اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

جعلناه نوراً...خالد أبوشادي

المشاركات التي تم ترشيحها


121 ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا﴾[العنكبوت: 4]:البعض يرتكب السيئات، ثم يحكم لنفسه بالنجاة، وهؤلاء يحسبون أن يفوتوا الله، فلا يقدر على مجازاتهم على مساوئ أعمالهم.
.122 ﴿سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾[العنكبوت: 4]:كل من ظن أنه يعصي الله ويخالف أمره، ثم لن يعاقبه الله، فبئس ما حكَم به بأن ربه مسبوق، والله هو القادر على كل شيء.
123. (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا) ولم يقل إحساناً كما في سورة الأحقاف؟ الإحسان أكرم من الحُسن، فتعاملك بشكل حسَن درجة، لكن الإحسان درجة أعلى، بل هو أعلى مراتب حسن التعامل واللين واللطف وخفض الجناح، فالحسن كان مع الوالدين الكافرين، والإحسان في سورة الأحقاف مع الوالدين المؤمنين. 
124. ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَـٰهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ بِهِۦ عِلْمٌۭ فَلَا تُطِعْهُمَآ ۚ ﴾[العنكبوت:8]: فتنة الأهل شديدة، وأمر الله المؤمن أن يواجهها بشيئين: الإحسان إليهما مع عدم الطاعة في المعصية .
125. ﴿فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾[العنكبوت:8]: إن الله عز وجل لم يجعل الابن ندا لوالده ولو كان كافرا، فقال: ﴿إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ﴾، ولم يقل: فأحكم بينكم، لأن التحاكم يقتضي الندِّية والمساواة، وهذه لا تجوز بين الابن ووالده.
126. {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ} [العنكبوت من الآية:13]: القاعدة المطردة ألا تزر وازرة وزر أخرى إلا هنا، فتضاف إليهم أثقال أخرى، ربما لم يعرفوا شيئًا عنها، وكأنهم نسوا أو تناسوا ما خاطبوا به غيرهم: ﴿اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُون﴾ [العنكبوت من الآية:12]. 
127. ﴿وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ﴾[العنكبوت:16]:كل خير في الدنيا والآخرة هو من آثار عبادة الله وتقواه.
128. ﴿وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ﴾[العنكبوت:16]: التقوى لا تأتي إلا بخير
129. ﴿إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا﴾[العنكبوت:17]: ذكر بطلان مذهبهم بأبلغ وجه، وذلك لأن المعبود إنما لكونه مستحقا للعبادة بذاته، أو كونه نافعا في الحال أو المآل.فنسف الحجة الأولى أنه مستحق للعبادة بذاته، بأنهم أوثان لا تنفع ولا تضر: ﴿إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا﴾.ونسف الحجة الثانية من أن المعبود نافع في الحال أو المآل بأنهم لا يرزقون من يعبدونهم: ﴿لا يملكون لكم رزقا﴾.

Ùا ÙتÙÙر Ùص٠ÙÙصÙرة.

130. ﴿فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ﴾[العنكبوت:17]:الرزق عند الله وحده، لا عند غيره، فلا تذلَّ لغير الله.
131. ﴿وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾[العنكبوت:18]:لا يكفي منك البلاغ، لكن لابد من إتقان هذا البلاغ بالإبانة، والإبانة هي إقامة البرهان عليه.
. وقد بلَّغ النبي ﷺ البلاغ المبين، وأشهد الله على أمته كما جعل في حجة الوداع يقول: «ألا هل بلغت؟» فيقولون: نعم، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء، وينكتها إلى الناس: «اللهم أشهد، اللهم أشهد» ثلاث مرات. رواه مسلم رقم: 1218
132. ﴿ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ [العنكبوت:25]:ذكر ابن العربي أن لعن العاصي المعين لا يجوز اتفاقا، وأما لعن العاصي مطلقا فيجوز إجماعا.
133. (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي﴾[العنكبوت:26]: هذه أول هجرة في الدين، ويُستفاد منها أن الإنسان إذا لم يجد في بلده سبيلاً لإقامة دين الله وعبادته، فالأَوْلى له أن يهاجِر. 
134. ﴿لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ﴾ [العنكبوت:32]:لماذا امرأته؟! قال جمال الدين القاسمي: «ومن رضي عمل قوم حشر معهم. كما حشرت امرأة لوط معهم. ولم تكن تفعل فاحشة اللواط. فإنه لا يقع من المرأة. ولكن لما رضيت فعلهم، عمّها معهم العذاب».
135. ﴿وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ﴾ [العنكبوت:33]: كيف يسوؤه حضور الملائكة؟! والجواب: كان هذا قبل أن يعلم لوط أنهم ملائكة لأنهم جاءوا في صورة رجال، فاعترته المساءة والأحزان لخوفه من اعتداء قومه عليهم.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
136﴿وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا﴾ [العنكبوت:33]:من الذَّرع، وأصله أن يذرع البعير بيديه في سيره ذرعا، على قدر سعة خطوته، فإذا حُمِّل عليه أكثر من طاقته ضاق ذرعه، أي ضعف عن ذلك، وهو تعبير عن نفاد حيلته، وعجزه عن أن يجد مخرجا للمكروه الذي حل به.
137. ﴿وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا﴾ [العنكبوت:33]:قال القشيري: «أقرب ما يكون العبد في البلاء من الفرج إذا اشتدّ عليه البلاء، فعند ذلك يكون زوال البلاء، لأنه يصير مضطّرا، ووعد الله للمضطرين وشيك الاجابة، كذلك كان لوط في تلك الليلة، فقد ضاق بهم ذرعا ثم لم يلبث أن وجد الخلاص من ضيقه».
138. ﴿وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ﴾ [العنكبوت:33]:تعلم من الملائكة أن تكون دائما مصدر تفاؤل لمن حولك، تنهاهم دائما عن الخوف والحزن.
139. ﴿إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ [العنكبوت:34]: لابد للفاسق من عقوبة، دنيوية أو أخروية.. قال صاحب الكشاف: «الرِّجْز والرِّجس: العذاب، من قولهم: ارتجز وارتجس إذا اضطرب، لما يلحق المعذَّب من القلق والاضطراب».
140. ﴿وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [العنكبوت:35]:آيات الله في إهلاك الظالمين حاضرة، لكن عقول البعض غائبة!
141. ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ﴾ [العنكبوت: 36]:الرجاء هنا بمعنى الخوف أي خافوا يوم القيامة أو بمعنى: افعلوا ما ترجون به ثوابه، فلا قيمة لرجاء ولا خوف من غير عمل.
142. ﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾ [العنكبوت: 37]:قال الإمام الرازي:«قال ها هنا وفي الأعراف: ﴿فأخذتهم الرجفة﴾، وقال في هود: ﴿وأخذت الذين ظلموا الصيحة﴾، والحكاية واحدة! نقول: لا تعارض بينهما، فإن الصيحة كانت سببا للرجفة، إما لرجفة الأرض، إذ قيل إن جبريل صاح فتزلزلت الأرض من صيحته، وإما لرجفة الأفئدة، فإن قلوبهم ارتجفت منها».
45858273_722673008085988_149747596161921

143. ﴿وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ﴾ [العنكبوت: 38]:قال ابن كثير: «فعاد قوم هود عليه السلام كانوا يسكنون الأحقاف، وهي قريبة من حضرموت بلاد اليمن، وثمود قوم صالح كانوا يسكنون الحجْر قريبا من وادي القرى، وكانت العرب تعرف مساكنهما جيدا، وتمر عليها كثيرا». وكأن الله تعالى يقول: لن أحكي كثيرا من تفاصيل ما حاق بهم؛ بل سأترككم تشاهدون من ديارهم وآثار دمارهم بما يردعكم عن السير في مثل طريقهم، ومع الثورة العلمية اليوم نستطيع جميعا أن نشاهد أفلاما كثيرة على اليوتيوب تعرض لآثار هذه القرى المدمَّرة.
145.. ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ﴾ [العنكبوت: 38]:التزيين من أسلحة الشيطان الخطيرة، يزِّن الحرام القبيح في أعين ضحاياه، حتى يحبوه ويؤثِروه ويدعوا غيرهم إليه.
146.. ﴿وكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ﴾ [العنكبوت: 38]:سلوا الله العافية! كانوا ذوو عقل وذكاء وأفهام، لكن ما نفعتهم مع غياب الإيمان، فكانوا كما قال ابن تيمية:«أُوتُوا ذكاءً وما أُوتوا زكاءً، وأُعطوا فُهومًا وما أُعْطُوا علومًا، وأُعطوا سمعًا وأبصارًا وأفئدة ﴿فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ﴾».
147.. ﴿وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ﴾ [العنكبوت: 39]:قال الآلوسي: «وتقديم قارون، لأن المقصود تسلية النبي ﷺ في ما لقى من قومه لحسدهم له، وقارون كان من قوم موسى- عليه السلام- وقد لقى منه ما لقى. أو لأن حال قارون أوفق بحال عاد وثمود، فإنه كان من أبصر الناس وأعلمهم بالتوراة، ولكنه لم يفده الاستبصار شيئا، كما لم يفدهم كونهم مستبصرين شيئا».
148.. ﴿فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ﴾ [العنكبوت: 39]:لماذا تخصيص: (في الأرض)؟ قال الرازي:«إشارة إلى ما يوضِّح قلة عقلهم في استكبارهم، وذلك لأن من في الأرض أضعف أقسام المكلَّفين، ومن في السماء أقواهم، ثم إن من في السماء لا يستكبر على الله وعن عبادته، فكيف يستكبر من في الأرض».
149.. ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[العنكبوت: 40]:ما كان الله ليظلمهم بالإهلاك، لكنهم ظلموا أنفسهم بالإشراك.. ظلموا أنفسهم بمنعها من حقها، وسر راحتها في الدنيا والآخرة، وذلك بطاعة ربها، وعذَّبوها بشهواتها ومعصيتها، فأضروها من حيث ظنوا أنهم ينفعونها.
150. ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾ [العنكبوت:45]: في هذه الآية بيان زاد الأتقياء في طريق المحن والبلاء، وهي تلاوة القران والصلاة وذكر الله.
45608330_722672841419338_766068236125995

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
الجزء الحادى و العشرون
 
Ùا ÙتÙÙر Ùص٠ÙÙصÙرة.
1-﴿وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [العنكبوت: 46]: إذا كان الله قد أمرك ألا تجادل أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، فما بالك بأخيك المسلم؟ أليس أوْلى بإحسانك؟!
2. ﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾[العنكبوت: 49]: حفظ القرآن! قال الحسن: «أعطيت هذه الأمة الحفظ، وكان من قبلها لا يقرؤون كتابهم إلا نظرا، فإذا أطبقوه لم يحفظوا ما فيه إلا النبيون».
3. ﴿أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ﴾ [العنكبوت: 51]: قال ابن تيمية: «كل علم دين لا يطلب من القرآن فهو ضلال». 
4. ﴿أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ﴾ [العنكبوت: 51]: القرآن كفاية كل محتاج، ولا يكفيك ويروي روحك إلا القرآن!
5. ﴿يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾[العنكبوت: 55]: آيةٌ جمعت بين العذاب الحسي والعذاب المعنوي، فالحسي أن النار تغشاهم من جميع الجهات، والمعنوي هو التقريع والتهديد والتوبيخ في قوله: ﴿ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.
6. ﴿وَكَأَيِّن مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ﴾ [العنكبوت: 60]:
7. وكأين: للتكثير، فإن أكثر الحيوانات لا تحمل رزقها ولا تقوم بتخزينه كما يفعل الإنسان، ومع هذا فقد ضمن الله لها رزقها طوال عمرها، فاهدأ أيها الإنسان ولا تضطرب.
8. ﴿وَكَأَيِّن مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ﴾ [العنكبوت: 60]:
9. قال ابن جزي: «والقصد بالآية: تقوية لقلوب المؤمنين، إذ خافوا الفقر والجوع في الهجرة إلى بلاد الناس: أي كما يرزق الله الحيوانات الضعيفة، كذلك يرزقكم إذا هاجرتم من بلدكم».
10. ﴿وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ﴾[العنكبوت: 64]: قال مجاهد في تفسيرها: «لا موت فيها».
11. ﴿وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ﴾[العنكبوت: 64]: الدنيا حلم، والموت انتباهٌ من هذا النوم، ومعه الموت بدء الحياة الحقيقية، والعيش بكماله ودوامه.

image.png.11ed0764e667266f93383e03246c3d13.png

12. ﴿وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ﴾[العنكبوت: 67]: كان الرجل من السلف الصالح يبلغه موت أخ من إخوانه فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.. كِدْتُ والله أن أكون أنا السواد المُخْتَطَف، فيزيده الله بذلك جدًا واجتهادًا.
13. ﴿وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ﴾[العنكبوت: 67]: جاء رجل إلى الفضيل بن عياض فقال له: أوصني. قال: هل مات والداك؟ قال: نعم، فقال: فَقُمْ عَنِّي، فإن من يحتاج إلى من يعظه بعد موت والديه لا تنفعه موعظة.
14. ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾[العنكبوت: 69]:
15. قال أبو سليمان الداراني: «ليس الجهاد في الآية قتال الكفار فقط بل هو نصر الدين، والرد على المبطلين، وقمع الظالمين، وعظمه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنه مجاهدة النفوس في طاعة الله، وهو الجهاد الأكبر». 
16. ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾[العنكبوت: 69]: قال سفيان بن عيينة لابن المبارك: «إذا رأيت الناس قد اختلفوا فعليك بالمجاهدين وأهل الثغور فإن الله تعالى يقول: ﴿لَنَهْدِيَنَّهُمْ﴾».
17. ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾[العنكبوت: 69]: أبشِروا! قال السعدي: «كل من اجتهد في الخير هداه الله الطريق الموصلة إليه، سواءً أكمَل ذلك العمل، أو حصل له عائق عنه».
18. ﴿لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ﴾[الروم: 4]: لم أورد الله هذه الآية بعد ذكر المعركة بين فارس والروم؟! قال السعدي: «فليس الغلبة والنصر لمجرد وجود الأسباب، وإنما هي لابد أن يقترن بها القضاء والقدر». 
19. ﴿يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ﴾[الروم: 7]: قال الحسن: «إن أحدهم لينقر الدرهم بطرف ظفره فيذكر وزنه ولا يخطىء وهو لا يحسن أن يصلي».
20. ﴿يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ﴾[الروم: 7]: ليس الذم هنا للإحاطة بعلوم الدنيا، وإنما هو لسهوهم عن الآخرة، وجهلهم بها، وعدم تفكرهم فيها، أو العمل لها.
ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: ââÙصââ
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
21. ﴿وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ﴾[الروم: 22]: قال القرطبي: «اللسان في الفم، وفيه اختلاف اللغات: من العربية والعجمية والتركية والرومية. واختلاف الألوان في الصور: من البياض والسواد والحمرة، فلا تكاد ترى أحدا إلا وأنت تفرق بينه وبين الآخر. وليس هذه الأشياء من فعل النطفة ولا من فعل الأبوين، فلا بد من فاعل، فعلم أن الفاعل هو الله تعالى، فهذا من أدل دليل على المدبر البارئ».
 
22. ﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ ﴾[الروم: 36]:
 
23. هذا تنبيه هام إلى أن ما يصيبنا من مصائب سببه أفعالنا، فما علينا إلا محاسبة أنفسنا على السيئات، واستدراك ما فات، لكي يرفع الله عنا ما نزل من بلاء، وينجينا من القنوط والإحباط.
 
24. ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾[الروم: 41]: (بعض) الذي عملوا؛ لو أذاقهم الله جميع ما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة!
 
25. ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾[الروم: 41]: هدف بعض الابتلاءات ردُّ الشاردين إلى رحاب الله، وجذب الغافلين إلى روضات الطاعات.
 
26. ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ ﴾[الروم: 42]: تستطيع أن تسير وأنت واقف! فالسير في الأرض سيران: سيرٌ بالأقدام لمشاهدة آثار السابقين، وسير القلوب بالتفكر في أحوال الظلمة والمعاندين.
 
27. ﴿إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾[الروم: 45]: قال ابن كثير: «ومع هذا فهو العادل فيهم الذي لا يجور».. كم دفعتنا كراهية البعض إلى ظلمهم!
 
28. ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً﴾[الروم: 54]: الطفل= ضعف، والوالدان عند الكبر= ضعف + شيبة، فوالداك عند الكِبَر أشد ضعفا من الأطفال، لذا يحتاج الوالدان رعايتك أكثر من أولادك.
 
29. ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ﴾[الروم: 55]: الدنيا كلها في جوار الآخرة ساعة، فكيف بعتم خلود الآخرة بنعيم ساعة، وليته كان نعيما خالصا، بل مع تنغيص وهموم وأحزان وغموم!
 
 
 
 
 
3dlat.com_14_19_96c1_e19b443b1ab21.png
 
 
 
 
 
 
 
30. ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ﴾[الروم: 60]: لماذا الصبر؟ لأن وعْدَ الله لك بالنصرة وإظهار الدين وإعلاء كلمة الحق محقق، ولابد من إنجازه والوفاء به لا محالة! وهذا زاد الصبر إن أوشك صبرنا على النفاد!
 
31. ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ﴾[الروم: 60]: سورة الروم سورة مكية، والجهاد لم يؤذن به في مكة، فما هو إلا الصبر، يأمر الله به رسوله، ويأمر به رسوله الناس!
 
32. ﴿وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ﴾[الروم: 60]: أي لا تضطرب لكلامهم، ولا تقلق، ولا يذهب عقلك بسبب ما يصنع هؤلاء المجرمون، ولا تتسرع في قرارك، ولا تخرج عن طبعك وهدوئك ولا عن إيمانك، بل ثق بوعدنا، واطمئن لقضائنا!
 
33. ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ﴾[الروم: 60]: خُتِمَت السورة بالوعد بالنصر، كما افتتحت بالوعد به، فسورة الروم هي مبشِّرة المؤمنين، ونازِعة القلق من قلوب الصلحين، وهي من أهم جرعات اليقين!
 
34. عن علي رضي الله عنه أن رجلا من الخوارج ناداه وهو في صلاة الفجر فقال: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ﴾، فأجابه ( وهو في الصلاة: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ﴾.
 
35. ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا﴾[لقمان: 6]: خطورة عمل القلب! قال قتادة: «والله لعله أن لا ينفق فيه مالا، ولكن اشتراؤه استحبابه، بحسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحقّ، وما يضرّ على ما ينفع».
 
36. ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ﴾ [لقمان: 12]: الحكمة منحة ربانية وهدية إلهية، وليست بالضرورة عن كبر سِنٍّ، ولكن عطاء الله يعطيه من يشاء من عباده، فادع الله بها.
 
37. ﴿يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم﴾ [لقمان: 13]: من وسائل التربية أنك إذا أمرت أحدا بأمر أن تبيِّن له سببه، فهذا أدعى لقبوله الأمر منك!
 
38. ﴿أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14]: قال سفيان بن عيينة في هذه الآية: «من صلى الصلوات الخمس فقد شكر الله، ومن دعا للوالدين في أدبار الصلوات الخمس فقد شكر الوالدين».
 
39. ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ﴾[لقمان: 17]: لابد مع الدعوة إلى الله من أذى ينال الداعي، ولا يُدفَع الأذى إلا بالصبر!
 
 
 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
40. ﴿وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للنَّاسِ﴾[لقمان: 18]: قال ابن عباس: «ولا تتكبر؛ فتحقر عباد الله، وتُعرِض عنهم بوجهك إذا كلموك»، ولو مع عامل النظافة أو متسوِّل في الطرقات.
41. ﴿وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾[لقمان: 20]: النعم دنيوية وأخروية..
42. فالدنيوية الظاهرة: الصحة والمال والعيال والأموال وحسن الخلقة، والدنيوية الباطنة: ستر عيوبك وقبيح أحوالك التي تكره أن يطلع عليها الناس.
43. والأخروية الظاهرة: الإسلام والقرآن، والأخروية الباطنة: ما ستر من عيوبك وأخفى من ذنوبك
44. ﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [لقمان: 20]: كلما قل (العلم) زاد (الجدال).
45. ﴿قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا﴾[لقمان: 21]: كم أضاع التقليد الأعمى وتعطيل العقل أجيالا من المسلمين!
46. ﴿قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا﴾[لقمان: 21]: قال علي عزت بيجوفيتش: «حين نعلِّم الإنسان التفكير، فإننا نحرِّره، وحين نلقِّنه فإننا نضمُّه للقطيع».
47. ﴿وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾[لقمان: 33]: والغَرور بفتح الغين: هو ما غرَّ الإنسان من شيء كائنا ما كان، شيطانا كان أو إنسانا، أو دنيا. قال الضحاك ومجاهد: ﴿الْغَرُورُ﴾: الشيطان.
48. ﴿وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾[لقمان: 33]: قال سعيد بن جُبَير: أن تعملَ بالمعصية وتتمنى المغفرة.
49. : ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنزلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾[لقمان: 34]: هذه الخمسة هي مفاتيح الغيب، ففي صحيح البخاري: «مفاتح الغيب خمسة، ثم قرأ: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾».
 

3dlat.com_14_19_96c1_e19b443b1ab21.png
 
50. ﴿إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا﴾[السجدة: 12]: سمِعوا وأبصروا، لكن للأسف! في الوقت الضائع، وبعد فوات الأوان!
51. ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أخفي لهم من قرة أعين﴾[السجدة: 17]: قال الحسن: «أخفى قوم عملهم، فأخفى الله لهم ما لم تر عين، ولم يخطر علي قلب بشر».
52. ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا﴾[السجدة: 24]: سئل سفيان عن قول علي رضي الله عنه: الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ألم تسمع قوله: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا﴾، فقال: لما أخذوا بِرأسِ الأمر صاروا رؤوسا.
53. ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [السجدة: 28]: يستعجل المجرمون العذاب، ويتعاملون معه بكل استخفاف، وهذا واضح من ذكر اسم الإشارة ( هذا ) قبل ذكر الفتح.
54. ﴿قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ﴾ [السجدة: 29]: في الآية توجيهان من الله إلى طريقة التعامل مع المستخفين بالنصر الإلهي الذي وعده الله للمؤمنين:
55. الأول: عدم تعيين يوم *الفتح في الدنيا، فأنا واثق في الوعد الرباني، ولا أشغل نفسي بالموعد الزماني.
56. الثاني: ترك الحديث عن *الفتح الدنيوي، والعدول عنه إلى بيان الفتح الحقيقي وهو *يوم القيامة.
57. ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ﴾ [الأحزاب: 1]: يغضب أحدنا إذا قيل له اتق الله؛ وكأنها انتقاص أو اتهام، وقد قالها الله لسيد الخلق ﷺ.
58. ﴿وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ﴾ [الأحزاب: 4]: الأدعياء جمع دعيٍّ، وهو الذي يدَّعى أن فلان ولده وليس بولده، وسببها هو أمر زيد بن حارثة، وذلك أنه كان فتى سباه بعض العرب، وباعه لخديجة، فوهبته للنبي ﷺ فتبناه، فكان يُقال له زيد بن محمد حتى نزلت هذه الآية، والتي أبطل الله بها التبني.
59. ﴿وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ [الأحزاب: 6]: قال القرطبي: «أي في وجوب التعظيم والمبرة والإجلال، وحرمة النكاح على الرجال».
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


60. ﴿فأرسلنا عليهم ريحاً وجنودًا لم تروها﴾ [الأحزاب: 9]: جنود لا نراها، تدفع عنا ما نكره، دون أن نعلم عنها شيئا، وهذا من أجمل معاني اللطف الإلهي.
61. ﴿ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ ﴾ [الأحزاب: 13]: قائمة أعذار المنافق لا تنتهي، وكلما زاد اعتذار المرء عن أعمال الخير ومواطن الأجر، اقترب من أرض النفاق!
62. ﴿أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ﴾ [الأحزاب: 19]: قال صاحب الكشاف: «وهل يثبت للمنافقين عمل حتى يرد عليه الإحباط؟. قلت: لا، لكنه تعليم لمن عسى يظن أن الإيمان باللسان إيمان، وإن لم يواطئه القلب، وأن ما يعمل المنافق من الأعمال يجدي، فبيَّن أن إيمانه ليس بإيمان، وأن كل عمل يوجد منه باطل، وفيه حثٌّ على إتقان المكلَّف أساس أمره وهو الإيمان الصحيح، وتنبيهٌ على أن الأعمال الكثيرة من غير تصحيح المعرفة كالبناء من غير أساس، وأنها مما يذهب عند الله هباء منثورا».
63. ﴿سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ﴾ [الأحزاب: 19]: عملية (السلْق) هي وصف الله لعمل ألسنة المنافقين في المؤمنين، فلا تتعجبوا إذا قابلتم سلاطة ألسنة المنافقين وحِدَّة كلماتهم.
64. ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾[الأحزاب: 21]: جاءت ﴿أُسْوَةٌ﴾ نكرة لتفيد الاقتداء به في عموم أفعاله وأحواله وأخلاقه وعباداته ومعاملاته ﷺ! من هو مَثَلك الأعلى؟!
65. ﴿مِنَ المؤمِنينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾[الأحزاب: 23]: نزلت في أنس بن النضرحيث لم يشهد مع رسول الله ﷺ يوم بدر، فشقَّ ذلك عليه وقال: لئن أرانى الله مشهدا فيما بعد مع رسول الله ﷺ ليرينَّ الله ما أصنع، فاستقبل سعد بن معاذ يوم أحد قائلا: واها لريح الجنة، أجدها دون أحد، فقاتلهم حتى قُتِل، فمن شدة جراحاته قالت أخته الرُّبيِّع ابنة النضر: فما عرفتُ أخى إلا ببنانه! فنزلت هذه الآية.
66. ﴿مِنَ المؤمِنينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾[الأحزاب: 23]: من علامات صدق العبد الثبات وعدم التبديل، فالزلل بعد الثبات مِنْ قلة الصدق.
67. ﴿وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾[الأحزاب: 23]: باب التوبة مفتوح للكل حتى المنافقين، فلا تغلقه في وجه أحد، ولتكن هداية المجرمين أحب إليك من عذابهم، وتوبتهم أحب إليك من عقابهم.
68. ﴿فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ [العنكبوت: 47]:ومن أمثال هؤلاء: عبد الله بن سلام وغيره، وخصَّهم الله بإيتاء الكتاب لكونهم من العاملين به، وكأن غيرهم لم يؤتوه؛ لأنهم لم يعملوا بما فيه، ومما فيه: أوصاف النبي ﷺ.
69. ﴿وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ﴾ [العنكبوت: 48]: معجزة القرآن لم تكتمل إلا بكون النبي ﷺ أميا لا يقرأ ولا يكتب. قال الإمام الرازي: «أجَلُّ معجزات النبي محمد ﷺ وأشرفها أنه كان رجلاً أميًا».
70. ﴿إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾ [العنكبوت: 48]:قال قتادة: «يعني لو كنتَ تكتب أو تقرأ الكتب قبل الوحي، لشكَّ المبطلون المشركون من أهل مكة، وقالوا: إنه يقرؤه من كتب الأولين، وينسخه منها».

3dlat.com_14_19_96c1_e19b443b1ab21.png


71. ﴿وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ):أي النار جامعةٌ لكل كافر، لن يفلت منهم واحد، ولا يبقى أحد من الكفار إلا دخل النار.
72. وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا(58)أربح صفقة! إيمان + عمل صالح = غرف فخمة عالية + جريان الأنهار من تحتها + خلود أبدي.
73. نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)ولم تأت بصيغة الأمر، فلم يقل: خذوا أجرتكم، لأن لفظ الأمر ربما دلَّ على انقطاع الأجر بعده، وأما: ﴿نِعْم أجر العاملين﴾، فتوحي بدوام الأجر، وأنه يزداد نعيما يوما بعد يوم، وهو ما لا يكون إلا في الجنة.
74. ﴿الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [العنكبوت: 59]: جاء الفعل (صبروا) ماضيا من باب البشارة للمؤمنين، كأن العذاب والشدة أمر قد مضى، وأن المستقبل مشرق وآمن، بينما جاء الفعل (يتوكلون) مضارعا؛ لأن التوكل في حياة المسلم أمر متجدد كل يوم، فلا يعمل المسلم عملا مهما دق أو عظم إلا متوكلا على الله سبحانه.
75. ﴿الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [العنكبوت: 59]: قال الشيخ السعدى فى تفسير هذه الآية:«وبذلك تنجح أمورهم وتستقيم أحوالهم، فإن الصبر والتوكل ملاك الأمور كلها، فما فات أحدًا شيء من الخير إلا لعدم صبره وبذل جهده فيما أُريد منه، أو لعدم توكله واعتماده على الله».
76.( اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) ما فائدة إثبات العلم لله بعد إثبات الرزق؟!والجواب: لا يصح إطلاق اسم الرزاق إلا على العالم بحاجة عبيده للرزق.
77. (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ):قال القشيري:«الإخلاص تفريغ القلب عن الكلّ، والثقة بأن الإخلاص ليس إلا به سبحانه».
78. (فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ )من أهم موانع التوحيد: طول الأمل وإنكار الآخرة، فلو انقطع الأمل في الدنيا لرجعوا إلى الفطرة الناطقة بالتوحيد.والصالحون، أو عملك الصالح، وشفاعتهم تكون بدفع النار عنك أو ترقيتك في درجات الجنة.
79(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ ) بعد الإبلاس يأتي الافتراق، عذاب فوق العذاب، فيكون الفراق بين أهل الإيمان عن أهل الكفر والعصيان.

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

80. (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ )
قال ابن عاشور:
«في الآية إيماء إلى أن الله يخرج من غلاة المشركين أفاضل من المؤمنين، مثل إخراج خالد بن الوليد من أبيه الوليد بن المغيرة، وإخراج هند بنت عتبة بن ربيعة من أبيها أحد أئمة الكفر، وإخراج أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط من أبيها».
81. (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ)
ما الإنابة؟
قال الماوردي: «وفي أصل الإنابة قولان: 
- أحدهما: أن أصله القطع، ومنه أخذ اسم الناب لأنه قاطع، فكأن الإنابة هي الانقطاع إلى الله عز وجل بالطاعة. 
- الثاني: أصله الرجوع، مأخوذ من ناب ينوب، إذا رجع مرة بعد أخرى، ومنه النَّوْبَة لأنها الرجوع إلى عادة».
82. (وَاتَّقُوهُ )
اتقوا غضب الله خاصة في حصائد الألسنة! يقول الإمام الشافعي:
لسانك لا تذكر بها عورةَ امرئ ... 
فكلك عوراتٌ وللناس ألسن
وعيناك إن أبدت إليك معايباً .. 
لقومٍ فقل يا عين للناس أعين
83. (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) :
ترك الصلاة من أفعال المشركين!
قال ابن حجر:
«وهذه الآية مما استدل به من يرى تكفير تارك الصلاة، لما يقتضيه مفهومها، وأجيب بأن المراد: أن ترك الصلاة من أفعال المشركين، فورد النهي عن التشبه بهم، لا أن من وافقهم في الترك صار مشركا، وهي من أعظم ما ورد في القرآن في فضل الصلاة».


3dlat.com_14_19_96c1_e19b443b1ab21.png

84. (ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ )
بشرى لكل مخلص! كلما كنت أكثر إخلاصا كلما كان أكثر خيرا لك.
85. (وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ )
ليس الربا المعروف، وإنما الربا بالمعنى اللغوي، فكأنه حذَّر سبحانه من أن يُهدي العبد ذوي القربي واليتامى وابن السبيل طمعا في أن يُهدَى إليه أكثر، وأخبر أن هذا لا ثواب له عند الله.
86. ﴿مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ﴾[الروم: 44]
الكفار لا يضرون إلا أنفسهم، وذلك بأعظم الضرر! قال صاحب الكشاف: «قوله فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ كلمة جامعة لما لا غاية وراءه من المضار، لأن من كان ضاره كفره، فقد أحاطت به كل مضرة».
87. ﴿فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ ﴾[الروم: 44]
والمهاد: الفراش، ومنه مهاد الصبى أي فراشه، والجملة تصوير رائع للثمار الطيبة للعمل الصالح في الدنيا، فصاحبه قد مهَّد لنفسه مكانا مريحا في كل منازل الآخرة، بدءا من القبر وصولا لساحة الحشر، حتى يبلغ الجنة.
88. (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48)
فائدة التذكير بالنِّعَم! قال الحسن البصري: «أكثِروا ذكر هذه النعمة، فإن ذكرها شكر».
89. وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) 
إذا جاء الغيث بعد طول يأس كانت الفرحة مضاعفة.
90. فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ (50):
الأمر بالنظر متوجه إلى البصر والبصيرة، فالأول بالعين، والثاني بالقلب.
. كم من مبصر بعينه لم يفده بصره لأن قلبه أعمى؛ وكم من كفيف لم يبصر؛ وبصيرته تضيء لكثير من المبصرين.
. التاء مبسوطة في ﴿رحمت﴾ تفيد أنها رحمة بُسِطَت بعد قبضها، وجاءت بعد شدة، ودائما تكون مضافة مباشرة للفظ الجلالة.
92 كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50): 
استدلال بالمحسوس المنظور –وهو حياة الأرض بعد الموت- على القادم المنتظر، وهو إحياء الموتى.
. قال السعدي:«حياة الأرض بعد موتها من أعظمِ الأدلة على سعةِ رحمته، فالدليل في القلب الخالي من العلم والخير حين ينزل الله عليه غيث الوحي، فيهتز وينبت العلوم المختلفة النافعة، والأعمال الظاهرة والباطنة ‏أعظم من الأرض بكثير».



3dlat.com_14_19_96c1_e19b443b1ab21.png

93. (فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ )
الاعتذار قبل الموت بلحظة تُفتَح له أبواب القبول، لكن بعد خروج الروح بلحظة لا ينفع العبد الظلوم الجهول.
94. (وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ) 
يُقال: استعتبْتُه فأعتَبَني، أي استرضيته فأرضاني، والمعنى: لا يُطلَب منهم ولا يُقبَل الرجوع إلى الله بالتوبة والعمل الصالح؛ لإزالة عتب الله وغضبه عليهم.
95. (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ )
إشارة إلى دور القرآن في إزالة الأعذار، وأنه أتى بما يكفي الناس من الإنذار، فأقام الحجة على الكل.
96.( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ) 
للهداية شرطان: استقامة الظاهر وضرب لها مثلا بالصلاة والزكاة، واستقامة السر والباطن وضرب لها مثلا باليقين.
97. (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا )
المستكبر فولاذي القلب، فلا تخترق قلبه الآيات، وترتد عنه دون أن تنفذ إليه أو تؤثِّر فيه العظات.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


98.(كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ):احذر كثرة استماع الغناء!كثرة استماع الغناء المحرَّم تصم الآذان عن الانتفاع بالقرآن، فاجتماع النقيضين في القلب محال، ولابد لأحدهما أن يطرد الآخر في الحال أو مع الإمهال.
99. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ ) الترك عملٌ لو كان بِنيَّة!في الحديث: «قالت الملائكة: يا رب .. ذاك عبدك يريد أن يعمل بسيئة وهو أبصر به، فقال: ارقبوه، فإن عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة، إنما تركها من جراي». صحيح الجامع رقم: 43560. جنات النعيم هي كلمة جامعة للنعيم البدني والنعيم الروحي، أي ترف البدن وسرور القلب، وهذا لا يكون تمامه ودوامه إلا في الجنة، أما في الدنيا فمُحال أن يجتمع النعيمان، وإن اجتمعا لا يدومان
. لاحظ أنه جمَع الجنات بينما وحَّد العذاب، إشارة إلى رحمة الله الواسعة، وأنها سبقت غضبه.
100. (وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا)كان من الممكن أن يقول: ﴿وعد الله﴾ فحسب، فمعلوم أن الله لا يخلف وعده، لكنه
أراد تثبيت القلوب المضطربة وطمأنة المترددين فقال: ﴿حقا﴾.
101. (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )
هل سمعتم عن أحد خلق ذرة في هذا الكون من العدم، أو زعم أنه فعل؟ فكيف يعبد أناس حتى اليوم البقر والحجر من دون الله؟! 

102.لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ليس في الشرك وحده، بل في كل معصية. قال
رسول الله ﷺ: «إنما الطاعة في المعروف». صحيح الجامع رقم: 2327
103. (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ )
ما الفارق بين التوبة والإنابة؟ قال أبو هلال العسكري: «التوبة هي الندم على فعل ما سبق، والإنابة: ترك المعاصي في المستقبل».
104.( ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ )
بعد متاع الدنيا القليل جاء دور العذاب الطويل، والذي يجمع بين شدته وآلامه على النفس، وعدم طاقتها احتماله.
105.(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )الذي خلق السماوات والأرض وما فيهما من نعم هو الذي يستحق الحمد وحده، لكن أكثر الناس لا يحمدون الله، كأنهم جهلة لا يعلمون هذه الحقيقة.

3dlat.com_14_19_96c1_e19b443b1ab21.png
106. (أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ )لماذكر آية سماوية في قوله: ﴿ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر﴾ [لقمان: 29]، أتبعها بذكر آية أرضية: ﴿أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ﴾، وذكَّر بفضله في قوله: ﴿بنعمت الله﴾ إشارة إلى سبب جريان الفلك، أى الريح، فتجري بسببها الفلك بأمر الله.
107. (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ )قال الشعبي: «الصبر نصف الإيمان، والشكر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله، ألم تر إلى قوله تعالى: ﴿إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور﴾».
108. (وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ )يُستدل بفساد الظاهر على فساد الباطن، فجحود الآيات في الظاهر، سببه الغدر والكفر المستقران في قلب العبد في الباطن
109. الم (1)كل سورة ابتدأت بالحروف الهجائية المقطَّعة فهي سورة مكية، إلا سورتين: البقرة والآل عمران، فإنهما مدنيتان.
110. تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)لاريب في أن القرآن منزَّل من عند الله، وهي حقيقة لا ريب فيها عند أي عاقل،والرَّيب في اللغة غير الشَّك، فالريب شك مع قلق واضطراب.. إذا تعذَّرعليك رؤية الله في هذه الدار، فأعزُّ شيء على الأحباب كتاب الأحباب، فاقرأكتاب الله بشوق حتى يحين موعد الرؤية واللقاء في دار البقاء.
111. (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ)قال أبو حيان: «ما من شيء خلقه إلا وهو مرتَّبٌ على ما تقضيه الحكمة، فالمخلوقات كلها حسنة، وإن تفاوتت في الحسن، وحسنها من جهة المقصد الذي أريد بها، ولهذا قال ابن عباس: ليست القِرَدَة بحسنة، ولكنها متقنة محكمة».. أول الإحسان وأكمله وأعظمه هو إحسان الله عز وجلَّ، فلا مُحسِنَ أعظم من من المحسن جل جلاله.
112. (وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ):لم التكبر؟! وأصلك من طين، وأغلى ثيابك من دودة، وأشهى طعامك من حشرة، ومنزلك المقبل: حفرة تحت الأرض .
113. بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (10):إنكار هذه اللقاء أو التعامي عنه هو مفتاح الشقاء الأبدي والعذاب السرمدي، وما ذكر أحَدٌ لقاء الله إلا ارتدع عن كثير من معاصيه.
114. قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11):أحيانايسند التوفي إلى الله، وأحيانا إلى ملك الموت، وأحيانا إلى الملائكة، فهل في هذا تعارض؟! والجواب: لا تعارض، فإسناد التوفي إلى ملك الموت؛ لأنه المأمور بقبض الأرواح، وإسناده للملائكة؛ لأن لملك الموت أعوانا من الملائكة.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

115. سمعوا القرآن فخَرّوا سجدا، لأن سماع القرآن من أعظم ما يورث رقة القلب ويعالج قسوته.
116. (وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ )
ما أعظم فضل التسبيح! عن أبي ذرٍّ أنَّ رسول الله ﷺ سُئِل: أيُّ الكلام أفضل؟ قال: «ما اصطفى الله لملائكته أو لِعباده: سبحان الله وبحمده». صحيح مسلم: 2731
117.( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ )
تتجافى الأجساد عن الفرش في الليالي الباردة، فتكون المكافأة جنات عـدن خـالدة.
. كان عبدالعزيز بن رواد إذا جنَّ عليه الليل يأتي فراشه، فيمدُّ يده عليه ويقول:«إنك لليِّن، ووالله إن في الجنة لألْيَن منك».
118.  (فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
العمل الصالح سبب دخول الجنة، والعمل ثلاثة أنواع:
عمل القلب: وأوله الإيمان، النية الصالحة، وإخلاص العمل لله.
والثاني: عمل اللسان بالنطق بالشهادتين، ثم الذكر والدعاء والتسبيح.
والثالث: عمل الجوارح من صلاة وصيام وزكاة وحج وأمرٍ بالمعروف ونهيٍ عن المنكر.
3dlat.com_14_19_96c1_e19b443b1ab21.png

119. (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ )
الفسق هنا هو الكفر، ومع الكفر لا التفات إلى الأعمال، لذا لم يقل: (وأما الذين فسقوا وعملوا السيئات)، ولو جعل الله النار في مقابل الكفر وعمل السيئات، لظنَّ ظانٌّ أن مجرد الكفر لا عقاب عليه، وهذا باطل.
120. (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )
أحيانا يكون نزول الشدة رحمة، وبمثابة صيحة تنبيه قبل نزول الشدة الأكبر غدا في نار الجحيم.
. لا مقارنة بين العذاب الادنى في الدنيا والعذاب الاكبر في الآخرة. في الحديث:
«لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا، لأفسدت على أهل الأرض
121. (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ ) 
قال الآلوسي: «فيه إشارة إلى أنه ينبغي الإعراض عن المنكرين المستهزئين بالعارفين والسالكين، إذا لم ينجع فيهم الإرشاد والنصيحة، وإلى أنهم هالكون لا محال».
122. (وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ )
«يحتمل وجوها:
أحدها: وانتظر هلاكهم فإنهم ينتظرون هلاكك.
وثانيها: وانتظر النصر من الله فإنهم ينتظرون النصر من آلهتهم، وفارق بين الانتظارين. وثالثها: وانتظر عذابهم بنفسك فإنهم ينتظرونه بلفظهم استهزاء، كما قالوا: ﴿فأتنا بما تعدنا﴾ [الأعراف: 70]».
123. هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ(11) 
ابتلاء المؤمن مختلف، يرفع الله به درجته، ويحط خطاياه، ويقوّي إيمانه. قال بِشر بن الحارث الحافي بعدما ضُرِب أحمد بن حنبل: «أُدخل أحمدُ الكِيرَ فخرج ذهبًا أحمر». 
124. (لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا )
يعلِّمنا القرآن أن نتأدب مع الله، فلا نتألى عليه أن لا يغفر لفلان، ولا يرحم فلانا.
125.( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا )
صدقوا الله، ونجحوا في اختبار الشدة، فكافأهم بأن ردَّ الكفار عنهم دون قتال.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
 
126.وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ (25)قال ابن كثير: «وفي قوله: ﴿وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ﴾ إشارة إلى وضع الحرب بينهم وبين قريش، وهكذا وقع بعدها، لم يغزهم المشركون، بل غزاهم المسلمون في بلادهم».
127. وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25) قال السعدي: «لا يغالبه أحد إلا غُلِبَ، ولا يستنصره أحد إلا غَلَب، ولا يعجزه أمر أراده، ولا ينفع أهل القوة والعزة، قوتهم وعزتهم، إن لم يعنهم بقوته وعزته».
128. (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ )الرعب من جنود الله، يؤيِّد الله به عباده الصادقين، إن بذلوا وسعهم، وتقطَّعت دونهم أسباب الانتصار.
129. (وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا )أنت وارثٌ لمالك، وهو معار لك، ويوشك أن ينتقل لغيرك بموت أو سلب أو إنفاق.
130. يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: «لما أُمِر رسول الله ﷺ بتخيير أزواجه، بدأ بي، فقال: إني ذاكر لك أمرا، فلا عليك ألا تعجلي حتى تستأمري أبويك. قالت: وقد علم أن أبوي لم يكونا ليأمراني بفراقه، ثم قرأ ﴿ياأيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا - وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما﴾ [الأحزاب: 28 - 29]، فقلت: في هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة. قالت عائشة: ثم فعل أزواج النبي ﷺ مثل ما فعلت، فلم يكن ذلك طلاقا».
3dlat.com_14_19_96c1_e19b443b1ab21.png

131. (وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29) قال الإمام الآلوسي: «فلما خَيَّرهَن واخترن الله ورسوله والدار الآخرة، مدحهن الله تعالى على ذلك، إذ قال سبحانه: ﴿لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ﴾، فقصره الله تعالى عليهن، وهن التسع اللاتي اخترن الله ورسوله والدار الآخرة».
132. يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)كل تشريف يقتضي تكليفا! قال ابن كثير: «فأخبر تعالى أن من جاء من نساء النبي ﷺ بفاحشة- والله عاصم رسوله عليه السلام من ذلك كما مر في حديث الإفك - يضاعف لها العذاب ضعفين، لشرف منزلتهن وفضل درجتهن، وتقدمهن على سائر النساء أجمع».
. قال صاحب الكشاف: «وإنما ضوعف عذابهن، لأن ما قبح من سائر النساء، كان أقبح منهن وأقبح، لأن زيادة قبح المعصية، تتبع زيادة الفضل والمرتبة، وليس لأحد من النساء، مثل فضل نساء النبي ﷺ، ولا على أحد منهن مثل ما لله عليهن من النعمة، ولذلك كان ذم العقلاء للعاصي العالم: أشد منه للعاصي الجاهل، لأن المعصية من العالم أقبح».
133. بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ (30)قال أبو حيان: «كبيرة من المعاصي، ولا يُتَوهَّم أنها الزنا، لعصمة رسول الله ﷺ من ذلك، ولأنه وصفها بالتبيين، والزنا مما يُتَسَتَّر به، وينبغي أن تُحْمَل الفاحشة على عقوق الزوج وفساد عشرته».

ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: ââÙصââ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

                         الجزء الثانى و العشرون

 
 
نتيجة بحث الصور عن بسم الله الرحمن

1.(وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْن (الأحزاب 31 )
قال الآلوسي: «ويستدعي هذا أنه إذا أثيب نساء المسلمين على الحسنة بعشر أمثالها؛ أُثِبْن على الحسنة بعشرين مثلاً لها، وإذا زيد للنساء على العشر شيء؛ زيد لهن ضعفه». 
2. وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (الأحزاب 31 )
الرزق الكريم هو الجنة، ولا يستحق الوصف بالرزق الكريم إلا رزق الجنة، فرزق الدنيا لا يأتي بنفسه بل يجريه الله على أيدي الناس، بعكس الآخرة، فرزقها يأتينا بنفسه، فتدنو منك ثمار الجنة لتأكلها (وجنى الجنين دانٍ).وتشتهي الطير، فيخِرُّ بين يديك مشويا. فرزق الآخرة كأنه شخص كريم، لا يُمسِكه أحد، ولا يُرسِله أحد، بل يأتي بنفسه.
3. وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)
الآيات هي القرآن، والحكمة ما جاء به النبي ﷺ من أقوال وأفعال وأحوال.
4. هذا أمر بتلاوة الآيات في جميع البيوت حتى التي لم ينزل فيها الوحي، لتشمل تلاوة أمهات المؤمنين، وتلاوة غيرهن من النساء تعلُّما وتعليما.
5. وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)
تحلية بعد التخلية في الآية السابقة، والأجر الكريم هو الجنة، ولا أروع.
6. ﴿وَبَشِّرِ** الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّـهِ فَضْلًا كَبِيرً**ا ﴾[الأحزاب: 47]: 
قال ابن عطية: «قال لنا أبي رضي الله عنه: هذه من أرجى آية عندي في كتاب الله تعالى؛ لأن الله تعالى أمر نبيه أن يبشر المؤمنين بِأَنَّ لَهُمْ عنده فَضْلًا كَبِيراً، وقد بين تعالى الفضل الكبير ما هو في قوله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾[الشورى: 22]، فالآية التي في هذه السورة خبر، والتي في حم عسق تفسير لها».
7. وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)
قال الفضيل بن عياض: «يا ربِّ .. إني لأستحي أن أقول: (توكلتُ عليك)، لو توكلتُ عليك لما خفتُ، ولا رجوتُ غيرك».
8. (آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ) إشارة إلى أن إعطاء المهر كاملا للزوجة دون تأخير شيء منه، وهذا هو الأكمل والأفضل، وأن تأخير بعضه إنما هو أمر مُستَحْدَث.
9. ﴿فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا } [الأحزاب53]:
كن ضيفا خفيفا! ليس في بيت النبي ﷺ فحسب، بل وفي بيوت غيره، فمن تناول طعاما عند من أضافه، فلينصرف بعدها تخفيفا على صاحب البيت وأهله.
10. { ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ** لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب53]: 
يقول صاحب الظلال: «فلا يقل أحد غير ما قال الله !
لا يقل أحد إن الاختلاط وإزالة الحجب ، والترخص في الحديث والمشاركة بين الجنسين أعوان على تصريف الغريزة المكبوتة ..إلى آخر مقولات الضعاف المهازيل
الجهال الحجوبين ، لا يقل أحد هذا والله يقول { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَ**اءِ حِجَابٍ} [الأحزاب53] يقول هذا عن نساء النبي الطاهرات، وعن رجال الصدر الأول ممن لا تتطاول إليهن وإليهم الأعناق».

صورة ذات صلة

11. التقليد الأعمى من أسباب العذاب، وقد عرف كثير منهم الحق، لكن وافقوا الرؤساء والزعماء والكبراء في الكفر به.
12. رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68) يوم القيامة يطالبون لهم بمضاعفة العذاب، وبالأمس كانوا يستقبلونهم بالبِشْر والترحاب.. هذه لعنة من أطاع غيره في معصية الله.
13. يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا(سبأ 2) 
لو أن أهل الأرض جميعا حاولوا إحصاء كل ﴿ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها﴾، ﴿وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها﴾ لما استطاعوا، لكن الله أحصاها.
14. ربٌّ يعلم كل قطرة ماء تسقط من السماء أين تستقر، ويعلم كل نبتة خرجت في صحراء قاحلة، أفلا يعلم همَّك وشكواك، وتفاصيل بلواك؟!
15. (وما يعرج فيها) (2): قال الحسن: «الملائكة وأعمال العباد»، فانظر بِمَ تعرج الملائكة من عملك اليوم، واطرد عنك الكسل والنوم.
16. ﴿ما يلج في الأرض وما يخرج منها﴾: يدخل فيها الموتى عند ولوجهم إلى القبور، وعند خروجهم منها.
17. ﴿وما ينزل من السماء وما يعرج فيها﴾: يدخل في ذلك عروج الأرواح إلى السماء عند مفارقة الأجساد، ونزول الأرواح لتُرَدَّ إلى الأجساد يوم القيامة، فكان هذا خير ردٍّ على إنكار المشركين للحشر، وهذا من أهم مقاصد السورة.
18. أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ 
يحتمل أن يكون المراد بالرؤية: المكان أو الزمان.
أما المكان، أي ما حولهم من الأماكن التي خسف الله بأهلها.
وأما الزمان، فيكون المراد بما بين أيديهم أي المستقبل، وما خلفهم أي ما مضى من الأمم، فهل أهلكنا منهم إلا من كذَّب بآياتنا.
19. من مقاصد السورة الرد على إنكار البعث. قال ابن كثير:
«من قدر على خلق هذه السموات في ارتفاعها واتساعها، وهذه الأرضين في انخفاضها، وأطوالها وأعراضها، إنه لقادر على إعادة الأجسام ونشر الرميم من العظام».
20. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (9):
شرط الانتفاع بالآيات وجود نية التوبة والرجوع إلى رب الأرض والسماوات.

يتبع

https://4.bp.blogspot.com/-8ggkIFLCqoQ/WX6_D0lNP4I/AAAAAAAAba8/hky6m0t789wXb1HbMqqiqTlRWEeeaZ6nwCLcBGAs/s640/01194545297-1.gif

 

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


21. فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ:
ساعة موتك معروفة قبل ميلادك بآلاف السنين، والمنتظر منك أن تعمل لها استعدادا لما ينتظرك بعد الموت.
22. مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ
دابة دلَّت على موت سليمان، وغراب علَّم ابن آدم كيف يدفن أخاه، وهدهد كان سبب إسلام أمة كاملة، فلا تحتقر نفسك، ولا تستقل جهدك.
23. فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)
لا أحد من الخلق يعلم الغيب، لا من الجن ولا من الإنس.
24. بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)
مهما حاولت أن تشكر نعمة الله عليك، سوف يلاحقك التقصير، لذا كنت أحوج ما تكون إلى مغفرته سبحانه.
25. فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16)
يذنبون ولا يتوبون، ثم يردِّدون: الدنيا تغيرت، وهذا صحيح، لأن طاعتكم تبدَّلت!
26. وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ (21)
علم الله علمان: علم يعلم به الأمور قبل أن تقع، وهذا لا يترتب عليه الثواب والعقاب، وعلم الشهادة أو علم الظهور، ولا يقع إلا بعد اختبار العباد، وظهور طاعتهم أو معصيتهم، وهو الذي تقع به الحجة على العباد، ويوجِب الثواب والعقاب.
27. وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21):
معرفة أسماء الله تعصمك من الخطأ، فمن علم أن الله حفيظ على كل شيء أي يعلم كل شيء مهما خفي أو دقَّ، خاف ولم يخالف أمر ربه.
28. قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22)
29. وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28)
ليس شرطا أن تكون الأغلبية على صواب، بل العكس هو الصحيح، فلا تنجرف مع التيار إلا بعد التفكر والاعتبار، فقد يكون أهله يسوقونك نحو النار.
30. وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (29)
قال قتادة:«قال أصحاب رسول الله ﷺ ورضي عنهم: إن لنا يوما نوشك أن نستريح فيه ونتنعم فيه. قال: المشركون: ﴿متى هذا الوعد إن كنتم صادقين﴾، أي تكذيبا».

أبوشادي, الثانى, الجزء, العشرون, جعلناه, نوراً...خالد

31. استعجال العذاب صفة المجرمين!
لكثرة ما كانوا يقولون هذا ويردِّدونه: ﴿متى هذا الوعد إن كنتم صادقين﴾، كرّره الله في كتابه خبرا عنهم 6 مرات!
32. قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ (30)
هذا الميعاد قادم إما بالموت أو بيوم القيامة، وكل من مات فقد قامت قيامته.
33. يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ (36)
أي ل
حكمة بالغة، فيوسِّع الرزق لحكمة، ويضيِّقه لحكمة، والمؤمن موقن بحكمة الله مُسلِّم لها وإن لم تظهر له، والمنافق والكافر جاهلان، فيسخطان.
34. ما اتسع رزق ولا ضاق إلا بإذن الرزاق.
35. وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا
ليست الزُّلفى عند الله بالمال والأولاد، ولكن بالأعمال الصالحة والأرواح الصافية والنفوس الزاكية والعيون الباكية.
36. قال الزمخشري:
«والمعنى: أن الأموال لا تقرِّب أحدا إلا المؤمن الصالح الذي ينفقها في سبيل الله، والأولاد لا تقرِّب أحدا إلا من علَّمَهم الخير، وفقَّهم في الدين، ورشَّحهم للصلاح والطاعة».
37. وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا
اذكر يوم الرحيل!
جلس معروف الكرخي في مجلس، فاغتاب رجل منهم رجلا، فقال معروف: يا هذا .. اذكر يوم يوضع القطن على عينيك!
38. ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40):
هذا الكلام خطاب للملائكة التي عُبِدت من دون الله، وتقريع للكفار الذين عبدوها، وذلك على المثل السائر: (إياك أعني واسمعي يا جارة).
39. قَالُوا سُبْحَانَكَ (41)
تعلم من الملائكة أن تسبِّح الله وتنزِّهه إذا سمعت ما لا يليق به.
40. قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ (46):
قال ابن عباس: «هِيَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه»
إيجاز البلاغ في كلمة واحدة أحيانا يكون أبلغ في البيان، وأقرب إلى حصول المراد، ومن الأساليب المتنوعة للدعوة..

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


41. أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ (46):
أول المنازل اليقظة!
قال صاحب المنازل ما ملخصه: هي القومة لله المذكورة في قوله: {قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى} [سبأ: 46]، والقومة لله هي اليقظة من سِنة الغفلة، والنهوض عن ورطة الفترة، وهي على ثلاثة أشياء: 
- ملاحظة القلب للنعمة، مع اليأس من عدِّها، والوقوف على حدِّها.
- والتفرغ إلى معرفة منة الله عليه بها من غير استحقاق ولا دفع ثمنها.
- والعلم بالتقصير في حقها والقيام بشكرها.
42. أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى (46):
الحق قد تصل إليه وحدك أو بمعونة غيرك! وإن بَحْث مثل هذا الأمر الهام يحتاج إلى فرديْن يتبادلان النظر والدليل ويتقصيَّان المسألة، وسيقنع أحدهما الآخر بالحجة والمنطق، وسيصلان إلى الحق المنشود، أو يصل إليه فرد واحد عاقل بنفسه إن كان متجرِّدا للحق.
43. فضل الصحبة! قدَّم الاثنين في القيام على المنفرد، لأن تفكير الاثنين في الأمور بإخلاص واجتهاد، أجدى في الوصول إلى الحق من تفكير الشخص الواحد.
44. ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا 
ساعة من ساعات التفكر النافع قد تكون أفضل من ساعات من عبادات أخرى كثيرة.
45. إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46):
خرج رسول الله ﷺ يوما حتى أتى الصفا، فصعد عليها ثم نادى:
«يا بني فهر! يا بني عدي! يا بني عبد مناف! يا بني عبد المطلب! أرأيتكم لوأخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ قالوا: ما جربنا عليك إلا صدقا قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد». صحيح الجامع رقم: 7902
46. قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ 
فيه التلطف في الدعوة، ومجاراة الخصم في زعمه الباطل، والتنزل إلى ما افترضه من سؤال الأجر، وهذا كله من وسائل الإقناع والبيان. 
47. إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ 
الأجر على قدر المشقة، فكلما أوذيت في سبيل الله أكثر، كانت مكافأتك عنده أعظم وأكبر.
48. إن كان أجرك كاملا على الله، فهل يضرك في شيء إن لم تجد ثناء أو عطاء من الناس؟!
49. ﴿وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ﴾[سبأ:54]: 
إذا تحسَّرتَ يوما على أرباح ضائعة أو تجارة خاسرة؛ فاذكر أشد الحسرات: حسرة أهل النار على ما فات من حسنات، وضاع من فرص النجاة، ثم اغتنم ما فات!
50. الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ
كل الملائكة لها أجنحة، اثنان أو ثلاثة أو أربعة أو ما يزيد، فجبريل مثلا له ستمائة جناح.

أبوشادي, الثانى, الجزء, العشرون, جعلناه, نوراً...خالد

51. يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ 
قال صاحب الكشاف: «والآية مطلقة تتناول كل زيادة في الخلق: من طول قامة، واعتدال صورة، وتمام الأعضاء، وقوة في البطش، وحصافة في العقل، وجزالة في الرأى، وجرأة في القلب، وسماحة في النفس، وذلاقة في اللسان، ولباقة في التكلم، وحسن تأن في مزاولة الأمور، وما أشبه ذلك مما لا يحيط به الوصف».
52. إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1):
يزيد في الخلق ما يشاء، ومن ذلك زيادة خلق الملائكة، بزيادة الأجنحة، لأنه على كل شيء قدير.
53. هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
نعم الله على كثرتها تنحصر في قسمين: نعمة الإيجاد، ونعمة الإبقاء.
وقوله: ﴿هل من خالق غير الله﴾ إشارة إلى نعمة الإيجاد في الابتداء.
وقوله: ﴿يرزقكم من السماء والأرض﴾ إشارة إلى نعمة الإبقاء عن طريق الرزق حتى الموت وهو الانتهاء.
54. لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (3)
من الأَفْك بمعنى الصَّرف عن الحق، أو الإفك بمعنى الكذب بمعنى التكذيب بتوحيد الله بعد أن أقررتم بأنه خلقكم ورزقكم.
55. وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ
عموم البلاء فيه تسلية لسيد الأنبياء ومن تبعه من المصلحين والأتقياء.
56. جاء لفظ ﴿رسل﴾ بصيغة التنكير، للإشعار بكثرة عددهم، دلالة على أنها سُنة جارية.
57. يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5)
الناس ثلاثة أقسام: 
قسم قليل العقل سخيف الرأي، يغتر بالدنيا، فيقصِّر في عمل الآخرة.
وقسم ثان يوسوس له شيطان الإنس أو شيطان الجن، فيزيِّن له الدنيا، فيُغَرّون بها على حساب الآخرة.
والقسم الثالث: لا يغترون بالدنيا، ولا يُغَرّون بمن يزيِّن في عيونهم الدنيا، جعلنا الله وإياكم منهم.
58. وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى:
من الأحاديث الموضوعة التي ذكرها ابن الجوزي في (الموضوعات): «لا يدخل الجنة ولد زِنية»، وهو من الأحاديث المكذوبة على رسوله الله ﷺ، ويخالف نص هذه الآية. 
59. هل يُعذَّب الميت بكاء أهله عليه؟!
ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الميت لا يعذَّب بذلك إلا إذا وصى بذلك فنُفِّذت وصيته؛ وأما من بكى عليه أهله وناحوا من غير وصية منه فلا يُعذَّب بذلك، لقوله تعالى: ﴿ولا تزر وازرة وزر أخرى﴾، وحملوا حديث: «إن الميت ليُعذَّب ببكاء أهله عليه» على ما إذا وصَّى بذلك.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك



60 .وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى
قال الفضيل بن عياض: «يعني الوالدة تلقي ولدها يوم القيامة، فتقول: يا بني .. ألم تكن بطني لك وعاء؟ ألم يكن لك ثديي سقاء؟ فيقول: بلى يا أماه. فتقول: يا بني .. قد أثقلتني ذنوبي فاحمل عني ذنبا واحدا، فيقول: يا أماه .. إليك عني، فإني اليوم عنك مشغول».
61. إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ
لا ينفع التخويف إلا لصاحب الخوف، أي الذين يخشون ربهم في خلواتهم، وعند غيبتهم عن العيان، غير مرائين أحدا.
62. إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ
إنما تبلغ الموعظة مداها لمن جمع بين عمل الباطن: ﴿يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ﴾، وعمل الظاهر: ﴿وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ﴾.
63. وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22)
ما فائدة تكثير الأمثلة هنا حيث ذكَر الأعمى والبصير، والظلمة والنور، والظل والحرور، والأحياء والأموات؟!
المثل الأول: مثل للمؤمن والكافر، فالمؤمن بصير، والكافر أعمى.
المثل الثاني: لكن البصير لا يبصر إن لم يكن هناك ضوء، لذا ذكر مثلا للإيمان والكفر بالظلمة والنور، فالإيمان نور والمؤمن بصير لا يخفى عليه النور، والكفر ظلمة، والكافر أعمى غارق في الظُّلمات.
المثل الثالث: ذكر مثلا لمصير المؤمن والكافر، فالمؤمن في ظِلٍّ ونعيم، والكافر في حر وجحيم.
المثل الرابع:مثل آخر للمؤمن والكافر، فالإيمان حياة تنفع صاحبها، والكفر موت لا ينتفع صاحبه بشيء مما يراه.
وقدَّم الظل على الحرور، لأن رحمته سبقت غضبه، وعفوه سبق عقابه.
64. إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23):
ليكن شعار كل داعٍ إلى الخير: أنت لا تملك قلوب العباد، وإنما تبلغ كلماتك الآذان، فتنال أجرك على البلاغ والبيان. 
65. إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24) 
صوت الدعوة لم ينقطع يوما، فهنيئا لمن كان من ورثة الأنبياء، ودعا إلى الله في زمن اختلط فيه الحلال بالحرام، وكثر المنافقون والأدعياء.
66. وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25) 
كما أن سُنَّة الأولين الماضية هي الإعراض والتكذيب، فإن سُنة الله الجارية هي الخزي والتعذيب.
67. جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25)
قال الإمام الشوكاني: «والأَوْلى تخصيص البيِّنات بالمعجزات، والزُّبُر بالكتب التي فيها مواعظ، والكتاب بما فيه شرائع وأحكام».
68. وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ 
القرآن هو الحق، وكل مبدأ أو رأي أو فكر يصادم حقيقة قرآنية ثابتة، فهو باطل. 
69. ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا 
كن من الصفوة! كن من أهل القرآن.
70. ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ 
دخل عقبة بن صهبان على عائشة رضي الله عنها، فقال لها: يا أم المؤمنين، أرأيت قول الله عز وجل: ﴿ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير﴾ [فاطر: 32]، فقالت عائشة رضي الله عنها: «أما السابق، فمن مضى في حياة رسول الله ﷺ، فشهد له بالحياة والرزق، وأما المقتصد، فمن اتَّبَع آثارهم، فعمل بأعمالهم حتى يلحق بهم، وأما الظالم لنفسه فمثلي ومثلك ومن اتبعنا، وكُلٌّ في الجنة».

أبوشادي, الثانى, الجزء, العشرون, جعلناه, نوراً...خالد

71. وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33)
في الحديث: «إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خَلاق (نصيب) له في الآخرة» صحيح الجامع رقم: 2387
72. أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا (44)
السير سيران: سير الأبدان بالأقدام، وسير القلوب بالتأمل وصحة الأفهام، وسير القلوب أهم!
73. يس (1) 
لم يرد في فضل سورة يس حديث صحيح، لكن قال الآلوسي:«وذُكِر أنها تُسمَّى المُعِمَّة، والمدافِعَة، والقاضية، ومعنى المُعِمَّة: التي تَعُمُّ صاحبها بخير الدنيا والآخرة، ومعنى المدافِعَة: التي تدفع عن صاحبها كل سوء، ومعنى القاضية: التي تقضي له كل حاجة- بإذن الله وفضله».

 74. أرجح الأقوال أن هذه الكلمة ﴿يس﴾ من الألفاظ المقطعة التي افتتحت بها بعض سور القرآن، وليست اسما من أسماء النبي ﷺ.
75. لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)
أي أباؤهم الأقربون، وإلا فآباؤهم الأبعدون قد أُنذِروا، فآباء العرب الأقدمون أنذرهم الله بإسماعيل عليه السلام.
. قال صاحب الظلال:«الغفلة أشد ما يفسد القلوب، فالقلب الغافل قلب مُعطَّل عن وظيفته، مُعطَّل عن الالتقاط والتأثر والاستجابة، تمر به دلائل الهدى، أو يمر بها دون أن يحسها أو يدركها، ودون أن ينبض أو يستقبل، ومن ثم كان الإنذار هو أليق شيء بالغفلة». 
. من رحمة الله بعباده أنه كلما نزلت الغفلة في قوم، بعث الله إليهم رسولا ينتشلهم منها.
76. لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7)
المؤمنون قلة دوما! قال ابن جرير:«لقد وجب العقاب على أكثرهم، لأن الله قد حتم عليهم في أم الكتاب أنهم لا يؤمنون بالله، ولا يصدقون رسوله».
77. إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) 
قال قتادة: «مغلولون عن كل خير»، لذا فبعض الناس لا ينقاد إلى الخير مهما نصحته! 
78. إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) 
نسب الضلال إلى نفسه إن عبَد غير الله، وأرادهم بقوله، لكنه تلطف في دعوتهم.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


79. ﴿إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ﴾ [الأحزاب: 32]: كلما
زادت التقوى اختفى خضوع النساء بالقول، وما رقَّقت امرأة صوتها لرجل إلا
لقلة تقواها.
80. ﴿فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾ [الأحزاب:
32]: والمرض هنا هو شهوة الزنا والفجور، فإن صاحبها مستعد متربص، ينتظر
أدنى إشارة ليتحرك، فأدنى سبب يدعوه إلى الحرام يجيبه، ومن ذلك الخضوع
بالقول.]
81 ﴿وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا﴾ [الأحزاب: 32]: قال السعدي:
ولما نهاهن عن الخضوع في القول، فربما توهم أنهن مأمورات بإغلاظ القول، دفع
هذا بقوله: {وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا} أي: غير غليظ، ولا جاف كما أنه
ليس بِلَيِّنٍ خاضع.
82. ﴿ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى﴾ [الأحزاب:
33]: تبرج المرأة ارتداد ورجعية إلى عصور الجاهلية، قبل أن تعرف البشرية
ستر العورات، واليوم انقلبت الموازين، فصار العري تحضرا، والحجاب تخلفا!
83. ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ﴾ [الأحزاب: 35]:
لم يأت الأمر بالذكر ولا وصفه إلا بالكثرة، فهذه الكثرة علامة الإيمان،
وإلا فإن المنافق أيضا يذكر الله لكن قليلا.

أبÙشادÙ, اÙثاÙÙ, اÙجزء, اÙعشرÙÙ, جعÙÙاÙ, ÙÙراÙ...خاÙد
84. سئل الإمام أبو عمرو ابن الصَّلاح عن القَدْر الذي يصير به العبد من ﴿الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ﴾، فقال:  «إذا واظبَ على الأذكار المأثورة المثبتة صباحًا ومساءً، وفي الأوقات
والأحوال المختلفة، ليلا ونهارا، وهي مُبيَّنة في كتاب: عمل اليوم والليلة،
كان من ﴿الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ﴾».
85. ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ [الأحزاب: 36]:
كلما زاد إيمانك زادت ثقتك بحسن اختيار الله ورسوله، ورأيت أنه الأفضل
والأصلح لك دنيا وآخرة.. والخير أجمعُ فيما اختار خالقنا ... وفي اختيار سواه اللؤم والشؤم. الاعتراض على حكم الله وعدم الانقياد لأمره هو قرع لباب الشّرك، فمن لم يتب منه في الحال وقع في ما هو أخطر. . روى أبو نُعيم في الحلية عن الشافعي أنه أتاه رجل، فسأله عن مسألة
فقال: قضى رسول الله ﷺ بكذا وكذا، فقال الرجل للشافعي: ما تقول أنت؟ فقال
الشافعي: سبحان الله! أتراني في كنيسة؟ تراني في بيعة؟ تراني على وسطي
زناراً؟ أقول: قضى رسول الله ﷺ كذا وكذا وأنت تقول لي: ما تقول أنت؟!
  86﴿وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾[الأحزاب: 37]:
نخاف من الناس أكثر من خوفنا من الله. وفي الحديث: «أوصيك أن تستحي من
الله تعالى كما تستحي من الرجل الصالح من قومك». صحيح الجامع 
87.{فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا} [الأحزاب:37]: إن الله عز
وجل لما منع زيداً من ذلك الشرف الذي شرَّفه الله به بكونه كان يُدعَى زيد
بن محمد، فعوَّضه عن هذا بأن ذكر اسمه صراحة في القرآن، قال الله:
{فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا} [الأحزاب:37]، وكذلك ربك إذا سلب
عبداً نعمة فصبر عوضه الله عز وجل بأحسن منها.
88. ﴿زَوَّجْنَاكَهَا﴾[الأحزاب:37]: كانت زينب تفتخر على أمهات المؤمنين أن أهاليهن زوجوهن، وأن
الله جل وعلا زوجها من فوق سبع سماوات.
89. ﴿لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا
مِنْهُنَّ وَطَرًا﴾ [الأحزاب:37]، أي: السبب في ذلك لكي يزول هذا الحكم
الباطل، وهذه البنوة الباطلة، وهذا الأثر الذي لا يكفي فيه القول، بل لا بد
من التمثيل بمثال عملي.
90. ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41]: قال كعب: «من أكثر ذكر اللهبرىء من النفاق
91. ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ قال مجاهد: «لا يكون الرجل من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا».
92. الذكر الكثير هو أن تقوم الليل مصليا مع زوجتك تعينها وتعينك. قال رسول الله ﷺ: «من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته، فصلَّيا ركعتين كُتِبا من
الذاكرين الله كثيرا والذاكرات» صحيح الجامع رقم:6030 قال أبو عثمان الحيري: «الذكر الكثير أن تذكر في ذكرك له أنك لا تصل إلى ذكره إلا به وبفضله».
93﴿ وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾ [الأحزاب: 46]:وصف الله القمر فقال : ﴿ قمرا منيرا ﴾ ،ووصف الشمسفقال: ﴿ سراجاً وهاجا ﴾، لكنه حين وصف الحبيب ﷺ قال : ﴿ وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾ [الأحزاب: 46]
94. ﴿وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾[الأحزاب: 47]: سيروا على خطى الحبيب، بشِّروا ولا تنفِّروا، يسِّروا ولا تعسِّروا، تفاءلوا ولا تتشاءموا، وكونوا مفاتيح خير مغاليق شر.
95﴿وسرحوهن سراحا جميلا﴾: حسن الخلق عملة نادرة لا تظهر إلا عند الخلاف. قال القشيري: «لا تذكروهن بعد الفراق إلا بخير، ولا تستردوا منهن شيئا تخلّفتم به معهن، فلا تجمعوا عليهن الفراق بالحال والإضرار من جهة المال».

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


96. ﴿ إنَّ اللهَ و ملائكتَهُ يُصَلُّونَ على النبيّ ﴾[الأحزاب: 56]: شـــارِكْـــهُــم نفس الصلاة، وأطلق لسانك، وثقِّل ميزانك، ورمِّم إيمانك.
97. ﴿يا أيها الذين آمنوا صَلُّوا عليه وسلّموا تسليمًا﴾[الأحزاب: 56]: في الحديث: «من صلى علي من أمتي صلاة مخلصاً من قلبه؛ صلى الله عليه بها عشر صلوات، ورفعه بها عشر درجات، وكتب له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات» . صحيح الجامع رقم: 3360
98. ﴿إن الله وملائكته "يصلّون" على النبي﴾[الأحزاب: 56]: يصلون فعل مضارع يفيد الاستمرار وعدم التوقف، فلماذا توقفتم؟! صلوا عليه.
. قال الرازيّ: «إذا صلّى الله وملائكته عليه، فأي حاجة إلى صلاتنا؟. نقول: الصلاة عليه ليس لحاجته إليها، وإنما هو لإظهار تعظيمه كما أن الله تعالى أوجب علينا ذكر نفسه، ولا حاجة له إليه، وإنما هو لإظهار تعظيمه منا، رحمة بنا، ليثيبنا عليه، ولهذا جاء في الحديث: (من صلى عليّ مرة، صلى الله عليه بها عشرا)» .
99. ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾[الأحزاب: 57]: قال ابن جزي: «وليس معنى إذايته أنه يضره الأذى، لأنه تعالى لا يضره شيء ولا ينفعه شيء،
. إنها على حذف مضاف تقديره: يؤذون أولياء الله، والأوّل أرجح، لأنه ورد في الحديث يقول الله تعالى: «يشتمني ابن آدم وليس له أن يشتمني، ويُكذِّبني وليس له أن يكذِّبني، أما شتمه إياي فقوله: إن لي صاحبة وولدا، وأما تكذيبه إياي فقوله: لا يعيدني كما بدأني» وأما إذاية رسول الله ﷺ، فهي التعرض له بما يكره من الأقوال أو الأفعال».
100. ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ﴾[الأحزاب: 59]: آية الحجاب، وأمر الله نبيه أن يبدأ بنسائه أولا، لأن الآمر لغيره يجب أن يبدأ بنفسه.
101. ﴿اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾[الأحزاب: 70، 71]: من طاب قوله حسن عمله.
قال يونس بن عبيد: «ما من الناس أحد يكون لسانه منه على بال إلا رأيتَ صلاح ذلك في سائر عمله».
102. ﴿وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ﴾ [سبأ: 1]: يظهر من حمد الله في الآخرة ما لا يظهر في الدنيا، بعد أن يرى كل الخلق كمال عدله وحكمته، فيحمدوه على ذلك.


أبوشادي, الثانى, الجزء, العشرون, جعلناه, نوراً...خالد
103. ﴿وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ﴾ [سبأ: 6]: وعبَّر الله بكلمة يرى بدلا من يعلم للإشارة للعلم اليقيني لا الظني، فكأنهم يرونه بأعينهم.
104. ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا﴾ [سبأ: 10]: قال ابن عاشور: «وتنكير ﴿فَضْلًا﴾ لتعظيمه، وهو فضل النبوة، وفضل الملك، وفضل العناية بإصلاح الأمة، وفضل القضاء بالعدل، وفضل الشجاعة في الحرب، وفضل سعة النعمة عليه، وفضل إغنائه عن الناس بما ألهمه من صنع دروع الحديد، وفضل إيتائه الزبور، وإيتائه حسن الصوت، وطول العمر في الصلاح، وغير ذلك».
105. ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا﴾ [سبأ: 13]: كيف أشكره! الشكر ثلاثة أركان: بالجوارح باستعمالها في مرضاة الله، واللسان بالشكر والحمد، والقلب بالمحبة والامتنان. قال الشاعر: أفادتْكُمُ النَّعْماءُ مِنِّي ثلاثة ... يدي ولساني والضَّمِيرَ الْمُحَجَّبا
106. ﴿وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [سبأ: 20]: لما توعد إبليس بني آدم بالغواية، لم يكن متيقنا أنه يقدر على ذلك، وإنما قال ذلك ظنا، فلما اتبعوه صدَقَ عليهم ظنُّه فيهم. قال الحسن: إنه لم يسُلّ عليهم سيفا، ولا ضربهم بسوط، وإنما وعدهم ومناهم فاغتروا.
107﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ [سبأ:23]: هؤلاء الملائكة، وهذا يكون عند الوحي الإلهي إلى جبريل عليه السلام، فإن الملائكة إذا سمعوا الوحي إلى جبريل فزعوا فزعا عظيما، فإذا زال الفزع قال بعضهم لبعض: ماذا قال ربكم؟! فيقولون: قال الحق.
108. ﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ﴾ [سبأ:23]: ومتى هذا؟! في كل وقت يقضي الله به أمرا كما في سنن الترمذي من حديث أبي هريرة وهو صحيح، قال: «إذا قضى الله في السماء أمراً».
109. ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾: يساوي بين نفسه وبينهم في احتمالات الهداية والضلال.. تعلموا أدب الحوار وفن الدعوة وكيفية اكتساب القلوب.
110. ﴿قُلْ لا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [سبأ:25] ما هذا لطف في الدعوة؟! من الذي أجرم؟! إنهم المشركون، لكن النبي ﷺ ينسب هذا لنفسه تلطفا وتوددا!

 

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


.111 ﴿وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ﴾ [سبأ:33] : أسرَّ من من ألفاظ الأضداد، فيكون معناها الجهر ويكون معناها السر، أي: جهروا بالندامة، فأخذ بعضهم يوبخ بعضاً، وكفر
الأتباع بالزعامات والسيادات وتبرأ الكبراء من الصغراء، ولن يفيدهم ذلك هيهات!
112. ﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ﴾ [سبأ:39] : قال ابن جزي: «إخبار يتضمن الردَّ عليهم، بأن بسط الرزق وقبضه في الدنيا معلَّق بمشيئة الله، فقد يوسع الله على الكافر وعلى العاصي، ويضيِّق على المؤمن والمطيع، وبالعكس، فليس في ذلك دليل على أمر الآخرة».
113 ﴿وَمَا نْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ﴾ [سبأ:39]: قال ابن كثير: « يخلفه عليكم بالبدل، وفي الآخرة بالجزاء والثواب».
114 ﴿وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ﴾ [سبأ:51]: وهذا الفزع للكافرين يكون عند خروجهم من قبورهم للبعث والحساب، أو عند قبض
أرواحهم ، وقوله ﴿فَلا فَوْتَ﴾ أى: فلا مهرب لهم ولا نجاة .
115﴿وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾[سبأ:52]: أنى لهم تناول الإيمان وتعاطيه، وقد صاروا في مكان بعيد عن الدنيا، فبالموت انتهى كل شيء، ورأوا ما كانوا يكفرون به رأي العين، فلم يعد هناك فرصة للإيمان، هيهات هيهات.


أبوشادي, الثانى, الجزء, العشرون, جعلناه, نوراً...خالد

116. ﴿مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا﴾[فاطر:2]: لو هربت من هذه الرحمة إلى جو السماء أو باطن الأرض لأدركتك! من الأذكار المثورة التي نقولها بعد كل صلاة: «اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد».
117. ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً﴾[فاطر:6]: التنبيه الإلهي للخطر قبل وقوعه يُربِّي في النفس المناعة المطلوبة، ويحصِّنها ضد الأمراض لتأخذ نصيبها من المناعة اللازمة.
118.﴿فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً﴾[فاطر:6]: فلا يحفِّز النفس على بذل غاية الجهد مثل الإحساس بالعداوة والصراع، ولا يستخرج منها أقصى ما تستطيع مثل الحرب،
ففهي آية تأمرنا برد العداوة بمثلها، وابتداء العدو بالهجوم قبل أن يفترسنا.
119. ﴿فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً﴾[فاطر:6]: أمرٌ مُخِيف أنْ نتعامَل مع عدوٍّ يكِنُّ لنا أقصى مشاعر الحقد والعداوة والبغضاء، ولا يرضى لنا بأقل منَ النار؛ يَرانا ولا نَراه،نغفل عنه ولا يغفل عنَّا، ما هذا الطيش!
120. ﴿فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً﴾[فاطر:6]: قال ابن القيم رحمه الله: «والأمر باتخاذه عدواً تنبيه على استفراغ الوسع في محاربته و مجاهدته كأنه عدو لا يفتر [ ولا يَقْصُر ] عن محاربة العبد على عدد الأنفاس».
. 121﴿أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً ﴾[فاطر:8]: كان من دعاء أبي بكر الصديق رضي الله عنه: «اللهم أرنا الحق حقاً فنتبعه، والباطل باطلاً فنجتنبه، ولا تجعل ذلك علينا متشابهاً فنتبع الهوى».
122. ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾[فاطر:10]: قال الحسن البصري: «العمل الصالح يرفع الكلام الطَّيِّب إلى الله تعالى، ويعرض القول على العمل، فإن وافقه رفع وإلا رُدَّ» .
123. ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾[فاطر:10]: قال وهب بن مُنبِّه: «مثل الذي يدعو بغير عمل كمثل الذي يرمي بغير وتر»، وعنه قال: العمل الصالح يبلِّغ الدعاء. ثم تلا هذه الآية: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾.
125. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ﴾[فاطر:15]: الفقير إلى الله هو من استغنى بالله عن غيره، فصار أغنى الناس.كتب الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز: يا أخي، من استغنى بالله اكتفى، ومن انقطع إلى غيره تعنَّى (تعِب).قال أبو الحسن المزيِّن: «من لَمْ يستغن بالله أحوجه الله إلى الخلق، ومن استغنى بالله أحوج الله إليه الخلق».
126﴿وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِهالَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذَا قُرْبى﴾[فاطر:18]: قال ابن عباس: «يلقى الأب والأم ابنه فيقول: يا بني احمل عني بعض ذنوبي، فيقول: لا أستطيع حمل شيء، حسبي ما عليَّ».
127. ﴿وَمِنْ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا﴾ [فاطر:27]: جُدَد : جمع جُدَّة، والجُدَّة هي الطريق، أي خلق من الجبال طُرُقا، وهذه الطرق تارة بيضاء، وتارة حمراء، وليس معناها جدُد جديدة أو حديثة.
128. ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر:28]: قال عبد الله بن مسعود : :«ليس العلم عن كثرة الحديث، إنما العلم خشية الله»، وعنه رضي الله عنه
قال: «كونوا للعلم رُعاةً، ولا تكونوا له رواة؛ فإنه قد يرْعَوي ولا يَروي،وقد يروي ولا يرعوي». وردة الشام 65. ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر:28]: قال أبو الدرداء رضي الله عنه: «لا تكون تقيًا حتى تكون عالمًا، ولا تكون بالعلم جميلاً حتى تكون به عاملاً ».
129.﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر:28]: قال الحسن: «العالِم: الذي وافق علمَه عملُه، ومن خالف علمَه عملُه فذلك راويةُحديث، سمع شيئاً فقاله»، وقال رحمه الله: «الذي يفوق الناسَ في العلم جدير أن يفوقهم في العمل»..
130﴿يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ [فاطر:29]: من هؤلاء؟! الذين يتلون كتاب الله حق تلاوته، ويقيمون الصلاة، وينفقون في سبيل الله سرا وجهرا، فاعرف قيمة رأس مالك، وقدْر الجواهر التي أعطاك الله، ولا تضيِّعها فترد الآخرة صفر اليدين ومن المفاليس.
131. ﴿لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [فاطر:30]: وليسرح خيالك في قوله: ﴿مِنْ فَضْلِهِ﴾، ففضله على قدر عظمته، وعقلك لن يحيط بعظمته، ولذا لن يحيط أبدا بفضله!
132. ﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [فاطر:30]: قال سهل التستري: «السابِق العالم، والمقتصد المتعلم، والظالم الجاهل».
133. ﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [فاطر:30]: قال جعفر الصادق: «بدأ بالظالمين إخبارا بأنه لا يُتقَرَّب إليه إلا بكرمه، وأن الظلم لا يؤثِّر في الاصطفاء، ثم ثنى بالمقتصدين لأنهم بين الخوف والرجاء، ثم ختم بالسابقين لئلا يأمن أحدٌ مكره».
134﴿وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾[فاطر:30]: لئلا يغتر السابق بالخيرات بعمله، فلولا الله ما سبق إلى الخيرات هو ولا غيره.
135﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِله الذِي أذْهَبَ عَنَّا الحَزَن﴾ [فاطر:34]: قال إبراهيم التيمي: «ينبغي لمن لا يحزن أن يخاف أن يكون من أهل النار لأن أهل الجنة قالوا: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ﴾».
 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
أبوشادي, الثانى, الجزء, العشرون, جعلناه, نوراً...خالد
136﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِله الذِي أذْهَبَ عَنَّا الحَزَن﴾ [فاطر:34]
اعتبر ابن قيم الجوزية الحزن مرضًا من أمراض القلب (التي تمنعه من نهوضه وسيره وتشميره،والثواب عليه ثواب المصائب التي يُبتَلى العبد بها بغير اختياره، كالمرض والألم ونحوهما).
ما هو الحزن المحمود؟!
قال ابن القيم: يحمد في الحزن سببه ومصدره ولازمه لا ذاته، فإن
المؤمن إما أن يحزن على تفريطه وتقصيره في خدمة ربه وعبوديته، وإما أن يحزن
على تورطه في مخالفته ومعصيته وضياع أيامه وأوقاته، وهذا يدل على صحة
الإيمان في قلبه وعلى حياته، حيث شغل قلبه بمثل هذا الألم، فحزن عليه».

137.﴿لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ﴾ [فاطر:35]:
قال السعدي: «أي: لا تعب في الأبدان ولا في القلب والقوى، ولا في كثرة
التمتع، وهذا يدل على أن الله تعالى يجعل أبدانهم في نشأة كاملة، ويهيِّئ
لهم من أسباب الراحة على الدوام، ما يكونون بهذه الصفة، بحيث لا يمسهم نصب
ولا لغوب، ولا هم ولا حزن. ويدل ذلك على أنهم لا ينامون في الجنة، لأن
النوم فائدته زوال التعب، وحصول الراحة به، وأهل الجنة بخلاف ذلك، ولأنه
موت أصغر، وأهل الجنة لا يموتون، جعلنا الله منهم، بمنه وكرمه».

138. ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ﴾ [فاطر:37]: قال قتادة : «اعلموا أن طول العمر حجة»،
وفي صحيح ابن حبان: «مَنْ عَمَّرَهُ الله ستين سنة، فقد أعْذَر إليه في العمر».
قال ابن حجر: «الإعذار: إزالة العذر، والمعنى: أنه لم يبق له اعتذرا كأن يقول: لو مدَّ لي في الأجل لفعلتُ ما أُمِرتُ به»

139﴿وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ﴾ [فاطر:37]
قالوا: النذير: النبي، وقالوا: القرآن، وقيل: موتالأحباب، وقيل: الشيب،
ففي بعض الآثار: قالت شعرة وقد ابيضت لجارتها:
استعدي للموت، فقد جاءك النذير.

140. ﴿وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ﴾ [فاطر:43]:
قال الآلوسي: «والآية عامة على الصحيح، والأمور بعواقبها، والله تعالى
يُمهِل ولا يُهِمل، ووراء الدنيا الآخرة، وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب
ينقلبون، وبالجملة: من مَكَر به غيره، ونفذ فيه المكر عاجلا في الظاهر، ففي
الحقيقة هو الفائز، والماكر هو الهالك».
﴿وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُالسَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ﴾ [فاطر:43]:
في الحديث: «من غشنا فليس منا،
والمكر والخداع في النار». صحيح الجامع رقم: 6408، فالذي يمكر ويدبِّر
الحيل والمكايد ليغش الناس يستحق النار.


أبوشادي, الثانى, الجزء, العشرون, جعلناه, نوراً...خالد

141. ﴿وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْدَابَّةٍ﴾[فاطر:45]:
قال يحيى بن أبي كثير: «أمر رجل بالمعرف ونهى عنالمنكر،
فقال له رجل: عليك بنفسك فإن الظالم لا يضر إلا نفسه،
فقال أبوهريرة: كذبت؟
والله الذي لا إله إلا هو، ثم قال: والذي نفسي بيده ..
إنالحُبارى لتموت هزلا في وكرها بظلم الظالم».

142. ﴿وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ
فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً﴾ [فاطر:45]:
ولم يقل إذا جاءالأجل أهلكهم؛ لأنه بصير بأعمال عباده، فيغفر للمؤمن المستغفر، وإن كان
مسرفا قد يغفر الله له دون عقاب رحمة منه، أو يحاسبه فيعذِّبه، وإن كان
كافرا خُلِّد في النار، وهكذا تختلف مصائر العباد بحسب أحوالهم.

143.﴿إِنَّمَا تُنذِرُ مَنْ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ﴾ [يس:11]:
قال ابن عاشور:»والتعبير بوصف الرحمن دون اسم الجلالة لوجهين:
أحدهما: أن المشركين كانوا ينكرون اسم الرحمان، كما قال تعالى: قالوا وما
الرحمن [الفرقان: 60] .
والثاني: الإشارة إلى أن رحمته لا تقتضي عدم خشيته
فالمؤمن يخشى الله مع علمه برحمته فهو يرجو الرحمة».

144. ﴿وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ﴾ [يس:12]:
الآثار هي ما يبقى منأثر أعمالك الصالحة أو السيئة بعد موتك، ليظل نهر أجرك أو وزرك جاريا عليك
وأنت في القبر وحتى يوم الحشر!

145. ﴿وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ﴾ [يس:12]:
نكتب!
معناها أنك مراقبٌ على مدار اللحظة!
.ما آثار الأعمال الصالحة؟!
في الحديث: «سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره
بعد موته: من علم علما أو أجرى نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بنى مسجدا
أو ورث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته» . صحيح الجامع رقم: 3602

146. ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾ [يس:20]:
. رجل لم نعرف اسمه ولا لقبه، إنما يعرفه الله، وشَّرفه بذكر خبره في القرآن، وكفا فخرا وشرفا تتحدث عنه الأجيال!
لم يُلقِ بمسؤولية الدعوة على الأنبياء والمرسلين، بل شاركهم لما علم عدم حصول الكفاية في تبليغ أمر الدين، وما زال الأمر قائما إلى اليوم.

147.﴿مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ﴾ [يس:20]:
أقصى: لفظ مقصود لتنبيه الدعاة علىالمضي في الخير، واستصغار الجهد المبذول فيه، لأن من عرف شرف الأجر هان
عليه جهد التكلف.

148. ﴿أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً﴾[يس:23]:
التلميح وعدم التصريح أسلوب دعوي راق، فمؤمن آلِ يس نسب سيئة
قومه إلى نفسه ﴿أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً﴾، تلطفا معهم وتأليفا لقلوبهم.

149. ﴿إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ﴾[يس:23]:
حتى ما نزل بك من مصائب هو من رحمة الله، فسبحان من يرحم ببلائه،ويبتلي بنعمائه.

150. ﴿إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي
يَعْلَمُونَ﴾ [يس:25، 26]:
آذوه واحتقروه وقتلوه، ومع هذا يتمنى لو علموا
بمقعده في الجنة.. إنها رحمة الداعية بقومه مهما آذوْه!

151.﴿قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا
غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ﴾ [يس:26، 27]:
قال القرطبي: «وفي هذه الآية تنبيه عظيم، ودلالة على وجوب كظم الغيظ، والحِلْم
عن أهل الجهل، والترؤف على من أدخل نفسه في غمار الأشرار وأهل البغي،
والتشمُّر في تخليصه، والتلطف في افتدائه، والاشتغال بذلك عن الشماتة به
والدعاء عليه.. ألا ترى كيف تمنى الخير لقتلته، والباغين له الغوائل وهم
كفرة عبدة أصنام!».


أبوشادي, الثانى, الجزء, العشرون, جعلناه, نوراً...خالد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
لا يتوفر وصف للصورة.
 
الجزء الثالث و العشرون
 
1. ﴿فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [يس: 50] الموت يأتي بغتة، وعلى حين غفلة، ملَك الموت لن يُمكِّنَ أحدًا من فعل أي شيءٍ حتى الوصيَّة، ولذا كان الندب إلى كتابة الوصية فورا (ما حق امرئ مسلم يبيت ليلتين وله شيء يريد أن يوصي فيه إلا ووصيته مكتوبة عند رأسه)
2.﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ﴾ [يس: 55]: من كان مشغولا في الخير هنا كان مشغولا مع الحور هناك، شغل في مقابل شغل، لكن مع الفارق!
3. ﴿لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ﴾ [يس: 57]: أي يتمنون. عن كُثيِّر بن مُرَّة قال: «إن من المزيدأن تمر السحابة بأهل الجنة فتقول: ما تشاءون أن أُمْطِرَكُمْ؟ فلا يسألون شيئا إلا مطرتهم، فقال كثير بن مرة: لئن أشهدنا الله ذلك المشهد لأقولن أمطرينا جَوَارِيَ مُزَيَّنَاتٍ».
4. ﴿وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ﴾ [يس: 59]: من وقف على الحياد بين الحق والباطل، فلن يكون في مقدوره الاستمرار في نفس الدور يوم القيامة.
5.﴿وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ﴾ [يس: 59]: انفصلوا عن المؤمنين..لا تسيروا في ركابهم، فارقتموهم في الدنيا في الأعمال، فلتفارقوهم اليوم في الأحوال: هم في النعيم، وأنتم في الجحيم.
6.﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [يس: 60]: ما أقسى هذه العبارة مع ما فيها من تقريع ولوم وتبكيت بعد أن أمرهم بالتمايز، ثم أمرهم بمقاساة النار، فدائما ما يرتبط العذاب البدني في النار بالعذاب النفسي.
7.﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يس: 65]:.يجادل العبد يوم القيامة ربه، فيقول: يا رب .. ألم تُجِرْني من الظلم،
فيقول بلى، فيقول: فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني، فيقول الله: كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا، وبالكرام الكاتبين شهودا، فيختم على فيه (فمِه)، فيقال لأركانه: انطقي، فتنطق بأعماله!
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏زهرة‏، و‏نبات‏‏ و‏طبيعة‏‏‏

8. ﴿وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يس: 65]:. ظننتَ نفسك في الدنيا خاليا، وما علمتَ أن جوارحك كانت معك! شهدت عليك، وستؤدي الشهادة غدا بين يدي الله!
9. ﴿وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ﴾ [يس: 65]:ولو نشاء طمس أعينهم بأن نمحو عنها الرؤية والإبصار لفعلنا، ولكنا لم نفعلرحمة بهم، وكان من الواجب أن يقابلوا النعمة بالشكر لا بالكفر، وقوله: ﴿فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ﴾ أي لو أرادوا بعد الطمس على العيون المبادرة إلى الطريق الذي اعتادوا سلوكه، لا يقدرون لأنهم لا يبصرون، وهذا تهديد شديد  حالَ استمرارهم في الكفر.
10. ﴿لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [يس: 70]: الكافر ميت لأن فقد القرآن، وأنت حي فقط بالقرآن!
. ﴿لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً﴾ [يس: 70]: الحياة حياة القلب، والموت موت القلب، والأكل والشرب علامة حياة الظاهر، والقرآن علامة حياة الباطن!
11.﴿أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَخَصِيمٌ مُبِينٌ﴾ [يس: 77]: لا يخاصم العبد ربه إلا إذا نسي أصله!
12.﴿مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ﴾ [يس: 49]: أي وهم لاهون عنها حال خصومتهم وتشاجرهم بينهم، أو عند اختصامهم في أمور الدنيا من بيع وشراء في المجالس والأسواق، وهذا لايكون إلا في أشد أوقات الغفلة.
13. ﴿وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ﴾ [يس: 59]: قال مقاتل: اعتزلوا اليوم من الصالحين. قال أبو العالية: تميَّزوا... مضى عهد الاندساس بين صفوفالمؤمنين!
 ﴿وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ﴾ [يس: 59]: قال الضحاك: «إن لكل كافر في النار بيتا يدخل ذلك البيت، ويُردَم بابه بالنار، فيكون فيه أبد الآبدين لا يرى ولا يُرى».
14﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82]: أبعد المستحيلات تحدث لو أراد في لمح البصر، فلا تيأس من انكشاف غمة أو نصر أمة!
15. ﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ ﴾ [الصافات: 19]: والمراد بهذه الزجرة: النفخة الثانية التي يقوم بها إسرافيل، والتعبير عن الصيحة بالزجرة للدلالة على شدتها وعنفها على الكافرين.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏زهرة‏‏
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
  • 16. ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ ﴾ [الصافات: 22]: قال قتادة والكلبي: «كل من عمل مثل عملهم، فأهل الخمر مع أهل الخمر، وأهل الزنا مع أهل الزنا».. اختر صحبتك غدا!
    17. ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ﴾ [الصافات: 24]: هذا إيقافٌ على الصراط للمساءلة عن جميع الأقوال والأفعال، وهو حبسٌ يُجمَعون فيه مع أقرانهم قبل أن يُساقوا إلى الجحيم.
    18. ﴿لَا فِيهَا غَوْلٌ﴾ [الصافات: 47]: لا فيها غول أي لا تغتال عقولهم وتُذهِبُها، وإنما صرف الله السُّكر عن أهل الجنة –كما صرف عنهم النوم- لئلا ينقطعوا عن التلذذ بالنعيم لحظة!
    19. ﴿لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ﴾ [الصافات: 47]: قال الضحاك: «في الخمر أربع خصال: السكر والصداع والقيء والبول، فذكر الله خمر الجنة فنزهها عن هذه الخصال».
    20. ﴿قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عين﴾ [الصافات: 48]: قال السعدي: «إما أنها قصرت طرْفها على زوجها، لعفتها وعدم مجاوزته لغيره، ولجمال زوجها وكماله، بحيث لا تطلب في الجنة سواه، ولا ترغب إلا به.. وإما لأنها قصرت طرْف زوجها عليها، وذلك يدل على كمالها وجمالها الفائق، الذي أوجب لزوجها، أن يقصر طرفه عليها».
    21. ﴿فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ﴾ [الصافات: 55]: لولا أن الله عرَّفه بصاحبه ما عرفه، فقد تغير لونه وهيئته من أثر العذاب وألسنة النار.
    قال الآلوسي: «واطلاع أهل الجنة على أهل النار، ومعرفة من فيها، مع ما بينهما من التباعد غير بعيد بأن يخلق الله- تعالى- فيهم حِدَّة النظر، ويُعرِّفهم من أرادوا الاطلاع عليه. . وقيل: إن لهم طاقات (فتحات) في الجنة ينظرون منها من علو إلى أهل النار».
    22. ﴿أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ﴾ [الصافات: 62]: في الحديث: «لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم، فكيف بمن تكون طعامه؟!» صحيح الجامع رقم: 5250.
  • 23. ﴿طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ﴾ [الصافات: 65]: ومع أنه لم ير أحد الشيطان حتى يخاف منه، لكن كفى بصورته الغائبة المجهولة رعبا، فليس الطعم المريع ما ينتظر المعذَّب فحسب، بل معه المنظر الفظيع والرعب من الشكل المخيف، وهذا من العذاب النفسي الذي يضاعف أثر العذاب الحسِّي.
    24 ﴿إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الصافات: 84]: سئل محمد بن سيرين: ما القلب السليم؟ فقال: الناصح لله عز وجل في خلقه.
  • 25. ﴿فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ﴾ [الصافات: 89]: أي سقيم القلب بسبب ما هم فيه من كفر وضلال، فإن العاقل يقلقه ويزعجه ما هم فيه من الكفر، وقال لهم ذلك ليتركوه حتى ينفِّذ ما أقسم عليه من تحطيم تلك الأصنام، فكلام إبراهيم حق، وقد ترك لقومه أن يفهموه بحسب ما يعتقدون.
    26. ﴿فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ﴾ [الصافات: 89]: فيه دليل على أن تعاطي الحيل الشرعية من أجل إزالة المنكر أمر مشروع، فإن إبراهيم اعتذر لقومه عن خروجه معهم في يوم عيدهم، وقال لهم: إني سقيم؛ ليختلى بالأصنام فيحطِّمها، ويثبت لقومه أنها لا تصلح للعبادة.
    27. ﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ [الصافات: 99]: قال مقاتل: «هو أول من هاجر من الخلق مع لوط وسارة إلى الأرض المقدسة وهي أرض الشام..»
    28. ﴿فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ﴾ [الصافات: 101]: قال صاحب الكشاف: «وقد انطوت البشارة على ثلاثة: على أن الولد غلام ذكر، وأنه يبلغ أوان الحلم، وأنه يكون حليما ».
    29. ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ [الصافات: 102]: قال ابن جزي: «إن قيل: لم شاوره في أمر هو حتمٌ من الله؟ فالجواب: أنه لم يشاوره ليرجع إلى رأيه، ولكن ليعلم ما عنده فيثبت قلبه، ويوطِّن نفسه على الصبر»..
    30. ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ﴾ [الصافات: 106]: قال السعدي: «وهو خليل الرحمن، والخلة أعلى أنواع المحبة، وهو منصب لا يقبل المشاركة، ويقتضي أن تكون جميع أجزاء القلب متعلقة بالمحبوب، فلما تعلقت شعبة من شعب قلبه بابنه إسماعيل، أراد تعالى أن يصفي وُدَّه ويختبر خلته، فأمره أن يذبح من زاحم حبه حب ربه، فلما قدّم حب الله، وآثره على هواه، وعزم على ذبحه، وزال ما في القلب من المزاحم، بقي الذبح لا فائدة فيه، فلهذا قال: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}».
    31. ﴿إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴾ [الصافات: 140]: عبَّر عن هروب يونس من قومه، بهروب العبد الآبق من مولاه، لأن يونس ترك قومه دون إذن ربه، فاشترك مع العبد الآبق في نفس الفعل.
  • يتبع
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

32﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ﴾ [الصافات: 143]: قال الحسن: «ما كان له صلاةٌفي بطن الحوت، ولكنه قدَّم عملا صالحا في حال الرخاء فذكره الله به في حال البلاء».
اجتهد أن يكون لك خصلة من عمل صالح، وأخلص فيها بينك وبين ربك، وادخرها ليوم بلائك وفقرك، واسترها عن عيون الخلق، يصلْ إليك نفعها أحوج ما تكون إليه.
33.﴿وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ﴾[الصافات: 164]: ما من مَلَك إلا له مكان معلوم في السماوات. قال ابن عباس: «ما في السماوات موضع شبر إلا وعليه ملك يصلي أو يسبِّح».
34 ﴿وإنا لنحن الصافون * وإنا لنحن المسبحون﴾ [الصافات: 165 ، 166]: كان عمر بن الخطاب إذا أقيمت الصلاة أقبل على الناس بوجهه، فقال: «يا أيها الناس استووا، إن الله إنما يريد بكم هدي الملائكة» {وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون} «استووا، تقدَّم أنت يا فلان، تأخَّر أنت يا هذا، فإذا استووا تقدَّم فكبَّر».
في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله ﷺ:ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم» ؟ قلنا: وكيف تصف الملائكة عند ربهم؟ قال: «يتمون الصفوف المتقدمة، ويتراصون في الصف» .
35.﴿إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ﴾ [ص: 6]: «اتهام نيات المصلحين مسلك قديم! قال السعدي: «أي له قصد ونية غير صالحة في ذلك، وهذه شبهة لا تروج إلا على
السفهاء، فإن من دعا إلى قول حق أو غير حق، لا يرد قوله بالقدح في نيته، فنيته وعمله له، وإنما يرد بمقابلته بما يبطله ويفسده، من الحجج والبراهين».

ربÙا تحتÙ٠اÙصÙرة عÙÙ: ââââزÙرةâØ ÙâÙباتââ ÙâطبÙعةâââ


36. ﴿وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ﴾ [ص: 16] والقِطُّ: النصيب والقطعة من الشيء، مأخوذ من قَطَّ الشيء إذا قطعه وفصله
عن غيره، فأطلقوا على عذابهم وصف القطعة من العذاب، باعتبار أنها مقتطعة من
العذاب الكلي المُعدِّ لهم.
﴿وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ﴾ [ص: 16]: واستفتاح دعائهم بنداء الله بصفة الربوبية، يشعر بشدة استهزائهم بعذاب الله، واستخفافهم به.
37. ﴿اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ ﴾ [ص: 17]: بعض الكلام مثل وقع الحسام!
38﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ﴾ [ص: 17]: يحب الله القوة ويمدحها في عباده، والقوة الممدوحة هي قوة الإيمان وقوة الأبدان، فلابد للعبد أن يسعى في امتلاك أسباب القوتين، ولا يتكاسل عن طلب واحدة منهما.
39﴿وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ﴾ملخص القصة أن خصومة قامت بين اثنين من البشر، فجاؤوا إلى داود ليقضي بينهما، لكنه ظن أنهم جاءوا لاغتياله وإيذائه، ثم تبين له أنهم ما جاءوا للاعتداء عليه، فاستغفر ربه من ذلك الظن، فغفر الله له.
40.﴿وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾ [ص: 24]: السجود طريق المغفرة! قال ﷺ: «ما من عبد يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله بذلك الذنب إلا غفر الله له» . صحيح الجامع رقم: 5738
41. ﴿فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى﴾ [ص: 26]: ليس هناك أمامك إلا طريقين، إما اتباع الحق أو اتباع الهوى.
42. ﴿فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ﴾ [ص: 33]: لم يرتض الإمام الرازي التفسير الذي عليه أكثر المفسرين من أن سليمان ذبح الخيل لأنه ألهته عن الصلاة، فالمسح ليس الذبح، بل المسح عليها بيده حقيقي حبّا لها وإعجابابها، وذكر سليمان أنه أحبها لا لأجل الدنيا وإنما أحبها لأمر الله، وطلب نصرة الدين. يتب﴿فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ﴾ما الغرض من هذا المسح؟! قال الرازي: «الغرض من المسح: التشريف لها لكونها من أعظم الأعوان في دفع العدو ...
وإظهار أنه خبير بأحوال الخيل وأمراضها وعيوبها، فكان يمتحنها، ويمسح سوقهاوأعناقها، حتى يعلم هل فيها ما يدل على المرض».
.﴿فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ﴾ [ص: 33]: قال ابن حزم: «تأويل الآية على أنه قتل الخيل إذ اشتغل بها عن الصلاة، خرافة موضوعة.. قدجمعت أفانين من القول لأن فيها معاقبة خيل لا ذنب لها والتمثيل بها، وإتلاف مال منتفع به بلا معنى، وتنسب تضييع الصلاة إلى نبي مرسل! ثم يعاقِب الخيل على ذنبه لا على ذنبها!» .
43. ﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ﴾ أصحُّ ما قيل في فتنة سليمان عليه السلام أنه قال: لأطوفن الليلة على أربعين امرأة، تأتى كل واحدة بفارس يجاهد في سبيل الله، ولم يقل إن شاء الله، فطاف عليهن فلم تحمل إلا امرأة وجاءت بشق رجل، جاء هذا في صحيح البخاري، وقال ﷺ: «فو الذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا فرسانا»، وفيه أن الملَك قال له: قل إن شاء الله، فلم يقل على سبيل النسيان، والمراد بالجسد المُلقَى على الجسد ذلك الشِّق الذي وُلِد له.
استنبط العلماء من هذا الحديث أن فتنة سليمان، هي تركه تعليق ما طلبه على مشيئة الله، وأن عقابه على ذلك كان عدم تحقق ما طلبه، فلا تنس تقييد أي شيء تنوي فعله بمشيئة الله.
44. ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا﴾ [ص: 35]: قال ابن جزي: «قدَّم الاستغفار على طلب الملك؛ لأن أمور الدين كانت عندهم أهم من الدنيا، فقدَّم الأولى والأهم
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


45. ﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ﴾لو أغلِقت أبوابها لكانت سجنا، فالحرية من نعيم أهل الجنة!
46.﴿إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ﴾ قال الطبري: «كلما أخذوا ثمرة من ثمار شجرة من أشجارها، فأكلوها، عادت مكانها أخرى مثلها، فذلك لهم دائم أبدا، لا ينقطع».
47.﴿قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ﴾  حذارِ حذارِ أن تكون سببا في عصيان أحد!
48. ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ [الزمر: 3]: قال ابن العربي: هذه الآية على وجوب النية الخالصة في كل عمل.

49﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ قال علي رضي الله عنه: «كل مطيع يكال له كيلا ويوزن له وزنا إلا الصابرون، فإنه يُحْثَى لهم حثيا».
50 ﴿قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾لا لقاء لأهل النار غدا مع أهلهم، وسواء ذهب أهلهم إلى الجنة وذهبوا هم إلى النار، أوسكن الجميع النار، فلا سرور لهم في اللقاء ولا في الفراق!
51. ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ﴾ [الزمر: 18]: قال ابن عباس: «هو الرجل يسمع الحسن والقبيح فيتحدث بالحسن وينكف عن القبيح فلا يتحدث به». وقيل: يستمعون القرآن وأقوال الرسول، فيتبعون أحسنه أي محكمه فيعملون به.
52.﴿أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ﴾ [الزمر: 19]: في الكلام حذف تقديره: أفمن حق عليه كلمة العذاب ينجو منه؟! كلا، ونزلت في قوم كان النبي ﷺ يحرص على إسلامهم وقد سبقت لهم من الله الشقاوة. قال ابن عباس: «يريد أبا لهب وولده ومن تخلف من عشيرة النبي ﷺ عن الإيمان».
53.﴿فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [الزمر: 22]: ما هي أعظم العقوبات؟! قال مالك بن دينار: «ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة قلب، وما غضب الله على قوم إلا نزع الرحمةمن قلوبهم».
54. ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا ﴾ [الزمر:23]: أي يشبه بعضه بعضا في البلاغة والفصاحة والحقائق والإعجاز، ويشبه بعضه بعضاً في أن الجميع وحي من الله، وحق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
55. ﴿مَثَانِيَ﴾ [الزمر: 23]:. ما فائدة التكرار؟!. قال السعدي:.﴿مَثَانِيَ﴾ أي: تُثَنَّى فيه القصص والأحكام، والوعد والوعيد، وصفات أهل الخير، وصفات أهل الشر، وتثنى فيه أسماء الله وصفاته، وهذا من جلالته، وحسنه، فإنه تعالى، لما علم احتياج الخلق إلى معانيه المزكية للقلوب، المكملة للأخلاق، وأن تلك المعاني للقلوب، بمنزلة الماء لسقي الأشجار، فكماأن الأشجار كلما بعد عهدها بسقي الماء نقصت، بل ربما تلفت، وكلما تكرر سقيها حسنت وأثمرت أنواع الثمار النافعة، فكذلك القلب يحتاج دائما إلى تكررمعاني كلام الله تعالى عليه، وأنه لو تكرر عليه المعنى مرة واحدة في جميع القرآن، لم يقع منه موقعا، ولم تحصل النتيجة منه، ولهذا سلكت في هذا التفسير هذا المسلك الكريم، اقتداء بما هو تفسير له، فلا تجد فيه الحوالة على موضع من المواضع، بل كل موضع تجد تفسيره كامل المعنى، غير مراع لما مضى مما يشبهه، وإن كان بعض المواضع يكون أبسط من بعض وأكثر فائدة، وهكذا ينبغي للقارئ للقرآن، المتدبر لمعانيه، أن لا يدع التدبر في جميع المواضع منه، فإنه يحصل له بسبب ذلك خير كثير، ونفع غزير».
ñèÃç êíêÃà çÃõÃñé ùÃÃ: ââââòÃñéâà ÃâÃèçêââ Ãâ֏Ãùéâââ

56.﴿تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ﴾ [الزمر: 23]:عن ثابت البناني قال: قال فلان: «إني لأعلم متى يستجاب لي. قالوا: ومن أين تعلم ذلك؟ قال: إذا اقشعر جلدي، ووجل قلبي، وفاضت عيناي، فذلك حين يستجاب لي».
57. ﴿قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ ﴾  قال ابن عباس: «غير مختلف»، فلا اختلاف فيه، لا في ألفاظه ولا في معانيه، ولا تناقض ولا اضطراب، ولا كلام يلغي كلاماً آخر أو يخالفه أوينازعه، وهذا من تمام الإعجاز.
58. ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ﴾ [الزمر: 29]ضرب الله مثلاً للكافر والمؤمن، فالكافر كعبد تملكه جماعة: ﴿شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ﴾، أي: متنازعون ومختلفون، فكل واحد يأمره بأمر غير الآخر،فهو في عذاب أليم بين هؤلاء السادة المتشاكسين. يتبع والمؤمن كعبد لا يملكه إلا رجل واحد: ﴿وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ﴾، فلا يحمِّله فوق طاقته،وهو مستريح معه، ويعيش في سلام وأمان.
59. ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾قال قتادة: «نُعِيَتْ إلى النبي ﷺ نَفْسُه، ونُعِيَتْ إليكم أنفسُكم».قال القرطبي: «خطاب للنبي ﷺ أخبره بموته وموتهم، فاحتمل خمسة أوجه:أحدها: أن يكون ذلك تحذيرا من الآخرة.
الثاني: أن يذكره حثا على العمل.
الثالث: أن يذكره توطئة (تهيئة) للموت.
الرابع: لئلا يختلفوا في موته كما اختلفت الأمم في غيره.
الخامس: ليُعلِمه أن الله تعالى قد سوَّى فيه بين خلقه مع تفاضلهم في غيره، لتكثر فيه السَّلوة، وتقِلَّ فيه الحسرة».
60﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]: يقال: ميِّت بالتشديد لمن لا يزال حيا وسيموت يوما، ويقال: مَيْت بالفتح لمن هو ميت فعلاً، ولذلك كان الخطاب {إِنَّكَ مَيِّتٌ} [الزمر:30] فهو لا يزال حياً ويخاطب بهذا، ومعناه: إنك صائر إلى الموت لا محالة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


61 وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (28)يس ما الحاجة في إهلاك هؤلاء إلى إنزال ملائكة إن كان الأمر ينقضي بصيحة!
62. إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29)ما أعظم قدرة الله، صيحة واحدة بصوت عالٍ، بلا أي فعل كفيلة بإهلاك أهل الأرض جميعا، لو أراد الله ذلك. ما أهون أمر العباد على الله إن عصوه!كيف قبض الله أرواحهم جميعا في لحظة؟! الجواب: كل الأمور الغيبية لا تسأل عنها بكيف، لأن قدرة الله فوق كل كيف، وأعظم من إدراك أي عقل.
63. وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34)جعلنا وفجَّرنا .. لا تظنوا أنكم تصنعون شيئا، ما أنتم إلا ستار لقدرة الله وقَدَره النافذ بكم أو بغيركم.
64. لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35)أنعم علينا بنعمه، ثم ذكَّرنا بها ليعيننا على شكره، فاستعملناها في العصيان، وقابلنا الجميل بالكفران.
65. قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا (52)لأن عذاب القبر كان كالرقاد في جنب ما صاروا إليه من عذاب.
66. وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) سورة الصافات أقسم بالملائكة التي تصطف استعدادا لتلقي أوامر الله.. النظام سُنَّة كونية لا تشذَّ عنها.. في صحيح مسلم عن جابر بن سمره قال: قال رسول الله ﷺ:«ألا تصفّون كما تصفُّ الملائكة عند ربهم» ؟ قلنا: وكيف تصَفُّ الملائكة عند ربهم؟ قال:« يُتِمُّون الصُّفُوف الْأُوَل، ويتراصُّون في الصف». صحيح مسلم رقم: 119أي لا يشرعون في صف حتى يكمل الذي قبله، ثم يتراصون في الصفوف حتى لا يكون بينهم فُرَج.
أبوشادي, الثالث, الجزء, العشرون, جعلناه, نوراً...خالد
67.قال ابن عباس: «كانت للشياطين مقاعد في السماء، فكانوا يستمعون الوحى قال:وكانت النجوم لا تجري، وكانت الشياطين لا تُرمى، فلما بُعِثَ رسول الله ﷺ جعل الشيطان إذا قعد مقعده، جاءه شهاب فلم يخطئه حتى يُحرَقه».
68. إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ (10)قد تأتي بعض الشياطين بخبَرٍ من السماء، فقد دلت نصوص أخرى أن الشيطان قد يصل إلى مراده، فيصل به إلى الكاهن قبل أن يدركه الشهاب.
69. فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (11)كن وريث النبوة في محاجة أهل الباطل والبهتان بالمنطق والبرهان، لتستنقذ من براثنهم أهل الغفلة والعصيان.
70. وَقَالُوا يَاوَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20)عبَّر بصيغة الماضي ﴿وقالوا﴾ عن المستقبل لتحقق وقوعه، ومع هذا فالبعض يشكِّك فيه.
71. وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27)هنا مشهد احتداد الجدال والعتاب في النار، بين الأتباع والمتبوعين، بين الزعماء والعوام، بين الكبراء والفقراء.
72. إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34)أي بالمشركين، فغاية الإجرام: أن تجعل لله شريكا في العبادة بشقيها: الحب والخضوع.
73. إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35)الكِبْر من أسباب الحُمْق!قالالنبي ﷺ لأبي طالب عند اجتماع قريش عنده عند موته: «قولوا لا إله إلا
الله، تملكوا بها العرب، وتدين لكم بها العجَم»، فأبَوْا إلا الإعراض.
74. وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36)حتى الكفر درجات، أو دركات، فأوله الإعراض، ثم التكذيب، ثم رمي المرسلين بأفظع الصفات، كما في هذه الآية.. علامة الإفلاس غياب الموضوعية! وإﻻ فكيف يجتمعان: شاعر ومجنون؟!
75. بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37)ما جاء محمد ﷺ بجديد، فرسالته هي رسالة كل الأنبياء من قبله، ودعوته صدى الدعوة الأولى.. هذا نص تعزية الله عن تكذيب قومه له، بأن الرسل قبله كُذِّبوا من أقوامهم.
76. وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57):نجاتك من العذاب هي فضل نعمةٍ من الوهاب، لا هي بطول اجتهاد ولا فطنة أو ذكاء.. النعمة الباقية .. النعمة الحقيقية هي نعمة الإيمان.. كل نعمة غير الإيمان إلى زوال.
77. إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60):من تكامل نعيمه، عظم خوفه من زواله، وحينها يتساءل: أيدوم هذا لي؟ أيبقى ولا يفنى؟ لذا يصيح عند معرفة حقيقة الخلود: إن هذا لهو الفوز العظيم.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

78-لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)
التخطيط للجنة! أهداف المؤمن محددة، وخطواته معلومة، وخطته مرسومة.
. لمثل هذا، وليس لغير هذا، فالمؤمن ينتقي أهدافه لتكون الأعظم أجرا والأكثر نفعا، ولا يخبط خبط عشواء في طاعاته أو حركاته.

79. فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66)
جوع أهل النار شديد، لذا يفزعون في إزالته بتناول أي شيء أمامهم ولو كان شجر الزقوم، أو أن زبانية النار يُكرِهونهم على الأكل من تلك الشجرة تكميلا لعذابهم.
80. وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71):
هنيئا للقلة التي اهتدت على هذا المدح الإلهي الخالد في صفحات القرآن.
81. فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87):
قال عبد الله بن مسعود : «والذي لا إله غيره.. لا يحسن عبد بالله عز وجل الظن إلا أعطاه الله ظنه، ذلك بأن الخير في يده».
على قدر حسن الظن يكون من الله عظيم المَنِّ.
82. فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87):
ماذا تظن بربك؟ أينصرك أم يخذلك؟ يسترك أم يفضحك؟ يجيب دعاءك أم يرُدُّك؟ يقبل توبتك أم يطردك؟ الله لك بحسب ما تظن.
83. فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91):
ما فائدة توجيه إبراهيم هذا الكلام للاصنام في ظل غيبة عابديها، وهو يعلم أنها لن تأكل؟!
والجواب: أن بعض حراسها كانوا هناك، وإلا كان كلامه لغوا لا فائدة منه.

84. وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109):
لما صبر إبراهيم على الابتلاءات كلها استحق أن يخلِّد الله ذكره في العالمين، فقد نجح في البلاء الذي حصل بغير اختياره حين أُلقِي في النار، ونجح في الابتلاء الذي وقع باختياره حين هَمَّ بذبح ولده بيده.
85. لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144):
سبب نجاتك من البلاء تسبيحك وقت الرخاء!
 ادخر لنفسك خبيئة من الصالحات تنجيك عند نزول الملمات
86. فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145)
أضاف الله النبذ إلى نفسه، وإنما حصل بفعل الحوت، ليدل على الأمور كلها بيد الله، وأن الحوت ما هو إلا عبدٌ مأمور من جند الله.
87. وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146)
عناية الله حين تدرك العبد، يسخِّر له البر والبحر.
. كان الله قادرا على رعايته والعناية به من غير شجرة، لكنه أراد أن يعلِّمنا أن الأمور بأسبابها.
88. وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآمَنُوا
رجل واحد فتح الله له قلوب ما زاد عن مائة ألف من القوم، فكم سيفتح الله على يديك من القلوب اليوم؟!
89. فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148):
لا تُنسيكَ نجاتك من الهلاك، أن الساعة أمامك لتحاسب فيها على ما قدَّمت وملأت به أيامك.
90. فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (149)
كان العرب يستنكفون من البنات، والشيء الذي يستنكف منه المخلوق، كيف يمكن إثباته للخالق؟!
ومن عصاه بلسانه أو قلبه أو عضو من أعضائه، أفسَدَه عليه، وإن لم يشعر بفساده».
91. أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ (156)
قال الرازي:
«واعلم أنه تعالى لما طالبهم بما يدل على صحة مذهبهم، دلَّ ذلك على أن التقليد باطل، وأن الدين لا يصح إلا بالدليل».

92-فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (157)
هذا من التنزل في الحوار للتلطف بهم وإقامة الحجة عليهم.
93. وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158):

أكثر أهل التفسير أن الجنة هنا الملائكة. قال قتادة: «قالت اليهود إن الله صاهر الجن فكانت الملائكة من بينهن».
94. سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159)
إنشاء من جانب الله تعالى لتنزيهه، وتلقين للمؤمنين بأن يقتدوا بالله في ذلك التنزيه، وتعجيب من فظيع ما نسبوه إليه.
95. إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (160) :
ولقد علمت الجنة أن الذين قالوا: (الملائكة بنات الله) لمحضرون العذاب، إلا عباد الله الذين أخلصهم لرحمته، وخلقهم لجنته.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
96. ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1)
يقال لها سورة «داود» .
من وظائف القرآن أن يذكِّرنا بما ينفعنا في معاشنا ومعادنا، فمن منا تذكَّر؟!
بعض القسَم لشدة وضوحه لا يحتاج إلى جواب، لأنه معلوم سلفا من السياق، وتقديره: ليس الأمر كما قال الكفار من تعدد الآلهة، إنما هو إله واحد.
97. بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2)
عزة كاذبة بالإثم لابد أن تواجهها عزة كل مؤمن بما يحمل من الحق.
98. بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8):
البعض لا يؤمن حتى يذوق العذاب، فيقبل على الطاعات، ويجتنب المنهيات، وهيهات القبول وقتها هيهات.
99. أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9):
خزائن الله ملأى، تنتظر يد من يجتهد في العمل ليتناولها.
. هذه الآية كفيلة بالقضاء على بذرة الحسد في قلوب المغتاظين، وبث روح الطمع في فضل الله بدلا منها في قلوب المحرومين.
100. أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10):
ارتقوا في الأسباب، واصعدوا في المعارج التي توصل إلى العرش، ودبِّروا أمر العالم وتحكَّموا في ملكوت الله، وأنزِلوا الوحي على من تريدون.
عليك بدعاء القوة والثقة!
كان النبي ﷺ يقول بعد كل صلاة: «اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد».
101. إنه أواب (17):
الأواب: الكثير الأوب، أي الرجوع، والمراد: الرجوع إلى ما أمر الله به والوقوف عند حدوده، و«زبور» داود المسمى عند اليهود ب «المزامير» مشتمل على كثير من الاستغفار والتوبة.
102. ﴿ (لَهُ) تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ﴾ (23):
المؤمن الذي يخشى الله يقرُّ بحقوق اﻵخرين قبل أن يطالب بحقه.
103. وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ (24):
ما قيمة الإيمان إلا لم يمنع صاحبه من البغي والعدوان؟! إنه عندها لا يعدو أن يكون كلاما لا يجاوز اللسان104. ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم﴾ (24):
سمع عمر  رجلا يقول في دعائه: اللهم اجعلني من عبادك القليل، فقال له عمر: ما هذا الدعاء؟ فقال: أردت قول الله عز وجل: ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم﴾، فقال عمر: كل الناس أفقه منك يا عمر.
105. وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (25):
قال ابن القيم: «قال غير واحد من السلف: كان داود بعد التوبة خيراً منه قبل الخطيئة، قالوا: ولهذا قال سبحانه: {فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنّ لَهُ عِنْدَنَا لزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} [سورة ص: 25] ، فزاده على المغفرة أمرين: الزلفى وهى درجة القرب منه. والثانى: حسن المآب، وهو حسن المنقلب وطيب المأْوى عند الله».
106. فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب (25)
دليل صريح على أن العبد بعد التوبة قد يعود خيرا مما كان قبلها، فأبشروا بالخير معشر التائبين، وطلِّقوا اليأس إلى أبد الآبدين.

107 ﴿فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى﴾ [ص: 26]: ليس أمامك إلا طريقين، إما اتباع الحق أو اتباع الهوى.
108. وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) :
من ظن أن الله خلق خلقا أو فعل شيئا لغير حكمة وبلا سبب، فقد أساء الظن بالله، وبدأ يسلك طريق الكافرين.
. لو لم يخلق الله الآخرة لذهب جهد الصالحين باطلا، وعاد فساد المفسدين ذكاء وفطنة، وأفلت كل ظالم بظلمه، وكان الخلق باطلا، لا حكمة فيه.
96. ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1)
يقال لها سورة «داود» .
من وظائف القرآن أن يذكِّرنا بما ينفعنا في معاشنا ومعادنا، فمن منا تذكَّر؟!
بعض القسَم لشدة وضوحه لا يحتاج إلى جواب، لأنه معلوم سلفا من السياق، وتقديره: ليس الأمر كما قال الكفار من تعدد الآلهة، إنما هو إله واحد.
97. بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2)
عزة كاذبة بالإثم لابد أن تواجهها عزة كل مؤمن بما يحمل من الحق.
98. بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8):
البعض لا يؤمن حتى يذوق العذاب، فيقبل على الطاعات، ويجتنب المنهيات، وهيهات القبول وقتها هيهات.
99. أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9):
خزائن الله ملأى، تنتظر يد من يجتهد في العمل ليتناولها.
. هذه الآية كفيلة بالقضاء على بذرة الحسد في قلوب المغتاظين، وبث روح الطمع في فضل الله بدلا منها في قلوب المحرومين.
100. أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10):ارتقوا في الأسباب، واصعدوا في المعارج التي توصل إلى العرش، ودبِّروا أمر العالم وتحكَّموا في ملكوت الله، وأنزِلوا الوحي على من تريدون.
عليك بدعاء القوة والثقة!
كان النبي ﷺ يقول بعد كل صلاة: «اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد».
101. إنه أواب (17):
الأواب: الكثير الأوب، أي الرجوع، والمراد: الرجوع إلى ما أمر الله به والوقوف عند حدوده، و«زبور» داود المسمى عند اليهود ب «المزامير» مشتمل على كثير من الاستغفار والتوبة.
102. ﴿ (لَهُ) تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ﴾ (23):
المؤمن الذي يخشى الله يقرُّ بحقوق اﻵخرين قبل أن يطالب بحقه.
103. وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ (24):
ما قيمة الإيمان إلا لم يمنع صاحبه من البغي والعدوان؟! إنه عندها لا يعدو أن يكون كلاما لا يجاوز اللسان104. ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم﴾ (24):
سمع عمر  رجلا يقول في دعائه: اللهم اجعلني من عبادك القليل، فقال له عمر: ما هذا الدعاء؟ فقال: أردت قول الله عز وجل: ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم﴾، فقال عمر: كل الناس أفقه منك يا عمر.
105. وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (25):
قال ابن القيم: «قال غير واحد من السلف: كان داود بعد التوبة خيراً منه قبل الخطيئة، قالوا: ولهذا قال سبحانه: {فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنّ لَهُ عِنْدَنَا لزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} [سورة ص: 25] ، فزاده على المغفرة أمرين: الزلفى وهى درجة القرب منه. والثانى: حسن المآب، وهو حسن المنقلب وطيب المأْوى عند الله».
106. فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب (25)
دليل صريح على أن العبد بعد التوبة قد يعود خيرا مما كان قبلها، فأبشروا بالخير معشر التائبين، وطلِّقوا اليأس إلى أبد الآبدين.
107 ﴿فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى﴾ [ص: 26]: ليس أمامك إلا طريقين، إما اتباع الحق أو اتباع الهوى.
108. وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) :
من ظن أن الله خلق خلقا أو فعل شيئا لغير حكمة وبلا سبب، فقد أساء الظن بالله، وبدأ يسلك طريق الكافرين.
. لو لم يخلق الله الآخرة لذهب جهد الصالحين باطلا، وعاد فساد المفسدين ذكاء وفطنة، وأفلت كل ظالم بظلمه، وكان الخلق باطلا، لا حكمة فيه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×