اذهبي الى المحتوى
** الفقيرة الى الله **

مغلق حتى [المساء]

المشاركات التي تم ترشيحها

مغلق حتى المساء

صفية محمود

 

المرأة أُنْسُ الرجالِ وسكنُهُم وجمالُ الحياة ورَوْحُها، تلد وترضع، ترعى وتحنو، تسهر وتبذل، تمنح بغير شرط، ومهما بلغ العناء بها فلا تكف! عطاؤها طبعت عليه، لا كلفة فيه، حُقَّ لها أن تسمى بأمٍّ، ومَنْ سِوَاهَا يُؤَمّ؟!

 

بيتها.. من ذوقها روضٌ زاهٍ وردُهُ، حلوٌ ثمرُه، عليلُ الهواءِ، عذب الماءِ.

وفي أيامنا كم أرثي لها! وكأنِّي أسمعُ أنينها من ظلمٍ ألمَّ بها، منْهَا لَها، أو مِنْ غيرها، قالوا لَها: اخرجي لتعملي، وأسْمَوْها "امرأةً عاملة"، وهل كانت قبلَ خروجِها عاطِلة؟! إنها في بيتِها تحت الطلب "مُعْطى عَام"، ليلَ نهارَ.

 

أخرجوها ظُلمًا لها؛ تكْدح وتكِدُّ، تعرَقُ وتَنْصَب، خدَعُوها بقولِهم: "حقوق المرأة" و"مساواة الرجل"!! حِسْبَة جائِرة، وأيُّ ميزةٍ أنْ تقومَ بِدَوْرين؟! أَهَمٌّ فَوْقَ هَمٍّ؟! وهل يقوى الرجال على حَمْلِ ما تَحْمِل؟ يعمل في مهْنةٍ ولو كانتْ إدَاريَّةً، وفي المساءِ يدْخلُ مطبخًا ويرعى صغارًا، يُطْعم هذا، ويُحَايِل ذاك، ويُرَاجع دروسَهم ويُداوي آهاتِهم! هل يستطيع أنْ يجلسَ مع طفله بعد العملِ ساعة أو ساعتين؟! أمرٌ لا يستطيعه الرجلُ ويُقِرُّ بذلك، فلماذا تُحمَّل المرأة مَا لا تستطيع بِرضاها أو تحتَ زيفِ المجتمع؟! أراهُ انتحارًا، وهذا اعتراف! وماذا يغنيها بعدما هجرت عشَّها، عامَّة يومها؟! فما عاد بيتُها روضًا، وذبُل فيه الزهر، وغاض فيه النهر، وما عادَ في عشِّها راحٌ، وكيف صار الفِرَاخ؟ طاروا من العُشِّ، فالوليدُ في اللفَّة وفى حِضْنه وجْبَة، محمولٌ إلى الحضَانة والكبيرُ سبقَه بساعة، ويطولُ المكثُ بالحضانة؛ حتى تأتىَ إليهم قُبيْل المساء، تَلُمُّ الصغار وقد تعلَّموا بالتَّكرارِ أنَّ حِضْنَ أمِّهم "مغلَقٌ حتى المساء"، وهذا إن كان بَقِيَ فيه مساحةٌ للعواطِف، وا خوفاه!! لو عاملوكِ بالمثل، وهذه سمة العصر، فيُهْمِلونكِ كبارًا كما فعَلْتِها بهم صغارًا، والبادي أظلم!

 

لما قال الله تعالى موصيًا الصغار بالآباء والأمَّهات: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ} [الإسراء: 23] سبقتها بسنوات طوال: {كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 24]، والكاف للتشبيه، فإياكِ أن تُؤْثري العمل على التربية ورعاية الصغار، فيؤثروا أعمالهم عليك وهم كبار، ورحم الله والدًا أعان ولده على برِّه!

 

ولا تتصوَّري أن ما تأتينَ بهِ من مالٍ سيشفعُ لكِ عندهم، فهُم إلى حنانِك أحوجُ من المال، ولِضَمِّهم تَحْت جناحِك أحوجُ منْهُم لمالِك إلا في حالاتِ الاضْطِرار والأعْذَارِ، والضرورة تقدَّر بقدرها، ولكلِّ مقامٍ مَقال.

 

..•°•.،

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

عنوان جدا يستدعي الفضول : )

وموضوع أكثر من رائع

الكاتبة فعلا كتبت فأجادت وعبرت فأصابت

 

جزاها الله خيرا وجزاك علي النقل القيم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فعلا أم عبد الله الحبيبة

جزانا وإياكِ خيرا.

شكرا لمرورك الجميل ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جميل ويُشعرك بالارتواء

في زمن تحول عمل المرأة إلى واجب

بارك الله فيك وجزاك خيرا.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جميل ويُشعرك بالارتواء

في زمن تحول عمل المرأة إلى واجب

بارك الله فيك وجزاك خيرا.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرا على النقل الرائع

 

سلمت ياكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وفيكن بارك الرحمن وجزانا وإياكن خيرا

سلمتنَ لمروركنَ الطيب لا عُدمناه ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاها الله خيرا وإياكِ على الانتقاء

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكن ورحمة الله

ماشاء كلمات حميلة سلمتي وسلمت كاتبته

جزاك الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بوركتن على مروركن يا حبيبات

نفعني الله وإياكن بما نقرأ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

موضوع مُهم

 

ويستحق مسك العصا من المنتصف فلا تنشغل بالعمل لدرجة التقصير

 

ولا تترك بيتها دون مساعدة مالية من عمل بسيط تستطيعه

 

اللهم اغنِ واسعد بيوت المسلمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×