اذهبي الى المحتوى
(أم *سارة*)

:: صفحة دروس ..•.. دورة شرعية لانعاش الصيفية [ مادة العقيدة] ..•.. ::

المشاركات التي تم ترشيحها

post-186139-0-00692600-1340908451.png

 

 

 

الدرس الأول من دروس العقيدة: الإسلام

 

 

 

ما هو بالإسلام؟

 

 

الإسلام يعني: الاستسلام لله بالتوحيد، والخضوع والانقياد له بالطاعة، وذلك بفعل ما يامر به وترك ما ينهى عنه، وهو الدين الذي لا يقبل الله من أحد دين سواه: {إن الدين عند الله الإسلام} [آل عمران: 91]

 

 

والشرائع السماوية التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على رسله وأنبيائه شرائع متعددة، تتفق جميعها في الدعوة إلى التوحيد، وإقامة مصالح العباد، والمناداة بمكارم الأخلاق، وتختلف فيما بينها في بعض الأحكام، كما تختلف في سعة بعضها واقتصار بعضها على بعض متطلبات الحياة بحسب حاجة الناس. قال تعالى:

 

 

{لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً} [المائدة: 48].

 

post-186139-0-64448800-1340908461.png

 

 

وتتفق الشرائع السماوية فيما بينها على أمور كثيرة، منها: ‏

 

 

1. المصدر:

 

‎‎ فهي منزلة من عند الله الواحد الأحد، قال تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده}[النساء: 163]. ‏

 

 

2. المقاصد: ‏ فمن مقاصد الشرائع السماوية: ‏

 

‎‎ تعبيد الناس لربهم: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّ نوحي إليه أنه لا إله إلاّ أنا فاعبدون} [الأنبياء: 25]. ‏

 

 

‎‎ وقال عز وجل: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين} [النحل: 36].

 

 

‎‎ وتعبيدهم بما يشرع من تكاليف وأحكام، فيلتزمون بها عن رضا وطواعية. قال تعالى: {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون} [النور: 51].

 

post-186139-0-64448800-1340908461.png

 

 

3. القواعد العامة:

 

وهى مما تتفق فيه الشرائع السماوية أيضا، كقاعدة الثواب والعقاب، وهي أن الإنسان يحاسب بعمله، فيعاقب بذنوبه وأوزاره، ولايؤاخذ بجريرة غيره. ويثاب بسعيه، وليس له سعي غيره، قال تعالى: {أم لم ينبأ بما في صحف موسى * وإبراهيم الذي وفى * ألاّ تزر وازرة وزر أخرى * وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى * وأن سعيه سوف يُرى * ثم يجزاه الجزاء الأوفى} [النجم:36-41]. ‏

 

 

 

‎‎ وهكذا فالشرائع السماوية السابقة كلها إسلام لله عز وجل، وتعبّد له بما شرع سبحانه على ألسنة رسله، عليهم الصلاة والسلام.

post-186139-0-64448800-1340908461.png

 

 

 

‎‎ فهذا نوح عليه السلام يقول: {إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين} [النمل: 91]. ‏

 

 

‎‎ وإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام قالا: {ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمةً مسلمةً لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم} [البقرة: 128].

 

‎‎ وهي وصية إبراهيم ويعقوب عليهما السلام، قال تعالى: {ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون} [البقرة: 132].

 

 

‎‎ ويوسف عليه السلام دعا ربه فقال: {رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين} [يوسف: 101].

 

‎‎ وموسى عليه السلام قال: {وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين} [يونس: 84]. ‏

 

 

‎‎ وشواهد ذلك في القرآن الكريم كثيرة معلومة.

 

post-186139-0-64448800-1340908461.png

 

الإسلام بمعناه الخاص:

 

‎‎ إن المصلحة تختلف باختلاف الأحوال والأزمان، وهو تعالى حكيم يشرع لعباده في كل عصر ما يعلم في سابق علمه أن به مصلحتهم في ذلك الوقت، وإنما كانت الناسخة على الأغلب خيراً من المنسوخة، لأن: الانتقال من خير إلى خير منه آية الترقي إلى ما هو أرقى وأكمل، كما هي سنة الله في خلقه، يأخذهم بالتدرج والارتقاء.

 

 

‎‎ ولما كانت الشريعة الإسلامية لا مجال لنسخها لكونها خاتمة الشرائع، جاءت سمحة شاملة مطردة واسعة، تسع الضعيف أخذاً بالرخص، والقوي تحملاً بالعزائم، وهذا من واسع رحمة الرحمن بعباده. ‏

 

 

‎‎ قال تعالى: {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون} [الجاثية: 18]. ‏

 

post-186139-0-64448800-1340908461.png

 

 

‎‎ وصار دين الإسلام الذى بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم وأوحى إليه بأصوله وشرائعه، وكلفه بتبليغه للناس كافة، ودعوتهم إليه.. صار هو دين الله الذي لا يقبل الله من أحد دينا سواه، فهو الدين المقبول عند الله النافع لصاحبه.

 

وبذلك نسخ الإسلام جميع الأديان السابقة، فصار من اتبعه مسلماً ومن خالفه ليس بمسلم.

 

 

‎‎ وبوابة الدخول إليه أن تشهد: أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله، وتعمل بأركان هذه الشهادة وشروطها، وتتجنب نواقضها. ‏

 

 

‎‎ قال عز وجل: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} [آل عمران: 85]. ‏

 

 

‎‎ وقال عليه الصلاة والسلام: (والذي نفس محمد بيده لايسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) رواه مسلم.

 

post-186139-0-64448800-1340908461.png

 

 

 

‎‎ وعلى هذا فاليهود والنصارى بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، إذا لم يدخلوا في دينه ويؤمنوا برسالته لا ينفعهم إيمانهم برسلهم، لأن دين الإسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ناسخ لما قبله من الأديان.

 

post-186139-0-85537100-1340908470.png

تم تعديل بواسطة منال كامل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاك الله خيرًا يا غالية

عندي سؤال على هذا الجزء .. لم أفهم ما لونته بالأحمر:

 

الانتقال من خير إلى خير منه آية الرقي إلى ما هو أرقى وأكمل كما هي سنة الله في خلقه, يأخذهم بالتدرج والارتقاء

تم تعديل بواسطة .. ياسمين ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته

 

جزاك الله خيرا على هذا الدرس المفيد

 

لقد استفدت منه كثيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انا ايضا لم افهم هذه الجملة برجاء التوضيح

 

وإنما كانت الناسخة على الأغلب خيراً من المنسوخة، لأن:

الانتقال من خير إلى خير منه آية الترقي إلى ما هو أرقى

 

وجزاكم الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حياكم الله يا حبيبات

 

هذا الكلام يعني أن الله عندما يأتي بشيء قد أتى به من قبل فهذا الشيء أرقى وأنفع مما قبله

 

ولأن الأديان السابقة قبل الإسلام كلها من عند فهي فيها الخير لأنها من عند الله وكانت تنزل في القوم خاصة

 

ولكن الله أراد بعد التدرج في نزول الأديان السابقة وكان كل نبي ينزل في قومه أراد أن يختمها جميعًا

 

برسالة واحدة تجمع خير مافي هذه الأديان وتكون للناس عامة

 

فنسخ جميع الأديان قبل الإسلام بالإسلام لأنه خير الأديان وأكملها وهو لعامة الخلق إنسهم وجنهم

 

فتكون أية الله في الكون بأن ينقلنا مما هو راقي إلى ما هو أرقى وهو دين الإسلام

 

أرجو أن أكون قد وفقت في توصيل المعلومة يا حبيبات

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خير الجزاء منوله على هذا الشرح المبسط

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله بكِ ياحبيبة

مجهود قيم نسال الله أن يجعله في ميزان حساتكِ

اتابع معكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكن و جعله في موازين حسناتكن يا غاليات

اللهم أجعل القرآن ربيع قلبي و نور صدري و جلاء حزني و ذهاب همي . . اللهم آمين يا رب العالمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

كيفكم اخواتي الحبيباتي

عندي سؤال اليوم هو الجمعة وحسب الجدول اليوم اختبار كيف سيتم الاختبار؟؟ ومتى؟؟

وجزاكن الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ماشاء الله اللهم بارك

درس جد رااائع

استفدت ولله الحمد

جزاك الله خيرا منوولة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
post-186139-0-00692600-1340908451.png

 

 

 

 

الدرس الثاني: التوحيد

 

 

ما هو التوحيد؟

 

 

 

 

معنى التوحيد.

 

التوحيد في اللغة: مصدر للفعل (وحَّد، يوحِّد) توحيدا فهو موحِّد إذا نسب إلى الله الوحدانية ووصفه بالانفراد عما يشاركه أو يشابهه في ذاته أو صفاته ، والتشديد للمبالغة أي بالغت في وصفه بذلك.

 

 

وتقول العرب: واحد وأحد، ووحيد، أي منفرد، فالله تعالى واحد، أي منفرد عن الأنداد والأشكال في جميع الأحوال، فالتوحيد هو العلم بالله واحدا لا نظير له، فمن لم يعرف الله كذلك، أو لم يصفه بأنه واحد لا شريك له، فإنه غير موحد له.

 

 

 

post-186139-0-64448800-1340908461.png

 

 

 

 

وأما تعريفه في الاصطلاح فهو: إفراد الله تعالى بما يختص به من الألوهية والربوبية والأسماء والصفات.

 

 

ويمكن أن يعرف بأنه: اعتقاد أن الله واحد لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.

 

 

 

واستخدام هذا المصطلح (التوحيد) أو أحد مشتقاته للدلالة على هذا المعنى ثابت مستعمل في الكتاب والسنة. فمن ذلك:

 

 

قوله تعالى: (قل هو الله أحد... الى آخر السورة).

 

وقوله تعالى: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) [البقرة/163].

 

وقوله: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [المائدة/73]، والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا.

 

 

 

post-186139-0-64448800-1340908461.png

 

 

 

 

وفي صحيح البخاري (7372 ) ومسلم ( 19 ) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى نَحْوِ أَهْلِ الْيَمَنِ قَالَ لَهُ: " إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللهَ تَعَالَى فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا صَلَّوْا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ".

 

 

وفي صحيح مسلم (16) عن ابن عمر رضي الله عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسَةٍ: عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللهُ ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَالْحَجِّ)

 

 

 

فالمقصود بالتوحيد في هذه النصوص كلها هو تحقيق معنى شهادة (أن لا إله إلا اله وأن محمدا رسول الله)، الذي هو حقيقة دين الإسلام الذي بعث الله به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بدليل وقوع هذه الكلمات والمصطلحات مترادفة ومتناوبة في الكتاب والسنة ففي بعض ألفاظ حديث معاذ السابق : "إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ" (أخرجه البخاري ( 1496).

 

 

 

post-186139-0-64448800-1340908461.png

 

 

 

وفي رواية لحديث ابن عمر : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ...." أخرجه مسلم (16)

 

 

 

فدل هذا على أن التوحيد هو حقيقة شهادة (أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) وأن هذا هو الإسلام الذي بعث الله به نبيه إلى جميع الثقلين من الإنس والجن والذي لن يرضى الله من أحد دينا سواه.

 

قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ الله الإسلام} [آل عمران/19].

 

 

وقال جل شأنه: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران/85].

 

 

 

post-186139-0-85537100-1340908470.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بوركتِ منال كامل الحبيبة ونفع بكِ

دروس قيمة ومفيدة

نسأل الله ان ينفعنا بما تعلم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بانتظار الدرس الثاني من الأسبوع الثالث . .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الدرس الثالث والأخير: من دروس العقيدة

 

 

 

أقسام التوحيد

 

 

توحيد الربوبية، توحيد الألوهية، توحيد الأسماء والصفات.

 

 

 

post-186139-0-00692600-1340908451.png

 

 

 

 

فتوحيد الربوبية:

 

 

 

هو إفراد الله تعالى بأفعاله كـ(الخلق والملك والتدبير والإحياء والإماتة) ونحو ذلك.

 

 

وأدلة هذا التوحيد كثيرة جدًا في الكتاب والسنة فمن اعتقد أن هناك خالقا غير الله، أو مالكًا لهذا الكون متصرفًا فيه غير الله فقد أخل بهذا النوع من التوحيد، وكفر بالله.

 

post-186139-0-64448800-1340908461.png

 

 

 

وقد كان الكفار الأوائل يقرون بهذا التوحيد إقرارا إجماليا، وإن كانوا يخالفون في بعض تفاصيله، والدليل على أنهم كانوا يقرون به آيات كثيرة في القرآن منها:

 

 

 

قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُون} [العنكبوت/61].

 

 

وقوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} [العنكبوت/63].

 

 

وقوله جل شانه: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُون} [الزخرف/87].

 

 

ففي هذه الآيات يبين الله أن الكفار يقرون بأنه سبحانه هو الخالق المالك المدبر، ومع هذا لم يوحدوه بالعبادة مما يدل على عظيم ظلمهم، وشدة إفكهم، وضعف عقلهم.

 

 

فإن الموصوف بهذه الصفات المنفرد بهذه الأفعال ينبغي ألا يعبد سواه، ولا يوحد إلا إياه، سبحانه وبحمده تعالى عما يشركون، ولذا فمن أقر بهذا التوحيد إقرارًا صحيحًا لزمه ضرورة أن يقر بتوحيد الألوهية.

 

 

post-186139-0-64448800-1340908461.png

 

 

وتوحيد الألوهية هو:

 

 

إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة قولا وعملا، ونفي العبادة عن كل ما سوى الله كائنًا من كان كما قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} [الإسراء/23].

 

 

وقال تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} [النساء/36].

 

 

 

ويمكن أن يعرف بأنه: توحيد الله بأفعال العباد.

 

 

 

وسمي بتوحيد الألوهية:

 

لأنه مبني على التأله لله وهو التعبد المصاحب للمحبة والتعظيم.

 

 

ويسمى توحيد العبادة: لأن العبد يتعبد لله بأداء ما أمره به واجتناب ما نهاه عنه.

 

 

ويسمى توحيد الطلب والقصد والإرادة: لأن العبد لا يطلب ولا يقصد ولا يريد إلا وجه الله سبحانه فيعبد الله مخلصا له الدين.

 

 

وهذا النوع هو الذي وقع فيه الخلل، ومن أجله بعثت الرسل، وأنزلت الكتب، ومن أجله خلق الخلق، وشرعت الشرائع، وفيه وقعت الخصومة بين الأنبياء وأقوامهم، فأهلك المعاندين ونجى المؤمنين.

 

 

فمن أخل به بأن صرف شيئا من العبادة لغير الله فقد خرج من الملة، ووقع في الفتنة، وضل عن سواء السبيل. نسأل الله السلامة.

 

 

 

post-186139-0-64448800-1340908461.png

 

 

وأما توحيد الأسماء والصفات فهو:

 

 

إفراد الله عز وجل بما له من الأسماء والصفات، فيعتقد العبد أن الله لا مماثل له في أسمائه وصفاته، وهذا التوحيد يقوم على أساسين:

 

 

الأول: الإثبات:

 

أي إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو أثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلى على وجه يليق بجلال الله وعظمته من غير تحريف لها أو تأويل لمعناها أو تعطيل لحقائقها. أو تكييف لها.

 

 

 

الثاني:التنزيه:

 

 

وهو تنزيه الله عن كل عيب، ونفي ما نفاه عن نفسه من صفات النقص، والدليل على ذلك قوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} فنزه نفسه عن مماثلته لخلقه ، وأثبت لنفسه صفات الكمال على الوجه اللائق به سبحانه.

 

 

 

post-186139-0-85537100-1340908470.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×