اذهبي الى المحتوى
هدوء الفجر

**؛،،..،، سِلسِلَة فِقـ,,ــهُ الأَسمَـ،،ــاءِ الحُسنَـ،،ــى ؛،،..،،؛**

المشاركات التي تم ترشيحها

الرزَّاق، الرّازِق

الله سبحانه هو الرزَّاق أي: المتكفِّل بأرزاق العباد، القائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها، قال تعالى: {وما من دابةٍ في الأرض إلا على الله رزقها} [هود: 6].

هذا؛ وقد ذكَّر سبحانه وتعالى عباده في مواضع عديدة من القرءان الكريم أنه هو وحده رازقهم المتكفل بأقواتهم وأرزاقهم، وقد جاء التذكير بهذا في القرءان في مقامين: مقام التفضل والامتنان، ومقام الدعوة إلى الطاعة والخير والإحسان، فمن أمثلة الأوَّل قوله سبحانه: {والله جعل لكم من أنفسكم أزواجًا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدةً ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمت الله هم يكفرون} [النحل: 72].

,.

 

وأمَّا الأمثلة على الثاني فإنَّ القرءان الكريم يكثر فيه تذكير الله عباده بذلك في مقام أمرهم بالعبادة وأنواع الطاعة، ومن ذلك قوله تعالى في أمره لهم بالتّوحيد: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون} [البقرة: 21].

،،

وقوله تعالى في إبطال الشرك: {يا أيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون} [فاطر: 3].

،،

وقوله تعالى في الأمر بالإنفاق في سبيله: {يا أيها الذين ءامنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون} [البقرة: 254].

،،

وقوله تعالى في الأمر بالشكر: {يا أيها الذين ءامنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} [البقرة: 172].

،،

وقوله تعالى في النهي عن قتل الأولاد خوف الفقر: {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاقٍ نحن نرزقهم وإياكم} [الإسراء: 31].

،،

وقوله تعالى في بيان أثر لزوم تقواه: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا، ويرزقه من حيث لا يحتسب} [الطلاق: 2- 3].

،،

وقوله تعالى في ثواب الإيمان والعمل الصالح: {فالذين ءامنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم} [الحج: 50].

،،

وقوله تعالى في ذمّ من قال عليه بلا علم في باب الحلال والحرام: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق} [الأعراف: 32].

،،

وقوله تعالى في الحث على السعي في طلب الرزق الحلال: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} [الملك: 15]. والآيات في هذا المعنى كثيرة جدًّا.

 

ورزق الله لعباده نوعان:

,, الأوّل: رزق عامٌّ يشمَل البرَّ والفاجر، والمؤمن والكافر، والأوّلين والآخرين، وهو رزقُ الأبدان {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها} [هود: 6].

ولا يعني رزقه للكافر وتوسعته عليه بالأموال والأولاد ونحو ذلك رضاه عنه فإنَّه سبحانه يعطي الدنيا من يُحبّ ومن لا يُحبّ، قال تعالى: {وقالوا نحن أكثر أموالًا وأولادًا وما نحن بمعذبين، قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون، وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من ءامن وعمل صالحًا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات ءامنون} [سبأ: 35].

وليس كثرة العطاء في الدنيا دليلًا على كرامة العبد عند الله، كما أن قلَّته ليس دليلًا على هوانه عنده، قال تعالى: {فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن، وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهاننِ، كلا} [الفجر: 15- 17]، أي: ليس كلُّ من نَعّمْـتُهُ في الدنيا فهو كريم عليّ، ولا كل من قدَرْتُ عليه رزقه فهو مهان لدي، وإنما الغنى والفقر والسعة والرزق والضيق، ابتلاء من الله، وامتحان، ليعلم الشاكر من الكافر والصابر من الجازع.

...

,, النوع الثاني: رزق خاص، وهو رزق القلوب وتغذيتها بالعلم والإيمان والرزق الحلال الذي يعين على صلاح الدين، وهذا خاص بالمؤمنين على مراتبهم منه بحسب ما تقتضيه حكمته ورحمته، ويتم سبحانه كرامته لهم، ومنّه عليهم بإدخالهم يوم القيامة جنات النعيم، قال تعالى: {ومن يؤمن بالله ويعمل صالحًا يدخله جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا قد أحسن الله له رزقًا} [الطلاق: 11].

وقد حذَّر سبحانه عباده من الانشغال برزق الدّنيا الفاني عن رزق الآخرة الباقي فقال سبحانه: {ما عندكم ينفدُ وما عند الله باقٍ} [النحل: 96]، والعاقل لا يشغله رزق الدّنيا وإن كثر عن الغاية التي خُلِق لأجلها وأوجد لتحقيقها وهي عبادة الله وإخلاص الدين له.

...

 

جعلنا الله من عباده المتقين، وأورثنا بمنّه وكرمه جنّات النّعيم إنه تبارك وتعالى سميع مجيب.

 

***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الأحد، الواحد

أما اسمه تبارك (الأحد) فقد ورد في موضع واحد من القرءان في سورة الإخلاص: {ولم يكن له كُفُوًا أحدٌ} [الإخلاص]، وهي السورة العظيمة التي ورد في السنة عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنها تعدل ثلث القرءان لكونها أخلصت لبيان أسماء الرب الحسنى وصفاته العليا، وأما اسمه الواحد فقد تكرر مجيئه في مـواضع من القرءان منها قوله تعالى: {ءأربابٌ متفرقون خير أم الله الواحد القهار} [يوسف: 39].

،

وهما اسمان دالَّان على أحديه الله ووحدانيته، أي أنه سبحانه هو المتفرد بصفات المجد والجلال، المتوحد بنعوت العظمة والكبرياء و الجمال، فهو واحد في ذاته لا شبيه له، وواحد في صفاته لا مثيل له، وهو الواحد الذي عظمت صفاته حتى تفرد بكل كمال، وتعذر على جميع الخلق أن يحيطوا بشيء من صفاته أو يدركوا شيئًا من نعوته، فضلًا عن أن يماثله أحد في شيء منها.

وقال سبحانه في بيان أن هذه الوحدانية هي خلاصة دعوة الرسل وزبدة رسالتهم: {قل إنما يوحى إليَّ إنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون} [الأنبياء: 108]، وقال تعالى في سياق الدعوة إلى الإسلام لله والاستسلام لعظمته والخضوع لجنابه: {فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين} [الحج: 34]، وقال تعالى في تنزيه نفسه عما أدُعيَ في حقه من اتخاذ الولد وأنه ثالث ثلاثة تنزه وتقدس عن ذلك فقال: {لو أراد الله أن يتخذ ولدًا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار} [الزمر: 4]، وقال تعالى في إبطال عقائد المشركين: {وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإيايَ فارهبون} [النحل: 51]، وقال تعالى في مقام بيان عظمته وكمال ملكه وخضوع الخلائق له يوم القيامة: {يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} [غافر: 16].

...

 

ويمكن تلخيص دلالات هذين الاسمين في النقاط التالية:

,, 1- نفي المثل والند والكفؤ من جميع الوجوه، فهو تبارك وتعالى الأحد الذي لا مثيل له ولا نظير، قال تعالى: {هل تعلم له سميًا} [مريم: 65].

,, 2- بطلان التكييف وهو خوض الإنسان بعقله القاصر محاولًا معرفة كيفية صفات الرَّب سبحانه وهذا محال، لأنَّ الرَّبَّ سبحانه متوحّد بصفات الكمال متفرد بنعوت العظمة والجلال فلا يشركه فيها مشارك ليس له فيها شبيه أم مثيل، فأنى للعقول أن تعرف كنه صفاته سبحانه، بل كل ما يخطر بالبال من الكمال فالله أعظم من ذلك وأجلّ.

,, 3- إثبات جميع صفات الكمال بحيث لا يفوته منها صفة ولا نعت دال على الجلال والجمال لتفرده جل وعز بالكمال المطلق الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه.

,, 4- أنَّ له من كلِّ صفة من تلك الصفات أعظمها وغايتها ومنتهاها {وأن إلى ربك المنتهى} [النجم: 42]، فله من السمع أكمله ومن البصر أكمله ومن كل صفة أكمل وصف وأتمه كما قال سبحانه: {ولله المثل الأعلى} [النحل: 60].

,, 5- تنزيهه سبحانه عن النقائض والعيوب إذ هي تلحق أوصاف المخلوقين، أما الأحد سبحاننه فقد تفرد بالكمال والعظمة والجلال بلا شبيه ولا مثال.

,, 6- وجوب الإقرار بتفرده سبحانه بالكمال المطلق في ذاته وصفاته وأفعاله واعتقاد ذلك في القلب، وهذا هو التوحيد العلمي.

,, 7- وجوب إفراده سبحانه وحده بالعبادة وإخلاص الدين له، وأنَّ تفرده سبحانه وحده بالخلق والرزق والعطاء والمنع والخفض والرفع والإحياء والإماتة يوجب أن يفرد وحده بالعبادة، وهذا هو التوحيد العملي.

,, 8- الردّ على المشركين وجميع صنوف المبطلين ممن لم يقدروا الله حق قدره، ولم يقروا له بتفرده وكماله فاتخذوا معه الشركاء وضربوا له الأمثال وظنوا به ظن السوء وانتقصوا جناب الربوبية وناقضوا مقصود الخلق هو التوحيدُ وإفرادُ الله بالذل والخضوع وسائر أنواع العبودية فاشمأزت قلوبهم من التوحيد، ونفرت نفوسهم من الحق والهدى، قال تعالى: {وإذا ذكرت ربك في القرءان وحده ولَّوا على أدبارهم نفورًا} [الإسراء: 46].

رزقنا الله تحقيق توحيده، وحسن الإيمان بتفرده ووحدانيته، إنه سميعٌ مجيب.

 

 

***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك وجزاك خيرا

.

.

.

 

أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الصَّمَد

 

وقد ورد هذا الاسم في سورة الإخلاص: {الله الصَّمد} [الإخلاص]، وهي السورة العظيمة التي ورد في السنة عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنها تعدل ثلث القرءان، و (الصَّمد) معناه: السّيد العظيم الذي قد كمل في علمه وحكمته وحلمه وقدرته وعزته وعظمته وجميع صفاته، فهو واسع الصفات عظيمُها، الذي قصدته كل الكائنات بأسرها في جميع شؤونها، فليس لها ربٌّ سواه، ولا مقصود غيره تقصده وتلجأ إليه في إصلاح أمورها الدينية والدنيوية، لأنها تعلم أن عنده حاجتها، ولديه تفريج كرباتها، لكمال علمه، وسعة رحمته ورأفته وحنانه، وعظيم قدرته وعزته وسلطانه.

...

 

قال ابن القيم رحمه الله: (الصَّمد: السيد الذي قد كمل في سؤدده، ولهذا كانت العرب تسمي أشرافها بهذا الاسم، لكثرة الصفات المحمودة في المسمى به).

{فإن الصّمد من تصمد نحور القلوب بالرغبة والرهبة، وذلك لكثرة خصال الخير فيه، وكثرة الأوصاف الحميدة له، ولهذا قال جمهور السّلف، منهم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: الصمد: الذي قد كمل سؤدده، القادر الذي كملت قدرته، الحكيم الذي كمل حكمه، الرحيم الذي كملت رحمته، الجواد الذي كمل جوده) (1).

,, ولأجل ذا تنوَّعت عبارات السلف في تفسير هذا الاسم، فمنهم من قال: الصمد: هو الذي ليس بأجوف ولا يأكل ولا يشرب، ومنهم من قال: هو الذي يصمد الخلائق إليه في حوائجهم ومسائلهم، ومنهم من قال: هو الذي لا يخرج منه شيء، أي: لا يخرج من عين من الأعيان فلا يلد، ومنهم من قال: هو السيد الذي انتهى سؤدده، ومنهم من قال: هو الذي لا أحد فوقه.

...

 

وقال الشّيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: (من المعروف في كلام العرب إطلاق الصمد على السيِّد العظيم، وعلى الشيء المصمت الذي لا جوف له...، فالله تعالى هو السيد الذي وحده الملجأ عند الشدائد والحاجات، وهو الذي تنزَّه وتقدس عن صفات المخلوقين كأكل الطعام ونحوه وسبحانه وتعالى عن ذلك علوًّا كبيرًا) (2).

،،

وإذا علم العبد اتصاف به بهذا الكمال والجلال، وأنه سبحانه لا شيء فوقه، ولا شيء يعجزه، وأنه سبحانه مَفْزَعُ الخلائق ومَلجَؤُها، فلا ملجأ ولا منجا منه إلَّا إليه، وإليه وحده المفر، ولا يطلب حاجته إلا منه، ولا يصرف عبادته إلا له، ولا تكون استعانته إلا به، ولا يكون توكله إلا عليه، {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله قليلًا ما تذكرون} [النمل: 62].

______________________________

(1) (الصواعق المرسلة) (3/ 1025).

(2) (أضواء البيان) (2/ 187).

***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بإذن الله سنتوقف عند هذا القدر يا حبيبات

ونُكمل بعد عيد الأضحى - بإذن الله تعالى -

أسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما علِمنا ويعلمنا ما ينفعنا

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكن الله خيرا يا حبيبات

لي عودة بإذن الله لاستكمال القراءة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكن وفي جهودكن يا حبيبات

بانتظار استكمالكن لهذه الفوائـد القيّمة بوركتن ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكنّ يا حبيبات على هذه المتابعة الطيبة

وأعتذر لكنّ على التأخير

وسنكمل باقي الأسماء بإذن الله

أسأل الله العظيم أن ينفعنا وإياكم بالعلم بها

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الهادي

(الهادي): هو الذي يهدي عباده ويرشدهم ويدلهم إلى ما فيه سعادتهم في دنياهم وأخراهم، وهو الذي بهدايته اهتدى أهل ولايته إلى طاعته ورضاه، وهو الذي بهدايته اهتدى الحيوان لما يصلحه واتقى ما يضرّه.

قالله هو الذي خلق المخلوقات وهداها {والَّذي قدَّر فهدى} [الأعلى: 3]، فهداها الهداية العامة لمصالحها، وجعلها مهيَّئةً لما خُلِقَت له، وهدى هداية البيان، فأنزل الكتب وأرسل الرسل، وشرع الشرائع والأحكام، والحلال والحرام، وهدى وبيَّن الصراط المستقيم الموصل إلى رضوانه وثوابه، ووضَّح الطرق الأخرى ليحذرها العباد، وهدى عباده المؤمنين هداية التوفيق للإيمان والطاعة، وهداهم إلى منازلهم في الجنَّة كما هداهم في الدنيا إلى سلوك أسبابها وطرقها، فقوله: {الذي قدَّر فهدى} يتناول جميع هذه الأنواع من الهداية.

وهاهنا وقفة لبيان أنواع الهداية المضافة إلى الرب سبحانه ويتناولها اسمه جل وعلا (الهادي).

...

,, أوَّلًا: الهداية العامَّة: وهي هداية كلِّ نفس إلى مصالح معاشها وما يقيمها، وهي هداية شاملةٌ للحيوان كله ناطقة وبهيمة، طيره ودوابه، فصيحه وأعجمه، ومن ذلكم هدايته سبحانه الحيوان البهيم إلى الْتِقام الثدي عند خروجه من بطن أمِّه، وإلى معرفته بأمِّه دون غيرها حتى يتبعها أين ذهبت، وإلى قصد ما ينفعه من المرعى دون ما يضره منه، ومن ذلكم هداية الطير والوحوش والدواب إلى الأفعال العجيبة التي يعجز عنها الإنسان، كهداية النحل إلى سلوك السبل التي فيها مراعيها على تباينها، ثم عودها من مسافة بعيدة إلى بيوتها من الشجر والجبال وما يعرش بنو ءادم، وكهداية النملة الصغيرة تخرج من بيتها وتطلب قُوتَها وإن بعدت عليها الطريق، فإذا ظفرت به حملته وساقته في طريق معوجة بعيدة ذات صعود وهبوط ووعورة حتى تصل إلى بيتها، فتخزن فيه أقواتها، وهذا باب واسع، ويكفي فيه قوله سبحانه: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون، والذين كذبوا بئاياتنا صم وبكم في الظلمات من يشأِ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم} [الأنعام: 38- 39].

,, ثانيًا: هداية الإرشاد والبيان للمكلفين، وهي حجة الله على خلقه التي لا يُعذِّب أحدًا منهم إلَّا بعد إقامتها عليه {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى} [فصلت: 17].

,, ثالثًا: هداية التوفيق والإلهام وشرح الصدر لقبول الحقّ والرِّضى به، قال تعالى: {من يهدِ الله فهو المهتدِ} [الكهف: 17].

ولذا أمر سبحانه عبادَه كلَّهم أن يسألوه هدايتهم الصراط المستقيم كلَّ يوم وليلة في الصلوات الخمس.

,, رابعًا: الهداية إلى الجنة والنار يوم القيامة، أما الهداية إلى الجنة فقد أخبر الله عز وجلّ عن أهلها أنهم يقولون حين تتمّ عليهم النعمة بدخولها {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله} [الأعراف: 43]، وأما الهداية إلى النار فيقول سبحانه: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون، من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم} [الصافات: 22- 23].

...

إنَّ تفكُّر العبد في هذا الاسم العظيم وتأمله في دلالاته يكشف للعبد عن شدَّة افتقاره واضطراره إلى ربِّه في كلِّ أحواله وجميع شؤونه الدينية والدنيوية بأن يهديه إلى صالح أمره، وأن يقيه من الانحراف والضلال.

اللهم اهدنا إليك صراطًا مستقيمًا، صراط الَّذين أنعمتَ عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين.

 

***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@~ أم العبادلة ~

 

@@قطـــرة النــــدى

 

@@وأشرقت السماء

 

@ام لبابة السلفية

 

@@روضة الجنه

 

@@سُندس واستبرق

 

@ღأم عبدالله ღ

 

@أم سهيلة

 

تسعدنا متابعتكنّ مجدداً يا حبيبات

بارك الله فيكنّ وأثابكنّ الفردوس الأعلى ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@سدرة المُنتهى 87

 

@ ام ثوبية ومالك

 

@هبةنور

 

تسعدنا متابعتكنّ مجدداً يا حبيبات

بارك الله فيكنّ وأثابكنّ الفردوس الأعلى ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الوهَّاب

الوهاب: هو كثير الهبة والمنَّة والعطية، و(فعَّال) في كلام العرب للمبالغة، فالله جل وعلا يهب لعباده من فضله العظيم، ويوالي عليهم النِّعم، ويوسِّع لهم في العطاء، ويجزل لهم في النَّوال، فجاءت الصّفة على (فعَّال) لكثرة ذلك وتوليه وتنوعه وسعتِه، وهو سبحانه بيده خزائن كل شيءٍ وملكوت السماء والأرض ومقاليد الأمور، يتصرَّف في ملكه كيف شاء، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، يعطي من يشاء ويمنع من يشاء، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، فهو سبحانه يهبُ لمن يشاء ويمنع من يشاء، ولا تزال هباته على عبده متوالية، في عطاء دائم، وسخاء مستمر، يجود بالنّوال قبل السؤال، فنعمه وهباته للجنين في بطن أمه دارَّة، يربيه أحسن تربية، يتقلب في نعم الله ومواهبه مدَّة حياته، وإن كانت حياته على الإيمان التّقوى فهذه أشرف هبة، وإذا توفاه الله على ذلك نال من المواهب أضعاف أضعاف ما كان عليه في الدنيا مما أعدَّه الله تعالى لعباده المؤمنين المتَّقين، مما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطرَ على قلب بشر.

...

 

وقد ذكر الله عز وجل في القرءان الكريم أنواعًا من هباته، وذكر توجه أنبيائه والصَّالحين من عباده إليه في طلبها ونيلها، فذكر سبحانه من هباته الرّحمة التي نالها سعادة الدنيا والآخرة، قال تعالى: {ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدقٍ عليًّا} [مريم: 50].

,, وذكر سبحانه من هباته الحكم والملك، قال تعالى: {فوهب لي ربِّي حكمًا وجعلني من المرسلين} [الشعراء: 21].

,, وذكر سبحانه من هباته المنَّة على العبد بالزوجة الصّالحة، والذّرية الطّيبة ما يكون به قرَّة عين الإنسان، قال تعالى: {ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا} [ص: 43].

...

 

وهذه الهبات المتنوّعة بيده سبحانه، فهو المالك لهذا الكون، المتصرّف فيه سبحانه كما شاء، قال تعالى: {لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور} [الشورى: 49].

وقوله: {يهب لمن يشاء إناثًا} أي: يرزقه بناتٍ فقط ليس معهنّ ذكور، وقوله: {ويهب لمن يشاء الذكور} أي: يرزقه البنين فقط ليس معهم إناث، وقوله: {أو يزوجهم ذكرانًا وإناثًا} أي: يجمع لمن شاء الذكور والإناث في العطاء، وقوله: {ويجعل من يشاء عقيمًا} أي: لا يولَد له أصلًا.

فقسَّم سبحانه حال الزوجين إلى أربعة أقسام: منهم من يعطيه البنات، ومنهم من يعطيه البنين، ومنهم من يعطيه النوعين ذكورًا وإناثًا، ومنهم من يمنعه هذا وهذا، فيجعله عقيمًا لا نسلَ له ولا يولد له.

...

 

ومَنْ منَّ الله عليه بالولد وأكرمه بصلاحه عليه أن يحمد الوهَّاب سبحانه على إفضاله وإنعامه كما ذكر الله تعالى ذلك عن نبيِّه إبراهيم عليه السلام في قوله: {الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء} [إبراهيم: 39].

والحمد نفسه هبة تحتاجُ إلى حمد، روى ابن أبي الدنيا في كتاب (الشكر) (1) عن بكر بن عبد الله المزني قال: (ما قال عبدٌ قطّ: الحمد لله إلَّا وجبت عليه نعمة بقوله: الحمد لله، فما جزاء تلك النعمة؟ جزاؤها أن يقول: الحمد لله، فجاءت أخرى، ولا تنفد نعم الله عز وجل).

فالحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربُّنا ويرضى، حمدًا لا ينقطع ولا يبيد ولا يفنى عدد ما حمده الحامدون، له الحمد شكرًا، وله المنّ فضلًا، بيده الأمر في الآخرة والأولى.

***

______________________________

 

(1) (رقم: 7، 99).

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الفتَّاح

قال الله تعالى: {قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم} [سبأ: 26].

ومعنى هذا الاسم: أي: الذي يحكم بين عباده بما يشاء، ويقضي فيهم بما يريد، ويمنّ على من يشاء منهم بما يشاء، لا راد لحكمه، ولا معقب لقضائه وأمره، قال الله تعالى: {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم} [فاطر: 2].

قال الشيخ عبد الرحمن سعدي رحمه الله: (للفتاح معنيان:

 

,, الأول: يرجع إلى معنى الحكم الذي يفتح بين عباده، ويحكم بينهم بشرعه ويحكم بينهم بإثابة الطائعين وعقوبة العاصين في الدنيا والآخرة، كقوله تعالى: {قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم} [سبأ: 26].

فالآية الأولى: فتحه بين العباد يوم القيامة، وهذا في الدّنيا بأن ينصر الحقَّ وأهله، ويذل الباطل وأهله، ويوقع بهم العقوبات.

,, المعنى الثاني: فتحه لعباده جميع أبواب الخيرات، قال تعالى: {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم} الآية، يفتح لعباده منافع الدنيا والدِّين، فيفتح لمن اختصَّهم بلطفه وعنايته أقفال القلوب، ويدر عليها من المعارف الربانية والحقائق الإيمانية ما يصلح أحوالها وتستقيم به على الصراط المستقيم، وأخص من ذلك أنه يفتح لأرباب محبته والإقبال عليه علومًا ربانية وأحوالًا روحانية وأنوارًا ساطعة وفهومًا وأذواقًا صادقة، ويهيِّء للمتقين من الأرزاق وأسبابها ما لا يحتسبون، ويعطي المتوكلين فوق ما يطلبون ويؤمّلون.

...

 

هذا؛ وإنَّ إيمان العبد بأن ربَّه سبحانه هو الفتاح يستوجب من العبد حسن توجهٍ إلى الله وحده بأن يفتح له أبواب الهداية وأبواب الرزق وأبواب الرحمة، وأن يفتح على قلبه بشرح صدره للخير، قال سبحانه: {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نورٍ من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئِك في ضلالٍ مبين} [الزمر: 22].

عن أبي حميد أو عن أبي أسيد رضي الله عنهما قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهمَّ افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهمَّ إني أسألك من فضلك).

فالرّحمة والفضل والخير كلَّه بيد الله يفتح به على من يشاء وييسره لمن يشاء فكل هذا من ءاثار هذا الاسم ومقتضياته.

,،

 

وإنا لنسأل الله ونتوسل إليه بهذا الاسم العظيم وندعوه بأنه الفتاح وبأنه خير الفاتحين وأن يفتح على قلوبنا بالإيمان الصحيح والاهتداء الكامل، واليقين الراسخ، وأن يفتح لنا خزائن رحمته وأبواب كرمه وموائد بره وواسع فضله ونعمه، إنه سميع مجيب.

 

***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السَّميع

 

السميع: هو الذي يسمع جميع الأصوات على اختلاف اللغات وتفنن الحاجات،قد استوى في

سمعه سرُّ القول وجهره {سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالَّيل

وسارب بالنهار} [الرعد: 10]، وسع سمعه الأصوات كلها، فلا تختلف عليه الأصوات ولا

تشتبه، ولا يشغله منها سمع عن سمع، ولا يغلطه تنوع المسائل، ولا يبرمه كثرة

السائلين.

,, بل لو قام الجنّ والإنس كلّهم من أوّلهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها في

صعيد واحد، وسألوا الله جميعًا في لحظة واحدة، وكلٌّ عرض حاجته، وكلٌّ تحدَّث بلهجته

ولغته لسمعهم أجمعين دون أن يختلط عليه صوت بصوت أو لغة بلغة أو حاجة بحاجة،

ومن الدلائل على هذا قوله سبحانه في الحديث القدسي: عن أبي ذر رضي الله عنه: "يا

عبادي لو أنَّ أولكم وءاخركم وإنسكم وجنَّكم قاموا في صعيدٍ واحد فسألوني، وأعطيتُ كلَّ

واحد مسألتَه ما نَقص ذلك من مُلكي شيئًا إلَّا كما ينقص المخيط إذا غمس في البحر"

[رواه مسلم (2577)]، وقد أنكر الله سبحانه ظنّ من ظن من المشركين أنّ الله لا يسمع

السِّر والنّجوى، قال الله تعالى: {أم يحسبون أنَّا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم

يكتبون} [الزخرف: 80].

...

,, وفي هذا السِّياق المبارك دلالة على أن فساد الاعتقاد فيما

يتعلق بصفات الرب وأسمائه يترتب عليه فساد الأعمال وانحلال الدين والوقوع في الهلاك

والردى والخسران، ولذا قال سبحانه: {وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من

الخاسرين، فإن يصبروا فالنار مثوىً لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين} [فصلت:

(23/ 24)].

...

,, ثم إن السَّمع المضاف إلى الله عز وجل ينقسم إلى قسمين:

الأول: سمع يتعلَّق بالمسموعات، فيكون معناه إدراك الصوت. والثاني: سمع بمعنى الاستجابة، أي: أنه سبحانه يجيب من دعاه، ومنه قوله: {إن ربي لسميع الدعاء} [إبراهيم: 39]، وقول

المصلي: (سمع الله لمن حمده)، أي: أجاب، وليس المراد سمعه مجرد سماع فقط.

والسَّمع الذي بمعنى إدراك الصوت ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

الأول: ما يقصد به التهديد، كقوله تعالى: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم} [الزخرف: 80]. الثاني: ما يقصد به التأييد، كقوله تعالى لموسى وهارون: {إنني معكما أسمع وأرى} [طه: 46]، أراد سبحانه أن يؤيد موسى وهارون بذكر كونه معهما يسمع ويرى.

الثالث: ما يقصد به بيان الإحاطة، كقوله: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير} [المجادلة: 1].

وإيمان العبد بأن ربه سميع يورثه حفظًا للسانه وصيانة لكلامه ومواظبة على ذكر ربه وشكره، والإكثار من مناجاته وسؤاله، ويتوسل إليه بهذا الاسم العظيم أن يحقق رجاءه ويعطيه سؤله، وقد كثر في القرءان توسل الأنبياء إلى الله في دعائهم بهذا الاسم، ومن ذلك قول إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام: {ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم} [البقرة: 127] فأجابهم سبحانه أجمعين.

 

******

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكم الله خيرًا

ما أجمل أن نستشعر كل اسم بمعناه

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

البَصير

 

(البصير) أي: الذي يرى جميع المبصرات، ويبصر كل شيء وإن دق وصغر، فيبصر دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، ويرى مجاري القوت في أعضائها ويرى جريان الدم في عروقها، ويبصر ما تحت الأرضين السبع كما يبصر ما فوق السموات السبع، ويرى تبارك وتعالى تقلبات الأجفان، وخيانات العيون.

,, ومما يجب الإيمان به أنّه تبارك وتعالى يبصر بعينين تليقان بجلاله وكماله سبحانه، قال تعالى: {واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا} [الطور: 48].

وقد دلّ الحديث الصّحيح عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: "أن لله عينين حين وصف الدجَّال الأكبر، وقال: (إنه أعور، وإنّ ربَّكم ليس بأعور) "[متفق عليه].

 

...

 

وتنزيهه سبحانه عن العور دليل على ثبوت العينين له سبحانه على الوجه الَّائق به. ثم إنّ لهذا الاسم العظيم مقتضياته من الذّل والخضوع ودوام المراقبة والإحسان في العبادة والبعد عن المعاصي والذنوب، ومن يتأمّل الآيات التي وردت في القرءان الكريم مختومة بهذا الاسم وهي تزيد على الأربعين- يتبيّن له ذلك، ولنقف من ذلك على بعض الأمثلة:

,, ختم جلّ وعلا بهذا الاسم قوله: {ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وأن الله سميع بصير} [الحَجّ: 61]، وهذا يقتضي سمعه لجميع أصوات ما سكن في الليل والنهار، وبصره بحركاتهم على اختلاف الأوقات وتباين الحالات.

,, وختم به قوله: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعمًا يعظكم به إن الله كان سميعًا بصيرًا} [النساء: 58]، وهذا مدح من الله لأوامره ونواهيه لاشتمالها على مصالح الدارين ودفع مضارهما؛ لأن شارعها السميع البصير الذي لا تخفى عليه خافية ويعلم من مصالح العباد ما لا يعلمون.

...

 

وبهذه الأمثلة يعلم أنَّ استحضار العبد لكون الله سبحانه بصيرًا به مطَّلعًا عليه بفيده فائدة عظيمة في جانبي الترغيب والترهيب، كما هو واضح في الأمثلة المتقدمة، فإذا أحسن العبد في عبادته لربه ومجانبته لمعاصيه مستحضرًا رؤية الله له واطلاعه عليه، فهذا مقام الإحسان وهو أعلى مقامات الدين كما قال عليه الصلاة والسلام في بيان حقيقة الإحسان: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، وكم من شخص كف عن مقارفة المعاصي وغشيان الذنوب لاستحضاره رؤية الله له.

******

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

عذرا لانقطاعي في الفترة السابقة

سأتدارك ما فاتني بإذن الله

 

أثابكن الله يا حبيبات

وأثقل الله به موازين حسناتكن () *

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

العليم

 

أي: الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن والإسرار والإعلان، وبالعالم العلوي والسفلي، بالماضي والحاضر والمستقبل، فلا يخفى عليه شيء من الأشياء، علم ما كان وما سيكون، وما لم يكن أن لو كان كيف يكون، أحاط بكل شيء علمًا، وأحصى كل شيء عددًا. وقد جاء في القرءان الكريم بيان واسع عن علم الله عز وجل، وأنه وسع كل شيء، وأنه سبحانه أحاط بكل شيء علمًا، فذكر سبحانه سعة علمه في ءايات، قال تعالى: {وسع ربي كل شيء علمًا أفلا تتذكرون} [الأنعام: 80].

...

 

وذكر سبحانه اختصاصه بمفاتح الغيب فلا يعلمها إلَّا هو، قال تعالى: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}

,, وللإيمان بهذا الاسم العظيم ءاثار مباركة على العبد، بل هو أكبر زاجر وأعظم واعظ. قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: "أجمع العلماء على أنه أكبر واعظ وأعظم زاجر نزل من السماء إلى الأرض، وضربوا لذلك مثلًا –ولله المثل الأعلى- قالوا: لو فرض أن هذا البراح من الأرض فيه مِلك قتال للرجال إن انتهكت حرماته، ذو قوة وعزة ومنعة، وحوله جيوشه، وحول هذا الملك بناته يقوم بريبة، ولو قيل لأهل بلد: إنَّ أمير ذلك البلد يبيت عالمًا بكل ما يفعلونه في الليل من الخسائس لباتوا متأدبين. وهذا خالق السموات والأرض، الملك الجبار، يخبرهم في ءايات كتابه لا تكاد تقلب ورقة واحدة من أوراق المصحف الكريم إلا وجدت فيها هذا الواعظ الأكبر والزاجر الأعظم {بكل شيء عليم}، {والله بما تعملون خبير}، {يعلم ما تسرون}..

فينبغي علينا أن نعتبر بهذا الزّاجر الأكبر ، والواعظ الأعظم ، وأن لا ننساه لئلا نهلك أنفسنا "

 

...

 

قال ابن رجب -رحمه الله- في شرح كلمة الإخلاص: "أكره رجل امرأة على نفسها، وأمرها بغلق الأبواب، فقال لها: هل بقي باب لم يُغلق؟ قالت: نعم؛ الباب الذي بيننا وبين الله، فلم يتعرَّض لها، ورأى بعضهم رجلًا يكلِّم امرأةً فقال: إنَّ الله يراكما سترنا الله وإيَّاكما"، قال الله تعالى: {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} [غافر: 19]، فمن تأمَّل هذا وتدبره كان له فيه أعظم زاجر وأكبر رادع.

قال ابن كثيررحمه الله- في معنى الآية: "يخبر تعالى عن علمه التَّام المحيط بجميع الأشياء، جليلها وحقيرها، صغيرها وكبيرها، دقيقها ولطيفها، ليحذر الناس علمه فيهم، فيستحيوا من الله حق الحياء، ويتَّقوه حق تقواه، ويراقبوه مراقبة من يعلم أنه يراه، فإنه تعالى يعلم العين الخائنة وإن أبدت أمانة، ويعلم ما تنطوي عليه خبايا الصدور من الضمائر والسرائر".

 

...

,, وكثيرًا ما يأتي اسم الله "العليم" في سياق الأعمال وجزائها، ليوقظ القلوب وينبه العباد على أهمية إكمالها وإصلاحها، وليرغبهم ويرهبهم، والله وحده الموفق لا رب سواه ولا إله غيره.

 

******

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اللطيف، الخبير

 

أما الخبير: فمعناه: الذي أدرك علمُه السرائر، واطَّلع على مكنون الضمائر، وعلم خفيات البذور، ولطائف الأمور، ودقائق الذَّرَّات، فهو اسم يرجع في مدلوله إلى العلم بالأمور الخفية التي هي في غاية اللطف والصغر، وفي غاية الخفاء، ومن باب أولى وأحرى علمه بالظواهر والجليات.

وأمَّا اللطيف فله معنيان:

أحدهما: بمعنى الخبير، وهو أن علمه دقَّ ولطُف حتّى أدرك السرائر والضمائر والخفيات.

والمعنى الثاني: الذي يوصل إلى عباده وأوليائه مصالحهم بلطفة وإحسانه من طرق لا يشعرون بها.

,..

 

قال ابن القيم –رحمه الله- في "نونيته":

وهو اللطيف بعبده ولعبده واللُّطفُ في أوصافه نوعان

إدراكُ أسرار الأمور بخـبرةٍ واللّطفُ عند مواقـع الإحسان

فيريك عزَّتـه ويُبدي لُطفه والعبد في الغفلات عن ذا الشان

يقال: لَطَف الله بعبده، ولَطَف له: أي تولَّاه ولايةً خاصَّة، بها تصلح أحواله الظاهرة والباطنة، وبها تندفع عنه جميع المكروهات من الأمور الدّاخلية والخارجية، فالأمور الداخلية لطفٌ بالعبد، والأمور الخارجية لطف للعب، فإذا يسّر الله أمور عبده وسهل له طرق الخير وأعانه عليها فقد لطف به، وإذا قيَّض له أسبابًا خارجيّةً غير داخلةٍ تحت قدرة العبد فيها صلاحه فقد لطف له؛ ولهذا في قصّة يوسف عليه السَّلام حيث قدر الله أمورًا كثيرة خارجية عادت عاقبته الحميدة إلى يوسف وأبيه، وكانت في مبادئها مكروهة للنفوس، ولكن صارت عواقبها أحمد العواقب، وفوائدها أجلّ الفوائد؛ ولذا قال عليه السلام: {إن ربي لطيف لما يشاء} [يوسُف: 100]، أي: إنَّ هذه الأشياء التي حصلت، لطفٌ لطفه الله له فاعترف بهذه النعمة.

,, ومن لطفه بهم أنه يقيهم طاعة أنفسهم الأمارة بالسُّوء التي هذا طبعها فيوفقهم لنهي النفس عن الهوى، ويصرف عنهم السوء والفحشاء مع توافر أسباب الفتنة وجواذب المعاصي والشّهوات، فيمّنُّ عليهم ببرهان لطفه ونور إيمانهم الذي منَّ عليهم به، فَيَدعونها مطنئنةً لتركها نفوسُهم، منشرحة للبعد عنها صدورُهم.

,, ومن لطفه بعباده أنه يقدر أرزاقهم بحسب علمه بمصلحتهم، لا بحسب مراداتهم، فقد يريدون شيئًا وغيره أصلح، فيقدّر لهم الأصلح وإن كرهوه لطفًا بهم، {الله لطيفٌ بعباده يرزق من يشاء وهو القويُّ العزيز} [الشورى: 19]. ومن لطفه بهم أنه يقدر عليهم أنواعًا من المصائب ودروبًا من البلايا والمحن سوقًا لهم إلى كمالهم وكمال نعيمهم.

,,

 

ومن لطفه بعبده أنه يقدِّر له أن يتربَّى في ولاية أهل الصَّلاح والعلم والإيمان، وبين أهل الخير؛ ليكتسب من أدبهم وتأديبهم، وأن ينشأ كذلك بين أبوين صالحين وأقارب أتقياء وفي مجتمع صالح، فهذا من أعظم اللطف بعبده، فإن صلاح العبد موقوف على أسباب كثيرة من أعظمها نفعًا هذه الحالة.

,,

 

ومن لطف الله بعبده أن يقيّض له إخوانًا صالحين ورفقاء متّقين يعينونه على الخير، ويشدّون من أزره في سلوك سبيل الاستقامة، والبعد عن سبل الهلاك والانحراف.

,,

 

ومن لطف الله بعبده أن يبتليه ببعض المصائب فيوفقه للقيام بوظيفة الصّبر فيها، فيُنِيلُه رفيع الدّرجات وعالي الرّتب، وأن يكرمه بأن يوجد في قلبه حلاوة روح الرّجاء وتأميل الرّحمة وانتظار الفرج وكشف الضّر، فيخف ألمه وتنشط نفسه.

وكم هو نافع للعبد أن يعرف معنى هذا الاسم العظيم ودلالته، وأن يجاهد نفسه على تحقيق الإيمان به والقيام بما يقتضيه من عبودية لله عزّو جلّ، فيمتلئ قلبه رجاءً وطمعًا في نيل فضل الله والظفر بنعمه وعطاياه، متحرّيًّا في كلّ أحواله الفوز بالعواقب الحميدة والمئالات الرّشيدة، واثقًا بربِّه اللّطيف، ومولاه الكريم، ذي النِّعم السوابغ والطعاء والنوال، ومن يتحرَّ الخير يُعطَه، ومن يتوقَّ الشّرَّ يوقَه، والفضل بيد الله وحده يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

 

***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@وأشرقت السماء

@@سدرة المُنتهى 87

@@قطـــرة النــــدى

 

وإياكن خيرًا يا حبيبات وبارك فيكن

لا حرمنا الله طيب متابعتكن ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

العفو، الغفور، الغفَّار، التوَّاب

 

والعفوّ: هو الذي يمحو السيِّئات، ويتجاوز عن المعاصي، وهو قريب من الغفور، ولكنه أبلغ منه؛ لإن الغفران ينبئ عن السِّتر، والعفو ينبئ عن المحو، والمحو أبلغ من السِّتر، وهذا حال الاقتران، أما حال انفرادهما فإن كل واحد منهما يتناول معنى الآخر.

والتوَّاب: هو الذي يتوب على من يشاء من عباده بالتوفيق للتوبة، كما قال سبحانه: {ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم} [التوبة: 118]، وبالقبول لها، كما قال سبحانه: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون} [الشورى: 25].

والتقصير الواقع من الخلق يقتضي العقوبات المتنوعة، ولكن عفو الله ومغفرته تدفع هذه الموجبات والعقوبات {ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرًا} [فاطر: 45]، وهذا من كمال عفوه، فلولا كمال عفوه، فلولا كمال عفوه وحلمه ما ترك على ظهر الأرض من دابة، ومثلها قوله تعالى: {ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستئخرون ساعة ولا يستقدمون} [النحل: 61].

ومن هذا الباب ما ورد من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "ليس أحدٌ –أو ليس شيء- أصبر على أذى سَمِعَه من الله، إنهم ليدعون له ولدًا، وإنه ليعافيهم ويرزقهم" [رواه البخاري ومسلم].

,,

 

وعفوه تعالى نوعان:

 

النوع الأول: عفوه العام عن جميع المجرمين من الكفار وغيرهم بدفع العقوبات المنعقدة أسبابها والمقتضية لقطع النعم عنهم، فهم يؤذونه بالسب والشرك وغيرها من أصناف المخالفات، وهو يعافيهم ويرزقهم ويدرُّ عليهم النعم الظاهرة والباطنة، ويبسط لهم الدنيا، ويعطيهم من نعيمها ومنافعها ويمهلهم ولا يهملهم بعفوه وحلمه سبحانه.

...

والنوع الثاني: عفوه الخاص، ومغفرته الخاصة للتائبين والمستغفرين والداعين والعابدين، والمصابين بالمصائب المحتسبين فكل من تاب إليه توبة نصوحًا –وهي الخالصة لوجه الله العامة الشاملة التي لا يصحبها تردد ولا إصرار- فإن الله يغفر له من أي ذنب كان، من كفر وفسوق وعصيان، وكلها داخلة في قوله تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم} [الزمر: 53].

وكذلك من عفوه أن المصائب التي تصيب العبد في نفسه أو ولده أو ماله تكفر سيِّئاته، خصوصًا إذا احتسب ثوابها وقام بوظيفة الصبر أو الرضى.

ومن عظيم عفوه سبحانه أن العبد يبارز ربه بالعظائم والجرائم فيلطف به ربه، ويحل عليه عفوه، فيشرح صدره للتوبة، ويتقبل منه متابه، بل إنه سبحانه يفرح بتوبة عبده إذا تاب مع أنه غني حميد، لا تنفعه طاعة من أطاع، ولا تضره معصية من عصى.

قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "لله أشدَّ فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلِّها قد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال –من شدَّةِ الفرح-: "اللهم أنت عبدي وأنا ربّك، أخطأ من شدة الفرح" [رواه مسلم: (2747)].

,..

 

وينبغي هنا أن يعلم أنَّ علمَ العبد بهذه الأسماء العظيمة بابٌ عظيم لنيل عالي المقامات، ولا سيما مع مجاهدة النفس على تحقيق مقتضياتها، من لزوم الاستغفار، وطلب العفو ودوام التوبة ورجاء المغفرة والبعد عن القنوط وتعاظم غفران الذنوب، فهو سبحانه عفو غفور لا يتعاظمه ذنب أن يغفره مهما بلغ الذنب وعظم الجُرم، والعبد على خيرٍ عظيم ما دام طالبًا عفو ربِّه راجيًا غفرانه.

وأبواب عفوه وغفرانه مفتوحة، ولم يزل ولا يزال عفوًّا غفورًا، وقد وعد بالمغفرة والعفو لمن أتى بأسبابها، كما قال سبحانه: {وإني لغفَّار لمن تاب وءامن وعمل صالحًا ثم اهتدى} [طه: 82].

اللهمَّ مُنَّ علينا بعفوك وأكرمنا بغفرانك، وتبْ علينا إنَّك أنت التَّوَّاب الرَّحيم.

 

***

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اللهمَّ مُنَّ علينا بعفوك وأكرمنا بغفرانك، وتبْ علينا إنَّك أنت التَّوَّاب الرَّحيم.

 

اللهم آآمين يارب ()

جزاكِ الله خيرا صمت الحبيبة ونفع بكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×