اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

:: يعقـــوب عليـــه الســـلام ::

 

** ** ** **

 

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أما بعد، فمن الشخصيات القرآنية التي أثنى عليها ربنا جل جلاله شخصية يعقوب عليه السلام

هذا النبي الكريم الذى كان له اسمانِ: فاسمه يعقوب واسمه إسرائيل

وقد ورد هذا الاسم في قول ربنا جل جلاله (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ (93) آل عمران)

 

وقد ورد ذكره عليه السلام في القرآن باسمه يعقوب في خمسة مواضع منها:

 

1.ما بيّنه ربنا جل جلاله أن الملائكةَ قد بشّرت به من قبل أن يٌولد بزمانٍ طويل في ذكرِ مجيء الملائكة لإبراهيم عليه السلام يقول الله سبحانه في خطاب الملائكة لسارة (فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) هود)

 

بشّر الله عز وجل تلك المرأة العجوز بأنه سيولد لها ولدٌ اسمه إسحاق ومن بعد إسحاق سيولد له ولدٌ يقال له يعقوب (قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73) هود)

 

2.ثم في موضعٍ آخر يبين ربنا جل جلاله أنه أنعم على هذا النبي الكريم بالنبوة ولذلك يقول يعقوب لولده يوسف عليه السلام (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6) يوسف)

 

3. وفي موضعٍ ثالث يبين ربنا جل جلاله بأن هذا النبي عليه السلام لما نزل به الموت ما اهتم بمالٍ ولا اهتم بعقارٍ ولا اهتم بأثاثٍ وإنما كان همه أن يدعو إلى الله عز وجل إلى آخر لحظة من لحظات حياته وأن يكون ذريته على العهد من بعده (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي (133) البقرة)

يوجه إليهم هذا السؤال فكان الجواب ما اطمئن له قلبه ورضيت به نفسه (قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ (133) البقرة)

هكذا طمأنه بنوه أنهم على العهد سائرون وعلى الإيمان ثابتون لا يبدّلون ولا يغيّرون

 

ومثله في ذلك سيدنا زكريا عليه السلام لما دعا الله عز وجل بالولد قال في تعليل هذا الطلب لربه جل جلاله قال (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) مريم) (يَرِثُنِي)؟؟

الأنبياء ما ورّثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورّثوا علماً نافعاً، يرثني في النبوة، يرثني في العلم يرثني في القيام بأمانة البلاغ والدعوة إليك والتبشير بدينك.

 

 

والنبي عليه الصلاة والسلام يثني على هذه الذرية المباركة بأنهم جميعاً أهل كرامةً عند الله عز وجل الكريم يوسف ابن يعقوب ابن إسحاق ابن إبراهيم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين الكريم ابن الكريم ابن الكريم .

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف ابن يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم"

 

** ** ** **

 

أسأل الله عز وجل أن يرزقنا الاقتداء بهم والسير على نهجهم

والحمد لله في البدء والختام

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى جميع المرسلين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

3. وفي موضعٍ ثالث يبين ربنا جل جلاله بأن هذا النبي عليه السلام لما نزل به الموت ما اهتم بمالٍ ولا اهتم بعقارٍ ولا اهتم بأثاثٍ وإنما كان همه أن يدعو إلى الله عز وجل إلى آخر لحظة من لحظات حياته وأن يكون ذريته على العهد من بعده (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي (133) البقرة)

جزاك الله خير

 

آمين آمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 

 

3. وفي موضعٍ ثالث يبين ربنا جل جلاله بأن هذا النبي عليه السلام لما نزل به الموت ما اهتم بمالٍ ولا اهتم بعقارٍ ولا اهتم بأثاثٍ وإنما كان همه أن يدعو إلى الله عز وجل إلى آخر لحظة من لحظات حياته وأن يكون ذريته على العهد من بعده (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي (133) البقرة)

 

 

 

جزاك الله خير

 

آمين آمين

 

 

 

 

 

وجزاكِ الله خيرًا مثلُه أختي الحبيبة

 

 

 

بورك مروكِ الكريم

 

 

 

 

 

 

 

بارك الله فيكِ أختي الحبيبة عروس وجزاكِ خيرًا على هذا النقل القيم.

 

 

 

 

 

 

 

وبارك فيكِ الرحمن زُلفى الحبيبة وجزاكِ الله خيرًا مثلُه

 

 

 

سعدت بمروركِ الكريم

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

:: مريــم بنــت عِمــران ::

 

** ** ** **

 

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

أما بعد، فمن الشخصيات النسائية العظيمة في كتاب ربنا جل جلاله شخصية مريم ابنة عمران عليها السلام هذه التي ذكرت في القرآن مرارا، أثنى عليها ربنا جل جلاله وبيّن أنها كانت امرأة عفيفةً صالحةً فاضلةً عابدةً تقيةً زاهدة (وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ الَتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ القَانِتِينَ 12) التحريم

 

بيّن ربنا جل جلاله بأن هذه المرأة الصالحة كانت من بيت فضلٍ وعلمٍ ودين وأن أمها التقية العابدة لما حملت بها قالت (رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) آل عمران

 

ثم لما استبان لها أن المولود أنثى والأنثى لا تصلح لما يصلح له الذكر كما أن الذكر لا يصلح لما تصلح له الأنثى اعتذرت الى الله عز وجل (قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) آل عمران

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مولود إلا ويستهل صارخًا من مسّ الشيطان إلا المسيح وأمه اقرأوا إن شئتم (وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) آل عمران).

 

وتقبلها ربنا جل جلاله بقبولٍ حسن وأنبتها نباتًا حسنًا وجعلها مكفولة من نبي كريم هو زكريا عليه السلام كان زوجًا لخالتها أو زوجًا لأختها ثم أجرى الله على يديّها هذه التقية الفتية العابدة كرامة (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا (37) آل عمران)

يسألها (يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا (37) آل عمران)

فيكون الجواب (هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) آل عمران)

 

هذه المرأة الصالحة ابتلاها الله عز وجل بأن تحمل برسول الله وكلمته المسيح عليه السلام من غير زوجٍ، ثم تواجه قومها حين يتهمونها ويعرّضون لها بقولهم (يأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً (28) مريم)

يقولون لها (مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ (28) مريم)

معناها أنتِ امرأة سوء (وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً (28) مريم) لكنك بغيّ

 

ولذلك عاب ربنا جل جلاله على بني اسرائيل هذا الكلام فقال (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) النساء)

قول ربنا جل جلاله (يأُخْتَ هَارُونَ (28) مريم) ليس المقصود هارون الذى كان أخًا لموسى

 

الحديث عن المغيرة بن شعبة رضى الله عنه قال أتيت نجران وقال لي بعض أهلها ما هذا الذي يُذكر في كتابكم (يأُخْتَ هَارُونَ (28) مريم) وقد كان بين مريم وهارون كذا وكذا من السنين؟! قال فلما رجعت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي هلّا أخبرتهم بأنهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم وصالحيهم "

 

يعني مثل ما يوجد في هذه الأمة المرحومة كثير من الناس يسمى بمحمدٍ تيمناً برسول الله صلى الله عليه وسلم وكثير من الناس قد يتسمى بأبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي تيمناً بأولئك الصالحين رضوان الله عليهم أجمعين كذلك كان بنو اسرائيل يسمون بأسماء أنبيائهم وصالحيهم.

 

مريم عليها السلام وقفت هذا الموقف المُحْرِج مع قومها لكنها كانت رابطة الجأش، ثابتة الجنان ربط الله على قلبها (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً (29) مريم)

فأنطق الله عز وجل هذا الوليد بهذا الكلام الفصيح وكان أول كلمة نطق بها (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً (30) مريم).

 

ولقد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على مريم ابنة عمران عليها السلام

قد روى البخاري بإسناده إلى علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

((خير نسائها مريم وخير نسائها خديجة))

وعند مسلم بلفظ: ((خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة بنت خويلد))

 

 

** ** ** **

 

أسأل الله عز وجل أن يرزقنا الاقتداء بهما والسيرعلى نهجهما

والحمد لله أولا وآخرًا

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى جميع المرسلين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمته وبركاااته

 

 

مريم عليها السلام وقفت هذا الموقف المُحْرِج مع قومها لكنها كانت رابطة الجأش، ثابتة الجنان ربط الله على قلبها (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً (29) مريم)

فأنطق الله عز وجل هذا الوليد بهذا الكلام الفصيح وكان أول كلمة نطق بها (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً (30) مريم).

 

 

جزااااك الله خير الجزااااء

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وجزاكنّ الله خيرًا مثلُه أخواتي الحبيبات

 

 

 

بوركت متابعتكنّ الكريمة

 

 

 

نفعني الله وإياكنّ بهذه الشخصيات الطيبة

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

:: المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ::

 

** ** ** **

 

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

أما بعد، ذُكرالمسيح عيسى بن مريم على نبينا وعليه الصلاة والسلام فى القرآن مراراً

ليبيّن لنا ربنا جل جلاله ما كان عليه من كريم الصفات، وجليل الخصال، وما أجرى على يديه من المعجزات.

 

فهذا النبي الكريم ولِد من أمٍ بلا أبٍ ولما فُتن بذلك بعض الناس وألّهوه بين ربنا جل جلاله أن هذا يجري مجرى العادات فى قدرته سبحانه (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) آل عمران).

 

وبيّن لنا ربنا جل جلاله من معجزاته أنه تكلم فى المهد صبياً (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً (31) وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً (33) مريم).

 

ـــ ومن معجزاته عليه السلام أنه كان يُبرىء الأكمه الذي ولد أعمى والأبرص

ـــ ومن معجزاته أنه كان يُحيي الموتى بإذن الله.

ـــ ومن معجزاته أنه كان يصنع من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طائراً بإذن الله.

ـــ ومن معجزاته أنه كان ينبيء الناس بما يأكلون ومايدخرون في بيوتهم.

 

تارةً يُذكر فى القرآن باسمه عيسى كما فى الآية التي ذكرتها (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ (59) آل عمران) قال المفسرون عيسى معناها الصدّيق ·

 

وتارةً يُذكر بلقبه (المسيح) قالوا لُقب عليه السلام بالمسيح إما فعيل بمعنى فاعل، مسيح بمعنى ماسح لأنه كان يمسح على المريض فيبرأ بإذن الله، أو لأنه كان يمسح الأرض يدعو إلى الله، أو لأنه كان يلبس المسوح، أو مسيحٌ بمعنى ممسوح فعيل ٌ بمعنى مفعول لأنه كان ممسوحاً بالبركة كما قال تعالى: (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ(31) مريم) ·

 

وتارةً يذكره عليه السلام الله باسمه ولقبه منسوباً إلى أمه كما قال تعالى: (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ (75) المائدة)

 

واجبٌ علينا أن نعتقد أن المسيح عليه السلام نبيٌ كريم من أولي العزم من الرسل وقد أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: "الأنبياء إِخوة لعلاَّت - أي لضرائر - أمهاتهم شتى ودينهم واحد، وأنا أولى الناس بعيسى ليس بيني وبينه نبي، ثم قال وإنه نازل فيكم فاعرفوه رجلٌ أبيض مٌشربٌ بحُمرة سبطُ الرأس - أي ناعم الشعر- يتقاطر منه الماء كأنه خرج من ديماس".

 

وبيّن عليه الصلاة والسلام في الحديث الأخر أنه ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق وأنه عليه السلام ينزل حكماً عدلاً وإماماً مقسطًا يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويتبرأ مما استحلّته النصارى وتكون الكلمة واحدةً فلا يُعبد إلا الله.

 

وبعض الناس يقولون بأن الله عز وجل قال (يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ (55) آل عمران)

فيكون معنى ذلك بأن المسيح عليه السلام قد توفي قد مات كما يموت الناس وقد أجاب أهل العلم عن ذلك بجوابين

 

الجواب الأول:

أن الوفاة هاهنا بمعنى النوم كما فى قوله سبحانه (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ (60) الأنعام) وكما فى قوله سبحانه (اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا (42) الزمر) ومعنى ذلك أن عيسى عليه السلام ألقى الله عليه النوم ثم رفعه إليه.

الجواب الثاني

أن الوفاة هنا بمعنى الضمّ، ضمّه الله إليه حين رفعه إلى السماء حياً كما تقول العرب: توفيت دَيني من فلان إذا أخذته وضممته إلى مالي.

 

وقد دلّت النصوص المتواترة الثابتة أن المسيح عليه السلام حيٌ فى السماء وأنه ينزل قبل قيام الساعة يحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.

 

** ** ** **

 

أسأل الله عزوجل أن يرزقنا الثبات على هذا المعتقد وأن يتوفانا عليه إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى جميع المرسلين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

:: داوود عليه السلام ::

** ** ** **

 

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

أما بعد، فمن الشخصيات التي ورد ذكرها في القرآن مراراً شخصية داود عليه السلام حيث ورد اسمه في القرآن أربع عشرة مرة.

 

ونستطيع أن نتعرف على هذا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه من الآيات التي في سورة الأنبياء بيَّنَ فيها ربنا جل جلاله أن هذا النبي وولده سليمان عليهما السلام كلاهما كان عالماً حاكمًا كلاهما كان يقضي بين الناس (وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا (79) الأنبياء).

 

ثم يبيّن ربنا جلّ جلاله بأن هذا النبي الكريم عليه السلام آتاه الله عز وجل دُرْبَةً وخُبرةً في التعامل مع الحديد (وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ (80) الأنبياء)

وفي سورة سبأ يبين ربنا جل جلاله بأن هذا النبي عليه السلام كان كثير التلاوة للزبور حَسَن الصوت بها يقول الله عز وجل (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) سبأ) كان حسن الصوت

حتى قال المفسرون بأن الطيور كانت إذا سمعت تلاوته نسيت المطعم والمشرب ومكثت حيث هي تستمع حتى لربما هلكت جوعاً وعطشاً ولا تبالي من حسن تلاوته صلوات الله وسلامه عليه.

 

وبعدما بيَّن وربنا جل جلاله ما كان عليه من حُسن العبادة يقول سبحانه (وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) سبأ)

جعل الحديد ليناً طيّعاً في يده فكان حدادا ًصلوات الله وسلامه عليه

ونبينا صلى الله عليه وسلم أثنى عليه وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أكل آدميٌ طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده

 

وفي عبادته يقول النبي عليه الصلاة والسلام: أحب الصيام إلى الله صيام داوود كان يصوم يومًا ويفطر يوما وأحبّ القيام إلى الله قيام داوود كان ينام من الليل نصفه ويقوم ثلثه وينام سدسه.

 

وهذا النبي الكريم بيَّن ربنا جل جلاله في سورة ص بأنه كان يفصل بين الناس ويفض النزاعات ويقضي في الخصومات (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) ص)

ثم عرض أحدهما دعواه قال (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23(ص)

والآية على ظاهرها بأن هذا الرجل كان يملك تسعًا وتسعين من النعاج والنعجة هي أنثى الكبش (وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ (23) ص) خِصمُه يملك تسعًا وتسعين من النعاج وهو لا يملك إلا واحدةً

فقال داوود عليه السلام (لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ(24) ص) ثم وضع قاعدةً عامة قال (وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) ص)

 

وليس صحيحاً بأن داوود عليه السلام استغفر ربه لأنه قضى قبل أن يسمع من الخصم الآخر جواب الدعوة لأن هذا لا يتأتى من صغار القضاة فكيف بنبيٍ كريم أثنى الله عليه بأنه قد أتاه حكماً وعلمًا؟!!

فداوود عليه السلام إما أن يكون قد استغفر ربه لاشتغاله بالعبادة عن القضاء بين الناس،

أو لاشتغاله بالقضاء بين الناس عن بعض نوافل العبادة التي أعتادها

أو أنه استغفر ربه ظنّاً منه بأنه قد فٌتن

بينما أراد ربنا جل جلاله أن يٌظهر كرامته وأن يعلي مكانته وأن يبين شرف منزلته.

 

وواجب علينا أن نحبه ونجلّه ونذكره بالخير صلوات الله وسلامه عليه.

 

** ** ** **

 

أسأل الله أن ينفعنى وإياكم بما نقول

والحمد لله في البدء والختام

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى جميع المرسلين والسلام

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فداوود عليه السلام إما أن يكون قد استغفر ربه لاشتغاله بالعبادة عن القضاء بين الناس،

أو لاشتغاله بالقضاء بين الناس عن بعض نوافل العبادة التي أعتادها

أو أنه استغفر ربه ظنّاً منه بأنه قد فٌتن

بينما أراد ربنا جل جلاله أن يٌظهر كرامته وأن يعلي مكانته وأن يبين شرف منزلته.

 

وواجب علينا أن نحبه ونجلّه ونذكره بالخير صلوات الله وسلامه عليه.

 

بورك فيك أختي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا و نفع الله بكم عروس الحبيبة

لي عودة لأكمل إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

  • محتوي مشابه

    • بواسطة amifiamifi
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
       
      كيف أعمل بالقرآن
       
       
      السؤال
       
       
       
       
       
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
       
      كما هو معلوم أن العمل بالقرآن واجب على كل شخص، فأنا أريد أن أطبق القرآن الكريم وأعمل به، ولكني لا أعرف كيف؟ كيف أبدأ؟ هل أبدأ من سورة الفاتحة حتى النهاية أم كيف؟
       
      وجزاكم الله خيراً.
       
       
      الإجابــة
       
       
       
      بسم الله الرحمن الرحيم
      الأخ الفاضل/ بهاء حفظه الله.
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
       
      فمرحباً بك أيها الولد الحبيب بين آبائك وإخوانك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله الكريم سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياك لكل خير، وأن يزيدك حرصاً ورغبة في العمل بكتابه والاهتداء بهديه وامتثال أمره.
       
      لا شك أيها الحبيب أن هذا القصد وهذه النية التي عزمت عليها العمل بالقرآن الكريم، لا شك بأن هذا هو باب السعادة الذي من دخله لا يشقى بعده أبداً، فإن كتاب الله سبحانه وتعالى أنزله ليكون هادياً لأحسن سبيل، كما قال في كتابه: ((إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ))[الإسراء:9] وأخبر سبحانه وتعالى بأنه سبب السعادة وجالب للطمأنينة والسكينة والحياة السعيدة، فقال سبحانه: ((فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا))[طه:123-124].
       
      هذا القرآن شفاء لما في الصدور من الجهل والشكوك، وشفاء كذلك للأبدان، فهو جالب للعافية في دين الإنسان ودنياه، ولا شك أن من جعل القرآن إمامه وقائده فإنه سيقوده إلى الجنة، ومن جعله وراء ظهره فإنه سيزج به في نار جهنم والعياذ بالله.
       
      نحن نبارك لك أيها الحبيب هذا التوجه الحسن، ونتمنى أن تزيد رغبة فيه وحرصاً عليه، فاجعل القرآن قائدك ودليلك وسيوصلك إلى رضوان الله تعالى لا محالة.
       
      احفظ من هذا الكتاب ما استطعت، فإن قارئ القرآن يتبوأ أعلى الرتب والمنازل عند الله تعالى، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (من يُرد الله به خيراً يُفقهه في الدين)، وأخبر عليه الصلاة والسلام في أحاديث كثيرة عن فضل حفظ القرآن وقراءته، فأخبر أن القارئ يقال له يوم القيامة: (اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها) وأخبر عليه الصلاة والسلام بأن (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة).
       
      والأحاديث في فضل قراءة القرآن كثيرة معلومة، فاحرص بارك الله فيك على تعلم هذا الكتاب العزيز قراءة وتجويداً وتفسيراً، وحاول بعد ذلك العمل به ما استطعت، لكن هذا العمل على مراتب، فليس العمل مرتبة واحدة، والناس ليسوا فيه سواء، فهناك أعمال واجبة يجب على الإنسان المسلم أن يتقي الله تعالى فيها فيؤديها كاملة بلا انتقاص، وذلك بأداء الفرائض التي فرضها الله عز وجل سواء فرضها في كتابه العزيز أو فرضها رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يُبين هذا القرآن ويفسره، كما أخبر الله تعالى في كتابه.
       
       
       
      فاحرص بارك الله فيك على أن تحاسب نفسك على الواجبات الشرعية والواجبات كثيرة، منها واجبات قولية، ومنها واجبات فعلية، ومنها واجبات في القلب، ومنها واجبات في البدن، وشرح هذه الواجبات يطول، منها أركان الإسلام، ومنها ما هو دون ذلك، فاحرص أولاً على العمل بهذه الواجبات واجتناب المحرمات الصغائر منها والكبائر، وهذا أيضاً باب يطول، فالمحرمات أنواع، منها محرمات على القلب، ومحرمات على العين، ومحرمات على اللسان، ومحرمات على الفرج، ومحرمات على البطن، وهكذا اجتنب ما حرم الله تعالى.
       
      هذه هي المرتبة الأولى أن يجتهد العبد في اجتناب ما حرم الله وفعل ما فرض الله، ثم بعد ذلك ينبغي للإنسان أن يستكثر من النوافل بقدر الاستطاعة، والأعمال الصالحة فيها المفروض وفيها النفل، فالصلوات منها ما هو فرض ومنها ما هو نفل، وقد شرع الله لنا التقرب إليه بالنفل حتى نجبر النقص الذي قد يكون في الفرض، وحتى يرفع لنا الدرجات عنده سبحانه وتعالى، فاحرص أن تنال ما استطعت من نوافل الأعمال، لاسيما ذكر الله تعالى وطلب العلم الشرعي، فإن طلب العلم الشرعي من أفضل القُرب بل هو أفضلها، وأفضل ما يُتقرب به إلى الله تعالى التفقه في دينه ليعرف الإنسان ويكون على بيّنة فيما يأتي وما يذر.
       
      وتفاصيل هذه الجمل التي ذكرناها أيها الحبيب يطول الكلام فيها، ولكن أنت إذا شرعت في طلب العلم فإنه سيتبين لك المفروض والمندوب، وسيتبين لك الأعلى مرتبة وما دونه، وبهذا ستعرف الطريقة التي توصلك إلى الله تعالى على التفصيل.
       
      نحن الآن نشد من أزرك ونشجعك على سلوك هذا الطريق وعدم التردد فيه، فاحرص على أن تتفقه في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، على أيدي الماهرين من أهل العلم المعروفين بالعلم بين الناس، احرص على سلوك هذا الطريق وتعلم ما أمكنك تعلمه، وستتضح لك إن شاء الله تعالى معالم هذا الطريق ودلائله التي توصلك إلى الله تعالى.
       
       
       
      نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفتح عليك بخير الدنيا والآخرة، وبهذا تكون قد علمت أيها الحبيب أن العمل بالقرآن لا يعني أن تأتي إلى سورة سورة منه تبحث عما فيها، إنما يجب عليك أن تتعلم الفرائض سواء كانت ذُكرت في أول المصحف أو في وسطه أو في آخره فتبدأ بها، وتجتنب المحرمات سواء ذُكرت كذلك في أول المصحف أو في وسطه أو في آخره، سواء ذُكر الفرض أو المحرم في القرآن أو ذكر في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وبهذا تسلك الطريق الذي يحبه الله والذي يوصل إليه، فقد بيّن لنا ربنا سبحانه وتعالى الطريق الموصل إلى محبته بياناً واضحاً شافياً، ومن ذلك الحديث القدسي الذي رواه الإمام البخاري – رحمه الله تعالى – في صحيحه، إذ قال الله عز وجل فيه: (وما تقرب إليَّ عبدي بأفضل ما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه) فيبدأ الإنسان بما فرض الله عز وجل، ثم ينتقل بعد ذلك إلى النوافل، وبيان هذه الفرائض وتلك النوافل مما يطول، ولكن بالتعلم ستصل إلى هذا كله.
       
      نسأل الله أن يزيدك توفيقاً وهداية وأن يرزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح.
    • بواسطة ظِـلاَلُ اليَّـاسَميـنْ
      سلام الله يغشاكم .. تحيةً مُعطرة مِلئُها الحُب


       

      أفكار مخملية حاملينها معنا
      بطبق من ودّ
      سآئلين الله عز وجل النفع بها و القبول


       
       

      و هُنـا تحميل الملف


       


      هُنــــــــا

       
       

      يحوي المحور الأول على أفكار لطريق التسميع ~


       

      ثم المحور الثاني على أفكار و وسائل تحفيزية ~


       

      ثم المحور الثالث على أفكار لمعلمة الحلقة داخل حلقتُها ~


       

      يتبع



      منقول


    • بواسطة ظِـلاَلُ اليَّـاسَميـنْ
      بسم الله الرحمن الرحيم
       
      لأنكِ يامعلمة القرآن نبراس نور ومنارة خير
      وعلى عاتقكِ أمانة الأجيال
       
      جئناكِ بصفحات من ضياء تحمل بين طياتها
      تحاضير القرآن
      للمرحلة التمهيدية
      لجزء عم
       
      هنــــا
       
      نسأل الله أن ينفع بما فيه ويجعله خالصاً لوجهه الكريم .


       
       

      منقـــول


    • بواسطة ظِـلاَلُ اليَّـاسَميـنْ
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
       
      جداول ختم القرآن في :>3 -5-7-10-15-30 يَـوم <
       
       

       
       

       
       

       
       

       
       



       

       

       
       

       
       

       

       
       



       

      منقول


    • بواسطة عروس القرءان
      {القــــرآن الكريـــــم}



      ~ تعريفه.. نزوله.. وتمييزه عما سواه ~


       

      *** *** ***
       
      - تعريفه:
      هو كلام الله تعالى القديم، المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، المُتَعَبَّد بتلاوته، المبتدأ ب بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والمختتم بسورة الناس. والقرآن الكريم هو وحي من الله تعالى للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم باللفظ والمعنى.



      *** *** ***



      ب- الفرق بينه وبين الحديث النبوي والحديث القدسي:
      لكي نعرف الفرق بين القرآن وبين الحديث القدسي والحديث النبوي، نعطي التعريفين الآتيين:
       
      - الحديث النبوي: هو ما أُضيفَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقيَّة أو خُلُقيَّة.
       
      مثال القول: قوله عليه الصلاة و السلام: "إنما الأعمال بالنيات…"، جزء من حديث رواه البخاري ومسلم.
       
      مثال الفعل: قول عائشة رضي الله عنها في صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم: " كان يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم ". وكالذي ثبت من تعليمه لأصحابه كيفية الصلاة ثم قال: " صلوا كما رأيتموني أصلي " رواه البخاري.
       
      مثال الإقرار: كأن يقر أمراً عَلِمَه عن أحد الصحابة من قول أو فعل، سواء أكان ذلك في حضرته صلى الله عليه و سلم، أم في غيبته ثم بلغه، ومن أمثلته: " أكل الضب على مائدته صلى الله عليه وسلم "، فأقرهم على أكله - وهذا دليل الشافعية على جواز أكل الضب -ولم ينكر عليهم ذلك إذ يستحيل أن يرى معصية ولا ينكرها أو يسكت عنها.
       
      فائدة: إذا فعل إنسان طاعة و سكت عنها النبي صلى الله عليه وسلم، دل ذلك على استحبابها فضلاً عن جوازها، لأنه لا يجوز لأحد أن يختلق طاعة ما ليتعبَّد الله بها، فليس للعبد أن يتعبَّد له بأمر لم يأمره به جل وعلا، من هنا كان عدم صحة وجواز النذر إلا فيما كان من جنسه طاعة أو واجب، فمن نذر أن يشرب كوب ماء مثلاً، لا يصح نذره وبالتالي لا يلزمه الوفاء به.
       
      مثال الصفة: ما رُوِيَ: من أنه صلى الله عليه وسلم، كان دائم البِشر، سهل الخلق ... "، رواه البخاري و مسلم.
       
      - الحديث القدسي: هو ما يضيفه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى: أي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم يرويه على أنه من كلام الله، فالرسول عليه الصلاة و السلام راوٍ لكلام الله بلفظ من عنده. فالحديث القدسي معناه وحي من عند الله عز وجل و لفظه من عند النبي صلى الله عليه وسلم.
       
      مثال الحديث القدسي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز و جل: " إني حرمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم محرماً ".
       
      و عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى:
      " أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ... "، أخرجه البخاري و مسلم.



      إذاً فالحديث القدسي هو حديث تلقى الرسول صلى الله عليه وسلم مضمونه من الوحي فبيَّنه للناس بكلامه ولفظه أي أوحى الله تعالى له بالمعنى والرسول صلى الله تعالى عليه وسلم صاغ هذا المعنى بعبارته.



      *** *** ***



      - الفرق بين القرآن و الحديث النبوي: هناك فروق عدة أهمها:
      -1 أنَّ القرآن الكريم كلام الله أوحى به تبارك وتعالى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه، وتحدى به العرب الفصحاء والجن والإنس ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، فعجزوا عن أن يأتوا بمثله، أو بعشر سوَر مثله، أو بسورة من مثله، ولا يزال التحدي قائماً، فهو معجزة خالدة إلى يوم الدين. أما الحديث لم يقع به التحدي و الإعجاز. إعجاز السُنَّة لا يضاهي إعجاز القرآن رغم أنَّ السنة تُعتَبر من أفصح كلام العرب حيث ورد في الحديث الشريف أنه صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلم، إلا أنها تأتي بالمرتبة الثانية بعد القرآن.
       
      -2 القرآن الكريم جميعه منقول بالتواتر، فهو قطعي الثبوت، والأحاديث أكثرها ظنية الثبوت أما الأحاديث المتواترة فهي قطعية الثبوت.
       
      فائدة: كون الحديث قدسياً لا يعني أنه متواتر أو صحيح، إذ لا علاقة بين كونه قدسياً وبين درجته، فقد يكون الحديث القدسي صحيحاً، و قد يكون حسناً، وقد يكون ضعيفاً أو حتى موضوعاً، ذلك لأن الحكم على الحديث من حيث الصحة أو الضعف إنما يكون على السند الذي وصل به إلينا.
       
      -3 القرآن من عند الله لفظاً ومعنى، فهو وحي باللفظ والمعنى، أما الحديث فمعناه من عند الله و لفظه من عند الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو وحي بالمعنى دون اللفظ.
       
      -4 القرآن نتعبَّد الله بتلاوته، فهو الذي تتعين القراءة به في الصلاة، أما الحديث فلا تجزىء قراءته في الصلاة.



      *** *** ***



      ج - نزول القرآن الكريم:
      الراجح أنَّ القرآن له تنزلان:
      الأول: نزوله جملة واحدة في ليلة القدر من اللوح المحفوظ في السماء السابعة إلى بيت العزة في السماء الدنيا. يقول الله تعالى في كتابه العزيز مبيناً هذا المعنى:
       
      {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185].


       

      وقال جل وعلا: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 3-4]، أي في ليلة القدر وليست ليلة النصف من شعبان كما يعتقد كثير من عامة الناس .
       
      وقال تبارك وتعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1].
       
      الثاني: نزوله من السماء الدنيا إلى الأرض مفرَّقاً منجماً في ثلاث وعشرين سنة.
       
      يقول الله تعالى: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلا} [الإسراء: 106].
       
      {تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنْ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [الجاثية: 2].
       
      هذه الآيات وكثير غيرها، تفيد أنَّ جبريل عليه السلام نزل به على قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم، وأنَّ هذا النزول غير النزول الأول إلى السماء الدنيا فالمراد به نزوله منجَّماً أي على دفعات، ويدل التعبير بلفظ التنزيل دون الإنزال على أنَّ المقصود النزول على سبيل التدرج، فالتنزيل لما نزل مفرقاً والإنزال أعم يفيد النزول دفعة واحدة كما كان حال التوراة و الإنجيل، قال تعالى: {الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ} [ آل عمران: 1- 4].
       
      وقد نزل القرآن منجَّماً في ثلاث وعشرين سنة منها ثلاث عشرة سنة بمكة على الرأي الراجح، وعشر بالمدينة، وكان ينزل بحسب الوقائع والأحداث خمس آيات وعشر آيات وأكثر أو أقل.



      *** *** ***



      الحكمة من نزوله منجَّماً:
      -1 تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم وتكريمه بإنزال الوحي علي مراراً وتكراراً. قال تعالى: {كذلك لنثبِّت به فؤادك ورتلناه ترتيلا}، [الفرقان: 32 ].
       
      قال السخاوي: " في نزوله إلى السماء جملة تكريم بني آدم وتعظيم شأنهم عند الملائكة وتعريفهم عناية الله بهم، ورحمته لهم، و لهذا المعنى أمر سبعين ألفاً من الملائكة أن تشيع سورة الأنعام، و زاد سبحانه في هذا المعنى بأن أمر جبريل بإملائه على السفرة الكرام، وإنساخهم إياه، وتلاوتهم له ".
       
      -2 التحدي والإعجاز.
       
      -3 تيسير حفظه وفهمه وتدبر معانيه والوقوف عند أحكامه .
       
      -4 مراعاة حال المخاطَبين بالوحي وعدم مفاجأتهم بما لا عهد لهم به ومسايرة الحوادث والتدرج في التشريع .
       
      وأوضح مثال على ذلك، التدرج في تحريم الخمر: فقد نزل قوله تعالى: {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا}، [النحل: 67 ] أشارت الآية إشارة خفية إلى أن الخمر ليس رزقاً أي لا ينتفع به.


       

      ثم نزل قوله تعالى:{يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة: 219]،


       

      ثم نزل قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43]،


       

      ثم قال تبارك وتعالى مُصَرِّحاً بالنهي والتحريم القاطع في سورة المائدة:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90].
       
      -5 الدلالة القاطعة على أنَّ القرآن الكريم تنزيل من حكيم حميد، إذ لو كان من كلام البشر لوقع فيه التفكك و الانفصام و استعصى أن يكون بينه التوافق والإنسجام، يقول تعالى:
      {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} [النساء: 82 ].


       

      فأحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم -وهي ذروة الفصاحة و البلاغة بعد القرآن الكريم- لا تنتظم حباتها في كتاب واحد سلس العبارة، دقيق السبك، مترابط المعاني، رصين الأسلوب ومتناسق الآيات والسوَر.


       

      *** *** ***



      د- نزول القرآن على سبعة أحرف:
      لقد كان للعرب لهجات شتى، فكل قبيلة لها من اللحن في كثير من الكلمات ما ليس للآخرين، إلا أنَّ قريشاً من بين العرب قد تهيَّأت لها عوامل جعلت للغتها الصدارة بين فروع العربية الأخرى، فكان طبيعياً أن يتنزَّل القرآن بلغة قريش تأليفاً للعرب وتحقيقاً لإعجاز القرآن.
       
      أخرج أبو داود من طريق كعب الأنصاري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى ابن مسعود رضي الله عنه: " إنَّ القرآن نزل بلسان قريش، فأقرِىء الناس بلغة قري…" .
       
      لقد كان واضحاً لكبار الصحابة رضوان الله عليهم أنَّ القرآن إنما نزل بلسان قريش قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك حكم جليلة أهمها:
       
      -1 أنَّ قريشاً هم قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جرت سُنَّة الله في رسله أن يبعثهم بألسنة أقوامهم، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ...} [إبراهيم: 4].
       
      -2 أنه عليه الصلاة والسلام قد أُمِرَ بتبليغهم الرسالة أولاً، قال تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]. فلا بد من مخاطبتهم بما يألفون ويعرفون لِيَستبين لهم أمر دينهم.



      فأنزل الله القرآن بلغتهم و أساليبهم التي يفضلونها في مستوى رفيع من البلاغة لا يجارى.
       
      -3 إنَّ لغة قريش هي أفصح اللغات العربية وهي تشمل معظم هذه اللغات لاختلاط قريش بالقبائل و لاحتوائها الجَيِّد الفصيح من لغاتها.
       
      و إذا كان العرب تتفاوت لهجاتهم في المعنى الواحد بوجه من وجوه التفاوت، فكان لا بد للقرآن أن يكون مستجمعاً وشاملاً لهذه اللهجات مما ييسر على العرب القراءة والحفظ والفهم. ونصوص السنّة قد تواترت بأحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف.
       
      عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: " سمعتُ هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاستمعتُ لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يُقرِئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكدتُ أساوره في الصلاة. فتصبَّرتُ حتى سلَّم فلبَّبته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ، قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلتُ له كذبتَ، أقرأنيها على غير ما قرأتَ. فانطلقتُ به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلتُ: إني سمعتُ هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تُقرِئنيها. فقال: أرسِلهُ. اقرأ يا هشام، فقرا القراءة التي سمعتُه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلك أُنزِلَت. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ يا عمر. فقرأتُ التي أقرأني فقال: كذلك أُنزِلَت. إنَّ هذا القرآن أُنزِلَ على سبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسَّر منه "، رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وأحمد وابن جرير.
       
      قوله: " فكدتُ اساوِرُهُ في الصلاة ": أي أُواثِبُه وأقاتِلُهُ ، وقال النووي: أي أُعاجِلُهُ وأُواثِبُهُ.
       
      قوله: " فلبَّبتُهُ بردائه ": أي جمعتُ عليه ثوبه عند لُبَّتِهِ وجررته به لئلا يتفلت مني.



      اللبة: الهُزمة التي فوق الصدر، وفيها تُنحَر الإبل.
       
      قوله: " كذَبتَ ": أي أخطأتَ، لأن أهل الحجاز يُطلقون الكذب في موضع الخطأ.
       
      وسبب تخطئة عمر كان بسبب رسوخ قدمه في الإسلام بخلاف هشام فإنه كان قريب العهد بالإسلام فخشي عمر من ذلك أن لا يكون أتقن القراءة، بخلاف نفسه فإنه أتقن ما سمع، وكان سبب اختلاف قراءتهما أن عمر حفظ هذه السورة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قديماً، ثم لم يسمع ما أُنزِلَ فيها بخلاف ما حفظه وشاهده ولأن النبي صلى الله عليه و سلم اقرأ هشاماً على ما نزل أخيراً فنشأ اختلافهما من ذلك. ومبادرة عمر للإنكار محمولة على أنه لم يكن سمع حديث أُنزِلَ القرآن على سبعة أحرف إلا في هذه الحادثة.
       
      يفيد هذا الحديث أنَّ النزاع بين الصحابيين الجليلين راجع إلى كيفية تلاوة القرآن، لا إلى تفسيره وبيان معانيه و هذا يبرهن على أنَّ القرآن يُقرأُ بأكثر من وجه.


       

      وهذه الأوجه التي أُنزِلَ عليها القرآن ليست من لغة واحدة بل هي من عدة لغات عربية كلها توقيفية أي أوحِيَ بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
       
      وروى مسلم في صحيحه عن أُبي بن كعب قوله رضي الله عنه: " كنتُ في المسجد فدخل رجل يصلي فقرأ قراءة أنكرتها عليه. ثم دخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ققلتُ: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه. ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه. فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرآ. فحسَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما. فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنتُ في الجاهلية. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ضربَ في صدري ففضتُ عرقاً وكأني أنظر إلى الله عز وجل فرقاً، فقال لي:يا أبي أُرسِلَ إليَّ أن اقرأ القرآن على حرف فرددتُ إليه أن هوِّن على أمَّتي فردَّ إليَّ الثانية اقرأه على حرفين. فرددتُ إليه أن هوِّن على أُمَّتي. فردَّ إليَّ الثالثة: اقرأه على سبعة أحرف، فلك بكل ردة ردتتها مسألة تسألينها فقلتُ: اللهم اغفر لأمَّتي. اللهم اغفر لأمَّتي، و أخَّرتُ الثالثة ليوم يرغب إليَّ الخلقُ كلهم حتى إبراهيم صلى الله عليه و سلم ".
       
      يتبيَّن من ذلك أن كل حرف من الأحرف السبعة تنزيل من حكيم حميد.


       

      *** *** ***



      وقد يتساءل المرء عن كلام الله تعالى كيف يُقرأ على سبعة أوجه ..؟


       

      وقد تعتريه الدهشة ويختلجه الشك بإثارة الشيطان وساوسه في نفسه ليكدر صفو إيمانها، ويوهن من قوة يقينها بالله ورسوله وكتابه.
       
      و في هذا الحديث معالجة عملية لمثل هذه الحالة النفسية الدقيقة الحرجة . فالرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يباشر بنفسه القيام بهذه المداواة.
       
      فلقد ضرب في صدر الصحابي الجليل ضربة نبويَّة قطع بها دابر الشك الوافد قبل استقراره وتمكنه، فأخذ على الشيطان سبيله إلى قلب أبيّ، ثم أتبع ذلك ببيان يُثلِج الصدر ببرد اليقين، ويفعم القلب بنور الأيمان، أعلا مراتب الأيمان " اعبد الله كأنك تراه " مما جعل أُبياً يرى نفسه كماثل أمام الحضرة الإلهية، فغشيه شعور عظيم بالمهابة و الحياء من الله، ويروعه ما كاد ينزلق فيه بعد إذ هداه الله من ضلال أشد من ضلال الجاهلية، فانتابه إحساس قوي بالخجل والوجل فلاذ بالإذعان لمشيئة الله وحكمته البالغة التي قضت بإنزال القرآن على سبعة أحرف.



      *** *** ***



      ما المراد بالأحرف السبعة ؟
      اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة، وتشعبت أقوالهم، وتعددت، و لكننا سنورد أرجح الأقوال وهو قول محمد بن الجزري في بيان المراد بحديث أُنزِلَ القرآن على سبعة أحرف.
       
      قال ابن الجزري: لا زلتُ أستشكل هذا الحديث وأفكر فيه وأمعن النظر من نيف وثلاثين سنة، حتى فتح الله عليّ بما يمكن أن يكون صواباً إن شاء الله.
       
      ذلك أني تتبَّعتُ القراءات صحيحها و شاذها و ضعيفها ومنكرها فإذا هو يرجع اختلافها إلى سبعة أوجه من الاختلاف لا يخرج عنها وذلك:
       
      أولاً: الاختلاف في الحركات بلا تغير في المعنى و الصورة:
      نحو: ( البخل ) بأربعة أوجه و ( يحسب ) بوجهين.
       
      ثانياً: الاختلاف في الحركات بتغير المعنى فقط:
      نحو: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} [البقرة: 37]، وقُرِءى بنصب " آدمُ " ورفع " كلمات ": {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ}.
       
      ثالثاً: الاختلاف في الحروف بتغير المعنى لا الصورة:
      نحو: ( تبلو ) و ( تتلو ) و (ننجيك ببدنك ) و ( ينجيك ببدنك ).
       
      رابعاً: الاختلاف في الحروف بتغير الصورة لا المعنى:
      نحو: ( بصطة و بسطة ) ونحو ( الصراط و السراط ).
       
      خامساً: الاختلاف في الحروف بتغير الصورة و المعنى:
      نحو: ( فامضوا ، فاسعوا ).
       
      سادساً: الاختلاف في التقديم والتأخير:
      نحو: ( فيَقتُلون و يُقتَلون )، قُرءى ( فيُقتَلون و يَقتُلون ).


       

      *** *** ***



      اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا



      وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



      وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله صحبه أجمعين


منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×