اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

جعلناه نوراً...خالد أبوشادي

المشاركات التي تم ترشيحها

﴿وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ﴾[الحجر: 89]:
في الحديث: «إني نذير إنما مثلي ومثلكم، كمثل رجل رأى العدو،فانطلق يريد أهله، فخشي أن يسبقوه إلى أهله، فجعل يهتف: يا صباحاه يا صباحاه! أُتيتم أُتيتم». صحيح الجامع رقم: 7901

. ﴿الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ﴾ [الحجر: 91]:
آمنوا ببعض القرآن وكفروا ببعض.

. ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الحجر: 92-93]:
قال ابن عباس في الجمع بين هذه الآية وبين قوله: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [الحجر: 92]:
«لا يسألهم: هل عملتم كذا وكذا؛ لأنه أعلم بذلك منهم، ولكن يسألهم: لمَ عملتم كذا وكذا؟».

. ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الحجر: 92-93]:
قال ابن عباس: «لا يُسألون سؤال شفاء وراحة، وإنما يُسألون سؤالَ تقريع وتوبيخ».

. ﴿الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾[الحجر: 96]:
أشد تهديد ما أخفى الله فيه نوع الوعيد! فهنا تهديد شديد لمن جعل مع الله معبودا آخر. 

. (وزيناها للناظرين):
زيَّنها لك لتنظر إليها، وتتأمل جمالها وعظمة الله فيها، فتزداد إيمانا.. أعانك على عبادة التفكر.

. ﴿وأنبتنا فيها من كل شيء موزون﴾ :
آية قرآنية وكونية معجزة، فالتوازن البيئي من أهم أسباب استمرار الحياة على سطح الأرض! ويشمل كل شيء في الأرض، فوجوده بنسب محددة مقدرة، بحسب حاجة الأرض وسكانها للحياة.

. ﴿وإن من شئ إلا عندنا خزائنه﴾
خزائن لا تنفد مهما أُنفِق منها، فلا تحرم نفسك ما فيها بإمساك لسانك وكسلك عن الطلب.


3dlat.com_31_18_fbec_5a0146df92063.gif

. ‏﴿ وإن من شيء إلا عندنا خزائنه ﴾:
العطاء معلَّق بالدعاء، فلا يغفل عنه إلا الأغبياء!

. ﴿وأرسلنا الرياح لَوَاقِح﴾:
كان ﷺ إذا اشتدَّت الريح قال كما في حديث سلمة بن الأكوع: «اللهم لقْحًا لا عقيمًا».. أي ريحا تلقِّح السحاب فيمتلئ بالماء.

. ﴿قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ﴾:
قال السعدي: وليس إجابة الله لدعائه كرامة في حقه، وإنما ذلك امتحان وابتلاء من الله له وللعباد، ليتبين الصادق الذي يطيع مولاه دون عدوه ممن ليس كذلك.

. ﴿قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض﴾:
بابان للشيطان!
قال القرطبي: وتزيينه هنا يكون بوجهين: إما بفعل المعاصي، وإما بشغلهم بزينة الدنيا عن فعل الطاعة.

. ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾:
قال ابن تيمية: فأهل الإخلاص والإيمان لا سلطان له عليهم، ولهذا يهربون (الشياطين) من البيت الذي تُقْرأ فيه سورة البقرة، ويهربون من قراءة آية الكرسي، وآخر سورة البقرة، وغير ذلك من قوارع القرآن.

. ﴿واتَّبِع أدبارهم﴾:
القائد دوما خلف الجند!
قال ابن كثير: «وأن يكون لوط عليه السلام يمشي وراءهم ليكون أحفظ لهم،
وهكذا كان رسول الله ﷺ يمشي في الغزو إنما يكون ساقة يزجي الضعيف، ويحمل المنقطع».

. ﴿إن عبادي ليس لك عليهم سلطان﴾:
الاحتماء بحصن العبودية هو أفضل وقاية من إبليس وجنوده، لأنه يضعف سلطانهم عليك، ويقوّي سلطانك، فتنتصر.


3dlat.com_31_18_fbec_5a0146df92063.gif

. ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ﴾:
قال رسول اللهﷺ : «من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة». صحيح الجامع رقم: 6275

. ﴿ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ﴾:
اختفاء الخوف إلى الأبد ودوام الأمن هو نعيم لا يستشعر قدره إلا من فقَده؛ ولذا كان من عظيم نعيم أهل الجنة، فلا عذاب ولا موت ولا خروج ولا زوال.

. (لا يمسهم فيها نصب):
حتى في قمة أحداثنا السعيدة يدركنا التعب، وأما الجنة فسعادة الأبد بلا أدنى تعب.

. ﴿لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ﴾:
قال ابن جزي: «أي لا تنظر إلى ما متعناهم به في الدنيا، كأنه يقول: قد آتيناك السبع المثاني والقرآن العظيم، فلا تنظر إلى الدنيا، فإن الذي أعطيناك أعظم منها».

. ﴿يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ﴾:
سمَّى الوحي روحا، فكل من لم يتصل بالوحي من كتاب وسنة فهو ميت.

. لا تيأس ولو كنت في سِنِّ اليأس:
﴿قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون . قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين﴾

. ﴿بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين﴾:
أحِطْ نفسك بالمتفائلين المستبشرين، فإنهم مفاتيح السعادة وأسباب السرور، ومغاليق التعاسة وأقفال الشرور.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
( ولا يلتفتْ منكُم أحدٌ وامضُّوا حيث تؤمرون )
الانشغال بالمعارك الجانبية يستهلك طاقتك، ويمنعك من بلوغ هدفك.

. (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون):
لم يقسم الله بحياة بشر إلا بحياة نبيه تكريما له وتشريفا.

. (إنهم لفي سكرتهم يعمهون):
للهوى سُكر أشد من سُكر الخمر، وما أكثر مخموري العقول بالأهواء والشهوات.

. ﴿وإن الساعة لَآتِية فاصفح الصَّفح الجميل﴾:
عشاق الآخرة لا وقت لديهم للعداوات والضغائن وتوافه الأمور.

. استحضار قرب الرحيل خير ما يُعين العبد على الصفح والتسامح
(وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل)

. (وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل):
قيل لأبي الفضل يوسف بن مسرور: فلان يتكلم فيك. فقال: إنما مثلي ومثله كمثل رجل حُمِلَ لضرب عنقه فقذفه رجل في الطريق، فقال لنفسه: أنت تُحْمَل للقتل تسأل عمن يقع فيَّ؟!
وأنا سائر إلى الموت لا أدري متى يأتيني!! أسأل عمن يتكلم فِيَّ؟!
في الموت ما يشغلني عن ذلك.

 (فاصفح الصفح الجميل):
قال علي بن أبي طالب: الصفح الجميل صفح لا توبيخ فيه، ولا حقد بعده.

3dlat.com_31_18_fbec_5a0146df92063.gif
. (لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ):
قال القرطبي: المعنى: قد أغنيتُك بالقرآن عما في أيدي الناس.

. (لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ):
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: مَنْ أوتيَ القرآنَ فرآى أن أحداً أوتيَ أفضل مما أوتي، فقد صغّر عظيماً وعظّم صغيرا.

. (لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ):
الخطاب له عليه الصلاة والسلام والمراد أمته؛ لأنه ﷺكان أبعد ما يكون عن إطالة النظر إلى زينة الدنيا وزخارفها،
وهو القائل: « الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه».

. (ولا تحزن "عليهم" ﴾
كان حزنه عليهم لا منهم، رغم أنهم آذوه وأخرجوه من أرضه وحاولوا قتله!

. قال عمر بن عبد العزيز:
يا معشر المستترين: اعلموا أن عند الله مسألةً فاضحةً؛
قال تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

. (إنا كفيناك المستهزئين)
لم يقل سنكفيك، بل جاء بصيغة الماضي للتحقيق والتوكيد، فنبينا مكفي بالله حتما.

. ﴿ إنّا كفيناكَ المُستهزئين﴾:
مزّق كِسرى رسالة النبي ﷺ فمزّق الله مُلكه!

. (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ)
من الكلام ما هو أشد وقعا من الحسام.

. دواء ضيق الصدر بالوصفة القرآنية هو في أمرين:
التسبيح والسجود
(ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون • فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين).

3dlat.com_31_18_fbec_5a0146df92063.gif
. ﴿ولقد نعلم أنك يضيق صدرك*فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين﴾:
أن تبوح لله في سجودك وتدخل عليه في أي وقت، فيضمن لك الراحة، خير لك من أن تبوح لمن يتهرب منك أو تحتاج إلى ترتيب موعد سابقا للقائه، ولا تضمن أن يريح لقاؤه صدرك.

. ( خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ):
لو كنت نطفة سقطت في غير محلها لغُسِلت!
فلما مدَّ الله في عمرك، خاصمت ربك واعترضت عليه.

. (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون):
آية جمعت بين الماضي والحاضر في وسائل المواصلات.

. مرَّ الحسن بن علي على مساكين يأكلون،
فدعوه فأجابهم وأكل معهم، وتلا:
(إنه لا يحب المستكبرين) .

. (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم﴾:
قال حبيب الفارسي: إن من سعادة المرء إذا مات ماتت معه ذنوبه.
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
 
 
نتيجة بحث الصور عن السلامعليكم
. (فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف):
عاقبة المكر وخيمة وأكيدة، فيجتثه الله من قواعده وجذوره.

. (وَلَدَارُ الآخرة خَيْرٌ} [النحل: 30]
خير من ماذا؟!
خير من كل حسنات الدنيا ولذاتها، فالقادم أجمل!

. {الّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ المَلائِكَةُ طَيِّبِينَ }:
قال ابن القيم: «فالجنة لا يدخلها خبيث، ولا من فيه شىء من الخبث، فمن تطهر فى الدنيا ولقي الله طاهراً من نجاساته دخلها بغير معوِّق، ومن لم يتطهر فى الدنيا فإن كانت نجاسته عينية، كالكافر، لم يدخلها بحال، وإن كانت نجاسته كسبية عارضة دخلها بعد ما يتطهر فى النار من تلك النجاسة، ثم يخرج منها». 

. الاحتجاج بالأقدار وغيرها من الأعذار الواهية لتبرير الانحراف هي سُنَّة قديمة متكررة:
(وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ )

. (فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة):
اتخذها البعض حجة لعدم اهتدائه، وأن الهداية بيد الله لا بيده،
والحقيقة أن الهداية هدايتان:
هداية دلالة وإرشاد وهذه للجميع من مؤمن وكافر، وهداية اختيار وهذه باختيار العبد ...أنت مخيَّر لا مسيَّر

. (
إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )
هو تقريب للأذهان؛ والحقيقة أن الله تعالى لو أراد شيئا لكان؛ بغير حاجةٍ إلى لفظ «كن».

. ﴿ فاسألوا (أهل) الذكر ﴾
لم يقل: من عنده ذكر ، بل لا بد أن يكون من أهل التخصص والاحتراف.

. (وما بِكُم مِّن نعمة فمن الله):
النعم بنوعيها من الله وَحده؛ نِعَم الطَّاعَات، ونِعَم اللَّذَات، فالجأ إليهِ كي يعينك على شكرها.


3dlat.com_31_18_fbec_5a0146df92063.gif

. قال ابن القيم:
«وإذا كانت القلوب مجبولة على حب من أحسن إليها، وكل إحسان وصل إلى العبد فمن الله عز وجل، فلا ألأم ممن شغل قلبه بحب غيره دونه».

. لا خروج للعبد عن نعمة الله وفضله وإحسانه طرفة عين، لا في الدنيا ولا في الآخرة، ومع هذا فبعضهم يجادل ويقول:
( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي)!

. ﴿ لبناً خالصاً سائغاً للشاربين ﴾:
ومن العجائب قول القرطبي وغيره: لم يغصَّ أحدٌ باللبن قط..

 ﴿ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ ﴾
قال عكرمة : من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر.

. (والله جعل لكم مما خلق ظلالا):
ظل الأشجار والأبنية من النعم المنسية، ولا يشعر بها إلا العامل المحترق تحت حر الشمس!

. (يتم نعمته لعلكم تسلمون):
خلق الله النعم لتستدل بها عليه لا لتنشغل بها عنه (لعلكم تسلمون) أي تنقادون لأمره.

. ﴿ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا﴾:
قال ابن كثير: هذه امرأة خرقاء كانت بمكة، كلما غزلت شيئا نقضته بعد إبرامه.والمعنى: كونوا أوفياء بعهودكم، ولا تنقضوها بعد إبرامها، فإن فعلتم كنتم مثل تلك المرأة الحمقاء.

﴿ فتزل قدمٌ بعد ثبوتها ﴾:
قدم ثابتة ومع هذا زلت؟!
فكيف بقدم مضطربة مهتزة؟!

. (مَا عنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عنْدَ اللَّهِ بَاق):
بأي شيء بعنا ما عند الله من نعيم باق بمتاع ينفد..
قال الفضيل: لو كانت الدنيا من ذهب يفنى، والآخرة من خزف يبقى، لكان ينبغي لنا أن نختار خزفاً يبقى على ذهب يفنى،
فكيف وقد اخترنا خزفاً يفنى على ذهب يبقى!


3dlat.com_31_18_fbec_5a0146df92063.gif

. ﴿إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون﴾:
قال الثوري: ليس للشيطان عليهم سلطان أن يوقعهم في ذنب لا يتوبون منه.

. عند الخلق : ﴿ سمِعنا فتًى يَذكُرُهُم يُقال له إبراهيم ﴾،
وعند الخالق :﴿إن إبراهيم كان أُمَّـة ﴾،
فلا يضرك رأي الناس فيك ما دمت عند الله مرضيا.

. {إِنَّ إبراهيم كَانَ أُمَّةً}:
حاز من الفضائل البشريةِ ما لا يكاد يوجد إلا متفرِّقا في أمة.

. {إِنَّ إبراهيم كَانَ أُمَّةً}:
قال مجاهد: سُمِّي- عليه السلام- أمة لانفراده بالإيمان في وقته،
ففي صحيح البخاري أنه قال لزوجته سارة: «ليس على الأرض اليوم مؤمن غيرى وغيرك».

. كيف تكون أمة؟!
قال ابن مسعود:
إن معاذ بن جبل كان أمّة قانتاً لله حنيفاً. فقيل: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً} [النحل: 120] .
فقال: ما نسيتُ، هل تدري ما الأمّة، وما القانت؟
فقلت. الله أعلم
فقال: الأمّة، الذي يعلم الخير والقانت: المطيع لله عز وجل وللرسول. وكان معاذ بن جبل يعلّم الناس الخير، وكان مطيعاً لله عز وجل ورسوله.

. ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا﴾:
هذا صنيع مشركي العرب أخبركم الله تعالى بخبثه، فأما المؤمن فهو حقيق أن يرضى بما قسم الله تعالى له، وقضاء الله تعالى خير من قضاء المرء لنفسه، ولا ندري..
لرب جارية خير لأهلها من غلام، وإنما أخبركم الله عز وجل بصنيعهم لتجتنبوه ولتنتهوا عنه.

. قال ابن جزي: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْداً مَمْلُوكاً) الآية:
مثل لله تعالى وللأصنام، فالأصنام كالعبد المملوك الذي لا يقدر على شيء، والله تعالى له الملك، وبيده الرزق ويتصرف فيه كيف يشاء، فكيف يسوي بينه وبين الأصنام،

. (
كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ )سورة النحل
قال قتادة:هذه السورة تسمى سورة النعم.


3dlat.com_31_18_fbec_5a0146df92063.gif

. (فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون)
أي ألقت إليهم الآلهة القول، أي نطقت الأصنام بتكذيب من عبدها بأنها لم تكن آلهة، ولا أمرتهم بعبادتها، وفي إنطاق الله للأصنام ظهور فضيحة الكفار.

. (لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ):
والمراد بالجهالة: الجهل والسفه اللذان يحملان صاحبهما على ارتكاب ما لا يليق بالعقلاء، وليس المراد بها عدم العلم.
قال ابن عطية: الجهالة هنا بمعنى تعدى الطور، وركوب الرأس: لا ضد العلم.

 ( ادع إلى سبيل ربك):
إلى سبيل ربك لا إلى تشييد مجدك وإبراز شخصك.

. (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
قال ابن القيم:جعل الله سبحانه مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق، فالمستجيب القابل الذكي الذي لا يعاند الحق ولا يأباه: يدعى بطريق الحكمة.والقابل الذي عنده نوع غفلة وتأخر: يدعى بالموعظة الحسنة، وهي الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب.والمعاند الجاحد: يجادَل بالتي هي أحسن.هذا هو الصحيح في معنى هذه الآية.

جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  عشر (1)
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
 
 
Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.
الجزء الخامس عشر
 
. كان رسول الله ﷺ يقرأ سورة الإسراء كل ليلة!
جاء في حديث عائشة: «كان لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر» . صحيح الجامع رقم: 4874

 ﴿ سبحان الذي أسرى بعبده (ليلا)﴾:
الليل..موسم المنح الربانية والعطايا الإلهية.

. ﴿ المسجد الأقصى الذي باركنا حوله﴾:
من طيبه بارك الله حوله، فهل بلغ من طيبك أن تنشر الخير حولك؟

. ﴿نوح إنه كان عبدًا شكورًا﴾:
قال محمد القرظي: كان نوح إذا أكل وإذا شرب وإذا لبس وإذا ركب قال : الحمد لله ، فسماه الله عبدًا شكورًا.

. لا زال العرض جاريا على بني إسرائيل:
﴿وإن عدتم عدنا﴾:
أي إن عدتم للإفساد في الأرض بعثنا عليكم عبادا يؤدِّبونكم.

. ﴿وإن عدتم (عدنا)﴾:
قال (عدنا) ولم يقل سيعود عبادنا، وهذا من عظيم تأييد الله للمؤمنين.

. عن أبي ذر رضي الله عنه قال: تذاكرنا ونحن عند رسول الله ﷺ: أيهما أفضل: مسجد رسول الله ﷺ أو مسجد بيت المقدس؟
فقال رسول الله ﷺ:. «صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلَّى، وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطَن (هو الحبل) فرسه من الأرض، حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعا أو قال: خير من الدنيا وما فيها».
Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

. (‏فإذا جاء وعدالآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلواالمسجد):
ليس المقصود به وعد يوم القيامة؛ بل وعد الإفساد الثاني لبني اسرائيل.

﴿وإن عدتم عدنا﴾: كلما ازداد اليهود علوا وإفسادا، اقتربوا من نهايتهم.

. ﴿إن هذا القرآن يهدي﴾:
القرآن مصدر الهداية، ومفتاح تقويم الفِكر والأخلاق، وهو وحده مقياس الخطأ والصواب، ومن دونه تغرق البشرية في الضلال.

. ﴿وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ﴾:
قد تدعو ولا تعلم أنك تدعو على نفسك وبما يضرك، فلا يستجيب الله لك، رحمة بك وشفقة عليك.

. ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه):
عبَّر عن عمل الإنسان بطائره، وجعل عمله في عنقه إشارة لشدة الارتباط بين الإنسان وعمله، وكأن عملك هو الذي يقودك، ويقودك إلى الجنة أو النار كما تُقاد الدابة بالحبل من عنقها.

. ﴿اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا﴾:
أنت اليوم كاتب، وغداً قارئ ، فراجع ما تكتب.

. ﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾:
تملي اليوم على الملائكة ما يسطرونه في صحيفتك، وغدا ينشرون ما أمليت من أعمال وأقوال (وإذا الصحف نشرت).

. (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها):
فسقُ أهل الترف في بلد ما إيذان بقرب الهلاك.
Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

. (أمرنا مترفيها ففسقوا فيها):
المأمور به هنا هو الإيمان والعمل الصالح، أي أمرناهم بالطاعة ففسقوا، وليس المعنى أمرناهم بالفسق ففسقوا، لأنه الله لا يأمر بالفسق، وهو مثل أن تقول: أمرتُه فعصاني، أي أمرته بطاعتي فعصاني، وليس معناه: أمرته بالعصيان فعصاني.

. ﴿وسبّح بحمده﴾:
تطبيقها العملي: «أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد: سبحان الله وبحمده». صحيح الجامع رقم: 174، وقوله ﷺ: «من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر». صحيح الجامع رقم: 6431

. ﴿ومن أراد اﻵخرة﴾:
من أراد يعني من الإرادة، فليس شراء الآخرة بالأماني والأحلام.

. ﴿وسعى لَهَا سَعْيَهَا﴾:
أي السعْيَ اللائقَ بالآخرة، وهو الإتيان بما أمر الله، والانتهاء عما نهى عنه، وفائدةُ (لها): اعتبار النية والإخلاص، وفائدة﴿وَهُوَ مُؤْمِنٌ﴾: أن غير المؤمن إذا قدَّم عملا صالحا في الدنيا، فلا ينفعه في الآخرة لفقد شرط الإيمان.

. شرط الإيمان!
روى الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة يُعطى بها في الدنيا، ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيُطعَم بحسناته ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يُجزى بها».

. (كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك):
هذه الآية تنبيه أن الله لم يترك خلقه من أثر رحمته حتى الكفرة منهم، فقد أعطاهم من نعمة الدنيا على حسب ما قدر لهم، وأعطى المؤمنين خيري الدنيا والآخرة.. معلوم أن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، لكنه لا يعطي الدين إلا من يحب.

. (كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك):
فلو كانت الدنيا جزاءً لمحسن ... إذا لم يكن فيها معاشٌ لظالم. لقد جاع فيها الأنبياء كرامةً ... وقد شبعت فيها بطون البهائم

Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
. (وماكان عطاء ربك محظورا):
عطاء الله على قدره، وطلب العبد على قدر فقره، وعطايا الله ليس كعطاء ملوك الأرض، فهي غير ممنوعة عن أحد، ومعروضة للكل.

. (انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض):
الخطاب للنبي ﷺ، والمقصود إسماع قومه.

. (وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا):
قال الإمام ابن كثير:ولتفاوتهم في الدار الآخرة أكبر من الدنيا، فإن منهم من يكون في الدركات في جهنم وسلاسلها وأغلالها، ومنهم من يكون في الدرجات العلا ونعيمها وسرورها.
. ثم أهل الدركات يتفاوتون فيما هم فيه، كما أن أهل الدرجات يتفاوتون، فإن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض. وفي الصحيحين: «إن أهل الدرجات العلا ليرون أهل عليين، كما ترون الكوكب الغابر في أفق السماء».

. (وللآخرة أكبر درجات):
قال الضحاك: الأعلى يرى فضله على من هو أسفل منه والأسفل لا يرى أن فوقه أحدا.

. (انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض):
حضر جماعة من الناس باب عمر (وفيهم سهيل بن عمرو وأبو سفيان بن حرب، فأذن عمر لصهيب وبلال وأهل بدر وكان يحبهم، فقال أبو سفيان: ما رأيت كاليوم قط!
إنه ليؤذن لهؤلاء العبيد ونحن جلوس لا يُلتَفت إلينا،
فقال سهيل -وكان أعقلهم-: أيها القوم إني والله قد أرى الذي في وجوهكم، فإن كنتم غضابا فاغضبوا على أنفسكم، دُعِي القوم ودعيتم، فأسرعوا وأبطأتم، أما والله لما سبقوكم به من الفضل أشد عليكم فوتا من بابكم هذا الذي تنافسون عليه!

.(وبالوالدينِ إحساناً }:
ما هو آخر إحسان أحسنت به إلى والديك؟!

. (إما يبلغن عندك الكبر):
(عندك) :
وكأنه حثٌّ على أن (يسكن) والداك معك عند كبرهما.

Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.
. (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة):
قال عروة: «إن أغضباك فلا تنظر إليهما شزرا، فإنه أول ما يُعرَف غضب المرء بِشدَّة نظره إلى من غضب عليه». ليست المعاملة معهما بالمثل!

. (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة):
قال زُهَيْر بن محمد: «إن سبّاك أو لعناك ف
: رحمكما الله .. غفر الله لكما».
. عن عبد الله بن عون أنه نادته أمه، فعلا صوته صوتها، فأعتق رقبتين.

. ليس من البر!
سأل رجلٌ الإمام أحمد: إن أبي يأمرني أن أطلق زوجتي؟!
قال له الإمام: لا تطلِّقها،
فقال: أليس النبي ﷺ قد أمر ابن عمر أن يطلق زوجته حين أمره عمر بذلك؟
قال الإمام أحمد: وهل أبوك مثل عمر؟!

. ﴿فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا﴾:
قال سعيد بن المسيب : «الأواب الذي يذنب ثم يستغفر، ثم يذنب ثم يستغفر».

. (وآت ذا القربى حقه والمسكين):
قدَّم الله القرابة على المساكين؛ لأن عدم إحسان الغني إلى أقاربه يثير ضغائن القلوب وحزازات النفوس.

. (وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل):
وصى الله في كتابه بابن السبيل ثمان مرات، فآنِس وحشة الغريب، وأحسن إليه، ولا تجمع عليه مع مرارة الغربة مرارةَ الحرمان.

. ﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً﴾ :
قال ابن عاشور: «التبذير يدعو إليه الشيطان؛ لأنه إما إنفاق في الفساد، وإما إسراف يستنزف المال في السفاسف واللذات، فيعطِّل الإنفاق في الخير، وكل ذلك يرضي الشيطان، فلا جرم أن كان المتصفون بالتبذير من جند الشيطان وإخوانه».

. (فقل لهم قولا ميسورا):
وهذا متعلق بقوله: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ)،
فلا ترد المسكين إلا بعطاء أو وعد بعطاء أو دعاء!

. (فقل لهم قولا ميسورا):
في هذا الأمر تأديب للمؤمن إن فقد المال أن يرجو من الله تيسير أسبابه، وأن لا يحمله الشح على السرور بفقد المال كي يتخلص من الإنفاق على المحتاج، بل الأوْلى أن يحرص -إن عدم المال- على أن يرزقه الله به في المستقبل حرصا على الثواب.
Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.
. (ولا تقربوا الزنا):
لأن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ولأن مشوار الألف ميل في الحرام يبدأ بخطوة، ولأن الاستدراج أخفى حيل إبليس.

. (ولا تقربوا الزنا):
قال يونس بن عبيد:
احفظوا عني ثلاثاً مت أو عشت: ومنها: ولا يخل رجلٌ بامرأة شابة وإن أقرأها القرآن.

. ﴿فلا يسرف في القتل﴾:
غضَب أهل القاتل لا يسوِّغ لهم انتهاك العدالة، وتحقيق القصاص لا يجب أن يجرَّ إلى الظلم.

. ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ اليتيم﴾:
النهي عن القرب منه هو مبالغة في النَّهيِ عن التعرض له، لأن العرب في الجاهلية كانوا يستحلون أموال اليتامى لضعفهم وقلة نصيرهم، فحذَّر الله المسلمين من ذلك لإزالة ما عسى أن يكون بقي في نفوسهم من رواسب الجاهلية.

. ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾:
قال قتادة:
لا تقل : رأيت ولم ترَ، وسمعت ولم تسمع، وعلمت ولم تعلم، فإن الله سائلك عن ذلك كله !!

. ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾:
في الحديث: (بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ زَعَموا): أي يقولون، لأنها بداية الإشاعة وبوابة الكذب، وكان عبد الله بن عمر يقول: «(زعموا) مطِيَّة الكذِب».

. (وإن من شَيء إلا يسبحُ بحمده):
قال ابن عون المصري:
أما يستحي أحدكم أن تكون دابته التي يركب، وثوبه الذي يلبس، أكثر ذكرا لله منه؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
(وإن من شَيء إلا يسبحُ بحمده):
تصريح بأن كل جماد وحيوان وطير وحشرة بل وكل جماد في الوجود يسبِّح الله، وهو حرِيٌّ بأن يحمل كل عاقل على طاعة الله وكثرة ذكره كي لا يكون- بعدما كرَّمه ربه وفضَّله على سائر خلقه- أقلَّ منهم طاعةً لله، فينحط قدره.

. ( قل عسى أن يكون قريباً .. )
عسى مع الله تحقيق وليست ظنا، فحطِّم بهذه الآية أسوار يأسك،
ودع نور الأمل ينتشر في ربوع قلبك!

. (يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِه):
قال سعيد بن جبير:
ينفضون (أي الموتى) التراب عن رؤوسهم ويقولون: سبحانك اللهم وبحمدك.

. ( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ):
إذا احتار عقلك بين قولين حسنين فآثر أحسنهما.

. (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن):
من تمام العبودية لله: (حسن الكلام)، و(سوء اللسان) يقدح في العبودية..
في سنن البيهقي أن رسول الله ﷺ قال يوما لأصحابه:
«انطلقوا بنا إلى البصير الذي في بني واقف نعوده»، وكان رجلا أعمى!
فانظر رِقَّته وحسن كلامه وعدم جرحه للرجل بكلمة ولو فيها كان صادقا!

Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

. (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم):
انتقاء كلماتك فيه إفشال مؤامرة للشيطان..
كان الإمام البخاري مع أن صنعته الكلام في الرجال بالجرح والتعديل، يتورع عن الألفاظ القاسية، مثل كذَّاب، أو وضَّاع، أو متروك، ويختار كلاما أحسن مثل: فيه نظر، وإذا قال البخاري عن رجل: فيه نظر، فهو متروك لا يُقبَل حديثه.

. (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمْ الْوَسِيلَةَ):
أى:
أولئك الذيت تدعون من دون الله كعيسى والعُزيْر والملائكة الذين زعمتم إنهم بنات الله،
هؤلاء جميعا يتوسلون إلى الله ويتقربون إليه.

. (وما نُرسل بالآيات إلاّ تَخْويفا):
ومن الآيات كسوف الشمس وخسوف القمر، فلابد أن نكون بعد مشاهدة هاتين الظاهرتين أكثر خوفا من الله وأحسن عملا.

. (ونخوِّفهم فما يزيدهم إلا طغيانا):
آيات الله الزاجرة إن لم تزد في إيمانك كانت وبالا عليك، وأدَّت لقسوة قلبك،
واجترائك على محارم الله.
Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

. (وَاسْتَفْزِزْ مَنْ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ):
مِنَ الفَزُّ ، والفز هو «ولد البقرة الوحشيَّة لما فيه من عدم السُّكون والفرار»، وتستنهض ولدك الذي تكاسل، وتقول له: فز يعني انهض، والمعنى: استنهض أيها الشيطان من استطعت (بصوتك) أي بوسوستك، سواء أكان هذا الصوت من جندك من الأبالسة أمثالك، أو جندك من شياطين الإنس الذين يعاونوك.

. (وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ):
هي معركة حقيقية، فأجْمِع يا إبليس لبني آدم كل ما استطعت من وسائل الفتنة والإغواء لإضلالهم، وهو تمثيل لحال الشيطان الذي يحاربنا بمختلف قواته وكافة فصائل جيشه من فرسان ومشاة!

. (وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ):
مشاركة الشيطان للإنسان في المال بثلاثة أشياء:.
الطلب المحرم:
بأن يطلب زيادة المال عن طريق ربا، أو قمار، أو سرقة، أو غصب، أو غش، أو رشوة، أو بيع حرام كالخمر ونحوه..
الإنفاق المحرم:
مثل ما يُعطى الكاهن أو العراف أو الساحر، أو مهر البغيِّ، أو شراء خمر، أو يسافر لمواطن ينفق فيها ما يلبي شهواته ونزواته المحرمة، أو يقع في الإسراف والتبذير الذي يلحقه بزمرة الشياطين. .
المنع المحرم:
مثل منع الزكاة المفروضة، وعدم أداء حج الفريضة، وعدم الوفاء بالنذر، والتقصير في النفقة على النفس والأهل.

. (واستفزز من استطعت منهم):
يتحدى بها الله إبليس ،
بأن بعض عباد الله لا يستطيع الشيطان غلبته والانتصار عليه مهما فعل!
اللهم اجعلنا منهم.
وكأن الله يقول لعدوه إبليس:افعل ما بدا لك .. كِد وامكر .. دبِّر وخطِّط .. فكل مكرك عليك .. وكل خططك ضدك .. وسيفك قاتلك .. وسهمك راميك.. ولن توقف دعوة الله مهما فعلت وحاولت، وهي طمأنة لكل مؤمن أنه لن يضره كيد إبليس ما دام بالله معتصما.

. (لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ):
قال ابن جزي: معناه لأستولين عليهم ولأقودنهم، وهو مأخوذ من تحنيك الدابة، وهو أن يشدّ على حنكها بحبل فتنقاد.

. (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً )
طريق التخلص من أغلال الشيطان سهل يسير: العبودية لله والاستعانة به!

. {فَهُوَ فِي الآخرة أعمى. .} [الإسراء: 72]
ليست وَصْفاً، وإنما تفضيل لعمى الآخرة على عمى الدنيا، أي أنه في الآخرة أشدّ عمىً، وعماه في الدنيا عمى بصيرة، لكن عَماه في الآخرة عمى بصر.
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

. {وَأَضَلُّ سَبِيلاً}:سين: معلوم أنه كان ضالاً في الدنيا، فكيف يكون أضلَّ في الآخرة؟
. جيم: لأن ضلاله في الدنيا كان يمكن تداركه بالرجوع إلى الحق، وأما ضلاله في الآخرة فلا يمكن تداركه.

. ﴿ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا﴾ أكمل الخلق مفتقر إلى تثبيت الله له، وهو القائل ﷺ: «اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين»، فكيف بغيره؟! 

. (إِذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً): فيها أن العقاب يُضاعف على من زاغ بقدر علمه، وأن هبوط الأكابر على حسب صعودهم، وأن أخطاء الأحبة وإن قلَّت جلَّت.

 ﴿ومن الليل فتهجد به﴾: قال البغوي: «قم بعد نومك، والتهجد لا يكون إلا بعد النوم، يقال: تهجد إذا قام بعد ما نام»، وكان التهجد فريضة على النبي ﷺ وعلى أمته، ونسِخ هذا في حق الأمة، وبقي وجوب القيام على النبي ﷺ.

. ﴿إن الباطل كان زهوقا﴾: مهما أمدوه بأسباب الحياة، فإنه روح الباطل سوف تُزهق، الباطل سيموت! ويشمل هذا كُلَّ باطل في كُلِّ زمان.

 ﴿ ﻭَﻗُﻞْ ﺟَﺎﺀَ ﺍﻟْﺤَﻖُّ ﻭَﺯَﻫَﻖَ ﺍﻟْﺒَﺎﻃِﻞُ ﴾: ﻻ ﻳﺰﻫﻖ (باﻃﻞ) إﻻ إذا خنقته وأزهقت روحه يد أهل الحق.. ولّى زمن المعجزات.

. (وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ): يشمل ذلك كونه شفاء القلب من أمراضه، كالشك والنفاق وغير ذلك، وكونه شفاء للأجسام إذا رُقِي عليها به، كقصة الذي رقى الرجل اللديغ بالفاتحة، فشفاه الله، وهي صحيحة مشهورة. قال الحسن: والله من جالس القرآن أحدٌ إلا قام من عنده بزيادة أو نقصان قال الله: (وَنُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا) [سورة الإسراء:82] 

﴿وَنُنَزِلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ﴾: القرآن شفاء، فمرضك على قدر بعدك عن مصحفك، وصحتك على قدر أخذك من القرآن.

. ﴿قل كل يعمل على شاكلته﴾ :قال أبو بكر الصديق : «قرأت القرآن من أوله إلى آخره، فلم أر فيه آية أرجى وأحسن من قوله تبارك وتعالى: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ، فإنه لا يشاكِل بالعبد إلا العصيان، ولا يشاكِل بالرب إلا الغفران». الشاكلة بمعنى الأخلاق. قال ابن القيم في تفسير هذه الآية:. «أي على ما يشاكله ويناسبه، فهو يعمل على طريقته التي تناسب أخلاقه وطبيعته، وكل إنسان يجري على طريقته ومذهبه وعادته التي ألفها وجبل عليها، فالفاجر يعمل بما يشبه طريقته من مقابلة النعم بالمعاصي والإعراض عن النعم، والمؤمن يعمل بما يشاكله من شكر النعم ومحبته والثناء عليه والتودد إليه والحياء منه والمراقبة له وتعظيمه وإجلاله».
. قال ذو الأصبع العدواني:كُلُّ امرئٍ صائرٌ يوما لِشيمته ... وإن تخلَّق أخلاقا إلى حين

. أعظم تحدي على وجه الكون ! ﴿ قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا ﴾.

(وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ) في حديث أنس أن رجلا قال: يا رسول الله، الذين يحشرون على وجوههم، أيحشر الكافر على وجهه؟ قال رسول الله ﷺ: أليس الذي أمشاه على الرجلين قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة": قال قتادة حين بلغه: بلى وعزة ربنا. أخرجه البخاري ومسلم.

. (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً)فإن قيل: كيف وصفهم بأنهم عمي وبكم وصم وقد قال: "ورأى المجرمون النار" (الكهف-53) وقال: "دعوا هنالك ثبورا" (الفرقان-13) وقال: "سمعوا لها تغيظا وزفيرا" (الفرقان-12) أثبت الرؤية والكلام والسمع؟. جيم: يحشرون عميانا، ثم تعاد إليهم هذه الحواس. قال الحسن: هذا حين يساقون إلى الموقف إلى أن يدخلوا النار.

. ﴿فأغرقناه ومن معه﴾: السادة والأتباع مصير واحد، في البداية بالعمل، وفي النهاية بالهلاك.

﴿ لتقرأه على الناس على مكث ﴾ لا يكن همك آخر السورة! واقرأ قراءة مسترسلة هادئة بتدبر وتمهل، وإلا لم تجن ثمار الوحي، ولم تخرج بدرر المعاني.
.
(إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا) العالِم ليس بكثرة العلم بل بوجود البكاء. سئل الإمامُ أحمدُ عن معروف الكرخي: هل كان معه علمٌ؟! فقال: كان معه أصلُ العلم، خشيةُ الله عزَّ وجل. 
. في سنن الدارمي عن عبد الأعلى التيمي قال: «من أوتي من العلم ما لا يبكيه، لخليق أن لا يكون أوتي علما ينفعه، لأن الله تعالى نعت العلماء ثم قرأ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ﴾ [الإسراء: 107] إلى قوله ﴿وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ﴾ [الإسراء: 109]».. وقرأ عمر بن الخطاب رضى الله عنه يوما هذه الآية، فسجد وقال: هذا السجود فأين البكاء؟! 

﴿الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب﴾: إنزال القرآن من أعظم النعم التي تستوجب حمد الله، لذا حمد الله سبحانه ذاته العلية على هذه النعمة تذكيرا لعباده بالحمد وتعليما لهم.

. ﴿لينذر بأسا شديدا﴾: من أهم حكم إنزال القرآن الإنذار، فلا تُلغِ هذا الفصل من قاموس وعظك بحجة : سماحة الإسلام وعدم التشدد
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
. ﴿ أسرى بعبده ﴾:
أشرف المقامات التي يمكن أن يبلغها عبد هو مقام العبودية لله. قال الإمام القرطبي: «قال العلماء: لو كان للنبي ﷺ اسمٌ أشرف منه لسمَّاه به في تلك الحالة العليَّة».

. ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى﴾ [الإسراء: 1]: 
العلاقة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى علاقة أخوة لا تنفك، يظهر هذا في هذه الآية، وظهرت حتى في مواعيد البناء!
فعن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله أي مسجد وُضِع أول؟
فقال: «المسجد الحرام ثم المسجد الأقصى». قال: قلت: كم كان بينهما؟
قال: «كان بينهما أربعون سنة، وحيث ما أدركتك الصلاة فصَلِّ، فثَمَّ مسجد». التعليقات الحسان رقم: 1596 

. ﴿عِبَادًا لَنَا﴾ [الإسراء: 5]:
هذا شرط الانتصار: أن نكون عباداً لله حقا، فنخوض المعركة على أسس إيمانية ربانية، لا أسس قومية أو وطنية أو عصبية أو عِرقية، لنسترد بذلك وصف العبودية لله، فنكون أهلا لنصره، وعندها فحسب يوكِل الله إلينا تنفيذ وعيده الذي توعَّد به بني إسرائيل: {لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ} [الإسراء: 7]

. ﴿عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾ [الإسراء: 5]:
وعد الله لا يتخلف بأننا سننتصر؛ لكن هذا الانتصار مرهون بشرطين: ﴿عِبَادًا لَنَا﴾ و ﴿أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾،
فالشرط الأول متعلِّق بالقوة الإيمانية، والشرط الثاني متعلِّق بالقوة المادية والأخذ بالأسباب.

﴿فَجَاسُواْ خِلاَلَ الديار﴾ [الإسراء: 5]
جاسُوا من جاسَ أي: بحث واستقصى المكان، وطلب مَنْ فيه، وهو م يُسمّيه رجال الأمن: «تمشيط المكان» للبحث عن المجرمين، أي تتبعوا اليهود تتبعاً بحيث لا يخفي عليهم منهم أحد، وهو ما حدث مع يهود المدينة: بني قينقاع وبني قريظة وبني النضير ويهود خيبر.

. ﴿لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ﴾[الإسراء: 7]
أي: نُلحق بهم من الأذى ما يظهر أثره على وجوههم؛ وأشرف ما في الإنسان وجهه.
قال الإمام الرازي: «وإنما عزا- سبحانه- الإساءة إلى الوجوه، لأن آثار الأعراض النفسية الحاصلة في القلب إنما تظهر على الوجه، فإن حصل الفرح في القلب ظهر الإشراق في الوجه، وإن حصل الحزن والخوف في القلب، ظهر الكلوح في الوجه».

Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.
. {وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ. .} [الإسراء: 7]:
كأن الله سبحانه يلفت أنظارنا ويقول لنا: إن أردتُمْ أنْ تدخلوا المسجد الأقصى مرة أخرى بعد خروجكم منه، فادخلوا في السِّلم (الإسلام) كافة، وارجعوا إلى منهجي وتمسكوا به.

. {وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً} [الإسراء: 7]:
والعلو يحتاج فترة زمنية معتبرة حتى يعلوا فيه اليهود في البنيان والطغيان.

. ﴿وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ﴾[الإسراء: 11]:
ربما كان تأخير الإجابة حمايةً للداعي من حُمقِ الدعاء!
لأنه دعا بما يضره وهو يظن أنه ينفعه.

﴿وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ﴾[الإسراء: 11]:
قال ابن عباس وغيره: «هو دعاء الرجل على نفسه وولده عند الضجر بما لا يحب أن يستجاب له: اللهم أهلكه، ونحوه».

. ﴿وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ﴾[الإسراء: 11]: 
في الحديث: «من هذا اللاعن بعيره؟!
انزِل عنه فلا تصحبنا بملعون، لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافِقوا من الله ساعة يُسأَل فيها عطاءً، فيستجيب لكم». صحيح الجامع رقم: 6582

. ﴿وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا﴾[الإسراء: 11]: 
هذا هو السبب الذي يحمل الإنسان على الدعاء بالشر كما يدعو بالخير، فالعبد متسرع في طلب كل ما يخطر بباله دون النظر في عاقبته، ليتأكد هل هو خيرٌ فيدعو به، أم شرٌّ فيستعيذ منه، وفي غمرة استعجاله يغفل عن أن المقسوم لا يفوته، وأن اختيار الله للعبد خير له من اختياره لنفسه.

Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

. ﴿وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا﴾ [الإسراء: 29]:
في الآية حَضٌّ على التوسط، فخير الأمور الوسط.
وقد رُوِي عن رسول الله ﷺ قوله: «ما عال من اقتصد». ضعيف الجامع رقم: 5101 وقد قيل: «الاقتصاد نصف المعيشة»،
وكان يُقال: حسن التدبير مع الكفاف، خير من الغنى مع الإسراف.

. ﴿وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا ﴾[الإسراء: 37]: 
عجيب!
حتى طريقة المشي يحدِّدها لك القرآن، وتنزل فيها الآيات! لقد علَّمنا ديننا كل شيء.

. ﴿قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا﴾[الإسراء: 42]:
قال سعيد بن جبير: «المعنى إذا لطلبوا طريقا إلى الوصول إليه ليُزيلوا ملكه، لأنهم شركاؤه». مخاطبة العقل والإقناع منهج قرآني.

. ﴿قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً﴾[الإسراء: 50]:
لما قالوا: أئذا كنا عظاما إئنا لمبعوثون، قيل لهم: كونوا حجارة أو حديدا، فإنه الله قادر على إحيائكم على أي حال، فإن كنتم تستبعدون رد العظام اليابسة إلى رطوبة الحياة، مع أنها جزء من جسدكم الحي،
فكيف إذا كنتم حجارة أو حديدا، وهما أبعد عن الحياة؟!.
قال مجاهد: «المعنى كونوا ما شئتم فستعادون».

. {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ} [الإسراء: 54]: 
وبمقتضى هذا العلم يُقسِّم الأرزاق ويُوزِّع المواهب بين العباد، كُلٌّ بحسب حاله، وعلى قَدْر ما يُصلِحه، والجميع عبيدٌ لله، وليس بينه وبين أحد منهم عداوة فيحرمه، ولا مصلحة أو نسب فيعطيه ويُكرِمه.

. {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ} [الإسراء: 54]: 
قال القشيري: «سدَّ على كل أحد طريق معرفته بنفسه ليتعلّق كلّ قلبه بربه، ويوصف العبد بالعلم ويوصف الربّ بالعلم، ولكن العبد يعلم ظاهر حاله، وعلم الرب يكون بحاله وبمآله».

. ﴿وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا﴾ [الإسراء: 55]:
كأن الله سبحانه يشير إلى أن سبب تفضيله لأحد خلقه هو الرسالة لا المُلك، فسبب شرف داوود أنه أوتي الزبور لا أنه أوتِي المُلْك.

 ﴿قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا﴾[الإسراء: 63]: 
﴿فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ﴾ وهي صيغة خطاب لمن حضر مع أنه قدَّم ذكر الغائب حين قال: ﴿فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ﴾، تغليبا لجانب المخاطَب- وهو إبليس- على جانب الغائب وهم أتباعه، لأنه سبب إغواء هؤلاء الأتباع.

. ﴿رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كانَ بِكُمْ رَحِيماً ﴾[الإسراء: 66]:
تعرَّف الله إلى عباده بنعمه كي يحبوه، فإذا أحبوه أطاعوه، فإذا أطاعوه أدخلهم الجنة، وهذا من تمام رحمته وعظيم فضله.

. ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾[الإسراء: 70]:
امتنَّ الله على عباده في هذه الآية بخمس مِنَن: التكريم، وتسخير المراكب في البر، وتسخير المراكب في البحر، والرزق من الطيبات، والتفضيل على كثير من المخلوقات.

. ﴿ يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾[الإسراء: 71]:
رجَّح ابن كثير القول بأن الإمام هو كتاب الأعمال، لقوله تعالى: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ﴾، وما رجَّحه رحمه الله هو الصواب؛ لأن القرآن يُفسِّر بعضه بعضا.

. ﴿وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا﴾[الإسراء: 73]
هنا إثبات لعصمة النبي ﷺ، فقولك: كاد زيد يفعل معناه أنه لم يفعل.
قال ابن عباس: «كل شيء في القرآن كاد، وأكاد، ويكاد، فإنه لا يكون أبدا».

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
. ﴿وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً ﴾[الإسراء: 74]:
قال قتادة: لما نزلت هذه الآية، قال النبي ﷺ:«اللهم لا تكِلني إلى نفسي طرفة عين».
والركون هو أدنى الميل، فنفى الله عن نبيه الشيء اليسير من الركون، فلم يقترب ﷺ أدنى الأدنى من الميل إلى المشركين، وهذا صريح في أن النبي ﷺ لم يُهِمَّ بإجابتهم.
إخراج الأنبياء والمصلحين من ديارهم سُنَّة الطغاة، كانت وستبقى.

. ﴿وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾[الإسراء: 76]:
قال مجاهد:«ذهبَتْ قريش إلى هذا، ولكنه لم يقعْ منها لأنه لما أراد الله سبحانه استبقاء قريش، وألا يستأصلها، أذن لرسوله في الهجْرة، فخرج من الأرض بإِذن الله، لا بِقَهْر قريش، واسْتُبْقِيَتْ قريشٌ لِيُسِلمَ منها ومِنْ أعقابها مَنْ أسْلَم».

. ﴿وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً﴾[الإسراء: 78]:
هي صلاة الفجر، وسُمِّيت قرآنا، لمشروعية إطالة القرآن فيها أطول من غيرها، ولفضل القراءة فيها حيث يشهدها الله وملائكة الليل وملائكة النهار.

﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾[الإسراء: 85]:
في الآية توجيه تربوي، فهي تردع من يسأل المسائل التي لا يُقصَد بها إلا التعنت والجدال، وفيها كذلك إرشاد المسؤول إذا سئل عن أمر لا يفيد السائل، لكي يُعرِض عن جوابه، ويدله على ما يحتاج إليه وينفعه.

. ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾[الإسراء: 85]:
خاطب النبي ﷺ بهذه الآية المعاصرين له منذ ما يزيد على ألف وأربعمائة عام، ولا تزال الآية تخاطبنا، وستخاطب مَنْ بعدنا إلى قيام الساعة مع ما توصلتْ إليه البشرية من تطور تكنولوجي وعلوم، وكأنه الله سبحانه يقول: يا ابن آدم، تواضع، واعرف قدرك، والزم غرزك.

. ﴿وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86) إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا﴾[الإسراء: 86-87]:
امتنان عظيم من الله على نبيه وأمته من بعده ببقاء القرآن محفوظا، بعد المنة العظيمة بتنزيله، وهاتان النعمتان متلازمتان، يلزم على كل عبد القيام بشكرهما .
45655358_722639704755985_509571674664861

. ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا﴾[الإسراء: 89]:
والتصريف وجهان: أحدهما: كرَّرْنا في هذا القرآن من المواعظ والأمثال، والثاني: نوَّعنا بين المواعظ باختلاف أنواعها.
وقدَّم ذكر الناس هنا تنبيها للناس، وليهتموا بتفهُّم القرآن وتدبُّره، وسبب آخر للتقديم: أن الآية وردت بعد قول: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ﴾، فناسب تقديم ذكر الناس وقيام الحجة عليهم بعجزهم عن الإتيان بمثله.

. ﴿وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا﴾ [الإسراء: 94]:
كيف تطلبون أيها الجاهلون أن يكون رسولكم مَلَكا، وتستبعدون أن يكون بشرا؟! فما منعَهم من الإيمانِ إلا استغرابُ أن يبعث الله لهم بشرا مثلهم، كما في قوله تعالى في أول سورة يونس: ﴿أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ﴾.

. ﴿وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا﴾ [الإسراء: 94]:
في الآية تسلية ومواساة للنبي ﷺ، وأنه ليس وحده مَن كُذِّب من المرسلين، فالرسل المتقدمون كلهم من البشر، فإذا لم يؤمنوا بك يا محمد، فيلزمهم ألا يؤمنوا بكل رسول قبلك، فتكذيبهم لك تكذيب لكل من سبقك من الرسل، فلا يسوؤك أمرهم.

. ﴿ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا﴾[الإسراء: 98]:
لاشك أن ذكر العقاب الفظيع في الآية السابقة يثير في النفس استبشاع الجزاء والاستعلام عن السبب، فعرض الله هنا سببان وهما: الكفر وإنكار البعث، لنعلم أن ما حاق بالكافرين كان عدلا لا ظلما، ومناسبٌ تمام المناسبة لطبيعة ذنبهم.. كذَّبوا بالإعادة بعد الإفناء، فجعل الله عقابهم أن سلَّط النار على أجسادهم تأكلها ثم يعيدها، ولا يزالون على تلك الحال؛ ليزداد تحسرهم على إنكارهم البعث.

. ﴿فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ﴾[الإسراء: 101]:
قال الآلوسي: «فاسأل يا محمد مؤمني أهل الكتاب عن ذلك، إما لأن تظاهر الأدلة أقوى- في التثبيت-، وإما من باب التهييج والإلهاب، وإما للدلالة على أنه أمر محقق عندهم ثابت في كتابهم».
45655358_722639704755985_509571674664861

. ﴿فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَامُوسَى مَسْحُورًا﴾[الإسراء: 101]:
شأن الطغاة في كل زمان ومكان، حين يرون قوة الحق ونصاعة حجته، وضعف منطقهم وضلاتهم، أن يرموا أهله - زورا وبهتانا- بكل نقيصة.
﴿وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا﴾[الإسراء: 102]:
سرعة وقوة رد موسى على كذب فرعون مذهل، فالحق أبلج والباطل لجلج.

. ﴿وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا﴾[الإسراء: 102]:
والمثبور أي هالك مُدمَّر، أو بمعنى مصروفا عن الخير، من قولهم: ما ثبرك عن هذا الأمر؟ أى: ما الذي صرفك ومنعك عنه.والمعنيان صحيحان، والمعنى: كل من صرفه الله عن الحق فهو هالك.

. ﴿فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا﴾[الإسراء: 103]:
أراد فرعون أن يطرد موسى وقومه من أرض مصر، وأن يهلكهم، فجاءت النتيجة بالعكس، فأهلكه الله وجنده بالغرق، وأسكن من أراد طردهم الأرضَ التي أراد فرعون أن يستفزهم منها، فالآية تحكي سُنَّة من سنن الله في إهلاك الظالمين، وتوريث المستضعفين أرضهم وديارهم.

. ﴿وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا﴾ [الإسراء: 108]:
هؤلاء هم الصالحون من أهل الكتاب؛ لأن الوعد ببعثة محمد سبق في كتابهم، فهم في انتظار إنجاز هذا الوعد، ومن هؤلاء: ورقة بن نوفل، ومنهم كذلك من آمن بعد نزول هذه السورة مثل عبد الله بن سلام، ففي الآية إخبار ببعض الغيب.

. ﴿وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾ [الإسراء: 109]:
بمعنى يسقطون على الأرض بدون إِرادتهم، واستخدام هذه الكلمة بدلا مِن السجود ينطوي على إِشارة لطيفة، هي أنَّ ذوي القلوب الحية عندما يسمعون آيات القرآن يتأثرون به إلى درجة أنهم يسقطون على الأرض، ويسجدون خشية بدون وعي أو اختيار.

. ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [الإسراء: 110]:
قال ابن عباس: «سمع أبو جهل النبي ﷺ يقول: يا الله يا رحمان، فقال أبو جهل: إنه ينهانا أن نعبد إلهين، وهو يدعو إلها آخر». أي أن المدعو إله واحد، وإن تعددت أسماؤه الحسنى.

. ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 110]:
قال ابن عباس: «نزلت ورسول الله ﷺ مختف بمكة، فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمع ذلك المشركون، سبوا القرآن، ومن أنزله، ومن جاء به، فأمره الله بالتوسط».

. ﴿ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا﴾[الكهف: 12]:
أليس الله قد علم كل شيء قبل وقوعه؟! بلى، لكن العلم هنا علم مشاهدة لا مجرد علم غيب، ولابد من خروج الحدث لعالم الشهادة والواقع لتقوم الحجة على الخلق. العلم هنا متعلِّق بأي الحزبين المختلفين من الناس اختلافا في مدة لبث أصحاب الكهف، أيهما أدقُّ إحصاء وضبطا لمدة لبثهم.

. ﴿إنهم فتية آمنوا بربهم﴾[الكهف: 13]:
قال ابن عباس: «ما بعَث الله نبيا إلا وهو شاب، ولا أوتي العلم عالم إلا وهو شاب، وقرأ: ﴿قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم﴾، ﴿وإذ قال موسى لفتاه﴾، ﴿إنهم فتية آمنوا بربهم﴾» .

. ﴿هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ﴾[الكهف: 15]:
كل قول ليس عليه دليل مردود، فهلا أقاموا بيِّنة على كون أصنامهم التي يعبدون آلهة؟! وهي دعوة لتحكيم العقل الذي وهبنا الله إياه، وعدم التسليم للخرافات والأوهام.

. ﴿لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ﴾[الكهف: 15]:
قال الزمخشري: «وهو دليل على فساد التقليد، وأنه لا بد في الدين من حجة حتى يصِحَّ ويثبت».

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
 
Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.
 
﴿وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا﴾[الكهف: 18]:
كان الناس يتنازعون في زمانهم: هل تُعاد الأرواح دون الأبدان أم تُعاد الأرواح والأبدان؟
فجعل الله أمر هؤلاء الفتية آية لإعادة الأبدان، وأعثر عليهم أهل مدينتهم.
. ما هدف العثور عليهم؟!
لتكون آية تغرس اليقين في قلوبهم، فإن حالهم في نومهم وانتباههم بعدها، كحال من يموت ثم يُبعَث، ومن توفى نفوسا وأمسكها ثلاثمائة سنين،
ثم أعاد إليها الحياة، قادر على أن يتوفى أرواح الناس إلى أن يردها على أبدانهم يوم القيامة.

. ﴿فلينظر أيها أزكى طعاما﴾[الكهف: 19]: 
لم يقولوا: أيها أشهى طعاما، ولا أيها أرخص طعاما، لأن المؤمن يقوده إيمانه، لا ملذاته وشهواته، يعلِّمنا هؤلاء الفتية ترتيب الألويات عند وجود الشبهات وغزو الشهوات.

. ﴿وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ﴾[الكهف: 27]:
تسلّ- حين تتقلب عليك الأحوال وتتوالى الأهوال- بأنوار الآيات وأضواء الوحي، فخير ما يبدِّد ظلمة الأحزان أنوار الإيمان، والقرآن هو نبع هذه الأنوار.

. ﴿وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا﴾[الكهف: 27]:
يشمل التلاوة اللفظية والتلاوة العملية، أما التلاوة اللفظية فمعلومة، وأما التلاوة العملية فأن تعمل بالقرآن، فإذا عملتَ به فقد تلوتَه.
image.png.111e7bc2a04dc6146269aee000dcb971.png

. ﴿وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ﴾[الكهف: 27]:
اقرأ كتاب ربك لتكون معانيه وحقائقه ملازمة لك، مستقرة في قلبك، وإذا كان هذا أمر الله إلى المعصوم الذي لا سبيل إلى زيغ قلبه،
فكيف بمن أحاطت به الشبهات وأسباب الزيغ من كل الجهات؟!
﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾[الكهف: 29]: 
هذا الكلام وإن كان خارجا مخرج التخيير، إلا أنه غاية التهديد والوعيد، وهي تدل على أن الله لا ينتفع بإيمان المؤمنين ولا يضره كفر الكافرين، بل نفع الإيمان وضرر الكفر يعود على العباد فحسب.

. ﴿إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ﴾[الكهف: 30]:
هذه قاعدة عامة: الله لا يضيع أجر من أحسن، وهي تصلح أن تكون جارية على المؤمن والكافر؛ لذلك لم يَقُل: (إنَّا لا نضيع أجر المؤمنين)،
لأن الكافر قد يُحسِن العمل، فلا يبخسه الله تعالى حَقّه، بل يوفّيه حظه من الجزاء والثناء والعطاء في الدنيا.

. ﴿وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا ﴾[الكهف: 34]:
هذا شأن من طمس الله بصائر قلوبهم، تزيدهم نِعم الله بطرا لا شكرا، وشرا لا خيرا.
. ما أصدق قول قتادة يصف أماني هؤلاء الفجار: «تلك- والله- أمنية الفاجر: كثرة المال وعزة النفر».

 

 image.png.7ba8d7ebe32b29b006334ab69a178aa2.png

. ﴿وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا﴾[الكهف: 35]:
أكثر ما يدفع إلى الظلم استبعاد الموت مع ظن دوام النعمة وعدم زوالها.

. ﴿لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا ﴾[الكهف: 38]: 
الفخر الحقيقي بالإسلام، والنعمة الباقية هي نعمة التوحيد، وكل ما عدا ذلك عرضة للزوال.

. ﴿وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾[الكهف: 39]: 
روى هشام بن عروة بن أبيه أنه كان إذا رأى شيئًا يُعجِبه أو دخل حائطًا (بستانًا) من حيطانه، قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، فمن أعجبه شيء من حاله أو ولده أو ماله،
فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، وهو مأخوذ من هذه الآية الكريمة.


. ﴿ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾[الكهف: 39]: 
معناها: الحضُّ على الاعتراف بأن جنته وما فيها تحت مشيئة الله، إن شاء أبقاها، وإن شاء أبادها، وهذا حال المؤمن مع كل نعمة من نعم الله عليه.

. ﴿فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا ﴾[الكهف: 40]: 
الله قادر في لحظة واحدة على أن يقلب حالك، فتصبح جنتك أرضا «زلقا» أي جرداء ملساء لا تُخِرج نبات، ولا تثبت عليها قدم، أي تصير عديمة النفع من كل شيء حتى من المشي عليها.

. ﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ﴾ [الكهف: 47]:
أشد الزلازل تدميرا في الدنيا لا تستطع اقتلاع الجبال من جذورها، لكن كل شيء يوم القيامة مختلف، فيوم القيامة هو زلزال الزلازل الذي يفتت أقوى الجمادات، ويجعلها تطير مع السحاب.

. ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً﴾ [الكهف: 47]: 
فلا بناءَ فيها ولا حجر ولا شجر، حتى لا يتوارى أحد، بل ينكشف الخلق جميعا بين يدي الله، للحساب والجزاء.

. ﴿وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً﴾ [الكهف:48]:
أنه لم يَغِبْ عن الله منهم أحد في الدنيا ولو استتروا، لكنهم يوم القيامة أشد انكشافا وافتضاحا في يوم العرض الأكبر!

. ﴿أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلاً ﴾[الكهف: 55]:
العذاب قُبُلا هو الذي يرونه عيانا ومواجهة أو قِبَلا أي ألوانا متنوعة، وهذا تهديد وإنذار وتحذير وحث على المبادرة بالإيمان قبل فوات الأوان..
لا تتعجب من إعراض الخلق!
فبعض الناس لن يؤمنوا ولن يستغفروا إلا إذا نزل بهم عذاب دنيوي مهلك، أو مواجهة عذاب الآخرة وعلى عتبات النار.

. ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَداهُ﴾[الكهف: 57]:  كلما زاد ظلم العبد زاد نسيانه لذنبه وبعده عن ربه.
. ﴿وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤاخِذُهُمْ بِما كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذابَ﴾[الكهف: 58]:  تأخير العذاب من علامات رحمة لله، وهو إما إمهال للعبد كي يتوب، أو إقامة للحجة عليه إن أصرَّ على الذنوب.

. ﴿وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقُبا﴾[الكهف: 60]:  قوة تصميم وإرادة وتعهد على الاستمرار حتى يبلغ مجمع البحرين، طلبا للعلم، أو يمضي دهرا طويلا حتى يجد هذا العالِم.
  . قال الرازي: «وهذا إخبار من موسى بأنه وطَّن نفسه على تحمل التعب الشديد والعناء العظيم في السفر لأجل طلب العلم، وذلك تنبيه على أن المتعلم لو سافر من المشرق إلى المغرب لطلب مسألة واحدة لحقَّ له ذلك».

. ﴿قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا﴾[الكهف: 69]: 
تقديم المشيئة تأدب مع الخالق سبحانه، واستعانة به على الصبر، أدب يعلِّمنا إياه الأنبياء.

. ﴿فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا﴾ [الكهف:70]:
كلمة ﴿ شَيْءٍ﴾ نكرة تدل على أن الخضر اشترط على موسى اشتراط العالم على الطالب ألا يبدأه بالسؤال،
مهما رأى شيئا غريبا غير مفهوم حتى يبدأه العبد الصالح بالحديث عنه، ووافق موسى على الشرط.


Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
 
 
ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: ââÙباتââ
 
الجزء السادس عشر
 
﴿أقتلت نفسا زكية بغير نفس﴾:
قال رسول الله ﷺ: «رحمة الله علينا وعلى موسى، لو صبَر لرأى من صاحبه العَجَب» . صحيح الجامع رقم: 3501 ..
الصبر مفتاح باب العلم، ومن أسباب مزيده.


. (فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما﴾:
قال قتادة: «قد فرِح به أبواه حين وُلِد، وحزنا عليه حين قُتِل، ولو بقي كان فيه هلاكهما، فليرض امرؤ بقضاء الله، فإن قضاء الله للمؤمن فيما يكره خير له من قضائه فيما يحب»


. ﴿فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً﴾:
حقِّق صفات الابن الصالح: ﴿زَكَاةً﴾: صلاحا وطهارة واستقامة، ﴿رُحْماً﴾: رحمة بوالديه.


. ﴿ فأردنا أن يبدلهما ربّهما خيرا منه ﴾:
الفقد قد يفتح أبوابا أروع للعطاء!


. ﴿فأردنا أن يبدلهما﴾ ﴿فأراد ربك أن يبلغا أشدهما﴾، ﴿فأراد ربك﴾:
كل ما يجري حولك هو تنفيذ إرادة الله، والواجب عليك أن تتعرف على حكمته في أقداره، ورحمته في أفعاله.


. ﴿وكان أبوهما صالحا﴾:
قال عمرُ بن عبد العزيز: «ما من مؤمن يموتُ إلاَّ حفظه الله في عقبه وعقبِ عقبه (أولاده وأحفاده) ».


. ﴿وَكانَ أبُوهُما صَالِحاً﴾:
قال محمد بن المنكدر: «إن الله تعالى يحفظ المؤمن في ولده وولدَ ولده، ويحفظه في دُويرته وفي دُويراتٍ حوله، فما يزالون في حفظ وعافية ما كان بين أظهرهم».


. ﴿وَكانَ أبُوهُما صَالِحاً﴾:
قال سعيد بن المسيب: «يا بني .. إني لأزيد في صلاتي من أجلك، رجاءَ أن أُحفَظ فيك»،
وتلا الآية: ﴿وَكانَ أبُوهُما صَالِحاً﴾..
اجعل لصلاتك نيات عديدة!


. ﴿وَكانَ أبُوهُما صَالِحاً﴾:
تبلى عظامك، وتذروك الرياح، لكن لا يزال أثر صلاحك باقيا في دنيا الناس.. اللهم ارزقنا هذا الصلاح المبارك.

Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

.﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ﴾:
قال البقاعي: «كانت قصة موسى مع الخضر مشتملة على الرحلات من أجل العلم، وكانت قصة ذي القرنين مشتملة على الرحلات من أجل الجهاد في سبيل الله، ولما كان العلم أساس الجهاد تقدمت قصة موسى والخضر على قصة ذي القرنين»


. ﴿قالَ ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ﴾:
ما بسطه الله لي من النعم والمال خير من مالكم الذي تعرضون عليَّ، فوفَّروا أموالكم.


.﴿فأعينوني بقوة﴾:
المصلح لا ينوب عن الأمة في الإصلاح، لكن يقودها ويتقدمها.


.(تجعل بيننا وبينهم سدا) (أجعل بينكم وبينهم ردما):
الردم أكبر من السد وأوثق، فلمروءته وكرمه وعدهم بأكثر مما طلبوه، ووفَّى بوعده.


.(فأعينوني بقوة!):
تلاحم القائد مع الجنود، ومشاركته لهم سبب بث الحماسة في صفوفهم وتقديم أفضل ما لديهم.


. (فأعينوني بقوة):
لم يكن موقفه أن يدافع عنهم بل أن يعلِّمهم كيف يدافعون عن أنفسهم، ويورثهم أسباب القوة التي يستعملونها إن غاب عنهم.


Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

.(قال هذا رحمة من ربي):
نسب ذوالقرنين هذا العمل العظيم الضخم الذي قام به إلى رحمة الله، فلم يأخذه غرور وعُجْب، لكنه تبرأ من حوله وقوته، ونسب الفضل إلى الله.


.﴿لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً﴾:
ساكن شقة سكنية يتمنى التحول منها إلى (فيلا)، فإذا تملَّكها تمنى (قصرا)، فإذا تملَّك القصر تمنى وتمنى.. أما ساكنو الجنة فهم ﴿لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً﴾.


. ﴿خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً﴾:
طبيعة الإنسان أنه ملول، فكيف إذا لاقى الخلود، لكن الجنة محصَّنة ضد الملل والسأم والرغبة في التغيير والتطلع إليه.


.﴿ لا يَبغُونَ عَنهَا حِوَلًا ﴾:
رغم التفاوت العظيم في درجات الجنة فتصل إلى مائة درجة، لكن كل واحد لا يتمنى غير منزلته.
في صحيح مسلم: «آخر من يدخل الجنة رجلٌ... »، إلى أن قال على لسان هذا الرجل: «لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين».


. ﴿ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها﴾:
تُعرَض عليهم النار ليروا ما فيها من العذاب والنكال قبل دخولها، فيكون في ذلك عذاب نفسي معجَّل بالهم والرعب، قبل العذاب الحسي في النار.
قال رسول الله ﷺ: «يؤتى بجهنم تقاد يوم القيامة بسبعين ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك».


.عن مجاهد يقول: قال رجل: يا رسول الله .. أرأيت الرجل يتصدق بالصدقة، يلتمس بها وجه الله، ويحب أن يُقال له خيرا، قال: فنزلت هذه الآية:
{فمن كان يرجو لقاء ربه، فليعمل عملا صالحا، ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} [الكهف: 110]


. قال الفضيل بن عياض: إنّ العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يُقبَل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا، الخالص أن يكون لله، والصّواب أن يكون على السّنّة،
ثم قرأ قوله تعالى: ﴿فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾.


. ﴿ذِكْرُ ( رحمت ) ربك ( عبده ) زكريا﴾:
كلما زادت عبودية العبد تدفقت رحمات الرب.


ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: âââÙباتâ ÙâÙصâââ
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا﴾:
فيه فضل الدعاء الخفي، وأنه أفضل من الدعاء الذي يجهر به العبد، وهذا عام في جميع العبادات، كالقراءة والصدقة والقيام، فما كان سرا فهو أفضل، إلا إذا كان في الإعلان مصلحة.

.﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا﴾:
قال ابن القيم:
«وكم من صاحب قلب وحال مع الله تعالى قد تحدث بها، وأخبر بها، فسلبه إياها الأغيار، ولهذا يوصي العارفون والشيوخ بحفظ السر مع الله تعالى، وألا يطلع عليه أحد».

. ﴿وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا﴾:
أي أنك عوَّدتني إجابتك. قال القرطبي: «وهذه وسيلة حسنة، أن يتشفع إليه بنعمه، ويستدر فضله بفضله، يروى أن حاتم لقيه رجل فسأله، فقال له حاتم: من أنت؟
قال: أنا الذي أحسنت إليه عام أول (أي العام السابق)، فقال: مرحبا بمن تشفَّع إلينا بنا».

. ﴿ﻭَﻟَﻢْ ﺃَﻛُﻦْ ﺑِﺪُﻋَﺎﺋِﻚَ ﺭَﺏِّ ﺷَﻘِﻴًّﺎ﴾:
لا يشقى مع الدعاء أحد!
فلا يجتمع دعاءٌ مع شقاء.

.﴿ﻭَﻟَﻢْ ﺃَﻛُﻦْ ﺑِﺪُﻋَﺎﺋِﻚَ ﺭَﺏِّ ﺷَﻘِﻴًّﺎ﴾:
قال سفيان بن عيينة: سعدتُ بدعائك وإن لَمْ تعطني!

. ﴿ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ﴾:
لا يموت أمل في قلبٍ، وعى هذه الآية.

45582239_722651364754819_105005049233748


﴿ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ﴾:
عند الدعاء لا تطلب على قدر حاجتك، بل على قدر من تدعوه.

.﴿فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا):
مُنِعَ من الكلام، فدعا إلى الله بالإشارة!
يا لها من هِمَم!

. ﴿ وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ ﴾:
قال وهب بن منبِّه:
«إنّ البرَّ بالوالدين يزيد في العمر».

. ﴿ياليتني مت قبل هذا﴾:
تمنت الموت ثم أصبحت بعد ذلك أم (نبي)، فرُبَّ محبوب في مكروه، ومنحة في محنة.

. ﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ﴾:
قال الشنقيطي: «أن أول كلمة نطق لهم بها عيسى وهو صبي في مهده أنه عبد الله، وفي ذلك أعظم زجرٍ للنصارى عن دعواهم أنه الله أو ابنُه أو إلهٌ معه».



45582239_722651364754819_105005049233748



﴿ وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً ﴾:
قال سفيان بن عيينة:
«أوحش ما يكون المرء في ثلاثة مواطن: يوم يولد فيرى نفسه خارجا مما كان فيه، ويوم يموت فيرى قوما لم يكن عاينهم، ويوم يبعث فيرى نفسه في محشر عظيم».

. ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ﴾:
قال ابن تيمية:
«قيل لابن مسعود وغيره: ما إضاعتها؟
فقال: تأخيرها عن وقتها،
فقالوا: ما كنا نظن ذلك إلا تركها
فقال: لو تركوها لكانوا كفارا».

. لا تحقِر جهدك مهما قلَّ، فالمهم أن تبذل ما تستطيع، فالله يجبر قصور العبد لا تقصيره: ﴿وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً﴾

.﴿يَا أُخْتَ هَارُونَ﴾:
قال ابن كثير:
«أي يا شبيهة هارون في العبادة». انظر شبيه من أنت اليوم، فسوف تُحشَر معه غدا!

. ﴿ وبراً بوالدتي ﴾:
قال ابن عبّاس رضي الله عنهما:
«إنّي لا أعلم عملا أقرب إلى الله عز وجل من برِّ الوالدة».

. ﴿إنه كان بي حفيا﴾:
من الحفاوة وهي الرأفة والرحمة والكرامة، وإن من أسباب إجابة الدعاء حسنَ الظن بالله عن طريق استشعار قلبك لهذه الحفاوة.

.﴿فَلَمَّا (اعْتَزَلَهُمْ) وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ (وَهَبْنَا) لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ﴾:
من تركَ شيئا لله عوّضه الله خيرا منه،
ومن خيرٌ من نبييْنِ مُرسلَيْن؟

. ﴿ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ ﴾:
إذا أردت أن تفوز بنفس الثناء، فما عليك إلا بأن تكرر نفس الفعل مع أهلك!
ونادهم مع كل أذان: قوموا إلى الصلاة!

﴿وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً﴾:
ليس في الجنة ليلٌ ولا نهار، لكن المقصود مقدار البُكْرة ومقدار العشي من أيام الدنيا، أو وقت الغَداء ووقت العَشاء.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
. ﴿وما نتنزل إلا بأمر ربك﴾:
سبب نزولها أن رسول الله ﷺ قال لجبريل: «ألا تزورنا أكثر مما تزورنا؟»،
فنزلت: ﴿وما نتنزل إلا بأمر ربك﴾

.﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾:
كان عبد الله بن رواحة واضعًا رأسه في حجر امرأته، فبكى، فبكت امرأته،
قال: ما يبكيك؟
قالت: رأيتك تبكي فبكيت،
قال: إني ذكرت قول الله: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾، فلا أدري أنجو منها، أم لا؟

. الجزاء من جنس العمل!
من كان قائدا إلى الضلالة والإفساد اليوم، فهو قائد نفس الجمع إلى النار غدا ..
﴿ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا﴾

. ﴿وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا﴾:
قال السعدي: «يُساقون إلى جهنم وِردا، أي: عطاشا، وهذا أبشع ما يكون من الحالات، َسوْقُهم على وجه الذل والصغار إلى أعظم سجن وأفظع عقوبة، وهو جهنم، في حال ظمئهم ونصَبِهم».

.﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا﴾:
الجمادات أعقل من بعض البشر!
قال ابن عباس: «إن الشِّرك فزعت منه السماوات والأرض والجبال وجميع الخلائق، إلا الثقلين».

Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.
 
﴿ويزيد الله الذين اهتدوا هدى﴾:
قال أبو الحسن المزيِّن: «الذَّنْبُ بَعْدَ الذَّنْبِ عقوبة الذَّنْب، والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة»..قال ابن القيم: «فالعبد إذا عمل حسنة قالت أخرى إلى جانبها: اعملني أيضًا، فإذا عملها قالت الثانية كذلك، وهلم جرًّا، فتضاعف الربح، وتزايدت الحسنات»

 ﴿فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا﴾:
فقط .. راقب كيف ستكون نهاية الظالم!

.﴿إنما نعد لهم عدا﴾:
قرأ المأمون هذه السورة، فمرَّ بهذه الآية وعنده جماعة من الفقهاء، فأشار برأسه إلى ابن السماك أن يعظه، فقال: «إذا كانت الأنفاس بالعدد، ولم يكن لها مدد، فما أسرع ما تنفد!»..
وكان ابن عباس رضى الله عنهما إذا قرأ هذه الآية بكى وقال: «آخر العدد خروج نفسك. آخر العدد فراق أهلك، آخر العدد دخول قبرك»

﴿وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾:
في الحديث: «ما منكم من أحد إلا سيكلِّمه الله يوم القيامة، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة، ولو بكلمة طيبة».

. ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾:
قال ابن المنكدر لأبي حازم: يا أبا حازم .. ما أكثر من يلقاني فيدعو لي بالخير ما أعرفهم، وما صنعت إليهم خيرا قط! قال له أبو حازم: لا تظن أن ذلك من عملك، ولكن انظر الذي ذلك من قِبَلِه فاشكره،
وقرأ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾

﴿واصطَبر لعبَادته ﴾:
زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، يعني: يصبر ثم يزيد فوق الصبر بالاصطبار، فالاصطبار للأشياء التي تتطلب استمرارا ومداومة وقوة، لأن الهمم قد تتثاقل عن أداء النوافل مع مرور الأيام

.﴿ثم ننجي الذين اتقوا﴾:
التقوى سبب النجاة من كرب النار، ومن باب أَوْلى النجاة من كرب الدنيا.

. (ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى):
الشقاء والقرآن لا يجتمعان.

(.فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا):
قال يحيى بن معاذ في هذه الآية: هذا رفقك بمن يقول أنا الإله، فكيف رفقك بمن يقول أنت الإله؟!

. ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾:
قال ابن القيم: «سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يذكر ذلك قال: إن رضا الرب في العجلة إلى أوامره».
Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

.﴿فاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى﴾:
قال سفيان بن عُيينة: أول العلم الصمت، والثاني الاستماع له وحفظه، والثالث العمل به، والرابع نشره وتعليمه.

. (هارون أخي .. اُشدُدْ به أَزري):
موسى وهو من أولي العزم من الرسل احتاج صاحبا يعينه، فكيف بك؟ هل لك صاحب يعينك؟!

. (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً * وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً )
هذه أسمى مقاصد الأخوة، وعلامات الحب في الله، أن تعين على طاعة الله وذكره.

. (وألقيتُ عليك محبة مني):
المحبة رزق رباني، وليس بحاجة لسبب، فموسى طفل رضيع لم يصدر منه ما يوجب المحبة، ومع ذلك أحبه كل من رآه.

. (وقتلتَ نفساً فنجّيناك من الغم):
القاتل مغموم لا يفارقه غمه حتى يموت!

. ﴿ولا تنيا في ذكري﴾:
لا تترك الذكر في أي حال، وأنت أحوج إلى الذكر في مواجهة الشدائد، وعند لقاء الطغاة.

. ﴿فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾دخل رجلٌ من الزهاد على هارون الرشيد يومًا، فقال: يا هارون، اتق الله، فأخذه فخلا به، وقال: يا هذا أنصفني، أنا شرٌ أم فرعون؟
قال: بل فرعون، قال: فأنت خير أم موسى؟
قال: بل موسى، قال: أفما تعلم أن الله تعالى لما بعثه وأخاه إليه قال: {فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا} [طه: 44
Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

. (قال لا تخافا إنني معكما):
أعظم ما يطرد الخوف من قلبك استشعار معية الله ومعونته.

. ﴿وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى﴾:
هذا إعلان خيبة المفتري على صفحات القرآن!

. ( إنما تقضي هذه الحياة الدنيا):
لم يمض على إيمانهم سوى بضع دقائق، ومع ذلك عرفوا حقيقة الدنيا، وقدر الجنة والآخرة.

(لا يموت فيهــا ولا يحيا):
حياة أهل النار، لا مع الأموات فيستريحون، ولا مع الأحياء فيسعدون !

. ﴿قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ ﴾:
عدل هارون عن ندائه بـ (يا أخي) إلى (يَا ابْنَ أُمَّ؛ لأن ذِكر الأم فيه تذكير بأقوى أواصر الأخوة ، وهذا من شأنه أن يهدئ من غضب موسى.

. ﴿قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ﴾، 
فكما أن السامري مسَّ ما لا يحل له من أثر الرسول جبريل عليه السلام عوقب بأنه لا يَمس أحدا و لا يمسه أحد.
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
 ﴿إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً﴾:
أي يقول أعلمهم بالأمور إن لبثتم في الدنيا إلا يوما..
ما أحقر الدنيا وما أقصرها.

(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّوم):
والعاني هو الأسير، والعناء هو الذِلّ، وآظهر ما يكون على الوجه، وهذا تمثيلٌ لحال المجرمين يوم القيامة.

. ﴿فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً﴾:
الفرق بين الظلم والهضم:
أن الظلم قد يكون بمنع الحق كله، أما الهضم فهو منع لبعض الحق. فكل هضم ظلم، وليس كل ظلم هضما،
فالآية بشرت المؤمنين بأن الله سيوفيهم أجورهم يوم القيامة دون أدني نقص، والتنكير في قوله ﴿ظُلْماً وَلا هَضْماً )للتقليل.

. ﴿ولا تعجل بالقرآن﴾:
تمهل في قراءتك، وعلى رسلك، فلربما تجد في طيات حروفه رسالة ربانية خاصة بك، تشفي صدرك، وتهدِّئ قلقك.
.كان ﷺ إذا ألقى عليه جبريل عليه السلام القرآن يتبعه عند تلفظ كل حرف وكل كلمة خوفا أن يصعد عليه السلام ولم يحفظه صلّى الله عليه وسلّم، فنهى عليه الصلاة والسلام عن ذلك، إذ ربما يشغل التلفظ بكلمة عن سماع ما بعدها، ونزل عليه أيضا لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ

. ﴿وقل ربِّ زدني علما﴾:
من شرف العلم أن النبي ﷺ ما أُمِر بطلب الزيادة من شيء سوى العلم،
وكان ﷺ يقول: «اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علما».

.﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾:
كان ابن مسعود إذا قرأ هذه الآية قال: اللهم زدني إيمانا ويقينا.

. ﴿فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾:
قال الإمام ابن كثير: «أي في الدنيا، فلا طمأنينة له، ولا انشراح لصدره، بل صدره ضيق لضلاله، وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء، وأكل ما شاء، وسكن حيث شاء، فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى، فهو في قلق وحيرة وشك، فلا يزال في ريبة يتردد، فهذا من ضنك المعيشة» ...

Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.
.﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها﴾:
أرشده- سبحانه- إلى ما يشرح صدره، ويجلو همه، ويفرج كربه.

. ﴿ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها﴾ [الكهف: 53]:
تعرَض عليهم النار ليروا ما فيها من العذاب والنكال قبل دخولها، فيكون في ذلك عذاب نفسي معجَّل بالهم والرعب، قبل العذاب الحسي في النار.
قال رسول الله ﷺ: «يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها» . صحيح الجامع رقم: 8001

. ﴿قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا﴾[الكهف:76]:
يرى القشيري وغيره أن الثلاثة آخر حدِّ القِلَّة، وأوَّل حدِّ الكثرة.

. (فَلا تُصَاحِبْنِي﴾[الكهف:76]:
إشارة إلى تواضع موسى عليه السلام، فقد رأى أن الرجل الصالح أعلى منه منْزِلة، وإلا لقال: (فلا أصاحبك) بدلا من قوله: (فلا تصاحبني).

. ﴿قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا﴾[الكهف:76]: 
وهي أصل المثل السائر: قد أعذر من أنذر.

. ﴿فأردت أن أعيبها﴾[الكهف:79]: 
ولم يقل فخرقتها، ليكون ذلك معبِّرا عن إرادة ونية مبيَّتة وتصميم، وليس مجرد مصادفة أو فعل عابر.

. ﴿ وَكانَ أبُوهُما صَالِحاً ﴾[الكهف:82]: 
حين أتكاسل عن الطاعة أتذكر أبنائي ومصائب الدنيا، وأتأمل: ﴿ وَكانَ أبُوهُما صَالِحاً ﴾، وكيف أن صلاحه كان سبب حفظ كنزهم وتأمين مستقبلهم، فأرحمهم وأجتهد.


Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

. ﴿إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ﴾[الكهف:84]:
التمكين منحة إلهية وعطية ربانية، وقد مكَّن الله لذي القرنين كما مكَّن لبعض أنبيائه ورسله مثل سليمان وداوود، ولم يمكِّن لبعض رسله كعيسي ويحيى وزكريا، وذلك لحكمة بالغة؛
أن الأمر كله بيد الله، لا بيد أحد من الخلق.

. ﴿إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا * فَأَتْبَعَ سَبَبًا ﴾[الكهف:84-85]:
الأخذ بالأسباب واجب لمن أراد الوصول.
جاء في تفسير الرازي:«السبب في أصل اللغة عبارة عن الحبل، ثم استعير لكل ما يتوصل بها إلى تحصيل ذلك الشيء، وهو يتناول العلم والقدرة والآلة».

. تكرَّر نفس القول ثلاث مرات:
﴿فَأَتْبَعَ سَبَبًا ﴾[الكهف:85]، ﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ﴾[الكهف:89]، ﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ﴾[الكهف:92]،
ولاحِظ أن كل عبارة هي آية كاملة،
لتأكيد أهمية الأخذ بالأسباب.

. حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86)
الظاهر أن هؤلاء كانوا من أهل الفترة،
فألهم الله ذا القرنين أن يدعوهم إلى عبادة الله وحده، فإما أن تعذب هؤلاء الكافرين بالقتل أو غيره، أو تتخذ فيهم أمرا حَسَنا، والأمر الحَسَن هو دعوتهم.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا يا غالية وبارك جهدك 

لي عودة بإذن الله لاستكمال القراءة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
﴿قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا﴾[الكهف:87]:
الربط بين العذاب الدنيوي البشري وعذاب الآخرة الأشد، يشكِّل عبرة لمن كان له قلب، وهو أسلوب يخاطب كل مؤمن بأن الدنيا ليست نهاية المطاف،وأن المحكمة ستنعقد للظالمين مرة أخرى في الآخرة.

. ﴿وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ﴾[الكهف:87-88]:
وهنا يظهر أهمية مبدأ الثواب والعقاب، وما أجمَل أنْ نرصُدَ المكافآت التشجيعية والجوائز، ونقيم حفلات التكريم للمتميزين، فذلك مما يشعل روح التنافس بين المجتهدين.

. ﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ﴾[الكهف:89]:
لابد من المداومة والمواصلة الرحلة لتحقيق الهدف، حيث لا راحة في الدنيا، والناس محتاجون لهداية هذا الدين وتعاليم رب العالمين.

. ﴿فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا﴾[الكهف:97]:
هنا تبرز قيمة اإتقان العمل، والوصول إلى الجودة المطلوبة بنسبة 100%،فما استطاع يأجوج ومأجوج أن يرتفعوا على ظهر السد أو يرقوا فوقه لملاسته وارتفاعه، وما استطاعوا كذلك أن يُحِدثوا فيه نقبا أو خرقا لصلابته.

. ﴿فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا﴾[الكهف:97]:
أراد يأجوج ومأجوج أن يصعدوا السدَّ صعودا فما ﴿اسْطاعُوا﴾، وأما حين أرادوا أن يُحدِثوا فيه نقبا فما ﴿اسْتَطاعُوا﴾،
ومعالجة النقب أشدّ صعوبة من محاولة التسلق، ولذا جاءت زيادة المبنى إشارة لزيادة المعنى.

. ﴿فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا﴾ [الكهف: 98]
كان ابتداء هذا الوعد يوم قال النبي ﷺ: «فُتِح اليوم من رَدْمِ يأجوج وماجوج مثل هذه، وحَلَّق بِأُصبعيه: الإِبهام والَّتي تليها».
فهم ينحتون في الجدار، ويوم يأذن الله بالخروج سيكونون قد أتوا عليه.

Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

. وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99)
فيه قولان لأهل العلم:
- القول الأول: أن هذا في الدنيا، وأنهم-أي: يأجوج ومأجوج- إذا خرب السد وجعله الله دكاً صار بعضهم يموج في بعض؛ لكثرتهم وإفسادهم في الأرض.
- القول الثاني: أن هذا يوم القيامة، يعني: يموج الجن والإنس يوم القيامة.

. وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100)
مما يردعك عن مواقعة معاصيك أن تذكر يوم العرض على النار، وأن تتصوَّرها تحت قدميك، يمر المؤمن على الصراط فيعبر، ويمر غيره عليه فيهوي في جهنم.

. ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا﴾ [الكهف: 105]
في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال:
«إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة واقرأوا إن شئتم {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً}».
وذلك لأن أوزان القيامة إنما تثقل بالمعاني لا بالصور؛ فإذا كان صاحب جثة ضخمة وليس فيه من معاني الإيمان ما يثقِّل الميزان لم يكن له وزن.

(ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا )(106)
ذكَر أبوهلال العسكري في الفارق بين السخرية والاستهزاء أن السُّخرية يسبقها عمل من أجله يُسخَر بصاحبه،
أما الاستهزاء فلا يسبقه ذلك،
وبذا يتضح حقارة الكافرين، فلم يكتفوا بكفرهم، بل أتبعوه باستهزائهم القائم على غير أساس.

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا)
في الصحيحين: «إذا سألتم الله الجنة، فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة، وأوسط الجنة، ومنه تفجر أنهار الجنة». صحيح الجامع رقم: 2126

. قال كعب: «ليس في الجنان جنة أعلى من جنة الفردوس، فيها الآمرون بالمعروف، والناهون عن المنكر».
. ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴾[الكهف:109]:
المداد: ما يُمِدُّ الدواة من الحبر، أي لو كتبت كلمات علم الله وكان البحر مدادا لها، لنفد البحر قبل نفاد علم الله، ولو جِئنا بمثله مدادا، وهذا مثل يشير إلى سعة علم الله، وقلة علوم العالمين في جنب علمه.
. قال السعدي: «فلو جُمِع علم الخلائق من الأولين والآخرين، أهل السماوات وأهل الأرض، لكان بالنسبة إلى علم العظيم، أقل من نسبة عصفور وقع على حافة البحر، فأخذ بمنقاره من البحر بالنسبة للبحر وعظمته».
Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.
.
﴿ﻭَﻟَﻢْ ﺃَﻛُﻦْ ﺑِﺪُﻋَﺎﺋِﻚَ ﺭَﺏِّ ﺷَﻘِﻴًّﺎ﴾[مريم: 4]:
قال الإمام الرازي:
«تعليم آداب الدعاء وهي من جهات.
- أحدها: قوله: نداء خفيا وهو يدل على أن أفضل الدعاء أخفاه، ولأن رفع
الصوت مشعر بالقوة والجلادة، وإخفاء الصوت مشعر بالضعف والانكسار، وعمدة
الدعاء الانكسار والتبري عن حول النفس وقوتها، والاعتماد على فضل الله تعالى وإحسانه.
- وثانيها: أن يذكر في مقدمة الدعاء عجز النفس وضعفها كما في قوله تعالى عنه: ﴿وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا﴾.
- وثالثها: أن يكون الدعاء لأجل شيء متعلِّق بالدين لا لمحض الدنيا كما قال: ﴿وإني خفت الموالي من ورائي﴾ [مريم: 5].
- ورابعها: أن يكون الدعاء بلفظ يا رب».

. ﴿وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا﴾[مريم: 5]:
كان زكريا يخاف مما سيفعله أقاربه بعد موته من تضييع أمر الدين، وعدم القيام بحقه، فدعا الله بالولد، انظروا نيته في الإنجاب، وهمته العالية التي تناطح السحاب!

. ﴿وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا﴾[مريم: 6]:
دعاء جامع!
أي ترضاه أنت يا رب، ويرضاه عبادك دينا وخُلُقا وخَلْقا، أو يرضى هو بقضائك.

. ﴿يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا﴾[مريم: 7]:
أي لم نُسَمِّ أحدا قبل يحيى بهذا الاسم، ومن تشريف الله له أنه لم يَكِل تسميته إلى أبويه، بل كانت تسميته من الله وحده.

. ﴿قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا﴾[مريم: 8]:
قيل أن المراد باستفهام زكريا مع علمه بقدرة الله الاستعلام والاستخبار، لأنه لم يكن يعلم أن الله سيرزقه بيحيى عن طريق زوجته العاقر، أو عن طريق الزواج بامرأة أخرى.

. ﴿يَاأَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ﴾[مريم: 45]:
تعريف قرآني للحب!
الحُبُّ أن تخاف على من تُحِب من عذاب الله، أن يستوجبه بتفريط في واجب أو وقوع في ذنب.
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
. ﴿قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ﴾ [مريم: 47-48]:
أقصى (عقوبة) -إن جاز التعبير- من الابن لأبيه –ولو كان كافرا محاربا- هو الدعاء له (وليس عليه) واعتزاله.

. ﴿فَلَمَّا (اعْتَزَلَهُمْ) وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ (وَهَبْنَا) لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ﴾[مريم: 49]:
من تركَ شيئا لله عوَّضه الله خيرا منه، ومن خيرٌ من نبييْنِ مُرسلَيْن؟

. ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ﴾[مريم: 59]:
قال ابن تيمية: «قيل لابن مسعود وغيره: ما إضاعتها؟ فقال: تأخيرها عن وقتها، فقالوا: ما كنا نظن ذلك إلا تركها فقال: لو تركوها لكانوا كفارا».

. ﴿وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً﴾[مريم: 62]:
ليس في الجنة ليلٌ ولا نهار، لكن المقصود مقدار البُكْرة ومقدار العشي من أيام الدنيا، أو وقت الغَداء ووقت العَشاء.

. ﴿وما نتنزل إلا بأمر ربك﴾[مريم: 64]:
سبب نزولها أن رسول الله ﷺ قال لجبريل: «ألا تزورنا أكثر مما تزورنا؟»، فنزلت: ﴿وما نتنزل إلا بأمر ربك﴾.

. ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾[مريم: 64]:
كان عبد الله بن رواحة واضعًا رأسه في حجر امرأته، فبكى، فبكت امرأته، قال: ما يبكيك؟
قالت: رأيتك تبكي فبكيت، قال: إني ذكرت قول الله: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾، فلا أدري أنجو منها، أم لا؟

Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

 ﴿واصطَبر لعبَادته ﴾ [مريم: 65]:
زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، يعني: يصبر ثم يزيد فوق الصبر بالاصطبار، فالاصطبار للأشياء التي تتطلب استمرارا ومداومة وقوة، لأن الهمم قد تتثاقل عن أداء النوافل مع مرور الأيام.135

. ﴿ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا﴾ [مريم: 69]:
الجزاء من جنس العمل!
من كان قائدا إلى الضلالة والإفساد اليوم، فهو قائد نفس الجمع إلى النار غدا ..

. ﴿ثم ننجي الذين اتقوا﴾ [مريم: 72]:
التقوى سبب النجاة من كرب النار، ومن باب أَوْلى النجاة من كُرَب الدنيا.

. ﴿ويزيد الله الذين اهتدوا هدى﴾[مريم: 76]:
قال أبو الحسن المزيِّن: «الذَّنْبُ بَعْدَ الذَّنْبِ عقوبة الذَّنْب، والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة».

. ﴿ويزيد الله الذين اهتدوا هدى﴾[مريم: 76]:
قال ابن القيم: «فالعبد إذا عمل حسنة قالت أخرى إلى جانبها: اعملني أيضًا، فإذا عملها قالت الثانية كذلك، وهلم جرًّا، فتضاعف الربح، وتزايدت الحسنات».

. ﴿فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا﴾ [مريم: 84]:
فقط .. راقِب كيف ستكون نهاية الظالم!
Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

. ﴿إنما نعد لهم عدا﴾ [مريم: 84]:
قرأ المأمون هذه السورة، فمرَّ بهذه الآية وعنده جماعة من الفقهاء، فأشار برأسه إلى ابن السماك أن يعظه، فقال: «إذا كانت الأنفاس بالعدد، ولم يكن لها مدد، فما أسرع ما تنفد!».

. ﴿إنما نعد لهم عدا﴾ [مريم: 84]:
كان ابن عباس رضى الله عنهما إذا قرأ هذه الآية بكى وقال: «آخر العدد خروج نفسك. آخر العدد فراق أهلك، آخر العدد دخول قبرك».

. ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا﴾ [مريم: 90-91]:
الجمادات أعقل من بعض البشر! قال ابن عباس: «إن الشِّرك فزعت منه السماوات والأرض والجبال وجميع الخلائق، إلا الثقلين».

 ﴿وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾ [مريم: 95]:
في الحديث: «ما منكم من أحد إلا سيكلِّمه الله يوم القيامة، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة، ولو بكلمة طيبة».

. ﴿لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى﴾[طه:15]:
لا إفلات من الحساب غدا، فمن أفلت اليوم من العقوبة، فقد تأخَّرت عقوبته إلى الآخرة، وهي لاشك عقوبة أشد وعذاب أعظم.

. (هارون أخي .. اُشدُدْ به أَزري﴾ [طه: 30-31]:
موسى وهو من أولي العزم من الرسل احتاج صاحبا يعينه، فكيف بك؟
هل لك صاحب يعينك؟!

. (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً * وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً ﴾ [طه: 33-34]:
هذه أسمى مقاصد الأخوة، وعلامات الحب في الله، أن تعين أخاك على طاعة الله وذكره.

. (وألقيتُ عليك محبة مني) [طه: 39]:
المحبة رزق رباني، وليس بحاجة لسبب، فموسى الطفل الرضيع لم يصدر منه ما يوجب المحبة، ومع ذلك أحبه كل من رآه. قال عكرمة: ما رآه أحد إلا أحبه.

. (وقتلتَ نفساً فنجّيناك من الغم) [طه: 40]:
القاتل مغموم لا يفارقه غمُّه حتى يموت!

. (قال لا تخافا إنني معكما) [طه: 46]:
أعظم ما يطرد الخوف من قلبك استشعار معية الله ومعونته.

. ( إنما تقضي هذه الحياة الدنيا﴾[طه: 72]:
لم يمض على إيمانهم سوى دقائق، ومع ذلك عرفوا حقيقة الدنيا، وحقارتها بجوار نعيم الآخرة.

﴿لا يموت فيها ولا يحيا﴾[طه: 74]:
حياة أهل النار: لا مع الأموات فيستريحون، ولا مع الأحياء فيسعدون

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
 
 
ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: ââÙباتââ
. ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾[طه: 84]:
قال ابن القيم: «سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يذكر ذلك قال: إن رضا الرب في العجلة إلى أوامره».

. ﴿وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّوم﴾[طه: 111]:
والعاني هو الأسير، والعناء هو الذُلُّ، وتخصيص الوجوه بالذكر لأنها أشرف الأعضاء الظاهرة، وآثار الذل أول ما تظهر فيها، وهو تمثيلٌ لحال المجرمين يوم القيامة.
 
﴿فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً﴾[طه: 112]:
الفرق بين الظلم والهضم:
أن الظلم يكون بمنع الحق كله، أما الهضم فهو منع بعض الحق،
والآية بشَّرت المؤمنين أن الله سيوفّيهم أجورهم يوم القيامة دون أدنى نقص، فالتنكير في قوله ﴿ظُلْماً وَلا هَضْماً﴾ للتقليل..

﴿وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ ﴾[طه: 113]:
كرَّرنا ونوَّعنا ألوان الوعيد، وهذا من رحمة الله بعباده، ليزجرهم عن التمادي في العصيان، وفيه ردٌّ على من يجتنب من الدعاة خطاب الترهيب والوعيد.

. ﴿وَصَرَّفْنَافِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ ﴾[طه: 113]:
قال السعدي: «أي: نوَّعْناها أنواعا كثيرة، تارة بذكر أسمائه الدالة على العدل والانتقام، وتارة بذكر المثلات التي أحلها بالأمم السابقة، وأمر أن تعتبر بها الأمم اللاحقة، وتارة بذكر آثار الذنوب، وما تكسبه من العيوب، وتارة بذكر أهوال القيامة، وما فيها من المزعجات والمقلقات، وتارة بذكر جهنم وما فيها من أنوع العقاب وأصناف العذاب».



Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.

. ﴿ولا تعجل بالقرآن﴾[طه: 114]:
تمهل في قراءتك، وعلى رسلك، فلربما تجد في طيات حروفه رسالة ربانية خاصة بك، تشفي صدرك، وتمحو قلقك.

. ﴿ولا تعجل بالقرآن﴾[طه: 114]:
كان ﷺ إذا ألقى عليه جبريل عليه السلام القرآن يتبعه عند تلفظ كل حرف وكل كلمة خوفا أن يصعد عليه السلام ولم يحفظه صلّى الله عليه وسلّم، فنهى عليه الصلاة والسلام عن ذلك،إذ ربما يشغل التلفظ بكلمة عن سماع ما بعدها، ونزل عليه أيضا ﴿لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾.

. ﴿وقل ربِّ زدني علما﴾[طه: 114]:
من شرف العلم أن النبي ﷺ ما أُمِر بطلب الزيادة من شيء سوى العلم،
وكان ﷺ يقول: «اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علما».

. ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾[طه: 114]:
كان ابن مسعود إذا قرأ هذه الآية قال: «اللهم زدني إيمانا ويقينا».

﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾[طه: 121]:
تركُ المأمورِ أشدُّ خطرا مِن فعل المحظور؛ وفعل المأمور أحب إلى الله من ترك المحظور، وذنبُ آدم عليه السلام كان بفعلِ المحظورِ، فكان عاقبته أن اجتباه ربُّه، فتابَ عليه وهدَى، وذنبُ إبليس كان بتركِ المأمور، فكان عاقبتُه ما ذكَر اللهُ سبحانه من معاقبته.

  ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى﴾[طه: 123]:
قال ابن عباس: «فضمِن الله لمن اتبع القرآن ألا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة».

. ﴿فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾[طه: 124]:
قال الإمام ابن كثير: «أي في الدنيا، فلا طمأنينة له، ولا انشراح لصدره، بل صدره ضيق لضلاله، وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء، وأكل ما شاء، وسكن حيث شاء، فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى، فهو في قلق وحيرة وشك، فلا يزال في ريبة يتردد، فهذا من ضنك المعيشة».

Ùا ÙتÙÙر Ùص بدÙ٠تÙÙائÙ.


﴿كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾[طه: 126]:
النسيان في الآية هو الترك، أي تُترَك في العذاب وكأنك منسيٌّ.

.﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها﴾[طه: 130]:
أرشد الله نبيه إلى ما يشرح صدره، ويجلو همَّه، ويفرِّج كربه.

. ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾[طه:
131]: تشبيه الحياة الدنيا بالزهرة إشارة إلى قصر الدنيا ، فكم تعيش الزهرةقبل أن تذبل وتموت؟!

. ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾[طه: 131]:
مدُّ النظر هو تطويله فلا يكاد صاحبه يرده استحسانا للمنظور إليه، وإعجابا به، وتمنيا أن يكون له، فلا تمد نظرك لنعيم الدنيا، وانظر إلى ما زادك الله في الدين.

. ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾[طه: 131]:
كان عروة بن الزبير إذا رأى شيئا من أخبار السلاطين وأحوالهم بادر إلى منزله فدخله،
وهو يقرأ الآية: ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ ..﴾،
ثم ينادي بالصلاة: الصلاة يرحمكم الله، ويصلي.

. ﴿وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى﴾[طه: 131]:
قال القشيري:«القليل من الحلال- وفيه رضاء الرحمن- خير من الكثير من الحرام والحطام، ومعه سخطه، ويُقال: قليلٌ يُشهِدك ربَّك خيرٌ من كثيرٍ يُنسيك ربَّك».

. ﴿وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى﴾[طه: 131]:
سين: لم قال رزق ربك مع أن الرزق كله رزق الله؟!
جيم: إضافة الرزق لله إضافة تشريف، وإلا فالرزق  كله من الله، لكن رزق الكافرين والفاسقين لما صاحبه غضب الله ومخالفة أمره،جُعِل كالمنكور انتسابه إلى الله،
وجُعِل رزق الله هو السالم من ملابسة  الكفران والعصيان.

. ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ  عَلَيْهَا﴾[طه: 132]:
كان عمر بن الخطاب يصلى من الليل ما شاء الله أن يصليَّ حتى إذا كان آخر الليل أيقظ أهله للصلاة ويقول لهم: الصلاة، الصلاة،ويتلو هذه الآية:
﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾.
  ﴿لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً﴾[طه: 132]:
كان بعض السلف إذا أصاب أهله خصاصة (فقر) قال: قوموا فصلوا.. بهذا أمركم  الله، ويتلو هذه الآية».


ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: âââÙباتâ ÙâÙصâââ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
 
 
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نبات‏‏
 

الجزء السابع عشر
 
. (اقترب للناس حسابهم):
احذر .. الموت يقترب والغفلة كما هي.

.(لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم):
أي شرفكم وعزكم، يعلِّمنا الله أن العز الحقيقي بالقرآن والإيمان لا بالأموال والتطاول في البنيان والعمران.

. ( لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم )
بقدر عنايتك بالقرآن تزداد عزا وشرفا عند الله وعند الناس.

﴿بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ﴾:
الحق قذيفة تمزق الباطل وتُجهِز عليه، بشرط أن يكون الحق حقا كاملا، والباطل باطلا كاملا.

(قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ( ذكر ربهم ) معرضون):
ذكر الله هو الذي يحفظك، ومن أعرض عن الذكر فقد نزع حماية الله عنه.

. (مسني الضر):
تعلم أدب الطلب وفن الخطاب، وكأنه قال لربه: علمه بحالي يغنيه عن سؤالي.

 ﴿ أني مسّني الضر ﴾ ؛ فنسب الضر والمرض للمجهول تأدباً مع الله،
ولما أراد الخير نسبه إلى رحمة الله: ﴿ وأنت أرحم الرٰحمين﴾.

﴿أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين﴾ :
قال ابن القيم: جمع في هذا الدعاء بين حقيقة التوحيد وإظهار الفقر والفاقة إلى ربه، ووجود طعم المحبة في المتملق له، والإقرار له بصفة الرحمة، وأنه أرحم الراحمين، والتوسل إليه بصفاته سبحانه، وشدة حاجته وهو فقره، ومتى وجد المبتلى هذا كشف عنه بلواه، وقد جرب أنه من قالها سبع مرات ولا سيما مع هذه المعرفة كشف الله ضره.
قال النبي ﷺ : «ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء من أمر الدنيا دعا به ففرِّج عنه؟
دعاء ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين» . صحيح الجامع رقم: 2605

. (فنادى في الظلمات):
في ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل،
ومع هذا: (فاستجبنا له)..
لا مستحيل مع الله!

(وكذلك ننجي المؤمنين):
ليست ليونس وحده، بل لكل مؤمن دعا بدعاء يونس، وافتقر افتقار يونس، ليس الدعاء كلاما باللسان بل حالا بالجَنان.

( لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )
صحّ عن حذيفة -رضي الله عنه- موقوفاً عليه: يأتي عليكم زمان لا ينجو فيه إلا من دعا دعاء الغريق .


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏زهرة‏‏

قال الله عن أهل الجنة: (ﻻ يسمعون حسيسها):
فلا كدر للمؤمن في الجنة بأدنى صوت، فالجنة انتهاء الألم وانتهاء الحزن وانتهاء الهم ووانتهاء كل ما يمس راحتك.

.(وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً)
: قال ابن زيد: نبلوهم بما يحبون وبما يكرهون، نختبرهم بذلك لننظر كيف شكرهم فيما يحبون، وكيف صبرهم فيما يكرهون.
البلاء ليس بالضرورة أن يكون شرا، فالبلاء امتحان، فإن نجحت فيه كان خيرا، وإن لم تنجح كان شرا،
ولما نجح إبراهيم في الامتحان كافأه الله بالإمامة:
{وَإِذِ ابتلى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً} [البقرة: 124]

.﴿وَلَايَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ﴾:
قال قتادة: إن الكافر قد صُمَّ عن كتاب الله لا يسمعه، ولا ينتفع به، ولا يعقله، كما يسمعه المؤمن وأهل الإيمان.

.(ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة):
قال القرطبي: «أي زيادة، لأنه دعا في إسحاق، وزيد يعقوب من غير دعاء، فكان ذلك نافلة، أي زيادة على ما سأل»، فاصدق مع الله في الطلب، وسيعطيك فوق ما تمنيت.

. (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ):
كان بعض الصالحين يدعو: يا مُعلِّم إبراهيم علِّمني، ويا مفهِّم سليمان فهِّمني.

.﴿وذِكْرى للْعابِدينَ﴾:
لم خص العابدين بالذكر؟!
قال ابن كثير: «وجعلناه في ذلك قدوة، لئلا يظن أهل البلاء أنما فعلنا بهم ذلك لهوانهم علينا،
وليتأسوا به في الصبر على مقدورات الله وابتلائه لعباده بما يشاء، وله الحكمة البالغة في ذلك».

. ﴿وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ﴾:
قال القرطبي: «ابتليناه ليعظم ثوابه غدا، ﴿وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ﴾ أي وتذكيرا للعباد، لأنهم إذا ذكروا بلاء أيوب وصبره عليه ومحنته له -وهو أفضل أهل زمانه- وطَّنوا أنفسهم على الصبر على شدائد الدنيا نحو ما فعل أيوب، فيكون هذا تنبيها لهم على إدامة العبادة، واحتمال الضرر».


لا يتوفر نص بديل تلقائي.
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾:
قال السعدي: «والجكمة في دخول الأصنام النار، وهي جماد لا تعقل، وليس عليها ذنب، بيان كذب من اتخذها آلهة، وليزداد عذابهم».

. ﴿لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ﴾:
المؤمنون غدا في أمان وبلا أحزان! قال ابن عباس: الفزع الأكبر أهوال يوم القيامة والبعث،
وقال الحسن: هو وقت يؤمر بالعباد إلى النار، وقال سعيد بن جبير والضحاك: هو إذا أطبقت النار على أهلها، وذُبِحَ الموت بين الجنة والنار.

. عن ابن عباس قال: قام فينا رسول الله ﷺخطيبا بموعظة، فقال: «يا أيها الناس .. إنكم تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلا،
{كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين} [الأنبياء: 104]».

.﴿ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْر﴾:
أتاك الذكر دون أن تتعب في الوصول إليه، وصلك وأنت متكئ على سريرك، أو مستريح على أريكتك، مع أنه الذي ينبغي أن يؤتى، وتُقطَع إليه المسافات،
فأي تدليل وأي عناية؟!.

. ﴿ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ﴾:
طلبوا منك آية كونية كالتي جاء بها الأنبياء الذين سبقوك، ولما لم يؤمن بها أقوامهم أهلكناهم، ولو أعطيناك نفس الآيات ولم يؤمن بها قومك لأهلكناهم كما أهلكنا السابقين،
لذا اقتضت حكمتنا ورحمتنا أن نمنع عنهم ما طلبوه، وإلا هلكوا.

. (أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ﴾:
للإنكار أي أن الكافرين من أمتك- يا محمد- لن يؤمنوا بالخوارق التي طلبوها متى جاءتهم؛ لأنهم لا يقلون عتوا وعنادا عن الذين سبقوهم، فأهلكهم الله.

.﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾:
الباطل يحمل بذور فنائه! قال الآلوسي: «وفي (إذا) الفجائية، والجملة الاسمية: ﴿هُوَ زَاهِقٌ﴾ من الدلالة على كمال المسارعة في الذهاب والبطلان ما لا يخفى، فكأنه زاهق من الأصل».

. ﴿وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ﴾:
قال القرطبي: «نزلت حين قالوا: نتربص بمحمد ريب المنون، وذلك أن المشركين كانوا يدفعون نبوته ويقولون: شاعر نتربص به ريب المنون، ولعله يموت كما مات شاعر بنى فلان،
فقال الله تعالى: قد مات الأنبياء قبلك يا محمد، وتولى الله دينه بالنصر والحياطة، فهكذا نحفظ دينك وشرعك».

45767898_722654264754529_620314772718275

. ﴿أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ﴾:
للإنكار والنفي، ورحم الله الإمام الشافعى حيث قال:
تمنى أناس أن أموت، وإن أمُتْ ... فتلك سبيلٌ لستُ فيها بأوحَدِ
فقل للذي يبغى خلاف الذي مضى ... تهيَّأ لأخرى مثلها، وكأن قد

.﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾:
قال سيد قطب: «إن الابتلاء بالخير أشد وطأة، فكثيرون يصمدون أمام الابتلاء بالشر، ولكن القلة القليلة هي التي تصمد للابتلاء بالخير.
كثيرون يصبرون على الابتلاء بالمرض والضعف، وقليلون هم الذين يصبرون على الابتلاء بالصحة والقدرة.
كثيرون يصبرون على الفقر والحرمان، فلا تتهاوى نفوسهم ولا تذل. وقليلون هم الذين يصبرون على الثراء ومغرياته وما يثيره من أطماع.
كثيرون يصبرون على الكفاح والجراح، وقليلون هم الذين يصبرون على الدعة، ولا يصابون بالحرص الذي يذل أعناق الرجال».

. ﴿سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ﴾:
لما ذكر الله المستهزئين برسوله ﷺ وقَع في نفوس الصحابة سرعة انتقام الله من المستهزئين، فأخبرهم بسنته في الإمهال، وأنه سيريهم آيات انتقامه وعلامات اقتداره على من خالف أمره وعصاه.

. ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾:
قال القرطبي: «يدل بظاهره على أن لكل مكلف ميزانا توزن به أعماله، فتوضع الحسنات في كفة، والسيئات في كفة.
وقيل: يجوز أن يكون هناك موازين للعامل الواحد، يوزن بكل ميزان منها صنف من أعماله».

. ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ﴾:
ذكر المفسِّرون رجلين دخلا على داود، أحدهما صاحب زرع، والآخر صاحب غنم، فقال صاحب الزرع لداود: إن غنم هذا قد نفشت في حرثي، فلم تُبقِ منه شيئا، فحكم داود لصاحب الزرع أن يأخذ غنم خصمه في مقابل إتلافها لزرعه، ثم التقيا بسليمان- عليه السلام- فأخبراه بحكم أبيه، فدخل سليمان على أبيه فقال له: يا نبي الله، إن القضاء غير ما قضيت، ادفع الغنم إلى صاحب الزرع لينتفع بها، وادفع الزرع إلى صاحب الغنم ليقوم عليها حتى يعود كما كان، ثم يعيد كل منهما إلى صاحبه ما تحت يده، فيأخذ صاحب الزرع زرعه، وصاحب الغنم غنمه، فقال داود: القضاء ما قضيت يا سليمان.

.﴿ فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ﴾:
هو صاحب الحكم الأنسب في هذه القضية؛ لأن داود اتجه في حكمه إلى مجرد التعويض لصاحب الحرث، وهذا عدل فحسب.
أما حكم سليمان فقد تضمن مع العدل البناء والتعمير، وهذا هو العدل الإيجابى في صورته الهادفة البانية.

. ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ﴾:
مرَّ النبي ﷺ على أبي موسى الأشعري، وهو يتلو القرآن من الليل، فوقف واستمع إليه وقال: « لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود»، وفي رواية:
«أما إِنِّي لو عَلِمْتُ بِمَكانِك لَحَبَّرْتُهُ لك تحبيرًا».
والتحبير: التحسين والتزيين، وفي هذا جواز تحسين الصوت وتجويد التلاوة لأجل انتفاع السامعين.

﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ﴾:
قال صاحب الكشاف: «فإن قلتَ: لم قدَّم الجبال على الطير؟ قلت: لأن تسخيرها وتسبيحها أعجب، وأدل على القدرة، وأدخل في الإعجاز، لأنها جماد، والطير حيوان، إلا أنه غير ناطق، رُوِيَ أنه كان يمر بالجبال مسبحا وهي تجاوبه، وقيل: كانت تسير معه حيث سار».
.قال صاحب الكشاف: «ألطف- أيوب- في السؤال، حيث ذكر نفسه بما يوجب الرحمة، وذكر ربه بغاية الرحمة، ولم يصرح بالمطلوب. ويحكى أن عجوزا تعرضت لسليمان بن عبد الملك فقالت: يا أمير المؤمنين، مشت جرذان- أى فئران- بيتي على العصى!! فقال لها: ألطفت في السؤال، لا جرم لأجعلنها تثب وثب الفهود، وملأ بيتها حبا» .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

ما أروعه من موضوع ..جزاك الرحمن الجنة على صبرك ومداومتك على كتابة الموضوع رغم ندرة الردود عليه 

اسأله سبحانه أن يجعل ما كتبت في موازين حسناتك ..

تابعي غاليتي ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
(وذكر للعابدين):
وخص- سبحانه- العابدين بالذكرى، لأنهم أكثر الناس بلاء وامتحانا.
ففي الحديث الشريف: «أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل» .
وفي حديث آخر: «يبتلى الرجل على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه».

. ﴿وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ﴾:
الكل سيرجع إلى الله تعالى ليجازيه بما يستحق يوم القيامة،
وقد نفت الآية عن الأذهان ما قد يتبادر من أن هلاك الكافرين بالعذاب في الدنيا، قد ينجيهم من عقاب يوم القيامة.

﴿وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ﴾:
وفي إلقاء أصنامهم معهم في النار مع أنها لا تعقل، زيادة في حسرتهم وتبكيتهم، حيث رأوا بأعينهم مصير ما كانوا يتوهمون من ورائه المنفعة،
فهو عذاب نفسي مع العذاب البدني الحسي.

.﴿وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ﴾:
أي وهم في جهنم لا يسمعون ما يريحهم، وإنما يسمعون ما فيه توبيخهم وعذابهم..

﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا﴾:
أخرج مسلم وأبو داودوالترمذي عن ثوبان قال:
قال رسول الله ﷺ: «إن الله تعالى زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتى سيبلغ ملكها ما زويَ لي منها».

. (وتتلقاهم الملائكة):
حفل استقبال ملائكي يليق بأهل الجنة، جاري الإعداد له من الآن!

.﴿لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَر﴾:
تنمحي كلمة الحزن من قاموس أهل الجنةابتداء من يوم القيامة ووصولا إلى حياة الأبد في الجنة.
45767898_722654264754529_620314772718275

. ﴿وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ﴾:
قال ابن القيم:«عموم العالمين حصل لهم النفع برسالته.أما أتباعه: فنالوا بها كرامة الدنيا والآخرة.وأما أعداؤه المحاربون له: فالذين عُجِّل قتلهم وموتهم خير لهم لأن حياتهم زيادة لهم في تغليظ العذاب عليهم في الدار الآخرة.وأما المعاهدون له: فعاشوا في الدنيا تحت ظله وعهده وذمته.وأما المنافقون فحصل لهم بإظهار الايمان به حقن دمائهم وأموالهم وأهليهم واحترامها وجريان أحكام المسلمين عليهم.وأما الأمم النائية عنه: فإن الله سبحانه رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض، فأصاب كل العالمين النفع برسالته».

.﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌعَظِيمٌ﴾:
بدأت سورة الحج بذكر يوم القيامة؛ لأن الحج هو أشبه مشاهد الدنيا بيوم الحشر.

﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ﴾:
قال صاحب الكشاف: «فإن قلت: لم قيل مُرْضِعَةٍ دون مرضع؟
قلت: المرضعة التي هي في حال الإرضاع ملقمة ثديها الصبى، والمرضع: التي من شأنها أن ترضع وإن لم تباشر الإرضاع في حال وصفها به، فقيل: مرضعة، ليدل على أن ذلك الهول إذا فوجئت به هذه، وقد ألقمت الرضيع ثديها نزعته عن فيه لما يلحقها من الدهشة عن إرضاعها»

.﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾:
هناك ارتباط عكسي بين العلم والجدال، كلما قل (العلم) زاد (الجدال).

.﴿ومن الناس من يعبد الله على حرف...خسر الدنيا والآخرة﴾:
حرف: أي على حال واحدة، فإذا تغيَّرت ترك ما كان عليه من عبادة ربه.

.﴿يَدْعُوالَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ﴾:
قال ابن القيم: «إذا تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلق به، وخذله من جهة ما تعلق به، وفاته تحصيل مقصوده من الله عز وجل بتعلقه بغيره والتفاته إلى سواه، فلا على نصيبه من الله حصل، ولا إلى ما أمَّله ممن تعلق به وصل».

. ﴿كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها﴾:
قرأها الفضيل بن عياض فبكى،
وقال: «والله ما طمعوا في الخروج، وإن الأيدي لموثوقة، والأرجل لمقيدة، وكلما رفعهم لهيبها يصيرون في أعلاها، فردَّدهم الزبانية بمقامع من حديد إلى أسفلها».

.﴿وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً﴾:
رجالا أي على أقدامهم، بمعنى مشاة، وليس المراد الذكور.
قال ابن عباس: «ما آسى على شيء فاتني إلا أن لا أكون حججت ماشيا، فإني سمعت الله يقول: ﴿يأتوك رجالا﴾».

.﴿ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب﴾:
ومن شعائر الله: المصحف، فلا تضعه على الأرض، ولا خلف ظهرك، ولا تضع فوقه كتابا، ولا تضع فيه ورقة هامة، فليس أهم منه.
45767898_722654264754529_620314772718275

. ﴿فإذا وجبت جنوبها﴾:
ليس الوجوب الذي بمعنى الإلزام؛ بل المعنى: سقطت جنوبها بعد نحرها أي الإبل.

.﴿وأطعموا القانع﴾:
وهو الفقير المتعفف الذي لا يُعلَم حاله، فمن أعمال الاتقياء البحث عن الفقراء.

. ﴿إن الله يدافع عن الذين آمنوا﴾:
الله معك بقدر إيمانك، فالإيمان صمام أمان.

.﴿ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ﴾:
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳدافع ﺍﻟﻠﻪ عنك، فما مصير من يعاديك؟!

.﴿مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ﴾:
قال ابن جزي: «نزلت في قوم من الأعراب، كان أحدهم إذا أسلم فاتفق له ما يعجبه في ماله وولده قال:
هذا دين حسن، وإن اتفق له خلاف ذلك تشاءم به، وارتدّ عن الإسلام».

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
﴿يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ﴾:
قال ابن جزي: «فيها إشكالان: الأول كونه وصف الأصنام بأنها لا تضر ولا تنفع، ثم وصفها بأن ضرّها أقرب من نفعها، فنفى الضرّ ثم أثبته،
فالجواب: أن الضر المنفي أولا يراد به ما يكون من فعلها وهي لا تفعل شيئا، والضر الثاني: يراد به ما يكون بسببها من العذاب وغيره».

 ﴿والشمس والقمر والنجوم﴾:
لم ذكر هذه الثلاثةا؟! ق
ال ابن كثير: «إنما ذكر هذه على التنصيص؛ لأنها قد عبدت من دون الله، فبيَّن أنها تسجد لخالقها، وأنها مربوبة مسخرة».

. (اقترب للناس حسابهم﴾[الأنبياء 1]:
احذر .. الموت يقترب والغفلة كما هي.

. ﴿ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْر﴾[الأنبياء: 2]:
أتاك الذِّكر دون أن تتعب في الوصول إليه، وصلك وأنت متكئ على سريرك، أو مستريح على أريكتك، مع أنه الذي ينبغي أن يؤتى، وتُقطَع إليه المسافات،
فأي تدليل هذا وأي عناية؟!.

. ﴿لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ﴾[الأنبياء: 3]:
السير سير القلب، لو صفا لصفا العمل، ولو كان لاهيا لفسد العمل.

. ﴿وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾[الأنبياء: 3]:
حين يعجز الجبان عن المواجهة، ويفشل عند التحدي، لابد وأن يلجأ إلى النجوى.

سين: النجوى لا تكون إلا خفية، فما فائدة قوله: ﴿وأسروا﴾ النجوى.
جيم: معناه: بالغوا في إخفائها، بحيث لا يفطن أي أحد لمناجاتهم.

﴿هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ﴾[الأنبياء: 3]:
كيف عرف النبي ﷺ ما أسرّوه في أنفسهم، وهو قولهم: ﴿هَلْ هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ﴾؟!
والجواب: إن الله -الذي لا تخفى عليه خافية- أخبره،
فكيف لم يؤمنوا بعدما شهدوا معجزة هذا الإخبار؟!
45767898_722654264754529_620314772718275

﴿قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾[الأنبياء: 4]:
اطلع الله على نجواهم، فأطلع عليها رسوله، فلم يتم لهم ما أرادوه من الإسرار من الكيد للإضرار،
ولا عجب، فهو السميع لكل ما يتكلمون به، والعليم بما تنطوي عليه ضمائرهم.

﴿فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ﴾ [الأنبياء:12]:
الهروب من الموت، هل نجح فيه أحد؟!

﴿قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ﴾ [الأنبياء:14]:
لا يندم ظالم إلا في الوقت الضائع، ولا يعرف الحق إلا عند نزول الموت.
هل تتأخر توبتك حتى تعاين الموت؟!
أتطول غيبتك حتى تكتمل خسارتك؟!
ألا إن أشد بلاء أهل العصيان هو في حصول الإيمان بعد فوات الأوان.

﴿فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ﴾ [الأنبياء:15]:
هول المفاجأة وشدة العذاب جعلتهم يستمرون في صيحة: ﴿يا ويلنا﴾، فلم تختص فقط بوقت الدهشة،
بل رددها بهستيرية تنِمُّ على فزع شديد، ما أمكنهم النطق بها حتى تمام هلاكهم.

. ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ﴾ [الأنبياء:16]:
لم يخلق الله شيئا إلا لحكمة بالغة، عرفها من عرفها، وجهلها من جهلها.

﴿وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾ [الأنبياء: 27]:
كن ملائكيا! لا يعملون قط ما لم يأمر به الله، ولا يعشتغلون إلا بطاعته وتنفيذ أوامره، وتقديم ﴿بأمره﴾ على ﴿يعملون﴾ لإفادة القصر.

. ﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى﴾ [الأنبياء: 28]:
دليل على شفاعة الملائكة لأقوام، وأن الله يقبل شفاعتهم..
اللهم اجعلنا منهم.

﴿وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ﴾ [الأنبياء: 28]:
ليس للملائكة ذنب ويخشونه، فكيف بأصحاب الذنوب؟!
 أصل الخشية خوف مع تعظيم، ولذا خصَّ الله بها العلماء، ومن لم يعرف الله حقا فكيف يعظِّمه؟
ومن لم يعظِّمه فكيف يخشاه؟!
45767898_722654264754529_620314772718275

. ﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا﴾ [الأنبياء: 32]:
محفوظ عن السقوط على الأرض، أو أن تقع بعض أجرامها على الأرض، أو حفظناها من الانشقاق حتى ميعاد يوم القيامة، أو حفظناها من استراق الشياطين للسمع بالشُّهب الحارقة.

. ﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا﴾ [الأنبياء: 32]:
كل سقف لابد له من أعمدة، لكن بناء السماء ليس له أي أعمدة! فكيف أعرضوا عن الإيمان بعد هذه الآية العظيمة؟!

. ﴿وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ﴾ [الأنبياء: 32]:
لو تأمل الناس في ما تكشفه وكالة الفضاء NASA كل يوم عن النجوم والمجرات، لآمنوا بخالق هذا الكون العظيم.

. ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ [الأنبياء: 33]:
ما أجمل الْقَائِل:
تَأمل سطور الكائنات فَإِنَّها .. إِلَى الْملك الْأَعْلَى إِلَيْك رسائلُ
وَقد خطّ فِيهَا لَو تَأَمَّلت خطها: أَلا كل شَيْء مَا خلا الله بَاطِل

 ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾ [الأنبياء: 35]:
قال ابن زيد: «نبلوهم بما يحبون وبما يكرهون، نختبرهم بذلك لننظر كيف شكرهم فيما يحبون، وكيف صبرهم فيما يكرهون».

﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾ [الأنبياء: 35]:
البلاء ليس بالضرورة أن يكون شرا، فالبلاء امتحان، فإن نجحت فيه كان خيرا، وإن لم تنجح كان شرا، ولما نجح إبراهيم في الامتحان كافأه الله بالإمامة
فقال: ﴿وَإِذِ ابتلى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً﴾ [البقرة: 124].

 ﴿وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا﴾ [الأنبياء: 36]:
كل من استُهزِئ به لاستمساكه بالحق، فله نصيب من ميراث رسول الله ﷺ.
. أن يهزأ أهل الباطل بأهل الحق، وأن يسخر السفيه من العاقل، فتلك والله أذية كبيرة، وقعها على صدور المؤمنين كوقع الصخر، لكن لنا تسلية بما جرى لرسول الله ﷺ.

﴿سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ﴾[الأنبياء :37]:
لما ذكر الله المستهزئين برسوله ﷺ وقَع في نفوس الصحابة سرعة انتقام الله من المستهزئين، فأخبرهم بسنته في الإمهال، وأنه سيريهم آيات انتقامه وعلامات اقتداره على من خالف أمره وعصاه.

. ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [الأنبياء: 38]:
استعجال العذاب واستبطاء وعد الله خصلة من خصال الكفار.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×