اذهبي الى المحتوى
أمّ عبد الله

مُدارسة كتاب : •°o.O تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان O.o°•

المشاركات التي تم ترشيحها

الحبيبات الغاليات

 

امة من اماء الله

ارجوا الله

الهام

بسملة النور

 

بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء

 

 

متابعه باذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكن الله أخواتى الغاليات الهام وبسمة النور وامة من اماء الله والاخت هدوء الفجر حياكِ الله

وحياك حبيبتي ارجو الله

صحبة الخير الهام أمة من اماء الله أرجو الله والحبيبة العائدة هدوء الفجر

يارب تكن بخير حال

بخير حال أكرمك الله تعالى على سؤالك يا الحبيبة, وأرجو أن تكوني في أفضل الأحوال

الحبيبات الغاليات

 

امة من اماء الله

ارجوا الله

الهام

بسملة النور

 

بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء

وفيك بارك الله حبيبتي ,أنرت الصفحة , ويارب دوما

 

وبشوق أتابع معكن ,وأساله تعالى لي ولكن حسن العلم والعمل.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (192) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (193) ﴾

 

 

{ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ * وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ } .

 

 

أي: { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ } أيها الرجال والنساء، المنتشرون في الأرض على كثرتكم وتفرقكم. { مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ } وهو آدم أبو البشر صلى الله عليه وسلم.

{ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا } أي: خلق من آدم زوجته حواء لأجل أن يسكن إليها لأنها إذا كانت منه حصل بينهما من المناسبة والموافقة ما يقتضي سكون أحدهما إلى الآخر، فانقاد كل منهما إلى صاحبه بزمام الشهوة.

{ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا } أي: تجللها مجامعا لها قدَّر الباري أن يوجد من تلك الشهوة وذلك الجماع النسل، [وحينئذ] (1) حَمَلَتْ حَمْلا خَفِيفًا، وذلك في ابتداء الحمل، لا تحس به الأنثى، ولا يثقلها.

 

{ فَلَمَّا } استمرت به و { أَثْقَلَتْ } به حين كبر في بطنها، فحينئذ صار في قلوبهما الشفقة على الولد، وعلى خروجه حيا، صحيحا، سالما لا آفة فيه [كذلك] (2) فدعوا { اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا } ولدا { صَالِحًا } أي: صالح [ ص 312 ] الخلقة تامها، لا نقص فيه { لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ } .

{ فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا } على وفق ما طلبا، وتمت عليهما النعمة فيه { جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا } أي: جعلا للّه شركاء في ذلك الولد الذي انفرد اللّه بإيجاده والنعمة به، وأقرَّ به أعين والديه، فَعَبَّدَاه لغير اللّه. إما أن يسمياه بعبد غير اللّه كـ "عبد الحارث" و "عبد العزيز" (3) و "عبد الكعبة" ونحو ذلك، أو يشركا باللّه في العبادة، بعدما منَّ اللّه عليهما بما منَّ من النعم التي لا يحصيها أحد من العباد.

وهذا انتقال من النوع إلى الجنس، فإن أول الكلام في آدم وحواء، ثم انتقل إلى الكلام في الجنس، ولا شك أن هذا موجود في الذرية كثيرا، فلذلك قررهم اللّه على بطلان الشرك، وأنهم في ذلك ظالمون أشد الظلم، سواء كان الشرك في الأقوال، أم في الأفعال، فإن الخالق لهم من نفس واحدة، الذي خلق منها زوجها وجعل لهم من أنفسهم أزواجا، ثم جعل بينهم من المودة والرحمة ما يسكن بعضهم إلى بعض، ويألفه ويلتذ به، ثم هداهم إلى ما به تحصل الشهوة واللذة والأولاد والنسل.

ثم أوجد الذرية في بطون الأمهات، وقتا موقوتا، تتشوف إليه نفوسهم، ويدعون اللّه أن يخرجه سويا صحيحا، فأتم اللّه عليهم النعمة وأنالهم مطلوبهم.

أفلا يستحق أن يعبدوه، ولا يشركوا به في عبادته أحدا، ويخلصوا له الدين.

ولكن الأمر جاء على العكس، فأشركوا باللّه من لا { يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ } .

{ وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ } أي: لعابديها { نَصْرًا وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ } .

فإذا كانت لا تخلق شيئا، ولا مثقال ذرة، بل هي مخلوقة، ولا تستطيع أن تدفع المكروه عن من يعبدها، بل ولا عن أنفسها، فكيف تتخذ مع اللّه آلهة؟ إن هذا إلا أظلم الظلم، وأسفه السفه.

وإن تدعوا، أيها المشركون هذه الأصنام، التي عبدتم من دون اللّه { إِلَى الْهُدَى لا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ } .

فصار الإنسان أحسن حالة منها، لأنها لا تسمع، ولا تبصر، ولا تهدِي ولا تُهدى، وكل هذا إذا تصوره اللبيب العاقل تصورا مجردا، جزم ببطلان إلهيتها، وسفاهة من عبدها.

 

__________

(1) زيادة من هامش ب، وفي أ: فحملت.

(2) زيادة من هامش ب.

(3) في ب: العزى.

(1/311

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

بارك الله فيكم

 

هدوء الفجر

 

بسملة النور

 

على المتابعة : )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195) ﴾

 

{ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ } .

 

 

وهذا من نوع التحدي للمشركين العابدين للأوثان، يقول تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ } أي: لا فرق بينكم وبينهم، فكلكم عبيد للّه مملوكون، فإن كنتم كما تزعمون صادقين في أنها تستحق من العبادة شيئا { فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ } فإن استجابوا لكم وحصلوا مطلوبكم، وإلا تبين أنكم كاذبون في هذه الدعوى، مفترون على اللّه أعظم الفرية، وهذا لا يحتاج إلى التبيين فيه، فإنكم إذا نظرتم إليها وجدتم صورتها دالة على أنه ليس لديها من النفع شيء،فليس لها أرجل تمشي بها، ولا أيد تبطش بها، ولا أعين تبصر بها، ولا آذان تسمع بها، فهي عادمة لجميع الآلات والقوى الموجودة في الإنسان.

فإذا كانت لا تجيبكم إذا دعوتموها، وهي عباد أمثالكم، بل أنتم أكمل منها وأقوى على كثير من الأشياء، فلأي شيء عبدتموها.

{ قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ } أي: اجتمعوا أنتم وشركاؤكم على إيقاع السوء والمكروه بي، من غير إمهال ولا إنظار (1) فإنكم غير بالغين لشيء من المكروه بي.

 

__________

(1) كذا في ب، وفي أ: انظال.

(1/312)

________________________________________

 

 

﴿ إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) ﴾

 

{ إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ } .

 

{ إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ } الذي يتولاني فيجلب لي المنافع ويدفع عني المضار.

{ الَّذِي نزلَ الْكِتَابَ } الذي فيه الهدى والشفاء والنور، وهو من توليته وتربيته لعباده الخاصة الدينية.

(1/312)

________________________________________

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

التلخيص باذن الله

ولقد خلقنا لجهنم ليكونوا حطباً لها خلقاً كثيراً من الجن والإِنس لهم قلوب لا يفهمون بها الحق ولهم اعين لا يبصرون بها دلائل قدرة الله بصر اعتبار ولهم اذان لا يسمعون بها الآيات والمواعظ سماع تدبر واتعاظ، وهم كالحيوانات في عدم الفقه والبصر والاستماع بل هم أسوأ حالاً من الحيوانات فإنها تدرك منافعها ومضارها وهؤلاء لا يميزون بين المنافع والمضار ولهذا يُقْدمون على النار وهم الغارقون في الغفلة.

 

لله الأسماء التي هي أحسن الأسماء وأجلها لإِنبائها عن أحسن المعاني وأشرفها فسمّوه بتلك الأسماء واتركوا الذين يميلون في أسمائه تعالى عن الحق كما فعل المشركون حيث اشتقوا لآلهتهم أسماء منها كاللات من الله، والعُزَّى من العزيز، ومناة من المنّان سينالون جزاء ما عملوا في الآخرة.

 

ومن بعض الأمم التي خلقنا أمة مستمسكة بشرع الله قولاً وعملاً يدعون الناس إلى الحق وبه يعملون ويقضون والذين كذبوا بالقرآن سنأخذهم قليلاً وندنيهم من الهلاك من حيث لا يشعرون، وأمهلهم ثم آخذهم أخذ عزيز مقتدر وأخذي وعقابي قوي شديد

أولم يتفكر هؤلاء المكذبون بآيات الله فيعلموا أنه ليس بمحمد صلى الله عليه وسلم جنون بل هو رسول الله حقاً أرسله الله لهدايتهم و ليس محمد إلا رسول منذر أمره بَيِّنٌ واضح لمن كان له لبُّ أو قلبٌ يعقل به ويعي أولم ينظروا نظر استدلال في ملك الله الواسع مما يدل على عظم الملك وكمال القدرة وفي جميع مخلوقات الله الجليل منها والدقيق فيستدلوا بذلك على كمال قدرة صانعها وعظم شأن مالكها ووحدة خالقها ومبدعها؟ وأن يتفكروا لعلهم يموتون عن قريب فينبغي لهم أن يسارعوا إلى النظر والتدبر فيما يخلصهم عند الله قبل حلول الأجل فبأي حديث بعد القرآن يؤمنون إذا لم يؤمنوا به وهو النهاية في الظهور والبيان ومن كتب الله عليه الضلالة فإنه لا يهديه أحد ويتركهم في كفرهم وتمردهم يترددون ويتحيرون.

علم الساعة غيبي لا يعلمه إلا الله

يسألونك يا محمد عن القيامة متى وقوعها وحدوثها؟ قل لهم يا محمد لا يعلم الوقت الذي يحصل قيام القيامة فيه إلا الله سبحانه ثم أكَّد ذلك بقوله لا يكشف أمرها ولا يظهرها للناس إلا الرب سبحانه بالذات فهو العالم بوقتها عظُمت على أهل السموات والأرض حيث يشفقون منها ويخافون شدائدها وأهوالها

يسألونك يا محمد عن وقتها كأنك كثير السؤال عنها شديد الطلب لمعرفتها قل لا يعلم وقتها إلا الله لأنها من الأمور الغيبية التي استأثر بها علاّم الغيوب ولكن اكثر الناس لا يعلمون السبب الذي لأجله أُخْفيتْ

ولا أملك أن أجلب إلى نفسي خيراً ولا أدفع عنها شراً إلا بمشيئته تعالى فكيف أملك علم الساعة؟ ولو كنت أعرف أمور الغيب لحصّلت كثيراً من منافع الدنيا وخيراتها ودفعت عني آفاتها ومضراتها و لو كنت أعلم الغيب لاحترست من السوء ولكنْ لا أعلمه فلهذا يصيبني ما قُدَّر لي من الخير والشر و ما أنا إلا عبد مرسل للإِنذار والبشارة لقوم يصدقون بما جئتهم به من عند الله.

هو سبحانه ذلك العظيم الشأن الذي خلقكم جميعاً وحده من غير معين من نفسٍ واحدة هي آدم عليه السلام وخلق منها حواء ليطمئن إليها ويستأنس بها فلما جامعها حملت بالجنين حملاً خفيفاً دون إزعاج لكونه نطفةً في بادئ الأمر و استمرت به إلى حين ميلاده ولما أثقل حملها وصارت به ثقيلة لكبر الحمل في بطنها دعوا الله مربيهما ومالك أمرهما لئن رزقتنا ولداً صالحاً سويَّ الخِلْقة لنشكرنَّك على نعمائك فلما وهبهما الولد الصالح السويّ جعل هؤلاء الأهل شركاء مع الله فعبدوا الأوثان والأصنام تنزّه وتقدّس الله عما ينسبه إليه المشركون والحال أن تلك الأوثان والآلهة مخلوقة فكيف يعبدونها مع الله؟ ولا تستطيع هذه الأصنام نصر عابديها ولا ينصرون أنفسهم ممن أرادهم بسوء، فهم في غاية العجز والذلة فكيف يكونون آلهة؟ وأن الأصنام لا تجيب إذا دعيت إلى خير أو رشاد لأنها جمادات يتساوى في عدم الإِفادة دعاؤكم لهم وسكوتكم

إن الذين تعبدونهم من دونه تعالى من الأصنام وتسمونهم آلهة مخلوقون مثلكم بل الأناس أكمل منها لأنها تسمع وتبصر وتبطش وتلك لا تفعل شيئاً من ذلك فأدعوهم في جلب نفع أو دفع ضرٍّ إن كنتم صادقين في دعوى أنها آلهة هل لهذه الأصنام أم هل لهم أيدٍ تفتك وتبطش بمن أرادها بسوء؟ أم هل لهم أعينٌ تبصر بها الأشياء؟ أم هل لهم آذان تسمع بها الأصوات؟ والغرض بيان جهلهم وتسفيه عقولهم في عبادة جمادات لا تسمع ولا تبصر ولا تغني عن عابدها شيئاً قل لهم يا محمد ادعوا أصنامكم واستنصروا واستعينوا بها عليَّ و ابذلوا جهدكم أنتم وهم في الكيد لي وإلحاق الأذى والمضرة بي ولا تمهلون طرفة عين، فإني لا أبالي بكم لاعتمادي على الله

إنَّ الذي يتولى نصري وحفظي هو الله الذي نزَّل عليَّ القرآن و هو جل وعلا يتولى عباده الصالحين بالحفظ والتأييد، وهو وليهم في الدنيا والآخرة وإِن تدعوا هذه الأصنام إلى الهداية والرشاد لا يسمعوا دعاءكم فضلاً عن المساعدة والإِمداد وتراهم يقابلونك بعيون مصورة كأنها ناظرة وهي جماد لا تبصر لأن لهم صورة الأعين وهم لا يرون بها شيئاً.

تم تعديل بواسطة بسملة النور

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

بارك الله فيكِ بسملة النور الحبيبة

نفع الله بكِ وجزاكِ خيرا على هذا التلخيص الجميل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

التلخيص بإذن الله تعالى

وما جزاء من اتبع هواه والشيطان الا جهنم خالدآ فيها من الانس والجن ، ولن تقام لهم حجة عند الله على الرغم من وجود عقولهم التى لا يفقهون بها وأعينهم التى لا يبصرون بها طريق الحق فشبههم تعالى بأنهم كالانعام بل هم أضل .

وبين تعالى بأن له الاسماء الحسنى فادعوه بها واتركوا ما يعبد اباءكم فما لهم الا العذاب الاليم ،بسبب جحودهم وعنادهم وكفرهم بالله وبإياته ومن جملة ما خلق تعالى هناك أمة فاضلة بها تستنار الدنيا بهدى الحق ، أما الذين كفروا وكذبوا بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم فهؤلاء سيستدرجهم الله ويملى لهم من الخيرات ويمهلهم ثم يأخذهمأخذ عزيز قدير .

أولم ينظروا الى صاحبهم أى محمد ما به من جنة الا ينظرون الى أخلاقه وهديه وسمته فليس بمجنون ولا كاذب فما هو الا نذير مبين بين يدى قدير .

وملكوت السموات والرض اكبر دليل على أنها صنع قادر سبحانه وتعالى أفلا ينظرون وإذا لم يؤمنوا بهذا الكتاب فبأى كتاب سيؤمنون به .

ثم يخبر تعالى رسوله أن المكذبون يسألونك عن الساعة متى وقتها فأخبرهم أن الله تعالى استفرد بعلمهافلا تأتى الا بغتة ، وأخبرهم يا محمد أنك فقير الى الله وان نفسك مملوكة بيد الله تعالى ولا أعلم الغيب فما أنا الا نذير مبين

فالله تعالى هو خالقنا من نفس واحدة الرجل والمرأة من آدم عليه السلام .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بين الله سبحانه وتعالى أن متبعي إبليس الملعون كثر ,من الجن والإنس ,لهم قلوب ما فقهوا بها و ولهم اعين ما ابصروا بها ما ينفعهم و ولهم ءاذان صم عن تبليغ معنى ماسمعوه لقلوبهم ,اولئك هم كالانعام , بل هم أضل منها , فالانعام لها ما تدرك به ما ينفعها وما يضرها ,اما هؤلاء فقد غفلوا عن النعم التي منحت لهم و فما استعملوها في ما خلقت له

ولله سبحانه وتعالى الأسماء الحسنى , وهي كل اسم حسن دال على صفة الكمال التام ,وما لم يكن دالا على صفة وكانت علما محضا , لم تكن حسنى , وأيضا لو دلت على غير صفة الكمال أو صفة منقسمة إلى المدح والقدح لم تكن حسنى,وهذه الأسماء الحسنى يدعا بها المولى سبحانه حالة دعاء العبادة ودعاء المسألة , والواجب الحذر من الإلحاد فيها , وذلك بأن يسمى من لا يستحقها أو أن يجعل لها معنى غير ما أراده الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم , أو أن تشبه بها غيرها

ولقد خلق سبحانه وتعالى فيمن خلق أمة هداية , يعلمون العلم ويعملون به , ويعلمونه ويحكمون به , ويعيشون به في حياتهم , فتلك أمة أثنى عليها سبحانه , وجعلها تلي مرتبة الرسالة , وأفرادها متفاوتون بحسب أحوالهم , وعلو منزلتهم

الذين يكذبون بآيات الله تعالى سيستدرجهم سبحانه , ويدر عليهم الأرزاق , حتى يطمئنوا , ويزدادوا كفرا إلى كفرهم , ثم تتضاعف ذنوبهم , وتزيد عقوبتهم , ويتضاعف لهم العذاب فإن كيد الله متين

أولم يتفكروا في النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- , كيف هو- صلى الله عليه وسلم- فيهم , وكيف هي صفاته- صلى الله عليه وسلم- ,ومعاملاته صلى الله عليه وسلم ,وعقله - صلى الله عليه وسلم - ورأيه - صلى الله عليه وسلم-, فلن يجدوا فيه إلا كل خلق عظيم , وعقل راجح ورأي سديد , فكيف إذن يقولون إن به جنة؟, بل هو النذير المبين

ثم لينظروا في ملكوت السماوات والأرض,فإنها تنبي عن آثاره سبحانه , وتدعو كلها إلى وحدانيته سبحانه , وكل خلقه سبحانه دال على تمام كماله , فعليهم أن يتأملواكل هذا , قبل أن تدركهم المنية , فلا يستطيعون رد أنفسهم إلى الحياة الدنيا , ويضيع عمرهم , وإن لم يؤمنوا بهذا الكتاب فبم سيؤمنون؟ , فهو الحق وما دونه الباطل , ولكن الضال لا يستطاع لهدايته سبيلا

يسألونك يا محمد - صلى الله عليه وسلم-عن الساعة وعن وقتها , فقل لهم , علمها عند ربي وحده سبحانه , وقد أخفى علمها عن كل نبي مرسل , وملك مقرب , والناس مشفقون منها ومن وقوعها,, وهي لا تأتي إلا فجأة , وهم يسألونك -صلى الله عليه وسلم-كأنك مستحف عن السؤال بها , وأنت غير حريص على السؤال عنها , فلم لم يقتدوا بك, وليسألوا عن الأشياء الأهم , ويدعون ما لاسبيل لأحد لعلمه,ولا هم مطالبين بعلمه

قل لهم يا محمد -صلى الله عليه وسلم -لا أستطيع أن أدفع ضرا إلا بمعونة ربي , ولا يأتيني الخير إلا من ربي , وليس لي من العلم إلا ما علمني ربي , ولو كنت أعلم الغيب لقمت بأسباب الخير كلها و ولحذرت كل ما يؤول إلى شر,ولكن ما أنا إلا نذير وبشير

والله سبحانه وتعالى خلق الناس, نساء ورجالا من نفس واحدة وهو آدم وخلق منها زوجها وهي حواء ,ثم جعل بينهما من الشهوة ما يميل كل طرف لآخر ,حتى إذا جاءها حملت حملا خفيفا ثم لما أثقلها الحمل , دعوا الله لئن آتانا ولدا حسن الخلقة معافى من كل عيب ,ليكونن من الشاكرين ,لكنهما ما وفيا بوعدهما ,فلما جاءهما ما أراداه, سمياه بعبد غير الله,أو أشركا بالله في العبادة ,فالله سبحانه أحق أن يعبد لا الآلهة فهي لا تضر ولا تنفع , بل إن الإنسان أفضل حال منها , فهو يسمع ويرى

إن كل ما يدعى من غير الله تعالى لا يستطيع نصرا ولا نفعا , فقد تحدى سبحانه وتعالى المشركين وأخبرهم أنهم ومعبوديهم عبيد له سبحانه , فهم لا يستطيعون أن يستجيروا بهم , وهم لا يستطيعون لهم شيئا , فليس لهم أيد يبطشون بها , ولا أرجل يمشون بها , ولاأعين يبصرون بها , بل أنتم أفضل منهم وأكمل , فلأي شيئ إذن كانت عبادتكم لها

فاجتمعوا أنتم وشركاؤكم على أن تسيئوا إلي أو توقعوا مكروها بي ,فلن تستطيعوا, لأن الله تعالى من يدفع عني الشر ويجلب لي النفع وهو وليي سبحانه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكن الله خيرا

 

بسملة النور

 

هدوء الفجر

 

ارجو الله

 

امة من اماء الله

 

على المتابعة والتلخيص

 

نفع الله به

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

﴿ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198) ﴾

 

 

 

{ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ } الذين صلحت نياتهم وأعمالهم وأقوالهم، كما قال تعالى: { اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } فالمؤمنون الصالحون - لما تولوا ربهم بالإيمان والتقوى، ولم يتولوا غيره ممن لا ينفع ولا يضر - تولاهم اللّه ولطف بهم وأعانهم على ما فيه الخير والمصلحة لهم، في دينهم ودنياهم، ودفع عنهم بإيمانهم كل مكروه، كما قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا } .

[ ص 313 ]

 

 

{ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ * وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ } .

 

وهذا أيضا في بيان عدم استحقاق هذه الأصنام التي يعبدونها من دون اللّه لشيء من العبادة، لأنها ليس لها استطاعة ولا اقتدار في نصر أنفسهم، ولا في نصر عابديها، وليس لها قوة العقل والاستجابة.

فلو دعوتها إلى الهدى لم تهتد، وهي صور لا حياة فيها، فتراهم ينظرون إليك، وهم لا يبصرون حقيقة، لأنهم صوروها على صور الحيوانات من الآدميين أو غيرهم، وجعلوا لها أبصارا وأعضاء، فإذا رأيتها قلت: هذه حية، فإذا تأملتها عرفت أنها جمادات لا حراك بها، ولا حياة، فبأي رأي اتخذها المشركون آلهة مع اللّه؟ ولأي مصلحة أو نفع عكفوا عندها وتقربوا لها بأنواع العبادات؟

 

فإذا عرف هذا، عرف أن المشركين وآلهتهم التي عبدوها، لو اجتمعوا، وأرادوا أن يكيدوا من تولاه فاطر الأرض والسماوات، متولي أحوال عباده الصالحين، لم يقدروا على كيده بمثقال ذرة من الشر، لكمال عجزهم وعجزها، وكمال قوة اللّه واقتداره، وقوة من احتمى بجلاله وتوكل عليه.

وقيل: إن معنى قوله { وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ } أن الضمير يعود إلى المشركين المكذبين لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فتحسبهم ينظرون إليك يا رسول اللّه نظر اعتبار يتبين به الصادق من الكاذب، ولكنهم لا يبصرون حقيقتك وما يتوسمه المتوسمون فيك من الجمال والكمال والصدق.

(1/312)

 

________________________________________

 

 

﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) ﴾

 

 

{ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } .

 

هذه الآية جامعة لحسن الخلق مع الناس، وما ينبغي في معاملتهم، فالذي ينبغي أن يعامل به الناس، أن يأخذ العفو، أي: ما سمحت به أنفسهم، وما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق، فلا يكلفهم ما لا تسمح به طبائعهم، بل يشكر من كل أحد ما قابله به، من قول وفعل جميل أو ما هو دون ذلك، ويتجاوز عن تقصيرهم ويغض طرفه عن نقصهم، ولا يتكبر على الصغير لصغره، ولا ناقص العقل لنقصه، ولا الفقير لفقره، بل يعامل الجميع باللطف والمقابلة بما تقتضيه الحال وتنشرح له صدورهم.

 

{ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ } أي: بكل قول حسن وفعل جميل، وخلق كامل للقريب والبعيد، فاجعل ما يأتي إلى الناس منك، إما تعليم علم، أو حث على خير، من صلة رحم، أو بِرِّ والدين، أو إصلاح بين الناس، أو نصيحة نافعة، أو رأي مصيب، أو معاونة على بر وتقوى، أو زجر عن قبيح، أو إرشاد إلى تحصيل مصلحة دينية أو دنيوية، ولما كان لا بد من أذية الجاهل، أمر اللّه تعالى أن يقابل الجاهل بالإعراض عنه وعدم مقابلته بجهله، فمن آذاك بقوله أو فعله لا تؤذه، ومن حرمك لا تحرمه، ومن قطعك فَصِلْهُ، ومن ظلمك فاعدل فيه.

(1/313)

________________________________________

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

 

شكرا الحبيبة هدوء الفجر نسأل الله أن يتقبل منا

متابعة باذن الله

بارك الله في الاخوات

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

بارك الله فيكم

 

هدوء الفجر

بسملة النور

 

على المتابعة : )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وأما ما ينبغي أن يعامل به العبد شياطين الإنس والجن، فقال تعالى:

 

﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (202) ﴾

 

{ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ } .

 

أي: أي وقت، وفي أي حال { يَنزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ } أي: تحس منه بوسوسة، وتثبيط عن الخير، أو حث على الشر، وإيعاز إليه. { فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ } أي: التجئ واعتصم باللّه، واحتم بحماه فإنه { سَمِيعٌ } لما تقول. { عَلِيمٌ } بنيتك وضعفك، وقوة التجائك له، فسيحميك من فتنته، ويقيك من وسوسته، كما قال تعالى: { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } إلى آخر السورة.

 

ولما كان العبد لا بد أن يغفل وينال منه الشيطان، الذي لا يزال مرابطا ينتظر غرته وغفلته، ذكر تعالى علامة المتقين من الغاوين، وأن المتقي إذا أحس بذنب، ومسه طائف من الشيطان، فأذنب بفعل محرم أو ترك واجب - تذكر من أي باب أُتِيَ، ومن أي مدخل دخل الشيطان عليه، وتذكر ما أوجب اللّه عليه، وما عليه من لوازم الإيمان، فأبصر واستغفر اللّه تعالى، واستدرك ما فرط منه بالتوبة النصوح والحسنات الكثيرة، فرد شيطانه خاسئا حسيرا، قد أفسد عليه كل ما أدركه منه.

وأما إخوان الشياطين وأولياؤهم، فإنهم إذا وقعوا في الذنوب، لا يزالون يمدونهم في الغي ذنبا بعد ذنب، ولا يقصرون عن ذلك، فالشياطين لا تقصر عنهم بالإغواء، لأنها طمعت فيهم، حين رأتهم سلسي القياد لها، وهم لا يقصرون عن فعل الشر.

(1/313)

________________________________________

 

﴿ وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآَيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203) ﴾

 

{ وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } .

 

أي لا يزال هؤلاء المكذبون لك في تعنت وعناد، [ ص 314 ] ولو جاءتهم الآيات الدالة على الهدى والرشاد، فإذا جئتهم بشيء من الآيات الدالة على صدقك لم ينقادوا.

{ وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ } من آيات الاقتراح التي يعينونها { قَالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَهَا } أي: هلا اخترت الآية، فصارت الآية الفلانية، أو المعجزة الفلانية كأنك أنت المنزل للآيات، المدبر لجميع المخلوقات، ولم يعلموا أنه ليس لك من الأمر شيء، أو أن المعنى: لولا اخترعتها من نفسك.

{ قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي } فأنا عبد متبع مدبَّر، واللّه تعالى هو الذي ينزل الآيات ويرسلها على حسب ما اقتضاه حمده، وطلبتْه حكمته البالغة، فإن أردتم آية لا تضمحل على تعاقب الأوقات، وحجة لا تبطل في جميع الآنات، فـ { هَذَا } القرآن العظيم، والذكر الحكيم { بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ } يستبصر به في جميع المطالب الإلهية والمقاصد الإنسانية، وهو الدليل والمدلول فمن تفكر فيه وتدبره، علم أنه تنزيل من حكيم حميد لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وبه قامت الحجة على كل من بلغه، ولكن أكثر الناس لا يؤمنون، وإلا فمن آمن، فهو { هُدًى } له من الضلال { وَرَحْمَةٌ } له من الشقاء، فالمؤمن مهتد بالقرآن، متبع له، سعيد في دنياه وأخراه.

وأما من لم يؤمن به، فإنه ضال شقي، في الدنيا والآخرة.

(1/313)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) ﴾

 

{ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }

 

هذا الأمر عام في كل من سمع كتاب اللّه يتلى، فإنه مأمور بالاستماع له والإنصات، والفرق بين الاستماع والإنصات، أن الإنصات في الظاهر بترك التحدث أو الاشتغال بما يشغل عن استماعه.

وأما الاستماع له، فهو أن يلقي سمعه، ويحضر قلبه ويتدبر ما يستمع، فإن من لازم على هذين الأمرين حين يتلى كتاب اللّه، فإنه ينال خيرا كثيرا وعلما غزيرا، وإيمانا مستمرا متجددا، وهدى متزايدا، وبصيرة في دينه، ولهذا رتب اللّه حصول الرحمة عليهما، فدل ذلك على أن من تُلِيَ عليه الكتاب، فلم يستمع له وينصت، أنه محروم الحظ من الرحمة، قد فاته خير كثير.

ومن أوكد ما يؤمر به مستمع القرآن، أن يستمع له وينصت في الصلاة الجهرية إذا قرأ إمامه، فإنه مأمور بالإنصات، حتى إن أكثر العلماء يقولون: إن اشتغاله بالإنصات، أولى من قراءته الفاتحة، وغيرها.

 

(1/314)

________________________________________

 

﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205) إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206) ﴾

 

{ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ * إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ }

 

.

الذكر للّه تعالى يكون بالقلب، ويكون باللسان، ويكون بهما، وهو أكمل أنواع الذكر وأحواله، فأمر اللّه عبده ورسوله محمدا أصلا وغيره تبعا، بذكر ربه في نفسه، أي: مخلصا خاليا.

{ تَضَرُّعًا } أي: متضرعا بلسانك، مكررا لأنواع الذكر، { وَخِيفَةً } في قلبك بأن تكون خائفا من اللّه، وَجِلَ القلب منه، خوفا أن يكون عملك غير مقبول، وعلامة الخوف أن يسعى ويجتهد في تكميل العمل وإصلاحه، والنصح به.

{ وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ } أي: كن متوسطا، لا تجهر بصلاتك، ولا تخافت بها، وابتغ بين ذلك سبيلا. { بِالْغُدُوِّ } أول النهار { وَالآصَالِ } آخره، وهذان الوقتان لذكر الله فيهما مزية وفضيلة على غيرهما.

{ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ } الذين نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم، فإنهم حرموا خير الدنيا والآخرة، وأعرضوا عمن كل السعادة والفوز في ذكره وعبوديته، وأقبلوا على من كل الشقاوة والخيبة في الاشتغال به، وهذه من الآداب التي ينبغي للعبد أن يراعيها حق رعايتها، وهي الإكثار من ذكر اللّه آناء الليل والنهار، خصوصا طَرَفَيِ النهار، مخلصا خاشعا متضرعا، متذللا ساكنا، وتواطئا عليه قلبه ولسانه، بأدب ووقار، وإقبال على الدعاء والذكر، وإحضار له بقلبه وعدم غفلة، فإن اللّه لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه.

ثم ذكر تعالى أن له عبادا مستديمين لعبادته، ملازمين لخدمته وهم الملائكة، فلتعلموا أن اللّه لا يريد أن يتكثر بعبادتكم من قلة، ولا ليتعزز بها من ذلة، وإنما يريد نفع أنفسكم، وأن تربحوا عليه أضعاف أضعاف ما عملتم، فقال: { إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ }

{ إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ } من الملائكة المقربين، وحملة العرش والكروبيين.

{ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ } بل يذعنون لها وينقادون لأوامر ربهم { وَيُسَبِّحُونَهُ } الليل والنهار لا يفترون.

{ وَلَهُ } وحده لا شريك له { يَسْجُدُونَ } فليقتد العباد بهؤلاء الملائكة الكرام، وليداوموا [على] عبادة الملك العلام

 

.

تم تفسير سورة الأعراف

وللّه الحمد والشكر والثناء. وصلى اللّه على محمد وآله وصحبه وسلم.

(1/314)

________________________________________

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

 

تم تفسير سورة الأعراف

وللّه الحمد والشكر والثناء. وصلى اللّه على محمد وآله وصحبه وسلم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أريد أن أشكر الأخت الهام على ما قدمته في هذه المدارسة منذ بدايتها ونسأل الله سبحانه أن يجازيهاعنا خير الجزاء

التلخيص باذن الله

اللهم تقبل منا

إنَّ الذي يتولى نصري وحفظي هو الله الذي نزل علي القرآن وهو يتولى عباده الصالحين بالحفظ والتأييد، وهو وليهم في الدنيا والآخرة وإِن تدعوا هذه الأصنام إلى الهداية والرشاد لا يسمعوا دعاءكم فضلاً عن المساعدة والإِمداد وتراهم يقابلونك بعيون مصورة كأنها ناظرة وهي جماد لا تبصر لأن لهم صورة الأعين وهم لا يرون بها شيئاً.

 

 

أمر له عليه الصلاة والسلام بمكارم الأخلاق أي خذ بالسهل اليسير في معاملة الناس ومعاشرتهم ولا تقابل السفهاء بمثل سفههم بل احلم عليهم

وإما يصيبنك يا محمد طائف من الشيطان بالوسوسة فاستجر بالله والجأ إليه في دفعه عنك انه سميع لما تقول عليمٌ بما تفعل و الذين اتصفوا بتقوى الله إذا أصابهم الشيطان بوسوسته تذكروا عقاب الله وثوابه فأبصرو الحق بنور البصيرة

وإخوان الشياطين الذين لم يتقوا الله وهم الكفرة الفجرة فإن الشياطين تغويهم وتزين لهم سبل الضلال و لا يكفّون عن إغوائهم.

وإذا لم تأتهم بمعجزةٍ كما اقترحوا قالو هلاّ اختلقتها يا محمد واخترعتها من عند نفسك؟‍ وهو تهكمٌ منهم لعنهم الله قل لهم يا محمد ليس الأمر إليّ حتى آتي بشيء من عند نفسي وإنما أنا عبد امتثل ما يوحيه الي الله هذا القرآن

وهذه الحججٌ بينة من المعجزات فهي بمنزلة البصائر للقلوب به يُبْصر الحق ويدرك وهداية ورحمة للمؤمنين

وإذا تليت آيات القرآن فاستمعوها بتدبر للقرآن وإجلالاً لكي تفوز بالرحمة

واذكر ربك سراً مستحضراً لعظمته متضرعاً إليه وخائفاً منه وسطاً بين الجهر والسر في الصباح والعشي ولا تغفُل عن ذكر الله

الملائكة لا يتكبرون عن عبادة ربهم و ينزهونه عما لا يليق به ولا يسجدون إلا لله.

تم تعديل بواسطة بسملة النور

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

بارك الله فيكِ إلهام الحبيبة

 

وجزاكِ الله خيرا بسملة الغالية على تلخيصك..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الله ربي يتولاني,وهو سبحانه من يدفع عني الشر ويجلب لي الخير وهو سبحانه من نزل الكتاب الذي فيه الهدى والنور وهو تعالى من يتولى الصالحين الذين صلحت نياتهم وأفعالهم

ومن البين أن الأصنام لا تستحق أن تعبد ,إذكيف يعبد من لا يستطيع نصركم , ولا هم يستطيعون نصرا لأنفسهم , ثم اأتم جعلتموها كصوركم , لها أعين وآذان وغيرذلك , والناظر إليها يظن أنها حية , لكن ما يفتأ أن يلحظ أنها جماد , لا تستطيع حراكا ولا تنفعها الأعضاء التي جعلتموها لها,فكيف تجعل آلهة ويتقرب إليها بأنواع العبادات؟

فإذن عجز المشركون وعجزت آلهتهم على أن يكيدوا بمن تولاه العلي القدير , وقيل إن معنى : وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون,أن المشركين ينظرون إليك يا محمد- صلى الله عليه وسلم-لا نظر من يبصر حقيقة صدقك .

ثم يوضح القرآن كيف يكون حسن الخلق وقمة الرقي في التعامل مع الناس فأمر سبحانه بأن يلتمس العذر من الناس وأن لا يكلفوا بأكثر من طاقتهم وان يغض الطرف عن تقصيرهم و ويعاملوا بما يقتضيه حالهم , وتنشرح له صدورهم

وأن يكون القول قولا حسنا ,والفعل الفعل الطيب , فيهتم الإنسان بتعليم الخير للناس , وإصلاح بينهم ,ونصحهم , وإعانة على الخير كله ,وإرشاد لتحصيل مصلحة دينية و زجر لهم عن كل شر وغير ذلك من أمور البر, فإن قوبل المرء باذى من جاهل فليكن الإعراض وعدم المقابلة بالمثل هو الرد , فالاولى أن يصل المرء من قطعه و ويعطي من حرمه , ويعدل على من ظلمه

وإذا وسوس الشيطان للمرء بأمر فيه شر أو ثبطه عن الخير فليلجأ إلى مولاه وليستعذ بالله سبحانه منه, فهو السميع العليم ,فالمتقين إن مسهم طائف من الشيطان تذكروا وأنابوا إلى ربهم ورجعوا إلى الصواب وتابوا توبة نصوحا

اما إخوان الشياطين فلا يزالون غارقين في الذنوب ,ذنبا تلو الآخر,إذ علمت الشياطين انهم سينقاذون لهم ,فما قصرت في إغوائهم

والمشركون كلما جاءتهم آية من عند الله تعالى , تعنتوا وعاندوا وكابروا , وقالوا لولا كانت الآية كذا وكذا ,أو قالوا لو لا اخترعتها من نفسك ,لكن الآيات والمعجزات هي من عند الله رب العالمين ,فمن أراد آية محكمة,لم ير مثلها , هي لكل زمان وكمان فهو القرآن العظيم فهو الهدى والرحمة والنور لكل من أخذ به , ومن تركه ضل وشقي

وقد أمر سبحانه عند تلاوة القرآن أن يستمع له وينصت فلا يشتغل بغيره و أن ينيخ سمعه,ويتدبر ما يستمعه , ومن لا زم على هذين الأمرين ناله الخير العميم ,والعلم الكثير ,ولحظي بإيمان مستمر متجدد, فكان من المرحومين, وبالتالي من لم يستمع ولم ينصت عند تلاوة كلام الله تعالى , حرم من الرحمة , وفاته الخير الكبير

يأمر سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يكثر من ذكره تعالى بالقلب واللسان ,وهو أمر للناس جميعا,فعليهم ان يكثروا من ذكر ربهم , وان لا يغفلوا عن ذكره سبحانه,ولأول النهار وآخره وقت فاضل لذكر الله رب العالمين ,ونهوا ان يكونوا من الغافلين , فالله سبحانه إنما اراد من عباده ذكره لمصلحتهم و ولنفعهم ,فهو سبحانه لديه ملائكة مستدمي ذكره سبحانه , لا يتكبرون عن عبادته ويسبحونه ليلا ونهارا لا يتعبون ولا يملون,وله سبحانه يسجدون , فليكونوا قدوة للناس , ولتداوموا على عبادته سبحانه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×