اذهبي الى المحتوى
هدوء الفجر

**؛،،..،، سِلسِلَة فِقـ,,ــهُ الأَسمَـ،،ــاءِ الحُسنَـ،،ــى ؛،،..،،؛**

المشاركات التي تم ترشيحها

بارك الله فيكِ وجزاكِ خيرا علي هذا العمل الرائع

جعله الله في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

درس مميز : )

بارك الله فيك ِ وجزاك الله كل خير .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@ام لبابة السلفية

 

أنرتِ الصفحة بمروركِ حبيبتي

تسعدنا متابعتك يا قمر

كوني بالقرب دائماً ()()

 

@@وأشرقت السماء

 

جزاكِ الله خيرا يا حبيبة على مروركِ

أسعدكِ الله في الدارين..

كوني بالفرب دائماً يا غالية()()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@سدرة المُنتهى 87

 

ربنا يسعدك يا غالية

أسعدني جداً مروركِ

كوني بالقرب دائماً حبيبتي ()()

 

@@روضة الجنه

 

ربنا يبارك فيكِ يا قمر ويسعد قلبك

نووورتي الموضوع يا سكرة

كوني بالقرب دئماً حبيبتي ()()

 

@@سُندس واستبرق

 

وإياكِ يا غالية

بجد تسعدنا جداً متابعتكِ ربنا يسعد قلبك دايماً يآآآرب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الله، الإله

 

أصول الأسماء الحسنى تجمع في دلالاتها معاني سائر أسماء الله ثلاثة أسماء وهي: »الله، والرب، والرحمن«، فهذه الأسماء تنتظم في دلالاتها جميع أسماء الله، فاسم (الله) متضمنٌ لصفات الألوهية، واسم الرب متضمنٌ لصفات الربوبية، واسم الرحمن متضمنٌ لصفات الإحسان والجود والبر، وقد اجتمعت هذه الأسماء الثلاثة في سورة الفاتحة أم القرءان.

 

...

 

قال ابن القيِّم رحمه الله: »اعلم أن هذه السورة اشتملت على أمهات المطالب العالية أتم اشتمال، وتضمنتها أكمل تضمن، فاشتملت على التعريف بالمعبود تبارك وتعالى بثلاثة أسماء، مرجع الأسماء الحسنى والصفات العليا إليها، ومدارها عليها، وهي: »الله والرب والرحمن«، وبنيت السورة على الإلهية والربوبية والرحمة، فـ {إيَّاكَ نَعْبُدُ} مبني على الإلهية، و {إيَّاكَ نستَعِينُ} على الربوبية، وطلب الهداية إلى الصراط المستقيم بصفة الرحمة، والحمد يتضمَّن الأمور الثلاثة، فهو المحمود في إلهيته وربوبيته ورحمته«(1) اهـ كلامه رحمه الله.

وأول ما نبدأ به من أسماء الله الحسنى اسمه تبارك وتعالى »الله«، وهو اسم ذكر جماعة من أهل العلم أنه اسم الله الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، ولهذا الاسم خصائص وميزات اختصَّ بها.

...

 

فمن خصائص هذا الاسم أنه الأصل لجميع أسماء الله الحسنى، وسائر الأسماء مضافة إليه ويوصف بها، قال الله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} [الأعـراف: 180]، وقال تعالى: {الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى} [طه: 8]، ويقال: الرحمن الرحيم الخالق الرزاق العزيز الحكيم من أسماء الله، ولا يقال: الله من أسماء الرحمن الرحيم، أو من أسماء العزيز ونحو ذلك.

...

 

,, ومن خصائصه أنه لا يسقط عنه الألفُ واللام في حال لنداء، فيقال: يا الله، فصار الألف واللام فيه كالجزء الأساسي في الاسم، وأما سائر الأسماء الحسنى إذا دخل عليها النداء أسقط عنها الألف واللام، فلا يقال: يا الرحمن يا الرحيم يا الخالق.

 

,, ومن خصائصه أنه الاسم الذي اقترنت به عامة الأذكار المأثورة، فالتهليل والتكبير والتسبيح والتحميد والحوقلة والحسبلة والاسترجاع والبسملة وغيرها من الأذكار، فإذا كبَّر المسلم ذكر هذا الاسم، وإذا حمد ذكره، وهكذا في عامَّة الأذكار.

 

,, ومن خصائصه أنه أكثر أسماء الله الحسنى ورودًا في القرءان الكريم، فقد ورد هذا الاسم في القرءان أكثر من ألفين ومائتي مرَّة، وقد افتتح الله جلَّ وعَلَا به ثلاثًا وثلاثين ءاية.

 

,, وقد عدَّد العلامة ابن القيِّم عشر خصائص لفظيَّة لهذا الاسم، ثم قال: »وأمَّا خصائصه المعنويَّة فقد قال فيها أعلم الخلق به –صلى الله عليه وسلم-: »لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك«، وكيف تحصى خصائص اسم مسماه كل كمال على الإطلاق وكل مدح كل حمد وكل ثناء وكل مجد وكل جلال وكل كرم وكل عزٍّ وكل جمال وكل خير وإحسان وجُود برٍّ وفضل فله ومنه، فما ذكر هذا الاسم في قليل إلَّا كثَّره، ولا عند خوف أو إلَّا أزاله، ولا عند كرب إلَّا كَشَفَه، ولا عند همٍّ وغمٍّ إلَّا فرَّجه، ولا عند ضيقٍ إلَّا وسَّعه، ولا تعلُّق به ضعيف إلَّا أفاده القوَّة، ولا ذليل إلَّا أناله العزة، ولا فقيرٍ إلَّا أصاره غنيًّا، ولا مستوحش إلَّا ءانسه، ولا مغلوب إلَّا أيَّده ونصره، ولا مضطرٍّ إلَّا كشف ضرَّه، ولا شريد إلَّا ءاواه، فهو الاسم الذي تكشف به الكربات، وتُستنزلُ به البركات والدعوات، وتٌقال به العثرات، وتستدفع به السيئات، وتُستجلب به الحسنات...... «(2) إلى ءاخر كلامه رحمه الله، هذا وإن أجمع وأحسن ما قيل في معنى »الله« ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: »والله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين«، رواه ابن جرير في »تفسيره« (3).

...

 

فقد جمع رضي الله عنه في هذا التفسير بين أمرين:

 

الأول: الوصف المتعلق بالله من هذا الاسم الكريم، وهو الألوهية التي هي وصفه الدال عليها لفظ (الله)، كما دل على العلم –الذي هو وصفه- »لفظ العليم«، وغيرها من الأسماء الدالة على ما قام بالذات من مدلول صفاتها.

هذه الصفات هي التي يستحق أن يؤلَه ويُعبد لأجلها، فيؤله لأن له أوصاف العظمة والكبرياء، ويؤله لأنه المتفرِّد بالقيُّومية والربوبية والملك والسلطان، ويؤله لأنه المتفرد بالرحمة وإيصال النعم الظاهرة والباطنة إلى جميع خلقه، ويؤله لأنه المحط بكلِّ شيء علمًا وحكمًا وحكمةً وإحسانًا ورحمةً وقدرةً وعزَّةً وقهرًا، كما أنَّ ما سواه مفتقرٌ إليه على الدوام من جميع الوجوه، مفتقر إليه في إيجاده وتدبيره، مفتقر إليه في إمداده ورزقه، وهي افتقاره إلى عبادته وحده والتألُّهِ له وحده، فالألوهيَّة تتضمَّن جميع الاسماء الحسنى والصفات العليا.

,.

 

الثاني: الوصف المتعلق بالعبد من هذا الاسم، وهو العبودية، فالعباد يعبُدونه ويألهونه، قال الله تعالى: {وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله} [الزخرف: 84]، أي يألهه أهل السماء وأهل الأرض طوعًا وكرهًا، الكل خاضعون لعظمته، منقادون لإرادته ومشيئته، يبذلون له مقدورهم من التأله القلبي والروحي والقولي والفعلي بحسب مقاماتهم ومراتبهم، وقد جمع الله هذه المعنيين في عدة مواضع من القرءان، مثل قوله تعالى: {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصـَّلاة لذكري} [طه: 14]، وقوله تعالى: {فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميًا} [مريم: 65].

 

______________________________

(1) »مدارج السالكين« (1/ 7).

(2) نقله في »تيسير العزيز الحميد« (ص/ 30).

(3) (1/ 121 –ط. التركي).

 

 

***

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رائع اللهم بارك ()

نُتابع معكن ب‘ذن الله .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أم العبادلة: الروابط التي وضعيتها للحبيبة سدرة المنتهى : )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رائع اللهم بارك ()

نُتابع معكن ب‘ذن الله .

 

مرورك الأجمل سندوس الحبيبة

تسعدنا متابعتك كثييرًا يا غالية فكوني بالقرب ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الرَّب

 

معنى الربِّ أي: ذو الرُّبوبية على خلقه أجمعين خلقًا ومُلكًا وتصرُّفًا وتدبيرًا، وهو من الأسماء الدَّالة على جملةِ معانٍ لا على معنى واحد.

قال ابن جرير الطبريّ رحمه الله: »الرب في كلام العرب متصرف على معان، فالسيد المطاع يدعي ربًّا، والرجل المصلح الشيء يدعي ربًّا، والمالك للشيء يدعي ربه، وقد يتصرف أيضًا في وجوه غير ذلك، غير أنها تعود على بعض هذه الوجوه الثلاثة، فربنا جل ثناؤه السيد الذي لا شبه له ولا مثل في سؤدده، والمصلح أمر خلق بما أسبغ عليهم من نعمه، والمالك الذي له الخلق والأمر« (1).

 

...

 

 

بل إنّ هذا الاسم إذا أفرد تناول في دلالاته سائرَ أسماء الله الحسنى وصفاته العليا، وذلك أنّ من يُمعن النّظر في هذا الاسلام ويتأمّل في دلالته يشهد »قيّومًا قام بنفسه، وقام به كلّ شيء، فهو قائم على كلِّ نفس بخيرها وشرِّها، قد استوى على عرشه وتفرّد بتدبير ملكه، فالتدبير كلّه بيديه، ومصير الأمور كلّها إليه، فمراسيم التدبيرات نازلة من عنده على أيدي ملائكته بالعطاء والمنع، والخفض والرّفع، والإحياء والإماتة، والتوبة والعزل، والقبض والبسط، وكشف الكروب، وإغاثة الملهوفين، وإجابة المضطرين {يسئلُهُ من في السماوات والأرض كل يومٍ هو في شأن} [الرحمن: 29]. ويوقت المواقيت، ثم يسوق المقادير إلى مواقيتها قائمًا بتدبير ذلك كله وحفظه ومصالحه« (2).

 

 

...

 

 

وربوبية الله للعالمين تشمل العالم كله، فهو الذي ربى جميع المخلوقات بنعمه وأوجدها بمشيئته وقدرته، وأمدها بما تحتاج إليه، أعطى كل شيء خلقه اللائق به، ثم هدى كل مخلوق لما خلق له، وأغدق على عباده النعم، ونماهم وغدَّاهم وربَّاهم أكمل تربية.

وتربيته سبحانه وربوبيته تعالى نوعان:

 

 

,, ربوبية عامة تشمل كل مخلوق برًّا أو فاجرًا، مؤمنًا أو كافرًا، سعيدًا أو شقيًّا، مهتديًا أو ضالًّا، وهي تربيته لهم أجمعين بالخلق والرزق، والتدبير والإنعام، والخفض والرّفع، والإحياء والإماتة، والتولية والعزل، والقبض والبسط، وكشف الكروب، وإغاثة الملهوفين، وإجابة المضطرين {يسئلُهُ من في السماوات والأرض كل يومٍ هو في شأن} [الرحمن: 29].

 

,, وتربية خاصة لأوليائه حيث رباهم فوفّقهم للإيمان به والقيام بعبوديته، وغدَّاهم بمعرفته والإنابة إليه، وأخرجهم من الظلمات إلى النُّور، ويسرهم لليسرى وجنبهم العسرى، ويسَّرهم لكلِّ خير، وحفظهم من كلِّ شرٍّ.

 

ولهذا كانت أدعية أولي الألباب والأصفياء الواردة في القرءان باسم الربِّ استحضارًا لهذا المطلب، وطلبًا منهم لهذه التربية الخاصة، فنجد مطالبهم كلها من هذا النوع، واستحضار هذا المعنى عند السؤال نافع جدًا للعبد.

 

ثم إنَّ إيمان العبد بالله ربًّا يستلزم إخلاص العبادة له وكمال الذل بين يديه، قال تعالى:{وأنا ربُّكم فاعبدون} [الأنبياء: 92]، فالسعيد منهم من أطاعه وعبده، والشقيُّ منهم من عصاه واتبع هواه، ومن ءامن بربوبيَّة الله ورضي بالله ربًّا بما يأمره به وينهاه عنه ويقسمُه له ويقدره عليه ويعطيه إيًّاه ويمنعه منه، ومتى لم يرضَ بذلك لم يكن محقِّقًا الرِّضى بالله ربًّا من كل الوجوه، وفي الحديث: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولًا" [رواه مسلم] (3).

,.

 

هذا وإن شهود العبد انفراد الرّب تبارك وتعالى بالخلق والحكم وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه لا تتحرّك ذرّة إلَّا بإذنه، وأنّ الخلق مقهورون تحت قبضته، وأنه ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابعه إن شاء أن يقيمه أقامه، وإن شاء أن يزيغه أزاغه فيه تحقيق لمقام {إيَّاكَ نعبُدُ وإيَّاكَ نستعِينُ} علمًا وحالًا، فإنه إذا تيقن ذلك لم يُتخذ سواه سبحانه إلهًا ومعبودًا، فأوّل ما يتعلق القلب يتعلق بتوحيد الربوبية ثم يرتقي إلى توحيد الإلهية كما يدعو الله سبحانه عباده في كتابه بهذا النوع من التوحيد إلى النوع الآخر ويحتجُّ عليهم به ويقرّرهم به ثم يخبر أنهم ينقضونه بشركهم به في الإلهية، قال الله تعالى: {ولئِن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون} [الزخرف: 87] :أي فأين يصرفون عن شهادة أن لا إله إلا الله وعن عبادته وحده وهم يشهدون أنه لا رب غيره ولا خالق سواه، وفي هذا احتجاج عليهم بأن من فعل لهم هذا وحده فهو الإله لهم وحده، فإن كان معه رب فعل هذا فينبغي أن تعبدون وإن لم يكن معه رب فعل هذا فكيف تجعلون معه إلهًا ءاخر (4)

 

وهذا من أبين ما يكون دلالةً على فساد الشرك وما عليه أهله من السفه والضلال، تعالى الله عما يشركون.

______________________________

 

(1) »تفسيره« (1/ 142- 143) باختصار.

(2) »كتاب الصَّلاة« (ص/ 173).

(3) في »في صحيحه« (رقم: 34) من حديث العباس رضي الله عنه.

(4) انظر »مدارج السالكين« لابن القيم (1/ 410- 412).

 

 

***

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اللهم بارك

 

رائع يا بنات رااااااااااااااائع

 

 

جزاكِ الله خيرا صموتة

 

 

جزاكِ الله خيرا مريومة

 

 

استفدت كتير والله

 

 

اتابع ان شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@هبةنور

 

ربنا يسعدك قلبك يا خالتو

 

أسعدتينا جدا والله بمتابعتكِ

 

يآآرب ينفعك بكل ما تقرأين ويوفقك لكل خيير

 

كوني بالقرب دائماً يا غالية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الرّحمن، الرّحيم

 

 

وهما اسمان جليلان كثر ورودهما في القرءان الكريم، قال تعالى: {ثمَّ استوى على العرش الرحمن} [الفرقان: 59]، وقال: {إني أخاف أن يمسك عذابٌ من الرَّحمن} [مريم: 45].

وغالب مجيء اسمه (الرحيم) إما مقيدًا كقوله: {وكان بالمؤمنين رحيمًا} [الأحـزاب: 43]، أو مقرونًا باسم (الرحمن) كما في سورة الفاتحة والبسملة، أو باسم ءاخر نحو: {العزيز الرحيم} و {الغفور الرحيم} و {البر الرحيم}.

...

,, ولهذين الاسمين شأنٌ كبير ومكانة عظيمة؛ فهما الاسمان اللّذان افتتح الله بهما أمَّ القرءان، وجعلهما عنوان ما أنزله من الهدى والبيان، وكان جبريل ينزلُ بها على النبيِّ –صلى الله عليه وسلم- عند افتتاح كلِّ سورةٍ من القرءان.

اقتران هذين الاسمين فيه دلالةٌ على ثبوت هذا الوصف وحصول أثره وتعل!ُقه بمتعلَّقاته؛ فالرحمن أي: الذي الرحمة وصفُه، والرحيم أي: الراحم لعباده، ولهذا يقول تعالى: {وكان بالمؤمنين رحيمًا}، {إنه بهم رءوفٌ رحيمٌ} [التوبة: 117]، ولم يجيء (رحمن بعباده) ولا (رحمن بالمؤمنين).

جميع ما في العالم العلوي والسفلي من حصول المنافع والمحابِّ والمسارِّ والخيرات من ءاثار رحمته، كما أنَّ ما صرف عنهم من المكاره والنِّقم والمخاوف والأخطار والمضارّ من ءاثار رحمته؛ فإنه لا يأتي بالحسنات إلَّا هو، ولا يدفع السيئات إلَّا هو، وهو أرحم الراحمين.

,, رحمته تعالى سبقت غضبه، وامتلأت منها القلوب حتى حنت المخلوقات بعضها على بعض بهذه الرحمة التي نشرها وأودعها في قلوبهم، وكذلك ظهرت رحمته في أمره وشرعه ظهورًا تشهده البصائر والأبصار، فشرعه نورٌ ورحمة وهداية، وقد شرعه محتويًا على الرحمة، وموصلًا إلى أجلّ رحمة وكرامة وسعادة وفلاح. شرَع فيه من التسهيلات والتيسيرات ونفي الحرج والمشقَّات ما يدلُّ أكبر دلالة على سعة رحمته وجوده (1).

...

ويوم القيامة يختص سبحانه بالرحمة والفضل والإحسان المؤمنين به وبرسله، ويكرمهم بالصفح والعفو والغفران ما لا تعبر عنه الألسنة ولا تتصوره الأفكار، ففي الحديث (إنَّ لله مائةَ رحمة أنزل منها رحمةً واحدة بين الجنّ والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها. وأخَّر الله تسعًا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة) متفق عليه (2).

والعبد كلما عظمت طاعته وزاد قربه وتقربه لربه عظم نصيبه من استحقاق هذه الرحمة، قال تعالى: {إنَّ رَحْمَتَ اللهِ قريبٌ مِنَ المُحسِنِينَ} [الأعراف: 56]، والآيات في هذا المعنى كثيرة.

وفي (الصحيحن) (3) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: (قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسببي، فإذا امرأةٌ من السَّبْيِ تبتغي(4) إذا وَجَدتْ صبيًا في السبي أخدتهُ فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم: (أترون هذه المرأة طارحةً ولدها في النار؟ قلنا: لا والله وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: للهُ أرحم بعباده من هذه بولدها)، فهي رحمةٌ لا يساويها شيء من رحمة الناس، بل لو جمعت رحماتِ الرّاحمين كلِّهم فليست بشيءٍ عند رحمة أرحم الراحمين.

...

وينبغي أن يعلم هنا أن الرحمة المضافة إلى الله نوعان: رحمة عامة، وهي التي قرنها بالعلم في قوله: {ربنا وسِعْتَ كلَّ شيءٍ رحمةً وعلمًا} [غافر: 7]، فكل شيء وصله علمُه وهو واصل لكل شيء فإن رحمته وصلت إليه؛ لأن الله قرن هذه الرحمة به، وهي الرحمة التي تشمل جميع المخلوقات حتى الكفَّار، وهي رحمة جسدية بدنية، دنيوية بالطعام والشراب واللباس والمسكن ونحو ذلك، ورحمة خاصة، وهي التي خص بها عباده المؤمنين، وهي رحمةٌ إيمانيةٌ دينيَّة دنيوية أخرويَّة بالتوفيق للطاعة، والتيسير للخير، والتثبيت على الإيمان والهداية على الصراط، والإكرام بدخول الجنة والنجاة من النار.

,

والله المسؤول أن يدخلنا برحمته في عباده الصالحين، وأن يمنَّ علينا برحمته التي كتبها لأوليائه المؤمنين، إنه سبحانه جواد كريم، وهو أرحم الرّاحمين.

 

______________________________

 

(1) انظر (فتح الرحيم الملك العلام) لابن السعدي (ص/ 29-30).

(2) (صحيح البخاري) (رقم: 6104)، و (صحيح مسلم) (رقم: 2752) –واللفظ له- عن أبي هريرة رضي الله عنه.

(3) (صحيح البخاري) (رقم: 5999)، و (صحيح مسلم) (رقم: 2754) –واللفظ له-.

(4) قال النووي: (هكذا هو في جميع نسخ (صحيح مسلم): (تبتغي) (من الابتغاء وهو الطلب). (شرح صحيح مسلم) (17/ 70).

 

 

 

 

 

***

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بورك فيكن يا غاليات

في المتابعة

 

أم العبادلة: الروابط التي وضعيتها للحبيبة سدرة المنتهى : )

ان كنت تقصدي روابط المنتديات فهي ليست كلها ممنوعة

بعض المنتديات الشرعية مسموح بنشر روابطها حتى لو مختلطة لانها معروف عنها انها علمية بحتة

مثل ملتقى أهل الحديث ومجلس الألوكة - ابتسامة -

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الحيُّ، القيُّوم

 

وهما اسمان وردا في القرءان مقترنين في ثلاثة مواضع، أولها في ءاية الكرسي {الله لا إله إلا هو الحيُّ القيوم} [البقرة: 255]، والثاني في أول سورة آل عمران: {الله لا إله إلا هو الحيُّ القيوم} [آل عمران: 2]، والثالث في سورة طه: {وعَنَتِ الوجوهُ للحيِّ القيومِ} [طه: 111].

...

 

واسمه تبارك وتعالى: (الحيّ) فيه إثبات الحياة صفةً لله، وهي حياةٌ كاملة ليست مسبوقةً بعدم، ولا يلحقها زوالٌ وفناء، ولا يعتريها نقصٌ وعيب جلَّ ربُّنا وتقدّس عن ذلك، حياة تستلزم كمال صفاته سبحانه من علمه، وسمعه وقدرته، وفعله ما يشاء، إلى غير ذلك من صفات كماله، ومَن هذا شأنُه هو الذي يستحق أن يُعبد ويركع له ويسجد، كما قال الله تعالى: {وتوكل على الحيِّ الذي لا يموت} [الفرقان: 58]، أمَّا الحيّ الذي يموت، أو الميِّت الذي هو ليس بحي، أو الجماد الذي ليس به حياة أصلًا، فكلّ هؤلاء لا يستحقُّون من العبادة شيئًا، إذا المستحقّ لها هو الله الحيُّ الذي لا يموت.

...

 

وقد كان من دعائه –صلى الله عليه وسلم-: (اللهم لك أسلمتُ، وبك ءامنتُ، وعليك توكلتُ، وإليك أنبتُ، وبك خاصمتُ، اللهم إني أعوذ بعزَّتك، لا إله إلَّا أنت أنْ تُضلَّني، أنت الحيُّ الذي لا يموت، والجنُّ والإنس يموتون) متفقٌ عليه(1) .

واسمه تبارك وتعالى (القَيُّوم) فيه إثبات القَيُّوميَّة صفةً لله، وهي كونه سبحانه قائمًا بنفسه مقيمًا لخلقه، فهو اسم دالٌ على أمرين:

...

,, الأول: كمالُ الرِّب سبحانه، فهو القائم بنفسه، الغنيُّ عن خلقه، كما قال سبحانه: {ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد} [فاطر: 15].

وغناه سبحانه عن خلقه غنىً ذاتيٌّ لا يحتاج إليهم في شيء، غنيٌّ عنهم من كلِّ وجه.

 

,, الثّاني: كمال قدرته وتدبيره لهذه المخلوقات، وجميع المخلوقات فقيرة إليه، لا غنى لها عنه طرفة عين، قال الله تعالى: {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت وجعلوا لله شركاء قل سموهم} [الرعد: 33]، والآيات في المعاني كثيرة.

 

ومما تقدَّم يُعلم أنَّ هذين الاسمين (الحيّ القيُّوم) هما الجامعان لمعاني الأسماء الحسنى، وعليهما مدار الأسماء الحسنى، وإليهما ترجع معانيها جميعها؛ إذ جميع صفات البارئ سبحانه راجعة إلى هذين الاسمين.

...

 

فالحيُّ: الجامع لصفات الذّات، والقيوم: الجامع لصفات الأفعال، فالصّفات الذّاتية كالسمع والبصر واليد والعلم ونحوها راجعة إلى اسمه (الحي)، وصفات الله الفعلية كالخلق والرزق والإنعام والإحياء والإماتة ونحوها راجعة إلى اسمه القيُّوم؛ لأن من دلالته أنه المقيم لخلقه خَلقًا ورزقًا وإحياءً وإماتةً وتدبيرًا، فرجعت الأسماء الحسنى كلها إلى هذين الاسمين، وقد تحدث ابن القيِّم رحمه الله عن عظيم أثر الدعاء بهذين الاسمين، ولاسيما في دفع ما ينتاب الإنسان من كرب أو همٍّ أو شدَّة.

قال رحمه الله: (وفي تأثير قوله: (يا حيُّ يا قيوم برحمتك أستغيث) في دفع هذا الدّاء مناسبة بديعة، فإنّ صفة الحياة متضمنة لجميع صفات الكمال مستلزمة لها، وصفة القيومية متضمنة لجميع صفات الأفعال.

وفي (السنن) و(صحيح ابن حبان) أيضًا من حديث أنس: أنّ رجلًا دعا فقال: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيُّوم. فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى) (2) ) (3).

,.

 

وكلُّ ذلك يدلُّ على عظم شأن هذين الاسمين وجلالة قدرهما وما يقتضيانه من الذل والخضوع {وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلمًا} [طه: 111].

______________________________

(1) (صحيح البخاري) (رقم: 6948).

(2) تقدم تخريجه.

(3) (زاد المعاد) (4/ 204- 206).

 

 

***

تم تعديل بواسطة صـمـتُ الأمــل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الخالق، الخلَّاق

وقد ورد اسم الله (الخالق) في القرءان الكريم في عدة مواضع.

منها: قوله تعالى: {هو الله الخالق البارئ المصور} [الحشر: 24]، وقوله: {الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل} [الزمر: 62].

والخلقُ يُطلق ويُرادُ به أمران:

أحدهما: إيجاد الشيء وإبداعه على غير مثال سابق، ومنه قوله تعالى: {أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعامًا فهم لها مالكون} [يس: 71].

والثاني: بمعنى التقدير، ومنه قولهم: خَلَقَ الأديمَ، أي: قدره، وقول الشّاعر:

ولأنت تفري ما خلقت وبعـ ـض القوم يخلق ثم لا يفري

أي: أنت إذا قدَّرت أمرًا أمضيته، وغيرك يقدر ثم لا يُمضي الشيءَ الذي قدَّره، وقوله: {وتخلقون إفكًا} [العنكبوت: 17] أي: تقدرونه وتهيئونه.

 

...

 

ومن هذا قوله تعالى: {فتبارك الله أحسن الخالقين} [المؤمنون: 14]، فالخلق نعوت الآدميين معناه التقدير، أما الخلق الذي هو إبداع الشيء وإجاده على غير مثال سابق فمتفرِّدٌ به ربُّ العالمين، كما قال تعالى: {هل من خالقٍ غير الله} [فاطر: 3]، وفي الآية تحدٍّ لجميع الخلق، بل أثبت سبحانه عجز الناس أجمعين، ولو اجتمعوا عن ءاخرهم عن خلق ذباب واحد وهو من أضعف الحيوان وأحقره، قال تعالى: {يا أيها الناس ضرب مثلٌ فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابًا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئًا لا يستنقذوه منه ضَعُفَ الطالب والمطلوب} [الحج: 73].

,, ثمَّ إن خلق الله لهذه المخلوقات لم يكن لهوًا أو عبثًا أو لعبًا، تنزَّه الرب وتقدَّس عن ذلك، قال تعالى: {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين} [الأنبياء: 16] بل خلق سبحانه الخلق ليعرفوه ويعبدوه. والدليل قوله تعالى: {الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا} [الطلاق: 12].

,, وقد ضل أكثر الخلق في هذا الباب، فعرفوا أن الذي خلقهم هو الله وحده لا شريك له، وأنه وحده سبحانه تفرد بخلقهم وخلق السماء والأرض والجبال والأشجار وغيرها من المخلوقات، ومع هذا الإقرار صرفوا العبادة لغيره، وهذا معنى قوله تعالى: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} [يوسف: 106].

وقال تعالى: {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون، سيقولون لله قل أفلا تذكرون، قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم، سيقولون لله أفلا تتقون، قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون، سيقولون لله قل فأنى تسحرون} [المؤمنون: 84- 89].

,, وهنا يعجب العاقل أشدّ العجب من عقول المشركين كيف عدلوا مَن لا يملك لنفسه ولا لغيره مثقال ذرّة في السموات ولا في الأرض بالذي خلق السموات والأرض، وجعل الظلمات والنور {أيُشركونَ ما لا يخلق شيئًا وهم يُخلَقون، ولا يستطيعون لهم نصرًا ولا أنفسهم يُنصرون} [الأعراف: 191- 192]، وكيف سوَّوا التراب بربِّ الأرباب، وكيف سوّوا العبيد بمالك الرقاب، وكيف سوَّوا عبادًا أمثالهم بالرب العظيم والخالق الجليل سبحانه {إن الذين تدعون من دون الله عبادٌ أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين} [الأعراف: 94]، تعالى الرب عما يصفه هؤلاء وسبحانه عمّا يشركون.

***

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الرحمن فيكن يا غاليات

 

وأحب أضيف فائدة أخبرنا بها احد الشيوخ

وهو الفرق بي كلمة "خلق" وكلمة "إنشاء"

فالخلق يكون من عدم، أي يخلق من لا شيء وهي صفة خاصة بالله عز وجل فقط، مثل خلق السماء والأرض

أما الإنشاء فيكون من شيء موجود مسبقا وهذه التي يستطيعها الانسان، مثل إنشاء البيت من خامات كالرمل والطوب والأسمنت، وكذلك استنساخ الحيوانات من حيوانات أخرى

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ان كنت تقصدي روابط المنتديات فهي ليست كلها ممنوعة

بعض المنتديات الشرعية مسموح بنشر روابطها حتى لو مختلطة لانها معروف عنها انها علمية بحتة

مثل ملتقى أهل الحديث ومجلس الألوكة - ابتسامة -

 

أول مرة أعرف : )

ولا يهمك حبيبتي ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الخالق، البارئ، المصوِّر

 

 

وقد جمع الله هذه الأسماء الثلاثة في قوله سبحانه: {هو الله الخالق البارئ المصوِّر له الأسماء الحسنى} [الحشر: 24]، أي: هو المنفرد بخلق جميع المخلوقات، وبرأ بحكمته جميع البريّات، وصوّر بإحكامه وحسن خلقه جميع الكائنات، فَخَلَقها وأبدعها وفطرها في الوقت المناسب لها، وقدر خلقها أحسن تقدير، وصنعها أتقن صنع، وهداها لمصالحها، وأعطى كل شيء خلقه اللائق به، ثم هدى كل مخلوق لما هيئ وخلق له.

 

..

 

,, قال ابن كثير رحمه الله: (الخلق والتقدير والبرء هو الفري وهو التنفيذ وإبراز ما قدره وقرره إلى الوجود وليس كل من قدر شيئًا ورتبه يقدر على تنفيذه وإيجاده سوى الله عزَّ وجلَّ ... وقوله تعالى: {الخالق البارئ المصوِّر} أي: الذي إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون على الصفة التي يريد والصورة التي يختار.

 

...

 

فتقسير الخلق هنا بالتقدير ينتظم به ذكر هذه الأسماء الثلاثة بهذا الترتيب الوارد في الآية؛ فالخلق أوَّلا وهو تقدير وجود المخلوق ثم بريه وهو إيجاده من العدم ثم جعله بالصورة التي شاءها سبحانه.

 

قال الله تعالى: {ولقد خلقناكم ثم صورناكم} [الأعراف: 11]، فالخلق أوَّلًا ثم التصوير، كما أن الخلق أوَّلًا ثم البري، قال تعالى: {ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير} [الحديد: 22]، والبريّة هم الخليقة، وقد خلقهم الله فجعل منهم الكافر ومنهم المؤمن، فمن كان منهم مؤمنًا مطيعًا فأولئك خير البرية، ومن كان منهم كافرًا مشركًا فأولئك شرُّ البريّة.

 

...

 

فكونه سبحانه البارئ وحده برهان جلي على وجوب توحيده وإفراده بالعبادة، وكذلك كونه سبحانه المصور وحده برهان على وجوب توحيده وإخلاص الدين له، قال الله تعالى: {الله الذي جعل لكم الأرض قرارًا والسماء بناءً وصوَّركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله ربُّ العالمين، هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين} [غافر: 64- 65].

 

ولهذا حرَّم سبحانه على عباده تصوير ذوات الأرواح لما فيه من مضاهاة لخلق الله، ولما فيه من فتح لأبواب الشرك والضلال. ففي (الصحيحين) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: (إنَّ أشدَّ الناس عذابًا عند الله يوم القيامة المصوِّرون) (1).

 

,.

 

وفيهما من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم) (2).

 

وفي هذا الحديث الأخير بيان لصفة تعذيب المصور يوم القيامة بأنه يكلف نفخ الروح في الصورة التي صورها وهو لا يقدر على ذلك فيستمر تعذيبه.

 

______________________________

 

(1) (صحيح البخاري) (رقم :5606)، و (صحيح مسلم) (رقم: 2109).

(2) (صحيح البخاري) (رقم: 5607)، و (صحيح مسلم) (رقم: 2108).

 

 

***

تم تعديل بواسطة صـمـتُ الأمــل
  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الملك، المليك

وهذان الاسمان دالَّان على أنَّ الله سبحانه ذو الملك، أي المالك لجميع الأشياء المتصرف فيها بلا ممانعة ولا مدافعة، والملك يرجع إلى أمور ثلاثة:

,, الأول: ثبوت صفات الملك له التي هي صفاته العظيمة من كمال القوّة، والعزّة، والقدرة، ونفوذ المشيئة، وكمال الرأفة والرحمة، قال تعالى: {ولله ملك السموات والأرض والله على كل شيء قدير} [آل عمران: 189].

,, الثاني: أنَّ جميع الخلق مماليكُه وعبيدُه، ومفتقرون إليه، ومضطّرّون إليه في جميع شؤونهم، ليس لأحد خروج عن ملكه، ولا مخلوق غني عن إيجاده وإمداده. قال تعالى: {وتبارك الذي له ملك السموات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون} [الزخرف: 85].

,, الثالث: أنَّ له التدبيرات النافذة، يقضي في ملكه بما يشاء، ويحكم فيه بما يريد، لا رادّ لقضائه، ولا معقب لحكمه، له الحكم فيه تقديرًا وشرعًا وجزاءً.

...

1- فله الأحكام القدرية حيث جرت الأقدار كلها والإيجاد والإعداد والإحياء والإماتة، وغير ذلك على مقتضى قضائه وقدره.

,..

2- وله الأحكام الشرعية حيث أرسل رسله، وأنزل كتبه، وشرع شرائعه، وخلق الخلق لهذا الحكم، وأمرهم أن يمشوا على حكمه في عقائدهم وأخلاقهم وأقوالهم وأفعالهم وظاهرهم وباطنهم، ونهاهم عن مجاوزة هذا الحكم الشرعي.

،..

3- وله الأحكام الجزائية وهي الجزاء على الأعمال خيرها وشرها في الدنيا والآخرة وإثابة الطائعين، وعقوبة العاصين، وكل هذه الأحكام تابعة لعدله وحكته وكلها من معاني ملكه.

قال ابن القيم رحمه الله: (إن حقيقة الملك إنما تتم بالعطاء والمنع والإكرام والإهانة، والإثابة والعقوبة، وإعزاز من يليق به العز، وإذلال من يَلِيقُ به الذل، قال تعالى: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير} [آل عمران: 26]، يسوق المقادير التي قدرها قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف عام إلى مواقيتها فلا يتقدم شيء منها ولا يتأخر، بل كل منها قد أحصاه كما أحصاه كتابه، ونفذ فيه حكمه، وسبق به علمه (1).

...

هذا وقد تكرّر في القرءان الكريم بيان أن تفرد الله بالملك لا شريك له دليل ظاهر على وجوب إفراده وحده بالعبادة، قال تعالى: {ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون} [الزمر: 6]، ومن لا يملك في هذا الكون ولا مثقال ذرّة لا يجوز أن يُصرف له شيء من العبادة، إذ العبادة حق للملك العظيم والخالق الجليل والرب المدبّر لهذا الكون لا شريك له عزَّ شأنه وعظم سلطانه وتعالى جدُّه ولا إله غيره.

______________________________

(1) (طريق الهجرتين) (ص 115- 116).

***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكن وأثابكن خيرًا ()

في المتابعة بإذن الله ~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الرحمن فيكن يا غاليات

 

وأحب أضيف فائدة أخبرنا بها احد الشيوخ

وهو الفرق بي كلمة "خلق" وكلمة "إنشاء"

فالخلق يكون من عدم، أي يخلق من لا شيء وهي صفة خاصة بالله عز وجل فقط، مثل خلق السماء والأرض

أما الإنشاء فيكون من شيء موجود مسبقا وهذه التي يستطيعها الانسان، مثل إنشاء البيت من خامات كالرمل والطوب والأسمنت، وكذلك استنساخ الحيوانات من حيوانات أخرى

 

وفيكِ بارك الرحمن يا حبيبة لا حرمنا الله منكِ

جزاكِ الله خيرًا على الإضافة القيمة، جعلها ربي في ميزان حسناتك ()

 

 

جزاكن الله خيرا وجعله بميزان حسناتكن ()

 

وأنتِ من أهل الجزاء يا غالية، اللهم ءاميين

تسعدينا بمتابعتك العطرة أسعد الله قلبكِ في الدنيا والآخرة ()

 

 

بارك الله فيكن وأثابكن خيرًا ()

في المتابعة بإذن الله ~

 

وفيكِ بارك الرحمن سندس الحبيبة ولا حرمنا منكِ

تسعدنا متابعتكِ كثيرًا، لا حرمنا الله منكِ ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×