللـه العلم من كلّ أطرافه وكانت قاعدته في العلوم كما قال رحمه اللـه فيما يرويه المزنيّ عنه: من تعلّم القرآن عظمت قيمته، ومن تكلّم في الفقه نما قدره، ومن كتب الحديث قويت حجّته، ومن نظر في اللغة رقّ طبعه، ومن نظر في الحساب جزل رأيه، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه. وقد أخذ الشافعي القرآن وعلومه عن إسماعيل بن قسطنطين وعن شبل بن عياد عن عبداللـه بن كثير عن مجاهد عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب عن رسول اللـه r، وقد أقام في البادية حيناً من الدهر حتّى أخذ العربية عنها، ويذكر الشافعي ذلك فيقول: «أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها وحفظت القرآن فما علمت أنّه مرّ بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه والمراد ما خلا حرفين أحدهما دساها». وأما الحديث فأشهر ما أخذ منه عن الإمام مالك عن نافع عن ابن عمر عن الرسول r، وكذلك أخذ عن إبراهيم بن سعد وإبراهيم بن عبدالعزيز ومحمد بن إسماعيل من محدّثي المدينة وعن سفيان بن عيينة ومسلم بن خالد الزنجي من محدّثي مكّة وعلمائها وأخذ الفقه عن الإمام مالك وسفيان بن عيينة ومسلم بن خالد ومحمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة فاجتمع له فقه الحجاز والعراق. ولقد كان له رحمه اللـه معرفةٌ بالطبّ وكان ينتقد معاصريه لإعراضهم عنه فيقول: ضيّعوا ثلث العلم ووكلوه إلى اليهود والنصارى، وكان يقول: العلم علمان، علم الدين وهو الفقه، وعلم الدنيا وهو الطبّ. ومن قوله في الطب ثلاثة أشياء: دواء من لا دواء له وأعيت الأطباء مداواته العنب ولبن اللقاح وقصب السكّر.. وعنه أيضاً: «لم أر أنفع للوباء من البنفسج يدهن به ويشرب». وقد حُكيَ عنه أنّه خرج إلى اليمن في طلب كتب الفراسة فقال: فكتبتها وجمعتها. وكان رحمه اللـه شديد الفراسة وكان عالماً بالأنساب وأيّام العرب، وقد برع في الرماية من صغره حتّى كان يصيب عشرة من عشرة، وأجاد الشعر وله ديوان فيه.
       
      فـــقـــهـــه
       
      لقد نشأ الإمام الشافعي في وقت ظهر للفقه فيه مدرستان استقلّت كلّ واحدة منها عن الأخرى، وكان أغلب فقهاء عصره ينضمّون تحت لواء هاتين المدرستين ويسيرون بسيرها ولا يخالفون منهجها إلا بالشيء القليل وكانت إحداهما بالعراق وعرفت بمدرسة الرأي وتزعّمها محمد بن الحسن وأبو يوسف واشتهر عن أصحاب هذه المدرسة سعة الاستنباط والنظر وكثرة الجدل وكان يعيبهم قلة الأحاديث والآثار والمدرسة الثانية مدرسة أهل الحديث وعلى رأسهم الإمام مالك، وكانوا حافظين لأخبار النبيّ وأحاديثه، إلا أنّهم كانوا عاجزين عن النظر والجدل وكلّما ورد عليهم سؤال من أهل الرأي أشكل عليهم واحتاروا...
       
      وكان الإمام الشافعي رحمه اللـه في بداية أمره على مذهب أهل المدينة مصاحباً للإمام مالك رحمه اللـه، فلمّا توفّي الإمام مالك جاب الشافعيّ الأمصار وأخذ الفقه وعلومه من بقية علماء الأقطار كأصحاب الليث والأوزاعي رحمهما اللـه، ثمّ دخل بغداد عام 148هـ وجالس محمد بن الحسن وقرأ عليه كتبه واستفاد من أسلوبه ومدرسته وناظر أهل منهجه وبقي في بغداد ما يقارب التسع سنين يمحّص المنهجين ويقارن بين المدرستين، وما إن غادرها حتّى كان قد كوّن فكراً جديداً واتّجاهاً حديثاً ولما عاد إلى مكّة بدأ بوضع المنهج الجديد لمدرسته، خاصّة وأنّ رحلاته تلك قد جمعت لديه عدداً لا يُستهان به من الأحاديث والآراء الفقهية المختلفة، فعمل على ترجيح تلك الأحاديث من حيث السند والناسخ والمنسوخ، ثم يستنبط المُحْكَم منها ويدرّسه بجانب أحكام القرآن وأدلّته، وعندها بدأت شخصية الشافعي وفقهه بالظهور خاصّة وأنّ منهجه الفقهي المميز لم يكن يشابه أهل الحجاز أو أهل العراق، بل كوّن مدرسته الخاصة به والتي ضمّت خلاصة علمه بالكتاب محكمه ومتشابهه والسنة وخفاياها والعربية وأسرارها وأخبار الناس وأحوالها وأمور الرأي والقياس وأقسامه، وما إن عاد إلى بغداد عام 195هـ حتّى كان قد أسّس طريقة في الفقه لا تقتصر على الفروع أو مسائل جزئيّة يفتي بها، بل بفقه كامل كعلم مستقل قائم بذاته له أصول وضوابط وقواعد عامّة، فاجتمع عليه التلاميذ وانهال عليه الفقهاء... وإذا كان الإمام أبي حنيفة وأصحابه أوّل من دوّن الفقه ورتّب أبوابه وأصله، فإنّ الإمام الشافعي يعتبر أوّل من وضع الأسس العلمية لأصول الفقه ورتّب أبوابه وميّز بعض أقسامه عن بعض. يقول ابن خلدون في مقدّمته: وكان أوّل من كتب في علم أصول الفقه الشافعي t، أملى فيه رسالته المشهورة تكلّم فيها في الأوامر والنواهي والبيان والخبر والنسخ وحكم العلة المنصوصة من القياس... ومصادر فقه الشافعي كما يروي يونس عنه قال الشافعي: الأصل قرآن أو سنّة، فإن لم يكن فقياس عليهما، وإذا صح الحديث فهو سنة، والإجماع أكبر من الحديث المنفرد، والحديث على ظاهره، وإذا احتمل الحديث معاني فما أشبه ظاهره وليس المنقطع بشيء ما عدا منقطع بن المسيب»، وقد بيّن رحمه اللـه الإجماع وفضله وقسّم القياس إلى أقسام عدّة، كقياس المعنى والشبه وغير ذلك، وشرح مراتبه في الضعف والقوّة.
       
      مــؤلّــفــاتــه وكــتــبــه
       
      أهمّها كتاب الحجة وهو مذهبه القديم وفيه الردّ على آراء أهل الرأي، وكتاب الرسالة، اختلاف الحديث، جماع العلم، أحكام القرآن، إبطال الاستحسان، بياض الفرض، صفة الأمر والنهي، اختلاف العراقيين، اختلاف مالك والشافعي، اختلاف مع محمد بن الحسن، كتاب علي وعبداللـه، فضائل قريش، المبسوط، كتاب السنن، كتاب الأمّ وهو أشهرها، وكذلك مسند الشافعي الذي قال الرازيّ فيه: «إنّ كتابه المسمّى بمسند الشافعي كتاب مشهور في الدنيا».
       
      مــحــنــتــه
       
      تعدّدت الأقوال في محنته وسببها، والأرجح أنّه رحمه اللـه تولّى عملاً في نجران اليمن، ولشدّة جهره بالحقّ ووقوفه بجانبه وعدم مصانعته للباطل وأهله من عامّة وحكّام كما يروي الشافعي، جعل بعض من أهل نجران الذين تضرّرت مصالحهم بصدقه وأمانته أن يفتروا عليه ووشوا فيه مستغلّين قيام بعض الشيعة من خصوم العبّاسيين بالتحرّك ضد الدولة، فاتّهموه بمشاركتهم ورفعوا أمره للرشيد، فحمل إلى بغداد مقيّداً، ولكن إرادة اللـه ثمّ قوة حجّة الشافعي ومساندة محمد بن الحسن له أنجته ويروي ابن كثير لنا ذلك فيقول: «ان الشافعي ولي الحكم من نجران من أرض اليمن، ثم تعصبوا عليه ووشوا به إلى الرشيد أنّه يروم الخلافة، فحمل على بغل في قيد إلى بغداد فدخلها في سنة 184 هـ... فاجتمع بالرشيد فتناظر هو ومحمد بن الحسن بين يدي الرشيد وأحسن القول فيه محمد بن الحسن وتبيّن للرشيد براءته مما نُسب إليه، وأنزله محمد بن الحسن عنده.. وأكرمه وكتب عنه الشافعي وقر بعير».
       
      انتشار مـذهــبــه
       
      لقد انتشر مذهبه أوّل ما انتشر بمصر وغلب فيها ثم انتشر في العراق وخراسان وزاحم المذهب الحنفي فيها، ثم انتقل إلى الشام وحلّ محلّ المذهب الأوزاعي فيها، ويذكر ابن خلدون في مقدّمته عن ذلك فيقول: «أمّا الشافعي فمقلّدوه بمصر أكثر من سواها وقد انتشر مذهبه بالعراق وخراسان وما وراء النهر وقاسموا الحنفي
       
      في الفتوى والتدريس في جميع الأقطار وعظمت مجالس المناظرات بينهم... ثم انقرض فقه أهل السنة من مصر بظهور دولة الرافضة... إلى أن ذهبت دولة العبيديين من الرافضة على يد صلاح الدين يوسف بن أيّوب. ورجع إليهم فقه الشافعي وأصحابه من أهل العراق والشام... واشتهر منهم محي الدين النووي بالشام.. وعزّ الدين بن عبدالسلام أيضاً، ثم ابن الرفعة بمصر وتقي الدين بن دقيق العيد ثم تقي الدين السبكي بعدهما...». وبقيت مصر شافعية المذهب وقضاتها من الشافعية حتّى فتح العثمانيون مصر وحصروا القضاء في المذهب الحنفي حيث كان مذهب الدولة الرسمي، إلا أنّ عامة المصريين إلى يومنا هذا على المذهب الشافعيّ.
       
      قـول العلمــاء ومعـاصــريه فـيـه
       
      قال محمد بن الحسن: إذا تكلّم أصحاب الحديث يوماً فبلسان الشافعي. وقال المأمون: قد امتحنت محمد بن إدريس الشافعيّ في كلّ شيء فوجدّته كاملاً. وروى أحمد بن حنبل t: إن اللـه يقيض للناس في رأس كلّ مائة من يعلّمهم السنة وينفي عن رسول اللـه r الكذب(1)، قال فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبدالعزيز وفي رأس المائتين الشافعي. وقال أحمد: ما أحد مسَّ محبرة ولا قلم إلا للشافعي في عنقه منّة. وكان يلقّب الشافعي في بغداد بناصر السنة، وقال قتيبة بن سعيد: مات الثوري ومات الورع، ومات الشافعي وماتت السنة، ويموت أحمد بن حنبل وتظهر البدع.
       
      ووصف رحمه اللـه بالجود والكرم وعفّة النفس والصفات الحميدة.
       
       
      مـــرضـــه ووفــاتـه
       
      أصاب الإمام الشافعي المرض لمده عام ، وتوفّي رحمه اللـه في مصر في ليلة الجمعة في آخر يوم من رجب عام 204هـ n
       
      (1) وقوله مقتبس من حديث أخرجه أبو داود والحاكم والبيهقي عن أبي هريرة أن رسول اللـه r قال: «إن اللـه يبعث لهذه الأمة على رأس كلّ مائة سنة من يجدّد لها دينها»، قال الحافظ في توالي التأسيس: رجاله ثقات وإسناده قويّ
      منقول

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×