اذهبي الى المحتوى
عروس القرءان

*0*~ فاعليات مسابقة الشجرة التجويدية ~*0*

المشاركات التي تم ترشيحها

أنزل الله تعالى كتابه الكريم على قلب رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم بعد أن صنعه على عينه وغسل قلبه

بما لا يجعل للشيطان عليه سبيلا ، وتكفل ربنا بحفظ كتابه "" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) " الحجر

وكان النبى صلى الله عليه وسلم يقرئ أصحابه بما يتنزل عليه من القرآن فأشرب حبه فى قلوبهم وحفظوه بين حنايا

ضلوعهم وتعهدوه بالتكرار حرصا على عدم نسيانه وكان بعضهم يحفظه كله وبعضهم نصفه وهكذا ، كما أن بعضهم

كان يقرأ بقراءة واحدة وبعضهم كان يقرأ بأكثر من قراءة لما روى عن عمر رضى الله عنه أنه قال : سمعت هشاما

يقرأ سورة الفرقان على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله [ أنزل القرآن على سبعة أحرف ]

وهذا من رحمة الله بعباده وتيسيره عليهم .

 

وقد اشتهر فى كل طبقة ( جيل ) من طبقات الأمة جماعة بحفظ القرآن وإقرائه. فصار هناك جم غفير من حفاظ القرآن نقلوا عن الصحابة

الذين قرأوا على النبى صلى الله عليه وسلم وأقرأ هؤلاء التابعين أناسا وهم بدورهم أقرأوا من بعدهم وهكذا حتى قيّض الله تعالى

لكتابه رجالا سهروا ليلهم وأنفقوا نهارهم فى ضبطه وتجردوا للقراءة حتى صاروا أئمة يأخذ الناس عنهم.

وقد قال الإمام الشاطبى عن سبعة منهم

جزى الله بالخيرات عنا أئمة post-39387-1286698140.gif لنا نقلوا القرآن عذبا وسلسلا

فمنهم بدور سبعة قد توسطت post-39387-1286698140.gif سماء العلى والعدل زهرا وكملا

 

وقال الإمام ابن الجزرى عن العشرة

ومنهم عشر شموس ظهرا post-39387-1286698140.gif ضياؤهم وفى الأنام انتشرا

 

وكان هؤلاء الأئمة فى المدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام .

 

أُطلق على هؤلاء الأئمة ( القراء)

فكان بالمدينة أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدنى

هو يزيد بن القَعقَاع المخزومي المدني أبو جعفر، أحد القراء العشرة ومن التابعين. كان إمام أهل المدينة في القراءة، توفي في المدينة سنة ثلاثين ومائة هـ، وقيل 132هـ.

ثم نافع بن عبد الرحمان بن أبى تميم

ولد سنة سبعين هجرية وأصله من أصبهان بإيرانأنعم الله عليه بسكنى المدينة وانتهت إليه رئاسة الإقراء بها، تصدى للإقراء حوالى 70 سنة وكان أسود اللون حالكا، توفى بالمدينة سنة تسع وستين ومائة وعمره 91 عاما.

وكان فى مكة عبدا الله بن كثير ويُكنى أبا سعد

ولد بمكة سنة خمس وأربعين هجرية وكان إمام الناس فى القراءة بمكة حتى وفاته. وكان فصيحا بليغا عالما بالعربية لقى من الصحابة عبدا الله بن الزبير وأبا أيوب الأنصارى وأنس بن مالك وتوفى سنة عشرين ومائة....... وعمره 75 عاما.

وكان فى الكوفة عاصم بن ابى النجود ويُكنى أبا بكر

وهو عاصم بن أبى النّجود بفتح النون المشددة وضم الجيم

ويقال له ابن بهدلة ويقال أن ( بهدلة) اسم أمه وهو مولى نصر بن معين الأسدى شيخ الإقراء بالكوفة وقد جمع عاصم بين الفصاحة والإتقان وكان أحسن الناس صوتا بالقرآن وهو من التابعين توفى سنة سبع وعشرين ومائة هجرية ودفن بالسماوة فى اتجاه الشام.

ثم حمزة بن حبيب الزيات الكوفى

ولد سنة ثمانين هجرية وكان إمام الناس بالكوفة بعد عاصم وكان حجة فى القراءة عالما بالفرائض ( المواريث ) والعربية حافظا للحديث مع الورع والزهد وكان يجلب الزيت والجبن من العراق الى الكوفة ولذا سمى بالزيات توفى سنة ست وخمسين ومائة وعمره 76 عاما.

ثم الكسائى واسمه على بن حمزة الكوفى

قال ابن الأنبارى: اجتمعت فى الكسائى أمور؛ كان أعلم الناس بالنحو وأوحدهم فى القرآن تولى رياسة الإقراء فى الكوفة بعد حمزة وتوفى سنة تسع وثمانين ومائة هجرية عن 70 سنة. وقد قيل له : لم سميت الكسائى؟ قال لإنى أحرمت فى كساء.

ثم خلف بن هشام بن ثعلب البزّار البغدادىّ

ولد سنة خمسين ومائة هجرية وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين وكان إماما كبيرا عاما روى عنه أنه قال: أشكل علىّ باب من النحو فأنفقت ثمانين الفا حتى عرفته وتوفى ببغداد سنة تسع وعشرين ومائتين.

وكان بالبصرة أبو عمر بن علاء المازنى البصرى

ولد سنة ثمان وستين من الهجرة ونشأ بالبصرة وكان أعلم الناس بالقرآن والعربية مع الصدق والأمانة والدين وتوفى بالكوفة سنة أربع أو خمس وخمسين ومائة عن 85 عاما.

ثم يعقوب بن اسحاق الحضرمى

كان إمام كبيرا ثقة انتهت إليه رئاسة الإقراء بعد أبى عمرو وكان إمام جامع البصر سنين كثيرة وتوفى سنة خمس ومائتين وعمره 88 عاما.

وكان بالشام عبدا الله بن عامر اليحصبى

ولد سنة احدى وستين وقيل احدى وعشرين هجرية وكان إماما جليلا وتابعيا، أمّ المسلمين بالجامع الأموى سنين كثيرة وكان يجمع بين الإمامة والقضاء ومشيخة الإقراء بدمشق وتوفى سنة ثمانى عشرة ومائة.

 

هذا وليس فى القراء من العرب سوى أبى عمرو البصرى و عبد الله بن عامر أما الباقون فهم موال؛ وسبحان الوهّاب.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

. لماذا نسبت القراءة إلى هؤلاء القراء فيقال قراءة نافع أو قراءة عاصم؟

 

نقول بإذن الله أن القرآن لم ينزل بطريقة قراءة ( كيفية أدائية ) واحدة ولكن نزل بكيفيات متعددة كأحكام مطردة يقاس عليها غيرها

ولكونها متكررة فى القرآن كله سميت بالأصول ونزلت كلمات أخرى بأكثر من قراءة ولكن لايقاس عليها لندرتها

ولكونها متفرقة فى السور سميت بالفرش

 

بالنسبة للأصول المطردة ( المتكررة ) اتفق أهل الأداء على أنها تحوى عشرين مسألة وجعلوا لكل مسالة بابا وهى :

  • باب الإستعاذة
  • باب البسملة
  • باب سورة الفاتحة
  • باب الإدغام الكبير
  • باب إدغام الحرفين المتقاربين من كلمة أو كلمتين
  • باب هاء الكناية
  • باب المد والقصر
  • باب الهمزتين من كلمة
  • باب الهمزتين من كلمتين
  • باب الهمز المفرد
  • باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها
  • باب الوقف على الهمز المتطرف
  • باب الإظهار والإدغام ويتفرع منه:
    • باب ذال إذ
    • باب دال قد
    • باب تاء التأنيث
    • باب هل وبل
    • باب اتفاق القراء فيما يدغم من ( إذ - قد - تاء التأنيث - هل - بل )
    • باب ذكر حروف قربت مخارجها

    [*]باب الفتح والإمالة ومابينهما ويتفرع منه:

    باب إمالة هاء التأنيث عند الوقف

    [*]باب الراءات

    [*]باب اللامات

    [*]باب الوقف على أواخر الكلم

    [*]باب الوقف على مرسوم الخط

    [*]باب ياءات الإضافة

    [*]باب ياءات الزوائد

 

كل باب من المذكور بالأعلى يمثل أصلا نزل بأكثر من كيفية .. وكمثال فى باب المد والقصر

إذا جاء بعد حرف المد همز متصل به فى كلمته نجو ( يشاء - ينوء - يفيئ )

نزل حرف المد بمقدار ثلاث وأربع وخمس وست حركات

وعندما قرأ النبى صلى الله عليه وسلم بالمد ثلاث حركات لم يقرأ بذلك فى موضع واحد أو سورة واحدة ولكن فعل ذلك فى جميع القرآن واقرأ أصحابه كذلك

وعندما قرأ بالمد أربع حركات لم يقرأ بذلك فى موضع واحد أو سورة واحدة ولكن فعل ذلك فى جميع القرآن واقرأ أصحابه كذلك

وعندما قرأ بالمد خمس حركات لم يقرأ بذلك فى موضع واحد أو سورة واحدة ولكن فعل ذلك فى جميع القرآن واقرأ أصحابه كذلك

وعندما قرأ بالمد ست حركات لم يقرأ بذلك فى موضع واحد أو سورة واحدة ولكن فعل ذلك فى جميع القرآن واقرأ أصحابه كذلك

ولذلك سمى اصلا مطردا أى متكررا يقاس مثله عليه.

 

وفى كل باب من الأبواب العشرين اختار كل إمام من الأئمة العشرة كيفية واحدة أو أكثر مما نزل تخصص فيها واشتهر بالقراءة والإقراء بها فنسبت اليه.

 

فمثلا فى باب المد والقصر إذا جاء بعد حرف المد همز متصل به فى كلمته نجو ( يشاء - ينوء - يفيئ ) اختار حمزة المد ست حركات واختار عاصم المد أربع أو خمس حركات وهكذا ...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تعريف بالقراءات العشر والقراء العشرة

 

 

إن علم القراءات القرآنية العشر هو من العلوم اّلتي أخذت حيّزًا من اهتمام كثير من

 

طلاب العلم وتعتبر قصيدة الشاطبية التي تحتوي سبعًا من هذه القراءات والدُّرَّة المضية

 

التي تحتوي تتمة القراءات العشر هي العمدة في تلقي هذه القراءات عند العديد من القرّاء.

 

ثم أتت طيبة النشر لتكون المنظومة الجامعة المانعة التي حوت الخير من أطرافه فجمعت

 

ماوجد في الشاطبية والدرة وأضافت عليها دررًا نفيسة مما غاب عنهما .

 

وتنقسم كل منظومة من هذه المنظومات إلى:

 

الأصول: والتي تحتوي الكيفيات التجويدية لكل قارئ، والتي غالبًا ما تعتمد قواعد

 

مطردة تبنى عليها كل قراءة.

 

وفرش السور والآيات : الذي يحتوي تفصيل الخلافات في قراءة كلمات الآيات القرآنية،

 

والتي اختلف فيها القرّاء، والتي لا تضبط غالبا بقاعدة مطردة.

 

 

والشّاطبية هي : نظم ألفه الإمام الشاطبي الرعيني الأندلسي في القرن السادس الهجري

 

وضمنه ما ذكره أبو عمرو الداني في كتابه التيسير الذي كتبه في القرن الخامس الهجري

 

والذي حوى قراءات حققت شروط قبول القراءة عنده ونسبتها للقراء السبعة المعروفين

 

وكل قارئ ذكر عنه راويان، وهم على الترتيب:

 

في الشاطبية:

1 - نافع المدني : لّقب بذلك لأنه عاش في المدينة المنورة فهو قارئ المدينة، وراوياه: قالون ، ورش.

 

2 -ابن كثير المكي: لقب بذلك لأنه عاش في مكة المكرّمة فهو قارئ مكة:

وراوياه هما: البزّي )(أحمد) ، قنبل.

 

3- أبو عمرو البصري: ولقب بذلك لأنه عاش في البصرة وراوياه:

 

وهما: أبو عمر الدّوري، السّوسي(شعيب) .

 

4; -ابن عامر الشّامي : ولقب بذلك لأنه عاش في الشّام فهو قارئ:

 

الشّام وراوياه هما: هشام وابن ذكوان.

 

أما في الكوفة فاشتهر منها ثلاثة قراء:

 

5;-عاصم: وراوياه هما شعبة وحفص.

 

6;-حمزة: وراوياه هما خلاد وخلف.

 

7;-الكسائي: وراوياه هما أبو الحارث والدّوري.

 

وأضاف الشاطبي في هذه القصيدة (الشاطبية أو حرز الأماني ووجه التهاني ) إليه بعض

 

الروايات والأوجه التي ثبتت عنده عن هؤلاء القراء ولم يثبتها أبو عمرو الداني مما تلقاه

 

الشاطبي عن شيوخه (النفزي، وابن هذيل الذي قرأ عليه التيسير) أو ما سمعه من شيوخ

 

آخرين وما ثبت عنده من نقول حققت شروط القبول.

 

أشهر من شرح الشاطبية مما بين أيدينا اليوم: السخاوي تلميذ الناظم ، أبو شامة

 

الدمشقي، الجعبري، الشيخ شعلة (شعلة على الشاطبية)، ابن القاصح، السيوطي؛ وهذه شروح قديمة.

ويوجد العديد من الشروح الحديثة من أشهرها: شرح الشيخ عبد الفتاح القاضي ،

البدور الزاهرة للشيخ عبد الفتاح القاضي (الذي يقرأ بمضمنه العديد من الشيوخ اليوم).

 

والدرّة هي:

 

تتمّة القراءات العشر المتواترة المقبولة، حيث إن هذه القراءات الثلاث كانت

 

معروفة ولربما كان يعتبرها البعض أشهر لكن ضعف الاهتمام ا ولم يتناولها علماء

 

القراءات. كما تناولوا السبعة فتناولها ابن الجزريّ وأكد ثبو إلى قرائها وقبولها ،

 

وجمعها أوّلا في كتاب تحبير التيسير، حيث جمع الكتاب القراءات السبع حسب ما وجد في

 

التيسير، وأضاف لها القراءات الثلاث هذه . وقد نظم هذه القراءات الثلاث في قصيدة

 

الدرة المضية التي هي على نمط الشّاطبية من البحر الطويل ، حتى يسهل على الطالب

 

الذي جمع القراءات السبع من طريق الشّاطبية إكمالها حتّى العشر بقصيدة من نفس

 

الوزن.

 

أما قراء الدرة فهم:

 

1;-أبو جعفر وأصله نافع، وراوياه: ابن وردان وابن جماز.

 

2;-يعقوب وأصله أبو عمرو، وراوياه: رويس، روح.

 

3;-خلف وأصله حمزة، وراوياه: إسحاق، إدريس.

 

وأشهر من شرح الدرة مما بين أيدينا اليوم: النويري تلميذ الناظم، والزبيدي؛ وهذان

أشهر الشروح القديمة.

أما الشروح الحديثة فكثيرة أشهرها: الرميلي في المنح الإلهية، والأبياري ، المخللاتي ،

 

الضباع، عبد الفتاح القاضي في الإيضاح، عبد الفتاح السيد عجمي المرصفي.. وأغلبهم من علماء

 

مصر المحروسة بإذنه تعالى، إضافة لعدد من شروح العديد من الشيوخ الأجلاء.

 

 

ملاحظة:

في قصيدة (الدرة) يذكر ابن الجزري ما يخالف كل قارئ به أصله، أما ما يوافقه فإنه لا

يذكر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كلما قرأت فى هذا الموضوع ــ خاصة مع السماع ـــ أتلخبط فأعود إلى القراءة الوحيدة حتى أتقنها ( حفص عن عاصم )

 

مع إن عندى 3 من إخوتى يعشقون دراسة القراءات وتعمقوا فيها :)

 

تم بحمد الله الموضوع ومذاكرته

 

والرد على موضوعات الحبيبات ولزم شكرهن على جهودهن الطيبة

 

ولزم الشكر لكِ عروس الغالية

 

كفاكِ صبرا ان تحملتِ تلك الطويلبة المتعبة

 

إخوتى حين أسأل فى أى شىء

 

لازم ياخدوا وعد ممضى انى أسكت لحين انتهاء الإجابة :))

 

بارك الله فيكِ حبيبتى وفى كل حبيباتى فى المابقة الجميلة

 

باجهز بيان بما تعلمته على خلفية المسابقة المباركة

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

https://islamhouse.com/ar/books/4473/

 

فرصة النت معقول الساعة دى وقع فــ إيدى الرابط ده

 

بشطارتك عروس الغالية أذاكر منه والا لأ ؟

 

طمنينى من ناحية الموقع .... لإن عندهم متن الشاطبية أيضا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

أنزل الله تعالى كتابه الكريم على قلب رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم بعد أن صنعه على عينه وغسل قلبه

بما لا يجعل للشيطان عليه سبيلا ، وتكفل ربنا بحفظ كتابه "" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) " الحجر

وكان النبى صلى الله عليه وسلم يقرئ أصحابه بما يتنزل عليه من القرآن فأشرب حبه فى قلوبهم وحفظوه بين حنايا

ضلوعهم وتعهدوه بالتكرار حرصا على عدم نسيانه وكان بعضهم يحفظه كله وبعضهم نصفه وهكذا ، كما أن بعضهم

كان يقرأ بقراءة واحدة وبعضهم كان يقرأ بأكثر من قراءة لما روى عن عمر رضى الله عنه أنه قال : سمعت هشاما

يقرأ سورة الفرقان على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله [ أنزل القرآن على سبعة أحرف ]

وهذا من رحمة الله بعباده وتيسيره عليهم .

 

وقد اشتهر فى كل طبقة ( جيل ) من طبقات الأمة جماعة بحفظ القرآن وإقرائه. فصار هناك جم غفير من حفاظ القرآن نقلوا عن الصحابة

الذين قرأوا على النبى صلى الله عليه وسلم وأقرأ هؤلاء التابعين أناسا وهم بدورهم أقرأوا من بعدهم وهكذا حتى قيّض الله تعالى

لكتابه رجالا سهروا ليلهم وأنفقوا نهارهم فى ضبطه وتجردوا للقراءة حتى صاروا أئمة يأخذ الناس عنهم.

وقد قال الإمام الشاطبى عن سبعة منهم

جزى الله بالخيرات عنا أئمة post-39387-1286698140.gif لنا نقلوا القرآن عذبا وسلسلا

فمنهم بدور سبعة قد توسطت post-39387-1286698140.gif سماء العلى والعدل زهرا وكملا

 

وقال الإمام ابن الجزرى عن العشرة

ومنهم عشر شموس ظهرا post-39387-1286698140.gif ضياؤهم وفى الأنام انتشرا

 

وكان هؤلاء الأئمة فى المدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام .

 

أُطلق على هؤلاء الأئمة ( القراء)

فكان بالمدينة أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدنى

هو يزيد بن القَعقَاع المخزومي المدني أبو جعفر، أحد القراء العشرة ومن التابعين. كان إمام أهل المدينة في القراءة، توفي في المدينة سنة ثلاثين ومائة هـ، وقيل 132هـ.

ثم نافع بن عبد الرحمان بن أبى تميم

ولد سنة سبعين هجرية وأصله من أصبهان بإيرانأنعم الله عليه بسكنى المدينة وانتهت إليه رئاسة الإقراء بها، تصدى للإقراء حوالى 70 سنة وكان أسود اللون حالكا، توفى بالمدينة سنة تسع وستين ومائة وعمره 91 عاما.

وكان فى مكة عبدا الله بن كثير ويُكنى أبا سعد

ولد بمكة سنة خمس وأربعين هجرية وكان إمام الناس فى القراءة بمكة حتى وفاته. وكان فصيحا بليغا عالما بالعربية لقى من الصحابة عبدا الله بن الزبير وأبا أيوب الأنصارى وأنس بن مالك وتوفى سنة عشرين ومائة....... وعمره 75 عاما.

وكان فى الكوفة عاصم بن ابى النجود ويُكنى أبا بكر

وهو عاصم بن أبى النّجود بفتح النون المشددة وضم الجيم

ويقال له ابن بهدلة ويقال أن ( بهدلة) اسم أمه وهو مولى نصر بن معين الأسدى شيخ الإقراء بالكوفة وقد جمع عاصم بين الفصاحة والإتقان وكان أحسن الناس صوتا بالقرآن وهو من التابعين توفى سنة سبع وعشرين ومائة هجرية ودفن بالسماوة فى اتجاه الشام.

ثم حمزة بن حبيب الزيات الكوفى

ولد سنة ثمانين هجرية وكان إمام الناس بالكوفة بعد عاصم وكان حجة فى القراءة عالما بالفرائض ( المواريث ) والعربية حافظا للحديث مع الورع والزهد وكان يجلب الزيت والجبن من العراق الى الكوفة ولذا سمى بالزيات توفى سنة ست وخمسين ومائة وعمره 76 عاما.

ثم الكسائى واسمه على بن حمزة الكوفى

قال ابن الأنبارى: اجتمعت فى الكسائى أمور؛ كان أعلم الناس بالنحو وأوحدهم فى القرآن تولى رياسة الإقراء فى الكوفة بعد حمزة وتوفى سنة تسع وثمانين ومائة هجرية عن 70 سنة. وقد قيل له : لم سميت الكسائى؟ قال لإنى أحرمت فى كساء.

ثم خلف بن هشام بن ثعلب البزّار البغدادىّ

ولد سنة خمسين ومائة هجرية وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين وكان إماما كبيرا عاما روى عنه أنه قال: أشكل علىّ باب من النحو فأنفقت ثمانين الفا حتى عرفته وتوفى ببغداد سنة تسع وعشرين ومائتين.

وكان بالبصرة أبو عمر بن علاء المازنى البصرى

ولد سنة ثمان وستين من الهجرة ونشأ بالبصرة وكان أعلم الناس بالقرآن والعربية مع الصدق والأمانة والدين وتوفى بالكوفة سنة أربع أو خمس وخمسين ومائة عن 85 عاما.

ثم يعقوب بن اسحاق الحضرمى

كان إمام كبيرا ثقة انتهت إليه رئاسة الإقراء بعد أبى عمرو وكان إمام جامع البصر سنين كثيرة وتوفى سنة خمس ومائتين وعمره 88 عاما.

وكان بالشام عبدا الله بن عامر اليحصبى

ولد سنة احدى وستين وقيل احدى وعشرين هجرية وكان إماما جليلا وتابعيا، أمّ المسلمين بالجامع الأموى سنين كثيرة وكان يجمع بين الإمامة والقضاء ومشيخة الإقراء بدمشق وتوفى سنة ثمانى عشرة ومائة.

 

هذا وليس فى القراء من العرب سوى أبى عمرو البصرى و عبد الله بن عامر أما الباقون فهم موال؛ وسبحان الوهّاب.

 

. لماذا نسبت القراءة إلى هؤلاء القراء فيقال قراءة نافع أو قراءة عاصم؟

 

نقول بإذن الله أن القرآن لم ينزل بطريقة قراءة ( كيفية أدائية ) واحدة ولكن نزل بكيفيات متعددة كأحكام مطردة يقاس عليها غيرها

ولكونها متكررة فى القرآن كله سميت بالأصول ونزلت كلمات أخرى بأكثر من قراءة ولكن لايقاس عليها لندرتها

ولكونها متفرقة فى السور سميت بالفرش

 

بالنسبة للأصول المطردة ( المتكررة ) اتفق أهل الأداء على أنها تحوى عشرين مسألة وجعلوا لكل مسالة بابا وهى :

  • باب الإستعاذة
  • باب البسملة
  • باب سورة الفاتحة
  • باب الإدغام الكبير
  • باب إدغام الحرفين المتقاربين من كلمة أو كلمتين
  • باب هاء الكناية
  • باب المد والقصر
  • باب الهمزتين من كلمة
  • باب الهمزتين من كلمتين
  • باب الهمز المفرد
  • باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها
  • باب الوقف على الهمز المتطرف
  • باب الإظهار والإدغام ويتفرع منه:
    • باب ذال إذ
    • باب دال قد
    • باب تاء التأنيث
    • باب هل وبل
    • باب اتفاق القراء فيما يدغم من ( إذ - قد - تاء التأنيث - هل - بل )
    • باب ذكر حروف قربت مخارجها

    [*]باب الفتح والإمالة ومابينهما ويتفرع منه:

    باب إمالة هاء التأنيث عند الوقف

    [*]باب الراءات

    [*]باب اللامات

    [*]باب الوقف على أواخر الكلم

    [*]باب الوقف على مرسوم الخط

    [*]باب ياءات الإضافة

    [*]باب ياءات الزوائد

كل باب من المذكور بالأعلى يمثل أصلا نزل بأكثر من كيفية .. وكمثال فى باب المد والقصر

إذا جاء بعد حرف المد همز متصل به فى كلمته نجو ( يشاء - ينوء - يفيئ )

نزل حرف المد بمقدار ثلاث وأربع وخمس وست حركات

وعندما قرأ النبى صلى الله عليه وسلم بالمد ثلاث حركات لم يقرأ بذلك فى موضع واحد أو سورة واحدة ولكن فعل ذلك فى جميع القرآن واقرأ أصحابه كذلك

وعندما قرأ بالمد أربع حركات لم يقرأ بذلك فى موضع واحد أو سورة واحدة ولكن فعل ذلك فى جميع القرآن واقرأ أصحابه كذلك

وعندما قرأ بالمد خمس حركات لم يقرأ بذلك فى موضع واحد أو سورة واحدة ولكن فعل ذلك فى جميع القرآن واقرأ أصحابه كذلك

وعندما قرأ بالمد ست حركات لم يقرأ بذلك فى موضع واحد أو سورة واحدة ولكن فعل ذلك فى جميع القرآن واقرأ أصحابه كذلك

ولذلك سمى اصلا مطردا أى متكررا يقاس مثله عليه.

 

وفى كل باب من الأبواب العشرين اختار كل إمام من الأئمة العشرة كيفية واحدة أو أكثر مما نزل تخصص فيها واشتهر بالقراءة والإقراء بها فنسبت اليه.

 

فمثلا فى باب المد والقصر إذا جاء بعد حرف المد همز متصل به فى كلمته نجو ( يشاء - ينوء - يفيئ ) اختار حمزة المد ست حركات واختار عاصم المد أربع أو خمس حركات وهكذا ...

 

 

تعريف بالقراءات العشر والقراء العشرة

 

 

إن علم القراءات القرآنية العشر هو من العلوم اّلتي أخذت حيّزًا من اهتمام كثير من

 

طلاب العلم وتعتبر قصيدة الشاطبية التي تحتوي سبعًا من هذه القراءات والدُّرَّة المضية

 

التي تحتوي تتمة القراءات العشر هي العمدة في تلقي هذه القراءات عند العديد من القرّاء.

 

ثم أتت طيبة النشر لتكون المنظومة الجامعة المانعة التي حوت الخير من أطرافه فجمعت

 

ماوجد في الشاطبية والدرة وأضافت عليها دررًا نفيسة مما غاب عنهما .

 

وتنقسم كل منظومة من هذه المنظومات إلى:

 

الأصول: والتي تحتوي الكيفيات التجويدية لكل قارئ، والتي غالبًا ما تعتمد قواعد

 

مطردة تبنى عليها كل قراءة.

 

وفرش السور والآيات : الذي يحتوي تفصيل الخلافات في قراءة كلمات الآيات القرآنية،

 

والتي اختلف فيها القرّاء، والتي لا تضبط غالبا بقاعدة مطردة.

 

 

والشّاطبية هي : نظم ألفه الإمام الشاطبي الرعيني الأندلسي في القرن السادس الهجري

 

وضمنه ما ذكره أبو عمرو الداني في كتابه التيسير الذي كتبه في القرن الخامس الهجري

 

والذي حوى قراءات حققت شروط قبول القراءة عنده ونسبتها للقراء السبعة المعروفين

 

وكل قارئ ذكر عنه راويان، وهم على الترتيب:

 

في الشاطبية:

1 - نافع المدني : لّقب بذلك لأنه عاش في المدينة المنورة فهو قارئ المدينة، وراوياه: قالون ، ورش.

 

2 -ابن كثير المكي: لقب بذلك لأنه عاش في مكة المكرّمة فهو قارئ مكة:

وراوياه هما: البزّي )(أحمد) ، قنبل.

 

3- أبو عمرو البصري: ولقب بذلك لأنه عاش في البصرة وراوياه:

 

وهما: أبو عمر الدّوري، السّوسي(شعيب) .

 

4; -ابن عامر الشّامي : ولقب بذلك لأنه عاش في الشّام فهو قارئ:

 

الشّام وراوياه هما: هشام وابن ذكوان.

 

أما في الكوفة فاشتهر منها ثلاثة قراء:

 

5;-عاصم: وراوياه هما شعبة وحفص.

 

6;-حمزة: وراوياه هما خلاد وخلف.

 

7;-الكسائي: وراوياه هما أبو الحارث والدّوري.

 

وأضاف الشاطبي في هذه القصيدة (الشاطبية أو حرز الأماني ووجه التهاني ) إليه بعض

 

الروايات والأوجه التي ثبتت عنده عن هؤلاء القراء ولم يثبتها أبو عمرو الداني مما تلقاه

 

الشاطبي عن شيوخه (النفزي، وابن هذيل الذي قرأ عليه التيسير) أو ما سمعه من شيوخ

 

آخرين وما ثبت عنده من نقول حققت شروط القبول.

 

أشهر من شرح الشاطبية مما بين أيدينا اليوم: السخاوي تلميذ الناظم ، أبو شامة

 

الدمشقي، الجعبري، الشيخ شعلة (شعلة على الشاطبية)، ابن القاصح، السيوطي؛ وهذه شروح قديمة.

ويوجد العديد من الشروح الحديثة من أشهرها: شرح الشيخ عبد الفتاح القاضي ،

البدور الزاهرة للشيخ عبد الفتاح القاضي (الذي يقرأ بمضمنه العديد من الشيوخ اليوم).

 

والدرّة هي:

 

تتمّة القراءات العشر المتواترة المقبولة، حيث إن هذه القراءات الثلاث كانت

 

معروفة ولربما كان يعتبرها البعض أشهر لكن ضعف الاهتمام ا ولم يتناولها علماء

 

القراءات. كما تناولوا السبعة فتناولها ابن الجزريّ وأكد ثبو إلى قرائها وقبولها ،

 

وجمعها أوّلا في كتاب تحبير التيسير، حيث جمع الكتاب القراءات السبع حسب ما وجد في

 

التيسير، وأضاف لها القراءات الثلاث هذه . وقد نظم هذه القراءات الثلاث في قصيدة

 

الدرة المضية التي هي على نمط الشّاطبية من البحر الطويل ، حتى يسهل على الطالب

 

الذي جمع القراءات السبع من طريق الشّاطبية إكمالها حتّى العشر بقصيدة من نفس

 

الوزن.

 

أما قراء الدرة فهم:

 

1;-أبو جعفر وأصله نافع، وراوياه: ابن وردان وابن جماز.

 

2;-يعقوب وأصله أبو عمرو، وراوياه: رويس، روح.

 

3;-خلف وأصله حمزة، وراوياه: إسحاق، إدريس.

 

وأشهر من شرح الدرة مما بين أيدينا اليوم: النويري تلميذ الناظم، والزبيدي؛ وهذان

أشهر الشروح القديمة.

أما الشروح الحديثة فكثيرة أشهرها: الرميلي في المنح الإلهية، والأبياري ، المخللاتي ،

 

الضباع، عبد الفتاح القاضي في الإيضاح، عبد الفتاح السيد عجمي المرصفي.. وأغلبهم من علماء

 

مصر المحروسة بإذنه تعالى، إضافة لعدد من شروح العديد من الشيوخ الأجلاء.

 

 

ملاحظة:

في قصيدة (الدرة) يذكر ابن الجزري ما يخالف كل قارئ به أصله، أما ما يوافقه فإنه لا

يذكر

 

كلما قرأت فى هذا الموضوع ــ خاصة مع السماع ـــ أتلخبط فأعود إلى القراءة الوحيدة حتى أتقنها ( حفص عن عاصم )

 

مع إن عندى 3 من إخوتى يعشقون دراسة القراءات وتعمقوا فيها :)

 

تم بحمد الله الموضوع ومذاكرته

 

والرد على موضوعات الحبيبات ولزم شكرهن على جهودهن الطيبة

 

ولزم الشكر لكِ عروس الغالية

 

كفاكِ صبرا ان تحملتِ تلك الطويلبة المتعبة

 

إخوتى حين أسأل فى أى شىء

 

لازم ياخدوا وعد ممضى انى أسكت لحين انتهاء الإجابة :))

 

بارك الله فيكِ حبيبتى وفى كل حبيباتى فى المابقة الجميلة

 

باجهز بيان بما تعلمته على خلفية المسابقة المباركة

 

ما شاء الله .. اللهم بارك

تجميع قيم للموضوع .. زادكِ الله من فضله

 

ما شاء الله .. بارك الله لكِ في إخوتك وحفظهم لكِ جميعًا

 

وجزاكِ الله خيرًا على همتك معنا في المسابقة

فهي لا تحلو إلا بكِ ام يمنى الحبيبة

لاحرمنا الله منكِ

 

الحمد لله رب العالمين ان وفقني إلى هذه المسابقة

والله استمتعت كثيــــــرًا بصحبتكنّ فيها

لاحرمني الله جهودكنّ فيها

جعلها الله في ميزان حسناتكنّ جميعًا

 

وتستحقين الورقة الخضراء عن جدارة

وهذه آخر ورقة خضراء في المسابقة

تفضلي ها هي تناديك يا حبيبة : )

 

akhawat_islamway_1478899688__layer_4.png

 

والله حزينه لانتهاء المسابقة : (

استمتعت كثيرًا وأنا أضع أوراقكنّ الخضراء والصفراء على الشجرة

سأفتقدها كثيــــــرًا : )

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

https://islamhouse.com/ar/books/4473/

 

فرصة النت معقول الساعة دى وقع فــ إيدى الرابط ده

 

بشطارتك عروس الغالية أذاكر منه والا لأ ؟

 

طمنينى من ناحية الموقع .... لإن عندهم متن الشاطبية أيضا

 

https://islamhouse.c...r/books/394913/

 

وده رابط متن الشاطبية

 

جزاكِ الله خيرًا على جهودك أم يمنى الحبيبة

والله بالنسبة للموقع أعتقد أنه به الكثير من الكتب التي لا بأس بها

والمذاكرة منها أيضًا

 

وبالنسبة لعلم القراءات ليس عندي خلفية كبيرة بها

فأرجو منكِ أن تركزي في البداية رواية حفص عن عاصم

وهي الرواية التي يقرأ بها معظمنا

وبعد ذلك ممكن تتوسعي في معرفة باقي الروايات

هذا والله أعلم

وأسأل الله أن يوفقكِ يا حبيبة لكل خير

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بوووورك العطاااء اختي عروس

نفع الله بك وبمجهوداتك الملموسة

تمنيت المشاركة ولكن تعذر علي ذلك لظروف اعوضها في مسابقة اخرى باذن الله

جزيتنن بالخيــــــــر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

والله حزينه لانتهاء المسابقة : (

استمتعت كثيرًا وأنا أضع أوراقكنّ الخضراء والصفراء على الشجرة

سأفتقدها كثيــــــرًا : )

 

ولاتحزنى حبيبتى ولاشىء .. ربنا يوفقك وتستعدى بمسابقة أو موضوع جماهيرى آخر

 

وذلك لإن التفاعل يخلق جو من المنافسة والإفادة والمتعة

 

غيوث الغالية

 

نورتينا بنونتك وقططك النونات برضة......... عسولات

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

القراءات

علاقة الاحرف السبع بالقراءات

 

أولاً: معنى الحرف في الحديث:

هو الوجه من وجوه القراءة:

أنواع الوجوه الواردة في اختلاف القراءات:

1 - اختلاف الحركات؛ أي: الإعراب: {فتلقى آدم من ربه كلمات} والقراءة الثانية بنصب آدم ورفع كلمات.

2 - اختلاف الكلمة: باعِد باعَدَ، وننشرها نُنشزها بظنين بضنين.

3 - اختلاف نطق الكلمة: جِبريل جَبريل جَبرئيل جبرئل.

4 - اختلاف راجع إلى الزيادة والنقص: تجري تحتها، تجري من تحتها. سارعوا وسارعوا.

5 - اختلاف عائد إلى اللهجة الصوتية، وهذا مما يعود إليه جملة من الاختلاف المتعلق بالأداء، كالفتح والإمالة والتقليل في الضحى.

نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان على حرف واحدٍ مدة بقائه في الفترة المكية، وزمنًا كثيرًا من الفترة المدنية، ثمَّ أذن الله بالتخفيف على هذه الأمة، فأنزل الأحرف التي يجوز القراءة بها، وكان عددها سبعة أحرف في الكلمة القرآنية.

روى البخاري (ت: 256) وغيره عن ابن عباس (ت: 68)، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «أقرأني جبريل عليه السلام على حرف، فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني، حتى انتهى إلى سبعة أحرف».

وقد ورد في روايات أخرى: «كلها كاف شاف ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب، وآية عذاب بآية رحمة».

وورد كذلك سبب استزادة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: «لقيت جبريل عند أحجار المرا، فقلت: يا جبريل. إني أرسلت إلى أمة أمية: الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ العاني الذي لم يقرأ كتاباً قط، فقال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف».

وقد وقع اختلاف كبير في المراد بهذه الأحرف السبعة، وسأعرض لك ما يتعلق بهذا الموضوع في نقاط:

1. أنَّ التخفيف في نزول الأحرف السبعة كان متأخراً عن نزوله الأول، فلم يرد التخفيف إلا بعد نزول جملة كبيرة منه.

2. أنَّ هذه الأحرف نزلت من عند الله، وهذا يعني أنه لا يجوز القراءة بغير ما نزل به القرآن.

3. أنَّ هذه الأحرف السبعة كلام الله، وهي قرآن يقرأ به المسلمون، ومعلوم أنه لا يجوز لأحد من المسلمين أن يحذف حرفاً واحداً من القرآن، ولا أن ينسخ شيئاً منها فلا يُقرأ به.

4. أن القارئ إذا قرأ بأي منها فهو مصيب.

5. أن القراءة بأي منها كاف شاف.

6. أنَّ الذي يعـرف هذه الأحرف المنْزلة هو الرسول صلى الله عليه وسلم، لذا لا تؤخذ إلا عنه، ويدل على ذلك حديث عمر وأُبي في قراءة سورة الفرقان، حيث قال كل منهما: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم.

7. أنَّها نزلت تخفيفاً للأمة، وقد نزل هذا التخفيف متدرجاً، حتى صار إلى سبعة أحرف.

8. أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم بين سبب استزادته للأحرف، وهو اختلاف قدرات أمته الأمية التي فيها الرجل والمرأة والغلام والشيخ الكبير.

هذا ما يعطيه حديث الأحرف السبعة من الفوائد المباشرة، لكنه لا يحدِّدُ تحديداً دقيقاً المراد بالأحرف السبعة، وهذا ما أوقع الخلاف في تفسير المراد بها.

 

ثانياً: علاقة هذه الأحرف بالعرضة الأخيرة:

عن عائشة رضي الله عنها، قالت: أسرَّ إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ جبريل كان يعارضني بالقرآن كلَّ سنة، وإنه عارضني هذا العام مرتين، ولا أُراه إلا قد حضر أجلي).

وفي هذه العرضة نُسِخَ ما نُسخَ من وجوه القراءت التي هي من الأحرف السبعة، وثبت ما بقيَ منها، وكان أعلم الناس بها زيد بن ثابت، قال البغوي في شرح السنة: (يقال: إن زيد بن ثابت شـهد العـرضة الأخيرة التي بين فيها ما نسخ وما بقي، وكتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأها عليه، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه وولاه عثمان كتب المصاحف).

والدليل على وجود أحرف قد نُسخت ما تراه من القراءات التي توصف بأنها شاذة، وقد ثبتت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا فأين تضع هذه القراءات الصحيحة الشاذة من هذه الأحرف؟!

 

ثالثاً: علاقة هذه الأحرف بالقراءات المتواترة:

القراءات المتواترة: السبع التي جمعها ابن مجاهد، وما أضيف إليها من القراءات الثلاث المتممة للعشر.

والأحرف السبعة مبثوثة في هذه القراءات المتواترة، ولا يوجد شيءٌ من هذه القراءات لا علاقة له بالأحرف السبعة، غير أنَّ الأمر كما وصفت لك من أنها مبثوثةٌ فيها، وبعضها أوفر حظاً بحرف من غيرها من القراءات.

وإن لم تقل بهذا، فما ماهية الأحرف الستة الباقية التي يُدَّعى أنَّ عثمان ومن معه من الصحابة اتفقوا على حَذْفِها، أو قل: نَسْخِها.

وكم أنواع القراءات التي ستكون بين يديك -لو كنت تقول بأنَّ هذه القراءات على حرف واحد- لو وُجِدَت هذه الأحرف الستة التي يُزعم عدم وجودها الآن؟!

لقد سبق أن بينت لك بموجز من العبارة، وأراك تتفق معي فيه: أنَّ هذه الأحرف قرآن منَزَّلٌ، والله سبحان يقول: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر: 9]، أفترى أنَّ القول بحذف ستة أحرف قرآنية يتفق مع منطوق هذه الآية؟!

ومن قال بأن الأمة مخيَّرةٌ بين هذه الأحرف فلا دليل عنده، ولا يوافق قولُه منطوق هذه الآية، ولو كان ما يقوله صحيحاً لوُكِلَ إلى المسلمين حفظ القرآن، كما وُكِلَ إلى من قبلَهم حفظُ كتب الله، وأنت على خُبْرٍ بالفرق بين الحِفْظَين، فما تركه الله من كتبه لحفظ الناس غُيِّرَ وبدِّل ونسي، وما تعهَّد الله بحفظه فإنه باقٍ، ولا يمكن أن يُنقص منه حرف بحال من الأحوال.

ولعلك على خبر كذلك بأن من كفر بحرف من القرآن، فقد كفر به كلِّه، فكيف بمن ترك أكثره مما هو منَزَّلٌ واقتصر على واحدٍ. هذا ما لا يمكن أن يقع فيه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتأمَّل ذلك جيِّداً، يظهر لك جلياً أنَّ القول بأنَّ القراءات التي يُقرأ بها اليوم على حرفٍ واحدٍ لا يصحُّ البتة.

إنَّ القول بأنَّ هذه القراءات على حرفٍ واحدٍ لا دليل عليه البتة، بل هو اجتهاد عالم قال به وتبعه عليه آخرون، والاجتهاد يخطئ ويصيب. ويظهر هنا أنَّ الصواب لم يكن حليف من رأى أنَّ هذه القراءات على حرفٍ واحدٍ.

رابعاً: علاقة الأحرف السبعة بمصحف أبي بكر ومصاحف عثمان:

اعلم أنَّه لا يوجد نصٌّ صريحٌ في ما كتبه أبو بكر ولا عثمان رضي الله عنهما، لذا ظهر القول بأنَّ أبا بكر كتب مصحفه على الأحرف السبعة، وكتبه عثمان على حرف واحدٍ. وهذا القول لا دليل عليه البتةَ، وهو اجتهاد مدخولٌ.

والذي يدل عليه النظر أنه لا فرق بين ما كُتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مفرق في أدوات الكتابة آنذاك من رقاع ولخف وأكتاف وغيرها، وبين ما جمعه أبو بكر في مصحف واحد، ثمَّ بين ما فرَّقه عثمان ونسخه في المصاحف المتعددة في الأمصار، هذا هو الأصل، وهو أن القرآن الذي توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تمَّ أنه هو الذي بين يدي الأمة جيلاً بعد جيل، ولست أرى فرقاً بين هذه الكتبات الثلاث من حيث النص القرآني، وإنما الاختلاف بينها في السبب والطريقة فحسب.

ولو تتبعت المسألة عقلياً، ونظرت في اختيار زيد بن ثابت دون غيره من الصحابة، وبدأت من هذه النقطة = لانكشف لك الأمر، فلأبدأ معك مفقِّراً هذه الأفكار كما يأتي:

1. لا يجوز البتة ترك شيء من القرآن ثبت أنَّه نازل من عند الله، وأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ به، وأقرأ به الصحابة، وقد مضى الإشارة إلى ذلك.

2. أنَّ القرآن قد كُتِبَ في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مفرَّقاً في الرقاع واللخف والعسب، ولم يكن مجموعاً في كتاب.

3. أنَّ القرآن كان متفرقاً في صدور الرجال، وهم على درجات في مقدار حفظه، قال زيد بن ثابت: (فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال).

4. أنَّ من أسباب اختيار زيد بن ثابت ما ذكره أبو بكر الصديق رضي الله عنه، قال زيد: (وقال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل، لا أتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن واجمعه).

فكان في هذا ما يميِّزه على متقدمي قراء الصحابةِ، أمثال أبيِّ بن كعب، وأبي موسى الأشعري، وسالم مولى حذيفة وغيرهم.

كما كان هذا ما ميَّزه على ابن مسعود خصوصاً، الذي جاء في الآثار أنه حضر العرضة الأخيرة، وقد كان اعترض على عدم إشراكه في جمع القرآن في عهد عثمان.

5. أنَّ زيداً الذي هو من أعلم الصحابة بالعرضة الأخيرة = سيكتب في المصحف الذي أمره أبو بكر بكتابته ما ثبت في هذه العرضة، ولن يترك حرفًا ثبت فيها من عند نفسه أو بأمر غيره.

ومن هنا يكون مصحف أبي بكر قد حوى ما بقي من الأحرف السبعة التي ثبتت في العرضة الأخيرة.

ولما جاء عثمان، وأراد جمع الناس على المصحف، جعل مصحف أبي بكر أصلاً يعتمده، وقام بتوزيع الأحرفِ التي تختلفُ القراءة بها في هذه المصاحف، فكان عمله نسخَ المصاحفِ، وتوزيع الاخـتلاف الثابت في الـقراءةِ عليها أحياناً، ولم يترك منها شيئاً، أو يحذف حـرفاً، وممـا يدل على ذلك الاختلاف في رسوم المـصاحف العثمـانية حيث ورد في بعـضها (تجري تحتها) وفي بعضها (تجري من تحتها) وأمثال ذلك الاختلاف.

وما لم يُرسم في المصاحف، وقرئ به فإنه مأخوذٌ عن المقرئ الذي أرسله عثمان مع المصحف، وقراءة المقرئ قاضية على الرسم؛ لأنَّ القراءة توقيفية يأخذها الأول عن الآخر لا مجال فيها للزيادة ولا النقص، والرسم عمل اصطلاحيٌّ قد يتخلَّف عن استيعاب وجوه القراءات فلا يصطلح عليه.

فإن اعترض معترض بما روى البخاري عن أنس: (أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال لعثمان: أدرك الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل إلى حفصة: أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنه إنما نزل بلسانهم. ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة ومصحف أن يحرق).

ووجه الاعتراض من جهتين:

الأول: أنَّ الاختلاف قائمٌ في القراءات المشهورة التي يقرأ بها الناس إلى اليوم، فما وجه عمل عثمان، وهو إنما كان يخشى اختلاف القراءة؟

فالجواب: إنَّ القراءة قبل هذا الجمع لم تكن صادرة عن إجماع الصحابة وإلزام الناس بما ثبت في العرضة الأخيرة مما كتبه زيد في مصحف أبي بكر، والذي يدل على ذلك أنَّ قراء الصحابة كانوا يُقرئون الناس بما صحَّ عندهم عن نبيهم صلى الله عليه وسلم، وليس كلهم بَلَغَهُ ما نُسِخَ في العرضة الأخيرة.

فلما وزع عثمان المصاحف = أرسل مع كل مصحف قارئاً يُقرئُ الناس، بما في هذا المصحف الذي أثبت فيه وجه مما ورد في العرضة الأخيرة، وكان في ذلك حسمٌ لمادة الخلاف، وذلك أنه لو التقى قارئٌ من البصرة وقارئ من الكوفة، فقرأ كل منهما على اختلاف ما بينهما، فإنهما يعلمان علماً يقينياً بأن ذلك عائدٌ إلى وجه صحيح مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبهذا يكون الاختلاف قد تحدَّد بهذه المصاحف ومن معها من القراء، وأنَّ ما سواها فهو منسوخ لا يُقرأ به.

وهذا يعني أنَّ عمل عثمان هو تقرير الأوجه التي ثبتت في العرضة الأخيرة التي كُتِبَت في مصحف أبي بكر، وإلزام الناس بها، وترك ما عداها مما قد نُسخ، وليس أنه حذف ستة أحرف.

الثاني: أن يقول المعترض: إنَّ في الرواية السابقة:(وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل بلسانهم. ففعلوا) أوكد دليل على أنهم كتبوا المصحف العثماني على حرف واحدٍ، وهو ما يوافق لغة قريش.

والجواب عن ذلك أن يقال: إنَّ هذه المسألة ترتبط بالرسم، وهي مسألة تحتاج إلى توضيح أمور تتعلق بالرسم، وليس هذا محلها، لكن سآتي على ذكر ما يلزم من حلِّ هذا الاعتراض، وبالله التوفيق:

أولاً: إنه قد ثبت أنَّ بعض وجوه القراءات التي يقرأ به في المتواتر الآن بغير لغة قريش، كالهمز وتسهيله، فقريش لا تهمز، والهمز قراءة جمهور القراء، فكيف تخرج هذه القراءات التي ليست على لغة قريش.

ثانياً: إنه يمكن أن يُحمل الأمر على رسم المصحف لا على قراءته؛ وهذا هو الظاهر من ذلك الأثر، فقوله رضي الله عنه: (فاكتبوه على لغة قريش) إشارة إلى الرسم لا إلى القراءةِ، أمَّا القراءة فإنه يُقرأ بها بغير لغة قريش وإن كان برسم لغتها ما دام ثابتاً.

ويدلُّ لذلك أنَّه قد وردت بعض الألفاظ التي كُتبت في جميع المصاحف على وجه واحد من الرسم، وقد ثبتت قراءتها بغير هذا الرسم.

ومن ذلك ما حكاه أبو عمرو الداني (ت: 444) من أنَّ مصاحف أهل الأمصار اجتمعت على رسم الصراط وصراط بالصاد، وأنت على خُبرٍ بأنها تُقرأ في المتواتر بالصاد وبالسين وبإشمامها زاياً.

وإنما قرئت هي وغيرها مما رسم على وجه، وقرئت أيضاً على وجه آخر بالأخذ عن القارئ الذي أقرأ بهذه المصاحف، وهذا يعني أنَّه لا يلزم أخذ القراءة من الرسم حتى توافق قراءة القارئ، وأنه يجوز أن يقرأ القارئ بما يخالف المرسوم، لكنه يكون من الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مضبوط معروف، لذا لم يكن في مصحف عثمان مثل قراءة أبي الدرداء وابن مسعود: (والذكر والأنثى) مع صحة سندها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.

ويقال: إنما رُدَّت مع صحة سندها لأنه لم يقرأ بها في العرضة الأخيرة، ولم توافق المصحف، وليس ردها لمخالفة رسم المصحف فقط، والله أعلم.

وبعد هذا يكون الفرق بين عمل أبي بكر وعمل عثمان كما يأتي:

1ـ أنَّ أبا بكر رضي الله عنه أراد حفظ القرآن مكتوباً، خشية أن يموت قراء الصحابة، فيذهب بذهابهم.

أما عثمان بن عفان رضي الله عنه، فكان الاختلاف الذي نشأ بين التابعين سبباً في نسخه للمصاحف.

2ـ أنَّ أبا بكر كتب مصحفاً واحداً بما يوافق رسم ما بقي من الأحرف السبعة، أما عثمان بن عفان، فنسخ من هذا المصحف عدة مصاحف، ولم يحذف منه شيئاً.

3ـ أنَّ أبا بكر لم يلزم المسلمين باتباع المصحف الذي كتبه، ولم يكن هذا من مقاصده لما أمر بكتابة المصحف، لذا بقي الصحابة يُقرئون بما سمعوه من الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان في ذلك المقروء كثير من المنسوخ بالعرضة الأخيرة.

أما عثمان، فألزم المسلمين باتباع المصحف الذي أرسله، ووافقه على ذلك الصحابة، لذا انحسرت القراءة بما نسخ من الأحرف السبعة، وبدأ بذلك معرفة الشاذ من القراءات، ولو صح سندها، وثبت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بها.

وبهذا يكون أكبر ضابط في تشذيذ القراءة التي صح سندها، ولم يقرأ بها الأئمة كونها نسخت في العرضة الأخيرة.

علاقة الأحرف السبعة بلغات العرب:

لا يخفى على من يقرأ في موضوع الأحرف السبعة ارتباطها بلغات العرب، بل إنَّ بعض العلماء جعل سبع لغات من لغاتها هي المقصودة بالأحرف السبعة، وفي ذلك إهمال لوجوه اختلافات لا تنتج عن كونها من لغة دون لغة.

ولعل من أكبر ما يشير إلى أنَّ اللغات تدخل في الأحرف السبعة كون القرآن بقي فترة من الزمن يقرأ بلسان قريش، حتى نزلت الرخصة بالأحرف السبعة، فظهرت الأحرف التي هي من لغات غير قريش.

ومما يشير إلى ذلك ما ورد من نهي عمر بن الخطاب لابن مسعود من أن يقرئ بلغة هذيل، ولا يتصور أن يقرئ ابن مسعود بما لم ينْزل ويأذن به النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي تحديد اللغات التي هي أسعد حظّاً بنُزول القرآن خلاف بين العلماء، ويظهر أنَّ في ذلك صعوبة في بعض مواطن الاختلاف في تحديد القبيلة التي تقرأ بهذا الوجه دون غيرها، كما قد تشترك أكثر من لغة في وجه من الوجوه، فيكون نسبته إلى لغة أحدها دون غيرها قصور في ذلك.

وتظهر الصعوبة أيضاً في أنه لا يوجد تدوين تامٌّ للهجة قبيلة دون غيرها، وإن كان في الكتب إشارة إلى بعض الظواهر اللهجية لهذه القبائل.

وإذا تأمَّلت ما يتعلق باللغات العربية، وجدته أكثر ما يتعلق به الخلاف في القراءات، خصوصاً ما يتعلق بالنطق، فقبيلة تعمد إلى الإدغام في كلامها، وقبيلة تعمد إلى الإمالة، وقبيلة تعمد إلى تسهيل الهمز، وقبيلة تعمد إلى تحقيق الهمز، وقبيلة تعمد إلى ترقيق بعض الأحرف، وقبيلة تعمد إلى تفخيمها، وهكذا غيرها من الظواهر المرتبطة بالصوتيات التي تتميَّز بها قبيلة عن قبيلة.

ويظهر أنَّ هذه الصوتيات هي أكبر ما يراد بنُزول الأحرف السبعة، وهي التي يدل عليها قوله صلى الله عليه وسلم: «أسأل الله مغفرته ومعافاته، وإن أمتي لا تطيق ذلك»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «يا جبريل، إني أرسلت إلى أمة أمية: الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ العاني الذي لم يقرأ كتاباً قط».

إذ الذي يستعصي على هؤلاء هو تغيير ما اعتادوا عليه من اللهجات إلى غيرها، دون ما يكون من إبدال حرف بحرف، أو زيادة حرف، أو إعراب، فإن هذه لا تستعصي على العربي، لكن أن يكون عاش جملة دهره وهو يميل، فتريد أن تعوده على الفتح، أو كان ممن يدغم، فتريد أن تعوِّده على الإظهار فذلك ما يعسر، والله أعلم.

ولا يفهم من هذه الجملة في هذا الحديث أنَّ الاختلاف في الأحرف يرتبط بهذه اللهجات دون غيرها من وجوه الاختلاف، بل يُحملُ هذا على أن هذا النوع المتعلق باللهجات هو أعظم فائدة مقصودة في نزول الأحرف السبعة، وليس هذا الفهم بدعاً، ففي الشريعة أمثلة من هذا النوع، ومن ذلك:

قوله صلى الله عليه وسلم: «الحج عرفة»، والحج يشتمل على أعمال غير الوقوف بعرفة، فقوله صلى الله عليه وسلم يدل على أنَّ هذا العمل أعظم أعمال الحج.

وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: «قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل: فإذا قال: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله: حمدني عبدي. وإذا قال: {الرحمن الرحيم}، قال الله: أثنى علي عبدي. فإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال:مجدني عبدي. فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين}، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل....».

وإنما سُمِّيت الفاتحة: الصلاة، وهي جزء منها؛ لأنها أعظم أركان الصلاة.

وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة»، وغيرها من الأمثلة التي يسمى فيها الجزء باسم الكلِّ؛ للتنبيه على أهميته، وللدلالة على الاعتناء به.

وإذا صحَّ لك هذا، فإنَّ جميع وجوه الاختلاف في القراءة تدخل في الأحرف السبعة، وأنَّ أعظم هذه الوجوه ما يتعلق باللهجات، والله أعلم.

علاقة الأحرف برسم القرآن:

يرتبط هذا الموضوع بلغات العرب، وقد سبق الحديث عنها، والمراد هنا التنبيه على كون ما يتعلق برسم القرآن من الأحرف السبعة هو ما يمكن رسمه من الألفاظ، أمَّا وجوه القراءة التي ترجع إلى اللهجات؛ كالإمالة والتقليل، والمد والإظهار والإدغام والسكت والتسهيل والإبدال، وغيرها فلا يمكن أخذها من الصحف ولا كتابتها في المصاحف إلا بما يصطلح عليه أنه يشير إليها، ومعلوم أن علم ضبط المصحف كان متأخراً، ولم يكن في عصر الصحابة إطلاقاً.

وهذا يعني أنك إذا قلت: كُتِبَ المصحف على الأحرف السبعة، فالمراد كتابة الألفاظ ووجوه قراءتها اللفظية لا الصوتية.

وهذه الصوتيات إنما تؤخذ عن السابق بطريق المشافهة والرواية، فينقلها كما سمعها، وهكذا من أول السند إلى منتهاه.

وبهذا تعلم أن رسم المصحف لا يمكن أن يحوي جميع وجوه الأحرف السبعة، وإنما يمكن أن يحوي منها ما يتعلق برسم الألفاظ، أمَّا غيرها فيؤخذ من طريق الأئمة القراء.

ولهذا السبب -لما أراد عثمان أن يلزم الناس بالقراءة التي أجمع الصحابة على أنها ما ثبت في العرضة الأخيرة- أرسل مقرئاً مع كل مصحف، فقد ورد أنه أمر زيد بن ثابت أن يقرئ في المدينة، وبعث عبدالله بن السائب مع المكي، والمغيرة بن أبي شهاب مع الشامي، وأبو عبد الرحمن السلمي مع الكوفي، وعامر بن عبد القيس مع البصري.

ومن ثَمَّ فالرواية قاضية على الرسم لا العكس.

تلخيص المراد بالأحرف السَّبعة:

الأحرف السبعة: أوجه من الاختلاف في القراءة، وما لم ينسخ منها في العرضة الأخيرة، فهو محفوظ ومبثوث في القراءات المتواترة الباقية إلى اليوم.

ومن ثَمَّ، فإنه لا يلزم الوصول إلى سبعة أوجه في هذه القراءات المتواترة الباقية؛ لأنَّ بعض هذه الأحرف قد نُسِخَ.

كما أنه لا يلزم أن يوجد في كل كلمة سبعة أوجه من أوجه الاختلاف، وإن وُجِدَ، فإنه لا يتعدَّى السبعة، فإن حُكيَ في لفظ أكثر من سبعة، عُلِمَ أنَّ بعضها ليس بقرآن؛ كبعض الأوجه الواردة في قوله تعالى: {وَعَبَدَ الطَّاغُوت} [المائدة: 60].

والمراد بعدد الأوجه من أوجه الاختلاف التي لا تزيد على سبع: الاختلاف في الكلمة الواحدة في النوع الواحد من أنواع الاختلاف؛ كالمد والقصر، والإمالة والفتح.

ومن ثَمَّ، فلا إشكال في أن تكون أنواع الاختلاف أكثر من سبعٍ في العدد، كما اختلف في ذلك من جعل الأحرف السبعة أنواع من الاختلاف في القراءات عموماً، والصحيح أنها كلها أوجه اختلاف مندرجة، لكن لا يجتمع أكثر من سبعة منها في اختلاف أداء الكلمة القرآنية.

ويلاحظ أنَّ هذه الأوجه على قسمين:

الأول: ما يتعلق بالنطق واللهجة، كالإمالة والتقليل والفتح، وكالإدغام والإظهار، وغيرها، وهذا ما جاء تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم عليه في طلب التيسير، حيث أن أكبر فائدة في هذه الحروف هو التيسير على الشيخ الكبير وغيره، ولا يتصور هذا إلاَّ في النطق.

الثاني: ما يتعلق بالرسم والكتابة؛ كالاختلاف في زيادة الواو وعدمها في لفظ {وسارعوا}، والاختلاف في حركات الكلمة في لفظ {تَرجِعون}، و {تُرجَعون}، وغيرها، وهو ما ركَّز عليه من جعلها أنواعاً من الاختلاف في القراءة (ابن قتيبة، وأبو الفضل الرازي، وابن الجزري وغيرهم)، وإنما دخل هذا في الأحرف، مع أنه قد لا يعسر على الناطقين؛ لأنك تجد هذا القسم من الاختلاف في القراءة، فلا بدَّ أن تحمله على الأحرف السبعة، وإلاَّ كان هناك شيء من الاختلاف غير اختلاف هذه الأحرف السبعة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الفرق بين الاحرف السبع والقراءات

 

 

الفرق بين الأحرف السبعة والقراءات السبع

يجمع العلماء على أنه من الخطأ القول بأن الحرف السبعة هي القراءات السبع. يقول أبو شامة في كتابه " المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالقرآن العزيز ": ظن قوم أن القراءات السبع الموجودة الآن هي التي أريدت في الحديث، وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة، وإنما يظن ذلك بعض أهل الجهل.

ويقول مكي: من ظن أن قراءة هؤلاء القراء كنافع وعاصم هي الأحرف السبعة التي في الحديث، فقد غلط غلطا عظيما.

ويمكننا تأصيل الفوارق الأساسية بين الأحرف السبعة والقراءات السبع فيما يلي:

أولا: الأحرف السبعة قرآن، وهي نزلت من عند الله على محمد صلى الله عليه وسلم للبيان والإعجاز، منقولة إلينا بالتواتر، متعبد بتلاوتها جميعها.

في حين أن القراءات السبع هي اختلاف لفظ الحروف، أي اختلاف لفظ الوحي المذكور في الحروف، أي اختلاف في كيفية النطق للأحرف السبعة.

والقراءات السبع تعكس اختلاف اللهجات، وكيفية النطق بالأحرف السبعة أي بالقرآن، وكيفية أدائها من تخفيف، وترقيق، وتثقيل، وتشديد، وإمالة، وإدغام، وإظهار، ومد، وقصر، وإظهار، وإشباع، وحركات إعراب... الخ فالقراءات مذاهب أئمة في كيفية أداء القرآن أي الأحرف السبعة.

وأما الأحرف السبعة فهي قرآن يعبر عن معنى واحد بألفاظ متعددة، تصل أحيانا إلى السبعة، فتكون هي الأحرف السبعة، وأحيانا ينزل القرآن بلفظ واحد أو أثنين أو ثلاثة، حسب ما يقتضيه اختلاف وتعدد لغات العرب، ويؤدي المعنى المطلوب، وذلك ضمن ما يحتمله اللفظ أو النص القرآني من وجوه التغاير والاختلاف فيه من إفراد، وتثنية، وجمع، وتذكير، وتأنيث، مثل لفظ (لأمنتهم) في قوله تعالى: " والذين هم لأمنتهم وعهدهم راعون " فقد ورد رسمها هكذا في المصحف فهي تحتمل الإفراد مثل أمانتهم، والجمع مثل أماناتهم، وذلك لأن رسمها جاء دون ألف فهي لفظان يفيدان معني واحدا، فقراءتها بالإفراد يعني الجنس الدال على الكثير، وقراءتها بالجمع يعني الاستغراق الدال على الجنسية.

وكذلك يقصد بالأحرف السبعة الاختلاف في وجوه الإعراب مثل قوله تعالى: (ما هذا بشرا) (وما هذا بشر) بالنصب والرفع.

وكذلك الاختلاف في التصريف في الأفعال والأسماء مثل قوله تعالى: (فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا) وذلك بنصب ربنا لأنها منادى مضاف، وتسكين باعد لأنها فعل أمر مبني على السكون، أو (فقالوا ربُنا باعدَ بين أسفارنا) بضم ربنا لأنها فاعل، وفتح باعد، لأنها فعل ماض مبني على الفتح.

وكذلك الاختلاف في التقديم والتأخير مثل: قوله تعالى: (فيَقتلون ويُقتلون) ببناء الفعل الأول للمعلوم والثاني للمجهول، أو (فيُقتلون ويَقتلون) ببناء الفعل الأول للمجهول والثاني للمعلوم.

وكذلك الاختلاف بالزيادة والنقص مثل قوله تعالى: (وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار) بنقص من، (وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار) بزيادة " من " وهما قراءتان متواترتان.

وبالنسبة للقراءات فالاختلافات في معظمها تدور حول:

1 - مخارج الحروف: كالترقيق، والتفخيم، والميل إلى المخارج المجاورة، كنطق " الصراط " بإمالة الصاد إلى الزاي.

2 - الأداء: كالمد، والقصر، والوقف، والوصل، والتسكين، والإمالة، والإشمام.

3 - الرسم: كالتشديد، والتخفيف مثل: " يُغشِي "، " ويُغشِّي ". " وفُتِحت "، " وفتّحت " بتشديد الياء.

4 - الإدغام والإظهار، مثل " تذكرون "، " وتتذكرون ".

5 - الهمز ومد الألف مثل: " ملك "، " ومالك "، " ومسجد "، " ومساجد " لتحمل الرسم النطقين.

6 - التنقيط والحركات النحوية مثل: " يفعلون "، " وتفعلون "، " ويغفر "، " وتغفر "، " وفتبينوا، " وتثبتوا "، " وييأس "، " ويتبين "، " وأرجلَكم "، " وأرجلِكم ".

ثانيا: الأحرف السبعة متواترة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، بينما القراءات السبع متواترة عن الصحابة رضوان الله عليهم، ومنها المشهور أيضا.

يقول الزركشي في " البرهان عن القراءات السبع ": والتحقيق أنها متواترة عن الأئمة السبعة، أما تواترها عن النبي صلى الله عليه وسلم ففيه نظر، فإن إسنادهم بهذه القراءات السبع موجود في كتب القراءات وهي نقل الواحد عن الواحد.

وبالنسبة للأحرف السبعة فقد أورد السيوطي في " إتقانه " أسماء واحد وعشرين صحابيا شهدوا الحديث، مما قطع بتواتره عند العلماء، ومنهم أبو عبيد القاسم بن سلام.

ثالثا: الأحرف السبعة وردت في السنة النبوية على سبيل الحصر، بينما القراءات السبع ورد عددها اجتهادا، وهي ليست على سبيل الحصر، فهناك القراءات العشر، وهناك القراءات الأربع عشرة، وكل قراءة يتحقق فيها ضوابط الصحة الثلاث. فالنسبة للأحرف السبعة وردت بها الأحاديث النبوية حصرا.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده، ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف ".

وقد أورد ابن جرير الطبري أحاديث كثيرة عن نزول القرآن على سبعة أحرف.

أما بالنسبة لعدد القراءات السبع فلم ترد به السنة النبوية، وتوافقه مع عدد الأحرف السبع إنما جاء مصادفة، وليس تحقيقا، وعليه فكل قراءة غير السبع تحقق فيها ضوابط الصحة الثلاث تعتبر صحيحة ويعتد بها، قال ابن الجزري في أول كتابة " النشر في القراءات العشر ": كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا، وصح سندها، فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها، ولا يحل إنكارها بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووجب على الناس قبولها سواء أكانت عن الأئمة السبعة أم عن العشرة، أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين ويقول القراب في " الشاطي ": التمسك بقراءة سبعة من القراء دون غيرهم ليس فيه أثر ولا سنة، وإنما هو من جمع بعض المتأخرين.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تعريف القراءات

 

 

 

القرءان في الأصل اللغوي : جمع قراءة وهي مصدر قرأ، يقال : قرأ فلان، يقرأ قراءةً وقرآناً، بمعنى تلا، فهو قارئ(انظر : المغني في توجيه القراءات العشر المتواترة، الدكتور محمد سالم محيسن، ج1، ص : 45، ط3، دار الجيل، 1413 ﻫ 1993م. بيروت.).

وقرأ الشيء قراءةً وقرآناً:تتبع كلماته ونطق بألفاظه عن نظر أو عن حفظ،فهو قارئ(انظر : معجم الألفاظ والأعلام القرآنية، لمحمد إسماعيل إبراهيم، ص : 419، ط دار الفكر العربي، 1418 ﻫ 1998م، مدينة النصر القاهرة.).

وجرى إطلاق السلف لفظة "قراءة" للتعبير عن صنيع القراء في أداء نصِّ القرءان المجيد"( القراءات المتواترة وأثرها في الرسم القرآني والأحكام الشرعية، للدكتور محمد الحبش، ص : 32، ط1. دار الفكر، 1419 ﻫ 1999م. بيروت دمشق.) بحيث إذا أضيفت كلمة "قراءة" إلى واحدٍ من أعلام القراءة، تدل على منهج معِّينٍ لهذا القارئ في التلقي والأداء أو في فرش(الفرش بمعنى البسط ، والفرش في القراءات يراد به الكلمات القرآنية وكيفية تلاوتها في اختيار كل قارئ) بعض الحروف وأصولها(الأصول في القراءات، هي قواعد القراءة لكل قارئ، كمقدار المد والإمالة والتحقيق والتسهيل وغيرها.).

وقد اشتهر من الصحابة قراء كثيرون، فكان يقال على سبيل المثال: قراءة ابن مسعود، وقراءة أبي بن كعب، وقراءة زيد بن ثابت، وقراءة أم سلمةإلخ.

ولم تكن تلك القراءات تؤدي المعنى نفسه الذي أصبحت تؤديه فيما بعد، إذا لم يكن لكل صحابيٍّ أصول فرش ينفرد به عن غيره(القراءات المتواترة وأثرها ، محمد الحبش، ص:33.).

القراءاتُ في الأصلِ الشَّرعِي : إذا أردنا تعريف القراءات من الأصل الشرعيِّ، فإن أقدم النصوص التي أشارت إلى تسمية الاختيار في التلاوة قراءةً هي ذلك الحديث المشهور المرويُّ في الكتب الصحاح، ونصهُ:

عن عمر ابن الخطاب anho.png قال : ( سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلَاةِ فَتَصَبَّرْتُ حَتَّى سَلَّمَ فَلَبَبْتُهُ بِرِدَائِهِ(أي : أخذته بردائه وجمعته عند صدره، ونحره، مأخوذ من اللبة وهي المنحر.) فَقُلْتُ مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ قَالَ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ كَذَبْتَ أَقْرَأَنِيهَا عَلَى غَيْرِ مَا قَرَأْتَ فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا فَقَالَ أَرْسِلْهُ اقْرَأْ يَا هِشَامُ فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْرَأْ يَا عُمَرُ فَقَرَأْتُ الَّتِي أَقْرَأَنِي فَقَالَ كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ.) صحيح البخاري بشرح فتح الباري العسقلاني ـ كتاب فضائل القرآن ، رقم الحديث، 1992، وقد أخرجه مسلم في صحيحه ( رقم الحديث : 818) واللفظ هنا للبخاري، والحديث مشهور وله روايات كثيرة، وقد أخرجه مسلم في صحيحه : (انظر : مختصر صحيح البخاري للإمام الزبيدي، كتاب فضائل القرآن، ص : 445، والخصومات، ص : 254.).

وعليه فإن هذا النص النبوي دال على الأصل الشرعي لكلمة "قرأة" بلا ريب، فالقراءات المتواترة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمعناها الاصطلاحي هي اختلاف ألفاظ الوحي القرآنيَّ في الحروف وكيفيتها وفق الأوجه السبعة ( ولم أقل : " الأحرف السبعة") التي أنزل عليها القرآن الكريم، والتي لابد فيها من التلقي والمشافهة، لأن القراءات أشياء لا تحكم إلا بالسماع والمشافهة(انظر : المغني محمد سالم محيسن ج1، ص : 46، نقلا عن. كتاب : لمحات في علوم القرآن، لمحمد علي الضباع، ص 157، ط بيروت، 1974م.).

مدى الارتباط بين القرءان والقراءات المتواترة

من خلال العرض السابق لتعريف القرءان والقراءات من الأصل اللغوي والشرعي، يتضح مدى الارتباط العضوي بين القرءان والقراءات المتواترة، والمناسبة بينهما واضحة جليًّة.

ومن هذه النافذة سوف أسرد لكم بعض الآراء حول حقيقة القرءان والقراءات؛ هل هما حقيقتان متغايرتان أو بمعنى واحد؟.

 

ومن هذه النافذة سوف أسرد لكم بعض الآراء حول حقيقة القرءان والقراءات؛ هل هما حقيقتان متغايرتان أو بمعنى واحد؟.

يحاول الشيخ الزركشي
rhm.png
أن يجعل القرآن والقراءات حقيقتين متغايرتين، حيث يقول : " واعلم أن القرءان والقراءات حقيقتان متغايرتان، فالقرآن هو الوحي المنزل على محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للبيان والإعجاز، والقراءات هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتبة الحروف أو كيفيتها؛ من تخفيف وتثقيل وغيرها"( البرهان في علوم القرآن، الزركشي، جـ1، ص : 318.)

غير أن الدكتور محمد سالم محيسن يرد على الشيخ الزركشي ويقول : " وأرى أن كلا من القرآن والقراءات، حقيقتان بمعنى واحد، يتضح ذلك بجلاءٍ من خلال تعريف كلٌّ منهما، ومن الأحاديث الصحيحة الواردة في نزول القراءات
"( المغني ، محمد محيسن سالم، جـ 1، ص : 47.) ثم يورد حديث "أضاءة بني غَفَّار"( حَدَّثَنَا
حَدَّثَنَا
عَنْ
عَنْ
عَنْ
عَنْ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْدَ أَضَاءَةَ بَنِي غِفَارٍ قَالَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَ أُمَّتَكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ قَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ ثُمَّ جَاءَ الثَّانِيَةَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَ أُمَّتَكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفَيْنِ فَقَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ إِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ ثُمَّ جَاءَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَ
أُمَّتَكَ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَأَيُّمَا حَرْفٍ قَرَءُوا عَلَيْهِ فَقَدْ أَصَابُوا).( في صحيح مسلم ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب : 2/ 103.مشكول ، ط: مكتبة ومطبعة محمد صبيح وأولاده، بميدان الأزهر، التاريخ[بدون].

انظر القراءات القرآنية المتواترة وأعلامها، الشيخ عبد الحكيم أبي زيان، ص : 18/ نقلا عن : إتحاف فضلاء البشر، لأحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الغني الدمياطي : 1/9 هامش، تحقيق الدكتور شعبان محمد إسماعيل، ط1، عالم الكتب، 1987م.).

 

أما الدكتور شعبان محمد إسماعيل فقد حاول التوفيق بين الرأيين، حيث ذهب مذهباً وسطاً، فقال إن القرآن والقراءات ليس بينهما تغاير تام، ولا اتحاد تام، بل بينهما ارتباطٌ وثيق، ارتباط الجزء بالكل، فالقراءات هي اختلاف القراء في بعض القرآن، بينما القرآن يشمل مواطن الاختلاف وغيرها، فبينهما عمومٌ وخصوصٌ (انظر القراءات القرآنية المتواترة وأعلامها، الشيخ عبد الحكيم أبي زيان، ص : 18/ نقلا عن : إتحاف فضلاء البشر، لأحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الغني الدمياطي : 1/9 هامش، تحقيق الدكتور شعبان محمد إسماعيل، ط1، عالم الكتب، 1987م.).

في هذه الأمواج، إن سلمنا بأن القرءان والقراءات حقيقتان متغايرتان على حد قول الإمام الزركشي، فإننا نفتح بذلك باب الطعن في القراءات المتواترة التي يجب اعتقاد قرآنيتها
.

وإن أطلقنا أن القرءان والقراءات
بدون قيد
حقيقتان بمعنى واحد على رأي الدكتور محمد سالم محيسن، نوشك أن نعتقد بقرآنية ما ليس بقرآن، وهي القراءات الشاذة.

وإن قلنا برأي الدكتور شعبان محمد إسماعيل ( بين بين ) بقينا في مشكلة العموم والخصوص : وذلك لا يزيل هذا الخلاف الوهمي بين مختلف الآراء : إذاً فلابد من التقييد الفارق بين العبارتين :

أ
" القرءان والقراءات المتواترة حقيقتان بمعنى واحد.

ب
" القرءان والقراءات حقيقتان متغايرتان".

لنخرج بنتيجة هي : أن القرءان والقراءات المتواترة بمعنى واحد من حيث إن كل قراءة منهما يصدق عليها قرءان، فكما تسمى قراءةَ ، كذلك تسمى قرآناَ، وعليه فلا بد من تقييد (القراءات) بالتواتر التي أجمعت الأمة على التلقِّي لها بالقبول باعتبارها قرآناً، وأما ما شذ منها فليس بقرآنٍ إجماعاً ( القراءات القرآنية المتواترة ، الشيخ عبد الحكيم أبي زيان، ص : 18/ وانظر : إعجاز القراءات القرآنية، للأستاذ صبري الأشوح، ص : 18، ط1، مكتبة وهبة، القاهرة، 1419هـ
1998م، وقد قال عبارة " كل القراءات المتواترة قرآن، وبعض القرآن قراءاتٌ متواترةٌ" والظاهر أن في قوله هذا نظراً، لأنه يرجعنا إلى مشكلة العموم والخصوص مرة أخرى ؟).

وليس أدلُّ على ذلك من أن هذه القراءات المتواترة
وهي عشرةٌ بالتحقيق
"تشمل على معنى الإعجاز، والتعبد بالتلاوة، وصحة الصلاة بها وقطعية ثبوتها، ونزولها.

لذا، أستخلص بأن إطلاق لفظ (القراءات) على عمومه مغاير للقرآن لاشتمالها على المتواتر والشاذ، وأن القرآن والقراءات المتواترة بمعنى واحد، وقد اتضح ذلك فيما سبق مدى الارتباط الوثيق الذي يوصل لفظ"قراءة" إلى لفظ "قرآن"، ولاسيما عند الإضافة.

حكمة تعدد القراءات
:

إن المتأمل في تاريخ الأمة العربية والإسلامية بوسعه أن يتصور أي مستقبل كان ينتظر اللغة العربية في ضوء هذه المعطيات الربانية. فلولا الثورة اللغوية التي أعقبت نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وانتشار قرائه وحفاظه في مشارق الأرض ومغاربها، يجمعون الناس على لغة القرآن المصفاة، لبقيت الأمة العربية في رداءة كشكشة ربيعة ومضر، وكسكستهما، وفحفحة هذيل، وشنشنة تغلب، وغمغمة قضاعة، أو طمطمانية حمير، أورتة العراق(الكشكشة : جعل شين بعد كاف الخطاب في المؤنث نحو : رأيتكش. الكسكسة : جعل سين بعد الكاف في المذكر، الفحفحة : جعل الحاء عينا. الشنشنة : جعل الكاف شينا مطلقاً نحو : لبيش بمعنى لبيك. والغمغمة : أن تسمع الصوت ولا يتبين لك تقطيع الحروف. الطمطمانية : إبدال اللام ميماً نحو : أمهواء بمعنى الهواء. الرتة : تمنع أول الكلام، فإذا جاء منه شيئاً اتصل به.) ، وهي كما ترى لهجات منسوبة إلى قبائل بعينها، وكذلك لتعصبت كل قبيلة بلهجتها، وفضلتها ولم تقبل غيرها(انظر : المزهر في علوم اللغة وأنواعها، لجلال الدين السيوطي، جـ 1، ص : 175، ط1، دار الكتب العلمية، عام 1418هـ
1998م/ وانظر : القراءات المتواترة وأثرها في الرسم القرآني والأحكام الشرعية، محمد الحبش ، ص : 27
28.).

هكذا جاء القرآن والقراءات لتتأصل اللغة الصحيحة المبينة محل لغات شائعة فاشية، كالفأفأة، والغنة، والعقلة، والحبسة، والترخيم، والتمتمة، واللفف(الفأفأة : التردد في الفاء. الغنة : أن يشرب الحرف صوت الخيشوم. العقلة : التواء اللسان عند إرادة الكلام. الحبسة : تعذر الكلام عند إرادته. الترخيم : حذف الكلام. التمتمة : التردد في التاء. اللفف : إدخال حرف في حرف. انظر : العقد الفريد، لابن عبد ربه، ج2، ص475.).

إن هذه اللغات المنحرفة قد تكون بعضها لا تنتمي إلى أصول الكلام العربي. وتكفلت القراءات القرآنية المتواترة بحفظ اللهجات العربية المحترمة، " ولدى الاستقراء فإنك تجد أنها
أي القراءات المتواترة
تحتوي على كثير من اللهجات العربية، ولكنها محكومة بضابط من القواعد يمكن ردها إليها والاحتكام على أساسها"( انظر : القراءات المتواترة وأثرها في الرسم القرآني والأحكام الشرعية، محمد الحبش ، ص : 28
30.).

" وهكذا أصبحت الجزيرة العربية تعتمد لساناً عربياً واحداً، مهما اختلفت فيه من شيء ردته إلى الكتاب الإمام(المصدر السابق، ص : 30.) الذي نزل بلسان عربي مبين.

غايات القراءات المتواترة
:

إن الحديث عن حكمة القراءات المتواترة يسفر عن غاياتها التي أرادها الله
3za.png
لهذه الأمة الإسلامية، فمن هذه الغايات المسندة بالحكمة الإلهية :

1 – توحيد الأمة العربية بعد شتاتهم في قَبَلِيَّتَهم وقوميتهم المفرطة.

2 – تصفية اللغات العربية من الانحراف للبيان والتيسير على العرب وغيرهم، لأن اللهجات العربية على سابقتها كانت أكثرها غير مفهومة عند جميع العرب أنفسهم.

3 – تعجيز كل منكر وجاحد في الأرض بأن يأتي بمثل هذه القراءات في قرآن واحد تضاد ولا تناقض بينها. ( أَفَلا يَتَدَبًّرُونَ الْقٌرْآنَ وَلًوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلـفاً كَبِيراً)( سورة النساء، الآية : 82.).

4 – التيسير على الأمة، وإن لم يكن على إطلاقه كما يرى الدكتور السائح على حسين.( انظر تفصيل ذلك في : مدخل الدراسات القرآنية، للدكتور السائح علي حسين، ص : 145-148 ، ط1، جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، عام 1430 و. ر. – 2000 إ.).

5 – توسيع آفاق تفسير القرآن الكريم لدى المفسرين، بتضمينه وجوهاَ نحوية وصرفية ولغوية وبلاغية في خلال هذه القراءات المتنوعة.

وَهُنَاكَ فرقٌ بين "
نشأة القراءات المتواترة
" و"نشأة"
علم القراءات
، فالأخير معناه ظهور القراءات كفنٍ مدوِّن يتداوله العلماء، ويقعدون له قواعد ويؤسسون له أصولا وضوابط معينة يسير عليها كل من يريد التخصص فيه، ولكن لا يعني ذلك أن القراءات المتواترة أُحدثت أو أن منشأها أرضيٌّ، وليس أدل على ذلك من قول أبي ابن كعب في الحديث السابق : "… فأتاه جبريل
slm.png
، فقال : " إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف…إلخ"، فالرسول
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وأصحابه قرأوا بهذه القراءات قبل تدوينها...

ومن الإطلاقات التي يطلقها بعض الكتاب مضافةً للقراءات المتواترة لفظة "تطور" غير أن " … القول بتطور القراءات بعد النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لا وجه له، ولا دليل عليه ويتجلى امتناع ذلك التطوُّر من تعريف القراءة في قولهم :" علم بكيفيات أداء كلمات القرآن واختلافها بعزو الناقلة "، كما قيل في تعريفها : " مذهب يذهب إليه إمامٌ من الأئمة، مخالفاً به غيرَه في النطق بالقرآن الكريم مع اختلاف الروايات عنه"( في موضوع : أثر القراءات في تنوع المعنى القرآني، للأستاذ سعيد سالم الفاندي – مجلة كلية الدعوة الإسلامية، العدد 10، ص : 36، 1402 ﻫ– 1993م.). " .

فالقراءات عِلْمٌ منقول عن الرسول
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، وليس علماً مستنبطاً حتى يقال بأنه خاضعٌ للتجديد والتحسين، اللهم إلا تجديد وسائل التلقين وتحسين الاختيار(المصدر السابق والصفحة نفسها.).

أمَّا القول بتطور علم القراءات فإنما يقصدون مراحل تدوينها وكثرة التأليف فيها وأساليب اهتمام الناس بها ، ولا يعني ذلك بأي حال أن العلماء هم الذين استنبطوا ضوابطها أو أنشئوا لها قواعد، أو أنهم اجتهدوا في وضعها بشيءٍ بناء على ملكاتهم اللغوية، وكيف ذلك التقوُّلُ على القرآن الكريم وقد نهي النبي المرسل
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
به عن أي تقوُّل على الله؛( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ & لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ &ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِين) .( سورة الحاقة، الآيات : 44، 45، 46.).

ثُّمَّ ألزم الله تعالى نبيه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
باتِّباع كيفيات أداء كلمات القرآن عند نزول الوحي، فقال له
sbhanh.png
:( لاَتُحَرِّك بِهِ لِسَانِكَ لِتَعْجَلَ بِهِ & إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءَانَهُ & فإذا قرأناه فاتبع قرءانه & ثم إن علينا بيانه) ( سورة القيامة، الآيات : 16، 17، 18، 19.).

 

وعليه فإن هذا الموضوع
في نظري
جدير بالبحث

 

 

وذلك لأسباب جمعتها في النقاط الآتية
:

 

 

1 – وقوع كثير من الباحثين في خطإ الطعن في القراءات المتواترة ، وترجيح بعضها على بعض، اقتداء ببعض الأئمة الأجلاء، فيكررون هفواتهم التي كانت منهم عن حسن نية بالاجتهاد في البحث عن العلم والحق.

 

 

2 – وجود إشكاليات لدى بعض الباحثين حول اختلاف القراءات، وقد تسربت إلى أذهان كثير من طلاب دراسات علوم القرآن واللغة العربية.

 

 

وقد نتج ذلك عن:

 

 

3 – عدم وضوح طبيعة الاختلاف بين القراءات في الكتب المدونة قديمًا وحديثًا لدى كثير من طلاب الدراسات الإسلامية واللغة العربية، لأن أسلوب تناول الموضوع معقد وغير مفهوم لديهم.

 

 

4 – قلة الدراسات الحديثة في بيان طبيعة اختلاف القراءات بصورة شاملة وميسرة.

 

 

5 – عدم تركيز الباحثين على كون اختلاف القراءات ثروةً غزيرةً في تخصص أصول التفسير وغيره، وقلة المصادر المختلفة في ذلك.

 

 

6 – ندرة البحث فيما انفرد بقراءته كل من القراء العشرة، مع مقارنة الانفرادات بما قرأ به الجماعة من حيث الإعراب والمعنى، بغية الوصول إلى مناسبة أو تلازم بينهما، ثم استنتاج ثمرة الخلاف.

 

 

وعليه فاترجع أهمية هذا الموضوع أنه يكشف الغطاء عن حقيقة طبيعة اختلاف القراء العشرة، ويبرز كذلك أن لهذا الاختلاف إعجازًا بالغًا يدل على عمق كنه القرآن، مع تنوع خصائصه غيرالمحدودة،الأمر الذي يدل دلالة واضحة على نفي التضاد والتناقض والتنافر بين القراءات، مهما حاول المغرضون أن يثبتوا ذلك.

 

كما تكشف أهمية هذا الموضوع حيث يرى أنه يميط الغطاء عن إشكالية الموضوع وأسئلته التي تتلخص فيما يلي
:

أولا
: يعتقد بعض الناس أن الاختلاف بين القراءات المتواترة يلحق بالقرآن عيبًا، والبعض الآخر لا يؤمنون بنزولها من عند الله، فيقترحون الاكتفاء بواحدة أو برواية منها، لأن هذه القراءات – في رأيهم – تسبب خلافات بين الأمة الإسلامية في قراءة القرآن وتطبيق أحكامه.

فهؤلاء الناس لا يرون تكاملاً بين قوله تعالى: ( هُنَالكَ تَـبـْلـُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ) سورة يونس، الآية : 30. ( وبين قوله : ( هُنَالِكَ تَـتْـلُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ)، وكذلك بين قوله تعالى ( حَتَّى يَطْهُرْنَ) وبين قوله تعالى : ( حَتَّى يَطَّهَرْنَ )سورة البقرة الآية : 222. ، كما لا يرون معنًى معتبرًا في الاختلاف بين قوله تعالى : ( وَخَاتَمَ النَّبِيينَ)،وبين قوله : ( وَخَاتِمَ النَّبِيينَ) سورة الأحزاب، الآية : 40. ، بل يجدونها منبعًا للخلافات بين الأمة الإسلامية، لذا يُحَبِّذُون اختيار قراءةٍ أو روايةٍ واحدةٍ يستقر عليها المسلمون، وتبقى البقية الباقية مجرد لغاتٍ أو لهجاتٍ، أذن النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
للمؤمنين أن يقرؤوا بها للتيسير، ليس إلا! ( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ) سورة الكهف، الآية : 5..

من هذه الزاوية ترد الأسئلة التالية
:

هل تَقَوَّلَ الرسول
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
على الله بعض الأقاويل حينما قال لعمر بن الخطاب وهشام بن حكيم : " كذلك أنزلت " صحيح البخاري بشرح فتح الباري، العسقلاني، كتاب فضائل القرآن، رقم الحديث:(1992). وقد أخرجه مسلم في صحيحه ، رقم الحديث : (818)، واللفظ هنا للبخاري ، والحديث مشهور، وله روايات كثيرة ؟.

ثم إذا كانت القراءات مجرد لهجات؟ فما حكم مثل هذا القول في حق كلام الله تعالى؟ وما خصائص القراءات القرآنية بالنسبة للدراسات القرآنية والعربية فضلاً عن كونها للتيسير في القراءة؟ أليست لهذه القراءات المتنوعة ثمراتٌ خلافية تزيد القرآن إعجازًا، وتمدد الدراسات الإسلامية والعربية والإنسانية وغيرَها بغزارةٍ علميةٍ اللامحدودة؟ وما مدى تأثير هذه الخلافات التنوعية بين القراءات المتواترة وغيرها في مجال أصول التفسير والأحكام الشرعية؟..

ثانيا
: يتوهم بعض الناس وجود إشكالية في المراد بالأحرف السبعة التي وردت في الأحاديث النبوية الصحيحة مع نسيان المناسبات التي قيلت فيها، والأسباب التي تولدت منها ، مثل ما جرى بين الخليفة عمر بن الخطاب والصحابي الجليل هشام بن حكيم
anhma.png
، وكذلك ما جرى بين أبي بن كعب ورجل في المسجد، وكل ذلك في العصر النبوي ، وكذلك ما جرى بين المعلمين حول بعض الأوجه في قراءة القرآن ورسمه وتنازعهم في ذلك ، مما أدى إلى جمع الخليفة عثمان بن عفان
anho.png
للقرآن في مصحف واحد.

فَوَائِدُ اخْتِلاَفِ الْقِرَاءَاتِ وَتَنَوُّعِهَا

إِنَّ فوائد اختلاف القراءات لا تُعَدُّ ولا تُحْصَى، ولا تظهر كلها لعلماء عصر واحدٍ، لذا أقتصر على الفوائد الآتية :

أَوَّلاً: التيسيرُ والتخفيفُ على الأمة الإسلامية، وجمعُها على لسان واحدٍ يُوَحِّد بينها، والذي انتظم كثيرًا من مختارات ألسنة القبائل العربية المختلفة، لأن وِحدةَ اللسان العام من أهم العوامل في وحدة الأمة (انظر : مناهل العرفان في علوم القرآن، الزرقاني، ج1، ص : 109/ وانظر التيسير في القراءات السبع المشهورة وتوجيهها، أبو سليمان، ص : 11/ والمدخل والتمهيد في علم القراءات والتجويد، عبد الفتاح إسماعيل شلبي، ص : 14 – 15.) .

يقول الإمام ابن الجزري في ذلك : " إن القرآن نزل على سبعة أحرف، وإن الكتب المنزلة كانت تنزل على حرف واحدٍ، وذلك أن الأنبياء
slm3.png
كانوا يُبعَثون إلى قومهم الخاصين بهم، والنبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بُعث إلى جميع الخلق : أحمرهم وأسودهم، عربيهم وعجميهم، وكانت العرب الذين نزل القرآن بلغتهم – كانت لغاتهم مختلفة، وألسنتهم شتى، ويشق على أحدهم الانتقال من لغته إلى غيرها، بل قد يكون بعضهم لا يقدر على ذلك لاسيما الشيخ والمرأة ومن لم يقرأ كتابًا كما أشار إليه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، فلو كُلفوا العدولَ عن لغتهم والانتقالَ عن ألسنتهم لكان من التكليف بما لا يستطاع" (انظر النشر ، ابن الجزري ، ج:1، ص: 22 / و في هذا القول إشارة صريحة إلى ما رواه الإمام البخاري في صحيحه( كتاب فضائل القرآن) انظر : فتح الباري للعسقلاني( باب أنزل القرآن على سبعة أحرف) رقم الحديث : 4991).

ثَانِيًا:
نهاية البلاغة، وكمال الإعجاز وغاية الاختصار، وجمال الإيجاز( انظر : التيسير في القراءات السبع المشهورة وتوجيهها، أبو سليمان، ص : 11/ وانظر : المرشد في علم التجويد، للشيخ زيدان محمود سلامة العقرباوي، ص 25، ط : 4، دار الفرقان – عمان – عام 1422ﻫ – 2001م)..

ثَالِثًا:
عظيم البرهان، وواضح الدلالة على أن القراءات المتواترة من عند الله إذ القرآن مع كثرة هذا الاختلاف وتنوعه لم يتطرق إليه تضاد ولا تناقض ولا تخالف، بل كله يصدق بعضُه بعضًا) انظر : التيسير في القراءات السبع المشهورة، أبو سليمان، ص: 11). ، بخلاف الكتب الأخرى التي اعتراها الناس بالتحريف : ( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا )سورة النساء، الآية : 82..

رَابِعًا:التحدي بالقرآن لجميع الخلق (انظر : المدخل والتمهيد في علم القراءات والتجويد، عبد الفتاح إسماعيل شلبي، ص : 16). بأن يأتوا بمثل هذا القرآن الذي يقرأ في رسم واحدٍ بوجوه مختلفة متنوعة، لا تُحدث أي تناقض في معانيه الجلية، بل تزيده جمالاً وبلاغةً وإعجازًا : ( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجنُّ عَلَى~أَن يَّأتُوا بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْءَانِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا )(سورة الإسراء، الآية : 88./ انظر : مناهل العرفان في علوم القرآن، الزرقاني، ج1، ص : 111.).

خَامِسًا:
" سهولة حفظه وتيسير نقله على هذه الأمة، إذ هو على هذه الصفة من البلاغة والوجازة، فإنه من يحفظ كلمةً ذات أوجه أسهل عليه وأقرب إلى فهمه وأدعى لقبوله من حفظه جملا من الكلام تُؤَدِّي معاني تلك القراءات" (انظر : التيسير في القراءات السبع المشهورة،أبو سليمان ، ص: 11/وانظر:المرشد في علم التجويد، العقرباوي،ص:26.) ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّذَّكِرٍ )سورة القمر، الآية : 17.

سَادِسًا:
إعظام أجور هذه الأمة، من حيث إنهم يفرغون جهدهم ليبلغوا قصدهم في تتبع معانيه واستنباط أحكامه، واستخراج كَمِين أسراره وخَفِيِّ إشارته من دلالات ألفاظه الكريمة( انظر : التيسير في القراءات السبع المشهورة، أبو سليمان، ص : 11/ وانظر : المرشد في علم التجويد، العقرباوي، ص : 26.).

سابعًا:
تسوية الثواب الجزيل للناس جميعًا بقراءة أيٍّ من هذه القراءات المتواترة، بدون فرق بينها، فقراءةٌ واحدةٌ بعشر أمثالها مادام الرسم القرآني يحتملها جميعا، لأن الحسنة بعشر أمثالها والقراءات المتواترة كلها من عند الله تعالى : ( فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ) (سورة المزمل، الآية : 20 جزء منها. وقد وردت هذه العبارة نفسها في حديث اختلاف عمر وهشام./ صحيح البخاري بشرح فتح الباري ، كتاب فضائل القرآن، ( باب أنزل القرآن على سبعة أحرف) رقم الحديث : 4992).

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

https://akhawat.islamway.net/forum/index.php?showtopic=317845&st=0&gopid=4258453entry4258453

لي رديت عليه

https://akhawat.islamway.net/forum/index.php?showtopic=303629

ااسف للتاخيرحبيبتي عروس القران بسبب سفري لطبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بوووورك العطاااء اختي عروس

نفع الله بك وبمجهوداتك الملموسة

تمنيت المشاركة ولكن تعذر علي ذلك لظروف اعوضها في مسابقة اخرى باذن الله

جزيتنن بالخيــــــــر

 

وبورك مروركِ الكريم يا حبيبة

قدر الله وما شاء فعل .. خير إن شاء الله

ننتظرك في المسابقات القادمة بإذن الله إن قدر الله لنا ذلك

وجزاكِ الله خيرًا مثلُه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

القراءات

علاقة الاحرف السبع بالقراءات

 

أولاً: معنى الحرف في الحديث:

هو الوجه من وجوه القراءة:

أنواع الوجوه الواردة في اختلاف القراءات:

1 - اختلاف الحركات؛ أي: الإعراب: {فتلقى آدم من ربه كلمات} والقراءة الثانية بنصب آدم ورفع كلمات.

2 - اختلاف الكلمة: باعِد باعَدَ، وننشرها نُنشزها بظنين بضنين.

3 - اختلاف نطق الكلمة: جِبريل جَبريل جَبرئيل جبرئل.

4 - اختلاف راجع إلى الزيادة والنقص: تجري تحتها، تجري من تحتها. سارعوا وسارعوا.

5 - اختلاف عائد إلى اللهجة الصوتية، وهذا مما يعود إليه جملة من الاختلاف المتعلق بالأداء، كالفتح والإمالة والتقليل في الضحى.

نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان على حرف واحدٍ مدة بقائه في الفترة المكية، وزمنًا كثيرًا من الفترة المدنية، ثمَّ أذن الله بالتخفيف على هذه الأمة، فأنزل الأحرف التي يجوز القراءة بها، وكان عددها سبعة أحرف في الكلمة القرآنية.

روى البخاري (ت: 256) وغيره عن ابن عباس (ت: 68)، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «أقرأني جبريل عليه السلام على حرف، فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني، حتى انتهى إلى سبعة أحرف».

وقد ورد في روايات أخرى: «كلها كاف شاف ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب، وآية عذاب بآية رحمة».

وورد كذلك سبب استزادة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: «لقيت جبريل عند أحجار المرا، فقلت: يا جبريل. إني أرسلت إلى أمة أمية: الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ العاني الذي لم يقرأ كتاباً قط، فقال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف».

وقد وقع اختلاف كبير في المراد بهذه الأحرف السبعة، وسأعرض لك ما يتعلق بهذا الموضوع في نقاط:

1. أنَّ التخفيف في نزول الأحرف السبعة كان متأخراً عن نزوله الأول، فلم يرد التخفيف إلا بعد نزول جملة كبيرة منه.

2. أنَّ هذه الأحرف نزلت من عند الله، وهذا يعني أنه لا يجوز القراءة بغير ما نزل به القرآن.

3. أنَّ هذه الأحرف السبعة كلام الله، وهي قرآن يقرأ به المسلمون، ومعلوم أنه لا يجوز لأحد من المسلمين أن يحذف حرفاً واحداً من القرآن، ولا أن ينسخ شيئاً منها فلا يُقرأ به.

4. أن القارئ إذا قرأ بأي منها فهو مصيب.

5. أن القراءة بأي منها كاف شاف.

6. أنَّ الذي يعـرف هذه الأحرف المنْزلة هو الرسول صلى الله عليه وسلم، لذا لا تؤخذ إلا عنه، ويدل على ذلك حديث عمر وأُبي في قراءة سورة الفرقان، حيث قال كل منهما: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم.

7. أنَّها نزلت تخفيفاً للأمة، وقد نزل هذا التخفيف متدرجاً، حتى صار إلى سبعة أحرف.

8. أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم بين سبب استزادته للأحرف، وهو اختلاف قدرات أمته الأمية التي فيها الرجل والمرأة والغلام والشيخ الكبير.

هذا ما يعطيه حديث الأحرف السبعة من الفوائد المباشرة، لكنه لا يحدِّدُ تحديداً دقيقاً المراد بالأحرف السبعة، وهذا ما أوقع الخلاف في تفسير المراد بها.

 

ثانياً: علاقة هذه الأحرف بالعرضة الأخيرة:

عن عائشة رضي الله عنها، قالت: أسرَّ إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ جبريل كان يعارضني بالقرآن كلَّ سنة، وإنه عارضني هذا العام مرتين، ولا أُراه إلا قد حضر أجلي).

وفي هذه العرضة نُسِخَ ما نُسخَ من وجوه القراءت التي هي من الأحرف السبعة، وثبت ما بقيَ منها، وكان أعلم الناس بها زيد بن ثابت، قال البغوي في شرح السنة: (يقال: إن زيد بن ثابت شـهد العـرضة الأخيرة التي بين فيها ما نسخ وما بقي، وكتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأها عليه، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه وولاه عثمان كتب المصاحف).

والدليل على وجود أحرف قد نُسخت ما تراه من القراءات التي توصف بأنها شاذة، وقد ثبتت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا فأين تضع هذه القراءات الصحيحة الشاذة من هذه الأحرف؟!

 

ثالثاً: علاقة هذه الأحرف بالقراءات المتواترة:

القراءات المتواترة: السبع التي جمعها ابن مجاهد، وما أضيف إليها من القراءات الثلاث المتممة للعشر.

والأحرف السبعة مبثوثة في هذه القراءات المتواترة، ولا يوجد شيءٌ من هذه القراءات لا علاقة له بالأحرف السبعة، غير أنَّ الأمر كما وصفت لك من أنها مبثوثةٌ فيها، وبعضها أوفر حظاً بحرف من غيرها من القراءات.

وإن لم تقل بهذا، فما ماهية الأحرف الستة الباقية التي يُدَّعى أنَّ عثمان ومن معه من الصحابة اتفقوا على حَذْفِها، أو قل: نَسْخِها.

وكم أنواع القراءات التي ستكون بين يديك -لو كنت تقول بأنَّ هذه القراءات على حرف واحد- لو وُجِدَت هذه الأحرف الستة التي يُزعم عدم وجودها الآن؟!

لقد سبق أن بينت لك بموجز من العبارة، وأراك تتفق معي فيه: أنَّ هذه الأحرف قرآن منَزَّلٌ، والله سبحان يقول: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر: 9]، أفترى أنَّ القول بحذف ستة أحرف قرآنية يتفق مع منطوق هذه الآية؟!

ومن قال بأن الأمة مخيَّرةٌ بين هذه الأحرف فلا دليل عنده، ولا يوافق قولُه منطوق هذه الآية، ولو كان ما يقوله صحيحاً لوُكِلَ إلى المسلمين حفظ القرآن، كما وُكِلَ إلى من قبلَهم حفظُ كتب الله، وأنت على خُبْرٍ بالفرق بين الحِفْظَين، فما تركه الله من كتبه لحفظ الناس غُيِّرَ وبدِّل ونسي، وما تعهَّد الله بحفظه فإنه باقٍ، ولا يمكن أن يُنقص منه حرف بحال من الأحوال.

ولعلك على خبر كذلك بأن من كفر بحرف من القرآن، فقد كفر به كلِّه، فكيف بمن ترك أكثره مما هو منَزَّلٌ واقتصر على واحدٍ. هذا ما لا يمكن أن يقع فيه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتأمَّل ذلك جيِّداً، يظهر لك جلياً أنَّ القول بأنَّ القراءات التي يُقرأ بها اليوم على حرفٍ واحدٍ لا يصحُّ البتة.

إنَّ القول بأنَّ هذه القراءات على حرفٍ واحدٍ لا دليل عليه البتة، بل هو اجتهاد عالم قال به وتبعه عليه آخرون، والاجتهاد يخطئ ويصيب. ويظهر هنا أنَّ الصواب لم يكن حليف من رأى أنَّ هذه القراءات على حرفٍ واحدٍ.

رابعاً: علاقة الأحرف السبعة بمصحف أبي بكر ومصاحف عثمان:

اعلم أنَّه لا يوجد نصٌّ صريحٌ في ما كتبه أبو بكر ولا عثمان رضي الله عنهما، لذا ظهر القول بأنَّ أبا بكر كتب مصحفه على الأحرف السبعة، وكتبه عثمان على حرف واحدٍ. وهذا القول لا دليل عليه البتةَ، وهو اجتهاد مدخولٌ.

والذي يدل عليه النظر أنه لا فرق بين ما كُتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مفرق في أدوات الكتابة آنذاك من رقاع ولخف وأكتاف وغيرها، وبين ما جمعه أبو بكر في مصحف واحد، ثمَّ بين ما فرَّقه عثمان ونسخه في المصاحف المتعددة في الأمصار، هذا هو الأصل، وهو أن القرآن الذي توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تمَّ أنه هو الذي بين يدي الأمة جيلاً بعد جيل، ولست أرى فرقاً بين هذه الكتبات الثلاث من حيث النص القرآني، وإنما الاختلاف بينها في السبب والطريقة فحسب.

ولو تتبعت المسألة عقلياً، ونظرت في اختيار زيد بن ثابت دون غيره من الصحابة، وبدأت من هذه النقطة = لانكشف لك الأمر، فلأبدأ معك مفقِّراً هذه الأفكار كما يأتي:

1. لا يجوز البتة ترك شيء من القرآن ثبت أنَّه نازل من عند الله، وأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ به، وأقرأ به الصحابة، وقد مضى الإشارة إلى ذلك.

2. أنَّ القرآن قد كُتِبَ في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مفرَّقاً في الرقاع واللخف والعسب، ولم يكن مجموعاً في كتاب.

3. أنَّ القرآن كان متفرقاً في صدور الرجال، وهم على درجات في مقدار حفظه، قال زيد بن ثابت: (فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال).

4. أنَّ من أسباب اختيار زيد بن ثابت ما ذكره أبو بكر الصديق رضي الله عنه، قال زيد: (وقال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل، لا أتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن واجمعه).

فكان في هذا ما يميِّزه على متقدمي قراء الصحابةِ، أمثال أبيِّ بن كعب، وأبي موسى الأشعري، وسالم مولى حذيفة وغيرهم.

كما كان هذا ما ميَّزه على ابن مسعود خصوصاً، الذي جاء في الآثار أنه حضر العرضة الأخيرة، وقد كان اعترض على عدم إشراكه في جمع القرآن في عهد عثمان.

5. أنَّ زيداً الذي هو من أعلم الصحابة بالعرضة الأخيرة = سيكتب في المصحف الذي أمره أبو بكر بكتابته ما ثبت في هذه العرضة، ولن يترك حرفًا ثبت فيها من عند نفسه أو بأمر غيره.

ومن هنا يكون مصحف أبي بكر قد حوى ما بقي من الأحرف السبعة التي ثبتت في العرضة الأخيرة.

ولما جاء عثمان، وأراد جمع الناس على المصحف، جعل مصحف أبي بكر أصلاً يعتمده، وقام بتوزيع الأحرفِ التي تختلفُ القراءة بها في هذه المصاحف، فكان عمله نسخَ المصاحفِ، وتوزيع الاخـتلاف الثابت في الـقراءةِ عليها أحياناً، ولم يترك منها شيئاً، أو يحذف حـرفاً، وممـا يدل على ذلك الاختلاف في رسوم المـصاحف العثمـانية حيث ورد في بعـضها (تجري تحتها) وفي بعضها (تجري من تحتها) وأمثال ذلك الاختلاف.

وما لم يُرسم في المصاحف، وقرئ به فإنه مأخوذٌ عن المقرئ الذي أرسله عثمان مع المصحف، وقراءة المقرئ قاضية على الرسم؛ لأنَّ القراءة توقيفية يأخذها الأول عن الآخر لا مجال فيها للزيادة ولا النقص، والرسم عمل اصطلاحيٌّ قد يتخلَّف عن استيعاب وجوه القراءات فلا يصطلح عليه.

فإن اعترض معترض بما روى البخاري عن أنس: (أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال لعثمان: أدرك الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل إلى حفصة: أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنه إنما نزل بلسانهم. ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة ومصحف أن يحرق).

ووجه الاعتراض من جهتين:

الأول: أنَّ الاختلاف قائمٌ في القراءات المشهورة التي يقرأ بها الناس إلى اليوم، فما وجه عمل عثمان، وهو إنما كان يخشى اختلاف القراءة؟

فالجواب: إنَّ القراءة قبل هذا الجمع لم تكن صادرة عن إجماع الصحابة وإلزام الناس بما ثبت في العرضة الأخيرة مما كتبه زيد في مصحف أبي بكر، والذي يدل على ذلك أنَّ قراء الصحابة كانوا يُقرئون الناس بما صحَّ عندهم عن نبيهم صلى الله عليه وسلم، وليس كلهم بَلَغَهُ ما نُسِخَ في العرضة الأخيرة.

فلما وزع عثمان المصاحف = أرسل مع كل مصحف قارئاً يُقرئُ الناس، بما في هذا المصحف الذي أثبت فيه وجه مما ورد في العرضة الأخيرة، وكان في ذلك حسمٌ لمادة الخلاف، وذلك أنه لو التقى قارئٌ من البصرة وقارئ من الكوفة، فقرأ كل منهما على اختلاف ما بينهما، فإنهما يعلمان علماً يقينياً بأن ذلك عائدٌ إلى وجه صحيح مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبهذا يكون الاختلاف قد تحدَّد بهذه المصاحف ومن معها من القراء، وأنَّ ما سواها فهو منسوخ لا يُقرأ به.

وهذا يعني أنَّ عمل عثمان هو تقرير الأوجه التي ثبتت في العرضة الأخيرة التي كُتِبَت في مصحف أبي بكر، وإلزام الناس بها، وترك ما عداها مما قد نُسخ، وليس أنه حذف ستة أحرف.

الثاني: أن يقول المعترض: إنَّ في الرواية السابقة :(وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل بلسانهم. ففعلوا) أوكد دليل على أنهم كتبوا المصحف العثماني على حرف واحدٍ، وهو ما يوافق لغة قريش.

والجواب عن ذلك أن يقال: إنَّ هذه المسألة ترتبط بالرسم، وهي مسألة تحتاج إلى توضيح أمور تتعلق بالرسم، وليس هذا محلها، لكن سآتي على ذكر ما يلزم من حلِّ هذا الاعتراض، وبالله التوفيق:

أولاً: إنه قد ثبت أنَّ بعض وجوه القراءات التي يقرأ به في المتواتر الآن بغير لغة قريش، كالهمز وتسهيله، فقريش لا تهمز، والهمز قراءة جمهور القراء، فكيف تخرج هذه القراءات التي ليست على لغة قريش.

ثانياً: إنه يمكن أن يُحمل الأمر على رسم المصحف لا على قراءته؛ وهذا هو الظاهر من ذلك الأثر، فقوله رضي الله عنه: (فاكتبوه على لغة قريش) إشارة إلى الرسم لا إلى القراءةِ، أمَّا القراءة فإنه يُقرأ بها بغير لغة قريش وإن كان برسم لغتها ما دام ثابتاً.

ويدلُّ لذلك أنَّه قد وردت بعض الألفاظ التي كُتبت في جميع المصاحف على وجه واحد من الرسم، وقد ثبتت قراءتها بغير هذا الرسم.

ومن ذلك ما حكاه أبو عمرو الداني (ت: 444) من أنَّ مصاحف أهل الأمصار اجتمعت على رسم الصراط وصراط بالصاد، وأنت على خُبرٍ بأنها تُقرأ في المتواتر بالصاد وبالسين وبإشمامها زاياً.

وإنما قرئت هي وغيرها مما رسم على وجه، وقرئت أيضاً على وجه آخر بالأخذ عن القارئ الذي أقرأ بهذه المصاحف، وهذا يعني أنَّه لا يلزم أخذ القراءة من الرسم حتى توافق قراءة القارئ، وأنه يجوز أن يقرأ القارئ بما يخالف المرسوم، لكنه يكون من الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مضبوط معروف، لذا لم يكن في مصحف عثمان مثل قراءة أبي الدرداء وابن مسعود: (والذكر والأنثى) مع صحة سندها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.

ويقال: إنما رُدَّت مع صحة سندها لأنه لم يقرأ بها في العرضة الأخيرة، ولم توافق المصحف، وليس ردها لمخالفة رسم المصحف فقط، والله أعلم.

وبعد هذا يكون الفرق بين عمل أبي بكر وعمل عثمان كما يأتي:

1ـ أنَّ أبا بكر رضي الله عنه أراد حفظ القرآن مكتوباً، خشية أن يموت قراء الصحابة، فيذهب بذهابهم.

أما عثمان بن عفان رضي الله عنه، فكان الاختلاف الذي نشأ بين التابعين سبباً في نسخه للمصاحف.

2ـ أنَّ أبا بكر كتب مصحفاً واحداً بما يوافق رسم ما بقي من الأحرف السبعة، أما عثمان بن عفان، فنسخ من هذا المصحف عدة مصاحف، ولم يحذف منه شيئاً.

3ـ أنَّ أبا بكر لم يلزم المسلمين باتباع المصحف الذي كتبه، ولم يكن هذا من مقاصده لما أمر بكتابة المصحف، لذا بقي الصحابة يُقرئون بما سمعوه من الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان في ذلك المقروء كثير من المنسوخ بالعرضة الأخيرة.

أما عثمان، فألزم المسلمين باتباع المصحف الذي أرسله، ووافقه على ذلك الصحابة، لذا انحسرت القراءة بما نسخ من الأحرف السبعة، وبدأ بذلك معرفة الشاذ من القراءات، ولو صح سندها، وثبت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بها.

وبهذا يكون أكبر ضابط في تشذيذ القراءة التي صح سندها، ولم يقرأ بها الأئمة كونها نسخت في العرضة الأخيرة.

علاقة الأحرف السبعة بلغات العرب:

لا يخفى على من يقرأ في موضوع الأحرف السبعة ارتباطها بلغات العرب، بل إنَّ بعض العلماء جعل سبع لغات من لغاتها هي المقصودة بالأحرف السبعة، وفي ذلك إهمال لوجوه اختلافات لا تنتج عن كونها من لغة دون لغة.

ولعل من أكبر ما يشير إلى أنَّ اللغات تدخل في الأحرف السبعة كون القرآن بقي فترة من الزمن يقرأ بلسان قريش، حتى نزلت الرخصة بالأحرف السبعة، فظهرت الأحرف التي هي من لغات غير قريش.

ومما يشير إلى ذلك ما ورد من نهي عمر بن الخطاب لابن مسعود من أن يقرئ بلغة هذيل، ولا يتصور أن يقرئ ابن مسعود بما لم ينْزل ويأذن به النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي تحديد اللغات التي هي أسعد حظّاً بنُزول القرآن خلاف بين العلماء، ويظهر أنَّ في ذلك صعوبة في بعض مواطن الاختلاف في تحديد القبيلة التي تقرأ بهذا الوجه دون غيرها، كما قد تشترك أكثر من لغة في وجه من الوجوه، فيكون نسبته إلى لغة أحدها دون غيرها قصور في ذلك.

وتظهر الصعوبة أيضاً في أنه لا يوجد تدوين تامٌّ للهجة قبيلة دون غيرها، وإن كان في الكتب إشارة إلى بعض الظواهر اللهجية لهذه القبائل.

وإذا تأمَّلت ما يتعلق باللغات العربية، وجدته أكثر ما يتعلق به الخلاف في القراءات، خصوصاً ما يتعلق بالنطق، فقبيلة تعمد إلى الإدغام في كلامها، وقبيلة تعمد إلى الإمالة، وقبيلة تعمد إلى تسهيل الهمز، وقبيلة تعمد إلى تحقيق الهمز، وقبيلة تعمد إلى ترقيق بعض الأحرف، وقبيلة تعمد إلى تفخيمها، وهكذا غيرها من الظواهر المرتبطة بالصوتيات التي تتميَّز بها قبيلة عن قبيلة.

ويظهر أنَّ هذه الصوتيات هي أكبر ما يراد بنُزول الأحرف السبعة، وهي التي يدل عليها قوله صلى الله عليه وسلم: «أسأل الله مغفرته ومعافاته، وإن أمتي لا تطيق ذلك»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «يا جبريل، إني أرسلت إلى أمة أمية: الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ العاني الذي لم يقرأ كتاباً قط».

إذ الذي يستعصي على هؤلاء هو تغيير ما اعتادوا عليه من اللهجات إلى غيرها، دون ما يكون من إبدال حرف بحرف، أو زيادة حرف، أو إعراب، فإن هذه لا تستعصي على العربي، لكن أن يكون عاش جملة دهره وهو يميل، فتريد أن تعوده على الفتح، أو كان ممن يدغم، فتريد أن تعوِّده على الإظهار فذلك ما يعسر، والله أعلم.

ولا يفهم من هذه الجملة في هذا الحديث أنَّ الاختلاف في الأحرف يرتبط بهذه اللهجات دون غيرها من وجوه الاختلاف، بل يُحملُ هذا على أن هذا النوع المتعلق باللهجات هو أعظم فائدة مقصودة في نزول الأحرف السبعة، وليس هذا الفهم بدعاً، ففي الشريعة أمثلة من هذا النوع، ومن ذلك:

قوله صلى الله عليه وسلم: «الحج عرفة»، والحج يشتمل على أعمال غير الوقوف بعرفة، فقوله صلى الله عليه وسلم يدل على أنَّ هذا العمل أعظم أعمال الحج.

وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: «قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل: فإذا قال: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله: حمدني عبدي. وإذا قال: {الرحمن الرحيم}، قال الله: أثنى علي عبدي. فإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال:مجدني عبدي. فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين}، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل....».

وإنما سُمِّيت الفاتحة: الصلاة، وهي جزء منها؛ لأنها أعظم أركان الصلاة.

وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة»، وغيرها من الأمثلة التي يسمى فيها الجزء باسم الكلِّ؛ للتنبيه على أهميته، وللدلالة على الاعتناء به.

وإذا صحَّ لك هذا، فإنَّ جميع وجوه الاختلاف في القراءة تدخل في الأحرف السبعة، وأنَّ أعظم هذه الوجوه ما يتعلق باللهجات، والله أعلم.

علاقة الأحرف برسم القرآن:

يرتبط هذا الموضوع بلغات العرب، وقد سبق الحديث عنها، والمراد هنا التنبيه على كون ما يتعلق برسم القرآن من الأحرف السبعة هو ما يمكن رسمه من الألفاظ، أمَّا وجوه القراءة التي ترجع إلى اللهجات؛ كالإمالة والتقليل، والمد والإظهار والإدغام والسكت والتسهيل والإبدال، وغيرها فلا يمكن أخذها من الصحف ولا كتابتها في المصاحف إلا بما يصطلح عليه أنه يشير إليها، ومعلوم أن علم ضبط المصحف كان متأخراً، ولم يكن في عصر الصحابة إطلاقاً.

وهذا يعني أنك إذا قلت: كُتِبَ المصحف على الأحرف السبعة، فالمراد كتابة الألفاظ ووجوه قراءتها اللفظية لا الصوتية.

وهذه الصوتيات إنما تؤخذ عن السابق بطريق المشافهة والرواية، فينقلها كما سمعها، وهكذا من أول السند إلى منتهاه.

وبهذا تعلم أن رسم المصحف لا يمكن أن يحوي جميع وجوه الأحرف السبعة، وإنما يمكن أن يحوي منها ما يتعلق برسم الألفاظ، أمَّا غيرها فيؤخذ من طريق الأئمة القراء.

ولهذا السبب -لما أراد عثمان أن يلزم الناس بالقراءة التي أجمع الصحابة على أنها ما ثبت في العرضة الأخيرة- أرسل مقرئاً مع كل مصحف، فقد ورد أنه أمر زيد بن ثابت أن يقرئ في المدينة، وبعث عبدالله بن السائب مع المكي، والمغيرة بن أبي شهاب مع الشامي، وأبو عبد الرحمن السلمي مع الكوفي، وعامر بن عبد القيس مع البصري.

ومن ثَمَّ فالرواية قاضية على الرسم لا العكس.

تلخيص المراد بالأحرف السَّبعة:

الأحرف السبعة: أوجه من الاختلاف في القراءة، وما لم ينسخ منها في العرضة الأخيرة، فهو محفوظ ومبثوث في القراءات المتواترة الباقية إلى اليوم.

ومن ثَمَّ، فإنه لا يلزم الوصول إلى سبعة أوجه في هذه القراءات المتواترة الباقية؛ لأنَّ بعض هذه الأحرف قد نُسِخَ.

كما أنه لا يلزم أن يوجد في كل كلمة سبعة أوجه من أوجه الاختلاف، وإن وُجِدَ، فإنه لا يتعدَّى السبعة، فإن حُكيَ في لفظ أكثر من سبعة، عُلِمَ أنَّ بعضها ليس بقرآن؛ كبعض الأوجه الواردة في قوله تعالى: {وَعَبَدَ الطَّاغُوت} [المائدة: 60].

والمراد بعدد الأوجه من أوجه الاختلاف التي لا تزيد على سبع: الاختلاف في الكلمة الواحدة في النوع الواحد من أنواع الاختلاف؛ كالمد والقصر، والإمالة والفتح.

ومن ثَمَّ، فلا إشكال في أن تكون أنواع الاختلاف أكثر من سبعٍ في العدد، كما اختلف في ذلك من جعل الأحرف السبعة أنواع من الاختلاف في القراءات عموماً، والصحيح أنها كلها أوجه اختلاف مندرجة، لكن لا يجتمع أكثر من سبعة منها في اختلاف أداء الكلمة القرآنية.

ويلاحظ أنَّ هذه الأوجه على قسمين:

الأول: ما يتعلق بالنطق واللهجة، كالإمالة والتقليل والفتح، وكالإدغام والإظهار، وغيرها، وهذا ما جاء تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم عليه في طلب التيسير، حيث أن أكبر فائدة في هذه الحروف هو التيسير على الشيخ الكبير وغيره، ولا يتصور هذا إلاَّ في النطق.

الثاني: ما يتعلق بالرسم والكتابة؛ كالاختلاف في زيادة الواو وعدمها في لفظ {وسارعوا}، والاختلاف في حركات الكلمة في لفظ {تَرجِعون}، و {تُرجَعون}، وغيرها، وهو ما ركَّز عليه من جعلها أنواعاً من الاختلاف في القراءة (ابن قتيبة، وأبو الفضل الرازي، وابن الجزري وغيرهم)، وإنما دخل هذا في الأحرف، مع أنه قد لا يعسر على الناطقين؛ لأنك تجد هذا القسم من الاختلاف في القراءة، فلا بدَّ أن تحمله على الأحرف السبعة، وإلاَّ كان هناك شيء من الاختلاف غير اختلاف هذه الأحرف السبعة.

 

 

الفرق بين الاحرف السبع والقراءات

 

الفرق بين الأحرف السبعة والقراءات السبع

يجمع العلماء على أنه من الخطأ القول بأن الحرف السبعة هي القراءات السبع. يقول أبو شامة في كتابه " المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالقرآن العزيز ": ظن قوم أن القراءات السبع الموجودة الآن هي التي أريدت في الحديث، وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة، وإنما يظن ذلك بعض أهل الجهل.

ويقول مكي: من ظن أن قراءة هؤلاء القراء كنافع وعاصم هي الأحرف السبعة التي في الحديث، فقد غلط غلطا عظيما.

ويمكننا تأصيل الفوارق الأساسية بين الأحرف السبعة والقراءات السبع فيما يلي:

أولا: الأحرف السبعة قرآن، وهي نزلت من عند الله على محمد صلى الله عليه وسلم للبيان والإعجاز، منقولة إلينا بالتواتر، متعبد بتلاوتها جميعها.

في حين أن القراءات السبع هي اختلاف لفظ الحروف، أي اختلاف لفظ الوحي المذكور في الحروف، أي اختلاف في كيفية النطق للأحرف السبعة.

والقراءات السبع تعكس اختلاف اللهجات، وكيفية النطق بالأحرف السبعة أي بالقرآن، وكيفية أدائها من تخفيف، وترقيق، وتثقيل، وتشديد، وإمالة، وإدغام، وإظهار، ومد، وقصر، وإظهار، وإشباع، وحركات إعراب... الخ فالقراءات مذاهب أئمة في كيفية أداء القرآن أي الأحرف السبعة.

وأما الأحرف السبعة فهي قرآن يعبر عن معنى واحد بألفاظ متعددة، تصل أحيانا إلى السبعة، فتكون هي الأحرف السبعة، وأحيانا ينزل القرآن بلفظ واحد أو أثنين أو ثلاثة، حسب ما يقتضيه اختلاف وتعدد لغات العرب، ويؤدي المعنى المطلوب، وذلك ضمن ما يحتمله اللفظ أو النص القرآني من وجوه التغاير والاختلاف فيه من إفراد، وتثنية، وجمع، وتذكير، وتأنيث، مثل لفظ (لأمنتهم) في قوله تعالى: " والذين هم لأمنتهم وعهدهم راعون " فقد ورد رسمها هكذا في المصحف فهي تحتمل الإفراد مثل أمانتهم، والجمع مثل أماناتهم، وذلك لأن رسمها جاء دون ألف فهي لفظان يفيدان معني واحدا، فقراءتها بالإفراد يعني الجنس الدال على الكثير، وقراءتها بالجمع يعني الاستغراق الدال على الجنسية.

وكذلك يقصد بالأحرف السبعة الاختلاف في وجوه الإعراب مثل قوله تعالى: (ما هذا بشرا) (وما هذا بشر) بالنصب والرفع.

وكذلك الاختلاف في التصريف في الأفعال والأسماء مثل قوله تعالى: (فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا) وذلك بنصب ربنا لأنها منادى مضاف، وتسكين باعد لأنها فعل أمر مبني على السكون، أو (فقالوا ربُنا باعدَ بين أسفارنا) بضم ربنا لأنها فاعل، وفتح باعد، لأنها فعل ماض مبني على الفتح.

وكذلك الاختلاف في التقديم والتأخير مثل: قوله تعالى: (فيَقتلون ويُقتلون) ببناء الفعل الأول للمعلوم والثاني للمجهول، أو (فيُقتلون ويَقتلون) ببناء الفعل الأول للمجهول والثاني للمعلوم.

وكذلك الاختلاف بالزيادة والنقص مثل قوله تعالى: (وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار) بنقص من، (وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار) بزيادة " من " وهما قراءتان متواترتان.

وبالنسبة للقراءات فالاختلافات في معظمها تدور حول:

1 - مخارج الحروف: كالترقيق، والتفخيم، والميل إلى المخارج المجاورة، كنطق " الصراط " بإمالة الصاد إلى الزاي.

2 - الأداء: كالمد، والقصر، والوقف، والوصل، والتسكين، والإمالة، والإشمام.

3 - الرسم: كالتشديد، والتخفيف مثل: " يُغشِي "، " ويُغشِّي ". " وفُتِحت "، " وفتّحت " بتشديد الياء.

4 - الإدغام والإظهار، مثل " تذكرون "، " وتتذكرون ".

5 - الهمز ومد الألف مثل: " ملك "، " ومالك "، " ومسجد "، " ومساجد " لتحمل الرسم النطقين.

6 - التنقيط والحركات النحوية مثل: " يفعلون "، " وتفعلون "، " ويغفر "، " وتغفر "، " وفتبينوا، " وتثبتوا "، " وييأس "، " ويتبين "، " وأرجلَكم "، " وأرجلِكم ".

ثانيا: الأحرف السبعة متواترة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، بينما القراءات السبع متواترة عن الصحابة رضوان الله عليهم، ومنها المشهور أيضا.

يقول الزركشي في " البرهان عن القراءات السبع ": والتحقيق أنها متواترة عن الأئمة السبعة، أما تواترها عن النبي صلى الله عليه وسلم ففيه نظر، فإن إسنادهم بهذه القراءات السبع موجود في كتب القراءات وهي نقل الواحد عن الواحد.

وبالنسبة للأحرف السبعة فقد أورد السيوطي في " إتقانه " أسماء واحد وعشرين صحابيا شهدوا الحديث، مما قطع بتواتره عند العلماء، ومنهم أبو عبيد القاسم بن سلام.

ثالثا: الأحرف السبعة وردت في السنة النبوية على سبيل الحصر، بينما القراءات السبع ورد عددها اجتهادا، وهي ليست على سبيل الحصر، فهناك القراءات العشر، وهناك القراءات الأربع عشرة، وكل قراءة يتحقق فيها ضوابط الصحة الثلاث. فالنسبة للأحرف السبعة وردت بها الأحاديث النبوية حصرا.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده، ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف ".

وقد أورد ابن جرير الطبري أحاديث كثيرة عن نزول القرآن على سبعة أحرف.

أما بالنسبة لعدد القراءات السبع فلم ترد به السنة النبوية، وتوافقه مع عدد الأحرف السبع إنما جاء مصادفة، وليس تحقيقا، وعليه فكل قراءة غير السبع تحقق فيها ضوابط الصحة الثلاث تعتبر صحيحة ويعتد بها، قال ابن الجزري في أول كتابة " النشر في القراءات العشر ": كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا، وصح سندها، فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها، ولا يحل إنكارها بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووجب على الناس قبولها سواء أكانت عن الأئمة السبعة أم عن العشرة، أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين ويقول القراب في " الشاطي ": التمسك بقراءة سبعة من القراء دون غيرهم ليس فيه أثر ولا سنة، وإنما هو من جمع بعض المتأخرين.

 

 

تعريف القراءات

 

القرءان في الأصل اللغوي : جمع قراءة وهي مصدر قرأ، يقال : قرأ فلان، يقرأ قراءةً وقرآناً، بمعنى تلا، فهو قارئ(انظر : المغني في توجيه القراءات العشر المتواترة، الدكتور محمد سالم محيسن، ج1، ص : 45، ط3، دار الجيل، 1413 ﻫ 1993م. بيروت.).

 

 

وقرأ الشيء قراءةً وقرآناً:تتبع كلماته ونطق بألفاظه عن نظر أو عن حفظ،فهو قارئ(انظر : معجم الألفاظ والأعلام القرآنية، لمحمد إسماعيل إبراهيم، ص : 419، ط دار الفكر العربي، 1418 ﻫ 1998م، مدينة النصر القاهرة.).

 

 

وجرى إطلاق السلف لفظة "قراءة" للتعبير عن صنيع القراء في أداء نصِّ القرءان المجيد"( القراءات المتواترة وأثرها في الرسم القرآني والأحكام الشرعية، للدكتور محمد الحبش، ص : 32، ط1. دار الفكر، 1419 ﻫ 1999م. بيروت دمشق.) بحيث إذا أضيفت كلمة "قراءة" إلى واحدٍ من أعلام القراءة، تدل على منهج معِّينٍ لهذا القارئ في التلقي والأداء أو في فرش(الفرش بمعنى البسط ، والفرش في القراءات يراد به الكلمات القرآنية وكيفية تلاوتها في اختيار كل قارئ) بعض الحروف وأصولها(الأصول في القراءات، هي قواعد القراءة لكل قارئ، كمقدار المد والإمالة والتحقيق والتسهيل وغيرها.).

 

 

وقد اشتهر من الصحابة قراء كثيرون، فكان يقال على سبيل المثال: قراءة ابن مسعود، وقراءة أبي بن كعب، وقراءة زيد بن ثابت، وقراءة أم سلمةإلخ.

 

 

ولم تكن تلك القراءات تؤدي المعنى نفسه الذي أصبحت تؤديه فيما بعد، إذا لم يكن لكل صحابيٍّ أصول فرش ينفرد به عن غيره(القراءات المتواترة وأثرها ، محمد الحبش، ص:33.).

 

 

القراءاتُ في الأصلِ الشَّرعِي : إذا أردنا تعريف القراءات من الأصل الشرعيِّ، فإن أقدم النصوص التي أشارت إلى تسمية الاختيار في التلاوة قراءةً هي ذلك الحديث المشهور المرويُّ في الكتب الصحاح، ونصهُ:

 

 

عن عمر ابن الخطاب

anho.png قال : ( سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلَاةِ فَتَصَبَّرْتُ حَتَّى سَلَّمَ فَلَبَبْتُهُ بِرِدَائِهِ(أي : أخذته بردائه وجمعته عند صدره، ونحره، مأخوذ من اللبة وهي المنحر.) فَقُلْتُ مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ قَالَ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ كَذَبْتَ أَقْرَأَنِيهَا عَلَى غَيْرِ مَا قَرَأْتَ فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا فَقَالَ أَرْسِلْهُ اقْرَأْ يَا هِشَامُ فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْرَأْ يَا عُمَرُ فَقَرَأْتُ الَّتِي أَقْرَأَنِي فَقَالَ كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ.) صحيح البخاري بشرح فتح الباري العسقلاني ـ كتاب فضائل القرآن ، رقم الحديث، 1992، وقد أخرجه مسلم في صحيحه ( رقم الحديث : 818) واللفظ هنا للبخاري، والحديث مشهور وله روايات كثيرة، وقد أخرجه مسلم في صحيحه : (انظر : مختصر صحيح البخاري للإمام الزبيدي، كتاب فضائل القرآن، ص : 445، والخصومات، ص : 254.).

 

 

وعليه فإن هذا النص النبوي دال على الأصل الشرعي لكلمة "قرأة" بلا ريب، فالقراءات المتواترة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمعناها الاصطلاحي هي اختلاف ألفاظ الوحي القرآنيَّ في الحروف وكيفيتها وفق الأوجه السبعة ( ولم أقل : " الأحرف السبعة") التي أنزل عليها القرآن الكريم، والتي لابد فيها من التلقي والمشافهة، لأن القراءات أشياء لا تحكم إلا بالسماع والمشافهة(انظر : المغني محمد سالم محيسن ج1، ص : 46، نقلا عن. كتاب : لمحات في علوم القرآن، لمحمد علي الضباع، ص 157، ط بيروت، 1974م.).

 

 

مدى الارتباط بين القرءان والقراءات المتواترة

 

 

من خلال العرض السابق لتعريف القرءان والقراءات من الأصل اللغوي والشرعي، يتضح مدى الارتباط العضوي بين القرءان والقراءات المتواترة، والمناسبة بينهما واضحة جليًّة.

 

 

ومن هذه النافذة سوف أسرد لكم بعض الآراء حول حقيقة القرءان والقراءات؛ هل هما حقيقتان متغايرتان أو بمعنى واحد؟.

 

 

ومن هذه النافذة سوف أسرد لكم بعض الآراء حول حقيقة القرءان والقراءات؛ هل هما حقيقتان متغايرتان أو بمعنى واحد؟.

 

 

يحاول الشيخ الزركشي

rhm.png أن يجعل القرآن والقراءات حقيقتين متغايرتين، حيث يقول : " واعلم أن القرءان والقراءات حقيقتان متغايرتان، فالقرآن هو الوحي المنزل على محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للبيان والإعجاز، والقراءات هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتبة الحروف أو كيفيتها؛ من تخفيف وتثقيل وغيرها"( البرهان في علوم القرآن، الزركشي، جـ1، ص : 318.)

 

غير أن الدكتور محمد سالم محيسن يرد على الشيخ الزركشي ويقول : " وأرى أن كلا من القرآن والقراءات، حقيقتان بمعنى واحد، يتضح ذلك بجلاءٍ من خلال تعريف كلٌّ منهما، ومن الأحاديث الصحيحة الواردة في نزول القراءات "( المغني ، محمد محيسن سالم، جـ 1، ص : 47.) ثم يورد حديث "أضاءة بني غَفَّار"( حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْدَ أَضَاءَةَ بَنِي غِفَارٍ قَالَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَ أُمَّتَكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ قَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ ثُمَّ جَاءَ الثَّانِيَةَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَ أُمَّتَكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفَيْنِ فَقَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ إِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ ثُمَّ جَاءَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَأُمَّتَكَ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَأَيُّمَا حَرْفٍ قَرَءُوا عَلَيْهِ فَقَدْ أَصَابُوا).( في صحيح مسلم ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب : 2/ 103.مشكول ، ط: مكتبة ومطبعة محمد صبيح وأولاده، بميدان الأزهر، التاريخ[بدون].

انظر القراءات القرآنية المتواترة وأعلامها، الشيخ عبد الحكيم أبي زيان، ص : 18/ نقلا عن : إتحاف فضلاء البشر، لأحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الغني الدمياطي : 1/9 هامش، تحقيق الدكتور شعبان محمد إسماعيل، ط1، عالم الكتب، 1987م.).

 

أما الدكتور شعبان محمد إسماعيل فقد حاول التوفيق بين الرأيين، حيث ذهب مذهباً وسطاً، فقال إن القرآن والقراءات ليس بينهما تغاير تام، ولا اتحاد تام، بل بينهما ارتباطٌ وثيق، ارتباط الجزء بالكل، فالقراءات هي اختلاف القراء في بعض القرآن، بينما القرآن يشمل مواطن الاختلاف وغيرها، فبينهما عمومٌ وخصوصٌ (انظر القراءات القرآنية المتواترة وأعلامها، الشيخ عبد الحكيم أبي زيان، ص : 18/ نقلا عن : إتحاف فضلاء البشر، لأحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الغني الدمياطي : 1/9 هامش، تحقيق الدكتور شعبان محمد إسماعيل، ط1، عالم الكتب، 1987م.).

في هذه الأمواج، إن سلمنا بأن القرءان والقراءات حقيقتان متغايرتان على حد قول الإمام الزركشي، فإننا نفتح بذلك باب الطعن في القراءات المتواترة التي يجب اعتقاد قرآنيتها.

وإن أطلقنا أن القرءان والقراءات بدون قيد حقيقتان بمعنى واحد على رأي الدكتور محمد سالم محيسن، نوشك أن نعتقد بقرآنية ما ليس بقرآن، وهي القراءات الشاذة.

وإن قلنا برأي الدكتور شعبان محمد إسماعيل ( بين بين ) بقينا في مشكلة العموم والخصوص : وذلك لا يزيل هذا الخلاف الوهمي بين مختلف الآراء : إذاً فلابد من التقييد الفارق بين العبارتين :

أ " القرءان والقراءات المتواترة حقيقتان بمعنى واحد.

ب " القرءان والقراءات حقيقتان متغايرتان".

لنخرج بنتيجة هي : أن القرءان والقراءات المتواترة بمعنى واحد من حيث إن كل قراءة منهما يصدق عليها قرءان، فكما تسمى قراءةَ ، كذلك تسمى قرآناَ، وعليه فلا بد من تقييد (القراءات) بالتواتر التي أجمعت الأمة على التلقِّي لها بالقبول باعتبارها قرآناً، وأما ما شذ منها فليس بقرآنٍ إجماعاً ( القراءات القرآنية المتواترة ، الشيخ عبد الحكيم أبي زيان، ص : 18/ وانظر : إعجاز القراءات القرآنية، للأستاذ صبري الأشوح، ص : 18، ط1، مكتبة وهبة، القاهرة، 1419هـ 1998م، وقد قال عبارة " كل القراءات المتواترة قرآن، وبعض القرآن قراءاتٌ متواترةٌ" والظاهر أن في قوله هذا نظراً، لأنه يرجعنا إلى مشكلة العموم والخصوص مرة أخرى ؟).

وليس أدلُّ على ذلك من أن هذه القراءات المتواترة وهي عشرةٌ بالتحقيق "تشمل على معنى الإعجاز، والتعبد بالتلاوة، وصحة الصلاة بها وقطعية ثبوتها، ونزولها.

لذا، أستخلص بأن إطلاق لفظ (القراءات) على عمومه مغاير للقرآن لاشتمالها على المتواتر والشاذ، وأن القرآن والقراءات المتواترة بمعنى واحد، وقد اتضح ذلك فيما سبق مدى الارتباط الوثيق الذي يوصل لفظ"قراءة" إلى لفظ "قرآن"، ولاسيما عند الإضافة.

حكمة تعدد القراءات :

إن المتأمل في تاريخ الأمة العربية والإسلامية بوسعه أن يتصور أي مستقبل كان ينتظر اللغة العربية في ضوء هذه المعطيات الربانية. فلولا الثورة اللغوية التي أعقبت نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وانتشار قرائه وحفاظه في مشارق الأرض ومغاربها، يجمعون الناس على لغة القرآن المصفاة، لبقيت الأمة العربية في رداءة كشكشة ربيعة ومضر، وكسكستهما، وفحفحة هذيل، وشنشنة تغلب، وغمغمة قضاعة، أو طمطمانية حمير، أورتة العراق(الكشكشة : جعل شين بعد كاف الخطاب في المؤنث نحو : رأيتكش. الكسكسة : جعل سين بعد الكاف في المذكر، الفحفحة : جعل الحاء عينا. الشنشنة : جعل الكاف شينا مطلقاً نحو : لبيش بمعنى لبيك. والغمغمة : أن تسمع الصوت ولا يتبين لك تقطيع الحروف. الطمطمانية : إبدال اللام ميماً نحو : أمهواء بمعنى الهواء. الرتة : تمنع أول الكلام، فإذا جاء منه شيئاً اتصل به.) ، وهي كما ترى لهجات منسوبة إلى قبائل بعينها، وكذلك لتعصبت كل قبيلة بلهجتها، وفضلتها ولم تقبل غيرها(انظر : المزهر في علوم اللغة وأنواعها، لجلال الدين السيوطي، جـ 1، ص : 175، ط1، دار الكتب العلمية، عام 1418هـ 1998م/ وانظر : القراءات المتواترة وأثرها في الرسم القرآني والأحكام الشرعية، محمد الحبش ، ص : 27 28.).

هكذا جاء القرآن والقراءات لتتأصل اللغة الصحيحة المبينة محل لغات شائعة فاشية، كالفأفأة، والغنة، والعقلة، والحبسة، والترخيم، والتمتمة، واللفف(الفأفأة : التردد في الفاء. الغنة : أن يشرب الحرف صوت الخيشوم. العقلة : التواء اللسان عند إرادة الكلام. الحبسة : تعذر الكلام عند إرادته. الترخيم : حذف الكلام. التمتمة : التردد في التاء. اللفف : إدخال حرف في حرف. انظر : العقد الفريد، لابن عبد ربه، ج2، ص475.).

إن هذه اللغات المنحرفة قد تكون بعضها لا تنتمي إلى أصول الكلام العربي. وتكفلت القراءات القرآنية المتواترة بحفظ اللهجات العربية المحترمة، " ولدى الاستقراء فإنك تجد أنها أي القراءات المتواترة تحتوي على كثير من اللهجات العربية، ولكنها محكومة بضابط من القواعد يمكن ردها إليها والاحتكام على أساسها"( انظر : القراءات المتواترة وأثرها في الرسم القرآني والأحكام الشرعية، محمد الحبش ، ص : 28 30.).

" وهكذا أصبحت الجزيرة العربية تعتمد لساناً عربياً واحداً، مهما اختلفت فيه من شيء ردته إلى الكتاب الإمام(المصدر السابق، ص : 30.) الذي نزل بلسان عربي مبين.

غايات القراءات المتواترة :

إن الحديث عن حكمة القراءات المتواترة يسفر عن غاياتها التي أرادها الله 3za.png لهذه الأمة الإسلامية، فمن هذه الغايات المسندة بالحكمة الإلهية :

1 – توحيد الأمة العربية بعد شتاتهم في قَبَلِيَّتَهم وقوميتهم المفرطة.

2 – تصفية اللغات العربية من الانحراف للبيان والتيسير على العرب وغيرهم، لأن اللهجات العربية على سابقتها كانت أكثرها غير مفهومة عند جميع العرب أنفسهم.

3 – تعجيز كل منكر وجاحد في الأرض بأن يأتي بمثل هذه القراءات في قرآن واحد تضاد ولا تناقض بينها. ( أَفَلا يَتَدَبًّرُونَ الْقٌرْآنَ وَلًوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلـفاً كَبِيراً)( سورة النساء، الآية : 82.).

4 – التيسير على الأمة، وإن لم يكن على إطلاقه كما يرى الدكتور السائح على حسين.( انظر تفصيل ذلك في : مدخل الدراسات القرآنية، للدكتور السائح علي حسين، ص : 145-148 ، ط1، جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، عام 1430 و. ر. – 2000 إ.).

5 – توسيع آفاق تفسير القرآن الكريم لدى المفسرين، بتضمينه وجوهاَ نحوية وصرفية ولغوية وبلاغية في خلال هذه القراءات المتنوعة.

وَهُنَاكَ فرقٌ بين "نشأة القراءات المتواترة" و"نشأة" علم القراءات، فالأخير معناه ظهور القراءات كفنٍ مدوِّن يتداوله العلماء، ويقعدون له قواعد ويؤسسون له أصولا وضوابط معينة يسير عليها كل من يريد التخصص فيه، ولكن لا يعني ذلك أن القراءات المتواترة أُحدثت أو أن منشأها أرضيٌّ، وليس أدل على ذلك من قول أبي ابن كعب في الحديث السابق : "… فأتاه جبريل slm.png، فقال : " إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف…إلخ"، فالرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه قرأوا بهذه القراءات قبل تدوينها...

ومن الإطلاقات التي يطلقها بعض الكتاب مضافةً للقراءات المتواترة لفظة "تطور" غير أن " … القول بتطور القراءات بعد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا وجه له، ولا دليل عليه ويتجلى امتناع ذلك التطوُّر من تعريف القراءة في قولهم :" علم بكيفيات أداء كلمات القرآن واختلافها بعزو الناقلة "، كما قيل في تعريفها : " مذهب يذهب إليه إمامٌ من الأئمة، مخالفاً به غيرَه في النطق بالقرآن الكريم مع اختلاف الروايات عنه"( في موضوع : أثر القراءات في تنوع المعنى القرآني، للأستاذ سعيد سالم الفاندي – مجلة كلية الدعوة الإسلامية، العدد 10، ص : 36، 1402 ﻫ– 1993م.). " .

فالقراءات عِلْمٌ منقول عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وليس علماً مستنبطاً حتى يقال بأنه خاضعٌ للتجديد والتحسين، اللهم إلا تجديد وسائل التلقين وتحسين الاختيار(المصدر السابق والصفحة نفسها.).

أمَّا القول بتطور علم القراءات فإنما يقصدون مراحل تدوينها وكثرة التأليف فيها وأساليب اهتمام الناس بها ، ولا يعني ذلك بأي حال أن العلماء هم الذين استنبطوا ضوابطها أو أنشئوا لها قواعد، أو أنهم اجتهدوا في وضعها بشيءٍ بناء على ملكاتهم اللغوية، وكيف ذلك التقوُّلُ على القرآن الكريم وقد نهي النبي المرسل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به عن أي تقوُّل على الله؛( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ & لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ &ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِين) .( سورة الحاقة، الآيات : 44، 45، 46.).

ثُّمَّ ألزم الله تعالى نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باتِّباع كيفيات أداء كلمات القرآن عند نزول الوحي، فقال له sbhanh.png :( لاَتُحَرِّك بِهِ لِسَانِكَ لِتَعْجَلَ بِهِ & إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءَانَهُ & فإذا قرأناه فاتبع قرءانه & ثم إن علينا بيانه) ( سورة القيامة، الآيات : 16، 17، 18، 19.).

 

وعليه فإن هذا الموضوع في نظري جدير بالبحث

 

 

وذلك لأسباب جمعتها في النقاط الآتية:

 

 

1 – وقوع كثير من الباحثين في خطإ الطعن في القراءات المتواترة ، وترجيح بعضها على بعض، اقتداء ببعض الأئمة الأجلاء، فيكررون هفواتهم التي كانت منهم عن حسن نية بالاجتهاد في البحث عن العلم والحق.

 

 

2 – وجود إشكاليات لدى بعض الباحثين حول اختلاف القراءات، وقد تسربت إلى أذهان كثير من طلاب دراسات علوم القرآن واللغة العربية.

 

 

وقد نتج ذلك عن:

 

 

3 – عدم وضوح طبيعة الاختلاف بين القراءات في الكتب المدونة قديمًا وحديثًا لدى كثير من طلاب الدراسات الإسلامية واللغة العربية، لأن أسلوب تناول الموضوع معقد وغير مفهوم لديهم.

 

 

4 – قلة الدراسات الحديثة في بيان طبيعة اختلاف القراءات بصورة شاملة وميسرة.

 

 

5 – عدم تركيز الباحثين على كون اختلاف القراءات ثروةً غزيرةً في تخصص أصول التفسير وغيره، وقلة المصادر المختلفة في ذلك.

 

 

6 – ندرة البحث فيما انفرد بقراءته كل من القراء العشرة، مع مقارنة الانفرادات بما قرأ به الجماعة من حيث الإعراب والمعنى، بغية الوصول إلى مناسبة أو تلازم بينهما، ثم استنتاج ثمرة الخلاف.

 

 

وعليه فاترجع أهمية هذا الموضوع أنه يكشف الغطاء عن حقيقة طبيعة اختلاف القراء العشرة، ويبرز كذلك أن لهذا الاختلاف إعجازًا بالغًا يدل على عمق كنه القرآن، مع تنوع خصائصه غيرالمحدودة،الأمر الذي يدل دلالة واضحة على نفي التضاد والتناقض والتنافر بين القراءات، مهما حاول المغرضون أن يثبتوا ذلك.

 

كما تكشف أهمية هذا الموضوع حيث يرى أنه يميط الغطاء عن إشكالية الموضوع وأسئلته التي تتلخص فيما يلي :

أولا: يعتقد بعض الناس أن الاختلاف بين القراءات المتواترة يلحق بالقرآن عيبًا، والبعض الآخر لا يؤمنون بنزولها من عند الله، فيقترحون الاكتفاء بواحدة أو برواية منها، لأن هذه القراءات – في رأيهم – تسبب خلافات بين الأمة الإسلامية في قراءة القرآن وتطبيق أحكامه.

فهؤلاء الناس لا يرون تكاملاً بين قوله تعالى: ( هُنَالكَ تَـبـْلـُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ) سورة يونس، الآية : 30. ( وبين قوله : ( هُنَالِكَ تَـتْـلُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ)، وكذلك بين قوله تعالى ( حَتَّى يَطْهُرْنَ) وبين قوله تعالى : ( حَتَّى يَطَّهَرْنَ )سورة البقرة الآية : 222. ، كما لا يرون معنًى معتبرًا في الاختلاف بين قوله تعالى : ( وَخَاتَمَ النَّبِيينَ)،وبين قوله : ( وَخَاتِمَ النَّبِيينَ) سورة الأحزاب، الآية : 40. ، بل يجدونها منبعًا للخلافات بين الأمة الإسلامية، لذا يُحَبِّذُون اختيار قراءةٍ أو روايةٍ واحدةٍ يستقر عليها المسلمون، وتبقى البقية الباقية مجرد لغاتٍ أو لهجاتٍ، أذن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للمؤمنين أن يقرؤوا بها للتيسير، ليس إلا! ( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ) سورة الكهف، الآية : 5..

من هذه الزاوية ترد الأسئلة التالية:

هل تَقَوَّلَ الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الله بعض الأقاويل حينما قال لعمر بن الخطاب وهشام بن حكيم : " كذلك أنزلت " صحيح البخاري بشرح فتح الباري، العسقلاني، كتاب فضائل القرآن، رقم الحديث:(1992). وقد أخرجه مسلم في صحيحه ، رقم الحديث : (818)، واللفظ هنا للبخاري ، والحديث مشهور، وله روايات كثيرة ؟.

ثم إذا كانت القراءات مجرد لهجات؟ فما حكم مثل هذا القول في حق كلام الله تعالى؟ وما خصائص القراءات القرآنية بالنسبة للدراسات القرآنية والعربية فضلاً عن كونها للتيسير في القراءة؟ أليست لهذه القراءات المتنوعة ثمراتٌ خلافية تزيد القرآن إعجازًا، وتمدد الدراسات الإسلامية والعربية والإنسانية وغيرَها بغزارةٍ علميةٍ اللامحدودة؟ وما مدى تأثير هذه الخلافات التنوعية بين القراءات المتواترة وغيرها في مجال أصول التفسير والأحكام الشرعية؟..

ثانيا: يتوهم بعض الناس وجود إشكالية في المراد بالأحرف السبعة التي وردت في الأحاديث النبوية الصحيحة مع نسيان المناسبات التي قيلت فيها، والأسباب التي تولدت منها ، مثل ما جرى بين الخليفة عمر بن الخطاب والصحابي الجليل هشام بن حكيم anhma.png ، وكذلك ما جرى بين أبي بن كعب ورجل في المسجد، وكل ذلك في العصر النبوي ، وكذلك ما جرى بين المعلمين حول بعض الأوجه في قراءة القرآن ورسمه وتنازعهم في ذلك ، مما أدى إلى جمع الخليفة عثمان بن عفان anho.png للقرآن في مصحف واحد.

فَوَائِدُ اخْتِلاَفِ الْقِرَاءَاتِ وَتَنَوُّعِهَا

إِنَّ فوائد اختلاف القراءات لا تُعَدُّ ولا تُحْصَى، ولا تظهر كلها لعلماء عصر واحدٍ، لذا أقتصر على الفوائد الآتية :

أَوَّلاً: التيسيرُ والتخفيفُ على الأمة الإسلامية، وجمعُها على لسان واحدٍ يُوَحِّد بينها، والذي انتظم كثيرًا من مختارات ألسنة القبائل العربية المختلفة، لأن وِحدةَ اللسان العام من أهم العوامل في وحدة الأمة (انظر : مناهل العرفان في علوم القرآن، الزرقاني، ج1، ص : 109/ وانظر التيسير في القراءات السبع المشهورة وتوجيهها، أبو سليمان، ص : 11/ والمدخل والتمهيد في علم القراءات والتجويد، عبد الفتاح إسماعيل شلبي، ص : 14 – 15.) .

يقول الإمام ابن الجزري في ذلك : " إن القرآن نزل على سبعة أحرف، وإن الكتب المنزلة كانت تنزل على حرف واحدٍ، وذلك أن الأنبياء slm3.png كانوا يُبعَثون إلى قومهم الخاصين بهم، والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُعث إلى جميع الخلق : أحمرهم وأسودهم، عربيهم وعجميهم، وكانت العرب الذين نزل القرآن بلغتهم – كانت لغاتهم مختلفة، وألسنتهم شتى، ويشق على أحدهم الانتقال من لغته إلى غيرها، بل قد يكون بعضهم لا يقدر على ذلك لاسيما الشيخ والمرأة ومن لم يقرأ كتابًا كما أشار إليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فلو كُلفوا العدولَ عن لغتهم والانتقالَ عن ألسنتهم لكان من التكليف بما لا يستطاع" (انظر النشر ، ابن الجزري ، ج:1، ص: 22 / و في هذا القول إشارة صريحة إلى ما رواه الإمام البخاري في صحيحه( كتاب فضائل القرآن) انظر : فتح الباري للعسقلاني( باب أنزل القرآن على سبعة أحرف) رقم الحديث : 4991).

ثَانِيًا: نهاية البلاغة، وكمال الإعجاز وغاية الاختصار، وجمال الإيجاز( انظر : التيسير في القراءات السبع المشهورة وتوجيهها، أبو سليمان، ص : 11/ وانظر : المرشد في علم التجويد، للشيخ زيدان محمود سلامة العقرباوي، ص 25، ط : 4، دار الفرقان – عمان – عام 1422ﻫ – 2001م)..

ثَالِثًا: عظيم البرهان، وواضح الدلالة على أن القراءات المتواترة من عند الله إذ القرآن مع كثرة هذا الاختلاف وتنوعه لم يتطرق إليه تضاد ولا تناقض ولا تخالف، بل كله يصدق بعضُه بعضًا) انظر : التيسير في القراءات السبع المشهورة، أبو سليمان، ص: 11). ، بخلاف الكتب الأخرى التي اعتراها الناس بالتحريف : ( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا )سورة النساء، الآية : 82..

رَابِعًا:التحدي بالقرآن لجميع الخلق (انظر : المدخل والتمهيد في علم القراءات والتجويد، عبد الفتاح إسماعيل شلبي، ص : 16). بأن يأتوا بمثل هذا القرآن الذي يقرأ في رسم واحدٍ بوجوه مختلفة متنوعة، لا تُحدث أي تناقض في معانيه الجلية، بل تزيده جمالاً وبلاغةً وإعجازًا : ( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجنُّ عَلَى~أَن يَّأتُوا بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْءَانِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا )(سورة الإسراء، الآية : 88./ انظر : مناهل العرفان في علوم القرآن، الزرقاني، ج1، ص : 111.).

خَامِسًا: " سهولة حفظه وتيسير نقله على هذه الأمة، إذ هو على هذه الصفة من البلاغة والوجازة، فإنه من يحفظ كلمةً ذات أوجه أسهل عليه وأقرب إلى فهمه وأدعى لقبوله من حفظه جملا من الكلام تُؤَدِّي معاني تلك القراءات" (انظر : التيسير في القراءات السبع المشهورة،أبو سليمان ، ص: 11/وانظر:المرشد في علم التجويد، العقرباوي،ص:26.) ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّذَّكِرٍ )سورة القمر، الآية : 17.

سَادِسًا: إعظام أجور هذه الأمة، من حيث إنهم يفرغون جهدهم ليبلغوا قصدهم في تتبع معانيه واستنباط أحكامه، واستخراج كَمِين أسراره وخَفِيِّ إشارته من دلالات ألفاظه الكريمة( انظر : التيسير في القراءات السبع المشهورة، أبو سليمان، ص : 11/ وانظر : المرشد في علم التجويد، العقرباوي، ص : 26.).

سابعًا:تسوية الثواب الجزيل للناس جميعًا بقراءة أيٍّ من هذه القراءات المتواترة، بدون فرق بينها، فقراءةٌ واحدةٌ بعشر أمثالها مادام الرسم القرآني يحتملها جميعا، لأن الحسنة بعشر أمثالها والقراءات المتواترة كلها من عند الله تعالى : ( فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ) (سورة المزمل، الآية : 20 جزء منها. وقد وردت هذه العبارة نفسها في حديث اختلاف عمر وهشام./ صحيح البخاري بشرح فتح الباري ، كتاب فضائل القرآن، ( باب أنزل القرآن على سبعة أحرف) رقم الحديث : 4992).

 

 

 

 

 

http://akhawat.islam...3

لي رديت عليه

http://akhawat.islam...howtopic=303629

ااسف للتاخيرحبيبتي عروس القران بسبب سفري لطبيبة

 

 

لا عليك يا حبيبة .. شفاكِ الله وعافاكِ وحفظكِ الله من كل سوء

 

وجزاكِ الله خيرًا على التجميع القيم والشامل للموضوع

اللهم بارك .. زادكِ الله من فضله

 

وتستحقين أخر ورقة خضراء في مسابقتنا عن جدارة

تفضلي ها هي تناديكِ : )

 

 

akhawat_islamway_1478899688__layer_4.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@أم يُمنى

 

بورك جهودكما حبيباتي

وهذا تجميع لما تم ذكره

 

------------------------

 

القراءات العشر

 

** تعريف بالقراءات العشر والقراء العشرة

 

إن علم القراءات القرآنية العشر هو من العلوم اّلتي أخذت حيّزًا من اهتمام كثير من طلاب العلم وتعتبر قصيدة الشاطبية التي تحتوي سبعًا من هذه القراءات والدُّرَّة المضي التي تحتوي تتمة القراءات العشر هي العمدة في تلقي هذه القراءات عند العديد من القرّاء.

ثم أتت طيبة النشر لتكون المنظومة الجامعة المانعة التي حوت الخير من أطرافه فجمعت ماوجد في الشاطبية والدرة وأضافت عليها دررًا نفيسة مما غاب عنهما .

 

** وتنقسم كل منظومة من هذه المنظومات إلى:

 

** الأصول: والتي تحتوي الكيفيات التجويدية لكل قارئ، والتي غالبًا ما تعتمد قواعد مطردة تبنى عليها كل قراءة.

 

** وفرش السور والآيات : الذي يحتوي تفصيل الخلافات في قراءة كلمات الآيات القرآنية، والتي اختلف فيها القرّاء، والتي لا تضبط غالبا بقاعدة مطردة.

 

** والشّاطبية هي : نظم ألفه الإمام الشاطبي الرعيني الأندلسي في القرن السادس الهجري وضمنه ما ذكره أبو عمرو الداني في كتابه التيسير الذي كتبه في القرن الخامس الهجري والذي حوى قراءات حققت شروط قبول القراءة عنده ونسبتها للقراء السبعة المعروفين

وكل قارئ ذكر عنه راويان، وهم على الترتيب:

 

** في الشاطبية:

1 - نافع المدني : لّقب بذلك لأنه عاش في المدينة المنورة فهو قارئ المدينة، وراوياه: قالون ، ورش.

 

2 -ابن كثير المكي: لقب بذلك لأنه عاش في مكة المكرّمة فهو قارئ مكة:

وراوياه هما: البزّي )(أحمد) ، قنبل.

 

3- أبو عمرو البصري: ولقب بذلك لأنه عاش في البصرة وراوياه:

وهما: أبو عمر الدّوري، السّوسي(شعيب) .

 

4 -ابن عامر الشّامي : ولقب بذلك لأنه عاش في الشّام فهو قارئ:

الشّام وراوياه هما: هشام وابن ذكوان.

 

** أما في الكوفة فاشتهر منها ثلاثة قراء:

 

5-عاصم: وراوياه هما شعبة وحفص.

 

6-حمزة: وراوياه هما خلاد وخلف.

 

7-الكسائي: وراوياه هما أبو الحارث والدّوري.

 

وأضاف الشاطبي في هذه القصيدة (الشاطبية أو حرز الأماني ووجه التهاني ) إليه بعض الروايات والأوجه التي ثبتت عنده عن هؤلاء القراء ولم يثبتها أبو عمرو الداني مما تلقاه الشاطبي عن شيوخه (النفزي، وابن هذيل الذي قرأ عليه التيسير) أو ما سمعه من شيوخ آخرين وما ثبت عنده من نقول حققت شروط القبول.

 

** أشهر من شرح الشاطبية مما بين أيدينا اليوم:

السخاوي تلميذ الناظم ، أبو شامة الدمشقي، الجعبري، الشيخ شعلة (شعلة على الشاطبية)، ابن القاصح، السيوطي؛ وهذه شروح قديمة.

** ويوجد العديد من الشروح الحديثة من أشهرها:

شرح الشيخ عبد الفتاح القاضي، البدور الزاهرة للشيخ عبد الفتاح القاضي (الذي يقرأ بمضمنه العديد من الشيوخ اليوم).

 

** والدرّة هي:

تتمّة القراءات العشر المتواترة المقبولة، حيث إن هذه القراءات الثلاث كانت معروفة ولربما كان يعتبرها البعض أشهر لكن ضعف الاهتمام ولم يتناولها علماء القراءات.

كما تناولوا السبعة فتناولها ابن الجزريّ وأكد ثبو إلى قرائها وقبولها ، وجمعها أوّلا في كتاب تحبير التيسير، حيث جمع الكتاب القراءات السبع حسب ما وجد في التيسير، وأضاف لها القراءات الثلاث هذه .

وقد نظم هذه القراءات الثلاث في قصيدة الدرة المضية التي هي على نمط الشّاطبية من البحر الطويل ، حتى يسهل على الطالب الذي جمع القراءات السبع من طريق الشّاطبية إكمالها حتّى العشر بقصيدة من نفس الوزن.

 

** أما قراء الدرة فهم:

 

1-أبو جعفر وأصله نافع، وراوياه: ابن وردان وابن جماز.

 

2-يعقوب وأصله أبو عمرو، وراوياه: رويس، روح.

 

3-خلف وأصله حمزة، وراوياه: إسحاق، إدريس.

 

** وأشهر من شرح الدرة مما بين أيدينا اليوم:

النويري تلميذ الناظم، والزبيدي؛ وهذان أشهر الشروح القديمة.

** أما الشروح الحديثة فكثيرة أشهرها:

الرميلي في المنح الإلهية، والأبياري ، المخللاتي ، الضباع، عبد الفتاح القاضي في الإيضاح، عبد الفتاح السيد عجمي المرصفي.. وأغلبهم من علماء مصر المحروسة بإذنه تعالى، إضافة لعدد من شروح العديد من الشيوخ الأجلاء.

 

** ملاحظة:

في قصيدة (الدرة) يذكر ابن الجزري ما يخالف كل قارئ به أصله، أما ما يوافقه فإنه لا

يذكر

 

 

 

 

** الفرق بين الأحرف السبعة والقراءات السبع

يجمع العلماء على أنه من الخطأ القول بأن الحرف السبعة هي القراءات السبع.

** يقول أبو شامة في كتابه " المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالقرآن العزيز ": ظن قوم أن القراءات السبع الموجودة الآن هي التي أريدت في الحديث، وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة، وإنما يظن ذلك بعض أهل الجهل.

** ويقول مكي: من ظن أن قراءة هؤلاء القراء كنافع وعاصم هي الأحرف السبعة التي في الحديث، فقد غلط غلطا عظيما.

** ويمكننا تأصيل الفوارق الأساسية بين الأحرف السبعة والقراءات السبع فيما يلي:

** أولا: الأحرف السبعة قرآن، وهي نزلت من عند الله على محمد صلى الله عليه وسلم للبيان والإعجاز، منقولة إلينا بالتواتر، متعبد بتلاوتها جميعها.

في حين أن القراءات السبع هي اختلاف لفظ الحروف، أي اختلاف لفظ الوحي المذكور في الحروف، أي اختلاف في كيفية النطق للأحرف السبعة.

والقراءات السبع تعكس اختلاف اللهجات، وكيفية النطق بالأحرف السبعة أي بالقرآن، وكيفية أدائها من تخفيف، وترقيق، وتثقيل، وتشديد، وإمالة، وإدغام، وإظهار، ومد، وقصر، وإظهار، وإشباع، وحركات إعراب... الخ فالقراءات مذاهب أئمة في كيفية أداء القرآن أي الأحرف السبعة.

** وأما الأحرف السبعة فهي قرآن يعبر عن معنى واحد بألفاظ متعددة، تصل أحيانا إلى السبعة، فتكون هي الأحرف السبعة، وأحيانا ينزل القرآن بلفظ واحد أو أثنين أو ثلاثة، حسب ما يقتضيه اختلاف وتعدد لغات العرب، ويؤدي المعنى المطلوب، وذلك ضمن ما يحتمله اللفظ أو النص القرآني من وجوه التغاير والاختلاف فيه من إفراد، وتثنية، وجمع، وتذكير، وتأنيث

مثل لفظ (لأمانتهم) في قوله تعالى: " والذين هم لأمانتهم وعهدهم راعون " فقد ورد رسمها هكذا في المصحف فهي تحتمل الإفراد مثل أمانتهم، والجمع مثل أماناتهم، وذلك لأن رسمها جاء دون ألف فهي لفظان يفيدان معني واحدا، فقراءتها بالإفراد يعني الجنس الدال على الكثير، وقراءتها بالجمع يعني الاستغراق الدال على الجنسية.

** وكذلك يقصد بالأحرف السبعة الاختلاف في وجوه الإعراب

مثل قوله تعالى: (ما هذا بشرا) (وما هذا بشر) بالنصب والرفع.

** وكذلك الاختلاف في التصريف في الأفعال والأسماء

مثل قوله تعالى: (فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا) وذلك بنصب ربنا لأنها منادى مضاف، وتسكين باعد لأنها فعل أمر مبني على السكون، أو (فقالوا ربُنا باعدَ بين أسفارنا) بضم ربنا لأنها فاعل، وفتح باعد، لأنها فعل ماض مبني على الفتح.

** وكذلك الاختلاف في التقديم والتأخير

مثل: قوله تعالى: (فيَقتلون ويُقتلون) ببناء الفعل الأول للمعلوم والثاني للمجهول، أو (فيُقتلون ويَقتلون) ببناء الفعل الأول للمجهول والثاني للمعلوم.

وكذلك الاختلاف بالزيادة والنقص

مثل قوله تعالى: (وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار) بنقص من، (وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار) بزيادة " من " وهما قراءتان متواترتان.

** وبالنسبة للقراءات فالاختلافات في معظمها تدور حول:

1 - مخارج الحروف: كالترقيق، والتفخيم، والميل إلى المخارج المجاورة، كنطق " الصراط " بإمالة الصاد إلى الزاي.

2 - الأداء: كالمد، والقصر، والوقف، والوصل، والتسكين، والإمالة، والإشمام.

3 - الرسم: كالتشديد، والتخفيف مثل: " يُغشِي "، " ويُغشِّي ". " وفُتِحت "، " وفتّحت " بتشديد الياء.

4 - الإدغام والإظهار، مثل " تذكرون "، " وتتذكرون ".

5 - الهمز ومد الألف مثل: " ملك "، " ومالك "، " ومسجد "، " ومساجد " لتحمل الرسم النطقين.

6 - التنقيط والحركات النحوية مثل: " يفعلون "، " وتفعلون "، " ويغفر "، " وتغفر "، " وفتبينوا، " وتثبتوا "، " وييأس "، " ويتبين "، " وأرجلَكم "، " وأرجلِكم ".

** ثانيا: الأحرف السبعة متواترة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، بينما القراءات السبع متواترة عن الصحابة رضوان الله عليهم، ومنها المشهور أيضا.

** يقول الزركشي في " البرهان عن القراءات السبع ": والتحقيق أنها متواترة عن الأئمة السبعة، أما تواترها عن النبي صلى الله عليه وسلم ففيه نظر، فإن إسنادهم بهذه القراءات السبع موجود في كتب القراءات وهي نقل الواحد عن الواحد.

** وبالنسبة للأحرف السبعة فقد أورد السيوطي في " إتقانه " أسماء واحد وعشرين صحابيا شهدوا الحديث، مما قطع بتواتره عند العلماء، ومنهم أبو عبيد القاسم بن سلام.

** ثالثا: الأحرف السبعة وردت في السنة النبوية على سبيل الحصر، بينما القراءات السبع ورد عددها اجتهادا، وهي ليست على سبيل الحصر، فهناك القراءات العشر، وهناك القراءات الأربع عشرة، وكل قراءة يتحقق فيها ضوابط الصحة الثلاث. فالنسبة للأحرف السبعة وردت بها الأحاديث النبوية حصرا.

** عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده، ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف ".

وقد أورد ابن جرير الطبري أحاديث كثيرة عن نزول القرآن على سبعة أحرف.

** أما بالنسبة لعدد القراءات السبع فلم ترد به السنة النبوية، وتوافقه مع عدد الأحرف السبع إنما جاء مصادفة، وليس تحقيقا، وعليه فكل قراءة غير السبع تحقق فيها ضوابط الصحة الثلاث تعتبر صحيحة ويعتد بها، قال ابن الجزري في أول كتابة " النشر في القراءات العشر ": كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا، وصح سندها، فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها، ولا يحل إنكارها بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووجب على الناس قبولها سواء أكانت عن الأئمة السبعة أم عن العشرة، أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين ويقول القراب في " الشاطي ": التمسك بقراءة سبعة من القراء دون غيرهم ليس فيه أثر ولا سنة، وإنما هو من جمع بعض المتأخرين.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أبرز الموضوعات التي تتحدث عن القراءات العشر

 

 

 

 

** ~ •°o.O القراءات O.o°•

http://akhawat.islam...howtopic=257846

 

** ~ تعريف بالقراءات العشر والقراء العشرة

 

http://akhawat.islam...1

 

** ~ علم القراءات...لماذا نتعلمه؟؟؟

 

http://akhawat.islam...5

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

النتيجة النهائية لأشجاركنّ التجويدية يا حبيبات

 

ومُبارك لكنّ جميعًا :)

 

 

** ~ المركز الأول

 

@أم يُمنى

 

ما شاء الله .. اللهم بارك .. "عشر أوراق خضراء"

 

p_351uy0ff1.png

 

 

 

 

 

** ~ المركز الثاني

 

 

ما شاء الله .. اللهم بارك .. "ثمان أوراق خضراء"

 

p_351cp70y2.png

 

 

 

 

** ~ المركز الثالث

 

ما شاء الله .. اللهم بارك .. "ثمان أوراق خضراء"

 

p_351e31xd3.png

** ~ المركز الثالث

 

@*ميمونة*

 

ما شاء الله .. اللهم بارك .. "خمس أوراق خضراء"

 

p_351k0zdc2.png

** ~ المركز الرابع

 

 

"ورقة واحدة صفراء" : (

 

p_351il6o01.png

 

 

--------------------

 

إلى هنا أخواتي الحبيبات تنتهي مسابقتنا التجويدية

سعدت كثيــــــــــرًا بصحبتكنّ جميعًا

وتفاعلكنّ الجميل وخاصةً الحبيبة أم يمنى التي كان لها دور مرح ومتميز اللهم بارك

لاحرمني الله منكنّ جميعًا : )

 

وانتظرنّ جوائزكنّ التجويدية من أشجاركنّ التجويدية

فكنّ بالقرب ~

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما شاء اللهم بارك

بورك لكن يا حبيبات

بشرك الله بكل خير عروستنا الجميله

وجعله في ميزان حسناتكم ونفعكم بهذا العلم وجعلكن نافعات

ربنا يوفقكم ويجعلكم من الفائزين في الدنيا والآخره

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما شاء اللهم بارك

بورك لكن يا حبيبات

بشرك الله بكل خير عروستنا الجميله

وجعله في ميزان حسناتكم ونفعكم بهذا العلم وجعلكن نافعات

ربنا يوفقكم ويجعلكم من الفائزين في الدنيا والآخره

أمين بارك الله فيك حبيبتي رضاك ربي

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

** ~ المركز الأول

 

@أم يُمنى

 

ما شاء الله .. اللهم بارك .. "عشر أوراق خضراء"

 

p_351uy0ff1.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

** ~ المركز الأول

@أم يُمنى

 

ما شاء الله .. اللهم بارك .. "عشر أوراق خضراء"

 

p_351uy0ff1.png

 

ماشاء الله , تبارك الله :))

 

إيه الشطارة دى :P .. على فكرة فــ أول المسابقة كنت باساهم تنشيطة للذاكرة بس

 

لما جاوبت مرتين تلاتة قلت لأ أذاكر بجد واجتهد ان آخد المركز التالت B|

 

ماجاش فكرى خالص المركز الأول :O :))

 

تشكرااااات كتييييييييييييييييير عروستنا الجميلة

 

عقبال كل مرة .......... وسعوا بقى لإنى هالعب عــ المكز الأول على طول

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×