اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

جعلناه نوراً...خالد أبوشادي

المشاركات التي تم ترشيحها

﴿عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾(التوبة:129):
خصَّ العرش بالذكر لأنه أعظم المخلوقات، فإذا أحاط الله به فقد أحاط بمن دونه،
فكيف لا تتوكل عليه؟!


. ﴿وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾(التوبة:129):
قال ابن عباس:
«العرش لا يقدر أحدٌ قدرَه»، فهذه عظمة العرش، فكيف بعظمة رب العرش؟!


﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ﴾﴾(يونس:1):
ثلاثة معان لحكمة!
الحكيم هو ذو الحكمة، أو الحكيم بمعنى الحاكِم، أو الحكيم بمعنى المُحكَم ضد تسلل الباطل، فلا كذب فيه ولا تناقض ولا اختلاف.


. ﴿إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا﴾ (يونس:4):
يا من طالت غيبته: ارجع إليه طوعا قبل أن ترجع إليه بالموت قهرا.

﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ﴾ (يونس:4):
قال الضحاك:
«يُسقى من حميم يغلي من يوم خلق الله السموات والأرض إلى يوم يُسقونه ويُصبُّ على رؤوسهم».

3dlat.com_28_18_6bf7_4c13fe0bad6f1.gif
. ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا﴾ (يونس:4):
لماكانت الشمس أعظم حجما خُصَّت بالضياء، لأن له سطوع ولمعان، وهو أعظم من النور، ومن ضخامة حجم الشمس أنها يمكن أن تحوي 1.3 مليون كرة أرضية!


﴿ جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا﴾ (يونس:4):
لاحظ دقة التعبير القرآني! فالضوء أقوى من النور، والضوء يأتي من إشعاع ذاتي، فالشمس ذاتية الإضاءة، فإذا استقبل القمر ضوءها عكس النور.

﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾(يونس:31):
من رحمة الله بنا أن لم يقصر رزقنا على جهةٍ واحدةٍ؛
بل رزقنا من فوق رؤوسنا ومن تحت أرجلنا.

. ﴿فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ﴾(يونس:32):
قال القرطبي:
«حكمت هذه الآية بأنه ليس بين الحق والباطل منزلة ثالثة في هذه المسألة التي هي توحيد الله تعالى، وكذلك هو الأمر في نظائرها، وهي مسائل الأصول التي الحق فيها في طرف واحد».

. ﴿وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ﴾ (يونس:40):
يعلم الله أهل الإفساد في الأرض، وليس بعد العلم إلا الحساب والعقاب.

﴿فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ﴾ (يونس:41):
عار أن يعمل أهل الباطل، ويتخلف عن العمل أهل الحق، وعار أكبر أن يجتهد أقوام في السعي إلى النار، ويكسل عاشق الجنة.

3dlat.com_28_18_6bf7_4c13fe0bad6f1.gif
. ﴿أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ﴾ (يونس:41):
في البراءة استعمل الفعل المضارع: (أعمل) و (تعملون) للدلالة على البراءة من كل عمل يحدث في الحال والمستقبل.

﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ﴾ (يونس:42):
الهداية بيد الله وحده، وإذا غاب القلب لم تنفع الأذنان.


. ﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ﴾(يونس:49):
سيد الأنبياء لا يقدر على دفع ضر عنه ولا جلب نفع له إلا بإذن الله، فمتى يتعلم التواضع منه أهل الكِبْر والخيلاء؟!


. ﴿ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾(يونس:49):
لا أحد يموتُ إلَّا بعد انقضاءِ أجَلِه، ولا يُقتَل المقتول إلا على هذا الوجه.

﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ﴾(يونس:59):

احذر الفتوى بغير علم!
قال ابن كثير: «وقد أنكر الله تعالى على من حرم ما أحل الله، أو أحل ما حرم، بمجرد الآراء والأهواء التي لا مستند لها، ولا دليل عليها، ثم توعدهم على ذلك يوم القيامة«.

﴿وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾(يونس:60):
استفهام قُصِد منه الوعيد والتهديد الشديد لبيان هول ما سيلقونه من عذاب
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
 ﴿وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾(يونس:65):
لا يحزنك تهديد واستهزاء وسخرية وتآمر أهل الباطل، فحربهم ليست معك، بل مع الله العزيز. 

. ﴿إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾(يونس:65):
انظر إلى أعدائك بنظر الفناء، لترى أعمالهم وأقوالهم وتهديدهم كالهباء، فمن شاهد قوة الله وعزته رأى كل العزة والقوة له، ولا قوة لأحد ولا حول له، وهو تعليل للنهي السابق. كأنه قيل: لم لا أحزن؟
فقيل: إن العزة لله.

. ﴿وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ﴾(يونس:66):
حين يسيطر الشيطان على القلب، يقوده إلى الوهم، فلا يتبع المشركون شركاء لله على الحقيقة، وإنما سموهم شركاء لجهلهم. 

. ﴿إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ﴾(يونس:66):
الخرَص هو الكذب أو القول بتخمين، ومن أبشع الضلالة: أن يقضي أقوام أعمارهم في خدمة باطل يظنونه حقا.

 ﴿فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ﴾(يونس:71):
صدق التوكل هو باعث القوة في القلب لإعلان هذا التحدي، والتقدم بمثل هذا الطلب التعجيزي.

. ﴿فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ﴾(يونس:71):ي
ستطيع العبد - بتوكله على ربه- أن يلقي بأعدائه خلف قضبان العجز.
3dlat.com_28_18_6bf7_4c13fe0bad6f1.gif
. ﴿فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ﴾ [يونس: 73]:
(المنذَرين) أي المكذِّبين، حيث لم يُفِد الإنذار فيهم، وقد جرت سنة الله أن لا يُهلِك قوما بالاستئصال إلا بعد الإنذار، فمن أنذر فقد أعذر.

﴿كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ﴾(يونس:74):
الطبع على القلب وحرمانه من الهداية ليس إلا عقوبة للمعتدين على الذنوب. 

. ﴿فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ﴾ [يونس: 75]:
الحق سحر، وحامل الحق ساحر! لن تنفد حجج البعض للتفلت من تبعات الإيمان.

. ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ﴾(يونس:79):
يصدِّق الطاغية بمرور الوقت كذبه، فما زال فرعون يظن موسى ساحرا، ويريد أن يقابله بسحر مثله.

. ﴿أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ﴾(يونس:80):
قال الآلوسي: «لا يخفى ما في الإبهام من التحقير والإشعار بعدم المبالاة، والمراد أمرهم بتقديم ما صمموا على فعله ليظهر إبطاله، وليس المراد الأمر بالسحر والرضا به».
3dlat.com_28_18_6bf7_4c13fe0bad6f1.gif

. ﴿مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ﴾(يونس:81):
قال الطاهر بن عاشور مبيِّنا طبيعة الباطل المضمحلة وزواله الحتمي:«فإذا نفى الله إصلاحها فذلك بتركها وشأنها، ومن شأن الفساد أن يتضاءل مع الزمان حتى يضمحل»

. ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ﴾(يونس:81):
كتب الخليفة الخامس عُمر بن عبد العزيز إلى عامله عبد الرحمن بن نُعَيْم ينصحه في سطر واحد: «أما بعد، فاعمل عمل من يعلم أنَّ الله لا يُصْلِح عمل الْمُفْسدين».

. ﴿وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾(يونس:82):
الإحقاق هو التثبيت، ومنه سُمِّي الحق حقا لأنه الثابت، وقول الله تعالى ﴿بِكَلِماتِهِ﴾: «فمعناه بكلماته السابقة الأزلية في الوعد بذلك»

. ﴿وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾(يونس:86):
قال الإمام الشوكانى: «وفي هذا الدعاء الذي تضرعوا به إلى الله- دليل على أنه كان لهم اهتمام بأمر الدين فوق اهتمامهم بسلامة أنفسهم».

. ﴿تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾:
لا عذر لأحد في ترك الصلاة!
منعهم فرعون الصلاة، فأمرهم الله أن يجعلوا مساجدهم في بيوتهم.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
﴿وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ﴾(يونس:87):
اجعل بيتك قبلة للمؤمنين ومنارة للحائرين وواحة للمهتدين.

. ﴿رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ ﴾(يونس:88):
قال القرطبي: «اختُلِف في هذه اللام، وأصح ما قبل فيها- وهو قول الخليل وسيبويه- أنها لام العاقبة والصيرورة».

. ﴿آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾(يونس:91):
إذا طرق ملك الموت بابك، فقد أُغلِق باب القبول، فات وقت الاعتذار، بعد الركض طويلا في ميدان الاغترار!

. ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ﴾(يونس:92):
كم أهلك الله فراعين أمام أعين الناس أجمعين، ليكونوا عبرة للغافلين.

. ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ﴾(يونس:92):
آية لكل ظالم وكل مظلوم، وقلما يعتبر ظالم، فليعتبر بها كل مظلوم.

. ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾(يونس:100):
ليست هداية البشر بإرادة نبي ولا سعي ولي، وإنما بإرادة الله وتوفيقه، فلا تحمِّل نفسك فوق طاقتها في سبيل هداية أحد، وَوكِّل أمره إلى الله.
3dlat.com_28_18_6bf7_4c13fe0bad6f1.gif

. ﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾(يونس:101):
قال السيوطي: «في الآية دليل على وجوب النظر والاجتهاد، وترك التقليد في الاعتقاد».

. كَيف تخَاف فَوات شيء من الْخَيْر أراده الله بك، وإن لم يردهُ بك، فَمن الذي يقدر على أن يعطيك إياه؟

. ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [يونس: 108]
اختيار وصف الرب: ﴿مِنْ رَبِّكُمْ﴾ للتنبيه على أنه إرشاد من الذي يحب صلاح عباده، ويدعوهم إلى ما فيه نفعهم، وهذا شأن من يربي، أي يسوس الأمر ويدبِّره.

. ﴿فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا﴾ [يونس: 108]:
كلُّ من تُعامله من الخلق إن لم يربح عليك لم يُعاملك، والرب سبحانه إنّما يعاملك لتربحَ أنت عليه أعظمَ الربح وأعلاه.

. ﴿وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ﴾ [يونس: 109]
اتباع الحق سيجر عليك المتاعب، لذا تحتاج دوما إلى الصبر.. تحتاج إلى صبر لاتباع الحق وتحصيله والعمل به ثم الدعوة إليه.

3dlat.com_28_18_6bf7_4c13fe0bad6f1.gif
 ﴿وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ﴾[هود:3]:
الاستغفار مقال، والتوبة أعمال، والتوبة أعلى. .
قال البقاعي: «أشار بأداة التَّراخي إلى علوِّ رُتبةِ التَّوبةِ، وأنْ لا سبيلَ إلى طلَبِ الغُفرانِ إلَّا بها».

. ﴿وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ﴾[هود:3]:
التوبة وعد!
سمع مطرف رجلا يقول : أستغفر الله وأتوب إليه ، فأخذ مطرف بذراعه وقال : «لعلك لا تفعل! من وعد فقد أوجب»..
قال القشيري: «توبوا إليه بعد الاستغفار، من توهمكم أن نجاتكم باستغفاركم، بل تحقَّقوا بأنكم لا تجدون نجاتكم إلا بفضل ربِّكم، فبفضله وبتوفيقه توصَّلتم إلى استغفاركم، لا باستغفاركم وصلتم إلى نجاتكم».

. ﴿ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾[هود:3]:
سمَّى منافع الدُّنيا متاعا؛ للتَّنبيه على حقارتها، ونبَّه مع هذه الحقارة على أنها مُنقَضية،
فقال: ﴿إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾، فدلَّت الآية في شدة إيجاز على كَونِ الدنيا حقيرة زائلة.

. ﴿وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ﴾[هود:3]:
المراد بالفضل الأول: العمل الصالح، والفضل الثاني: ثواب الله،
فالجملة وعدٌ من الكريم بحسن مجازاة الصالحين.

. ﴿وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ﴾[هود:3]:
تتفاوت الدرجات في الآخرة بحسب تفاوت أعمال العباد.
قال يحيى بن معاذ: «إنما ينبسطون (ينشطون ويجتهدون) إليه على قدر منازلهم لديه».

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
. المنافق مستعد للحلف كاذبا ليُرضي الخلق، أما راى الله فآخر اهتماماته:
﴿ يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾.

. ﴿خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾:
إذا لم تستطع أن تتخلص من السيئات، فزاحمها بكثرة الحسنات، وستغلب الكثرة القِلة
﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾.
 
﴿خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾:
اجعل من نياتك عند الشروع في الطاعة أن تمحو بها أثر سيئة.

. ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾:
شرع الله الصدقة من أجلك أنت أولا قبل الفقير.

. ﴿صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾:
كان بعض المتصدقين يضع الصدقة في يده، ثم يدعو الفقير لأخذها، لتكون يد الفقير هي العليا، ويده المنفقة هي السفلى!
3dlat.com_28_18_6bf7_4c13fe0bad6f1.gif

. توبة مالية!!
إذا ابتليت بذنب وتريد أن تتطهر منه، فاستعن بالصدقة:
﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ﴾

. ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ﴾:
قال ابن كثير: «هذا تهييج إلى التوبة والصدقة اللتين كل منهما يحط الذنوب ويمحقها».

. ﴿فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ﴾:
كل طاعاتك يراها الله، فكيف تشرك فيها غيرك؟!

. ﴿والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا﴾:
اتخذ النفاق في العهد النبوي أشكالا لا يُتصَوَّر أن يتسلل إليها النفاق، فكيف بعهدنا اليوم؟! الحذر أوْلى.

. ﴿فيه رِجالٌ يُحبونَ أَنْ يَتَطَهّروا﴾:
إذا أردت أن تطهِّر قلبك وتزكِّي روحك، فاجلس في مسجد، واذكـر الله تعالى فيه.

. ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾:
ماذا تساوي نفوسنا المعيبة -وإن طهرت- حتى يشتريها الله منا بكل هذا الثمن،
لذا قال الحسن البصري: « بايعهم والله فأغلى ثمنهم»..
قال محمد بن الحنفية يحثك على تزكية نفسك بالعمل الصالح:«إن الله عز وجل جعل الجنة ثمنا لأنفسكم فلا تبيعوها بغيرها»..
أنت لا تملك نفسك، ولا يحق لك التصرف فيها دون إذن المالك، فإنما يتصرف في ما اشتراه منك وبعته له، وأعطاك في المقابل الجنة، أرجعت في بيعتك؟! أم أنك لم تبع وزهدت في الجنة من الأساس؟!
وإذا بعت.. أيحسن لمن باع شيئا أن يغضب على المشتري إذا تصرَّف فيه أو يتغيرقلبه تجاهه إذا أنفقه؟
وماذا لنا فينا حتى نتكلم!!. كيف بعت هذه النفس الثمينة بشهوة تنقضي في لحظة؟! وبلذة لا تبقى سوى ساعة؟!
وهبها بقيت أياما أو أعواما فماذا تساوي بجوار لذة الخلد؟! وبعتها لمن؟!
لأعدى أعدائك: شيطانك!.
حُكِي عن مالك بن دينار أنه مرَّ بقصر يُبنَى، فسأل الأجراء عن أجرتهم، فأجابه كل واحد منهم بأجرته، ولم يجبه واحد، فقال: ما أجرتك؟
فقال: لا أجر لي؛ لأني عبد صاحب القصر، فقال مالك: إلهي .. ما أسخاك، الخلق كلهم عبيدك، كلَّفتهم العمل ووعدتهم الأجر..
البائع لا يستحقّ الثمن إذا امتنع عن تسليم ما باع، فكذلك لا يستحق العبد الجنة إلا بعد تسليم النّفس والمال على موجب أوامر الشرع،
فمن قعد أو فرّط فغير مستحق للجزاء.
3dlat.com_28_18_6bf7_4c13fe0bad6f1.gif


. تأمل هذا الوصف البليغ في الولاء والبراء:
﴿فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ﴾،
فاقتفِ أثر خليل الرحمن، وتبرأ من كل عدو لك ولدينك ولرسولك وللمؤمنين.

. تأمل كيف اجتمعت صفة الحلم والغلظة في شخص واحد:
﴿فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيم﴾،
فالحلم ليس معناه التهاون في أمر الدين.

. ﴿مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ﴾
صحابة..مجاهدون..في معية النبي ﷺ، وتكاد قلوبهم أن تزيغ، وبعضنا واثق من قلبه، ومطمئن على إيمانه!
على أي اساس؟!

. ﴿الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ في سَاعَةِ الْعُسْرَة ﴾:
وصف الله العسر بأنه ساعة من نهار؛ كي لا تضجر من الأقدار!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
﴿لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ﴾:
قال ابن القيم: «وتوبة العبد إلى الله محفوفة بتوبة من الله عليه قبلها، وتوبة منه بعدها، فإنه تاب عليه أولا إذنا وتوفيقا وإلهاما، فتاب العبد، فتاب الله عليه ثانيا، قبولا وإثابة».. قال ابن القيم: التوبة نهاية كل عارف، وغاية كل سالك، وكما أنها بداية فهي نهاية، والحاجة إليها في النهاية أشد من الحاجة إليها في البداية، بل هي في النهاية في محل الضرورة، لذا كان ﷺ في آخر حياته أشد ما كان استغفارا وأكثره، وأنزل الله بعد غزوة تبوك، وهي آخر الغزوات التي غزاها ﷺ بنفسه: ﴿لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ﴾

. ﴿ثم تاب عليهم ليتوبوا﴾:
تحتاج لأن يتوب عليك أولا لتتوب، فالتوبة ليست مجرد قرار شجاع، هي قبل ذلك هداية ورحمة وتوفيق من الله.

 ﴿ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ﴾:
أضيق ما يكون الأمر قُبيل الفرَج!

. ﴿وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ﴾:
قال مجاهد: «ما كان من ظن في القرآن فهو يقين»، فلما أيقنوا ألا ملجأ إلا الله، صدق منهم اللجوء إليه، فتداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء.

. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾:
كونوا معهم، ولا تتفردوا في السير من دونهم، كي لا يستفرد بكم شيطان في الطريق، فالجماعة بركة، والفرقة عذاب وضياع.

. ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾:
لن تستطيع أن تكون تقيا إلا إن كنت في بيئة صالحة!

. ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾:
الصدق من أهم معايير اختيار الصحبة، فلا يصلح أن تصاحب كاذبا.
3dlat.com_28_18_6bf7_4c13fe0bad6f1.gif

 ﴿وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ﴾:
والوطء في سبيل الله هو أن تدوس في أرض العدو بما يغيظه، فإن العدو يأنف من وطء أرضه، وممكن أن يكون الوطء استعارة لإذلال العدو وإغاظته،
فكل عمل تغيظ به أعداء الله، فلك به أجر، ولو كان خطوة واحدة.

. ﴿وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً ﴾:
لا تحقرن صغيرة من خير، فأصحاب الأعراف يوم القيامة يوقفون عن دخول الجنة، بسبب نقصان حسنة واحدة!

. تنزل الآية على القلوب، فتكون سبب في زياد إيمان قوم، وزيادة رجس -أي كفر وشك- قوم آخرين
﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ﴾.

. ﴿ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾:
قصة حديث تشرح آية!.
بينما رسول الله ﷺ جالس في المسجد إذ أقبل ثلاثة نفر، فأما الأول فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهبا،
فقال ﷺ: «ألا أخبركم عن النفر الثلاثة: أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه».
3dlat.com_28_18_6bf7_4c13fe0bad6f1.gif

. ﴿ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾:
إعراض مديره عنه يقلقه، فكيف بإعراض الله؟!

. ﴿ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾:
سين: لماذا صرف الله قلوبهم؟!
جيم: لأنهم انصرفوا، فصرف الله قلوبهم عن الهدى؛ عقوبة على انصرافهم أولا.

. ﴿وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ﴾:
المنافق تُقلِقه سورة! فكيف بالقرآن بأكمله؟!

. ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ الله﴾:
قل لكل شيء فقدته، ولكل غالٍ هجرك، ولكل قريب تخلى عنك: حسبي الله .. يكفيني ويؤويني.

 آية :
﴿وبشِّرِ الذينَ آمَنوا..﴾:
تبشير المؤمنين سُنَّة يغفل عنها الكثيرون، وما أكثر ما قال رسول الله ﷺ كلمة (أبشِر) لأصحابه، وبها أمرنا: «بشِّروا ولا تنفِّروا».

. آية : ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾:
قال السعدي: «مع أنه قادر على خلقها في لحظة واحدة، ولكن لما له في ذلك من الحكمة الإلهية، ولأنه رفيق في أفعاله».

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
﴿يُدَبِّرُ الأَمْرَ﴾:
فرِّغ قلبك من همومك وتدبيرك، وفوِّض أمرك لوأسلِم قيادك لمن وعدك بتدير الأمر لك ولغيرك.

. ﴿يُدَبِّرُ الأَمْرَ﴾:
قال سهل التستري: «يقضي القضاء وحده، فيختار للعبد ما هو خير له، فخيرة الله خير له من خيرته لنفسه».

. ﴿قَدَمَ صِدْقٍ﴾:
حقيقة القدم ما قدَّموه، ويقدمون عليه يوم القيامة، والمؤمنون قدَّموا الأعمال الصالحة، والإيمان بمحمد ﷺ ، فيقدمون على الجنة التي هي جزاء ذلك، فهذه ثلاث تفسيرات لقدم صدق.

. ﴿ يُدَبّرُ الأَمْرَ ﴾
تكررت في كتاب الله 4 مرات؛ لتنزع من قلبك أوهام أن أمرك بيد أحد غير الله.

 ﴿وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا﴾:
لا يأمرك الله بترك الدنيا، ولكن بعدم الاطمئنان بها وألا تركن إليها، فتقدِّمها على آخرتك، وتحصِّل لذاتها وشهواتها بأي طريق فتهلك!!
3dlat.com_28_18_6bf7_4c13fe0bad6f1.gif

. ﴿يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ﴾:
ليست الهداية درجة واحدة ولا الإيمان، بل درجات، وتتناسب هدايتك طرديا مع إيمانك، فكلما زاد إيمانك زادت هدايتك.

. ﴿يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ﴾:
الإيمان باقة نور يهتدي به المؤمنون في ظلمات الفتن ومتاهات الغربة، حتى يصلوا إلى الهدف المنشود: الجنة.

. ﴿يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ﴾:
قال ابن جريج: يُمثَّل له عمله في صورة حسنة وريح طيبة إذا قام من قبره، يعارِض صاحبه ويبشِّره بكل خير، فيقول له: من أنت؟
فيقول: أنا عملك، فيُجعَل له نوره من بين يديه حتى يُدخِله الجنة، فذلك قوله تعالى:
﴿يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ﴾ .

. ﴿دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
الدعوى هنا الدعاء، ومعنى قولهم سبحانك: اللهم إنا نسبِّحك وننزهك عما لا يليق بك، فعبادة أهل الجنة التسبيح والحمد ، وذلك ليس على سبيل التكليف،
بل على سبيل التلذذ والابتهاج بذكر الله، وهو لهم بمنزلة النَّفَس، من دون كلفة ومشقة.

. ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ﴾:
قال الآلوسى: «وفي الآية ذم لمن يترك الدعاء في الرخاء، ويهرع إليه في الشدة، واللائق بحال العاقل التضرع إلى مولاه في السراء والضراء، فإن ذلك أرجى للإجابة،
ففي الحديث الشريف: «تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة».

. ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ﴾:
قال أبو الدرداء: «ادعُ الله يوم سرائك، يستجِب لك يوم ضرائك».

. ﴿قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ﴾:
ما أشبه الليلة بالبارحة! بعض من ينادون بخفيف لهجة الخطاب الديني أو تجديده!
3dlat.com_28_18_6bf7_4c13fe0bad6f1.gif
. ﴿ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ﴾:
قال الطبري: «والتبديل الذي سألوه أن يحوّل آية الوعيد آية وعد، وآية الوعد وعيدًا، والحرامَ حلالا، والحلال حرامًا، فأمر الله نبيَّه ﷺ أن يخبرهم أن ذلك ليس إليه، وأن ذلك إلى من لا يُرَدُّ حكمه، ولا يُتَعَقَّب قضاؤه، وإنما هو رسول مبلِّغ ومأمور مُتَّبِع».
 
﴿ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ﴾:
هذا سبب تعنت المنافقين والكافرين تجاه القضايا الإسلامية والأحكام الشرعية، وأما من آمن بلقاء الله فلابد له أن ينقاد لأحكامه.

. ﴿ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ﴾:
ﻻ تحزن إن جحد الناس إحسانك، فمَنْ جحد فضل الخالق من قبل،
كيف لا يجحد فضل المخلوق؟!

. ﴿قل الله أسرع مكرا﴾:
مهما أسرع الماكرون وتفننوا وتستروا، فقد سبق مكر الله مكرهم، لأن أحاط علما بمكرهم قبل أن يفعلوه، وقدرة على إبطاله بعد أن يفعلوه.
 
﴿وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ﴾:
مشركون دعوا الله حين أحاطت بهم الأمواج، فنجاهم الله،
فكيف تيأس وتنقطع عن الدعاء مع إيمانك؟!

. قال مكحول: ثلاث من كن فيه كن عليه: المكر، والبغي، والنكث.
قال تعالى: {ومن نكث فإنما ينكث على نفسه} وقال: {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله} [فاطر: 43]، وقال: {إنما بغيكم} على أنفسكم "[يونس: 23]

. (يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم):
أنفع موعظة ما كانت من أجل منفعتك أو صرف السوء عنك، ولذا فهذه صيحة تحذير وصرخة نذير: أنت لا تضر إلا نفسك!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
image.png.fbf9b75d395e12a5168c4118412536b3.png
 
﴿إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ﴾: البغي سهم سيرتد إليك عاجلا أو آجلا!

 ﴿وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا﴾: الاغترار بالقوة أول علامات الانهيار.
.
﴿لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾: قال القرطبي: «المضطر يجاب دعاؤه، وإن كان كافرا، لانقطاع الأسباب ورجوعه إلى الواحد رب الأرباب».

. ﴿إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ﴾: الدنيا أقصر ما تكون، وكأنها موسم زراعة واحد!!

. ﴿كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ﴾: جملة كفيلة بأن تزهِّدك في الدنيا بأسرها لأنها زائلة ومنسية، وترغِّبك في الآخرة الخالدة.

. ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ ﴾: قال ابن كثير: «لما ذكر الله الدنيا وسرعة زوالها، رغَّب في الجنة ودعا إليها، وسمّاها: دار السلام، أي من الآفات والنقائص والنكبات».

. ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ ﴾: من أجاب النداء من الدنيا دخلها، ومن أجاب النداء من القبر حُرِمها.

. ‏﴿ وَاللهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ﴾: تجيب أمك وأباك إذا ناداك، ولا تجيب ربك إذا دعاك، ودعوته لك إلى سعادة الأبد في جنة الخلد لتكون مثواك!

. بقدر إحسانك في الدنيا تكون زيادة نعيمك في الجنة: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾
3dlat.com_28_18_6bf7_4c13fe0bad6f1.gif

. ﴿وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ﴾: قال السعدي: «لا ينالهم في الجنة أي مكروه بوجه من الوجوه، لأن المكروه إذا وقع بالإنسان تبين ذلك في وجهه، وتغير وتكدَّر».
.
﴿وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ﴾: تغير وجه صاحبك علامة على نزول مكروهٍ به، فتفقَّد أحواك صاحبك عند تغير وجهه.

. ﴿بل كذبُوا بما لم يُحيطوا بعلمه﴾: الإنسان عدو ما جهل!

. ﴿ومنهم من ينظر إليك﴾: النظرة واحدة لكن الأثر مختلف بحسب نوع القلب. قال ابن كثير: «المؤمنون ينظرون إليك بعين الوقار، والكافرون ينظرون إليك بعين الاحتقار: (وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا) ».

. ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ﴾: عشرات السنين تصبح بعد معاينة الآخرة أقصر ما تكون، وكأنها لحظات تعارف.

. وعد الله بالنصر قائم وقادم لا محالة، لكن لا يلزم أن يراه المستضعفون اليوم، فالله قال لرسوله: ﴿فإمّا نرينّك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون﴾.

. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾: قال ابن عاشور: «وقد عبَّر عنه بأربع صفات هي أصول كماله وخصائصه، وهي: أنه موعظة، وأنه شفاء لما في الصدور، وأنه هدى، وأنه رحمة للمؤمنين».
.
﴿وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ﴾: وهذا الشفاء لن يتحصل عليه إلا من التزم بشرطه، وشرطه: التدبر.

. ﴿وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي الصدور وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾: جاءت كلمة «الشفاء» قبل كلمة الهداية، لتبيِّن أن إخراج ما في القلب من أهواء وأمراض مطلوب لحصول هداية القلب.

. ﴿وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ﴾ هذه من أشد آيات المراقبة، فهذا علمه بحركات الذرات، فكيف علمه بحركات لعباد؟!
3dlat.com_28_18_6bf7_4c13fe0bad6f1.gif
. ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾: أي لا خوف يخافه خائفٌ عليهم، فهم بمأمن من أن يصيبهم مكروه، وليس المعنى أنهم لا يخافون، لكن إذا اعتراهم خوفٌ ينقشع عنهم باعتصامهم بالله وتوكلهم عليه.

﴿وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾: وإن كانوا يحزنون لما يصيبهم من أمور في الدنيا، فذلك حزن عابر لا يستقر، بل يزول بالصبر وذكر الأجر، ولا يلحقهم الحزن الدائم المؤدي لكسر النفس والاكتئاب.

. ﴿لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾: قال ابن عاشور: «فالكلام يفيد أن الله ضمن لأوليائه أن لا يحصل لهم ما يخافونه، وأن لا يحل بهم ما يحزنهم، ولما كان ما يُخاف منه من شأنه أن يُحزن من يصيبه، كان نفي الحزن عنهم مؤكدا لمعنى نفي خوف الخائف عليهم».

. ﴿لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ﴾:قال السعدي: أما البشارة في الدنيا، فهي: الثناء الحسن، والمودة في قلوب المؤمنين، والرؤيا الصالحة، وما يراه العبد من لطف الله به وتيسيره لأحسن الأعمال والأخلاق، وصرفه عن مساوئ الأخلاق.. وأما في الآخرة، فأولها البشارة عند قبض أرواحهم، وفي القبر ما يبشر به من رضا الله تعالى والنعيم المقيم.. وفي الآخرة تمام البشرى بدخول جنات النعيم، والنجاة من العذاب الأليم.

. اطمئن واستبشِر!﴿لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ﴾: كل ما وعد به الله فهو حق، ولا يمكن تغييره أو تبديله أو الرجوع عنه، لأنه الصادق في قوله، ولا يقدر أحد على مخالفه ما قدره وقضاه، ومن ذلك وعودُه للمؤمنين، ولذا قال بعدها مبشِّرا: (ذلك الفوز العظيم).

. ﴿فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ﴾: الداعية لا يرجو بدعوته مالا ولا جاها، وكلما زهد داعية في دنيا الناس أقبل الناس عليه، ليفيدهم في أمر آخرتهم.

. ‏﴿ إن أجري إلا على الله ﴾: فلا تأبه إن شكرك الناس على صنع المعروف أو نسوك، ولا تحزن لجحود الناس، لأنك تستلم أجرك من وجهة واحدة: الله رب العالمين.
3dlat.com_28_18_6bf7_4c13fe0bad6f1.gif
. ‏﴿وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ﴾: يظن الظالم أن الناس كلهم مثله، فيرميهم بالداء الذي فيه، ولا يتصور ان أحدا يعمل لمهمة سامية وغاية نبيلة، أو رجاء ثواب الله والدار الآخرة.

. ﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾: أي يا رب لا تمكِّنهم من عذابنا، لئلا يقول الظالمون وأتباعهم: لو كان هؤلاء على الحق لنصرهم الله!

. ﴿فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ ﴾: الذرية هم الشباب، وهم أمل المستقبل ومفتاح التغيير.

. ﴿قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا﴾: شكر نعمة الإجابة! قال ابن عاشور: وفرَّع على إجابة دعوتهما أمرهما بالاستقامة، فعلم أن الاستقامة شكر على الكرامة فإن إجابة الله دعوة عبده إحسان للعبد وإكرام وتلك نعمة عظيمة تستحق الشكر عليها وأعظم الشكر طاعة المنعم.

 ﴿فَاسْتَقِيمَا﴾: ما فائدة أمر المستقيم بالاستقامة؟ فموسى وهارون حازا أعلى استقامة، وهي استقامة النبوة. جيم: الأمر بالدوام عليها.

. ﴿ وَلا تَتَّبِعَانِ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾: أول الانحراف عن طريق الاستقامة سببه اتباع طريق المنحرفين، فحذر المؤمن وخوفه الدائم من الانحراف من أهم أسباب الاستقامة.

. ﴿قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا﴾: الاستقامة على فعل الطاعات، من أعظم أسباب إجابـة الدعوات.

. ﴿حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ﴾: قال البقاعي: في كل زمن وإن لم يكن بين ظهرانيهم رسول، لأن العلة الاتصاف بالإيمان الثابت.

 ﴿وإن يُردكَ بخيرٍ فلَا رادَّ لفضّله ﴾: لا راد لفضله ولو كانت الدنيا بأسرها، فمن يحرم من أراد الله عطاءه، ومن يُشقي من أراد الله إسعاده؟!

. ﴿واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه﴾: الاستغفار جسر يوصلك إلى التوبة.
3dlat.com_28_18_6bf7_4c13fe0bad6f1.gif
 ﴿وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا ﴾: أعظم متعة تجدها في قلوب التائبين المستغفرين.

. خرج عمر بن الخطاب يستسقي فما زاد على الاستغفار حتى رجع قالوا: ما رأيناك استسقيت، قال: لقد طلبت المطر بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر، ثم قرأ: ﴿وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ﴾ [هود: 52]

. ﴿وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ﴾: قال سعيد بن جبير: من عمل حسنة كُتِبَت له عشر حسنات، ومن عمل سيئة كتبت عليه سيئة واحدة، فإن لم يعاقب بها في الدنيا، أُخذ من العشرة واحدة، وبقيت له تسع حسنات، لذا قال ابن مسعود: «هلك من غلب آحاده أعشاره».
 
image.png.a2e20efec9310714d4857f21ce950768.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.
 
الجزء الثانى عشر
 
 
﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾[هود: 7]: قال أبو جعفر الطبري: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾، أفيعجز من خلق ذلك من غير شيء أن يعيدكم أحياءً بعد أن يميتكم؟!».

. ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾[هود: 7]: قال البقاعي: «ففي ذلك الحثُّ على محاسنِ الأعمال، والترقِّي دائما في مراتبِ الكمالِ».

. ﴿إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾[هود: 11]: المراد بالذين صبروا المؤمنون، لأن الصبر من لوازم الإيمان، ولا إيمان لمن لا صبر له.

. ﴿إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾[هود: 11]: استعمل وصف (صبروا) بدلا من (آمنوا)، لأن المراد مقارنة حالهم بحال الكفار في قول أحدهم: ﴿إنه ليؤس كفور﴾ [هود: 9].
Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

. ﴿أمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ﴾[هود: 13]: الإعجاز بالتحدي!
تحدى الله عز وجل الخلق أن يأتوا بمثل القرآن، فعجزوا، فتحداهم أن يأتوا بعشر سور من سور القرآن، فعجزوا، فتحداهم أن يأتوا بسورة واحدة، فعجزوا.

. ﴿فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ﴾[هود: 39]:المؤمن الواثق بأنه على الحَقِّ لا يُزَعزِع ثقتَه مقابلة السُّفهاء لدعوته بالسُّخرية، بل يجهر بكلم ةالحق بكل قوة.

. ﴿وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ﴾[هود: 37]: قد علم الله من يصر على الكفر منهم ويموت عليه، فلماذا يطلب الله من رسوله ﷺ تبليغ الرسالة؟
والجواب: لتقوم عليهم الحجة، ويكونوا شهداء على أنفسهم يوم القيامة

. ﴿ وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي﴾[هود: 45]:قال مالك بن أنس: «الأدب أدب الله لا أدب الآباء والأمهات، والخير خير الله لا خير الآباء والأمهات».

. ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ﴾[هود: 57]: الاستعمال في طاعته وإلا فالاستبدال.

. ﴿إِنَّ رَبِّي عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ﴾[هود: 57]: يا حفيظ احفظنا!
اقتضت سنة الله أن يحفظ أولياءه ويخذل أعداءه.
Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

 ﴿نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا﴾[هود: 58]:لم يقل باستحقاقه النجاة، أو بنبوته، أو لكثرة طاعته وحسن عبادته، بل قال: ﴿بِرَحْمَةٍ مِنَّا﴾،
ليعلم الجميع أن رحمة الله هي طوق النجاة، وأن أحدا لا يستوجب النجاة بسابق عمله بل بسابغ رحمة الله. 

. ﴿ وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ﴾[هود: 59]: عصوا رسولا واحدا، لكن رسالة الرسل واحدة، فمعصية واحد كمعصية الكل.

. ﴿وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ﴾[هود: 59]: اتباع أمر الجبابرة يحشرك معهم يوم القيامة. قال ابن عرفة: دخلت ﴿كل﴾ على ﴿جبار﴾، ولم يقل: اتبعوا كل أمر جبار عنيد، وهذا هو الصواب؛ لأن المراد أنهم اتبعوه في ما فيه مخالفة للشرع، فلم يتبعوا كل أمره.

. ﴿وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾[هود: 60]: استعمل مع الدنيا اسم الإشارة ﴿هذه﴾، لقصد تحقيرها وتهوين أمرها عند مقارنتها بلعنة الآخرة.

. ﴿أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ﴾[هود: 60]:ما فائدة (قَوْمِ هُودٍ) مع أنه أمر معلوم؟! ل
لإشارة إلى أنَّ استِحْقاقَهم للبُعْد بسبَبِ ما جرَى بينَهم وبين هودٍ عليه السلام وهم قومُه؛ فيكون هذا تعريضًا خفيا بمشركي قريش الذين آذوا رسول الله ﷺ،
وأنهم سيلاقون بتكذيبهم لرسولهم ما لقيه قوم هود لمخالفة نبيهم.

. ﴿قَالُوا يَاصَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا﴾[هود: 62]: يتغير رأي الناس فيك إن واجهتهم بما يكرهون ولو كان حقا، ويحبونك لو وافقتهم ولو كانوا على باطل.

. ﴿قال تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ﴾[هود: 65]: استُدِلَّ به في إمهالِ الخَصمِ ثلاثة أيام.
قال الأوزاعي: «كان عمر بن عبد العزيز إذا أراد أن يعاقب رجلا حبسه ثلاثة أيام، ثم عاقبه كراهة أن يعجل في أول غضبه».
Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
﴿نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ﴾[هود: 66]: الخزي هو الذل العظيم الذي يبلغ بصاحبه حد الفضيحة، وسمى الله هذا العذاب خزيا؛ لأنه فضيحة باقية يعتبر بها من بعدهم من الأمم.

. ﴿وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا﴾: قال الإمام السيوطي: »فيه مشروعيَّةُ الضِّيافة والمبادرة إليها، واستحباب مبادرة الضَّيف بالأكل منها».

. ﴿قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ﴾[هود: 69]: فيه إشارة إلى أن السَّلامِ مِن ملَّةِ أبينا إبراهيم عليه السَّلام

. ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ﴾[هود: 75]: والحليم: هو الصبور على الأذى، المقابل له بالإحسان، والأواه: كناية عن شِدَّةِ اهتمامه بالنَّاس، وتأوُّهه لآلامهم، وهذا شأن كل داعية.

. ﴿قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ﴾[هود: 80]: هذا حالُ المؤمنِ إذا رأى مُنكَرا لا يقدِر على إزالته؛ أن يتحَسَّر على فقد القوة أو المعين على دفعه.

image.png.f9d75000a97be45b118bf06db67ccc97.png
. ﴿قَالُوا يَالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ﴾[هود: 81]: جواز رؤية البشر للملائكة، كما رأتْهم سارة امرأة الخليل عليه السَّلام، وكما رأى الصَّحابة جبريلَ على هيئة أعرابي، وكما نزل جبريل في صورة دِحيةَ الكَلبيِّ.

. ﴿لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ﴾[هود: 81]: عاجَلوه بالبشرى ليطمئن.

﴿وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ﴾[هود: 81]: قال قتادة: «كانت مع لوط حين خرج من القرية، فلما سمعت العذاب التفتت وقالت: وا قوماه، فأصابها حجر، فأهلكها».

. (هُوَ كَاذِبٌ﴾[هود: 93]: تعريض بكذبهم في ادعائهم القدرة على رجمه، وفي نسبته إلى الضعف والهوان، وأنهم لولا رهطه لرجموه.

. ﴿وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ ﴾[هود: 93]: هكذا يجب ن تكون ثقة كل مؤمن بوعد ربه.

image.png.220f5aa3d18dbdb7bc63c716300a0f26.png

. ﴿وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا﴾[هود: 94]: لا نجاة لأحد من العذاب ولو كان نبيا، إلا برحمة الله.

. ﴿ أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ﴾[هود: 95]: قال ابن عاشور: «ووجه الشبه: التماثل في سبب عقابهم بالاستئصال، وهو عذاب الصيحة».

. ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾[هود: 96]: الآيات هي الآيات التسع، والسلطان المبين أي: حجَّة بيِّنة، وكل سُلْطَان ذكر فِي الْقُرْآن هو بِمَعْنى الْحجَّة.

. ﴿ وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾[هود: 96]:سلطان قوة يقهر قوة فرعون، وسلطان حجة يقنع القلوب، فيشمل القوالب والقلوب، وهما علامة الكمال لكل داعٍ إلى الخير.

﴿وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ ﴾[هود: 99]:الرفد هو العطاء، وكأن مكافأة فرعون لقومه على اتباعهم له هي اللعنة التي تصيبهم في الدنيا والآخرة، وهو لون من ألوان التهكم لا يخفى.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
 ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ﴾[هود: 100]: من هذه القرى المهلكة ما آثارها قائمة يراها الناظرون، كآثار فرعون وثمود، ومنها ما زالت أثارها وصارت كالزرع المحصود، فلم يبق منه شيء كديار قوم نوح ولوط.

. ﴿فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ﴾[هود: 101]:قال أبو الفتح البستي:من استعان بغير الله في طلب .. فإن ناصره عجز وخذلان

. ﴿وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ﴾[هود: 104]:تأخير الآخرة وإفناء الدنيا موقوف على أجل معدود، وكل ما له عدد فهو منتهٍ، وكل منته لا بد أن يفنى، فإذا فني أقام الله القيامة، وكل آت قريب.

. ﴿يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ﴾[هود: 105]:في حديثِ الشَّفاعة أنَّ رسول الله ﷺ قال: «ولا يتكَلَّمُ يومَئذٍ إلَّا الرُّسُل، ودعوى الرُّسُلِ يومَئذٍ: اللهُمَّ سلِّمْ سلِّم».

. ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ﴾[هود: 106]:تخيل التنفس داخل النار، وسط جوها المتصاعد باللهب والدخان، فيتنفس المسكين نارا تحرق جوفه وأحشاءه، فما أشده عذابه.
Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

. ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ﴾[هود: 107]: هذا أرحم استِثناء في القرآن! لأن فيه أعظم فائدة، وهو إخراج أهل التَّوحيدِ من النَّار.

. ﴿عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ﴾[هود: 108]: وصف الله هنا نعيم الجنة بأنه غير مقطوع؛ لئلَّا يتوهَّمَ واهم بعد ذِكر المشيئة: ﴿خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ﴾ أنَّ ثَمَّ انقطاع في النعيم، بل هو الخلود والدوام الأبدي.

. ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ﴾[هود: 110]:اختلاف شأن الناس حول الحق سنة ربانية في كل زمان ومكان، والمصيبة إذا عمَّت خفَّت، فالجملة تسلية لرسول ﷺ وورثته من بعده.

. ﴿وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ﴾[هود: 111]: تَضمَّنَت الآية أربع توكيداتٍ لبث اليقين! التَّوكيدَ بـ (إنَّ)، وبـ (كلٍّ)، وباللَّامِ في الخبَر وبالقسَم، وبنونِ التَّوكيد؛ وذلك مبالغة في وعْد الطَّائعين وتوعد العاصين.

. ﴿إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾[هود: 111]: سيوفيك الله أجرك كاملا؛ لأنه الخبير الذي أحاط علما بكل ما بذلتَ، ولو كان مثقال ذرة. 
Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

. ﴿فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ﴾[هود: 116]: قال قتادة: «لم يكن من قبلكم من ينهى عن الفساد في الأرض (إلا قليلاً ممن أنجينا منهم)».

. ﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾[يوسف: 8]: ليست الكثرة دائما علامة خيرية أو اجتماع على الحق، أحيانا تكون عكس ذلك.

. ﴿إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾[يوسف: 8]: قارن بين قولهم وقول يوسف لأبيه: ﴿يا أبَتِ﴾، لتعرف سر حب يعقوب ليوسف، فلم يكن تفضيله له عن هوى أو جمال شكل، فإن مقام النبوة منزَّه عن كل هذا، لكن لحسن أدبه ورجاحة عقله، وظهور أمارات الاصطفاء عليه.

. ﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ﴾ [يوسف: 20]: رسالة لكل من تعجَّب من جريمة إخوة يوسف! قال ابن الجوزي: «كان بعض الصالحين يقول: والله! ما يوسف -وإن باعه أعداؤه- بأعجب منك في بيعك نفسك، بشهوة ساعة من معاصيك».

. ﴿ إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾[يوسف: 25]: يدل على حرص المرأة على حياة يوسف، لكي لا يفكِّر العزيز في قتله، وهذا غاية الدهاء منها، أن تخيِّره بين خيارين ليس منهما المساس بحياة يوسف.

. ﴿قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي﴾[يوسف: 26]: دافَع عن أبشع تهمة بأربع كلمات فحسب، فالصادق واثقٌ في نفسه، متوكِّلٌ على ربه.

. ﴿قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي﴾[يوسف: 26]: لم يسبقها يوسف بالكلام سترا لها وصونا لعِرضها، فلما اتهمته زورا اضطر للدفاع عن نفسه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا﴾[يوسف: 26]: قال الإمام الرازي: «إنَّما قال: مِنْ أَهْلِهَا ليكون أَوْلى بالقَبول في حقِّ المرأة؛ لأنَّ الظَّاهِر مِن حال مَنْ يكون مِن أقرباء المرأة ومن أهلِها ألا يقصِدَها بالسوء والإضرار».

. ﴿إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾[يوسف: 26]: كان من فطنة الشاهد، ومن لطف الله بيوسف أن بدأ بالاحتمال الذي يبرِّئ المرأة، مع علمه المسبق أنها مذنبة، وذلك حتى لا يتهمه أحد بأنه متحيِّز ضدها، أو أنه يُصدِر قراره عن انطباع سابق.

. ﴿إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ﴾[يوسف: 28]: بين كيد النساء وكيد الشيطان! وصف العزيز كيد النساء بأنه عظيم، بينما وصف الله كيد الشيطان بأنه ضعيف، ولا يلزم من ذلك أن كيد النساء أقوى من كيد الشيطان، بل الحق أن كيد الشيطان أقوى، وما كيد النساء إلا جزء من كيد الشيطان، وناشئ عن وساوسه. 

. ﴿وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ﴾[يوسف: 29]: ما معنى الاستغفار إن لم يقترن بتوبة؟ والتوبة تقتضي ترك مقدمات الذنوب، والخلوة من هذه المقدمات وكذلك التبرج، وبقاء هذه المقدمات مع طلب الاستغفار حرث في بحار وعلامة استهتار. 

 ﴿إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ﴾[يوسف: 29]: والخاطئ غير المخطئ، فالخاطئ هو الذي تعمَّد الخطأ لا الذي وقع فيه رغما عنه، وقد خطَّطت المرأة ودبَّرت وغلَّقت وتهيَّأت في سبيل أن تظفر بهذا الذنب، فلذا خاطبها بهذا الوصف.

. ﴿وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ﴾[يوسف: 32]: جلد الفجار في نيل الأوزار وشراء النار! قسَمان اثنان في آية واحدة: ﴿وَلَقَدْ﴾ ﴿وَلَئِنْ﴾ مما يدل على تصميم المرأة على المضي قدُما في فسادها وإفسادها..

. ﴿ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي﴾[يوسف: 37]: استعمل يوسف مواهبه التي وهبها الله إياه في تعريف الناس بربهم ودعوتهم إليه، فهلا تعلَّمناها من يوسف!

. ﴿إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ﴾[يوسف: 37]: لم يقل لهم: اتركوا ملة القوم، بل عبَّر بقوله: ﴿تَرَكْتُ﴾، وفيه لطف في النصح وتورية، وكأنه كان على دينهما، فلما تركه آتاه الله هذا العلم، ترغيبا لهما في ترك ملة الكفر.
Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

. ﴿إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ﴾[يوسف: 37]: لم يقل لهم: أنتم كافرون، فيزيدهم ذلك إعراضا وعنادا، بل جعل الحديث عن قوم آخرين، وهو من لطفه وحسن عرضه لدعوته على طريقة: إياكِ أعني فاسمعي يا جارة.

. ﴿وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ﴾[يوسف: 38]: انظر كيف قدَّم الدعوة على تأويل الرؤيا، واستغل الفرصة لينشر دعوته ويبلِّغ رسالته.

. ﴿مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ﴾[يوسف: 38]: أعظم نعمة أنعم الله بها على عباده هي نعمة التوحيد والإيمان به، وهي حقيقة يغفل عنها كثير من الناس، لذا لا يؤدون شكرها؟! 

. ﴿يا صاحِبَي السِّجْن﴾[يوسف: 39]: النصيحة دواء مرٌّ، فلابد أن يسبقه كلام حلو.

. ﴿فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ﴾[يوسف: 42]: من لطف الله وتدبيره الخفي أن أنسى الشيطانُ الساقي ذكرَ يوسف عليه السلام، فقد أراد الله أن يرتبط خروج يوسف بظهور براءته، فلو كان خرج عن طريق الساقي لظلت التهمة الأولى ملتصقة به.

﴿إلا على الله رزقها﴾: لم يقل: رزقها على الله، وتقديم على الله قبل كلمة رزقها لإفادة القصر، أي على الله لا على غيره، و (على) تدل على اللزوم، ومعلوم أن الله لا يلزمه أحد بشيء، فأفاد معنى اللزوم ضمان الرزق لكل الخلق، لأن الله إذا وعد وجب وقوع الموعود.

 ﴿ويعلم مستقرها ومستودعها﴾: قال ابن مسعود: مُسْتَقَرُّها: الأرحام، ومُستوْدعها: الأرْض الَّتي يموت فيها.

. (وضائق به صدرك) : قال ابن جزي: وإنما قال ضائق، ولم يقل ضيق؛ ليدل على اتساع صدره عليه السلام وقلة ضيقه.
Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

. {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يوحى إِلَيْكَ} [هود: 12] : وهو استفهام في معرض النهي، فإياك أن يضيق صدرك فلا تُبلغهم شيئاً مما أنزِلَ إليك.

. ﴿ويتلوه شاهدٌ منه﴾: ليس معنى يتلوه هنا من التلاوة؛ بل المعنى هنا: يتبعه.

 ﴿وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا﴾: عندما تغدو الدنيا معيار التميز؛ يتحول الأفضل إلى الأرذل، والأتقى إلى الأغبى، والأقرب إلى الله إلى الأبعد عن الناس.

. ﴿ما نراك إلا بشرا مثلنا﴾: عندما تغيب الموضوعية، ينصرفون عن الكلام إلى المتكلم، وعن القول إلى القائل، وعن الفكرة إلى صاحبها.

. ﴿وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا﴾:قال القرطبي: الأراذل هنا هم الفقراء والضعفاء، كما قال هرقل لأبي سفيان: أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ فقال: بل ضعفاؤهم، فقال: هم أتباع الرسل. قال علماؤنا: إنما كان ذلك لاستيلاء الرياسة على الأشراف، وصعوبة الانفكاك عنها، والأنفة من الانقياد للغير، والفقير خلي عن تلك الموانع، فهو سريع إلى الإجابة والانقياد.

. ﴿بَادِيَ الرَّأْيِ﴾: اتهموا المؤمنين الذين اتبعوا نوحا بالسطحية. قال ابن جزي: «أول الرأي من غير نظر ولا تدبير، والمعنى: اتبعك الأراذل من غير نظر ولا تثبت».

 ﴿وآتاني رحمة من عنده فعُمِّيت عليكم﴾: العمى الحقيقي هو ألا يبصر قلبك رحمات الله المنزلة.
Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

 ﴿ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم﴾: مجرد طرد المؤمنين يستوجب عقوبة الله، فكيف بسجنهم وإيذائهم؟!

. ﴿الله أعلم بما في أنفسهم﴾: صدَق نوح عليه السلام: لا يستطيع أحد أن يحكم على (نية) غيره، فلا يعلم نوايا القلوب إلا علام الغيوب.

. (فلا تبتئس) بما كانوا يفعلون" يا لعظمة تسلية المحزون .. الله يتولاها بنفسه. جزى الله خيرا كل من اقتسم معنا كسرة حزن.

. (فلا تبتئس بما كانوا يفعلون): قال الرازي: «أي لا تحزن من ذلك، ولا تغتم، ولا تظن أن في ذلك مذلة، فإن الدين عزيز، وإن قلَّ عدد من يتمسك به، والباطل ذليل وإن كثر عدد من يقول به».

. لا تستطل طريق الدعوة، فنوح مكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما، ولا تضجر من قلة من استجاب لك، فما آمن مع نوح إلا قليل.

. ﴿حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور﴾: طوفان يخرج من تنور (فرن)!!
درس إلهي: أستطيع أن أنصرك بالسبب، وبلا سبب، وبعكس السبب.

﴿ بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها﴾: قال القرطبي: «وفي هذه الآية دليل على ذكر البسملة عند ابتداء كل فعل».

﴿ قال يا نوح إنه ليس من أهلك ﴾: صحَّح الله مفهوم الأهل لدى نوح عليه السلام، فالمؤمنون هم أهله.

. ﴿يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين﴾ ولم يقل: مع الغارقين لأن مصيبة الدين هي أعظم المصائب.

. (قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء): إذا جاء أمر الله فلا ينجي إلا الله، وإن لجأت إلى أعظم جبل، وإن كان أبوك خير البشر.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
 تعزية!
( قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عملٌ غير صالح )
قال القرطبي: في هذه الآية تسلية للخلق في فساد أبنائهم وإن كانوا صالحين.

(قالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ):
قال القرطبي: وقال الجمهور: ليس من أهل دينك ولا ولايتك، وهذا يدل على أن حكم الاتفاق في الدين أقوى من حكم النسب

.﴿فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ﴾ : لماذا الصبر؟!
قال ابن عاشور: »لأن داعي الصبر قائم، وهو أن العاقبة الحسنة ستكون من نصيب المتقين، فستكون لك وللمؤمنين معك.
واللام في ﴿لِلْمُتَّقِينَ﴾ للاختصاص والملك، فيقتضي امتلاك المتقين لجنس العاقبة الحسنة، فهي ثابتة لهم لا تفوتهم، ومنتفية عن أضدادهم من غير المتقين».

. ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ﴾ :
ما أجمل هذا الحديث: «من استغفر للمؤمنين وللمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة». صحيح الجامع: 6026

. ﴿فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّه﴾:
هذه معجزة هود، فقد تحدى أمته بأسرها أن يصبوا عليه كيدهم بلا تريث أو انتظار، وكان سر قوته ومصدر منعته: ﴿إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّه﴾.

. ﴿ إن ربّي قريبٌ (مُجيب) ﴾.
يجيبُ دعوة عباده مهما كانوا، فيجيب دعوة المضطر ولو كان كافرا، ودعوة المظلوم ولو كان فاجرا، فكيف بالأبرار والأتقياء!
Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

. ﴿فعقروها﴾:
قال القرطبي: إنما عقرها بعضهم، وأضيف إلى الكل، لأنه كان برضا الباقين.

. ﴿مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد﴾:
هذا قانون التماثل، وهو تهديد للظالمين الحاليين، بأنهم ليسوا بعيدين عن عقوبة الظالمين السابقين، لاشتراكهم في نفس الجريمة.

. ﴿قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ﴾:
هذا القول الذي أخرجوه بصيغة التهكم حقيقي، فالصلاة تأمر صاحبها وتنهاه، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وإلا كانت مظهرا بلا جوهر.

. ﴿بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ﴾:
مال قليل مبارك خير من كثرة مال غير مباركة!
قال القرطبي: «أي ما يبقيه الله لكم بعد إيفاء الحقوق بالقسط أكثر بركة، وأحمد عاقبة مما تبقونه أنتم لأنفسكم من فضل التطفيف بالتجبر والظلم».

﴿فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ﴾:
قال ابن عباس رضي الله عنه: «ما نزل على النبي ﷺ آية كانت أشق ولا أشد من قوله تعالى: ﴿فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ﴾: ،
ولذلك قال ﷺ لأصحابه حين قالوا: أسرع إليك الشيب. قال: «شيبتني هود وأخواتها».
. ما معنى الاستقامة؟!
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي، ولا تروغ روغان الثعالب».
Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.
. ﴿وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ﴾:
قال القشيري:«لا تعملوا أعمالهم، ولا ترضوا بأعمالهم، ولا تمدحوهم على أعمالهم، ولا تتركوا الأمر بالمعروف لهم، ولا تأخذوا شيئا من حرام أموالهم، ولا تساكنوهم بقلوبكم، ولا تخالطوهم، ولا تعاشروهم ... كل هذا يحتمله الأمر، ويدخل تحت الخطاب».

. ﴿وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ﴾:
قال السعدي: وإذا كان هذا الوعيد في الركون إلى الظلمة، فكيف حال الظلمة بأنفسهم؟! نسأل الله العافية.

. ﴿فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾:
التوكل من عبادة الله، لكن خصه الله بالذكر اهتماما به، فهو نعم العون على سائر أنواع العبادة، فهو سبحانه لا يُعبَد إلا بمعونته.

. ﴿قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ﴾:
الحق الأعزل بلا قوة لا تأثير له ولو كان صاحبه نبيا، فلابد للحق من قوة تحميه.

. ﴿ِإنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ﴾:
قالها شعيب لأمة وثنية، لكنه أقرَّ برخائهم ورغد عيشهم، فالإنصاف سمة المصلحين، وهم أبعد ما يكونون عن تشويه الحقائق أو الكذب لينصروا قضيتهم.

. فصل الدين عن الحياة وواقع الناس ليس أمرا جديدا، بل له جذور قديمة، وهي سُنّة جاهلية:
(قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء).

. ﴿وما توفيقي إلا بالله﴾:
قال ابن القيم: «وقد أجمع العارفون على أَن كل خير، فأصله بِتوفيق الله للْعَبد، وكل شَرّ فأصله خذلانه لعَبْدِه، وأَجْمعُوا أَن التَّوْفِيق أَن لَا يكلك الله إلى نفسك».
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
الظلم إعلان حرب مع الله، وتنتهي بانتقام الله:
(وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد).

(وكذلك أخذ ربك):
قانون التماثل مرة أخرى، فمن سلك نفس طريق الظالمين نال نفس عقوبتهم.

أمر الله رسوله بالاستقامة وفق أمره، فقال:
﴿ فاستقم كما أمرت﴾،
فنحن أحق بالنظر في استقامتنا،
وهل هي وفق ما أراد الله أم لا.

إكثار المرء من الحسنات هو سبيل محاصرة السيئات والتغلب على تغلغلها في القلوب
(إن الحسنات يذهبن السيئات).

(وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ):
المصلحون صمام أمان للمجتمع لا الصالحون، فإن قل عددهم أو حوصروا فقلَّ تأثيرهم، فهي نذُر الهلاك.

43260364_704997203186902_236304545383605

﴿وما كان ربُّك ليُهْلِكَ القُرى بظلمٍ وأَهلُها مُصْلحُون﴾:
لا يكفي أن تكون صالحا سلبيا لتنقذ أمتك بل لابد أن تكون مصلحا إيجابيا.

( وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك):
من أهم أسباب الثبات مطالعة سير الصالحين والأنبياء، وليس أفضل من مطالعة ذلك في خير الكتب: كتاب الله.

(وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ)
من إحياء وإماتة، وهداية وضلال، وصحة ومرض، ونصر وهزيمةـ فكل هذا يرجع إلى الله، إلى علمه وقدرته.
 

﴿قَالَ يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾:
قال الألوسي: وفي الصحيح عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ﷺ قال: «إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنها من الله تعالى فليحمد الله تعالى، وليحدِّث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان، فليستعذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، ومن شرها، ولا يذكرها لأحد فإنها لن تضره» .وصح عن جابر أن رسول الله ﷺ قال: «إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها، فليبصق عن يساره ثلاثا، وليستعذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه».رؤيا المؤمن تسرُّه ولا تغُرُّه، أي يستبشر بها لكن لا تقعِده عن العمل والأخذ بالأسباب

من الحكمة كتمان الأخبار التي هي مظنة الغيرة أو الحسد:
﴿لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾.


43260364_704997203186902_236304545383605

﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِين
انظر كيف خدعهم الشيطان!
السعدي: «فقدَّموا العزم على التوبة قبل صدور الذنب منهم تسهيلا لفعله، وإزالة لشناعته، وتنشيطا من بعضهم لبعض».

﴿وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ﴾:
لا تنخدع بحيل المحتالين!
قال الشعبي: كنت جالسا عند شريح إذ دخلت عليه امرأة تشتكي زوجها وهو غائب، وتبكي بكاء شديدا، فقلت: أصلحك الله، ما أراها إلا مظلومة. قال: وما علمك؟
قلت: لبكائها. قال: لا تفعل؛ فإن إخوة يوسف جاءوا أباهم عشاء يبكون، وهم له ظالمون.

(والله غالب على أمره):
جاءت الجملة بالسياق الاسمي، ولم ترد بالسياق الفعلي، فلم يقل الله: (ويغلب الله)، وذلك لأن هذا الحكم كالقانون الذي لا يتبدل مع يوسف عليه السلام أو مع غيره.
عجيب أن تأتي هذه الآية عقب ذكر بيع يوسف كعبد يخدم في قصور الملوك، ففي أشد اللحظات قسوة يأتى ذكر أعظم البشارات، وكأن الله يختصر القصة المطوَّلة للابتلاء والتمكين في آية واحدة، لتغرس اليقين بموعود الله وسط الأعاصير وأوقات الزلزلة.

 (والله غالب على أمره):
الناس لا يرفعون ولا يضعون، ولا يقدِّمون ولا يؤخِّرون، ولا يقرِّبون ولا يُبعِدون لأن الأمر كله بيد الله.

 
 
(وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ):
قال أبو السعود:« لا يعلمون أنَّ الأمر كذلك، فيأتون ويذرون زعما منهم أنَّ لهم من الأمر شيئا، وأنَّى لهم ذلك! وإن الأمر كله لله عز وجل، أو لا يعلمون لطائف صنعه وخفايا لطفه»

 

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
 
 
Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

﴿فَصًبْرٌ جَميلٌ﴾قال سفيان الثوري عن بعض أصحابه:
«ثلاث من الصبر: ألا تحدِّث بوجعك، ولا بمصيبتك، ولا تزكِّي نفسك».

﴿ورَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ﴾:
كانت محنة يوسف مع امرأة العزيز أشد من محنته مع إخوته، وصبره عليها أعظم أجرا، لأنه صبر اختيار مع وجود دواعي السقوط الكثيرة، وأما محنته مع إخوته، فصبره فيها صبر اضطرار، وليس له إلا الصبر عليها، طائعا أو كارها.

﴿وَلَقَد هَمت بِهِ وهم بهَا لَوْلَا أَن رأى برهَان ربه﴾:
قال ابن تيمية: «وهو برهان الإيمان الَّذي حصل في قلبه، فصرف الله به ما كان همَّ به، وكتب له حَسَنَة كامِلَة».متى ينقلب الهمُّ بالسيئة إلى حسنة؟!
الإجابة في الحديث: «قالت الملائكة: يا رب ذاك عبدك يريد أن يعمل بسيئة وهو أبصر به، فقال: ارقبوه، فإن عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة، إنما تركها من جرّاي». صحيح الجامع رقم: 4356

(واستبقا الباب):
إذا كنت خاليا، وحاصرتك الشهوة، فاهرب على الفور، وابحث عن الباب.

(واستبقا الباب):
مهـما بلغت درجة صلاحك وعلمك، فاهرب من الفتن ومن كل ما أدّى إليها، فهذا فرار الشجعان، وهو الفرار الوحيد المحمود.

تكرر في سورة يوسف قولُ ربي:
(ولكن أكثر الناس لا يعلمون) في ثلاث آيات رقم: 21،40،68.ولم يتكرر هذا التكرار في أي سورة أخرى تذكيرا لنا بخفي لطف الله وعجيب أقداره.

(كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء)
إذا جاهدت نفسك بالانصراف عن السوء والفحشاء فترة من الزمن، كافأك الله وأمر السوء والفحشاء أن ينصرفا عنك.

(كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء):
أمام أعاصير الفتن إياك أن تركن لسابق صلاحك وشهرة عبادتك، فلا عاصم إلا الله، فاستغث به، وسله النجاة.

43260364_704997203186902_236304545383605

رأى النسوة جمال يوسف، فلم يشعرن بألم تقطيع أيديهن..فعندما ترى جمال خالق يوسف، ستنسى كل ألم،
ولذا كان من الدعاء النبوي: "وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك".

(ليسجننّ) بالنون المثقلة، (وليكونٓنْ) بالنون المخففة؛ لأن سجنه بيدها،
أما جعله صاغرا فليس إليها، فقد رفع الله شأنه فى العالمين، وجعل له سورة باسمه في كتابه إلى يوم الدين.

(ربِّ السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه):
يفضّل الصالحون بذل حريتهم على أن يمسَّ أحدٌ دينهم.

(السجن أحب إلي !) ..
هكذا تنقلب الموازين إذا نزل الإيمان قلوب المؤمنين.السجن أحب إلي مما (يدعونني إليه):ولم يقل: الزنا، فالمؤمن كامل العفاف حتى في لسانه.

(رب السجن أحب إلي):
عندما تكون المساومة على الدين قد يكون السجن خيارَ المؤمنين.

(رب السجن أحب إلي): هذا مقام الصبر(وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن):
هذا مقام الاستغاثة الأعمال القلبية هي زاد الأعمال البدنية، ولولاها ما ثبت يوسف.

(قال رب السجن أحبُ إليّ مما يدعونني إليه):
قد يكون السجن ثمن إجرام ، لكن أحيانا يكون ثمن ثبات على مبدأ وضريبة الإيمان.

﴿وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن﴾
قد يخونك قلبك في مواجهة الفتن والمغريات، فسَل الذي يملك قلبك أن يلهمك الثبات.

(فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن)
لم يقل : فأدخله السجن!
لا تنظر إلى ظلمة المحنة وما أصاب دنياك، بل انظر إلى الخير الذي وراءها وما أفاد دينك.

43260364_704997203186902_236304545383605

(إنا نراك من المحسنين):
رياح المحسنين تفضحهم مهما استتروا،
وصدق القائل: (ما أسرَّ عبدٌ سريرة إلا أظهرها الله على قسمات وجهه وفلتات لسانه).
من داخل السجن قدَّم يوسف نصائحه المشفقة إلى مجتمعه الذي سكت عن إلقائه في السجن ظلما. . حين تعبر أرواح العظماء أ نهار الضغينة.

(ذلك من فضل الله علينا):
قالها يوسف بعد أن سُجِن ظلما في ديار الغربة، فمهما تكن آلامك؛ فهناك دوما من نعم الله ما يمكنك التسلي به والتحدث عنه.

( ياصاحبي السجن ءأرباب متفرقون خيرٌ أم الله الواحد القهار )
نفوس المصلحين لا تتوقف عن حمل هَمِّ الدعوة حتى في ظلمات السجن ومن وراء القضبان!

(ياصاحبي السجن):
يا كل داعية:حافظ على قواسمَ مشتركةٍ مع الجميع، فهو أدعى لأن يُستَمَع إليك.

من سنن الله في خلقه:
لمَّا طلب آدم الخلود في الجنة من جانب الشجرة عوقب بالخروج منها، ولمَّا طلب يوسف الخروج من السجن من جهة صاحب الرؤيا، لبث في السجن بضع سنين.. لا تعلِّق قلبك بغير الله.

(اذكرني عند ربك):
هب أن الساقي ذكر يوسف عند الملك، كان يوسف سيرجع خادما في القصر، لكن تأخره بضع سنين أخرجه عزيزا لمصر.. بعض التأخير فيه ألطاف خفية.

(يوسف أيها الصدِّيق أفتنا):
الكريم لا يعلِّق لوحةً فيها ذكر شهاداته وإنجازاته، بل أفعاله تتكلم عنه.نسيه في السجن بضع سنين، ثم عاد يستفتيه في رؤيا الملك، فأفتاه دون كلمة عتاب! أي نفوس هذه!

[ ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس ]
الفرج يأتي بعد بلوغ الشدة منتهاها، فمهما اشتد انغلاق الأبواب ستتسلل إليك رحمات الوهاب.

﴿ قُلْنَ حَاشَ لِلهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ ﴾
حُسن سيرتك أفضل من يدافع عنك في غيابك. 

(الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه) :
لابد لبراءة المظلوم أن تظهر يوما، فقط الصبر الصبر!

(أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين):
دليل على أن الصدق فيه النجاة وإن رأيت فيه الهلاك.

Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
 
 
ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: ââزÙرةââ

  الجزء الثالث عشر
 
﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي﴾ [يوسف: 53]: هذا من قول امرأة العزيز.
قال ابن تيمية: «إنما يناسب حال امرأة العزيز لا يناسب حال يوسف، فإضافة الذنوب إلى يوسف في هذه القضية فرية على الكتاب والرسول، وفيه تحريف للكلم عن مواضعه، وفيه الاغتياب لنبي كريم، وقول الباطل فيه بلا دليل، ونسبته إلى ما نزَّهَه الله منه».

 ﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ﴾ [يوسف: 56]:
وما أحسن قول البحتري يواسي المسجونين ظلما:أما في رسول الله يوسف أسوة .. لمثلك محبوسا على الجَوْر والإِفك أقام جميل الصبر في السِّجن برهة .. فآل به الصبر الجميل إلى المُلْكِ

﴿ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ﴾ [يوسف: 59]: إتقان التخفي!
نكَّر يوسف الإشارة إلى أخيهم، فقال:﴿ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ﴾، فلم يقل: (ائتوني بأخيكم)؛ لأن التعريف يفيد سابق المعرفة، بخلاف التنكير، ولو فعل، لأثار الشكوك في نفوسهم، ولن يستبعدوا حينها أنه يوسف أخوهم. 

 ﴿ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ﴾ [يوسف: 59]: لماذا لم يطلب يوسف الإتيان بأبيه يعقوب؟!
قال أبو حيان: «وظاهر كل ما فعله يوسف عليه السلام معهم أنه بوحي، وإلا فإنه كان مقتضى البر أن يبادر إلى أبيه ويستدعيه، لكن الله تعالى أراد تكميل أجر يعقوب ومحنته، ولتتفسر الرؤيا الأولى».

. ﴿سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ﴾[يوسف: 61]:
ولم يقولوا أبانا، إشارة إلى الحاجز النفسي الذي بينهم وبين أخيهم لأبيهم، فاستعمال ضمير المفرد الغائب بدلا من ضمير جماعة المتكلمين معبِّر عن نار حقدهم التي لم تنطفئ. 

 ﴿حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ﴾ [يوسف: 66]: ما هذا الموثق؟!
هو يمين الله وعهده، فطلب منهم أبوهم أن يجعلوا الله شاهدا عليهم، بأن يقولوا مثلا: لك منا ميثاق الله أو عهد الله، وقد جعله موثقا، لأنه تُوثَّق به العهود وتؤكَّد.

ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: ââââزÙرةâØ ÙâÙباتââ ÙâطبÙعةâââ

 ﴿جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾ [يوسف: 70]: كيف جاز ليوسف أن يروِّع أخاه بنيامين بغير وجه حق؟!
والجواب: كان هذا بالاتفاق معه.
قال ابن كثير: «وتواطأ معه أنه سيحتال على أن يبقيه عنده معزَّزا مكرَّما معظَّما».

. ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾[يوسف: 76]:
معناه أن كل عالم هناك مَنْ هو أعلم منه، فيوسف عليه السلام أعلم من إخوته، وفوق يوسف الأعلم منه، وهكذا حتى ينتهي الأمر إلى الله عز وجل.

. ﴿قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ﴾ [يوسف: 77]: قولهم: ﴿أَخٌ لَهُ﴾ إصرار منهم على اعتبار يوسف وأخيه جبهة مستقلة عنهم، فزعَموا أن السرقة ليست غريبة على بنيامين، فإن أخاه الذي هلك كان أيضا سارقا! وهما ضالعان في السرقة لأنهما من أم أخرى غير أمِّنا، وقد اقتدى الأخ بأخيه، ولاشك أن الاشتراك في الأنساب يؤدي إلى الاشتراك في الأخلاق! 

. ﴿قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ﴾ [يوسف: 77]:
من الكلام ما هو أشد وقعا على المرء من الحسام!

. ﴿قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ﴾ [يوسف: 77]:
رمتني بدائها وانسلَّت! كذبة جديدة يفترونها على يوسف، فينعتونه بالكذب وهم الكاذبون، وكأنهم لم يكذبوا من قبل على أبيهم في شأن يوسف مع الذئب. نفوس عجيبة!

ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: ââââزÙرةâØ ÙâÙباتââ ÙâطبÙعةâââ

. ﴿قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ ﴾[يوسف: 77]: غالبا ما تأتي كلمة: ﴿تَصِفُونَ﴾ في القرآن للتعبير عن الكذِب، كقوله تعالى: ﴿سبحانه وتعالى عما يصِفون﴾، فيوسف أسرَّ في نفسه هذا القول:
الله يعلم كذب اتهامكم لي بالسرقة، وأني وأخي برءاء مما تدَّعون.

. ﴿قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ﴾ [يوسف: 79]:
ما يفعله بعض الظلمة من إلقاء القبض على بعض أقارب المتهم حتى يسلِّم نفسه هو عدوان لا يقره شرع ولا عرف.

. ﴿وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ ﴾ [يوسف: 81]: اتفق العلماء على أن القاضي يحكم بالظاهر والله يتولى السرائر، لذا يستند الحكم على البيِّنة وشهادة الشهود وغيرها من أحكام الظاهر، ولو كان الباطن والحقيقة على خلاف ذلك. 

. ﴿وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا﴾ [يوسف: 81]:
آفة الأخبار رواتها، فلا تنقل إلا ما رأيتَ وتأكدت من صحته، وأكثر الناس يحدِّث بما فهم لا بما سمع أو رأى، وفارق شاسع بين الأمرين.

. ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾ [يوسف: 83]: كيف اجتمعت مرارة الصبر مع الجمال؟!
والجواب: ليس هذا حاصلا إلا في نفوس الموقنين، فإن حلاوة الأجر لديهم طغَت على مرارة الصبر.

 ﴿قال إنما أشكو بثِّي وحزني إلى الله﴾ [يوسف: 86]:
قال ابن تيمية: «أعظم ما يكون العبد قدرا وحرمة عند الخلق: إذا لم يحتج إليهم بوجه من الوجوه، ومتى احتجت إليهم - ولو في شربة ماء - نقص قدرك عندهم بقدر حاجتك إليهم».

 
 
26167955_532286967124594_3096789753306674093_n.jpg?_nc_cat=105&_nc_ht=scontent.faly2-1.fna&oh=84e374adfb0f00ffc66232ac5de6af95&oe=5C49E19C
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: 88]:
ما أبأس الحال التي وصل إليها إخوة يوسف!
وصفوا بضاعتهم بأنها مزجاة، ومعنى المزجاة على خمسة أقوال: قليلة أو رديئة أو كاسدة أو رثَّة أو ناقصة، والبضاعة المزجاة من مظاهر الضُّر الذي نزل بهم، وقدَّموا هذا الوصف لترقيق القلوب بين يدي طلبهم للطعام.


. ﴿قالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ﴾[يوسف: 91]:
هنا كانت بداية الإفاقة لهم جميعا!
وقد جمعوا بهذا القسَم بين فضيلتين:
الإقرار ليوسف بالفضل، والاعتراف بالخطأ.


. ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ﴾[يوسف: 111]:
لن تعيش مئات الأعوام، لكنك تستطيع الحصول على خبرة مئات الأعوام، وذلك بالنظر في قصص السابقين وتجارب الماضين،
وصدق الشاعر:. ليس بإنسانٍ ولا عاقل .. من لا يعي التاريخ في صدره


. ﴿المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ﴾[الرعد: 1]:
أخبر عن االقرآن بأنه الحق بصيغة القصر، أي هو الحق لا غيره، فلا اعتداد بغيره من الكلام إذا تعارض معه.
ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: ââââزÙرةâØ ÙâÙباتââ ÙâطبÙعةâââ

. ﴿وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾[الرعد: 3]:
آيات الله مبثوثة حولك في كل مكان، لكن دون التفكر لن تصل إلى كنزها المخبوء وثمرتها الجنية. قال أبو الدرداء: تَفَكُّر ساعة خير من قيام ليلة.


. ﴿وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ﴾[الرعد: 4]:
الصنو: النخلة المجتمعة مع نخلة أخرى، نابتتين في أصل واحد أو نخلات، الواحد صنو، والمثنى صنوان.

. ﴿يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ﴾[الرعد: 4]:
ماء واحد وتربة واحدة، وطعوم مختلفة، ومذاقات متنوعة، ليس واحد منها يشبه الآخر.

. ﴿ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ﴾[الرعد: 10]:
قال ابن عباس: «هو صاحب ريبة (إثم) مستخف بالليل، وإذا خرج بالنهار أرى الناس أنه بريء من الإثم».

. ﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا﴾[الرعد: 12]:
البرق صديق المؤمن، أهداه لكل مؤمن هديتين،
الأولى: بذر الخوف من الله في قلبه، والثانية: تبشيره بالمطر.

ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: ââââزÙرةâØ ÙâÙباتââ ÙâطبÙعةâââ


. ﴿وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ﴾[الرعد: 12]:
هي المثقلة بالماء. لا تستبطئ الفرَج؛ فإن العرب تقول: أبطأُ الدلاء فيضا أملؤها، وأثقل السحاب مشيا أَحفلُها (أي بالمطر).

. ﴿إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ﴾[الرعد: 14]:
كل من دعا غير الله في دفع ضر أو جلب منفعة، فهو كالقابض على الماء، لا يبقى في كفه منه شيء.

﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ﴾[الرعد: 16]:
قال مجاهد: «أما الأعمى والبصير فالكافر والمؤمن، وأما الظلمات والنور فالهدى والضلال».


. ﴿أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ﴾[الرعد: 16]:
الاستفهام هنا للتهكم والتغليط. فالمعنى: لو جعلوا لله شركاء يخلقون كما يخلق الله لكانت لهم شبهة في الاغترار بهم واتخاذهم آلهة، أما اليوم فلا عذر لهم في عبادتهم.

الحسنى هي المنفعة العظيمة في الحُسْن، وهي المنفعة الخالصة عن شوائب المضرة، والدائمة الخالية عن الانقطاع، المقرونة بالتعظيم والإجلال،
وهذه لا تكون إلا في الجنة. قال ابن عباس في هذه الآية: الحُسْنى: الجنة.
. ﴿لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى﴾[الرعد: 18]: على قدر استجابتك لأمر الله، يكون حسن جزائك ومثوبتك، فاستشرف مُلكَك المستقبلي.

. ﴿أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ﴾[الرعد: 18]:
قال إبراهيم النخعي: «سوء الحساب أن يُحاسَبَ الرجل بذنبه كله لا يغفر له من شيء».

. ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾[الرعد: 19]:
كل من لا يرى الحق في الوحي، فهو مسلوب العقل.

. ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾[الرعد: 19]:
إِذا لم يَكُنْ للمرء عَيْنٌ بَصِيرَةٌ ... فلا غَرْوَ أن يرتاب والصُّبح مُسْفِر


. ﴿الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ﴾[الرعد: 20]:
﴿ولا ينقضون الميثاق﴾ تعميم بعد تخصيص، لتشمل عهودهم مع الله ومع غيره من عباده.


. ﴿وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾[الرعد: 25]:
قال قتادة: فقطَع والله ما أمر الله به أن يوصل بقطيعة الرحم والقرابة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
﴿وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾[الرعد: 25]:
اللعنة من الله هي الإبعاد من خيري الدنيا والآخرة إلى ضدهما من عذاب ونقمة، وسوء الدار هي جهنم، وليس فيها إلا ما يسوء داخلها.

. ﴿وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾[الرعد: 26]:
ليس بالضرورة أن ما أفرحك في الدنيا يسعدك في الآخرة

. ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ﴾[الرعد: 27]:
إن الله يضل من يشاء ممن كان على صفتكم من التصميم وشدة البأس في الكفر، فلا سبيل إلى اهتدائهم، وإن أنزل الله عليهم كل آية، ويهدي الله إليه مَنْ كان على خلاف صفتكم، ممن أقبل على الحق.

. ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ﴾[الرعد: 28]:
هجرك الذكر هو ما جعل قلبك مرتعا للقلق والهموم؛ وإقبالك على الذكر هو دواؤك، وفيه شفاؤك.

. ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ﴾[الرعد: 29]:
طابت في الدنيا أوقاتهم، فطاب في الجنة مقامهم، فطوبى لهم في الحال، وحسن مآب في المآل.

. ﴿طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ﴾[الرعد: 29]:
طوبى لمن قال له الله: طوبى.

. ﴿وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ ﴾[الرعد: 30]:
يكفرون بالذي وسعت رحمته كل شيء، ومن رحمته إنزال الوحي الذي هو سبب المنافع الدينية والدنيوية.
ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: ââââزÙرةâØ ÙâÙباتââ ÙâطبÙعةâââ

. ﴿وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ ﴾[الرعد: 30]:
كانوا يتجافون هذا الاسم الكريم، لذا خصَّه الله بالذكر هنا، ولذا لم يرضوا يوم الحديبية أن يكتبوا: (بسم الله الرحمن الرحيم)، وقالوا: ما ندري ما الرحمن الرحيم؟! 

. ﴿وَإِلَيْهِ مَتَابِ﴾[الرعد: 30]:
المتاب: أي التوبة، والمتاب يتضمن معنى الرجوع إلى ما أمر الله به، لذا استعمل معه حرف: ﴿إِلَيه﴾.

. ﴿وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ﴾[الرعد: 31]:
ما أبرد وقع هذه التسلية على القلب! تسلية بما جرى في الماضي للأنبياء من استهزاء، فلست الأوحد في هذا الميدان، وأبشِر بسوء عاقبة المستهزئين في كل العصور والأزمان.

. ﴿لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ﴾[الرعد: 34]:
أشد الناس بؤسا من فقد الراحة في الدارين.

. ﴿أُكُلُهَا دَائِمٌ ﴾[الرعد: 35]:
إذا نزع الرجل ثمرة من الجنة عادت مكانها أخرى.

. ﴿أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا﴾[الرعد: 35]:
دوام الظل كناية عن التفاف الأشجار بحيث لا يوجد بينها فراغ تنفذ منه الشمس، كما قال في سورة النبأ: ﴿وجنات ألفافا﴾ [سورة النبأ: 16].
ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: ââââزÙرةâØ ÙâÙباتââ ÙâطبÙعةâââ
. ﴿يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ﴾[الرعد: 39]:
من آثار المحو محو الوعيد بأن يلهم المذنبين بالتوبة، ومن مشيئة التثبيت أن يصرف قلوب قوم عن التوبة.

 ﴿وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ﴾[الرعد: 40]:
هلاك أعداء الدين قد يراه النبي ﷺ، وقد يؤخرهم الله إلى الآخرة حيث العذاب الأشد.
 
﴿يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ﴾[الرعد: 42]:
هذا سبب من أسباب أن مكر الله أشد من مكر كل نفس: أنه يعلم ما تكسب كل نفس، ما ظهر منه وما بطن، فلا يفوته شيء مما تضمره نفوس الماكرين، لذا يبطل كيدهم، بعكس البشر، فقد تجد منهم القوي الشديد، لكنه لا يعلم الغيب، لذا قد يغلبه الضعيف بحيلته.
 
﴿يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ﴾[الرعد: 42]:
ما الذي يترتب على علم الله؟
يعلم ما تكسب كل نفس، ويجازي كل نفس بما كسبت.
 
﴿وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ﴾[الرعد: 42]:
علم لا ينفع، لأنه في الوقت الضائع.
.
﴿قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾[الرعد: 43]:
قال ابن كثير: «﴿وَمَنْ عِنْدَهُ﴾ اسم جنس يشمل علماء أهل الكتاب الذين يجدون صفة محمد ﷺ ونعته في كتبهم المتقدمة، من بشارات الأنبياء به».

. ﴿ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ﴾[إبراهيم: 14]:
خير ما يمنع العبد من الظلم اليوم: خوفه من مقامه غدا بين يدي الله.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
 ﴿وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ﴾[إبراهيم: 15]:
استفتح الكفار أي طلبوا واستعجلوا فتح الله وفرقانه بين أوليائه وأعدائه، فليس عجيبا ما نراه اليوم من ظن أهل الباطل أنهم على الحق!

. ﴿وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ﴾[إبراهيم: 15]:
لم يقل: وخاب الذين كفروا، كما هو مقتضى السياق، للتنبيه على أن الذين كفروا كانوا جبابرة معاندين للحق، وأن كل من كان كذلك، فلا بد أن تكون له نفس العاقبة: الخيبة والخسران.

. ﴿تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ﴾[إبراهيم: 23]:
هذه تحية الملائكة لهم، وهي كذلك تحية بعضهم لبعض: ﴿دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام﴾

. ﴿تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ﴾[إبراهيم: 23]:
سلِم أهل الجنة من آفات الدنيا الحسية، فلا مرض ولا أوجاع.ومن آفاتها المعنوية، فلا هموم ولا غموم، ولا شك أن السلامة من هذه الآفات من أعظم نعيم الجنات،
لا سيما إذا حصل بعد الخلاص منها الفوز بالملذات المادية والروحية في دار والسعادة الأبدية.

(قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلالٌ)
أعظم ما يحض الناس على إقام الصلاة والإنفاق في سبيل الله تذكير هم باليوم الذي تستحيل فيه الطاعات، ولا يمكن استدراك ما فات.

. ﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ﴾[إبراهيم: 32]:
كيف تطفو السفن ولا تغرق رغم أنها مصنوعة من معادن كثافتها أعلى من كثافة ماء البحر، ورغم حجمها الضخم؟ بينما تغرق إبرة من الحديد؟
والجواب: سخر الله البحار وفق قانون ثابت عرفه الإنسان وفق تسخير الله له. 

 ﴿وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ﴾[إبراهيم: 34]:
﴿ مِّن كُلِّ ﴾ كل ما يفصلك عن فضل الله: دعوة صادقة من قلبٍ يُحسِن الظن بالله.

ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: ââââزÙرةâØ ÙâÙباتââ ÙâطبÙعةâââ

. ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾[إبراهيم: 34]:
قال الحسن البصري: «إن فيها لمعتبرا، ما نرفع طرفا ولا نرده إلا وقع على نعمة، وما لا نعلمه من نعم الله أكثر». 

. ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾[إبراهيم: 34]:
ما يدفع الله عن العبد من البلايا والمنايا لا حصر له، وهذا من نعم الله المنسية، فإن الدفع من نعم الله الخفية كما أن النَّفع من نعمه الظاهرة.

. ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ﴾[إبراهيم: 35]:
خاف خليل الرحمن من الكفر بعد الإسلام،
فكيف لا يخاف غيره؟!

. ﴿وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[إبراهيم: 36]:
رحمة الأنبياء!
ولم يقل: فإنك عزيز حكيم، لأن المقام مقام استعطاف، أي إن تغفر له وترحمه، توفِّقْه للرجوع من الشرك إلى التوحيد،
كما قال النبي ﷺ: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون».

. ﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾[إبراهيم: 37]:ق
ال القرطبي: «خصَّها من جملة الدين لفضلها فيه، ومكانها منه، وهي عهد الله عند العباد».
ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: ââââزÙرةâØ ÙâÙباتââ ÙâطبÙعةâââ

. ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾[إبراهيم: 37]:
رحلة الحج والعمرة رحلة قلوب لا أبدان.

. ﴿أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾[إبراهيم: 37]:
البيت الحرام مغناطيس يجذب قلوب المشتاقين

. ﴿وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ﴾[إبراهيم: 45]:
رؤية مصارع الظالمين ومعاينة مساكنهم بمثابة جرعة مناعية ضد السقوط في هاوية الظلم.

. ﴿إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾[إبراهيم: 51]:
احذروه!
قال البقاعي:«ولما كان أسرع الناس حسابًا أعلمهم بفنونه خطأ وصوابًا، فكان التقدير: فالله عالم بخفي أعمالهم وجَلِيِّها، وتمييز جيدها من رديئها، فهو يجازيهم على حسب ذلك».

. ﴿إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾[إبراهيم: 51]:
قال ابن عطية: «قيل لعلي كيف يحاسب الله العباد في يوم؟
فقال: كما يرزقهم في يوم».

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
[ وما أبرئ نفسي ]
أعلى درجات الصدق، أن تبدأ بإلقاء اللائمة على نفسك قبل أن تتهم غيرك.

. (فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين)..
الدعاة المصلِحون شخصيات مخلصة ومبهرة ومقنعة، لذا يحرص المفسدون في كل عصر على الحيلولة بينهم وبين الوصول لصُنّاع القرار.

. الابتلاء أول درجة في سُلَّم التمكين ،
لذا قال الله بعد ذكر إلقاء يوسف في الجب وبيعه بثمن بخس:
(وكذلك مكَّنا ليوسف).

. (فأرسل معنا أخانا) ( إن ابنك سرق )
عندما كانت لهم مصلحة قالوا: ( أخانا )، وعندما انتهت قالوا: ( ابنك )، فتغيرت لغة الخطاب بتغير المصلحة!

. قال يعقوب: (وأخاف أن يأكله الذئب) فغاب عنه ابنه، ولما قال: (فالله خير حافظا) عاد إليه..
احذر كلماتك وراقب ألفاظك!

. (وما أغني عنكم من الله من شيء):
أعلن عجزك أمام أولادك حتى يتعلقوا بالله وحده، ولا يعتمدوا في كل شيء عليك.
ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: ââââزÙرةâØ ÙâÙباتââ ÙâطبÙعةâââ

. (إني أنا أخوك فلا تبتئس):
وجود الأخ يذهب البؤس ويعين على نوائب الدهر ويبرد حرارة القلب .. من فوائد الأخوة. 

. [ كذلك كدنا ليوسف ]
عندما يكيد لك الخلق بغير الحق ، فانتظر كيد الله بهم،
فالجزاء من جنس العمل.

. (كذلك كدنا ليوسف):
صبر على كيد إخوته، فكاد الله له.

. ﴿ قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم ﴾
أحيانا يكون الصمت أبلغ من كثير من الكلام.

. (فأسرها يوسف في نفسه)،
فكما قيل: صدرو الأحرار قبور الأسرار.

. ( فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم):
رحم الله امرءًا كتم سرًا، وتنازل عن حق؛ ليؤلِّف القلوب وينزع الأضغان.

. (فأسرها يوسف في نفسه):
احمل الكلمات الموجعة، وضعها تحت ثرى الذاكرة، وادفنها في قبر النسيان.
ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: ââââزÙرةâØ ÙâÙباتââ ÙâطبÙعةâââ

. (فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم!)
ليست الصراحة ممدوحة على الدوام، فالمداراة مطلوبة أحيانا تأليفا للقلوب أو اتقاء للشرور.

. التغافل من أخلاق العظماء، وتدبَّر: (فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُم)

. (وابيضت عيناه من الحزن):
ابيضت عينا يعقوب ولم تبيض عينا يوسف،
فهل عرفت الفارق بيني وبينك يا بني!

. [ قال إنما اشكو بثي وحزني الى الله ]
بعض أوجاعك لايفهمها البشر، وليس بمقدور أحد منها تخفيفها.

. ( قال إنما أشكو بثِّي وحزني إلى الله )
لاتبث شكواك ، إلا للقادر على كشف بلواك!!

. الأولياء يلتمسون الفرج عند اشتداد الابتلاء،
فشيخ كبير يوصي أبناءه بعد أن كفّ بصره من الحزن على أبنائه الثلاثة:
(ولاتيأسوا من روح الله}

. ﴿ فأوفِ لنا الكيل وتصدق علينا ﴾
قال ابن الجوزي: مـن تـأمّل ذلَّ إخوة يـوسف ؛ عـرف شؤم الزلل!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
 (وَتِلْكَ الايام نُدَاوِلُهَا بَيْنَ الناس)
الأيدي التي ألقت يوسف في الجب هي نفس الأيدي التي امتدت إليه تسأله: ﴿وتصدَّقْ علينا﴾

. الكريم لا يُكثر عتاب من يحب بل يعذره:
﴿ قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم (جاهلون) ﴾؛
فنسب محاولة قتلهم له إلى الجهل!

. خلاصة (أحسن القصص: سورة يوسف)
وأهم دروسها في عشر كلمات:
(إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين).

. (إنه من يتق ويصبر)
تعليل لجملة (منَّ الله علينا)، فبسبب التقوى والصبر منَّ الله عليهم.

. على الواعظ أن يغتنم الفرصة لإلقاء الموعظة، وهي عند تأثر السامع وانفعاله كما فعل ذلك يوسف حين قال:
(إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)

. [ قال لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم ]
من أتاك نادما معتذرا ، فلا تكثر عليه اللوم، يكفيه ما به من ندم.

. ﴿ قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم﴾
النفوس الكبيرة تتسامى على الجراح، وتتناسى الآلام، وتغفر زلات الكرام.

. ﴿ إني لأجدُ ريح يوسف ﴾
لم يقل: أشم أو أحس دلالة على يقينه وثقته، فللفرج رائحة لا يجدها إلا المتفائلون.
ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: ââââزÙرةâØ ÙâÙباتââ ÙâطبÙعةâââ

. (إن ربي لطيف لما يشاء):
لا يلمح لطفه إلا من نظر في حكمته، وأيقن أن قضاءه كله خير.

. (من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي)
وصف محاولات قتلههم له بأنها نزغات شيطان! نفوس كبيرة.

. (تَوفَني مُسلِماً و أَلْحقني بالصّالحين )
هـذه أسمى أمنيات الأنبياء، ومع هذا لا تخطر ببال كثير من الخلق!

. (توفني مسلما وألحقني بالصالحين)
دعوة يوسف عليه السلام بعد أن تربع عرش مصر وملك خزائنها، دلالة على الزهد في الملك، والشوق إلى لقاء الرب، وإيثار الآخرة.

. ﴿حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كُذبوا جاءهم نصرنا﴾
لا يوجد أداة عطف بين (كُذِّبوا) و (جاءهم) إشارة إلىنزول النصر فورا ، وبلا تريث أو تأخير.

. ﴿يدبر اﻷمر﴾:
أي أمر، مهما كان عظيما أو حقيرا، سيدبره الله، ويسخِّر لك مِنْ مخلوقاته من يقضي حاجتك، ويفتح لك اﻷبواب المغلقة.

. ﴿ وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ﴾:
قال ابن عباس: أرجى آية في القرآن، قول الله (وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم).

. (وكل شيء عنده بمقدار):
خطوات حياتك مرسومة بأدق مما تتصور، ولحكمة بالغة لا يبصرها إلا أصحاب البصائر لا الأبصار.
ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: ââââزÙرةâØ ÙâÙباتââ ÙâطبÙعةâââ

. (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ):
علت المغفرة على الظُّلم، فالظلم يتطلب العقاب، ولكن رحمة الله لم تُعامِل الظالم بما يستحق، لأن رحمتة سبقتْ غضبه.

. {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ }:
قال ابن كثير: قرن هذا الحكم بأنه شديد العقاب، ليعتدل الرجاء والخوف.
. (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه): أنت في موكب حفظ إلهي وحراسة ملائكية خاصة، فلا تقلق!

. (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه):
قال الألوسي: فوائد الحفظة للأعمال أن العبد إذا علم أن الملائكة عليهم السلام يحضرونه ويحصون عليه أعماله، كان أقرب إلى الحذر عن ارتكاب المعاصي،
كمن يكون بين يدي أناس أجِلّاء من خُدّام الملك، مُوَكَّلين عليه، فإنه لا يكاد يحاول معصيةً بينهم.

 ﴿ إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾:
كلنا يشكو أحوال الأمة، وينسى أنه إنما من أسباب الغُمَّة، فلو تغير لتغيرنا.

. قال ابن الجوزي: ومتى رأيت تكديرًا في حال، فاذكر نعمة ما شكرت، أو زلة قد فُعِلت،
قد قال الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ).

. (ويسبح الرعدبحمده):
نظام كوني بأكمله يسبِّح الله،فكن جزءا من هذا النظام. كان عبد الله بن الزبير إذا سمع صوت الرعد ترك الحديث:
وقال: (سبحان من يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته).

. (وظلالهم بالغدو والآصال):
ظلال ساجدة، وأجساد جاحدة قال مجاهد: «ظل المؤمن يسجد طوعا وهو طائع، وظل الكافر يسجد طوعا وهو كارِه»..

. العمل الصالح هو الذي يبقى أثره في الأرض ما دام نفعه للناس باقيا:
(وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض)

. اصنع في حياتك ما ينفع الناس بعد موتك:
(وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض). 

. (فأما الزبد فيذهب جفاء):
ولو انخدعت به الجماهير، وانجرفت معه زمنا طويلا، سيبقى الزبد عند الله زبدا. 

. (أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ مَاءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً):
قال القرطبي: ضرب مثلا للحق والباطل، فشبَّه الكفر بالزبد الذي يعلو الماء، فإنه يضمحل ويعلق بجنبات الأودية، وتدفعه الرياح، فكذلك يذهب الكفر ويضمحل.

ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: ââââزÙرةâØ ÙâÙباتââ ÙâطبÙعةâââ

. {وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ}:
أبشِروا: قال ابن كثير: يجمع بينهم وبين أحبابهم فيها من الآباء والأهلين والأبناء، ممن هو صالح لدخول الجنة من المؤمنين؛ لتقر أعينهم بهم،
حتى إنه ترفع درجة الأدنى إلى درجة الأعلى، من غير تنقيص لذلك الأعلى عن درجته، بل امتنانا من الله وإحسانا.

. ‏﴿جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم﴾:
هو اللقاء الذي لا فراق بعده، ونهر الحب الذي لا ارتواء منه، وإلقاء أوجاع الفراق إلى غير رجعة.

 ‏﴿ ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم﴾:
تأمل هذه الإيماءة اللطيفة إلى شرط الصلاح عند اختيار الزوج، وكيف أن بركة هذا الاختيار تمتد إلى جنات الخلود.

. (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب):
كناية عن كثرة دخول الملائكة عليهم بحيث لا يخلو باب من أبواب قصورهم لا تدخل منه ملائكة، فهو دخولٌ من أماكن كثيرة، ومتكرر كذلك في أزمان كثيرة، وكثرة الأبواب دليل على كثرة الملائكة، فما دخلوا من كل باب إلا لأن كل باب مشغول بطائفة من الملائكة، مما يضاعف سرور المؤمنين.

. ( والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم):
الأعمال كلها لابد أن تكون خالصة لوجه الله حتى الصبر، فبعض الصبر يكون لمجرد ألا يُشمِت الأعداء، ، وبعض التجلد حتى يُقال شجاع.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
 ﴿سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فنعم عُقبَى الدّارِ﴾ :
اذكروا أن هذا التكريم لم تكونوا لتنالوه لولا صبركم، فاعرفوا قيمة البلاء إن صاحبه الصبر.

. ﴿ أَلاَ بذكر الله تَطْمَئنُّ القلوب﴾:
قلب بلا ذكر هو قلب خائف مضطرب حزين تائه.

. ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )
وَالذِّكرُ فيه حياةٌ للْقُلُوب كما ... تَحْيا البلاد إذا ما جاءها المطَرُ

. ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )
قال ابن عون: ذِكْرُ الناسِ داءٌ، وذكْرُ الله دواءٌ. قال الذهبي معلِّقا: إي والله، فالعجبُ منا ومن جهلنا كيف ندعُ الدواء ونقتحمُ الداء؟!

. عندما يعترضك أمر فيضطرب قلبك حتى ينخلع؛ فانتبه إلى سلاح الذي أمدك به من خلقك، واستعمله في الحال:
(ألا بذكر الله تطمئن القلوب)

. (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت):
قال ابن جزي: أي حفيظ رقيب على عمل كل أحد، والخبر محذوف تقديره: أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت أحق أن يعبد أم غيره؟
ويدل على ذلك قوله: (وجعلوا لله شركاء قُلْ سَمُّوهُمْ)
ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: ââââزÙرةâØ ÙâÙباتââ ÙâطبÙعةâââ

. (أو تحُل قريبا من دارهم)
حلول الكوارث قريبا من بلادنا إنذار رباني لإصلاح قلوبنا وأحوالنا.

 ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها﴾:
والخطاب لمشركي مكة، ومن كان على شاكلتهم في الكفر والضلال في كل زمان، والمراد بالأرض هنا: أرض الكفار والظالمين، سينقصها الله بانتشار الإسلام، فالآية بشارة للمؤمنين، وإنذارٌ للكافرين.

. ﴿الله الذي له مافي السماوات وما في الارض﴾:
فكيف تقف على باب غيره؟!
وتلتمس النجدة من فقير مثلك؟! 

. ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ﴾:
تعرفوا على لغة الشباب اليوم أيها الدعاة، فجيل اليوم غير أجيالكم، وإلا لم يقع البيان فوقعوا في حبائل الشيطان.

. ﴿وذكرهم بأيام الله ﴾:
ليس المقصود أيام الأسبوع بل المقصود تذكيرهم بالنعم والنقم التي حلت بالأمم السابقة كي تكون لهم عبرة.

. ﴿وذكرهم بأيام الله﴾:
التاريح دورات مكرورة، فمن عرف الماضي فهم الحاضر والمستقبل.

 ﴿ويستحيون نساءكم ﴾:
ليس من الحياء؛ بل من الحياة؛ أي يتركونهن على قيد الحياة ولا يقتلونهن كقتلهم الصبيان.

. ﴿لئن شكرتم لأزيدنكم ﴾
يشمل شكر النعم الدنيوية والأخروية، فيدخل فيه شكر الطاعات، فمن شكر الله على الطاعات زاده الله أعمالاً صالحات.

. أي نعمة تخشى عليها أن تفقدها أحدث لها شكرا، وأبشر بوعد الله: (لئن شكرتم لأزيدنّكم)..
أنفق من المال وسيزداد، ومن الصحة وستقوى.

ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: ââââزÙرةâØ ÙâÙباتââ ÙâطبÙعةâââ

. : ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم﴾:
ألا تعرف نعمة الله عليك إلا عند فقدها، وقد قيل: الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى.

. ﴿فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ﴾:
إما أنهم ردوا أيديهم في أفواه أنفسهم غيظا من الرسل كعض الأنامل من الغيظ، أو استهزاء وضحكا، كمن غلبه الضحك فوضع يده على فمه،
وإما أنهم ردوا أيديهم في أفواه الأنبياء تسكيتا لهم، وردا لقولهم، فاصبر أخي الداعية!

. ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم﴾:
الشكر يسمَّى الجالب والحافظ، لأنه جالب للنعم المفقودة، وحافظ للنعم الموجودة.

. ﴿ فاطر السماوات والأرض ﴾ :
قال ابن عباس: لم أكن أعرف معنى فاطر حتى تخاصم أعرابيان في بئر لأي منهما تعود، فقال أحدهما: أنا فطرتها أي بدأتها! 

. ﴿يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ﴾ :
إذا أخطأت في حق بشر، فيحرص على ألا يراك أو يقابلك، وأما الله فمع أنك كثير الخطأ في حقه إلا أنه يناديك ليغفر عنك.

. ﴿ وعلى الله فـليتوكل المؤمنون ﴾
كلما زاد الإيمان كان التوكل أكمل.

. ﴿وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾:
هل تعرف ما هو أكمل أنواع أنواع التوكل؟!
قال السعدي: واعلم أن الرسل عليهم الصلاة والسلام توكلهم في أعلى المطالب وأشرف المراتب، وهو التوكل على الله في إقامة دينه ونصره وهداية عبيده وإزالة الضلال عنهم، وهذا أكمل ما يكون من التوكل.

. ﴿لنخرجنكم من أرضنا﴾:
طرد الدعاة من بلادهم عادة قديمة جرت سابقا على الأنبياء والمرسلين، وتسري على أتباعهم من المؤمنين إلى يوم الدين.
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: ââزÙرةââ
 
﴿لنخرجنكم من (أرضنا)﴾:
يرى الطغاة أن الأرض ملكٌ لهم، وأنهم إنما يتفضلون على غيرهم بأن سمحوا لهم بالإقامة فيها.
 
. ﴿ويأتيه الموت من كل مكان﴾:
قال الضحاك: «يأتيه الموت من كل مكان وناحية، حتى من إبهام رجليه»، وهذا عذاب نفسي رهيب بالرعب يفوق العذاب الحسي.
 
 
. ﴿وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً ﴾:
كانوا يخفون فواحشهم ويظنون أنها تخفى على الله، فإذا كان يوم القيامة انكشفوا، وإنما ذكر بلفظ الماضي لتحقق وقوعه.
 
. ﴿إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا﴾:
أسوأ حماقة يرتكبها إنسان أن يتبع شخصا لا فكرة، وأفرادا لا منهجا.
 
﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ﴾:
لم خطب إبليس في أهل النار؟!
ليزيدهم حزنا إلى حزنهم، وحسرة إلى حسرتهم،
فهذه الخطبة جزء من عذاب أهل النار.
 
 
. ﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ﴾:
قال الألوسي: وحكى الله تعالى عنه ما سيقولهفي ذلك الوقت ليكون تنبيها للسامعين، وحثا لهم على النظر في عاقبتهم، والاستعداد لما لا بد منه،
وأن يتصوروا ذلك المقام الذي يقول فيه الشيطان ما يقول، فيخافوا ويعملوا ما ينفعهم هناك.
 
. الهداية كنز متوفر بين يديك اليوم، فاحرص عليه قبل أن يحال غدا بينك وبينه:
﴿قالوا لو هدانا الله لهديناكم﴾.
 
. الصبر اليوم على الطاعات أو عن المعاصي هو خيار من خياراتك، أما غدا فلن ينفعك صبر ولا جزع:
﴿سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص﴾.
 
ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: ââââزÙرةâØ ÙâÙباتââ ÙâطبÙعةâââ
 
. ﴿ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾:
كلماتك الطيبة ثمرتها مؤكدة ولو بعد حين، فلا تستعجل ثمرة دعوتك وأثر كلامك.
 
. الثبات على الحق في الدنيا علامة مبكِّرة على ثبات صاحبه في الآخرة، وتأمل:
﴿ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ﴾
 
 
. ﴿سخر لكم﴾ ﴿سخر لكم﴾ ﴿سخر لكم﴾
كل شيء مسخر لك يا ابن آدم، فأي كرامة هذه الكرامة، وهل يُقابل إكرام الرحمن بالعصيان والسير في ركاب الشيطان؟!
 
. ﴿وإن تعُدوا نعمة اللهِ لا تُحصُوها﴾:
إن عجزت عن إحصاء نعم الله،
فكيف تزعم أنك شكرتها؟!
 
. ﴿ وَآتَاكُم مِّن (كل) ما سألتموه﴾:
الإجابة أكيدة! قال ابن حجر: «كل داع يستجاب له لكن تتنوع، الإجابة فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بِعوَضه».
 
. ﴿وإن تَعدوا ( نعمة ) الله لا تُحصوها ﴾: سين: كيف نعُدُّ نعمة واحدة؟!
جيم: النعمة الواحدة مشتملة على آلاف النعم. قال ابن القيم: «ويكفي أن النَّفَس من أدنى نعمه التي لا يكادون يعدونها، وهو أربعة وعشرون ألف نفَس في كل يوم وليلة، فلله على العبد في النفس خاصة أربعة وعشرون ألف نعمة كل يوم وليلة، دع ما عدا ذلك من أصناف نِعَمِه على العبد».
 
. ﴿رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام﴾:
خاف خليل الرحمن من الكفر بعد الإسلام، وغيره لا يخاف؟!
 
. ( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي)
كم يداوي هذا الدعاء فينا من أدواء! تهاوننا وتثاقلنا وتكاسلنا وتأخيرنا للصلاة، وخاصة صلاة الفجر.
 
ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: ââââزÙرةâØ ÙâÙباتââ ÙâطبÙعةâââ
 
 
. ﴿الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء﴾:
ظل طيلة عمره يدعو ربه بالولد، ولم ييأس إلى أن زاره الفرج.
 
﴿ ربنا اغفر لي و لوالدي﴾
قال رسول:ﷺ: «إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول: أنى لي هذا؟
فيقال: باستغفار ولدك لك». صحيح الجامع رقم: 1617
 
 
. ﴿وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ﴾:
من باب التشبيه البليغ الذي حذفت فيه الأداة، والتقدير: وقلوبهم كالهواء في الخلو من الإدراك من شدة الهول.
 
. ﴿وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ﴾:
قارن بين تجبر الظلمة اليوم وقسوتهم على المؤمنين وبين شخوص أبصارهم فلا تطرف من الرعب يوم القيامة،
وخروج قلوبهم عن صدورهم حتى تبلغ الحناجر من شدة الهول والفزع.
 
 
. ﴿مقرنين في الأصفاد﴾:
جُمِعوا مع غيرهم في قيد وواحد، قد ضُمَّ كل قرين إلى من يشبهه في الكفر والفسوق والعصيان، فعابد الصنم مع عابد الصنم، وشارب الخمر مع شارب الخمر، والظالم مع الظالم، كما قال:
﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ﴾.
 
. ﴿(وترى) المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد﴾
هؤلاء المجرمين مقصود غدا لشفاء صدور المؤمنين.
 
 
. ﴿ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ ﴾:
وجعلت من قطران لأنه شديد الحرارة، فيؤلم الجلد الواقع عليه، فيعذَّبون بهذا اللباس قبل دخول النار، فيبدأ عذابهم مبكِّرا قبل دخولها.
 
 
. ﴿وتغشى وُجُوهَهُمْ النار﴾:
وقد ذكروا أن تخصيص الوجوه بالإحراق مع عمومه لسائر الأعضاء:
- لكونها أعزَّ الأعضاء الظاهرةِ وأشرفَها.
- ولأنها مجمعَ المشاعرِ والحواسّ التي خُلقت لإدراك الحق، وقد أعرضوا عن الحق، ولم يستعملوها في استقباله وتدبره، فعوقبوا فيها.
- أو لخلوُّها عن القطِران الذي يعذِّب الجسد، فذكر تعذيبها بالنار بدلا منه، ولعل تخلية الوجوه من القطِران ليتعارفوا عند انكشافِ ألسنة اللهب، ويتضاعف عذابُهم بالخزي على رءوس الأشهاد.
 
26167955_532286967124594_3096789753306674093_n.jpg?_nc_cat=105&_nc_ht=scontent.faly2-1.fna&oh=84e374adfb0f00ffc66232ac5de6af95&oe=5C49E19C

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

نتيجة بحث الصور عن السلامعليكم
.
الجزء الرابع عشر
 

﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ﴾[الحجر: 1]:
قال قتادة: «تبين والله هداه ورشده وخيره».

 ﴿رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ﴾[الحجر: 2]:
متى يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين؟
أقوال العلماء في هذه الآية راجعة إلى ثلاثة أقوال: عند الاحتضار، وعند معاينة النار، وحين يرى خروج عصاة المؤمنين من النار.

. ﴿ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾[الحجر: 3]:
قيمة كل امرئ بحسب هِمَّته، فَهِمَمٌ حول العرش، وهمم حول الحُش.

. ﴿وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ﴾[الحجر: 3]:
قال الحسن: ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل. .
قال الإمام القرطبي: «فالأمل يكسل عن العمل، ويورث التراخي والتواني، ويعقب التشاغل والتقاعس، ويخلد إلى الأرض، ويميل إلى الهوى، وهذا أمر قد شوهد بالعيان، فلا يحتاج إلى بيان، ولا يُطالَب صاحبه ببرهان، كما أن قصر الأمل يبعث على العمل، ويحيل على المبادرة، ويحث على المسابقة».

﴿ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾[الحجر: 3]:
قال الآلوسى: «وفي هذه الآية إشارة إلى أن التلذذ والتنعم، وعدم الاستعداد للآخرة، والتأهب لها، ليس من أخلاق من يطلب النجاة».
. ﴿لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾[الحجر: 7]:
ولو نزل الملائكة ما آمنوا!

. ﴿مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ﴾[الحجر: 8]:
في الكلام حذف، وتقديره: ولو أنزلنا الملائكة لعوجلوا بالعقوبة، وما كانوا إذا منظرين.


صورة ذات صلة

. ﴿مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ﴾[الحجر: 8]:
المراد بالحق هنا الموت، والمعنى: أن الملائك لا ينزلون إلا بالموت، أو بعذاب الاستئصال، وليس بعد نزولهم إنظار ولا إمهال، والله لم يأخذ المشركين بالاستئصال، بل مدَّ لهم في الإمهال، لعلمه بإيمان بعضهم، ومن إيمان بعض أولادهم، فلهذا السبب ما أنزل الملائكة.


 ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾[الحجر: 9]:
فلا يزال نور القرآن يسري، وبحر هدايته يجري، رغم كيد الكائدين، وإفساد المفسدين، واسمعوا حلقات (بالقرآن اهتديت) لتروا كيف أسلم هؤلاء واهتدوا بسماع من كتاب الله.

. ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾[الحجر: 9]:
في إيراد العبارة بالجملة الاسمية، دلالة على الثبات على دوام الحفظ.

﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ﴾[الحجر: 10]:
قال الجمل: «لما أساءوا في الأدب، وخاطبوه ﷺ خطاب السفاهة، حيث قالوا له: «إنك لمجنون» ، سلّاه الله فقال له: إن عادة الجهال مع جميع الأنبياء كانت هكذا، وكانوا يصبرون على أذى الجهال، ويستمرون على الدعوة والإنذار، فاقتد أنت بهم في ذلك».

. ﴿وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾[الحجر: 11]:
مواساة ربانية كريمة لكل داعية استهزئ به أو لقي مشقة ومكروها ممن دعاهم إلى الخير.

. ﴿كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ﴾[الحجر: 12]:
تشابهت قلوبهم فتشابهت معاملتهم! تشابهت قلوبهم في الكفر والطغيان، فتشابهت معاملتهم لرسلهم بالاستهزاء وعدم الإيمان.

. ﴿كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ﴾[الحجر: 12]:
كما يدخل السلك في الحائط، وكما يدخل الخيط في الثوب، كذلك يدخل القرآن قلوب البعض فيفهمونه ويدركون إعجازه، ومع هذا لا يزدادون إلا إعراضا وعنادا، فاللهم لا تجعلنا منهم.


صورة ذات صلة

. ﴿كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ﴾[الحجر: 12]:
سلك الله القرآن في قلوب الجميع، أي أدخله في سويدائها ففهموه، فسلكه في قلوب المؤمنين فازدادوا إيمانا، وسلكه في قلوب المجرمين فازدادوا تكذيبا، كلٌّ على علم وفهم:
﴿لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ﴾.

. ﴿لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ﴾[الحجر: 13]:
أن يرى سوء عاقبة من سبقهم من المجرمين، ثم يسيروا في نفس الطريق، لقد فقدوا عقولهم.

 ﴿وإن من شئ إلا عندنا خزائنه﴾[الحجر: 21]:
الخزائن مادية أو إيمانية، والإيمان أغلى وأهم، فعند الله خزائن الصبر والثبات واليقين والتوكل والاستقامة، ولا يملك مفاتيح هذه الخزائن إلا الله.

. ﴿وإن من شئ إلا عندنا خزائنه﴾[الحجر: 21]:
من روائع وجوامع الدعاء النبوي: «اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك، وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك». صحيح الجامع رقم: 1260

. ﴿وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ﴾[الحجر: 21]:
أي نُخرِجُه من عالم الغيب إلى عالم الشهادة بقدر معلوم، والقدَر المعلوم هو الأجل المعين له هو حسب ما تقتضي حكمة الله ومشيئته.

. ﴿وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ﴾[الحجر: 23]:
اسم الله الوارث معناه: الباقي، أي بعد هلاك الخلق أجمعين، لأن الكل يموت إلا صاحب الملكوت.
 
يتبع


جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  عشر (1)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾[الحجر: 25]:
الموت ليس هو نهاية الحياة، بل ابتداء حياة جديدة، يحاسب الناس فيها على أعمالهم، ويقتسمون منازلهم بحسب ما عملوا فى دنياهم.

﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ﴾[الحجر: 26]:
ما أعجب صنع الله، وما أعظم قدرته، أخرج من التراب والطين بشرا سويا في أحسن تقويم، وأكد هذه الحقيقة بلام القسم و (قد)، لزيادة الإرشاد إلى أهمية التأمل في هذا الخلق.

﴿وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ﴾[الحجر: 27]:
دليل على أن الله خلق الجن قبل خلق الإنسان.

. ﴿إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ﴾[الحجر: 30]:
لُعِن إبليس، وطُرِد من الجنة بترك سجدة واحدة،
فلا تأمن أن يحبسك الله في النار بسبب معصية واحدة!

﴿قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ﴾[الحجر: 32-33]:
غلط إبليس لأنه رأى الفضل باعتبار عنصر الطين الذي خلق الله آدم منه، بينما غفل عن أن الله نفخ فيه من روحه.


. ﴿قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ﴾[الحجر: 33]:
إبليس أول من أسس بنيان التكبر،
وأول من دعا إلى التمرد على الله،
فعليه وزر من سار خلفه.


3dlat.com_31_18_fbec_5a0146df92063.gif
. ﴿قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ﴾[الحجر: 34]:
الرجيم هو المرجوم.. وما يُرجَم به هنا هو لعنة الله،
واللعنة عقوبته وعقوبة من عاند أمر الله.

. ﴿وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ﴾[الحجر: 34]:
لعنة دائمة، وليس المعنى أن اللعنة تنتهي يوم القيامة، لكن المراد أنها باقية في الدنيا إلى أن يلاقي عقوبته يوم القيامة، فعقوبته يومئذ أشد عليه من اللعنة.

. ﴿إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾[الحجر: 38]:
هو وقت النفخة الأولى في الصور، والتي يموت فيها الأحياء، فيموت معهم إبليس.

. ﴿إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾[الحجر: 38]:
الصراع مستمر!
قال ابن عاشور: «وهذا الإنظار رمز إلهي على أن ناموس الشر لا ينقضي من عالم الحياة الدنيا، وأن نظامها قائم على التصارع بين الخير والشر والأخيار والأشرار».

. ﴿إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾[الحجر: 40]:
الهداية توفيق إلهي!
﴿الْمُخْلَصِينَ ﴾: الذين استخلصتَهم لطاعتك، وصنتهم عن اقتراف ما نهيتهم عنه.


3dlat.com_31_18_fbec_5a0146df92063.gif
. ﴿إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾[الحجر: 40]:
قرأها ابن كثير بكسر اللام، فيكون المعنى: لأضلنهم جميعا، إلا عبادك الذين أخلصوا لك العمل، وابتعدوا عن الرياء في أقوالهم وأفعالهم. قال الرازي: «وهذه القراءة تدل على أن الإخلاص والإيمان ليس إلا من الله تعالى».

﴿قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ﴾[الحجر: 41]:
قال ابن جرير:
«بمعنى هذا طريق إلى مستقيم، فمعنى الكلام: هذا طريق مرجعه إليَّ، فأجازي كلا بأعمالهم». الحجر:47]:
أي أخوة هذه التي لا تطهِّر قلوبا من الغل والحسد؟!


. ﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾[الحجر: 49]:
ذكر المغفرة دليل على أن الله لم يُرِد بالمتقين:
من يتقي الذنوب بأسرها، كبيرها وصغيرها، فهذا محال.

. ﴿وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ﴾[الحجر: 50]:
آية في غاية اللطف، إذ لم يقل على وجه المقابلة:
وأني المعذِّب المؤلم، وذلك ترجيحا لجانب العفو والرحمة.

. ﴿وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ﴾[الحجر: 50]:
لا عذاب في الحقيقة إلا عذاب الله الذي لا يقدر قدره أحد، ولا يبلغ كُنْهَه عقل أحد.

. ﴿إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ﴾[الحجر: 52]:
وذلك لأنهم دخلوا بغير إذن، وبغير موعد سابق، ولأنهم امتنعوا من الأكل، وكل هذه من أسباب الوجل واضطراب النفس.

. ﴿إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ ﴾[الحجر: 53]:
هو إسحاق عليه السلام.

(قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ *قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ *إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ *إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ )
. سؤال:
إذا كان هؤلاء الرسل من الملائكة، جاءوا لإهلاك قوم لوط، فلم ذهبوا إلى إبراهيم، ولم يذهبوا رأسا إلى لوط؟
والجواب: أن لوطا عليه السلام كان من قوم إبراهيم، ومن الذين تابعوه، فكان إعلام إبراهيم بما سينزل على لوط من بلاء، مما لا يغفل عنه أدب السماء.
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
﴿قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ﴾[الحجر: 58-59]:
في الآية دليل على أنه يجوز أن يُستَثنى من خلاف نوعه؛ لأنه استثنى آل لوط من قومه، والمجرم ليس من نوع الصالح.

. ﴿إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ﴾[الحجر: 59]:
آل الرجل هم أتباعه؛ حيث استثنى آل لوط من العذاب، وقد قال: آل فوعون، وهم أتباعه، وآل موسى، وآل هارون، وآل عمران، ومن ذلك دعاؤنا: «اللهم صلِّ على مُحَمَّد وعلى آل مُحَمَّد»، فيدخل فيه كلَّ من تبعه. 

. ﴿إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ﴾[الحجر: 60]:
فيه دليل واضح على ما قرَّره علماء الأصول أنه يجوز أن يُستَثنى من الاستثناء؛ لأنه استثنى امرأته من آله.

. ﴿فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ﴾[الحجر: 61]:
تشريف المؤمنين!
مع أن المجيء كان للوط عليه السلام، لكن الله أخبر أن المجي لآل لوط، وذلك تشريفا للمؤمنين من قوم لوط، فكأنهم حضروا وشاهدوا الملائكة، وما دار بينهم وبين لوط عليه السلام.

. ﴿قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ﴾[الحجر: 62 ]:
تنكركم نفسي، فأخاف أن تقصدوني بِشَرٍّ، فالأنبياء يخافون، لكنهم –مع خوفهم- عن مهامهم لا يتأخرون.

3dlat.com_31_18_fbec_5a0146df92063.gif

. ﴿قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ﴾[الحجر: 63 ]:
بل جئناك بما فيه فرحك وسرورك وتشفيك من عدوِّك، وهو العذاب الذي كنت تتوعدهم بنزوله، فيشكّون فيه.

. ﴿قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ (68) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ﴾[الحجر: 68-69]:
من أسيء إلى ضيفه فقد أسيء إليه.

. ﴿قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾[الحجر: 70]:
نهيناك أن تمنع بيننا وبينهم، فإنهم كانوا يتعرضون لأي أحد بالفاحشة، وكان لوط عليه السلام ينهاهم عن هذا المنكر، ويحول بينهم وبين من يتعرَّضون له بالفاحشة، حتى توعدوه وهدَّدوه.

. ﴿قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ﴾[الحجر: 71]:
قال لوط لقومه: تزوجوا النساء، ولا تقعوا في ما حرم الله عليكم من إتيان الرجال إن كنتم فاعلين ما آمركم به، وقد سمى نساء قومه بناته،
لأن رسول الأمة كالأب لهم كما قال تعالى: ﴿
النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ﴾.

. ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ﴾[الحجر: 73]:
كان ابتداء عذابهم عند الصباح، وانتهاؤه باستئصال شأفتهم مع وقت الشروق.

. ﴿فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ﴾[الحجر: 74]:
قلبوا ناموس الفطرة، فكان عذابهم بأن قلب الله ديارهم.

. ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾[الحجر: 75]:
قال مجاهد: المتوسمين: المتفرسين. وقال ابن عباس: للناظرين. وقال مقاتل: للمتفكرين، ولا تنافي بين هذه الأقوال، فإن الناظر متى نظر في آثار ديار المكذبين، وما آل إليه أمرهم، أورثه فراسة وعبرة وفكرة.

3dlat.com_31_18_fbec_5a0146df92063.gif

. وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ﴾[الحجر: 78-79]:
انتقام الله من الظالمين سنة كونية. 

. ﴿وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ ﴾[الحجر: 79]:
يعني مدينة قوم لوط ومدينة أصحاب الأيكة يعتبر بهما كل من يمر عليهما.

. ﴿وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ ﴾[الحجر: 79]:
الإمام هو الطريق الواضح لأنه يأتمُّ به السائر، أي أن كلتا القريتين بطريق القوافل بأهل مكة.

. ﴿وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ﴾[الحجر: 80]:
من كذب واحدا من الأنبياء عليهم السلام، فقد كذب الجميع، وذلك لاتفاقهم على أصول الدين التي لا تختلف باختلاف الأمم والعصور. 

. من هم أصحاب الحِجر؟!
هم ثمود قوم صالح عليه السلام، والحجر هو واد بين المدينة والشام كانوا يسكنونه.

. فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ﴾[الحجر: 83]:
أخذهم الله بالصيحة، وهي مجرد سبب، ولو شاء أن يهلكهم بلا سبب لفعل.

. ﴿فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾[الحجر: 84]:
كل وقاية ضائعة، وكل أمان ذاهب، وكل حصن زائل أمام عذاب الله المسلط على المجرمين.

. ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ﴾ [الحجر: 86]:
خلقك وخلقهم، وهو الْعَلِيمُ بحالك وحالهم، فلا يخفى عليه ما جرى بينكم، وسيحكم بينكم.

. ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ﴾ [الحجر: 86]:
ربك هو الذي خلقهم، وعلم ما هو الأصلح لهم، وقد علم أن الصفح اليوم أصلح لهم لا السيف.

. ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ [الحجر: 87]:
المراد بالسبع المثاني: صورة الفاتحة، وسُمِّيت بذلك، لأنها سبع آيات، ولأنها تثنى أي تُكرَّر في كل ركعة من ركعات الصلاة.

. ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ [الحجر: 87]:
روى البخاري عن أبى هريرة قال: قال النبي ﷺ: «أم القرآن هي: السبع المثاني والقرآن العظيم».

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×