اذهبي الى المحتوى
أمّ عبد الله

مُدارسة كتاب : •°o.O تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان O.o°•

المشاركات التي تم ترشيحها

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكن الله خيرا اخواتي

 

بسملة النور

 

ارجو الله

 

امة من اماء الله

 

على التلخيص والمتابعة

 

نفع الله به

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) ﴾

 

{ قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } .

 

فحينئذ مَنَّ اللّه عليهما بالتوبة وقبولها، فاعترفا بالذنب، وسألا من اللّه مغفرته فقالا { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } أي: قد فعلنا الذنب، الذي نهيتنا عنه، وأضررنا أنفسنا باقتراف الذنب، وقد فعلنا سبب الخسار إن لم تغفر لنا، بمحو أثر الذنب وعقوبته، وترحمنا بقبول التوبة والمعافاة من أمثال هذه الخطايا.

فغفر اللّه لهما ذلك { وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى }.

هذا وإبليس مستمر على طغيانه غير مقلع عن عصيانه فمن أشبه آدم بالاعتراف وسؤال المغفرة والندم والإقلاع - إذا صدرت منه الذنوب - اجتباه ربه وهداه.

ومن أشبه إبليس - إذا صدر منه الذنب لا يزال يزداد من المعاصي - فإنه لا يزداد من اللّه إلا بُعْدًا.(1/285)

________________________________________

 

﴿ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25) يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) ﴾

 

{ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ * يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } .

 

 

أي: لما أهبط اللّه آدم وزوجته وذريتهما إلى الأرض، أخبرهما بحال إقامتهم فيها، وأنه جعل لهم فيها حياة يتلوها الموت، مشحونة بالامتحان والابتلاء، وأنهم لا يزالون فيها، يرسل إليهم رسله، وينزل عليهم كتبه، حتى يأتيهم الموت، فيدفنون فيها، ثم إذا استكملوا بعثهم اللّه وأخرجهم منها إلى الدار التي هي الدار حقيقة، التي هي دار المقامة.

 

ثم امتن عليهم بما يسر لهم من اللباس الضروري، واللباس الذي [ ص 286 ] المقصود منه الجمال، وهكذا سائر الأشياء، كالطعام والشراب والمراكب، والمناكح ونحوها، قد يسر اللّه للعباد ضروريها، ومكمل ذلك، و[بين لهم] (1) أن هذا ليس مقصودا بالذات، وإنما أنزله اللّه ليكون معونة لهم على عبادته وطاعته، ولهذا قال: { وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ } من اللباس الحسي، فإن لباس التقوى يستمر مع العبد، ولا يبلى ولا يبيد، وهو جمال القلب والروح.

 

وأما اللباس الظاهري، فغايته أن يستر العورة الظاهرة، في وقت من الأوقات، أو يكون جمالا للإنسان، وليس وراء ذلك منه نفع.

وأيضا، فبتقدير عدم هذا اللباس، تنكشف عورته الظاهرة، التي لا يضره كشفها، مع الضرورة، وأما بتقدير عدم لباس التقوى، فإنها تنكشف عورته الباطنة، وينال الخزي والفضيحة.

وقوله: { ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } أي: ذلك المذكور لكم من اللباس، مما تذكرون به ما ينفعكم ويضركم وتشبهون (2) باللباس الظاهر على الباطن.

__________

(1) زيادة من هامش ب.

(2) هكذا في أ، وفي ب: وتستعينون.

(1/285)

 

﴿ يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) ﴾

 

 

{ يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ } .

 

 

يقول تعالى، محذرا لبني آدم أن يفعل بهم الشيطان كما فعل بأبيهم: { يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ } بأن يزين لكم العصيان، ويدعوكم إليه، ويرغبكم فيه، فتنقادون له { كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ } وأنزلهما من المحل العالي إلى أنزل منه، فأنتم يريد أن يفعل بكم كذلك، ولا يألو جهده عنكم، حتى يفتنكم، إن استطاع، فعليكم أن تجعلوا الحذر منه في بالكم، وأن تلبسوا لأمَةَ الحرب بينكم وبيْنه، وأن لا تغفُلوا عن المواضع التي يدخل منها إليكم.

 

فـ { إِنَّهُ } يراقبكم على الدوام، و { يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ } من شياطين الجن { مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ } فعدم الإيمان هو الموجب لعقد الولاية بين الإنسان والشيطان.

 

{ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ }.

(1/286)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
بســم الله الـرحمــن الرحيــم

بارك الله في الهام

متابعة باذن الله

 

 

وبارك فيكِ

 

بسملة النور

 

ونفعنا واياكِ بما علمنا

 

متابعة بحمد الله تعالى فقط دعواتكم لي بالثبات ...

 

يسر الله لكِ امرك

 

وثبتك ورزقك العلم النافع

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

﴿ وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) ﴾

 

 

{ وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ * قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ * فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ } .

 

 

يقول تعالى مبينا لقبح حال المشركين الذين يفعلون الذنوب، وينسبون أن الله أمرهم بها. { وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً } وهي: كل ما يستفحش ويستقبح، ومن ذلك طوافهم بالبيت عراة { قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا } وصدقوا في هذا. { وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا } وكذبوا في هذا، ولهذا رد اللّه عليهم هذه النسبة فقال: { قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ } أي: لا يليق بكماله وحكمته أن يأمر عباده بتعاطي الفواحش لا هذا الذي يفعله المشركون ولا غيره { أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ } وأي افتراء أعظم من هذا؟.

 

ثم ذكر ما يأمر به، فقال: { قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ } أي: بالعدل في العبادات والمعاملات، لا بالظلم والجور. { وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ } أي: توجهوا للّه، واجتهدوا في تكميل العبادات، خصوصا "الصلاة" أقيموها، ظاهرا وباطنا، ونقوها من كل نقص ومفسد. { وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } أي: قاصدين بذلك وجهه وحده لا شريك له. والدعاء يشمل دعاء المسألة، ودعاء العبادة، أي: لا تراءوا ولا تقصدوا من الأغراض في دعائكم سوى عبودية اللّه ورضاه.

{ كَمَا بَدَأَكُمْ } أول مرة { تَعُودُونَ } للبعث، فالقادر على بدء خلقكم، قادر على إعادته، بل الإعادة، أهون من البداءة.

 

{ فَرِيقًا } منكم { هَدَى } اللّه، أي: وفقهم للهداية، ويسر لهم أسبابها، وصرف عنهم موانعها. { وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ } أي: وجبت عليهم الضلالة بما تسببوا لأنفسهم وعملوا بأسباب الغواية.

فـ { إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ } { وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً } فحين انسلخوا من ولاية الرحمن، واستحبوا ولاية الشيطان، حصل لهم النصيب الوافر من الخذلان، ووكلوا إلى أنفسهم فخسروا أشد الخسران. { وَ } هم { يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ } لأنهم انقلبت عليهم الحقائق، فظنوا الباطل حقا والحق باطلا وفي هذه الآيات دليل على أن الأوامر والنواهي تابعة للحكمة والمصلحة، حيث ذكر تعالى أنه لا يتصور أن يأمر بما تستفحشه وتنكره العقول، وأنه لا يأمر إلا [ ص 287 ] بالعدل والإخلاص، وفيه دليل على أن الهداية بفضل اللّه ومَنِّه، وأن الضلالة بخذلانه للعبد، إذا تولى - بجهله وظلمه - الشيطانَ، وتسبب لنفسه بالضلال، وأن من حسب أنه مهتدٍ وهو ضالٌّ، أنه لا عذر له، لأنه متمكن من الهدى، وإنما أتاه حسبانه من ظلمه بترك الطريق الموصل إلى الهدى.(1/286)

________________________________________

 

﴿ يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) ﴾

 

 

{ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } .

 

يقول تعالى - بعد ما أنزل على بني آدم لباسا يواري سوءاتهم وريشا: { يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ } أي: استروا عوراتكم عند الصلاة كلها، فرضها ونفلها، فإن سترها زينة للبدن، كما أن كشفها يدع البدن قبيحا مشوها.

ويحتمل أن المراد بالزينة هنا ما فوق ذلك من اللباس النظيف الحسن، ففي هذا الأمر بستر العورة في الصلاة، وباستعمال التجميل فيها ونظافة السترة من الأدناس والأنجاس.

ثم قال: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا } أي: مما رزقكم اللّه من الطيبات { وَلا تُسْرِفُوا } في ذلك، والإسراف إما أن يكون بالزيادة على القدر الكافي والشره في المأكولات الذي يضر بالجسم، وإما أن يكون بزيادة الترفه والتنوق في المآكل والمشارب واللباس، وإما بتجاوز الحلال إلى الحرام.

{ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } فإن السرف يبغضه اللّه، ويضر بدن الإنسان ومعيشته، حتى إنه ربما أدت به الحال إلى أن يعجز عما يجب عليه من النفقات، ففي هذه الآية الكريمة الأمر بتناول الأكل والشرب، والنهي عن تركهما، وعن الإسراف فيهما.

(1/287

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

بروفسورة قارئة

متابعة بحمد الله تعالى فقط دعواتكم لي بالثبات ...

يسر الله لكِ امرك

 

وثبتك ورزقك العلم النافع

متابعة باذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33) ﴾

 

 

{ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ } .

 

 

يقول تعالى منكرا على من تعنت، وحرم ما أحل اللّه من الطيبات { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ } من أنواع اللباس على اختلاف أصنافه، والطيبات من الرزق، من مأكل ومشرب بجميع أنواعه، أي: مَن هذا الذي يقدم على تحريم ما أنعم اللّه بها على العباد، ومن ذا الذي يضيق عليهم ما وسَّعه اللّه؟".

 

وهذا التوسيع من اللّه لعباده بالطيبات، جعله لهم ليستعينوا به على عبادته، فلم يبحه إلا لعباده المؤمنين، ولهذا قال: { قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ } أي: لا تبعة عليهم فيها.

 

ومفهوم الآية أن من لم يؤمن باللّه، بل استعان بها على معاصيه، فإنها غير خالصة له ولا مباحة، بل يعاقب عليها وعلى التنعم بها، ويُسأل عن النعيم يوم القيامة.

{ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ } أي: نوضحها ونبينها { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } لأنهم الذين ينتفعون بما فصله اللّه من الآيات، ويعلمون أنها من عند اللّه، فيعقلونها ويفهمونها.

ثم ذكر المحرمات التي حرمها اللّه في كل شريعة من الشرائع فقال: { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ } أي: الذنوب الكبار التي تستفحش وتستقبح لشناعتها وقبحها، وذلك كالزنا واللواط ونحوهما.

 

وقوله: { مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } أي: الفواحش التي تتعلق بحركات البدن، والتي تتعلق بحركات القلوب، كالكبر والعجب والرياء والنفاق، ونحو ذلك، { وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ } أي: الذنوب التي تؤثم وتوجب العقوبة في حقوق اللّه، والبغي على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، فدخل في هذا الذنوبُ المتعلقةُ بحق اللّه، والمتعلقةُ بحق العباد.

{ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنزلْ بِهِ سُلْطَانًا } أي: حجة، بل أنزل الحجة والبرهان على التوحيد. والشركُ هو أن يشرك مع اللّه في عبادته أحد من الخلق، وربما دخل في هذا الشرك الأصغر كالرياء والحلف بغير اللّه، ونحو ذلك.

{ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ } في أسمائه وصفاته وأفعاله وشرعه، فكل هذه قد حرمها اللّه، ونهى العباد عن تعاطيها، لما فيها من المفاسد الخاصة والعامة، ولما فيها من الظلم والتجري على اللّه، والاستطالة على عباد اللّه، وتغيير دين اللّه وشرعه.

(1/287)

________________________________________

 

﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34) ﴾

 

{ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ } .

 

أي: وقد أخرج اللّه بني آدم إلى الأرض، وأسكنهم فيها، وجعل لهم أجلا مسمى لا تتقدم أمة من الأمم على وقتها المسمى، ولا تتأخر، لا الأمم المجتمعة ولا أفرادها.(1/287)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
بســم الله الـرحمــن الرحيــم

متابعة باذن الله

 

جزاكِ الله خيرا

 

بسملة

 

تسعدني متابعتك: )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

﴿ يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (36) ﴾

 

{ يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } .

 

 

لما أخرج اللّه بني آدم من الجنة، ابتلاهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب عليهم يقصون عليهم آيات اللّه ويبينون لهم [ ص 288 ] أحكامه، ثم ذكر فضل من استجاب لهم، وخسار من لم يستجب لهم فقال: { فَمَنِ اتَّقَى } ما حرم اللّه، من الشرك والكبائر والصغائر، { وَأَصْلَحَ } أعماله الظاهرة والباطنة { فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } من الشر الذي قد يخافه غيرهم { وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } على ما مضى، وإذا انتفى الخوف والحزن حصل الأمن التام، والسعادة، والفلاح الأبدي.

{ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا } أي: لا آمنت بها قلوبهم، ولا انقادت لها جوارحهم، { أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } كما استهانوا بآياته، ولازموا التكذيب بها، أهينوا بالعذاب الدائم الملازم.

(1/287)

________________________________________

 

﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37) قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (38) ﴾

 

 

{ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ* قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ } .

 

أي: لا أحد أظلم { مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا } بنسبة الشريك له، أو النقص له، أو التقول عليه ما لم يقل، { أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ } الواضحة المبينة للحق المبين، الهادية إلى الصراط المستقيم، فهؤلاء وإن تمتعوا بالدنيا، ونالهم نصيبهم مما كان مكتوبا لهم في اللوح المحفوظ، فليس ذلك بمغن عنهم شيئا، يتمتعون قليلا ثم يعذبون طويلا { حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ } أي: الملائكة الموكلون بقبض أرواحهم واستيفاء آجالهم.

{ قَالُوا } لهم في تلك الحالة توبيخا وعتابا { أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ } من الأصنام والأوثان، فقد جاء وقت الحاجة إن كان فيها منفعة لكم أو دفع مضرة. { قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا } أي: اضمحلوا وبطلوا، وليسوا مغنين عنا من عذاب اللّه من شيء.

{ وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ } مستحقين للعذاب المهين الدائم.

(1/288)

 

فقالت لهم الملائكة { ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ } أي: في جملة أمم { قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإنْسِ } أي: مضوا على ما مضيتم عليه من الكفر والاستكبار، فاستحق الجميع الخزي والبوار، كلما دخلت أمة من الأمم العاتية النار { لَعَنَتْ أُخْتَهَا } كما قال تعالى: { ويَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا } { حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا } أي: اجتمع في النار جميع أهلها، من الأولين والآخرين، والقادة والرؤساء والمقلدين الأتباع.

{ قَالَتْ أُخْرَاهُمْ } أي: متأخروهم، المتبعون للرؤساء { لأولاهُمْ } أي: لرؤسائهم، شاكين إلى اللّه إضلالهم إياهم: { رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ } أي: عذبهم عذابا مضاعفا لأنهم أضلونا، وزينوا لنا الأعمال الخبيثة.

{ قَالَ } اللّه { لِكُلٍّ } منكم { ضِعْفٌ } ونصيب من العذاب.

(1/288)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

 

جزاكِ الله خيرا

 

بسملة

 

تسعدني متابعتك: )

بل انت جزاك الله خيرا

 

الحبيبات أين أنتن؟؟؟

متابعة باذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

﴿ وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39) ﴾

 

{ وَقَالَتْ أُولاهُمْ لأخْرَاهُمْ } . أي: الرؤساء، قالوا لأتباعهم: { فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ } أي: قد اشتركنا جميعا في الغي والضلال، وفي فعل أسباب العذاب، فأي: فضل لكم علينا؟ { فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ } ولكنه من المعلوم أن عذاب الرؤساء وأئمة الضلال أبلغ وأشنع من عذاب الأتباع، كما أن نعيم أئمة الهدى ورؤسائه أعظم من ثواب الأتباع، قال تعالى: { الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ } فهذه الآيات ونحوها، دلت على أن سائر أنواع المكذبين بآيات اللّه، مخلدون في العذاب، مشتركون فيه وفي أصله، وإن كانوا متفاوتين في مقداره، بحسب أعمالهم وعنادهم وظلمهم وافترائهم، وأن مودتهم التي كانت بينهم في الدنيا تنقلب يوم القيامة عداوة وملاعنة.

(1/288)

________________________________________

 

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) ﴾

 

{ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ * لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ } .

 

 

يخبر تعالى عن عقاب من كذب بآياته فلم يؤمن بها، مع أنها آيات بينات، واستكبر عنها فلم يَنْقَد لأحكامها، بل كذب وتولى، أنهم آيسون من كل خير، فلا تفتح أبواب السماء لأرواحهم إذا ماتوا وصعدت تريد العروج إلى اللّه، فتستأذن فلا يؤذن لها، كما لم تصعد في الدنيا إلى الإيمان باللّه ومعرفته ومحبته كذلك لا تصعد بعد الموت، فإن الجزاء من جنس العمل.

ومفهوم الآية أن أرواح المؤمنين المنقادين لأمر اللّه المصدقين بآياته، تفتح لها أبواب السماء حتى تعرج إلى اللّه، وتصل إلى حيث أراد اللّه من العالم العلوي، وتبتهج بالقرب من ربها والحظوة برضوانه.

وقوله عن أهل النار { وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ } وهو البعير المعروف { فِي سَمِّ الْخِيَاطِ } أي: حتى يدخل البعير الذي هو من أكبر الحيوانات جسما، في خرق الإبرة، الذي هو من أضيق الأشياء، وهذا من باب تعليق الشيء بالمحال، أي: فكما أنه محال دخول الجمل في سم الخياط، فكذلك المكذبون بآيات اللّه محال دخولهم الجنة، قال تعالى: { إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ } [ ص 289 ] وقال هنا { وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ } أي: الذين كثر إجرامهم واشتد طغيانهم.

{ لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ } أي: فراش من تحتهم { وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } أي: ظلل من العذاب، تغشاهم.

{ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ } لأنفسهم، جزاء وفاقا، وما ربك بظلام للعبيد.(1/288)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

ادم وحواءاعترفا بالخطيئة وتابا من الذنب وطلبا من الله المغفرة والرحمة

امر الله سبحانه ادم وحواء وإِبليس بالهبوط إِلى الأرض حال كون بعضكم عدواً لبعض لكم في الأرض موضع استقرار وتمتع وانتفاع إِلى حين انقضاء آجالكم

وفي الأرض تعيشون وفيها تُقبرون ومنها تُخرجون للجزاء

ثم ذكر تعالى ما امتنَّ به على ذرية آدم من اللباس والرياش والمتاع

وقد أنزلنا عليكم لباسين: لباساً يستر عوراتكم، ولباساً يزينكم وتتجملون به ولباس الورع والخشية من الله تعالى خير ما يتزين به المرء إِنزال اللباس من الآيات العظيمة الدالة على فضل الله ورحمته على عباده لعلهم يذكرون هذه النعم فيشكرون الله عليها

يا بني ادم لا يغوينكم الشيطان بإَضلاله وفتنته كما أغوى أبويكم فأكلا من الشجرة حتى أخرجهما من الجنة ينزع عنهما اللباس لتظهر العورات

إن الشيطان يبصركم هو وجنوده من الجهة التي لا تبصرونه منها، فهو لكم بالمرصاد فاحذروا كيده ومكره لأن العدو إِذا أتى من حيث لا يُرى كان أشدَّ وأخوف و جعلنا الشياطين أعواناً وقرناء للكافرين.

الدعوة إلى ترك ضلالات الآباء والتمسك بهداية الله تعالى

وإِذا فعل المشركون فاحشة وهي الفعلة المتناهية في القبح كالطواف حول البيت عراة اعتذروا عن ذلك الفعل القبيح بتقليد الآباء وأن الله أمرنا وهذا افتراء على الله

قل لهم يا محمد: الله منَزّه عن النقص لا يأمر عباده بقبائح الأفعال ومساوئ الخصال أتكذبون على الله وتنسبون إِليه القبيح دون علمٍ ونظرٍ صحيح؟ فالله امر بالعدل والاستقامة

و توجهوا بكليتكم إِليه عند كل سجود واعبدوه مخلصين له العبادة والطاعة

كما بدأكم من الأرض تعودون إِليها هدى فريقاً منكم وأضلَّ فريقاً منكم وهو الفعال لما يريد لا يُسأل عما يفعل

والفريق الذين حقت عليهم الضلالة أي اتخذوا الشياطين نصراء من دون الله يظنون أنهم على بصيرة وهداية.

إباحة الطيبات والإنكار على الذين يحرِّمون ما أحل الله

و البسوا أفخر ثيابكم وأطهرها عند كل صلاة أو طواف ولا تسرفوا في الزينة والأكل والشرب بما يضر بالنفس والمال انه لا يحب المتعدين حدود الله فيما أحلَّ وحرّم

قل يا محمد لهؤلاء الجهلة من العرب الذين يطوفون بالبيت عراةً ويحرمون على أنفسهم ما أحللت لهم من الطيبات هذه الزينة والطيبات في الدنيا مخلوقة للمؤمنين وإن شاركهم فيها الكفار، وستكون خالصة لهم يوم القيامة لا يشركهم فيها أحد لأن الله حرم الجنة على الكافرين و نبيّن ونوضح الآيات لقوم يتدبرون حكمة الله ويفقهون تشريعه.

قل لهم يا محمد ما حرّم الله إلا القبائح من الأشياء التي تفاحش قبحها وتناهى ضررها، سواء ما كان منها في السر أو في العلن

وحرّم المعاصي كلها والعدوان على الناس وأن تجعلوا له شركاء في عبادته بدون حجة أو برهان وأن تفتروا على الله الكذب في التحليل والتحريم.

لكل أمة كذبت رسلها مدة لهلاكها فإِذا جاء وقت هلاكهم المقدر لهم لا يتأخر عنهم برهة من الزمن ولا يتقدم يابني آدم جميع الأمم والمعنى إن يجئْكُم رسلي الذين أرسلتهم إليكم يبينون لكم الأحكام والشرائع فمن اتقى منكم ربه بفعل الطاعات وترك المحرمات فلا خوف عليهم في الآخرة ولا هم يحزنون وأما من كذب واستكبر عن الإِيمان بما جاء به الرسل فأولئك في نار جهنم ماكثون لا يخرجون منها أبداً.

و من أقبح وأشنع ممن تعمْد الكذب على الله أو كذّب بآياته المنزلة فيصيبهم حظهم في الدنيا مما كُتب لهم وقُدر من الأرزاق والآجال

جاءت ملائكة الموت تقبض أرواحهم أين الآلهة التي كنتم تعبدونها من دون الله أدعوهم ليخلصوكم من العذاب قال الأشقياء المكذبون لقد غابوا عنا فلا نرجوا نفعهم ولا خيرهم وأقروا واعترفوا على أنفسهم بالكفر والضلال، وإنما قالوا ذلك على سبيل التحسر والاعتراف بما هم عليه من الخيبة والخسران

يقول الله تعالى يوم القيامة لهؤلاء المكذبين بآياته: ادخلوا مع أمم أمثالكم من الفجرة في نار جهنم من كفار الأمم الماضية من الإِنس والجن كلما دخلت طائفة النار لعنت التي قبلها لضلالها بهاحتى اذا تلاحقوا واجتمعوا في النار كلهم قال الأتباع للقادة والرؤساء الذين أضلوهم يا ربنا هؤلاء هم الذين أضلونا عن سبيلك وزينوا لنا طاعة الشيطان فأذقهم العذاب مضاعفاً لأنهم تسببوا في كفرنا

فلكلٍ من القادة والأتباع عذاب مضاعف أما القادة فلضلالهم وإضلالهم، وأما الأتباع فلكفرهم وتقليدهمولكن لا تعلمون هوله ولهذا تسألون لهم مضاعفة العذاب قال القادة للأتباع لا فضل لكم علينا في تخفيف العذاب فنحن متساوون في الضلال وفي استحقاق العذاب الأليم فذوقوا عذاب جهنم بسبب إجرامكم، قالوه لهم على سبيل التشفي لأنهم دعوا عليهم بمضاعفة العذاب.

والذين كذبوا بآياتنا مع وضوحها واستكبروا عن الإِيمان بها والعمل بمقتضاها لا يصعد لهم عمل صالح

ولا يدخلون يوم القيامة الجنة حتى يدخل الجمل في ثقب الإِبرة، وهذا تمثيل لاستحالة دخول الكفار الجنة كاستحال دخول الجمل على ضخامته في ثقب الإِبرة على دقته مبالغة في التصوير أ ومثل ذلك الجزاء الفظيع نجزي أهل العصيان والإِجرام لهم فراش من النار من تحتهم ومن فوقهم أغطية من النار ومثل ذلك الجزاء الشديد نجزي كل من ظلم وتعدّى حدود الله.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

ويفعل آدم عليه السلام أةل ذنب منذ أن خلق الله السموات والأرض ، وبعد أن يعاتبه ربه جل فى علاه ويعترف آدم بخطيئته وأنه ظلم نفسه ، يطلب من الله تعالى المغفرة فيغفر له جل فى علاه ،فيهبط آدم عليه السلام الارض ومعه زوجه وفيعا يخبرهم تعالى أن هذه الارض التى فيا تعيشون وفيها يرسل لكم الرسل وفيها المعيشة وفيها الموت ثم الحياة الاخرة بعد الموت ، فقد من الله على العباد بالستر باللباس الذى يستر العورات ويخبرهم أن لباس التقوى هو الخير المحض ف‘نه يستمر مع العبد فلا يبلى ولا يذوب بخلاف اللباس الظاهرى الذى ما يابث أن يبلى ويذوب ، ويحذر تعالى العباد من كيد الشيطان وأنه يريد أن يفتنهم ويهديهم الى سوء الصراط ويخرجهم من الجنة كا أخرج أبونا آدم عليه السلام فهو يراقبكم ويراكم هو وجنوده حيث لا نراهم ،

ولانهم تجردوا من الإيمان بالله كانوا أولياء للشياطين ، ثم تقوم الحجة على المكشركين بأن الله لا يأمرهم بالفحشاء والمنكر كما يفعلون بطوافهم عراه حول الكعبة وغير ذلك من المنكرات والمحرمات ،، فالله تعالى لا يأمر الا بالاحسان والإيمان والعدل ولا يأمر كما تزعنمون بالفحشاء ، ويأمر تعالى عباده أن يعبدوه ويقيموا الصلاة ظاهرآ وباطنآ وأن تكون خالية من كل نقص ،وعليكم بالدعاء قاصدين وجه الله تعالى .

فهو سبحانه كما أوجد العباد من عدم قادر على إعادته فالإعادة أهون من البداءة سبحانه وتعالى .

وبعد أن من الله على بنى آدم بالستر باللباس يأمرهم بسترها عند كل صلاة فريضة أو نفل والله أعلم ويبيح لنا الطيبات من المأكل والمشرب ولكن بدون اسراف فالله تعالى يبغض أهل الاسراف ، وعجبآ لمن يحرم زينة الله من المأكل والمشرب والملبس ، فهذا كله من الطيبات التى من الله بها علينا لنتقوى بها على العبادة ، ثم ذكر تعالى المحرمات التى حرمها فى كل الشرائع فقد حرم الفواحش من الذنوب ما كبر منها وما صغر وما ظهر وما بطن وكل الذنوب التى توجب العقوبة فى حق الله وحق العباد ، ثم بين أكبر الكبائر وهى الشرك بالله والعياذ بالله كما أن من الكبائر التقول على الله فى أسمئه وصفاته وأقوله وشرعه فهذا ما حرم الله ونهى العباد عن اقترافها والقرب منها .

وذكر تعالى أن لكل أمة من ألامم أجل محدد فلا تتقدم أمة على أمة ولا تتأخر ولكل أجل كتاب .

وبعد أن أنزل الله تعالى آدم من الجنة ابتلى العباد بالمحن والابتلاءات التى تمحصهم ، فأرسل عليهم الرسل ليقصوا عليهم آياته ويوضحون ويبينون أحكامه ،فمن استجاب وأمن وإتقى ما حرم الله فهؤلاء لا خوف عليهم ولا حزن ، ومن خالف ذلك من أهل الضلال واستكبروا على رسل الله وعلى آياته فهم من أصحاب النار أعاذنا الله واياكن منها .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم أخواتى الحبيبات الهام كيف الحال والاحوال ، وأختى بسملة وأختى أمة من اماء الله اشتقت لكن

وحيا الله أختى برفسورة كيف حالك

أحبكن جميعآ فى الله ، لا تنسونى من صالح دعائكن ، أن يثبتنى الله ويعلمنى الكتاب والحكمة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

 

من الله تعالى على آدم وزوجه حواء بالتوبة ,فاعترفا بذنبهما وأنابا إلى الله تعالى وسألاه المغفرة, فتاب عنهما وغفرلهما

لما أنزل الله تعالى آدم وحواء إلى الأرض , أخبرهما أن الأرض سيكون فيها مقامهما وذريتهما, وأنها دار ابتلاء , وسيرسل لهم الرسل , وينزل عليهم الكتب , وحياتهم في الأرض يعقبها الموت , ففيها يدفنون ومنها يخرجون تارة أخرى , وإليه يرجعون

ثم يمتن الله تعالى عليهم بنعمه الواسعة , وكيف أنه سبحانه يسر لهم اللباس و الطعام والشراب , وكله من أجل إعانتهم على عبادته سبحانه وطاعته , وهو لباس حسي , يفنى , أما لباس التقوى فهو باق , وإذا كان اللباس يستر عورة الجسم , ويكون به جميلا ,فإن لباس التقوى لا يكشف به عن العورة الباطنة , وفيه الحمال الحقيقي , حيث جمال الروح والقلب, وهو الجمال الذي لا يبيد أبدا , وهذا كله من ءاياته سبحانه التي يتلوها الله تعالى على عباده لعلهم يتذكرون

ويحذر تعالى بني آدم من أن يفتنهم الشيطان ويغويهم ,كما فعل بأبويهم من قبل , حيث أخرجهم من الجنة , إلى شقاء الدنيا , فالواجب الحذر منه , والإستعانة بالله على ذلك , وعدم الغفلة , فالشيطان يراقب بني آدم على الدوام , وما الولاية التي تعقد بين الإنسن والشيطان إلا بسبب عدم الإيمان فالحذر الحذر

قبح صنيع المشركين حيث نسبوا فعلهم للفاحشة لأمره سبحانه , فقالوا قد وجدنا آباءنا يفعلون ذلك والله أمرنا بها , فالله سبحانه أبدا لا يأمر بالفحشاء , عظمت فريتهم , بل الله يأمر بالعدل والقسط , وإقام الصلاة , وفعل كل عبادة ,على الوجه الأكمل ,ويجب أن تكون كلها له سبحانه ,فالعبادة والدعاء له سبحانه , وإليه المرجع والمآب ,وإعادة الخلق أهون عليه سبحانه من البداءة , ومن الناس من هدي إلى سواء السبيل , ومنهم من جعلوا الشياطين أولياء , فانسلخوا عن ولاية الله تعالى , فالحكمة والمصلحة هي مناط أوامره تعالى ونواهيه , والهداية هي بفضل منه تعالى , ومن خذله رب العزة فقد ضل , ومن ظن أنه مهتد وهو ضال عذب ولا عذر له , لأنه حاد عن الطريق الموصل للهدى وتركها لغيرها

أمر تعالى عباده بستر عوراتهم عند كل صلاة فرضا كانت أم نفلا ,ففي سترها زينة للبدن وعدم سترها يجعل البدن قبيحا مشوها , وعلى العبد لبس الجميل من الثوب و النظيف من كل الأدران والأنجاس, وليتجمل في لباسه ,وليكون ساترا لعورته ,كما أمر سبحانه وتعالى الأكل والشرب دون الإسراف , سواء الإسراف المتعلق بكمية الأكل أم المتعلق بالتنوع فيه ,أو بتجاوز الحلال والحرام , والله لا يحب المسرفين , والإسراف ضار بالبدن , وقد يكون عائقا أمام ما يجب على العبد من النفقات

ينكر تعالى على كل متعنت , محرم لما أحل الله تعالى من الطيبات , من أنواع اللباس ,والمآكل والمشارب ,ويقر سبحانه بأنها للذين آمنوا , الذين يستعينون عليها على طاعته سبحانه ,فهي لهم خالصة , لا تبعة عليهم فيها يوم القيامة, بخلاف من لم يؤمن بالله , وإنما استعان بها على معاصيه , فليست له تلك الطيبات بمباحة, ولا خالصة, وسيسأل عنها يوم القثيامة,والله تعالى يوضع آياته للقوم الذين يعقلونها ويوعونها

والمحرمات التي حرمها الله تعالى هي كبار الذنوب والفواحش الظاهرة والباطنة ,كالكبرياء والنفاق, والذنوب الموجبة للعقوبة والتي هي في حق الله تعالى , وظلم الناس وتحليل دمائهم بغير وجه حق , ونهب أموالهم والتعدي على أعراضهم , والشرك بالله , وأن يقال على الله تعالى بغير علم في أسمائه وصفاته وأفعاله , وشرعه , فكل ذلك حرام على العبد اقترافه

ولقد أقت الله تعالى يوما معلوما , لكل أمة من الأمم , فلا تتقدم أمة عن أختها ولاتتأخر وكذا الأفراد

أرسل الله تعالى الرسل وأنزل الكتب لبيان حكم رب العالمين , وقص آياته , فمن اتقى الله واستجاب لرسل الله تعالى وعمل صالحا , فلهم الأمن التام والسعادة الحقة الأبدية , ومن لم يستجب وكفر بآيات ربه فقد خاب وخسر وكان من أهل النار

كبر وعظم ظلم من تقول على الله تعالى مالم يقله , وكذب عليه سبحانه , فمهما تمتع هؤلاء في الدنيا فلا محالة أن لهم في الآخرة عذابا أليما , وعندما تأتيهم الملائكة لقبض أرواحهم وتقول لهم أين ما كنتم تشركون به الله سبحانه فيجيبون صاغرين بأنهم ضلوا عنهم , وما أغنوا عنهم من العذاب شيئا, وشهدوا على أنفسهم , أنهم مستحقين للعذاب المهين الدائم , فقالت لهم الملائكة ادخلوا في جملة من ضل وكفر واستكبر فلكم جميعا الخزي والعار والبوار, كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى اذا اجتمعوا في النار قال المتبوعين لرؤسائهم ربنا أضلونا فآتهم ضعفا من العذاب , وقال رؤساؤهم اشتركنا جميعا في الضلال فأي فضل لكم علينا , فيجيبهم الجبار أن لكل ضعف ونصيب من العذاب وكلكم مخلد في النار, و التفاوت في مقدار العذاب وارد

أيس من الخير وعذب كل من كذب بآيات ربه واستكبر عنها ولم ينقد لأوامره , فأبدا لا تفتح لهم أبواب السماء ولا تنعم أرواحهم بالصعود إلى العالم العلوي والأنس بالله والقرب منه تعالى, حتى يدخل الجمل في ثقب الإبرة , كناية عن استحالة ذلك, ولهم فراش من تحتهم ومن فوقهم ظلل من العذاب جزاء لهم ووفقا لأعمالهم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أختي بسملة النور على السؤال و وإنما غيابي كان بسبب مشاكل بالإتصال ,فعذرا منكن جميعا

حياك الله أختي أرجو الله , وأحبك الله الذي أحببتنا فيه,ولعلنا ندعو لبعضنا البعض بالدعاء نفسه :

فكلنا بحاجة إليه

بروفسورة قارئة , تسعدني متابعتك معنا

اكرمكن الباري.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

احلى صحبة الهام ارجو الله امة من اماء الله وبروفسورة قارئة

يارب يرزقنا الثبات

افكر كثيرا المشوار جدا طويل هل يمكن لهذه الصحبة ان تستمر حتى نهاية التفسير

فالشيطان وجنوه يتركون العصاة وشغلهم فقط اضعاف الهمة وان نتهاون في هذا المشروع الذي اظن باذن الله ان اكملنها سيكون انتصار كبير لي

لا تنسونا من الدعاء يا حبيبات

شيئ اخر حقا مؤسف اقتصار المدارسة علينا فقط

و اهم شيئ في الدنيا

كتاب الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

 

جزاكن الله خيرا اخواتي

 

بسملة النور

 

امة من اماء الله

 

ارجو الله

 

بروفسورة قارئة

 

على المتابعة والتلخيص

 

نفع الله به

 

وزادكن همة ورزقنا واياكن الاخلاص

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43) ﴾

 

 

{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } .

 

 

لما ذكر الله تعالى عقاب العاصين الظالمين، ذكر ثواب المطيعين فقال: { وَالَّذِينَ آمَنُوا } بقلوبهم { وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } بجوارحهم، فجمعوا بين الإيمان والعمل، بين الأعمال الظاهرة والأعمال الباطنة، بين فعل الواجبات وترك المحرمات، ولما كان قوله: { وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } لفظا عاما يشمل جميع الصالحات الواجبة والمستحبة، وقد يكون بعضها غير مقدور للعبد، قال تعالى: { لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا } أي: بمقدار ما تسعه طاقتها، ولا يعسر على قدرتها، فعليها في هذه الحال أن تتقي اللّه بحسب استطاعتها، وإذا عجزت عن بعض الواجبات التي يقدر عليها غيرها سقطت عنها كما قال تعالى: { لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا } { لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا مَا آتَاهَا } { مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } فلا واجب مع العجز، ولا محرم مع الضرورة.

 

{ أُولَئِكَ } أي: المتصفون بالإيمان والعمل الصالح { أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } أي: لا يحولون عنها ولا يبغون بها بدلا لأنهم يرون فيها من أنواع اللذات وأصناف المشتهيات ما تقف عنده الغايات، ولا يطلب أعلى منه.

{ وَنزعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ } وهذا من كرمه وإحسانه على أهل الجنة، أن الغل الذي كان موجودا في قلوبهم، والتنافس الذي بينهم، أن اللّه يقلعه ويزيله حتى يكونوا إخوانا متحابين، وأخلاء متصافين.

قال تعالى: { وَنزعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ } ويخلق اللّه لهم من الكرامة ما به يحصل لكل واحد منهم الغبطة والسرور، ويرى أنه لا فوق ما هو فيه من النعيم نعيم. فبهذا يأمنون من التحاسد والتباغض، لأنه قد فقدت أسبابه.

 

وقوله: { تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأنْهَارُ } أي: يفجرونها تفجيرا، حيث شاءوا، وأين أرادوا، إن شاءوا في خلال القصور، أو في تلك الغرف العاليات، أو في رياض الجنات، من تحت تلك الحدائق الزاهرات.

أنهار تجري في غير أخدود، وخيرات ليس لها حد محدود { وَ } لهذا لما رأوا ما أنعم اللّه عليهم وأكرمهم به { قَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا } بأن من علينا وأوحى إلى قلوبنا، فآمنت به، وانقادت للأعمال الموصلة إلى هذه الدار، وحفظ اللّه علينا إيماننا وأعمالنا، حتى أوصلنا بها إلى هذه الدار، فنعم الرب الكريم، الذي ابتدأنا بالنعم، وأسدى من النعم الظاهرة والباطنة ما لا يحصيه المحصون، ولا يعده العادون، { وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ } أي: ليس في نفوسنا قابلية للهدى، لولا أنه تعالى منَّ بهدايته واتباع رسله.

 

{ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ } أي: حين كانوا يتمتعون بالنعيم الذي أخبرت به الرسل، وصار حق يقين لهم بعد أن كان علم يقين [لهم]، قالوا لقد تحققنا، ورأينا ما وعدتنا به الرسل، وأن جميع ما جاءوا به حق اليقين، لا مرية فيه ولا إشكال، { وَنُودُوا } تهنئة لهم، وإكراما، وتحية واحتراما، { أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا } أي: كنتم الوارثين لها، وصارت إقطاعا لكم، إذ كان إقطاع الكفار النار، أورثتموها { بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } .

قال بعض السلف: أهل الجنة نجوا من النار بعفو اللّه، وأدخلوا الجنة برحمة اللّه، واقتسموا المنازل وورثوها بالأعمال الصالحة وهي من رحمته، بل من أعلى أنواع رحمته.

(1/289

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

احلى صحبة الهام ارجو الله امة من اماء الله وبروفسورة قارئة

يارب يرزقنا الثبات

افكر كثيرا المشوار جدا طويل هل يمكن لهذه الصحبة ان تستمر حتى نهاية التفسير

فالشيطان وجنوه يتركون العصاة وشغلهم فقط اضعاف الهمة وان نتهاون في هذا المشروع الذي اظن باذن الله ان اكملنها سيكون انتصار كبير لي

لا تنسونا من الدعاء يا حبيبات

شيئ اخر حقا مؤسف اقتصار المدارسة علينا فقط

و اهم شيئ في الدنيا

كتاب الله

 

اللهم آآآآمين

نسأل الله تعالى الثبات والاخلاص فى القول والعمل ، اللهم إنا نبرأ اليك من حولن وقوتنا الى حولك وقوتك

اللهم ارزقنا مدارسة كتابك على الوجه الذى يرضيك عنا الله آمين

تحياتى لكن حبيباتى فى الله إالهام وامة من اماء الله وبرفسيورة وأختى بسمة النور

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×