اذهبي الى المحتوى
مريم فوزي

مسابقة "حـدائق و أفنان في تدبر القرءان"

المشاركات التي تم ترشيحها

i_af61e4b2ad1.gif

 

الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( التوبة: 79)

 

 

من تفسير السعدى:

 

وهذا أيضاً من مخازى المنافقين، فكانوا ــ قبحهم الله ــ لا يدعون شيئاً من أمور الإسلام والمسلمين

يرون لهم مقالاً إلا قالوا وطعنوا بغياً وعدوانا، فلما حثَّ الله ورسوله على الصدقة،بادر المسلمون

إلى ذلك،وبذلوا من أموالهم كلٌ على حسب حاله، منهم المكثر، ومنهم المقل، فيلمزون المكثر

منهم، بأن قصده بنفقته الرياء والسمعة،وقالوا للمقل الفقير: إن الله غنى عن صدقة هذا،

فأنزل الله تعالى: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ ) أى يعيبون ويطعنون (الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ)

فيقولون: مراءون، قصدهم الفخر والرياء.

( وَ) يلمزون (الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ) فيخرجون ما استطاعوا ويقولون:الله غنى عن صدقاتهم

( فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ).

فقابلهم الله على صنيعهم بأن(سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)::فإنهم جمعوا فى كلامهم

هذا بين عدة محاذير:

 

منها: تتبعهم لأحوال المؤمنين ،وحرصهم على أن يجدوا مقالاً يقولونه فيهم،والله يقول( إِنَّ الَّذِينَ

يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فى الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَليمٌ ).

 

ومنها: طعنهم بالمؤمنين لأجل إيمانهم، كفر بالله تعالى وبغض للدين.

 

ومنها: أن اللمز محرم، بل هو من كبائر الذنوب فى أمور الدنيا، وأما اللمز فى أمر الطاعة فأقبح وأقبح.

 

ومنها: أن من أطاع الله وتطوع بخصلة من خصال الخير، فإن الذى ينبغى [هو] إعانته،وتنشيطه على عمله،

وهؤلاء قصدوا تثبيطهم،بما قالوا فيهم وعابوهم عليه.

 

ومنها: حكمهم على أن من أنفق مالاً كثيراً بأنه مراء، غلط فاحش، وحكم على الغيب ،ورجم بالغيب،

وأى شر أكبر من هذا؟!!

 

ومنها: أن قولهم لصاحب الصدقة القليلة: (الله غنى عن صدقة هذا) كلام مقصوده باطل ، فإن الله غنى

عن صدقة المتصدق بالقليل والكثير، بل وغنى عن أهل السماوات والأرض، ولكنه تعالى أمر العباد بما

هم مفتقرون إليه، فالله ــ وإن كان غنياً عنهم ــ فهم فقراء إليه فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرَاً يَرَهُ وفى هذا

القول من التثبيط عن الخير ما هو ظاهر بين ، ولهذا كان جزاؤهم أن سخر الله منهم،

ولهم عذاب أليم.

 

 

 

تدبر:

 

ـــ عدم لمز المتصدق وإن كانت صدقته قليلة،فهى من توفيق الله له،

وإن كانت الصدقة كبيرة ندعو الله أن نكون مثلهم،

فإن لم نتصدق فلنا الأجر.

ـــ علينا أن نحذر اللمز سواء فى الأمور الدنيوية أو فى الطاعات،

فهى تؤدى إلى سخط الله على من يفعلها.

ــ إذا رأيت الرجل يعمل عمل خير، فلا تظن به الظنون وتقول إنه مرائى،

حتى وإن كان كذلك،فالله أعلم بما فى قلبه،

فلا تحمل ذنوب غيرك وتفرط فى حسناتك.

 

ــ وأخيراً كن للمؤمنين عوناً ولا تجعلهم يُؤْتَوْنَ من قِبَلِك..

تم تعديل بواسطة ~ محبة صحبة الأخيار~
  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

[ قوله تعالى الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم قوله تعالى الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات هذا أيضا من صفات المنافقين . قال قتادة : يلمزون يعيبون . قال : وذلك أن عبد الرحمن بن عوف تصدق بنصف ماله ، وكان ماله ثمانية آلاف فتصدق منها بأربعة آلاف . فقال قوم : ما أعظم رياءه ; فأنزل الله : الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات . وجاء رجل من الأنصار بنصف صبرة من تمره فقالوا : ما أغنى الله عن هذا ; فأنزل الله عز وجل والذين لا يجدون إلا جهدهم الآية . وخرج مسلم عن أبي مسعود قال : أمرنا بالصدقة - قال : كنا [ ص: 139 ] نحامل ، في رواية : على ظهورنا - قال : فتصدق أبو عقيل بنصف صاع . قال : وجاء إنسان بشيء أكثر منه فقال المنافقون : إن الله لغني عن صدقة هذا ، وما فعل هذا الآخر إلا رياء : فنزلت الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم . يعني أبا عقيل ، واسمه الحبحاب . والجهد : شيء قليل يعيش به المقل . والجهد والجهد بمعنى واحد . وقد تقدم . و ( يلمزون ) يعيبون . وقد تقدم . و ( المطوعين ) أصله المتطوعين أدغمت التاء في الطاء ; وهم الذين يفعلون الشيء تبرعا من غير أن يجب عليهم . ( والذين ) في موضع خفض عطف على ( المؤمنين ) . ولا يجوز أن يكون عطفا على الاسم قبل تمامه . و ( فيسخرون ) عطف على ( يلمزون ) . سخر الله منهم خبر الابتداء ، وهو دعاء عليهم . وقال ابن عباس : هو خبر ; أي سخر منهم حيث صاروا إلى النار . ومعنى سخر الله : مجازاتهم على سخريتهم .

تـــــــــــــــــــــــدبـــر

1ان من صفات المنافقين لمز المؤمنين

2يتصدق الانسان حسب مقدرته شرط اخلاص النية لان الانسان يحاسب على نيته فان كانت خيرا فخير وان كانت شرا فشر

3جزى الله الساخرين بالعذاب الاليم

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

@@ميرفت ابو القاسم

جزاك الله خير الجزاء يا حبيبة

و بوركت لتدبرك الجميل

نسأل الله أن يعيذنا من شياطين الإنس و الجن ()

همسة: عذرًا يا حبيبة اطلبي بلاغ تعديل كلمة "صراط" في الآية تدبرك ()

 

@

بارك الرحمن فيك عروس أول مرة أقرأ تفسير البغوي رحمه الله للآية

و جزاك الله خيرًا لتدبرك الجميل ()

 

@ام ال3 اطفال

جزاك الله خيرًا خالتي الحبيبة

 

اللهم آميين آمين ()

 

@@~ محبة صحبة الأخيار~

ومنها: أن اللمز محرم، بل هو من كبائر الذنوب فى أمور الدنيا، وأما اللمز فى أمر الطاعة فأقبح وأقبح.

جزاك الله خيرًا محبة الغالية ()

 

فلا تحمل ذنوب غيرك وتفرط فى حسناتك.

ــ وأخيراً كن للمؤمنين عوناً ولا تجعلهم يُؤْتَوْنَ من قِبَلِك

 

جميل اللهم بارك بارك الرحمن فيك ()

 

@@حفصة ام عمار

مرحبًا بك معنا حفوصة الحبيبة ()

جزاك الله خيرًا و بوركت لتدبرك الجميل

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

i_af61e4b2ad1.gif

بسم الله الرحمن الرحيم

أكرم بقومٍ أكرموا القرءان .. وهبوا له الأرواح و الأبدان

 

لم يبق لنا سوى آيات قليلة، سعداء بكنَّ كثيرًا و حزنٌ على من انشغلت عن تدبر آي الكتاب

نعمة كبيرة أن يوفقك الله لفهم كتابه و تدبره، فاسأليه العمل به و حافظي على النعمة بشكرها فالمداومة عليها

 

فيا باغيات الخير أقبلنّ (:

 

و مع آية جديدة من كتاب ربنا العظيم بحول الله ~

 

قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( النمل: 44)

 

 

مطلوب منكنَّ كما علمتنَّ وضع تفسير الآية

و تدبر جميل من أيديكنَّ ()

 

معكن حتى صباح الثلاثاء بإذن الله عند وضع الآية التي بعدها ()

@@أم يُمنى

@@ميرفت ابو القاسم

@@*إشراقة فجر*

@@زلفى

@@قرموزية

@@خيوط ذهبية

@@ام ال3 اطفال

@

@@...أمينةُ كتاب الله...

@

@@حفصة ام عمار

@@~ محبة صحبة الأخيار~

@تالية القران

ها هو موقع به جميع التفاسير الصحيحة إن شاء الله

 

فتح الله عليكنّ يا حبيبات ()

i_af61e4b2ad2.gif

أي أخت يمكنها المشاركة حتى و إن لم تشارك في الآيات السابقة

بارك الرحمن فيكن (:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( النمل: 44)

 

وقوله : ( قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها ) وذلك أن سليمان ، عليه السلام أمر الشياطين فبنوا لها قصرا عظيما من قوارير ، أي : من زجاج ، وأجرى تحته الماء ، فالذي لا يعرف أمره يحسب أنه ماء ، ولكن الزجاج يحول بين الماشي وبينه . واختلفوا في السبب الذي دعا سليمان ، عليه السلام ، إلى اتخاذه ، فقيل : إنه لما عزم على تزويجها واصطفائها لنفسه ; ذكر له جمالها وحسنها ، ولكن في ساقيها هلب عظيم ، ومؤخر أقدامها كمؤخر الدابة . فساءه ذلك ، فاتخذ هذا ليعلم صحته أم لا ؟ - هذا قول محمد بن كعب القرظي ، وغيره - فلما دخلت وكشفت عن ساقيها ، رأى أحسن الناس وأحسنه قدما ، ولكن رأى على رجليها شعرا ; لأنها ملكة ليس لها بعل فأحب أن يذهب ذلك عنها فقيل لها : الموسى ؟ فقالت : لا أستطيع ذلك . وكره سليمان ذلك ، وقال للجن : اصنعوا شيئا غير الموسى يذهب به هذا الشعر ، فصنعوا له النورة . وكان أول من اتخذت له النورة ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، ومحمد بن كعب القرظي ، والسدي ، وابن جريج ، وغيرهم .

وقال محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن رومان : ثم قال لها : ادخلي الصرح ، ليريها ملكا هو أعز من ملكها ، وسلطانا هو أعظم من سلطانها . فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها ، لا تشك أنه ماء تخوضه ، فقيل لها : إنه صرح ممرد من قوارير . فلما وقفت على سليمان ، دعاها إلى عبادة الله وعاتبها في عبادتها الشمس من دون الله .

وقال الحسن البصري : لما رأت العلجة الصرح عرفت - والله - أن قد رأت ملكا أعظم من ملكها .

وقال محمد بن إسحاق ، عن بعض أهل العلم ، عن وهب بن منبه قال : أمر سليمان بالصرح ، وقد عملته له الشياطين من زجاج ، كأنه الماء بياضا . ثم أرسل الماء تحته ، ثم وضع له فيه سريره ، فجلس عليه ، وعكفت عليه الطير والجن والإنس ، ثم قال : ادخلي الصرح ، ليريها ملكا هو أعز من ملكها ، وسلطانا هو أعظم من سلطانها ( فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها ) ، لا تشك أنه ماء تخوضه ، قيل لها : ( إنه صرح ممرد من قوارير ) ، فلما وقفت على سليمان ، دعاها إلى عبادة الله ، عز وجل ، وعاتبها في عبادتها الشمس من دون الله . فقالت بقول الزنادقة ، فوقع سليمان ساجدا إعظاما لما قالت ، وسجد معه الناس ، فسقط في يديها حين رأت سليمان صنع ما صنع ، فلما رفع سليمان رأسه قال : ويحك ! ماذا قلت ؟ - قال : وأنسيت ما قالت فقالت : ( رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ) ، فأسلمت وحسن إسلامها .

 

الفائدة :

 

علينا أن نتفق بداية ً أن قصص الأنبياء أخبرنا الله عز وجل بها حتى نقتدى ونتعظ ونتعلم ونقلد الأنبياء فى مواقفهم إذا مر علينا مايشبهها

 

وهذه الآية تعلمنا من نبينا سليمان ( عليه السلام ) كيف نبرع ونبتكر فى إظهار العزة فى مقابلة أهل الكفر ولو كانوا ملوكا

 

فقد أبهرها بما يشبه قصرها ولكن بأعلى ماتتخيل فأيقنت أنها أمام نبى ليس ملكا وحسب

 

هنا تسرى فى جسدها رعدة ظلمها لنفسها فتريد أن تنجو فتسلم ليس لسليمان (عليه السلام )

 

يالروعة التعبير القرآنى تسلم مع سليمان لله رب العالمين

 

وكفى بالإسلام نعمة

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أستأذنكم حبيباتى بقبول المشاركة بالآيتين اللتين فاتتنى حتى لايفوتنى خير التدبر وإن لم تـُقيـّم فى المسابقة

 

 

الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( التوبة: 79)

 

هذا بيان لحال أولئك المنافقين في جملتهم مع المؤمنين في جملتهم فيما كان من أمرهم في الصدقات للجهاد ; إذ لم يقف المنافقون عند حد بخلهم وتخلفهم ، بل تعدوه إلى لمز المؤمنين وذمهم ، بما بذله غنيهم وفقيرهم ، ولحكم من تردوا في هذه الهاوية من النفاق ، وهو أنه لم يعد لهم أدنى حظ من التلبس بالإسلام ، ولا أدنى نفع من استغفار الرسول ودعائه لهم ; لرسوخهم في الكفر بالله ورسوله ، وعدم الرجاء في إيمانهم ، قال عز وجل : الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم أي : أولئك هم الذين يلمزون المتطوعين من المؤمنين ويعيبونهم في أمر الصدقات التي هي أظهر آيات الإيمان - أو أعني بما ذكر من الذم الذين يلمزون المتطوعين ، أدغمت التاء في الطاء فهي كالمطهرين بتشديد الطاء والمتطهرين ، والتطوع في العبادة : ما زاد على الفريضة ، والصدقات جمع صدقة تطلق على الأنواع والأفراد منها . وقوله : في الصدقات كقوله : ومنهم من يلمزك في الصدقات ( 58 ) ولكن اللمز هنالك في قسمتها ، وهاهنا في صفة أدائها ومقدارها ، والنية فيها ، كما يذكر في سبب النزول قريبا . وقال المفسرون : إنه متعلق بـ ( يلمزون ) ولا يجوز تعلقه بـ ( المطوعين ) للفصل بكونهم من المؤمنين ، وهذا الفصل ليس بأجنبي بل هو بيان للمطوعين ، ولكن التطوع واللمز كلاهما يتعديان بـ " الباء " [ ص: 486 ] لا بـ " في " فلا بد من التقدير كما فعلنا . والمتطوعون والمطوعة يطلق على الذين يتبرعون بالجهاد والغزو من تلقاء أنفسهم بدون أن يدعوهم الإمام أو السلطان لذلك بالتعيين ، وتكون نفقتهم من بيت المال ، هذا هو المعنى الاصطلاحي ، والمتطوعون بالحرب في هذا العصر تتولى نفقتهم إدارة العسكر من مال الحكومة ; إذ لا يمكنهم في النظام العسكري الحديث أن يتولوا أمر النفقة على أنفسهم .

 

والتطوع في أصل اللغة : تكلف الطاعة أو الإتيان بما في الطوع من العمل ، وقد يطلق في اللغة على ما يعم الواجب ، كما قيل في تفسير آية السعي بين الصفا والمروة : ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم ( 2 : 158 ) واستعمل في القرآن والحديث بمعنى النفل ، أي : الزيادة على الواجب . قال تعالى في آيات الصيام : وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له ( 2 : 184 ) أي : فمن زاد في الفدية على طعام مسكين واحد ، وفي الصيام على شهر رمضان فهو خير له ، وفي حديث الأعرابي المستفيض في كتب الفقه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما ذكر له الصلوات الخمس وصيام رمضان ، وشرائع الإسلام ، وسأله هل عليه غيرها ؟ قال له ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " لا ، إلا أن تطوع " أي : تتطوع وتتبرع من تلقاء نفسك .

 

ولا يظهر كون التطوع هنا بمعنى التبرع بالغزو ; إذ الكلام خاص بغزوة تبوك ، وقد تقدم أن النفر إليها كان واجبا على كل من قدر عليه ; لأن الله قد استنفر المؤمنين لها ، ووبخ المتثاقلين عنها ، وقال : انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ( 41 ) ولكن يصح أن يكون المراد بالمطوعين ما يدل عليه المعنى اللغوي العام ، وهم الذين نفروا للجهاد بأموالهم وأنفسهم طاعة لله ولرسوله من غير أن يكره أحد منهم على ذلك أو يطلب بشخصه له . وأظهر منه أن يراد هنا التطوع بالصدقات وهو المختار عندنا ، على أن اللمز واقع في شأنها وما يتعلق بصفتها ومقدارها ، لا متعلق بها نفسها ، وهو الواقع المعقول والمنقول في سبب النزول الآتي .

 

والذين لا يجدون إلا جهدهم أي : ويلمزون الذين لا يجدون إلا جهدهم ، والجهد بالضم والفتح : الطاقة ، وهي أقصى ما يستطيعه الإنسان ، مأخوذ من طاقة الحبل وهي الفتلة الواحدة والفتيل من الفتل التي يتألف منها ، وتسمى قوة ، وجمعها قوى - كما بيناه في تفسير : وعلى الذين يطيقونه فدية ( 2 : 184 ) من آيات الصيام . والمراد بهم الفقراء الذين تصدقوا بقليل هو مبلغ جهدهم وآخر طاقتهم ، وعطفهم على المطوعين من عطف الخاص على العام تنويها بهم ; لأن مجال لمزهم وعيبهم عند المنافقين أوسع ، والسخرية منهم في عرفهم أشد ، وإن [ ص: 487 ] كانوا أجدر بالثناء والإكبار عند المؤمنين ، ولذلك قيل : إنهم هم المراد بقوله تعالى : فيسخرون منهم أي : يستهزئون بهم احتقارا لما جاءوا به وعدا له من الحماقة والجنون في الدين ، وقيل : إنه عام يشمل المكثرين والمقلين .

 

قال تعالى في بيان جزاء هؤلاء اللامزين الساخرين : سخر الله منهم ولهم عذاب أليم هذا التعبير يسمى مشاكلة ، وما هو إلا العدل في جزاء المماثلة ، أي : جزاهم بمثل ذنبهم فجعلهم سخرية للمؤمنين وللناس أجمعين ، بفضيحته لهم في هذه السورة ببيان هذا الخزي وغيره من مخازيهم وعيوبهم ، ولهم فوقه عذاب أليم . تقدم بيانه في هذا السياق بهذا اللفظ وغيره .

 

لا يتجلى المراد من هذه الآية إلا ببيان ما نزلت فيه ، ومن نزلت فيهم ، وقد روي فيه عدة روايات في الصحاح والسنن والتفسير المأثور . أخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي مسعود البدري ـ رضي الله عنه ـ قال : لما أمرنا بالصدقة كنا نتحامل فجاء أبو عقيل بنصف صاع ، وجاء إنسان بأكثر منه ، فقال المنافقون : إن الله غني عن صدقة هذا ، وما فعل الآخر هذا إلا رياء ، فنزلت : الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم الآية .

 

هذا لفظ البخاري في كتاب التفسير ، وقال في الزكاة : لما نزلت آية الصدقة إلخ . وفي رواية : كنا نتحامل على ظهورنا ، قال الحافظ في تفسير " نتحامل " من فتح الباري : أي : يحمل بعضنا لبعض بالأجرة ، وقال صاحب المحكم : تحامل في الأمر تكلفه على مشقة ، ومنه تحامل على فلان أي : كلفه ما لا يطيق ، وذكر الروايات في اسم أبي عقيل ولقبه - وهو الحبحاب - وما ورد فيه ، ثم لخص الروايات في ذلك بما نختاره على ما جمعه السيوطي في الدر المنثور لبيان طرقه وصفته فقال : وروى البزار من طريق عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : تصدقوا فإني أريد أن أبعث بعثا قال : فجاء عبد الرحمن بن عوف فقال : يا رسول الله عندي أربعة آلاف ، ألفين أقرضهما ربي ، وألفين أمسكهما لعيالي ، فقال : " بارك الله لك فيما أعطيت وفيما أمسكت " قال : وبات رجل من الأنصار فأصاب صاعين من تمر - الحديث - قال البزار : لم يسنده إلا طالوت ابن عباد عن أبي عوانة عن عمر ، قال : وحدثناه أبو كامل عن أبي عوانة فلم يذكر أبا هريرة فيه ، وكذلك أخرجه عبد بن حميد عن يونس بن محمد عن أبي عوانة ، وأخرجه ابن أبي حاتم والطبري وابن مردويه من طرق أخرى عن أبي عوانة مرسلا ، وذكره ابن إسحاق في المغازي بغير إسناد . وأخرجه الطبري من طريق يحيى بن أبي كثير ، ومن طريق سعيد عن قتادة [ ص: 488 ] وابن أبي حاتم من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة والمعنى واحد ، قال : وحث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الصدقة ، يعني في غزوة تبوك ، فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف فقال : يا رسول الله مالي ثمانية آلاف جئتك بنصفها ، وأمسكت نصفها ، فقال : " بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت " وتصدق يومئذ عاصم بن عدي بمائة وسق من تمر ، وجاء أبو عقيل بصاع من تمر - الحديث . وكذا أخرجه الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس نحوه ، ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعين أوقية من ذهب بمعناه ، وعند عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس قال : جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعمائة أوقية من ذهب فقال : إن لي ثمانمائة أوقية من ذهب - الحديث ، وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة فقال : ثمانية آلاف دينار ، ومثله لابن أبي حاتم من طريق مجاهد ، وحكى عياض في " الشفاء " أنه جاء يومئذ بتسعمائة بعير . وهذا اختلاف شديد في القدر الذي أحضره عبد الرحمن بن عوف ، وأصح الطرق فيه ثمانية آلاف درهم ، وكذلك أخرجه ابن أبي حاتم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أو غيره والله أعلم ، ووقع في معاني الفراء أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حث الناس على الصدقة ، فجاء عمر بصدقة وعثمان بصدقة عظيمة ، وبعض أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعني عبد الرحمن بن عوف ، ثم جاء أبو عقيل بصاع من تمر فقال المنافقون : ما أخرج هؤلاء صدقاتهم إلا رياء . وأما أبو عقيل فإنما جاء بصاعه ليذكر بنفسه ، فنزلت . ولابن مردويه من طريق أبي سعيد فجاء عبد الرحمن بن عوف بصدقته وجاء المطوعون من المؤمنين الحديث اهـ .

 

الفائدة :

 

لاتستهين وتلمز أخيك المتطوع بالقليل فرب درهم سبق ألف درهم

 

والعبرة بمن صدق لا من سبق فقد تحتاج ان ياخذ بيدك للجنة أخيك المتصدق بالقليل

 

جميعنا يقدم عباداته لله فمن أدراك أنه قبل منك أم لا .. نسأل الله الصدق والإخلاص فى النية والقول والعمل

 

ونسأله جل وعلا قبول أعمالنا القليلة ويربيها لنا حتى تصير جبالا من حسنات بمنه وكرمه

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

( وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير ( 3 ) )

 

قال أبو جعفر : يقول ، تعالى ذكره : ثم فصلت آياته ، بأن لا تعبدوا إلا الله ، وبأن استغفروا ربكم . ويعني بقوله : ( وأن استغفروا ربكم ) ، وأن اعملوا أيها الناس من الأعمال ما يرضي ربكم عنكم ، فيستر عليكم عظيم ذنوبكم التي ركبتموها بعبادتكم الأوثان والأصنام ، وإشراككم الآلهة والأنداد في عبادته .

 

وقوله : ( ثم توبوا إليه ) ، يقول : ثم ارجعوا إلى ربكم بإخلاص العبادة له دون ما سواه من سائر ما تعبدون من دونه بعد خلعكم الأنداد وبراءتكم من عبادتها .

 

ولذلك قيل : ( وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه ) ، ولم يقل : " وتوبوا إليه " ، لأن " التوبة " معناها الرجوع إلى العمل بطاعة الله ، والاستغفار : استغفار من الشرك الذي كانوا عليه مقيمين ، والعمل لله لا يكون عملا له إلا بعد ترك الشرك به ، فأما الشرك فإن عمله لا يكون إلا للشيطان ، فلذلك أمرهم تعالى ذكره بالتوبة إليه بعد الاستغفار من الشرك ، لأن أهل الشرك كانوا يرون أنهم يطيعون الله بكثير من أفعالهم ، وهم على شركهم مقيمون .

 

وقوله : ( يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ) ، يقول تعالى ذكره للمشركين الذين خاطبهم بهذه الآيات : استغفروا ربكم ثم توبوا إليه ، فإنكم إذا فعلتم ذلك [ ص: 230 ] بسط عليكم من الدنيا ورزقكم من زينتها ، وأنسأ لكم في آجالكم إلى الوقت الذي قضى فيه عليكم الموت .

 

وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل .

 

ذكر من قال ذلك :

 

17928 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد عن قتادة قوله : ( يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ) ، فأنتم في ذلك المتاع ، فخذوا بطاعة الله ومعرفة حقه ، فإن الله منعم يحب الشاكرين ، وأهل الشكر في مزيد من الله ، وذلك قضاؤه الذي قضى .

 

وقوله : ( إلى أجل مسمى ) ، يعني الموت .

 

17929 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : ( إلى أجل مسمى ) ، قال : الموت .

 

17930 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد عن قتادة قوله : ( إلى أجل مسمى ) ، وهو الموت .

 

17931 - حدثنا الحسن قال أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن قتادة : ( إلى أجل مسمى ) ، قال : الموت .

 

وأما قوله : ( ويؤت كل ذي فضل فضله ) فإنه يعني : يثيب كل من تفضل بفضل ماله أو قوته أو معروفه على غيره محتسبا بذلك ، مريدا به وجه الله ، أجزل ثوابه وفضله في الآخرة ، كما :

 

17932 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا [ ص: 231 ] عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : ( ويؤت كل ذي فضل فضله ) ، قال : ما احتسب به من ماله ، أو عمل بيده أو رجله ، أو كلمة ، أو ما تطوع به من أمره كله .

 

17933 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال

 

17934 - . . . . وحدثنا إسحاق قال : حدثنا عبد الله عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ، بنحوه إلا أنه قال : أو عمل بيديه أو رجليه وكلامه ، وما تطول به من أمره كله .

 

17935 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد بنحوه إلا أنه قال : وما نطق به من أمره كله .

 

17936 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد عن قتادة : ( ويؤت كل ذي فضل فضله ) ، أي : في الآخرة .

 

وقد روي عن ابن مسعود أنه كان يقول في تأويل ذلك ما :

 

17937 - حدثت به عن المسيب بن شريك عن أبي بكر عن سعيد بن جبير عن ابن مسعود في قوله : ( ويؤت كل ذي فضل فضله ) ، قال : من عمل سيئة كتبت عليه سيئة ، ومن عمل حسنة كتبت له عشر حسنات . فإن عوقب بالسيئة التي كان عملها في الدنيا بقيت له عشر حسنات . وإن لم يعاقب بها في الدنيا أخذ من الحسنات العشر واحدة ، وبقيت له تسع حسنات . ثم يقول : هلك من غلب آحاده أعشاره .

 

وقوله : ( وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير ) ، يقول ، تعالى ذكره : وإن أعرضوا عما دعوتهم إليه ، من إخلاص العبادة لله ، وترك عبادة [ ص: 232 ] الآلهة ، وامتنعوا من الاستغفار لله والتوبة إليه ، فأدبروا مولين عن ذلك ، ( فإني ) أيها القوم ، ( أخاف عليكم عذاب يوم كبير ) ، شأنه ، عظيم هوله ، وذلك يوم تجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون .

 

وقال جل ثناؤه : ( وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير ) ، ولكنه مما قد تقدمه قول ، والعرب إذا قدمت قبل الكلام قولا خاطبت ، ثم عادت إلى الخبر عن الغائب ، ثم رجعت بعد إلى الخطاب ، وقد بينا ذلك في غير موضع ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .

 

الفائدة :

 

عظيم أجر الاستغفار عن سائر التسابيح والذكر ففيه إقرار من العبد أنه دائما على خطأ يريد أن يبرأ منه بالاستغفار

 

لذا إذا استعرضنا أجر الاستغفار فى كل آى القرآن الكريم لرأينا عجبا ومنا وفضلا عظيما من المولى عز وجل

 

الاستغفار ــــ يرسل السماء عليكم مدرارا ــ يمددكم بأموال ــ وبنين ــ ويجعل لكم جنات ــ ويجعل لكم أنهارا

ــــــــــــــــ

ويزيدكم قوة إلى قوتكم ـــ وهنا ... يمتعكم متاعا حسنا ــ ويؤت كل ذى فضل فضله

 

ما هذه العطايا والمنح الإلهية لمجرد أنك تستغفر ..سبحان الله العبادات سهلة يسيرة

 

فقط قف بباب ربك واستغفر واسأل الله من فضله وكرمه .. اللهم لك الحمد حتى ترضى على نعمة الاستغفار

 

أستغفر الله العظيم وأتوب إليه

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

i_af61e4b2ad1.gif

 

قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( النمل: 44)

 

من تفسير السعدى:

 

إن سليمان أراد أن ترى من سلطانه ما يبهر العقول فأمرها أن تدخل الصرح وهى المجلس المرتفع

المتسع، وكان مجلساً من قوارير تجرى من تحته الأنهار.

فــــ (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً ) ماء لأن القوارير شفافة، يرى الماء الذى تحتها،

كأنه بذاته يجرى ليس دونه شيء، ( وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا) للخياضة ،وهذا أيضاً من عقلها وأدبها،

فإنها لم تمتنع من الدخول للمحل الذى أمرت بدخوله، لعلمها أنها لم تستدع إلا للإكرام، وأن

ملك سليمان وتنظيمه قد بناه على الحكمة، ولم يكن فى قلبها أدنى شك من حالة

السوء بعد ما رأت ما رأت.

فلما استعدت للخوض قيل لها: إنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ أى: مملس من قوارير فلا حاجة منكِ لكشف

الساقين، فحينئذ لما وصلت إلى سليمان وشاهدت ما شاهدت، وعلمت نبوته ورسالته،

تابت ورجعت عن كفرها،و (قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ).

 

 

تدبر:

 

إذا رأيت الحق فاتَّبِعْه،فتلك هى صفة المؤمن الذى

يبحث عن النجاة، ولا تتركه كبراً، وعزة نفس فتهلك،

فالحق أحق أن يُتَّبَعْ.

تم تعديل بواسطة ~ محبة صحبة الأخيار~
  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

من تفسير الطبري

ذكر أن سليمان لما أقبلت صاحبة سبأ تريده ، أمر الشياطين فبنوا له صرحا ، وهو كهيئة السطح من قوارير ، وأجرى من تحته الماء ليختبر عقلها بذلك ، وفهمها على نحو الذي كانت تفعل هي من توجيهها إليه الوصائف والوصفاء ليميز بين الذكور منهم والإناث معاتبة بذلك كذلك . [ ص: 473 ]

 

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن بعض أهل العلم ، عن وهب بن منبه ، قال : أمر سليمان بالصرح ، وقد عملته له الشياطين من زجاج كأنه الماء بياضا ، ثم أرسل الماء تحته ، ثم وضع له فيه سريره ، فجلس عليه ، وعكفت عليه الطير والجن والإنس ، ثم قال : ( ادخلي الصرح ) ليريها ملكا هو أعز من ملكها ، وسلطانا هو أعظم من سلطانها ( فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها ) لا تشك أنه ماء تخوضه ، قيل لها : ادخلي إنه صرح ممرد من قوارير ; فلما وقفت على سليمان دعاها إلى عبادة الله ونعى عليها في عبادتها الشمس دون الله ، فقالت بقول الزنادقة ، فوقع سليمان ساجدا إعظاما لما قالت ، وسجد معه الناس ; وسقط في يديها حين رأت سليمان صنع ما صنع ; فلما رفع سليمان رأسه قال : ويحك ماذا قلت ؟ قال : وأنسيت ما قالت : ، فقالت : ( رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ) وأسلمت ، فحسن إسلامها .

 

وقيل : إن سليمان إنما أمر ببناء الصرح على ما وصفه الله ، لأن الجن خافت من سليمان أن يتزوجها ، فأرادوا أن يزهدوه فيها ، فقالوا : إن رجلها رجل حمار ، وإن أمها كانت من الجن ، فأراد سليمان أن يعلم حقيقة ما أخبرته الجن من ذلك .

 

ذكر من قال ذلك :

 

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، عن أبي معشر ، عن محمد بن كعب القرظي ، قال : قالت الجن لسليمان تزهده في بلقيس : إن رجلها رجل حمار ، وإن أمها كانت من الجن . فأمر سليمان بالصرح ، فعمل ، فسجن فيه دواب البحر : الحيتان ، والضفادع ; فلما بصرت بالصرح قالت : ما وجد ابن داود عذابا يقتلني به إلا الغرق ؟ ( حسبته لجة وكشفت عن ساقيها ) قال : فإذا أحسن الناس ساقا وقدما . قال : فضن سليمان بساقها عن الموسى ، قال : فاتخذت النورة بذلك السبب .

 

وجائز عندي أن يكون سليمان أمر باتخاذ الصرح للأمرين الذي قاله وهب ، والذي قاله محمد بن كعب القرظي ، ليختبر عقلها ، وينظر إلى ساقها وقدمها ، ليعرف صحة ما قيل له فيها .

 

وكان مجاهد يقول - فيما ذكر عنه في معنى الصرح - ما حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : [ ص: 474 ] ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( الصرح ) قال : بركة من ماء ضرب عليها سليمان قوارير ألبسها . قال : وكانت بلقيس هلباء شعراء ، قدمها كحافر الحمار ، وكانت أمها جنية .

 

حدثني أحمد بن الوليد الرملي ، قال : ثنا هشام بن عمار ، قال : ثنا الوليد بن مسلم ، عن سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن النضر بن أنس ، عن بشير بن نهيك ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كان أحد أبوي صاحبة سبأ جنيا " .

تم تعديل بواسطة ام ال3 اطفال
  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تابع تفسير الطبري رحمه الله

 

قال : ثنا صفوان بن صالح ، قال : ثني الوليد ، عن سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن بشير بن نهيك ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يذكر النضر بن أنس .

 

وقوله : ( فلما رأته حسبته لجة ) يقول : فلما رأت المرأة الصرح حسبته لبياضه واضطراب دواب الماء تحته لجة بحر كشفت من ساقيها ; لتخوضه إلى سليمان .

 

ونحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

 

ذكر من قال ذلك :

 

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا أبو سفيان ، عن معمر ، عن قتادة : ( قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة ) قال : وكان من قوارير ، وكان الماء من خلفه فحسبته لجة .

 

قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قوله : ( حسبته لجة ) قال : بحرا .

 

حدثنا عمرو بن علي ، قال : ثنا ابن سوار ، قال : ثنا روح بن القاسم ، عن عطاء بن السائب ، عن مجاهد ، في قوله : ( وكشفت عن ساقيها ) فإذا هما شعراوان ، فقال : ألا شيء يذهب هذا ؟ قالوا : الموسى ، قال : لا الموسى له أثر ، فأمر بالنورة فصنعت .

 

حدثني أبو السائب ، قال : ثنا حفص ، عن عمران بن سليمان ، عن عكرمة وأبي صالح قالا : لما تزوج سليمان بلقيس قالت له : لم تمسني حديدة قط ، قال سليمان للشياطين : انظروا ما يذهب الشعر ؟ قالوا : النورة ، فكان أول من صنع النورة . [ ص: 475 ]

 

وقوله : ( إنه صرح ممرد من قوارير ) يقول جل ثناؤه : قال سليمان لها : إن هذا ليس ببحر ، إنه صرح ممرد من قوارير ، يقول : إنما هو بناء مبني مشيد من قوارير .

 

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

 

ذكر من قال ذلك :

 

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج : ( ممرد ) قال : مشيد .

 

وقوله : ( قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان ) . . . الآية ، يقول تعالى ذكره : قالت المرأة صاحبة سبأ : رب إني ظلمت نفسي في عبادتي الشمس ، وسجودي لما دونك ( وأسلمت مع سليمان لله ) تقول : وانقدت مع سليمان مذعنة لله بالتوحيد ، مفردة له بالألوهة والربوبية دون كل من سواه .

 

وكان ابن زيد يقول في ذلك ما حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في : ( حسبته لجة ) قال : ( إنه صرح ممرد من قوارير ) فعرفت أنها قد غلبت ( قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ) .

تدبر:1: التبين مهم قال الله إذا جاءكم فاسق بنإ فتبينوا 2: التوبة والرجوع للحق 3 : الاعتراف بالخطأ

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ا

في سبيل ثقافة قرآنية : ( و كشـفت عن ساقيها ) النمل 44

منَ العجيب و الغريب تشويه سُمعة نبيّ و رسول من رسل الله ، هو سليمان عليه السلام ، بأنْ نقول عنه مثل ما قالت عنه [ التوراة البابليّة ] ، منْ أنّه عمِل حيلة و تمويه في أرض قصره في القدس ، كيْ تكشف له امرأة غريبة و محرّمة عليه عن ساقيها ، فهل هذه أخلاق و تصرّفات نبيّ ؟ ! فاتّقوا الله في الرجل الذي قال عنه الله :

( نِعْـمَ العبْد إنّـه أوّاب )ص 30

و الحقيقة هي :

المشكلة تكمن في عدَم فهمنا للمُصطلحات اللغويّة للقبائل العربيّة ، و التي نزل القرآن الكريم بمصطلحات سبْع قبائل منها .

ففي قبيلة [ هُذَيل ] العربية ، إذا قيل [ كشَف الأمْرُ عن ساقه ] فهذه العبارة تعني [ اشتدّ الهول ] ، أو عندما نقول [ أسْلم ساقه للريح ] فهذا يعني [ هرب ] ، و ليس وضع ساقه في تيّار هواء .

و في هذا السياق يجب أنْ نفهم قوله تعالى ( يومَ يُكْشف عن

ساقٍ و يُدعون إلى السجود ) القلم42 ، أيْ : يوم يشتدّ الهول [ يوم القيامة ] يُدعون إلى السجود ، فلا يستطيعون ، و بنفس المعنى قال تعالى عن المتوفّى ( و الْتفّت الساق بالساق إلى ربّك يومئـذٍ المساق ) القيامة 29 ، أي : اشتدّ الهول على الميّت لحظة مساقه إلى ربّه .

نعـود لقصّـة سُليمان عليه السلام مع ملكة سـبأ :

لقـد كان سليمان في معسكرٍ بوادي النمل [ وادي عَربة جنوب البحر الميّت ] و لـم يكن في القدس ، و هذا ما أوضحته بداية القصّة في سورة النمل ، و كان سُليمان قد بنى [ صـرْح ] ضخم جدّاً من الزجاج [ على شكل القوارير ] في ذلك الوادي بالصحراء .

( قيْل لها أدخلي الصـرْح ) النمل 44 ، أي كانت لا تزال [ خارج الصـرْح ] و ليستْ داخله ، ( فلمّا رأتْه حسـبتْه لُـجّةً ) النمل 44، أي رأتْ [ الصرْح الضخم ] حسبتْه بلا نهاية لضخامته ، ( و كشـفتْ عن سـاقيْها ) النمل 44 ، أيْ : طار صوابُها و اشتدّ هولها ، لهذا الصرْح الضخم في هذا المكان بوادي النمل ، و الجواب واضح في قول سليمان : ( قال إنّه صـرْح مُـمـرّدٌ منْ قوارير ) النمل 44 ، و كلمة [ صرْح ] تعني البناء الشاهق الضخْم ، و ليس أرْض زجاج ، و كلمة [ مُـمرّد ] : من [ المارد ] أي : الضخم جدّاً ، منْ قوارير الزجاج .

و الغريب و الطريف ، و بما أنّنا أمّة عندها [ هوَسٌ ] شديد في كشْف عورات النساء ، فقدْ فهمنا [ كشْف الساق ] كمـا فهمه [ صاحبنا الشاعر ] الذي [ قامت قيامته ] عندما كشفت له حبيبته عن ساقها فقال :

و رأيتها في البيت تكْشف مرّةً ... عنْ ساقها كاللؤلؤ البرّاق

لا تعجبوا إن قام فيه قيـامتي .... إنّ القيامة يوم كشْف الساق

 

لباحث م/ علي منصور كيالي

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44)

ذُكر أن سليمان لما أقبلت صاحبة سبإ تريده, أمر الشياطين فبنوا له صرحا, وهو كهيئة السطح من قوارير, وأجرى من تحته الماء ليختبر عقلها بذلك, وفهمها على نحو الذي كانت تفعل هي من توجيهها إليه الوصائف والوصفاء ليميز بين الذكور منهم والإناث معاتبة بذلك كذلك.

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق, عن بعض أهل العلم, عن وهب بن منبه, قال: أمر سليمان بالصرح, وقد عملته له الشياطين من زجاج كأنه الماء بياضا, ثم أرسل الماء تحته, ثم وضع له فيه سريره, فجلس عليه, وعكفت عليه الطير والجنّ والإنس, ثم قال: (ادْخُلِي الصَّرْحَ ) ليريها مُلكا هو أعزُ من ملكها, وسلطانا هو أعظم من سلطانها(فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا ) لا تشكُّ أنه ماء تخوضه, قيل لها: ادخلي إنه صرح ممرّد من قوارير; فلما وقفت على سليمان دعاها إلى عبادة الله ونعى عليها في عبادتها الشمس دون الله, فقالت بقول الزنادقة, فوقع سليمان ساجدا إعظاما لما قالت, وسجد معه الناس; وسقط في يديها حين رأت سليمان صنع ما صنع; فلما رفع سليمان رأسه قال: ويحك ماذا قلت؟ قال: وأُنْسِيت ما قالت: , فقالت: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) وأسلمت, فحسن إسلامها.

وقيل: إن سليمان إنما أمر ببناء الصرح على ما وصفه الله, لأن الجنّ خافت من سليمان أن يتزوّجها, فأرادوا أن يزهدوه فيها, فقالوا: إن رجلها رجل حمار, وإن أمها كانت من الجنّ, فأراد سليمان أن يعلم حقيقة ما أخبرته الجنّ من ذلك.

*ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن أبي معشر, عن محمد بن كعب القرظيّ, قال: قالت الجنّ لسليمان تزهِّده في بلقيس: إن رجلها رجل حمار, وإن أمها كانت من الجنّ. فأمر سليمان بالصرح, فعُمِل, فسجن فيه دواب البحر: الحيتان, والضفادع; فلما بصرت بالصرح قالت: ما وجد ابن داود عذابا يقتلني به إلا الغرق؟(حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا ) قال: فإذا أحسن الناس ساقا وقدما. قال: فضنّ سليمان بساقها عن الموسى, قال: فاتخذت النورة بذلك السبب.

وجائز عندي أن يكون سليمان أمر باتخاذ الصرح للأمرين الذي قاله وهب, والذي قاله محمد بن كعب القرظيّ, ليختبر عقلها, وينظر إلى ساقها وقدمها, ليعرف صحة ما قيل له فيها.

وكان مجاهد يقول -فيما ذكر عنه في معنى الصرح- ما حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: &; 19-474 &; ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( الصرْحَ ) قال: بركة من ماء ضرب عليها سليمان قوارير ألبسها. قال: وكانت بلقيس هلباء شعراء, قدمها كحافر الحمار, وكانت أمها جنية.

حدثني أحمد بن الوليد الرملي, قال: ثنا هشام بن عمار, قال: ثنا الوليد بن مسلم, عن سعيد بن بشير, عن قَتادة, عن النضر بن أنس, عن بشير بن نهيك, عن أبي هريرة, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كان أحد أبوي صاحبة سبإ جنبا ".

قال: ثنا صفوان بن صالح, قال: ثني الوليد, عن سعيد بن بشير, عن قَتادة, عن بشير بن نهيك, عن أبي هريرة, عن النبيّ صلى الله عليه وسلم, ولم يذكر النضر بن أنس.

وقوله: (فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً ) يقول: فلما رأت المرأة الصرح حسبته لبياضه واضطراب دواب الماء تحته لجة بحر كشفت من ساقيها؛ لتخوضه إلى سليمان.

ونحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

*ذكر من قال ذلك:

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا أبو سفيان, عن معمر, عن قَتادة: (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً ) قال: وكان من قوارير, وكان الماء من خلفه فحسبته لجة.

قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قوله: (حَسِبَتْهُ لُجَّةً ) قال: بحرا.

حدثنا عمرو بن عليّ, قال: ثنا ابن سوار, قال: ثنا روح بن القاسم, عن عطاء بن السائب, عن مجاهد, في قوله: (وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا ) فإذا هما شعراوان, فقال: ألا شيء يذهب هذا؟ قالوا: الموسى, قال: لا الموسى له أثر, فأمر بالنورة فصنعت.

حدثني أبو السائب, قال: ثنا حفص, عن عمران بن سليمان, عن عكرمة وأبي صالح قالا لما تزوّج سليمان بلقيس قالت له: لم تمسني حديدة قطّ، قال سليمان للشياطين: انظروا ما يُذهب الشعر؟ قالوا: النورة, فكان أوّل من صنع النورة.

وقوله: (إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ ) يقول جلّ ثناؤه: قال سليمان لها: إن هذا ليس ببحر, إنه صرح ممرّد من قوارير, يقول: إنما هو بناء مبني مشيد من قوارير.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

*ذكر من قال ذلك:

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج: ( مُمَرَّدٌ ) قال: مشيد.

وقوله: (قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ )... الآية, يقول تعالى ذكره: قالت المرأة صاحبة سبإ: رب إني ظلمت نفسي في عبادتي الشمس, وسجودي لما دونك (وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ ) تقول: وانقدت مع سليمان مذعنة لله بالتوحيد, مفردة له بالألوهة والربوبية دون كل من سواه.

وكان ابن زيد يقول في ذلك ما حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد في: (حَسِبَتْهُ لُجَّةً ) قال: (إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ ) فَعرفت أنها قد غلبت (قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ).

 

ابن كثير

تم تعديل بواسطة ميرفت ابو القاسم
  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم يأخت صمت الامل وجزاك الله خيرا كيف أشارك فى المسابقه أرجوا التوضيح وهل لها وقت معين ؟

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

 

@@أم يُمنى

والعبرة بمن صدق لا من سبق فقد تحتاج ان ياخذ بيدك للجنة أخيك المتصدق بالقليل

 

جميل خالتي الحبيبة بارك الرحمن فيك و جزاك الله خير الجزاء

 

@@~ محبة صحبة الأخيار~

بوركت يا حبيبة

جزاك الله خيرًا على اللفتة الطيبة ()

 

 

@@ام ال3 اطفال

سلمت يداك يا حبيبة و جعله الله بميزان حسناتك

بوركت لتدبرك الجميل ()

 

@@ميرفت ابو القاسم

جزاك الله خيرًا غاليتي

بانتظارك مع التدبر إن شاء الله ()

 

 

 

@

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

حياك الله يا حبيبة : )

في أي وقت إن شاء الله، بإذن الله سأضع آية جديدة الآن بانتظار طيب مشاركتك فيها ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

i_af61e4b2ad1.gif

بسم الله الرحمن الرحيم

يا باغيات الخير أقبلنّ (:

 

مع آية جديدة من كتاب ربنا العظيم بحول الله ~

وَ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَ لَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ و َلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا و َإِيَّايَ فَاتَّقُونِ( البقرة: 41)

 

مطلوب منكنَّ كما علمتنَّ وضع تفسير الآية

و تدبر جميل من أيديكنَّ ()

 

معكن حتى صباح الخميس بإذن الله عند وضع الآية التي بعدها ()

@@أم يُمنى

@@ميرفت ابو القاسم

@@*إشراقة فجر*

@@زلفى

@@قرموزية

@@خيوط ذهبية

@@ام ال3 اطفال

@

@@...أمينةُ كتاب الله...

@

@@حفصة ام عمار

@@~ محبة صحبة الأخيار~

@

@@تالية القران

@@حفصة ام عمار

ها هو موقع به جميع التفاسير الصحيحة إن شاء الله

 

فتح الله عليكنّ يا حبيبات ()

i_af61e4b2ad2.gif

أي أخت يمكنها المشاركة حتى و إن لم تشارك في الآيات السابقة

بارك الرحمن فيكن (:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

i_af61e4b2ad1.gif

 

وَ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَ لَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ و َلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا و َإِيَّايَ فَاتَّقُونِ( البقرة: 41)

 

 

من تفسير السعدى :

 

 

ثم أمرهم بالأمر الخاص, الذي لا يتم إيمانهم, ولا يصح إلا به فقال: ( وَآمِنُوا بِمَا أَنزلْتُ ) وهو القرآن الذي أنزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فأمرهم بالإيمان به, واتباعه, ويستلزم ذلك, الإيمان بمن أنزل عليه، وذكر الداعي لإيمانهم به، فقال: ( مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ ) أي: موافقا له لا مخالفا ولا مناقضا، فإذا كان موافقا لما معكم من الكتب, غير مخالف لها; فلا مانع لكم من الإيمان به, لأنه جاء بما جاءت به المرسلون, فأنتم أولى من آمن به وصدق به, لكونكم أهل الكتب والعلم.

وأيضا فإن في قوله: ( مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ ) إشارة إلى أنكم إن لم تؤمنوا به, عاد ذلك عليكم, بتكذيب ما معكم, لأن ما جاء به هو الذي جاء به موسى وعيسى وغيرهما من الأنبياء، فتكذيبكم له تكذيب لما معكم.

وأيضا, فإن في الكتب التي بأيدكم, صفة هذا النبي الذي جاء بهذا القرآن والبشارة به، فإن لم تؤمنوا به, كذبتم ببعض ما أنزل إليكم, ومن كذب ببعض ما أنزل إليه, فقد كذب بجميعه، كما أن من كفر برسول, فقد كذب الرسل جميعهم.

فلما أمرهم بالإيمان به, نهاهم وحذرهم من ضده وهو الكفر به فقال: ( وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ) أي: بالرسول والقرآن.

وفي قوله: ( أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ) أبلغ من قوله: ( ولا تكفروا به ) لأنهم إذا كانوا أول كافر به, كان فيه مبادرتهم إلى الكفر به, عكس ما ينبغي منهم, وصار عليهم إثمهم وإثم من اقتدى بهم من بعدهم.

ثم ذكر المانع لهم من الإيمان, وهو اختيار العرض الأدنى على السعادة الأبدية، فقال: ( وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلا ) وهو ما يحصل لهم من المناصب والمآكل, التي يتوهمون انقطاعها, إن آمنوا بالله ورسوله, فاشتروها بآيات الله واستحبوها, وآثروها.

( وَإِيَّايَ ) أي: لا غيري ( فَاتَّقُونِ ) فإنكم إذا اتقيتم الله وحده, أوجبت لكم تقواه, تقديم الإيمان بآياته على الثمن القليل، كما أنكم إذا اخترتم الثمن القليل, فهو دليل على ترحل التقوى من قلوبكم.

 

 

 

تدبر:

لابد أن تصدق أفعالك أقوالك، فلا تكون كثير الكلام قليل الفعل،

ولا تبتغى عرض الحياة الدنيا الزائلة وتنسى خالقك وما أمرك به،

فبئس خسارتك يومئذ.

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تفسير بن كثير

ولهذا قال : ( وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ) [ ( مصدقا ) ماضيا منصوبا على الحال من ( بما ) أي : بالذي أنزلت مصدقا أو من الضمير المحذوف من قولهم : بما أنزلته مصدقا ، ويجوز أن يكون مصدرا من غير الفعل وهو قوله : ( بما أنزلت مصدقا ) ] يعني به : القرآن الذي أنزله على محمد النبي الأمي العربي بشيرا ونذيرا وسراجا منيرا مشتملا على الحق من الله تعالى ، مصدقا لما بين يديه من التوراة والإنجيل .

قال أبو العالية ، رحمه الله ، في قوله : ( وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ) يقول : يا معشر أهل الكتاب آمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم يقول : لأنهم يجدون محمدا صلى الله عليه وسلم مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل .

وروي عن مجاهد والربيع بن أنس وقتادة نحو ذلك .

وقوله : ( ولا تكونوا أول كافر به ) [ قال بعض المفسرين : أول فريق كافر به ونحو ذلك ] . قال ابن عباس : ( ولا تكونوا أول كافر به ) وعندكم فيه من العلم ما ليس عند غيركم .

وقال أبو العالية : يقول : ( ولا تكونوا أول [ كافر به ) أول ] من كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم [ يعني من جنسكم أهل الكتاب بعد سماعهم بمحمد وبمبعثه ] .

وكذا قال الحسن ، والسدي ، والربيع بن أنس .

واختار ابن جرير أن الضمير في قوله : ( به ) عائد على القرآن ، الذي تقدم ذكره في قوله : ( بما أنزلت )

وكلا القولين صحيح ؛ لأنهما متلازمان ، لأن من كفر بالقرآن فقد كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ومن كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فقد كفر بالقرآن .

وأما قوله : ( أول كافر به ) فيعني به أول من كفر به من بني إسرائيل ؛ لأنه قد تقدمهم من كفار قريش وغيرهم من العرب بشر كثير ، وإنما المراد أول من كفر به من بني إسرائيل مباشرة ، فإن يهود المدينة أول بني إسرائيل خوطبوا بالقرآن ، فكفرهم به يستلزم أنهم أول من كفر به من جنسهم .

وقوله : ( ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ) يقول : لا تعتاضوا عن الإيمان بآياتي وتصديق رسولي بالدنيا وشهواتها ، فإنها قليلة فانية ، كما قال عبد الله بن المبارك : أنبأنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن هارون بن زيد قال : سئل الحسن ، يعني البصري ، عن قوله تعالى : ( ثمنا قليلا ) قال : الثمن القليل الدنيا بحذافيرها .

وقال ابن لهيعة : حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، في قوله : ( ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ) وإن آياته : كتابه الذي أنزله إليهم ، وإن الثمن القليل : الدنيا وشهواتها .

وقال السدي : ( ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ) يقول : لا تأخذوا طمعا قليلا ولا تكتموا اسم الله لذلك الطمع وهو الثمن .

وقال أبو جعفر ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية في قوله تعالى : ( ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ) يقول : لا تأخذوا عليه أجرا . قال : وهو مكتوب عندهم في الكتاب الأول : يا ابن آدم علم مجانا كما علمت مجانا .

وقيل : معناه لا تعتاضوا عن البيان والإيضاح ونشر العلم النافع في الناس بالكتمان واللبس لتستمروا على رياستكم في الدنيا القليلة الحقيرة الزائلة عن قريب ، وفي سنن أبي داود عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة يوم القيامة وأما تعليم العلم بأجرة ، فإن كان قد تعين عليه فلا يجوز أن يأخذ عليه أجرة ، ويجوز أن يتناول من بيت المال ما يقوم به حاله وعياله ، فإن لم يحصل له منه شيء وقطعه التعليم عن التكسب ، فهو كما لم يتعين عليه ، وإذا لم يتعين عليه ، فإنه يجوز أن يأخذ عليه أجرة عند مالك والشافعي وأحمد وجمهور العلماء ، كما في صحيح البخاري عن أبي سعيد في قصة اللديغ : إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله وقوله في قصة المخطوبة : زوجتكها بما معك من القرآن فأما حديث عبادة بن الصامت ، أنه علم رجلا من أهل الصفة شيئا من القرآن فأهدى له قوسا ، فسأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن أحببت أن تطوق بقوس من نار فاقبله فتركه ، رواه أبو داود وروي مثله عن أبي بن كعب مرفوعا ، فإن صح إسناده فهو محمول عند كثير من العلماء منهم : أبو عمر بن عبد البر على أنه لما علمه الله لم يجز بعد هذا أن يعتاض عن ثواب الله بذلك القوس ، فأما إذا كان من أول الأمر على التعليم بالأجرة فإنه يصح كما في حديث اللديغ وحديث سهل في المخطوبة ، والله أعلم .

( وإياي فاتقون ) قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عمر الدوري ، حدثنا أبو إسماعيل المؤدب ، عن عاصم الأحول ، عن أبي العالية ، عن طلق بن حبيب ، قال : التقوى أن تعمل بطاعة الله رجاء رحمة الله على نور من الله ، والتقوى أن تترك معصية الله مخافة عذاب الله على نور من الله .

ومعنى قوله : ( وإياي فاتقون ) أنه تعالى يتوعدهم فيما يتعمدونه من كتمان الحق وإظهار خلافه ومخالفتهم الرسول ، صلوات الله وسلامه عليه .

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكِ صموتة الغالية

 

مشكورة حبيبتى على مجهودِك معنا

 

تفسير آية النمل من ابن كثير

 

وأغلب ما آتى به من تفسير ابن كثير

 

سأهتم بكتابة المصدر .. وجزاكِ الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

من فوائد الشيخ الشعراوى :

 

{وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)}.

بعد أن ذكَّرَ الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل بالعهود التي قطعوها على أنفسهم سواء بعدم التبديل والتغيير في التوراة. لإخفاء أشياء وإضافة أشياء. وذكرهم بعهدهم بالنسبة للإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكر الله سبحانه وتعالى أوصافه في التوراة. حتى أن الحَبْر اليهودي ابن سلام كان يقول لقومه في المدينة: لقد عرفته حين رأيته كمعرفتي لابني ومعرفتي لمحمد أشد. أي أنه كان يُذَكِّرُ قومه. أن أوصاف الرسول صلى الله عليه وسلم الموجودة في التوراة. لا تجعلهم يخطئونه. قال الحق تبارك وتعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ}. ولقد قلنا أن اليهود لم يكونوا أول كافر بمحمد صلى الله عليه وسلم. وإنما كانت قريش قد كفرت به في مكة. المقصود في هذه الآية الكريمة أول كافر به من أهل الكتاب. لماذا؟ لأن قريشا لا صلة لها بمنهج السماء. ولا هي تعرف شيئا عن الكتب السابقة. ولكن أحبار اليهود كانوا يعرفون صدق الرسالة. وكانوا يستفتحون برسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل المدينة ويقولون: جاء زمن رسول سنؤمن به ونقتلكم قتل عاد وإرم. ولما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بدلا من أن يسارعوا بالإيمان به. كانوا أول كافر به.

والله سبحانه وتعالى لم يفاجئ أهل الكتاب بمجيء محمد صلى الله عليه وسلم. وإنما نبههم إلى ذلك في التوراة والإنجيل. ولذلك كان يجب أن يكونوا أول المؤمنين وليس أول الكافرين. لأن الذي جاء يعرفونه.

وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الّجَنَّةَ} [التوبة: 111].

وفي آية أخرى يقول: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُواْ الْبَيْعَ} [الجمعة: 9].

ونعلم أن التجارة هي وساطة بين المنتج والمستهلك.. المنتج يريد أن يبيع إنتاجه. والمستهلك محتاج إلى هذا الإنتاج. والربح عملية تطول فترة.. وتقصر فترة مع عملية تحرك السلعة والإقبال عليها إن كان سريعا أو بطيئا.

وعملية الاتجار استخدمها الله سبحانه وتعالى ليبين لنا أنها أقصر طريق إلى النفع. فالتجارة تقوم على يد الإنسان. يشتري السلعة ويبيعها. ولكنها مع الله سيأخذ منك بعضا من حرية نفسك. ليعطيك أخلد وأوسع منها.

وكما قلنا: لو قارنا بين الدنيا بعمرها المحدود- عمر كل واحد منا- كم سنة؟ خمسين.. ستين.. سبعين!! نجد أن الدنيا مهما طالت.. ستنتهي والإنسان العاقل هو الذي يضحي بالفترة الموقوته والمنتهية ليكون له حظ في الفترة الخالدة. وبذلك تكون هذه الصفقة رابحة.

إن النعيم في الدنيا على قدر قدرات البشر. والنعيم في الآخرة على قدر قدرات الله سبحانه وتعالى. يأتي الإنسان ليقول: لماذا أضيق على نفسي في الدنيا؟ لماذا لا أتمتع؟ نقول له: لا.. إن الذي ستناله من العذاب والعقاب في الآخرة لا يساوي ما أخذته من الدنيا.. إذن الصفقة خاسرة. أنت اشتريت زائلا. ودفعته ثمنا لنعيم خالد.

والله سبحانه وتعالى يقول لليهود: {وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا} قد جعلت الثمن الذي يجب أن يكون مدفوعا جعلته مشتري وهذا هو الحمق والخطأ.

الله يقول: {وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا} يجب ألا نفهم أنه يمكن شراء آيات الله بثمن أعلى.. لا.. لأنه مهما ارتفع الثمن وعلا سيكون قليلا. وقليلا جدا. لأنه يقابل آيات الله. وآيات الله لا تقدر بثمن. فالصفقة خاسرة مهما كانت قيمتها.

وقول الحق تبارك وتعالى: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} وهي وعيد. ولكن {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} هي وعيد وتحذير لما سيأتي في الآخرة. ولكن {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} أي اجعلوا بينكم وبين صفات الجلال في الله وقاية. حتى لا يصيبكم عذاب عظيم. وكيف نجعل بيننا وبين صفات الجلال في الله وقاية؟ أن تكون أعمالنا في الدنيا وفقا لمنهج الله سبحانه وتعالى. إذن فالتقوى مطلوبة في الدنيا. اهـ.

 

أعجبنى التوضيح وإسهابه ( رحمه الله ) فى شرح أخلاق اليهود

 

الفائدة :

 

هذا التذكير من الله عز وجل لنا نحن فى زماننا وفى الأزمان الآتية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها

 

إذن هو الاتجار مع الله دائما أ بدا ..

 

آيات الله التى آمنا بها ما المطلوب منا ؟؟ التدبر والعمل بها كمنهج حياة متكامل لربح الآخرة

 

قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين ...

 

محياى وحدها يندرج تحتها كل شىء نفعله من أكل وشرب وتسوق وزواج وتربية أبناء وتواصل عائلى وإنسانى مع كل الناس و.. و...

 

اللهم اجعلنا ممن يشترى بآياتك ثمنا غاليا مـُربحا ندخل به الجنة مع النبين والصديقـين والشهداء وحسـُن أولئك رفيقا

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

 

@@~ محبة صحبة الأخيار~

جزاك الله خيرًا يا حبيبة

بارك الرحمن فيك و جعلها في ميزان حسناتك ()

 

@ام ال3 اطفال

سلمت يا حبيبة و جزاك الله خير الجزاء ()

 

@أم يُمنى

جميلة لفتتك اللهم بارك

بوركت و جزاك الله خيرًا ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

i_af61e4b2ad1.gif

بسم الله الرحمن الرحيم

حياكنَّ الرحمن حبيباتنا، اقتربنا للنهاية

نسأل الله أن يجعل هذه الآيات حجة لنا لا علينا (":

 

مع آية جديدة من كتاب ربنا العظيم بحول الله ~

إني توكلت على الله ربي و ربكم ما من دابةٍ إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ( هـود: 56)

 

مطلوب منكنَّ كما علمتنَّ وضع تفسير الآية

و تدبر جميل من أيديكنَّ ()

 

معكن حتى ليل السبت بإذن الله عند وضع الآية التي بعدها ()

@@أم يُمنى

@@ميرفت ابو القاسم

@@*إشراقة فجر*

@@زلفى

@@قرموزية

@@خيوط ذهبية

@@ام ال3 اطفال

@

@@...أمينةُ كتاب الله...

@

@@حفصة ام عمار

@@~ محبة صحبة الأخيار~

@

@@تالية القران

@@حفصة ام عمار

ها هو موقع به جميع التفاسير الصحيحة إن شاء الله

 

فتح الله عليكنّ يا حبيبات ()

i_af61e4b2ad2.gif

أي أخت يمكنها المشاركة حتى و إن لم تشارك في الآيات السابقة

بارك الرحمن فيكن (:

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

:(

أعتذر

شغلتني عنكم الامتحانات ... الله المستعان

لي عودة بحول الله للاجابة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

i_af61e4b2ad1.gif

 

إني توكلت على الله ربي و ربكم ما من دابةٍ إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ( هـود: 56)

 

من تفسير السعدى:

 

 

إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ أي اعتمدت في أمري كله على الله رَبِّي وَرَبِّكُمْ أي هو خالق الجميع ومدبرنا وإياكم وهو الذي ربانا

مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا فلا تتحرك ولا تسكن إلا بإذنه فلو اجتمعتم جميعا على الإيقاع بي والله لم يسلطكم علي لم تقدروا على ذلك فإن سلطكم فلحكمة أرادها.

فـ إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ أي على عدل وقسط وحكمة وحمد في قضائه وقدره في شرعه وأمره وفي جزائه وثوابه وعقابه لا تخرج أفعاله عن الصراط المستقيم التي يحمد ويثنى عليه بها .

 

من تفسير البغوى:

 

( إِنِّي تَوَكَّلْتُ ) أي: اعتمدت ( عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ) قال الضحاك: يحييها ويميتها.

قال الفراء: مالكها والقادر عليها.

وقال القتيـبي: يقهرها، لأن من أخذت بناصيته فقد قهرته.

وقيل: إنما خصَّ الناصية بالذكر لأن العرب تستعمل ذلك إذا وصفت إنسانا بالذلة، فتقول: ناصية فلان بيد فلان، وكانوا إذا أسروا إنسانا وأرادوا إطلاقه والمَنَّ عليه جزُّوا ناصيته ليعتدوا بذلك فخرًا عليه، فخاطبهم الله بما يعرفون.

( إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) يعني: إن ربي وإن كان قادرا عليهم فإنه لا يظلمهم ولا يعمل إلا بالإحسان والعدل، فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بعصيانه. وقيل: معناه إن دين ربي إلى صراط مستقيم.

وقيل فيه إضمار، أي: إن ربي يحثكم ويحملكم على صراط مستقيم.

 

 

تدبر:

 

توكل على الله وأحسن العمل فرزقك مكتوب قبل أن تكون،

وإن أصابتك ضراء فلا تحزن فإن ماأصابك لم يكن ليخطئك،

ولا تخشى فالله يقدر لك الخير حيث كان وإن كان فى نظرك ليس بخير،

فإن ربك على صراط مستقيم.

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

arrow_top.gif.من أقوال المفسرين:

arrow_top.gif.قال الفخر:

{قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آَلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} اعلم أنه تعالى لما حكى عن هود عليه السلام ما ذكره للقوم، حكى أيضًا ما ذكره القوم له وهو أشياء: أولها: قولهم: {مَا جِئْتَنَا بِبَيّنَةٍ} أي بحجة، والبينة سميت بينة لأنها تبين الحق من الباطل، ومن المعلوم أنه عليه السلام كان قد أظهر المعجزات إلا أن القوم بجهلهم أنكروها، وزعموا أنه ما جاء بشيء من المعجزات.

وثانيها: قولهم: {وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِى ءالِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ} وهذا أيضًا ركيك، لأنهم كانوا يعترفون بأن النافع والضار هو الله تعالى وأن الأصنام لا تنفع ولا تضر، ومتى كان الأمر كذلك فقد ظهر في بديهة العقل أنه لا تجوز عبادتها وتركهم آلهتهم لا يكون عن مجرد قوله بل عن حكم نظر العقل وبديهة النفس.

وثالثها: قوله: {وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} وهذا يدل على الإصرار والتقليد والجحود.

ورابعها: قولهم: {إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعتراك بَعْضُ ءالِهَتِنَا بِسُوء} يقال: اعتراه كذا إذا غشيه وأصابه.

والمعنى: أنك شتمت آلهتنا فجعلتك مجنونًا وأفسدت عقلك، ثم إنه تعالى ذكر أنهم لما قالوا ذلك قال هود عليه السلام: {إِنِى أُشْهِدُ الله واشهدوا أَنّى بَرِئ مّمَّا تُشْرِكُونَ مِن دُونِهِ} وهو ظاهر.

ثم قال: {فَكِيدُونِى جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ} وهذا نظير ما قاله نوح عليه السلام لقومه: {فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ} [يونس: 71] إلى قوله: {وَلاَ تُنظِرُونَ} [يونس: 71].

واعلم أن هذا معجزة قاهرة، وذلك أن الرجل الواحد إذا أقبل على القوم العظيم وقال لهم: بالغوا في عداوتي وفي موجبات إيذائي ولا تؤجلون؛ فإنه لا يقول هذا إلا إذا كان واثقًا من عند الله تعالى بأنه يحفظه ويصونه عن كمد الأعداء.

ثم قال: {مَّا مِن دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ ءاخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} قال الأزهري: الناصية عند العرب منبت الشعر في مقدم الرأس ويسمى الشعر النابت هناك ناصية باسم منبته.

واعلم أن العرب إذا وصفوا إنسانًا بالذلة والخضوع قالوا: ما ناصية فلان إلا بيد فلان، أي أنه مطيع له، لأن كل من أخذت بناصيته فقد قهرته، وكانوا إذا أسروا الأسير فأرادوا إطلاقه والمن عليه جزوا ناصيته ليكون ذلك علامة لقهره فخوطبوا في القرآن بما يعرفون فقوله: {مَّا مِن دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ ءاخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} أي ما من حيوان إلا وهو تحت قهره وقدرته، ومنقاد لقضائه وقدره.

ثم قال: {إِنَّ رَبّى على صراط مُّسْتَقِيمٍ} وفيه وجوه: الأول: أنه تعالى لما قال: {مَّا مِن دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ ءاخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} أشعر ذلك بقدرة عالية وقهر عظيم فأتبعه بقوله: {إِنَّ رَبّى على صراط مُّسْتَقِيمٍ} أي أنه وإن كان قادرًا عليهم لكنه لا يظلمهم ولا يفعل بهم إلا ما هو الحق والعدل والصواب، قالت المعتزلة قوله: {مَّا مِن دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ ءاخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} يدل على التوحيد وقوله: {إِنَّ رَبّى على صراط مُّسْتَقِيمٍ} يدل على العدل، فثبت أن الدين إنما يتم بالتوحيد والعدل.

والثاني: أنه تعالى لما ذكر أن سلطانه قهر جميع الخلق أتبعه بقوله: {إِنَّ رَبّى على صراط مُّسْتَقِيمٍ} يعني أنه لا يخفى عليه مستتر، ولا يفوته هارب، فذكر الصراط المستقيم وهو يعني به الطريق الذي لا يكون لأحد مسلك إلا عليه، كما قال: {إِنَّ رَبَّكَ لبالمرصاد} [الفجر: 14] الثالث: أن يكون المراد: {إِنَّ رَبّى} يدل على الصراط المستقيم، أي يحث، أو يحملكم بالدعاء إليه. اهـ.

arrow_top.gif.قال ابن عطية:

{قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آَلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} المعنى: {ما جئتنا} بآية تضطرنا إلى الإيمان بك ونفوا أن تكون معجزاته آية بحسب ظنهم وعماهم عن الحق، كما جعلت قريش القرآن سحرًا وشعرًا ونحو هذا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من نبي إلا وقد أوتي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر». الحديث، وهذا يقضي بأن هودًا وغيره من الرسل لهم معجزات وإن لم يعين لنا بعضها.

وقوله: {عن قولك} أي لا يكون قولك سبب تركنا إذ هو مجرد عن آية، وقولهم: {إن نقول} الآية، معناه ما نقول إلا أن بعض الآلهة لما سببتها وضللت عبدتها أصابك بجنون، يقال: عر يعر واعترى يعتري إذا ألم بالشيء، فحينئذ جاهرهم هود عليه السلام بالتبري من أوثانهم وحضهم على كيده هم وأصنامهم، ويذكر أن هذه كانت له معجزة وذلك أنه حرض جماعتهم عليه مع انفراده وقوتهم وكفرهم فلم يقدروا على نيله بسوء.

و: {تنظرون} معناه تؤخروني أي عاجلوني بما قدرتم عليه، وقوله تعالى: {إني توكلت على الله} الآية، المعنى: أن توكلي على الله الذي هو ربي وربكم مع ضعفي وانفرادي وقوتكم وكثرتكم يمنعني منكم ويحجز بيني وبينكم؛ ثم وصف قدرة الله تعالى وعظم ملكه بقوله: {ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها} وعبر عن ذلك ب الناصية، إذ هي في العرف حيث يقبض القادر المالك ممن يقدر عليه، كما يقاد الأسير والفرس ونحوه حتى صار الأخذ بالناصية عرفًا في القدرة على الحيوان، وكانت العرب تجز ناصية الأسير الممنون عليه لتكون تلك علامة أنه قدر عليه وقبض على ناصيته. والدابة: جميع الحيوان، وخص بالذكر إذ هو صنف المخاطبين والمتكلم.

وقوله: {إن ربي على صراط مستقيم} يريد أن أفعال الله عز وجل هي في غاية الإحكام، وقوله الصدق، ووعده الحق؛ فجاءت الاستقامة في كل ما ينضاف إليه عز وجل. فعبر عن ذلك بقوله: {إن ربي على صراط مستقيم} على تقدير مضاف. اهـ.

arrow_top.gif.قال القرطبي:

قوله تعالى: {قَالُواْ يا هود مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ} أي حجة واضحة: {وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} إصرارًا منهم على الكفر.

قوله تعالى: {إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعتراك} أي أصابك.

{بَعْضُ آلِهَتِنَا} أي أصنامنا.

{بسوء} أي بجنون لسبِّك إياها، عن ابن عباس وغيره.

يقال: عراه الأمر واعتراه إذا أَلَمَّ به.

ومنه: {وَأَطْعِمُواْ القانع والمعتر} [الحج: 36].

{قَالَ إني أُشْهِدُ الله} أي على نفسي.

{واشهدوا} أي وأشهدكم؛ لا أنهم كانوا أهل شهادة، ولكنه نهاية للتقرير؛ أي لتعرفوا: {أَنِّي بريء مِّمَّا تُشْرِكُونَ} أي من عبادة الأصنام التي تعبدونها.

{فَكِيدُونِي جَمِيعًا} أي أنتم وأوثانكم في عداوتي وضري.

{ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ} أي لا تؤخرون.

وهذا القول مع كثرة الأعداء يدلّ على كمال الثقة بنصر الله تعالى.

وهو من أعلام النبوّة، أن يكون الرسول وحده يقول لقومه: {فَكِيدُونِي جَمِيعًا}.

وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لقريش. وقال نوح صلى الله عليه وسلم: {فأجمعوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُم} [يونس: 71] الآية. قوله تعالى: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى الله رَبِّي وَرَبِّكُمْ} أي رضيت بحكمه، ووثقت بنصره.

{مَّا مِن دَآبَّةٍ} أي نفس تدب على الأرض؛ وهو في موضع رفع بالابتداء.

{إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} أي يصرفها كيف يشاء، ويمنعها مما يشاء؛ أي فلا تصلون إلى ضري.

وكل ما فيه رُوح يقال له دابّ ودابّة؛ والهاء للمبالغة.

وقال الفراء: مالكها، والقادر عليها.

وقال القتبيّ: قاهرها؛ لأن من أخذتَ بناصيته فقد قهرتَه.

وقال الضحّاك: يحييها ثم يميتها؛ والمعنى متقارب.

والناصية قُصاص الشّعر في مقدم الرأس.

ونَصوتُ الرجل أَنصوه نَصْوًا أي مددت ناصيته.

قال ابن جريج: إنما خص الناصية؛ لأن العرب تستعمل ذلك إذا وصفت إنسانًا بالذلّة والخضوع؛ فيقولون: ما ناصية فلان إلا بيد فلان؛ أي إنه مطيع له يصرفه كيف يشاء.

وكانوا إذا أسروا أسيرًا وأرادوا إطلاقه والمنّ عليه جزوا ناصيته ليعرفوا بذلك فخرًا عليه؛ فخاطبهم بما يعرفونه في كلامهم.

وقال الترمذيّ الحكيم في نوادر الأصول قوله تعالى: {مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} وجهه عندنا أن الله تعالى قدّر مقادير أعمال العباد، ثم نظر إليها، ثم خلق خلقه، وقد نفذ بصره في جميع ما هم فيه عاملون من قبل أن يخلقهم، فلما خلقهم وضع نور تلك النظرة في نواصيهم فذلك النور آخذ بنواصيهم، يجريهم إلى أعمالهم المقدّرة عليهم يوم المقادير.

وخلق الله المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة؛ رواه عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قّدر الله المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة».

ولهذا قويت الرسل وصاروا من أولي العزم لأنهم لاحظوا نور النواصي، وأيقنوا أن جميع خلقه منقادون بتلك الأنوار إلى ما نفذ بصره فيهم من الأعمال، فأوفرهم حظًا من الملاحظة أقواهم في العزم، ولذلك ما قوِي هود النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال: {فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ}.

{إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى الله رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا}.

وإنما سمِّيت ناصية لأن الأعمال قد نصّت وبرزت من غيب الغيب فصارت منصوصة في المقادير، قد نفذ بصر الخالق في جميع حركات الخلق بقدرة، ثم وضعت حركات كل من دبّ على الأرض حيًا في جبهته بين عينيه، فسُمّي ذلك الموضع منه ناصية؛ لأنها تنص حركات العباد بما قدّر؛ فالناصية مأخوذة بمنصوص الحركات التي نظر الله تعالى إليها قبل أن يخلقها.

ووصف ناصية أبي جهل فقال: {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} [العلق: 16] يخبر أن النواصي فيها كاذبة خاطئة؛ فعلى سبيل ما تأوّلوه يستحيل أن تكون الناصية منسوبة إلى الكذب والخطأ. (والله أعلم).

{إِنَّ رَبِّي على صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} قال النحاس: الصّراط في اللغة المنهاج الواضح؛ والمعنى أن الله جلّ ثناؤه وإن كان يقدر على كل شيء فإنه لا يأخذهم إلا بالحق. وقيل: معناه لا خَلل في تدبيره، ولا تفاوت في خلقه سبحانه. اهـ.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تدبر: جميل جدا مما قرأت وهو مكتوب عندهم في الكتاب الأول : يا ابن آدم علم مجانا كما علمت مجانا . اللهم ارزقنا ابتغاء ما عندك وارزقنا الزهد فيما عند الناس وارزقنا ايمانا حقيقيا راسخا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة يوم القيامة سلم يارب سلم اللهم ارزقنا الاخلاص واجعل عملنا كله صالحا ولوجهك اللهم خالصا ولا تجعل لاحد غيرك فيه شيئا ابدا برحمتك يالله يا رحمن

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×