اذهبي الى المحتوى
ام جومانا وجنى

ورشة عمل فريق "لتصلي إلي القمة أتركي البدع يا أمة"

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعتذر منكن كثيرا

فأنا النت كان بطئ جدا عندي فلم أستطع المشاركة

 

فكرت في أن نتحدث عن البدع في كل عصر وطريقة السلامة منها

فمثلا نتحدث عن البدع في عهد أبي بكر ثم في عهد سيدنا عمر وهكذا

أتمني أن تنال الفكرة أعجبكن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

شرح أصول اعتقاد أهل السنة - بداية ظهور البدع - للشيخ : ( حسن أبو الأشبال الزهيري )

البدعة في الدين أمر عظيم، يجر على الأمة من المفاسد والبلايا ما الله به عليم، وحيثما يكون اتباع الكتاب والسنة يحفظ للأمة دينها وشريعتها، وحيثما تظهر الأهواء والأغراض البشرية تنتشر البدعة ويتفشى الانحراف، ولم تزل الكلمة مجتمعة والقلوب مؤتلفة في الأمة حتى نبتت نابتة القدر والخوارج، وهكذا تتابعت فرق البدعة والضلالة في الظهور، وإفساد عقائد العباد، ومع ذلك فإن الله يقيض من عباده الصالحين في كل مكان وزمان من يدفع عن العقيدة، ويذود عن الملة.

ظهور البدع

إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.أما بعد:فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.توقفنا في الدرس الماضي عند بداية ظهور البدع، وإذا كان للبدع بداية ظهرت فيها فإن الأصل كان على السلامة والأمانة والصدق، وهذا يعني أن الحقبة الزمنية الأولى من عمر الرسالة لم يكن فيها هذه البدع، خاصة زمن حياة النبي عليه الصلاة والسلام، وإن كان بعض أصحابه قد مال إلى مخالفة النبي عليه الصلاة والسلام، لكن لا أقول: هم الأصحاب، وإنما هم أصحاب الأهواء والضلال والنفاق، ولذلك: (لما دخل رجل على النبي عليه الصلاة والسلام وهو يقسم الغنائم فقال: اعدل يا محمد! فإن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله. فقال عليه الصلاة والسلام: ويحك، من يعدل إذا لم أعدل؟ فلما ولى الرجل مدبراً قال النبي عليه الصلاة والسلام: سيخرج من ضئضئي هذا من تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم، وصيامكم إلى صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية). يعني: أن هذا الرجل كان هو رأس الخروج على النبي عليه الصلاة والسلام فلما قال هذه المقولة، وحكم عليه النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الحكم، كان هذا الرجل هو أصل الخروج على النبي عليه الصلاة والسلام، ولذلك الخوارج ينتسبون إليه، وكلهم يقولون بمقالته.وأناس آخرون هم من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام ومن المحبين المخلصين له، لكن دخل عليهم الشيطان من باب المتشابهات في القرآن الكريم، وقد سمعهم النبي عليه الصلاة والسلام يحتجون على بعضهم البعض بهذه الآيات المتشابهات، فخرج عليهم النبي عليه الصلاة والسلام وقال: (أبهذا أمرتم؟ ألهذا وكلتم؟ تضربون القرآن بعضه ببعض، وغضب غضباً شديداً، كأنما فقئ في وجهه حب الرمان). فانطلق الصحابة راشدين ولم يعودوا لمثلها قط، وكانت هذه الحادثة في الاحتجاج بالقدر، لكن ما إن تظهر نار الفتنة في زمانه عليه الصلاة والسلام إلا وسرعان ما تنطفئ وتخبو تماماً، وعليه فلم تكن للبدع ظهور في زمانه عليه الصلاة والسلام. وفي عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ظهرت بدعة من يفرق بين الصلاة والزكاة، وهذه أعظم بدعة، وأعظم فتنة تعرض لها الإسلام بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام، وقد تصدى لها رجل واحد من الأمة وخالفته الأمة بأسرها، وقد نور الله تعالى بصيرته ليدل الأمة على الحق والصواب، هذا الرجل هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، كيف لا وقد قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام: (لو وزن إيمان الأمة بإيمان أبي بكر لرجح إيمان أبي بكر). إنه العلم النوراني الذي قذفه الله عز وجل في قلب وفي صدر وعقل أبي بكر ، الذي ميز به أن هذا الذي فعله المرتدون أمر يخالف دين الله عز وجل. وهذه الشبهة دخلت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى راجع في ذلك أبا بكر ، فلما وجد من إصرار أبي بكر على مقاتلة هؤلاء وقتلهم. قال: فعلمت أنه الحق. أي: لإصرار أبي بكر على ذلك، وما كان ليصر إلا على أمر هو دين الله عز وجل، فتبعه على ذلك وتبعته الأمة، وحاربوا هؤلاء الذين فرقوا بين الصلاة وبين الزكاة. وفي عهد عمر بن الخطاب لم يكن هناك فتن قط؛ لأن عمر شديد الشكيمة، والكل يهابه، بينما أبو بكر كان يتصف بالحلم، لكنه كان عند المخالفة أقوى من عمر كما كان ذلك في حروب الردة، وعمر كان بطبيعته وسجيته شديداً، والعرب يعرفونه قبل الإسلام وبعده، فكانوا يهابونه جداً، وما يجرؤ واحد منهم أن يتكلم بما عنده من نفاق أو زندقة أو إلحاد إلا في جحره، وإلا بين امرأته وأولاده وخاصته، ومع هذا هو يخاف أن يتسرب الخبر إلى عمر .ولما تكلم صبيغ بن عسل بما عنده من متشابه القرآن علم بذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فدعا هذا الرجل إلى بيته، وكان قد أحضر له العصا والجريد والنعال ليضربه، فقال: يا صبيغ ! بلغنا أنك تتكلم في متشابه القرآن، وهذا أمر لم يكن عليه أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، أفهذا خير سبقت إليه -أي: سبقت النبي وأصحابه إليه- أم هو أمر جديد من عندك؟ فإن كان جديداً ليس عليه سلف الأمة فلابد وأن تنتهي، وإن كان هذا أمراً قد فتح به عليك، وأغلق دون غيرك، فهذا شر الابتداع في دين الله، فتناول الجريد وظل يضربه على رأسه حتى سال الدم على وجهه، فقال صبيغ : يا أمير المؤمنين! قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي. أي: إن الذي كنت أفكر فيه قد انتهى كله، ولم يعد منه شيء. ولذا جاء في الأثر -وإن كان لا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن). كلام جميل، وإن كان الإسناد فيه انقطاع بين يحيى بن سعيد الأنصاري وعثمان بن عفان كما روى ذلك عمر بن شيبة في كتاب (أخبار المدينة). وفي الحقيقة أن هذه الأمة تحتاج إلى رجل في قوة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حتى ترجع إلى أمرها الأول راشدة هادية مهدية.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ظهور بدعة القدر

قال المصنف رحمه الله تعالى: [فلم تزل الكلمة مجتمعة والجماعة متوافرة على عهد الصحابة الأول ومن بعدهم من السلف الصالحين، حتى نبغت نابغة بصوت غير معروف، وكلام غير مألوف في أول إمارة المروانية -أي: في عهد عبد الملك بن مروان- تنازع في القدر وتتكلم فيه، حتى سئل -أي: عنهم- عنهم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما]. وذلك لما أتاه يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن من البصرة، فأتوه وهو يطوف حول الكعبة، فقالوا: لعلنا نوفق إلى أحد من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام فنسأله عما ظهر عندنا بالبصرة. والذي ظهر عندهم هو: أن معبداً الجهني تلميذ سوسن النصراني الذي أسلم ثم ارتد، ثم أسلم ثم ارتد. هذا سوسن الذي هو رأس الفتنة في البصرة، ولك أن تتصور تلميذ هذا الرجل: معبد الجهني فهل ينتظر منه خير؟ الجواب: لا. فـمعبد ظهر ببدعة لم يكن لأصحاب النبي عليه الصلاة والسلام ولا للتابعين بها عهد منذ حياة النبي عليه الصلاة والسلام وإلى يومنا هذا. هذه البدعة: أنه ينكر أصل القدر ويقول: لا قدر وأن الأمر أنف. أي: مستأنف. بمعنى: أن الله تعالى لا يعلم حقيقة الأشياء إلا بعد وقوعها، فهو بذلك قد سوى الخالق بالمخلوق، فأنت كمخلوق لا تدري ما الذي سيكون بعد لحظة، فسوى بك الخالق سبحانه وتعالى، وقال: وكذلك الخالق لا يعلم وقوع الأشياء إلا بعد وقوعها، وقال بأن الله تعالى ليس هو الخالق لأفعالنا وإنما أفعالنا بإرادتنا ونحن الذين نخلقها ولا دخل لله عز وجل فيها. ولا شك أن هذا كفر بواح؛ لأنه نفى العلم السابق لله تعالى، مع أن الله تعالى علم كل شيء، علم ما كان وما سيكون وما هو كائن إلى يوم القيامة، ولم يخف عليه شيء في الأرض ولا في السماء. فهذا الرجل إنما أتى ليضرب المسلمين في صميم عقيدتهم بنفي علم الله عز وجل الثابت له في الكتاب والسنة.ولذلك لما دخل يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن قالا: لعلنا نوفق إلى واحد من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام فنسأله عما ظهر عندنا بالبصرة. قال -أي: يحيى بن يعمر -: فوفق لنا عبد الله بن عمر، فاكتنفته أنا وصاحبي، أحدنا عن يمينه والآخر عن يساره. قال: فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي -أي: سيدعني أتكلم معه- فقلت: أبا عبد الرحمن! إنه قد ظهر قبلنا أناس بالبصرة يتقفرون العلم -وفي رواية: يتفقرون، أي: يتتبعون دقائق وعويص المسائل- ويقرءون القرآن، يقولون: لا قدر وأن الأمر أنف. فقال عبد الله بن عمر رضي الله عنه: فإذا لقيتهم فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم مني براء. أي: لا هم مني ولا أنا منهم.والإمام النووي وغيره ينقلون هذا اللفظ من قول عبد الله بن عمر. يعني تكفيرهم وإخراجهم من ملة الإسلام؛ لأنهم أنكروا معلوماً من دين الله بالضرورة، فأنكروا صفات الله عز وجل وأسمائه، ولذا فالذي ينفي عن الله صفات أثبتها لنفسه أو أثبتها له رسوله، أو ينفي عن الله اسماً أثبته لنفسه، أو أثبته له الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لابد وأنه يستحق هذا الحكم، خاصة وإن كان من أهل العلم؛ لأنه قال: (يقرءون القرآن، ويتقفرون العلم). يعني: أنه ليس بجاهل، فهو لم يقل هذا عن جهل، وإنما قاله عن خبث طوية وسوء نية مع توفر العلم لديه. فمن ذا الذي يقيم الحجة على معبد الجهني ؟ لا أحد؛ لأنه من أكابر أهل العلم، لكنه تلقى علمه من مشكاة غير مشكاة النبي عليه الصلاة والسلام، تلقى العلم من مشكاة سوسن، مشكاة أهل الكتاب، فكان جديراً وخليقاً بأن يستحق الطرد من رحمة الله، ولذا طرده عبد الله بن عمر فقال: فإذا لقيتهم فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم مني براء. وهذا يعني الكفر والخروج من ملة الإسلام.عند هذه الحادثة لا أقول: كانت بداية ظهور البدع على جهة العموم، وإنما أقول: هي أول نقطة في ظهور بدعة القدر.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ظهور الخوارج

قبل بدعة القدر هناك بدع أخرى في زمن علي بن أبي طالب ، وعلى جهة الخصوص سنة (37هـ)، وذلك لما وقع الخلاف بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، فانبرى لـعلي أناس، وانبرى لـمعاوية أناس آخرون، فتمزق شمل المسلمين إلى فريقين: فريق مع علي بن أبي طالب ، وفريق مع معاوية بن أبي سفيان ، ومعاوية كان مجتهداً متأولاً له الأجر من الله عز وجل، وعلي كان مجتهداً وافق اجتهاده منهاج النبوة، فهو مأجور أجرين من الله عز وجل، لكن كان لابد من وقوع هذه الفتنة؛ لأن لها جذوراً وأصولاً. ولذا لما قبل علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالتحكيم تحت ضغط شيعته -أي: تحت ضغط أتباعه- وهو يعلم أن هذا التحكيم ما هو إلا لعبة فقط، قالوا له: يا علي ! ما بالك لا تقبل التحكيم إلى كتاب الله؟ وقالوا: إما أن تقبل وإما أن ننصرف عنك، فقبل التحكيم تحت ضغط شيعته، ورفعوا المصاحف على أسنة الرماح، وعلي بن أبي طالب يعلم أن هذا حق أريد به باطل، لكن أشياعه لم يقبلوا ذلك منه حتى رضخ إلى رأيهم، فلما كانت النكبة والنكاية بعد ذلك أنكروا على علي بن أبي طالب قبوله للتحكيم، رغم أنهم هم الذين ضغطوا عليه، فقالوا: كيف تقبل حكم الرجال؟ وخرجوا عليه، وقالوا: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ [الأنعام:57]، وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة:44]، فأنت لم تحكم بما أنزل الله، ولم تحتكم إلى ما أنزل الله، وإنما احتكمت إلى الرجال، فخرجوا على علي بن أبي طالب وانشقوا عنه بعد أن كانوا معه، فسموا حينئذ بالخوارج.ولذا فبدعة الشيعة وبدعة الخوارج كانت في الترتيب الزمني أسبق من بدعة القدر، والشاهد من هذا: أنه كلما كانت شوكة الإسلام قوية، وكان ذو منعة، كلما انطمست وخمدت الفتن، خاصة إذا كان السلطان صاحب دين، وصاحب شوكة وقوة ومنعة يستطيع بها أن يضرب المبتدع على أم رأسه، عند ذلك يكون الإسلام حينئذ في عافية وستر، وأمان وسلامة.أما إذا كان السلطان في واد والإسلام في واد آخر، ولا علاقة بينهما، وإنما هو يدور مع نفسه حيث دار -أي: حيث دار هو- خلافاً لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (إن القرآن والسلطان سيفترقان، فدوروا مع القرآن حيث دار).فإذا كان السلطان يدور مع نفسه، والقرآن في واد آخر، فلابد وأن يأتي الضعف؛ لأن الناس لا يصلحهم إلا أمير يتأمر عليهم، ووال يترأس عليهم ويوجههم ويرشدهم حتى وإن كان فاجراً، ولم يكن هناك أفجر من الحجاج بن يوسف الثقفي ، حتى قال عنه عمر بن عبد العزيز والحسن البصري وغيرهم: لو أتت كل أمة بخبيثها وأتينا بـالحجاج لغلبناهم. وهذا يدل على أنه كان أخبث الخلق ممن انتسب إلى أهل القبلة، ومع هذا فإن الأمر الآن لا يصلح إلا بمثل الحجاج يا ليت! يوماً من أيام الحجاج رغم تجاوزاته، إلا أنه كان من أهل القرآن، ومن أهل البلاغة والفصاحة والبيان، وكان محباً للقرآن والسنة، لكنه كان في العقاب يتجاوز إلى أقصى حد، وقد أنكرت عليه أمه ذات يوم صنيعه، فأخذها إلى السوق وحمل معه سيفه ودخل، فكان يدخل على البقال، وعلى صاحب القماش، وعلى الجزار، وعلى فلان وعلان، فيقلب البضاعة إذا رآها معيبة من الداخل جميلة من الظاهر، وينظر إلى أمه فيقول: أهذا دين محمد؟! فتقول: لا، فيخرج سيفه ويضرب رقبته، فيقول لها: هذا الذي دعاني إلى تأديب الناس، وإن كان ذلك بالقتل.ولا شك بأن الذي يغش المسلمين لا يستحق القتل، بل يستحق التأديب والتعزير والتوبيخ، لكنه تجاوز في العقاب ولم يكن فقيهاً، وإنما كان محباً للفقه وأهل العلم خاصة حملة القرآن الكريم، ومع هذا لم ينج منه لا حملة القرآن ولا حملة السنة، وهذا ليس دفاعاً عن الحجاج ، فإنني أبغضه ولا أحبه، وأبعده ولا أقربه، لكن كما ورد في ترجمته حتى من الشانئين المبغضين له أنه ما كان يفعل ذلك إلا حرصاً على دين الله عز وجل.ولذا فهذه الأمة لا يصلحها إلا مثل عمر ليردها مرة أخرى، وليثبت لها العز في هذا الزمان بعد أن باتت في الذل وفي وحل الهوان تحت أقدام اليهود والنصارى.

ما تعرضت له القدرية من العلماء والحكام

قال: [وأن ابن عمر ممن تكلم بهذا أو اعتقده بريء منهم وهم براء منه. وكذلك عرض -أي: أمر القدرية- على ابن عباس وأبي سعيد الخدري وغيرهما فقالا مثل مقالته -أي: عبد الله بن عمر- وسنذكر هذه الأقاويل بأسانيدها وألفاظها في المواضع التي تقتضيه إن شاء الله].قال: [ ثم انطمرت هذه المقالة، وانجحر من أظهرها في جحره -يعني: انطمست هذه المقالة، ولم يكن لها أتباع ولا دعاة- وصار من اعتقدها جليس منزله، وخبأ نفسه في السرداب كالميت في قبره خوفاً من القتل والصلب والنكال والسلب من طلب الأئمة لهم لإقامة حدود الله عز وجل فيهم، وقد أقاموا في كثير منهم، ونذكر في مواضعه أساميهم، وحث العلماء على طلبهم، وأمروا المسلمين بمجانبتهم، ونهوهم عن مكالمتهم، والاستماع إليهم، والاختلاط بهم لسلامة أديانهم]. ولذلك أهل العلم في كل زمان هم أحرص الناس وأشفق الناس على الأمة، فهم من باب النصيحة يوجهون الكلام إلى عامة المسلمين ويقولون لهم: لا تجالسوا أهل البدع، ولا تحدثوهم، ولا تأخذوا عنهم، فإن ذلك هو الذي يسبب السلامة لدينكم. أما إذا جلستم معهم، وخالطتموهم وتحدثتم إليهم، وأخذتم عنهم، وتحملتم العلم عنهم، فإنه لا يؤمن عليكم أن تقعوا في فتنتهم، ولكثر أتباع أهل البدع. يعني: عندما يظهر شخص مثل معبد الجهني في البصرة، ويكون له أتباع عظام جداً، لم لم يتبعه أهل العلم في ذلك الزمان؟ بل أنكروا عليه بدعته، وحذروا العامة منه. لكن لما تنكب العامة نصيحة أهل العلم لهم بألا يقتربوا من هؤلاء وقعوا في شراكهم وحبالهم؛ لأنه ليس عندهم من العلم والعقيدة السليمة ما يؤهلهم لبيان هذه المفتريات والرد عليها، ولكنهم لما اقتربوا منهم وقعوا في بدعتهم؛ لأن كلام أهل البدع في الغالب حلو جميل خاصة إذا لم يفضح أمرهم على الملأ.وفي هذا الزمان كثير جداً من أهل البدع، فعندما نأتي وننهى الناس عن الاقتراب منهم والجلوس إليهم والأخذ عنهم يقول لك: لا. فهذا كلامه منطقي ومعقول جداً، ولو لم يعجبك ممكن أنسق لك معه لقاء تناقشه. أنت يا صعلوك! الذي ستنسق لقاء؟! ما علاقتك بهذا اللقاء؟ ثم بعد ذلك هو الذي يدير اللقاء! واحد جاهل لا يستطيع أن يقرأ فاتحة الكتاب في صلاته هو الذي يدبر ويسير الأمور بين أهل العلم. يعني: هو المتحكم في أهل العلم، وعندما تأتي تكلمه تقول: أنا خائف عليك. يقول لك: لا. لا تخف عليَّ، أنا منتبه. منتبه من ماذا؟! أنت جاهل، أنت لا تعرف شيئاً. يقول لك: النقاب حرام، فتقول له: من الذي قال ذلك؟ يقول لك: إسماعيل منصور . مع أن هذا قول مخترع جديد لم يقل به أحد من أهل العلم قاطبة، لا قديماً ولا حديثاً، حتى المخالفين للنقاب يقولون: النقاب فضيلة، النقاب مستحب. والذين لا يقولون بوجوبه يقولون باستحبابه وبفضله. أما القول بحرمته فلم يقل به أحد، حتى الأبالسة لم يقولوا بهذا، لكن قد يقول لك: هذا عنده حجة قوية! أأنت أيها الجاهل! الذي ستحكم عن الحجة بأنها قوية أو ليست بقوية؟! فيقول لك: لو لم يعجبك ممكن أنسق لك لقاء تتناقش معه، وبعد ذلك هو الذي يرتب ويدير المجلس!ومن هنا يدخل الشيطان على عامة الناس، والمطلوب هنا ألا نقترب من أهل البدع قط. وهذا منهج السلف إن قبلته كنت على الهدي والصراط المستقيم، وإن رددته كنت على طريق أهل البدع.لكن.. لماذا العلماء يناقشون أهل الابتداع؟ لأنهم لا خوف عليهم، وهذا دورهم الذي كلفهم الله تعالى به، ولذلك نحن نرى أن أهل العلم في كل زمان ومكان يحذرون من الاقتراب من أهل البدع وهم يقتربون؛ لأن دورهم مزدوج، يأمرك أنت ألا تذهب إليه ويذهب هو إليهم ليدحض حجتهم، ويبين فسادها ويكشف عوارها لعامة الناس حتى يحذروهم.والخلاصة: أن أهل العلم إنما حثوا على عدم الاختلاط بالمبتدعة، وأمروا المسلمين بمجانبتهم، ونهوهم عن مكالمتهم والاستماع إليهم حتى يستقيم لهم أمر دينهم.قال: [وشهروهم عندهم بما انتحلوا من آرائهم الحديثة]. لأن المبتدع إذا لم يجد له أعواناً فكيف سينشر بدعته؟ وكيف سيشتهر؟ ثم ائتوني ببدعة فيها علماء مشهود لهم بالاستقامة والصلاح. لا يمكن أن تجد هذا أبداً. والمبتدعة إنما هم رعاع الناس وسفلة القوم. فمثلاً بدعة التصوف هل فيهم أهل علم مشهود لهم بالصلاح والاستقامة على الكتاب والسنة؟ أبداً. بل إن أهل العلم هم الطبقة الكبيرة، وعندما تأتي وتنظر في رعاع الجماعة وعامة الجماعة تجد أن سفلة القوم لا عقول لهم من الأصل. قال رحمه الله: [وشهروهم عندهم بما انتحلوا من آرائهم الحديثة، ومذاهبهم الخبيثة، خوفاً من مكرهم أن يضلوا مسلماً عن دينه بشبهة وامتحان، أو بريق قول من لسان، وكانت حياتهم كوفاتهم]. أي: هم أحياء، لكن كأنهم ميتين؛ لأنهم لا قيمة لهم، ولا خير فيهم، ولا نفع من ورائهم.قال: [وأحياؤهم عند الناس كالأموات، المسلمون منهم في راحة، وأديانهم في سلامة، وقلوبهم ساكنة، وجوارحهم هادية، وهذا حين كان الإسلام في نضارة، وأمور المسلمين في زيادة].كان هذا في العصر الأول، وذلك عندما كان كل صاحب بدعة يظهر فيضرب على رأسه. إما أن يرجع إلى الأصل، وإما أن يفضح أمره، فيكون بعد ذلك حبيس بيته. أما الآن فلا يظهر ولا يسطع نجمه إلا صاحب البدعة، وأما أهل التوحيد وأصحاب الاستقامة في دينهم وأخلاقهم ومسلكهم فهم الذين يضربون بالنعال ويداسون بالأقدام هنا وهناك.

ظهور الاتجاه العقلي

قال: [ فمضت على هذه القرون سنون كثيرة ينصح فيها الأولون الآخرين، حتى ضرب الدهر ضرباته، وأبدى من نفسه حدثانه، وظهر قوم أجلاف زعموا أنهم لمن قبلهم أخلاف -هؤلاء أصحاب الاتجاه العقلي الذين يقولون: نحن خلف للسلف- وادعوا أنهم أكثر منهم في المحصول]. أي: أن التلاميذ الذين هم باختصار شديد: المعتزلة، لما أتوا بعد ظهور هذه البدع قالوا: صحيح أننا نتبنى الآراء التي قال بها أسلافنا، إلا أننا قد حصلنا من العلم ما لم يحصلوه، وإن كانوا هم قد خافوا أن يجادلوا الحكام، وأن يجادلوا أهل العلم، فنحن الآن على أتم الاستعداد لمجادلتهم؛ لأن عندنا من العقل والعلم والتحصيل والذكاء والفطنة ما ليس عندهم، وأيضاً عندنا الجرأة على النقاش. هذه الجرأة سببها ضعف الحكام، ولو كان مع الحاكم مجموعة من أهل العلم كمجلس الحل والعقد مثلاً، أو مجلس الشورى الذين يبتون في أقوال كل مبتدع، ثم يأمرون الحاكم بأن هذا مخالف، أو هذا موافق، أو هذا متأول ولكل جزاؤه، لاندحر كل مبتدع ودخل في جحره.قال: [ وادعوا أنهم أكبر منهم في المحصول، وفي حقائق المعقول، وأهدى إلى التحقيق -أي: أنهم أكثر وصولاً وتحصيلاً لدقائق المسائل من أسلافهم- وأحسن نظراً منهم في التدقيق، وأن المتقدمين تفادوا من النظر لعجزهم]. أي: أن المتقدمين لم يكن لهم بصيرة نافذة؛ لأنهم كانوا أعجز من أن يفكروا في كل أمر، وينظروا في كل مسألة.قال: [ورغبوا عن مكالمتهم لقلة فهمهم]. أي: أنهم يسبون أسلافهم، وهذا للعلم أنه معلم من معالم أهل البدع، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : أهل السنة أرحم بأهل البدع من بعضهم لبعض، وأعدل لأهل البدع من بعضهم لبعض؛ لأن أهل البدع يقومون بعضهم بعضاً بالتكفير والتفسيق والتبديع والسباب والشتائم. وهو الآن يقول: [وأن المتقدمين تفادوا من النظر لعجزهم]. أي: لم يكونوا يستطيعون النظر في دقائق المسائل مثلهم. كما رغبوا عن مكالمتهم، أي: أن أسلافهم لم يستطيعوا مواجهة أهل السنة لقلة فهمهم، فيقال لمن يتبعهم: أنت متأكد أن سلفك في هذه القضية لم يكن عنده فهم ولا عقل ولا بصيرة ولا شيء؟ سيرد عليك قائلاً: نعم. إذاً: هو لا يصلح، وأنت قد حصلت ما لم يحصل.قال: [ وأن نصرة مذهبهم في الجدال معهم حتى أبدلوا من الطيب خبيثاً، ومن القديم حديثاً، وعدلوا عما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعثه الله عليه، وأوجب عليه دعوة الخلق إليه، وامتن على عباده إتمام نعمته عليهم بالهداية إلى سبيله، فقال تعالى: وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ [البقرة:231]، فوعظ الله عز وجل عباده بكتابه، وحثهم على اتباع سنة رسوله] الكريم صلى الله عليه وسلم. عجز المبتدعة أن يتخذوا من هذه الآية وأمثالها منهجاً ونبراساً يقتدون به.قال: [وقال في آية أخرى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ [النحل:125]، لا بالجدال والخصومة، فرغبوا عنهما -أي: فرغب أهل البدع عن هذين- وعولوا على غيرهما، وسلكوا بأنفسهم مسلك المضلين، وخاضوا مع الخائضين، ودخلوا في ميدان المتحيرين، وابتدعوا من الأدلة ما هو خلاف الكتاب والسنة]. أي: جعلوا لهم أصولاً تخالف الكتاب والسنة، فبعد أن كان الأمر أننا نعرض كل شيء على الكتاب والسنة، صار الآن عند أهل البدع أن الكتاب والسنة مطلوب أن يعرضا على أصولهم التي اخترعوها وابتدعوها.قال: [رغبة للغلبة، وقهر المخالفين للمقالة. ثم اتخذوها -أي: هذه الأصول التي ابتدعوها- ديناً واعتقاداً بعدما كانت دلايل الخصومات والمعارضات]. أي: أنه منهج اتخذوه من أجل أن يغلبوا به الخصم، وهذا المنهج سرعان ما صار أصلاً ودليلاً، ثم اعتقاداً، ثم ديناً.قال: [ وضللوا من لا يعتقد ذلك من المسلمين ] أي: أنهم حكموا على غيرهم ممن يخالفهم في هذه الأصول من أهل السنة بأنهم من أهل الضلال. قال: [ وتسموا بالسنة والجماعة ]. أي: أن أصولهم لا علاقة لها بالكتاب والسنة، ومع ذلك يضللون المخالف لهم ويسمون أنفسهم بأهل السنة والجماعة.قال: [ وضللوا من لا يعتقد ذلك من المسلمين، وتسموا بالسنة والجماعة، ومن خالفهم وسموه بالجهل والغباوة -أي: وصفوه بأنه من أجهل الناس وأغبى الناس- فأجابهم إلى ذلك من لم يكن له قدم في معرفة السنة -أي: من الجهلة- ولم يسع في طلبها -أي: لم يسع في طلب السنة- لما يلحقه فيها من المشقة، وطلب لنفسه الدعة والراحة ] ولذلك معظم أتباع أهل البدع جهال؛ لأنهم لم يطلبوا العلم، ولم يعهد عليهم قط طلب للعلم.قال: [ واقتصر على اسمه دون رسمه لاستعجال الرياسة ] أي: أنه يتزيا بزي أهل العلم، لكنه في حقيقة الأمر لم يطلب العلم استعجالاً للرياسة.قال: [ ومحبة اشتهار الذكر عند العامة، والتقلب بإمامة أهل السنة، وجعل دأبه الاستخفاف بنقلة الأخبار ]. كما حدث لـأبي علي الأبار عندما ذهب إلى الأهواز، قال: فدخلت مسجداً، فإذا رجل قد تزيا بزي أهل العلم، فأطلق لحيته وحف شاربه، واشترى كتباً، وعين نفسه مفتياً، وعندما جلس للتدريس سئل عن أصحاب الحديث، فقال: ليسوا بشيء، ولا يسوون شيئاً. فهذه شيمة من شيم أهل البدع، أنهم يقعون في أهل العلم، ولذا قال أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: إذا رأيت الرجل يقع في أهل الحديث فاعلم أنه زنديق. فقال له أبو علي الأبار : يا هذا! إنما مثلك مثل رجل أتى ليسأل عن صلاته وصيامه، فقيل له: الظهر أربعاً والعصر أربعاً والمغرب ثلاثاً والفجر اثنتان، فالزم ذا خير لك. قال: أنا كبير من كبراء أهل العلم. قال: ماذا تحفظ عن رسول الله إذا وقفت في محرابك وكبرت؟ فسكت الرجل. قال: ماذا تحفظ عن رسول الله إذا ركعت؟ فسكت الرجل. قال: ماذا تحفظ عن رسول الله إذا سجدت؟ فسكت الرجل. قال: ماذا تحفظ عن رسول الله إذا جلست بين السجدتين؟ فسكت الرجل.ثم قال أبو علي الأبار : ألم أقل لك: إنما مثلك مثل رجل دخل المسجد فسأل عن صلاته وصيامه، فقيل له كذا وكذا، فالزم ذا خير لك، ولا تتعرض لأصحاب الحديث.إذاً: أول علامة وأول شيمة من شيم أهل البدع: أنهم لابد أن يرتفعوا على أكتاف أهل العلم، فيسأل عن الشيخ الفلاني فيقول: هذا جاهل، وهذا مجرم لا يعرف شيئاً، وهذا صاحب لسان فقط، والمهم أن يذم كل أهل العلم من أهل السنة والجماعة حتى لا يبقى إلا هو، وقد جلست مع رجل من هؤلاء فقلت له: ما تقول في فلان؟ فقال: هذا جاهل. وفلان؟ هذا غبي. وفلان؟ هذا كيت، ولم يسلم منه أحد، فقلت: وماذا تقول في نفسك؟ فسكت. فقلت له: قل لا حرج. قال: والله رجل من أهل العلم أراد وجه الله بما يقول.فقلت له: أنت الآن أثبت لنفسك الإخلاص والعلم، والذي تعلمناه أن المخلص يتهم نفسه ولا يقول أبداً: أنا مخلص. فقال: كلام من هذا؟ قلت: كلام المذهب الحنبلي والنووي. قال: هؤلاء لا يعرفون شيئاً! ثم تركته حتى لا نصل إلى الخلفاء الراشدين والنبي عليه الصلاة والسلام! كما كان معنا كثير من الطلاب المفتونون به، فلما وقع في ابن رجب والنووي انصرفوا عنه عن بكرة أبيهم، وقالوا: الآن أدركنا أنه مبتدع، وأنه ليس من أهل العلم. قال رحمه الله تعالى: [ وجعل دأبه الاستخفاف بنقلة الأخبار، وتزهيد الناس أن يتدينوا بالآثار لجهله بطرقها، وصعوبة المرام بمعرفة معانيها ]. لأنه لا يعرف شيئاً؛ ولأنه ليس من أهل العلم، لذا كلما تأتي وتقول له: إن الله قال كذا، ورسوله قال كذا. يقول: أمرة أخرى تقول: قال الله وقال رسوله؟! يا أخي! أنا قلت لك أن تعمل كذا وكذا، ولا علاقة لك بالآثار. لأنه لو كان متبعاً للآثار لم يكن من أهل البدع، وإلا لماذا نسمي أهل البدع وأهل الآثار؟ لأنها ضدان لا يجتمعان، ولذلك بين صاحب البدعة والأثر ثأر لا ينتهي أبداً، لأنه لا يستطيع تحصيله، ولأن هذا الأثر له طرق وأسانيد، فهو لا يعلم ما معنى طرق؟ ولا يعلم ما معنى أسانيد؟ثم بعد ذلك افرض أن هذا الطريق وقع عليه، وعرف الدليل، أو أصبح هذا الدليل بين يديه، فإنه لا يفهمه ولا يفهم معناه؛ بسبب النور الذي سلب منه، والله تبارك وتعالى قد عاقبه بأن سلب منه حسن الفهم، وحسن الاقتداء، فهو يزهد الناس أن يتدينوا بالآثار؛ لجهله هو بطرق هذه الآثار والحصول عليها، وصعوبة معرفة معاني هذه الآثار عليه.قال: [ وقصور فهمه عن مواقع الشريعة منها، ورسوم التدين بها، حتى عفت رسوم الشرائع الشريفة ومعاني الإسلام القديمة، وفتحت دواوين الأمثال والشبه ]. فتجد أهل البدع عندهم الحكاية، أو القصة ظريفة، فيذكرها أحدهم والناس جالسون حوله ويقولون: الله الله يا سيدنا الشيخ.والأصل أن يذكر آية من كتاب الله، أو حديثاً من أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، ويشرحه ويبين ما فيه من أحكام ومعان وفوائد واستنباطات، يستفيد المسلم من بركة ذلك. كما أن الأصل في المسجد أنني أسمع كلام الله وكلام الرسول، وأنزل ذلك على الواقع الذي يعيشه المسلمون، حتى يتغير هذا الواقع وينضبط، لا أن ينضبط على أمثال شعبية أو عربية أو على الشبه والانحرافات والضلال. قال: [ وفتحت دواوين الأمثال والشبه، وطويت دلائل الكتاب والسنة، وانقرض من كان يتدين بحججها ] هذا الكلام نحن نخالفه فيه؛ لأن القائم لله بحجة لا يخلو منه زمان ومكان قط؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك).إذاً: فأهل الحق القائمون لله بتبليغ حججه من كتابه وسنة رسوله لم يخل منهم زمان ولا مكان، لكن بإمكانك أن تقول: تقل هذه الطائفة في زمان أو تكثر في زمان، لكنها موجودة، وهذه بشارة النبي عليه الصلاة والسلام.قال: [ وصار كل من أراد صاحب مقالة وجد على ذلك الأصحاب والأتباع -أي: من أهل البدع- وتوهم أنه ذاق حلاوة السنة والجماعة بنفاق بدعته، وكلا أن يكون كما ظنه أو خطر بباله إذ أهل السنة لا يرغبون عن طرائقهم من الاتباع ولو نشروا بالمناشير، ولا يستوحشون لمخالفة أحد بزخرف قول من غرور، أو بضرب أمثال زور ].

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@ريحانة السماء

@@قلب تائب إلى الله

متى سنبدأ بإذن الرحمن الوقت سيداهمنا

حبيباتي

 

إننا نعلنها صريحة مدوية: من يريد النصر والتمكين فلا بد من توحيد الله وتطبيق السنة وموالاة أهلها وإكرام علماء السنة والتحذير من البدعة وأهلها.

إننا نعلنها صريحة مدوية: من أراد النصر والتمكين فيجب عليه احترام الصحابة رضي الله عنهم وعدم الطعن فيهم ولا وصفهم بالوقوع في البدعة فيعرف حقهم، إننا نعلنها صريحة مدوية:من أراد النصر والتمكين فليعقد قلبه على حب علماء السنة كالمشايخ ربيع والفوزان وعبيد ونحوهم وليحفظ لسانه عن الوقيعةفيهم.

إننا نعلنها صريحة مدوية: من أراد النصر والتمكين فلينشغل بما يرضي الله من العلم والعمل والدعوة والتعليم والصبر وليحذر من فتنة الناس عن دينهم.

إننا نعلنها صريحة مدوية: من أراد النصر والتمكين فليحذر أشد الحذر من امتحان الناس بتبديع الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري فهذا من الضلال المبين.

إننا نعلنها صريحة مدوية: من أراد من السلفيين أن يحبوه ويوالوه ولايحذروا منه فليكن سلفيا صريحاولا يمتحن الناس ببدع وضلالات وطعون في أهل السنة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@فدوى المسلمي

أين أنت ياحبيبة

 

@هَتُــونْ

اللهم آمين

شكرا لمرورك الطيب يا غالية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بورك فيكن يا حبيبات

(:

 

@@خيوط ذهبية

 

ممكن تنقليهم من اليوتيوب إلى مواقع امينة مثلا نقاء تيوب أو

http://safeshare.tv/

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@همسة أمل ~

وفيك بارك الرحمن يا هموسة الحبيبة

شكرا جزاك الله كل خير حبيبتي

مرور طيب وعطر غاليتي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

كيف حالكن حبيباتي إشتقت إليكن عتدر على التأخير

كنت مريضة

@

Pink.gifفدوى المسلمي

أين أنت ياحبيبة

 

يا حبيبتي تركنا ترتيب الموضوع لك

وماذا عن التصاميم

 

خيوط ذهبية

 

 

ريحانة السماء

 

الوقت سيداهمنا فعلا حبيبتي خيوط

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-640335-0-51076400-1393430539.jpeg

 

 

الفرق بين البدعة والسنة

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

 

السنة التي تقابل البدعة هي: منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الاعتقاد والعمل.

وعرفها المحدثون بقولهم: ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة (خِلْقية أو خُلقية)، ومن أراد معرفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم ومنهجه وسنته فليرجع إلى كتب السيرة، والكتب التي عنيت بشمائله صلى الله عليه وسلم ككتاب: الشمائل المحمدية للترمذي، ودلائل النبوة للبيهقي.

ومن الكتب المهمة أيضا في بيان هدي النبي صلى الله عليه وسلم: زاد المعاد في هدي خير العباد محمد صلى الله عليه وسلم للإمام ابن القيم، إضافة إلى كتب الحديث المعتمدة، كصحيح البخاري، ومسلم، والسنن الأربعة مع شروحها.

أما البدعة فهي ـ كما عرفها الشاطبي -: طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشرعيّة، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه.

وقوله (تضاهي الشرعية) أي: تشبه الطريقة الشرعية، لكنها في الحقيقة مضادة لها، وقد مثل الشاطبي للبدعة بقوله: ومنها: التزام الكيفيّات والهيئات المعينة، كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد، واتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيداً، وما أشبه ذلك.

ومنها التزام العبادات المعينة في أوقات معينة، لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة، كالتزام صيام يوم النصف من شعبان وقيام ليلته. انتهى كلام الشاطبي رحمه الله من كتاب الاعتصام. ومن الضوابط التي وضعها العلماء للبدعة قولهم: كل عمل لم يعمله النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود المقتضي له، وعدم المانع من فعله، ففعله بعد ذلك بدعة. وهذا يخرج صلاة التراويح وجمع القرآن من البدعة، لأن صلاة التراويح لم يستمر النبي صلى الله عليه وسلم على فعلها (جماعة) لوجود المانع، وهو الخوف من أن تفرض.

وأما جمع القرآن فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله، لعدم وجود المقتضي لذلك، فلما كثر الناس، واتسعت الفتوحات، وخاف الصحابة من دخول العجمة، جمعوا القرآن.

وليعلم المسلم أن البدعة خطرها عظيم على صاحبها، وعلى الناس، وعلى الدين، وهي مردودة على صاحبها يوم القيامة، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" رواه البخاري ومسلم.

وعند مسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" وقوله (في أمرنا) أي: في ديننا. وقوله: (رد) أي: مردود على صاحبه كائناً من كان.

وأيضا: البدعة ضلالة لقوله صلى الله عليه وسلم: "وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" رواه النسائي.

نعوذ بالله من البدع ومن النار.

 

هل يصح تقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة مع وجود النص "..وكل بدعة ضلالة..."؟

 

البدعة لها إطلاق لغوي وإطلاق شرعي أما من حيث الإطلاق اللغوي فيجوز أن تقسم هذا التقسيم، لأن البدعة من

بدع فلان الشيء يبدعه بدعاً، وابتدعه إذا أنشأه وفعله ابتداءً، وقد يكون ذلك الابتداع إبداعاً مستحسناً فتكون البدعة حسنة وقد يكون مستهجناً فتكونالبدعة سيئة. وأما الإطلاق الشرعي للبدعة فلا يصح فيه هذا التقسيم لأن البدعة بهذا المعنى هي الأمر المحدث في الدين، ولا شك أن ذلك سيئ مذموم على كل حال لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وفي رواية "من عمل عملاً " كما في الصحيحين عن عائشة، وقوله صلى الله عليه وسلم في خطبه "وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة" كما في صحيح مسلم وغيره.

 

 

أما السنة فلها أيضا إطلاقان : إطلاق شرعي ، وإطلاق لغوي.

أما بالمعنى الشرعي، فليس فيها سيء أبداً، وذلك لأنها أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته.

وأما بالمعنى اللغوي، فإن منها ما هو حسن: ومنها ما هو قبيح، لأن معناها السيرة: حسنة كانت أو قبيحة، وهذا المعنى هو المذكور في الحديث: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء" رواه مسلم.

 

الظاهر والباطن مباين لإعتقادأهل البدعة

 

فأهل السنة يعتقدون أن الأحكام الشرعية التي دلّ عليها القرآن الكريم منها ما هو ظاهر، بمعنى أنه لا يحتاج إلى نظر واستدلال، كبيان عدد المحرمات من النساء، واستحقاق المواريث، والحدود المترتبة على الجنايات، كالقتل والسرقة وغيرها.

ومنها ما هو خفي يحتاج في الوصول إليه إلى نظر واستدلال، وهذا النوع هو الذي وضع الأصوليون له مباحث دلالات الألفاظ، وهي عند الجمهور دلالة المنطوق ودلالة المفهوم، ودلالة المنطوق منها ما هو صريح، ومنها ما هو غير صريح، ودلالة المفهوم نوعان: مفهوم الموافقة، ومفهوم المخالفة، ولكل قسم من هذه الأقسام ما يقابله عند الأحناف مع اختلاف التسمية، وراجع في هذا شرح الكوكب المنير 473/3.

أما أهل البدع، فإنهم يجعلون للقرآن ظاهراً وباطناً، فالظاهر عندهم هو تفسير القرآن بالقواعد الشرعية واللغوية، وهو الذي يناسب عوام المسلمين في زعمهم، والباطن هو التفسير المجرد عن القواعد الشرعية واللغوية، وهو عبارة عن تأويلات باطنية ينتحلونها لآيات القرآن الكريم لا تتصل بمدلولات الألفاظ ولا بمفهومها ولا بالسياق القرآني، ويسندون ذلك إلى آل البيت، وإلىقجعفر الصادعلى وجه الخصوص، وأهل البيت من ذلك براء - رضي الله عنهم أجمعين - وأول من وضع هذا النوع من التفسير هو جابر الجعفي (ت سنة 128هـ) قال عنه ابن حجر في (تقريب التهذيب): جابر بن يزيد بن الحارث الجعفي أبو عبد الله الكوفي ، ضعيف رافضي، من الخامسة... ا.هـ

فكان هذا التفسير بمثابة النواة التي ارتكز عليها أهل التفسير الباطني فيما بعد، ومن أهم هذه التفاسير: تفسير القمي، وتفسير العياشي، وتفسير البرهان، وتفسير الصافي، وإمام أهل هذا التفسير هو جابر الجعفي ، ولذلك فإننا نجد هذا النوع من التفسير يخدم مذهبهم، ويناصر معقتدهم في الأئمة والولاية، وغير ذلك من الاعتقادات الفاسدة، ومثال ذلك:

- ما ذكره جابر الجعفي في قوله تعالى: (وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) [البقرة:41] قال: يعني علياً.

- وقال العياشي في قوله تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة:238] . الصلوات: رسول الله، وأمير المؤمنين، والحسن والحسين. والصلاة الوسطى: أمير المؤمنين (وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ): طائعين للأئمة. ا.هـ

 

ضابط صحة القول بأنالبدعة حسنة :

 

فاعلم جعلني الله وإياك من الذاكرين الله كثيراً، أن ذكر الله مأمور به على سبيل الإطلاق، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً [الأحزاب:41-42].

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به؛ إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه. أخرجه مسلم وغيره.

وأخرج الإمام أحمد والترمذي عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والوَرِق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا: بلى، قال: ذكر الله تعالى. واللفظ للترمذي.

وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه: أن رجلاً قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله. أخرجهالترمذي وابن ماجه.

أما الذي ذكرته من الذكر بواسطة أحد الإخوان على الإخوة الحاضرين، فإن كان على سبيل التعليم لمن لا يحسن ألفاظ الذكر فلا بأس بذلك، وإن كان منهجا محدداً يتخذه هؤلاء ويرونه طريقة للعبادة، فذلك بدعة لا يجوز اتباعه،

تم تعديل بواسطة قلب تائب إلى الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

البدعة في الشرع كل من تعبد لله سبحانه وتعالى بغير ما شرع عقيدة أو قولاً أو فعلاً ، فمن تعبد لله بغير ما شرعه الله من عقيدة أو قول أو فعل فهو مبتدع .

فإذا أحدث الإنسان عقيدة في أسماء الله وصفاته مثلاً فهو مبتدع ، أو قال قولاً لم يشرعه الله ورسوله فهو مبتدع ، أو فعل لم يشرعه الله ورسوله فهو مبتدع .

وليعلم أن الإنسان المبتدع يقع في محاذير كثيرة :

أولاً : أن ما ابتدعه فهو ضلال بنص القرآن والسنة ، وذلك أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهو الحق ، وقد قال الله تعالى : ( فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ) (يونس:32) ، هذا دليل القرآن . ودليل السنة قوله صلى الله عليه وسلم : ( كل بدعة ضلالة )(239) ، ومعلوم أن المؤمن لا يختار أن يتبع طريق الضالين الذين يتبرأ منهم المصلي في كل صلاة ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) (الفاتحة:6،7) .

ثانياً : أن في البدعة خروجاً عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قال الله تعالى : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) (آل عمران:31) ، فمن ابتدع بدعة يتعبد لله بها فقد خرج عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرعها ، فيكون خارجاً عن شرعة الله فيما ابتدعه .

ثالثاً : أن البدعة التي ابتدعها تنافي تحقيق شهادة أن محمد رسول الله ؛ لأن من حقق شهادة أن محمداً رسول الله فإنه لا يخرج عن التعبد بما جاء به ، بل يلتزم شريعته ولا يتجاوزها ولا يقصر عنها ، فمن قصر في الشريعة أو زاد فيها قصر في ابتاعه ، إما بنقص أو زيادة ، وحينئذ لا يحقق شهادة أن محمداً رسول الله .

رابعاً : أن مضمون البدعة الطعن في الإسلام ، فإن الذي يبتدع تتضمن بدعته أن الإسلام لم يكمل , أنه كمل الإسلام بهذه البدعة ، وقد قال الله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ) (المائدة:3) ، فيقال لهذا المبتدع : أنت الآن أتيت بشريعة غير التي كمل عليها الإسلام ، وهذا يتضمن الطعن في الإسلام وإن لم يكن الطعن فيه باللسان ، لكن الطعن فيه هنا بالفعل ، أين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم أين الصحابة عن هذه العبادة التي ابتدعها ؟ أهم جهل منها ؟ أم في تقصير عنها ؟ إذاً فهذا يكون طعناً في الشريعة الإسلامية .

خامساً : أنه يتضمن الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك لأن هذه البدعة التي زعمت أنها عبادة أما أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعلم بها ، وحينئذ يكون جاهلاً ، وإما أن يكون قد علم بها ولكنه كتمها ، وحينئذ يكون كاتماً للرسالة أو بعضها ، وهذا خطير جداً .

سادساً : أن البدعة تتضمن تفريق الأمة الإسلامية ؛ لأن الأمة الإسلامية إذا فتح الباب لها في البدع صار هذا يبتدع شيئاً ، وهذا يبتدع شيئاً ، وهذا يبتدع شيئاً ، كما هو الواقع الآن ، فتكون الأمة الإسلامية كل حزب منها بما لديه فرح كما قال تعالى : ( كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (الروم: 32) ، كل حزب يقول الحق معي ، والضلال مع الآخر ، وقد قال الله تعالى لنبيه : ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُون َ) (الأنعام:159،160) .

فإذا صار الناس يبتدعون تفرقوا ، وصار كل واحد يقول الحق معي ، وفلان ضال مقصر ، ويرميه بالكذب والبهتان وسوء القصد وما أشبه ذلك .

ونضرب لهذا مثلاً بأولئك الذين ابتدعوا عيد ميلاد الرسول عليه الصلاة والسلام ، وصاروا يحتفلون بما يدعون أنه اليوم الذي ولد فيه ، وهو اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول ، أتدرون ماذا يقولون لمن لا يفعل هذه البدعة ؟ يقولون هؤلاء يبغضون الرسول ويكرهونه ، لهذا لم يفرحوا بمولده ، ولم يقيموا له احتفالاً ، وما أشبه ذلك ، فتجدهم يرمون أهل الحق بما هم أحق به منهم .

والحقيقة أن المبتدع بدعته تتضمن أنه يبغض الرسول صلى الله عليه وسلم وإن كان يدعي أنه يحبه ؛ لأنه إذا ابتدع هذه البدعة والرسول عليه الصلاة والسلام لم يشرعها للأمة ، فهو كما قلت سابقاً إما جاهل وإما كاتم .

سابعاً : أن البدعة إذا انتشرت في الأمة اضمحلت السنة ، لأن الناس يعملون ؛ فإما بخير وإما بشر ، ولهذا قال بعض السلف : ما ابتدع قوم بدعة إلا أضاعوا من السنة مثلها ، يعني أو أشد . فالبدع تؤدي إلى نسيان السنن واضمحلالها بين الأمة الإسلامية .

وقد يبتدع بعض الناس بدعة بنية حسنة ، لكن يكون أحسن في قصده وأساء في فعله ، ولا مانع أن يكون القصد حسناً والفعل سيئاً ، ولكن يجب على من علم أنه فعله سيئ أن يرجع عن فعله ، وأن يتبع السنة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ثامناً : من المفاسد أيضاً : أن المبتدع لا يحكم الكتاب والسنة ؛ لأنه يرجع إلى هواه ، يحكم هواه ، وقد قال الله تعالى : ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) (النساء:59) (إِلَى اللَّهِ ) أي كتابه عز وجل ، (وَالرَّسُولِ ) أي إليه في حياته وإلى سنته بعد وفاته صلوات الله وسلامه عليه ، والله الموفق .

 

169 ـ عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) متفق عليه(240) .

الشرح

أما حديث عائشة هذا فهو نصف العلم ؛ لأن الأعمال إما ظاهرة وإما باطنة ، فالأعمال الباطنة ميزانها حديث عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى )(241) ، وميزان الأعمال الظاهرة حديث عائشة هذا : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) أي مردود على صاحبه غير مقبول منه .

وقول : ( أمرنا ) المراد به ديننا وشرعنا ، قال الله تعالى : ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا) (الشورى:52) ، فأمر الله المراد به في هذا الحديث شرع الله ، من أحدث فيه ما ليس منه فهو رد ، وفي هذا دليل واضح على أن العبادة إذا لم نعلم أنها من دين الله فهي مردودة ، ويستفاد من هذا أنه لابد من العلم ؛ لأن العبادة مشتملة على الشروط والأركان ، أو غلبة الظن إذا كان يكفي عن العلم ، كما في بعض الأشياء ، مثلاً الصلاة إذا شككت في عددها وغلب على ظنك عدد فابن على ما غلب على ظنك ، الطواف بالبيت سبعة أشواط ، وإذا غلب على ظنك عدد فابن على ما غلب على ظنك ، كذلك الطهارة إذا غلب على ظنك أنك أسبغت الوضوء كفى .

فالمهم أنه لابد من العلم أو الظن إذا دلت النصوص على كفايته وإلا فالعبادة مردود ة . وإذا كانت العبادة مردودة فإنه يحرم على الإنسان أن يتعبد لله بها ؛ لأنه إذا تعبد لله بعبادة لا يرضاها ولم يشرعها لعباده صار كالمستهزئ بالله والعياذ بالله .

حتى إن بعض العلماء قال : إن الإنسان إذا صلى محدثاً متعمداً خرج من الإسلام ؛ لأنه مستهزئ ، بخلاف الناسي فإنه لا إثم عليه ويعيد .

وفي اللفظ الثاني : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )(242) وهو أشد من الأول ؛ لأنه قوله : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا ) يعني لابد أن نعلم بأن كل عمل عملناه عليه أمر الله ورسوله وإلا فهو مردود ، وهو يشمل العبادات ويشمل المعاملات ، ولهذا لو باع الإنسان بيعاً فاسداً ، أو رهن رهناً فاسداً، أو أوقف وقفاً فاسداً ، فكله غير صحيح ومردود على صاحبه ولا ينفذ ، والله أعلم .

 

 

* * *

 

170 ـ وعن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته ، واشتد غضبه ، حتى كأنه منذر جيش يقول : ( صبحكم ومساكم ) ويقول : ( بعثت أنا والساعة كهاتين ) ويقرن بين إصبعيه ؛ السبابة والوسطى ، ويقول : ( أما بعد ؛ فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ) ثم يقول : أنا أولى بكل مؤمن من نفسه من ترك مالاً فلأهله ، ومن ترك ديناً أو ضياعاً فإلي وعلي ) رواه مسلم(243) .

 

الشرح

نقل المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقله عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ في باب التحذير من البدع ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا خطب ) يعني يوم الجمعة ، ( احمرت عيناه وعلا صوته ، واشتد غضبه ) وإنما كان يفعل هذا لأنه أقوى في التأثير على السامع ، فكان صلى الله عليه وسلم يكون على هذه الحال للمصلحة ، وإلا فإنه من المعلوم أنه صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس خلقاً وألينهم عريكة ، لكن لكل مقام مقال ، فالخطبة ينبغي أن تحرك القلوب ، وتؤثر في النفوس ، وذلك في موضوعها ، وفي كيفية أدائها .

وكان صلى الله عليه وسلم يقول : ( بعثت أنا والساعة كهاتين ) ويقرن بين السبابة والوسطى ، يعني بين الإصبعين ، السبابة وهي التي بين الوسطى والإبهام ، والوسطى ، وأنت إذا قرنت بينهما وجدتهما متجاورين ، ووجدت أنه ليس بينهما إلا فرق يسير ، ليس بين الوسطى والسبابة إلا فرق يسير مقدار الظفر أو نصف الظفر ، وتسمى السبابة لأن الإنسان إذا أراد أن يسب أحد أشار إليه بها ، وتسمى السبابه أيضاً لأن الإنسان عند الإشارة إلى تعظيم الله عز وجل يرفعها ، ويشير بها إلى السماء ، والمعنى أن أجل الدنيا قريب وأنه ليس ببعيد ، وهذا كما فعل صلى الله عليه وسلم ذات يوم حيث خطب الناس في آخر النهار ، والشمس على رؤوس النخل ، فقال : ( إنه لم يبق من ديناكم إلا مثل ما بقي من هذا اليوم )(244) .

فإذا كان الأمر كذلك والنبي صلى الله عليه وسلم الآن مات له ألف وأربعمائة سنة ولم تقم القيامة دل هذا على أن الدنيا طويلة الأمد ، ولكن ما يقدره بعض الجيولوجيين من عمر الدنيا الماضي بملايين الملايين فهذا خرص ، لا يصدق ولا يكذب ، فهو كأخبار بني إسرائيل ؛ لأنه ليس لدينا علم من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم في مقدار ما مضى من الدنيا ، ولا في مقدار ما بقى منها على وجه التحديد ، وإنما هو كما ضرب النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأمثال ، والشيء الذي ليس عليه دليل من كتاب ولا سنة وهو من أخبار ما مضى ، فإنه ليس مقبولاً ، وإنما ينقسم إلى ثلاثة أقسام :

القسم الأول : ما شهد الشرع بصدقه ، فهذا يقبل لشهادة الشرع به .

القسم الثاني : ما شهد الشرع بكذبه ، فهذا يرد لشهادة الشرع بكذبه .

القسم الثالث : ما ليس فيه هذا ولا هذا ، فهذا يتوقف فيه ، إما أن يكون حقاً ، وإما أن يكون باطلاً ، ويدل لهذا قوله تعالىأَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ )(إبراهيم: 9) فإذا حصر الله جل وعلا العلم في نفسه فإنه لا يتلقى علم هؤلاء إلا من وحيه عز وجل ، لا يعلمهم إلا الله ، فأي أحد يدعي شيئاً فيما مضى مما يتعلق بالبشرية أو بطبيعة الأرض أو الأفلاك أو غيرها فإننا لا نصدقه ولا نكذبه ، بل نقسم ما أخبره به إلى الأقسام الثلاثة السابقة .

أما المستقبل فالمستقبل ينقسم إلى قسمين :

القسم الأول : ما أخبر الشرع بوقوعه ، فهذا لابد أن يقع مثل أخبار يأجوج ومأجوج ، وأخبار الدجال ، ونزول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام أشبه ذلك ، مما ثبت في الكتاب والسنة .

القسم الثاني : ما لم يرد به كتاب ولا سنة ، فهذا القول فيه من التخمين والظن ، بل لا يجوز لأحد أن يصدقه فيما يستقبل ؛ لأنه من علم الغيب ، ولا يعلم الغيب إلا الله عز وجل .

ثم يقول : ( أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ) ، وقد سبق الكلام على هذه الجمل .

ثم يقول : ( أنا أولى بكل مؤمن من نفسه ) كما قال ربه عز وجل : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) (الأحزاب:6) فهو أولى بك من نفسك ، وهو بالمؤمنين رؤوف رحيم عليه الصلاة والسلام ، ثم يقول : (من ترك مالاً فلأهله ) يعني من ترك من الأموات مالاً فلأهله ؛ يرثونه حسب ما جاء في كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم . (ومن ترك ديناً أو ضياعاً ) ، يعني أولاداً صغاراً يضيعون ( فإلي وعلي ) ، يعني فأمرهم إلي ، أنا وليهم ، والدين علي أنا أقضيه ، هكذا كان صلى الله عليه وسلم حين فتح الله عليه .

أما قبل ذلك فكان يؤتي بالرجل ليصلي عليه فيسأل : ( هل عليه دين ؟ ) إن قالوا : نعم وليس له وفاء ترك الصلاة عليه ، فجيء إليه في يوم من الأيام برجل من الأنصار فتقدم ليصلي عليه ، ثم سأل عليه دين ؟ قالوا : نعم ثلاثة دنانير ، فتأخر وقال : ( صلوا على صاحبكم ) فعرف ذلك في وجوه القوم . ثم قام أبو قتادة رضي الله عنه وقال : ( صل عليه يا رسول الله وعلي دينه ، فالتزمهما أبو قتادة رضي الله عنه ، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فصلى (245).

وفي هذا دليل على عظم الدين وأنه لا ينبغي للإنسان أن يستدين إلا إذا دعت الضرورة إلى ذلك ، لا يستدين لا لزواج ، ولا لبناء بيت ، ولا لكماليات في البيت ، كل هذا من السفه ، يقول الله عز وجل ( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) (النور:33) ، هذا في النكاح فما بالك بما هو دونه بكثير .

وكثير من الجهال يستدين ليشتري مثلاً فراشاً للدرج ، أو فراشاً للساحة ، أو باباً ينفتح بالكهرباء أو ما أشبه ذلك ، مع أنه فقير ، ويأخذه بالدين فهو إن اشترى شيئاً بثمن مؤجل فهو دين ؛ لأن الدين عند العلماء كل ما ثبت في الذمة من ثمن بيع أو قرض أو أجرة أو غير ذلك ، فإياكم والديون احذروها فإنها تهلككم ، إلا شيئاً ضرورياً فهذا شيء آخر ، لكن ما دمت في غنى فلا تستدن .

وكثير من الناس يستدين مثلاً أربعين ألفاً ، فإذا حل الأجل قال : ليس عندي شيء ، فيستدين للأربعين ألفاً التي عليه ستين ألفاً ، ثم يستدين السنة التالية ، ثم تتراكم عليه الديون الكثيرة من حيث لا يشعر ، والله الموفق .

 

 

* * *

تم تعديل بواسطة قلب تائب إلى الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مِنْ مَفاسِد البِدَع

 

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-:

أيّ إنسان يُحدِثُ بدعةً؛ فإنَّنا نقول له: إنَّك واقعٌ في معصية الرسول عليه الصلاة والسلام، وفيما حذَّر عنه في قوله عليه الصلاة والسلام: (( إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)) [1]. وهذه مفسدة عظيمة.

 

ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّها نوعٌ من الشَّركِ؛ كما قال الله -تبارك وتعالى-: ;أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ[2]

ولا يخفى أنَّ الشَّركَ لا يُغْفَر؛ كما قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [3].

وظاهر الآية الكريمة: أنَّ الشَّركَ لا يُغْفَر ولو كان أصغرًا.

 

ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّ فيها صدٌّ عن سبيل الله؛ لأنَّ الإنسانَ يشتغلُ بها عن العبادة الثابتة حقًّا، فما ابتَدَع قومٌ بدعة إلا أضاعوا من السُّنـَّةِ ما هو مثلها، أو أعظم منها.

 

ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّها تستلزمُ القدحَ في الرَّسول صلى الله عليه وسلم، وأنَّه لم يُبلِّغ ما أرسل به، أو كان جاهلاً به.

ووجهُ ذلك: أنَّنا إذا بحثنا في القرآن والسنة لم نجد هذه البدعة؛ فإما أنْ يكون الرَّسول عليه الصلاة والسلام غيرُ عالمٍ بها، وهذا قدحٌ فيه عليه الصلاة والسلام.

وإمَّا أن يكون عالمًا؛ لكن لم يُبلِّغها للنَّاس! وهذا قدحٌ فيه أيضًا، في أنَّه لم يُبلِّغ مَا أُرسِلَ إليه.

 

ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّها تنافي قولَ الله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا[4]؛ لأنَّ مقتضى المبتدع: أنَّ الدين لم يَكْمُل؛ لأنَّنا لا نجد هذه البدعة في دين الله، وإذا كانت من دين الله على زعم هذا المبتدع، وهي لم توجد فيه فإن الدين على زعمه لم يَكْمُل، وهذه مصادمة عظيمة، لقول الله تعالى:الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ[5] .

 

ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّ مُبتدِعها نَزَّل نفسه منزلة الرَّسول؛ لأنَّه لا أحد يُشرِّع للخلقِ ما يُقرِّب إلى الله -تعالى- إلا مَن أرسله الله -عزَّ وجلَّ-، ولا نبيّ بعد محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

فهذا الذي ابتدع كأنَّه بلسان الحال يقول: إنَّه يُشَرِّع للنَّاس ما يُقرِّب إلى الله، وهذه تعني أنَّه مشاركٌ للرسول صلى الله عليه وسلم في الرِّسالة.

 

ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّها قولٌ على الله بلا علم، وهذا محرمٌ بإجماعِ المسلمين، قال الله -تبارك وتعالى-: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ[6].

 

ولها مفاسد أخرى لو تأملها الإنسان لوجدها تزيد على هذا بكثير؛ لكنَّا نقتصر على ذلك.

تم تعديل بواسطة قلب تائب إلى الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-640335-0-89368000-1393435234.jpeg

 

 

الإبداع في كمال الشرع وخطر الابتداع

 

post-640335-0-49732700-1393435183.jpeg

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، وترك أمته على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك؛ بيّن فيها ما تحتاجه الأمة في جميع شئونها حتى قال أبو ذر رضي الله عنه: «ما ترك النبي صلى الله عليه وسلّم طائراً يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علماً»(1). وقال رجل من المشركين لسلمان الفارسي رضي الله عنه: علمكم نبيكم حتى الخراة ـ آداب قضاء الحاجة ـ قال: «نعم، لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار، أو أن نستنجي باليمين أو أن نستنجي برجيع أو عظم»(2).

* وإنك لترى هذا القرآن العظيم قد بين الله تعالى فيه أصول الدين وفروع الدين فبين التوحيد بجيمع أنواعه، وبين حتى آداب المجالس والاستئذان، قال تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُواْ في الْمَجَـالِسِ فَافْسَحُواْ يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ }(المجادلة 11). وقال تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُواْ وَتُسَلِّمُواْ عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَآ أَحَداً فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمُ وَإِن قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُواْ فَارْجِعُواْ هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}(النور 27-28). حتى آداب اللباس قال الله تعالى: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَآءِ الَّلَاتِى لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَـاتِ بِزِينَةٍ }(النور 60). {يأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لاَِزْوَاجِكَ وَبَنَـاتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }(الاحزاب 59). {وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ }(النور 31). {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}(البقرة 189) إلى غير ذلك من الايات الكثيرة التي يتبين بها أن هذا الدين شامل كامل لا يحتاج إلى زيادة كما أنه لا يجوز فيه النقص، ولهذا قال الله تعالى في وصف القرآن: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَـبَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شيء }(النحل 89)، فما من شيء يحتاج الناس إليه في معادهم ومعاشهم إلا بينه الله تعالى في كتابه إما نصّاً أو إيماء وإما منطوقاً وإما مفهوماً.

 

 

* أيها الأخوة: إني سائلكم ومناشدكم بالله عز وجل وأريد منكم أن يكون الجواب من ضمائركم لا من عواطفكم، من مقتضى دينكم لا من مقتضى تقليدكم. ما تقولون فيمن يبتدعون في دين الله ما ليس منه سواء فيما يتعلق بذات الله وصفات الله وأسماء الله، أو فيما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلّم ثم يقولون نحن المعظمون لله ولرسول الله أهؤلاء أحق بأن يكونوا معظمين لله ولرسول الله؟ أم أولئك القوم الذين لا يحيدون قيد أنملة عن شريعة الله، يقولون فيما جاء من الشريعة آمنا وصدقنا فيما أخبرنا به وسمعنا وأطعنا فيما أمرنا به أو نهينا عنه، ويقولون فيما لم تأت به الشريعة أحجمنا وانتهينا وليس لنا أن نتقدم بين يدي الله ورسوله، وليس لنا أن نقول في دين الله ما ليس منه. أيهما أحق أن يكون محبّاً لله ورسوله ومعظماً لله ورسوله؟ لا شك أن الذين قالوا آمنا وصدقنا فيما أخبرنا به وسمعنا وأطعنا فيما أمرنا به، وقالوا كففنا وانتهينا عما لم نؤمر به، وقالوا نحن أقل قدراً في نفوسنا من أن نجعل في شريعة الله ما ليس منها، أو أن نبتدع في دين الله ما ليس منه؛ لا شك أن هؤلاء هم الذين عرفوا قدر أنفسهم وعرفوا قدر خالقهم، هؤلاء هم الذين عظموا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم وهم الذين أظهروا صدق محبتهم لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم.

لا أولئك الذين يبتدعون في دين الله ما ليس منه في العقيدة أو القول أو العمل، وإنك لتعجب من قوم يعرفون قول رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار»(3). ويعلمون أن قوله «كل بدعة» كلية عامة شاملة مسورة بأقوى أدوات الشمول والعموم «كل» والذي نطق بهذه الكلية صلوات الله وسلامه عليه يعلم مدلول هذا اللفظ وهو أفصح الخلق، وأنصح الخلق للخلق لا يتلفظ إلا بشيء يقصد معناه. إذن فالنبي صلى الله عليه وسلّم حينما قال: «كل بدعة ضلالة» كان يدري ما يقول، وكان يدري معنى ما يقول، وقد صدر هذا القول منه عن كمال نصح للأمة.

وإذا تم في الكلام هذه الأمور الثلاثة ـ كمال النصح، والإرادة، وكمال البيان والفصاحة وكمال العلم والمعرفة، دل ذلك على أن الكلام يراد به ما يدل عليه من المعنى أفبعد هذه الكلية يصح أن نقسم البدعة إلى أقسام ثلاثة، أو إلى أقسام خمسة؟ أبداً هذا لا يصح، وما ادعاه بعض العلماء من أن هناك بدعة حسنة. فلا تخلوا من حالين:

 

1 ـ أن لا تكون بدعة لكن يظنها بدعة.

 

2 ـ أن تكون بدعة فهي سيئة لكن لا يعلم عن سوئها.

فكل ما ادُعي أنه بدعة حسنة فالجواب عنه بهذا. وعلى هذا فلا مدخل لأهل البدع في أن يجعلوا من بدعهم بدعة حسنة وفي يدنا هذا السيف الصارم من رسول الله صلى الله عليه وسلّم «كل بدعة ضلالة». إن هذا السيف الصارم إنما صنع في مصانع النبوة والرسالة، إنه لم يصنع في مصانع مضطربة، لكنه صنع في مصانع النبوة وصاغه النبي صلى الله عليه وسلّم هذه الصياغة البليغة فلا يمكن لمن بيده مثل هذا السيف الصارم أن يقابله أحد ببدعة يقول إنها حسنة ورسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: «كل بدعة ضلالة».

وكأني أحس أن في نفوسكم دبيباً يقول ما تقول في أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الموفق للصواب حينما أمر أبي ابن كعب وتميماً الداري أن يقوما بالناس في رمضان فخرج والناس على إمامهم مجتمعون فقال: «نعمت البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون»(4).

فالجواب عن ذلك من وجهين:

الوجه الأول: أنه لا يجوز لأحد من الناس أن يعارض كلام الرسول صلى الله عليه وسلّم بأي كلام لا بكلام أبي بكر الذي هو أفضل الأمة بعد نبيها، ولا بكلام عمر الذي هو ثاني هذه الأمة بعد نبيها، ولا بكلام عثمان الذي هو ثالث هذه الأمة بعد نبيها، ولا بكلام علي الذي هو رابع هذه الأمة بعد نبيها، ولا بكلام أحد غيرهم لأن الله تعالى يقول: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَـلِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }(النور 63)، قال الإمام أحمد رحمه الله «أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك لعله إذا رد بعض قول النبي صلى الله عليه وسلّم أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك». اهـ.

وقال ابن عباس رضي الله عنهما: «يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم وتقولون قال أبو بكر وعمر».

الوجه الثاني: إننا نعلم علم اليقين أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- من أشد الناس تعظيماً لكلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم وكان مشهوراً بالوقوف على حدود الله تعالى حتى كان يوصف بأنه كان وقافاً عند كلام الله تعالى. وما قصة المرأة التي عارضته ـ إن صحت القصة ـ في تحديد المهور بمجهولة عند الكثير حيث عارضته بقوله تعالى: {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَـقاً غَلِيظاً}(النساء 21) فانتهى عمر عما أراد من تحديد المهور. لكن هذه القصة في صحتها نظر. لكن المراد بيان أن عمر كان وقافاً عند حدود الله تعالى لا يتعداها، فلا يليق بعمر- رضي الله عنه- وهو من هو أن يخالف كلام سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلّم وأن يقول عن بدعة «نعمة البدعة». وتكون هذه البدعة هي التي أرادها رسول الله صلى الله عليه وسلّم بقوله: «كل بدعة ضلالة» بل لابد أن تنزل البدعة التي قال عنها عمر إنها «نعمت البدعة» على بدعة لا تكون داخلة تحت مراد النبي صلى الله عليه وسلّم في قوله: «كل بدعة ضلالة» فعمر -رضي الله عنه- يشير بقوله «نعمت البدعة هذه» إلى جمع الناس على إمام واحد بعد أن كانوا متفرقين، وكان أصل قيام رمضان من رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلّم قام في الناس ثلاث ليال وتأخر عنهم في الليلة الرابعة وقال: «إني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها»(5). فقيام الليل في رمضان جماعة من سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وسماها عمر -رضي الله عنه- بدعة باعتبار أن النبي صلى الله عليه وسلّم لما ترك القيام صار الناس متفرقين يقوم الرجل لنفسه ويقوم الرجل ومعه الرجل والرجل ومعه الرجلان والرهط والنفر في المسجد فرأى أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- برأيه السديد الصائب أن يجمع الناس على إمام واحد فكان هذا الفعل بالنسبة لتفرق الناس من قبل بدعة فهي بدعة اعتبارية إضافية وليست بدعة مطلقة إنشائية أنشأها عمر -رضي الله عنه-؛ لأن هذه السنة كانت موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم فهي سنة لكنها تركت منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام حتى أعادها عمر- رضي الله عنه-، وبهذا التقعيد لا يمكن أبداً أن يجد أهل البدع من قول عمر هذا منفذاً لما استحسنوه من بدعهم.

* وقد يقول قائل: هناك أشياء مبتدعة قبلها المسلمون وعملوا بها وهي لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم كالمدارس وتصنيف الكتب، وما أشبه ذلك وهذه البدعة استحسنها المسلمون وعملوا بها ورأوا أنها من خيار العمل فكيف تجمع بين هذا الذي يكاد أن يكون مجمعاً عليه بين المسلمين وبين قول قائد المسلمين ونبي المسلمين ورسول رب العالمين صلى الله عليه وسلّم: «كل بدعة ضلالة».

فالجواب: أن نقول هذا في الواقع ليس ببدعة بل هذا وسيلة إلى مشروع، والوسائل تختلف باختلاف الأمكنة والأزمنة، ومن القواعد المقررة أن الوسائل لها أحكام المقاصد فوسائل المشروع مشروعة، ووسائل غير المشروع غير مشروعة، بل وسائل المحرم حرام. والخير إذا كان وسيلة للشر كان شرّاً ممنوعاً واستمع إلى الله عز وجل يقول: {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ }(الأنعام 108)، وسب آلهة المشركين ليس عدواً بل حق وفي محله لكن سب رب العالمين عدو وفي غير محله وعدوان وظلم، ولهذا لما كان سب آلهة المشركين المحمود سبباً مفضياً إلى سب الله كان محرماً ممنوعاً، سقت هذا دليلاً على أن الوسائل لها أحكام المقاصد فالمدارس وتصنيف العلم وتأليف الكتب وإن كان بدعة لم يوجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم على هذا الوجه إلا أنه ليس مقصداً بل هو وسيلة والوسائل لها أحكام المقاصد. ولهذا لو بنى شخص مدرسة لتعليم علم محرم كان البناء حراماً ولو بنى مدرسة لتعليم علم شرعي كان البناء مشروعاً.

* فإن قال قائل: كيف تجيب عن قول النبي صلى الله عليه وسلّم: «من سن في الإسلام سنةً حسنةً فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة»(6). وسن بمعنى «شرع».

* فالجواب: أن من قال «من سن في الإسلام سنةً حسنةً» هو القائل: «كل بدعة ضلالة» ولا يمكن أن يصدر عن الصادق المصدوق قول يكذب له قولاً آخر، ولا يمكن أن يتناقض كلام رسول الله صلى الله عليه وسلّم أبداً، ولا يمكن أن يرد على معنى واحد مع التناقض أبداً، ومن ظن أن كلام الله تعالى أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلّم متناقض فليعد النظر، فإن هذا الظن صادر إما عن قصور منه، وإما عن تقصير. ولا يمكن أن يوجد في كلام الله تعالى أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلّم تناقض أبداً.

وإذا كان كذلك فبيان عدم مناقضة حديث «كل بدعة ضلالة» لحديث «من سن في الإسلام سنة حسنة» أن النبي صلى الله عليه وسلّم يقول: «من سن في الإسلام» والبدع ليست من الإسلام، ويقول «حسنة» والبدعة ليست بحسنة، وفرق بين السن والتبديع.

* وهناك جواب لا بأس به: أن معنى «من سن» من أحيا سنة كانت موجودة فعدمت فأحياها، وعلى هذا فيكون «السن» إضافياً نسبيّاً كما تكون البدعة إضافية نسبية لمن أحيا سنة بعد أن تركت.

* وهناك جواب ثالث يدل له سبب الحديث وهو قصة النفر الذين وفدوا إلى النبي صلى الله عليه وسلّم وكانوا في حالة شديدة من الضيق، فدعا النبي صلى الله عليه وسلّم إلى التبرع لهم فجاء رجل من الأنصار بيده صرة من فضة كادت تثقل يده فوضعها بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلّم فجعل وجه النبي عليه الصلاة والسلام يتهلل من الفرح والسرور وقال: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة» فهنا يكون معنى «السن» سن العمل تنفيذاً وليس سن العمل تشريعاً، فصار معنى «من سن في الإسلام سنة حسنة» من عمل بها تنفيذاً لا تشريعاً لأن التشريع ممنوع «كل بدعة ضلالة».

* وليعلم أيها الأخوة أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كان العمل موافقاً للشريعة في أمور ستة:

* الأول: السبب فإذا تعبد الإنسان لله عبادة مقرونة بسبب ليس شرعيّاً فهي بدعة مردودة على صاحبها، مثال ذلك أن بعض الناس يحيي ليلة السابع والعشرين من رجب بحجة أنها الليلة التي عرج فيها برسول الله صلى الله عليه وسلّم فالتهجد عبادة ولكن لما قرن بهذا السبب كان بدعة؛ لأنه بنى هذه العبادة على سبب لم يثبت شرعاً. وهذا الوصف ـ موافقة العبادة للشريعة في السبب ـ أمر مهم يتبين به ابتداع كثير مما يظن أنه من السنة وليس من السنة.

* الثاني: الجنس فلابد أن تكون العبادة موافقة للشرع في جنسها فلو تعبد إنسان لله بعبادة لم يشرع جنسها فهي غير مقبولة، مثال ذلك أن يضحي رجل بفرس، فلا يصح أضحية؛ لأنه خالف الشريعة في الجنس، فالأضاحي لا تكون إلا من بهيمة الأنعام، الإبل، البقر، الغنم.

* الثالث: القدر فلو أراد إنسان أن يزيد صلاة على أنها فريضة فنقول: هذه بدعة غير مقبولة لأنها مخالفة للشرع في القدر، ومن باب أولى لو أن الإنسان صلى الظهر مثلاً خمساً فإن صلاته لا تصح بالاتفاق.

* الرابع: الكيفية فلو أن رجلاً توضأ فبدأ بغسل رجليه، ثم مسح رأسه، ثم غسل يديه، ثم وجهه فنقول: وضوءه باطل؛ لأنه مخالف للشرع في الكيفية.

* الخامس: الزمان فلو أن رجلاً ضحى في أول أيام ذي الحجة فلا تقبل الأضحية لمخالفة الشرع في الزمان. وسمعت أن بعض الناس في شهر رمضان يذبحون الغنم تقرباً لله تعالى بالذبح وهذا العمل بدعة على هذا الوجه لأنه ليس هناك شيء يتقرب به إلى الله بالذبح إلا الأضحية والهدي والعقيقة، أما الذبح في رمضان مع اعتقاد الأجر على الذبح كالذبح في عيد الأضحى فبدعة. وأما الذبح لأجل اللحم فهذا جائز.

* السادس: المكان فلو أن رجلاً اعتكف في غير مسجد فإن اعتكافه لا يصح؛ وذلك لأن الاعتكاف لا يكون إلا في المساجد ولو قالت امرأة أريد أن أعتكف في مصلى البيت. فلا يصح اعتكافها لمخالفة الشرع في المكان. ومن الأمثلة لو أن رجلاً أراد أن يطوف فوجد المطاف قد ضاق ووجد ما حوله قد ضاق فصار يطوف من وراء المسجد فلا يصح طوافه لأن مكان الطواف البيت قال الله تعالى لإبراهيم الخليل: {وَطَهِّرْ بَيْتِىَ لِلطَّآئِفِينَ}(الحج 26).

فالعبادة لا تكون عملاً صالحاً إلا إذا تحقق فيها شرطان:

الأول: الإخلاص ـ الثاني: المتابعة، والمتابعة لا تتحقق إلا بالأمور الستة الآنفة الذكر.

* وإنني أقول لهؤلاء الذين ابتلوا بالبدع الذين قد تكون مقاصدهم حسنة ويريدون الخير إذا أردتم الخير فلا والله نعلم طريقاً خيراً من طريق السلف رضي الله عنهم.

* أيها الأخوة عضوا على سنة الرسول صلى الله عليه وسلّم بالنواجذ واسلكوا طريق السلف الصالح وكونوا على ما كانوا عليه وانظروا هل يضيركم ذلك شيئاً؟

وإني أقول ـ وأعوذ بالله أن أقول ما ليس لي به علم ـ أقول إنك لتجد الكثير من هؤلاء الحريصين على البدع يكون فاتراً في تنفيذ أمور ثبتت شرعيتها وثبتت سنيتها فإذا فرغوا من هذه البدع قابلوا السنن الثابتة بالفتور، وهذا كله من نتيجة أضرار البدع على القلوب، فالبدع أضرارها على القلوب عظيمة، وأخطارها على الدين جسيمة فما ابتدع قوم في دين الله بدعة إلا أضاعوا من السنة مثلها أو أشد، كما ذكر ذلك بعض أهل العلم من السلف.

لكن الإنسـان إذا شعر أنه تابع لا مشرع حصل له بذلك كمال الخشية والخضوع والذل والعبادة لرب العالمين، وكمـال الإتباع لإمام المتقين، وسيد المرسلين، ورسول رب العالمين محمد صلى الله عليه وسلّم.

 

1) رواه الإمام أحمد 21689 و 21770 و 21771.

(2) رواه مسلم كتاب الطهارة باب الاستطابة 262.

(3) أخرجه الإمام محمد 17274 و17275 وأبو داوود كتاب السنة باب في لزوم السنة 4607 والترمذي أبواب العلم باب ما جاء بالأخذ بالسنة واجتناب البدعة 2676 كتاب السنة باب إتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين وابن ماجه 42 وقال الترمذي حديث حسن صحيح وصححه الحاكم 1/95 ووافقه الذهبي وليس عندهم: (وكل ضلالة في النار).

(4) رواه البخاري كتاب صلاة التراويح باب فضل من قام رمضان 2010.

(5) رواه البخاري كتاب صلاة التراويح باب فضل من قام رمضان 2012 ومسلم كتاب صلاة المسافرين باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح 761.

(6) رواه مسلم كتاب الزكاة باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة أو كلمة طيبة وأنها مجاب من النار 1017.

post-640335-0-69885300-1393435131.gif

تم تعديل بواسطة قلب تائب إلى الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أين أنتن حبيباتي

فدوى الحبيبة

هيا حبيباتي الهمة

post-640335-0-36807900-1393462228.jpg

post-640335-0-14945700-1393462243.jpg

post-640335-0-79819400-1393462813.jpeg

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@ريحانة السماء

نعم حبيبتي لك ماشئتي

كل وحدة تعمل يلي يوالم قدراتها

لكن أين هي فدوى اليوم الخميس

لم يتبقى لنا وقت كاف

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@خيوط ذهبية

 

حبيبتي من هو الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري

لقد بحثت عنه ولكن لم أجد ما يفيد

 

وجزاك الله خيرا

 

فدوى المسلمي

 

أين أنت لم يتبقي سوي يومين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@ريحانة السماء

ماذا تريدين عنه بالضبط

نسبه ؟؟؟؟مؤلفاته:؟؟؟؟؟أعماله؟؟

هل نبدأ سويا ؟؟؟؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@خيوط ذهبية

 

أريد أن أعرف ما معني قولك

 

: من أراد النصر والتمكين فليحذر أشد الحذر من امتحان الناس بتبديع الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري فهذا من الضلال المبين.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@خيوط ذهبية

 

هذه هي العناصر التي أخترتها لكتابة الموضوع

 

1- المقدمة

2- تعريف البدعة

3- أقوال العلماء في تعريف البدع

4- منهج أهل السنة في التعامل مع البدع

5- البدع الموسمية

6- خطورة ترك السنة

7- الفرق بين السنة والبدعة

 

ما رأيكن فيها ؟؟؟؟

 

هل لك أن تسعديني في تنسيقها حتي تتواجد الأخت فدوي وقلب تائب إلي الله

تم تعديل بواسطة ريحانة السماء

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

هذه هي المقدمة

 

لتصلي إلي القمة أتركي البدع يا أمة

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، وترك أمته على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ولا يتبعها إلا منيب سالك ؛ بيّن لنا صلي الله عليه وسلم كل ما تحتاجه الأمة في جميع شئونها حتى قال أبو ذر رضي الله عنه: «ما ترك النبي صلى الله عليه وسلّم طائراً يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علما" وإنك لترى هذا القرآن العظيم قد بين الله تعالى فيه أصول الدين وفروع الدين فبين التوحيد بجيمع أنواعه، و غير ذلك من الايات الكثيرة التي يتبين بها أن هذا الدين شامل كامل لا يحتاج إلى زيادة كما أنه لا يجوز فيه النقص، ولهذا قال الله تعالى في وصف القرآن: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَـبَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شيء }(النحل 89)،وأمرنا بأتباع النبي صلي الله عليه وسلم فقال "وماآتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" ]. والسير على هذا السبيل ابتغاء موعد الحق تبارك وتعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم" [آل عمران:31]. فسداد المنهج إنما يكون بالوقوف عند ما جاءت به السُّنَّةُ، واتّباع ما أمر به نبيّنا عليه الصلاة .

أما بعد :أخي المسلم أختي المسلمة،بحمد الله وفضله إكتسى العلم القرى والمدن ،وكثرت المساجد،ودور

العلم،فلماذا تحاول إظهار جهلك لمن هم حولك

نعم تظهره من اتباعك لبعض البدع أو جلها . إذافباتباعك لهذا فقد اتهمت نبيك محمداً صل الله عليه وسلم بأنه قد خان الرسالة ولم يتممها عليكم وهذا ماعاذا الله أن يكون،فهذا هو البرهان قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دين

إذا فكر وحلل منطقيا .

ماهي البدعة ؟؟

 

 

ما رأيكن ؟؟؟؟ أنتظر القرار الأخير منكن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@ريحانة السماء

أنا معك أبحث

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

  • محتوي مشابه

    • بواسطة امانى يسرى محمد
      يقول السعدي : قوله في وصفهم (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ )سورة المعارج أي مداومون عليها في أوقاتها بشروطها ومكملاتها ، وليسوا كمن لا يفعلها ، أو يفعلها وقتا دون وقت ، أو يفعلها على وجه ناقص ، فالصلاة تمنع من الاتصاف بالأخلاق السيئة وذلك بحسب القيام بها .
       
      الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)



      ( والذين هم على صلاتهم يحافظون ( 34 ) سورة المعارج
      الفرق بين وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ (دَائِمُونَ)و( يُحَافِظُون)



      (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ )



      قيل : معناه يحافظون على أوقاتهم وواجباتهم . قاله ابن مسعود ومسروق وإبراهيم النخعي : المراد بالدوام هاهنا السكون والخشوع ، كقوله : ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ) [ المؤمنون : 1 ، 2 ] . قاله عتبة بن عامر . ومنه الماء الدائم ، أي : الساكن الراكد .
      قال : ( الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يحافظون )



      أي : على مواقيتها وأركانها وواجباتها ومستحباتها
      فافتتح الكلام بذكر الصلاة واختتمه بذكرها ، فدل على الاعتناء بها والتنويه بشرفها ، كما تقدم في أول سورة : ( قد أفلح المؤمنون ) ; سواء لهذا قال هناك : ( أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون )



      [ المؤمنون : 10 ، 11 ]



      (تفسير ابن كثير)
       




      عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال :



      سمعت رسول الله صلّ الله عليه و سلم يقول :
      إِنَّ الْعَبْدَ لَيُصَلِّي الصَّلاَةَ ، مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْهَا إِلَاَّ عُشْرُهَا ، تُسْعُهَا ، ثُمُنُهَا ، سُبُعُهَا ، سُدُسُهَا ، خُمُسُهَا ، رُبُعُهَا ، ثُلُثُهَا ، نِصْفُهَا " .
      رواه أبو داود والبيهقي وأحمد من طريقين عنه صحح أحدهما الحافظ العراقي وأخرجه ابن حبان في صحيحه كما في " الترغيب " ( 1 / 184 )




      - وصف الله الانسان بأنه



      (خلق هلوعا)و(لفي خسر)و(لظلوم كفار)و(لربه لكنود)
      وهذا أصل فيه،واستثنى الله القلة



      (إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون..) / سعود الشريم



      -كثرة الصلاة تُثبّت عند المصائب، وتُهذّب النفس من الطمع والجزع



      (إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين) / عبدالعزيز الطريفي



      من أعظم أسباب الاستقرار النفسي المداومة على الصلاة



      { إن الإنسان خلق هلوعا...}


       

      (وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)



      الصلاة الكاملة يكون أثرُها كاملاً وبقدر النقص في الصلاة يكون النقص في الأثر . / بلال الفارس


    • بواسطة Sama Alsham
      بسم الله الرحمن الرحيم


       

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


       

      العدل بين الأولاد


       

      لفضيلة الشيخ:



      خالد بن إبراهيم الصقعبي


       

      يروي لنا في خطبة رائعة آيات من القرآن الكريم و أحاديث صحيحة


       

      ترسم لنا إطار "العدل بين الأولاد "






       

      لسماع الدرس مباشرة :


       

      العنوان
      هنا

       

      و للتحميل المباشر :



      اضغط
      هنا

    • بواسطة *إشراقة فجر*
      بسم الله الرحمن الرحيم



      السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته



      ..



      لماذا في الحَجّ (هامدة)، وفي فُصِّلت (خاشعة)؟!!


       

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:



      قال الله تعالى في سورة الحج: (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلّقة وغير مخلّقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدَّكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يُرّد إلَى أرذل العمر لكَيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذَا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج) (الحج:5)


       

      وقال في سورة فصلت: (ومن آياته أنك تَرى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا علَيها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيِي الموتى إنه علَى كلّ شيء قَدير) ( فصلت:39)


       

      بعد قراءة الآيتين يأسر العقلَ تساؤلٌ، لماذا وصف الله الأرض بقوله (هامدة) في سورة الحج، وبقوله (خاشعة) في سورة فصلت ؟!!


       

      أقول ـ والله أعلم ـ: إذا رجعنا إلى سياق كلٍ منهما؛ فإنه سيتبين لنا المغزى؛ فالسياق في سورة الحج يتكلم عن مراحل خلق الإنسان، وتطوره، وإماتته، وإحيائه، وبعثه فناسب وصفه الأرض ههنا بقوله (هامدة)، ثم تدب بها الحياة بإنزال الماء عليها، وأما في سورة فصلت(حم السجدة) فالسياق سياق عبادة وخشوع، وتذلل وخضوع، وتكلمٍ عن وحدانية الله؛ ففي الآيات التي قبلها تكلم عن الآيات السماوية الشمس والقمر، وأمر بالسجود له تعالى، وتوحيده، وذكر أن الملائكة له يسبحون، بالليل والنهار لا يسأمون؛ فقال تعالى: (ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمسِ ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون فإن استكبروا فَالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون) (فصلت:37 ـ 38)



      ثم عطف فذكر آية أرضية ألا وهي الأرض فقال: (ومن آياته أنك تَرى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا علَيها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيِي الموتى إنه علَى كلّ شيء قَدير) ( فصلت:39)



      فناسب وصفه الأرض ههنا بقوله (خاشعة) أي ساكنة قبل إنزال الماء عليها فإذا نزل الماء تحركت وانتفخت كأنها تشكر الله على إنعامه وقدرته؛ فوصف الأرض في هذا المقام؛ كأنها شخص خاشع عابد، ذليل ساجد، قانت قوّام، للملك العلام.


       

      قلت: فانظر إلى براعة القرآن، وتناسقه، وروعته، وجماله، فما من كلمة في القرآن إلا أتت في محلها، ولا تصلح مكانها أي كلمة أخرى؛ فعلى المرء أن يحلّق في سماء معاني القرآن الكريم، ويصطاد الجواهر والدرر، ويجني العظات والعبر، ويتدبر السياق والسباق واللحاق ليخرج بالفوائد والنكات.



      ~ * ~ * ~



      ـ فوائد:



      *// الفائدة الأولى: في ذكر بعض أقوال أهل العلم في معنى لفظ (هامدة) ولفظ (خاشعة)؛ ومن الملاحظ أن أقوال العلماء كلها متقاربة وتؤول لنفس المعنى، لكني جمعت بعضها لأجل الفائدة.


       

      أولاً: (هامدة):



      ـ قال قتادة ـ رحمه الله ـ: "غبراء متهشمة".



      ـ قال السدي ـ رحمه الله ـ: "ميتة"



      ـ قال الطبري ـ رحمه الله ـ: "وأصل الهمود: الدروس والدثور، ويقال منه: همدت الأرض تهمد هُمودا؛ ومنه قول الأعشى ميمون بن قيس:


       

      قالَتْ قُتَيْلَةُ ما لِجِسِمَك شاحِبا ... وأرَى ثِيابكَ بالِياتٍ هُمَّدَا


       

      والهُمَّد: جمع هامد، كما الركّع جمع راكع".



      (جامع البيان:18/570)


       

      ـ قال النحاس ـ رحمه الله ـ: "وقال أبو جعفر: يقال: همدت النار إذا طفئت، وذهب لهبها، وأرض هامدة أي: جافة عليها تراب".



      (معاني القرآن للنحاس:4/380)


       

      ـ قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ: واصفاً الأرض الهامدة " هي المقحلة التي لا ينبت فيها شيء"



      (تفسير القرآن العظيم 5/386)


       

      ـ قال السمين الحلبي ـ رحمه الله ـ في الدر المصون: "(هامدةً) نصب على الحال لأن الرؤيةَ بصريةٌ؛ والهُمُود: السكونُ والخُشُوع، وهَمَدَت الأرضُ: يَبِست ودَرَسَتْ، وهَمَدَ الثوبُ: بَلِي؛ قال الأعشى:


       

      قالَتْ قُتَيْلَةُ ما لجِسْمِكَ شاحباً...وأرى ثيابَكَ بالِياتٍ هُمَّدا"



      (الدر المصون:8/234)


       

      ـ قال ابن قتيبة في غريب القرآن ـ رحمه الله ـ: "ترى الأرض هامدة أي ميتة يابسة، ومثل ذلك همود النار: إذا طَفِئت فذهبت".



      (غريب القرآن لابن قتيبة:1/290)


       

      ~ * ~ * ~



      ثانياً: (خاشعة):



      ـ قَال السّدي ـ رحمه الله ـ:"خَاشِعَةً: مَيْتَةً يَابِسَةً".


       

      ـ قال الزمخشري ـ رحمه الله ـ: "الخشوع: التذلل والتصاغر، فاستعير لحال الأرض إذا كانت قحطة لا نبات فيها".



      ( الكشاف3/154)


       

      ـ قال أبو حيان ـ رحمه الله ـ:



      "ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة: أي غبراء دارسة، كَما قال:



      وَنُؤْيٌ كَجِذْمِ الْحَوْضِ أَبْلَمُ خَاشِعُ



      استعير الخشوع لها، وهو التذلل لما ظهر بها من القَحط وعدم النبات وسوء العيش عنها، بخلاف أن تكون معشبة وأشجارا مزهرة ومثمرة، فذلك هو حياتها".



      ( البحر المحيط: 9/308)



      ~ * ~ * ~



      *// الفائدة الثانية: أتى الله تعالى في الآيتين بدليل عظيم على وحدانيته، وقدرته على إحياء الموتى، وعلى بعثه الخلق بعد موتهم؛ أتى بدليل يبهت الملحدين، ويفحم الضالين. تأمل معي هذا الدليل العظيم المحسوس المشاهد في كل مكان وآن؛ فهذه الأرض التي تكون قحطاً جرداء يابسة لا حياة فيها؛ فإذا نزل عليها الماء ارتوت، وانتعشت، ودبت فيها الحياة، وانتفخت، وعلت، وازدانت بأصناف الورود والثمار، والأعشاب والنباتات؛ فسبحان رب الأرض والسماوات القادر على إحياء الموتى كقدرته على إحياء الأرض الموات.


       

      وأقول: لماذا لا نجعل قلوبنا مروية منتفخة مشبعة بذكر الله، وأنوار القرآن والسنة؛ فكما أن الأرض تروى بالماء وتزدان؛ فإن القلب يروى ويصان بالطاعة، والإنابة، والتوبة، والأوبة؛ فاحرص أخي على إرواء قلبك، ولا تجعله عطشاناً قحطاً خربًا ...؛ فإن عمرت قلبك بالإيمان والقرآن؛ فإن النتيجة سعادة وجنان، وإن خربته بالذنوب والعصيان؛ فإن النتيجة شقاء وخسران.



      نسأل الله العفو والعافية ...


       

      ~ * ~ * ~



      *// الفائدة الثالثة: أن في قوله تعالى: اهتزت وربت قراءتين:



      1) القراءة الأولى: ربت قراءة الجميع إلا أبا جعفر



      2) القراءة الثانية: ربأت وهي قراءة أبي جعفر المدني



      قال الإمام ابن الجزري في الدرة المضية:



      اهْمِزْ مَعًا رَبَأَتْ أَتى



      ـ التوجيه:



      القراءة الأولى: ربت بمعنى زادت من ربا



      القراءة الثانية:ربأت بمعنى ارتفعت من ربأ



      قال السمين الحلبي في توجيهه قراءة أبي جعفر: "يقال: ربأ بنفسه عن كذا أي: ارتفع عنه، ومنه الرّبِيئَة وهو من يطلع على موضع عال لينظر للقوم ما يأتيهم، ويقال له (ربِيءٌ) أيضاً؛ قال الشاعر:


       

      بَعَثْنا ربِيئاً قبل ذلك مخملاً ...كذئب الغضى يمشي الضَّراء ويَتَّقي"



      (الدر المصون:8/234)


       

      هذا والله أعلم وأحكم وصلى الله على رسول الله


       

      وكتبه:



      أبو قدامة المدني



      سعيد بن إبراهيم بن "محمد سعيد" النمارنة



      ـ عفا الله عنه ـ


       

      ~ * ~ * ~


    • بواسطة ~ محبة صحبة الأخيار~
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته











      أخواتي الحبيبات حياكن الباري بخير ما طلعت عليه شمسه وأضاء عليه قمره

      وبسط عليه أرضه وأظلته سماءه ،
      كنت أقرأ في إستشارات خاصة بالتعليم حتي أفيد أبنائي

      لذلك أحببت أن أفيدكن معي ..







      بداية نخلص لله تعالي ونجدد نياتنا .. عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى الله ورسوله فهجرته إلى الله



      ورسوله ومَن كانت هجرته إلى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ



      إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ(. صحيح البخاري


      نريد بنين وبنات لايقبلون الضيم أبداً وما نحن بأم كأم أحمد بن حنبل
      أو كأم الشافعي ببعيد أيها الأمهات الفضليات
      لنبني جيل يعلم وما يجهل عن دينه ودنياه فيكون قوي مثابرا ًفي الحق









      طريقة الإستشارة سؤال وجوابه لذلك هي تصل بالمعني وتؤدي الغرض بفضل المولي

      فسأبحث هنا وهناك ومن تشارك فلها عظيم الأجر بفضل الكريم المنعم



      لنبحر معا في مشاكل التعلم والدراسة

      لنري كيف تحل وتعالج بالأسلوب العلمي المتخصص








      لنبدأ علي بركة الله




      السؤال:


      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أود الاستفسار عن
      موضوع البطء في الكتابة، فالمشكلة أن ابني في مرحلة التمهيدي، ويعد طفلي
      من الأطفال الأذكياء، ولكنه وبحديث المدرسة عنه لعوب في الصف الدراسي،
      وأيضا بطيء في الكتابة مع أنه سريع الحفظ والذكاء، ويصنف بمستوى صفه من
      الطلاب الممتازين، ولكن في المدرسة دائما يشكون بأنه بطيء، فلو تكرمتم
      علي أن تساعدوني في إيجاد الحل لهذه المشكلة مع الشكر الجزيل لكم.


      الإجابه


      الأخت الكريمة .. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أرحب بك وأشكرك على طرح سطور رسالتك الجميلة.

      حقيقة كثير من الأمهات لديهن نفس الشكوى من أطفالهن، خاصة الأطفال
      الأذكياء، وفي الواقع هي مشكلة قدرات ليس أكثر، فهناك أطفال سريعو الحفظ،
      لكن ليسوا سريعي البديهة، وهناك أطفال سريعو تعلم القراءة لكنهم بطيئون
      في تعلم الكتابة أو في الكتابة نفسها، فهنا الأسباب قد تعود لأحد شقين:










      الشق الأول: يتمثل في ضعف أعصاب الأصابع لدى الطفل، وهنا تحتاج للتدريب فقط.


      الشق الثاني: حب الطفل وميله لأشياء أكثر من الكتابة؛ لكونها تأخذ وقتا
      وجهدا كبيرا منه يلهيه عما يحبه، وهنا التوازن بين تعلم سرعة الكتابة
      وحبه للعب يفيد بشكل كبير في حل المشكلة.

      عزيزتي الأم.. يبدو لي أن طفلك بطيء في الكتابة بسبب الشق الثاني، وهو
      رغبته المستمرة في اللعب، واللعب ممارسة يعشقها الأطفال في هذا العمر؛ لذا
      نوصي الأهل والمدرسة بتبني أساليب التعلم باللعب، وهي أساليب ناجحة مع
      الأطفال.










      أساليب تربوية تشجع الطفل على ممارسة الكتابة بشكل أفضل:


      - شاركي طفلك في اللعب لمدة ربع ساعة كل ساعتين، فذلك يساعد طفلك على
      بناء علاقة جيدة وودودة معك، وبذلك تستطيعين ترغيبه في ممارسة الكتابة مرة
      بعد مرة حتى تتطور سرعة الكتابة لديه.

      - هيئي مكانا جميلا ومريحا لطفلك وشاركيه الكتابة لمساعدته على الاستمرار والتعلم.

      - قسمي وقت طفلك للتدرب على سرعة الكتابة فذلك هام جدا، على أن يكون بين الوقت والآخر فترة لعب مسلية مع الطفل.

      - استخدمي أسلوب المكافأة والثناء فهو هام جدا لتطوير الكتابة لدى الطفل، خاصة عندما يختار بنفسه مكافأته.

      - تعاملي مع بطئه في الكتابة بشكل هادئ لا يثير انفعاله ويشعره بأن لديه مشكلة، فيشعر بالعجز والذنب.







      منقول



      يتبع بإذن الله ~



    • بواسطة ام جومانا وجنى
      فكرة المسابقة

       

      كل فريق يتكون من أربع عضوات



      سيكون لكل فريق حقيبة دعوية يختار كل فريق بتشاور والاتفاق بين عضوات الفريق



      على الموضوع الذي سيخرجه لنا من حقيبته الدعوية ولكنّ حرية الاختيار



      ويجمع كل الادوات التي تساعد في الدعوة الى الموضوع الذي تم اختياره والتوعية به وتقدمها بشكل جميل وجذاب: صوتبات //مرئيات// تصاميم//مقالات/مقولات...


       




       

      لا تطرح المعلومات طرحًا تقليديًا، بل تقوم عضوات الفريق بصياغتها بأسلوبٍ دعويٍ جميل
      يقوم الفريق بنفسه بتقسيم العمل على عضواته
      مثلًا عضوات يقمن بتجميع المعلومات، وعضوات أخريات يقمن بترتيبها وصياغتها، عضوات يقمنَ بتصميم ديكور لطرحهنّ، وأخريات يقمنَ بالتنسيق والعرض وأخريات يبحثنّ عن مواد صوتية أو مرئيات أو فلاشات.......... إلخ
      وبعد انتهاء المدّة يقمن بعرض عملهنّ على شكل موضوع
      وبعد انتهاء المسابقة نقوم بعمل تصويت، فتقوم الأخوات الغير مشتركات بالتصويت لأكثر فريق أعجبهنّ عمله


       




       

      مدة المسابقة


       
       
      مدة المُسابقة خمسة عشر يومًا من بداية فتح الورش للفرق

       

       

       

      @
      المحبـــة لله

       

      @
      مريم أم إياس

       

      @
      صـمـتُ الأمــل

       

      @
      هدوء الفجر

       
       
       
       
       
       
      موفقات يا حبيبات~

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×