اذهبي الى المحتوى
ام جومانا وجنى

صفحة مسابقة "آيات قرآنية وفروق لغوية"

المشاركات التي تم ترشيحها

1428415317551.gif

السؤال الثامن

 

قول الله عز وجل فى ثلاثة مواضع متقاربة من سورة التوبة:

- {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} التوبة/19.

- {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} التوبة/24.

- {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} التوبة/37.

 

 

لماذا في الأولى "قوم ظالمين" والثانية "قوم فاسقين" والثالثة "قوم كافرين"؟

 

ظالمون : أَهْل الْكُفْر وَهُمْ الَّذِينَ بَدَّلُوا الْحَقّ إِلَى الْبَاطِل , فَاخْتَارُوا الْكُفْر عَلَى الْإِيمَان

و مَعْنَى الظُّلْم : وَضْع الشَّيْء فِي غَيْر مَوْضِعه بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَته .

الفاسقون :هم الْخَارِجِونَ عَنْ طَاعَة الله تعالى وَفِي مَعْصِيَته

فَسَقَ يَفْسِق وَيَفْسُق إِذَا خَرَجَ مِنْ الطَّاعَة إِلَى الْمَعْصِيَة , وَاَللَّه أَعْلَم

وإليك بعض التفاسير:

وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

وَقَوْله : { وَاَللَّه لَا يَهْدِي الْقَوْم الظَّالِمِينَ } يَقُول : وَاَللَّه لَا يَهْدِي إلَى حُجَّة يَدْحَضُونَ بِهَا حُجَّة أَهْل الْحَقّ عِنْد الْمُحَاجَّة وَالْمُخَاصَمَة , لِأَنَّ أَهْل الْبَاطِل حُجَجهمْ دَاحِضَة . وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّ مَعْنَى الظُّلْم : وَضْع الشَّيْء فِي غَيْر مَوْضِعه , وَالْكَافِر : وَضَعَ جُحُوده مَا جَحَدَ فِي غَيْر مَوْضِعه , فَهُوَ بِذَلِك مِنْ فَعَلَهُ ظَالِمًا لِنَفْسِهِ .

وفِي ذَلِك قَالَ ابْن إسْحَاق . 4590 - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا سَلَمَة , قَالَ : ثني مُحَمَّد بْن إسْحَاق : { وَاَللَّه لَا يَهْدِي الْقَوْم الظَّالِمِينَ } أَيْ لَا يَهْدِيهِمْ فِي الْحُجَّة عِنْد الْخُصُومَة لِمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ الضَّلَالَة .

{ وَاَللَّه لَا يَهْدِي الْقَوْم الظَّالِمِينَ } : وَاَللَّه لَا يُوَفِّق لِلْحَقِّ وَالصَّوَاب الْجَمَاعَة الظَّلَمَة , وَهُمْ الَّذِينَ بَدَّلُوا الْحَقّ إِلَى الْبَاطِل , فَاخْتَارُوا الْكُفْر عَلَى الْإِيمَان . وَقَدْ دَلَّلْنَا فِيمَا مَضَى قَبْل عَلَى مَعْنَى الظُّلْم , وَأَنَّهُ وَضْع الشَّيْء فِي غَيْر مَوْضِعه بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَته .

 

{ وَاَللَّه لَا يَهْدِي الْقَوْم الْفَاسِقِينَ } يَقُول : وَاَللَّه لَا يُوَفِّق لِلْخَيْرِ الْخَارِجِينَ عَنْ طَاعَته وَفِي مَعْصِيَته ، أَيْ الْخَارِجِينَ عَنْ طَاعَته وَمُتَابَعَة شَرِيعَته

اني كنت من الظالمين ، الظلم هو وضع الشيء في غير محله ، و العاصي ظالم فهو وضع في محل الطاعة و الاذعان العصيان و المخالفة و هذا ظلم لنفسه وظلم لدينه ، و الذي يظلم الناس و لا يعدل معهم وضع مكان العدل البغي و التكبر و سلب الحقوق و الايذاء وهذا ظلم للناس و مخالفة للشرع ، و قد سمى الله تعالى الشرك ظلم { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان : 13]، لان المشرك وضع مكان التوحيد لله الاشراك به و هو ذنب عظيم لانه اكبر الظلم واشده و كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أكبر الكبائر : الإشراك بالله ، وقتل النفس ، وعقوق الوالدين ، وقول الزور ، أو قال : وشهادة الزور) رواه البخاري، فبدأ بالشرك لانه اكبر و اشد و اثقل ذنب و فيه تحطيم لاول اساس من اسس الاسلام وهو التوحيد حيث قال صلى الله عليه وسلم ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان ) ، فالاعتراف بالظلم سواءا كان شركا او كبيرة من الكبائر او صغيرة من الصغائر ثم اتباع الاعتراف به بتوبة و ندم و اقلاع عنه سبب للمغفرة و للخروج من الاثر السيء الناتج عنه ، و كذلك باب من ابواب الرحمة و السعادة و اجابة الدعاء ولهذا قال سبحانه بعدما وجه اليه نبيه يونس هذا الدعاء و الرجاء -لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين-:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 

 

 

فروق لغوية: الفرق بين الكافر والظالم والفاسق

 

 

 

قال الله عز وجل:﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾(المائدة: 44). ثم أعاده، فقال:﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾(المائدة: 45). ثم قال سبحانه في الثالث:﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾(المائدة: 47)، فذكره ثلاث مرات، وختم الأولى بالكافرين، والثانية بالظالمين، والثالثة بالفاسقين.

 

فقيل: الكافر والظالم والفاسق كلها بمعنى واحد، وهو الكفر عَبَّرَ عنه بألفاظ مختلفة، لزيادة الفائدة، واجتناب صورة التكرار. وقيل: ومن لم يحكم بما أنزل الله إنكارًا له، فهو كافر. ومن لم يحكم بالحق مع اعتقاد الحق وحكم بضده، فهو ظالم. ومن لم يحكم بالحق جهلاً وحكم بضده، فهو فاسق.

 

فالكافر هو المنكر وجود الله تعالى والجاحد لنعمه، خلافًا للمؤمن؛ ولهذا قيل: الكافر هو اسم لمن لا إيمان له، ومعناه في اللغة: الساترُ للشئ. ووُصِفَ الليل بالكافر لستره الأشخاص، والزارع لستره البذر في الأرض. ويقال: كفرت الشمس النجوم: سترتها. وكفر النعمة، وكفرانها: سترها بترك أداء شكرها. ويقال: كفر فلان: إذا اعتقد الكفر. ويقال ذلك إذا أظهر الكفر، وإن لم يعتقده؛ ولذلك قال تعالى:﴿مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ﴾(النحل: 106).

 

أما الظالم فهو الذي يزيل الحق عن جهته، ويأخذ ما ليس له، وهو من قولك: ظلمت السقاء، إذا شربته قبل أن يدرك. وظلمت الجزور، إذا عقرته لغير ما علة. وكل من وضع شيئًا في غير موضعه، فقد ظلم. والظلم هو نقصان الحق؛ ولهذا قيل في نقيض الظلم: الإنصاف، وهو إعطاء الحق على التمام. والظلم ثلاثة: ظلم بين الإنسان وبين الله تعالى، وأعظمه: الكفر والشرك والنفاق؛ ولذلك قال:﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾(لقمان: 13). والثاني: ظلم بينه وبين الناس، وإياه قصد تعالى بقوله:﴿وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾(الشورى: 40).

 

والثالث: ظلم بينه وبين نفسه. وإياه قصد تعالى بقوله:﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ﴾(فاطر: 32). وهذه الثلاثة في الحقيقة هي ظلم للنفس؛ ولهذا قال تعالى:﴿وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾(البقرة: 57).

 

وأما الفاسق فهو الخارج عن طاعة ربه، والجاحد حق الله تعالى، ومنه يقال: فسقت الرطبة، إذا خرجت من قشرها. يدل على ذلك قول الله تعالى:﴿فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾(الكهف: 50). أي: خرج عن طاعة ربه جل وعلا، وجحد حقه عليه. وقال تعالى:﴿أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ﴾(السجدة: 18)، فقابل به المؤمن. فالفاسق أعم من الكافر، والظالم أعم من الفاسق. أما قوله تعالى:﴿وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾(النور: 55) فعنى بالكافر: الساتر للحق؛ فلذلك جعله فاسقًا، ومعلوم أن الكفر المطلق هو أعم من الفسق.

 

 

منقول

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 

 

 

فروق لغوية: الفرق بين الكافر والظالم والفاسق

 

 

 

قال الله عز وجل:﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾(المائدة: 44). ثم أعاده، فقال:﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾(المائدة: 45). ثم قال سبحانه في الثالث:﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾(المائدة: 47)، فذكره ثلاث مرات، وختم الأولى بالكافرين، والثانية بالظالمين، والثالثة بالفاسقين.

 

فقيل: الكافر والظالم والفاسق كلها بمعنى واحد، وهو الكفر عَبَّرَ عنه بألفاظ مختلفة، لزيادة الفائدة، واجتناب صورة التكرار. وقيل: ومن لم يحكم بما أنزل الله إنكارًا له، فهو كافر. ومن لم يحكم بالحق مع اعتقاد الحق وحكم بضده، فهو ظالم. ومن لم يحكم بالحق جهلاً وحكم بضده، فهو فاسق.

 

فالكافر هو المنكر وجود الله تعالى والجاحد لنعمه، خلافًا للمؤمن؛ ولهذا قيل: الكافر هو اسم لمن لا إيمان له، ومعناه في اللغة: الساترُ للشئ. ووُصِفَ الليل بالكافر لستره الأشخاص، والزارع لستره البذر في الأرض. ويقال: كفرت الشمس النجوم: سترتها. وكفر النعمة، وكفرانها: سترها بترك أداء شكرها. ويقال: كفر فلان: إذا اعتقد الكفر. ويقال ذلك إذا أظهر الكفر، وإن لم يعتقده؛ ولذلك قال تعالى:﴿مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ﴾(النحل: 106).

 

أما الظالم فهو الذي يزيل الحق عن جهته، ويأخذ ما ليس له، وهو من قولك: ظلمت السقاء، إذا شربته قبل أن يدرك. وظلمت الجزور، إذا عقرته لغير ما علة. وكل من وضع شيئًا في غير موضعه، فقد ظلم. والظلم هو نقصان الحق؛ ولهذا قيل في نقيض الظلم: الإنصاف، وهو إعطاء الحق على التمام. والظلم ثلاثة: ظلم بين الإنسان وبين الله تعالى، وأعظمه: الكفر والشرك والنفاق؛ ولذلك قال:﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾(لقمان: 13). والثاني: ظلم بينه وبين الناس، وإياه قصد تعالى بقوله:﴿وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾(الشورى: 40).

 

والثالث: ظلم بينه وبين نفسه. وإياه قصد تعالى بقوله:﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ﴾(فاطر: 32). وهذه الثلاثة في الحقيقة هي ظلم للنفس؛ ولهذا قال تعالى:﴿وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾(البقرة: 57).

 

وأما الفاسق فهو الخارج عن طاعة ربه، والجاحد حق الله تعالى، ومنه يقال: فسقت الرطبة، إذا خرجت من قشرها. يدل على ذلك قول الله تعالى:﴿فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾(الكهف: 50). أي: خرج عن طاعة ربه جل وعلا، وجحد حقه عليه. وقال تعالى:﴿أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ﴾(السجدة: 18)، فقابل به المؤمن. فالفاسق أعم من الكافر، والظالم أعم من الفاسق. أما قوله تعالى:﴿وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾(النور: 55) فعنى بالكافر: الساتر للحق؛ فلذلك جعله فاسقًا، ومعلوم أن الكفر المطلق هو أعم من الفسق.

 

 

منقول

 

ارجو عدم اعتمادها والمعذره لعدم انتباهي لمصدر النقل ارجو حذف المشاركه

وجزاكن الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

1428415317551.gif

 

السؤال الثامن

 

قول الله عز وجل فى ثلاثة مواضع متقاربة من سورة التوبة:

- {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} التوبة/19.

- {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} التوبة/24.

- {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} التوبة/37.

 

لماذا في الأولى "قوم ظالمين" والثانية "قوم فاسقين" والثالثة "قوم كافرين"؟

 

--------------------------------------------

 

قوله تعالى:- {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}التوبة/19.

 

من تفسير الإمام الطنطاوي -رحمه الله-:

 

المعنى :

أجعلتموهما ، أى السقاية والعمارة . كإيمان من آمن وجهاد من جاهد؟

والخطاب يشمل بعض المؤمنين الذين آثروا السقاية والعمارة على الجهاد كما جاء فى حديث النعمان .

كما يشمل المشركين الذين كانوا يتفاخرون بأنهم سقاة الحجيج ، وعمارة المسجد الحرام .

والمقصود من الآية الكريمة إنكار التسوية بين العملين وبين الفريقين .

وقد جاء هذا الانكار صريحاً فى قوله تعالى . ( لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ الله ) .

أى : لا يساوى الفريق الأول الثانى فى حكم الله ، إذ أن الفريق الثانى له بفضل إيمانه الصادق . وجهاده الخالص الأجر الجزيل عند الله .

فالجملة الكريمة مستأنفة لتقرير الانكار المذكور وتأكيده

 

ثم ختم - سبحانه الآية الكريمة بقوله . ( والله لاَ يَهْدِي القوم الظالمين ) .

أى: والله تعالى لا يوفق القوم الظالمين إلى معرفة الحق ، وتمييزه من الباطل ، لأنهم قد آثروا الشر على الخير والضلالة على الهداية

 

--------------------------------------------

 

قوله تعالى:- {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} التوبة/24.

 

من تفسير الإمام الطبري -رحمه الله-:

 

قال أبو جعفر: يقول تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:

(قل) يا محمد، للمتخلفين عن الهجرة إلى دار الإسلام، المقيمين بدار الشرك: إن كان المقام مع آبائكم وأبنائكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم

وكانت (أموال اقترفتموها)، يقول: اكتسبتموها

(وتجارة تخشون كسادها)، بفراقكم بلدَكم

(ومساكن ترضونها)، فسكنتموها

(أحب إليكم)، من الهجرة إلى الله ورسوله، من دار الشرك ومن جهاد في سبيله, يعني: في نصرة دين الله الذي ارتضاه

(فتربصوا)، يقول: فتنظّروا

(حتى يأتي الله بأمره)، حتى يأتي الله بفتح مكة

 

(والله لا يهدي القوم الفاسقين)

أي: والله لا يوفّق للخير الخارِجين عن طاعته وفي معصيته.

 

--------------------------------------------

 

قوله تعالى:- {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} التوبة/37.

 

 

من تفسير الإمام الطبري -رحمه الله-:

 

والمعنى : يحلُّون الذي أخَّلوا تحريمه من الأشهر الأربعة الحرم، عامًا

(ويحرمونه عامًا ليواطئوا عدة ما حرم الله)، ليوافقوا بتحليلهم ما حلَّلوا من الشهور، وتحريمهم ما حرموا منها, عدّة ما حرّم الله

(فيحلوا ما حرّم الله زُيِّن لهم سوء أعمالهم)، حُسِّن لهم وحُبِّب إليهم سيئ أعمالهم وقبيحها، وما خولف به أمرُ الله وطاعته

 

(والله لا يهدي القوم الكافرين)

والله لا يوفق لمحاسن الأفعال وجميلها، وما لله فيه رضًى, القومَ الجاحدين توحيدَه، والمنكرين نبوة محمد صلى الله عليه وسلم, ولكنه يخذّلهم عن الهُدى، كما خذَّل هؤلاء الناس عن الأشهر الحرم.

--------------------------------------------

 

ونلاحظ:

أن كل آية ناسبها هذا التذيل الذي يوضح من هم الظالمون، ومن هم الفاسقون، ومن هم الكافرون

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لا يستون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين }

 

الظالمين ال اداة تعريف ظالمين صفة الجذر ظلم الأصل ظالم

 

الفاسقين ال اداة تعريف فاسقين اسم الجذر فسق الأصل فاسق

 

فسق فلان : خرج عن حجر الشرع ، وذلك قوله فسق الرطب ، إذا خرج عن قشره ( وهذا قول الفراء

 

الكافرين ال اداة تعريف كافرين صفة الجذر كفر الأصل كافر

الكفر في اللغة ستر الشىء ، ووصف الليل بالكافر ، لستره الأشخاص ، والزراع لستره البذر في الأرض ،

 

وليس ذلك باسم لهم

 

تفسير الجلالين

﴿أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام﴾ أي أهل ذلك

 

﴿كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله﴾ في الفضل

 

﴿والله لا يهدي القوم الظالمين﴾ الكافرين، نزلت ردا على من قال ذلك وهو العباس أو غيره.

تفسير الميسر

 

أجعلتم -أيها القوم- ما تقومون به من سقي الحجيج وعِمارة المسجد الحرام كإيمان من آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله؟

 

لا تتساوى حال المؤمنين وحال الكافرين عند الله، لأن الله لا يقبل عملا بغير الإيمان.

 

والله سبحانه لا يوفق لأعمال الخير القوم الظالمين لأنفسهم بالكفر

.

من هنا يتضح الفرق

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

يقول الدكتور فاضل السامرائي في كتابه : بلاغة الكلمة في التعبير القرآني ..

 

" انفجرت أولاً بالماء الكثير - كما قيل - ثم قلّ بمعاصيهم ، فأخذ ينبجس ..

 

فذكر حالة الانفجار في موطن وحالة الانبجاس في موطن آخر ناسب كل منهما سياقه

 

اِنفَجَرَ: ( فعل )

 

انفجرَ / انفجرَ على ينفجر ، انفجارًا ، فهو مُنفجِر ، والمفعول مُنفجَر عليه

 

( فعل : خماسي لازم ، متعد بحرف ) اِنْفَجَرَ ، يَنْفَجِرُ ، مصدر اِنْفِجارٌ

اِنْفَجَرَ ماءُ العَيْنِ : نَبَعَ ، تَدَفَّقَ

 

انْفَجَرَ الصبحُ : ظهَرَ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

نتيجة السؤال الثامن

 

@@~ محبة صحبة الأخيار~ 3 نقاط

 

@@ميرفت ابو القاسم نقطتين

 

@ نقطة واحدة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

1428415317551.gif

 

 

السؤال التاسع

 

قول الله عز وجل:

- {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} البقرة/2.

- {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ} لقمان/2-3.

 

لماذا "هدى للمتقين" ,"هدى ورحمة للمحسنين"؟

 

1428415317662.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

إن شاء الله يوم الثلاثاء السؤال العاشر والأخيربارك الله فيكن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

1428415317551.gif

 

 

السؤال التاسع

 

قول الله عز وجل:

- {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} البقرة/2.

- {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ} لقمان/2-3.

 

لماذا "هدى للمتقين" ,"هدى ورحمة للمحسنين"؟

 

 

-----------------------------------------------

 

الفرق بين قوله تعالى (هدى للمتقين) و(هدى ورحمة للمحسنين)

لمسات بيانية - د. فاضل السامرائي

سورة البقرة جاء فيها (هدى للمتقين) وفي لقمان (هدى ورحمة للمحسنين) زاد تعالى في سورة لقمان الرحمة

 

واختلف بين المتقين والمحسنين.

المتّقي هو الذي يحفظ نفسه فمتقي النار هو الذي يحمي نفسه منها

أما المحسن فيُحسن إلى نفسه وإلى الآخرين كما جاء في قوله تعالى

(وأحسن كما أحسن الله إليك)و(بالوالدين إحسانا)فالإحسان فيه جانب شخصي وجانب للآخرين.

 

إذن هناك فرق بين المتقي والمحسن ثم إن الإحسان إلى الآخرين من الرحمة فزاد تعالى في سورة لقمان الرحمة للمحسنين

فكما أن المحسن أحسن للآخرين ورحمهم زاد الله تعالى له الرحمة فقال (هدى ورحمة للمحسنين) .

 

فالمحسن إذن زاد على المتقي فزاد الله تعالى له الرحمة في الدنيا (هدى ورحمة للمحسنين) وفي الآخرة أيضاً (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة

 

فكما زاد المحسنون في الدنيا زاد الله تعالى لهم الرحمة في الدنيا والآخرة فالجزاء من جنس العمل

 

ولهذا اقتضى في آية سورة لقمان أن يقول تعالى (هدى ورحمة للمحسنين)

ولو قال تعالى هدى للمحسنين لبخس حق المحسنين وكما نعلم إن المحسن يفضل المتّقي

والإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

إن شاء الله يوم الثلاثاء السؤال العاشر والأخيربارك الله فيكن

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيرًا مشرفتي الحبيبة على المسابقة الشيقة والجميلة التي استمتعنا بها كثيـــــــــرًا واستفدنا منها

كنت أتمنى أن تطول المسابقة قليلا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

1428415317551.gif

 

 

السؤال التاسع

 

قول الله عز وجل:

- {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} البقرة/2.

- {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ} لقمان/2-3.

 

لماذا "هدى للمتقين" ,"هدى ورحمة للمحسنين"؟

 

 

 

 

 

في الآية (2) من سورة البقرة ذكر - سبحانه -:(هُدًى لِلْمُتَّقِينَ )، وفي الآية (3)من سورة لقمان ذكر - سبحانه-: (هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ ) [لقمان: 3].

 

وقد زاد - سبحانه - الرحمة عند المحسنين؛ لأنهم ما أَحْسَنوا إلا بعد التَّقْوَى؛ فالمتَّقون هم الذين لا يَعْصُون الله؛ خوفًا منه، وخشيةً، وحبًّا، والمُتَّقون هم الذين يقدِّمون مُرادَ الله على مُرادِهم فيما شرع الله، والمُحْسِن هو الذي يَفْعَل ما يُرْضِي الله من محبوبات الله، وهو الذي يقدِّم مُرادَ الله على مُرَادِه فيما يُحِبُّ الله، فوَجَبت للمُحْسِنين بهذه الدرجة فرق الرحمة.

 

منقول من موقع الألوكة

 

 

 

******

 

 

 

 

هنا يقول سبحانه { هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ } [لقمان: 3] أما في صدر سورة البقرة فيقول

{ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }

[البقرة: 2] وفَرْق بين المعنيين، فالتقوى تقتضي الإيمان، ومطلوب الإيمان الافتراض يعني: أنْ تؤدي ما فرضه الله عليك.

 

أما مطلوب الإحسان ففوق ذلك، فالإحسان في الأداء أن تُحسن في كَمِّه، وأن تحسن في كيفه: تحسن في كيفه بأن تستطحب مع العمل الإخلاصَ للمعمول له، وهو الحق سبحانه، وتحسن في كَمِّه بأنْ تعشق التكليف حتى تؤدي فوق ما فُرِض عليك، فبدل أنْ تصلي ركعتين أن تصلي ثلاثاً أو أربعاً، هذا إحسان في الكم.

 

والتقوى من عجائب التأويل القرآني كما سبق أنْ قلنا. فالقرآن يقول (اتقوا الله) ويقول (اتقوا النار)، والمعنى عند التحقيق واحد؛ لأن اتق النار يعني: اجعل بينك وبينها وقاية وحاجزاً يمنعك منها، كذلك اتق الله، لا أن تجعل بينك وبين ربك حاجزاً؛ لأن المؤمن دائماً يكون في معية الله.

 

إنما اجعل بيك وبين صفات الجلال ومتعلقاتها من الله وقاية، اتق صفات المنتقم الجبار القهار..إلخ؛ لأنك لستَ مطيقاً لهذه الصفات، ولا شكَّ أن النار جندي من جند الله، ومتعلق من متعلقات صفات الجلال إذن: فالمعني واحد.

 

والبعض يأخذون بالظاهر فيقولون: كيف نتقي الله، والتقوى أن تبعد شيئاً ضاراً عنك؟ نقول: نعم أنت تبعد عنك الكفر، وهذا هو عين التقوى، والمتقون هم الذين يحبون أنْ يتقوا الله بألاَّ يكونوا كافرين به، وما دام الإنسان اتقى الكفر فهو مُحسِن ومؤمن، فالقرآن مرة يأتي باللازم، ومرة بالملزوم، ليؤدي كل منهما معنى جديداً

 

لذلك لما سُئِل سيدنا رسول الله عن الإحسان - في حديث جبريل - قال: " أنْ تعبد الله كأنك تراه، فإنْ لم تكُنْ تراه فإنه يراك ".

 

فحين نوازن بين صدر سورة البقرة، وبين هذه الآية { هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ } [لقمان: 3] نرى أن القرآن لا يقوم على التكرار، إنما هي لقطات إعجازية كل منها يؤدي معنى، وإنْ ظن البعض في النظرة السطحية أنه تكرار، لكن هو في حقيقة الأمر عطاء جديد لو تأملته.

 

فهنا وصف الكتاب بأنه حكيم، وأنه هدى ورحمة: والهدى هو الدلالة على الخير بأقصر طريق، وقد نزل القرآن لهداية قوم قد ضلوا، فلما هداهم إلى الصواب وأراهم النور أراد أنْ يحفظ لهم هذه الهداية، وألاَّ يخرجوا عنها فقال { وَرَحْمَةً } [لقمان: 3] يعني: من رحمة الله بهم ألاَّ يعودوا إلى الضلال مرة أخرى.

 

 

من خواطر الشيخ الشعراوى.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

1428415317551.gif

 

 

 

 

السؤال التاسع

 

 

قول الله عز وجل:

- {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} البقرة/2.

- {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ} لقمان/2-3.

 

 

لماذا "هدى للمتقين" ,"هدى ورحمة للمحسنين"؟

 

 

وله تعالى : ( ذلك الكتاب ) أي هذا الكتاب وهو القرآن ، وقيل هذا فيه مضمر أي هذا ذلك الكتاب . قال الفراء : كان الله قد وعد نبيه صلى الله عليه وسلم أن ينزل عليه كتابا لا يمحوه الماء ولا يخلق عن كثرة الرد فلما أنزل القرآن قال هذا ( ذلك ) الكتاب الذي وعدتك أن أنزله عليك في التوراة والإنجيل وعلى لسان النبيين من قبلك وهذا للتقريب وذلك " للتبعيد وقال ابن كيسان : إن الله تعالى أنزل قبل سورة البقرة سورا كذب بها المشركون ثم أنزل سورة البقرة فقال ( ذلك الكتاب ) يعني ما تقدم البقرة من السور لا شك فيه

 

والكتاب مصدر وهو بمعنى المكتوب كما يقال للمخلوق خلق وهذا الدرهم ضرب فلان أي مضروبه . وأصل الكتب الضم والجمع ويقال للجند كتيبة لاجتماعها وسمي الكتاب كتابا لأنه جمع حرف إلى حرف

 

قوله تعالى : ( لا ريب فيه ) أي لا شك فيه أنه من عند الله عز وجل وأنه الحق والصدق وقيل هو خبر بمعنى النهي أي لا ترتابوا فيه كقوله تعالى " فلا رفث ولا فسوق " ( 197 - البقرة ) أي لا ترفثوا ولا تفسقوا . قرأ ابن كثير : فيه بالإشباع في الوصل وكذلك كل هاء كناية قبلها ساكن يشبعها وصلا ما لم يلقها ساكن ثم إن كان الساكن قبل الهاء ياء يشبعها بالكسرة ياء وإن كان غير ياء يشبعها بالضم واوا ووافقه حفص في قوله " فيه مهانا " ( 69 - الفرقان ) ( فيشبعه ) .

 

قوله تعالى : ( هدى للمتقين ) يدغم الغنة عند اللام والراء أبو جعفر وابن كثير وحمزة والكسائي ، زاد [ ص: 60 ] حمزة والكسائي عند الياء وزاد حمزة عند الواو والآخرون لا يدغمونها ويخفي أبو جعفر النون والتنوين عند الخاء والغين ( هدى للمتقين ) أي هو هدى أي رشد وبيان لأهل التقوى وقيل هو نصب على الحال أي هاديا تقديره لا ريب في هدايته للمتقين والهدى ما يهتدي به الإنسان للمتقين أي للمؤمنين . قال ابن عباس رضي الله عنهما المتقي من يتقي الشرك والكبائر والفواحش وهو مأخوذ من الاتقاء . وأصله الحجز بين الشيئين ومنه يقال اتقى بترسه أي جعله حاجزا بين نفسه وبين ما يقصده

 

وفي الحديث : " كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم " أي إذا اشتد الحرب جعلناه حاجزا بيننا وبين العدو فكأن المتقي يجعل امتثال أمر الله والاجتناب عما نهاه حاجزا بينه وبين العذاب قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لكعب الأحبار حدثني عن التقوى فقال هل أخذت طريقا ذا شوك قال نعم . قال فما عملت فيه قال حذرت وشمرت قال كعب : ذلك التقوى . وقال شهر بن حوشب : المتقي الذي يترك ما لا بأس به حذرا لما به بأس وقال عمر بن عبد العزيز : التقوى ترك ما حرم الله وأداء ما افترض الله فما رزق الله بعد ذلك فهو خير إلى خير . وقيل هو الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث : جماع التقوى في قوله تعالى " إن الله يأمر بالعدل والإحسان " ( 90 - النحل ) الآية وقال ابن عمر : التقوى أن لا ترى نفسك خيرا من أحد . وتخصيص المتقين بالذكر تشريف لهم أو لأنهم هم المتقون بالهدى

قوله تعالى : الم تلك آيات الكتاب الحكيم هدى ورحمة للمحسنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون .

 

قوله تعالى : تلك آيات الكتاب الحكيم مضى الكلام في فواتح السور . و ( تلك ) في موضع رفع على إضمار مبتدأ ، أي هذه تلك . ويقال : ( تيك آيات الكتاب الحكيم ) بدلا من تلك . والكتاب : القرآن . والحكيم : المحكم ; أي لا خلل فيه ولا تناقض . وقيل ذو الحكمة . وقيل الحاكم هدى ورحمة للمحسنين بالنصب على الحال ; مثل : هذه ناقة الله لكم آية وهذه قراءة المدنيين وأبي عمرو وعاصم والكسائي . وقرأ حمزة : ( هدى ورحمة ) بالرفع ، وهو من وجهين : أحدهما : على إضمار مبتدأ ; لأنه أول آية . والآخر : أن يكون خبر ( تلك ) . والمحسن : الذي يعبد الله كأنه يراه ، فإن لم يكن يراه فإنه يراه . وقيل : هم المحسنون في الدين وهو الإسلام ; قال الله تعالى : ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله الآية . الذين يقيمون الصلاة في موضع الصفة ، ويجوز الرفع على القطع بمعنى : [ ص: 48 ] هم الذين ، والنصب بإضمار أعني . وقد مضى الكلام في هذه الآية والتي بعدها في ( البقرة ) وغيرها .

منقول

تم تعديل بواسطة ميرفت ابو القاسم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سورة البقرة جاء فيها (هدى للمتقين) وفي لقمان (هدى ورحمة للمحسنين) زاد تعالى في سورة لقمان الرحمة واختلف بين المتقين والمحسنين. المتّقي هو الذي يحفظ نفسه فمتقي النار هو الذي يحمي نفسه منها أما المحسن فيُحسن إلى نفسه وإلى الآخرين كما جاء في قوله تعالى (وأحسن كما أحسن الله إليك) و(بالوالدين إحسانا) فالإحسان فيه جانب شخصي وجانب للآخرين. إذن هناك فرق بين المتقي والمحسن ثم إن الإحسان إلى الآخرين من الرحمة فزاد تعالى في سورة لقمان الرحمة للمحسنين فكما أن المحسن أحسن للآخرين ورحمهم زاد الله تعالى له الرحمة فقال (هدى ورحمة للمحسنين). فالمحسن إذن زاد على المتقي فزاد الله تعالى له الرحمة والاحسان من الرحمة فزاد الله تعالى له الرحمة في الدنيا (هدى ورحمة للمحسنين) وفي الآخرة أيضاً (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)، فكما زاد المحسنون في الدنيا زاد الله تعالى لهم الرحمة في الدنيا والآخرةزالجزاء من جنس العمل ولهذا اقتضى في آية سورة لقمان أن يقول تعالى (هدى ورحمة للمحسنين) ولو قال تعالى هدى للمحسنين لبخس حق المحسنين وكما نعلم إن المحسن يفضل المتّقي والإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. ما الفرق بين قوله تعالى (هدى للمتقين) (هدى ورحمة للمحسنين) (هدى ورحمة لقوم يؤمنون) (هدى وبشرى للمسلمين) و (هدى ورحمة وبشرى للمسلمين)؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السؤال التاسع

 

 

قول الله عز وجل:

- {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} البقرة/2.

- {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ} لقمان/2-3.

 

 

لماذا "هدى للمتقين" ,"هدى ورحمة للمحسنين"؟

 

 

 

 

 

 

 

قال تعالى في سورة البقرة (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ(2)) وقال في سورة لقمان (هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3)) .

زاد تعالى في سورة لقمان الرحمة واختلف بيت المتقين والمحسنين. المتّقي هو الذي يحفظ نفسه فمتقي النار هو الذي يحمي نفسه منها أما المحسن فيُحسن إلى نفسه وإلى الآخرين كما جاء في قوله تعالى (وأحسن كما أحسن الله إليك) و(بالوالدين إحسانا) فالإحسان فيه جانب شخصي وجانب للآخرين. إذن هناك فرق بين المتقي والمحسن ثم إن الإحسان إلى الآخرين من الرحمة فزاد تعالى في سورة لقمان الرحمة للمحسنين فكما أن المحسن أحسن للآخرين ورحمهم زاد الله تعالى له الرحمة فقال(هدى ورحمة للمحسنين). فالمحسن إذن زاد على المتقي فزاد الله تعالى له الرحمة والاحسان من الرحمة فزاد الله تعالى له الرحمة في الدنيا (هدى ورحمة للمحسنين) وفي الآخرة أيضاً (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)، فكما زاد المحسنون في الدنيا زاد الله تعالى لهم الرحمة في الدنيا والآخرةزالجزاء من جنس العمل ولهذا اقتضى في آية سورة لقمان أن يقول تعالى (هدى ورحمة للمحسنين) ولو قال تعالى هدى للمحسنين لبخس حق المحسنين وكما نعلم إن المحسن يفضل المتّقي والإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

الإيمان أعمّ من الإحسان ولا يمكن للإنسان أن يكون متقياً حتى يكون مؤمناً وورود كلمة المتقين، المؤمنين، المحسنين والمسلمين يعود إلى سياق الآيات في كل سورة.

في البقرة قال (هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) ثم قال (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ (24)) اتقوا النار مقابل المتقين فإذن هناك مناسبة بين هدى للمتقين وكلمة التقوى ترددت كثيراً في البقرة. فإذن (لاَ رَيْبَ فِيهِ) متناسب مع قوله (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ) والمتقين واتقوا الله. في لقمان قال هدى ورحمة للمحسنين وفي البقرة قال فقط هدى للمتقين. أولاً ما الفرق بين المتقي والمحسن؟ المتقي هو الذي يحفظ نفسه يتقي الأشياء، المُحسِن يحسن إلى نفسه وإلى غيره (وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ (77) القصص) (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً (83) البقرة) الإحسان يتعداه إلى نفسه وإلى غيره. إذن الإحسان لا يقتصر على النفس أما التقوى فتقتصر على النفس، الإحسان إلى الآخرين من الرحمة فلما رحموا الآخرين وتعدى إحسانهم إلى غيرهم فرحموا الآخرين ربنا يزيد الرحمة، أما التقوى للنفس وهؤلاء إحسان للنفس وإلى الآخرين والإحسان إلى الآخرين هي الرحمة فلما زادوا هم زادهم والجزاء من جنس العمل، حتى في الآخرة زاد لهم الجزاء قال تعالى في الآخرة (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ (26) يونس) وهذه رحمة، فكما زاد الجزاء لهم في الآخرة زاد لهم في الدنيا، (هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) و (هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ).

ولو لاحظنا أن هذه الأوصاف هدى ورحمة للمحسنين هي مناسبة لما ورد في عموم السورة وما شاع في جو السورة، قال هدى ورحمة وإحسان، لو لاحظنا مظاهر الهدى المذكورة في سورة لقمان قال (أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ (5)) (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ (15)) الذي يسلك السبيل يبتغي الهداية، هذا هدى، (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ (20))لم يكتف بالهدى والكتاب وإنما كتاب منير والإنسان يستعمل الإنارة للهداية وليس كتاباً فقط. (بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى) العلم هدى والكتاب ليس فقط كتاب وإنما كتاب منير وموصوف بالإنارة والإنارة لغرض الهداية لأن الإنسان إذا مشى في الظلام لا يهتدي. من مظاهر الهدى في لقمان النكير على الضالين والمضلين (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ (6)) الإضلال نقيض الهداية، (بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (11)) الهداية في سورة لقمان يشيع بها الجو، (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (21)) إذن جو الهداية شائع في لقمان. ثم الرحمة لما ذكر قوله تعالى (أن تميد بكم) هذا من الرحمة، ولما ذكر تسخير ما في السموات والأرض وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ (20)) هل هناك أعظم من هذه الرحمة؟ من مظاهر الإحسان إيتاء الزكاة أليست الزكاة إحساناً للآخرين (وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ (22))، الإحسان في الوصية بالوالدين والإحسان إليهما، إذن جو السورة كلها شائع فيه الهدى والرحمة والإحسان وهذه ليست في البقرة وإنما سورة البقرة ذكرت أموراً أخرى (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)) (والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)) وصف كثير ثم انتهى (أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)) أما في لقمان فاختصر(الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ). في لقمان كرر كلمة (هم) في البقرة لم يكررها (وبالآخرة هم يوقنون).

*(هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ (3) لقمان) ما دلالة نصب كلمة رحمة؟

فيها وجهان هي إما مفعول لأجله أو حال.

 

منقوول

تم تعديل بواسطة غآيتي رضى الرحمن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

نتيجة السؤال التاسع

 

 

@ 3نقاط

 

@@~ محبة صحبة الأخيار~ نقطتين

 

@@ميرفت ابو القاسم نقطة واحدة

 

@@غآيتي رضى الرحمن نقطة واحدة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

إن شاء الله يوم الثلاثاء السؤال العاشر والأخيربارك الله فيكن

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيرًا مشرفتي الحبيبة على المسابقة الشيقة والجميلة التي استمتعنا بها كثيـــــــــرًا واستفدنا منها

كنت أتمنى أن تطول المسابقة قليلا

وجزاك خيرا يا حبيبة

الحمد لله وانا ايضا استمتعت واستفدت منها

نلتقي بإذن الله في مسابقة جديدة قريبا :)

بارك الله فيك

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

1428415317551.gif

 

 

السؤال العاشر والأخير

 

قول الله عز وجل:

- {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ * وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} الروم/21-24.

 

لماذا في الأولى "لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" والثانية "لِلْعَالِمِينَ" والثالثة " لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ" والرابعة "لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

 

 

1428415317662.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته

 

آخر موعد للإجابة يوم الأربعاء إن شاء الله

ليتم رصد النقاط

بارك الله فيكن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

1428415317551.gif

 

السؤال العاشر والأخير

 

قول الله عز وجل:

- {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ * وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} الروم/21-24.

 

لماذا في الأولى "لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" والثانية "لِلْعَالِمِينَ" والثالثة " لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ" والرابعة "لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

 

---------------------------------------

 

* من تفسير الوسيط للإمام الطنطاوي -رحمه الله- :

 

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}

( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً ) أى : ومن آياته الدالة على رحمته بكم ، أنه - سبحانه - خلق لكم ( مِّنْ أَنفُسِكُمْ ) أى : من جنسكم فى البشرية والإِنسانية أزواجا .

قال الآلوسى : قوله : ( مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً ) فإن خلق أصل أزواجكم حواء من ضلع آدم - عليه السلام - متضمن لخلقهن من أنفسكم " فمن "للتبعيض والأنفس بمعناها الحقيقى ، ويجوز أن تكون " من " ابتدائية ، والأنفس مجاز عن الجنس ، أى : خلق لكم من جنسكم لا من جنس آخر ، قيل : هو الأوفق لما بعد .

وقوله - سبحانه - : ( لتسكنوا إِلَيْهَا ) بيان لعلة خلقهم على هذه الطريقة . أى : خلق لكم من جنسكم أزواجا ، لتسكنوا إليها ، ويميل بعضكم إلى بعض ، فإن الجنس إلى الجنس أميل ، والنوع إلى النوع أكثر ائتلافا وانسجاما ( وَجَعَلَ ) - سبحانه - ( بَيْنَكُم ) يا معشر الأزواج والزوجات ( مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ) أى : محبة ورأفة ، لم تكن بينكم قبل ذلك ، وإنما حدثت عن طريق الزواج الذى شرعه - سبحانه - بين الرجال والنساء ، والذى وصفه - تعالى - بهذا الوصف الدقيق ، فى قوله - عز وجل - : ( هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ )

 

( إِنَّ فِي ذَلِكَ ) الذى ذكرناه لكم قبل ذلك ( لآيَاتٍ ) عظمة تهدى إلى الرشد وإلى الاعتبار

 

( لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) فى مظاهر قدرة الله - تعالى - ورحمته بخلقه .

 

 

---------------------------------------

 

{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ}

 

( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السماوات والأرض ) أى : ومن آياته الدالة على قدرته التامة على كل شئ ، خلقه للسموات والأرض بتلك الصورة البديعة

 

( واختلاف أَلْسِنَتِكُمْ ) أى : واختلاف لغاتكم فهذا يتكلم بالعربية ، وآخر بالفارسية وثالث بالرومية . . إلى غير ذلك مما لا يعلم عدده من اللغات ، بل إن الأمة الواحدة تجد فيها عشرات اللغات التى يتكلم بها أفرادها ، ومئات اللهجات

( وَأَلْوَانِكُمْ ) أى : ومن آياته كذلك ، اختلاف ألوانكم ، فهذا أبيض ، وهذا أسود ، وهذا لا أصفر ، وهذا أشقر . . مع أن الجميع من أب واحد وأم واحدة وهما آدم وحواء . بل إنك لا تجد شخصين يتطابقان تطابقا تاما فى خلقتهما وشكلهما .

قال صاحب الكشاف : الألسنة : اللغات . او اجناس النطق واشكاله . خالف - عز وجل - بين هذه الأشياء حتى لا تكاد تسمع منطقين متفقين فى همس واحد ، ولا جهارة ، ولا حدة ، ولا رخاوة ، ولا فصاحة . . ولا غير ذلك من صفات النطق وأحواله ، وكذلك الصور وتخطيطها ، والألوان وتنويعها ، ولاختلاف ذلك وقع التعارف ، ولو اتفقت وتشاكلت ، وكانت ضربا واحدا ، لوقع التجاهل والالتباس ، ولتعطلت مصالح كثيرة . . وهم على الكثرة التى لا يعلمها إلا الله مختلفون متفاوتون .

( إِنَّ فِي ذلك ) الذى وضحناه لكم ( لآيَاتٍ ) بينات

( لِّلْعَالَمِينَ ) - بفتح اللام - وهى قراءة الجمهور ، أى : إن فى ذلك لآيات لجميع أصناف العالم من بار وفاجر ، ومؤمن وكافر

 

---------------------------------------

{وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ}

 

( وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم ) أى : نومكم ( بالليل والنهار ) لراحة أبدانكم وأذهانكم ، ( وابتغآؤكم مِّن فَضْلِهِ ) أى : وطلبكم أرزاقكم فيهما من فضل الله وعطائه الواسع .

قال الجمل : قيل فى الآية تقديم وتأخير ، ليكون كل واحد مع ما يلائمه ، والتقدير : ومن آياته مناكم بالليل وابتغاؤكم من فضله بالنهار ، فحذف حرف الجر لاتصاله بالليل ، وعطف عليه ، لأن حرف العطف قد يقوم مقام الجار ، والأحسن أن يجعل على حاله ، والنوم بالنهار مما كانت العرب تعده نعمة من الله ولا سيما فى أوقات القيلولة فى البلاد الحارة .

( إِنَّ فِي ذَلِكَ ) كله ( لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ) هذه التوجيهات سماع تدبر وتفكر واعتبار فيعملون بما يسمعون .

 

---------------------------------------

{وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}

 

أى : ومن آياته - سبحانه - الدالة على قدرته ، أنه يريكم البرق ، فتارة تخافون مما يحدث بعده من صواعق متلفة ، وأمطار مزعجة ، وتارة ترجون من ورائه المطر النافع ، والغيب المدرار .

وانتصاب " خوفا وطمعا " على أنهم مفعول لأجله ، أى : يريكم ذلك من أجل الخوف والطمع ، إذ بهما يعيش المؤمن حياته بين الخوف والرجاء ، فلا يبطر ولا ييأس من رحمة الله .

 

( وَيُنَزِّلُ مِنَ السمآء مَآءً ) كثيرا ( فَيُحْيِي بِهِ ) أى : بسبب هذا الماء

 

( الأرض بَعْدَ مَوْتِهَا ) أى : بأن يحولها من أرض جدباء هامدة إلى أرض خضراء زاخرة بالنبات

 

( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) هذه الإِرشادات ، ويستعملون عقولهم فى الخير لا فى الشر ، وفى الحق لا فى الباطل ، وفى استنباط المعانى الدالة على كمال قدرة الله - تعالى - ورحمته .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السؤال العاشر والأخير

 

 

قول الله عز وجل:

- {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ * وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} الروم/21-24.

 

 

لماذا في الأولى "لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" والثانية "لِلْعَالِمِينَ" والثالثة " لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ" والرابعة "لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

 

 

---------------------------------------

 

 

 

 

 

 

ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون هذه آية ثانية فيها عظة وتذكير بنظام الناس العام وهو نظام الازدواج وكينونة [ ص: 71 ] العائلة وأساس التناسل ، وهو نظام عجيب جعله الله مرتكزا في الجبلة لا يشذ عنه إلا الشذاذ .

 

وهي آية تنطوي على عدة آيات منها : أن جعل للإنسان ناموس التناسل ، وأن جعل تناسله بالتزاوج ولم يجعله كتناسل النبات من نفسه ، وأن جعل أزواج الإنسان من صنفه ولم يجعلها من صنف آخر لأن التآنس لا يحصل بصنف مخالف ، وأن جعل في ذلك التزاوج أنسا بين الزوجين ولم يجعله تزاوجا عنيفا أو مهلكا كتزاوج الضفادع ، وأن جعل بين كل زوجين مودة ومحبة فالزوجان يكونان من قبل التزواج متجاهلين فيصبحان بعد التزواج متحابين ، وأن جعل بينهما رحمة فهما قبل التزاوج لا عاطفة بينهما فيصبحان بعده متراحمين كرحمة الأبوة والأمومة ، ولأجل ما ينطوي عليه هذا الدليل ويتبعه من النعم والدلائل جعلت هذه الآية آيات عدة في قوله إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون .

 

وهذه الآية كائنة في خلق جوهر الصنفين من الإنسان : صنف الذكر ، وصنف الأنثى ، وإيداع نظام الإقبال بينهما في جبلتهما . وذلك من الذاتيات النسبية بين الصنفين .

 

وقد أدمج في الاعتبار بهذه الآية امتنان بنعمة في هذه الآية أشار إليها قوله ( لكم ) أي لأجل نفعكم .

 

و ( لقوم يتفكرون ) متعلق بـ ( آيات ) لما فيه من معنى الدلالة . وجعلت الآيات لقوم يتفكرون لأن التفكر والنظر في تلك الدلائل هو الذي يجلي كنهها ويزيد الناظر بصارة بمنافع أخرى في ضمنها .

 

والذين يتفكرون : المؤمنون وأهل الرأي من المشركين الذين يؤمنون بعد نزول هذه الآية .

 

والخطاب في قوله أن خلق لكم لجميع نوع الإنسان الذكور والإناث . والزوج : هو الذي به يصير للواحد ثان فيطلق على امرأة الرجل ورجل المرأة فجعل الله لكل فرد زوجه .

 

منقول /اسلام ويب

 

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَمِنْ آيَاته خَلْق السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَاخْتِلَاف أَلْسِنَتكُمْ وَأَلْوَانكُمْ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَمِنْ حُجَجه وَأَدِلَّته أَيْضًا عَلَى أَنَّهُ لَا يُعْجِزهُ شَيْء , وَأَنَّهُ إِذَا شَاءَ أَمَاتَ مَنْ كَانَ حَيًّا مِنْ خَلْقه , ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ وَأَعَادَهُ كَمَا كَانَ قَبْل إِمَاتَته إِيَّاهُ خَلْقه السَّمَاوَات وَالْأَرْض مِنْ غَيْر شَيْء أَحْدَثَ ذَلِكَ مِنْهُ , بَلْ بِقُدْرَتِهِ الَّتِي لَا يَمْتَنِع مَعَهَا عَلَيْهِ شَيْء أَرَادَهُ { وَاخْتِلَاف أَلْسِنَتكُمْ } يَقُول : وَاخْتِلَاف مَنْطِق أَلْسِنَتكُمْ وَلُغَاتهَا { وَأَلْوَانكُمْ } يَقُول : وَاخْتِلَاف أَلْوَان أَجْسَامكُمْ الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَمِنْ آيَاته خَلْق السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَاخْتِلَاف أَلْسِنَتكُمْ وَأَلْوَانكُمْ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَمِنْ حُجَجه وَأَدِلَّته أَيْضًا عَلَى أَنَّهُ لَا يُعْجِزهُ شَيْء , وَأَنَّهُ إِذَا شَاءَ أَمَاتَ مَنْ كَانَ حَيًّا مِنْ خَلْقه , ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ وَأَعَادَهُ كَمَا كَانَ قَبْل إِمَاتَته إِيَّاهُ خَلْقه السَّمَاوَات وَالْأَرْض مِنْ غَيْر شَيْء أَحْدَثَ ذَلِكَ مِنْهُ , بَلْ بِقُدْرَتِهِ الَّتِي لَا يَمْتَنِع مَعَهَا عَلَيْهِ شَيْء أَرَادَهُ { وَاخْتِلَاف أَلْسِنَتكُمْ } يَقُول : وَاخْتِلَاف مَنْطِق أَلْسِنَتكُمْ وَلُغَاتهَا { وَأَلْوَانكُمْ } يَقُول : وَاخْتِلَاف أَلْوَان أَجْسَامكُمْ' { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَات لِلْعَالِمِينَ } يَقُول : إِنَّ فِي فِعْله ذَلِكَ كَذَلِكَ لَعِبَرًا وَأَدِلَّة لِخَلْقِهِ الَّذِينَ يَعْقِلُونَ أَنَّهُ لَا يَعِيبهُ إِعَادَتهمْ لِهَيْئَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا بِهَا قَبْل مَمَاتهمْ مِنْ بَعْد فَنَائِهِمْ . وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى الْعَالَمِينَ فِيمَا مَضَى قَبْل . { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَات لِلْعَالِمِينَ } يَقُول : إِنَّ فِي فِعْله ذَلِكَ كَذَلِكَ لَعِبَرًا وَأَدِلَّة لِخَلْقِهِ الَّذِينَ يَعْقِلُونَ أَنَّهُ لَا يَعِيبهُ إِعَادَتهمْ لِهَيْئَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا بِهَا قَبْل مَمَاتهمْ مِنْ بَعْد فَنَائِهِمْ . وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى الْعَالَمِينَ فِيمَا مَضَى قَبْل .'

 

 

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَمِنْ آيَاته مَنَامكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْله } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَمِنْ حُجَجه عَلَيْكُمْ أَيّهَا الْقَوْم تَقْدِيره السَّاعَات وَالْأَوْقَات , وَمُخَالَفَته بَيْن اللَّيْل وَالنَّهَار , فَجَعَلَ اللَّيْل لَكُمْ سَكَنًا تَسْكُنُونَ فِيهِ , وَتَنَامُونَ فِيهِ , وَجَعَلَ النَّهَار مُضِيئًا لِتَصَرُّفِكُمْ فِي مَعَايِشكُمْ وَالْتِمَاسكُمْ فِيهِ مِنْ رِزْق بِكُمْ الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَمِنْ آيَاته مَنَامكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْله }يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَمِنْ حُجَجه عَلَيْكُمْ أَيّهَا الْقَوْم تَقْدِيره السَّاعَات وَالْأَوْقَات , وَمُخَالَفَته بَيْن اللَّيْل وَالنَّهَار , فَجَعَلَ اللَّيْل لَكُمْ سَكَنًا تَسْكُنُونَ فِيهِ , وَتَنَامُونَ فِيهِ , وَجَعَلَ النَّهَار مُضِيئًا لِتَصَرُّفِكُمْ فِي مَعَايِشكُمْ وَالْتِمَاسكُمْ فِيهِ مِنْ رِزْق بِكُمْ' { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَات لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّ فِي فِعْل اللَّه ذَلِكَ كَذَلِكَ , لَعِبَرًا وَذِكْرَى وَأَدِلَّة عَلَى أَنَّ فَاعِل ذَلِكَ لَا يُعْجِزهُ شَيْء أَرَادَهُ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ مَوَاعِظ اللَّه , فَيَتَّعِظُونَ بِهَا , وَيَعْتَبِرُونَ فَيَفْهَمُونَ حُجَج اللَّه عَلَيْهِمْ . { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَات لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ }يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّ فِي فِعْل اللَّه ذَلِكَ كَذَلِكَ , لَعِبَرًا وَذِكْرَى وَأَدِلَّة عَلَى أَنَّ فَاعِل ذَلِكَ لَا يُعْجِزهُ شَيْء أَرَادَهُ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ مَوَاعِظ اللَّه , فَيَتَّعِظُونَ بِهَا , وَيَعْتَبِرُونَ فَيَفْهَمُونَ حُجَج اللَّه عَلَيْهِمْ .'

تفسير الطبراني

 

من الاية 24 الى الاية 26

وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ (25) وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ (26)

 

(ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا , وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون). .

وظاهرة البرق ظاهرة ناشئة من النظام الكوني ; ويعللها بعضهم بأنها تنشأ من انطلاق شرارة كهربائية بين سحابتين محملتين بالكهرباء , أو بين سحابة وجسم أرضي كقمة جبل مثلا . ينشأ عنها تفريغ في الهواء يتمثل في الرعد الذي يعقب البرق . وفي الغالب يصاحب هذا وذلك تساقط المطر نتيجة لذلك التصادم . وأيا ما كان السبب فالبرق ظاهرة ناشئة عن نظام هذا الكون كما خلقه البارىء وقدره تقديرا .

والقرآن الكريم حسب طبيعته لا يفصل كثيرا في ماهية الظواهر الكونية وعللها ; إنما يتخذ منها أداة لوصل القلب البشري بالوجود وخالق الوجود . ومن ثم يقرر هنا أنها آية من آيات الله أن يريهم البرق (خوفا وطمعا). . وهما الشعوران الفطريان اللذان يتعاوران النفس البشرية أمام تلك الظاهرة . شعور الخوف من الصواعق التي تحرق الناس والأشياء أحيانا عندما يبرق البرق . أو الخوف الغامض من رؤية البرق وما يوقعه في الحس من الشعور بالقوة المصرفة لهيكل هذا الكون الهائل . وشعور الطمع في الخير من وراء المطر الذي يصاحب البرق في معظم الأحوال ; والذي عقب بذكره في الآية بعد ذكر البرق: (وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها). .

والتعبير بالحياة والموت بالقياس إلى الأرض تعبير يخيل أن الأرض كائن حي , يحيا ويموت . وإنها لكذلك في حقيقتها التي يصورها القرآن الكريم . فهذا الكون خليقة حية متعاطفة متجاوبة , مطيعة لربها خاضعة خاشعة , ملبية لأمره مسبحة عابدة . والإنسان الذي يدب على هذا الكوكب الأرضي واحد من خلائق الله هذه , يسير معها في موكب واحد متجه إلى الله رب العالمين .

ذلك كله بالإضافة إلى أن الماء حين يصيب الأرض , يبعث فيها الخصب , فتنبت الزرع الحي النامي ; وتموج صفحتها بالحياة المنبثقة في هذا النبات . ومن ثم في الحيوان والإنسان . والماء رسول الحياة فحيث كان تكون الحياة .

(إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون). . فهنا للعقل مجال للتدبر والتفكير .

منقول

تم تعديل بواسطة غآيتي رضى الرحمن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

1428415317551.gif

 

السؤال العاشر والأخير

 

قول الله عز وجل:

- {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ * وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} الروم/21-24.

 

لماذا في الأولى "لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" والثانية "لِلْعَالِمِينَ" والثالثة " لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ" والرابعة "لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

 

------------------------------------

 

 

 

 

من تفسير ابن كثير :

 

 

 

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ( 21 )

 

ومن آياته الدالة على عظمته وكمال قدرته أن خلق لأجلكم من جنسكم - أيها الرجال- أزواجًا; لتطمئن نفوسكم إليها

 

وتسكن, وجعل بين المرأة وزوجها محبة وشفقة, إن في خلق الله ذلك لآيات دالة على قدرة الله ووحدانيته لقوم يتفكرون, ويتدبرون.

 

وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ ( 22 )

 

ومن دلائل القدرة الربانية: خَلْقُ السموات وارتفاعها بغير عمد, وخَلْقُ الأرض مع اتساعها وامتدادها, واختلافُ لغاتكم وتباينُ

 

ألوانكم, إن في هذا لَعبرة لكل ذي علم وبصيرة.

 

وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ( 23 )

 

ومن دلائل هذه القدرة أن جعل الله النوم راحة لكم في الليل أو النهار; إذ في النوم حصول الراحة وذهاب التعب, وجعل لكم

 

النهار تنتشرون فيه لطلب الرزق, إن في ذلك لدلائل على كمال قدرة الله ونفوذ مشيئته لقوم يسمعون المواعظ سماع تأمل وتفكر واعتبار.

 

وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ( 24 )

 

ومن دلائل قدرته سبحانه أن يريكم البرق, فتخافون من الصواعق, وتطمعون في الغيث, وينزل من السحاب مطرًا فيحيي به

 

الأرض بعد جدبها وجفافها, إن في هذا لدليلا على كمال قدرة الله وعظيم حكمته وإحسانه لكل مَن لديه عقل يهتدي به.

 

 

 

 

 

 

1428415317662.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيراً مشرفتنا الحبيبة على المسابقة القيمة،

والتى استفدنا منها كثيراً بفضل الله،،

جعلها الله فى ميزان حسناتك إن شاء الله.

فى انتظار مسابقة أخرى بإذن الله (:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

1428415317551.gifالسؤال العاشر والأخير

 

قول الله عز وجل:

- {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ * وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} الروم/21-24.

 

لماذا في الأولى "لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" والثانية "لِلْعَالِمِينَ" والثالثة " لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ" والرابعة "لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

 

تفسير بن كثير

قَوْله تَعَالَى " وَمِنْ آيَاته أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسكُمْ أَزْوَاجًا " أَيْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ جِنْسكُمْ إِنَاثًا تَكُون لَكُمْ أَزْوَاجًا " لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا " كَما قَالَ تَعَالَى " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْس وَاحِدَة وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا " يَعْنِي بِذَلِكَ حَوَّاء خَلَقَهَا اللَّه مِنْ آدَم مِنْ ضِلْعه الْأَقْصَر الْأَيْسَر . وَلَوْ أَنَّهُ تَعَالَى جَعَلَ بَنِي آدَم كُلّهمْ ذُكُورًا وَجَعَلَ إِنَاثهمْ مِنْ جِنْس آخَر مِنْ غَيْرهمْ إِمَّا مِنْ جَانّ أَوْ حَيَوَان لَمَا حَصَلَ هَذَا الِائْتِلَاف بَيْنهمْ وَبَيْن الْأَزْوَاج بَلْ كَانَتْ تَحْصُل نُفْرَة لَوْ كَانَتْ الْأَزْوَاج مِنْ غَيْر الْجِنْس ثُمَّ مِنْ تَمَام رَحْمَته بِبَنِي آدَم أَنْ جَعَلَ أَزْوَاجهمْ مِنْ جِنْسهمْ وَجَعَلَ بَيْنهمْ وَبَيْنهنَّ مَوَدَّة وَهِيَ الْمَحَبَّة وَرَحْمَة وَهِيَ الرَّأْفَة فَإِنَّ الرَّجُل يُمْسِك الْمَرْأَة إِمَّا لِمَحَبَّتِهِ لَهَا أَوْ لِرَحْمَةٍ بِهَا بِأَنْ يَكُون لَهَا مِنْهُ وَلَد أَوْ مُحْتَاجَة إِلَيْهِ فِي الْإِنْفَاق أَوْ لِلْأُلْفَةِ بَيْنهمَا وَغَيْر ذَلِكَ " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَات لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

تفسير السعدي

وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24))

ومن دلائل قدرته سبحانه أن يريكم البرق, فتخافون من الصواعق, وتطمعون في الغيث, وينزل من السحاب مطرا تحيا به الأرض بعد جدبها وجفافها, إن في هذا لدليلا على كمال قدرة الله وعظيم حكمته وإحسانه لكل من لديه عقل يهتدي به

وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) (الروم

تفسير الطبري)

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَمِنْ آيَاته مَنَامكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْله } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَمِنْ حُجَجه عَلَيْكُمْ أَيّهَا الْقَوْم تَقْدِيره السَّاعَات وَالْأَوْقَات , وَمُخَالَفَته بَيْن اللَّيْل وَالنَّهَار , فَجَعَلَ اللَّيْل لَكُمْ سَكَنًا تَسْكُنُونَ فِيهِ , وَتَنَامُونَ فِيهِ , وَجَعَلَ النَّهَار مُضِيئًا لِتَصَرُّفِكُمْ فِي مَعَايِشكُمْ وَالْتِمَاسكُمْ فِيهِ مِنْ رِزْق بِكُمْ

القول في تأويل قوله تعالى : وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24)

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، فى قوله: ( وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا ) قال: خوفا للمسافر، وطمعا للمقيم. واختلف أهل العربية في وجه سقوط " أن " في قوله: ( يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا ) فقال بعض نحويي البصرة: لم يذكر هاهنا " أن "؛ لأن هذا يدلّ على المعنى، وقال الشاعر:

ألا أيُّهَـذَا الزَّاجِـرِي أحْـضُرَ الـوَغَى

وأنْ أشْـهَدَ اللَّـذَّاتِ هَـل أنْتَ مُخْلِدي (4)

قال: وقال:

لَـوْ قُلْـتُ مـا فِـي قَوْمِهـا لَـمْ تِيثَمِ

يَفْضُلُهــا فــي حَسَــبٍ وَمِيسـمِ (5)وقال: يريد ما في قومها أحد، وقال بعض نحويي الكوفيين: إذا أظهرت " أن " فهي في موضع رفع، كما قال: وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ - وَمَنَامُكُمْ) فإذا حذفت جعلت (مِنْ) مؤدّية عن اسم متروك، يكون الفعل صلة، كقول الشاعر:

وَمــا الدَّهْــرُ إلا تارَتـانِ فَمِنْهُمـا

أمـوتُ وأُخْـرَى أبْتَغـي العَيْش أَكْدحُ (

معنى كلمة يَتَفَكَّرُونَ في القرآن الكريمفكر الفكرة: قوة مطرقة للعلم إلى المعلوم، والتفكر: جولان تلك القوة بحسب نظر العقل، وذلك للإنسان دون الحيوان، ولا يقال إلا فيما يمكن أن يحصل له صورة في القلب، ولهذا روي: (تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله) (الحديث تقدم في مادة (أله) ) إذ كان الله منزها أن يوصف بصورة. قال تعالى: ﴿أو لم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات﴾ [الروم/8]، ﴿أو لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة﴾ [الأعراف/184]، ﴿إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون﴾ [الرعد/3]، ﴿يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون * في الدنيا والآخرة﴾ [البقرة/219 - 220]. ورجل فكير: كثير الفكرة، قال بعض الأدباء: الفكر مقلوب عن الفرك لكن يستعمل الفكر في المعاني، وهو فرك الأمور وبحثها طلبا للوصول إلى حقيقته

معنى كلمة يَعْقِلُونَ في القرآن الكريم

 

عقل العقل يقال للقوة المتهيئة لقبول العلم، ويقال للعلم الذي يستفيده الإنسان بتلك القوة عقل،

﴿وينزل من السماء ماءً فيحيي به الأرض بعد موتها﴾ أي: يبسطها بأن تنبت

﴿إن في ذلك﴾ المذكور

﴿لآيات لقوم يعقلون﴾ يتدبرون.

تفسير الميسر

ومن دلائل قدرته سبحانه أن يريكم البرق، فتخافون من الصواعق، وتطمعون في الغيث، وينزل من السحاب مطرًا فيحيي به الأرض بعد جدبها وجفافها، إن في هذا لدليلا على كمال قدرة الله وعظيم حكمته وإحسانه لكل مَن لديه عقل يهتدي به.ا.6

معنى كلمة يَسْمَعُونَ في القرآن الكريم

سمع السمع: قوة في الأذن به يدرك الأصوات، وفعله يقال له السمع أيضا، وقد سمع سمعا. ويعبر تارة بالسمع عن الأذن نحو: ﴿ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم﴾ [البقرة/7]، وتارة عن فعله كالسماع نحو: ﴿إنهم عن السمع لمعزلون﴾ [الشعراء/212]، وقال تعالى: ﴿أو ألقى السمع وهو شهيد﴾ [ق/37]، وتارة عن الفهم، وتارة عن الطاعة، تقول: اسمع ما أقول لك، ولم تسمع ما قلت، وتعني لم تفهم، قال تعالى: ﴿وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا﴾ [الأنفال/31]، وقوله: ﴿سمعنا وعصينا﴾ [النساء/46]، أي: فهمنا قولك ولم نأتمر لك، وكذلك قوله: ﴿سمعنا وأطعنا﴾ [البقرة/285]، أي: فهمنا وارتسمنا. وقوله: ﴿ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون﴾ [الأنفال/ 21]، يجوز أن يكون معناه: فهمنا وهم لا يفهمون، وأن يكون معناه: فهمنا وهم لا يعملون بموجبه، وإذا لم يعمل بموجبه فهو في حكم من لم يسمع. ثم قال تعالى: ﴿ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا﴾ [الأنفال/ 23]، أي: أفهمهم بأن جعل لهم قوة يفهمون بها، وقوله: ﴿واسمع غير مسمع﴾ [النساء/46]،

 

 

تفسير الجلالين

 

﴿ومن آياته منامكم بالليل والنهار﴾ بإرادته راحة لكم

﴿وابتغاؤكم﴾ بالنهار

﴿من فضله﴾ أي: تصرفكم في طلب المعِيشة بإرادته

﴿إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون﴾ سماع تدبر واعتبار.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×