اذهبي الى المحتوى
أمّ عبد الله

مُدارسة كتاب : •°o.O تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان O.o°•

المشاركات التي تم ترشيحها

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

 

ّأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبين للناس ما حرم عليهم أكله ,بقطع النظر عن تحريم الإنتفاع بغير الأكل وعدمه ,فكانت : الميتة وهي كل ما مات بغير ذكاة شرعية ,

والدم الذي يخرج من الذكاة حين ذكاتها , لا الدم االذي يبقى في اللحم والعروق فهو حلال ,

ولحم الخنزير.

وما عدا هذه الثلاثة المنعوتة في الكتاب بأنها رجس فقد تقرر بأنها حلال , باستثناء التي ذبحت لغير الله فتلحق بالأولى ,وقد تكون هذه الأشياء المحرمة حلالا حالة الإضطرار ,مع عدم الزيادة على قدر الحاجة عند أكلها

وللعلماء كلام في حصره تعالى للمحرم فيما ذكر , لوجود محرمات أخر كالسباع وكل ذي مخلب وغير ذلك ,فقول يشير إلى أن الآية نزلت قيبل تحريم ما زاد على ما ذكر فيها , وقول يرى أن الآية التي بين أيدينا اشتملت على سائر المحرمات إما تصريحا ,أو أخذ الحكم في حرمتها من المعنى الذي تفضي إليه ومن عموم العلة ,فالله سبحانه وتعالى عندما قال :فإنه رجس, هو سبحانه يعني كل محرم, وتفاصيل هذا الرجس مستفادة من السيرة النبوية إذ هي معجم القرءان وترجمانه

وقد جاءت الآية في الرد عن قول المشركين بتحريم ما لم يحرمه الله تعالى من بهيمة الأنعام كما رأينا ,وإنما أتي هنا على ذكر الخنزير , لأن هناك من يلحقه ببهيمة الأنعام كالنصارى واليهود,فقطع عليهم سبحانه حليته بذلك

وقد حرم الله تعالى على هذه الأمة ماذكر تنزيها , وليس هوالحال عند أهل الكتاب لأنه حرم عليهم بعض الطيبات عقوبة لهم , كمثل الإبل وما أشبهها , وشحوم البقر والغنم التي في الآلية والثرب ,أما الشحم المخالط للأ معاء فقد أحله لهم سبحانه

فإن كذبوك يا محمد -صلى الله عليه وسلم-فاستمر في دعوتك وأخبرهم أن رحمة ربهم وسعت كل شيئ ,فليتعرضوا لها بالتصديق بك ,وحذرهم من الذنوب الموصلة لبأسه تعالى والتي أعظمها تكذيبك

أخبر تعالى أن المشركين سيحتجون بالقدر غدا يوم القيامة ,فيقولون بأن الله تعالى لو أراد لهم الإيمان لآمنوا , ولكن هذا كلام باطل ,بدليل أنه لن يدفع عنهم العقوبة , وهو مستند إلى مجرد الظن ,الذي لا يغني من الحق شيئا ,وهم أنفسهم لا يستطيعون القول به عند مقابلة مساخطهم,فلو أن أحدهم أوذي واحتج مؤذيه بالقضاء والقدر لما قبل منه ذلك , فأي تناقض هذا الذي وقعوا فيه

وقل يا محمد -صلى الله عليه وسلم -لمن حرم ما أحله الله تعالى , هات شهداء يشهدون لك بذلك ,فيكون ردهم : إما أن يفحم ولا يستطيع أن يحضر أحدا, فيحكم على دعواه بالبطلان , وإما أن يأتي بأفاك ليشهد معه زورا وبهتانا , فشهادته حينذاك مردودة عليه ,فنهى الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم عن اتباع هذه الشهادة

وقل لهم يا محمد -صلى الله عليه وسلم-تعالوا أفصل لكم ما حرم ربكم عليكم :

الشرك بالله , عقوق الوالدين بل دعا إلى الترغيب في الإحسان إليهما قولا وفعلا ,قتل الأولاد بسبب الفقر والضيق وغيره , إذ الرزاق هو الله ,اجتناب الفواحش وهي كل ذنب عظيم سواء المتعلق منها بالظاهر أو الباطن , واجتنابها يعني اجتناب مقدماتها والوسائل الموصلة إليها أيضاّ, وقتل النفس المسلمة ,إلا أن يكون في حد من حدود الله تعالى , أو في القصاص أو التارك لدينه المفارق للجماعة, والكافرة التي دفعت عن نفسها الموت بالعهد والميثاق ,وكل ما عقل العبد كان قائما بأمره تعالى ,أيضا نهى الله تعالى عن أكل مال اليتيم إلا لمصلحة تعود على اليتيم مالم يبلغ أشده, فإن بلغ رشده له حق التصرف في ماله

إيفاء الكيل والميزان بالقسط , حتى إن حصل من الحريص على ذلك تقصير من غير تفريط وعن جهل فإن الله غفور رحيم, والعدل في القول والحكم , والوفاء بالعهد ,هي وصايا وصى الله تعالى بها عباده فعليهم تنفيذها كما جاءت , لأنه السبيل السوي والوحيد الذي يهدي إلى الله تعالى وإلى الجنة ,كما أنه طريق سهل ومختصر , وأما عداه فهي طرق إلى جهنم , ولا يجب اتباعها لأنها تجنب الفوز والفلاح لا محالة ,وهو سبحانه المعين على سلوك طريق الفوز

ولقد أنزل الله تعالى على موسى التوراة , فكانت من تمام نعمته لأتباعه , بعد أن أسبغ عليهم من النعم التي لا تحصى ,وفصل فيها كل ما يحتاجونه, فكانت التوراة تهديهم للخير ورحمة لهم لعلهم يؤمنون

والقرءان كتاب مبارك فيه كل خير وفيه كل بركة وفيه الرحمة , بل فيه كل ما يحتاج إليه ,فوجب اتباعه والسير على أصوله ,فإن اتباعه علما وعملا يؤدي إلى رحمة الله تعالى ,وهو إنما أنزل حتى لا يقال بأن لليهود والنصارى كتاب وليس لهم كتاب , وأنه لا علم لهم بهذه الكتب السابقة ,فكان هذا الكتاب أوضح وأبين , وأجمع ,وأيضا حتى لا يعتذروا بأن أصل الهداية ليس لهم ,,أو يعتذروا بعدم تمام الهداية , فمن عدل عنه فله سوء العذاب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

بسملة النور

وارجو الله

وامة من اماء الله

 

على التلخيص والمتابعة

 

نفع الله بما خطته اناملكن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158) ﴾

 

 

{ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ } .

 

 

يقول تعالى: هل ينظر هؤلاء الذين استمر ظلمهم وعنادهم، { إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ } مقدمات العذاب، ومقدمات الآخرة بأن تأتيهم { الْمَلائِكَة } لقبض أرواحهم، فإنهم إذا وصلوا إلى تلك الحال، لم ينفعهم الإيمان ولا صالح الأعمال. { أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ } لفصل القضاء بين العباد، ومجازاة المحسنين والمسيئين. { أَوْ يَأْتِي َبَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ } الدالة على قرب الساعة

.

{ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ } الخارقة للعادة، التي يعلم بها أن الساعة قد دنت، وأن القيامة قد اقتربت. { لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا } أي: إذا وجد بعض آيات الله لم ينفع الكافر إيمانه أن آمن، ولا المؤمنَ المقصر أن يزداد خيرُه بعد ذلك، بل ينفعه ما كان معه من الإيمان قبل ذلك، وما كان له من الخير المرجوِّ قبل أن يأتي بعض الآيات.

 

والحكمة في هذا ظاهرة، فإنه إنما كان الإيمان ينفع إذا كان إيمانا بالغيب، وكان اختيارا من العبد، فأما إذا وجدت الآيات صار الأمر شهادة، ولم يبق للإيمان فائدة، لأنه يشبه الإيمان الضروري، كإيمان الغريق والحريق ونحوهما، ممن إذا رأى الموت، أقلع عما هو فيه كما قال تعالى: { فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ } [ ص 282 ] .

 

وقد تكاثرت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المراد ببعض آيات الله طلوع الشمس من مغربها وأن الناس إذا رأوها آمنوا فلم ينفعهم إيمانهم ويُغلق حينئذ بابُ التوبة.

 

ولما كان هذا وعيدا للمكذبين بالرسول صلى الله عليه وسلم منتظرا وهم ينتظرون بالنبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه قوارع الدهر ومصائب الأمورقال { قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ } فستعلمون أينا أحق بالأمن.

وفي هذه الآية دليل لمذهب أهل السنة والجماعة في إثبات الأفعال الاختيارية لله تعالى كالاستواء والنزول والإتيان لله تبارك وتعالى من غير تشبيه له بصفات المخلوقين.

وفي الكتاب والسنة من هذا شيء كثير وفيه أن من جملة أشراط الساعة طلوع الشمس من مغربها وأن الله تعالى حكيم قد جرت عادته وسنته أن الإيمان إنما ينفع إذا كان اختياريا لا اضطراريا كما تقدم.

وأن الإنسان يكتسب الخير بإيمانه فالطاعة والبر والتقوى إنما تنفع وتنمو إذا كان مع العبد الإيمان فإذا خلا القلب من الإيمان لم ينفعه شيء من ذلك.

(1/281)

________________________________________

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160) ﴾

 

 

{ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ } .

 

يتوعد تعالى الذين فرقوا دينهم، أي: شتتوه وتفرقوا فيه، وكلٌّ أخذ لنفسه نصيبا من الأسماء التي لا تفيد الإنسان في دينه شيئا، كاليهودية والنصرانية والمجوسية. أو لا يكمل بها إيمانه، بأن يأخذ من الشريعة شيئا ويجعله دينه، ويدع مثله، أو ما هو أولى منه، كما هو حال أهل الفرقة من أهل البدع والضلال والمفرقين للأمة.

 

ودلت الآية الكريمة أن الدين يأمر بالاجتماع والائتلاف، وينهى عن التفرق والاختلاف في أهل الدين، وفي سائر مسائله الأصولية والفروعية.

وأمره أن يتبرأ ممن فرقوا دينهم فقال: { لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ } أي لست منهم وليسوا منك، لأنهم خالفوك وعاندوك. { إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ } يردون إليه فيجازيهم بأعمالهم { ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } .

ثم ذكر صفة الجزاء فقال: { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ } القولية والفعلية، الظاهرة والباطنة، المتعلقة بحق الله أو حق خلقه { فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } هذا أقل ما يكون من التضعيف.

{ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا } وهذا من تمام عدله تعالى وإحسانه، وأنه لا يظلم مثقال ذرة، ولهذا قال: { وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ } .

(1/282)

________________________________________

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
بســم الله الـرحمــن الرحيــم

وعليكم السلام ورحمة الله

متابعة باذن الله

اسعدتني متابعة الحبيبتين أمة من اماء الله

وارجو الله التي ارجو من الله ان لا يحرمنا من تواجدها بيننا

 

اللهم آآآآآآآآمين جزاكِ الله خيرآ أختى بسملة النور

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكن الله خيرا

 

امة من اماء الله

 

ارجو الله

 

على المتابعة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

﴿ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165) ﴾

 

 

{ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ } .

 

 

 

يأمر تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم، أن يقول ويعلن بما هو عليه من الهداية إلى الصراط المستقيم: الدين المعتدل المتضمن للعقائد النافعة، والأعمال الصالحة، والأمر بكل حسن، والنهي عن كل قبيح، الذي عليه الأنبياء والمرسلون، خصوصا إمام الحنفاء، ووالد من بعث من بعد موته من الأنبياء، خليل الرحمن إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وهو الدين الحنيف المائل عن كل دين غير مستقيم، من أديان أهل الانحراف، كاليهود والنصارى والمشركين.

 

وهذا عموم، ثم خصص من ذلك أشرف العبادات فقال: { قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي } أي: ذبحي، وذلك لشرف هاتين العبادتين وفضلهما، ودلالتهما على محبة الله تعالى، وإخلاص الدين له، والتقرب إليه بالقلب واللسان والجوارح، وبالذبح الذي هو بذل ما تحبه النفس من المال، لما هو أحب إليها وهو الله تعالى.

 

ومن أخلص في صلاته ونسكه، استلزم ذلك إخلاصه لله في سائر أعماله. وقوله: { وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي } أي: ما آتيه في حياتي، وما يجريه الله عليَّ، وما يقدر عليَّ في مماتي، الجميع { لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } { لا شَرِيكَ لَهُ } في العبادة، كما أنه ليس له شريك في الملك والتدبير، وليس هذا الإخلاص لله ابتداعا مني، وبدعا أتيته من تلقاء نفسي، بل { بِذَلِكَ أُمِرْتُ } أمرا حتما، لا أخرج من التبعة إلا بامتثاله { وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } من هذه الأمة.

{ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ } من المخلوقين { أَبْغِي رَبًّا } أي: يحسن ذلك ويليق بي، أن أتخذ غيره، مربيا ومدبرا والله رب كل شيء، فالخلق كلهم داخلون تحت ربوبيته، منقادون لأمره؟".

 

فتعين علي وعلى غيري، أن يتخذ الله ربا، ويرضى به، وألا يتعلق بأحد من المربوبين الفقراء العاجزين.

ثم رغب ورهب بذكر (1) الجزاء فقال: { وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ } من خير وشر { إِلا عَلَيْهَا } كما قال تعالى: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا } .

{ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } بل كل عليه وزر نفسه، وإن كان أحد قد تسبب في ضلال غيره ووزره، فإن عليه وزر التسبب من غير أن ينقص من وزر المباشر شيء.

 

{ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ } يوم [ ص 283 ] القيامة { فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } من خير وشر، ويجازيكم على ذلك أوفى الجزاء.

{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأرْضِ } أي: يخلف بعضكم بعضا، واستخلفكم الله في الأرض، وسخَّر لكم جميع ما فيها، وابتلاكم، لينظر كيف تعملون.

{ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ } في القوة والعافية، والرزق والخَلْق والخُلُق. { لِيَبْلُوَكُمْ فِيمَا آتَاكُمْ } فتفاوتت أعمالكم. { إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ } لمن عصاه وكذّب بآياته { وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ } لمن آمن به وعمل صالحا، وتاب من الموبقات.

 

 

آخر تفسير سورة الأنعام، فلله الحمد والثناء وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

[وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين] (2) .

المجلد الثالث من تيسير الرحمن في تفسير القرآن لجامعه الفقير إلى الله: عبد الرحمن بن ناصر السعدي.

__________

(1) في ب: بذلك.

(2) زيادة من ب، وقد جاء بعدها قول الناسخ: (وكان الفراغ من كتابته في يوم الجمعة الموافق خمس وعشرين من جمادى الآخرة سنة 1345 هـ، بقلم الفقير إلى ربه المنان: علي الحسن العلي الحسن البريكان، وقد نسخته على نسخة المؤلف غفر الله له وأثابه على ذلك الثواب الجزيل، وجزاه الله عنا وعن جميع المسلمين أفضل الجزاء في دار الجزاء، وأدخله الله برحمته فسيح الجنان، ووقانا وإياه عذاب النيران بفضله وكرمه، إنه قريب مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين آمين ثم آمين يا رب العالمين ).

(1/282)

________________________________________

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

بارك الله فيكم اخواتي

 

تم تفسير سورة الأنعام، فلله الحمد والثناء وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

بارك الله فيكم اخواتي

 

تم تفسير سورة الأنعام، فلله الحمد والثناء وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين

وفيك بارك الرحمن

الان يبقى ان احببتن اكمال المدارسة

وتجديد النية وبالنسبة لي

رغم انه سيقل دخولي

ولكن ان شاء الله اكون متابعة كلما اتيحت لي الفرصة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سعيدات لتواجدك معنا أختي بسملة النور, وبارك الله فيك على التذكرة الطيبة , ولنجدد جميعا النية ولنواصل هذا المسير المبارك بحول منه تعالى وقوته

يسر الله تعالى أمورنا جميعا ووهبنا الإخلاص ورزقنا سبحانه العلم النافع والعمل الصالح

بارك الله فيكم اخواتي

 

تم تفسير سورة الأنعام، فلله الحمد والثناء وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين

وفيك بارك الله أختي إلهام

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

تم تعديل بواسطة امة من اماء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سعيدات لتواجدك معنا أختي بسملة النور

بل انا السعيدة شكرا امة من اماء الله الحبيبة فقط اريد التوضيح الظروف التي تبعدني هي نفستي فلا اخفيكن انني اعاني من مرض مزمن في مراحل متطورة

واستغنيت عن زيارة الاطباء لان الامر جعلني اصل الى الاكتئاب الشديد

وكلما تعرضت لانتكاسة ابتعد

وحين اتذكر المدارسة والركن اعود لاجل الوعد

يارب تتحملنني وان شاء الله معكن الى ان ياذن الله

ارى غياب الحبيبة ارجو الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سعيدات لتواجدك معنا أختي بسملة النور

بل انا السعيدة شكرا امة من اماء الله الحبيبة فقط اريد التوضيح الظروف التي تبعدني هي نفستي فلا اخفيكن انني اعاني من مرض مزمن في مراحل متطورة

واستغنيت عن زيارة الاطباء لان الامر جعلني اصل الى الاكتئاب الشديد

وكلما تعرضت لانتكاسة ابتعد

وحين اتذكر المدارسة والركن اعود لاجل الوعد

يارب تتحملنني وان شاء الله معكن الى ان ياذن الله

ارى غياب الحبيبة ارجو الله

 

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبكاته :

الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات ، ونسأله سبحانه أن يتقبل منا ، معكن ا أخواتى يالقلب والقالب بإذن الله ، فقط الذى يبعدنى عنكن هو انفصال التيار الكهربائى بسبب الحصار الذى فرضه علينا أصحاب القردة والخنازير ، ،

الأخت الحبيبة الهام جزاكِ الله خيرآ

وكذلك الأخت الحبيبة امة من إماء الله جزاكِ المولى خيرآ حبيبتى

أما بالنسبة للغالية والحبيبة بسملة النور نور قلبك حبيبتى بالإيمان وعفاكِ الله وشفاكِ لا بأس حبيبتى ولا تيأسى من رحمة الله فاذا أصاب العبد مرض أو ما شابه لخير يريده منه فاصبرى ولا تدعى مجال للشيطان أن يفسد عليكِ مدارسة كتاب الله ، استعينى أختى بالله ولنا فىأنبياء الله خير قدوة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

ويأتى السؤال من الله تعالى ، هل ينظرون هولاء المشركين المعاندين الظالمين أنفسهم وظالمين غيرهم من ضعفاء القلوب إلا أن تأتيهم الملائكة لقبض أروحهم أو يأتى عذابه أوعلامات الساعة ، ،ثم ذكر من هذه العلامات طلوع الشمس من المغرب يوم لا تنفع نفس إيمانها حينئذ ولا يقبل توبة تائب فأنتظروا أيها المشركين هذه العلامات إنا منتظرون

وفى الحديث الصحيح .....قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ):لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات ،طلوع الشمس من مغربها ، والدخان ، والدابة ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وخروج عيسى بن مريم ،وخروج الدجال ، وثلاثة خسوف :خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، ونارتخرج من قعر عدن تسوق أو تحشلر الناس تبيت معهم حيث باتوا ،وتقيل معهم حيث قالوا .

ثم ذكر تعالى القئة التى تفرقت واختلفت فى دينها تحلل ما حرمه الله ، وتحلل ما حرمه الله وهم اليهود والنصارى ،فأمره تعالى أن يتركهم ولا يتعرض لهم وأمرهم راجع الى الله تعالى يجازيهم بما عملوا

فمن جاء بالحسنة من عمل صالح ظاهر كان أو باطن فله عشر أمثاله ، ومن جاء بالسيئة فلا يجازيه الا بمثله وهذا من كرم الله ومنه ورحمته بالعباد فالله تعالى غنى عن عبادتهم فلا تغنيه ، ومعصية العاصين لا تنقص منه سبحانه ،وهناك من العلماء من فسر العمل الصالح بكلمة التوحيد أى ، بلا اله الا الله ،

ثم أخبرهم يا محمد أن الله هو الذى هدانى الى الصراط المستقيم أى هدانى الى الدين القيم مله ابراهيم حنيفآ وما كان من المشركين ، وأنه برئ من المشركين

وأخبرهم أن عبادتى من صلاة وحج كلها لله تعالى وبذلك أمرنى وأنا أول المسلمين ، فلا أرضى برب عيره سبحانه فهو مالك كل شئ سبحانه

وكل نفس تجزى بما كسبت فلا يظلم ربك أحدا

والله تعالى هو الذى جعل العباد خلائف الارض أى يخلف بعضهم بعضا ، وخلق العباد درجات فمنهم المؤمن ومنهم الكافر ومنهم العالم ومنهم الجاهل وكل ذلك لتمحيص العباد ولاختبارهم فييجزى العباد كل حسب عمله وهو الغفور الرحيم ،

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الحبيبة ارجو الله بارك الله فيك واعانك على متابعة المدارسة معنا وهنيئا لك بوجودك في تلك الارض المباركة يارب يفرج كربكم واخواننا في العراق وجميع بلاد المسلمين

شكرا لكلامك الجميل ان شاء الله مادام ميسر لي النت فلن اترك المدارسة ان شاء الله

التلخيص باذن الله

المراد أن يجمعهم الله وتأتيهم الملائكة في موقف القيامة للفصل بين الخلائق أو يأتيهم بعض آيات ربك وهو طلوع الشمس من مغربها يوم يأتي بعض أشراط الساعة وحينئذٍ لا ينفع الإِيمان نفساً كافرة آمنت في ذلك الحين ولا نفساً عاصيةً لم تعمل خيراً قال الطبري: أي لا ينفع من كان قبل ذلك مشركاً بالله أن يؤمن بعد مجيء تلك الآية لعظيم الهول الوارد عليهم من أمر الله، فحكم إِيمانهم كحكم إِيمانهم عند قيام الساعة انتظروا ما يحلُّ بكم وهو أمر تهديد ووعيد.

والذين فرّقوا الدين فأصبحوا شيعاً وأحزاباً أنت يا محمد بريء منهم انما جزاؤهم وعقابهم على الله هو يتولى جزاءهم ثم يخبرهم بشنيع فعالهم قال الطبري: أي أخبرهم في الآخرة بما كانوا يفعلون وأجازي كلاً منهم بما كان يفعل.

من جاء بحسنةٍ واحدة جوزي عنها بعشر حسناتٍ أمثالها فضلاً من الله وكرماً وهو أقلُّ المضاعفة للحسنات فقد تنتهي إِلى سبعمائة أو أزيد ومن جاء بالسيئة عوقب بمثلها دون مضاعفة وهم لا يُنقصون من جزائهم شيئاً

قل يا محمد لهؤلاء المشركين المكذبين إن ربي هداني إِلى الطريق القويم وأرشدني إلى الدين الحق دين إِبراهيم ديناً مستقيماً لا عوج فيه هو دين الحنيفية السمحة الذي جاء به إِمام الحنفاء إِبراهيم الخليل وما كان إِبراهيم مشركاً

قل يا محمد إِنَّ صلاتي التي أعبد بها ربي و ذبحي و حياتي ووفاتي وما أقدّمه في هذه الحياة من خيرات وطاعات ذلك كله لله خالصاً له دون ما أشركتم به لا أعبد غير الله بإِخلاص العبادة لله وحده أُمرتُ وانا أولُّ من خضع لله جلّ وعلا

قل يا محمد أأطلب رباً غير الله تعالى والحال هو خالق ومالك كل شيء فكيف يليق أن أتخذ إِلهاً غير الله لا تكون جناية نفسٍ من النفوس إِلا عليها و لا يحمل أحدٌ ذنب أحد ومرجعكم إِليه يوم القيامة فيجازيكم على أعمالكم ويميز بين المحسن والمسيء.

والله جعلكم خلفاً للأمم الماضية والقرون السالفة يخلف بعضكم بعضاً قال الطبري: أي استخلفكم بعد أن أهلك من كان قبلكم من القرون والأمم الخالية فجعلكم خلائف منهم في الأرض تخلفونهم فيها وخالف بين أحوالكم في الغنى والفقر والعلم والجهل والقوة والضعف وغير ذلك مما وقع فيه التفضيل بين العباد ليختبر شكركم على ما أعطاكم قال ابن الجوزي: أي ليختبركم فيظهر منكم ما يكون به الثواب والعقاب إِن ربك سريع العقاب لمن عصاه وغفور رحيم لمن أطاعه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

 

يقول تعالى هل ينتظر هؤلاء المستغرقون في ظلمهم وعنادهم حتى يأتي الموت أو يأتيهم ما يدل على قرب قيام الساعة ,ليؤمنوا وليتوبوا , فإذن لا يقبل منهم , إذ الإيمان يكون إيمانا بعالم الغيب لا بعالم الشهادة,فالإيمان الإضطراري لا ينفع, كما لا ينفع زيادة الطاعات عند قيام الساعة ,وإنما يحتسب للمرء ما فعله عند ما ءامن الإيمان الإختياري

يتوعد الله تعالى الذين فرقوا دينهم , فأخذوا منه شيئا , وردوا منه شيئا , واتخذوا بعضه دينا , والبعض الآخر ما ارتضوه دينا ,وكانوا شيعا , وهذا عمل أمر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله تعالى أن يتبرأ منه , لأنه مخالف مخالفة صريحة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم , ثم هم منقلبون إلى ربهم فمجازيهم , فمن عمل الحسن من الأعمال القولية والفعلية والظاهرة والباطنة فله عشر أمثال حسنته , ومن عمل السيئ من العمل فلا يجزى إلا مثله , عدلا منه تعالى وإنصافا وإحسانا ولا يظلم ربك أحدا

يأمر تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعلن عما هو عليه - صلى الله عليه وسلم- من الدين الحق, دين الوسطية والإعتدال و دين إبراهيم الخليل , دين الحنفية السمحة , المتضمن لكل خير و المشتمل على كل صالح,نافع والناهي عن كل شر, وقد خصص الله تعالى من هذا الدين القويم أشرف العبادات , وهما الصلاة والذبح , لفضلهما ,فالصلاة تقرب العبد من الله تعالى , والذبح هو بذل المحبوب للنفس وهو المال و لمن هو أحب منه وهو الله تعالى فقال تعالى قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي أي ما أفعله في حياتي وما يقدره تعالى علي في مماتي هو كله لله تعالى رب العالمين لا شريك له ولا ند له و وهو إخلاص كنت فيه أي محمد - صلى الله عليه وسلم -متبعا لا مبتدعا , فبذلك أمرت وانا أول مسلمي هذه الأمة ,ولا يحق اتخاذ رب آخر من المخلوقين غير الواحد الأحد الصمد , وليس للنفس إلا ما اكتسبت, فمن عمل خيرا يلقاه , و من عمل شرا يلقى شرا, ولا يؤخذ أحد بجريرة آخر , ومن تسبب في إضلال غيره , عوقب بما تسبب فيه دون أن ينقص من وز المباشر للضلال شيئا ,ثم ترجعون إلى الله تعالى

وهو سبحانه جعلكم في الأرض خلائف يستخلف بعضكم بعضا و وجعل بعضكم لبعض سخريا ,وفاوت بينكم في الصحة والرزق وغيرها ليبتليكم ,وينظر ما تعملون وهو الأعلم سبحانه , إن الله سريع الحساب, لمن عصاه , وهو الغفور الرحيم و لمن ءامن وتاب وعمل صالحا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جد سعيدة بكلامكما أختاي الحبيبتان , نفع الله تعالى بكما

جزاك الله خيرا حبيبتي ارجو الله على جهدك , تقبل الله منك

عافاك الله تعالى وشفاك حبيبتي بسملة النور ,لا عدمناك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

بارك الله فيكن اخواتي

 

امة من اماء الله

 

بسملة النور

 

ارجو الله

 

اخواتي المتابعات

 

انتهينا بفضل الله من تفسير سورة الأنعام

 

ونبدأ في تفسير سورة الأعراف

 

نجدد النيه ونسأل الله الاخلاص وقبول العمل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير سورةالأعراف

مكية

(1/283)

 

________________________________________

 

﴿ المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3) وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (4) فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (5) فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7) ﴾

 

 

{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ المص * كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ * وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ * فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ } .

 

 

يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم مبينا له عظمة القرآن: { كِتَابٌ أُنزلَ إِلَيْكَ } أي: كتاب جليل حوى كل ما يحتاج إليه العباد، وجميع المطالب الإلهية، والمقاصد الشرعية، محكما مفصلا { فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ } أي: ضيق وشك واشتباه، بل لتعلم أنه تنزيل من حكيم حميد { لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } وأنه أصدق الكلام فلينشرح له صدرك، ولتطمئن به نفسك، ولتصدع بأوامره ونواهيه، ولا تخش لائما ومعارضا.

 

{ لِتُنْذِرَ بِهِ } الخلق، فتعظهم وتذكرهم، فتقوم الحجة على المعاندين.

{ و } ليكون { َذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ } كما قال تعالى: { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } يتذكرون به الصراط المستقيم، وأعماله الظاهرة والباطنة، وما يحول بين العبد، وبين سلوكه.

ثم خاطب اللّه العباد، وألفتهم إلى الكتاب فقال: { اتَّبِعُوا مَا أُنزلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ } أي: الكتاب الذي أريد إنزاله لأجلكم، وهو: { مِنْ رَبِّكُمْ } الذي يريد أن يتم تربيته لكم، فأنزل عليكم هذا الكتاب الذي، إن اتبعتموه، كملت تربيتكم، وتمت عليكم النعمة، وهديتم لأحسن الأعمال والأخلاق ومعاليها { وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ } أي: تتولونهم، وتتبعون أهواءهم، وتتركون لأجلها الحق.

 

{ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ } فلو تذكرتم وعرفتم المصلحة، لما آثرتم الضار على النافع، والعدو على الوليِّ.

ثم حذرهم عقوباته للأمم الذين كذبوا ما جاءتهم به رسلهم، لئلا يشابهوهم (1) فقال: { وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا } أي: عذابنا الشديد { بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ } أي: في حين غفلتهم، وعلى غرتهم غافلون، لم يخطر الهلاك على قلوبهم. فحين جاءهم العذاب لم يدفعوه عن أنفسهم، ولا أغنت عنهم آلهتهم التي كانوا يرجونهم، ولا أنكروا ما كانوا يفعلونه من الظلم والمعاصي.

 

{ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } كما قال تعالى: { وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ * فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ * لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ }.

 

وقوله { فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ } أي لنسألن الأمم الذين أرسل اللّه إليهم المرسلين عما أجابوا به رسلهم { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ } الآيات

{ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ } عن تبليغهم لرسالات ربهم وعما أجابتهم به أممهم

{ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ } أي على الخلق كلهم ما عملوا { بِعِلْمٍ } منه تعالى لأعمالهم { وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ } في وقت من الأوقات كما قال تعالى { أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ } وقال تعالى { وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ }.

__________

(1) في ب: فلا يشابهونهم.

(1/283)

________________________________________

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الحبيبة ارجو الله بارك الله فيك واعانك على متابعة المدارسة معنا وهنيئا لك بوجودك في تلك الارض المباركة يارب يفرج كربكم واخواننا في العراق وجميع بلاد المسلمين

شكرا لكلامك الجميل ان شاء الله مادام ميسر لي النت فلن اترك المدارسة ان شاء الله وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وفيكِ بارك الله حبيبتى وأعاننا الله تعالى على المتابعة

من المتابعات بإذن الله تعالى

التلخيص باذن الله و

المراد أن يجمعهم الله وتأتيهم الملائكة في موقف القيامة للفصل بين الخلائق أو يأتيهم بعض آيات ربك وهو طلوع الشمس من مغربها يوم يأتي بعض أشراط الساعة وحينئذٍ لا ينفع الإِيمان نفساً كافرة آمنت في ذلك الحين ولا نفساً عاصيةً لم تعمل خيراً قال الطبري: أي لا ينفع من كان قبل ذلك مشركاً بالله أن يؤمن بعد مجيء تلك الآية لعظيم الهول الوارد عليهم من أمر الله، فحكم إِيمانهم كحكم إِيمانهم عند قيام الساعة انتظروا ما يحلُّ بكم وهو أمر تهديد ووعيد.

والذين فرّقوا الدين فأصبحوا شيعاً وأحزاباً أنت يا محمد بريء منهم انما جزاؤهم وعقابهم على الله هو يتولى جزاءهم ثم يخبرهم بشنيع فعالهم قال الطبري: أي أخبرهم في الآخرة بما كانوا يفعلون وأجازي كلاً منهم بما كان يفعل.

من جاء بحسنةٍ واحدة جوزي عنها بعشر حسناتٍ أمثالها فضلاً من الله وكرماً وهو أقلُّ المضاعفة للحسنات فقد تنتهي إِلى سبعمائة أو أزيد ومن جاء بالسيئة عوقب بمثلها دون مضاعفة وهم لا يُنقصون من جزائهم شيئاً

قل يا محمد لهؤلاء المشركين المكذبين إن ربي هداني إِلى الطريق القويم وأرشدني إلى الدين الحق دين إِبراهيم ديناً مستقيماً لا عوج فيه هو دين الحنيفية السمحة الذي جاء به إِمام الحنفاء إِبراهيم الخليل وما كان إِبراهيم مشركاً

قل يا محمد إِنَّ صلاتي التي أعبد بها ربي و ذبحي و حياتي ووفاتي وما أقدّمه في هذه الحياة من خيرات وطاعات ذلك كله لله خالصاً له دون ما أشركتم به لا أعبد غير الله بإِخلاص العبادة لله وحده أُمرتُ وانا أولُّ من خضع لله جلّ وعلا

قل يا محمد أأطلب رباً غير الله تعالى والحال هو خالق ومالك كل شيء فكيف يليق أن أتخذ إِلهاً غير الله لا تكون جناية نفسٍ من النفوس إِلا عليها و لا يحمل أحدٌ ذنب أحد ومرجعكم إِليه يوم القيامة فيجازيكم على أعمالكم ويميز بين المحسن والمسيء.

والله جعلكم خلفاً للأمم الماضية والقرون السالفة يخلف بعضكم بعضاً قال الطبري: أي استخلفكم بعد أن أهلك من كان قبلكم من القرون والأمم الخالية فجعلكم خلائف منهم في الأرض تخلفونهم فيها وخالف بين أحوالكم في الغنى والفقر والعلم والجهل والقوة والضعف وغير ذلك مما وقع فيه التفضيل بين العباد ليختبر شكركم على ما أعطاكم قال ابن الجوزي: أي ليختبركم فيظهر منكم ما يكون به الثواب والعقاب إِن ربك سريع العقاب لمن عصاه وغفور رحيم لمن أطاعه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متابعة إن شاء الله

أكرمك الله إلهام الحبيبة

اللهم ارزقنا الاخلاص

اللهم آآمين

نجدد النيه ونسأل الله الاخلاص وقبول العمل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×