لوتكلم رمضان
لذرف دموعا غزيرة، ولعجز لسانه عن وصف أناس تاهت بهم دروب الحياة وانغمسوا في الاستمتاع بملذات الدنيا ومباهجها حتى صار لسانهم عاجزا عن ذكر الله عز وجل والتضرع إليه بالدعاء والاستغفار.
ألا تعلم أيها الإنسان بأنني النور الذي أرسله رب العباد ليزيل الغشاوة عن عينيك ويشحن قلبك بزاد التقوى لتتذوق من جديد حلاوة القرب من رب الأنام.
ألا تعلم أن الذكر الذي غفلت عنه أنت كان سببا في إنزال السكينة والثبات على الأفئدة في أصعب أوقات الشدائد مصداقا لقوله تعالى في سورة الأنفال الآية:45: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون).
اعلم أيها الإنسان بأن ما أنت فيه من نعم هو بفضل الله عز وجل، ومن المؤسف حقا أن لا تجد وقتا تخصصه للذكر فتضيع على نفسك الأجر الذي أعده الله سبحانه للذاكرين.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده). رواه مسلم
لو تكلم رمضان
لشعر بالحزن والأسى على أناس هجروا القرآن الكريم فغدت حياتهم بلا معنى، هائمون فيها تغشى أعينهم الضلالة وأفئدتهم أثقلتها الهموم والأحزان ومع ذلك فهم يتساءلون لم نحن على هذه الحال؟ وماذا فعلنا لتصبح أيامنا لا تطاق؟
لو تكلم رمضان
لأخبركم بأن الإنسان عندما يغرس شجيرة صغيرة ويتعهدها بالرعاية والسقي حتى تتفرع جذورها تحت الأرض وتتكاثر أوراقها لتعطي ثمارا لذيذة المذاق، فإن هو أهملها فإن أوراقها تذبل وتموت وتصبح تلك الشجرة عارية وغير قادرة على تقديم شيء.كذلك الشأن بالنسبة لقلب الإنسان، إن هو رعاه بالقرآن وتعهده بالذكر تغمره السكينة والطمأنينة ويتأهب دوما لمواجهة المحن في ثبات وعزيمة ويقين بأن الله عز وجل لا ينسى عباده المخلصين، وإن هو غفل عنه فإنه يترك للشيطان مكانا ليتحكم فيه ويثقله بشتى أنواع الهموم.
اعلم أخي الإنسان بأن في إحدى ليالي العظيمة أنزل خير كتاب على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين لقوله عز وجل في سورة القدرالآيات: 1-2-3: (إنا أنزلناه في ليلة القدر** وما أدراك ما ليلة القدر** ليلة القدر خير من ألف شهر)، وقوله تعالى في سورة البقرة: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان).
وقد تعهده الله عز وجل بالرعاية وحفظه من التحريف وضمنه آيات بينات لتوضح لك أمورك الدينية والدنيوية وكيف تتعامل معها بأسلوب بليغ عجز أبلغ الفصحاء عن الإتيان بمثله فكيف تتخلى عنه وأنت تعلم منزلته الرفيعة ومكانته العظيمة، وكن على يقين بأنك عندما تتخذه أنيسا وملازما لك في السراء والضراء فستغمر قلبك السكينة، وعندما تتلوه تلاوة خاشعة فإنك لن تنسى تلك اللحظات وما أجملها عندما تكون في حضرة الرحمن!
سؤال موجه لحبيباتنا الغاليات
أختي الحبيبة منحك الله عز وجل فرصة أخرى لتنعمي من جديد بذلك الدفء والجو الروحاني اللذين يستشعرهما فؤادك في ليالي رمضان المبارك.
فهل أعددت نفسك لتشكري الله عز وجل وتتقربي منه بالذكر؟
صفي لنا شعورك وأنت تحملين بين يديك كتاب الله عز وجل.
لو تكلم رمضان لنطق بآهات وآلام
وقال:
أين أحفاد الرسول والصحابة الكرام؟
أين من كان زادهم الذكرومتعتهم القيام؟
لو تكلم رمضان لنطق بآهات وآلام
وقال:
أين حفيدات السلف وأمهات الإسلام؟
أين من تعطرت ذاته وجوارحه بالصيام؟
لو تكلم رمضان لنطق بآهات وآلام
ولتصدعت من تنهداته الآذان وهو يسألك
كيف حولتني من شهرصيام وغفران
إلى شهر صيام وتماطل ونكران
لو تكلم رمضان لقال كلاما وكلاما
ولسوف تتمنى الموت وأنت تصغي إلى حديثه
عن سيد الخلق وأصحابه الكرام وعن أمهاتنا العظائم
لو تكلم رمضان فبما أنت مجيبه ياإنسان
كم ختمة أنت خاتمها وكم ركعة قيام أنت راكعها؟
وهل فرائضك بجد أديتها أم التهاون كان نصيبها؟
كم ذكرت وكم شكرت وكم استغفرت
كم......... وكم ...............وكم .............
إذا تكلم رمضان فأجبه بتوبتك ياإنسان
امسح قلبك بقماشة بيضاء وأرسله ليعانق السماء
واقرأ قول الله عز وجل وكن من التوابين
قال الله تعالى : [ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التوابين وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ]
قال الله تعالى :[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ] سورة التحريم
قال الله تعالى :[إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوء بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا] النساء (17)
قال تعالى : [وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا] سورة النساء (الآية:27)
سؤال ترفيهي لقرائنا الكرم
أختي الحبيبة ماذا لو كلمك رمضان؟
أخبرينا إحساسك في تلك اللحظة