اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

 { لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} [الطلاق: ١]

يموت أبو سلمة -رضي الله عنه-؛ فتحزن لفراقه أُم سلمة -رضي الله عنها- حزنًا شديدًا،  وتقول: أيّ المسلمين خيرٌ من أبي سلمة؟ أوّل بيت هاجر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي لا تدري أن الله سيحدث أمرًا، فيتزوجها خير الورى -صلى الله عليه وسلم- لتصبح أُمًّا للمؤمنين وزوجة لسيد المرسلين.

أم حبيبة -رضي الله عنها- يُطلّقها زوجها وهي في بلاد الغربة في الحبشة؛ فتحزن وتتألم، فالطلاق غصّة في حلوق المطلقات، لكنّها لا تعلم أن الله قد أحدث أمرًا؛ فيتزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لتحظى بهذا الشرف العظيم.

في الحديبية يتذمّر المسلمون من بنود الاتفاق ويرون فيه ضعفًا ودنية وهم لا يعلمون أن العليم الخبير سيجعل من هذه الدنية فتوحات هنية.

يُعذّب بلالٌ ويُسحب في الرمضاء ويُوضَع على صدره الصخرة العظيمة، وهو يردد "أَحدٌ أحدٌ"؛ لأنه يؤمن أن الله سيحدث بعد ذلك أمرًا؛ فتمر الأيام ليصعد فوق الكعبة رغم أنوف المشركين ويرفع نداء الحق وهم أذلة صاغرون.

يُمتحن الإمام أحمد ويُؤذَى ويُجلَد ويُسجن ويهدد وتستمر محنته من خليفة إلى خليفة، لكنه موقن أن الله سيحدث بعد ذلك أمرًا؛ فيأتي الفرج وتنتصر السنة، ويعلو الإمام أحمد ويرتفع اسمه إلى يومنا هذا، ويذهب خصومه في مزبلة التاريخ.

 

(لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)[الطلاق:1].

إنها حقيقة قرآنية تبعث في القلوب الطمأنينة والسعادة، حقيقة تتلقاها القلوب الفَزِعَة فإذا هي في جوّ من الأمن والسكينة، وتتلقاها النفوس القانطة فإذا بشعاع الأمل يسري في كيانها.

حقيقة لا يُوقن بها إلا مَن رضي بالله حقَّ الرضا، وحقّق صِدْق التوكل عليه، وتفويض الأمور إليه، واليقين والثقة بوعده وإحسان الظن به -جل وعلا-، وأنه لا يريد بعباده إلا الخير والصلاح.

حقيقة نحتاجها في زمنٍ كثرت فيه المصائب والمشكلات، سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات، والتي أدَّت إلى ظهور كثير من الأمراض النفسية المعقَّدة من قلق واكتئاب ووساوس وأوهام.

إن الإنسان قد يقع له شيء من الأقدار المؤلمة، والمصائب الموجعة التي تكرهها نفسه، فربما جزع، أو أصابه الحزن، وظن أن ذلك المقدور هو الضربة القاضية, والفاجعة المهلكة لآماله وحياته, فإذا بذلك المقدور مِنْحَة في ثوب مِحْنة, وعطية في رداء بلية, وفوائد لأقوام ظنوها مصائب, وكم أتى نفع الإنسان من حيث لا يحتسب! ولا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا.

في مجتمعاتنا اليوم فتنٌ وابتلاءات، أحداثٌ وتداعيات، صراعٌ وجولات، استفزازات وتحديات.. نغرق في قراءة الأحداث، وتشغلنا التحليلات، وننسى قول خالقنا: (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)[الطلاق:1].

 ويبقى الأمل مادامت الحياة، فسوف يبدل الحال، وتهدأ النفس، وينشرح الصدر، ويسهل الأمر، وتحل العقد وتنفرج الأزمة: (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)[الطلاق:1]،  (فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ)[المائدة:52]، فلا تغضب، ولا تنزعج، ولا تتشاءم فكل لحظة ألم، وكل أزمة لا بد أن تنفرج بتوفيق الله، وكل خسارة لا بد أن تُعوّض إذا توكّلت على الله؛ فالدنيا حافلة بالأمل والألم، وبالمكسب والخسارة، وبالفرح والغضب، ليس هناك سعادة دائمة، وليس هناك شقاء مستمر، ونصوص القرآن تضمنت (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)[الشرح:5]، و(سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا)[الطلاق:7].

إلى كل من يضايقه البلاء والوباء والغلاء ويقهره كيد الأعداء، بشّر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال، وبشّر القحط بماء زلال يُلاحقه في أعماق الرمال، والفقير بمال يزيل عنه الإملاق، فارحل بقلبك إذا الهم برك، واشرح صدرك عند ضيق المعترك، ولا تأسف على ما مضى ومن هلك، واعلم أنه لا يدوم شيء مع دوران الفلك، وعسى أن تكون الشدة أرفق بك، والمصيبة خيرًا لك، أحسن الظن ربربك فهو القائل: "أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء".

 واغسل همومك بنهر التوكل، واحذر من تصديق وعد الأفّاك الأثيم والشيطان الرجيم، لأنه يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ)، ولكن صدق بوعد أصدق القائلين: (وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[البقرة:268].

ولنُرَبِّ أنفسنا  على الرضا بالأقدار, والنظر للحياة من زاوية الأمل, والاعتقاد بأن الأيام القادمة تحمل معها ألوانًا من السعادة والفرح والبهجة والأرزاق. (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)[الطلاق:1]؛ فلا تشغل بالك، ولا تتعب خيالك، فأمر الله أقرب من ذلك، وربنا كل يوم هو في شأن، وإذا أراد شيئًا فإنما يقول له: كن، فيكون.

 

أحمد بن عبد العزيز الشاوي

ملتقى الخطباء

image.thumb.png.60fbf505494d153dcdf08abf3ff264ef.png

{ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} [الطلاق: ١]

حطم بهذه الآية سد اليأس ، ودع نهر الآمال يجري ...

نحن في دنيا ، قد يقابلنا فيها أمراض ، مصائب ، فقر ، مشكلات .. فاصبر ياعزيزي لاشيء في الدنيا يدوم و لا تدري ، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا .. تأمل قول الله تعالى : (وفتح قريب) (وبشر المؤمنين) (لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا) كم هي جميلة تلك البشائر التي تساق لنفوسنا و تجدد بها الأمل !!..

هذه الآية كفيلة بأن تهزم اليأس ، تفاءل بها و ازرعها أملا في قلبك ، وإن بلغ ألمك مداه ، كم مرة ضاقت ثم فرجت ؟ وكم مرة أظلمت ثم أنورت ؟!.. روعة الفرج تأتيك فجأة من حيث لا تدرك ، فالله وحده تكفل برزقك ومسقبلك .. لاتحزن وربك الله ، ثق به وستأتيك البشائر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ○ خَٰشِعَةً أَبْصَٰرُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ وَقَدْ كَانُواْ يُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمْ سَٰلِمُونَ}
[القلم: ٤٢-٤٣]

ليحذر الإنسان الهاجر للسجود في الدنيا من هذا المشهد المخيف ..

 

" تَرهقهم ذلّـة ما لهم من الله من عاصم " قال سليمان التيمي : إن الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح وعليه مـذلـتـه . ˮنايف الفيصل

 

من صرفه الكبر عن وضع جبهته على الأرض، تواضعاً لله وإقراراً بعبوديته، حيل بينه وبين السجود في الآخرة تبكيتاً وتأديباً

 

﴿خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ﴾:
- وهم سالمون: أي مع صحتهم وسلامتهم .
- قال ابن عباس رضي الله عنه: نزلت في صلاة الرجل يسمع الأذان فلا يُجيب النداء.
(فتح الباري لابن رجب؛ ٤/٩)

حافظ على الصلوات الخمس مع الجماعة

 

﴿خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ﴾ هل هذه الآية دالة على كفر تارك الصلاة أنهم أمروا بالسجود ولم يستجيبوا؟
ج/ هي أحد الأدلة الكثيرة، ومن الأدلة ما هو أصرح منها في الدلالة.

 ــــ ˮعبد الله العواجي“

سجودك طواعية في حياتك ينجيك يوم القيامة ياعزيزي ، وستستطيع السجود عندما تدعى له .. حافظ على صلاتك قبل مماتك ، فإن تحت الثرى من يتمنى العودة ليصلي ركعة واحده ، ولكن لايستطيع .. اسجد الآن واقترب .

الذنوب ذل في الدنيا ، ودركات مظلمة في الآخرة ، فاحذرها . طهر نفسك بالطاعة والتقوى التي تجعلك عزيزا ، وترفعك درجات {وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون} لكل أمر وقت وزمن فإن فات .. فاتتك الغنيمة .. وإن أغلق الباب .. فلن تنفعك طرقات الندم!!!

 

لا يتوفر وصف للصورة.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
{فٱجْتَبَٰهُ رَبُّهُۥ فَجَعَلَهُۥ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ} [القلم : ٥٠]
 
فاصبر -أيها الرسول- لما حكم به ربك وقضاه، ومن ذلك إمهالهم وتأخير نصرتك عليهم، ولا تكن كصاحب الحوت، وهو يونس -عليه السلام- في غضبه وعدم صبره على قومه، حين نادى ربه، وهو مملوء غمًّا طالبًا تعجيل العذاب لهم، لولا أن تداركه نعمة مِن ربه بتوفيقه للتوبة وقَبولها لَطُرِح مِن بطن الحوت بالأرض الفضاء المهلكة، وهو آتٍ بما يلام عليه، فاصطفاه ربه لرسالته، فجعله من الصالحين الذين صلحت نياتهم وأعمالهم وأقوالهم.
 
لا يتوفر وصف للصورة.
 
{فٱجْتَبَٰهُ رَبُّهُۥ فَجَعَلَهُۥ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ} [القلم : ٥٠]
 
ألح يونس عليه السلام بعد خطأه ، بالدعاء والتسبيح وهو في بطن الحوت ، فغفر له ربه وأكرمه ..

ذنبك الأول لايحول بينك وبين رضا ربك إن تبت إليه واستغفرته .. إنه هو التواب الرحيم .. يقبل عودة عبده المذنب التائب ، ويبدل ذنبه مغفرة وتوبه ، ويحول البلاء لاصطفاء ورفعة ... سبحان الله ما أرحمه وما أكرمه!!

لقد تاب ربه عليه بعد ارتكاب ذنب .. وعفا عنه وأدخله في الصالحين ، بعد أن أكثر من الإستغفار والتسبيح ... ونحن ماذا ننتظر ؟!...
لاتنظر لما مضى من عملك إلا مستغفرا ، والتفت لإصلاح غدك .
الربانيون .. إذا أذنبوا سارعوا للإنابة لربهم ، كي تتداركهم نعمة من الله ويجتبيهم فيكونوا من الصالحين .
 
 


 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلْإِنسَٰنِ حِينٌ مِّنَ ٱلدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْـًٔا مَّذْكُورًا} [الإنسان: ١]

هنا اختلف المفسرون

فقسم قال أن المقصود هو آدم  لم يكن شيئاً مذكوراً عندما خلقه الله تعالى من الطين إلى قبل نفخ الروح فيه كان شيئاً ولم يكن مذكورا، وقسم آخر يقول هو الإنسان بدليل قوله تعالى (لقد خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج) يشمل ذرية آدم  وليس آدم لأن آدم من تراب فكل واحد من البشر كان شيئاً في الرحم لكنه لم يكن مذكورا.

لكن الذي يترجح والله أعلم أن الإنسان في الآية يشمل آدم  ويشمل ذريته أي جنس الإنسان عموماً. ويأتي سؤال هنا في الحقيقة ما المقصود بـ (لم يكن شيئاً مذكورا)؟

هل المقصود أنه لم يكن شيئاً أصلاً كقوله تعالى في سورة مريم(ولقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا) في خطابه لزكريا  أو قوله تعالى (أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا) أو المقصود أنه خلقه أي كان شيئاً لكنه لم يكن مذكورا؟ فما دلالة كلمة (مذكورا) هنا؟ وهل هي منفية أو مثبتة؟

مثل هذا التعبير في اللغة يحتمل معنيين وهذا من باب التوسع في المعنى، فهو يحتمل نفي القيد أصلاً (لم يكن شيئاً) لا مذكوراً ولا غيره كما في قوله تعالى (لا يسألون إلحافا( (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف) بمعنى أنهم لا يسألون لا ملحفين ولا غير ملحفين فيتعففون ولا يسألون الناس. وكذلك يحتمل نفي القيد فقط بمعنى كان شيئاً لكنه لم يكن مذكورا كما في قوله تعالى (وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين) لم ينفي خلق السموات والأرض لكنه نفى اللعب. وعليه فإن قوله تعالى (لم يكن شيئاً مذكورا) تحتمل أنه أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً أصلاً مذكوراً أو غير مذكور وتحتمل أن يكون شيئاً لكنه غير مذكور.

 

فاضل السمرائى

 

image.thumb.png.c7c035182bce8f606c431dbb436a9090.png

 

{هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلْإِنسَٰنِ حِينٌ مِّنَ ٱلدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْـًٔا مَّذْكُورًا} [الإنسان: ١]
 

مهما علا نسبك .. فأصلك من ماء مهين ، من طين ، لم يكن شيئا مذكورا .. تأمل ضعفك يرحمك الله !!..

الإنسان مخلوق مغرور في نفسه وفي قيمته ، حتى لينسى أن هذا الكون كان وعاش قبل أن يولد بدهور وأزمان طوال ... واعلم أن الذي أوجدك من العدم ياعزيزي قادر على أن يعيد سيرتك الأولى بعد أن تصبح عدم !!..

عجبا لأمر الإنسان .. الذي خرج من نطفة ثم هو يتكبر ويستعلي ويطغى ويتجبر ويعرض عن عبادة ربه !!.... ألا يتفكر في نفسه ؟؟؟!!!...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
 

{ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْمَرْحَمَةِ} [البلد: ١٧]

هؤلاء الذين أدوا ما في استطاعتهم لتخطي عقبات وشدائد الآخرة وذلك بفعل الطاعات والتي منها فك الرقاب وإطعام الطعام والعطف على المحتاجين , مع تغلغل الإيمان في قلوبهم والمداومة على العمل الصالح بجوارحهم وأدوا ما في استطاعتهم من الوصية بالصبر على الطاعة والصبر عن المعصية والصبر على أقدار الله تعالى, كما أدوا الوصية بالتراحم بين المؤمنين وتعاطي العذر والصفح والرأفة, أولئك أصحاب اليمين.

قال السعدي في تفسيره: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} أي: آمنوا بقلوبهم بما يجب الإيمان به، وعملوا الصالحات بجوارحهم. من كل قول وفعل واجب أو مستحب. {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } على طاعة الله وعن معصيته، وعلى أقدار المؤلمة بأن يحث بعضهم بعضًا على الانقياد لذلك، والإتيان به كاملًا منشرحًا به الصدر، مطمئنة به النفس. {وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} للخلق، من إعطاء محتاجهم، وتعليم جاهلهم، والقيام بما يحتاجون إليه من جميع الوجوه، ومساعدتهم على المصالح الدينية والدنيوية، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه.

أولئك الذين قاموا بهذه الأوصاف، الذين وفقهم الله لاقتحام هذه العقبة{أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ } لأنهم أدوا ما أمر الله به من حقوقه وحقوق عباده، وتركوا ما نهوا عنه، وهذا عنوان السعادة وعلامتها.

 

لا يتوفر وصف للصورة.

 

{ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْمَرْحَمَةِ} [البلد: ١٧]

التقوا بجراحاتهم وآلامهم ، فأوصى بعضهم بعضاً بالصبر والرحمة حتى لمن أذاهم !! ... لله درّهم

يأمرنا الله كثيراً أن نستعين بالصبر ، لكن مالذي يعيننا عليه ؟ لابد من التواصي {وتواصوا بالصبر} والدعاء {ربنا أفرغ علينا صبراً} و باليقين {لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} وأخيراً بالإستعانة {استعينوا بالله واصبروا}
جاءت الرحمة بعد الصبر في الآية ، ليبين أن الصبر يصنع الرحمة ،فالصابرون ليسوا قساة

كثيرٌ من النفوس على حافة السقوط وإن بدا أنهم متماسكون لكنهم يحتاجون إلى يد تسندهم أو كلمات تشجعهم ، أو طبطبة تخفف عنهم .. الصبر يا أعزاء دواء ناجح لكنه يحتاج إلى صيدلي ماهر يعرف كيف يملأ القلوب بهذا الدواء فيسعدها ..

خلقك الله في الدنيا في كبد ...اقتحم العقبة بالإحسان والمعروف ، وكن مؤمناً متحلياً بالصبر والرحمة مع من تعيش.. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ(12)
 سورة يس

في الآيةِ كلمةٌ واحدةٌ لو عقلَها الإنسانُ لاقشعرَّ جلدُه، هذه الكلمةُ " و آثارهم " إنسانٌ طلَّق زوجتَه طلاقا تعسُّفِيًّا، الزوج له مظهرٌ ديني و كان طلاقُه تعسُّفِيًّا، فلما رأتْ زوجَها طلَّقها طلاقا تعسُّفيا أرادت أن تنتقم منه و من دينه فسكَرَتْ و انحرفتْ فإذا سقطتْ أو تزوّ‍َجتْ من فاسقٍ أو أنجبتْ بنتا ربَّتْها على منوالها، فكلُّ الفساد الذي سيظهر من هذه المرأةِ بسبب الطلاق التعسُّفي الذي طالها من زوجها، فآثارُ هذا الطلاقِ وما جرَّ من انحرافٍ و إثمٍ و من فتياتٍ فاسداتٍ ومن ذرِّيةٍ فاسدةٍ إلى يوم القيامة هو بسب الطلاق التعسُّفي الذي أوقعه الزوجُ ظلمًا على زوجته، فانتقمت منه ومن دينه، هذه هي الآثارُ، إنسانٌ أراد أن يعلِّم ابنَه اللغةَ الأجنبيةَ فأرسله إلى بلدٍ وهو يعرف أن ابنَه ذو مقاومةٍ هشَّةٍ، فجالس مع أسرةٍ متفلِّتةٍ و زلَّتْ قدمُه فانحرفَ، و رجع إلى بلاد المسلمين في حالٍ أخرى، و رفض دينَ أُمَّتِه، و انحلَّتْ أخلاقُه و أتى بامرأةٍ أجنبيةٍ فسقتْ و فجرتْ في بلاده، كلُّ هذا الفسقُ و الفجورُ بسببِ قرار الأبِ غيرِ الحكيمِ، أحيانا الإنسانُ يسهِم في عملٍ يستمرُّ من بعده بشكلٍ سيئ كأنْ يؤَسِّس مشروعًا لا يرضِي اللهَ تعالى و مات بعد ذلك، فالآثارُ المترتِّبةُ عن هذا المشروع في صحيفة الذي أسَّسهُ إلى يوم القيامةِ،

سهرةٌ مختلَطةٌ صار فيها إعجابٌ و هاتفٌ و زيارةٌ مفاجئةٌ و بعدها خيانةٌ زوجيةٌ، فالذي دعا إلى وليمةٍ و قال: نحن هكذا علَّمنا أبونا و لم يعبأ بقواعد الشرعِ، و من خلال هذا اللقاءِ المختلَطِ انتهى الأمرُ إلى خيانةٍ زوجيَّةٍ و إلى طلاقٍ و إلى تشرُّد الأولادِ، وهذه الآثارُ في صحيفة الذي دعاهم

الإنسانُ إذا لم يربَّي ابنَه و ترك له مالًا وفسق به الابنُ لجهله فالأبُ محاسَبٌ عنه، ترك له مالا و لم يترك له علما، فالأبُ يقول:يا أهلي يا ولدي لا تلعبَنَّ بكم الدنيا كما لعبَتْ بي، جمعتُ المالَ مما حلَّ و حرم فأنفقْتُه في حِلِّه و في غير حِلِّه فالهناءُ لكم و التَّبِعةُ عليَّ، و قبل أن تجمع بين رجلٍ و امرأةٍ لا يحِلُّ لهما أن يجتمعا و قبل أن تطلِّق طلاقا تعسُّفِيا و قبل أن تبيعَ بضاعةً يمكن أن تُوَظَّف في الباطل فكلُّ ما يجري من هذه البضاعةِ من المعاصي في صحيفة الذي اشتراها و باعها و تاجر بها، فالمؤمن يقف وقفةً متأنيَّةً عند كلَّ عمل له آثارٌ لا يحكمها و لا يسيطر عليها، فأيُّ عمل أو سلوكٍ أدى إلى معصيةٍ واستمرَّتْ هذه المعصيةُ ففي صحيفة الذي فعله أوَّلَ مرةٍ، رجلٌ جاء من السعودية إلى الشام بسيارته، و دخل إلى ورشةِ الصيانةِ من أجلِ صيانةِ بعضِ أجزاء السيارةِ، صاحب المحلِّ كلَّف صانعا صغيرا أن يراقب الموضوعَ، هذا الصانعُ ما ضبط هذه الآلةَ هرب منها الزيتُ و بعد حينٍ توقَّفت السيارةُ، و الحَرُّ 57 درجة وخرج صاحبُ السيارة لينظر في الخللِ فأكل ضربةً من الشمسِ أودتْ بحياته، هذا الذي كل‍فَ الصانعَ لضبط الخلل يُبنَى عليه سلامةُ أسرةٍ أليس محاسبًا عند الله عز وجل ؟ و أحدُ الأخوة الكرام أطلعني على رقبته تقريبا عشرون حبَّةٍ مخيفةٍ بقيَ يعالجها سنواتٍ، و السَّببُ أن شفرةَ الحلاقة كان ملوَّثا فسبَّبَ جرثومًا و لم تنتهِ هذه المشكلة، فالإنسانُ الذي لم يهتم بمصلحته و لم يعقِّم أدواته يحاسَبُ عند الله تعالى، فأيُّ مضاعفاتٍ تنتج عن سلوكٍ وعن وعيٍ فالإنسانُ محاسَبٌ عنه،

فمن عمل عملا أصرَّ عليه و لم يندم عليه و لم يستغفرْ منه و فعَلَه عن قصدٍ و تصميمٍ سُجِّلَ عليه، و آثارُ هذا العملِ باقيةٌ في صحيفته إلى يوم القيامةِ، و لو فرضنا أنَّ فتاةً بريئةً من الممكنِ أن تكون زوجةً ثم تغدو أمًّا، لها زوجٌ يحترمها و يحبُّها و يرعى شؤونَها و ينفق عليها و أنجبتْ له الأولادَ يحبُّون أمَّهم و يعطفون عليها ثم أصبحتْ جدَّةً لها أولادُ الأولادِ و هي في أعلى مكانةٍ، و لو أنَّ شابا أغوى فتاةً و زنى بها وهذه خافتْ الفضيحةَ فهربتْ و لا تملك من حطامِ الدنيا إلا جمالها و امتهنت الدَّعارةَ، هذه الفتاةُ إذا جاء من نسلها مليون فتاةٍ فاسدةٍ إلى يوم القيامة كلُّ هؤلاء الفتيات الفاسداتِ في صحيفة الذي زنى بهات أول مرةٍ،

ويمكن لك أن تسافر إلى بلدٍ تهدي إنسانًا و تغيبُ عنه سنوات فتجدُ الآلافَ من الناسِ على الطريق المستقيمِ، كلُّهم من إنسانٍ واحدٍ و أنت سببُ هدايته، و كلُّهم في صحيفتك،


راتب النابلسى
موسوعة النابلسي للعلوم الاسلامية

.................................................. ...............



 لا تُقْتَلُ نفسٌ ظُلْمًا ، إلا كان على ابنِ آدمَ الأولَ كِفْلٌ من دمها . لأنَّهُ كان أولُ من سَنَّ القتلَ
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1677 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |
انظر شرح الحديث رقم 14900

والحديث واضح في أن ابن آدم (قابيل) عليه نصيب وجزء من وزر كل قاتل يَقتل ظلماً ، لأنه أول من سن القتل ، وقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث جرير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ". وسن السنة السيئة على قسمين : قسم لم يكن موجوداً في الأصل ويكون صاحبه أول من عمله ، فهذا – إذا لم يتب منه – فعليه نصيب من وزر من عمل به كما كان من قابيل حيث إنه لم يتب من ذنبه الذي فعله "فأصبح من الخاسرين" وأما قوله تعالى "فأصبح من النادمين" فلم يكن هذا ندم توبة وإنما كان ندمه على فقده لأخيه لا على قتله إياه وارتكابه هذا الذنب ، قال ابن عباس: ولو كان ندامته على قتله لكانت الندامة توبة منه

اسلام ويب
لا يتوفر وصف للصورة.

 
{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ} [ يس: 12]
يخطف الموت كل لحظة آلاف البشر ، لكن كم منهم لا تموت آثاره الطيبة ؟.. وكان عدد المترحمين عليه كثير ؟..

الإنسان مراقب على مدار اللحظه ، كل أعمالك وحتى آثار أقدامك مكتوب عند الله .. فلا تفكر فيما تعمل في حياتك فحسب ، بل اهتم أيضا بما سيبقى لك بعد وفاتك من أثر إما لك أو عليك .. لأنه مكتوب {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ} والموفق هو الذي إذا توقفت أنفاسه لم تتوقف حسناته وآثاره .. اللهم اكتبنا منهم

كثيرون هم الذين غيبتهم اللحود ، لكن مازالت آثار أعمالهم تروي مراقدهم ... الأرواح ترحل ، والاجساد تزبل ، والأثر باق لايزول ..فاترك عملا صالحا يروي ظمأ مرقدك ..

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{..... وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق:١٩]

 قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أقربُ ما يكونُ العبدُ من ربِّه وهو ساجدٌ، فأكثِرُوا الدعاءَ"، السجودُ أشرفُ حالاتِ العبدِ؛ فيه متعةُ الخضوعِ للعزيزِ الكريمِ، وجَمالُ الإذعانِ للرحمنِ الرحيمِ، وهي لحظاتُ كرمٍ وبركةٍ لا حدودَ لها، في السجود لذةٌ لا تُوصف، وانشراح لا يحيط به قلمٌ، ينقل المسلمَ من قطعة ضيقة على الأرض إلى ارتفاع في فساحة السماء، ولذلك وصَفَتْ عائشةُ -رضي الله عنها- في الصحيح قيامَ النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: "يسجد السجدةَ من ذلك قدرَ ما يقرأ أحدُكم خمسينَ آيةً قبل أن يرفع رأسه".

السجود يُضفي على وجه صاحبِه نورَ الإيمانِ، وعلى قلبه تباشيرَ الاطمئنانِ، ويسكب فيه سكينةً ويكسوه جلالَ الوقار، قال تعالى: (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ)[الْفَتْحِ: 29]، في السجود يكون الإله -سبحانه- قريبا ممن دعاه، مجيبًا لمن ناجاه، سميعًا لمن ارتجاه، ومن كان بقرب الله فإنه ينال عند ربه أجزل العطاء، وأرفع المقامات.

 

قال الله -تعالى-: (فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ)[الْوَاقِعَةِ: 88-89]، فاسجد واقترب فلكَ في كل سجدة رفعة درجة، ودُنُوّ منزلة، وقرب مكانة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من عبد يسجد لله سجدةً إلا كتَب اللهُ له بها حسنةً، ومحا عنه بها سيئةً، ورفَع له بها درجةً، فاستكثِروا من السجود، واسجد واقترب، فعطاءُ اللهِ لا ينفدُ، ومن تقرَّب إليه أنزَلَه بفضله مراتبَ النبيينَ والصديقينَ والشهداءِ والصالحينَ، واسجد واقترب، ففي السجود تتجلَّى علاماتُ التصديق والإيمان، وتبرُز أماراتُ اليقين والتسليم، واسجد واقترب فإن السجود هي العبادة التي اجتمعت عليها كلُّ الكائنات، واسجد سائلا ربَّكَ داعيًا خالِقَكَ، متضرعًا إلى مولاك، فأنتَ في جنة من جنان الدنيا، اسجد سجودَ الخاشعينَ إذا تشنَّفَت أُذُناكَ بآيات القرآن، وملكت بَيِّنَاتُه شغافَ قلبِكَ، قال تعالى: (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا * قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا)[الْإِسْرَاءِ: 106-107].

 

واسجد واقترب كلما تذكرتَ تراخيَ عملِكَ، وتوجعت من ذنبك وغفلتك، وطفقت تطرق باب التوبة والاستغفار، قال تعالى واصفًا نبيَّه داودَ -عليه السلام-: (وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ * فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ)[ص: 24-25]، واسجد واقترب إذا اشتدت عليكَ الكُرُباتُ وحاصرتك الصعوباتُ، وواجهتك الملماتُ فإن السجود فَرَجُ كلِّ همٍّ، السجود يُطفئ غضبَ الرحمن، ويُوجب الرضا منه -سبحانه-، وفي الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه إذا وقَف الناسُ في عرصات يوم القيامة وانطلقوا للشفاعة فسألوا الأنبياءَ وانتهوا إلى رسول الله وقالوا: "يا محمدُ، أما ترى ما نحن فيه؟ أما ترى ما أصابنا؟ فيقول: أنا لها، فينطلق -صلوات لله وسلامه عليه- فيسجد تحت العرش، قال صلى الله عليه وسلم: "فأستأذِنُ على ربي فيؤذن لي فأقوم بين يديه فأحمده بمحامد لا أقدِر عليها الآن، يُلهِمُنِيهِ اللهُ ثم أَخِرُّ ساجدًا فيقول لي: يا محمدُ، ارفع رأسَكَ، وقُلْ يُسمَعْ، وسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ".

 

كلما هبَّت عليك نسائم الخيرات وفيوض عطاء الرحمن فاسجد لله شكرا، سجد النبي -صلى الله عليه وسلم- فأطال السجود ثم رفع رأسه وقال: "إن جبريلَ أتاني فبشَّرني فسجدتُ لله شكرا"

يكْشِفُ رَبُّنا عن ساقِهِ، فَيَسْجُدُ له كُلُّ مُؤْمِنٍ ومُؤْمِنَةٍ، فَيَبْقَى كُلُّ مَن كانَ يَسْجُدُ في الدُّنْيا رِياءً وسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ، فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا واحِدًا.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 4919 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه مسلم (183) مطولاً باختلاف يسير
 
الحديث: يكشف عن ساقه العلماء اختلفوا في الآية عن ساقه، قال بعضهم: عن شدة، ولكن جاء في الحديث الصحيح فسر الآية بما لا يجوز معه خلاف الحديث، والمعنى يكشف عن ساقه.
والله جل وعلا يوصف بذلك على الوجه اللائق به  كما يوصف بالوجه واليد والقدم والأصابع والعين، كذلك يوصف بالساق على الوجه اللائق به لا يشابه الخلق في شيء من صفاته
 
ملتقى الخطباء

 

 
لا يتوفر وصف للصورة.
 

{..... وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق:١٩]


اطوِ مسافات الكون وقرونه الضوئية ، وتقرب إلى الله بانحناءة لايتجاوز قطرها ذراعا .. واسجد واقترب يزول همك وحزنك ويستجاب دعاءك

قال أحدهم: يارسول الله أسألك مرافقتك في الجنة . قال : (فأعني على نفسك بكثرة السجود )
لاتستطيع  شراء السعادة مهما كانت أملاكك ضخمة ، ولكن تنالها إذا تقربت لله بالعبادة ، وأقصر طريق هو السجود !!

القرب من الله لايحتاج إلى شفاعة ووساطة !.. عليك فقط أن تعبده ، اسجد واخشع واقترب واسأله ماشئت يعطيك أكثر ، فالسجود موطن المعجزات ..

 

هنيئا لوجوه ساجده في الأرض وقلوبها خاشعة في السماء لما وجدت من حلاوة القرب من خالقها ..
اسجد واقترب .. وما ندم من اقترب

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة ١٥٦]
 
ليس كلُّ مسترجِع صابرًا، ولا كلُّ صابر شجاعةً أو حميَّةً مبشَّرًا، ولكنَّ المبشَّرين هم الصابرون الموقنون برجوعهم إلى ربِّهم، الذي عافى كثيرًا وأنعم، وأصاب قليلًا وآجَر.
 
﴿إنَّا لله﴾ عبيدٌ له، فلا ينبغي أن نخافَ غيرَه فهو الغالب، أو نخشى الجوعَ فهو الرزَّاق، وما أموالنا وأنفسُنا إلا ملكٌ له يتصرَّف فيها بما يشاء.
تذكَّر في مصائبك أنك إلى الله راجع؛ فارجُ في صبرك منه الثواب، واخشَ إن جَزِعتَ منه العقاب
 
قولهم: إِنَّا لِلَّهِ إقرار بالعبودية والملكية لله رب العالمين.
 
وقولهم «وإنا إليه راجعون» إقرار بصحة البعث والحساب والثواب والعقاب يوم القيامة.
 
وليست هذه البشارة موجهة إلى الذين يقولون بألسنتهم هذا القول مع الجزع وعدم الرضا بالقضاء والقدر، وإنما هذه البشارة موجهة إلى الذين يتلقون المصائب بالسكينة والتسليم لقضاء الله لأول حلولها، يشير إلى هذا قوله-تبارك وتعالى-: الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا فإنه يدل على أنهم يقولون ذلك وقت الإصابة «ويصرح بهذا قوله صلّى الله عليه وسلّم «الصبر عند الصدمة الأولى» .
 
لا يتوفر وصف للصورة.
 

{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة ١٥٦]

هم يعترفون دائما أنهم لله يفعل بهم مايشاء ، لذا كانت أنفسهم راضية
:
لو علمنا ما أعده الله لنا بعد المحن ، لما تمنينا سرعة الفرج ..!!

{ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ○ الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون} أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ...كيف نحزن بعد هذه البشرى ؟؟!!

أمرنا الله أن نقول عند مصيبة الموت {إنا لله وإنا إليه راجعون} نحن منه في البداية ، وإليه في النهاية ، ولهذا علينا أن (نكن معه) بين ذلك ، نصبر ونرضى ، فلايطفئ نيران الحزن مثل اليقين بالرجوع إلى الله العليم بآلام المفجوعين ولوعاتهم وصبرهم على ذلك ، وهنيئا لمن يدخل الجنة دون حساب

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
الحج مشهد مصغر ليوم القيامة
 
صورة الزحام تذكِّر العبدَ بالزحام الأكبر يوم العرض على الله -تبارك وتعالى-، يوم يقوم الناس لرب العالمين، فتظل هذه الصورة في وعي مَن حج ومَن لم يحج، فيتأمل في كل موطن من مواطن النسك مواقف الحشر والحساب، وقيام الناس لله رب العالمين في الآخرة.   والمتأمل في كتاب الله تعالى يجد أن سورة الحج بدأت بداية تزلزل القلوب وتذكر المؤمنين بعرصات القيامة ومواقفها، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)[الحج: 1-2].  
 
ووصف لنا ربنا سبحانه في القرآن العظيم عن نهاية هذه الدنيا وفناء جميع المخلوقات، وعظمة الرب سبحانه، وصمت جميع المخلوقات في حضرته، وعجز الجميع عن أن يملكوا لأنفسهم شيئًا، فقال جل وعلا: (يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ * يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ * وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[غافر: 16- 20].   والمرء ما دام حيًّا في فترة مهلة وامتحان، فإذا ما مات طُويت صحيفته وقامت قيامته، ويسأل في قبره عن حياته وعمله، وما جنته يداه، وما كسبه في دنياه.
 

فإذا أذن الله بزوال هذه الدنيا وانتهاء أعمار الخلائق، بدأت علامات الساعة الكبرى في الظهور، علامة تلو أخرى، حتى ينفخ في الصور، ويموت ما بقي من الخلائق، ثم يبقى الله وحده لا شريك له، واحد أحد، لا صاحبة له ولا ولد.   ثم يأذن الله بإحياء الموتى وتُحشر الخلائق إلى الله رب العالمين، ليُروا أعمالهم، ويحاسبوا على أفعالهم، وهناك في هذا الموقف العصيب يصيب الخلائق من الهم والغم والنكد ما يصيبهم إلا من رحم الله -عز وجل-.   فيشتد على الخلق حر الشمس وقرب جهنم وقلة الزاد، وكثرة العرق، والزحام الرهيب، في هذا الموقف تظهر عظمة الأنبياء، فيلجأ الناس إليهم ليطلبوا من رب العالمين فصل القضاء، فيتأخرون عنها، إلا نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- فيسجد بين يدي ربه، ويحمده بمحامد عظيمة، فيقبل الله شفاعته في الخلائق ويأتي لفصل القضاء.  

 

وعندها يؤتى بجهنم في أبأس منظر يراه الناس، ويُضرَب الصراط فيمر عليه الناس بقدر أعمالهم، فناجٍ ومكردس في نار جهنم، ثم تُنصب الموازين والعباد في هم وخوف ووجل بين أن تخف أو تثقل، وتتطاير الصحف فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله، وينقسم الخلائق إلى مرحوم مقبول ومكردس في النار محروم، فتشتد فرحة الصالحين ويعظم حزن المحرمين، وما أصدق وصف رب العالمين لهذه المراحل، قال جل وعلا: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا ‎لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ)[الحاقة: 13- 32]، نسأل الله السلامة والعافية.  

 

إن من أخصر الأوصاف الدالة على يوم القيامة أنه يوم الحسرة (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ)[مريم: 39- 40] عندما تأكل الحسرة البشر فيعض المرء على يديه ندمًا ويكاد يقتله الهمّ والغم، ولات ساعة مندم.   إن ما تزرعه اليوم في الدنيا ستجنيه غدًا في عرصات القيامة، إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر، (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)[الزلزلة: 6- 8].  

 

وقد أخبرنا نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- عن شدة حسرات الخاسرين يوم القيامة، فقال: "يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة: أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتديًا به؟ فيقول: نعم، فيقال له: قد أردت منك أهون من ذلك، قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئًا، فأبيت إلا أن تشرك بي"(أخرجه البخاري). ألا ما أشد عرصات يوم القيامة! وما أفظع تلك المواقف المدلهمة الكبرى!   ومن شدة العذاب والنكال ما أخبرنا به صلوات ربي وسلامه عليه أنه "يؤتى برجل من أهل النار فيقول له: يا ابن آدم كيف وجدت منزلك؟ فيقول: يا رب شر منزل فيقول: أتفتدي منه بطلاع الأرض ذهبًا؟ فيقول: نعم يا رب، فيقول: كذبت قد سُئلت ما هو أهون من ذلك فيرد إلى النار"(أخرجه أحمد والنسائي وصححه ابن حبان وغيره). 

ومن مواقف الوقوف بين يدي الملك يوم القيامة ما رواه صَفْوَان بْن مُحْرِزٍ الْمَازِنِيّ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي مَعَ ابْنِ عُمَرَ، آخِذٌ بِيَدِهِ، إِذْ عَرَضَ رَجُلٌ فَقَالَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي النَّجْوَى؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، يَقُولُ: إِنَّ اللهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْترُهُ: فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ قَالَ: سَتَرْتُهَا عَليْكَ فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُونَ فَيَقُولُ الأَشْهَادُ: هؤُلاَءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ"(رواه البخاري).   إن من يريد أن ينجو غدًا من هذا الموقف العظيم فليكثر من التوبة والأوبة والأعمال الصالحة التي يحبها الله ويرضاها فهي سبيل النجاة، وليحذر العبد من شرك أو كفر أو بدعة أو ضلال يذهب به إلى نار جهنم، وليكثر من دعاء الله أن ينجيه من هذا الموقف العظيم.  

 

ملتقى الخطباء

قد تكون صورة ‏تحتوي على النص '‏اقغنوا الله فی أيام ففدوذات ففن تعجُل بومنن في فلا إنم عليه تأخر ومن فلا إدم لمن عليه افقی وانقوا ال واغلموا انكم إليه فخشرون اليفرة:] ٢٢٣] انْتهَاء زخله الخخ كاننَهاء الحياة ولذلك ختمت رخلة آبات الحح بقوله تعالى واعلموا انکم تحشرون ون إليه والجزاء في رحلة الحج مغفرة الذنوب وفی رحلة الجياة دخول الجنة.. 405‏'‏
 

{۞ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}[البقرة: ٢٠٣]

انتهاء رحلة الحج كانتهاء رحلة الحياة ولذلك ختمت آيات الحج بقوله تعالى{واعلموا أنكم إليه تحشرون} والجزاء في رحلة الحج مغفرة الذنوب وفي رحلة الحياة دخول الجنة ..


{فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى} طالما أنك تتقي الله وضمن شرعه ، فأجرك كاملا وحجك مقبولا ..

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ}

 

نعمة الطعام امْتنَّ الله بها على الناس، في كل الأمم والأجناس: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلَلْتُمْ تَتَفَكَّهُونَ * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ)، وإذا حُرم الإنسان هذه النعمة صار جائعًا ضعيفًا لا يقدر على القيام ولا يستطيع العمل، ولهذا كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم إني أعوذُ بكَ من الجُوعِ؛ فإنه بئْسَ الضّجيع".

 

للأكل والشرب في الإسلام آدابٌ وأحكام، على المسلم معرفتها، والعمل بها، شكرًا لله على نعمه، وابتغاءً للأجر عنده

 

من ذلك غسل اليدين قبل الطعام، لما رواه النّسَائي أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- "كان إذا أرادَ أن ينامَ وهو جُنُب توضأ، وإّذا أرادَ أن يأكلَ غسل يديه".

 

وعلى المسلم إذا أراد أن يأكل أن يُسمّي الله، ففي التسميةِ بركة، وحفظٌ للطعام من الشيطان: "يا غلام: سم الله" وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يأْكُلُ طعامًا في ستةٍ من أصحابه، فجاءَ أعرابيٌّ فأكلَه بلقمتين، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أما إنه لو سمى لكفاكم".

فبالتسمية تحصلُ البركة، وتُطْردُ الشيطان: "إن الشيطان يَسْتحلُّ الطعام إن لم يُذكر اسم الله عليه".

 

وعلى المسلم الأكل باليمين، وهو واجب لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أكل أحدُكُم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فلْيشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكلُ بشماله، ويشرب بشماله".

 

وعن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- أن رجلاً أكل عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشماله!! فقال: "كل بيمينك"، قال: لا أستطيع!! -ليس لمرض أو حاجة بل تكبرًا- فدعا عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: "لا استطعت"، فَشُلّت يدُه. ولما رأى امرأة تأكل بشمالها قال: "أَخَذها طاعون غزّة".

فالأكل بالشمال حرام، من يأخذ السكين بيمينه والشوكة أو الملعقة بشماله ويأكل مُدعيًا أن هذه حضارة وتقدم وتطور فهو جاهل متخلف، آثم بفعله، مُستحق للعقوبة، إذا كان الصغار ومن لم يبلغ الحُلُم يُعلّم الأكل باليمين فكيف بالمسلم البالغ!! عن عمر بن سلمة -رضي الله عنه- قال: كنت غلامًا في حِجْر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكانت يدي تطيشُ في الصحفة -الصحن- فقال لي رسول الله: "يا غلام: سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك". قال عمر بن سلمة: فما زالت تلك طُعْمتي بعدُ. أي لزمت ما علمني به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وصار عادة لي.

 

وعلى المسلم أن يتجنب الأكل وهو مُتكئ؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا آَكُلُ وأنا متكئ". ومن صور ذلك أن يميل على جنبه، أو يتكئ على يدٍ ويأكل بالأخرى، بل المستحب في الجلوس أن يكون جاثيًا على ركبتيه وظهور قدميه، أو ينصب رجله اليمنى ويجلس على اليسرى.

 

وعلى المسلم إذا انتهى من طعامه أن يَلْعقَ أصابعه قبل مسحها أو غسلها، لما في ذلك من تطبيقِ السنة، والتواضعِ، واحترامِ النعمة وتقديرِها، ورجاءِ تحصيل البركة؛ فعن جابر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بلعق الأصابع والصحفة، وقال: "إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة".

 

وإذا سقطت لُقمةٌ من طعامه فلا يتركها بل يأخذها، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا وقعت لُقمةُ أحدكم فلْيأَخذها، ولْيُمط ما كان بها من أذى، ولْيَأكلها، ولا يدعُها للشيطان". ومن الخطأ تقبيل اللقمة إذا سقطت، وهو من فعل العوام، بل يفعل ما ورد في السنة كما تقدم.

 

ومن السنة: وضع الطعام في سفرة، لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، فالسفرة تحفظ الطعام لئلا يسقط منه شيء فيداس بالأقدام، ويعبث به الأطفال، لما وجد النبي -صلى الله عليه وسلم- تمرة ملقاة على الأرض رفعها وقال: "لولا أني أخشى أن تكون من الصدقة لأكلتها".

 

ومن السنة: الأكل بثلاثة أصابع لاسيّما إذا كان الطعام جامدًا كالعصيد والثريد، وعليه أن يأكل مما يليه؛ لأن الأكل من مواضع أيدي الناس سوء أدب، وقد يتقذّر الآكلون من فعله، فإن كان الطعام مختلف الأنواع، فله أن يأكل من أي مكان، لحديث أنس -رضي الله عنه- قال: "رأيت الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتتَبّعُ الدُّبَاء في القصعة".

 

ومن السنة: أن لا يعيب الطعام؛ قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: "ما عاب النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- طعامًا قط، إن اشتهاهُ أكله، وإن كرهَهُ تركه". فلا يعيب الطعام من جهة الخلق لأن خالقه هو الله، ولا من جهة الصنعة لئلا يكسر قلب المسلم الذي أعدّه، فكيف إذا كان الذي يُعدّ الطعام هي الأم!! فيأتي هذا الابن العاق ويذمه ويكسر قلب أمه التي تعبت في إعداده وتجهيزه!! النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قُدّم له الضب، رفع يده ولم يأكل منه، فقيل له: أحرام هو؟! قال: "لا. ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدُني أعافه".

فأكل ما تشتهيه النفس وترك ما تعافه هو التصرف الصحي السليم، فتناولُ الطعام المُشْتهَى يُساعد على الهضم، قال ابن القيم -يرحمه الله-: "وهذا أصل عظيم في حفظ الصحة، فمتى أكل الإنسان ما تعافه نفسه ولا تشتهيه، كان تضرره به أكثر من انتفاعه. وله أن يُفتِّش التمر، قال أنس: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُؤتىَ بالتمر فيه دود فيفتشه يُخرج السوسَ منه".

 

ومن الآداب: الاجتماع على الطعام، وعدم التفرق، قال -عليه الصلاة والسلام-: "إن خير طعامِكُم ما كثرت عليه الأيدي"، ولما قال بعض الصحابة: يا رسول الله: إنا نأكُلُ ولا نشبع!! قال: "لعلكم تَفْتَرقون؟!"، قالوا: نعم. فقال: "اجتمعوا على طعامكم، واذْكروا اسم الله يُبارك لكم فيه".

 

ومن الآداب: الأكل من جوانب القصعة لا من وسطها، قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "إن البركة تنزلُ وسط الطعام، فكلوا من حافته، ولا تأكلوا من وسطه".

 

وعلى المسلم أن يعتني بما دلت عليه الشريعة من الأطعمة كالتمر، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "بيت لا تمر فيه جياع أهله"، ويقول -عليه الصلاة والسلام-: "كُلوا الزيت وادهنوا به"، وقال -عليه الصلاة والسلام-: "نعم الإدام الخل"، وقال -عليه الصلاة والسلام-: "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"، وأما فضل اللبن فلقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أكل طعامًا قال: "اللهم بارك لنا فيه، وارزقنا خيرًا منه، إلاّ اللبن، فكان إذا شربه قال: اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه، فإني لا أعلم طعامًا أفضلَ منه، أو خيرًا منه".

 

وعلى المسلم إكرام الخبز، وعدم إلقائه، والاستهانة به؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أكرموا الخُبُز". وإذا وجده ملقى على الطريق فعليه أن يأخذه، وأن يضعه في مكان مرتفع، أو يجعله طعامًا للدواب.

 

وعلى المسلم إذا فرغ من طعامه، أن يحمد الله، فمن أعظم الحرمان، ودليلِ تلاعب الشيطان بالإنسان، أن يفرغ من الطعام الشهي، ثم لا يحمد الله عليه!! مع ما في ذلك من رضا الرب -تبارك وتعالى-، وكثرة الخير والفلاح، "إن الله ليرضى عن العبد، أن يأكلَ الأكْلَةَ فيحمدُه عليها، أو يشربَ الشربة فيحمدُه عليها".

 

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا رفع مائدته قال: "الحمدُ لله حمدًا كثيرًا طيبًا مُباركًا فيه، غير مَكْفِي ولا مُوَدّعٍ ولا مُسْتَغْنى عنه". وقال -عليه الصلاة والسلام-: "من أكلَ طعاماً فقال: الحمدُ لله الذي أطْعَمَني هذا ورزَقَنِيه من غيرِ حولٍ مني ولا قوةٍ؛ غُفرَ لهُ ما تقدّمَ من ذنبه".

 

أكل الطيبات

 

أكل الحلال الطيب سبب لإجابة الدعاء، والتوفيق للعمل الصالح، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا أيها الناسُ: إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)، وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْثم ذكر الرجل يُطيلُ السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب! يا رب! ومطعمُه حرام، ومشربُه حرام، وملبسه حرام، وغُذّي بالحرام، فأنى يُستجاب له".

قال يحيى بن معاذ -رحمه الله-: "الطاعة خزانة من خزائن الله إلاّ أن مفتاحها الدعاء، وأسنانه لُقم الحلال".

 

أكل الحلال الطيب سببٌ للنجاةِ من النار، والسلامةِ من دار الخزي والبوار؛ يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا كعبَ بن عُجْرة: إنّه لا يدخل الجنة لحمٌ نبت من سُحْت، النار أولى به".

 

 كم نتقلب في نعم الله، نأكل أشهى طعام، ونشرب ألذ شراب، على موائدنا أصناف وأشكال، وأنواع وألوان، جُلبت لنا من كل البلاد فحُقّ علينا شكرها، واستعمالها في طاعة ربنا، والحذر من الإسراف فيها: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، ويقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُوا، واشْرَبوا، والْبَسُوا، وتَصَدقُوا، في غير إسراف ولا مَخِيلة".

قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "كل ما شئت، والبس ما شئت، ما أخطاتك خصلتان: سرف أو مخيلة".

 

فإذا زاد الأكل والشرب عن القدر الكافي، حصل الضرر الصحي، والتعب البدني، يقول النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-: "ما ملأ ابن آدم وعاءً شرًا من بطنه، بحسب ابن آدم لُقيْمات يُقِمْنَ صُلْبه، فإن كان لا بد فاعلاً، فثُلُثٌ لطعامه، وثُلُثٌ لشرابه، وثُلُثٌ لنفَسه".

 

دِينٌ شامل كامل، لا يغفل جانبًا على حساب جانب، قائم على العدل والاعتدال حتى في الطعام والشراب، لو عمل الناس بهذه الوصية النبوية لسلموا من الأمراض، ولأغلقت كثير من المستشفيات، وكسدت كثير من الأدوية، فغالب أمراض الناس وأدوائهم من جهة طعامهم وشرابهم، وفي الحكمة المشهورة: المعدة بيت الداء، والحمية أصل الدواء، وقد قيل قديمًا: لو سئل أهل القبور: ما سببُ آجالكم؟! لقالوا: التخمة، قالت عائشة -رضي الله عنها-: "ما شبع آل محمد -صلى الله عليه وسلم- من خُبْز شعير يومين متتابعين حتى قُبض"، (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ).

 

ملتقى الخطباء

لا يتوفر وصف للصورة.

{فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ} [عبس:٢٤]


انظر وتأمل مافيه استمرار حياتك مما سخره الله طعاما لك ، واشكر ربك الكريم واخضع لعظمته وعظيم خزائنه

ينبه الله تعالى إلى نظره من نوع خاص وأنموذج فريد في تربية الله لعباده ، فإذا نظرت ياعزيزي إلى ماسخر الله لك من أنواع الطعام الذي لايعد ولا يحصى ذلك الجمال الساحر بأنواعه وأشكاله ومذاقه وفوائده المختلفة ... فارتق بنظرك وتذكر خالق هذا الجمال في الأرض ، وماذا عنده في الجنة إذا ؟؟!!!... فاجعل تلك النظرة مسلك من مسالك التذكير بعظمة الخالق وهيبته ، وإذا نظرت إلى أفراح الناس وأتراحهم فتذكر قصر دنياك ونعمة ربك عليك .


إذا نظرنا إلى تلك الأشياء بتلك العدسة الإيمانية استقامت حياتنا وأطعنا ربنا الذي ربانا على تلك النظرة حين قال {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ}

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ} [عبس:٣٨]


 
تبدأ رحلة المأوى والمصير حينما يحشر المتقون إلى الرحمن وفدًا، ويُساق المجرمون إلى جهنم وردًا، هناك تبيض وجوه وتسود وجوه، هناك وجوه قد أشرقت بالنور وفاضت بالبِشْر فابيضت من البشر والبشاشة، وهناك وجوه كمدت من الحزن واغبرت من الغم واسودت من الكآبة، وجوه مستنيرة ضاحكة مستبشرة راجية ربها مطمئنة بما تستشعره من رضاه عنها، ووجوه تعلوها غبرة الحزن والحسرة ويغشاها سواد الذل والانقباض (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ)[عبس: 38-42].



قوم يقال لهم: ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون، وآخرون يخاطبون بعد الارتهان والاحتباس في اليوم الطويل، (انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ * انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ * لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ)[المرسلات: 29-31].


: (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ * وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)[السجدة: 18-21].



إن ربكم -سبحانه- يدعو عباده للاستجابة لمنهجه قبل أن يفجأهم هذا المصير (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ)[الشورى:47]؛ استجيبوا لربكم قبل أن يفجأكم المصير فلا تجدوا ملجأ يقيكم ولا نصير ينصركم.


يا عبد الله: إذا هممت بالشهوات وفكرت بالمعاصي، وبدأت الخطوات فتذكر (يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ)[غافر:18]، تذكر أن هذا اليوم الذي مقداره خمسين ألف سنة المليء بالشدائد والأهوال سيكون على المتقين كمقدار صلاة مكتوبة، فاصنع أنت اليوم مدة ذلك اليوم ومن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها وما ربك بظلام للعبيد.
 
   
376552833_748423150629029_69283527450929


{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ} [عبس:٣٨]


غيمة الحزن التي تعلو وجهك ستذهب بها بهجة الجنة حيث لا هم ولا حزن إلا سلاما سلاما .

لقاء الناس بالتبسم وطلاقة الوجه من صفات أهل الجنة وهي صفة تجلب المودة وتنفي التكبر ..



سورة عبس أولها صفة للوجه(عبس) وختمت هذه السورة بوصف للوجوه في قوله سبحانه {وجوه يومئذ مسفرة ○ ضاحكة مستبشرة}
بعد تعب الدنيا والصبر والألم ... أشرقت تلك الوجوه ، وحق لها أن تشرق وتفرح في جنة عرضها السموات والأرض

رائع أن ندخل البسمة على الناس في حياتهم ، والأجمل والأهم من ذلك أن نساعدهم في الدنيا ليكونوا من أصحاب الوجوه المسفرة السعيده في الآخرة .

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما سبب التقديم والتأخير في آية سورة يس (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20)) وسورة القصص (وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ( 20))؟

 

د.فاضل السامرائى:
الآية الأولى في سورة يس والأخرى في سورة القصص في قصة موسى عليه السلام.(وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى) يعني هو فعلاً جاء من أقصى المدينة أي من أبعد مكان فيها. (وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى) ليس بالضرورة ذلك وإنما تحتمل هذا المعنى وغيره. تحتمل أنه فعلاً جاء من أقصى المدينة وتحتمل لا هو من سكان تلك الأماكن البعيدة لكن ليس مجيئه من ذلك المكان ليس بالضرورة.

كما تقول جاءني من القرية رجال تعني أن المجيء من القرية، جاءني رجال من القرية أي قرويون هذا يحتمل معنيين في اللغة، هذا يسمونه التعبير الاحتمالي. هناك نوعين من التعبير تعبير قطعي وتعبير احتمالي يحتمل أكثر من دلالة والتعبير القطعي يحتمل دلالة واحدة. لما تقول جاءني رجال من القرية تحتمل أمرين الرجال جاءوا من القرية أي مجيئهم من القرية وجاءني رجال من القرية احتمالين أن المجيء من القرية وتحتمل أنهم رجال قرويون ولكن ليس بالضرورة أن يكون المجيء من القرية.

كما تقول: جاءني من سوريا رجل يعني رجل سوري وجاءني رجل من سوريا ليس بالضرورة أن يكون جاء من سوريا، جاء من سوريا رجل يعني جاء من سوريا. وجاء من أقصى المدينة رجل يعني جاء من أقصى المدينة، أما جاء رجل من أقصى المدينة ليس بالضرورة فقد يكون من سكان الأماكن البعيدة، مكانه من أقصى المدينة لكن ليس بالضرورة أن المجيء الآن من ذاك المكان وقد يكون من مكان آخر..

 

 
لا يتوفر وصف للصورة.
 
 
{وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} [يس:20]
 
خطوات المخلصين لله لاتنسى ، فكل خطوة تخطوها لحياة هذه الأمة سيسطرها لك التاريخ .

{ رَجُلٌ يَسْعَىٰ} ليس للأسماء والالقاب مكانا عندما تكون الأعمال خالصة لوجه الله !!

 
{وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ} مشهد رائع يخبرك بقوة إيمان هذا الرجل بعمله ، لقد أتى ساعيا ولم يأت كسلانا ... لقد فاز عمله ولا نعرف اسمه ، يكفيه أن الله تعالى خلد قصته وسعيه ، فذكره في كتابه الكريم بعشر آيات

عندما جاء الرجل يسعى وأراد أن ينصح قومه ، بدأ بنفسه {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الذي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} ثم التفت إليهم ينصحهم قائلا {يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} لاتتبعوني ولا تقلدوني بل نحن جميعا نتبع المرسلين ...
عندما تريد أن تنصح أحدا ابدأ بنفسك ...

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ○ لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: ٣٩-٤٠]

قال تعالى في آية سورة يس: ﴿ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴾، ﴿ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ ﴾ ينزل بها، كل ليلة ينزل منها واحدة، ﴿ حَتَّى ﴾  يصغر جدًا، فيعود ﴿ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴾ أي: عِذْقُ النخلة وهو العُرْجون بلغة أهل المغرب الذي من قِدَمِه نشَّ وصغُرَ حجمُه وانحنى، ثم بعد ذلك، ما زال يزيد شيئًا فشيئًا، حتى يتم [نوره] ويتسق ضياؤه ولهذا قال سبحانه في سورة الانشقاق: ﴿ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ﴾ أَيْ: اتَّسَعَ وتَكَامَلَ نُورُهُ.

 

{وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ○ لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: ٣٩-٤٠]

لاتقلق من إخفاقك هذه المرة ، حتى البدر الجميل يتناقص ، لكنه يعود بدرا .... انهض من جديد ولاتيأس

في سورة يس حديث عن مراحل خلق القمر {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ ...} وإشارة لمراحل خلق الإنسان {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ}
تأمل سنة الله في مخلوقاته ، كل تمام مآله النقص ، فالإنسان يبدأ ضعيفا ثم يزداد في القوة حتى إذا تكامل أخذ في النقص والضعف ، وكل المستحيلات تركع أمام إرادة الله {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} حتى الأشياء التي يستحيل عقلا اجتماعها {فهو على جمعهم إذ يشاء قدير}

كواكب عظيمة لايسعها إلا أن تتبع منهج الله تعالى في خلقه ، فتسير بانتظام لاتشذ عنه قيد أنملة {لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَر} فما أشد جرأتك أيها الإنسان !!! وكم تتفلت عن مسارك !!! ... تفكر ...

 

 

لا يتوفر وصف للصورة.
 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

﴿ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [الحج: 34، 35].

 

ما هي صفات المخبتين؟

 

لقد نصَّ القرآن الكريم على أربع صفات تبين حال هؤلاء المخبتين؛ إذ يقول تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [الحج: 34، 35].

 

الصفة الأولى من صفات المخبتين: ﴿ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ، فمن صفاتهم: وجل القلب عند ذكر الرب، والوَجَلُ: خَوْفٌ شَدِيدٌ، مَقْرُوْنٌ بِهَيْبَةٍ وَمَحَبَّةٍ؛ فَالمُخْبِتُونَ: تَخْشَعُ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ؛ لِعِلْمِهِمْ بِعَظَمَةِ اللهِ وَجَلَالِهِ، وَهَذَا مِنْ عَلَامَةِ الإِيْمانِ، وَمَحَبَّةِ الرَّحْمَن ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا [الأنفال: 2]، فهذا الوجل لهذا القلب المخبت ناشئ من حُسْن معرفته بربه؛ كما قال الله جل في علاه: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر: 28]؛ أي: بالله، هذا وإن ذكرهم الدائم لربهم لا يمنعهم من الخوف منه بل استشعار الخوف عندهم عنوان ثابت لا تتبدَّل مفرداته ولا تطمس معالمه بالرغم من إخلاصهم في العبادة وحسن اتِّباعهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم.

 

الصفة الثانية من صفات المخبتين: ﴿ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ ﴾.

 

فمن صفاتهم: الصبر على أقدار الله المؤلمة، وما من عبدٍ إلا وهو مبتلًى بأنواع من البلايا في هذه الحياة الدنيا: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [البقرة: 155].

 

فالمخبتون لربهم في حال الابتلاءات تراهم في حالة استسلام وخضوع لا يعرف اليأس إلى قلوبهم سبيلًا، فهم يتحمَّلون ويتجمَّلون بالصبر، ومهما عظمت المحن واشتدت فهم صامدون كالجبال الرواسي؛ لأن ثقتهم بالله ثابتة دائمًا لا يمكن أن تضعف أو تنهار في أي لحظة من اللحظات.

 

الصفة الثالثة من صفات المخبتين: ﴿ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ.

 

فإن من صفاتهم: إقامة الصلاة؛ أي: المحافظة عليها، والإتيان بها قائمة بأركانها وشروطها وواجباتها، خضوعًا وخشوعًا وحسن تقرب إلى الله سبحانه وتعالى.

 

فالمخبتون لربهم كلما نُودي إلى الصلاة سعوا إليها يغسلون ذنوبهم، ويُجدِّدون الإيمان في قلوبهم في حال اتصال بالله لا يعرف الرياء والنفاق؛ بل يعرف السكينة والاطمئنان يدعونه ويناجونه في حالة من الخشوع والطُّمَأْنينة فيقينهم في ربِّهم أقرب إليهم من أنفاسهم وحركاتهم وسكناتهم خاصة أنهم يعلمون جيدًا أن الصلاة إن صلحت صلح سائرُ العمل.

 

والصفة الرابعة من صفات المخبتين: ﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ.

 

فمن صفاتهم: بذل المال وإنفاقه في سبيل الله عز وجل في وجوه الخير وأبوابه المتنوعة من واجبٍ ومستحبٍّ، طيبة بذلك النفسُ، راجية موعود الله جل في علاه، وعظيم ثوابه.

 

فالدنيا لم تجد سبيلًا تخترق به قلوبهم، فالدنيا دائمًا في أيديهم تسير معهم حيث أرادوا في الخير والبر والمعروف.

 

لا يتوفر وصف للصورة.

 

﴿ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [الحج: 34، 35].

أولئك هم المخبتين ، المتواضعين المطمئنين الراضين بقضاء الله والمستسلمين له

من صفات المخبتين أنه إذا ذكر الله وجلت قلوبهم .. هي قلوب طاهرة مؤمنة لاتحتاج إلى كثرة وعظ ، بمجرد ذكر الله تخاف وترق .. قلوب عرفت فانتفعت وارتقت . يا الله اجعل قلوبنا كذلك
:
في سورة الأنفال {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} هل تشعر بذلك عندما تقرأ القرآن ؟؟؟!!.. وفي سورة الحديد {۞ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ ...} ذكر الله علاج لقسوة القلب ، تدارك قلبك بالذكر قبل قسوته وموته ، وأقم صلاتك وأنفق مما وهبك الله من علم ، مال ، وقت ...

بالذكر يذيب الله قسوة قلبك ، وبالإنفاق يكرمك ، وبالصبر والصلاة يرفعك .

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

خواتيم سورة البقرة: فضائل وفوائد

الشيخ د محمود بن أحمد الدوسري

 

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ: سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا؟، بَلْ قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ". قَالُوا: "سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ". فَلَمَّا اقْتَرَأَهَا الْقَوْمُ؛ ذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي إِثْرِهَا: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ... وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)[الْبَقَرَة: 285]؛ فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللَّهُ -تَعَالَى-، فَأَنْزَلَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا...)[الْبَقَرَة: 286]"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

 

قَدْ خَتَمَ اللَّهُ -تَعَالَى- سُورَةَ الْبَقَرَةِ بِآيَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ، لَهُمَا خَصَائِصُ جَلِيلَةٌ، وَفَضَائِلُ مُبَارَكَةٌ، فَمِنْ هَذِهِ الْفَضَائِلِ:

1- أَنَّهُمَا لَمَّا نَزَلَتَا فُتِحَ بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ إِلَى الْأَرْضِ، لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَقَالَ: "أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا، لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

 

2- لَمْ يُعْطَهَا أَحَدٌ قَبْلَ نَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ لِقَوْلِهِ: "أُعْطِيتُ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ بَيْتِ كَنْزٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي"(صَحِيحٌ: رَوَاهُ أَحْمَدُ).

 

3- إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي السَّمَاءِ؛ لَمَّا عُرِجَ بِهِ. (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

 

4- قَوْلُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ، أَنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَلَا يُقْرَآنِ فِي دَارٍ ثَلاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ"(صَحِيحٌ: رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ).

 

5- قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ؛ كَفَتَاهُ"(رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ). قَالَ النَّوَوِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "قِيلَ: مَعْنَاهُ: كَفَتَاهُ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ، وَقِيلَ: مِنَ الشَّيْطَانِ، وَقِيلَ: مِنَ الْآفَاتِ، وَيَحْتَمِلُ: مِنَ الْجَمِيعِ".

 

قَالَ -تَعَالَى-: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)[الْبَقَرَةِ: 285]؛ أَخْبَرَ اللَّهُ -تَعَالَى- عَنْ نَبِيِّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَدْ آمَنَ، وَحُقَّ لَهُ أَنْ يُؤْمِنَ، كَيْفَ لَا؛ وَهَذِهِ الْمُعْجِزَاتُ وَالْآيَاتُ الْبَيِّنَاتُ يَسْمَعُهَا، وَيَرَاهَا تَتْرَى؟ وَكَذَلِكَ الْمُؤْمِنُونَ تَابَعُوهُ وَآمَنُوا.

 

وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ مِنَ الْفَوَائِدِ:

1- إِثْبَاتُ عُلُوِّ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ.

2- تَكْلِيفُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالْإِيمَانِ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ يَقْتَضِي تَحَمُّلَهُ أَعْبَاءَ الرِّسَالَةِ، وَقِيَامَهُ بِالتَّبْلِيغِ وَالْعَمَلِ.

3- أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ تَبَعٌ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

4- كُلَّمَا زَادَ الْإِيمَانُ؛ زَادَ الِاتِّبَاعُ.

5- فَضْلُ أَرْكَانِ الْإِيمَانِ الْمَذْكُورَةِ.

6- وُجُوبُ الْإِيمَانِ بِالرُّسُلِ وَالْكُتُبِ عَلَى وَجْهِ الْإِجْمَالِ؛ وَإِنْ لَمْ نَعْرِفْ كُلَّ التَّفَاصِيلِ.

7- يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْمُؤْمِنُونَ عَلَى قَلْبٍ وَاحِدٍ، وَنَهْجٍ وَاحِدٍ.

8- تَوَاضُعُ الصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- لِلَّهِ -تَعَالَى-؛ لَمَّا ذَلَّتْ أَلْسِنَتُهُمْ بِقَوْلِهِمْ: (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا).

9- السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ سِمَةٌ عَظِيمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ.

10- النَّاسُ أَصْنَافٌ عِنْدَ سَمَاعِهِمْ؛ فَمِنْهُمْ: مَنْ سَمِعَ وَلَا يُطِيعُ؛ فَهُوَ مُعْرِضٌ. وَمِنْهُمْ: مَنْ لَا يَسْمَعُ وَلَا يُطِيعُ؛ فَهُوَ مُسْتَكْبِرٌ. وَمِنْهُمْ: مَنْ يَسْمَعْ وَيُطِيعُ؛ وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا.

11- التَّوَسُّلُ إِلَى اللَّهِ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ؛ مِنَ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ –قَبْلَ السُّؤَالِ وَالدُّعَاءِ– وَهَذَا أَدْعَى لِقَبُولِ الدُّعَاءِ وَالْإِجَابَةِ.

12- اسْتِسْلَامُ الْعَبْدِ لِلَّهِ مِنْ أَسْبَابِ ثَنَاءِ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَالتَّخْفِيفِ عَنْهُ؛ لِأَنَّ الصَّحَابَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- لَمَّا اسْتَسْلَمُوا بِقَوْلِهِمْ: (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا)؛ ذَكَرَ اللَّهُ حَالَهُمْ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، وَأَنْزَلَ التَّخْفِيفَ فِي الْآيَةِ الَّتِي بَعْدَهَا.

13- مُخَالَفَةُ الصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، الَّذِينَ قَالُوا: "سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا!".

14- مِنْ أَهَمِّ أَدْعِيَةِ الْمُؤْمِنِينَ طَلَبُ الْمَغْفِرَةِ: (غُفْرَانَكَ)؛ وَهُوَ مِنْ جَوَامِعِ الْكَلِمِ، أَيْ: نَسْأَلُكَ مَغْفِرَةً لِمَا صَدَرَ مِنَّا مِنَ التَّقْصِيرِ وَالذُّنُوبِ، وَمَحْوِ مَا اتَّصَفْنَا بِهِ مِنَ الْعُيُوبِ. 15- فَضْلُ هَذِهِ الْأَعْمَالِ الْعَظِيمَةِ، وَهِيَ: الْإِيمَانُ، وَالذُّلُّ لِلَّهِ، وَالسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ، وَالدُّعَاءُ، وَطَلَبُ الْمَغْفِرَةِ، وَالْإِقْرَارُ بِالْمَصِيرِ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. 16- مَهْمَا امْتَثَلَ الْعَبْدُ لِأَمْرِ اللَّهِ؛ فَلَا يَخْلُو مِنْ تَقْصِيرٍ، وَلِذَلِكَ يَحْتَاجُ إِلَى سُؤَالِ الْمَغْفِرَةِ.

 

 وَلَمَّا تَمَّتِ الِاسْتِجَابَةُ مِنَ الصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ-، وَأَقَرُّوا بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ؛ أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ التَّخْفِيفِ؛ فَقَالَ -سُبْحَانَهُ-: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا...)[الْبَقَرَةِ: 286]. وَالصَّحَابَةُ الْكِرَامُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- لَمَّا دَعَوُا اللَّهَ بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ؛ قَالَ اللَّهُ: "نَعَمْ"، وَفِي رِوَايَةٍ: "قَدْ فَعَلْتُ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

 

وَمِنْ أَبْرَزِ فَوَائِدِ هَذِهِ الْآيَةِ:

1- (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا😞 بَعْضُ التَّكَالِيفِ الشَّرْعِيَّةِ فِيهَا نَوْعٌ مِنَ الْمَشَقَّةِ -كَالْوُضُوءِ فِي الْبَرْدِ، وَالْقِيَامِ مِنَ النَّوْمِ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ، وَالْجِهَادِ وَمَا فِيهِ مِنَ الْقَتْلِ وَالْجِرَاحِ وَذَهَابِ الْمَالِ– إِلَّا أَنَّ هَذِهِ التَّكَالِيفَ تَقَعُ فِي حُدُودِ قُدْرَةِ الْبَشَرِ وَطَاقَتِهِمْ، وَيُمْكِنُهُمُ الْقِيَامُ بِهَا، فَإِذَا عَجَزُوا لِأَيِّ سَبَبٍ شَرْعِيٍّ مُعْتَبَرٍ؛ سَقَطَ عَنْهُمْ هَذَا التَّكْلِيفُ.

2- (لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ😞 كُلُّ نَفْسٍ لَهَا ثَوَابُ مَا عَمِلَتْهُ مِنْ خَيْرٍ، وَعَلَيْهَا وِزْرُ مَا عَمِلَتْهُ مِنْ شَرٍّ؛ فَلَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا سَعْيُهُ، لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ أَجْرَ أَحَدٍ، وَلَا يُعَذَّبُ أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ.

3- كَسْبُ الْإِنْسَانِ لِلْحَسَنَاتِ وَفِعْلُهُ الْخَيْرَ، هُوَ فِي الْأَصْلِ سَهْلٌ وَمَيْسُورٌ؛ لِمُوَافَقَتِهِ لِلشَّرْعِ وَالْفِطْرَةِ، فَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَلِمَا يَحْصُلُ لِلْمُطِيعِ مِنْ إِعَانَةِ اللَّهِ، وَلِكَثْرَةِ طُرُقِ الْخَيْرِ؛ بَلْ إِنَّهُ يُؤْجَرُ حَتَّى عَلَى نِيَّتِهِ.

4- اكْتِسَابُ الْمَعَاصِي فِيهِ مُعَالَجَةٌ وَتَكَلُّفٌ؛ لِأَنَّهُ مُخَالِفٌ لِلْأَوَامِرِ الشَّرْعِيَّةِ، وَيُخَالِفُ الْفِطْرَةَ؛ بَلْ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ أَضْرَارٌ وَفَضِيحَةٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.

5- (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا😞 اسْتِجَابَةُ اللَّهِ لِدُعَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَفْعُ الْمُؤَاخَذَةِ عَنْهُمْ بِالنِّسْيَانِ وَالْجَهْلِ وَالْخَطَأِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ"(صَحِيحٌ: رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ). وَلَكِنْ لَا يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ سُقُوطُ الطَّلَبِ؛ فَلَوْ نَسِيَ صَلَاةَ الْفَرِيضَةِ مَثَلًا؛ فَلَا يَسْقُطُ عَنْهُ قَضَاؤُهَا -إِذَا تَذَكَّرَهَا- مَعَ كَوْنِهِ لَا يَأْثَمُ عَلَى هَذَا النِّسْيَانِ.

6- لَا بَأْسَ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَفْعَلَ أَوْ يَقُولَ شَيْئًاً مُكْرَهًا بَعْدَ أَنْ يَكُونَ مُطْمَئِنَّ الْقَلْبِ بِالْإِيمَانِ، وَلَا يَأْثَمُ بِذَلِكَ؛ لِعُذْرِ الْإِكْرَاهِ. 7- ضَعْفُ الْإِنْسَانِ وَقُصُورُهُ؛ فَإِنَّهُ يَنْسَى، وَيَجْهَلُ، وَيُخْطِئُ. 8- لَا وَاجِبَ مَعَ الْعَجْزِ، وَلَا مُحَرَّمَ مَعَ الضَّرُورَةِ، أَوِ الْإِكْرَاهِ.

9- (رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا😞 رَحْمَةُ اللَّهِ بِهَذِهِ الْأُمَّةِ؛ بِوَضْعِ الْآصَارِ وَالْأَغْلَالِ الَّتِي كَانَتْ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؛ فَلَمْ يُقْبَلْ مِمَّنْ عَبَدَ الْعِجْلَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تَوْبَتُهُمْ قَتْلَ النَّفْسِ، وَلَمْ يُجَوِّزِ اللَّهُ لَهُمْ أَخْذَ الْغَنَائِمِ، وَلَمْ تَكُنْ رُخْصَةُ التَّيَمُّمِ مَشْرُوعَةً لَهُمْ؛ فَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعْمَتِهِ.

10- مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ بِعِبَادِهِ: التَّخْفِيفُ، وَنَسْخُ حُكْمِ الْأَثْقَلِ إِلَى الْأَخَفِّ: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)[الْبَقَرَة: 185]؛ (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ)[النِّسَاء: 28]. 11- إِنَّ اللَّهَ -تَعَالَى- يَنْسَخُ مَا يَشَاءُ، وَيَفْعَلُ مَا يُرِيدُ.

12- (رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ😞 إِنَّ مَا لَا طَاقَةَ لِلْإِنْسَانِ بِهِ؛ غَيْرُ مُكَلَّفٍ بِهِ، وَلَا مُؤَاخَذٍ عَلَيْهِ؛ كَهُجُومِ خَوَاطِرِ الشَّرِّ، أَوِ الْوَسَاوِسِ الشَّيْطَانِيَّةِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَمْلِكُ مَنْعَ وُرُودِهَا، لَكِنْ عَلَيْهِ مُدَافَعَتُهَا.

13- (وَاعْفُ عَنَّا) فِيمَا قَصَّرْنَا فِيهِ مِنْ حَقِّكَ، (وَاغْفِرْ لَنَا) ذُنُوبَنَا، وَاسْتُرْ مَسَاوِئَنَا، (وَارْحَمْنَا) فِيمَا يُسْتَقْبَلُ؛ حَتَّى لَا نَقَعَ فِي فِعْلِ مَحْظُورٍ، أَوْ تَرْكِ وَاجِبٍ؛ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْمُذْنِبَ يَحْتَاجُ إِلَى ثَلَاثَةِ أَشْيَاء: أ- أَنْ يَعْفُوَ اللَّهُ عَنْهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ. ب- أَنْ يَسْتُرَهُ بَيْنَ عِبَادِهِ، فَلَا يَفْضَحَهُ بِذَنْبِهِ. ج- أَنْ يَعْصِمَهُ مِنَ الْوُقُوعِ فِي الذَّنْبِ مَرَّةً أُخْرَى.

14- حَاجَةُ الْمُسْلِمِ إِلَى عَفْوِ رَبِّهِ؛ لِأَنَّهُ لَا يَخْلُو مِنَ التَّقْصِيرِ. 15- (أَنْتَ مَوْلَانَا) اللَّهُ -تَعَالَى- وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ. 16- (فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ بِالْمُؤْمِنِينَ وَنِعْمَتِهِ عَلَيْهِمْ؛ أَنَّهُ يَنْصُرُهُمْ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.

   

 
لا يتوفر وصف للصورة.
 
{لايُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا......}[البقرة:286 ]
 
في الآية الكريمة أكثر من دعاء ، فالإنسان لايدري أيقدر على الصبر على الطاعات أم يفشل ، سل الله العافية والثبات

{لايُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} هذه بشارة لك ، لن يكلفك الله مالاتطيق وإن اجتمعت عليك نوائب الحياة .. هناك من يعتبر أن هذه الآية فيها رخصة ، بينما هي تحث على الأخذ بالعزيمة أيضا ، فالله تعالى لايضع الثمار على غصن لايستطيع حمله ، كل مسؤولية ألقاها على عاتقك أنت لها ، وكل هم وغم وحزن أصابك لابد أنك بحجمه وقادر على حمله ، المصاعب والمصائب تقويك فاثبت .

{لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} النفس مفطورة على أن العبادة ميسرة لها لذلك قال (لها) ماكسبت الحسنات مكسب تنفع المرء ، بينما السيئات تكلف خارج عن الفطرة لذلك قال (وعليها) ما اكتسبت لأنها تضر العبد وتحمله أثقالا وأوزارا .. اللهم اعف عنا واغفر لنا وارحمنا
 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ }[يوسف:16]

جاء إخوة يوسف عشاء، حتّى لا تظهر ملامح وجوههم، عند بكائهم لدى والدهم، فيتبين له أنّ بكاءهم، أو بكاء بعضهم ليس حقيقة، وهو ذو فراسة وبصيرة؛ لأنّ من المعلوم أنّ النائحة المستأجرة ليست كالثكلى، بالإضافة إلى إشعار والدهم بأنهم تأخروا للاهتمام بالحادثة.)

- يقول الشيخ محمّد متولي الشعراوي - رحمه الله -: ‌وهنا ‌تتجلّى ‌لنا قدرة أداء القرآن أداء دقيقاً معبّراً عن الانفعالات الّتي توجد في النفس الإنسانية، فها هم إخوة يوسف خدعوا أباهم ومكروا بأخيهم، وأخذوه وألقوْه في الجبّ مع أنّهم يعلمون أنّ أباه يحبّه، وكان ضنيناً أنْ يأتمنهم عليه، فكيف يواجهون هذا الأب؟

هذا هو الانفعال النفسي الّذي لا تستطيع فطرة أن تثبته؛ فقالوا: نؤخر اللقاء لأبينا إلى العشاء: والعشاء مَحَلُّ الظلمة، وهو ستر للانفعالات الّتي توجد على الوجوه من الاضطراب؛ ومن مناقضة كذب ألسنتهم؛ لأنهم لن يخبروا الأب بالواقع الّذي حدث؛ بل بحديث مُخْتلق.

وقد تخدعهم حركاتهم، ويفضحهم تلجلجهم، وتنكشف سيماهم الكاذبة أمام أبيهم؛ فقالوا: الليل أخْفَى للوجه من النهار، وأستَر للفضائح؛ وحين ندخل على أبينا عِشَاءً؛ فلن تكشفنا انفعالاتنا. وبذلك اختاروا الظرف الزمني الّذي يتوارون فيه من أحداثهم: ﴿وجآءوا أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ﴾ [يوسف: 16].

- قال الشيخ محمّد أبو زهرة - رحمه الله -: أي أنّهم ‌قضوا ‌النهار ‌غائبين عن أبيهم، ثمّ عادوا في العشية، يقول المفسرون: أنّهم كانوا يتباكون، ولا يبكون. ونحن نميل إلى أنّه كان ثمّة بكاء حقيقي من بعضهم على الأقلّ، وهو بعض من النّدم على ما ارتكبوا وقد أحسّوا بفظاعته، وخصوصاً عندما لقوا أباهم، فإنْ لم يكن لأجل يوسف، فلأجل أبيهم الثاكل

 
لا يتوفر وصف للصورة.

 

{وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ }[يوسف:16]
 

عندما تكون بموقع يتطلب منك حكما عادلا فدع عاطفتك جانبا ولا تلتفت لمن يذرف الدموع ، فبعضها مخادعة!!


إن القلوب القاسية لديها قدرة عجيبة في أن تنتج دموعا شبيهة بدموع الحزانى !!.. لاتغتر بالمظاهر والمشاعر التي تستعطفك ، بل اهتم بتاريخ الباكي ودعك من ملامحه .

ألا ترون أن أصحاب النظرات الزائفة والدموع الكاذبة يحضرون في المساء لتسترهم الأضواء الخافتة ، وليكونوا أقدر على الإعتذار في الظلمة؟! فالأنباء السيئة تتشح عادة بالسواد ، انتبه ولاتغتر فليس كل مايلمع ذهبا ، ولا كل من يدمع صادقا .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
قصة نبي الله يعقوب عليه السلام

 

فى قصة نبي الله يعقوب عند فقد ابنه يوسف عليهما الصلاة والسلام درس عظيم في ترك اليأْس، وحسن الظن بالله، والصبر على البلاء، ورجاء الفرج من الله، في عدة مواضع منها:
 
- عندما جاءه نعي أحب أولاده إليه يوسف عليه الصلاة والسلام -وهذا أعظم المصائب على قلب الأب- لم يفقد صوابه، وقابل قدر الله النازل، بالصبر والحلم، والاستعانة بالله سبحانه على رفعه. {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ} [يوسف من الآية:18].
 
- ولما عظمت المصيبة بفقد ابنه الثاني ازداد صبره، وعظم رجاؤه في الفرج من الله سبحانه، فقال لأبنائه: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [يوسف:83].
 
- حين عوتب في تذكر يوسف عليه الصلاة والسلام بعد طول الزمان، وانقطاع الأمل، وحصول اليأْس في رجوعه، قال بلسان المؤمن الواثق في وعد الله برفع البلاء عن الصابرين، وإجابة دعوة المضطرين {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [يوسف:86].
 
- وأخذ بالأسباب في السعي والبحث عن يوسف وأخيه فقال لأبنائه: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف:87].
 
- فكانت العاقبة لمن صبر وأمل ورضي ولم يتسخط قال تعالى: {فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ} [يوسف من الآية:96] من عند الحبيب مبشرًا باللقاء القريب {أَلْقَاهُ} قميص يوسف {عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا} [يوسف من الآية:96] فرجع البصر، وبلغ الأمل، وزال الكرب، وحصل الثواب لمن صبر ورضي وأناب، {قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [يوسف من الآية:96].

 

 
لا يتوفر وصف للصورة.

 

{وجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ۚ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ ...}[يوسف:١٨]
 

قميص يوسف طاهر لم يدنسه الذئب ، لكن من دنسه هم أخوته ، ما أشد ألم ظلم ذوي القربى !!

ياللوعة قلب الأب كيف ملك لسانه وعينه وهو يرى القميص وعليه الدم المزعوم ؟! إنه الإيمان والنبوة ، لقد لوثوا قميصه مرة ، ومرة مزقوه من دبر وظل يوسف طاهرا عفيفا ، فكم من دليل خادع ، وكم من قريب كاذب .

{قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا} إذ كيف يأكله الذئب ولم تسجد له الكواكب بعد ؟!. مبشرات الخالق أصدق مما تراه عيناك ، كن على ثقة أن لبس الحق بالباطل لايدوم والله غالب على أمره

 

{فصبر جميل} قلها لنفسك ، واجه بها أحزانك .. عند الطبيب يجب أن تشرح معاناتك بدقة ، لكن مع الله يكفي أن تقول: يارب أنا أتألم . أنزل حاجتك بالله يأتيك الفرج ، دع عنك حبال الناس ، وشد حبالك مع الله تنجو من الغرق!! فأمواج الأحزان لاتغرق قلبا تعلق بالله وتوشح بالصبر الجميل

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
{وَ جَآءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُۥ ۖ قَالَ يَٰبُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَٰمٌ ۚ وَأَسَرُّوهُ بِضَٰعَةً ....}
 

( وجاءت سيارة ) وهم القوم المسافرون ، سموا سيارة لأنهم يسيرون في الأرض ، كانت رفقة من مدين تريد مصر فأخطئوا الطريق فنزلوا قريبا من الجب ، وكان الجب في [ قفر بعيد ] من العمران للرعاة والمارة ، وكان ماؤه مالحا فعذب حين ألقي يوسف عليه السلام فيه ، فلما نزلوا أرسلوا رجلا من أهل مدين يقال له مالك بن ذعر ، [ لطلب الماء ] فذلك قوله عز وجل : ( فأرسلوا واردهم ) والوارد الذي يتقدم الرفقة إلى الماء فيهيئ الأرشية والدلاء .

( فأدلى دلوه ) أي : أرسلها في البئر ، يقال : أدليت الدلو إذا أرسلتها في البئر ، ودلوتها إذا أخرجتها ، فتعلق يوسف بالحبل فلما خرج إذا هو بغلام أحسن ما يكون .

قال النبي صلى الله عليه وسلم : "أعطي يوسف شطر الحسن" .

ويقال : إنه ورث ذلك الجمال من جدته سارة وكانت قد أعطيت سدس الحسن .


فلما رآه مالك بن ذعر ( قال يا بشرى ) قرأ الأكثرون هكذا بالألف وفتح الياء ، بشر المستقي أصحابه يقول : أبشروا . وقرأ أهل الكوفة : يا بشرى ، بغير إضافة ، يريد نادى المستقي رجلا من أصحابه اسمه بشرى . ( هذا غلام ) وروى ابن مجاهد عن أبيه : أن جدران البئر كانت تبكي على يوسف حين أخرج منها . ( وأسروه ) أخفوه ( بضاعة ) قال مجاهد : أسره مالك بن ذعر وأصحابه من التجار الذين معهم وقالوا : هو بضاعة استبضعها بعض أهل الماء إلى مصر خيفة أن يطلبوا منهم فيه المشاركة .


قال الله تعالى : ( والله عليم بما يعملون ) فأتى يهوذا يوسف بالطعام فلم يجده في البئر ، فأخبر بذلك إخوته ، فطلبوه فإذا هم بمالك وأصحابه نزولا فأتوهم فإذا هم بيوسف فقالوا هذا عبد آبق منا . ويقال : إنهم هددوا يوسف حتى لم يعرف حاله . وقال مثل قولهم ، ثم باعوه ، فذلك قوله عز وجل :

تفسير البغوى

 
لا يتوفر وصف للصورة.

 

{وَ جَآءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُۥ ۖ قَالَ يَٰبُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَٰمٌ ۚ وَأَسَرُّوهُ بِضَٰعَةً ....}[يوسف:١٩]
 

لايحل بك كرب إلا والله أعلم به وله فيه حكمة ، وبرحمته يدبر لك منه نجاة وعزا بعد هوان
 

هنا نوازع النفس الدنيئة ، هنا المكر وحيله المريبة ، هنا إخفاء الجمال المهيب ، هنا استعباد الحرية لتكون بضاعة ! سلعة تباع وتشترى ويقدر الله أن تتربع على عرش العزة في مصر وتنقذ البلاد من طوفان القحط..
 :
(فأدلى دلوه) قد تكون نهاية مواجعك دلوا عتيقا يقدر الله أن ينتشلك به من الجب المظلم ، قد يتنكر لك القريب!!.. ويستبشر بك البعيد (قال يابشرى) تفاءل بالكلمات الأولى المضمخة بعطر الفرج ، فإذا أراد الله إنقاذك ، جعل حاجة ما في نفوس بعض خلقه يدفعهم بها ليخرجوك من الجب الموحش ... لقد ظنوه بضاعة ، فإذا هو نبي كريم وملك عظيم.. أحسن الظن وثق بربك

 

 

{وَ جَآءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُۥ ۖ قَالَ يَٰبُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَٰمٌ ۚ وَأَسَرُّوهُ بِضَٰعَةً ....}[يوسف:١٩]
لايحل بك كرب إلا والله أعلم به وله فيه حكمة ، وبرحمته يدبر لك منه نجاة وعزا بعد هوان

 

هنا نوازع النفس الدنيئة ، هنا المكر وحيله المريبة ، هنا إخفاء الجمال المهيب ، هنا استعباد الحرية لتكون بضاعة ! سلعة تباع وتشترى ويقدر الله أن تتربع على عرش العزة في مصر وتنقذ البلاد من طوفان القحط..
 :
(فأدلى دلوه) قد تكون نهاية مواجعك دلوا عتيقا يقدر الله أن ينتشلك به من الجب المظلم ، قد يتنكر لك القريب!!.. ويستبشر بك البعيد (قال يابشرى) تفاءل بالكلمات الأولى المضمخة بعطر الفرج ، فإذا أراد الله إنقاذك ، جعل حاجة ما في نفوس بعض خلقه يدفعهم بها ليخرجوك من الجب الموحش ... لقد ظنوه بضاعة ، فإذا هو نبي كريم وملك عظيم.. أحسن الظن وثق بربك

 
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍۢ دَرَٰهِمَ مَعْدُودَةٍۢ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ ٱلزَّٰهِدِينَ} (يوسف:٢٠)
 
﴿ وشروه بثمن بخس﴾ أي باعوه، ﴿ ومن الناس من يشري نفسه﴾ أي يبيعها، “شرى” في القرآن بمعنى: باع أما “اشترى” فهي بمعناها المعروف/ نايف الفيصل
 
“وشروه بثمن بخس ” ليس كل ما غلا ثمنه كان نافعا فاحرص على النافع حتى لو كان في نظرك زهيدا .
قيل ليوسف إنا نراك من المحسنين مرتين
1/ في السجن. 2 / وهو عزيز مصر. “المحسن يبقى محسنا لاتغيره الدنيا”. / عبدالمجيد المنيعي
 
﴿وشروه بثمن بخس﴾ ﻻ يبيعك إﻻ من لم يثمنك ! ولم يعرف قدرك ومصير اﻷيام تعلمه أن كان بين يديه جواهر حذفها كالحجار !!
 
-﴿وشروه بثمن بخس﴾ ﻻ يبيعك إﻻ من لم يثمنك ! ولم يعرف قدرك ومصير اﻷيام تعلمه أن كان بين يديه جواهر حذفها كالحجار !!
 
لاتنتظر أن تنصفك الدنيا ولو كنت ابن الأكرمين ،ألم يخبرك الله عن حال نبيّه يوسف}: وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانو فيه من الزاهدين{
 
قال ابن الجوزي:من عجائب الجزاء في الدنيا أنه لما امتدت أيدي الظلم من إخوة يوسف(وشروه بثمن بخس) امتدت أكفهم بين يديه بالطلب، يقولون (وتصدق علينا).
 
الدنيا كلها ثمن بخس في مقابل نبي كريم ابن نبي كريم .. فكيف بدراهم معدودة ؟!!
الحسرة والأسى على بيعة تناهى في إهدارها ..

من يكرهك لن يرى جمالك ولا مواهبك وسيبيعك بثمن بخس كما فعل أخوة يوسف عليه السلام به ، وهو يزن الأرض ومن عليها عند الله!.. هناك من لايعرف الناس قيمتهم في الدنيا لكن منازلهم في الآخرة عظيمة ، فلاتحزن إن جهل الناس قدرك ، فالمهم هو قدرك عند الله

أراد أخوة يوسف به باطن الأرض ، وأراد الله به أعلاها ، عندما امتدت أيدي الظلم من إخوة يوسف ، امتدت أكفهم بين يديه يقولون (وتصدق علينا) إن كان الله معك ، قلب صنيع عدوك لصالحك ، فلا تحزن إن اعتبرك البعض بضاعة رخيصة الثمن ... اصنع سفينة أحلامك وارفع أشرعتها ، وسر على بركة الله ، والله معك .
 
 
 
لا يتوفر وصف للصورة.
 
 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ....} (يوسف:23)
 
قد ذكر المفسرون من الأسباب التي تدعو يوسف عليه السلام لارتكاب المعصية الشيء الكثير هناك أسباب كثيرة تدعوه للمعصية أولاً: الأمان، (وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ)، ثانياً: هو عبد في عرف المجتمع وهي سيدته، ولا مصلحة لها بأن ينفضح الأمر، هي تكتم وليس هو، وهي تدعوه في قصرها في بيتها وليس بعيداً عنها أو تريد شيئاً في بيته هو فيخاف الانكشاف، هي ستتولى عملية التعتيم والكتم إذ ليس لها مصلحة في الفضيحة، فالأسباب التي كانت تدعو يوسف عليه السلام ليقع في المعصية كثيرة، لكنه لم يقع، هذا صبر يوسف عليه السلام.
 
نأتي إلى الآية: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا) رادَ، يَرُود، أي جاء وذهب، المراودة هي المطالبة، يطلب شيئاً لكن برفقٍ، وبلينٍ، وبتُؤْدَة، لا يطلب بقسوة، يطلب برفق، وهذه امرأة العزيز تريد أن توقع به وأن تقع معه في الفاحشة فيحصل أن تطالبه برفق وبلين لأن مثل هذه الأمور نسأل الله السلامة لا تحصل إلا بالرفق واللين فهي طالبته برفقٍ وبلين، لماذا قال الله تعالى: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ) عن نفسه؟ هذا اسمه في اللغة العربية التضمين، ضمَّن الباري جلَّ جلاله الفعل راودته معنى خادعته ليحمل معنى المخادعة إذاً المراودة هنا ترافقها مخادعة تريد أن تخدعه وأن تحتال عليه لتوقعه في فخِّ المعصية، فهي مطالبة مع المخادعة وقال: (الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا) للإشارة إلى أن هذا من داوعي الوقوع في المعصية لأنه في بيتها (الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا) وليست هي في بيته وإنما هو في بيتها فهي تطلب منه.

 

(عَن نَّفْسِهِ): أي خادعته عن نفسه وطلبت منه الوقوع في المعصية، الآن المروادة كما قلنا هي المطالبة بلين، تراوده عن نفسه، تخادعه، تحاول أن توقعه، بيدو أن مرحلة المراودة استمرت زمناً، يوسف عليه السلام تعرض لهذه المراودة في القصر مراراً وتكراراً، تحاول كل حين أن توقع به وأن تسمعه كلاماً ليفهم المغزى منه بأنها تريده.

 
لكن الآن (وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ) الآن صرنا في موقف محدد (وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ) حان وقت المعصية بعد فترة مراودة (وَغَلَّقَتِ) فيها المبالغة، لم يقل: غَلَقَت ولا أغلقت، وإنما قال: (وغَلَّقَتِ) فأغلقت الباب ربما بمفتاح ثم أغلقته بمفتاحٍ آخر أو بالغت في إغلاقه بحيث لا يستطيع فتحه أو وضعت شيئاً أمام الباب بحيث لا يمكن دفعه (غَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ) للدلالة على أنها هيأت الجو الآمن، ولم يقل: الباب إنما قال: (الْأَبْوَابَ) وهذا يدل على القصور الفارهة التي كان يعيش بها أمراء ووزراء مصر في ذلك الزمن لأن الوزير أو القوي أو ذا الشأن في المجتمع في عُرف الناس لا تستطيع أن تصل إليه من بابٍ واحد فتفتح الباب وتدخل عليه، وإنما تدخل إلى غرفة ثم إلى غرفة ثم إلى غرفة، هكذا شأن القصور فهي أبواب، وقيل في بعض التفاسير: هي سبعة أبواب، كان هناك سبعة أبواب، فهي غَلَّقَت كلَّ الأبواب الموصلة إلى غرفة المعصية التي أعدتها للإيقاع بيوسف عليه السلام.

 

(وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ): (هَيْتَ لَكَ) فيها قراءات (هَيْتَ) هي قراءة حفص وغيره وقرئت: (هِيتَ لك) (هِئتُ لك) بمعنى تهيأت لك، يعني أعددت نفسي لك أما (هَيْتَ لَكَ) فاسم فعل أمر بمعنى: هلمَّ، تعال، أقبل، (هَيْتَ لَكَ) أقبل، الآن انتقلت من المراودة إلى المصارحة، المراودة فيها طلب بلين، برفق، بتؤدة، بتلميح، تسمعه ما تريد، أما عندما قالت له: (هَيْتَ لَكَ) فقد أعلنت رغبتها في الوقوع في المعصية أي أقبل، وهلمَّ، وتعال إلى المعصية.

 
(قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ) أي أعوذ معاذاً بالله، ما معنى أعوذُ؟ العرب تقول: أطيبُ اللحمِ عُوَّذُهُ، أي ما كان ملاصقاً للعظم، أطيب اللحم ما كان ملاصقاً للعظم، كلما كان اللحم قريباً من العظم كان أطيب من البعيد، لماذا يقال: أطيبُ اللحمِ عُوَّذُهُ؟ لأنه احتمى بالعظم حتى التصق به، ونحن عندما نقول: أعوذ بالله أو كما قال يوسف: (مَعَاذَ اللَّهِ) أي ألتجئ إلى الله وأحتمي به، شدة القرب، قريب جداً من المولى جلَّ جلاله، أحتمي به، ألتصق به، فأنت عندما تعوذ بالله فقد التجأت إلى القوي ليحميك من الشر والتجأت إلى القوي ليدفع عنك الضر، والتجأت إلى القوي ولُذت به، هناك لاذَ وعاذَ، قالوا: لاذَ ليأتيك بالنفع، وعاذَ ليدفع عنك السوء والضر والمعصية، فأنت التجأت إلى القوي جلَّ جلاله عوذاً ولوذاً، لذت به، وعذت به، فنحن عندما نقرأ القرآن
موقع نور الدين
 
لا يتوفر وصف للصورة.
 
{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ....} (يوسف:23)
 

عند اشتداد الفتنة وقوة الداعي لها فإن صوت العقل والإيمان يتدخل ويصرخ بك لتفيق ... من اعتصم بالله ، عصمه الله

في الآية الكريمة أسمى معاني العفة ، مقابل أحط معاني الخيانة في إغلاق ليس باب بل أبواب .ما أقل إيمان من يختفي عن العيون كي لاتراه ، وعين الله فوقه تراقبه ، والملائكة تسجل خلوته!!!.. كن صارما مع الشهوات ، ارفع صوتك وقل معاذ الله ..

(وغلقت الأبواب) لكل فتنة أبواب ، احذرها وأغلقها قبل أن تغلق عليك .. هرب يوسف إلى الباب وأنكر التهمة وصمد لإثبات براءته ثم سأل الله السجن .. هذه هي البطولة ..

 

{وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ } ليس بين الجملتين أداة عطف توحي بالتريث!! لم يترك يوسف فراغا زمنيا للتفكير ... لقد تهيأت هي للمعصية ، أفلا نتهيأ نحن للطاعة ورضا الله؟؟..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
{فٱسْتَجَابَ لَهُۥ رَبُّهُۥ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ ○ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّنۢ بَعْدِ مَا رَأَوُاْ ٱلْءَايَٰتِ لَيَسْجُنُنَّهُۥ حَتَّىٰ حين} (يوسف: ٣٤ ،
٣٥
 
التضرع إلى الله وطلب العون منه ، أعظم سبيل للنجاة والعصمة من الزلل وقت الفتن .
 
  الكيد ذكر على ثلاثة أوجه كيد إخوة يوسف وكان محركهم الحسد وكيد إمرأة العزيز وكان دافعها الشهوة وكيد يوسف وكان مطلبه لم الشمل ..
 
﴿ فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن ﴾ عرف الله بصدق عبده وخوفه من الإثم فصرفه عنه بقدر صدقك في إجتناب المعصية تأتي الإعانة
 
(لو لم يكن في البلاء إلا الدعاء لكفى} ! فاستجبنا له } { فاستجاب له ربه
 
مامن عبد يستجير بالله صادقا مضطرا ويتمسك بركنه إلا ويغيثه ربه ولا يدعه لنفسه أبدا .. الله عليم بصدق النبي يوسف عليه السلام وخوفه من الإثم فصرفه عنه ... بقدر صدقك في اجتناب المعصية تأتي الإعانة


بعد أن رأى عزيز مصر براءة سيدنا يوسف أمر أن يسجنه ليخفي عن الملأ أنه بريء!!.. قد يكون أحد السجناء ليس مجرما فكثير من الأصداف تكون في قاع البحر

{فَٱسْتَجَابَ لَهُۥرَبُّهُۥفَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ} لم يقل (فأدخله السجن) بل قال {فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ} لاتنظر  إلى ظلمة المصيبة بل انظر إلى النور الذي وراءها .. لابد للحق أن يظهر .. سلم أمرك لله
 
لا يتوفر وصف للصورة.
 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{.......... وَكُلُّ شَىْءٍ عِندَهُۥ بِمِقْدَارٍ} (الرعد: ٨)

منهج حياتك مرسوم بدقة ... فاطمئن

لو استقر مفهوم هذه الآية في شغاف قلوبنا لاستطعنا أن نقابل الدنيا بوجه جديد ، وقلب قوي ، ويقين راسخ تهون معه شدائد الدنيا وابتلاءاتها ، ومن أيقن ب {وَكُلُّ شَىْءٍ عِندَهُۥ بِمِقْدَارٍ} لن يغره العطاء ، ولا يحزنه المنع لأنه حتى منع الله فهو عطاء ... سبحانه

تريد أن تعيش سعيدا ؟.. لاتقارن نفسك بغيرك ، واعلم أن لديك حياة مختلفة ، وقدر خاص بك لايشبه غيرك ، ولابد أن تنبت بذرة إحسانك يوما ... دائما وفي كل الأحوال قل : (الحمدلله)

 

لا يتوفر وصف للصورة.

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{.....وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍۢ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ} [الرعد: ٦]

مهما تعاظم الذنب، فإن الله يغفره لمن تاب، حتى الشرك يغفره الله لمن تاب وأناب، فما أعظم ربنا! وما أكرم إلهنا! وما أحنَّه على خلقه! وهو غني عنهم، وما أحبّه لِتوبتهم وهم لا يضرونه شيئًا ولا ينفعونه!! نسأل الله عفوه وفضله ومغفرته.

وانظر إلى خطأ من آيس الناس من مغفرة الله لهم، فعن جندب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن رجلاً قال: واللهِ لا يغفر اللهُ لفلان. قال اللهُ: من ذا الذي يتألَّى عليَّ أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرتُ لفلان وأحبطت عملك" [مسلم 2621].

 

أن العبد المؤمن يسارع إلى التوبة بعد الذنب، والعفو الصفح عن الخلق، قال الله تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران : 133]، وقال ربنا الغفور -سبحانه وتعالى- في الحديث القدسي: "من تقرب إليَّ شبرًا تقربت إليه ذراعًا، ومن تقرب إليَّ ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإذا أقبل إليَّ يمشي أقبلت إليه أهرول" [متفق عليه].

 

لا يتوفر وصف للصورة.

 

{.....وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍۢ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ} [الرعد: ٦]

يعدك الله بالمغفرة رغم ذنبك ، فكيف لاتهرع لرحمته وتعتصم به رغم ضعفك؟!!

أرجى آية في القرآن قول الله تعالى :
{وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍۢ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ}
جاءت الناس بصيغة الجمع لتشمل المغفرة جميع المذنبين مهما عظمت ذنوبهم .. اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .

الله رحيم بعباده ، ومن رحمته يفتح لهم باب المغفرة ليدخلوه عن طريق التوبة ..


سبحان الله ، يعصونه فيدعوهم إلى بابه ، ويجرمون فلا يحرمهم من خيره وإحسانه ، فإن تابوا فهو حبيبهم ، وإن لم يتوبوا فهو طبيبهم ...ولكن احذر ياعزيزي ، فإن الله تعالى يأخذ بعقابه الشديد الذين يصرون على ظلم أنفسهم .

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمُسْتَقَرُّ} (القيامة:12)

أي: المرجع والمصير إلى الله لا إلى غيره

 

 

روى الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَاشِرَ عَشَرَةٍ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَنْ أَكْيَسُ النَّاسِ، وَأَحْزَمُ النَّاسِ؟

قَالَ: «أَكْثَرُهُمْ ذِكْرَاً لِلْمَوْتِ، وَأَشَدُّهُمُ اسْتِعْدَادَاً لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِ المَوْتِ، أُولَئِكَ هُمُ الْأَكْيَاسُ، ذَهَبُوا بِشَرَفِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ».

العَبْدُ المُؤْمِنُ يَعْلَمُ عِلْمَ اليَقِينِ أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنَ اللِّقَاءِ مَعَ اللهِ تعالى رَبِّ العَالَمِينَ، قَالَ تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحَاً فَمُلَاقِيهِ﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المَسَاقُ﴾.

المَرْجِعُ وَالمَآلُ إلى اللهِ تعالى، وَالوُقُوفُ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتْمٌ لَازِمٌ، وَسَوْفَ نُسْأَلُ عَمَّا قَدَّمْنَا وَعَمَّا أَخَّرْنَا، وَعَمَّا أَسْرَرْنَا وَعَمَّا أَعْلَنَّا.

 عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَحْضِرَ عِنْدَ جَمِيعِ أَقْوَالِنَا وَأَفْعَالِنَا وَنَوَايَانَا قَوْلَهُ تعالى: ﴿إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى﴾. حَقيقَةٌ لَا مَجَالَ لِإِنْكَارِهَا، في كُلِّ يَوْمٍ نُوَدِّعُ مِنْ أُصُولِنَا وَفُرُوعِنَا وَأَحْبَابِنَا وَأَزْوَاجِنَا إلى دَارٍ لَا عَوْدَةَ مِنْهَا إلى هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَدَّعْنَا الكَثِيرَ إلى عَالَمِ البَرْزَخِ، وَسَوْفَ نُوَدَّعُ في لَحْظَةٍ مِنَ اللَّحَظَاتِ إلى ذَلِكَ العَالَمِ، مَهْمَا طَالَ العُمُرُ فَلَا بُدَّ مِنَ الرَّجْعَةِ إلى اللهِ تعالى.

 

 

image.thumb.png.d4725b40d42f5db35297be5155c416aa.png

 

{إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمُسْتَقَرُّ} (القيامة:12)

ماأبرد هذه الآية على قلوب المبتلين ، فليس هنا تحصيل الحقوق والراحة ، وليس هنا مايستحق إفناء النفس وإرهاقها

كلنا نكره الموت لأننا لم نستشعر أن الحياة الحقيقية هي بعده لاقبلهّ .. فلابد لهذا التعب والصخب من نهاية ونهايتها ليست هنا إنما عند ربك حيث السكينة الأبدية ، لذلك كان المصلحون يعيشون بنفسية المسافر ذي الوضع المؤقت فإذا مات وصل إلى بيته واستقر .. ذلك هو بيتك الحقيقي الدائم بعد ماعانيت تعب الدنيا ووعثاء السفر

قال الإمام أحمد:(يجد المؤمن راحته عند أول قدم له في الجنة) فالدنيا دار ابتلاء وشقاء ... كان بلال رضي الله عنه سعيدا بترك الدنيا ومستبشرا بالآخرة وهو يقول عند وفاته: (غدا ألقى الأحبة محمد وصحبه) نتألم لفراق الأحباب وتنفطر قلوبنا ، هذه حال الدنيا ، أما في الآخره فما أحلى اللقاء والاستقرار فيها!!.. ويالبهجة الحياة الخالدة ، والسعادة الأبدية ، والنعيم المقيم {إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمُسْتَقَرُّ}

 

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (آل عمران: ٢٦)
 
 بيدك الخير…………………تقديم يفيد الحصر……بوصلة شكاويك وآلامك ينبغي أن تتغير الآن. . / عبد الله بلقاسم
 
اللهم إنه : ﴿بِيَدِكَ الْخَيْرُ﴾ . اللهم إنك : ﴿وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ . اللهم فاملأ قلوبنا جميعاً : إيمانًا ويقيناً وسعادة وطمأنينة ورِضاً إنك : ﴿عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ .
 
من بلاغة القرآن وصف الملك بأنه ينتزع انتزاعا ﴿تنزع الملك ممن يشاء﴾ والنزع قوة ! فلاتعجب من تعلق
الطغاة بأماكنهم رغم ما حل بهم .
 
{ بيده الخير!فلا تتضجر من شيء طلبته ولم يتحقق ربك أعلم
 
ليس العز هو بما تملك ، بل العز هو شيء آخر ولو في ثياب باليه

{وَتَنزِعُ الْمُلْكَ} التشبث بالملك يوازي التشبث بالحياة لذلك سمى الله زواله نزعا كنزع الروح !!
لن يتخلى أرباب الملك في الدنيا عن أملاكهم طواعية وبسهولة !!!.. لذلك ينزعها الله منهم متى شاء

{ بِيَدِكَ الْخَيْرُ } الخير كل الخير بيد الله ، فإليه وحده ترفع الحاجات ، وإليه يلجأ المضطر ، ومنه ترجى الرحمات .. ربك وحده يوزع الأقدار ، وعليك تغيير بوصلة شكاويك وآلامك لأن كرهك لما فضل به غيرك هو اعتراض لحكمه وقضائه ، فاحذر أن تكون من الساخطين . سلم أمرك كله لله واحمد ربك على ماقسمه لك .
 
حصاد التدبر
لا يتوفر وصف للصورة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×