اذهبي الى المحتوى
أنفاس الإيمان

تَفَاصِيلُ الوَجَع

المشاركات التي تم ترشيحها

6

 

-ماما لقد عدت ، انا جائعة جدا

-حسنا اغسلي يديك وتعالي

- حاضر ، ممم تعلمين المعلمة قالت لي جيد جدا اليوم

- اها، ماذا فعلت ؟

- لقد حفظت سورة الكوثر أحسنَ منهم جميعا

- جميل ، هكذا أريدك ، الأولى دائما

 

لم تفهم إيمان حقيقة ماجرى معها ، ولم تُخبر أمها بما حدث ظنا منها بأنها لُعبة حقا ..وبقيت طوال العشية منهمكة في تلوين رسُوماتها الى ان أعياها التعب ونامت

**

كانت ايمان في اليوم التالي عائدة للمنزل أيضا

ولما كانت القَذارة معدن خالد وكل من يمشي الى جنبه ، كان هو وصاحبه يقفان في نفس المكان يترصدان فَريسة جديدة ،

إلا انه يبدو انه قد كتب على ايمان ان تقع للمرة الثانية فريسة للإثنين معا

،،

 

عادت ايمان للمنزل بعد ان تأخرت قليلا لتجد امها واقفة على الباب تنتظرها بعد ان الْتهب القلق بداخلها

-أين كنت ولمَ تأخرت ؟

-كنت ألعب مع خالد

-خالد!!

 

لم تتوقع الأم ماستسمعه،

ولم تتوقع ايمان ردة فعل والدتها وهي تقص عليها مجريات اللعبة خاصة وانها كانت المرة الاولى التي تُعَنِّفُها فيها وكأنها تريد منها ان تقول اي شيء غير ذلك ، لتركنَ نفسها بعد ذلك الى جدار الغرفة في شلل لايستوعب الحدث بعد ،

في حين اكتفت ايمان بتكرار سؤالها -دون ان تتلقى جوابا- : ماما ماذا هناك ؟

 

دخل الزوج وابنه ليجدا الأم جاثية على ركبتيها منهارة ..وبالكاد استطاعت ان تنطق بما سمعت،

حمل الأب طفلته مصدوما غير مصدق لأقوال زوجته واخذ يسألها برفق يريد هو الآخر ان يسمع اي شيء غير الذي سمعه

وضع الأب ابنته على الأرض بعد ان تأكد من انها قد تعرضت للاعتداء

واتّجه نحو المطبخ ومن خلفه ابنه ...

يُتبع

تم تعديل بواسطة أنفاس الإيمان

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

يا الله :"

أتابعك بإذن الله

 

رحماك يارب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

7

 

تَناول الأب سكين اللحم ، وحمل الإبن عصاه الشائكة

واتجهَا نحو دَار خالد يُريدان سَلخ روحه وتكسير عظامه

ليلتقيا بوالده الذي صُعِقَ هو الآخر بالنبأ

لكنه اخبرهما أنه تبرأ من ابنه وطَردَه من المنزل قبل شهر واحد وذلك بعد تعفنت أخلاقه وساءت تصرفاته وكثرت مصائبه ،

ثم مالبث أن قال : اذا وجدتموه فاقتلوه !!

 

تدخَّل بعض الجيران الذين تجمهروا حولهم وحاولوا تهدئة أبي ايمان ودعوته الى تقديم بلاغ لدى مركز الشُرطة وعدم التهور في ارتكاب جريمة اخرى

وبعد طول محاولةٍ في إقناعه أخذ الأب بنَصيحة جيرانه ،

ليعود الى بيته تُغَشِّيه سحابة الألم والأسى على مصيبة ابنته

عاد فاستقبلته طفلته عند الباب : بابا مابها ماما ، لماذا تبكي ؟

اكتفى الأب لحظتها بحمل ابنته بعد ان ضمها إليه وأخذ يمسح على شعرها.. وهي تبتسم

،’

لم تمر ايام طويلة حتى وقع خالد وصاحبه في مصيدة الشُرطة بتهمة المتاجرة في المخدرات واغتيال أحلام البراءة

 

 

يُتبع

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

: (

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

8

 

[بعد مرور عشر سنوات ]

 

وَافقت ايمان على الذهاب مع ابنة خالتها أمينة الى عرس صديقتها بعد أن ألحت عليها كثيرا وأكّدت لها انهما لن يُطيلا البقاء ،

فايمان طُبعت على حب الإنفراد وكراهية التجمعات

،’

أمينة وبينما كانت رفقة صديقاتها في العرس أخذنَ يتحدّثن عن أحلامهن في تكوين أسرهن

وعن تلك الصفات اللاتي يتمنين ان يجدنها في أزواجهن مستقبلا ,

تَضايقتْ ايمان كثيرا من حديثهن وفي الوقت الذي كانت تفكر فيه في ان تستسمح أمينة بالذهاب ..بادرتها إحداهن قائلة : لم نسمع لك صوتا مذ جلست ،

(وفي محاولة منها لاقتطاع صمتها) سألتها: وأنتِ ماذا تتمنين؟

-ايمان ( وقد انفعلت): اتمنى لو كان الرجال رجلا واحدا لأحطمه وارميه للكلاب المتشردة، اتمنى لو يموتوا جميعا ، أتمنى لو يختفوا من على وجه الارض

ثم سُرعان ماوجهت حديثها لأمينة: الا يجب ان نذهب ؟

-أمينة ( بإحراج شديد):حسنا حسنا

،،

بقيتا صامتتين طول الطريق ،

إلا ان أمينة التي تضايقت لأجل ابنة خالتها أرادت أن تُداعب سُكاتها فقالت: حتى أباك ياإيمان ؟

لكن ايمان فضلت ان تبقى صامتة ،بالرغم من أنها كانت تردد في نفسها: ألف لا ، فطيبة قلبه وعطفه الممتد لم يكن ليجعلها تُفكر في ذلك

،،

ايمان وبعد أن كبرت وفهمت حقيقة ماجرى معها كبر معها خوفها ، وكبر معها عذابها النفسي ، تلاشى منها شعور الأمان وغاب عنها استقرارها الداخلي ،

وبالمقابل كبر معها كرهها للرجال وتَفاقم بُغضها لهم وحقدها عليهم

،،

الا أن الأجواء الدافئة التي سعى والديها لإحاطتها بها ،

والكم الهائل من حنوّهم وعطفهم واهتمامهم كان يخفف الكَثير من أوجاعها وان كان لايَشفيها

 

يُتبع

تم تعديل بواسطة أنفاس الإيمان

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لا حول ولا قوة إلا بالله

تفاصيل ممزّقة للقلب والله المستعان

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

9

الطفلة التي أصبحت اليوم في عُمر يُلزمها بمساعدة أمها في أمور الطبخ ،،

كانت تجد في دخولها الى المطبخ خوفا من نوع آخر ..فَحادثة احتراقها كوّنت لَها رُهابا اتجاه اي شيء يُسمى نارا،

والأحايين التي كانت تُضطر فيها الى اشعال الفرن كانت تستغرق منها جهدا ووقتا طويلين

ووالدتها التي كانت تتفهم منها ذلك جيدا ، كثيرا ماكانت تضع يَدها على يَدِها دافعة اياها الى المحاولة ....

كانت تُحاول أحيانا وتَفر فِي أحيان أخرى

 

يُتبع

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

10

 

في الصَّف الأوسط وعلى بُعد طاولتين كانت ايمان تُنصت لشِرح درس الاسْتعارة حِين بَدَأت تُحس بغِشاوة بَيضاء تَلفُّ عَينيها وتُبعد تركيزها شيئا فَشيئا

 

ايمان وبعد ان بدأت تفرك عينيها بِشدة ..لم تنتبه الا الى زميلتها" أمال " وهي تطرق ظهرها قائلة : الاستاذة تُكلمك ؟

-ايمان : لااعلم مالذي يحصل لي !لااستطيع الرؤية بوضوح ولااسمع جيدا...رَأسي، رأسي يُؤلمني

الاستاذة :هل سَبق وان حدث هَذا معك؟

-لا ، هي المرة الأولى

-طيب ، وهل اكلتِ صباحا ؟

-نعم

- حسنا لاتتوتري وحاولي ان تتنفسي بِهدوء ، سترافقك نَسيمة الى الخارج لِتغسلي وجهك

،’

كانت المرة الأولى التي جرّبت فيها ايمان ذلك الشُعور الذي سُرعان ماتَلاشى بعد دقائق معدودة ليتكرر فيما بعد عدة مرات

اعتقدت والدتها ان الأمر لايزيد عن ارهاق وتعب عابر ما كان يجعلها تطلب اليها النوم والراحة في بداية الأمر

 

 

يُتبع

تم تعديل بواسطة أنفاس الإيمان
  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×