اذهبي الى المحتوى
أمّ عبد الله

مُدارسة كتاب : •°o.O تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان O.o°•

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

بارك الله فيكِ وجزاكِ خير الجزاء أختي الحبيبة إلهام

 

وبإذن الله ربنا يعينني ويوفقني

 

.............

 

ربنا يكرمك أختي الحبيبة (امة من إماء الله )

 

ربنا يبارك لكِ فى وقتك..

 

...................

 

متابعة بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

بارك الله فيكم

 

امة من اماء الله

 

هدوء الفجر

 

على المتابعة والرد : )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾

(30)

 

{ 30 } { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } .

 

أي: { و } أذكر أيها الرسول، ما منَّ اللّه به (1) عليك. { إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا } حين تشاور المشركون في دار الندوة فيما يصنعون بالنبي صلى الله عليه وسلم، إما أن يثبتوه عندهم بالحبس ويوثقوه.

وإما أن يقتلوه فيستريحوا - بزعمهم - من شره.

وإما أن يخرجوه ويجلوه من ديارهم.

فكلُّ أبدى من هذه الآراء رأيا رآه،فاتفق رأيهم على رأي: رآه شريرهم أبو جهل لعنه اللّه،وهو أن يأخذوا من كل قبيلة من قبائل قريش فتى ويعطوه سيفا صارما، ويقتله الجميع قتلة رجل واحد، ليتفرق دمه في القبائل.فيرضى بنو هاشم [ثَمَّ] بديته، فلا يقدرون على مقاومة سائر (2) قريش، فترصدوا للنبي صلى الله عليه وسلم في الليل ليوقعوا به إذا قام من فراشه.

فجاءه الوحي من السماء، وخرج عليهم، فذرَّ على رءوسهم التراب وخرج، وأعمى اللّه أبصارهم عنه، حتى إذا استبطؤوه جاءهم آت وقال: خيبكم اللّه، قد خرج محمد وذَرَّ على رءوسكم التراب.

فنفض كل منهم التراب عن رأسه، ومنع اللّه رسوله منهم، وأذن له في الهجرة إلى المدينة،فهاجر إليها، وأيده اللّه بأصحابه المهاجرين والأنصار،ولم يزل أمره يعلو حتى دخل مكة عنوة، وقهر أهلها،فأذعنوا له وصاروا تحت حكمه، بعد أن خرج [ ص 320 ] مستخفيا منهم، خائفا على نفسه.

فسبحان اللطيف بعبده الذي لا يغالبه مغالب.

 

__________

(1) في النسختين: ما من الله بك عليك.

(2) في ب: جميع.

(1/319)

________________________________________

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

كيف حال الأخوات

فقط اليوم تمكنت من الدخول الى الركن

الحبيبة راجية الصحبة الله يشهد كم من مرة تذكرتك وقلت اكتب اسمك هنا لعل يوما تعودين ولكن قلت في نفسي اظنها لم تعد تدخل يسر الله امرك حقا افتقدناك كثيرا والاخت الحبيبة ارجو الله و الكثير من الاخوات من تابعن معنا المدارسة

التلخيص باذن الله

 

فلم تقتلوهم أيها المسلمون ببدر بقوتكم وقدرتكم ولكن الله قتلهم بنصركم عليهم وإِلقاء الرعب في قلوبهم وما رميت في الحقيقة أنت يا محمد أعين القوم بقبضةٍ من تراب لأن كفاً من تراب لا يملأ عيون الجيش الكبير، قال ابن عباس: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبضة من التراب فرمى بها في وجه المشركين وقال: شاهت الوجوه، فلم يبق أحد منهم إِلا أصاب عينيه ومنخريه من تلك الرمية فولوا مدبرين بإِيصال ذلك إِليهم فالأمر في الحقيقة من الله و فعل ذلك ليقهر الكافرين ويُنعم على المؤمنين بالأجر والنصر والغنيمة والله سميع لأقوالهم عليم بنياتهم وأحوالهم.

ذلك الذي حدث من قتل المشركين ونصر المؤمنين حق والغرض منه إِضعاف وتوهين كيد الكافرين حتى لا تقوم لهم قائمة إِن تطلبوا يا معشر الكفار الفتح والنصر على المؤمنين فقد جاءكم الفتح وهو الهزيمة والقهروهذا على سبيل التهكم بهم وإِن تكفّوا يا معشر قريش عن حرب الرسول ومعاداته وعن الكفر بالله ورسوله فهو خير لكم في دنياكم وآخرتكم وإِن تعودوا لحربه وقتاله نعد لنصره عليكم لن تدفع عنكم جماعتكم التي تستنجدون بها شيئاً من عذاب الدنيا مهما كثر الأعوان والأنصار لأن الله سبحانه مع المؤمنين بالنصر والعون والتأييد.

يا ايها الذين أمنوا دوموا على طاعة الله وطاعة رسوله يدم لكم العز الذي حصل ببدر و لا تعرضوا عنه بمخالفة أمره وانتم تسمعون القرآن والمواعظ و لا تكونوا كالكفار الذين سمعوا بآذانهم دون قلوبهم فسماعهم كعدم السماع لأن الغرض من السماع التدبر والاتعاظ .

ان شر الخلق وشر البهائم التي تدب على وجه الأرض الصم الذين لا يسمعون الحق و البكم أي الخرس الذين لا ينطقون به الذين فقدوا العقل الذي يميز به المرء بين الخير والشر و لو علم الله فيهم شيئاً من الخير لأسمعهم سماع تفهم وتدبر ولو فُرض أن الله أسمعهم وقد علم أن لا خير فيهم لتولوا وهم معرضون عنه جحوداً وعناداً

يايها الذين امنوا أجيبوا دعاء رسوله إِذا دعاكم للإِيمان الذي به تحيا النفوس وبه تحيون الحياة الأبدية و أنه تعالى المتصرف في جميع الأشياء يصرف القلوب كيف يشاء وانه سبحانه إِليه مرجعكم ومصيركم فيجازيكم بأعمالكم .

واحذروا بطش الله وانتقامه إن عصيتم أمره واحذروا فتنة إن نزلت بكم لم تقتصر على الظالم خاصة بل تعم الجميع وتصل إِلى الصالح والطالح لأن الظالم يهلك بظلمه وعصيانه وغير الظالم يهلك لعدم منعه وسكوته عليه والله شديد العذاب لمن عصاه.

واذكروا نعمة الله عليكم حينما كنتم قلة أذلة يستضعفكم الكفار في أرض مكة فيفتنونكم عن دينكم وينالونكم بالأذى والمكروه تخافون المشركين أن يختطفوكم بالقتل والسلب، والخطف: الأخذ بسرعة جعل لكم مأوى تتحصنون به من أعدائكم أعانكم وقواكم يوم بدر بنصره حتى هزمتموهم و منحكم غنائمهم حلالاً طيبة ولم تكن تحل لأحد من قبل لتشكروا الله على هذه النعم والغرض التذكير بالنعمة فإِنهم كانوا قبل ظهور الرسول صلى الله عليه وسلم في غاية القلة والذلة وبعد ظهوره صاروا في غاية العزة والرفعة فعليهم أن يطيعوا الله ويشكروه على هذه النعمة.

ولا تخونوادينكم ورسولكم و ما ائتمنكم عليه وانتم تعلمون أنه خيانة وتعرفون تبعة ذلك ووباله واعلمو أن امولكم وأولادكم محنة من الله ليختبركم كيف تحافظون معها على حدوده وأن الله ثوابه وعطاؤه خير لكم من الأموال والأولاد فاحرصوا على طاعة الله.

أمر الله عباده انهمن اتقى اللّه حصل له أربعة أشياء

كل واحد منها خير من الدنيا وما فيها:

الأول: الفرقان: وهو العلم والهدى الذي يفرق به صاحبه بين الهدى والضلال، والحق والباطل، والحلال والحرام، وأهل السعادة من أهل الشقاوة.

الثاني والثالث: تكفير السيئات، ومغفرة الذنوب،وكل واحد منهما داخل في الآخر عند الإطلاق وعند الاجتماع يفسر تكفير السيئات بالذنوب الصغائر، ومغفرة الذنوب بتكفير الكبائر.

الرابع: الأجر العظيم والثواب الجزيل لمن اتقاه وآثر رضاه على هوى نفسه.

وأذكر أيها الرسول ما منَّ اللّه به عليك حين تشاور المشركون في دار الندوة فيما يصنعون بالنبي صلى الله عليه وسلم، إما أن يثبتوه عندهم بالحبس ويوثقوه.

وإما أن يقتلوه فيستريحوا - بزعمهم - من شره.

وإما أن يخرجوه ويجلوه من ديارهم.

فكلُّ أبدى من هذه الآراء رأيا رآه،فاتفق رأيهم على رأي: رآه شريرهم أبو جهل لعنه اللّه،وهو أن يأخذوا من كل قبيلة من قبائل قريش فتى ويعطوه سيفا صارما، ويقتله الجميع قتلة رجل واحد، ليتفرق دمه في القبائل.فيرضى بنو هاشم بديته، فلا يقدرون على مقاومة سائر قريش، فترصدوا للنبي صلى الله عليه وسلم في الليل ليوقعوا به إذا قام من فراشه.

فجاءه الوحي من السماء، وخرج عليهم، فذرَّ على رءوسهم التراب وخرج، وأعمى اللّه أبصارهم عنه، حتى إذا استبطؤوه جاءهم آت وقال: خيبكم اللّه، قد خرج محمد وذَرَّ على رءوسكم التراب.

فنفض كل منهم التراب عن رأسه، ومنع اللّه رسوله منهم، وأذن له في الهجرة إلى المدينة،فهاجر إليها، وأيده اللّه بأصحابه المهاجرين والأنصار،ولم يزل أمره يعلو حتى دخل مكة عنوة، وقهر أهلها،فأذعنوا له وصاروا تحت حكمه، بعد أن خرج مستخفيا منهم، خائفا على نفسه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

 

يخبر سبحانه وتعالى أن نصر المؤمنين على الكافرين يوم بدر إنماكان بحول منه تعالى وقوته , وأن نبيه صلى الله عليه وسلم عندما رمى حفنة من التراب على وجوه المشركين ,فهو سبحانه وتعالى من أوصلها إلى أعين كل المشركين , فالقوة لله تعالى وحده والإقتدار له سبحانه , ولو شاء تعالى لانتصر المؤمنون على الكافرين , بدون مباشرة للقتال , ولكن الله تعالى أراد ابتلاء المؤمنين , وأراد من الجهاد أن يكون سلما لهم يتسلقونه ليبلغوا أعالي الدرجات , وأفضل الثواب وأحسنه

وهو سبحانه من يضعف شوكة المشركين ويوهنها , وإذا استفتح المشركون وطلبوا أن يوقع سبحانه بأسه على المعتدين , فقد أوقعه سبحانه بهم , وإن ينتهوا عن ذلك يكن خيرا لهم , إذا لم يعجل عقوبته عليهم , وإن عادوا للإستفتاح وقتال المؤمنين , عاد الله تعالى لنصر المؤمنين, فالله سبحانه وتعالى وعد بنصر عباده المؤمنين , مهما بلغ من أعوان الأعداء وأنصارهم , ومهما قل عدد المؤمنين ,وكلما كان المؤمنون قائمبن بما يحتم عليه إيمانهم , كلما كانوا بمعيته سبحانه , ولذا أمرهم سبحانه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه , وحذرهم سبحانه من أن يكون إيمانهم إيمان تمن ,بل يجب ان يكون إيمانا صادقا ,أساسه ما وقر في القلب وظاهره ماصدقه العمل

أن شر الدواب من لم تفد فيه الآيات والنذر ,فقد منحه الله تعالى السمع والبصر والفؤاد, وما استعملها فيما جعلت له ,فهذا الذي لم يسمع سمعا يؤثر في قلبه لو علم الله فيه خيرا لأسمعه و ولوقدر انه سبحانه أسمعه لتولى عن الطاعة ,فهو سبحانه يعلم من لاأمل يرجى منه , ومن لا خير فيه

يأمر سبحانه وتعالى عباده بالإستجابة لله والرسول صلى الله عليه وسلم ,والدعوة إلى دين الله تعالى , وحياة القلب في ذلك وحده ,فوجب إذن لزوم طاعتهما ,وحذر سبحانه وتعالى من مخالفتهما ,فالله سبحانه وتعالى يحول بين المرء وقلبه, كما امرهم سبحانه باتقاء الفتنة , التي تأتي عندما لا ينهى عن الظلم ولا يقمع أصحابه ,خشية ان تصيب الذي فعل والذي سكت ولم ينه عنها

يمتن الله تعالى على عباده ان نصرهم من بعدذلة , وكثرهم من بعد قلة , واغناهم من بعدعيلة فله الحمد والشكر

يامر سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بان يؤدوا ما اتمنهم ربهم عليه ,من الاموار والنواهي,فمن ادى الامانة أجر ومن خانها عذب, وكان خائنا لله تعالى وروسله صلى الله عليه وسلم و,ولأمانته التي أوكلت له ,وقد يؤثر العبد محبة ولده وللمال على أداء الامانة ,فاخبر سبحانه أن المال والولد فتنة , وقال بان ذلك ابتلاء منه سبحانه وتعالى ,فعلى العبد إيثار الامانة على هواه , فالعاقل من يؤثر فضله العظيم عن لذة صغيرة

إذا امتثل العبد لتقوى الله تعالى , سعد وأفلح ,وجعل له فرقانا بين الحق والباطل , وكفرت عنه سيئاته , وغفرت ذنوبه , ونال الأجر العظيم والثواب الجزيل .

يخاطب تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بما من عليه , إذا جتمعت قريش على أن يقتلوه صلى الله عليه وسلم أو يحبسوه صلى الله عليه وسلم أو يجلوه من ديارهم ,فاستقر الرأي على قتله صلى الله عليه وسلم ,وكانت الخطة ان يأخذوا شابا من كل قبيلة من قبائل قريش , ويعطونهم سيوفا , ويضربون به محمدا صلى الله عليه وسلم , ضربة رجل واحد ,فيتفرق دمه صلى الله عليه وسلم في القبائل ,ويرضى بنو هاشم بالدية ,فلما قاموا على بيته صلى الله عليه وسلم ,لتنفيذ الخطة ,اوحى الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم , ما أجمعوا عليه , فخرج الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وجعل على رؤوسهم التراب, وأعمى الله تعالى أبصارهم فلم يستفيقوا إلا على صوت يقول لهم : خيبكم الله لقد خرج محمد,وأذر على رؤوسكم التراب

ويهاجر النبي محمد صلى الله عليه وسلم ,إلى المدينه , ويؤيده سبحانه وتعالى بالنصر المؤزر و بالمهاجرين والأنصار, ويدخل عنوة لمكة ,ويصير اهلها بإذن الله تعالى تحت حكمه صلى الله عليه وسلم ,بعد أن خرج منها خائفا و فسبحان الله الذي لا يغلبه مغالب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكم الله خيرا

 

بسملة النور

 

امة من اماء الله

 

على المتابعة والتلخيص

 

نفع الله به

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31) وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33 ﴾

)

 

وقوله: { وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ * وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * } .

 

 

 

يقول تعالى في بيان عناد المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم: { وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا } الدالة على صدق ما جاء به الرسول.

{ قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ } وهذا من عنادهم وظلمهم،وإلا فقد تحداهم اللّه أن يأتوا بسورة من مثله، ويدعوا من استطاعوا من دون اللّه، فلم يقدروا على ذلك، وتبين عجزهم.

فهذا القول الصادر من هذا القائل مجرد دعوى، كذبه الواقع،وقد علم أنه صلى الله عليه وسلم أُمِّيٌّ لا يقرأ ولا يكتب، ولا رحل ليدرس من أخبار الأولين، فأتى بهذا الكتاب الجليل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.

{ وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا } الذي يدعو إليه محمد { هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } قالوه على وجه الجزم منهم بباطلهم، والجهل بما ينبغي من الخطاب.

فلو أنهم إذ أقاموا على باطلهم من الشبه والتمويهات ما أوجب لهم أن يكونوا على بصيرة ويقين منه، قالوا لمن ناظرهم وادعى أن الحق معه: إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا له، لكان أولى لهم وأستر لظلمهم.

فمنذ قالوا: { اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ } الآية، علم بمجرد قولهم أنهم السفهاء الأغبياء، الجهلة الظالمون،فلو عاجلهم اللّه بالعقاب لما أبقى منهم باقية، ولكنه تعالى دفع عنهم العذاب بسبب وجود الرسول بين أظهرهم، فقال: { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ } فوجوده صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم أمنة لهم من العذاب.

وكانوا مع قولهم هذه المقالة التي يظهرونها على رءوس الأشهاد، يدرون بقبحها، فكانوا يخافون من وقوعها فيهم، فيستغفرون اللّه [تعالى فلهذا] قال تعالى: { وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }

فهذا مانع يمنع من وقوع العذاب بهم، بعد ما انعقدت أسبابه ثم قال:

(1/320)

 

________________________________________

 

﴿ وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34) ﴾

 

{ وَمَا لَهُمْ أَلا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ } .

 

{ وَمَا لَهُمْ أَلا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ } أي: أي شيء يمنعهم من عذاب اللّه، وقد فعلوا ما يوجب ذلك، وهو صد الناس عن المسجد الحرام، خصوصا صدهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، الذين هم أولى به منهم، ولهذا قال: { وَمَا كَانُوا } أي: المشركون { أَوْلِيَاءَهُ } يحتمل أن الضمير يعود إلى اللّه، أي: أولياء اللّه.ويحتمل أن يعود إلى المسجد الحرام، أي: وما كانوا أولى به من غيرهم. { إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلا الْمُتَّقُونَ } وهم الذين آمنوا باللّه ورسوله، وأفردوا اللّه بالتوحيد والعبادة، وأخلصوا له الدين. { وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ } فلذلك ادَّعَوْا لأنفسهم أمرا غيرهم أولى به.

(1/320)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

ربنا يكرمك أختي الحبيبة (امة من إماء الله )

 

ربنا يبارك لكِ فى وقتك..

 

اللهم آمين , وإياك حبيبتي..ولحبيباتي جميعهن

متابعة إن شاء الله تعالى

بوركت حبيبتي إلهام

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

﴿ وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35) ﴾

 

{ 35 } { وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ } .

 

يعني أن اللّه تعالى إنما جعل بيته الحرام ليقام فيه دينه، وتخلص له فيه العبادة،فالمؤمنون هم الذين قاموا بهذا الأمر،وأما هؤلاء المشركون الذين يصدون عنه، فما كان صلاتهم فيه التي هي أكبر أنواع العبادات { إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً } أي: صفيرا وتصفيقا، فعل الجهلة الأغبياء، الذين ليس في قلوبهم تعظيم لربهم، ولا معرفة بحقوقه، ولا احترام لأفضل البقاع وأشرفها،فإذا كانت هذه صلاتهم فيه، فكيف ببقية العبادات؟".

فبأي: شيء كانوا أولى بهذا البيت من المؤمنين الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون، إلى آخر ما وصفهم اللّه به من الصفات الحميدة، والأفعال السديدة.

لا جرم أورثهم اللّه بيته الحرام، ومكنهم منه،وقال لهم بعد ما مكن لهم فيه { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا } وقال هنا { فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ }(1/320)

________________________________________

 

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37) ﴾

 

 

{ 36 - 37 } { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ * لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } .

 

يقول تعالى مبينا لعداوة المشركين وكيدهم ومكرهم، ومبارزتهم للّه ولرسوله، وسعيهم في إطفاء نوره وإخماد كلمته، وأن وبال مكرهم سيعود عليهم، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، فقال: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } [ ص 321 ] أي: ليبطلوا الحق وينصروا الباطل، ويبطل توحيد الرحمن، ويقوم دين عبادة الأوثان.

{ فَسَيُنْفِقُونَهَا } أي: فسيصدرون هذه النفقة، وتخف عليهم لتمسكهم بالباطل، وشدة بغضهم للحق، ولكنها ستكون عليهم حسرة، أي: ندامة وخزيا وذلا ويغلبون فتذهب أموالهم وما أملوا، ويعذبون في الآخرة أشد العذاب. ولهذا قال: { وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ } أي: يجمعون إليها، ليذوقوا عذابها، وذلك لأنها دار الخبث والخبثاء، واللّه تعالى يريد أن يميز الخبيث من الطيب، ويجعل كل واحدة على حدة، وفي دار تخصه،فيجعل الخبيث بعضه على بعض، من الأعمال والأموال والأشخاص. { فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، ألا ذلك هو الخسران المبين.(1/320)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

متابعة باذن الله

هدوء الفجر ان شاء الله تكونين وياقي الاخوات بخير

شكرا الهام

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

بارك الله فيكما

 

بسملة النور

 

امة من اماء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (38) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40) ﴾

 

{ 38 - 40 } { قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأوَّلِينَ * وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ } .

 

هذا من لطفه تعالى بعباده لا يمنعه كفر العباد ولا استمرارهم في العناد، من أن يدعوهم إلى طريق الرشاد والهدى، وينهاهم عما يهلكهم من أسباب الغي والردى، فقال: { قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا } عن كفرهم وذلك بالإسلام للّه وحده لا شريك له.

{ يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ } منهم من الجرائم { وَإِنْ يَعُودُوا } إلى كفرهم وعنادهم { فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأوَّلِينَ } بإهلاك الأمم المكذبة، فلينتظروا ما حل بالمعاندين، فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون،فهذا خطابه للمكذبين ، وأما خطابه للمؤمنين عندما أمرهم بمعاملة الكافرين، فقال: { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ } أي: شرك وصد عن سبيل اللّه، ويذعنوا لأحكام الإسلام، { وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ } فهذا المقصود من القتال والجهاد لأعداء الدين، أن يدفع شرهم عن الدين، وأن يذب عن دين اللّه الذي خلق الخلق له، حتى يكون هو العالي على سائر الأديان.

{ فَإِنِ انْتَهَوْا } عن ما هم عليه من الظلم { فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } لا تخفى عليه منهم خافية.

{ وَإِنْ تَوَلَّوْا } عن الطاعة وأوضعوا في الإضاعة { فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى } الذي يتولى عباده المؤمنين، ويوصل إليهم مصالحهم، وييسر (1) لهم منافعهم الدينية والدنيوية. { وَنِعْمَ النَّصِيرُ } الذي ينصرهم، فيدفع عنهم كيد الفجار، وتكالب الأشرار.

ومن كان اللّه مولاه وناصره فلا خوف عليه، ومن كان اللّه عليه فلا عِزَّ له ولا قائمة له.

__________(1) كذا في ب، وفي أ: وتيسر.

(1/321)

________________________________________

 

﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41) إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42 ﴾
)

 

 

{ 41 - 42 } { وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ } .

 

 

يقول تعالى: { وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ } أي: أخذتم من مال الكفار قهرا بحق، قليلا كان أو كثيرا. { فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ } أي: وباقيه لكم أيها الغانمون، لأنه أضاف الغنيمة إليهم، وأخرج منها خمسها.فدل على أن الباقي لهم، يقسم على ما قسمه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: للراجل سهم، وللفارس سهمان لفرسه، وسهم له.

وأما هذا الخمس، فيقسم خمسة أسهم، سهم للّه ولرسوله، يصرف في مصالح المسلمين العامة، من غير تعيين لمصلحة، لأن اللّه جعله له ولرسوله، واللّه ورسوله غنيان عنه، فعلم أنه لعباد اللّه.فإذا لم يعين اللّه له مصرفا، دل على أن مصرفه للمصالح العامة.

والخمس الثاني: لذي القربى، وهم قرابة النبي صلى الله عليه وسلم من بني هاشم وبني المطلب.وأضافه اللّه إلى القرابة دليلا على أن العلة فيه مجرد القرابة، فيستوي فيه غنيهم وفقيرهم، ذكرهم وأنثاهم.

والخمس الثالث لليتامى، وهم الذين فقدت آباؤهم وهم صغار، جعل اللّه لهم خمس الخمس رحمة بهم، حيث كانوا عاجزين عن القيام بمصالحهم، وقد فقد من يقوم بمصالحهم.

والخمس الرابع للمساكين، أي: المحتاجين الفقراء من صغار وكبار، ذكور وإناث.

والخمس الخامس لابن السبيل، وهو (1) الغريب المنقطع به في غير بلده، [وبعض المفسرين يقول إن خمس الغنيمة لا يخرج عن هذه الأصناف ولا يلزم أن يكونوا فيه على السواء بل ذلك [ ص 322 ] تبع للمصلحة وهذا هو الأولى] (2) وجعل اللّه أداء الخمس على وجهه شرطا للإيمان فقال: { إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ } وهو يوم { بدر } الذي فرق اللّه به بين الحق والباطل. وأظهر الحق وأبطل الباطل.

{ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ } جمع المسلمين، وجمع الكافرين،أي: إن كان إيمانكم باللّه، وبالحق الذي أنزله اللّه على رسوله يوم الفرقان، الذي حصل فيه من الآيات والبراهين، ما دل على أن ما جاء به هو الحق. { وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } لا يغالبه أحد إلا غلبه.

{ إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا } أي: بعدوة الوادي القريبة من المدينة، وهم بعدوته أي: جانبه البعيدة من المدينة، فقد جمعكم واد واحد.

{ وَالرَّكْبُ } الذي خرجتم لطلبه، وأراد اللّه غيره { أَسْفَلَ مِنْكُمْ } مما يلي ساحل البحر.

{ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ } أنتم وإياهم على هذا الوصف وبهذه الحال { لاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ } أي: لا بد من تقدم أو تأخر أو اختيار منزل، أو غير ذلك، مما يعرض لكم أو لهم، يصدفكم عن ميعادكم (3) .

{ وَلَكِنْ } اللّه جمعكم على هذه الحال { لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولا } أي: مقدرا في الأزل، لا بد من وقوعه.

{ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ } أي: ليكون حجة وبينة للمعاند، فيختار الكفر على بصيرة وجزم ببطلانه، فلا يبقى له عذر عند اللّه.

{ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ } أي: يزداد المؤمن بصيرة ويقينا، بما أرى اللّه الطائفتين من أدلة الحق وبراهينه، ما هو تذكرة لأولي الألباب.

{ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ } سميع لجميع الأصوات، باختلاف اللغات، على تفنن الحاجات، عليم بالظواهر والضمائر والسرائر، والغيب والشهادة.

__________(1) في ب: وهم

(2) زيادة من هامش ب.

(3) في ب: عن ميعادهم.

(1/321)

________________________________________

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
﴿ إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (43) وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (44) ﴾

 

 

{ 43 - 44 } { إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ } .

 

 

وكان اللّه قد أرى رسوله المشركين في الرؤيا عددا قليلا فبشر بذلك أصحابه، فاطمأنت قلوبهم وتثبتت أفئدتهم.

ولو أراكهم الله إياهم كَثِيرًا فأخبرت بذلك أصحابك { لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأمْرِ } فمنكم من يرى الإقدام على قتالهم، ومنكم من لا يرى ذلك فوقع من الاختلاف والتنازع ما يوجب الفشل.

{ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ } فلطف (1) بكم { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } أي: بما فيها من ثبات وجزع، وصدق وكذب،فعلم اللّه من قلوبكم ما صار سببا للطفه وإحسانه بكم وصدق رؤيا رسوله ، فأرى اللّه المؤمنين عدوهم قليلا في أعينهم، ويقللكم - يا معشر المؤمنين - في أعينهم،فكل من الطائفتين ترى الأخرى قليلة، لتقدم كل منهما على الأخرى.

{ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولا } من نصر المؤمنين وخذلان الكافرين وقتل قادتهم ورؤساء الضلال منهم، ولم يبق منهم أحد له اسم يذكر، فيتيسر بعد ذلك انقيادهم إذا دعوا إلى الإسلام، فصار أيضا لطفا بالباقين، الذين مَنَّ اللّه عليهم بالإسلام.

{ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ } أي: جميع أمور الخلائق ترجع إلى اللّه، فيميز الخبيث من الطيب، ويحكم في الخلائق بحكمه العادل، الذي لا جور فيه ولا ظلم.

__________

(1) في ب: أي: لطف.

(1/322)

________________________________________

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) ﴾

 

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * } .

 

يقول تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً } أي: طائفة من الكفار تقاتلكم.

{ فَاثْبُتُوا } لقتالها، واستعملوا الصبر وحبس النفس على هذه الطاعة الكبيرة، التي عاقبتها العز والنصر.

واستعينوا على ذلك بالإكثار من ذكر اللّه { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } أي: تدركون ما تطلبون من الانتصار على أعدائكم،فالصبر والثبات والإكثار من ذكر اللّه من أكبر الأسباب للنصر.(1/322)

________________________________________

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخواتى الحبيبات يسر الله أمرى وأمركن وردنى اليكن ردآ جميلآ

لا تنسونى من صالح دعائكن يا غاليات كم أفتتقدكن وكم أحبكن فى الله

لى أخوة فى القلب يسكن حبهم ، ربى لا تبعدنى عنهم

أحبكن فى الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

بارك الله فيكما

 

بسملة النور

 

وارجو الله

 

هلا ومرحبا : )

 

اعادك الله لنا سالمة غانمة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47) وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48) إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (49) ﴾

 

 

{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ * وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ * إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } .

 

 

{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ } في استعمال ما أمرا به، والمشي خلف ذلك في جميع الأحوال.

[ ص 323 ]

{ وَلا تَنَازَعُوا } تنازعا يوجب تشتت القلوب وتفرقها، { فَتَفْشَلُوا } أي: تجبنوا { وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ } أي: تنحل عزائمكم، وتفرق قوتكم، ويرفع ما وعدتم به من النصر على طاعة اللّه ورسوله.

{ وَاصْبِرُوا } نفوسكم على طاعة اللّه { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } بالعون والنصر والتأييد، واخشعوا لربكم واخضعوا له.

{ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } أي: هذا مقصدهم الذي خرجوا إليه، وهذا الذي أبرزهم من ديارهم لقصد الأشر والبطر في الأرض، وليراهم الناس ويفخروا لديهم.

والمقصود الأعظم أنهم خرجوا ليصدوا عن سبيل اللّه من أراد سلوكه، { وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } فلذلك أخبركم بمقاصدهم، وحذركم أن تشبهوا بهم، فإنه سيعاقبهم على ذلك أشد العقوبة.

فليكن قصدكم في خروجكم وجه اللّه تعالى وإعلاء دين اللّه، والصد عن الطرق الموصلة إلى سخط اللّه وعقابه، وجذب الناس إلى سبيل اللّه القويم الموصل لجنات النعيم.

{ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ } حسَّنها في قلوبهم وخدعهم. { وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ } فإنكم في عَدَدٍ وعُدَدٍ وهيئة لا يقاومكم فيها محمد ومن معه.

{ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ } من أن يأتيكم أحد ممن تخشون غائلته، لأن إبليس قد تبدَّى لقريش في صورة سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي، وكانوا يخافون من بني مدلج لعداوة كانت بينهم.

فقال لهم الشيطان: أنا جار لكم، فاطمأنت نفوسهم وأتوا على حرد قادرين.

{ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ } المسلمون والكافرون، فرأى الشيطان جبريل عليه السلام يزع الملائكة خاف خوفا شديدا و { نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ } أي: ولى مدبرا. { وَقَالَ } لمن خدعهم وغرهم: { إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ } أي: أرى الملائكة الذين لا يدان لأحد بقتالهم.

{ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ } أي: أخاف أن يعاجلني بالعقوبة في الدنيا { وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ }

ومن المحتمل أن يكون الشيطان، قد سول لهم، ووسوس في صدورهم أنه لا غالب لهم اليوم من الناس، وأنه جار لهم،فلما أوردهم مواردهم، نكص عنهم، وتبرأ منهم، كما قال تعالى: { كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ }{ إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } أي: شك وشبهة، من ضعفاء الإيمان، للمؤمنين حين أقدموا - مع قِلَّتهم - على قتال المشركين مع كثرتهم.

{ غَرَّ هَؤُلاءِ دِينُهُمْ } أي: أوردهم الدين الذي هم عليه هذه الموارد التي لا يدان لهم بها، ولا استطاعة لهم بها،يقولونه احتقارا لهم واستخفافا لعقولهم، وهم - واللّه - الأخِفَّاءُ عقولا الضعفاء أحلاما.

 

فإن الإيمان يوجب لصاحبه الإقدام على الأمور الهائلة التي لا يقدم عليها الجيوش العظام،فإن المؤمن المتوكل على اللّه، الذي يعلم أنه ما من حول ولا قوة ولا استطاعة لأحد إلا باللّه تعالى،وأن الخلق لو اجتمعوا كلهم على نفع شخص بمثقال ذرة لم ينفعوه،ولو اجتمعوا على أن يضروه لم يضروه إلا بشيء قد كتبه اللّه عليه، وعلم أنه على الحق، وأن اللّه تعالى حكيم رحيم في كل ما قدره وقضاه، فإنه لا يبالي بما أقدم عليه من قوة وكثرة، وكان واثقا بربه، مطمئن القلب لا فزعا ولا جبانا، .ولهذا قال { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ } لا يغالب قوته قوة. { حَكِيمٌ } فيما قضاه وأجراه.

(1/322)

________________________________________

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

الحبيبة أرجو الله كم افتقدناك أرجو من الله أن تعودي الى جمعنا المبارك وراجية الصحبة وهدوء الفجر وباقي الاخوات

اخبرك بشيئ بالنسبة لاستمراري في المتابعة سبحان الله ييسر الله دائما تواجدي وقت المدارسة رغم صعوبة ذلك

فالمرء اذا يخلص النية لله

وحلمي ان اكمل التفسير وأجد خارج النت اختا أراجع معها ما تعلمته هنا ولا زلت أطمع في ايجادها

فلا تغيبي عنا أبدا اختي الحبيبة

سأحاول تجهيز التلخيص باذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

التلخيص باذن الله

قال الكفار إِن كان هذا القرآن حقاً منزلاً من عندك فأنزل علينا حاصباً وحجارة من السماءأو اتنا بعذاب مؤلم أهلكنا به وهذا تهكم منهم واستهزاء قال ابن كثير: وهذا من كثرة جهلهم وشدة تكذيبهم وعنادهم، وكان الأولى لهم أن يقولوا: اللهم إِن كان هو الحق من عندك فاهدنا له ووفقنا لاتباعه ولكنهم استعجلوا العقوبة والعذاب لسفههم و جواب لكلمتهم إِنهم مستحقون للعذاب ولكنه لا يعذبهم وأنت فيهم إِكراماً لك يا محمد فقد جرت سنة الله وحكمته ألا يعذب أمة ونبيها بين ظهرانَيْها وما كان الله ليعذب هؤلاء الكفار وفيهم مؤمنون يستغفرون الله

وكيف لا يعذبون وهم على ما هم عليه من العتو والضلال؟ وحالهم الصد عن المسجد الحرام و ما كانوا أهلاً لولاية المسجد الحرام مع إِشراكهم إِنما يستأهل ولايته من كان براً تقياً ولكن أكثرهم جهلة

و ما كانت عبادة المشركين وصلاتهم عند البيت الحرام إِلا تصفيراً وتصفيقاً وكانوا يفعلونهما إِذا صلى المسلمون ليخلطوا عليهم صلاتهم والمعنى أنهم وضعوا مكان الصلاة والتقرب إِلى الله التصفير والتصفيق فذوقوا العذاب بسبب كفركم وأفعالكم القبيحة

ثم أخبر أن الكافرين يصرفون أموالهم ويبذلونها لمنع الناس عن الدخول في دين الإِسلام ولحرب محمد عليه السلام فسينفقون هذه الأموال ثم تصير ندامة عليهم لأن أموالهم تذهب ولا يظفرون بما كانوا يطمعون من إِطفاء نور الله وإِعلاء كلمة الكفر ثم نهايتهم الهزيمة والذين ماتوا على الكفر منهم يساقون إِلى جهنم

ليفرق الله ويفصل بين المؤمنين الأبرار والكفرة الأشرار والمراد بالخبيث والطيب الكافر والمؤمن و يجعل الكفار بعضهم فوق بعض فيجعلهم كالركام متراكماً بعضهم فوق بعض لشدة الازدحام فيقذف بهم في نار جهنم أولائك هم الخاسرون لأنهم خسروا أنفسهم وأموالهم.

ثم دعاهم تعالى إِلى التوبة والإِنابة، وحذرهم من الإِصرار على الكفر والضلال فقال

سبحانه قل يا محمد لهؤلاء المشركين من قومك إِن ينتهوا عن الكفر ويؤمنوا بالله يغفر لهم ما قد سلف من الذنوب والآثام وإِن عادوا إِلى قتالك وتكذيبك فقد مضت سنتي في تدمير وإِهلاك المكذبين فكذلك نفعل بهمو قاتلوا يا معشر المؤمنين أعداءكم المشركين حتى لا يكون شرك ولا يعبد إلا الله وحده ولا يبقى إِلا دين الإِسلام فإِن انتهوا عن الكفر وأسلموا فإِن الله مطلع على قلوبهم يثيبهم على توبتهم وإِسلامهم.

وإِن لم ينتهوا عن كفرهم وأعرضوا عن الإِيمان فاعلموا يا معشر المؤمنين أن الله ناصركم ومعينكم عليهم فثقوا بنصرته وولايته ولا تبالوا بمعاداتهم لكم نعم الله أن يكون مولاكم فإِنه لا يضيع من تولاه ونعم النصير لكم فإِنه لا يُغلب من نصره الله.

و اعلموا أيها المؤمنون أنما غنمتموه من أموال المشركين في الحرب سواء كان قليلاً أو كثيراًقال المفسرون: تقسم الغنيمة خمسة أقسام، فيعطى الخمس لمن ذكر الله تعالى في هذه الآية، والباقي يوزع على الغانمين و سهم من الخمس يعطى للرسول صلى الله عليه وسلم و قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم وهم بنو هاشم وبنو المطلب ولهؤلاء الأصناف من اليتامى الذين مات آباؤهم والفقراء من ذوي الحاجة، والمنقطع في سفره من المسلمين إِن كنتم آمنتم بالله فاعلموا أن هذا هو حكم الله في الغنائم فامتثلوا أمره بطاعته وبما أنزلنا على محمد صلى الله عليه وسلم يوم بدر لأن الله فرق به بين الحق والباطل ويوم جمع المؤمنين وجمع الكافرين، والتقى فيه جند الرحمن بجند الشيطان والله قادر لا يعجزه شيء

وقت كنتم يا معشر المؤمنين بجانب الوادي القريب إلى المدينة وأعداؤكم المشركون بجانب الوادي الأبعد عن المدينة والعير التي فيها تجارة قريش في مكان أسفل من مكانكم فيما يلي ساحل البحر ولو تواعدتم أنتم والمشركون على القتال لاختلفتم له ولكن الله بحكمته يسر وتمم ذلك، قال كعب بن مالك: إِنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يريدون عير قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ولكن جمع بينكم على غير ميعاد ليقضي الله ما أراد بقدرته

أي فعل ذلك تعالى ليكفر من كفر عن وضوح وبيان ويؤمن من آمن عن وضوح وبيان، فإِن وقعة بدر من الآيات الباهرات على نصر الله لأوليائه وخذلانه لأعدائه والله سميع لأقوال العباد عليم بنياتهم .

و اذكر يا محمد حين أراك الله في المنام أعداءك قلة فأخبرت بها أصحابك حتى قويت نفوسهم وتشجعوا على حربهم ولو أراك ربك عدوك كثيراً لجبن أصحابك ولم يقدروا على حرب القوم ولاختلفتم يا معشر الصحابة في أمر قتالهم ولكن الله أنعم عليكم بالسلامة من الفشل والتنازع والله عليم بما في القلوب

واذكروا يا معشر المؤمنين حين التقيتم في المعركة فقلل الله عدوكم في أعينكم لتزداد جرأتكم عليهم وقلَّلكم في أعينهم حتى لا يستعدوا ويتأهبوا لكم وينصر الله جنده ويهزم الباطل وتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى و مصير الأمور كلها إِلى الله يصرّفها كيف يريد لا معقب لحكمه وهو الحكيم المجيد.

 

خطاب للمؤمنين إِذا لقيتم جماعة من الكفرة فاثبتوا لقتالهم ولا تنهزموا وأكثروا من ذكر الله بألسنتكم لتستمطروا نصره وعونه وتفوزوا بالظفر عليهم ولا تخالفوا أمر الله ورسوله في شيء ولا تختلفوا فيما بينكم فتضعفوا وتجبنوا عن لقاء عدوكم و تذهب قوتكم وبأسكم واصبروا فإِن الله مع الصابرين بالنصر والعون.

و لا تكونوا ككفار قريش حين خرجوا لبدر عتواً وتكبراً وطلباً للفخر والثناء ويمنعون الناس عن الدخول في الإِسلام وهو سبحانه عالم بجميع ذلك وسيجازيهم عليه.

واذكر وقت أن حسَّن لهم الشيطان أعمالهم القبيحة من الشرك وعبادة الأصنام وخروجهم لحرب الرسول عليه السلام وقال لن يغلبكم محمد وأصحابه واني مجير ومعين لكم.

فلما تلاقى الفريقان ولى الشيطان هارباً مولياً الأدبار وقال اني أرى الملائكة نازلين لنصرة المؤمنين وأنتم لا ترون ذلك و إِني أخاف الله أن يعذبني لشدة عقابه.

و قال أهل النفاق الذين أظهروا الإِيمان وأبطنوا الكفر لضعف اعتقادهم بالله اغتر المسلمون بدينهم فأدخلوا أنفسهم فيما لا طاقة لهم به قال تعالى في جوابهم ومن يعتمد على الله ويثق به فإِن الله ناصره لأن الله عزيز أي غالب لا يخذل من استجار به حكيم في أفعاله وصنعه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

بلغ عناد المشركين أن ردوا آيات ربهم , ووسموها بأخبار الأولين,وادعوا استطاعتهم بالإتيان بمثل القرآن,وهذا من تمام كذبهم , فقد تحداهم الله عزوجل بأن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا,ثم كيف يقولونأ نها من أخبار الأولين وهم يعلمون علم اليقين أن محمدا -صلى الله عليه وسلم -أمي لا يقرأ ولا يكتب , ولا علم عنه هجرته لطلب أخبار الأولين, ثم أتى بكتاب لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه!!؟؟

ثم إنهم دعوا على أنفسهم إن كان الذي يدعو إليه محمد -صلى الله عليه وسلم-حق من عند الله تعالى, فليمطر عليهم سبحانه حجارة من السماء, أو ليأتهم بعذاب أليم, ولو كانوا عاقلين , لدعوا أن يهديهم ربهم إليه ,ولكنهم في الباطل يعمهون, ولولا أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم لمسهم العذاب ولعجل لهم ,وهم حالة مقالتهم تلك يبطنون خشية وقوع العذاب عليهم فيستغفرون ,وما كان الله معذبهم وهو يستغفرون,ولقد أتوا بموجب العقاب, إذ صدوا المؤمنين عن المسجد الحرام,وماكانوا أولياء لله أو أولياء للمسجد الحرام ,إن أولياؤه إلا المتقون, الذين آمنوا بربهم واستجابوا للرسول صلى الله عليه وسلم ولكن أكثرهم لا يعلمون, والله تعالى جاعل البيت الحرام للذين يخلصون له العبادة فيه سبحانه,وهو امر قام به المؤمنون فكانوا اولياءه سبحانه واما الكفار فقد كانت صلاتهم فيه صفير وتصفيق !!,فأي تعظيم هذا للبيت وربه؟؟,وكيف هو صادون عنه من هم اولياء له بحق؟؟

يعمل الكفار على إطفاء نوره سبحانه , ومبارزته تعالى بذلك ,فينفقون الاموال لنصرة الباطل وإقبار الحق,وإنفاقهم للاموال لن يعود عليهم إلا بالخسران والوبال , وسيذهب الذي انفقوه سدى, وسيغلبون , ولهم في الآخرة العذاب الأليم ,والله تعالى يريد ان يميز الخبيث من الطيب,ويجعل كل واحد على حدة,فيجعل الخبيث من الاموال والأشخاص والأعمال بعضه على بعض , فيضعه في جهنم والعياذ بالله وذلك هو الخسران المبين

من لطفه سبحانه بعباده, ان الذين كفروا إن رجعوا إلى الهدى ,غفر لهم ما اقترفوه من الآثام والأعمال المنكرة وإن عادوا إلى كفرهم,فإن سنة الله في الأمم الضالة إهلاكهم,ولن تجد لسنة الله تبديلا,ثم يخاطب سبحانه المؤمنين أن قاتلوا المشركين حتى لا يكون هناك شرك ويكون الدين كله لله ,فإن انتهى الكفار فإن الله بما يعملون بصير,وإن تولوا , فاعلموا أيها المؤمنون أن الله مولاكم , ومن كان الله تعالى مولاه , فلا خوف عليه ولا هو من المحزونين

ما غنمه المسلمون من الكفار لله فيه الخمس ولهم الباقي,, ويقسم بحسب ما قسمه الرسول صلى الله عليه وسلم : سهم للراجل و سهم للفارس وآخر لفرسه

وأما الخمس الذي هو لله تعالى, فيقسم خمسة أسهم :سهم لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ,وهو للمصلحة العامة,والثاني لذوي قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ,والثالث لليتامى , والرابع للمساكين ,والخامس لابن السبيل, وقيل إن هذه الأصناف لا يخرج الخمس عنها ,وتقسم بحسب المصلحة وهو الرأي الراجح,وأداء الخمس على وجهه شرط للإيمان

ثم يحكي الله تعالى عن يوم بدر, حيث أظهر الله سبحانه وتعالى الحق وأبطل الباطل , فجمع الكفار والمؤمنين جمعا لو تواعدوا على أن يجتمعوه , لاختلفوا في الميعاد , ولكن الله تعالى دبره لحكمة اقتضته, ليكون الكافر على بينة من أمره فلا يبقى له عذر عند الله تعالى , ويزداد الذين آمنوا إيمانا

وقبل الموقعة , رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا خير , رأى أن عدد المشركين قليل , فأخبر أصحابه فاطمأنت قلوبهم وتثبتت أفئدتهم , ولو أراهم لنبيه صلى الله عليه وسلم كثيرا , لتنازعوا في الرأي , أيقدمون أم يحجمون, ولكن الله تعالى لطف , فهو العليم بما في صدور العباد, فكلا الطائفتين جعلها سبحانه ترى عدد الأخرى قليلا , وذلك لتقدم كل منهما على الأخرى, وكله لنصر المؤمنين وخذلان الكافرين

يقول تعالى إذا لقيتم طائفتين من الكافرين يقاتلوكم , فاثبتوا واصبروا واذكروا الله تعالى كثيرا , فذلك كله من أسباب النصر والتمكين

وعليكم أيها المؤمنون بطاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم , ولا يجب عليكم التنازع حتى لا تنشقوا وتشتت قلوبكم , وويرفع عنكم النصر , كما يجب أن توطنوا نفوسكم على طاعته سبحانه وتعالى, وعليكم أن تكون نياتكم لله تعالى , ولا تكونوا كمثل الكفار الذين خرجوا ليصدوا عن سبيل الله , وللبطر في الأرض وليراؤوا الناس, ولقد زين لهم إبليس أعمالهم ,وأوردهم المهالك , إذ جاءهم في صورة سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي, وإنما في هذه الصورة لأن قريش تخاف بني مدلج لعداوة بينهم, فقال لهم : إني جار لكم , فطمأنهم , فلما بدأالقتال ورأى الشيطان مؤازرة الملائكة للمؤمنين, خاف وخذل الكفار وقال : إني أخاف الله رب العالمين ,, وقد يكون المعنى أنه وسوس لهم في صدورهم ,أنهم هم الغالبون , فلما رأى نصر الله لأوليائه , نكص على عقبيه وتبرأ منهم

وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض من شبهة وشك,لما رأوا قلة عدد المؤمنين, وكيف أنهم أقدموا على قتالهم وهم الأكثر عدد ا,, غر هؤلاء دينهم ,ولم يعلموا أن الإيمان يزرع في صاحبه الإقدام والتوكل عليه سبحانه , ومن يتوكل عليه سبحانه فهو حسبه

تم تعديل بواسطة امة من اماء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
بســم الله الـرحمــن الرحيــم

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخواتى الحبيبات يسر الله أمرى وأمركن وردنى اليكن ردآ جميلآ

لا تنسونى من صالح دعائكن يا غاليات كم أفتتقدكن وكم أحبكن فى الله

لى أخوة فى القلب يسكن حبهم ، ربى لا تبعدنى عنهم

أحبكن فى الله

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اللهم آمين

سرني حبيبتي رؤية اسمك وارجو منه تعالى ان ييسر أمرك,ويجمعنا معا مرة اخرى , ويبارك لنا في جمعنا المبارك

أحبك الله الذي احببتنا فيه ونحن نحبك فيه سبحانه

بلغنا الله تعالى وإياك رمضان

تم تعديل بواسطة امة من اماء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

جزاكم الله خيرا اخواتي

 

بسملة النور

 

امة من اماء الله

 

على التلخيص نفع الله به

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (51) كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52) ﴾

 

 

{ 50 - 52 } { وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ * كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ } .

 

 

يقول تعالى: ولو ترى الذين كفروا بآيات اللّه حين توفاهم الملائكة الموكلون بقبض أرواحهم وقد اشتد بهم القلق وعظم كربهم، و { الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ } يقولون لهم: أخرجوا أنفسكم، ونفوسهم متمنعة مستعصية على الخروج، لعلمها ما أمامها من العذاب الأليم.

ولهذا قال: { وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيق } أي: العذاب الشديد المحرق، ذلك العذاب حصل لكم، غير ظلم ولا جور من ربكم، وإنما هو بما قدمت أيديكم من المعاصي التي أثرت لكم ما أثرت، وهذه سنة اللّه في الأولين والآخرين، فإن دأب هؤلاء المكذبين أي: سنتهم وما أجرى اللّه عليهم من الهلاك بذنوبهم.

{ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } من الأمم المكذبة. { كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ } بالعقاب { بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ } لا يعجزه أحد يريد أخذه [ ص 324 ] { مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا }.

(1/323)

________________________________________

 

﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54 ﴾
)

 

 

{ 53 - 54 } { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ }

 

.

{ ذَلِكَ } العذاب الذي أوقعه اللّه بالأمم المكذبين (1) وأزال عنهم ما هم فيه من النعم والنعيم، بسبب ذنوبهم وتغييرهم ما بأنفسهم،فإن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم من نعم الدين والدنيا، بل يبقيها ويزيدهم منها، إن ازدادوا له شكرا. { حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } من الطاعة إلى المعصية فيكفروا نعمة اللّه ويبدلوها كفرا، فيسلبهم إياها ويغيرها عليهم كما غيروا ما بأنفسهم.

وللّه الحكمة في ذلك والعدل والإحسان إلى (2) عباده، حيث لم يعاقبهم إلا بظلمهم، وحيث جذب قلوب أوليائه إليه، بما يذيق العباد من النكال إذا خالفوا أمره.

{ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } يسمع جميع ما نطق به الناطقون، سواء من أسر القول ومن جهر به،ويعلم ما تنطوي عليه الضمائر، وتخفيه السرائر، فيجري على عباده من الأقدار ما اقتضاه علمه وجرت به مشيئته.

{ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ } أي: فرعون وقومه { وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ } حين جاءتهم { فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ } كل بحسب جرمه.

{ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ } من المهلكين المعذبين { كَانُوا ظَالِمِينَ } لأنفسهم، ساعين في هلاكها، لم يظلمهم اللّه، ولا أخذهم بغير جرم اقترفوه،فليحذر المخاطبون أن يشابهوهم في الظلم، فيحل اللّه بهم من عقابه ما أحل بأولئك الفاسقين.

__________

(1) في ب: المكذبة.

(2) كذا في ب، وفي أ: على.

(1/324

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
﴿ إنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ (56) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57) ﴾

 

{ 55 - 57 } { إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ * فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } .

 

 

هؤلاء الذين جمعوا هذه الخصال الثلاث: الكفر، وعدم الإيمان، والخيانة، بحيث لا يثبتون على عهد عاهدوه ولا قول قالوه، هم شر الدواب عند الله فهم شر من الحمير والكلاب وغيرها، لأن الخير معدوم منهم، والشر متوقع فيهم ، فإذهاب هؤلاء ومحقهم هو المتعين، لئلا يسري داؤهم لغيرهم، ولهذا قال: { فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ } أي: تجدنهم في حال المحاربة، بحيث لا يكون لهم عهد وميثاق.

{ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ } أي: نكل بهم غيرهم، وأوقع بهم من العقوبة ما يصيرون [به] (1) عبرة لمن بعدهم { لَعَلَّهُمْ } أي من خلفهم { يَذْكُرُونَ } صنيعهم، لئلا يصيبهم ما أصابهم،وهذه من فوائد العقوبات والحدود المرتبة على المعاصي، أنها سبب لازدجار من لم يعمل المعاصي، بل وزجرا لمن عملها أن لا يعاودها.

ودل تقييد هذه العقوبة في الحرب أن الكافر - ولو كان كثير الخيانة سريع الغدر - أنه إذا أُعْطِيَ عهدا لا يجوز خيانته وعقوبته.

__________

(1) زيادة يقتضيها السياق في النسختين.

(1/324)

________________________________________

 

﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58) ﴾

 

{ 58 } { وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ } .

 

أي: وإذا كان بينك وبين قوم عهد وميثاق على ترك القتال فخفت منهم خيانة،بأن ظهر من قرائن أحوالهم ما يدل على خيانتهم من غير تصريح منهم بالخيانة.

{ فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ } عهدهم، أي: ارمه عليهم، وأخبرهم أنه لا عهد بينك وبينهم. { عَلَى سَوَاءٍ } أي: حتى يستوي علمك وعلمهم بذلك، ولا يحل لك أن تغدرهم، أو تسعى في شيء مما منعه موجب العهد، حتى تخبرهم بذلك.

{ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ } بل يبغضهم أشد البغض،فلا بد من أمر بيِّنٍ يبرئكم من الخيانة.

ودلت الآية على أنه إذا وجدت الخيانة المحققة (1) منهم لم يحتج أن ينبذ إليهم عهدهم، لأنه لم يخف منهم، بل علم ذلك، ولعدم الفائدة ولقوله: { عَلَى سَوَاءٍ } وهنا قد كان معلوما عند الجميع غدرهم.

ودل مفهومها أيضا أنه إذا لم يُخَفْ منهم خيانة، بأن لم يوجد منهم ما يدل على ذلك، أنه لا يجوز نبذ العهد إليهم، بل يجب الوفاء إلى أن تتم مدته.

__________

 

(1) في ب: المحقة.

(1/324)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59) ﴾

 

{ 59 } { وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ } .

 

أي: لا يحسب الكافرون بربهم المكذبون بآياته، أنهم سبقوا اللّه وفاتوه، فإنهم لا يعجزونه، واللّه لهم بالمرصاد.

وله تعالى الحكمة البالغة في إمهالهم وعدم معاجلتهم بالعقوبة، التي من جملتها ابتلاء عباده المؤمنين وامتحانهم، وتزودهم من طاعته ومراضيه، ما يصلون به المنازل العالية، واتصافهم بأخلاق وصفات لم يكونوا بغيره بالغيها، فلهذا قال لعباده المؤمنين:

(1/324)

________________________________________

 

﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) ﴾

 

{ 60 } { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ } .

 

 

أي { وَأَعِدُّوا } لأعدائكم الكفار الساعين في هلاككم وإبطال دينكم. { مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ } أي: كل ما تقدرون عليه من القوة العقلية والبدنية وأنواع الأسلحة [ ص 325 ] ونحو ذلك مما يعين على قتالهم، فدخل في ذلك أنواع الصناعات التي تعمل فيها أصناف الأسلحة والآلات من المدافع والرشاشات، والبنادق، والطيارات الجوية، والمراكب البرية والبحرية، والحصون والقلاع والخنادق، وآلات الدفاع، والرأْي: والسياسة التي بها يتقدم المسلمون ويندفع عنهم به شر أعدائهم، وتَعَلُّم الرَّمْيِ، والشجاعة والتدبير.

 

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: { ألا إن القوة الرَّمْيُ } ومن ذلك: الاستعداد بالمراكب المحتاج إليها عند القتال،ولهذا قال تعالى: { وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } وهذه العلة موجودة فيها في ذلك الزمان، وهي إرهاب الأعداء، والحكم يدور مع علته.

 

فإذا كان شيء موجود (1) أكثر إرهابا منها، كالسيارات البرية والهوائية، المعدة للقتال التي تكون النكاية فيها أشد، كانت مأمورا بالاستعداد بها، والسعي لتحصيلها،حتى إنها إذا لم توجد إلا بتعلُّم الصناعة، وجب ذلك، لأن ما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب {وقوله: } تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ { ممن تعلمون أنهم أعداؤكم. } وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ { ممن سيقاتلونكم بعد هذا الوقت الذي يخاطبهم الله به } اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ { فلذلك أمرهم بالاستعداد لهم،ومن أعظم ما يعين على قتالهم بذلك النفقات المالية في جهاد الكفار.

 

ولهذا قال تعالى مرغبا في ذلك: } وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ { قليلا كان أو كثيرا } يُوَفَّ إِلَيْكُمْ { أجره يوم القيامة مضاعفا أضعافا كثيرة، حتى إن النفقة في سبيل اللّه، تضاعف إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.} وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ أي: لا تنقصون من أجرها وثوابها شيئا.

__________

 

(1) في النسختين: إذا كان موجودا شيئا.

(1/324)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×