اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

الآية (23)

 

*|قوله تعالى:{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }

*- هذه الآية تتحدَّث عن القرآن الكريم، أنه أحسن الحديث، هو الغنى الذي لا فقر بعده، ولا غنىً دونه، لا فقر بعده، ولا غنىً دونه، هو الكتاب المحكم الذي لا ريب فيه، ولا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه.

((فَضْلُ كَلامِ اللَّهِ عَلَى كَلامِ خَلْقِهِ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ)) [الدارمي عن شَهْرٍ بن حوشبٍ]

 

فكم هي المسافة كبيرة جداً بين الخالق والمخلوق؟

*- هي نفسها بين كلامه وكلام خَلْقِهِ، فهو أحسن الحديث، فأجمل حديث تتحدَّث فيه كتاب الله

لا تنقضي عجائب القرآن، تجد الإنسان أمضى أربعين سنة مع هذا الكتاب ولا يملَّه، يتلوه أناء الليل وأطراف النهار، وكلَّما قرأ آيةً كشف الله له معنىً لم يكن يعرفه من قبل، الشيء العجيب فيه أن القرآن غَني، والذي يقرؤه يشعر بالغنى

 

*|{ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً }

*- كل آياته يشبه بعضها بعضاً في الخير، في الصِدق، في الصواب، في التسديد الصحيح:

{ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } [ سورة الإسراء:9 ]

*-كل الآيات الكريمة في مستوى واحد؛ من الدقَّة في التعبير، من الإعجاز، من الروعة، من البيان، من العُمق

 

*|{ مَثَانِيَ }

*-وصفٌ لأهل الجنَّة وأهل النار، وصفٌ للحق وللباطل، للدنيا والآخرة، للخير والشر، لما قبل الموت وما بعد الموت، فدائماً القرآن فيه اثنينيَّة، هذا معنى أول.

*-المعنى الثاني: أن كل آيةٍ تنثني على أُختها فتوضِّحها، القرآن ليس متناقضاً، الآيات توضِّح بعضها بعضاً.

{ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } [ سورة الحجر:99 ]

*- أي يقينٍ هذا؟ قال: هو الموت، من أين عرفنا ذلك؟ قالوا:

{ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ } [ سورة المدثر:47 ]

*- أتانا الموت، فالآية الأولى توضِّحها الآية الثانية،

*- فمعنى مثاني أي أن كل آيةٍ تنثني على أختها فتوضِّحها

 

*- فكلمة (متشابهاً) أي تشبه الآيات بعضها بعضاً في الخيريَّة، والصدق، والدقَّة، والإعجاز، والكمال، والبَرَكَةِ، والعظمة.

*- و(مثاني) إما أن القرآن فيه اثنينيَّة؛ الخير والشر، الحق والباطل، الجنَّة والنار، الدنيا والآخرة، أو كل آيةٍ تنثني على أختها فتوضِّح معانيها.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

*-فالجوارح تعبده بأن تأتمر بما أمر، وأن تنتهي عما عنه نهى وزجر، لكن القلب يعبده بالإخلاص، فدائماً الإنسان له ظاهر وله باطن، ظاهره خاضعٌ لأمر الله، باطنه مخلصٌ لله

ما شاء الله رائع جزاك الله خيرا عروس الحبيبة

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تابع الآية (23)

 

*|{ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ }

*- أي أن المؤمن إذا قرأ آيات العذاب بكى، أو تباكى، أو اقشعرَّ جلده، يتأثَّر لأنه يصدق هذا الكتاب

 

*|{ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ }

*- فالمؤمن بين خشيةٍ ورجاء، بين خوفٍ ورجاء، بين وعدٍ ووعيد، بين وعدٍ بالجنَّة ووعيدٍ بالنار، فالمؤمن يقرأ القرآن وهو يتفاعل مع الآيات.

 

*|{ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ }

*-كيف يهديك الله؟

هذا كتابه، إذا أردت أن تُحَدِّث الله فادعه، وإذا أردت أن يحدِّثك الله عزَّ وجل فاقرأ القرآن

{ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }

 

 

يتبع بإذن الله ~*

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الآية (24)

 

 

*|قوله تعالى:{ أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ }

 

 

*|{ أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ }

*- لأن يديه مغلولتان، الأغلال في يديه وفي عنقه، يُرمى في النار، يتقي هذا الوهج وذاك الجَمْرِ بوجهه. نسأل الله السلامة والعافية

 

 

*|{وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ }

*- انتبه، لا تزول قدما عبدٍ حتى يسأل عن أربع؛ عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيمَ أبلاه؟ وعن علمه ماذا عمل به؟ أما المال فمن أين اكتسبه وفيمَ أنفقه؟

*- الله عزَّ وجل يجمع العباد يوم القيامة فيقول لأحدهم: عبدي أعطيتك مالاً فماذا صنعت فيه؟ يقول: يا ربي أنفقته على كل محتاجٍ ومسكين لثقتي بأنك خيرٌ حافظاً وأنت أرحم الراحمين، فيقول الله: يا عبدي أنا الحافظ لأولادك من بعدك،

*- ويقول لعبدٍ آخر: أعطيتك مالاً فماذا صنعت فيه؟ يقول: يا ربي لم أنفقه على أحدٍ مخافة الفقر على أولادي من بعدي. فيقول الله عزَّ وجل: ألم تعلم بأني أنا الرزَّاق ذو القوة المتين، إن الذي خشيته على أولادك من بعدك قد أنزلته بهم.

*- إذا إنسان جمع مالاً حلالاً وأطاع الله عزَّ وجل، فالله عزَّ وجل يكرمه بأن يحفظ له أولاده من بعده

 

 

يتبع بإذن الله ~*

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الآية (25، 26)

 

*|قوله تعالى:{ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }

 

فالخزي في الدنيا عذاب كبير

*- الإنسان يعيش بكرامته، يعيش بمكانته، يعيش بحسن سيرته بين الناس، يعيش بثناء الناس عليه، أما إذا فُضِح، مزَّقته الألسنة

*- فهؤلاء الذين أساؤوا وانقطعوا عن الله عزَّ وجل أتاهم العذاب من حيث لا يشعرون،

يتفاجأ من جهة أمنه، ويؤتى الحذر من مأمنه.

 

 

يتبع بإذن الله ~*

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الآية (27)

 

*|قوله تعالى:{ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }

 

فالآية تحتمل معنيين:

*- الأول: أن في القرآن الكريم نماذج بشريَّة نجد مثيلها في كل عصر، وفي كل مصر، لو زعمت امرأةٌ أنه لولا زوجها البعيد عن الدين لكانت امرأةً صالحة، نقول لها: أنتِ أم امرأة فرعون؟!

{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } [ سورة التحريم: 11 ]

*- والذي له زوجة سيئة جداً ولها طلباتٌ غير شرعيَّة، فإذا استجاب لها، فالحجَّة قائمةٌ عليه، لقوله تعالى:

{ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ }[ سورة التحريم: 10 ]

 

 

*- لو أن إنساناً صالحاً، تقياً، نقياً، ورعاً، وابنه فاجر فاسد، لا ينبغي أن نتهم الأب من خلال الابن، الله عزَّ وجل ضرب مثلاً سيدنا نوح:

{ وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ*قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ } [ سورة هود: 45-46 ]

*- وقد يكون الابن عظيماً، مستقيماً، طاهراً، وأبوه كافر مشرك، مثله في القرآن سيدنا إبراهيم:

{ يَاأَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنْ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا } [ سورة مريم: 43 ]

 

*- الولد أفضل من أبيه، فكم من ابن فاق والده، وكم من تلميذ سبق أستاذه، إذاً الله عزَّ وجل ضرب للناس في هذا القرآن من كل مثل، جميع النماذج البشريَّة قد وردت في القرآن الكريم،

*- سيدنا سليمان أُوتي الملك ومع ذلك كان نبياً عظيماً، ما منعه ملكه من أن يكون في أعلى درجات الإيمان والقرب من الله عزَّ وجل.

*- إذاً الحُجَّة التي يزعُمها المقصِّرون والعصاة وما أكثرها مرة، البيئة، والظروف، والمعطيات، والواقع السيئ، هي السبب، وتارة أخرى الفساد العام، والبلوى العامَّة، يتخذ قساوة والده ذريعة، وضعفه أمام زوجته حجة، هذه كلُّها حججٌ باطلةٌ عند الله عزَّ وجل، لأن الله جلَّ جلاله ضرب للناس في هذا القرآن من كل مثل، هذا المعنى الأول.

 

*- المعنى الثاني: أنه قرَّب إلينا المعاني الدقيقة المجرَّدة بأمثلةٍ حسيَّةٍ واضحة، فإذا أردت أن تدعو إلى الله عزَّ وجل فاعتمد أسلوب المثل الذي اعتمده القرآن الكريم كأسلوبٍ تربويٍ رائع التأثير، شديد الفعل في نفس المُستمع

*- والمثل أسلوبٌ تربوي، والأمثال أنواع، هناك أسلوب التقرير، وهناك أسلوب التمثيل، وهناك أسلوب الصورة، وهناك أسلوب القصَّة، وهناك أسلوب الحوار، وهناك أسلوب الوَصف، وهناك أسلوب المَثَل، فالمثل الذي يضربه القرآن رائعٌ جداً، ضرب الله سبحانه وتعالى مثلاً للذين حُمِّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً ما أبلغ هذا الكلام، ضع على ظهر حمارٍ كتاباً في الفيزياء، أو في الرياضيات، وبعد حينٍ اسأله عن معادلةٍ، بماذا يجيبك؟ فالذي يُحَمَّل الكتاب ولا يفهمه ولا يعمل به مثله كمثل هذه الدابَّة، ربنا سبحانه وتعالى ضرب مثلاً للكفَّار، قال:

{ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ }

[ سورة المنافقون: 4 ]

{ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً }

[ سورة الفرقان: 44 ]

{ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ }

[ سورة الأعراف: 176 ]

 

*|{ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }

*- حملت الأمانة، ومن لوازم حمل الأمانة أن الله أعطاك حريَّة الاختيار، وحريَّة الكسب، وأنك إذا ادَّعيت أنك مسير فهذا خطأٌ في فهمك، وانحرافٌ في عقيدتك، وهذا الادعاء لن ينجيك من الحساب والمسؤوليَّة يوم القيامة..

 

 

يتبع بإذن الله ~*

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الآية (28)

 

*|قوله تعالى:{ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }

 

*|{ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا }

*- أي واسع البيان،

*- ولن يستطيع الإنسان أن يضع يده على دقائق النَظْمِ القرآني إلا إذا أتقن هذه اللغة العربيَّة، وعرف كيف تستعمل الأدوات، وكيف يكون التعبير، وكيف يكون الإيجاز والإطناب والاعتدال بينهما، وكيف يكون التصوير، وكيف يكون ضربُ المثل على كلٍ نظم القرآن، علمٌ قائمٌ بذاته

لذلك علماء العقيدة اشترطوا على المفسِّر أن يكون متقناً للغة العربيَّة، مسافاتٌ كبيرةٌ جداً بين كلمة وأخرى وحرف وآخر، فمثلاً: ربنا جلَّ جلاله يقول:

{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا } [ سورة هود: 6 ]

*- هذا قرآن، فكلمة دابَّة جاءت نكرة، ولم تأتِ معرفة،

ما نوع هذا التنكير؟ إنه تنكير الشمول،

أي أية دابةٍ على وجه الأرض على الله رزقها،

لو قلنا: الدواب، قد نقصد الأهلية، الدواب البريَّة، الدواب البحريَّة

 

*|{ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ }

*- معنى ذلك كلام غير الله عزَّ وجل ذو عِوَج، لا يستقيم أحياناً، ليس فيه دقَّة، ليس فيه عُمق، ليس فيه مصداقيَّة تقابل الواقع، لابدَّ من خللٍ، من اضطراب، لذلك قال الله عزَّ وجل:

{ الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ } [ سورة البقرة: 1-2 ]

 

*- فما من كتابٍ من دون استثناء من تأليف البشر إلا وتقف له على خَلَل، أو على عِوَج، أو على نَقْص، أبداً، قال تعالى:

{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً } [ سورة المائدة: 3 ]

 

 

يتبع بإذن الله ~*

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

من هذه الأمثلة التي ضربها القرآن الكريم مثل الموحِّد ومثل المُشرك، قال:

الآية (29)

 

 

*|قوله تعالى:{ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }

*- فأحياناً يموت الأب ويخلِّف أولاداً ولهم معملٌ ضخم، هؤلاء الأولاد متشاكسون، متنافسون، متباغضون، وعندهم موظَّفٌ يعمل في المعمل على عهد أبيهم، فكلُّ أخٍ من هؤلاء يعطيه أمراً مناقضاً للأمر الثاني، هو يتمزَّق إن أرضى زيداً أغضب عُبيداً، وإن لبَّى فلاناً قصَّر مع فلان، وإن انحاز إلى هؤلاء أثار حفيظة هؤلاء، فماذا يفعل؟ حياته كلُّها اضطرابٌ، وتمزُّقٌ، وصراعٌ، وحيرةٌ.

*- لذلك أحد أسباب سعادة المؤمن له مرجع واحد، له أمر واحد ينصاع له وهو أمر الله عزَّ وجل، لا يخاف أحداً، لا يخاف إلا من الله، لا يرجو إلا الله، لا يخشى إلا الله، لا يعقِدُ الأمل إلا على الله

*|{ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا }

*- والله أيها الأخوة، التوحيد وحده في الدين يضيف على حياة المؤمن طمأنينةً وسعادةً لا توصف، لأنه يخاطب ربه فيقول: يا رب ليس في الكون أحدٌ سواك، تعلم السرَّ وأخفى، تعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور، لا حول ولا قوَّة إلا بك، لا إله غيرك، لا رافع ولا خافض، ولا معزَّ ولا مذلَّ، ولا معطي ولا مانع، ولا قابض ولا باسط، ولا مغني ولا مفقر إلا أنت،

*- فحينما أيقنت أنه لا إله إلا الله اتجهت إلى الله بكلِّيتك، فسعدت في الدنيا وسعدت في الآخرة.

 

{ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }

 

 

يتبع بإذن الله ~*

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الآية (30، 31)

 

 

*|قوله تعالى:{ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ }

 

*|{ إِنَّكَ مَيِّتٌ }

*- أنت بشر، لأنه ما من مخلوقٍ إلا وسيموت، كل مخلوقٍ يموت ولا يبقى إلا ذو العزَّة والجبروت:

والليل مهما طــــال فلا بد من طلوع الفـــجر

والعمر مهما طــــال فلابد من نزول الــــقبر

* * *

*- فالموت حق، فالأنبياء ماتوا، والمؤمنون ماتوا، والكفَّار ماتوا، والأغنياء ماتوا، والفقراء ماتوا، والأصحَّاء ماتوا، والمرضى ماتوا، والأقوياء ماتوا، والضعفاء ماتوا، والظالمون ماتوا، والمظلومون ماتوا ، وكل مخلوقٍ يموت

 

*- المعنى الآخر: أن كلَّنا عبيدٌ لله عزَّ وجل، والله وحده الباقي، وهو الذي سيحاسبنا جميعاً، وهو الذي سيُوقفنا أمام أعمالنا، لماذا فعلتم؟ لماذا لم تفعلوا؟

 

*|{ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ }

وقد قالوا: سبحان من قهر عباده بالموت، فالإنسان له أن يقول ما يشاء، وله أن يفعل ما يشاء، ولكن لابدَّ من أن يموت، وبعد الموت يحكم الواحدِ الديَّان

 

 

يتبع بإذن الله ~*

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الآية (32)

 

 

 

*|قوله تعالى:{ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ }

 

*- ليس في الأرض كلّها، ليس في بني البشر كلِّهم إنسان أشدَّ ظلماً من هذا الذي كَذَبَ على الله، دعا إلى الله، وكذب عليه، وقال عنه بغير عِلم، أو قال عنه صفاتٍ لا تَليق به تحقيقاً لمصالحه الماديَّة

 

*|{ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ }

*- استفهام إنكاري، ليس في الأرض إنسانٌ أشدُّ ظلماً، ولا أفدح خسارةً، ولا أكثر عذاباً، من إنسانٍ تكلَّم على الله بغير علمٍ

 

*- هناك متكلِّم وهناك مستمع،

أشد المتكلمين ظُلماً، أشدهم خسارةً، أشدهم عذاباً، من تكلَّم على الله بغير علمٍ، أو تكلَّم على الله بخلاف ما يعلم، هذا ضال مضل، الأول ضال والثاني مضل، فاسد مفسد، لأن الإنسان الذي يستمع، من الذي يبنيه؟ المتكلِّم يبني نفسه،

*- فلو أوهمه أن أمَّة محمد صلى الله عليه وسلَّم أمةٌ مرحومة، وافعل ما شئت، النبي عليه الصلاة والسلام سوف يشفع لكم جميعاً، أي دافعٍ بقي عند الناس كي يستقيموا؟ أي دافع؟ أي دافعٍ بقي عند الناس ليكونوا أعفَّة؟ ليكونوا منزَّهين عن الغَلَط؟ انتهى،

وقع الناس في الحرام، واعتدوا على بعضهم بعضاً، وأكلوا أموالهم بينهم بالباطل، واعتدوا على أعراض بعضهم، كلُّهم يتأمل شفاعة النبي يوم القيامة

 

*|{ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ }

*- جاءه الحق من خلال القرآن، القرآن كلام الله، سمَّاه الله الصدق لأنه مطابقٌ للواقع، لأنه من لدن حكيمٍ خبير، لأنه من عند خالق الكون، لأنه كلام رب العالمين، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، هذا الصدق كذَّب به

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الآية (32)

 

 

 

*|قوله تعالى:{ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ }

 

*- ليس في الأرض كلّها، ليس في بني البشر كلِّهم إنسان أشدَّ ظلماً من هذا الذي كَذَبَ على الله، دعا إلى الله، وكذب عليه، وقال عنه بغير عِلم، أو قال عنه صفاتٍ لا تَليق به تحقيقاً لمصالحه الماديَّة

 

*|{ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ }

*- استفهام إنكاري، ليس في الأرض إنسانٌ أشدُّ ظلماً، ولا أفدح خسارةً، ولا أكثر عذاباً، من إنسانٍ تكلَّم على الله بغير علمٍ

 

*- هناك متكلِّم وهناك مستمع،

أشد المتكلمين ظُلماً، أشدهم خسارةً، أشدهم عذاباً، من تكلَّم على الله بغير علمٍ، أو تكلَّم على الله بخلاف ما يعلم، هذا ضال مضل، الأول ضال والثاني مضل، فاسد مفسد، لأن الإنسان الذي يستمع، من الذي يبنيه؟ المتكلِّم يبني نفسه،

*- فلو أوهمه أن أمَّة محمد صلى الله عليه وسلَّم أمةٌ مرحومة، وافعل ما شئت، النبي عليه الصلاة والسلام سوف يشفع لكم جميعاً، أي دافعٍ بقي عند الناس كي يستقيموا؟ أي دافع؟ أي دافعٍ بقي عند الناس ليكونوا أعفَّة؟ ليكونوا منزَّهين عن الغَلَط؟ انتهى،

وقع الناس في الحرام، واعتدوا على بعضهم بعضاً، وأكلوا أموالهم بينهم بالباطل، واعتدوا على أعراض بعضهم، كلُّهم يتأمل شفاعة النبي يوم القيامة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

*|{ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ }

*- جاءه الحق من خلال القرآن، القرآن كلام الله، سمَّاه الله الصدق لأنه مطابقٌ للواقع، لأنه من لدن حكيمٍ خبير، لأنه من عند خالق الكون، لأنه كلام رب العالمين، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، هذا الصدق كذَّب به

 

*- فمن أسعد الناس من تعامل مع هذا الكتاب تعاملاً جدياً على أنه كلام رب العالمين، لكن هناك أشخاصاً كثيرين يتعاملون معه تعاملاً بعيداً عن الواقعَّية، ولا يأخذون الأمر مأخذاً جدياً، فالقرآن فيه تهديد، وفيه وعيد، وفيه بشارة، وفيه أمر، وفيه نهي، يفعل ما يحلو له مخالفاً أمر القرآن، ولا يبالي، هذا أحد أنواع التكذيب الفعلي لكتاب الله عزَّ وجل.

*|{ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ }

*- العقاب أليم جداً، والثمن فادح، والخَطْب جَلَل، فقبل أن تعصي فكِّر كثيراً،

*- الإمام الغزالي رحمه الله تعالى خاطب نفسه مرَّة فقال: " يا نفس لو أن طبيباً نهاكِ عن أكلةٍ تحبينها لا شكَّ أنكِ تمتنعين عنها، يا نفس أيكون الطبيب أصدق عندكِ من الله؟ ".

 

*- النتيجة إلى جهنَّم، هذا الذي كَذَبَ على الله، وذاك الذي كَذَّبَ بالصدق، المُتكلِّم والمستمع، الثمن الباهظ عذابٌ أبدي في جهنَّم وبئس المصير.

 

يتبع بإذن الله ~*

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الآية (33)

 

 

 

*|قوله تعالى:{ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }

 

*|{ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ }

*- سيدنا الصديق صدَّق، الصحابة الكرام صدَّقوا

انظر إلى أصحاب النبي رضوان الله عليهم حينما صدَّقوا، وحينما جاهدوا، وحينما صبروا، وحينما صابروا، وحينما رابطوا، وحينما أحبوا النبي، وحينما قدَّموا له الغالي والرخيص، والنفس والنفيس، انظر إلى ألفٍ وخمسمئة عام بعد وفاتهم أو استشهادهم، كيف أن المجالس كلها تتعطَّر بذكرهم، سيدنا الصديق، وسيدنا عمر، وسيدنا عثمان، وسيدنا علي، وسيدنا عمر بن عبد العزيز، وسيدنا صلاح الدين، هؤلاء الأبطال العِظام، هل يفتر اللسان عن ذكرهم في أي مكان في العالَم الإسلامي؟

 

*|{والَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ }

*- فأنت من سعادتك أن تستجيب للحق.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكم } [ سورة الأنفال: 24 ]

دعوةٌ لحياة القلوب.

 

 

*|{ وَصَدَّقَ بِهِ }

*- هذه الآية لها معنيان: إما أن النبي جاء بالصدق وصدَّق به، أو أن النبي جاء بالصدق والذي صدَّق به من أصحابه، قال:

 

*|{ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }

*- هنيئاً لهم، اتقوا عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، نجوا من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، سَلِموا في الدنيا والآخرة، سَعِدوا في الدنيا والآخرة.

 

 

*- اتقوا عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، اتقوا شقاء الدنيا وشقاء الآخرة، اتقوا أن يعصوا الله فاتقوا عذابه وعقابه، هؤلاء ما جزاؤهم في الآخرة؟ الأوائل.

 

 

يتبع بإذن الله ~*

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الآية (33)

 

 

 

*|قوله تعالى:{ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }

 

*|{ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ }

*- سيدنا الصديق صدَّق، الصحابة الكرام صدَّقوا

انظر إلى أصحاب النبي رضوان الله عليهم حينما صدَّقوا، وحينما جاهدوا، وحينما صبروا، وحينما صابروا، وحينما رابطوا، وحينما أحبوا النبي، وحينما قدَّموا له الغالي والرخيص، والنفس والنفيس، انظر إلى ألفٍ وخمسمئة عام بعد وفاتهم أو استشهادهم، كيف أن المجالس كلها تتعطَّر بذكرهم، سيدنا الصديق، وسيدنا عمر، وسيدنا عثمان، وسيدنا علي، وسيدنا عمر بن عبد العزيز، وسيدنا صلاح الدين، هؤلاء الأبطال العِظام، هل يفتر اللسان عن ذكرهم في أي مكان في العالَم الإسلامي؟

 

*|{والَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ }

*- فأنت من سعادتك أن تستجيب للحق.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكم } [ سورة الأنفال: 24 ]

دعوةٌ لحياة القلوب.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

*|{ وَصَدَّقَ بِهِ }

*- هذه الآية لها معنيان: إما أن النبي جاء بالصدق وصدَّق به، أو أن النبي جاء بالصدق والذي صدَّق به من أصحابه، قال:

 

*|{ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }

*- هنيئاً لهم، اتقوا عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، نجوا من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، سَلِموا في الدنيا والآخرة، سَعِدوا في الدنيا والآخرة.

 

 

*- اتقوا عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، اتقوا شقاء الدنيا وشقاء الآخرة، اتقوا أن يعصوا الله فاتقوا عذابه وعقابه، هؤلاء ما جزاؤهم في الآخرة؟ الأوائل.

 

 

يتبع بإذن الله ~*

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الآية (34)

 

 

 

*|قوله تعالى:{ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ }

 

*|{ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ }

*- آيةٌ على إيجازها عظيمةٌ جداً، الدار الآخرة - الجنَّة - مبنيَّة على مبدأ، أي شيءٍ يخطر في بالك تجده أمامك، هذه الجنَّة.

 

*|{ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ }

*- كن محسناً أيها الأخ، كلمة محسن مطلقة؛ أحسن في عملك، انصح المسلمين، ترأَّف بهم، ارحمهم.

((إن كنتم ترجون رحمتي فارحموا خلقي)) [كنز العمال عن أبي بكر]

 

*- أتقن عملك، الإحسان يعني إتقان العمل، الإحسان يعني الصدق، الإحسان يعني النصيحة، الإحسان يعني أن تربِّي أولادك، الإحسان يعني أن تعتني بمن حولك، الإحسان يعني أن يكون لك عمل طيِّب.

 

يتبع بإذن الله ~*

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الآية (35)

*|قوله تعالى:{ لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ }

 

*|{ لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا }

*- كل أعماله السيئة السابقة، حتَّى أشدُّها سوءاً هذه تُكفَّر عنه، ولا يذكرها الإنسان يوم القيامة.

*- فالإنسان أحياناً يكون له عمل طيِّب، وعمل سيئ، من كرم الله عزَّ وجل أن ينسيه عمله السيئ في الآخرة.

{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا } [ سورة فصلت: 20 ]

*- إذاً العمل السيئ قبل التوبة من كرم الله عزَّ وجل أن الله يكفِّره، والعمل الطيِّب بعد التوبة يعطيك الله عنه أعظم الجزاء، والأمر واضح وضوح الشمس، وما علينا إلا أن ننطلق إلى الله عزَّ وجل، ففروا إلى الله، انطلق.

{ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا } [ سورة يونس: 58 ]

 

*- افرح بعطاء الله عزَّ وجل، افرح بمعرفة الله، افرح بمجلس علمٍ تحضره، افرح بآيةٍ تفهمها، افرح بعملٍ صالحٍ يجريه الله على يديك، افرح بشيءٍ تدَّخره لنفسك بعد الموت.

 

*-بين أن يموت الإنسان فقيراً ليس له أعمال أبداً وبين أن يموت والعمل الصالح يسبقه؟

لذلك الفقر فقر الأعمال، سيدنا موسى ماذا فعل؟

حينما سقى للمرأتين تولَّى إلى الظل وقال:

{ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } [ سورة القصص: 24 ]

 

*-أنا مفتقر لهذا العمل، فأنا أقول لكم أيها الأخوة: قل لي ما الذي يفرحك أقل لك من أنت، هل تفرح بالدنيا أم بعطاء الله عزَّ وجل؟ بمعرفة الله؟ بطاعة الله؟ بعملٍ صالحٍ؟

 

 

 

يتبع بإذن الله ~*

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الآية (36)

 

*|قوله تعالى:{ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }

 

*|{ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ }

*- هذه الصيغة استفهامٌ تقريري، والاستفهام التقريري يعني أن الله كافٍ عبده.

*- فبعد أن تعرف، وبعد أن تستقيم على أمر الله، وبعد أن تتقرَّب إليه، الله جلَّ جلاله ألا يكفيك؟ ألا يكفيك أمر الدنيا؟ ألا يكفيك أمر خصومك؟ ألا يكفيك أمر أعدائك؟ ألا يوفِّقك إلى ما تحب وترضى؟ ألا ترى الأمور ميسَّرةً؟ هل يستطيع أحدٌ كائناً من كان أن ينال منك؟ كيف ينال منك وأنت مع الله، وكل من في الكون بأمر الله عزَّ وجل

*- هذه الآية تشمل كل مؤمن، لكنها تشمل - كما قال المفسِّرون - شمولاً أولياً النبي عليه الصلاة والسلام، فخصوم النبي، أعداء النبي، المشركون، الكفَّار لن ينالوا من النبي، لن يستطيعوا أن يطفئوا دعوة الله عزَّ وجل، لن يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً أمام هذا الدين العظيم

 

*- هذه الآية إذا عقلها المؤمن تبثُّ في نفسه الطمأنينة،

أنت مع من؟

*- أنت مع الخالِق وخصومك مع المخلوقين، أنت مع الرازق وخصومك مع المرزوقين، أنت مع من بيده ملكوت السماوات والأرض، أنت مع مَن كل من في الكون دونه، دونه في القوة، قوتهم من قوَّته، لا وجود لهم أمام وجوده

 

*- حينما ترى أن المسلمين مصابون يُسلَّط عليهم أعداؤهم، ينال أعداؤهم منهم كل نَيْل، يجب أن تعلم علم اليقين أن هناك نقصاً في عبوديَّتهم لله عزَّ وجل، لأنهم لو كانوا عبيده كما أراد لكفاهم كل مؤْنَة، ولجعل كلمتهم هي العليا، وجعل كلمة الذين كفروا السفلى، وكلمة الله هي العُليا.

 

*- أتحب أيها الأخ الكريم أن تكون أقوى إنسانٍ على وجه الأرض؟ والله إن هذا في متناولك، كن مع القوي تكن قوياً، أتحب أن تكون عزيزاً؟ كن مع العزيز، أتحب أن تكون غنياً؟ كن مع الغني، إذا أردت أن تكون أقوى الناس فتوكَّل على الله، إذا أردت أن تكون أغنى الناس فكن بما في يدي الله أوثق منك بما في يديك، إذا أردت أن تكون أكرم الناس فاتقِ الله

 

*|{ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ }

*- شأن الكفَّار التخويف، أنت بإمكانك أن تمتحن الذي يكلِّمك أهو مؤمنٌ أم كافر؟ مؤمن أم مُشرك؟ مؤمنٌ أم عاصٍ؟ إذا طمأنك إلى أن الله لن يتخلَّى عن المؤمنين فهذه علامة إيمانه.

 

{ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } [ سورة الأنعام : 81-82]

*- المؤمن الحق لا يخوِّفك إلا من الله، وغير المؤمن يخوِّفك من أشخاصٍ كثيرين

 

*|{ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }

*- فإذا أصرَّ الإنسان على اختيار الشهوة، أصرَّ على الدنيا وترك الآخرة، أصرَّ على شهواته وترك مبادئه، أصرَّ على مصالحه وترك قيَمَهُ، أصرَّ على أن يكون مع الشيطان وترك ربَّه، وقد جرت محاولاتٌ عدَّة ؛ تارةً بالنُصح، وتارةً بالتضييق، وتارةً بالمرض، وتارةً بالشدَّة، وتارةً بالفقر، وتارةً بالخوف، وكل هذه المحاولات لم تُجْدِ، وبقي مصراً على معاصيه، وشهواته، وضلالاته، عندئذٍ التحصيل الحاصل أن الله يضلُّه، فإذا أضلَّه الله لا تستطيع قوَّةٌ في الأرض أن تهديه إلى سواء السبيل، لأن الله بيده كل شيء.

 

 

 

يتبع بإذن الله ~*

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الآية (36)

 

*|قوله تعالى:{ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }

 

*|{ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ }

*- هذه الصيغة استفهامٌ تقريري، والاستفهام التقريري يعني أن الله كافٍ عبده.

*- فبعد أن تعرف، وبعد أن تستقيم على أمر الله، وبعد أن تتقرَّب إليه، الله جلَّ جلاله ألا يكفيك؟ ألا يكفيك أمر الدنيا؟ ألا يكفيك أمر خصومك؟ ألا يكفيك أمر أعدائك؟ ألا يوفِّقك إلى ما تحب وترضى؟ ألا ترى الأمور ميسَّرةً؟ هل يستطيع أحدٌ كائناً من كان أن ينال منك؟ كيف ينال منك وأنت مع الله، وكل من في الكون بأمر الله عزَّ وجل

*- هذه الآية تشمل كل مؤمن، لكنها تشمل - كما قال المفسِّرون - شمولاً أولياً النبي عليه الصلاة والسلام، فخصوم النبي، أعداء النبي، المشركون، الكفَّار لن ينالوا من النبي، لن يستطيعوا أن يطفئوا دعوة الله عزَّ وجل، لن يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً أمام هذا الدين العظيم

 

*- هذه الآية إذا عقلها المؤمن تبثُّ في نفسه الطمأنينة،

أنت مع من؟

*- أنت مع الخالِق وخصومك مع المخلوقين، أنت مع الرازق وخصومك مع المرزوقين، أنت مع من بيده ملكوت السماوات والأرض، أنت مع مَن كل من في الكون دونه، دونه في القوة، قوتهم من قوَّته، لا وجود لهم أمام وجوده

 

*- حينما ترى أن المسلمين مصابون يُسلَّط عليهم أعداؤهم، ينال أعداؤهم منهم كل نَيْل، يجب أن تعلم علم اليقين أن هناك نقصاً في عبوديَّتهم لله عزَّ وجل، لأنهم لو كانوا عبيده كما أراد لكفاهم كل مؤْنَة، ولجعل كلمتهم هي العليا، وجعل كلمة الذين كفروا السفلى، وكلمة الله هي العُليا.

 

*- أتحب أيها الأخ الكريم أن تكون أقوى إنسانٍ على وجه الأرض؟ والله إن هذا في متناولك، كن مع القوي تكن قوياً، أتحب أن تكون عزيزاً؟ كن مع العزيز، أتحب أن تكون غنياً؟ كن مع الغني، إذا أردت أن تكون أقوى الناس فتوكَّل على الله، إذا أردت أن تكون أغنى الناس فكن بما في يدي الله أوثق منك بما في يديك، إذا أردت أن تكون أكرم الناس فاتقِ الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

*|{ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ }

*- شأن الكفَّار التخويف، أنت بإمكانك أن تمتحن الذي يكلِّمك أهو مؤمنٌ أم كافر؟ مؤمن أم مُشرك؟ مؤمنٌ أم عاصٍ؟ إذا طمأنك إلى أن الله لن يتخلَّى عن المؤمنين فهذه علامة إيمانه.

 

{ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } [ سورة الأنعام : 81-82]

*- المؤمن الحق لا يخوِّفك إلا من الله، وغير المؤمن يخوِّفك من أشخاصٍ كثيرين

 

*|{ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }

*- فإذا أصرَّ الإنسان على اختيار الشهوة، أصرَّ على الدنيا وترك الآخرة، أصرَّ على شهواته وترك مبادئه، أصرَّ على مصالحه وترك قيَمَهُ، أصرَّ على أن يكون مع الشيطان وترك ربَّه، وقد جرت محاولاتٌ عدَّة ؛ تارةً بالنُصح، وتارةً بالتضييق، وتارةً بالمرض، وتارةً بالشدَّة، وتارةً بالفقر، وتارةً بالخوف، وكل هذه المحاولات لم تُجْدِ، وبقي مصراً على معاصيه، وشهواته، وضلالاته، عندئذٍ التحصيل الحاصل أن الله يضلُّه، فإذا أضلَّه الله لا تستطيع قوَّةٌ في الأرض أن تهديه إلى سواء السبيل، لأن الله بيده كل شيء.

 

 

 

يتبع بإذن الله ~*

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الآية (37)

 

*|قوله تعالى:{ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ }

 

*|{ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ }

*- هذا الذي هداه الله عزَّ وجل بعد أن أصرَّ على الهدى، وبعد أن طلب الهدى، ليس في الأرض كلِّها قوَّةٌ تستطيع أن تضلَّه

 

*|{ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ }

*- استفهام تقريري، أي أن الله عزيزٌ ذو انتقام، تقتضي عزَّته أن يعزَّ المؤمن، وتقتضي عزَّته أن يذلَّ الكافر، تقتضي عزَّته أن يرفع شأن المؤمن، وتقتضي عزَّته أن ينتقم من الكافر.

 

*- ما علاقة هذا الاسم العظيم بسياق هذه الآية؟

تقتضي عزَّته ألا يجعل للكافر على المؤمن سبيلاً، تقتضي عزَّته أن يذلَّ الكافر، تقتضي عزَّته أن يُعاقب الكافر، تقتضي عزَّته أن يُحْبِطَ عمل الكافر

 

 

يتبع بإذن الله ~*

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الآية (38)

 

*|قوله تعالى:{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ }

 

 

*|{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ }

*- لكن إذا كان الله كما تقولون هو الذي خلق السماوات والأرض لماذا تخافون من دونه؟ لماذا تخشون هؤلاء؟ لماذا تحسبون لهم حساباً؟ هذا تناقض،

*- أنبئونا إذا كان الله هو الخالق هؤلاء لا قيمة لهم، هنا أراد الله عزَّ وجل أن يقيم عليهم الحُجَّة.

 

*|{ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ }

 

*- وإذا أردت أن تفهم هذه الآية في هذه الأزمان: الأشخاص الذين تظنُّهم أقوياء، وتظن أن بيدهم الحل والربط، هم عبادٌ لله عزَّ وجل ضعفاءٌ مثلك، لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً إلا بإذن الله عزَّ وجل، لكن الآية مطلقة شملتهم جميعاً

 

*|{ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ }

 

*- أجبنا؟ إذا كنت تؤمن أن الله خالق السماوات والأرض، وأن هذه الأصنام، أو أن هؤلاء الأشخاص، أو أن هذه الجهات القويَّة هي في قبضته، ومن خلقه، وأمرها بيد الله عزَّ وجل، هل هذه الجهات التي تعبدها من دون الله تستطيع أن تدفع عنك ضرَّاً أراده الله؟ أو أن تجلب لك نفعاً منعه الله؟

 

*- هذه قاعدة يمكن أن تستخدمها كل يوم، إنسان قوي أمرك بمعصية قل: إنَّ هذا الإنسان لا يمنعني من الله إذا أرادني الله بضر، أما إذا أرادني بخير فلا يستطيع هذا الإنسان أن يمنع عني الخير، إذاً سعادتي وشقائي من قِبَل الله عزَّ وجل

 

*|{ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ }

*- حسبي الله ونعم الوكيل هذه من الأوراد التي كان النبي عليه الصلاة والسلام يذكرها، حسبي الله ونعم الوكيل.

{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ* فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ* إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ } [ سورة آل عمران: 173-174]

 

 

 

يتبع بإذن الله ~*

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الآية (38)

 

*|قوله تعالى:{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ }

 

 

*|{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ }

*- لكن إذا كان الله كما تقولون هو الذي خلق السماوات والأرض لماذا تخافون من دونه؟ لماذا تخشون هؤلاء؟ لماذا تحسبون لهم حساباً؟ هذا تناقض،

*- أنبئونا إذا كان الله هو الخالق هؤلاء لا قيمة لهم، هنا أراد الله عزَّ وجل أن يقيم عليهم الحُجَّة.

 

*|{ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ }

 

*- وإذا أردت أن تفهم هذه الآية في هذه الأزمان: الأشخاص الذين تظنُّهم أقوياء، وتظن أن بيدهم الحل والربط، هم عبادٌ لله عزَّ وجل ضعفاءٌ مثلك، لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً إلا بإذن الله عزَّ وجل، لكن الآية مطلقة شملتهم جميعاً

 

*|{ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ }

 

*- أجبنا؟ إذا كنت تؤمن أن الله خالق السماوات والأرض، وأن هذه الأصنام، أو أن هؤلاء الأشخاص، أو أن هذه الجهات القويَّة هي في قبضته، ومن خلقه، وأمرها بيد الله عزَّ وجل، هل هذه الجهات التي تعبدها من دون الله تستطيع أن تدفع عنك ضرَّاً أراده الله؟ أو أن تجلب لك نفعاً منعه الله؟

 

*- هذه قاعدة يمكن أن تستخدمها كل يوم، إنسان قوي أمرك بمعصية قل: إنَّ هذا الإنسان لا يمنعني من الله إذا أرادني الله بضر، أما إذا أرادني بخير فلا يستطيع هذا الإنسان أن يمنع عني الخير، إذاً سعادتي وشقائي من قِبَل الله عزَّ وجل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

*|{ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ }

*- حسبي الله ونعم الوكيل هذه من الأوراد التي كان النبي عليه الصلاة والسلام يذكرها، حسبي الله ونعم الوكيل.

{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ* فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ* إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ } [ سورة آل عمران: 173-174]

 

 

 

يتبع بإذن الله ~*

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الآية (39)

 

*|قوله تعالى:{ قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}

 

*|{ قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ }

*- ما الفرق بين المكان والمكانة؟

*- المكان الشيء المادي، والمكانة الشيء المعنوي

*- فلان في مكان كذا، في قمَّة جبل، هذا هو المكان،

*- أما المكانة؛ فلان له قناعاته يحتل مكانة، فلان مكانته داعيةٌ إلى الله عزَّ وجل، فلان مكانته العمل الصالح

 

*- النبي عليه الصلاة والسلام أمره الله عزَّ وجل أن يقول:

*|{ قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ }

*- أي استمروا على قناعاتكم، وعلى معتقداتكم، وتحرَّكوا من خلالها، واستمروا على شأنكم الذي بين الناس..

*|{ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ }

*- أهل الحق يعملون للحق، وأهل الباطل يعملون للباطل، أهل الحق يدعون إلى الله عزَّ وجل، أهل الباطل يدعون إلى الدنيا، يدعون إلى باطلهم، أهل الحق يدعون إلى الخير، أهل الباطل يدعون إلى الشر، أهل الحق يدعون إلى الوئام، أهل الباطل يدعون إلى الفِتَن..

 

*- أي إني عاملٌ على مكانتي، شأن المؤمن أنه يدعو إلى الخير، وشأن الكافر أنه يدعو إلى الشر، شأن المؤمن أنه يدعو إلى الله عزَّ وجل، شأن الكافر أنه يدعو إلى زيدٍ أو عُبيد، شأن المؤمن أنه يحب الإصلاح بين الناس، شأن الكافر يحب الفساد بين الناس

 

*- النبي عليه الصلاة والسلام واثقٌ من النتائج، افعل ما تريد وأنا سأفعل وفق معتقداتي وإيماني، وسوف ترى من هو الخاسر، سوف ترون من هو الرابح ومن هو الخاسر، سوف ترون لمن العاقبة؛ للمؤمنين أم لغير المؤمنين؟ لمن النصر في النهاية، لأهل الإيمان أم لأهل الكفر؟ هذا معنى قول الله عزَّ وجل:

{ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } [ سورة الأعراف : 128]

 

 

يتبع بإذن الله ~*

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×