اذهبي الى المحتوى
أمّ عبد الله

مُدارسة كتاب : •°o.O تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان O.o°•

المشاركات التي تم ترشيحها

 

بسم الله

عجبآ لهؤلاء القوم هم يعلمون أن هذه الداردار ممر وأنهم ولا بد سيرحلون عنها كما رحل من كان قبلهم فلم هذا الحب والتمسك بها ، أنسيتم أن هناك دار هى دار مقر تنتظر الصالحين من عباد الله فيها نعيم مقيم فيها ما تشتهى الانفس وتلذ الأعين ويتنافس فيها المتنافسين ، فمهما تمسكتم بهذه الدار ومهما استكبرتم فيا وتجبرتم فلا بد من الموت ولقاء الله حينا فقط لن تفلتوا من عقابه فإن أموركم كلها بيد من بيده الامر سبحاته

ثم قل لهم يا محمد بعد أن تدعوهم الى الإيمان بالله وتبين لهم ما لهم من حقوق لله تعالى فإذا امتنعوا عن الانقياد لله ورسوله فقل لهم اعملوا ما بدا لكم وما رضيتم لأنفسكم الأمارة بالسوء فإنى عامل على أمر الله ومنقاد له ، حينها ستعلمون من له عاقبة الدار ، وهذا من تمام عدله أن من سار على نهجه وسلك طريقه فإن الجزاء الجنة عرضها السموات والارض أعدت للمتقين اللهم إجعلنا منهم ومن ساء على ذلك فجزاءه جهنم وبئس المصير

ثم جمعت الآيات الكريمات بعض من سفاهات المشركين وشركهم وجهلهم البليغ فمن هذه السفاهات

*** إعتقادهم بأنهم يمنون على الله تعالى بأن يجعلو له نصيبآ من أنعامهم وثمارهم وزروعهم كما لأوثانهم وأندادهم التى يعبدونها نصيبآ والتى هى من وجد الله تعالى التى خلقها .

*** عدم احترامهم وإهتمامهم فيما جعلوه لله تعالى فما كان لله تعالى واختلط بنصيب أوثانهم وأندادهم لا يرجعونه ويقولون أنها فقيرة ومحتاجة اليه وما يصل الى أندادهم ويختلط بما لله فيردونه ويقولون بأن الله غنى عنها وهذا الضلال بعينه بأن جعلو لله شركاء فالله تعالى أغنى الشركاء عن الشرك ولا يقبل الا ما كان خالصآ لوجه .

***ومن سفهاتهم جهلهم وتزين الشياطين لهم الاعمال ومنها الوأد الذى هو قتل أولادهم خشية إملاق وخشية العار ولاحول ولا قوة الابالله ، ولو أراد الله بهم خيرآ وحال بينهم وبين ما يفلون لفعل لكنه يمهلهم ليأخذهم أخذ عزيز مقتدر .ولهذا قال تعالى:(فذرهم وما يفترون)أى دعهم وجهلهم فإنهم لن يضروا الله شيئآ.

***ومن سفاهتهم أن الانعام التى خلقها الله تعالى للعباد لينتفعوا بها قد إخترعوا فيها بدعآ ومن هذه البدع أنهم يحمون أكلها لبعض الناس إلا لمن أرادوا وأنعام لا يحرمون أكلها ولكن يحرمون ركوبها وأنعام لا يذكرون إسم الله عليها ولكن يذكرون ‘سم آلهتهم التى يعبدونها .

وسيكون جزائهم بحسب ما إقترفوا من الإثم بسبب إفترائهم على الله من تحريم الحلال وتحليل الحرام.

كما أنهم يحرمون ما فى بطون الانعام على نسائهم إن كان المولد حيآ أما إن كان ميتآ فهم فيه سواء وسيجزيهم الله أسوأ العذاب لبغيهم وكذبهم

كا أنه تعالى طبع عليهم طابع السفه بسبب خسرانهم لانفسهم وخسرانهم لأولادهم الذين قتلوهم وخسرانهم لدينهم وعقيدتهم بعد أن كانوا فى عين العقالة ورجاحة العقل أصبحوا أسفه السفهاء .

وفآ من إنفصال التيار الكهربائى)اسأبعث هذائى ث

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تتمة

ومهما عارض السفهاء ما جاء به النبى (صلى الله عليه وسلم)من الحق فلا يؤثر على فيه ولا يقدح فيه فإنهم لا أهلية لهم ولا إعتباء فى مقابل ما جاء به الحق تعالى

ولما ذكر تعالى سفاهة المشركين بين لهم نعمه التى خلقا لهم التى لا تعد ولا تحصى من بساتين وزروع وثمار فخلق لهم البساتين والجنات العروشات التى تحتاج للتعريش بالحمل على العيدان كالعنب على سبيل المثال، والغير معروشات التى لا تحتاج الى عيدان لحملها كالنخل والرمان وكلا من هذه الثمار مختلف طعمه وأكله . وكر الله تعالى النخل لكثرة انتفاع الناس بها ولانها أكثر الثمار قوتآ، وخلق الزيتون والرمان متشابه فى شربه للماء متشابه فى الارض ولكنه مختلف فى طعمه ومذاقه سبحان الله

فكما خلق لكم هذه النعم التى لا تعد ولا تحصى فعليكم يا أصحاب البساتين أن تعطوا حق الله فيها عند حصادها وهى الزكاة .

زهنا فائدة :أن الزكاة لا تؤخذ الا من أربعة أصناف بينها الحديث الشريف

عن أبى بردة : عن أبى موسى ومعاذ :أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)بعثهما ‘ إلى اليمن يعلمان الناس أمر دينهم ، فأمرهم أن لا يأخذوا الصدقة الا من هذه الأربعة : (الحنطة ،والشعير ،والالتمر ، والزبيب ) كما يشترط لوجوب زكاة الزرع والثمار أن تبلغ النصاب وأن حولها عند حصادها ( من كتاب الوجيز للشيخ عبد العظيم البدوى ) أما بالنسبة لجذاذ النخل فلا زكاة فيه إن كانت لغير التجارة وإن طال عمرها ، لان الله لم يأمر بإخراج زكاتها الا وقت حصادها .

كما نهى تعالى عن الإسراف فى إخراج الزكاة فلا يجب عليه أن يخرج فوق الحد الواجب عليه كما لا يسرف بأن يحرم أهله بمنعهم من الثمار وردها الى الزكاة .

الأنعام تنقسم الى قسمين : حمولة : أى ما يحمل عليه كالإبل والخيل والحمير والبغال

فرشآ :يفرش للذبح كالغنم والبقر

فمنها ما يحمل عليه ومنها لا يحمل عليه لكن من جهة الحل فى الاكل فكلها حلال ، فلا تتبعوا خطوات الشيطان الذى يحرم ما أحل الله تعالى فهو عدو مبين.

ثم فصل تعالى هذه الأنعامةبأنها ثمانية أزوج وكلها تدخل تحت الحل ذكر إثنين من الضأن وإثنين من المعز وهنا أربعة فى حين أنه قال ثمانية أريد توضيخ من أخواتى جزاهن الله خيرآ؟؟؟

المهم ما أستخلصه عى حسب فهمى الآتى :

أن الآية الكريمة جاءت لتبين للمشركين أن كل الأنعام بإختلاف أنواعها تحت شعار الحلال

فهنا يأتى البرهان والقول الفصل بأنكم أيها المشركين لا تقولون بأن الله حرم الكور الخلص ولا الإناث الخلص أم تحرمون أنثى الضان وأنثى المعز ماذا تقولون ؟

فهاتوا برهانكم إن كنتم ما تقولون صدق ؟ بأن بعض الأنعام محرمة على الإناث دون الذكور ، أو محرمة فى وقت من الأوقات وهذا كله من الجهل البليغ ودليل على سفاهة عقولهم وخفة أحلامهم وأن الله ما أنزل بما قالوا من سلطان.ثم جاء القول الفصل أنه لم يبقى لكم إلا أن تقولون بأن الله أوحى لكم كما أوحى الى رسله وهذا الضلال بعينه يضلون الناس عن سبيل الله إفتراءآ منهم والله تعالى لا يهدى القوم الضالين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

ولكل منهم بحسب ما عملوا ,فالمكثر فيهم من الشر غير المقل , والرئيس غير المرؤوس , والتابع لا يستوي مع المتبوع, وأصحاب الجنة أيضا ,لكل درجته فيها ,وما الله سبحانه وتعالى بغافل عن أعمالهم ومقاصدهم ,وهو سبحانه الغني بذاته عن جميع المخلوقين , فمن عمل صالحا فلنفسه ومن عمل شرا فعليها ,فإن علمتم أنكم راحلون عن هذه الدنيا كما رحل غيركم ,منتقلين إلى الدار الآخرة ,فلم استكنتم للأولى , وتنافستم فيها ,وجعلتموها قرارا لكم ؟؟؟,أما كان من الأجدر لكم اتخاذ الثانية كذلك ؟, أما كان من الأولى تطلع نفوسكم إلى الدار الباقية , وتؤثروها على الفانية ؟؟, حيث المستقر والنعيم المقيم والسعادة الأبدية ,ثم هو لا يحق للمعرض الغافل استبعاد الوصول إلى الدار الباقية ,إذ كل ما هو آت فهو قريب

قل لقومك يا محمد -صلى الله عليه وسلم-,إذا بينت لهم حقوقهم وواجباتهم ومالهم وماعليهم , ثم ما انقادوا لما جئت به ,اعملوا بما هوته نفوسكم , وما زينه لكم هواكم, فإني عامل بأمر ربي ,وسوف تعلمون لمن العاقبة غدا ,وأبدا لن يفلح الظالم , ولو أمهل إذ الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم

سفاهة عقول المشركين , وجهالتهم البالغة ,دعتهم إلى اتخاذ ما رزقهم الله تعالى من الحرث والأنعام لشركائهم منه نصيب,ومنوا على الله تعالى , فجعلوا له نصيبا منه وهو من رزقهم إياه,ثم اعتنوا بالذي جعلوه لشركائهم , وأهملوا الذي جعلوه لله , مبررين أنه سبحانه غني عنه ,وذكر الشيخ تأويلا آخر للآية مفاده أن الذي تقربوا به للأوثان , هو تقرب خالص لغيرالله , وأما الذي جعلوه لله تعالى , فلا يصل إليه سبحانه لكونه شرك, ويتمادى سفه هؤلاء الجهال حتى يطال أولادهم , فيقومون بوأد الإناث منهم, خوفا من الفقر ,زعموا,فتركهم الله تعالى في غيهم ,إذ حكمته البالغة في أن يستدرجهم ويمهلهم, وتتوالى غواية شياطينهم لهم , فزينوا لهم الشنيع من العمل , فقاموا إلى الأنعام , فاخترعوا أحكاما لها ما أنزل الله بها من سلطان, إن هي إلا ضلالات وجهالة ما بعدها جهالة , فجعلوا منها الحلال والحرام , فحرموا بعضها لأوصاف فيها مبتدعة , وأحلوا أخرى ,غير أنها محرمة عندهم ركوبها والحمل عليها,ويحمون ظهورها فسموها الحام ,وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها , بل يذكرون أسماء أصنامهم عليها , وبطون بعض الأنعام -عينوها- حرموها على إناثهم , وأحلوها لذكورهم , لكنهم أحلوها لإناثهم حالة ولادته ميتا ,وقالوا كل هذا هو من عند الله , ولكنه افتراء عليه تعالى وسيجزيهم على مخالفتهم لشرعه, وقد ضلوا وما كانوا مهتدين

نعم الله تعالى لا تحصى ولا تعد ,ومن نعمه أن جعل في البساتين أنواعا للأشجار , والنباتات المختلفة ,سواء تلك التي لها عرش أو التي خلت منه ,وجعل الله تعالى لعباده النخل والزرع في محل واحد ,وفضل الله بعضه على بعض في الأكل ,وتم تخصيص ذكرهما , لأنهما أغلب قوت العباد ولكثرة منافعهما ,وأنشأ سبحانه الزيتون والرمان متشابها في شجره وغير متشابه في طعمه وثمره, ثم أمر سبحانه بإخراج الزكاة منه عند حصاده ,, ونهى عن الإسراف فيه , والنهي شامل للإسراف في الأكل الضار بإخراج الزكاة منه , و الإسراف في إخراج حق الزكاة منه , فلا يأكل من الزرع ما يضر به الزكاة , ولا يخرج فوق الواجب على الزكاة حتى لا يتضرر المرء ومن يعيل

ومن نعمه سبحانه خلق الأنعام , وذلل ركوبها والحمل عليها ,وجعل بعضها لا تصلح لأن يركب عليها لصغرها , وكلها أجاز سبحانه أكلها والإنتفاع بها ,وحذر بعده من اتباع خطوات الشيطان ,في تحريم ما أحل الله تعالى ,إذ الشيطان يريد الضر بكم , وقد فصل الله تعالى في ذكر هذه الأنعام التي جعلها حلالا , بأنها ثمانية أزواج : الضأن ذكرا وأنثى , والمعز ذكرا وأنثى والإبل والبقر مثل ذلك, فمال لهؤلاء القوم يحرمون منها شيئا ويحلون آخر أو يحرمون بعضها على الإناث ويحلونه للذكور, ولا فرق بين الذي حرموه فيها وبين ما حللوه منها

ثم رد الله سبحانه وتعالى عليهم حينما قالوا :*ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا*,فقال بأنه سبحانه لم يحرم شيئا من ذلك,والرحم قد يشتمل الأنثى ويشتمل الذكر , فلم تحرمون بعضا وتحلون بعضا, نبئوني بعلم إن كنتم صادقين بل كله حلال ,

ثم قال لهم قولا يفيد أن لا مناص من اتباع شرعه : لم يبق لكم سوى التقول عليه بأنه وصاكم بذلك , وجاءكم منه وحي يخالف ما أوحاه سبحانه لرسله وما هو منزل في كتبه , ولا شك في أنه كذب لا يجهله أحد ,فمن أشد ظلما ممن افترى على الله الكذب وهو يرجو إضلال الناس به, من غير بينة ولا برهان ولا دليل من نقل أو عقل , إن الله لا يهدي القوم الظالمين, والذي ديدنهم الظلم والجور.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ثم فصل تعالى هذه الأنعامةبأنها ثمانية أزوج وكلها تدخل تحت الحل ذكر إثنين من الضأن وإثنين من المعز وهنا أربعة فى حين أنه قال ثمانية أريد توضيخ من أخواتى جزاهن الله خيرآ؟؟؟

أختي الكريمة ارجو الله ,الجواب في قول الشيخ :

/ثم ذكر في الإبل والبقر مثل ذلك/

بمعنى ,ثمانية أزواج :الضأن ذكره وأنثاه , والمعز ذكره وأنثاه , والإبل ذكره وأنثاه , والبقر ذكره وأنثاه,فتلك ثمانية أزواج.

بارك الله في همتك , وجعل جهدك وجدك في ميزان حسناتك , ولا تحرمينا أبدا من طيب تواجدك معنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

هو جل وعلا المستغني عن الخلق وعبادتهم لا تنفعه الطاعة ولا تضره المعصية ولو شاءلاذهبكم وأتى بخلقٍ آخر أمثلَ منكم وأطوع كما خلقكم وابتدأكم من بعد خلق آخرين كانوا قبلكم وما توعدونه اتلا تخرجون عن قدرتنا وعقابنا قل لهم يا محمد يا قوم اثبتوا على كفركم ومعاداتكم لي واعلموا ما أنتم عاملون فسوف تعلمون أينا تكون له العاقبة المحمودة في الدار الآخرة أنحن أم أنتم و لا ينجح ولا يفوز بمطلوبه من كان ظالماً

وجعلو لله ما خلق وبرأ من الزرع والثمار والأنعام جزءاً وقسماً فقالوا هذا نصيب الله بزعمهم أي بدعواهم وقولهم من غير دليل ولا شرع وهذا النصيب لآلهتنا وأصنامنا وما كان للأصنام فلا يصل إِلى الله منه شيء وما كان من نصيب الله فهو يصل إِلى أصنامهم بئس هذا الحكم الجائر حكمهم مثل ذلك التزيين في قسمة القربان بين الله وبين آلهتهم زيَّن شياطينُهم لهم قتل أولادهم بالوأد والاهلاك و بالإِغواء ولو شاء الله ما فعلوا ذلك القبيح فدعْهم وما يختلقونه من الإِفك على الله وهو تهديد ووعيد وقال المشركون هذه أنعام وزروع أفردناها لآلهتنا حرام ممنوعة على غيرهم بزعمهم الباطل من غير حجة ولا برهان وانعام لايذكرون اسم الله عليها عند الذبح وإنما يذكرون عليها أسماء الأصنام كذباً واختلاقاً على الله سيجزيهم على ذلك الافتراء ونوع آخر من أنواع قبائحهم أي قالوا ما في بطون هذه البحائر والسوائب حلال لذكورنا خاصة لا تأكل منه الإِناث وإِن كان هذا المولود منها ميتةً اشترك فيه الذكور والإِناث سيجزيهم والله لقد خسر هؤلاء السفهاء الذين قتلوا أولادهم جهالة وسفاهة لخفة عقلهم وجهلهم بأن الله هو الرازق لهم ولأولادهم و حرموا على أنفسهم البحيرة والسائبة وشبهها كذباً لقد ضلوا عن الطريق المستقيم بصنيعهم القبيح وما كانوا من الأصل مهتدين

وهو الذي أنعم عليكم بأنواع النعم لتعبدوه وحده فخلق لكم بساتين من الكروم منها مرفوعات على عيدان ومنها متروكات على وجه الأرض لم تعرش وأنشأ لكم شجر النخيل وأنواع الزرع مختلفاً ثمره وحبُّه في اللون والطعم والحجم والرائحة والزيتون والرمان متشابهاً في اللون والشكل وغير متشابه في الطعم كلوا أيها الناس من ثمر كل واحد مما ذكر إِذا أدرك من رطبه وعنبه و أعطوا الفقير والمسكين من ثمره يوم الحصاد ولا تسرفوا وخلق لكم من الأنعام ما يحمل الأثقالَ وما يُفرش للذبح كلوا من الثمار والزروع والأنعام فقد جعلها الله لكم رزقاً ولا تتبعو طريق الشيطان وأوامره في التحليل والتحريم إِن الشيطان ظاهر العداوة وأنشأ لكم من الأنعام ثمانية أنواع أحل لكم أكلهامن الضأن ذكراً وأنثى ومن المعز ذكراً وأنثى قل لهم الذكرين من الضأن والمعز حرّم الله عليكم أيها المشركون أم الانثيين منهما أو ما حملت إِناث الجنسين ذكراً كان أو أنثى؟ أخبروني بأمرٍ معلوم لا بافتراءٍ إِن كنتم صادقين في نسبة ذلك التحريم إِلى الله وأنشأ لكم من الإِبل اثنين هما الجمل والناقة ومن البقر اثنين هما الجاموس والبقرة فإِنهم كانوا يحرمون ذكور الأنعام تارةً، وإِناثها تارةً، وأولادها تارة أخرىو لا أحد أظلم ممن كذب على الله فنسب إِليه تحريم ما لم يحرّم بغير دليلٍ ولا برهان وان الله لا يهدي القوم الظالمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكن الله خيرا أخواتي

 

ارجو الله

 

امة من اماء الله

 

بسملة النور

 

على التلخيص والمتابعة

 

نفع الله به

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
﴿ قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145) وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (146) ﴾

 

 

{ قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ }

 

 

.

لما ذكر تعالى ذم المشركين على ما حرموا من الحلال ونسبوه إلى الله،وأبطل قولهم. أمر تعالى رسوله أن يبين للناس ما حرمه الله عليهم، ليعلموا أن ما عدا ذلك حلال، مَنْ نسب تحريمه إلى الله فهو كاذب مبطل، لأن التحريم لا يكون إلا من عند الله على لسان رسوله، وقد قال لرسوله: { قُلْ لا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ } أي: محرما أكله، بقطع النظر عن تحريم الانتفاع بغير الأكل وعدمه.

{ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً } والميتة: ما مات بغير ذكاة شرعية، فإن ذلك لا يحل. كما قال تعالى: { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزيرِ } .

{ أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا } وهو الدم الذي يخرج من الذبيحة عند ذكاتها، فإنه الدم الذي يضر احتباسه في البدن، فإذا خرج من البدن زال الضرر بأكل اللحم، ومفهوم هذا اللفظ، أن الدم الذي يبقى في اللحم والعروق بعد الذبح، أنه حلال طاهر.

{ أَوْ لَحْمَ خِنزيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ } أي: فإن هذه الأشياء الثلاثة، رجس، أي: خبث نجس مضر، حرمه الله لطفا بكم، ونزاهة لكم عن مقاربة الخبائث.

{ أَوْ } إلا أن يكون { فسقا أهل لغير الله به } أي: إلا أن تكون الذبيحة مذبوحة لغير الله، من الأوثان والآلهة التي يعبدها المشركون، فإن هذا من الفسق الذي هو الخروج عن طاعة الله إلى معصيته، أي: ومع هذا، فهذه الأشياء المحرمات، من اضطر إليها، أي: حملته الحاجة والضرورة إلى أكل [ ص 278 ] شيء منها، بأن لم يكن عنده شيء وخاف على نفسه التلف. { غَيْرَ بَاغٍ ولا عاد } أي: { غَيْرَ بَاغٍ } أي: مريدٍ لأكلها من غير اضطرار وَلا متعد، أي: متجاوز للحد، بأن يأكل زيادة عن حاجته. { فمن اضطر غير باغ ولا عاد فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } أي: فالله قد سامح من كان بهذه الحال.

واختلف العلماء رحمهم الله في هذا الحصر المذكور في هذه الآية، مع أن ثَمَّ محرمات لم تذكر فيها، كالسباع وكل ذي مخلب من الطير ونحو ذلك، فقال بعضهم: إن هذه الآية نازلة قبل تحريم ما زاد على ما ذكر فيها، فلا ينافي هذا الحصر المذكور فيها التحريم المتأخر بعد ذلك؛ لأنه لم يجده فيما أوحي إليه في ذلك الوقت، وقال بعضهم: إن هذه الآية مشتملة على سائر المحرمات، بعضها صريحا، وبعضها يؤخذ من المعنى وعموم العلة.

فإن قوله تعالى في تعليل الميتة والدم ولحم الخنزير، أو الأخير منها فقط: { فَإِنَّهُ رِجْسٌ } وصف شامل لكل محرم، فإن المحرمات كلها رجس وخبث، وهي من الخبائث المستقذرة التي حرمها الله على عباده، صيانة لهم، وتكرمة عن مباشرة الخبيث الرجس.

ويؤخذ تفاصيل الرجس المحرم من السُّنَّة، فإنها تفسر القرآن، وتبين المقصود منه، فإذا كان الله تعالى لم يحرم من المطاعم إلا ما ذكر، والتحريم لا يكون مصدره، إلا شرع الله -دل ذلك على أن المشركين، الذين حرموا ما رزقهم الله مفترون على الله، متقولون عليه ما لم يقل.

وفي الآية احتمال قوي، لولا أن الله ذكر فيها الخنزير، وهو: أن السياق في نقض أقوال المشركين المتقدمة، في تحريمهم لما أحله الله وخوضهم بذلك، بحسب ما سولت لهم أنفسهم، وذلك في بهيمة الأنعام خاصة، وليس منها محرم إلا ما ذكر في الآية: الميتة منها، وما أهل لغير الله به، وما سوى ذلك فحلال.

ولعل مناسبة ذكر الخنزير هنا على هذا الاحتمال، أن بعض الجهال قد يدخله في بهيمة الأنعام، وأنه نوع من أنواع الغنم، كما قد يتوهمه جهلة النصارى وأشباههم، فينمونها كما ينمون المواشي، ويستحلونها، ولا يفرقون بينها وبين الأنعام، فهذا المحرم على هذه الأمة كله (1) من باب التنزيه لهم والصيانة.

وأما ما حرم على أهل الكتاب، فبعضه طيب ولكنه حرم عليهم عقوبة لهم، ولهذا قال: { وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ } وذلك كالإبل، وما أشبهها { وَ } حرمنا عليهم { وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ } بعض أجزائها، وهو: { شُحُومَهُمَا } وليس المحرم جميع الشحوم منها، بل شحم الألية والثرب، ولهذا استثنى الشحم الحلال من ذلك فقال: { إِلا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا } أي: الشحم المخالط للأمعاء { أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ } .

{ ذَلِكَ } التحريم على اليهود { جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ } أي: ظلمهم وتعديهم في حقوق الله وحقوق عباده، فحرم الله عليهم هذه الأشياء عقوبة لهم ونكالا. { وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } في كل ما نقول ونفعل ونحكم به، ومن أصدق من الله حديثا، ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون.

__________(1) في ب: كلها.

(1/277

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيرآ أختى أمة من إماء الله على التوضيح عجبآ لمن يصتصعبون كلام الله وإنه والله لسهل لمن أراد العلم بارك الله فيكِ أختى وأسأل الله تعالى أن يوفقنا ويسر لنا فهم كتابه إنه ولى ذلك والقادر عليه دعواتك

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيرآ أختى أمة من إماء الله على التوضيح ، عجبآ لمن يصتصعبون كلام الله وإنه والله سهل لمن أراد الله به خيرآ ، بوركت أختى العلم والفهم وأسأل الله تعالى أن يسره لنا ويوفقنا فى هذا الخير العظيم إنه ولى ذلك والقادر عليه

أحبك فى الله

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

بارك الله فيكِ

 

ارجو الله

 

وأسأل الله تعالى أن يسره لنا ويوفقنا فى هذا الخير العظيم إنه ولى ذلك والقادر عليه

 

آمـــــــــــــــــــين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

﴿ فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (147) ﴾

 

{ فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ } .

 

أي: فإن كذبك هؤلاء المشركون، فاستمر على دعوتهم، بالترغيب والترهيب،وأخبرهم بأن الله { ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ } أي: عامة شاملة [لجميع] المخلوقات كلها، فسارعوا إلى رحمته بأسبابها، التي رأسها وأسها ومادتها، تصديق محمد صلى الله عليه وسلم فيما جاء به.

{ وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ } أي: الذين كثر إجرامهم وذنوبهم.فاحذروا الجرائم الموصلة لبأس الله، التي أعظمها ورأسها تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم.(1/278)

________________________________________

 

﴿ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) ﴾

 

{ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلا تَخْرُصُونَ * قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } .

 

 

هذا إخبار من الله أن المشركين سيحتجون على شركهم وتحريمهم ما أحل الله، بالقضاء والقدر، ويجعلون مشيئة الله الشاملة لكل شيء من الخير والشر حجة لهم في دفع اللوم عنهم.

وقد قالوا ما أخبر الله أنهم سيقولونه، كما قال في الآية الأخرى: { وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ... } الآية.

فأخبر تعالى أن هذه الحجة، لم تزل الأمم المكذبة تدفع بها عنهم دعوة الرسل، ويحتجون بها، فلم تجد فيهم شيئا ولم تنفعهم، فلم يزل هذا دأبهم حتى أهكلهم الله، وأذاقهم بأسه.

فلو كانت حجة صحيحة، لدفعت عنهم العقاب، ولما أحل الله بهم العذاب، لأنه لا يحل بأسه إلا بمن استحقه، فعلم أنها حجة فاسدة، وشبهة كاسدة، من عدة أوجه:

 

منها: ما ذكر الله من أنها لو كانت صحيحة، لم تحل بهم العقوبة.

ومنها: أن الحجة، لا بد أن تكون حجة مستندة إلى العلم والبرهان، فأما إذا كانت مستندة إلى مجرد الظن والخرص، الذي لا يغني من الحق شيئا، فإنها باطلة، ولهذا قال: { قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا } فلو كان لهم علم -وهم خصوم ألداء- لأخرجوه، فلما لم يخرجوه علم أنه لا علم عندهم. { إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلا تَخْرُصُونَ } ومَنْ بنى حججه على الخرص والظن، فهو مبطل [ ص 279 ] خاسر، فكيف إذا بناها على البغي والعناد والشر والفساد؟

ومنها: أن الحجة لله البالغة، التي لم تبق لأحد عذرا، التي اتفقت عليها الأنبياء والمرسلون، والكتب الإلهية، والآثار النبوية، والعقول الصحيحة، والفطر المستقيمة، والأخلاق القويمة، فعلم بذلك أن كل ما خالف هذه الأدلة (1) القاطعة باطل، لأن نقيض الحق، لا يكون إلا باطلا.

ومنها: أن الله تعالى أعطى كل مخلوق قدرة، وإرادة، يتمكن بها من فعل ما كلف به، فلا أوجب الله على أحد ما لا يقدر على فعله، ولا حرم على أحد ما لا يتمكن من تركه، فالاحتجاج بعد هذا بالقضاء والقدر، ظلم محض وعناد صرف.

ومنها: أن الله تعالى لم يجبر العباد على أفعالهم، بل جعل أفعالهم تبعا لاختيارهم، فإن شاءوا فعلوا، وإن شاءوا كفوا. وهذا أمر مشاهد لا ينكره إلا من كابر، وأنكر المحسوسات، فإن كل أحد يفرق بين الحركة الاختيارية والحركة القسرية، وإن كان الجميع داخلا في مشيئة الله، ومندرجا تحت إرادته.

ومنها: أن المحتجين على المعاصي بالقضاء والقدر يتناقضون في ذلك. فإنهم لا يمكنهم أن يطردوا ذلك، بل لو أساء إليهم مسيء بضرب أو أخذ مال أو نحو ذلك، واحتج بالقضاء والقدر لما قبلوا منه هذا الاحتجاج، ولغضبوا من ذلك أشد الغضب.

فيا عجبا كيف يحتجون به على معاصي الله ومساخطه. ولا يرضون من أحد أن يحتج به في مقابلة مساخطهم؟"

ومنها: أن احتجاجهم بالقضاء والقدر ليس مقصودا، ويعلمون أنه ليس بحجة،وإنما المقصود منه دفع الحق، ويرون أن الحق بمنزلة الصائل، فهم يدفعونه بكل ما يخطر ببالهم من الكلام وإن كانوا يعتقدونه خطأ (2) .

__________

 

(1) في ب: الآية.

(2) في ب: من الكلام المصيب عندهم والمخطئ.

(1/278)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

﴿ قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (150) ﴾

 

{ قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ } .

 

 

أي: قل لمن حرَّم ما أحل الله، ونسب ذلك إلى الله: أحْضِروا شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا، فإذا قيل لهم هذا الكلام، فهم بين أمرين:

إما: أن لا يحضروا أحدا يشهد بهذا، فتكون دعواهم إذًا باطلة، خلية من الشهود والبرهان.

وإما: أن يحضروا أحدا يشهد لهم بذلك، ولا يمكن أن يشهد بهذا إلا كل أفاك أثيم غير مقبول الشهادة، وليس هذا من الأمور التي يصح أن يشهد بها العدول؛ ولهذا قال تعالى -ناهيا نبيه، وأتباعه عن هذه الشهادة-: { فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ } أي: يسوون به غيره من الأنداد والأوثان.

فإذا كانوا كافرين باليوم الآخر غير موحدين لله، كانت أهويتهم مناسبة لعقيدتهم، وكانت دائرة بين الشرك والتكذيب بالحق، فحري بهوى هذا شأنه،أن ينهى الله خيار خلقه عن اتباعه، وعن الشهادة مع أربابه، وعلم حينئذ أن تحريمهم لما أحل الله صادر عن تلك الأهواء المضلة.

(1/279)

________________________________________

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
http://www.islamhouse.com/p/200110

 

 

السلام عليكن جميعا هذا الرابط يحتوي علي قراءه صوتيه لتفسير السعدي الشيخ بيقرا التفسير و انتي تستمعي له

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

فكرة جميلة أختي ام سمية , لا حرمت أجرها

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيرآ أختى أمة من إماء الله على التوضيح ، عجبآ لمن يصتصعبون كلام الله وإنه والله سهل لمن أراد الله به خيرآ ، بوركت أختى العلم والفهم وأسأل الله تعالى أن يسره لنا ويوفقنا فى هذا الخير العظيم إنه ولى ذلك والقادر عليه

أحبك فى الله

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وانت من أهل الجزاء والإحسان

وأسأل الله تعالى أن يسره لنا ويوفقنا فى هذا الخير العظيم إنه ولى ذلك والقادر عليه

اللهم آآمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
بســم الله الـرحمــن الرحيــم

متابعة باذن الله

همسة الى الاخت الهام

بارك الرحمن فيك

كم احبك في الله والله

 

وبارك الله فيكِ

 

بسملة

 

أحبك الذي احببتني له

 

ومعكن متابعة بإذن المولى

جزاك الله كل خير حبيبتي إلهام.

 

وجزاكِ خيرا

 

امة

 

وبارك فيكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) ﴾

 

 

{ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }

.

يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: { قُلْ } لهؤلاء الذين حرموا ما أحل الله. { تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ } تحريما عاما شاملا لكل أحد، محتويا على سائر المحرمات، من المآكل والمشارب والأقوال والأفعال. { أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا } أي: لا قليلا ولا كثيرا.

وحقيقة الشرك بالله: أن يعبد المخلوق كما يعبد الله، أو يعظم كما يعظم الله، أويصرف له نوع من خصائص الربوبية والإلهية، وإذا ترك العبد الشرك كله صار موحدا، مخلصا لله في جميع أحواله، فهذا حق الله على عباده، أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا.

ثم بدأ بآكد الحقوق بعد حقه فقال: { وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } من الأقوال الكريمة الحسنة، والأفعال الجميلة المستحسنة، فكل قول وفعل يحصل به منفعة للوالدين أو سرور لهما، فإن ذلك من الإحسان، وإذا وجد الإحسان انتفى العقوق.

{ وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ } من ذكور وإناث { مِنْ إِمْلاقٍ } أي: بسبب الفقر وضيقكم من رزقهم، كما كان ذلك موجودا في الجاهلية القاسية الظالمة، وإذا كانوا منهيين عن قتلهم في هذه الحال، وهم أولادهم، فنهيهم عن قتلهم لغير موجب، أو قتل أولاد غيرهم، من باب أولى وأحرى.

{ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ } أي: قد تكفلنا برزق الجميع، فلستم الذين ترزقون أولادكم، بل ولا أنفسكم، فليس عليكم منهم ضيق. { وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ } وهي:الذنوب العظام المستفحشة، { مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } [ ص 280 ] أي: لا تقربوا الظاهر منها والخفي، أو المتعلق منها بالظاهر، والمتعلق بالقلب والباطن.

والنهي عن قربان الفواحش أبلغ من النهي عن مجرد فعلها، فإنه يتناول النهي عن مقدماتها ووسائلها الموصلة إليها.

{ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ } وهي: النفس المسلمة، من ذكر وأنثى، صغير وكبير، بر وفاجر، والكافرة التي قد عصمت بالعهد والميثاق. { إِلا بِالْحَقِّ } كالزاني المحصن، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة.

{ ذَلِكُمْ } المذكور { وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } عن الله وصيته، ثم تحفظونها، ثم تراعونها وتقومون بها. ودلت الآية على أنه بحسب عقل العبد يكون قيامه بما أمر الله به.(1/279)

 

________________________________________

 

﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) ﴾

 

 

{ وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } .

 

 

{ وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ } بأكل، أو معاوضة على وجه المحاباة لأنفسكم، أو أخذ من غير سبب. { إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } أي: إلا بالحال التي تصلح بها أموالهم، وينتفعون بها. فدل هذا على أنه لا يجوز قربانها، والتصرف بها على وجه يضر اليتامى، أو على وجه لا مضرة فيه ولا مصلحة، { حَتَّى يَبْلُغَ } اليتيم { أَشُدَّه } أي: حتى يبلغ ويرشد، ويعرف التصرف، فإذا بلغ أشده، أُعطي حينئذ مالُه، وتصرف فيه على نظره.

وفي هذا دلالة على أن اليتيم -قبل بلوغ الأشُد- محجور عليه، وأن وليه يتصرف في ماله بالأحظ، وأن هذا الحجر ينتهي ببلوغ الأشُد.

{ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ } أي: بالعدل والوفاء التام، فإذا اجتهدتم في ذلك، فـ { لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا } أي: بقدر ما تسعه، ولا تضيق عنه. فمَن حرَص على الإيفاء في الكيل والوزن، ثم حصل منه تقصير لم يفرط فيه، ولم يعلمه، فإن الله عفو غفور (1) .

وبهذه الآية ونحوها استدل الأصوليون، بأن الله لا يكلف أحدا ما لا يطيق، وعلى أن من اتقى الله فيما أمر، وفعل ما يمكنه من ذلك، فلا حرج عليه فيما سوى ذلك.

{ وَإِذَا قُلْتُمْ } قولا تحكمون به بين الناس، وتفصلون بينهم الخطاب، وتتكلمون به على المقالات والأحوال { فَاعْدِلُوا } في قولكم، بمراعاة الصدق في من تحبون ومن تكرهون، والإنصاف، وعدم كتمان ما يلزم بيانه، فإن الميل على من تكره بالكلام فيه أو في مقالته من الظلم المحرم.

بل إذا تكلم العالم على مقالات أهل البدع، فالواجب عليه أن يعطي كل ذي حق حقه، وأن يبين ما فيها من الحق والباطل، ويعتبر قربها من الحق وبُعدها منه.

وذكر الفقهاء أن القاضي يجب عليه العدل بين الخصمين، في لحظه ولفظه. { وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا } وهذا يشمل العهد الذي عاهده عليه العباد من القيام بحقوقه والوفاء بها، ومن العهد الذي يقع التعاقد به بين الخلق. فالجميع يجب الوفاء به، ويحرم نقضه والإخلال به.

{ ذَلِكُمْ } الأحكام المذكورة { وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } ما بينه لكم من الأحكام،وتقومون بوصية الله لكم حق القيام، وتعرفون ما فيها، من الحكم والأحكام.

ولما بين كثيرا من الأوامر الكبار، والشرائع المهمة، أشار إليها وإلى ما هو أعم منها فقال: { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا } أي: هذه الأحكام وما أشبهها، مما بينه الله في كتابه، ووضحه لعباده، صراط الله الموصل إليه، وإلى دار كرامته، المعتدل السهل المختصر.

{ فَاتَّبِعُوهُ } لتنالوا الفوز والفلاح، وتدركوا الآمال والأفراح. { وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ } أي: الطرق المخالفة لهذا الطريق { فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ } أي: تضلكم عنه وتفرقكم يمينا وشمالا فإذا ضللتم عن الصراط المستقيم، فليس ثم إلا طرق توصل إلى الجحيم.

{ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } فإنكم إذا قمتم بما بينه الله لكم علما وعملا صرتم من المتقين، وعباد الله المفلحين، ووحد الصراط وأضافه إليه لأنه سبيل واحد موصل إليه، والله هو المعين للسالكين على سلوكه.

 

__________

(1) في ب: غفور رحيم.

(1/280)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

وعليكم السلام ورحمة الله

متابعة باذن الله

اسعدتني متابعة الحبيبتين أمة من اماء الله

وارجو الله التي ارجو من الله ان لا يحرمنا من تواجدها بيننا

تم تعديل بواسطة بسملة النور

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

بارك الله فيكن

 

ارجو الله

 

بسملة النور

 

وارجو الله التي ارجو من الله ان لا يحرمنا من تواجدها بيننا

 

آمــــــــــــــــــــين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

﴿ ثُمَّ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (154) وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آَيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (157) ﴾

 

{ ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ } .

 

 

{ ثُمَّ } في هذا الموضع، ليس المراد منها الترتيب الزماني، فإن زمن موسى عليه السلام، متقدم على تلاوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هذا

 

الكتاب، وإنما المراد الترتيب الإخباري. فأخبر أنه آتى { مُوسَى الْكِتَابَ } وهو التوراة { تَمَامًا } لنعمته، وكمالا لإحسانه. { عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ } [ ص 281 ] من أُمة موسى، فإن الله أنعم على المحسنين منهم بنِعَم لا تحصى. من جملتها وتمامها إنزال التوراة عليهم. فتمت عليهم نعمة الله، ووجب عليهم القيام بشكرها.

 

{ وَتَفْصِيلا لِكُلِّ شَيْءٍ } يحتاجون إلى تفصيله، من الحلال والحرام، والأمر والنهي، والعقائد ونحوها. { وَهُدًى وَرَحْمَةً } أي: يهديهم إلى الخير، ويعرفهم بالشر، في الأصول والفروع. { وَرَحْمَة } يحصل به لهم السعادة والرحمة والخير الكثير. { لَعَلَّهُمْ } بسبب إنزالنا الكتاب والبينات عليهم { بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ } فإنه اشتمل من الأدلة القاطعة على البعث والجزاء بالأعمال، ما يوجب لهم الإيمان بلقاء ربهم والاستعداد له.

 

{ وَهَذَا } القرآن العظيم، والذكر الحكيم. { كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ مُبَارَكٌ } أي: فيه الخير الكثير والعلم الغزير، وهو الذي تستمد منه سائر العلوم، وتستخرج منه البركات، فما من خير إلا وقد دعا إليه ورغب فيه، وذكر الحكم والمصالح التي تحث عليه، وما من شر إلا وقد نهى عنه وحذر منه، وذكر الأسباب المنفرة عن فعله وعواقبها الوخيمة { فَاتَّبِعُوهُ } فيما يأمر به وينهى، وابنوا أصول دينكم وفروعه عليه { وَاتَّقُوا } الله تعالى أن تخالفوا له أمرا { لَعَلَّكُمْ } إن اتبعتموه { تُرْحَمُونَ } فأكبر سبب لنيل رحمة الله اتباع هذا الكتاب، علما وعملا.

 

{ أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ } أي: أنزلنا إليكم هذا الكتاب المبارك قطعا لحجتكم، وخشية أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا، أي: اليهود والنصارى.

{ وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ } أي: تقولون لَمْ تنزل علينا كتابا، والكتب التي أنزلتها على الطائفتين ليس لنا بها علم ولا معرفة، فأنزلنا إليكم كتابا، لم ينزل من السماء كتاب أجمع ولا أوضح ولا أبين منه.

 

{ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ } أي: إما أن تعتذروا بعدم وصول أصل الهداية إليكم، وإما أن تعتذروا، بـ[عدم] كمالها وتمامها، فحصل لكم بكتابكم أصل الهداية وكمالها، ولهذا قال: { فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ } وهذا اسم جنس، يدخل فيه كل ما يبين الحق { وَهُدًى } من الضلالة { وَرَحْمَةٌ } أي:سعادة لكم في دينكم ودنياكم، فهذا يوجب لكم الانقياد لأحكامه والإيمان بأخباره، وأن من لم يرفع به رأسا وكذب به، فإنه أظلم الظالمين، ولهذا قال: { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا } أي: أعرض ونأى بجانبه.

{ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ } أي: العذاب الذي يسوء صاحبه ويشق عليه. { بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ } لأنفسهم ولغيرهم، جزاء لهم على عملهم السيء { وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ } .

وفي هذه الآيات دليل على أن علم القرآن أجل العلوم وأبركها وأوسعها، وأنه به تحصل الهداية إلى الصراط المستقيم، هداية تامة لا يحتاج معها إلى تخرص المتكلمين، ولا إلى أفكار المتفلسفين، ولا لغير ذلك من علوم الأولين والآخرين.

وأن المعروف أنه لم ينزل جنس الكتاب إلا على الطائفتين، [من] اليهود والنصارى، فهم أهل الكتاب عند الإطلاق، لا يدخل فيهم سائر الطوائف، لا المجوس ولا غيرهم.

وفيه: ما كان عليه الجاهلية قبل نزول القرآن، من الجهل العظيم وعدم العلم بما عند أهل الكتاب، الذين عندهم مادة العلم، وغفلتهم عن دراسة كتبهم.

(1/280)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

بين الله تعالى ما أحل لنا وما حرم علينا فكل الطعام حِل الا ما نصت الشريعة على تحريمه ،ومن ذلك المحرم على العبيد الميتة التى ماتت من غير ذكاة شرعية ، بجانب الدم المسفوح الذى يخرج من الذبيحة لما فيه من مضرة ببقاءه فى الذبيحة أو بخروجه ففيه المضرة أما ما بقى فى الذبيحة من دم فى العروق واللحم فليس محرم ، ومن المحرمات التى فى اكلها مضرة الخنزير ، وأن هذه الأشياء الثلاثة رحس وخبث مضرة للناس فجاء التحريم رحوة من الله ولطفآ بالعباد

وما ذبح لغير الله من أوثان وأصنام التى يعبدونمها فهو محرم فكل ذلك داخل فى مسمى الفسق والذى هو خروج عن أمر الله وعن طاعته،ولكن لكل قاعدة شواذ فإذا أضطر الانسان لأكل واحدة بسبب الحاق أذى به إن لم يأكلها فأوجب عليه الشرع أكلها من غير تعدى عن الحد الواجب ،

وهنا إختلف العلماء

فذكروا أن المحرمات لا تقتصر على هذه الأشياء الثلاثة،كأكل السباع وأكل لك ذى مخلب من الطير فالسؤال هنا كيف نجمع بين قول الله تعالى وبين ما جاءت السنة على تحريمه ؟؟؟

قال بعضهم أن هذه الآية نزلت قبل تحريم ما زاد على تحريمه فلا منافاة بين ذلك ،

وقال بعضهم أن هذه الآية مشتملة على سائر المحرمات بعضها جاء صريحآ وبعضها يؤخذ من المعنى ومن ذلك عندما ذكر تعالى كلمة (رجس)فى تحريم الميتة فانه يدخل فى تحريم كل الخبائث المستقذرة على أنها رجس والله أعلم

ثم جاءت السنة وقد فسرت القرآن وبينت المحرمات التى لم يذكرها القرآن فكانت السنة منهج يقتدى به .

وعقوبة لأهل الكتاب حرم الله عليهم ما هو طيب فحرم الإبل على اليهود وحرم عليهم أجزاء من لحم البقر والغنم وحرم عليهم شحومها أما الشحم المخالط للامعاء فليس بمحرم وكذلك ما إختلط بعظم عقوبة لهم بسبب ظلمهم وكفرهو وتعديهم فى حقوق الله وحقوق العباد

لكن الله رحمة بعباده ولانه لا يريد لهم الا ما فيه خير لهم يأمر نبيه أن يستمر فى دعوته ولا يأس ويبين لهم أن الله غفور رحيم ويحذهم بأس الله وغضبه وسخطه وأن ما يوجب سخط الله وغضبه هو تكذيب النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) سييحتج المشركين بكفرهم وتحريمهم ما أحل الله أنه داخل تحت القضاء والقدر وأن الله لوأنه لا يريد لهم الكفرلما كفروا ، وهذا والله ضرب من السفاهة فالله تعالى بين لعباده طريق الحق وطريق السعادة ورغب فيه ثم بين لهم طريق الباطل ورهبهم منه فمن العباد من اختر طريق الهداية فكان خير له ، ومنهم من إختار طريق الضلاله فكان شرآ له

وهذا القول دأب من كان قلبهم من المشركين فكان عاقبتهم الخسران المبين

ومن الفوائد المستنبطة أن الله تعالى لا يكلف نفسآ الإ وسعها فلا يوجب عليه مالا قدرة عليه فالاحتجاج بالقضاء والقدر باطل لا صحة له

فكما بين تعالى بأن طريق الله مستقيم فمن اتبعه فهو المهتدى ومن سار على غير طريق الله فهو فى ضلال مبين

ثم جاءت الآية الفصل من الله بأن يقول للمشركين هاتوا من يشهد بأن الله حرم هذا حينها هم على أمرين :إما أن لا يحضروا الشهداء فتكون دعواهم كاذبة خالية من البرهان والشهود

وإما أن يحضروا شهدائهم فتكون دعواهم مبنية على غلى الافك فلا شهادة لكل أفاك أثيم ، فنهى تعالى نبيه أن يشهد معهم

سأكمل بعد قليل بإذن الله تعالى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

تتمة

ثم جاءت الآية الكريمة تبين المحرمات تحريمآ عامآ شاملآ عدم الإشراك بالله تعالى ، أو يعظم أحد كمام يعظم الله تعالى أو أن يذبح لغير الله ،وذكر أعظم حقوق العباد بعد حقه الا وهو الاحسان للوالدين وبرهما والدعاء لهما وعدم عقوقهم، وعدم قتل الأبناء من ذكور وإناث خشية الفقر فالله تعالى هو الرزاق ، كما نهى عن التتقرب لكل الذنوب الظاهرة والباطنةلان مجرد التقرب من الفواحش قد يقع الانسان ضحيتها كما نصت على تحريم قتل النفس نفس المسلم اي ما كانت مؤمنة فاجرة بجانب النفس المعاهدة والتى بينها ميثاق من الكفار الإ فى أحوال القصاص كقاتل النفس أو الثيب الزانى والتارك لدين المفارق للجماعة

ثم ذكر شدة حرمة أكل مال اليتيم وعلى الولى أن يتصرف فى أموال اليتيم بما فيه مصلحة لليتيم حتى يبلغ أشده حينها له حق التصرف فى أمواله

كما وصى بالوفاء فى الكيل والميزان وما كان زائد أ ناقص بدون علم فإن الله غفور رحيم

أما بالنسبة للحكماء الذين يحكمون بين الناس عليهم أن يحكموا بالعدل وبشرع الله ،

فهذا ما وصى الله به عباده وأن هذا هو الصراط المستقيم الذى به تحيا البشرية حياة طيبة لانها شريعة سمحة تعطى كل ذى حق حقه ، وجاء النهى صريحآ بعدم إتباع السبل فتفرق بنا كما فى الامم السابقة

ثم أخبر تعالى نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم)أنه أتى موسى التوراة تمامآ لنعمة الله عليه وكمالآ لا حسانه، جاءت التوراة مفصلة لكل ماهو خير من حلال وحرام وأمر ونهى ، وبينت العقيدة بمفهوما الصحيح لعلهم يؤمنون ، وذكر أن أنزال القران فيه الهدى والنور والطريق السوى المستقيم فمن سار على ما فيه من خير فاز بالدارين الدنيا والآخرة ومن اتبع الهوى والشيطان ضل ضلالآ مبينآ

فأنزل الله تعالى القرآن قطعآ لحجتهم بأن يقولوا إنما أنزل الكتاب على من كان قبلنا من اليهود والنصارى

أو يقولوا ليس لنا كتاب ولا علم لنا بما فى كتب اليهود والنصارى ، أو يقولوا لو أن لنا كتاب لعملنا أحسن مما عملوا ، فقد أنزل الله لكم مافيه بينة من الحق فمن أعرض وصدف عنه فإن له نار جهنم خالدآ فيها

فكيف لا يعملون بما فى هذا الكتاب الذى هى أجل وأعضم الكتب السماوية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×