اذهبي الى المحتوى
هدوء الفجر

**؛،،..،، سِلسِلَة فِقـ,,ــهُ الأَسمَـ،،ــاءِ الحُسنَـ،،ــى ؛،،..،،؛**

المشاركات التي تم ترشيحها

اللهم ءاميين

جزانا وإياكِ خيرًا منه يا حبيبة، ءامين وإياكِ والمسلمين ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

العليّ، الأعلى، المتعال

 

وهذه الأسماء تدل على علوه المطلق بجميع الوجوه والاعتبارات:

• فهو العليّ علو ذات، قد استوى على العرش، وعلا على جميع الكائنات، وباينها قال تعالى: {الرحمن على العرش استوى} [طه: 5]، أي علا وارتفع عليه علوًّا يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه.

• وهو العلي علو قدر، وهو علو صفاته وعظمتها، فإن صفاته عظيمة لا يماثلها ولا يقاربها صفة أحد، بل لا يطيق العباد أن يحيطوا بصفة واحدة من صفاته.

• وهو العلي علو قهر، حيث قهر كلّ شيء، ودانت له الكائنات بأسرها فجميع الخلق نواصيهم بيده، فلا يتحرَّك منهم متحرِّك، ولا يسكن ساكن إلا بإذنه، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.

 

 

هذا وقد تنوعت الدلائل وتكاثرت البراهين وتعددت الشواهد على علو الله تبارك وتعالى على خلقه، حتى إن القرءان الكريم فيه أزيد من ألف دليل على علوِّ الله سبحانه، وهي مندرجة تحت أنواع عديدة بيانها فيما يلي:

,, الأول: التصريح بالفوقية قال تعالى: {وهو القاهر فوق عباده} [الأنعام: 18]، وقال تعالى: {يخافون ربهم من فوقهم} [النحل: 50].

,, الثاني: التصريح بالعروج إليه سبحانه، قال الله تعالى: {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه} [السجدة: 5].

,, الثالث: التصريح بالصعود إليه قال تعالى: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} [فاطر: 10].

,, الرابع: التصريح برفع بعض المخلوقات إليه، قال تعالى: {بل رفعه الله إليه} [النساء: 158].

,, الخامس: التصريح بتنزيل الكتاب منه قال تعالى: {تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم} [الزمر: 1].

,, السادس: التصريح بأنه تعالى في السماء قال تعالى: {ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور، أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبًا فستعلمون كيف نذير} [الملك: 16، 17].

,, الثامن: الإشارة إليه حسًّا إلى العلو كما أشار إليه من هو أعلم به لما كان صلوات الله وسلامه عليه بالمجمع الأعظم في اليوم الأعظم قال للناس: "وأنتم تُسألون عني فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلَّغت وأدَّيت ونصحت. فقال بإصبعه السَّبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: اللهمَّ اشهد، اللهم اشهد –ثلاث مرات" [رواه مسلم: (1218)].

,, التاسع: إخباره –صلى الله عليه وسلم- أنه تردد بين موسى عليه السلام وبين ربِّه ليلة المعراج بسبب تخفيف الصلاة فيصعد إلى ربه ثم يعود إلى موسى عدة مرات، وحديث المعراج مخرَّج في الصحيحين وغيرهما.

 

,, العاشر: إخباره تعالى عن فرعون أنه رام الصعود إلى السماء ليطَّلع إلى إله موسى فيكذبه فيما أخبره من أنه سبحانه فوق السماوات: {وقال فرعون يا هامان ابنِ لي صرحًا لعلي أبلغ الأسباب، أسباب السموات فأطَّلعَ إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبًا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصُدَّ عن السبيل وما كيدُ فرعون إلا في تباب} [غافر: 36، 37]، أي: إني لأظن موسى كاذبًا فيما أخبر به من أن الله في السماء، فمن نفى علوَّ الله ففيق شبه من فرعون، ومن أثبت علو الله فهو على نهج موسى عليه السلام ونهج جميع النَّبيِّين عليهم صلوات الله وسلامه.

 

,..

 

والإيمان بعلو الله على خلقه يورث العبد تعظيمًا لله وذلًّا بين يديه وانكسارًا له وتنزيهًا له عن النقائص والعيوب وإخلاصًا في عبادته وبعدًا عن اتخاذ الأنداد والشركاء، قال الله تعالى: {ذلك بأن الله هو الحقُّ وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العليُّ الكبير} [الحجّ: 62].

***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الكبير، العظيم

 

الكبير العظيم أي: الذي له الكبرياء نعتًا والعظمة وصفًا، قال تعالى في الحديث القدسيّ: "الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار" [رواه أحمد (2/ 248)].

,,

 

ومعاني الكبرياء والعظمة نوعان:

أحدهما: يرجع إلى صفاته سبحانه وأن له جميع معاني العظمة والجلال كالقوَّة والعزة وكمال القدرة وسعة العلم وكمال المجد وغيرها من أوصاف العظمة والكبرياء، ومن عظمته أن السموات السبع والأرضين السبع في يد الله كخردلة في يد أحدنا، كما قال ذلك ابن عباس رضي الله عنهما.

قال تعالى: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون} [الزمر: 67]، فله سبحانه وتعالى الكبرياء والعظمة الوصفان اللذان لا يقادر قدرهما، ولا يبلغ العباد كنههما، وقد صحَّ عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول في ركوعه وسجوده: "سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة" [رواه أحمد (2/ 223)].

...

 

النوع الثاني: أنه لا يستحق أحد التعظيم والتكبير والإجلال والتمجيد غيره فيستحق على العباد أن يعظموه بقلوبهم وألسنتهم وأعمالهم، وذلك ببذل الجهد في معرفته ومحبته والذل له والخوف منه، ومن تعظيمه سبحانه أنه يطاع فلا يُعصى ويُذكر فلا يُنسى ويُشكر فلا يُكفر، ومن تعظيمه وإجلاله أن يخضع لأوامره وشرعه وحكمه، وأن لا يُعترض على شيء من خلقه أو شرعه، ومن تعظيمه تعظيم ما عظمه واحترمه من زمان ومكان وأشخاص وأعمال، والعبادة روحها تعظيم الباري وتكبيره؛ لهذا شرعت التكبيرات في الصلاة في افتتاحها وتنقلاتها ليستحضر العبد معنى تعظيمه في هذه العبادة التي هي أجلّ العبادات.

بل إن التكبير مصاحب للمسلم في عبادات عديدة وطاعات متنوعة، فالمسلم يكبِّر الله عندما يكمل عدة الصيام كما قال تعالى: {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون} [البقرة: 185]، ويكبِّر في الحجّ قال تعالى: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين} [الحجّ: 37].

وبه يتبين معنى (الله أكبر) أي: من كل شيء، فلا شيء أكبر ولا أعظم منه، ولهذا يقال: إن أبلغ لفظة للعرب في معنى التعظيم والإجلال هي: الله أكبر، أي صِفْهُ بأنه أكبر من كل شيء، واعتقد أنه أكبر من كل شيء.

,,

 

وكما تقدم التكبير معناه التعظيم لكنه ليس مرادفًا له، فالكبرياء أكمل من العظمة؛ لأنه يتضمَّنها ويزيد عليها في المعنى، لهذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله: "وفي قوله (الله أكبر) إثبات عظمته، فإن الكبرياء تتضمَّن العظمة ولكن الكبرياء أكمل. ولهذا جاءت الألفاظ المشروعة في الصلاة والأذان بقول: "الله أكبر"، فإن ذلك أكمل من قول: "الله أعظم"، كما جاء في الحديث السابق أنه سبحانه جعل العظمة كالإزار والكبرياء كالرّداء، ومعلوم أن الرداء أشرف فلما كان التكبير أبلغ من التعظيم صرح بلفظه وتضمن ذلك التعظيم".

,, من عَلِمَ مدلول هذين الاسمين ذلَّ لربِّه وانكسر بين يديه وصرف له أنواع العبادة واعتقد أنه المستحق لها دون سواه وعرف أن كل مشرك لم يقدر ربه العظيم حق قدره كما قال تعالى: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون} [الزمر: 67].

وسبحان الله! أين ذهبت عقولُ هؤلاء المشركين حين صرفوا ذلهم وخضوعهم وانكسارهم ورجاءهم وخوفهم ورغبهم ورهبهم وحبَّهم وطمعَهم إلى مخلوقات ضئيلة وكائنات ذليلة لا تملك لنفسها شيئًا من النفع والضر، فضلًا عن أن تملكه لغيرها، وتركوا الخضوع والذي للرب العظيم والكبير المتعال، والخالق الجليل تعالى الله عما يصفون، وسبحان الله عما يشركون وهو وحده المستحق للتعظيم والإجلال والتألّه والخضوع والذي وهذا خالص حقه فمن أقبح الظلم أن يعطى حقه لغيره أو يشرك بينه وبين غيره فيه، ومن اتَّخذ الشركاء والأنداء له ما قدر الله حق قدره ولا عظمه حق تعظيمه، سبحانه وتعالى الذي عنت له الوجوه وخشعت له الأصوات ووجلت القلوب من خشيته وذلَّت له الرقاب تبارك الله ربّ العالمين.

 

***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الهمة يا حبيبات لا تتكاسلن في القراءة

نسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

القويُّ، المتين

اسم الله (المتين) لم يرد إلا في موضع واحد مقرونًا بوصف الله بأنه ذو القوَّة، قال الله تعالى: {إن الله هو الرزَّاق ذو القوَّة المتين} [الذَّاريات: 58].

ومعنى (المتين) أي: شديد القوَّة، ومعنى (القويّ) أي: الذي لا يعجزه شيء ولا يغلبه غالب ولا يرد قضاءه راد ينقذ أمره ويمضي قضاؤه في خلقه، يعز من يشاء ويذل من يشاء وينصر من يشاء ويخذل من يشاء، فالقوَّة لله جميعًا لا منصور إلا من نصره ولا عزيز إلا من أعزه، وكذلك المخذول من خذله الله والذليل من أذلَّه الله، قال الله تعالى: {إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون} [آل عمران: 160].

هذا ومن شواهد قوَّته نصره لأنبيائه وتأييده لأوليائه وفي قصص الأنبياء في القرءان خير شاهد على هذا، قال تعالى: {فلما جاء أمرنا نجينا صالحًا والذين ءامنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ إن ربك هو القوي العزيز} [هود: 66]، وقال تعالى: {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقويٌّ عزيزٌ} [الحجّ: 40].

ومن شواهد قوَّته إهلاكه للظالمين وانتقامه من المجرمين وإحلاله بهم أنواع العقوبات وصنوف المثُلات، قال تعالى: {كدأبِ ءال فرعون والذين من قبلهم كفروا بئايات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قويٌّ شديدُ العقاب} [الأنفال: 52].

ومن شواهد قوَّته قيام السماء والأرض بأمره وحفظه لهما ولما فيهما بقدرته فلا يعجزه شيء، قال تعالى: {ولا يئوده حفظهما وهو العليُّ العظيم} [البقرة: 255].

ومن شواهد قوَّته أن الرزق بيده يؤتيه من يشاء، قال تعالى: {الله لطيفٌ بعباده يرزق من يشاء وهو القويُّ العزيزُ} [الشورى: 19]، ولا حول للعبد في جلب نفع أو دفع ضر ولا قوة إلا بالله، قال تعالى: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله} [الكهف: 39].

ومن شواهد قوَّته أنه لا مفرَّ إلا إليه ولا ملجأ للعبد ولا منجا منه إلا إليه، قال تعالى: {ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون} [الأنفال: 59].

,,

 

هذا وإن إيمان العبد بهذا الاسم يثمر فيه انكسارًا بين يدي الله وخضوعًا لجانبه وخوفًا منه سبحانه ولُجوءًا إليه وحده وحسن توكل عليه واستسلامًا لعظمته وتفويض الأمور كلِّها إليه والتبرُّؤ من الحول والقوة إلا به.

ولهذا كانت كلمةُ (لا حول ولا قوة إلا بالله) جليلةَ الشأن، كبيرةَ القد، عظيمةَ الأثر، كنزٌ من كنوز الجنَّة.

 

عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: "أمرني خليلي –صلى الله عليه وسلم- بسبع، فذكرهما قال: "وأمرني أن أكثر من قول: لا حول ولا قوَّة إلا بالله؛ فإنهنَّ من كنزٍ تحت العرش" [رواه أحمد (5/ 159)].

 

وهي كلمةُ إسلام واستسلام وتفويض والتجاء وتبرؤٍ من الحول والقوة إلا بالله، وأن العبد لا يملك من أمره شيئًا وليس في حيلة في دفع شر ولا قوة في جلب خير إلا بإذن الله، ولا تحول للعبد من معصية إلى طاعة، ولا من مرض إلى صحَّة، ولا من وهن إلى قوة، ولا من نقص إلى زيادة إلا بالله، ولا قوة للعبد على القيام بأيِّ شأن من شؤونه إلا بالله.

...

 

ومن قال هذه الكلمة محقِّقًا ما دلَّت عليه من التوكُّل والتفويض وحسن الالتجاء هُديَ ووقي وكفي، وكان من أقوى الناس قلبًا وأحسنهم حالًا ومالًا، وفي الأثر: "من سرَّه أن يكون أقوى الناس فليتوكَّل على الله، ومن سرَّه أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يده".

 

***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@وأشرقت السماء

وجزاكِ خيرًا منه يا غالية

نسعد دومًا بصدق لمتابعتكِ معنا : )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الشَّهيد، الرَّقيب

ومعنى الشَّهيد أي: المطَّلع على كلِّ شيء الذي لا يخفى علي شيءٌ، سمع جميع الأصوات خفيها وجليها، وأبصر جميع الموجودات دقيقها وجليلها، صغيرها وكبيرها، وأحاط بكل شيء، الذي شهد لعباده وعلى عباده بما عملوه.

ومعنى الرقيب: أي المطَّلع على ما أكنَّتهُ الصدور، القائم على كل نفس بما كسبت، الذي حفظ المخلوقات وأجراها على أحسن نظام وأكمل تدبير، رقيبٌ للمبصرات ببصره الذي لا يغيب عنه شيء، ورقيب للمسموعات بسمعه الذي وسع كل شيء، ورقيبٌ على جميع المخلوقات بعلمه المحيط بكلِّ شيء.

,,

ومن يتأمَّل مدلول هذين الاسمين يجد بينهما شيئًا من الترادف؛ ولهذا قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله: "الرَّقيب والشَّهيد مترادفان، وهو الرقيب على ما دار في الخواطر وما تحركت به اللواحظ، ومن باب أولى الأفعال الظاهرة بالأركان، قال تعالى: {إن الله كان عليكم رقيبًا} [النساء: 1]، واستحضر هذا العلم في كل أحواله أوجب له ذلك حراسة باطنة عن كل فكر وهاجس يبغضه الله وحفظ ظاهره عن كل قول أو فعل يسخط الله، وتعبد بمقام الإحسان فعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإنه يراه". قال تعالى: {واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفورٌ حليمٌ} [البقرة: 235] والآيات في هذا المعنى كثيرة.

وهذه المراقبة تحتاج من العبد إلى حضور القلب واجتناب الغفلة ودوام الذِّكر، وهذا يثمر سرور القلب وانشراح الصَّدر وقرَّة العيب بالقرب من الله، وهو نعيم معجَّل يناله العبد في دنياه قبل أخراه.

,,

قال ابن القيِّم رحمه الله: "فإن سرور القلب بالله، وفرحه به وقرة العيب به لا يشبهه شيء من نعيم الدنيا البتة، وليس له نظير يقاس به، وهو حال من أحوال أهل الجنة، حتى قال بعض العارفين: "إنه لتمر بي أوقاتٌ أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب". ولا ريب أن هذا السرور يبعثه على دوام السير إلى الله عز وجل، وبذل الجهد في طلبه وابتغاء مرضاته، ومن لم يجد هذا السرور ولا شيئًا منه فليتهم إيمانه وأعماله، فإن للإيمان حلاوة من لم يذقها فليرجع وليقتبس نورًا يجد به حلاوة الإيمان، وقد ذكر النبي –صلى الله عليه وسلم- ذوق طعم الإيمان ووجَدْ حلاوته فذكر الذوق والوجد وعلقه بالإيمان فقال: "ذاقَ طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا".

وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدَّس الله روحه يقول: إذا لم تجد للعمل حلاوةً في قلبك وانشراحًا فاتهمه، فإنَّ الربَّ تعالى شكور، يعني أنه لا بد أن يثيب العامِلَ على عمله في الدُّنيا من حلاوةٍ يجدها في قلبه وقوّةٍ وانشراحٍ وقرةِ عين؛ فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول" [مدارج السالكين (3/ 67، 68)].

***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

المُهَيْمِن، المُحيط، المُقِيت، الواسع

ومعنى (المهيمن) أي: المطَّلع على خفايا الأمور وخبايا الصدور الذي أحاط بكل شيءٍ علمًا، الشاهد على الخلق بأعمالهم، الرقيب عليهم فيما يصدر منهم من قول أو فعل، لا يغيب عنه من أفعالهم شيء، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.

أما المحيط فهو اسم دال على إحاطة الله بكلِّ شيء علمًا وقدرةً وقهرًا كما قال تعالى: {وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس} [الإسراء: 60].

,,

وإحاطته سبحانه بالمخلوقات إحاطة علم فلا يعزب عنه مِن خلقه مثقال ذرة، وإحاطة قدرة فلا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وإحاطة قهر فلا يقدرون على فوته أو الفرار منه، قال تعالى: {يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان} [الرَّحمن: 33] أي: لا تستطيعون هربًا من أمر الله وقدره لأنه محيط بكل شيء علمًا وقدرةً وقهرًا.

,,

أما (المقيت) قيل في معناه: الذي أوصل إلى كل الموجودات ما به تقتات، وأوصل إليه أرزاقها وصرَّفها كيف يشاء بحكمته وحمده، أي: أنه سبحانه هو الذي ينزل الأقوات للخلق ويقسم أرزاقهم صغيرهم وكبيرهم، غنيهم وفقيرهم، قويهم وضعيفهم، وكل هذه الأرزاق والأقوات قدرها سبحانه عند خلقه للأرض، قال تعالى: {وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيامٍ سواءً للسائلين} [فصلت: 10]، أي: قدر فيها ما يحتاجه أهلها من الأرزاق والأماكن التي تزرع وتغرس وما يصلح لمعاشهم من التجارات والأشجار والمنافع.

,,

وذكر في معنى (المقيت) معانٍ أخرى، قال ابن كثير رحمه الله: "وقوله: {وكا الله على كل شيءٍ مقيتًا} [النساء: 85]، قال ابن عباس وعطية وقتادة ومطر الوراق: {مقيتًا} أي: حفيظًا، وقال مجاهد: شهيدًا، وفي رواية عنه: حسيبًا، وقال سعيد بن جبير والسدِّي وابن زيد: قديرًا، وقال عبد الله بن كثير: المقيت: الواصب، وقال الضَّحَّاك: المقيت: الرزَّاق" [تفسير ابن كثير (2/ 324)].

وأما (الواسع) فمعناه: الواسع الصّفات والنّعوت، ومتعلقاتها بحيث لا يحصي أحدٌ ثناءً عليه، بل هو كما أثنى على نفسه، واسع العظمة والسُّلطان والملك، واسع الفضل والإحسان عظيم الجود والكرم، قال تعالى في بيان سعة علمه: {وسع ربي كل شيء علمًا أفلا تتذكَّرون} [الأنعام: 180]، وقال تعالى في بيان سعة رحمته: {فإن كذَّبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة} [الأنعام: 147]، وقال تعالى في بيان سعة رزقه: {وإن يتفرَّقا يغن الله كلًا من سعته وكان الله واسعًا حكيمًا} [النساء: 130]، وقال تعالى في بيان سعة مغفرته: {والله يعدكم مغفرة منه وفضلًا والله واسعٌ عليمٌ} [البقرة: 268]، وقال تعالى في بيان سعة ثوابه: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبةٍ أنبتت سبع سنابل في كل سنبلةٍ مائة حبةٍ والله يضاعف لمن يشاء والله واسعٌ عليمٌ} [البقرة: 261].

,,

ومن شواهد اسمه (الواسع) أنه سبحانه وسَّع على عباده في دينهم فلم يكلفهم ما ليس في وسعهم، قال تعالى: {لا يكلِّفُ الله نفسًا إلا وُسعها} [البقرة: 286].

فلله الحمد على ما منَّ ويسَّر حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه، كما يحب ربُّنا ويرضى.

***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الحفيظ، الحافظ

وهذا الاسمان العظيمان دالَّان على أن الله سبحانه موصوف بالحفظ، وهذا الوصف يتناول أمرين:

الأول: الحفظ بعلمه جميع المعلومات؛ فلا يغيب عنه شيء منها، وفي مقابل ذلك النسيان، وقد نزَّه الله نفسه عنه لكمال علمه وحفظه، قال تعالى: {وما كان ربُّك نسيًا} [مريم: 64].

فهو تبارك وتعالى يحفظ على الخلق أعمالهم ويحصي عليهم أقوالهم ويعلم نياتهم وما تكن صدورهم ولا تغيب عنه غائبة ولا تخفى عليه خافية وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، قال تعالى: {وكل شيء فعلوه في الزبر، وكل صغير وكبير مستطر} [القمر: 52، 53].

ووكل سبحانه ملائكة كرامًا كاتبين يحفظون على العباد أعمالهم، قال تعالى: {إن كل نفسٍ لما عليها حافظ} [الطَّارق: 4]، وقال تعالى: {وإن عليكم لحافظين، كرامًا كاتبين، يعلمون ما تفعلون} [الانفطار/ (10: 12)].

,,

 

الثاني: أنه تعالى الحافظ للمخلوقات من سماء وأرض وما فيهما لتبقى مدة بقائها فلا تزول ولا تدثُر ولا تميد ولا يسقط شيء على شيء، ولا يثقله ولا يعجزه شيء من ذلك كما قال تعالى: {ولا يؤوده حفظهما} [البقرة: 255]، يحفظ سبحانه السماء أن تقع على الأرض، قال تعالى: {ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه} [الحج: 65].

وتكفَّل سبحانه بحفظ كتابه العزيز، قال تعالى: {إنا نحن نزَّلنا الذِّكر وإنا له لحافظون} [الحِجْر: 9]، فلا يطوله تحريف، ولا يلحقه تبديل، ولا يغيّر فيه حرف، ومع تطاول الأيام وامتداد الزمان بقي القرءان كما هو، وبقيت ءاياته كما أنزلها الله على نبيه –صلى الله عليه وسلم- وسيظل محفوظًا بحفظ الله عز وجل.

,,

 

ومن معاني هذا الاسم أنه سبحانه الحافظ لعباده من جميع ما يكرهون وحفظه لهم نوعام عام وخاص.

فالعام: حفظه لهم بتيسيره لهم الطعام والشراب والهواء وهدايتهم إلى مصالحهم وإلى ما قدر لهم وقضى لهم من ضرورات وحاجات وهي الهداية العامة التي قال عنها سبحانه: {الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} [طه: 50]، وحفظهم بدفع أصناف المكاره والمضارّ والشرور عنهم، وهذا الحفظ يشترك فيه البرّ والفاجر، بل الحيوانات وغيرها، وقد وَكل ببني ءادم ملائكة يحفظونهم بأمر الله كما قال سبحانه: {له معقباتٌ من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله} [الرعد: 11] أي: يدفعون عنه بأمر الله كل ما يضره مما هو بصدد أن يضره لولا حفظ الله.

,,

 

والخاص: حفظه لأوليائه –إضافة إلى ما تقدَّم- بحفظ إيمانهم من الشبه المضلة والفتن الجارفة والشهوات المهلكة، فيعافيهم منها ويحفظهم من أعدائهم من الجن والإنس فينصرهم عليهم ويدفع عنهم كيد الأعداء ومكرهم كما قال سبحانه: {إن الله يدافع عن الذين ءامنوا} [الحجّ: 38] وعلى حسب ما عند العبد من إيمان تكون مدافعة الله عنه.

ولهذا قال النبي –صلى الله عليه وسلم- كما في وصيته لابن عباس رضي الله عنهما: "احفظ الله يحفظك" [رواه أحمد والترمذي]، أي: احفظ أوامره بالامتثال، ونواهيه بالاجتناب، وحدوده بعدم تعديها، يحفظك في نفسك ودينك ومالك وولدك وفي جميع ما ءاتاك الله من فضله.

وقد مدح الله عباده الذين يحفظون حقوقه وحدوده فقال: {والحافظون لحدود الله وبشِّر المؤمنين} [التوبة: 112].

والتوحيد أعظم ما ينبغي أن يحفظ ويصان، وحفظ شعائر الإسلام ولا سيما الصلاة {حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى وقوموا لله قانتين} [البقرة: 238]، وحفظ السمع والبصر والفؤاد {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولًا} [الإسراء: 36]، وحفظ الفروج {والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين} [المؤمنون: 5، 6]، إلى غير ذلك مما أمر الله عباده بحفظه، وجعل ثوابهم على ذلك حفظه لهم ودفاعه عنهم ووقايتهم من كل ضر وبلاء.

وكم هو جميل بالعبد مع حفظه لما أمره الله بحفظه أن يتوجَّه إلى الله بالدعاء أن يعافيه في دينه ودنياه وأن يحفظه من كلّ شرّ وبلاء، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "لم يكن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وءامن روعاتي، اللهم احفظني من بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمال ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي" [في المسند بإسنادٍ صحيح: (2/ 25)].

 

***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الولِيّ، المَولَى

 

وولاية الله تعالى وتولّيه لعباده نوعان:

ولاية عامة: وهي تصريفه سبحانه وتدبيره لجميع الكائنات وتقديره على العباد ما يريد من خير وشر، ونفع وضر، وإثبات معاني الملك كله لله تعالى، وأن العباد كلهم طوع تدبيره لا خروج لأحد منهم عن نفوذ مشيئته وشمول قدرته، وهذا أمر يشمل المؤمن والكافر، والبر والفاجر، يذلك لهذا قول الله تعالى: {ثم ردوا إلى الله مولاهم الحقِّ ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين} [الأنعام: 62].

ومعنى كونه سبحانه مولى الكافرين أي: أنه مالكهم، المتصرف فيهم بما شاء، ولا يعارض هذا قوله تعالى: {ذلك بأن الله مولى الذين ءامنوا وأن الكافرين لا مولى لهم} [محمد: 11]، إذ الولاية المنفية هنا هي ولاية المحبة والتوفيق والنصر والتأييد، وهي خاصة بالمؤمنين وليس للكافرين منها نصيب، بل نصيبهم الحرمان ووليهم الشيطان ومولاهم النار وبئس المصير.

,,

 

النوع الثاني: الولاية الخاصة والتولي الخاص، وهذا أكثر ما يرد في القرءان الكريم وفي السنة النبوية، وهي ولاية عظيمة وتولٍّ كريم، اختص الله به عباده المؤمنين، وحزبه المطيعين، وأولياءه المتقين.

وهذا التولِّي الخاص يقتضي عنايته ولطفه بعباده المؤمنين وتوفيقهم بالتربية على الإيمان والبعد عن سبل الضلال والخسران، قال تعالى: {الله وليُّ الذين ءامنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذي كفروا أولياؤهم الطاغون يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} [البقرة: 257].

وتقتضي غفران ذنوبهم ورحمتهم، قال تعالى: {أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين} [الأعراف: 155].

وتقتضي التأييد والنصر على الأعداء، قال تعالى: {أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين} [البقرة: 286].

وتقتضي كذلك منَّهُ عليهم يوم القيامة بدخول الجنان والنجاة من النيران، قال تعالى: {لهم دار السَّلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون} [الأنعام: 127].

ولا تنال ولاية الله إلا بالإيمان الصادق وتقوى الله في السّر والعلانية، والاجتهاد في التقرب إليه بفرائض الإسلام ورغائب الدِّين.

وأفضل أولياء الله هم أنبياؤه، وأفضل أنبيائه هم المرسلون، وأفضل المرسلين هم أولوا العزم، وأفضل أولي العزم نبيُّنا محمَّد –صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيِّين، وإمام المرسلين وسيِّد ولد ءادم أجمعين، وقد جعله الله الفارق بين أوليائه وبين أعدائه، فلا يكون وليًّا لله إلا مَن ءامن به وبما جاء به واتبعه ظاهرًا وباطنًا، ومن ادَّعى محبة الله وولايته وهو لم يتبعه فليس من أولياء الله، بل من خالفه كان من أعداء الله وأولياء الشيطان، قال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} [آل عمران: 31]، فبيَّن فيها أنَّ من اتبع الرَّسول –صلى الله عليه وسلم- فإنَّ الله يحبه، ومن ادعى محبة الله ولم يتبع الرسول –صلى الله عليه وسلم- فليس من أولياء الله.

وكثيرٌ في الناس مَن يظنُّ في نفسه أو في غيره أنه من أولياء الله، وهو في حقيقة الأمر ليس من أوليائه، فاليهود والنصاري يدَّعون أنهم أولياء الله وأحباؤه، وأنه لن يدخل الجنة إلا من كان منهم، ومشركوا العرب يدَّعون أنهم أهل الله لسكناهم مكة ومجاورتهم البيت {وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون} [الأنفال: 34].

فليس كل من ادَّعى الولاية وتظاهر بها يعدّ وليًا لله، فأولياؤه هم المؤمنون المتَّقون المحافظون على الفرائض والواجبات، والمجانبون للكبائر والمحرمات، ومن تظاهر بالولاية وادَّعاها وهو لا يؤدي الفرائض ولا يجتنب المحارم، بل قد يأتي بما يناقض ذلك أو يزعم سقوط التَّكاليف عنه أو نحو ذلك من مسالك أهل الانحلال وطرائق أهل الزَّيغ والضلال فهو في الحقيقة وليٌّ للشَّيطان، وليس من أهل ولاية الله في شيء، فأهل ولاية الله من صلحت أعمالهم بطاعته، وازدانتْ أوقاتُهم بعبادته {إن وليِّيَ الله الذي نزَّل الكتاب وهو يتولَّى الصَّالحين} [الأعراف: 196].

 

***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الحكيم، الحكم

هذا الاسم العظيم دال على ثبوت كمال الحكم لله وكمال الحكمة.

* أمَّا كمال الحكم فبثبوت أن الحكم لله وحده يحكم بين عباده بما يشاء، ويقضي فيهم بما يريد، لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه، قال تعالى: {أليس الله بأحكم الحاكمين} [التين: 8]، وقال تعالى: {أفغير الله أبتغي حكمًا} [الأنعام: 114]، وليس لأحد أن يراجع الله في حكمه كما يراجع الناس بعضهم بعضًا في أحكامهم، قال تعالى: {والله يحكم لا معقِّبَ لحكمه وهو سريع الحساب} [الرعد: 41]، فحكمه في خلقه نافذ لا رادَّ له.

وثبوت الحكم له سبحانه يتضمن ثبوت جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا؛ لأنه لا يكون حكمًا إلَّا سميعًا بصيرًا عليمًا خبيرًا متكلِّمًا مدبِّرًا، إلى غير ذلك من الأسماء والصفات.

وفي هذا إبطال لجعل الحكم لغير الله؛ لأنَّ الحكم لا يكون إلا لكامل الصفات، الذي له الأمر وبيده التصرف، وتأمل هذا المعنى في قوله تعالى: {فالحكم لله العليِّ الكبير} [غافر: 12]، {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكمًا لقوم يوقنون} [المائدة: 50].

,,

 

ومن أسماء الله: (الحكم) ففي الحديث عن هانئ بن يزيد الحارثي أنه لما وفد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع قومه سمعهم يكنونه بأبي الحكم، فدعاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إن الله تعالى هو الحكم وإليه الحكم، فلِمَ تكنى أبا الحكم؟" فقال: إنَّ قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمتُ بينهم فرضي كلا الفريقين. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما أحسن هذا فما لك من الولد؟" قال: لي شريح ومسلم وعبد الله، قال: "فمن أكبرهم؟"، قلت: شريح، قال: "فأنت أبو شريح". [رواه البخاري في الأدب المفرد: (623)].

,,

 

أمَّا كمال الحكمة فبثبوت الحكمة له سبحانه في خلقه وفي أمره وشرعه، حيث يضع الأشياء مواضعها وينزلها منازلها، ولا يتوجه إليه سؤال ولا يقدح في حكمته مقال.

,,

 

أما الحكمة في الخلق فإنه سبحانه خلق الخلق بالحق، ومشتملًا على الحق، وكان نهايته وغايته الحق، أوحده بأحسن نظام ورتبه بأكمل إتقان، وأعطى كل مخلوق خلقه اللائق به، بل أعطى كل جزءٍ من أجزاء المخلوقات، وكل عضو من أعضاء الحيوانات خلقته وهيئته اللائقة به، بحيث لا يُرى فيه شيء من التفاوت والخلل: {ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور، ثم ارجع البصر كرَّتين ينقلب إليك البصر خاسئًا وهو حسير} [الملك: 3، 4]، ولو اجتمعت عقول الخلق على أن يقترحوا مثلًا أو أحسن من هذه الموجودات لم يقدروا على ذلك {صنع الله الذي أتقن كل شيء} [النمل: 88]، أفعاله وجميع ما أوصله إلى الخلق أكمل الأمور وأحسنها وأنظمها وأتقنها، فالفعل يتبع في كماله وحسنِهِ فاعِلَهُ، والتدبير منسوب إلى مدبره، والله تعالى كما لا يشبهه أحد في صفاته في العظمة والحسن والجمال، فكذلك لا يشبهه أحد في أفعاله.

إضافة إلى هذا فإن شرعه قد اشتمل على كل خير، فأخباره تملأ القلوب علمًا وعقائد صحيحة، وتستقيم بها القلوب ويزول انحرافها، ويحصل لها أفضل المعارف وأجل العلوم، وأوامره كلها منافع ومصالح، وتثمر الأخلاق الجميلة والخصال الكريمة والأعمال الصالحة والطاعات الزاكية والهدى الكامل، ونواهيه كلها موافقة للعقول الصحيحة والفطر السليمة، فلم ينهَ إلا عما يضر الناس في عقولهم وأخلاقهم وأعراضهم وأبدانهم وأموالهم.

,,

 

ومن حكمه وحكمته سبحانه مجازاة المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته، قال تعالى في شأن المحسن: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} [الرَّحمن: 60]، وقال في شأن المسيء: {ثم كان عاقبة الذي أسائوا السوأى} [الروم: 10]، فلا يسوِّي سبحانه بين محسن ومسيء لا في الدنيا ولا في الآخرة {أم حسب الذين اجترحوا السيِّئات أن نجعلهم كالذين ءامنوا وعملوا الصالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}، وهذا من كمال عدله وهو مناسب غاية المناسبة لحكمة أحكم الحاكمين سبحانه.

 

***

تم تعديل بواسطة صـمـتُ الأمــل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الأوَّل والآخر، والظَّاهر والباطن

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول: "اللهم ربَّ السَّموات وربَّ الأرض وربَّ العرض العظيم، ربَّنا وربَّ كل شيء، فالق الحبِّ والنَّوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت ءاخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنَّا الدَّين وأغننا من الفقر" [رواه مسلم: (2713)].

فبيَّن عليه الصلاة والسلام في هذا الدعاء الجامع معنى كل اسم ونفي ما يناقضه، وهذا أعلى درجات البيان، ومدار الأسماء الأربعة على بيان إحاطة الرب تبارك وتعالى بخلقه، وهي إحاطتان: زمانية ومكانية.

فإحاطةُ أوليته وءاخريته بالقَبل والبعد، فكل سابق انتهى إلى أوليته، وكل ءاخر انتهى إلى ءاخريته، فأوليةُ الله عز وجل سابقة على أولية كل شيء، وءاخريته سبحانه بقاؤه بعد كد شيء.

وأما الإحاطة المكانية فقد أحاطت ظاهريته وباطنيته بكل ظاهر وباطن، فما من ظاهر إلا والله فوقه، وما من باطن إلا والله دونه، علا على كل شيء بظهوره، فهو الأعلى استوى على عرشه المجيد، والعرش سقف المخلوقات وأعلاها، والله فوق العرش، فظاهريته سبحانه هي فوقيته وعلوه على كل شيء، ودنا من كل شيء ببطونه، فبطونه سبحانه إحاطته بكل شيء بحيث يكون أقرب إليه من نفسه، فهو يدل على كما اطلاعه على السرائر والخفايا، ودقائق الأشياء وخبايا الأمور، كما يدل على كما قربه ودنوه، فمع علوه على عرشه فهو قريب من خلقه محيط بهم، فلا تواري منه سماءٌ سماءً، ولا أرضٌ أرضًا، ولا يحجب عن ظاهرٌ باطنًا، بل الباطن له ظاهر، والغيب عنده شهادة، والبعيد منه قريب والسر عنده علانية.

معرفة أولية الله لكل شيء وسبقِه بالفضل والإحسان الأسباب كلها تقتضي إفراده وحده بالذي والالتجاء، وعدم

الالتفات إلى غيره أو التوكل على سواه، وتقتضي التجرد من التعلق بالأسباب والالتفات إليها إلى التعلق بمن منه الإمداد ومنه الإعداد، وفضله سابق على الوسائل والأسباب.

ومعرفة ءاخريَّة الله تقتضي أن يُجعل وحده غاية البعد التي لا غاية له غيره، ولا مطلوب له وراءه، إليه وحده المنتهى، وليس وراءه مرمى ولا بعده مقصد، وتقتضي عدم الركون إلى الأسباب فإنها تنعدم لا محالة وتقتضي بالآخرية، ويبقى الدائم الباقي بعدها، فالتعلق بها تعلق بما يعدم وينقضي، والتعلق بالآخر سبحانه تعلق بالحي الذي لا يموت، وبالباقي الذي لا يزول.

ومعرفة ظاهريته وأنه فوق عباده يدبر أمورهم وتصعد إليه أعمالهم تقتضي حسن توجه القلب إليه، وتمام الذي بين يديه والخضوع لجنابه وعظمته، والضَّراعة إليه وحده دون سواه {ذلك بأن الله هو الحقُّ وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العليُّ الكبير} [الحجّ: 62]، وأما من لا يؤمن بظاهريَّة الله وعلوّه فإنه ضائع مشتَّت القلب، ليس لقلبه قبلة يتوجه نحوها، ولا معبود يتوجَّه إليه قصده.

ومعرفة باطنيَّته سبحانه وشهود إحاطته بالعوالم وقربه من العبيد وعلمه بالبواطن والسرائر والخفيات تقتضي تزكية النفس وإصلاح السريرة وتطهير الباطن وتنقية القلب وعمارته بالإيمان والتقى.

ففي هذه الأسماء الأربعة جماع المعرفة بالله وجماع العبودية له، كما أن فيها قمعًا للوساوس المهلكة، والشكوك المردية التي يلقيها الشيطان في قلب الإنسان بُغية إهلاكه وصرفه عن الإيمان.

عن أبي زميل سماك بن الوليد قال: سألت ابن عباس فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من الشك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحدٌ، قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} [يونس: 94]، قال: فقال لي: فإذا وجدت في نفسك شيئًا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم} [الحديد: 3]" [رواه أبي داوُد: (5110)].

فأرشد رضي الله عنه إلى هذا الذِّكر الحكيم لطرد الوساوس وقطع الشّكوك.

 

***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

المؤمن، الصَّادق

 

الإيمان يرجع معناه إلى التصديق والإقرار، وما يقتضيه ذلك من الإرشاد وتصديق الصادقين، وإقامة البراهين على صدقهم، فهو تعالى المؤمن الذي هو كما أثنى على نفسه، وفوق ما يثني عليه عباده، ولهذا قال مجاهد رحمه الله: "المؤمن: الذي وحد نفسه بقوله: {شهد الله أنه لا إله إلا هو} [آل عمران: 18]".

وهي شهادة عظيمة كريمة من أعظم شاهد، وهو الله رب العالمين، لأعظم مشهود به وهو توحيد الله، وإخلاص الدين له.

قال ابن القيِّم رحمه الله: "من أسمائه المؤمن، وهو في أحد التفسيرين: المصدِّق الذي يصدق الصادقين بما يقيم لهم من شواهد صدقهم، فهو الذي صدق رسله وأنبياءه فيما بلغوا عنه، وشهد لهم بأنهم صادقون بالدلائل التي دلَّ بها على صدقهم قضاءً وخلقًا، فإنه سبحانه أخبر –وخبره الصدق، وقوله الحق- أنه لا بد أن يرى العباد من الآيات الأفقية والنفسية ما يبين لهم أن الوحي الذي بلغت رسله حقّ فقال تعالى: {سنريهم ءاياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبيَّن لهم أنه الحقُّ} [فصلت: 53]" [مدارج السَّالكين: (3/ 485)].

وهذا معنى قول قتادة رحمه الله: "المؤمن ءامن لقوله أنه حقّ".

كما أن من دلائل اسمه (المؤمن) تأمين الخائف وذلك بإعطائه الأمان وهو ضد الإخافة، قال الله تعالى: {الذي أطعمهم من جوع وءامنهم من خوف} [قريش: 4].

قال ابن عباس رضي الله عنهما: "المؤمن: أي: أمَّن خلقه من أن يظلمهم".

فكل خائف يصدق في لجوئه إلى الله يجده سبحانه مؤمِّنا له من الخوف، فأمن العباد وأمن البلاد بيده سبحانه.

بما تقدم يعلم أن اسم الله (المؤمن) يدل على معانٍ عظيمة وأمور جليلة يمكن تلخيص أهمها في النقاط التالية:

فمن دلائل اسمه (المؤمن) شهادته سبحانه لنفسه بالتوحيد، وهي أعظم شهادة من أعظم شاهد لأعظم مشهود به.

ومنها تصديقه سبحانه للشاهدين له بالتوحيد، والشهادة لهم بأن ما قالوه حق وصدق.

ومنها لأنبيائه بالحجج والبيِّنات بأن ما قالوا وما بلغوه عن الله حق لا ريب فيه، وصدق لا امتراء فيه.

ومنها أنه يصدق عباده ما وعدهم من النصر والتمكين قال تعالى: {ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء} [الأنبياء: 9].

ومنها: أنه يؤمن عباده المؤمنين وأولياءه المتقين من عذابه وعقابه، قال تعالى: {الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} [الأنعام: 82].

ومنها أنه ينجزهم ما وعدهم من الفوز العظيم ودخول جنَّات النَّعيم، قال تعالى: {وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوَّأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين} [الزمر: 74].

ومنها تأمينه سبحانه الخائفين بإعطائهم الأمان وهو ضد الإخافة، كما قال سبحانه: {الذي أطعمهم من جوع وءامنهم من خوف} [قريش: 4].

أما الصَّادق أي: الصادق في وعده ووعيده، وفي كل ما يخبر به، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فلا ريب أن الله تعالى وعد المطيعين بأن يثيبهم، ووعد السَّائلين بأن يجيبهم، وهو الصادق الذي لا يخلف الميعاد، قال الله تعالى: {وعد الله حقًّا ومن أصدق من الله قيلًا} [النساء: 122].

ومن ءاثار الإيمان بهذا الاسم أن المحسن لا يخاف لديه سبحانه ظلمًا ولا هضمًا، ولا يخاف بخسًا ولا رهقًا، أو أن يضيع له مثقال ذرّة؛ لأن الله عز وجل وعد –وهو الصَّادق- بتوفيته العاملين أجورهم، وإن كان مثقال ذرّة جازاه بها ولا يضيعها عليه بل يضاعف لمن يشاء ويؤتي من لدنه أجرًا عظيمًا، وأما المسيء فيجازيه بسيئة مثلها، ويحطّها عنه بالتوبة والندم والاستغفار والحسنات والمصائب. قال تعالى: {أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون} [الأحقاف: 16].

 

***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك أختي الكريمة هدوء ...و جزاكِ الله خيراً على هذا للطرح الرائع :

فقد كنت أبحث عن كتاب أقرأه في هذا الموضوع ...ووجدت هنا ضالتي :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الغنيُّ

 

فهو تبارك وتعالى الغني بذاته، الذي له الغنى التام المطلق من جميع الوجوه والاعتبارات لكماله وكمال صفاته التي لا يتطرق إليها نقص بوجه من الوجوه، ولا يمكن أن يكون غنيًّا؛ لأن غناه من لوازم ذاته فكما لا يكون إلا خالقًا رازقًا رحيمًا محسنًا، فلا يكون إلا غنيًا من جميع الخلق لا يحتاج إليهم بوجه من الوجوه، ولا يمكن أن يكونوا كلهم إلا مفتقرين إليه من كل وجه، لا يستغنون عن إحسانه وكرمه وتدبيره وتربيته العامة والخاصة طرفة عين، وكل من في السموات والأرض له عبيد له مقهورون بقهره مصرفون بمشيئته، لو أهلكهم جميعًا لم ينقص من عزه وسلطانه وملكه وربوبيته وإلوهيته مثقال ذرَّة.

فمن كمال غناه أنه لا تنفعه طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين، فلو ءامن أهل الأرض كلهم جميعًا ما زاد ذلك في ملكه شيئًا، ولو كفروا جميعًا لم ينقص ذلك من ملكه شيئًا، قال تعالى: {ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم} [النمل: 44].

,,

 

وفي الحديث القدسيّ يقول الله تعالى: "يا عبادي لو أن أولكم وءاخركم وإنسكم وجنَّكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، ولو أن أولكم وءاخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا"، وقال: "يا عبادي إنكم لم تبلغوا نفعي فتنفعوني، ولن تبلغوا ضري فتضروني" [رواه مسلم: (2577)].

,, ومن كمال غناه أن إنفاق المنفقين وبذل الباذلين في سبيله وابتغاء مرضاته لا ينفعه بشيء، وكذلك شحُّ الشّحيحين وبخل البخلاء لا يضره شيئًا، قال الله تعالى: {ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغنيُّ وأنتم الفقراء وإن تتولَّوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم} [محمد: 38].

,, ومن كمال غناه تنزهه تبارك وتعالى عن النقائص والعيوب، فمن نسب إليه تعالى نقصًا فقد نسب إليه ما ينافي غناه، قال تعالى: {قالوا اتخذ الله ولدًا سبحانه هو الغنيُّ له ما في السموات وما في الأرض} [يونس: 68].

,, ومن كمال غناه تنزهه تبارك وتعالى عن الشركاء والأنداد، إذ كيف يسوَّى التراب برب الأرباب، وكيف يسوى الفقير بالذات، الضعيف بالذات، العاجز بالذات، المحتاج بالذات، الذي ليس له من ذاته إلا العدم؛ بالغني بالذات، القادر بالذات، الذي غناه وقدرته وملكه وجوده وإحسانه وعلمه ورحمته وكماله المطلق التام من لوازم ذاته، وكيف يسوى العبيد بمالك الرقاب، الذي جمع رقاب العبيد تحت قبضته وطوع تدبيره، قال تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئًا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعًا ولله ملك السموات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير} [المائدة: 17].

,, ومن كمال غناه أن خزائن السموات والأرض بيده، وأن جوده على خلقه متواصل ءاناء الليل والنهار، وأن يديه سحاء في كل وقت {لله ما في السموات والأرض إن الله هو الغنيُّ الحميد} [لقمان: 26].

 

,, ومن كمال غناه أنه يدعو عباده إلى سؤاله كل وقت، ويعدهم عند ذلك بالإجابة مهما عظم السؤال، ويؤمرهم بعبادته ويعدهم القبول والإثابة، وهو تبارك وتعالى واسع الفضل، جزيل النوال، وقد ءاتاهم من كل ما سألوه، وأعطاهم كل ما أرادوه وتمنوه.

,, ومن كمال غناه أنه لو اجتمع أهل السموات والأرض وأول الخلق وءاخرهم في صعيد واحد فسألوه كل ما تعلقت به مطالبهم فأعطاهم سؤلهم لم ينقص ذلك مما عنده، ففي الحديث القدسيّ يقول تعالى: "يا عبادي لو أن أولكم وءاخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل في البحر" [رواه مسلم].

ومن كمال غناه العظيم الذي لا يقادر قدره ولا يمكن وصفه ما يبسطه تبارك وتعالى على أهل الإيمان في جنات النعيم من صنوف اللذات وأنواع النعم وأطايب المنن مما لا عيب رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعينٍ جزاءً بما كانوا يعملون} [السجدة: 17].

فمن عرف ربَّه بهذا الوصف العظيم عرف نفسه، ومن عرف ربه بالغنى المطلق عرف نفسه بالفقر المطلق، ومن عرف ربه بالقدرة التامة عرف نفسه بالعجز التام، ومن عرف ربه بالعزِّ التام عرف نفسه بالمسكنة التامة، ومن عرف ربَّه بالعلم التام والحكمة عرف نفسه بالجهل، وعِلْمُ العبد بافتقاره إلى الله الذي هو ثمرة هذه المعرفة هو عنوان سعادة العبد وفلاحه في الدنيا والآخرة.

 

 

***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك أختي الكريمة هدوء ...و جزاكِ الله خيراً على هذا للطرح الرائع :

فقد كنت أبحث عن كتاب أقرأه في هذا الموضوع ...ووجدت هنا ضالتي :)

 

بارك الله فيكِ وفيها يا حبيبة، أسأل الله أن ينفعكِ ويتقبل منا ومنكِ

بوركتِ لمرورك العطر : ))

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الكريم، الأكرم

(الكريم): هو الكثير الخير العظيم النفع، وهو من كل شيء أحسنه وأفضله، والله سبحانه وصف نفسه بالكرم كما في قوله تعالى: {ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غنيٌ كريم} [النمل: 44].

ووصف كلامه بالكرم كما في قوله تعالى: {إنه لقرءانٌ كريم} [الواقعة: 77]، أي: كثير الخير غزير العلم، فكل خير وعلم إنما يستفاد من القرءان.

ووصف عرشه بذلك كما في قوله: {فتعالى الله الملك الحقُّ لا إله إلا هو ربُّ العرش الكريم} [المؤمنون: 116]، على قراءة مَن قرأ بالكسر على أنه صفة للعرش، أي: حسن المنظر بهيّ الشكل.

ووصف لذلك ثوابَه العظيم ونعيمه المقيم الذي أعده لعباده المؤمنين، قال تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفِّر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلًا كريمًا} [النساء: 31]، والمدخل الكريم هو الطيب الحسن السالم من الآفات والعاهات ومن الهموم والأحزان ومن المنغصات والمكدرات.

ووصف بذلك ما كثر خيره وحسن منظره من النبات وغيره كما في قوله تعالى: {أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوجٍ كريم} [الشعراء: 7].

,,

 

لفظ (الكرم) لفظ جامع للمحاسن والمحامد، لا يراد به مجرد الإعطاء بل الإعطاء من تمام معناه، ولذا ورد عن أهل العلم في معنى هذا الاسم أقوال عديدةٌ فقيل: معناه: أي: كثير الخير والعطاء، وقيل: الدَّائم بالخير، وقيل: الذي له قدر عظيم وشأن كبير، وقيل: أي: المنزَّه عن النقائص والآفات، وقيل: معناه: المكرم المنعم المتفضل، وقيل: الذي يعطي لا لعوض، وقيل: الذي يعطي لغير سبب، وقيل: الذي يعطي من يحتاج ومن لا يحتاج، وقيل: الذي إذا وعد وفَّى، وقيل: الذي ترفع إليه كل حاجة صغيرة أو كبيرة، وقيل: الذي لا يضيع من التجأ إليه، وقيل في معناه: الذي يتجاوز عن الذنوب ويغفر السيِّئات، إلى غير ذلك مما قيل في معنى هذا الاسم العظيم، وكل ذلك حق لأن هذا الاسم من الأسماء الحسنى الدالة على معان عديدة لا على معنى مفرد، وإذا اعتبرت جميع ما قيل في معنى هذا الاسم علمت أن الذي وجب الله تعالى من ذلك لا يحصى من جلائل المعاني وكرائم الأوصاف.

فإذا قلنا: الكريم: هو الكثير الخير والعطاء؛ فمن أكثر خيرًا من الله؛ لعموم قدرته وسعة عطائه، بل الخير كله في يديه.

وإذا قلنا: إنه الدائم بالخير؛ فذلك بالحقيقة لله وحده، فإن كل شيء ينقطع إلا الله وإحسانه، فإنه دائم متَّصل في الدنيا والآخرة.

وإذا قلنا: إن الكريم هو الذي له قدر عظيم وشأن كبير؛ فالله جل وعلا لا يقدر قدره ولا يدرك العباد كنه صفاته وكمال نعوته.

وإذا قلنا: إن الكريم هو المنزَّه عن النقائص والآفات فهو الله وحده بالحقيقة القدوس السلام، الذي لا يلحق النقصُ شيئًا من صفاته، المنزه عن النقائص والعيوب.

وإذا قلنا: إن الكريم معناه المكرم المنعم المتفضل؛ فمن المكرم المنعم المتفضل إلا الله وحده، الذي بيده مقاليد السموات والأرض، وخزائن كل شيء، والفضل كله بيده يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، ومن لم يكرمه الله فمن الذي يكرمه {ومن يهن الله فما له من مكرمٍ إن الله يفعل ما يشاء} [الحجّ: 18].

وإذا قلنا: معناه: الذي يعطي لا لعوض؛ فليس كذلك إلا الله وحده، فالخلق خلقه والملك ملكه والعطاء عطاؤه ولا يبلغ العباد نفعه بشيء فهو الغنيُّ الحميد.

وإذا قلنا: معناه: الذي يعطي لغير سبب فهو الله وحده المتفضل بالنوال من غير سؤال بدأ الخلق بالنعم، وأوسع عليهم العطاء تفضُّلًا منه وكَرمًا.

وإذا قلنا: معناه الذي يعطي من يحتاج ومن لا يحتاج؛ فهو الله وحده يعطي المحتاج حاجته ويزيده إنعامًا منه وتفضُّلًا.

وإذا قلنا: معناه الذي إذا وعد وفَّى؛ فإن كل من يعد يمكن أن يفي ويمكن أن يقطعه عذر ويحول بينه وبين الوفاء أمر، والباري صادق الوعد لعموم قدرته وعظيم ملكه، لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع.

وإذا قلنا: معناه الذي ترفع إليه كل حاجة صغيرة وكبيرة فهو الله وحده {يسئله من في السموات والأرض كل يومٍ هو في شأن} [الرَّحمن: 29].

وإذا قلنا: معناه أي: الذي لا يضيع من التجأ إليه؛ فهو الله وحده القائل عن نفسه: {إنا لا نضيع أجر من أحسن عملًا} [الكهف: 30].

وإذا قلنا: معناه الذي يتجاوز عن الذنوب ويغفر السيئات؛ فهو الله وحده، وهو من كرمه سبحانه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، فمن كرمه أنه هو الذي جاد وتفضل بالتوبة على التائب، ومن كرمه تفضله سبحانه بقبولها مهما عظم الذنب وكبر الجرم، ومن كرمه أنه يبدل سيئات التائبين حسنات، ومن كرمه سبحانه أنه يفرح بتوبة التائبين وإنابة المنيبين، ومن كرمه سبحانه أنه يستحيي من عبده إذا مد يديه إليه سائلًا متذللًا أن يردهما صفرًا خائبتين" [انظر: (الأسنى في شرح الأسماء الحسنى) للقرطبي (1/ 33، 39)].

وأعظم أسباب نيل كرامة الكريم سبحانه تقواه جل وعلا في السر والعلن، فالأكرم عنده سبحانه الأتقى له من عباده، كما قال تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} [الحجرات: 13].

,,

 

جعلنا الله من عباده المتقين، ومن أوليائه المكرمين، إنه سميع مجيب.

 

***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السَّلام

 

ومعنى هذا الاسم الكريم أي: السلام من جميع العيوب والنقائص، لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله، فهو جل وعلا السلام الحق بكل اعتبار، سلامٌ في ذاته عن كل عيب ونقص يتخيَّله وهم، وسلام في صفاته من كل عيب ونقص، وسلام في أفعاله من كل عيب ونقص وشر وظلم وفعل واقع على غير وجه الحكمة، وهو سبحانه السلام من الصاحبة والولد، والسلام من النظير والكفء والسميّ والمماثل، والسلام من الند والشريك.

..

 

وهو اسم يتناول جميع صفات الله تعالى، فكل صفةٍ من صفاته جل وعلا سلام من كل عيب ونقص، وفي تفصيل هذا وتقريره يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: "ولذلك إذا نظرت إلى أفراد صفات كماله وجدت كل صفةٍ سلامًا مما يضاد كمالها، فحياته سلام من الموت ومن السِّنَة والنوم، وكذلك قيوميَّته وقدرته سلام من التعب واللغوب، وعلمه سلام من عزوب شيء عنه أو عروض نسيان أو حاجة إلى تذكر وتفكر، وإرادته سلامٌ من خروجها عن الحكمة والمصلحة، وكلماته سلام من الكذب والظلم، بل تمت كلماته صدقًا وعدلًا، وغناه سلام من الحاجة إلى غيره بوجه ما، بل كل ما سواه محتاج إليه، وهو غنيٌّ عن كل ما سواه، وملكه سلام من منازع فيه أو مشارك أو معاونٍ مظاهر أو شافع عنده بدون إذنه، وإلهيته سلام من مشارك له فيها، بل هو الله الذي لا إله إلا هو.

,,

 

وحلمه وعفوه وصفحه ومغفرته وتجاوزه سلام من أن تكون عن حاجة منه أو ذلٍّ أو مصانعةٍ كما يكون من غيره، بل هو محض جوده وإحسانه وكرمه، وكذلك عذابه وانتقامه وشدة بطئه وسرعة عقابه سلام من أن يكون ظلمًا أو تشفيًّا أو غلظة أو قسوة، بل هو محض حكمته وعدله ووضعه الأشياء مواضعها، وهو مما يستحق عليه الحمد والثناء كما يستحقه على إحسانه وثوابه ونعمه، بل لو وضع الثواب موضع العقوبة لكان مناقضًا لحكمته ولعزته، فوضعه العقوبة موضعها هو من حمده وحكمته وعزته، فهو سلام مما يتوهم أعداؤه والجاهلون به من خلاف حكمته.

,,

 

وقضاؤه وقدره سلامٌ من العَبث والجَوْر والظلم ومِنْ تَوَهَّمِ وُقوعِه على خلاف الحكمة البالغة، وشرعه ودينهُ سلام من التناقض والاختلاف والاضطراب وخلاف مصلحة العباد ورحمتهم والإحسان إليهم وخلاف حكمته، بل شرعه كله حكمة ورحمة ومصلحة وعدل.

,,

 

وكذلك عطاؤه سلام من كونه معاوضة أو لحاجة إلى المعطَى، ومنعه سلام من البخل وخوف الإملاق، بل عطاؤه إحسان محض لا لمعاوضة ولا لحاجة، ومنعه عدل محض وحكمة لا يشوبه بخل ولا عجز.

,,

 

واستواؤه وعلوه على عرشه سلام من أن يكون محتاجًا إلى ما يحمله أو يستوي عليه، بل العرش محتاج إليه، وحملته محتاجون إليه، فهو الغنيُّ عن العرش وعن حملته وعن كل ما سواه، فهو استواءٌ وعلوٌّ لا يشوبه حصرٌ ولا حاجةٌ إلى عرش ولا غيره ولا إحاطة شيء به سبحانه وتعالى، بل كان سبحانه ولا عرش ولم يكن به حاجة إليه وهو الغنيُّ الحميد، بل استواؤُه على عرشه واستيلاؤه على خلقه من موجبات ملكه وقهره ومن غير حاجة إلى عرشه أو غيره بوجهٍ ما.

 

,,

 

ونزوله كل ليلة إلى السماء الدُّنيا سلامٌ مما يضادَّ علوَّه، وسلام مما يضادّ غناه وكماله، وسلام من كل ما يتوهّم معطل ومشبه، وسلام من أن يصير تحت شيءٍ أو محصورًا في شيء تعالى الله ربنا عن كل ما يضاد كماله وغناه.

وسمعه وبصره سلام من كل ما يتخيله مشبه أو يتقوَّله معطل، وموالاته لأوليائه سلام من أن تكون عن ذل كما يوالي المخلوقُ المخلوقَ، بل هي موالاة رحمة وخير وإحسان وبر، كما قال: {وقل الحمد لله الذي لم يتَّخذ ولدًا ولم يكن له شريكٌ في الملك ولم يكن له وليٌّ من الذُّل} [الإسراء: 111]، فلم ينفِ أن يكون له وليٌّ مطلقًا، بل نفى أن يكون له وليٌّ من الذل.

وكذلك محبته لمحبِّيه وأوليائه سلامٌ من عوارض محبة المخلوق للمخلوق من كونها محبةَ حاجةٍ إليه أو تملق له أو انتفاع بقربه، وسلام مما يتقوَّله المعطلون فيها، وكذلك ما أضافه إلى نفسه من اليد والوجه فإنه سلام عما يتخيَّله مشبِّه أو يتقوَّله معطّل".

ثم ختم رحمه الله تعالى هذا التقرير الوافي بقوله: "فتأمَّل كيف تضمه اسمه (السَّلام) كل ما نُزِّه عنه تبارك وتعالى، وكم ممن حفظ هذا الاسم لا يدري ما تضمنه من هذه الأسرار والمعاني" [بدائع الفوائد (2/ 135، 137)].

ومن دلائل هذا الاسم أنه تبارك وتعالى ذو السلام، أي: المسلِّم على عباده، فهو المسلِّم على رسله وأنبيائه عليهم صلاة الله وسلامه؛ لإيمانهم وكمال عبوديَّتهم وقيامهم بالبلاغ المبين، قال تعالى: {قل الحمد لله وسلامٌ على عباده الذين اصطفى} [النمل: 59]، وقال تعالى: {سلامٌ على نوحٍ في العالمين} [الصَّافَّات: 79]، والمسلم على عباده وأوليائه في جنات النَّعيم، قال تعالى: {تحيَّتُهُم يوم يلقونه سلامٌ وأعدَّ لهم أجرًا كريمًا} [الأحزاب: 144].

,,

 

وجعل تبارك وتعالى جنته دار السَّلام لعباده من الموت والأسقام والأحزان والآلام والهموم وغير ذلك من الآفات، قال تعالى:

{لهم دار السَّلام عند ربِّهم} [الأنعام: 127].

وجعل تبارك وتعالى إفشاء هذا الاسم في الدنيا سببًا لدخول دار السَّلام في الآخرة، قال –صلى الله عليه وسلم-: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أوَلَا أدلُّكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السَّلام بينكم" [رواه مسلم: (54)].

 

***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

القدُّوس، السبُّوح

 

أما اسمه تبارك وتعالى (القدوس) فقد ورد في قوله تعالى: {يسبح لله ما في السموات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم} [الجمعة: 1].

وأما (السبوح) فقد ورد في السنة، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما، أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان يقول في ركوعه وسجوده: "سُبُّوح قُدُّوس ربُّ الملائكة والرُّوح". [رواه مسلم: (487)].

وقد جمع عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث بين التسبيح والتقديس كما جُمع بينهما في قوله تعالى في ذكر تسبيح الملائكة وتقديسهم لله: {ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك} [البقرة: 30].

و (السُّبُّوح القُدُّوس) اسمان عظيمان دالَّان على تنزيه الله عن النقائص والعيوب، وتبرئته عن كل ما يضاد كماله وينافي عظمته، كالسِّنَة والنوم واللغول والوالد والولد وغيرهما، وعن أن يشبهه أحد من خلقه أو أن يشبه هو أحدًا من خلقه، تعالى وتقدس وتنزه عن الشبيه والنظير والمثال {ليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير} [الشورى: 11].

 

ومجموع ما ينزَّه عنه تبارك وتعلى شيئان:

أحدهما: أنه منزَّهٌ عن كلِّ ما ينافي صفات كماله، فإن له المنتهى في كل صفة كمال، فهو الموصوف بكمال العلم وكمال القدرة، منزه عما ينافي ذلك من النسيان والغفلة، وأن يعزب عنه مثقال ذرة في السموات والأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، ومنزَّه عن العجز والتعب والإعياء واللغوب، وموصوف بكمال الحياة والقيوميَّة، منزه عن ضدها من الموت والسِّنَة والنوم، موصوف بالعدل والغنى التام، منزه عم الظلم والحاجة إلى أحد بوجه من الوجوه، وموصوف بكمال الحكمة والرحمة، منزه عما يضاد ذلك من العبث والسَّفَه، وأن يفعل أن يشرع ما ينافي الحكمة والرحمة، وهكذا جميع صفاته منزه عن كل ما ينافيها ويضادُّها

,.

 

الثاني: أنه منزَّهٌ عن مماثلة أحد من خلقه، أو أن يكون له ند بوجه من الوجوه، فالمخلوقات كلها وإن عظمت وشرفت وبلغت المنتهى الذي يليق بها من العظمة والكمال اللائق بها فليس شيء منها يقارب أو يشابه الباري، بل جميع أوصافها تضمحل إذا نسبت إلى صفات باريها وخالقها، بل جميع ما فيها من المعاني والنعوت والكمال هو الذي أعطاها إيَّاه، فهو الذي خلق فيها العقول والسمع والأبصار والقوى الظاهرة والباطنة، وهو الذي علمها وألهمها، وهو الذي نماها ظاهرًا وباطنًا وكملها.

وينبغي أن يعلم هنا أن تسبيح الله وتقديسه إنما يكون بتبرئة الله وتنزيهه عن كل سوء وعيب، مع إثبات المحامد وصفات الكمال له سبحانه على الوجه اللائق به.

وبه يعلم أنَّ ما يفعله المعطِّلة من أهل البدع من تعطيلٍ للصفات وعدم إثبات لها وجحد لحقائقها ومعانيها بحجة أنهم يسبحون الله وينزهونه فهو في الحقيقة ليس من التسبيح والتقديس في شيء، بل هو إنكار وجحود، وضلال وبهتان.

قال ابن رجب رحمه الله في معنى قوله تعالى: {فسبِّح بحمد ربِّك} [الحِجر: 98]: "أي: سبحه بما حمد به نفسه، إذ ليس كل تسبيح بمحمود، كما أن تسبيح المعتزلة يقتضي تعطيل كثير من الصِّفات" [تفسير سورة النصر (ص/ 73)].

فقوله رحمه الله: "إذ ليس كل تسبيح بمحمود" كلامٌ في غاية الأهمية، إذ إن تسبيح الله بإنكار صفاته وجحدها وعدم إثباتها أمر لا يحمد عليه فاعله، بل يذم غاية الذم، ولا يكون بذلك من المسبحين بحمد الله، بل يكون من المعطلين المنكرين الجاحدين، من الذي نزه الله نفسه عن قولهم وتعطيلهم بقوله: {سبحان ربِّك ربِّ العزَّةِ عمَّا يصِفون، وسلامٌ على المُرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين} [الصَّافَّات: (180، 182)]، فسبح الله نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل، وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه في حق الله من النَّقص والعيب.

,,

 

إذ التسبيح طاعة عظيمة وعبادة جليلة حبيبة إلى الرَّحمن، ثقيلة في الميزان، كما قال –صلى الله عليه وسلم-: "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرَّحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم" [رواه البخاري: (6043)].

وهو صلاة جميع المخلوقات كما قال تعالى: {تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيءٍ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليمًا غفورًا} [الإسراء: 44]، وبه تُرزق.

جعلنا الله من المسبِّحين بحمده، المؤمنين بأسمائه وصفاته، المحققين لتوحيده وتعظيمه، إنه سميع مجيب.

 

 

***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الحَميد

أي: الذي له الحمد كله، المحمود في ذاته وأسمائه وصفاته، فله من الأسماء أحسنها، ومن الصفات أكملها، فالحمد أوسع الصفات وأعم المدائح وأعظم الثناء؛ لأن جميع أسماء الله تبارك وتعالى حمدٌ، وصفاته حمد، وأفعاله حمد، وأحكامه حمد، وعدله حمد، وانتقامه من أعدائه حمد، وفضله وإحسانه إلى أوليائه حمد، والخلق والأمر إنما قام بحمده ووجد بحمده وظهر بحمده، وكان الغاية منه هي حمده، فحمده سبحانه سبب ذلك وغايته ومظهره، فحمده روح كل شيء، وقيام كل شيء بحمده، وسريان حمده في الموجودات وظهور ءاثاره أمر مشهود بالبصائر والأبصار.

,.

 

والحمد نوعان: حمد على إحسانه إلى عباده وهو من الشكر.

وحمد لما يستحقه هو بنفسه من نعوت كماله، وهذا الحمد لا يكون إلا لمن هو متَّصف بصفات الكمال.

أما حمده سبحانه وتعالى على إحسانه إلى عباده فلأن النعمة موجبة لحمد المنعِم، والنِّعم كلها من الله، وهذا النوع من الحمد مشهود للخليقة برِّها وفاجرها، مؤمنها وكافرها من جزيل مواهبه، وسعة عطاياه، وكريم أياديه، وجميع صنائعه، وحسن إكرامه لعباده، وسعة رحمته لهم، وبره ولطفه وإجابته لدعوات المضطرين، وكشف كربات المكروبين، وإغاثة الملهوفين، ورحمته للعالمين، وابتدائه بالنعم قبل السؤال، ومن غير استحقاق، بل ابتداءً منه بمجرَّد فضله وكرمه وإحسانه، ودفع المحن والبلايا بعد انعقاد أسبابها، وصرفها بعد وقوعها ولطفه تعالى في ذلك إلى ما لا تبلغه الآمال، وهدايته خاصته وعباده إلى سبيل دار السلام، ومدافعته عنهم أحسن الدفاع، وحمايتهم من الوقوع في الآثام، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، وجعلهم من الرَّاشدين وفتح لهم أبواب الهداية، وعرفهم الأسباب التي تدنيهم من رضاه وتبعدهم عن غضبه، إلى غير ذلك من نعمه التي لا تحصى، ومن أراد مطالعة أصول النعم وما توجبه من حمد الله وذكره وشكره وحسن عبادته فليُدِمْ سرحَ الذِّكر في رياض القرءان الكريم، وليتأمَّل ما عدَّد الله فيه من نعمه وتعرَّف بها على عباده من أول القرءان إلى ءاخره.

...

 

فلله الحمد شكرًا، وله الحمد فضلًا، له الحمد بالإسلام وله الحمد بالإيمان وله الحمد بالقرءان وله الحمد بالأهل والمال والمعافاة وله الحمد بكل نعمة أنعم بها في قديم أو حديث أو سرٍّ أو علانية أو خاصة أو عامة، حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه كما يحبُّ ربُّنا ويرضى.

 

وقد ورد الحمد في القرءان الكريم في أكثر من أربعين موضعًا، جمع في بعضها أسباب الحمد، وفي بعضها ذكرت أسبابه مفصلة.

فمن الآيات التي جُمع فيها أسباب الحمد قوله تعالى: {له الحمد في الأولى والآخرة} [القصص: 70].

ومن الآيات التي ذكر فيها أسباب الحمد مفصلة قوله تعالى: {وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله} [الأعراف: 43]، ففيها حمده على نعمة دخول الجنة، وقوله تعالى: {فقل الحمد لله الذي نجَّانا من القوم الظَّالمين}

[المؤمنون: 28]، ففيها الحمد على النصر على الأعداء والسَّلامة من شرِّهم، وقوله تعالى: {فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله ربِّ العالمين} [غافر: 65]، ففيها حمده على نعمة التوحيد وإخلاص العبادة له وحده، وقوله تعالى: {الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدُّعاء} [إبراهيم: 39]، ففيه حمده سبحانه على هبة الولد، وقوله تعالى: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا} [الكهف: 1]، ففيها حمده سبحانه على نعمة إنزال القرءان الكريم قيِّمًا لا عوج فيه، وقوله تعالى: {وقل الحمد لله الذي لم يتَّخذ ولدًا ولم يكن له شريكٌ في الملك ولم يكن له وليٌّ من الذُّلِ وكبِّره تكبيرًا} [الإسراء: 111]، ففيها حمده سبحانه لكماله وجلاله وتنزهه عن النقائص والعيوب.

,.

 

والآيات في هذا المعنى كثيرة، والله تعالى قد افتتح كتابه بالحمد، وافتتح بعض سور القرءان بالحمد، وافتتح خلقه بالحمد، واختتمه بالحمد، فله الحمد أوًّلًا وءاخرًا، وله الشكر ظاهرًا وباطنًا، وهو الحميدُ المَجيـد.

***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

المجيد

 

وهو اسم عظيم ورد في كتاب الله في موضعين :

قوله تعالى : (رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ) [هود:73]

وقوله تعالى : (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ) [البروج :14-15]

وهو من الأسماء الحسنى الدالة على أوصاف عديدة لا على معنى مفردٍ.

**ومعناه : واسع الصفات عظيمها ، كثير النعوت كريمها ، فالمجيد يرجع إلى عظمة أوصافه وكثرتها وسَعَتها ، وإلى عظمة ملكه وسلطانه ، وإلى تفرده بالكمال المطلق والجلال المطلق والجمال المطلق ، الذي لا يمكن العباد أن يحيطوا بشيء من ذلك ، الذي هو أكبر من كل شيء وأعظم من كل شيء وأجل وأعلى.

وله التعظيم والإجلال في قلوب أوليائه وأصفيائه ، قد مًلئت قلوبهم من تعظيمه وإجلاله والخضوع له والتذلل لكبريائه ، لا مجد إلا مجدُه ، ولا عظمة إلا عظمته ، ولا جلال ولا جمال ولا كبرياء إلا جلاله وجماله وكبرياؤه ، أسماؤه كلها مجد وصفاته مجد ، الممجد في ذاته وصفاته.

والله _عز وجل _ مَجَّد نفسَه في كتابه في آيات عديدة ، بل إن القرآن الكريم كلَّه كتابُ تمجيد وتعظيم لله _عز وجل_ ، لا تخلو آية من القرآن من ذكر شيء من الأسماء الحسنى وصفاته العليا وأفعاله الحكيمة ، وأعظم آي القرآن هي التي اشتملت على ذلك ، فآية الكرسي التي هي أظم آي القرآن فيها من أسماء الله الحسنى خمسة أسماء ، وفيها من صفات الله ما يزيد على العشرين صفة .

_ وسورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن أخلصت لبيان أسماء الله الحسنى وصفاته العظيمة .

_ وسورة الفاتحة التي هي أعظم سورة في القرآن الكريم نصفها ثناء على اللع وتمجيد .

 

_ والصلاة كلها قائمة على الثناء والتعظيم والتمجيد للحميد المجيد سبحانه أهل الثناء كله والمجد ، وقد كان رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ إذا رفع رأسه من الركوع قال : "ربَّنا لك الحمد ، ملء السماوات والأرض ، وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد ، أحقُّ ما قال العبد ، وكلنا لك عبد ، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت و لاينفع ذا الجد منك الجد " (1)

 

_ وفي ركوعه وسجوده يعظم الله ويمجده ، وإذا قعد للتشهد يثني على الله ويمجده ويختم ذلك بقوله "إنك حميد مجيد"

،فأول الصلاة حمد وتمجيد ، وآخرها حمد وتمجيد ، بل كلها قائمة على الحمدل والتمجيد.

 

>> وفي ختم التشهد باسم الله المجيد معنى لطيف نبَّه عليه ابن القيم –رحمه الله- قال " وتأمل كيف جاء هذا الاسم مقترناً بكلب الصلاة من الله على رسوله كما علمناه – صلى الله عليه وسلم- ؛ لأنه في مقام طلب المزيد ، والتعرض لسعة العطاء وكثرته ودوامه ، فأتى في هذا المطلوب باسم يقتضيه"

لأنَّ المجد يدل على كثرة أوصاف الكمال وكثرة أفعال البر والخير وتعدد العطاء والنوال.

-ومما يمجد به الربُّ سبحانه حسنُ الثناء عليه تحميداً وتكبيراً وتسبيحاً وتهليلاً .

ومن لازَمَ ذلك سَعِد سعادةً لا شقاء معها وفاز بخيري الدنيا والآخرة.

_______________________________

(1) رقم (477) من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الشكور ، الشاكر

 

 

وقد ورد اسم "الشكور" في أربعة مواضع من القرآن :

قال الله تعالى : (لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر:30].

وقال تعالى : (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر:34].

وقال تعالى : (وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) [الشورى:23].

وقال تعالى : (إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ) [التغابن:17].

وورد "الشاكر" في موضعين :

 

قال تعالى : (وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) [البقرة:158].

وقال تعالى : (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً) [النساء:147].

 

وجميع هذه المواضع الستة التي ورد فيها هذان الاسمان مواضع امتنان من الله – عز وجل- بإثابة المطيعين ، وتوفية الأجور، والزيادة من الفضل ، والمضاعفة للثواب ،

مما يبين لنا معنى هذين الاسمين ، وأن الشكور والشاكر: هو الذي لا يضيع عنده عمل عامل ، بل يضاعف الأجر بلا حسبان ، الذي يقبل اليسير من العمل ، ويثيب عليه الثواب الكثير والعطاء الجزيل ، والنوال الواسع ، الذي يضاعف للمخلصين أعمالهم بغير حساب ، ويشكر الشاكرين ويذكر الذاكرين.

ومن تقرب إليه شبر تقرب إليه ذراعاً ، ومن تقرب إليه ذراعاً تقرَّب إليه باعاً ، ومن جاءه بالحسنة زاد له فيها حُسناً ، وآتاه من لدنه أجراً عظيماً .

قال ابن القيِّم رحمه الله في بسط القول في معنى هذا الاسم وذكر معانيه العظيمة ودلائله الجليلة : " وأما شكر الرب تعالى فله شأن آخر ، فهو أولى بصفة الشكر من كل شكور ، بل هو الشكور على الحقيقة ؛ فإنه يعطي العبد ويوفقه لما يشكره عليه ، ويشكر القليل من العمل والعطاء فلا يستقله أن يشكره ، ويشكر الحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف مضاعفة .

 

ويشكر عبده بقوله بأن يثني عليه بين ملائكته وفي ملئه الأعلى ويلقي الشكر بين عباده ، ويشكره بفعله ، فإذا ترك له شيئاً أعطاه أفضل منه وإذا بذل له شيئاً ردَّه عليه أضعافاً مضاعفة..................

*ومن شكره سبحانه : أنه يجازي عدوه بما يفعله من الخير والمعروف في الدنيا ويخفف عنه يوم القيامة ، فلا يضيع عليه من الإحسان ، وهو من أبغض خلقه إليه.

*ومن شكره : أنه غفر للمرأة البغي بسقيها كلباً كان قد جهده العطش حتى أكل الثرى ، وغفر لآخر بتنحيته غصن شوك عن طريق المسلمين .

 

فهو سبحانه يشكر العبد على إحسانه لنفسه والمخلوق إنما [يشكر] من أحسن إليه ، وأبلغ من ذلك أنه سبحانه هو الذي أعطى للعبد ما يحسن به إلى نفسه ، وشكره على قليله بالأضعاف المضاعفة التي لا نسبة لإحسان العبد إليها ، فهو المحسن بإعطاء الإحسان وإعطاء الشكر ، فمن أحق باسم الشكور منه سبحانه؟!!

وتأمل قوله سبحانه : (مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا) [النساء:147]...............

 

*ومن شكره سبحانه : أنه يُخرج العبد من النار بأدنى مثقال ذرة من خير ولا يضيع عليه هذا القدر.

*ومن شكره سبحانه : أن العبد من عباده يقو له مقاماً يرضيه بين الناس فيشكره له ، وينوه بذكره ، ويخبر به ملائكته وعباده المؤمنين كما شكر لمؤمن آل فرعون ذلك المقام وأثنى به عليه ، ونوه بذكره بين عباده ، وكذلك شكر لصاحب (يس) مقامه ودعوته إليه ، فلا يهلك عليه بين شكره ومغفرته إلا هالك ؛ فإنه سبحانه غفور شكور ، يغفر الكثير من الزلل ، ويشكر القليل من العمل.

ولما كان سبحانه هو الشكور على الحقيقة كان أحب خلقه إليه من اتصف بصفة الشكر ، كما أن أبغض خلقه إليه من عطلها واتصف بضدها."

 

***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما أجمل ما كتب هنا

بورك فيكما حبيبتاي ..ونفع الله بكما

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأجمل هو أنتِ يا حبيبة

نسأل الله أن يعلمنا وينفعنا بما علمنا .. جزاكِ الله خيرًا ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×