اذهبي الى المحتوى
أم عمر المجاهد

الورد اليومي لطالبات العلم ( الجزء الثاني)

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

كيف حالكم أخواتي

 

 

 

أسئلة الورد :

 

من المخاطب في الاية : { قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ } ؟

المخاطب هو سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم

 

عللي (اذكري السبب) : قال تعالى : { وَجْهكَ } ولم يقل: "بصرك "؟

لان تقليب الزجه مستلزم تقليب البصر

و هو دليل على اهتمتمه صلوات ربي و سلامه عليه

 

قال تعالى: { أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ } أي: .....................................................

أي لو أتيت لهم بكل دليل و كل برهان يثبت ما تدعوا إليه ما تبعوا قبلتك

 

{ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ } إنما قال: "أهواءهم "ولم يقل "دينهم "لأن..................................................

لانهم اتبعوا هوى أنفسهم و هم يعلمون في قلوبهم ذلك و من لا دين له اتبع هواه قال تعالى( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ورد اليوم:

 

الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147)

 

يخبر تعالى: أن أهل الكتاب قد تقرر عندهم، وعرفوا أن محمدا رسول الله، وأن ما جاء به، حق وصدق، وتيقنوا ذلك، كما تيقنوا أبناءهم بحيث لا يشتبهون عليهم بغيرهم، فمعرفتهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، وصلت إلى حد لا يشكون فيه ولا يمترون، ولكن فريقا منهم - وهم أكثرهم - الذين كفروا به، كتموا هذه الشهادة مع تيقنها، وهم يعلمون { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ } وفي ضمن ذلك، تسلية للرسول والمؤمنين، وتحذير له من شرهم وشبههم، وفريق منهم لم يكتموا الحق وهم يعلمون، فمنهم من آمن [به] ومنهم من كفر [به] جهلا فالعالم عليه إظهار الحق، وتبيينه وتزيينه، بكل ما يقدر عليه من عبارة وبرهان ومثال، وغير ذلك، وإبطال الباطل وتمييزه عن الحق، وتشيينه، وتقبيحه للنفوس، بكل طريق مؤد لذلك، فهولاء الكاتمون، عكسوا الأمر، فانعكست أحوالهم.

{ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ } أي: هذا الحق الذي هو أحق أن يسمى حقا من كل شيء، لما اشتمل عليه من المطالب العالية، والأوامر الحسنة، وتزكية النفوس وحثها على تحصيل مصالحها، ودفع مفاسدها، لصدوره من ربك، الذي من جملة تربيته لك أن أنزل عليك هذا القرآن الذي فيه تربية العقول والنفوس، وجميع المصالح.

 

(1/72)

 

وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)

 

{ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } أي: فلا يحصل لك أدنى شك وريبة فيه، بل تفكَّر فيه وتأمل، حتى تصل بذلك إلى اليقين، لأن التفكر فيه لا محالة، دافع للشك، موصل لليقين.

 

أي: كل أهل دين وملة، له وجهة يتوجه إليها في عبادته، وليس الشأن في استقبال القبلة، فإنه من الشرائع التي تتغير بها الأزمنة والأحوال، ويدخلها النسخ والنقل، من جهة إلى جهة، ولكن الشأن كل الشأن، في امتثال طاعة الله، والتقرب إليه، وطلب الزلفى عنده، فهذا هو عنوان السعادة ومنشور الولاية، وهو الذي إذا لم تتصف به النفوس، حصلت لها خسارة الدنيا والآخرة، كما أنها إذا اتصفت به فهي الرابحة على الحقيقة، وهذا أمر متفق عليه في جميع الشرائع، وهو الذي خلق الله له الخلق، وأمرهم به.

والأمر بالاستباق إلى الخيرات قدر زائد على الأمر بفعل الخيرات، فإن الاستباق إليها، يتضمن فعلها، وتكميلها، وإيقاعها على أكمل الأحوال، والمبادرة إليها، ومن سبق في الدنيا إلى الخيرات، فهو السابق في الآخرة إلى الجنات، فالسابقون أعلى الخلق درجة، والخيرات تشمل جميع الفرائض والنوافل، من صلاة، وصيام، وزكوات (1) وحج، عمرة، وجهاد، ونفع متعد وقاصر.

ولما كان أقوى ما يحث النفوس على المسارعة إلى الخير، وينشطها، ما رتب الله عليها من الثواب قال: { أَيْنَمَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } فيجمعكم ليوم القيامة بقدرته، فيجازي كل عامل بعمله { لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى } .

ويستدل بهذه الآية الشريفة على الإتيان بكل فضيلة يتصف بها العمل، كالصلاة في أول وقتها، والمبادرة إلى إبراء الذمة، من الصيام، والحج، والعمرة، وإخراج الزكاة، والإتيان بسنن العبادات وآدابها، فلله ما أجمعها وأنفعها من آية".

__________

(1) في ب: وزكاة.

 

(1/72)

 

وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150)

 

أي: { وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ } في أسفارك وغيرها، وهذا للعموم، { فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } أي: جهته.

ثم خاطب الأمة عموما فقال: { وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ } وقال: { وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ } أكده بـ "إن "واللام، لئلا يقع لأحد فيه أدنى شبهة، ولئلا يظن أنه على سبيل التشهي لا الامتثال.

{ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } بل هو مطلع عليكم في جميع أحوالكم، فتأدبوا معه، وراقبوه بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، فإن أعمالكم غير مغفول عنها، بل مجازون عليها أتم الجزاء، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.

وقال هنا: { لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ } أي: شرعنا لكم استقبال الكعبة المشرفة، لينقطع عنكم احتجاج الناس من أهل الكتاب والمشركين، فإنه لو بقي مستقبلا بيت المقدس، لتوجهت عليه الحجة، فإن أهل الكتاب، يجدون في كتابهم أن قبلته المستقرة، هي الكعبة البيت الحرام، والمشركون يرون أن من مفاخرهم، هذا البيت العظيم، وأنه من ملة إبراهيم، وأنه إذا لم يستقبله محمد صلى الله عليه وسلم، توجهت نحوه حججهم، وقالوا: كيف يدعي أنه على ملة إبراهيم، وهو من ذريته، وقد ترك استقبال قبلته؟

فباستقبال الكعبة (1) قامت الحجة على أهل الكتاب والمشركين، وانقطعت حججهم عليه.

{ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } أي: من احتج منهم بحجة، هو ظالم فيها، وليس لها مستند إلا اتباع الهوى والظلم، فهذا لا سبيل إلى إقناعه والاحتجاج عليه، وكذلك لا معنى لجعل الشبهة التي يوردونها على سبيل الاحتجاج محلا يؤبه لها، ولا يلقى لها بال، فلهذا قال تعالى: { فَلا تَخْشَوْهُمْ } لأن حجتهم باطلة، والباطل كاسمه مخذول، مخذول صاحبه، وهذا بخلاف صاحب الحق، فإن للحق صولة وعزا، يوجب خشية من هو معه، وأمر تعالى بخشيته، التي هي أصل (2) كل خير، فمن لم يخش الله، لم ينكف عن معصيته، ولم يمتثل أمره.

وكان صرف المسلمين إلى الكعبة، مما حصلت فيه فتنة كبيرة، أشاعها أهل الكتاب، والمنافقون، والمشركون، وأكثروا فيها من الكلام والشبه، فلهذا بسطها الله تعالى، وبينها أكمل بيان، وأكدها بأنواع من التأكيدات، التي تضمنتها هذه الآيات.

منها: الأمر بها، ثلاث مرات، مع كفاية المرة الواحدة، ومنها: أن المعهود، أن الأمر، إما أن يكون للرسول، فتدخل فيه الأمة تبعا، أو للأمة عموما، وفي هذه الآية أمر فيها الرسول بالخصوص في قوله: { فَوَلِّ وَجْهَكَ } والأمة عموما في قوله: { فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ } .

[ ص 74 ]

ومنها: أنه رد فيه جميع الاحتجاجات الباطلة، التي أوردها أهل العناد وأبطلها شبهة شبهة، كما تقدم توضيحها، ومنها: أنه قطع الأطماع من اتباع الرسول قبلة أهل الكتاب، ومنها قوله: { وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ } فمجرد إخبار الصادق العظيم كاف شاف، ولكن مع هذا قال: { وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ } .

ومنها: أنه أخبر - وهو العالم بالخفيات - أن أهل الكتاب متقرر عندهم، صحة هذا الأمر، ولكنهم يكتمون هذه الشهادة مع العلم.

ولما كان توليته لنا إلى استقبال القبلة، نعمة عظيمة، وكان لطفه بهذه الأمة ورحمته، لم يزل يتزايد، وكلما شرع لهم شريعة، فهي نعمة عظيمة قال: { وَلأتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ } .

فأصل النعمة، الهداية لدينه، بإرسال رسوله، وإنزال كتابه، ثم بعد ذلك، النعم المتممات لهذا الأصل، لا تعد كثرة، ولا تحصر، منذ بعث الله رسوله إلى أن قرب رحيله من الدنيا، وقد أعطاه الله من الأحوال والنعم، وأعطى أمته، ما أتم به نعمته عليه وعليهم، وأنزل الله عليه: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا } .

فلله الحمد على فضله، الذي لا نبلغ له عدا، فضلا عن القيام بشكره، { وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } أي: تعلمون الحق، وتعملون به، فالله تبارك وتعالى - من رحمته - بالعباد، قد يسر لهم أسباب الهداية غاية التيسير، ونبههم على سلوك طرقها، وبينها لهم أتم تبيين، حتى إن من جملة ذلك أنه يقيض للحق، المعاندين له فيجادلون فيه، فيتضح بذلك الحق، وتظهر آياته وأعلامه، ويتضح بطلان الباطل، وأنه لا حقيقة له، ولولا قيامه في مقابلة الحق، لربما لم يتبين حاله لأكثر الخلق، وبضدها تتبين الأشياء، فلولا الليل، ما عرف فضل النهار، ولولا القبيح، ما عرف فضل الحسن، ولولا الظلمة ما عرف منفعة النور، ولولا الباطل ما اتضح الحق اتضاحا ظاهرا، فلله الحمد على ذلك.

__________

(1) في ب: القبلة.

(2) في ب: رأس.

 

(1/73)

 

 

اسئلة الورد :

اذكري الاية الدالة على المعنى التالي : أن أهل الكتاب قد تقرر عندهم، وعرفوا أن محمدا رسول الله، وأن ما جاء به، حق وصدق، وتيقنوا ذلك، كما تيقنوا أبناءهم بحيث لا يشتبهون عليهم بغيرهم.

 

{ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } أي:..............................................................................

 

{ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا } أي: ..............................................

 

{ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ } ي : ..........................................أ { فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } أي: ...................................

 

{ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } أي: ........................................................

 

{ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } أي: .............................................................

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

اسئلة الورد :

اذكري الاية الدالة على المعنى التالي : أن أهل الكتاب قد تقرر عندهم، وعرفوا أن محمدا رسول الله، وأن ما جاء به، حق وصدق، وتيقنوا ذلك، كما تيقنوا أبناءهم بحيث لا يشتبهون عليهم بغيرهم.

 

الذين ءاتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وان فريق منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون

 

{ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } أي:..............................................................................لا يكون عندك ادنى شك

 

{ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا } أي: ..............................................لكل مله لها وجها وقبله

 

{ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ } ي : ...................فى اسفارك والقول للعموم.......................أ { فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } أي: ..................اى اجعل اتجاهك دائما القلبة العظيمة.................

 

{ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } أي: ........................................................الذين يعرفون الحق ويكتمونة ويجادولوا فيه وهو يعلمون

 

{ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } أي: .............................................................ان ربهم وفر لهم سبل الهداية وطرقها ويسرها لهم فاكمل نعمتة عليهم بهذا الرسول صلى الله عليه وسلم والدين القيم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

حياكن الله اخواتي الحبيبات

 

 

المخاطب في الاية : { قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ } ؟

 

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

 

عللي (اذكري السبب) : قال تعالى : { وَجْهكَ } ولم يقل: "بصرك "؟

 

قال تعالى وجهك ولم يقل بصرك لإهتمام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الشديد بنزول الوحي بما يخص تحويل القبلة من بيت المقدس الى مسجد الحرام فقال تعالى وجهك لأنها اعم من بصرك ولأن الوجه يشمل البصر

 

قال تعالى: { أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ } أي
:

 

أي بكل برهان ودليل يوضح قولك ويبين ما تدعو إليه،

 

{ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ } إنما قال: "أهواءهم "ولم يقل "دينهم
: لأن ما هم عليه مجرد أهوية فتركو دينهم واتبعوا الهوى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اسئلة الورد رقم (3) من (الجزء الثاني):

والأجوبة

 

اذكري الاية الدالة على المعنى التالي : أن أهل الكتاب قد تقرر عندهم، وعرفوا أن محمدا رسول الله، وأن ما جاء به، حق وصدق، وتيقنوا ذلك، كما تيقنوا أبناءهم بحيث لا يشتبهون عليهم بغيرهم.

الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ -146-

 

{ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } أي: فلا يحصل لك ادنى شك وريبة فيه

{ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا } أي : كل أهل دين وملة، له وجهة يتوجه إليها في عبادته،

 

{ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ } اي : في اسفارك وغيرها وهذا للعموم أ { فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } أي: جهته

 

إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } أي : من احتج منهم بحجة هو ظالم فيها

 

{ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } أي: تعلمون الحق وتعملون به

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

:mrgreen: السلام عليكم حبيباتى :الآيه المطلوبه هى "الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون " تكونن من الممترين :اى فلا يحصل لك ادنى شك وريبه فيه ولكل وجهه هو موليها :اى ان كل اهل دين ومله له وجهة يتوجه اليها فى عبادته ومن حىث خرجت: اى فى اسفارك وهذا للعموم فول وجهك شطر المسجد الحرام:اى جهته الا الذين ظلموا منهماى من احتج منهم بحجه هو ظالم فيها وليس له سند الا اتباع الهوى ولعلكم تهتدون:اى تعلمون الحق وتعملون به

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

حياكم الله اخواتي

 

اسئلة الورد :

اذكري الاية الدالة على المعنى التالي : أن أهل الكتاب قد تقرر عندهم، وعرفوا أن محمدا رسول الله، وأن ما جاء به، حق وصدق، وتيقنوا ذلك، كما تيقنوا أبناءهم بحيث لا يشتبهون عليهم بغيرهم.

قال تعالى: الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنآئهم و إن فريقا منهم ليكتمون الحق و هم يعلمون

 

{ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } أي : أي الشاكّين

{ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا } أي: لكل شريعة هو متبعها

{ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ }أي : إلى أي مكان توجهت أو سافرت

{ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } أي: .. أي استقبله و توجه إليه بوجهك

 

{ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } أي: الذين يجادلون بالباطل فلا تخشوهم

{ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } أي: تعلمون الحق و تعملون به

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

:roll: السلام عليكم حبيباتى :الآيه المطلوبه هى "الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون " تكونن من الممترين :اى فلا يحصل لك ادنى شك وريبه فيه ولكل وجهه هو موليها :اى ان كل اهل دين ومله له وجهة يتوجه اليها فى عبادته ومن حىث خرجت: اى فى اسفارك وهذا للعموم فول وجهك شطر المسجد الحرام:اى جهته الا الذين ظلموا منهماى من احتج منهم بحجه هو ظالم فيها وليس له سند الا اتباع الهوى ولعلكم تهتدون:اى تعلمون الحق وتعملون به

 

جزاك الله خيرا أختي الغاليه .. أستأذنك في المرة القادمة بأن تضعي كل اجابه بسطر مختلف لتسهل قراءتها .. جوزيتي الجنه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

:wub: جزاك الله خيرا اختي ام انس ..

 

:tongue: ورد اليوم :

 

كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)

 

يقول تعالى: إن إنعامنا عليكم باستقبال الكعبة وإتمامها بالشرائع والنعم المتممة، ليس ذلك ببدع من إحساننا، ولا بأوله، بل أنعمنا عليكم بأصول النعم ومتمماتها، فأبلغها إرسالنا إليكم هذا الرسول الكريم منكم، تعرفون نسبه وصدقه، وأمانته وكماله ونصحه.

{ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا } وهذا يعم الآيات القرآنية وغيرها، فهو يتلو عليكم الآيات المبينة للحق من الباطل، والهدى من الضلال، التي دلتكم أولا على توحيد الله وكماله، ثم على صدق رسوله، ووجوب الإيمان به، ثم على جميع ما أخبر به من المعاد والغيوب، حتى حصل لكم الهداية التامة، والعلم اليقيني.

{ وَيُزَكِّيكُمْ } أي: يطهر أخلاقكم ونفوسكم، بتربيتها على الأخلاق الجميلة، وتنزيهها عن الأخلاق الرذيلة، وذلك كتزكيتكم من الشرك، إلى التوحيد ومن الرياء إلى الإخلاص، ومن الكذب إلى الصدق، ومن الخيانة إلى الأمانة، ومن الكبر إلى التواضع، ومن سوء الخلق إلى حسن الخلق، ومن التباغض والتهاجر والتقاطع، إلى التحاب والتواصل والتوادد، وغير ذلك من أنواع التزكية.

{ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ } أي: القرآن، ألفاظه ومعانيه، { وَالْحِكْمَةَ } قيل: هي السنة، وقيل: الحكمة، معرفة أسرار الشريعة والفقه فيها، وتنزيل الأمور منازلها.

فيكون - على هذا - تعليم السنة داخلا في تعليم الكتاب، لأن السنة، تبين القرآن وتفسره، وتعبر عنه، { وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ } لأنهم كانوا قبل بعثته، في ضلال مبين، لا علم ولا عمل، فكل علم أو عمل، نالته هذه الأمة فعلى يده صلى الله عليه وسلم، وبسببه كان، فهذه النعم هي أصول النعم على الإطلاق، ولهي أكبر نعم ينعم بها على عباده، فوظيفتهم شكر الله عليها والقيام بها؛ فلهذا قال تعالى: { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } فأمر تعالى بذكره، ووعد عليه أفضل جزاء، وهو ذكره لمن ذكره، كما قال تعالى على لسان رسوله: { من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم } .

وذكر الله تعالى، أفضله، ما تواطأ عليه القلب واللسان، وهو الذكر الذي يثمر معرفة الله ومحبته، وكثرة ثوابه، والذكر هو رأس الشكر، فلهذا أمر به خصوصا، ثم من بعده أمر بالشكر عموما فقال: { وَاشْكُرُوا لِي } أي: على ما أنعمت عليكم بهذه النعم، ودفعت عنكم صنوف النقم، والشكر يكون بالقلب، إقرارا بالنعم، واعترافا، وباللسان، ذكرا وثناء، وبالجوارح، طاعة لله وانقيادا لأمره، واجتنابا لنهيه، فالشكر فيه بقاء النعمة الموجودة، وزيادة في النعم المفقودة، قال تعالى: { لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ } وفي الإتيان بالأمر بالشكر بعد النعم الدينية، من العلم وتزكية الأخلاق والتوفيق للأعمال، بيان أنها أكبر النعم، بل هي النعم الحقيقية؟ التي تدوم، إذا زال غيرها وأنه ينبغي لمن وفقوا لعلم أو عمل، أن يشكروا الله على ذلك، ليزيدهم من فضله، وليندفع عنهم الإعجاب، فيشتغلوا بالشكر.

 

(1/74)

 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)

 

ولما كان الشكر ضده الكفر، نهى عن ضده فقال: { وَلا تَكْفُرُونِ } المراد بالكفر هاهنا ما يقابل الشكر، فهو كفر النعم وجحدها، وعدم القيام بها، ويحتمل أن يكون المعنى عاما، فيكون الكفر أنواعا كثيرة، أعظمه الكفر بالله، ثم أنواع المعاصي، على اختلاف أنواعها وأجناسها، من الشرك، فما دونه.

[ ص 75 ]

 

أمر الله تعالى المؤمنين، بالاستعانة على أمورهم الدينية والدنيوية { بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ } فالصبر هو: حبس النفس وكفها عما تكره، فهو ثلاثة أقسام: صبرها على طاعة الله حتى تؤديها، وعن معصية الله حتى تتركها، وعلى أقدار الله المؤلمة فلا تتسخطها، فالصبر هو المعونة العظيمة على كل أمر، فلا سبيل لغير الصابر، أن يدرك مطلوبه، خصوصا الطاعات الشاقة المستمرة، فإنها مفتقرة أشد الافتقار، إلى تحمل الصبر، وتجرع المرارة الشاقة، فإذا لازم صاحبها الصبر، فاز بالنجاح، وإن رده المكروه والمشقة عن الصبر والملازمة عليها، لم يدرك شيئا، وحصل على الحرمان، وكذلك المعصية التي تشتد دواعي النفس ونوازعها إليها وهي في محل قدرة العبد، فهذه لا يمكن تركها إلا بصبر عظيم، وكف لدواعي قلبه ونوازعها لله تعالى، واستعانة بالله على العصمة منها، فإنها من الفتن الكبار. وكذلك البلاء الشاق، خصوصا إن استمر، فهذا تضعف معه القوى النفسانية والجسدية، ويوجد مقتضاها، وهو التسخط، إن لم يقاومها صاحبها بالصبر لله، والتوكل عليه، واللجأ إليه، والافتقار على الدوام.

فعلمت أن الصبر محتاج إليه العبد، بل مضطر إليه في كل حالة من أحواله، فلهذا أمر الله تعالى به، وأخبر أنه { مَعَ الصَّابِرِينَ } أي: مع من كان الصبر لهم خلقا، وصفة، وملكة بمعونته وتوفيقه، وتسديده، فهانت عليهم بذلك، المشاق والمكاره، وسهل عليهم كل عظيم، وزالت عنهم كل صعوبة، وهذه معية خاصة، تقتضي محبته ومعونته، ونصره وقربه، وهذه [منقبة عظيمة] (1) للصابرين، فلو لم يكن للصابرين فضيلة إلا أنهم فازوا بهذه المعية من الله، لكفى بها فضلا وشرفا، وأما المعية العامة، فهي معية العلم والقدرة، كما في قوله تعالى: { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ } وهذه عامة للخلق.

وأمر تعالى بالاستعانة بالصلاة لأن الصلاة هي عماد الدين، ونور المؤمنين، وهي الصلة بين العبد وبين ربه، فإذا كانت صلاة العبد صلاة كاملة، مجتمعا فيها ما يلزم فيها، وما يسن، وحصل فيها حضور القلب، الذي هو لبها فصار العبد إذا دخل فيها، استشعر دخوله على ربه، ووقوفه بين يديه، موقف العبد الخادم المتأدب، مستحضرا لكل ما يقوله وما يفعله، مستغرقا بمناجاة ربه ودعائه لا جرم أن هذه الصلاة، من أكبر المعونة على جميع الأمور فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولأن هذا الحضور الذي يكون في الصلاة، يوجب للعبد في قلبه، وصفا، وداعيا يدعوه إلى امتثال أوامر ربه، واجتناب نواهيه، هذه هي الصلاة التي أمر الله أن نستعين بها على كل شيء.

__________

(1) زيادة من هامش: ب.

 

(1/74)

وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154)

 

لما ذكر تبارك وتعالى، الأمر بالاستعانة بالصبر على جميع الأمور (1) ذكر نموذجا مما يستعان بالصبر عليه، وهو الجهاد في سبيله، وهو أفضل الطاعات البدنية، وأشقها على النفوس، لمشقته في نفسه، ولكونه مؤديا للقتل، وعدم الحياة، التي إنما يرغب الراغبون في هذه الدنيا لحصول الحياة ولوازمها، فكل ما يتصرفون به، فإنه سعى لها، ودفع لما يضادها.

ومن المعلوم أن المحبوب لا يتركه العاقل إلا لمحبوب أعلى منه وأعظم، فأخبر تعالى: أن من قتل في سبيله، بأن قاتل في سبيل الله، لتكون كلمة الله هي العليا، ودينه الظاهر، لا لغير ذلك من الأغراض، فإنه لم تفته الحياة المحبوبة، بل حصل له حياة أعظم وأكمل، مما تظنون وتحسبون.

فالشهداء { أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ } .

فهل أعظم من هذه الحياة المتضمنة للقرب من الله تعالى، وتمتعهم برزقه البدني في المأكولات والمشروبات اللذيذة، والرزق الروحي، وهو الفرح، والاستبشار (2) وزوال كل خوف وحزن، وهذه حياة برزخية أكمل من الحياة الدنيا، بل قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أرواح الشهداء في أجواف طيور (3) خضر ترد أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش. وفي هذه الآية، أعظم حث على الجهاد في سبيل الله، وملازمة الصبر عليه، فلو شعر العباد بما للمقتولين في سبيل الله من الثواب لم يتخلف عنه أحد، ولكن عدم العلم اليقيني التام، هو الذي فتر العزائم، وزاد نوم النائم، وأفات الأجور العظيمة والغنائم، لم لا يكون كذلك والله تعالى قد: { اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ } .

فوالله لو كان للإنسان ألف نفس، تذهب نفسا فنفسا في سبيل الله، لم يكن عظيما في جانب هذا الأجر العظيم، ولهذا لا يتمنى الشهداء بعدما عاينوا من ثواب الله وحسن جزائه إلا أن يردوا إلى الدنيا، حتى يقتلوا في سبيله مرة بعد مرة.

__________

(1) في ب: الأحوال.

(2) في ب: وهو الاستبشار.

(3) في ب: طير.

 

(1/75)

 

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)

 

وفي الآية، دليل على نعيم البرزخ وعذابه، كما تكاثرت بذلك النصوص.

[ ص 76 ]

 

أخبر تعالى أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن، ليتبين الصادق من الكاذب، والجازع من الصابر، وهذه سنته تعالى في عباده؛ لأن السراء لو استمرت لأهل الإيمان، ولم يحصل معها محنة، لحصل الاختلاط الذي هو فساد، وحكمة الله تقتضي تمييز أهل الخير من أهل الشر. هذه فائدة المحن، لا إزالة ما مع المؤمنين من الإيمان، ولا ردهم عن دينهم، فما كان الله ليضيع إيمان المؤمنين، فأخبر في هذه الآية أنه سيبتلي عباده { بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ } من الأعداء { وَالْجُوعِ } أي: بشيء يسير منهما؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله، أو الجوع، لهلكوا، والمحن تمحص لا تهلك.

{ وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ } وهذا يشمل جميع النقص المعتري للأموال من جوائح سماوية، وغرق، وضياع، وأخذ الظلمة للأموال من الملوك الظلمة، وقطاع الطريق وغير ذلك.

{ وَالأنْفُسِ } أي: ذهاب الأحباب من الأولاد، والأقارب، والأصحاب، ومن أنواع الأمراض في بدن العبد، أو بدن من يحبه، { وَالثَّمَرَاتِ } أي: الحبوب، وثمار النخيل، والأشجار كلها، والخضر ببرد، أو برد، أو حرق، أو آفة سماوية، من جراد (1) ونحوه.

فهذه الأمور، لا بد أن تقع، لأن العليم الخبير، أخبر بها، فوقعت كما أخبر، فإذا وقعت انقسم الناس قسمين: جازعين وصابرين، فالجازع، حصلت له المصيبتان، فوات المحبوب، وهو وجود هذه المصيبة، وفوات ما هو أعظم منها، وهو الأجر بامتثال أمر الله بالصبر، ففاز بالخسارة والحرمان، ونقص ما معه من الإيمان، وفاته الصبر والرضا والشكران، وحصل [له] السخط الدال على شدة النقصان.

وأما من وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب، فحبس نفسه عن التسخط، قولا وفعلا واحتسب أجرها عند الله، وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له، بل المصيبة تكون نعمة في حقه، لأنها صارت طريقا لحصول ما هو خير له وأنفع منها، فقد امتثل أمر الله، وفاز بالثواب، فلهذا قال تعالى: { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } أي: بشرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب.

فالصابرين، هم الذين فازوا بالبشارة العظيمة، والمنحة الجسيمة، ثم وصفهم بقوله: { الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ } وهي كل ما يؤلم القلب أو البدن أو كليهما مما تقدم ذكره.

{ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ } أي: مملوكون لله، مدبرون تحت أمره وتصريفه، فليس لنا من أنفسنا وأموالنا شيء، فإذا ابتلانا بشيء منها، فقد تصرف أرحم الراحمين، بمماليكه وأموالهم، فلا اعتراض عليه، بل من كمال عبودية العبد، علمه، بأن وقوع البلية من المالك الحكيم، الذي أرحم بعبده من نفسه، فيوجب له ذلك، الرضا عن الله، والشكر له على تدبيره، لما هو خير لعبده، وإن لم يشعر بذلك، ومع أننا مملوكون لله، فإنا إليه راجعون يوم المعاد، فمجاز كل عامل بعمله، فإن صبرنا واحتسبنا وجدنا أجرنا موفورا عنده، وإن جزعنا وسخطنا، لم يكن حظنا إلا السخط وفوات الأجر، فكون العبد لله، وراجع إليه، من أقوى أسباب الصبر.

{ أُولَئِكَ } الموصوفون بالصبر المذكور { عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ } أي: ثناء وتنويه بحالهم { وَرَحْمَةٌ } عظيمة، ومن رحمته إياهم، أن وفقهم للصبر الذي ينالون به كمال الأجر، { وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } الذين عرفوا الحق، وهو في هذا الموضع، علمهم بأنهم لله، وأنهم إليه راجعون، وعملوا به وهو هنا صبرهم لله.

ودلت هذه الآية، على أن من لم يصبر، فله ضد ما لهم، فحصل له الذم من الله، والعقوبة، والضلال والخسار، فما أعظم الفرق بين الفريقين وما أقل تعب الصابرين، وأعظم عناء الجازعين، فقد اشتملت هاتان الآيتان على توطين النفوس على المصائب قبل وقوعها، لتخف وتسهل، إذا وقعت، وبيان ما تقابل به، إذا وقعت، وهو الصبر، وبيان ما يعين على الصبر، وما للصابر من الأجر، ويعلم حال غير الصابر، بضد حال الصابر.

وأن هذا الابتلاء والامتحان، سنة الله التي قد خلت، ولن تجد لسنة الله تبديلا وبيان أنواع المصائب.

__________

(1) كذا في ب، معدلة في الهامش وفي أ: جند.

 

(1/75)

 

 

أسئلة الورد :

 

- { وَيُزَكِّيكُمْ } أي:...........................................

-{ وَالْحِكْمَةَ } قيل: ..............وقيل:................................

قال تعالى: { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } فأمر تعالى بذكره، ووعد عليه أفضل جزاء، وهو ذكره لمن ذكره، كما قال تعالى على لسان رسوله: {.................................................................................. } .

- الصبر هو: ....................................

وهو ثلاثة أقسام:

1-

2-

3-

وقال تعالى { مَعَ الصَّابِرِينَ } أي: ...........................................................

 

اذكري الاية الدالة على المعنى : أخبر تعالى أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن، ليتبين الصادق من الكاذب، والجازع من الصابر، وهذه سنته تعالى في عباده.

 

- { عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ } أي: ...........................

 

في التفسير اخترت فائدة ولونتها بالاخضر .. أعجبتني واستفدت منها .. فأحببت ان انبه عليها .. لعل الله تعال ينفعكن بها .. ;-)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
أجوبة الورد الرابع من _الجزء الثاني_:


-
{ وَيُزَكِّيكُمْ }
أي:.يطهر اخلاقهم ونفوسهم .....
-{ وَالْحِكْمَةَ } قيل
: هي السنة، وقيل: الحكمة، معرفة أسرار الشريعة والفقه فيها، وتنزيل الأمور منازلها.

قال تعالى: { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } فأمر تعالى بذكره، ووعد عليه أفضل جزاء، وهو ذكره لمن ذكره، كما قال تعالى على لسان رسوله
: < من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم > .

- الصبر هو: حبس النفس وكفها عما تكره،

1- صبرها على طاعة الله حتى تؤديها،
2- وعن معصية الله حتى تتركها،
3-وعلى أقدار الله المؤلمة

وقال تعالى { مَعَ الصَّابِرِينَ } أي
: مع من كان الصبر لهم خلقا وصفة

اذكري الاية الدالة على المعنى : أخبر تعالى أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن، ليتبين الصادق من الكاذب، والجازع من الصابر، وهذه سنته تعالى في عباده
.

الآية هي : وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ

- { عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ } أي
: ثناء وتنويه بحالهم

في التفسير اخترت فائدة ولونتها بالاخضر .. أعجبتني واستفدت منها .. فأحببت ان انبه عليها .. لعل الله تعال ينفعكن بها ..

جزاك الله خيرا على التنويه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

- { وَيُزَكِّيكُمْ } أي:............يطهركم ويربيك بالاخلاق الحميدة ويطهركم من الاخلاق السيئة...............................

-{ وَالْحِكْمَةَ } قيل: ..السنة............وقيل:.......الفقة والعلم المتلق فى فهم الامور.........................

قال تعالى: { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } فأمر تعالى بذكره، ووعد عليه أفضل جزاء، وهو ذكره لمن ذكره، كما قال تعالى على لسان رسوله: {..من ذكرنى فى نفسة ذكؤتة فى نفسى ومن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم.. } .

- الصبر هو: ....................................حبس النفس وكفها عما تكره

وهو ثلاثة أقسام:

1-الصبر على الطاعات

2-الصبر على ترك المعاصى

3-الصبر على اقدار الله المؤلمة

وقال تعالى { مَعَ الصَّابِرِينَ } أي: ..........................................................

.

وهذة معية خاصة للصابرين بانه يكون الله معهم فى كل شئ

 

اذكري الاية الدالة على المعنى : أخبر تعالى أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن، ليتبين الصادق من الكاذب، والجازع من الصابر، وهذه سنته تعالى في عباده.

﴿ ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص فى الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين ﴾

 

- { عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ } أي:

........................... ثناء وتنوية لحالهم

 

في التفسير اخترت فائدة ولونتها بالاخضر .. أعجبتني واستفدت منها .. فأحببت ان انبه عليها .. لعل الله تعال ينفعكن بها ..

 

جزاكى الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

 

حيا الله هذه الصحبة المباركة

 

 

أختى مسلمة طموحة مبارك إسمك الجديد

 

 

أختى هداية النورين مبارك التميز و في الدنيا و الأخرة بإذن الله

 

 

أختى أم أنس أفتقدناكى في الجزء الأول و لعل المانع خير

 

 

اللهم يسر لنا أمورنا و ثبت الإيمان في قلوبنا

 

 

أنا بصراحة زعلانة جدا

 

 

النت في الفترة السابقة كان سيئ للغاية

 

 

حتى وردى فى حفظ الزهراوين تأخرت فيه جدا

 

 

دعاءكم لي أخواتى بأن ييسر الله أمورى

 

 

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

 

ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااامين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

و به نستعين

 

 

و على هداه نستقيم

 

 

إجابة أسئلة الورد الأول ( البقرة من الأية 142 إلى 143 )

 

 

 

1 _ ما هى الشبهة التي أوردها اليهود و النصارى و كيف أزال الله تعالى هذه الشبهة و ردها ؟

 

* الشبهة هي قولهم على المسلمين ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها أي بيت المقدس

و أزالها الله تعالى بأن قال لهم قل لله المشرق و المغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .

 

2 _ قال تعالى ( و كذلك جعلناكم أمة وسطا ) وضحي ذلك ؟

 

* أي جعل الله تعالى هذه الأمة و سطا و عدلا في كل أمور الدين منها وسطا في الأنبياء بين من غلا

فيهم و من جفاهم . و وسطا في الشريعة لا تشديد و لا تهاون و في باب الطهارة و المطاعم .

و وهبها الله تعالى من العلم و الحلم و العدل و الإحسان ما لم يهبه لأمة سواها .

 

 

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

إجابة أسئلة الورد الثاني ( البقرة من الأية 144 إلى 145 )

 

 

1 _ من الخاطب في هذه الأية ( قد نرى تقلب و جهك في السماء ) ؟

 

* سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .

 

2 _ عللي : قال تعالى ( وجهك ) و لم يقل " بصرك " ؟

 

* دليل على زيادة الأهتمام .

 

3 _ قال تعالى ( أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ) أي ؟

 

* أى بكل برهان و دليل يوضح قولك و يبين ما تدعوا له .

 

 

4 _ ( و لئن أتبعت أهواءهم ) قال تعالى ( أهواءهم ) و لم يقل " دينهم " ؟

 

* لأن ما هم عليه مجرد أهوية و ليست دين .

 

 

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

كيف حالك أختي أم عمر

كيف حالكن أخواتي في الله

 

 

أسئلة الورد :

 

- { وَيُزَكِّيكُمْ } أي و يطهر نفوسهم و أخلاقهم

 

-{ وَالْحِكْمَةَ } قيل: هي السنة وقيل: هي فهم أمور الشريعة و الفقه فيهاس

قال تعالى: { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } فأمر تعالى بذكره، ووعد عليه أفضل جزاء، وهو ذكره لمن ذكره، كما قال تعالى على لسان رسوله: { من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي , و من ذكرني في ملأ ذكرته في ملآ خير منهم } .

 

- الصبر هو: حبس النفس عما تكره

وهو ثلاثة أقسام:

1- صبر على طاعة الله

2- صبر على معصية الله

3- صبر على أقدار الله

 

وقال تعالى { مَعَ الصَّابِرِينَ } أي: من كان الصبر له صفه و ملكة بتوفيق الله و تسديده فهو في معية الله التي تستلزم توفيقه ونصره و كفى بها نعمه

 

اذكري الاية الدالة على المعنى : أخبر تعالى أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن، ليتبين الصادق من الكاذب، والجازع من الصابر، وهذه سنته تعالى في عباده.

 

قال تعالى : ( و لنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين )

- { عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ } أي: ثناء و تنويه بحالهم

 

أختي أم عمر بارك الله فيك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حياك الله اختي ايه :oops:

 

ورد اليوم :

 

نَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)

 

يخبر تعالى أن الصفا والمروة وهما معروفان { مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ } أي أعلام دينه الظاهرة، التي تعبد الله بها عباده، وإذا كانا من شعائر الله، فقد أمر الله بتعظيم شعائره فقال: { وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ } فدل مجموع النصين أنهما من شعائر الله، وأن تعظيم شعائره، من تقوى القلوب.

والتقوى واجبة على كل مكلف، وذلك يدل على أن السعي بهما فرض لازم للحج والعمرة، كما عليه الجمهور، ودلت عليه الأحاديث النبوية وفعله النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "خذوا عني مناسككم "

{ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا } هذا دفع لوهم من توهم وتحرج من المسلمين عن الطواف بينهما، لكونهما في الجاهلية تعبد عندهما الأصنام، فنفى تعالى الجناح لدفع هذا الوهم، لا لأنه غير لازم.

ودل تقييد نفي الجناح فيمن تطوف بهما في الحج والعمرة، أنه لا يتطوع بالسعي مفردا إلا مع انضمامه لحج أو [ ص 77 ] عمرة، بخلاف الطواف بالبيت، فإنه يشرع مع العمرة والحج، وهو عبادة مفردة.

فأما السعي والوقوف بعرفة ومزدلفة، ورمي الجمار فإنها تتبع النسك، فلو فعلت غير تابعة للنسك، كانت بدعة، لأن البدعة نوعان: نوع يتعبد لله بعبادة، لم يشرعها أصلا ونوع يتعبد له بعبادة قد شرعها على صفة مخصوصة، فتفعل على غير تلك الصفة، وهذا منه.

وقوله: { وَمَنْ تَطَوَّعَ } أي: فعل طاعة مخلصا بها لله تعالى { خَيْرًا } من حج وعمرة، وطواف، وصلاة، وصوم وغير ذلك { فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ } فدل هذا، على أنه كلما ازداد العبد من طاعة الله، ازداد خيره وكماله، ودرجته عند الله، لزيادة إيمانه.

ودل تقييد التطوع بالخير، أن من تطوع بالبدع، التي لم يشرعها الله ولا رسوله، أنه لا يحصل له إلا العناء، وليس بخير له، بل قد يكون شرا له إن كان متعمدا عالما بعدم مشروعية العمل.

{ فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ } الشاكر والشكور، من أسماء الله تعالى، الذي يقبل من عباده اليسير من العمل، ويجازيهم عليه، العظيم من الأجر، الذي إذا قام عبده بأوامره، وامتثل طاعته، أعانه على ذلك، وأثنى عليه ومدحه، وجازاه في قلبه نورا وإيمانا وسعة، وفي بدنه قوة ونشاطا، وفي جميع أحواله زيادة بركة ونماء، وفي أعماله زيادة توفيق.

ثم بعد ذلك، يقدم على الثواب الآجل عند ربه كاملا موفرا، لم تنقصه هذه الأمور.

ومن شكره لعبده، أن من ترك شيئا لله أعاضه الله خيرا منه، ومن تقرب منه شبرا، تقرب منه ذراعا، ومن تقرب منه ذراعا، تقرب منه باعا، ومن أتاه يمشي، أتاه هرولة، ومن عامله، ربح عليه أضعافا مضاعفة.

ومع أنه شاكر، فهو عليم بمن يستحق الثواب الكامل، بحسب نيته وإيمانه وتقواه، ممن ليس كذلك، عليم بأعمال العباد، فلا يضيعها، بل يجدونها أوفر ما كانت، على حسب نياتهم التي اطلع عليها العليم الحكيم.

 

(1/76)

 

إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162)

 

هذه الآية وإن كانت نازلة في أهل الكتاب، وما كتموا من شأن الرسول صلى الله عليه وسلم وصفاته، فإن حكمها عام لكل من اتصف بكتمان ما أنزل الله { مِنَ الْبَيِّنَاتِ } الدالات على الحق المظهرات له، { وَالْهُدَى } وهو العلم الذي تحصل به الهداية إلى الصراط المستقيم، ويتبين به طريق أهل النعيم، من طريق أهل الجحيم، فإن الله أخذ الميثاق على أهل العلم، بأن يبينوا الناس ما منّ الله به عليهم من علم الكتاب ولا يكتموه، فمن نبذ ذلك وجمع بين المفسدتين، كتم ما أنزل الله، والغش لعباد الله، فأولئك { يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ } أي: يبعدهم ويطردهم عن قربه ورحمته.

{ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ } وهم جميع الخليقة، فتقع عليهم اللعنة من جميع الخليقة، لسعيهم في غش الخلق وفساد أديانهم، وإبعادهم من رحمة الله، فجوزوا من جنس عملهم، كما أن معلم الناس الخير، يصلي الله عليه وملائكته، حتى الحوت في جوف الماء، لسعيه في مصلحة الخلق، وإصلاح أديانهم، وقربهم من رحمة الله، فجوزي من جنس عمله، فالكاتم لما أنزل الله، مضاد لأمر الله، مشاق لله، يبين الله الآيات للناس ويوضحها، وهذا يطمسها (1) فهذا عليه هذا الوعيد الشديد.

{ إِلا الَّذِينَ تَابُوا } أي رجعوا عما هم عليه من الذنوب، ندما وإقلاعا، وعزما على عدم المعاودة { وَأَصْلَحُوا } ما فسد من أعمالهم، فلا يكفي ترك القبيح حتى يحصل فعل الحسن.

ولا يكفي ذلك في الكاتم أيضا، حتى يبين ما كتمه، ويبدي ضد ما أخفى، فهذا يتوب الله عليه، لأن توبة الله غير محجوب عنها، فمن أتى بسبب التوبة، تاب الله عليه، لأنه { التَّوَّابُ } أي: الرجاع على عباده بالعفو والصفح، بعد الذنب إذا تابوا، وبالإحسان والنعم بعد المنع، إذا رجعوا، { الرَّحِيمُ } الذي اتصف بالرحمة العظيمة، التي وسعت كل شيء ومن رحمته أن وفقهم للتوبة والإنابة فتابوا وأنابوا، ثم رحمهم بأن قبل ذلك منهم، لطفا وكرما، هذا حكم التائب من الذنب.

وأما من كفر واستمر على كفره حتى مات ولم يرجع إلى ربه، ولم ينب إليه، ولم يتب عن قريب فأولئك { عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } لأنه لما صار كفرهم وصفا ثابتا، صارت اللعنة عليهم وصفا ثابتا لا تزول، لأن الحكم يدور مع علته، وجودا وعدما.

و { خَالِدِينَ فِيهَا } أي: في اللعنة، أو في العذاب والمعنيان (2) .

{ لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ } بل عذابهم دائم شديد مستمر { وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ } أي: يمهلون، لأن وقت الإمهال وهو الدنيا قد مضى، ولم يبق لهم عذر فيعتذرون.

__________

(1) في ب: وهذا يسعى في طمسها وإخفائها.

(2) في ب: وهما متلازمان.

 

(1/77)

 

وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)

.يخبر تعالى - وهو أصدق القائلين - أنه { إِلَهٌ وَاحِدٌ } أي: متوحد منفرد في ذاته، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، فليس له [ ص 78 ] شريك في ذاته، ولا سمي له ولا كفو له، ولا مثل، ولا نظير، ولا خالق، ولا مدبر غيره، فإذا كان كذلك، فهو المستحق لأن يؤله ويعبد بجميع أنواع العبادة، ولا يشرك به أحد من خلقه، لأنه { الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ } المتصف بالرحمة العظيمة، التي لا يماثلها رحمة أحد، فقد وسعت كل شيء وعمت كل حي، فبرحمته وجدت المخلوقات، وبرحمته حصلت لها أنواع الكمالات، وبرحمته اندفع عنها كل نقمة، وبرحمته عرّف عباده نفسه بصفاته وآلائه، وبيَّن لهم كل ما يحتاجون إليه من مصالح دينهم ودنياهم، بإرسال الرسل، وإنزال الكتب.

فإذا علم أن ما بالعباد من نعمة، فمن الله، وأن أحدا من المخلوقين، لا ينفع أحدا، علم أن الله هو المستحق لجميع أنواع العبادة، وأن يفرد بالمحبة والخوف، والرجاء، والتعظيم، والتوكل، وغير ذلك من أنواع الطاعات.

وأن من أظلم الظلم، وأقبح القبيح، أن يعدل عن عبادته إلى عبادة العبيد، وأن يشرك المخلوق (1) من تراب، برب الأرباب، أو يعبد المخلوق المدبر العاجز من جميع الوجوه، مع الخالق المدبر القادر القوي، الذي قد قهر كل شيء ودان له كل شيء.

ففي هذه الآية، إثبات وحدانية الباري وإلهيته، وتقريرها بنفيها عن غيره من المخلوقين وبيان أصل الدليل على ذلك وهو إثبات رحمته التي من آثارها وجود جميع النعم، واندفاع [جميع] النقم، فهذا دليل إجمالي على وحدانيته تعالى.

__________

(1) في ب: المخلوقين.

 

(1/77)

 

 

أسئلة الورد :

-------------

اشرحي بالتفصيل :

قول الله تعالى : { مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ } أي ..........................................

وقوله: { وَمَنْ تَطَوَّعَ } أي: .......................................................

 

_______________________________________________

استخرجي اسمين من اسماء الله تعالى الحسنى من الايات السابقة مع شرح المنعى

(سؤال اختياري ::يشترط ذكر المصدر الذي اعتمدت عليه الاخت في شرح اسماء الله تعالى الحستى::)

 

:wub: ورد اليوم سهل جدا .. اتمنى لكن التوفيق

تم تعديل بواسطة أم عمر المجاهد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

عودا حميدا غاليتى ايه نورتى الصفحة

ربنا ييسر لكى الامور باذن الله

 

 

اختنا فضيلة حياك الله

 

جزاكى الله خيرا ام عمر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

أسئلة الورد :

-------------

اشرحي بالتفصيل :

قول الله تعالى : { مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ } أي .......اعلام دينة الظاهرة التى تعبد الله به عباده ويجب تعظيم شعائر الله...................................

وقوله: { وَمَنْ تَطَوَّعَ } أي: ...............اى قام بعمل خير من حج وعمرة وصوم وصلاة زيادة على الفرض........................................

 

_______________________________________________

استخرجي اسمين من اسماء الله تعالى الحسنى من الايات السابقة مع شرح المنعى

 

العليم الذى يعلم كل شئ فى الارض وفى السماء ويعلم كل شئ عن خلقه فيعلم من المفسد والصالح

الرحمن الرحيم الرحيم بعبادة الذى يغفر لهم ويتوب عليهم

ويرحمة بان عرف لهم دينهم وعرفى الحق والباطل وانعم عليهم بالنعم الكثيرة

 

 

 

جزاكى الله خيرا وبارك فيكى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

إجابة أسئلة الورد الثالث ( البقرة من الأية 146 إلى 150 )

 

 

 

1 _ أذكرى الأية الدالة على المعنى التالي : أن أهل الكتاب قد تقرر عندهم و عرفوا

أن محمدا رسول الله و أن ما جاء به حق و صدق و تيقنوا ذلك كما تيقنوا أبناءهم

بحيث لا يشتبهون عليهم بغيرهم .

* قوله تعالى ( الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم و إن فريقا منهم ليكتمون الحق و هم يعلمون )

 

2 _ ( فلا تكونن من الممترين ) أى ؟

 

* أى لا يحصل لك أدنى شك و ريبة فيه .

 

3 _ ( و لكل وجهة هو موليها ) أى ؟

 

* أى كل دين و ملة له وجهة يتوجه إليها في عبادته و ليس

الشأن في أستقبال القبلة و لكن الشأن في إمتثال طاعة الله .

 

 

4 _ ( و من حيث خرجت ) أى ........... في أسفارك و غيرها .

 

 

5 _ ( فول وجهك شطر المسجد الحرام ) أى ................ جهته .

 

 

6 _ ( إلا الذين ظلموا منهم ) أى .......... من أحتج منهم بحجة و هو ظالم فيها .

 

 

7 _ ( و لعلكم تشكرون ) أى .................. تعلمون الحق و تعملون به .

 

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×