اذهبي الى المحتوى
مريم فوزي

مسابقة "حـدائق و أفنان في تدبر القرءان"

المشاركات التي تم ترشيحها

الإعجاز العلمي في قوله تعالى:

﴿وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ [الحج: 5]

مقدمة:

من نعم الله تعالى علينا -ونعمه لا تعد ولا تحصى- إنزال المطر، وتعظم هذه النعمة عندما يشتد القحط وتجف التربة، فإذا نزل المطر صاحب ذلك النزول ظواهر عديدة، ومن هذه الظواهر التي تحصل في التربة الاهتزاز الذي يحصل لحبيبات التربة ومن ثم الانتفاخ.

وقد أصبحت هاتان الظاهرتان أمراً معروفاً لا خلاف فيه بين العلماء اليوم، ولكنها كانت أمراً يستحيل معرفته قبل توفر الوسائل العلمية الحديثة، ولكننا نجد القرآن الكريم قد ذكر هاتين الظاهرتين قبل وقت طويل جداً، وفي وقت خلا من أبسط العلوم والوسائل التي يمكن أن ترشد إلى ذلك، ولا يمكن أن يكون هذا الإخبار إلا من عند الخالق سبحانه وتعالى.

المعاني اللغوية للكلمات الواردة في الآيتين الكريمتين:

جاء الإخبار عن اهتزاز التربة بنزول المطر ومن ثم ربوها في آيتين كريمتين، حيث جاء هذا السياق للاستدلال على بعث الناس والإحياء بعد الموت بإحياء الأرض الميتة، فالذي أحيا الأرض الميتة بإنزال الغيث عليها من السماء، قادر على إحياء الموتى في يوم القيامة، وقد تكرر الاستدلال على بعث الناس وإحيائهم بإحياء الأرض الميتة وذلك في أكثر من موطن في كتاب الله عز وجل، قال تعالى: ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾[الحج: 5].

وقال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [فصلت: 39]، وقد فهم العلماء المسلمون ذلك من هاتين الآيتين الكريمتين، وظهر ذلك واضحاً جلياً في تفسيرهم لهاتين الآيتين، وقبل الدخول في أقوال المفسرين سنتعرض لمعنى الهمود والخشوع والاهتزاز والربو عند العرب.

فالآية الأولى وصفت الأرض بالهمود، والآية الثانية وصفت الأرض بالخشوع، فالأرض الهامدة هي التي لا نبات فيها، قال صاحب اللسان: "الهُمُودُ الموتُ كما هَمَدَتْ ثمودُ، وهَمَدَتِ النارُ تَهْمُدُ هُمُوداً طُفِئَتْ طُفُوءاً وذهبت البتة فلم يَبِنْ لها أَثَر، وقيل هُمُودُها ذَهابُ حرارتِها، ونباتٌ هامِدٌ يابس، وهَمَدَ شجرُ الأَرض أَي بَلِيَ وذهَب، وشجرة هامدةٌ قد اسودّت وبَلِيَتْ وثَمَرَةٌ هامدةٌ إِذا اسودّت وعَفِنَتْ، وترى الأَرض هامدةً أَي جافَّة ذات تُراب، وأَرضٌ هامدة مُقْشَعِرّة لا نبات فيها إِلا اليابس المُتَحَطِّم وقد أَهْمَدَها القَحْطُ، الهامِدةُ الأَرضُ المُسْتَنّة وهُمُودُها أَن لا يكون فيها حياةٌ ولا نَبْت ولا عُود ولم يصبها مطر، والهامد من الشجر اليابس"(1).

وجاء في القاموس المحيط: "الهُمودُ: الموتُ، وطُفوءُ النارِ أو ذَهابُ حَرارَتِها، وتَقَطُّعُ الثَّوْبِ من طُولِ الطَّيِّ كالهَمْد، وفي الأرضِ: أن لا يكونَ بها حَياةٌ ولا عُودٌ ولا نَبْتٌ ولا مَطَرٌ"(2).

وبنفس معنى الأرض الهامدة جاء معنى الأرض الخاشعة، يقول صاحب اللسان: "وقال الزجاج وقوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً﴾ [فصلت:39] قال: الخاشِعة المتَغَبّرة المُتَهَشِّمة، وأَراد المُتهشِّمةَ النبات، وبَلْدةٌ خاشعة أَي مُغْبَرّة لا مَنْزِل بها، وإِذا يَبِست الأَرض ولم تُمْطَر قيل قد خَشَعَت، والعرب تقول رأَينا أَرض بني فلان خاشِعةً هامِدة ما فيها خَضْراء"(3).

فنخلص من هذه الأقوال إلى أن الأرض الهامدة والأرض الخاشعة بمعنى واحد، وهو يبس الأرض وجفافها، لانقطاع الماء عنها.

وأشارت الآيتين إلى أن الأرض الهامدة أو الخاشعة إذا نزل بها الغيث من السماء فإنه يحصل لها عملية اهتزاز وربو، فما هو الاهتزاز والربو في لغة العرب؟، الاهتزاز في لغة العرب يأتي بمعنى الحركة والتحرك، يقول صاحب اللسان: "الهَزُّ تحريك الشيء، كما تَهُزُّ القَناةَ فتضطرب وتَهْتَزُّ، وهَزَّه يَهُزُّه هَزّاً، وهَزَّ به وهَزَّزَهُ.

وفي التنزيل العزيز: ﴿وَهُزِّي إليكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ أَي حَرِّكِي، والعرب تقول: هَزَّه وهَزَّ به إِذا حركه، وهَزَزْتُ الشيءَ هَزّاً فاهْتَزَّ أَي حركته فتحرك، قال ابن الأَثير: الهَزُّ في الأَصل الحركة، واهْتَزَّ إِذا تحرك، واهتَزَّت الأَرضُ تحركت وأَنبتت.

وفي التنزيل العزيز: ﴿فإِذا أَنزلنا عليها الماءَ اهْتَزَّتْ ورَبَتْ﴾ اهتزت أَي تحركت عند وقوع النبات بها، ورَبَتْ أَي انتفخت وعَلَتْ، والهَزُّ والهَزِيزُ في السير تحريك الإِبل في خِفَّتِها وقد هَزَّها السيرُ وهَزَّها الحادي هَزِيزاً فاهْتَزَّتْ هي إِذا تحركت في سيرها بِحُدائِه"(4).

ومعنى الربو هو من ربا أي نما وزاد، قال ابن منظور في لسان العرب: "رَبا الشيءُ يَرْبُو رُبُوّاً ورِباءً زاد ونما، وقوله عز وجل في صفةِ الأَرضِ ﴿اهْتَزَّتْ ورَبَتْ﴾ قيل معناه عَظُمَتْ وانْتَفَخَتْ"(5).

أقوال المفسرين في الآيتين الكريمتين:

ولم يختلف قول المفسرين عن أقوال أهل اللغة، فهذا ابن جرير الطبري يقول: "وقوله: ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً﴾: يقول تعالى ذكره: وترى الأرض يا محمد يابسة دارسة الآثار من النبات والزرع، وأصل الهمود: الدروس والدثور، ويقال منه: همدت الأرض تهمد هموداً"(6).

ويقول في تفسير الآية الثانية: "ومن حجج الله أيضاً وأدلته على قدرته على نشر الموتى من بعد بلاها وإعادتها لهيئتها كما كانت من بعد فنائها أنك يا محمد ترى الأرض دارسة غبراء لا نبات بها ولا زرع، كما حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة قوله: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً﴾ أي غبراء متهشمة.

حدثنا محمد قال: ثنا أحمد قال: ثنا أسباط عن السدي ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً﴾قال: يابسة متهشمة، ﴿فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ﴾ يقول تعالى ذكره: فإذا أنزلنا من السماء غيثاً على هذه الأرض الخاشعة اهتزت بالنبات يقول: تحركت به، كما حدثنا محمد قال: ثنا أحمد قال: ثنا أسباط عن السدي ﴿ورَبَتْ﴾ انتفخت"(7).

ويقول ابن كثير: "وقوله: ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً﴾ هذا دليل آخر على قدرته تعالى على إحياء الموتى كما يحيي الأرض الميتة الهامدة وهي المقحلة التي لا ينبت فيها شيء، وقال قتادة: غبراء متهشمة، وقال السدي: ميتة، ﴿فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾أي فإذا أنزل الله عليها المطر اهتزت، أي تحركت بالنبات وحييت بعد موتها، وربت أي ارتفعت لما سكن فيها الثرى ثم أنبتت ما فيها من الألوان والفنون من ثمار وزروع وأشتات النبات في اختلاف ألوانها وطعومه وروائحها وأشكالها ومنافعها ولهذا قال تعالى: ﴿وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ أي حسن المنظر طيب الريح"(8).

ويقول القرطبي: "﴿هَامِدَةً﴾ أي جافة ذات تراب، وقال شمر: يقال همد شجر الأرض إذا بلي وذهب، وهمدت أصواتهم إذا سكنت، وهمود الأرض ألا يكون فيها حياة ولا نبت ولا عود ولم يصبها مطر، قوله تعالى: ﴿فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ﴾ أي تحركت، يقال: هززت الشيء فاهتز أي حركته فتحرك، ﴿وَرَبَتْ﴾ أي ارتفعت وزادت، وقيل: انتفخت، والمعنى واحد، وأصله الزيادة ربا الشيء يربو ربواً أي زاد، ﴿وَأَنبَتَتْ﴾ أي أخرجت، ﴿مِن كُلِّ زَوْجٍ﴾ أي لون ﴿بَهِيجٍ﴾أي حسن"(9).

ونلاحظ من خلال قراءتنا لبعض التفاسير أن بعض المفسرين عزا الاهتزاز للنبات وليس للأرض، بل قال بعضهم أن هذا الاهتزاز مجاز في الأرض، وأن الاهتزاز في النبات أظهر منه في الأرض، وهذا تأويل للآية على غير ظاهرها، وكل ذلك بسبب نقص المعلومات في زمنهم، ولأن الاهتزاز على مستوى التربة وحبيباتها خفي لا تراه العيون المجردة، مع أن الآيتين الكريمتين صريحتان في نسبة الاهتزاز إلى التربة نفسها بعد إنزال المطر عليها، والمعلوم من قواعد اللغة العربية أن حمل الكلام على الحقيقة مقدم على حمله على المجاز إلا إذا تعذر ذلك.

العلم الحديث يكشف عن اهتزاز التربة وربوها:

ترد لفظة الأرض في القرآن الكريم بثلاثة معان محددة تفهم من سياق الآية القرآنية، وهي إما الكوكب ككل، أو الغلاف الصخري المكون لكتل القارات التي نحيا عليها، أو قطاع التربة الذي يغطي صخور ذلك الغلاف الصخري للأرض. وواضح الأمر هنا أن المقصود بالأرض في النص القرآني الذي نتعامل معه هو قطاع التربة الذي يحمل الكساء الخضري للأرض والذي يهتز ويربو بسقوط الماء عليه(10).

وتتكون التربة الأرضية أساساً من معادن الصلصال، والرمال، وأكاسيد الحديد، وكربونات كل من الكالسيوم والمغنسيوم. وبالإضافة إلى التركيب الكيميائي والمعدني لتربة الأرض فإن حجم حبيباتها ونسيجها الداخلي له دور مهم في تصنيفها إلى أنواع عديدة، وتقسم التربة حسب حجم حبيباتها إلى التربة الصلصالية، والطميية، والرملية، والحصوية، وأكثر أنواع التربة انتشاراً هي خليط من تلك الأحجام.

ويتكون جزيء الماء من اتحاد ذرة أكسجين واحدة مع ذرتي أيدروجين برابطة قوية لا يسهل فكها، وتربط هذه الذرات مع بعضها البعض بشكل زاو، له قطبية كهربية واضحة لأن كلاً من ذرتي الإيدروجين يحمل شحنة موجبة نسبية، وذرة الأكسجين تحمل شحنة سالبة نسبية، مما يجعل جزئ الماء غير تام التعادل كهربيا، والماء بهذه الصفات الطبيعية المميزة إذا نزل على تربة الأرض أدى إلى إثارتها كهربياً مما يجعلها تهتز وتتنفس ويزداد حجمها فتربو وتزداد، وذلك لأن تربة الأرض تتكون في غالبيتها من المعادن الصلصالية التي يؤدي تميؤها إلى اهتزاز مكونات التربة، وزيادة حجمها، وارتفاعها إلى أعلى حتى ترق رقة شديدة فتنشق مفسحة طريقاً سهلاً آمناً لسويقة (ريشة) النبتة الطرية الندية المنبثقة من داخل البذرة النابتة المدفونة بالتربة(11).

ومن أسباب اهتزاز التربة وانتفاشها وربوها ما يلي:

1- تتكون التربة أساساً من المعادن الصلصالية، ومن صفات تلك المعادن أنها تتشبع بالتميؤ أي بامتصاص الماء، مما يؤدي إلى زيادة حجمها زيادة ملحوظة فيؤدي ذلك إلى اهتزازها بشدة وانتفاضها فتؤدي إلى اهتزاز التربة بمجرد نزول الماء عليها.

2- تتكون المعادن الصلصالية من رقائق من أكاسيد السيليكون والألومنيوم تفصلها مسافات بينية مملوءة بجزيئات الماء والغازات، وعند التسخين تطرد هذه الجزيئات، فتنكمش تلك الرقائق بطرد هذه الجزيئات البينية، وعند إضافة الماء إليها تنتفض، وتهتز وتربو نتيجة لملء المسافات البينية الفاصلة لرقائق المعدن بالمياه.

3- نظراً لدقة حجم الحبيبات الصلصالية (والتي لا يتعدى قطرها واحد على 256 من الملليمتر أي أقل من0.004 من الملليمتر) وهي المكون الرئيسي لتربة الأرض، فإن اختلاط الماء بتلك التربة يحولها إلى الحالة الفردية وهي حالة تتدافع فيها جسيمات المادة بقوة، وبأقدار غير متساوية في كل الاتجاهات، وعلى كل المستويات في حركة دائبة تعرف باسم الحركة البراونية نسبة إلى مكتشفها، -وهو عالم النبات روبرت براون في عام 1827م، وهي من عوامل اهتزاز التربة بشدة وانتفاضها، وكلما كان الماء المختلط بالتربة وفيراً باعد لمسافات أكبر بين حبيبات التربة، وزاد من سرعة حركتها.

4- تتكون المعادن الصلصالية أساساً من سيليكات الألومنيوم المميأة، وهذا المركب الكيميائي له قدرة على إحلال بعض ذرات الألومنيوم بذرات قواعد أخرى مثل المغنيسيوم والكالسيوم، وكنتيجة لإحلال ذرات الألومنيوم بذرات غيرها من العناصر ترتبط بعض الأيونات الموجبة الشحنة مثل الصوديوم والكالسيوم على حواف وأسطح رقائق الصلصال لمعادلة الشحنات السالبة الناتجة عن إحلال ذرة الألومنيوم الثلاثية التكافؤ بذرة الكالسيوم أو المغنيسيوم الثنائية التكافؤ،

والأيونات الموجبة مثل أيونات الصوديوم والكالسيوم سهلة الإحلال بقواعد أخرى مما يحدث اهتزازاً في مكونات رقائق الصلصال في وجود جزيء الماء القطبي الكهربية.

5- إن العمليات المعقدة التي كونت تربة الأرض عبر ملايين السنين أثرتها بالعديد من العناصر والمركبات الكيميائية اللازمة لحياة النباتات الأرضية، كما أن الكائنات الحية الدقيقة والكبيرة التي أسكنها الله تعالى تربة الأرض لعبت ولا تزال تلعب دوراً هاماً في إثرائها بالمركبات العضوية وغير العضوية، وعند نزول جزيئات الماء ذات القطبية الكهربية، وإذابتها لمكونات التربة فإن ذلك يؤدي إلى تأين تلك المكونات، وإلى تنافر الشحنات المتشابهة على أسطح رقائق الصلصال وفي محاليل المياه مما يؤدي إلى انتفاض تلك الرقائق واهتزازها بشدة.

6- تحمل الرياح، والطيور، والحشرات، والكائنات الدقيقة إلى التربة بذور العديد من النباتات خاصة مما يسمي بالبذور المجنحة والأبواغ والجراثيم وحبوب اللقاح التي تحملها الرياح لمسافات بعيدة، وعندما ينزل الماء على التربة الأرضية وتستقي منه تلك البقايا النباتية القابلة للإنبات مثل البذور فتنشط أجنتها، وتتغذى على المواد المذابة في مياه التربة فإنها تنمو، وتندفع جذورها إلى أسفل مكونة المجموعات الجذرية لتلك النباتات، وتندفع سويقاتها (ريشتها) إلى أعلى مسببة اهتزازات لمكونات التربة.

7- مع ازدياد هطول الماء على التربة تنتعش كل صور الحياة فيها من البكتريا، والفطريات، والطحالب، وغيرها، كما تغلظ المجموعات الجذرية للنباتات القائمة على سطح الأرض، ويؤدي النشاط الحيوي لكل من هذه الكائنات إلى زيادة حجم التربة، وإلى زيادة الأنشطة الكيميائية والفيزيائية فيها مما يؤدي إلى انتفاض مكوناتها واهتزازها، وربوها، وكثرة الإنبات فيها، وقد صورت هذه المراحل بالتصوير البطيء وأثبتت الصور صدق القرآن الكريم، في كل ما أشار إليه في هذه القضية(12).

وبعد نزول الأمطار على الأرض الهامدة وحصول عمليتي الاهتزاز والانتفاخ، لاحظ العلماء أن النبات يستفيد من ذلك الماء فتبدأ البذور الجافة والموجودة في التربة بامتصاص الماء والمواد المعدنية من الوسط المحيط بها، وتتحرك العمليات الكيميائية الحيوية في البذور، فتنبت الدرنات والأبصال، وتصبح مساحة سطحية من الشعيرات الجذرية للنباتات معرضة لمحلول التربة مما يسهل عليها امتصاص الماء والعناصر الغذائية. كما تنشط ملايين الكائنات الحية الموجودة في التربة، فالفطريات والبكتريا تحول بقايا النباتات والحيوانات إلى مواد معدنية تمتصها النباتات عبر الجذور، وتقوم ديدان الأرض بحفر الأنفاق عبر التربة، مفسحة المجال لدخول الهواء والماء من خلال التربة، فتصبح الأرض مخضرة بإنباتها من كل زوج بهيج(13).

وجه الإعجاز:

أخبر القرآن الكريم عن اهتزاز التربة وربوها بعد نزول الماء عليها، وهما عمليتان دقيقتان غير مشاهدتين ولا محسوستين، ولا يمكن إدراكهما إلا من خلال استخدام المجهر.

وعملية الاهتزاز والربو لحبيبات التربة يحصل بنزول المطر، وهذا الاهتزاز يمكن الماء بإذن الله من التخلل بين الصفائح المكونة للتربة والفراغات بين الحبيبات، فتنتفخ الحبيبات ويزداد حجمها وتصبح مخازن للماء يستفيد منها النبات، حيث تتشرب البذور الموجودة في التربة الماء وتنبت، وتمتصه الشعيرات الجذرية للنباتات فتنمو برحمة الله، وتفاصيل العلاقة بين اهتزاز حبيبات التربة ورَبْوها وإنبات الأرض خفية لم يدركها الإنسان إلا بعد تقدم علم التربة وتطور أدواته المعملية، فأول ملاحظة للاهتزاز كانت في عام 1827م على الرغم من أن الميكروسكوب الضوئي، وهو الأداة التي لوحظ من خلالها الاهتزاز قد اخترع عام 1590م، كما أن الميكروسكوب الإلكتروني الماسح والذي يمكن استعماله في فحص الاتحادات البنائية المكونة لحبيبات التربة لم يخترع إلا في عام 1952م(14).

ويتجلى السبق العلمي للقرآن بصورة أكثر عندما نستعرض أقوال المفسرين الذين لم تسعفهم علوم عصرهم في فهم ظاهر الآية الكريمة فاضطر أكثرهم إلى تأويلها وحملها على المجاز، وإخبار القرآن بكل وضوح عن هذه الأسرار دليل على أنه منزل ممن يعلم السر في السماوات والأرض القائل: ﴿قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الفرقان: 6]، والذي وعدنا في كتابه أنه سيرينا آياته بقوله سبحانه ﴿وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [النمل: 93].

إعداد/ عادل الصعدي

مراجعة: علي عمر بلعجم

17/ 4/ 2007م

_____________________

(1) لسان العرب 3/ 436.

(2) القاموس المحيط 1/ 419.

(3) لسان العرب 8/ 71.

(4) المصدر السابق 5/ 423.

(5) المصدر السابق 14/ 304.

(6) تفسير الطبري 9/ 112.

(7) المصدر السابق 11/ 113.

(8) تفسير ابن كثير 3/ 277.

(9) تفسير القرطبي 12/ 9.

(10) ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً﴾، للدكتور زغلول النجار، نقلاً عن موقع:

http://www.nooran.org/E/10.htm

(11) المرجع السابق.

(12) ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً﴾، للدكتور زغلول النجار، نقلاً عن موقع:

http://www.nooran.org/E/10.htm

(13) علم الإيمان، للشيخ عبد المجيد الزنداني، الجزء الثاني، ص333-334.

(14) بينات الرسول صلى الله عليه وسلم ومعجزاته، للشيخ عبد المجيد الزنداني، ص132.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرًا م/ الغالية أم جومانه وجنى والغالية صمت وروح الأمل

وإشرقة والأخوات اللهم بارك

التدبر حاضر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

i_af61e4b2ad1.gif

 

وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ( الحج : 5)

 

تفسير البغوى :

(وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً) أى يابسة لا نبات فيها، (فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ) المطر،

 

(اهْتَزَّتْ) أى تحركت بالنبات وذلك أن الأرض ترتفع بالنبات فذلك تحركها،

 

(وَرَبَتْ) أى ارتفعت وزادت ، وقيل فيه تقديم وتأخير معناه: ربت واهتزت وربا نباتها،

فحذف المضاف والإهتزاز فى النبات أظهر،يقال: اهتز النبات أى : طال وإنما أُنِّثْ لذكر الأرض

 

وقرأ أبو جعفر( وربأت) بالهمزة ، وكذلك فى حم السجدة؛ أى ارتفعت وعلت.

 

(وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) : أى صنف حسن يبهج به من رآه ، أى : يسر ، وهذا دليل آخر على البعث.

 

 

 

تدبر:

الأرض القاسية إذا نزل عليها الماء تشربته وأنبتت نباتاً حسناً

بإذن الله ،،، فلو أطاعت القلوب القاسية أمر الله وعملت بما أمر

لنزل عليها القرآن كالماء يروى عطشها وينبت محاسنها... وذلك من

فضل الله .

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@طيبة أم حسام

 

يسر الله أمرك يا حبيبة

في انتظارك متى ما استطعت إن شاء الله ()

 

@@ميرفت ابو القاسم

 

بورك فيك خالتي الحبيبة استفتد من التفسير الذي وضعتيه و تدبرك الجميل سبحان ربنا العظيم (:

لكن لعلك خالتي تشتتي بين الردود هذه الآية التي تم وضعها يوم الجمعة و هذه البارحة ()ط

 

وَ أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ( البقرة: 93)

وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)

 

@أم يُمنى

 

جزاك الله خيرا خالتي الحبيبة()

"

فهى من المعجزات التى ترينا كيف سيبعثنا الله بأبسط من ذلك "

صدقت فالكثير لا يقدر أن يتصور كيفية البعث و البعض ينكره و العياذ بالله

لكن كما حضرتك قلتي لو تفكرنا قليلا في تدابير الله من حولنا لصدقنا و آمنا بذلك من دون أدنى شك

 

@

 

جميل يا غالية بوركت ()

نسال الله أن يروي قلوبنا بالإيمان و القرءان

@@*إشراقة فجر*

 

" فكما أحيا الله الأرض الهامدة بعد موتها فهو قادر على أن يحييَ قلبك بهذا القرءان العظيم الذي أنزله رحمة لنا وشفاءً لقلوبنا "

 

سبحانه الحي القيوم (:

بوركت على اللفتة الطيبة ()

 

 

@ام ال3 اطفال

 

تدبر جميــــل يا غالية و لم يخطر في البال

أول مرة أقرأ الحديث الذي و ضعتيه

بوركت ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

@@ميرفت ابو القاسم

بوركت خالتنا الحبيبة، و في انتظار تدبرك الجميل إن شاء الله ()

 

@@~ محبة صحبة الأخيار~

جميل اللهم بارك

جزاك الله خيرًا يا حبيبة

نسأل الله أن نكون من الموفقين لما فيه مرضاة الله عز و جل ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ( 16 ) .

تدبر هذه الآية حبيبتي

وَ أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ( البقرة: 93)

وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)

 

وسوف اتدبر آية (93 ) البقرة آية (5 ) الحج بعون الله

شكرًا لك سبحان الله أحبك في الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

@@ميرفت ابو القاسم

نعم يا حبيبة إن شاء الله

في انتظارك بحول الله

أحبك الله الذي أحببتيني من أجله، و نحن نحبك فيه سبحانه ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً }

 

 

{ وإنه لقرءان كريم }

 

 

{وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلو علي وأتوني مسلمين }

 

فإن من الألفاظ أعذبها وأشوقها وأقربها إلى القلوب والشعور ، واحة المتعبين وأنس السامرين ، ودليل الحائرين

 

قال تعالى {"ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات و الأرض و يعلم ما تخفون و ما تعلنون"}

 

{ومن شكر فإنما يشكر لنفسه } يجب على الإنسان أن يكون دائم التوبة والرجوع إلى الله تعالى بالصلاة والصيام ، والذكر والتسبيح ، والإستغفار

والدعاء لإن النفس ترتفع وتعلوا بذلك

تم تعديل بواسطة ام جومانا وجنى
تعديل الآية
  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

i_af61e4b2ad1.gif

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حيا الله الجمع الطيب، الذي على أجمل شيءٍ قد اجتمع الحمد لله (:

 

بورك فيكنّ و في تفاعلكن الجميل بفضل الله استفتدنا كثيرا من التفاسير التي تضعنها و كذلك تدبراتكن الجميلة

التي أحيانا تكون كالصفعة على الوجه و الله المستعان .

 

و مع آية جديدة من كتاب ربنا العظيم بحول الله ~

 

وَ أَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَ يُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَ إِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ( هود: 3)

 

مطلوب منكنَّ كما علمتنَّ وضع تفسير الآية

و تدبر جميل من أيديكنَّ ()

 

معكن حتى صباح الجمعة بإذن الله عند وضع الآية التي بعدها ()

 

@@أم يُمنى

@@ميرفت ابو القاسم

@@*إشراقة فجر*

@@زلفى

@@قرموزية

@@خيوط ذهبية

@@ام ال3 اطفال

@

@@...أمينةُ كتاب الله...

@

@@حفصة ام عمار

@@~ محبة صحبة الأخيار~

@تالية القران

ها هو موقع به جميع التفاسير الصحيحة إن شاء الله

 

 

فتح الله عليكنّ يا حبيبات ()

i_af61e4b2ad2.gif

 

أي أخت يمكنها المشاركة حتى و إن لم تشارك في الآيات السابقة

 

بارك الرحمن فيكن (:

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

 

@@ميرفت ابو القاسم

الله المستعان

ذلك فضل الكريم سبحانه و تعالى و عز و جل ()

سلمت يداك يا حبيبة على هذه اللفتة الطيبة

 

فقط تعديل بسيط خالتي الحبيبة على الآية:

"ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات و الأرض و يعلم ما تخفون و ما تعلنون"

أتمنى أن تعملي تقديم بلاغ على مشاركتك حتى تعدل لك المشرفة الآية إن شاء الله، بوركت ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

3 - (وأن استغفروا ربكم) من الشرك (ثم توبوا) ارجعوا (إليه) بالطاعة (يمتعكم) في الدنيا (متاعاً حسناً) بطيب عيش وسعة رزق (إلى أجل مسمى) هو الموت (ويؤت) في الآخرة (كل ذي فضلٍ) في العمل (فضله) جزاءه (وإن تَولَّوا) فيه حذف إحدى التاءين ، أي تعرضوا (فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير) هو يوم القيامة

تدبر: من واسع رحمة وعلمه بالخير لنا ان دلنا على ما يغفر لنا الذنوب التي وقعنا فيه وهي الاستغفار وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون :استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه وقال الله ومن يغفر الذنوب إلا الله

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

i_af61e4b2ad1.gif

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وَ أَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَ يُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَ إِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ( هود: 3)

 

 

* من تفسير الوسيط:

ثم بين - سبحانه - ما يترتب على طاعته من خيرات فقال : ( وَأَنِ استغفروا رَبَّكُمْ ثُمَّ توبوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَّتَاعاً حَسَناً إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ . . ) .

والاستغفار طلب المغفرة والرحمة من الله - تعالى - .

والتوبة : الإِقلاع عن كل ما نهى الله ، مع التصميم على عدم العودة إلى ذلك فى المستقبل .

ويمتعكم : من الإِمتاع ، وأصل الإِمتاع الإِطالة ، ومنه : أمتعنا الله بك أى : أطال لنا بقاءك .

والآية الكريمة معطوفة على قوله - سبحانه - قبل ذلك : " ( أَلاَّ تعبدوا إِلاَّ الله . . ) .

والمعنى : وعليكم - أيها الناس - بعد أن نبذتم كل عبادة لغير الله ، أن تديموا طلب مغفرته ورحمته ، وأن تتوبوا إليه توبة نصوحا ، فإنكم إن فعلتم ذلك ( يُمَتِّعْكُمْ ) الله - تعالى - ( مَّتَاعاً حَسَناً ) بأن يبدل خوفكم أمنا ، وفقركم غنى ، وشقاؤكم سعادة .

قوله : ( إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى ) أى : إلى نهاية حياتكم التى قدرها الله لكم فى هذه الدنيا .

وقوله : ( وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ) أى : ويعط كل صاحب عمل صالح جزاء عمله .

فالمراد بالفضل الأول : العمل الصالح . والمراد بالفضل الثاني الثواب الجزيل من الله - تعالى - .

فالجملة الكريمة ، وعد كريم عن الله - تعالى - لكل من آمن وعمل صالحا .

وجملة ( ثُمَّ توبوا إِلَيْهِ ) معطوفة على استغفروا . و ( ثم ) هنا على بابها من التراخى ، لأن الإِنسان يستغفر أولا ربه من الذنوب ، ثم يتوب إليه التوبة الصادقة النصوح التى لا رجعة معها إلى ارتكاب الذنوب مرة أخرى .

ووصف المتاع بالحسن ، ليدل على أنه عطاء ليس مشوبا بالمكدرات والمنغصات التى تقلق الإِنسان فى دنياه ، وإنما هو عطاء يجعل المؤمن يتمتع بنعم الله التى أسبغها عليه ، مع المداومة على شكره - سبحانه - على هذه النعم .

قال - تعالى - ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) ثم حذر - سبحانه - من الإِعراض عن طاعته فقال : ( وَإِن تَوَلَّوْاْ فإني أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ) .

أى : ذكرهم أيها الرسول الكريم بأن فى إخلاصهم العبادة لله ، وفى طاعتهم له ، سعادتهم الدنيوية الأخروية ، وفى إعراضهم عن ذلك شقاؤهم وحلول العذاب بهم .

أى : إن تتولوا - أيها الناس - عن الحق الذى جئتكم به ، فإنى أخاف عليكم عذاب يوم القيامة ، الذى هو عذاب كبير هوله ، عظيم وقعه ، كما أخاف عليكم عذاب الدنيا .

فتنكير ( يوم ) للتهويل والتعميم ، حتى يشمل عذاب الدنيا وعذاب الآخرة ، حيث إنهم كانوا ينكرون البعث والحساب ، فتخويفهم بالعذابين أزجر لنفوسهم القاسية ، وقلوبهم العاتية .

وفى وصفه بالكبر ، زيادة - أيضا - فى تهويله وشدته ، حتى يثوبوا إلى رشدهم ، ويقلعوا عن غيهم وعنادهم .

 

* التدبـــر:

من أكثر من الإستغفار، رزق المتاع

ومن كان إستغفاره صادقاً كان المتاع حسناً

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@ام ال3 اطفال

 

بارك الله فيك يا حبيبة و نفع الله بك ()

من أي تفسير هذا حبيبتي

 

@

ومن كان إستغفاره

صادقاً

كان المتاع

حسناً

 

(:

صدقتِ بارك الله فيك عروس الغالية ()

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

من تفسير البغوي

{استغفروا ربكم ثم توبوا إليه} أي ارجعوا إليه بالطاعة أي توبوا إليه

لأن الإستغفار هو التوبة وقيل استغفروا ربّكم أي من المااصي

ثم توبوا إليه{{يمتعكم متاعا حسنا} يعيشكم عيشا حسنا في حفظ ودعة وأمن وسعة

{إلى أجل مسمى} إلى حين الموت {ويؤت كل ذي فضل فضله} أي يورث كل ذي عمل صالح في

الدنيا أجره وفي الآخرة{وإن تولوا}أي تعرضوا{فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير} أي عذاب يوم القيامة

 

التدبر

مما قال علي بن أبي طالب رضيّ الله عنه

"كان فيكم آمانان رسول الله والإستغفارقُبض رسول الله وبقيّ الإستغفار فتمسكوا

"و ما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم و ما كان الله معذبهم و هم يستغفرون"

تم تعديل بواسطة ام جومانا وجنى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قوله تعالى :

وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى .

 

هذه الآية الكريمة تدل على أن الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى من الذنوب سبب لأن يمتع الله من فعل ذلك متاعا حسنا إلى أجل مسمى ; لأنه رتب ذلك على الاستغفار والتوبة ترتيب الجزاء [ ص: 170 ] على شرطه .

 

والظاهر أن المراد بالمتاع الحسن : سعة الرزق ، ورغد العيش ، والعافية في الدنيا ، وأن المراد بالأجل المسمى : الموت ، ويدل لذلك قوله تعالى في هذه السورة الكريمة عن نبيه هود عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام : ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم [ 11 \ 52 ] ، وقوله تعالى عن " نوح " : فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا [ 71 \ 10 - 12 ] ، وقوله تعالى : من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة الآية [ 16 \ 97 ] ، وقوله : ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض الآية [ 7 \ 96 ] ، وقوله : ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم [ 5 \ 66 ] ، وقوله : ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب [ 65 \ 2 ، 3 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

التحليل الموضوعي منقول

 

التدبر

 

استغفر الله استغفر الله

 

قول وعمل لكي يوسع الله أرزاقنا ، ويطيب معيشتنا ، ويرفع ذكرنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

 

@@طيبة أم حسام

جزاك الله خيرًا يا حبيبة و نفع الله بك

 

همسة

و أيضًا تصحيح بسيط للآية، رجاءً تقدمي على مشاركتك بلاغ بحيث تأتي المشرفة تعدلها ()

ما كان الله يعذبهم

 

@@ميرفت ابو القاسم

جميل اللهم بارك

بوركت يا غالية و جعله الله بميزان حسناتك ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

i_af61e4b2ad1.gif

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وَ أَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَ يُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَ إِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ( هود: 3)

 

من تفسير السعدى:

(وَ أَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُم ) عن ما صدر منكم من الذنوب ( ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ) فيما تستقبلون من أعماركم،

بالرجوع إليه،بالإنابة والرجوع عما يكرهه الله إلى مايحبه ويرضاه.

ثم ذكر ما يترتب على الإستغفار والتوبة فقال(يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا) أى يعطيكم من رزقه ما تتمتعون

به وتنتفعون.

(إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى): أى إلى وقت فاتكم (وَ يُؤْت ) منكم (كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ): أى يعطى أهل الإحسان

والبر من فضله وبره، ماهو جزاء لإحسانهم ،من حصول ما يحبون، ودفع ما يكرهون.

(وَ إِنْ تَوَلَّوْا ) عن ما دعوتكم إليه، بل أعرضتم عنه، وربما كذبتم به (فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ)وهو

يوم القيامة الذى يجمع الله فيه الأولين والآخرين، فيجازيهم بأعمالهم ، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.

 

 

 

 

تدبر:

 

 

الإستغفار جعله الله سبباً للفلاح فى الآخرة ومحو الذنوب،

وسبباً للحياة الحسنة فى الدنيا،ونيل الفضل

من الله، وما أسهله من سبب، يقدر عليه

كل إنسان ، صحيح أومريض ،

صغير أوكبير ،مقيم أو مسافر،

مذنب أو مطيع ، فما أوسع رحمة الله بنا.

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@~ محبة صحبة الأخيار~

 

فما أوسع رحمة الله بنا

(:

الحمد لله حمد كثيرا ()

بوركت يا حبيبة

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

i_af61e4b2ad1.gif

بسم الله الرحمن الرحيم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من يرد الله به خيراً يفقه في الدين) ، قال العلماء : وتدبر القرآن من أعظم سُبل الفقه في الدين #تدبر

ناصر بن سعيد السيف

 

يا باغيات الخير أقبلنّ (:

 

 

 

و مع آية جديدة من كتاب ربنا العظيم بحول الله ~

 

الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( التوبة: 79)

 

 

مطلوب منكنَّ كما علمتنَّ وضع تفسير الآية

و تدبر جميل من أيديكنَّ ()

معكن حتى صباح الأحد بإذن الله عند وضع الآية التي بعدها ()

@@أم يُمنى

@@ميرفت ابو القاسم

@@*إشراقة فجر*

@@زلفى

@@قرموزية

@@خيوط ذهبية

@@ام ال3 اطفال

@

@@...أمينةُ كتاب الله...

@

@@حفصة ام عمار

@@~ محبة صحبة الأخيار~

@تالية القران

ها هو موقع به جميع التفاسير الصحيحة إن شاء الله

 

 

فتح الله عليكنّ يا حبيبات ()

i_af61e4b2ad2.gif

 

أي أخت يمكنها المشاركة حتى و إن لم تشارك في الآيات السابقة

بارك الرحمن فيكن (:

تم تعديل بواسطة رَوحُ الأمــل ~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

[الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ۙ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79)

وهذه أيضا من صفات المنافقين : لا يسلم أحد من عيبهم ولمزهم في جميع الأحوال ، حتى ولا المتصدقون يسلمون منهم ، إن جاء أحد منهم بمال جزيل قالوا : هذا مراء ، وإن جاء بشيء يسير قالوا : إن الله لغني عن صدقة هذا . كما قال البخاري :

حدثنا عبيد الله بن سعيد ، حدثنا أبو النعمان البصري ، حدثنا شعبة ، عن سليمان ، عن أبي وائل ، عن أبي مسعود قال : لما نزلت آية الصدقة كنا نتحامل على ظهورنا ، فجاء رجل فتصدق بشيء كثير ، فقالوا : مرائي . وجاء رجل فتصدق بصاع ، فقالوا : إن الله لغني عن صدقة هذا . فنزلت ( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم ) الآية .

وقد رواه مسلم أيضا في صحيحه ، من حديث شعبة به .

وقال الإمام أحمد : حدثنا يزيد ، حدثنا الجريري ، عن أبي السليل قال : وقف علينا رجل في مجلسنا بالبقيع فقال : حدثني أبي - أو : عمي أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبقيع ، وهو يقول : من يتصدق بصدقة أشهد له بها يوم القيامة ؟ قال : فحللت من عمامتي لوثا أو لوثين ، وأنا أريد أن أتصدق بهما ، فأدركني ما يدرك ابن آدم ، فعقدت على عمامتي . فجاء رجل لم أر بالبقيع رجلا أشد سوادا [ ولا ] أصغر منه ولا أدم ، ببعير ساقه ، لم أر بالبقيع ناقة أحسن منها ، فقال : يا رسول الله ، أصدقة ؟ قال : نعم ، فقال : دونك هذه الناقة . قال : فلمزه رجل فقال : هذا يتصدق بهذه فوالله لهي خير منه . قال : فسمعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : كذبت بل هو خير منك ومنها ثلاث مرات ، ثم قال : ويل لأصحاب المئين من الإبل ثلاثا . قالوا : إلا من يا رسول الله ؟ قال : إلا من قال بالمال هكذا وهكذا ، وجمع بين كفيه عن يمينه وعن شماله ، ثم قال : قد أفلح المزهد المجهد ثلاثا : المزهد في العيش ، المجهد في العبادة .

وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في هذه الآية ، وقال : جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعين أوقية من ذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجاءه رجل من الأنصار بصاع من طعام ، فقال بعض المنافقين : والله ما جاء عبد الرحمن بما جاء به إلا رياء . وقالوا : إن كان الله ورسوله لغنيين عن هذا الصاع .

وقال العوفي ، عن ابن عباس : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى الناس يوما فنادى فيهم أن اجمعوا صدقاتكم . فجمع الناس صدقاتهم ، ثم جاء رجل من آخرهم بصاع من تمر ، فقال : يا رسول الله ، هذا صاع من تمر بت ليلتي أجر بالجرير الماء ، حتى نلت صاعين من تمر ، فأمسكت أحدهما ، وأتيتك بالآخر . فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينثره في الصدقات . فسخر منه رجال ، وقالوا : إن الله ورسوله لغنيان عن هذا . وما يصنعان بصاعك من شيء . ثم إن عبد الرحمن بن عوف قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هل بقي أحد من أهل الصدقات ؟ فقال : لا ، فقال له عبد الرحمن بن عوف : فإن عندي مائة أوقية من ذهب في الصدقات . فقال له عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : أمجنون أنت ؟ قال : ليس بي جنون . قال : فعلت ما فعلت ؟ قال : نعم ، مالي ثمانية آلاف ، أما أربعة آلاف فأقرضها ربي ، وأما أربعة آلاف فلي . فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت . ولمزه المنافقون فقالوا : والله ما أعطى عبد الرحمن عطيته إلا رياء . وهم كاذبون ، إنما كان به متطوعا ، فأنزل الله - عز وجل - عذره وعذر صاحبه المسكين الذي جاء بالصاع من التمر ، فقال تعالى في كتابه : ( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات ) الآية .

وكذا روي عن مجاهد ، وغير واحد .

وقال ابن إسحاق : كان المطوعون من المؤمنين في الصدقات : عبد الرحمن بن عوف ، تصدق بأربعة آلاف درهم ، وعاصم بن عدي أخا بني العجلان ، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رغب في الصدقات ، وحض عليها ، فقام عبد الرحمن بن عوف فتصدق بأربعة آلاف ، وقام عاصم فتصدق بمائة وسق من تمر ، فلمزوهما وقالوا : ما هذا إلا رياء . وكان الذي تصدق بجهده : أبو عقيل أخو بني أنيف الإراشي حليف بني عمرو بن عوف ، أتى بصاع من تمر فأفرغه في الصدقة ، فتضاحكوا به وقالوا : إن الله لغني عن صاع أبي عقيل .

وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا طالوت بن عباد ، حدثنا أبو عوانة ، عن عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : تصدقوا فإني أريد أن أبعث بعثا . قال : فجاء عبد الرحمن بن عوف فقال : يا رسول الله ، عندي أربعة آلاف ، ألفين أقرضهما ربي ، وألفين لعيالي . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بارك الله لك فيما أعطيت وبارك لك فيما أمسكت . وبات رجل من الأنصار فأصاب صاعين من تمر ، فقال : يا رسول الله ، أصبت صاعين من تمر : صاع أقرضه لربي ، وصاع لعيالي . قال : فلمزه المنافقون وقالوا : ما أعطى الذي أعطى ابن عوف إلا رياء ! وقالوا : ألم يكن الله ورسوله غنيين عن صاع هذا ؟ فأنزل الله : ( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم [ سخر الله منهم ] ) الآية .

ثم رواه عن أبي كامل ، عن أبي عوانة ، عن عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه مرسلا قال : ولم يسنده أحد إلا طالوت .

وقال الإمام أبو جعفر بن جرير : حدثنا ابن وكيع ، حدثنا زيد بن الحباب ، عن موسى بن عبيدة ، حدثني خالد بن يسار ، عن ابن أبي عقيل ، عن أبيه قال : بت أجر الجرير على ظهري ، على صاعين من تمر ، فانقلبت بأحدهما إلى أهلي يتبلغون به ، وجئت بالآخر أتقرب [ به ] إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته ، فقال : انثره في الصدقة . قال : فسخر القوم وقالوا : لقد كان الله غنيا عن صدقة هذا المسكين . فأنزل الله : ( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات ) الآيتين .

وكذا رواه الطبراني من حديث زيد بن الحباب به . وقال : اسم أبي عقيل : حباب . ويقال : عبد الرحمن بن عبد الله بن ثعلبة .

وقوله : ( فيسخرون منهم سخر الله منهم ) وهذا من باب المقابلة على سوء صنيعهم واستهزائهم بالمؤمنين ؛ لأن الجزاء من جنس العمل ، فعاملهم معاملة من سخر بهم ، انتصارا للمؤمنين في الدنيا ، وأعد للمنافقين في الآخرة عذابا أليما .

 

ابن كثير

[/font]

تم تعديل بواسطة ميرفت ابو القاسم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

79 ) )

 

وهذه أيضا من صفات المنافقين : لا يسلم أحد من عيبهم ولمزهم في جميع الأحوال ، حتى ولا المتصدقون يسلمون منهم ، إن جاء أحد منهم بمال جزيل قالوا : هذا مراء ، وإن جاء بشيء يسير قالوا : إن الله لغني عن صدقة هذا . كما قال البخاري :

 

حدثنا عبيد الله بن سعيد ، حدثنا أبو النعمان البصري ، حدثنا شعبة ، عن سليمان ، عن أبي وائل ، عن أبي مسعود قال : لما نزلت آية الصدقة كنا نتحامل على ظهورنا ، فجاء رجل فتصدق بشيء كثير ، فقالوا : مرائي . وجاء رجل فتصدق بصاع ، فقالوا : إن الله لغني عن صدقة هذا . فنزلت (الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم ) الآية .

 

وقد رواه مسلم أيضا في صحيحه ، من حديث شعبة به .

 

وقال الإمام أحمد : حدثنا يزيد ، حدثنا الجريري ، عن أبي السليل قال : وقف علينا رجل في [ ص: 186 ] مجلسنا بالبقيع فقال : حدثني أبي - أو : عمي أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبقيع ، وهو يقول : من يتصدق بصدقة أشهد له بها يوم القيامة ؟ قال : فحللت من عمامتي لوثا أو لوثين ، وأنا أريد أن أتصدق بهما ، فأدركني ما يدرك ابن آدم ، فعقدت على عمامتي . فجاء رجل لم أر بالبقيع رجلا أشد سوادا [ ولا ] أصغر منه ولا أدم ، ببعير ساقه ، لم أر بالبقيع ناقة أحسن منها ، فقال : يا رسول الله ، أصدقة ؟ قال : نعم ، فقال : دونك هذه الناقة . قال : فلمزه رجل فقال : هذا يتصدق بهذه فوالله لهي خير منه . قال : فسمعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : كذبت بل هو خير منك ومنها ثلاث مرات ، ثم قال : ويل لأصحاب المئين من الإبل ثلاثا . قالوا : إلا من يا رسول الله ؟ قال : إلا من قال بالمال هكذا وهكذا ، وجمع بين كفيه عن يمينه وعن شماله ، ثم قال : قد أفلح المزهد المجهد ثلاثا : المزهد في العيش ، المجهد في العبادة .

 

وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في هذه الآية ، وقال : جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعين أوقية من ذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجاءه رجل من الأنصار بصاع من طعام ، فقال بعض المنافقين : والله ما جاء عبد الرحمن بما جاء به إلا رياء . وقالوا : إن كان الله ورسوله لغنيين عن هذا الصاع .

 

وقال العوفي ، عن ابن عباس : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى الناس يوما فنادى فيهم أن اجمعوا صدقاتكم . فجمع الناس صدقاتهم ، ثم جاء رجل من آخرهم بصاع من تمر ، فقال : يا رسول الله ، هذا صاع من تمر بت ليلتي أجر بالجرير الماء ، حتى نلت صاعين من تمر ، فأمسكت أحدهما ، وأتيتك بالآخر . فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينثره في الصدقات . فسخر منه رجال ، وقالوا : إن الله ورسوله لغنيان عن هذا . وما يصنعان بصاعك من شيء . ثم إن عبد الرحمن بن عوف قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هل بقي أحد من أهل الصدقات ؟ فقال : لا ، فقال له عبد الرحمن بن عوف : فإن عندي مائة أوقية من ذهب في الصدقات . فقال له عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : أمجنون أنت ؟ قال : ليس بي جنون . قال : فعلت ما فعلت ؟ قال : نعم ، مالي ثمانية آلاف ، أما أربعة آلاف فأقرضها ربي ، وأما أربعة آلاف فلي . فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت . ولمزه المنافقون فقالوا : والله ما أعطى عبد الرحمن عطيته إلا رياء . وهم كاذبون ، إنما كان به متطوعا ، فأنزل الله - عز وجل - عذره وعذر صاحبه المسكين الذي جاء بالصاع من التمر ، فقال تعالى في كتابه : ( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات ) الآية .

 

وكذا روي عن مجاهد ، وغير واحد .

 

وقال ابن إسحاق : كان المطوعون من المؤمنين في الصدقات : عبد الرحمن بن عوف ، تصدق [ ص: 187 ] بأربعة آلاف درهم ، وعاصم بن عديأخا بني العجلان ، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رغب في الصدقات ، وحض عليها ، فقام عبد الرحمن بن عوف فتصدق بأربعة آلاف ، وقام عاصم فتصدق بمائة وسق من تمر ، فلمزوهما وقالوا : ما هذا إلا رياء . وكان الذي تصدق بجهده : أبو عقيل أخو بني أنيف الإراشي حليف بني عمرو بن عوف ، أتى بصاع من تمر فأفرغه في الصدقة ، فتضاحكوا به وقالوا : إن الله لغني عن صاع أبي عقيل .

 

وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا طالوت بن عباد ، حدثنا أبو عوانة ، عن عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : تصدقوا فإني أريد أن أبعث بعثا . قال : فجاء عبد الرحمن بن عوف فقال : يا رسول الله ، عندي أربعة آلاف ، ألفين أقرضهما ربي ، وألفين لعيالي . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بارك الله لك فيما أعطيت وبارك لك فيما أمسكت . وبات رجل من الأنصار فأصاب صاعين من تمر ، فقال : يا رسول الله ، أصبت صاعين من تمر : صاع أقرضه لربي ، وصاع لعيالي . قال : فلمزه المنافقون وقالوا : ما أعطى الذي أعطى ابن عوف إلا رياء ! وقالوا : ألم يكن الله ورسوله غنيين عن صاع هذا ؟ فأنزل الله : ( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم [ سخر الله منهم ] ) الآية .

 

ثم رواه عن أبي كامل ، عن أبي عوانة ، عن عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه مرسلا قال : ولم يسنده أحد إلا طالوت .

 

وقال الإمام أبو جعفر بن جرير : حدثنا ابن وكيع ، حدثنا زيد بن الحباب ، عن موسى بن عبيدة ، حدثني خالد بن يسار ، عن ابن أبي عقيل ، عن أبيه قال : بت أجر الجرير على ظهري ، على صاعين من تمر ، فانقلبت بأحدهما إلى أهلي يتبلغون به ، وجئت بالآخر أتقرب [ به ] إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته ، فقال : انثره في الصدقة . قال : فسخر القوم وقالوا : لقد كان الله غنيا عن صدقة هذا المسكين . فأنزل الله : ( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات ) الآيتين .

 

[ ص: 188 ] وكذا رواه الطبراني من حديث زيد بن الحباب به . وقال : اسم أبي عقيل : حباب . ويقال : عبد الرحمن بن عبد الله بن ثعلبة .

 

وقوله : ( فيسخرون منهم سخر الله منهم ) وهذا من باب المقابلة على سوء صنيعهم واستهزائهم بالمؤمنين ؛ لأن الجزاء من جنس العمل ، فعاملهم معاملة من سخر بهم ، انتصارا للمؤمنين في الدنيا ، وأعد للمنافقين في الآخرة عذابا أليما .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

التحليل الموضوعي منقول

 

التدبر

 

بسم الله

 

دليل المؤمن هو رب العزة

 

{ وإن الله لهاد الذين ءامنوا إلى صراط مستقيم } (الحج :54)

 

إنما الشيطان المريد والمارد : هو المتمكن من التمرد والخروج عن الحق يتمسك

 

بالباطل ويسود بالقهر

 

{ إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم }ا (لنحل :104)

 

فاتباع الكبراء من المنافقين بلا وعي لا يختلف عن الاستجابة لنزعات إبليس وجنوده

تم تعديل بواسطة ام جومانا وجنى
  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

i_af61e4b2ad1.gif

بسم الله الرحمن الرحيم

الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( التوبة: 79)

 

 

* من تفسير البغوي:

قال أهل التفسير : حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة ، فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف درهم ، وقال : يا رسول الله مالي ثمانية آلاف جئتك بأربعة آلاف فاجعلها في سبيل الله ، وأمسكت أربعة آلاف لعيالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بارك الله لك فيما أعطيت وفيما أمسكت " ، فبارك الله في ماله حتى إنه خلف امرأتين يوم مات فبلغ ثمن ماله لهما مائة وستين ألف درهم . وتصدق يومئذ عاصم بن عدي العجلاني بمائة وسق من تمر . وجاء أبو عقيل الأنصاري واسمه الحباب بصاع من تمر ، وقال : يا رسول الله بت ليلتي أجر بالجرير الماء حتى نلت صاعين من تمر فأمسكت أحدهما لأهلي وأتيتك بالآخر فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينثره في الصدقة ، فلمزهم المنافقون ، فقالوا : ما أعطى عبد الرحمن وعاصم إلا رياء ، وإن الله ورسوله لغنيان عن صاع أبي عقيل ، ولكنه أراد أن يذكر بنفسه ليعطى من الصدقة ، فأنزل الله عز وجل :

( الذين يلمزون ) أي : يعيبون ( المطوعين ) المتبرعين ( من المؤمنين في الصدقات ) يعني : عبد الرحمن بن عوف وعاصما . ( والذين لا يجدون إلا جهدهم ) أي : طاقتهم ، يعني : أبا عقيل . والجهد : الطاقة ، بالضم لغة قريش وأهل الحجاز . وقرأ الأعرج بالفتح . قال القتيبي : الجهد بالضم الطاقة وبالفتح المشقة . ( فيسخرون منهم ) يستهزئون منهم ( سخر الله منهم ) أي : جازاهم الله على السخرية ، ( ولهم عذاب أليم ) .

 

التدبـــــــــر:

* اللمز محرم، بل هو من كبائر الذنوب في أمور الدنيا، وأما اللمز في أمر الطاعة، فأقبح وأقبح‏.‏

*الحذر من الإستخفاف بأي مشروع خيري مهما بدأ متواضعاً وقد بذل أهله وسعهم فيه

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تفسير ابن كثير

وهذه أيضا من صفات المنافقين : لا يسلم أحد من عيبهم ولمزهم في جميع الأحوال ، حتى ولا المتصدقون يسلمون منهم ، إن جاء أحد منهم بمال جزيل قالوا : هذا مراء ، وإن جاء بشيء يسير قالوا : إن الله لغني عن صدقة هذا . كما قال البخاري :

حدثنا عبيد الله بن سعيد ، حدثنا أبو النعمان البصري ، حدثنا شعبة ، عن سليمان ، عن أبي وائل ، عن أبي مسعود قال : لما نزلت آية الصدقة كنا نتحامل على ظهورنا ، فجاء رجل فتصدق بشيء كثير ، فقالوا : مرائي . وجاء رجل فتصدق بصاع ، فقالوا : إن الله لغني عن صدقة هذا . فنزلت ( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم ) الآية .

وقد رواه مسلم أيضا في صحيحه ، من حديث شعبة به .

وقال الإمام أحمد : حدثنا يزيد ، حدثنا الجريري ، عن أبي السليل قال : وقف علينا رجل في مجلسنا بالبقيع فقال : حدثني أبي - أو : عمي أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبقيع ، وهو يقول : من يتصدق بصدقة أشهد له بها يوم القيامة ؟ قال : فحللت من عمامتي لوثا أو لوثين ، وأنا أريد أن أتصدق بهما ، فأدركني ما يدرك ابن آدم ، فعقدت على عمامتي . فجاء رجل لم أر بالبقيع رجلا أشد سوادا [ ولا ] أصغر منه ولا أدم ، ببعير ساقه ، لم أر بالبقيع ناقة أحسن منها ، فقال : يا رسول الله ، أصدقة ؟ قال : نعم ، فقال : دونك هذه الناقة . قال : فلمزه رجل فقال : هذا يتصدق بهذه فوالله لهي خير منه . قال : فسمعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : كذبت بل هو خير منك ومنها ثلاث مرات ، ثم قال : ويل لأصحاب المئين من الإبل ثلاثا . قالوا : إلا من يا رسول الله ؟ قال : إلا من قال بالمال هكذا وهكذا ، وجمع بين كفيه عن يمينه وعن شماله ، ثم قال : قد أفلح المزهد المجهد ثلاثا : المزهد في العيش ، المجهد في العبادة .

وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في هذه الآية ، وقال : جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعين أوقية من ذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجاءه رجل من الأنصار بصاع من طعام ، فقال بعض المنافقين : والله ما جاء عبد الرحمن بما جاء به إلا رياء . وقالوا : إن كان الله ورسوله لغنيين عن هذا الصاع .

وقال العوفي ، عن ابن عباس : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى الناس يوما فنادى فيهم أن اجمعوا صدقاتكم . فجمع الناس صدقاتهم ، ثم جاء رجل من آخرهم بصاع من تمر ، فقال : يا رسول الله ، هذا صاع من تمر بت ليلتي أجر بالجرير الماء ، حتى نلت صاعين من تمر ، فأمسكت أحدهما ، وأتيتك بالآخر . فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينثره في الصدقات . فسخر منه رجال ، وقالوا : إن الله ورسوله لغنيان عن هذا . وما يصنعان بصاعك من شيء . ثم إن عبد الرحمن بن عوف قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هل بقي أحد من أهل الصدقات ؟ فقال : لا ، فقال له عبد الرحمن بن عوف : فإن عندي مائة أوقية من ذهب في الصدقات . فقال له عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : أمجنون أنت ؟ قال : ليس بي جنون . قال : فعلت ما فعلت ؟ قال : نعم ، مالي ثمانية آلاف ، أما أربعة آلاف فأقرضها ربي ، وأما أربعة آلاف فلي . فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت . ولمزه المنافقون فقالوا : والله ما أعطى عبد الرحمن عطيته إلا رياء . وهم كاذبون ، إنما كان به متطوعا ، فأنزل الله - عز وجل - عذره وعذر صاحبه المسكين الذي جاء بالصاع من التمر ، فقال تعالى في كتابه : ( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات ) الآية .

وكذا روي عن مجاهد ، وغير واحد .

وقال ابن إسحاق : كان المطوعون من المؤمنين في الصدقات : عبد الرحمن بن عوف ، تصدق بأربعة آلاف درهم ، وعاصم بن عدي أخا بني العجلان ، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رغب في الصدقات ، وحض عليها ، فقام عبد الرحمن بن عوف فتصدق بأربعة آلاف ، وقام عاصم فتصدق بمائة وسق من تمر ، فلمزوهما وقالوا : ما هذا إلا رياء . وكان الذي تصدق بجهده : أبو عقيل أخو بني أنيف الإراشي حليف بني عمرو بن عوف ، أتى بصاع من تمر فأفرغه في الصدقة ، فتضاحكوا به وقالوا : إن الله لغني عن صاع أبي عقيل .

وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا طالوت بن عباد ، حدثنا أبو عوانة ، عن عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : تصدقوا فإني أريد أن أبعث بعثا . قال : فجاء عبد الرحمن بن عوف فقال : يا رسول الله ، عندي أربعة آلاف ، ألفين أقرضهما ربي ، وألفين لعيالي . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بارك الله لك فيما أعطيت وبارك لك فيما أمسكت . وبات رجل من الأنصار فأصاب صاعين من تمر ، فقال : يا رسول الله ، أصبت صاعين من تمر : صاع أقرضه لربي ، وصاع لعيالي . قال : فلمزه المنافقون وقالوا : ما أعطى الذي أعطى ابن عوف إلا رياء ! وقالوا : ألم يكن الله ورسوله غنيين عن صاع هذا ؟ فأنزل الله : ( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم [ سخر الله منهم ] ) الآية .

ثم رواه عن أبي كامل ، عن أبي عوانة ، عن عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه مرسلا قال : ولم يسنده أحد إلا طالوت .

وقال الإمام أبو جعفر بن جرير : حدثنا ابن وكيع ، حدثنا زيد بن الحباب ، عن موسى بن عبيدة ، حدثني خالد بن يسار ، عن ابن أبي عقيل ، عن أبيه قال : بت أجر الجرير على ظهري ، على صاعين من تمر ، فانقلبت بأحدهما إلى أهلي يتبلغون به ، وجئت بالآخر أتقرب [ به ] إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته ، فقال : انثره في الصدقة . قال : فسخر القوم وقالوا : لقد كان الله غنيا عن صدقة هذا المسكين . فأنزل الله : ( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات ) الآيتين .

وكذا رواه الطبراني من حديث زيد بن الحباب به . وقال : اسم أبي عقيل : حباب . ويقال : عبد الرحمن بن عبد الله بن ثعلبة .

وقوله : ( فيسخرون منهم سخر الله منهم ) وهذا من باب المقابلة على سوء صنيعهم واستهزائهم بالمؤمنين ؛ لأن الجزاء من جنس العمل ، فعاملهم معاملة من سخر بهم ، انتصارا للمؤمنين في الدنيا ، وأعد للمنافقين في الآخرة عذابا أليما .

 

تدبر: اللهم اجعلنا من الصادقين المتصدقين ولا تجعلنا من الكاذبين المنافقين وتب علينا يا الله انك تواب رحيم

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×