اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

سلسلة : روائع البيات لـ د/ رقية العلواني

المشاركات التي تم ترشيحها

أهمية الإيمان باليوم الآخر

 

%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D8%B1.jpg

أنا قد أقوم بكل ما استطيع أن اقوم به كبشر لكن لا ثمرة لعلمي، لا أجد من أهلي وأقاربي ومكان العمل الذي أعمل فيه والمجتمع الذي أعيش فيه لا أجد الجزاء الأوفى، من الذي سيجازيني؟ من الذي سيعطيني؟ من الذي سيكافئني؟ الله سبحانه وتعالى. متى سيكون هذا؟

ليس فقط في الدنيا، قد لا أجد الجزاء ولكن الذي يوفي الجواء الأوفى هو الحق سبحانه وتعالى ولذلك جاءت الآيات في سورة الفاتحة أول سورة في القرآن (مالك يوم الدين) يوم الجزاء يوم الحساب يوم المصير يوم المكافأة لمن لم يجد من يكافئه في الدنيا، يوم الجزاء الأوفى لمن وقع عليه الظلم ولم يجد في محاكم البشر ولا في محاكم الدنيا من ينصفه.

 

يوم الجزاء هو يوم الراحة والهناء للمؤمن وللإنسان الصادق المُخلِص الوفيّ في عمله الذي نال في الدنيا ما ناله. يوم البعث ركن من أركان الإيمان لا يتم إيمان الإنسان إلا به ومع ذلك يجادل فيه من يجادل تكبراً وعناداً واستبعاداً وإصراراً وربما رغبة في الخلاص من العقوبة رغبة في الخلاص من الحساب.

 

الإنسان حين يعيش دون أن يستشعر أن هناك رقيب عليه أن هناك حساب سيقف بين يدي الله سبحانه ويحاسبه على الكلمة وعلى التصرف وعلى الفعل وعلى الدرهم وعلى الدينار ولماذا فعلت؟ وكيف فعلت؟ ومن اين أتيت؟

حين يشعر بأنه بعيد عن كل هذه القيود وأنه طليق في تصوره وفي أوهامه التي ينسجه له شياطين الإنس والجن، عندما يشعر بالبعد والانفصال عن كل هذه الأنواع من الرقابات قد تسول له نفسه أن يعبث في الأرض بما يشاء من أنواع الفساد من أنواع التخريب أنواع الظلم والتخريب والاعتداء على حقوق الآخرين.

 

ما الذي يردعه

يوم البعث يوم الجزاء يوم الإنصاف يوم الحساب.

تقدم آيات سورة الحج وتبني في نفس الإنسان بشكل عام في نفوس كل الناس ولذا جاء الخطاب في أول آية وفي آيات ستأتي فيها في مواضع في سورة الحج

(يا أيها الناس)

الخطاب لكل الناس.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الأدلة العقلية للقراَن الكريم في إثبات البعث

الصورة الأولى

 

انظر إلى الآية الخامسة وهي تناقش الإنسان المتكبر المتجبر الذي يجادل في الله بغير علم تناقشه إن كان يملك بقية من عقل ومن منطق ومن إحساس، تناقشه بمنطق العقل بمنطق الحُجة بمنطق الحس الذي يؤمن به وليس بمنطق الغيب الذي يؤمن به المؤمن فحسب.

تأتي الآية الخامسة فتقول في سورة الحج

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ)

هذه الصورة الأولى، تقدم سورة الحج في هذه الآية صورة مجسدة مقربة تقرب للإنسان كيف تجادل في وقوع البعث؟ كيف تناقش في قدرة الله عز وجل في إحياء الناس بعد الموت؟ كيف تجادل؟ كيف تجادل في قدرة الخالق سبحانه على أن يعيد الناس إلى الحياة من جديد بعد أن يصبحوا ويتحولوا إلى تراب، كيف تجادل؟!

كيف تجادل وأصل الخلقة الذي هو أصعب واشد بمنطق العقل؟! كيف تجادل وقد خلقك الله أصلاً من تراب؟!

 

خلق آدم من تراب، كيف تجادل وأنت ترى الإنسان الجنين كيف ينمو خاصة بعد أن كشف العلم الحديث أطوار نمو هذا الجنين ولم يخرج على الإطلاق ولو بقدر شعرة عما وصفته هذه الآية العظيمة هذه الآية في سورة الحج. علماء الأجنّة الأطباء كل ما توصلت إليه الدراسات الحديثة التي قاموا بها لم تخرج عن التوصيف العميق الدقيق الذي جاء من رب العباد سبحانه. هذه الأطوار التي يمر بها الجنين وصفها القرآن قدمتها الآية كيف تجادل إذن؟! كيف أجادل في شيء لا علم لي به؟!

الذي قدر واستطاع بقدرته المطلقة أن يخلق الإنسان من تراب ويمرر به هذه الأطوار العجيبة العظيمة النطفة العلقة المضغة المخلقة وغير المخلقة في تستقر في الرحم ثم تعود إلى الحياة وتنزل بعد ذلك ثم نخرجكم طفلاً ثم تمر بمراحل عديدة ليبلغ الإنسان مرحلة القوة والشباب ثم بعد ذلك يبدأ بمرحلة النزول

(وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا)

هذه الأطوار العجيبة من الذي خلقها؟ من الذي سواها؟

من القادر سبحانه وحده دون سواه أن يغير من نطفة إلى علقة؟ من الذي يستطيع وحده دون سواه أن يغيّر من العلقة إلى المضغة؟ من؟ من يملك كل هذه القدرة المطلقة حتى يستطيع أن يجادل بعد ذلك ويقول ويزعم أن الله سبحانه غير قادر على أن يعيد الإنسان إلى الحياة من جديد بعد أن يصيّره إلى التراب؟

هذه الصورة الأولى في الآية الخامسة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الأدلة العقلية للقراَن الكريم في إثبات البعث

الصورة الثانية

 

06.jpg

وتقدم الآية العظيمة صورة أخرى للإنسان صورة تهز الإنسان من أعماقه من جديد تدق له كل أجراس الإنذار لتوقظه من سباته العميق لتشعره بأن يوم القيامة مهما حاولت الهروب منه مهما حاولت أن تهرب من الجزاء مهما حاولت أن تهرب من تلك المحكمة التي ستأتي لا محالة لا تستطيع الهروب.

الصورة الثانية تتعلق أيضاً بصورة حسية نراها أمام أعيننا ليل نهار.

وانظر إلى قول الله عز وجل وإعجاز القرآن في الكلمة

(وَتَرَى الْأَرْضَ)

أمر محسوس أمر نبصره بأعيننا أمر نعاينه كل يوم كل ليلة

(وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً)

خامدة في حالة موت هامدة

(فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء)

من الذي ينزل الماء؟ الله سبحانه وتعالى

(اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)

سبحان الله العظيم!

آية في غاية الإعجاز والعظمة!

كل ما نحتاج إليه لاستشعار عظمة هذه الآية أن أنظر في الواقع الذي أعيش أن أتدبر في الكون الذي حولي الذي ينطق بقدرة الله سبحانه وتعالى المطلقة.

من الذي يحيي الأرض بعد موتها. أليس هو الله سبحانه؟ من الذي يعيد الحياة إلى الأرض الميتة بعد أن قد جفّت وانتهت كل أشكال الحياة فيها لا نبات ولا عشب ولا حياة على الإطلاق ينزل الله سبحانه وتعالى الماء بقدرته على هذه الأرض الميتة فيحييها من جديد لينبت فيها كل أنواع النبات من كل زوج بهيج، من الذي أحياها؟ من الذي بثّ فيها الروح من جديد؟ أليس هو الله سبحانه؟ أليس هو القادر على أن يحيي الموتى كما يحيي هذه الأرض؟ يا سبحان الله!

 

هذه الآية العظيمة وحدها إذا تدبرت فيها وربطت بين ما أراه في الكون وبين كلمات الآيات وبين حروفها يبدأ الإنسان باليقظة يتخلى عن كبريائه يتخلى عن عناده يتخلى عن إصراره الكاذب عن إصراره وعناده وجداله بغير علم بقدرة الله سبحانه وتعالى على الإعادة إلى الحياة بعد الموت.

(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

انظر إلى عظمة الآية.

الحق هو الله سبحانه، الحق هو الله وحده لا شريك له قادر على كل شيء وليس فقط على إعادة الناس إلى الحياة بعد الموت

(وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ).

الآن وبعد أن قدّمت وتم البناء في نفس الإنسان غير المكابر غير المعاند بعد أن تم بناء الإيمان بالبعث والإيمان بأن هناك يوم قادم لا محالة وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ سبحانه وتعالى سيحاسب ويجازي وهناك محكمة عادلة تحاسب الناس على أعمالهم وسلوكياتهم وتصرفاتهم، إعمل ما شئت في الدنيا ولكن ضع أمام عينيك أنك ستحاسب على كل ما تقوم به.

هذه الحقيقة الحاضرة الغئبة عن أذهان كثير من الناس تبنيها سورة الحج.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما العلاقة بين الإيمان بالبعث وبين الحديث عن الحج؟

 

23172905_1520017431408308_6924166462763711523_n.jpg?oh=d39fe8dc7d070e8e67a4d7063394b4d3&oe=5AAA2DD2

ولكن قبل أن نستمر في تدبر آيات سورة الحج لنا أن نتساءل يا ترى لماذا جاءت سورة الحج بهذه البداية العظيمة والحديث المتواصل القوي الحاضر عن قضية البعث؟ لماذا؟ ما العلاقة بين الإيمان بالبعث وبين الحديث عن الحج؟

ما العلاقة بين هذه البداية المركزة التي تركز في نفس الإنسان الإيمان بالبعث والكلام عن الحج؟ السورة تتحدث عن الحج وسيأتي الحديث عن الحج فلماذا الكلام في البداية عن البعث؟

سبحان الله العظيم!

هذا القرآن العظيم –كما ذكرنا قبل قليل- مُعجز في كل شيء مُعجز في تناسب الآيات والسور، مُعجز في ترتيب الايات في السورة الواحدة، مُعجز في تقديم الأمثال، مُعجز في كل شيء، يا سبحان الله!

من أراد أن ينظر إلى منظر مصغّر ليوم البعث وليوم القيامة فليتدبر الحجّ.

من أراد أن يرى مواقف وأهوال يوم القيامة بصورة مصغّرة مبسطة بطبيعة الحال فليذهب إلى الحج؟ كيف؟

مواقف يوم القيامة مواقف الحشر وقوف الناس ازدحام الناس ما يظهر عليهم من آثار السهر والتعب الشديد والنصب مظاهر أريد لها أن تجعل الإنسان يقترب قليلاً بعض الشيء من مواقف الحج. الحرّ الشديد الزحام الخانق الانتظار الطويل، حال البشر وهم يجتمعون في حالة انكسار وذل وخضوع وتضرع بين يدي الله سبحانه وتعالى. اللباس البسيط الذي يلبسه كل الحجيج دون طبقية دون فرق بين عزيز وذليل، دون فرق بين غني أو فقير دون طبقية على الإطلاق، دون فرق بين أسود أو أبيض، الكل يلهج بالدعاء والتضرع والخضوع والانكسار والذلة لله سبحانه وتعالى، للواحد، للملك، يقفون على هذه المواقف والمشاعر يطلبون شيئاً ًواحداً الكل يشتركون في طلب شيء واحد تركوا من ورائهم الدنيا تركوا الأعمال تركوا المناصب تركوا الأهل تركوا الأولاد تركوا كل شيء وجاؤوا لله الواحد القهار يسألونه صفحاً عفواً مغفرة رحمة من عنده.

هذه المواقف العظيمة تذكر بشيء واحد تذكر بمواقف يوم القيامة مع فارق واحد أني حين أقف في الحج في المشاعر المقدسة على جبل عرفة على منى على مزدلفة حيت أقف تلك المواقف أنا لا زلت في دار العمل لا زلت فيها والحج عمل ومن أعظم العمل. أما يوم القيامة فسأقف مواقف الذل والتضرع والخضوع والترقّب والتوجس

ولا يمكن أن يكون بين يدي عمل آخر أستطيع أن أقدمه فى الآخرة ومواقف يوم القيامة دار جزاء لا دار عمل، انظر إلى الفارق وانظر إلى الربط العظيم الذي ينبغي أن يستحضره كل من يقف في مواقف الحج العظيمة كل من يقف على جبل عرفة عليه أن يتذكر ذلك الموقف الرهيب الذي سيأتي لا محالة. كل من يقف وينفر من منى إلى عرفة إلى مزدلفة عليه أن يتذكر تلك المواقف العظيمة عليه أن يتذكر تنقله بين مواقف وعرصات يوم القيامة عليه أن يتذكر الحال التي سيكون عليها وعليه أن لا ينسى أبداً أنه اليوم لا يزال في رحمة الله سبحانه هو لا يزال في دار العمل فليقدم بين يدي الله سبحانه من الأعمال ما يستطيع أن يقدّمه قبل فوات الأوان. الإيمان بالبعث يبقى دائماً حاضراً في سورة الحج ليؤكد على معاني التقوى ليكون هو الدافع الرئيس للإنسان للعمل للتزود بزاد الدنيا إلى زاد الآخرة للتزود بالأعمال الصالحة للقيام بكل ما يمكنه أن يقوم به ويتزود به من عمل في هذه الدنيا قبل فوات الأوان.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إجعل البعث حقيقة حاضرة في حياتك

ChVgaFHWwAAFSLA.jpg

 

 

(وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ )

القضية حقيقة ولكن ليست المسألة في وقوع هذه الحقيقة التي ستقع لا محالة دون شك ولا ريب، الإشكالية في بعض الناس في أصناف من الناس حقيقة الإيمان بالبعث لديهم فيها شك فيها جدال فيها عدم استحضار لهذه الحقيقة استحصاراً يدفع بهم إلى العمل وإلى التضحية وإلى تقديم كل غالي ونفيس في سبيل العمل الصالح في سبيل نيل رضى الله سبحانه وتعالى.

 

وانظر معي إلى قول الله عز وجل في الآيات التي تليها وهو يقسم أنواع من البشر أنواع من الناس لم يجعلوا الإيمان بالبعث حقيقة حاضرة في حياتهم

(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ )

هذا الصنف من الناس

(ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)

لأن القضية أصبحت جدالاً بالباطل، قضية البعث ليست مسألة تصديق وتكذيب هو يعلم هذه الحقيقة ولكنه يجادل بغير علم، يبتعد عن هذه الحقيقة، يتخذ كل الوسائل والسُبُل للتكذيب بها، هذا النوع من الناس إختار طريق الضلال والصدّ عن سبيل الله عز وجل، يستخدم كل ما أوتي من قوة مادية إعلامية سياسية اقتصادية لأجل الصدّ عن سبيل الله عز وجل.

 

وتأملوا معي كيف يجعل الله سبحانه وتعالى في آيات سورة الحج الإيمان بالبعث حقيقة واقعة، تأملوا معي قول الله عز وجل

(لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ )

يجعل الإنسان يستشعر كل ما أقوم بعمل من الأعمال صالحاً أو غير ذلك كل ما قمت بعمل علي أن أستحضر الجزاء قبل أن أقوم به عليّ أن أتوقف للحظة ما نتيجة العمل؟

ما هي النتيجة التي ستترتب على العمل الذي سأقوم به؟

هذا الإنسان الذي ضلّ عن سبيل الله وصدّ عن سبيل الله يتوعده ربي عز وجل بخزي بفضيحة في الدنيا ربما تكون فضيحة مالية ربما تكون فضيحة أخلاقية ربما تكون في السياسة ربما تكون في أي شيء ولكن خزي ومذلة ومهانة لماذا؟

الجزاء من جنس العمل، أراد الصدّ وإضلال الآخرين عن طريق الحق، لم يكتفي فقط بإضلال نفسه لم يكتفي فقط بأن يكون هو مبتعداً عن خالقه سبحانه لكنه أراد أن يردي الآخرين في هذا الطريق فكان الجزاء له من نفس العمل

(لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ).

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

علاقة البعض مع الله علاقة قائمة على المنفعة

 

23331079_508460582840566_3637744937291493031_o.jpg?oh=83496f24970d1331d05f524fb42ff636&oe=5A9CAB48

صنف آخر من الناس لم يجعلوا الإيمان بالبعث حقيقة واقعة مطبقة في حياتهم، هذا الصنف من الناس قد يؤمن بالبعث ولكن العلاقة بين استحضار هذه العلاقة فيها ضعف شديد فيها نوع من أنواع الخنوع من أنواع الذل والخنوع للدنيا ومطالبها، كيف؟

يقول الله سبحانه وتعالى واصفاً هذه الفئة من الناس

(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ )

هذا النوع من الناس علاقته مع الله عز وجل علاقة قائمة على المنفعة، قائمة على المصلحة، يعبد الله طالما أن طاعة الله سبحانه وعبادة ربه عز وجل وتقرّبه من الله سبحانه يأتي له بالمنفعة يأتي له بالمصالح الشخصية المنافع الدنيوية قد يجد زيادة في رزقه قد يجد بركة في وقته في ماله في أولاده في صحته قد يجد هذه الأمور، فكلما زاد له الله سبحانه من أمور الدنيا كلما ازداد تقربًا وصلاحاً وكلما ازداد التزاماً وكلما بدأت الدنيا بعض الشيء تبتعد عنه أو تمتنع عنه أو تأتيه أي نوع من أنواع الانتكاسات أو الابتلاءات أو الامتحانات التي يتعرض لها البشر بمختلف التزاماتهم

 

473.gif

 

 

ليس بالضرورة فقط المؤمن ما من بشر في هذه الدنيا إلا وهو معرّض للابتلاءات المؤمن وغير المؤمن في ذلك سواء ولكن المؤمن يرجو عند الله ما لا يرجوه غيره من البشر, هذا النوع من الناس إذا جاءه أي نوع من الابتلاءات بدأ يتذمر بدأ يتراجع في التزامه مع الله عز وجل بدأت ثقته بربه تضعف بدأ بدل أن يحسن الظن بالله عز وجل يسيء الظن بخالقه، يا رب أنا ازددت لك صلاة، أنا ذهبت إلى الحج أنا ازددت في التزامي فلماذا بدأت الابتلاءات تأتي على رأسي واحدة بعد الأخرى كلما ازددت التزاماً وتقرباً منك؟!

هذا النوع من المساءلة هذا النوع من العلاقة مع الله شيء غير مشروع، غير مقبول

 

imge0b92746fd7d5.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سورة الحج تبني في نفسي علاقة حسن الظن والثقة المطلقة بالله

 

27044.jpg

علاقتي مع الله عز وجل ينبغي أن تكون علاقة ثابتة علاقة مطلقة لا تهزها النوائب لا تغيرها المصائب أحبه في السراء وأحبه في الضرّاء، أحبه في الرخاء وأحبه في الشدّة، أحبه في الصحة وأحبه في المرض أحبه إن أقبلت الدنيا عليّ وأحبه سبحانه إن أدبرت الدنيا عني، ليس المقياس لدي إقبال الدنيا أو إدبار الدنيا المقياس الحقيقي عندي ثقتي ويقيني المطلق بالله سبحانه وتعالى يقيني الذي لا يتزعزع ثقتي المطلقة بخالقي سبحانه أنه حتى حين يمنع عني إنما منعه عطاء، منعه لأجلي، ابتلاؤه هو خير لي.

 

قد لا أرى الحكمة من وراء هذا الابتلاء أو الامتحان، قد لا أرى الحكمة في الانتكاسة التي أصابتني في مالي أو في تجارتي أو في صحتي أو في أولادي ولكن قطعاً هناك حكمة ولكن أمر المؤمن كله خير إن أصابتني السراء شكرت وحمدت وتقربت إلى الله عز وجل وإن أصابتني الضراء صبرت فكان كذلك خيراً لي.

هذا النوع من العلاقة هو ما تريد آيات سورة الحج أن تبنيه في نفسي علاقة حسن الظن والثقة المطلقة بالله سبحانه، اليقين بأن الله سبحانه وتعالى لا يختار لعبده المؤمن المتقرّب المُقبل عليه إلا الخير في كل شيء قد لا تتضح لي الحكمة في الموقف الذي أصابني في الابتلاء الذي أصابني في الانتكاسة التي مرّت بي ولكن الحكمة موجودة عند الخالق سبحانه الذي كل شيء لديه بقدر سبحانه وتعالى.

 

15306125_545860695538354_1966484096829882368_n.jpg?ig_cache_key=MTQwMzU3Mjc4NzkwNTM0MTQ0Mw%3D%3D.2

الجزاء قد لا آخذه في الدنيا ولكني قطعاً أؤمن بالبعث وأؤمن بيوم الدين، إيماني بالجزاء إيماني بكل هذا إيماني بنتيجة العمل الذي أقوم به قطعاً هي واقعة في نفسي هذا الوقوع وهذا الإحساس وهذا الاستحضار العظيم ليوم البعث يولد طاقة هائلة عند الإنسان طاقة إحسان الظن بخالقه عز وجل ولذا كان حسن الظن بالله سبحانه من حسن العبادة ولذا ربي عز وجل يقول في الحديث القدسي:

أنا عند ظن عبدي بي.

لذا القرطبي لديه كلام جميل في تعليقه على هذا الحديث يقول:

ظنّ الإجابة عندما تدعو الله سبحانه وتتوجه إليه وظنّ القبول عندما تطلب المغفرة منه وظنّ التوبة عندما تتوب وتؤوب إلى خالقك سبحانه.

عليّ أن أغلّب في حياتي حسن الظن بالله سبحانه.

 

تأملوا معي موقف الحبيب صلّ الله عليه وسلم حينما هاجمه وطرده أهل الطائف، ذهب بدعوته إليهم ذهب إليهم وتجشم العناء والتعب وما ناله بعد ذلك إلا أي شيء؟ إلا أن أغروا به صبيانهم ليرموا بقدمه الشريفة الأحجار وكل ما كان لديهم، ماذا كان موقف الحبيب صلّ الله عليه وسلم؟ هل تراجع؟ هل تراجعت ثقته بربه وبخالقه؟

أبداً، ما كان منه إلا أن شكا إلى ربه وناجى خالقه سبحانه فقال: إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي لك العتبى حتى ترضى ولا حول لا قوة لي إلا بك.

هذا الإيمان الثابت، هذا الإيمان الذي أنا بحاجة شديدة إليه اليوم.

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لا ناصر إلا الله ولا معين إلا الله

 

14583287_1947186962178904_39965168905486336_n.jpg?ig_cache_key=MTM2ODEzOTIyMzY0MzAzOTcxNw%3D%3D.2

عدم الثقة بالله سبحانه أو ضعف الثقة بالله أو عدم إحسان الظن به يجر الإنسان إلى الإستعانة بالمخلوقين دون الخالق وهذا خلل في التوحيد عظيم وليس بالبسيط.

عدم إحسان الظن بالله في مسألة بسيطة على سبيل المثال في مسألة النصر أو الرزق أو ما شابه ذلك يجرّنا إلى الإستعانة بأولياء من دون الله سبحانه ولذا جاءت الآية العظيمة -وتأملوا عظمة وإعجاز القرآن في ترابط آياته- بعد الآية التي قال عنها

(ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)

عن هذا النوع من البشر

(يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ *يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ )

ضعف الثقة بالله سبحانه واليقين به يجر الإنسان إلى الوقوع في موالاة المخلوقين دون الخالق في طلب الرزق منهم والاستعانة بهم ونصرتهم دون الاستنصار والاستعانة بخالقه عز وجل.

 

ومن كان هذا حاله يصفه القرآن فيقول

(ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ).

هذه الآيات تركز في نفوسنا جميعاً خاصة حينما يذهب الإنسان إلى الحج ويرى بأم عينه كيفية تضرع الخلق إلى خالقهم الغني والفقير القوي والضعيف العزيز والذليل الكبير والصغير الأسود والأبيض العربي وغير العربي كلهم يشعرون بمدى الحاجة إلى الخالق سبحانه. هذا الإحساس والشعور يوقظ في نفسي كإنسان الشعور الذي تعززه هذه الآيات أن لا ناصر إلا الله ولا خالق إلا الله ولا رازق إلا الله ولا معين إلا الله ولا مجير إلا الله سبحانه وتعالى وهذا الإحساس بالضبط ما تبنيه في نفسي آيات سورة الحج.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

استحضار يوم القيامة والعمل له

 

maxresdefault.jpg

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ )

تأملوا معي قول الله

(وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ)

من يتعالى عن السجود لخالقه من لا يخضع لخالقه سبحانه بالسجود والتذلل والانكسار بين يديه إنما هو في حقيقة الأمر يهين نفسه ولا يهين شيئاً آخر.

قمة الإهانة أن لا يخضع الإنسان لخالقه، لماذا؟

لأنه إن لم يخضع لخالقه قطعاً سيخضع لمخلوق وتلك هي قمة الإهانة وقمة الكرامة والعزة أن يخضع لخالقه، قمة الكرامة أن يضع جبهته على الأرض سجوداً وانصياعاً وخضوعاً وانقياداً لأمره سبحانه وتعالى.

 

السجود الذي تأتي به هذه الآية في سورة الحج ليس مجرد سجود الجباه، لا، سجود القلب خضوعاً وانقياداً وتسليماً لخالق عظيم لخالق لا يخرج شيء في هذا الكون عن إرادته وقدرته وقوته سبحانه.

 

ثم تتوالى الآيات آية بعد آية لتستحضر وتذكّر الإنسان دائماً بالجزاء

(هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ )

ثم تأتي عن المؤمنين فتقول

(إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ )

 

ولنا أن نقف ونتساءل لماذا يتكرر في سورة الحج ذكر الجزاء للمؤمن وغير المؤمن آية بعد آية تقريباً بعد كل مقطع من مقاطع سورة الحج يأتي الحديث عن الجزاء،

لماذا يا رب؟

كما ذكرنا في البداية سورة الحج تريد أن تبني فيّ التقوى تريد أن تبني قمة التقوى في قلبي، تريد أن تصنع من قلبي قلباً مخبتاً متواضعاً عائداً لربه سبحانه، وأعظم وسيلة لصناعة التقوى ولبناء القلب المخبت الراجع المتواضع إلى ربه المنكسر بين يدي خالقه التذكير المستمر بالبعث جعل قضية القيامة وقضية الجزاء قضية حاضرة كأني أنظر إليها كأني أراها أمام عيني ليل نهار، لا ينبغي أن تغيب عن عيني أبداً، لا ينبغي أن يغيب استحضار اليوم الآخر عن قلبي عن واقعي عن سلوكياتي.

 

وهنا يحضرنا تصرّف النبي صلّ الله عليه وسلم مع أصحابه.

النبي صلوات الله وسلامه عليه كان كلما جلس مجلساً مع أصحابه ذكّرهم بيوم البعث ذكّرهم بالجزاء ذكّرهم بالآخرة ليجعل قضية الآخرة حاضرة دائماً كأنهم يعيشونها.

في الحقيقية جعلهم يعيشونها قبل الموت في الحياة الدنيا، لماذا؟

ليكونوا أكثر تمسكاً بها ليكونوا أكثر إقبالاً على الآخرة وأكثر حباً للآخرة وأكثر ابتعاداً عن ملهيات الدنيا ومغرياتها.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تذكر ولا تنسَ الجنة !

 

hqdefault.jpg

ذات يوم جاء للنبي صلّ الله عليه وسلم قطعة من حرير ناعمة ذات ملمس ناعم رقيق جعل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم يتلمسونها بأيديهم ويتعجبون من رقتها وحُسنها فإذا بالنبي صلّ الله عليه وسلم ينظر إليهم ويقول أتعجبون من لين هذه ووالله لمناديل سعد بن معاذ في الجنة ألين من هذه وأحسن أو كما قال عليه الصلاة والسلام. ما الذي جاء بذكر مناديل سعد في الجنة بهذه القضية المادية المحسوسة التي كانت أمام أعينهم؟ أراد أن ينقلهم نقلة سريعة وواضحة وقوية من التأمل في مسألة دنيوية كقطعة الحرير إلى الربط بمسألة أخروية مناديل سعد بن معاذ في الجنة أرقّ من هذه وأليَن. عندما أجعل الآخرة حاضرة في ذهني حاضرة في واقعي أعيشها قبل أن أعيش الآخرة قبل أن أصل إليها يدفعني إلى ذلك التضحية يدفعني ذلك إلى سهولة أن أقدّم ما لدي في الدنيا مهراً لتلك الجنة مهراً للآخرة.

 

هذا النوع من الاستذكار الدائم للآخرة هو الذي حدا بصحابة النبي صلوات الله وسلامه عليه هذا ما حداهم أن يضحوا بكل شيء لأجل الآخرة لأنهم عاشوها ولذلك كان بعض الصحابةرضوان الله عليهم يقول في غزوة أُحد إني لأشم ريح الجنة من خلف جبل أُحد، إني لأشم ريحها كانوا يستشعرونها حقيقة، كانوا يعيشونها ولذا كان الواحد منهم يقول إن عشت حتى أنتهي من أكل التمرات إنها لحياة طويلة! هي ثواني هي مجرد دقائق، ما الذي جعلها حياة طويلة أمام هذا الواحد منهم؟

تلك الحياة تلك الجنة التي كانوا يتوقون إليها.

 

ما الذي أبعدنا اليوم عن الآخرة؟ ما الذي جعلنا نتشبث بالدنيا تشبثاً شديداً؟ جعلنا لا نستطيع أن نضحي بشيء من متاعها الزائل؟ ما الذي جعلنا نصل إلى هذه الحالة؟ عدم استذكار الآخرة، البعد عن استحضار الإيمان بالبعث، البعد عن استذكار الجنة استذكاراً يجعل الجنة حاضرة في مواقعنا حاضرة في قلوبنا فإن سكنت على سبيل المثال بيتاً جديداً أو قصراً أو انتقلت إلى بيت جديد إستحضرت بيوت الجنة إستحضرت قصور الجنة إستذكرت رياش الجنة إستذكرت لباس الجنة حين أرتدي لباساً جديداً حين أشمّ ريحاً طيباً أقول في نفسي ما بال ريح الجنة؟ كيف ستكون الجنة؟ كيف ستكون أنهار الجنة؟

 

إن رأيت منظراً حسناً من مناظر الدنيا أو تأملت في الكون إستذكرت الجنة إستذكرت الآخرة هذا هو ما نحتاج إليه لنصل إلى إيمان حقيقي يجعل التقوى حاضرة في قلوبنا حاضرة في واقعنا حاضرة في سلوكياتنا، وهذا ما تبنيه فيّ سورة الحج آية بعد آية.

 

ثم تنتقل الآيات إلى قول الله عز وجل

(وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ )

هذه الحقيقة الحاضرة دائماً الإنتقال السريع من الجزاء في الآخرة والحديث عن الجنة وكيف أن لباسهم حرير ثم إلى (هدوا إلى الطيب من القول) الجزاء من جنس العمل، جعل الجزاء دائماً حاضراً قبل أن يقوم الإنسان بالعمل يذكره بالجزاء.

أنت حين تقوم بعمل صالح قدّم الله لك الجزاء قبل أن تقوم بالعمل.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

طهر قلبك

 

cc09f94664948436caabe71b057890ae.jpg

 

كل من أتعبته هموم الحياة كل من أتعبته مشاغل الدنيا ومكائد الدنيا وابتلاءات الدنيا ومصائب الدنيا عندما يأتي إلى هذا البيت الحرام لن يجد فيه إلا الأمن والأمان والصفاء والنقاء والسكينة، هذا وعد من رب العالمين. وفي ذات الوقت

(وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ)

مجرد إرادة، قد لا يُقدِم، مجرد تفكير مجرد أن يريد أن يفعل هذا الفعل توعده الله عز وجل بالعذاب الأليم، لماذا؟

حفاظاً على قدسية هذا المكان العظيم، حفاظاً على مكانته في القلوب وفي النفوس المؤمنة التي جاءت إليه من كل فجّ عميق - كما ستأتي الآيات - لترقى إلى مستوى الصفاء لترقى إلى مستوى الأمن والأمان والسكينة والراحة والهدوء التي جاءت تبتغيها في هذا المكان العظيم.

 

(وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ )

بدأت الآيات بالحديث عن الحج من خلال الحديث عن مكانة وقدسية البيت الحرام وقصة بناء البيت الحرام. وربطت الآيات هذا البناء العظيم الذي نراه اليوم بعد كل تلك السنوات آلآف السنين ربطته بإبراهيم عليه السلام. هذا الربط العظيم يذكرنا بشيء واقع، يذكرنا بالتوحيد، التوحيد الذي أقام على أساسه إبراهيم عليه السلام قواعد هذا البيت. هذا البيت العظيم ليس مجرد أحجار بنيت حجارة فوق حجارة، هذا البيت العظيم قام على التقوى قام على التوحيد قام على

(أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ).

 

هذا البيت العظيم البيت الحرام بيت الله الحرام، هذا البيت العظيم طُهّر من الشرك قبل أن يطهّر الطهارة الحسية طُهّر طهارة معنوية والطهارة المعنوية هي طهارة التوحيد طهارة العقيدة طهارة وجود أي خلل في العقيدة ولذا على المؤمن المقبل على هذا البيت العظيم أن يطهر قلبه من الشرك كما طُهر هذا البيت الذي يطوف به من الشرك.

 

ولذا جاءت الآية

(أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا)

أحتاج وأنا أطوف بالبيت وأنا أبدأ بمراسيم الإحرام وشعائر الإحرام، أحتاج قبل أن أبدأ بشعائر الإحرام وأرتدي لباس الإحرام أن أتطهر أن أطهر قلبي من كل شرك، من كل خلل، أن أطهر قلبي من كل ما يمكن أن يصدّ عن سبيل الله عز وجل أن أطهر قلبي وأصفّيه وأنقّيه.

كلنا يعلم أن الاغتسال للإحرام والدخول في الإحرام هو سُنّة وليس بفرض ولكن أن أغسل قلبي من الشِرك وأن أنزّه قلبي وأطهّره من أن يلتفت إلى أي أحد سوى الله سبحانه وتعالى إيماناً أو يقيناً أو استعانة أو استنصاراً أو استرزاقاً إنما هو فرض عين عليّ أن أقوم به في كل وقت وفي وقت الإحرام أفرض فأنا متوجه لخالقي متوجه لبيت الله الحرام.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

التفاوت بين زيارة ملوك الدنيا وبين زيارة بيت الله الحرام

 

15557_21196.jpg

 

 

(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )

أذّن في الناس هذا النداء الخالد العظيم الذي قام به إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء، هذا النداء العظيم الذي بنى أسسه إبراهيم عليه السلام بناء متواصل بناء عميق في البشرية بناء يذكرني اليوم وأنا أذهب إلى الحج أن هذه الرسالة رسالة التوحيد الخالدة عميقة الجذور عميقة الجذور في تاريخ البشرية وأنها هي الأصل وأن عدم التوحيد والابتداع والبُعد عن الله سبحانه وتعالى والشرك كل هذه المظاهر مظاهر طارئة على البشرية الأصل في البشرية هو التوحيد الأصل في هذا النداء العظيم هو التوحيد الذي جاءت أسس البيت على إقامته.

 

 

 

(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا)

يأتون بكل الوسائل، وسائل النقل المختلفة منهم من يأتي راكباً ومنهم من يأتي ماشياً مختلف الأنواع مختلف الوسائل تلبية لهذا النداء العظيم. ونريد أن نتوقف عند نقطة عظيمة، نقطة علينا أن نربط بين معاني الحج ومعاني الواقع الذي أعيش فيه. كلنا يعلم أن الناس في واقعنا إذا ما أرادوا أن يأتوا لزيارة أحد الملوك أو أحد الكبار من البشر أو أحد الأمراء يرتدوا ويلبسوا أجمل وأحسن وأفخر ما لديهم من الثياب احتراماً لهذا الشخص ولهذا الملك أو لهذا الكبير الذي جاؤوا لزيارته.

 

ما بال الحجيج حين يأتون لزيارة بيت الله الحرام لا يرتدون إلا تلك القطعة المتواضعة البسيطة التي تشبه الكفن؟ ما بالهم لا يرتدون أفخر الثياب؟ لماذا هذا التفاوت الغريب العجيب بين زيارة ملوك الدنيا وبين زيارة بيت الله الحرام ولله المثل الأعلى؟

الناس حينما يُقبِلون على الملوك والأمراء إنما يُقبِلون على بشر مهما بلغت منزلة هؤلاء البشر في النهاية هم بشر ينظرون إلى الثياب ينظرون إلى المظهر الخارجي الذي يرتديه الآخرون

أما الله سبحانه وتعالى له المثل الأعلى لا ينظر إلى صورنا لا ينظر إلى اللباس الخارجي الذي نرتديه ولكنه ينظر إلى لباس التقوى الذي يرتديه القلب الذي لا يطّلع عليه إلا الله سبحانه وتعالى.

التفاوت واضح والمقصد عظيم.

 

قلة من الناس من يلتفت إلى هذا المعنى العظيم وهو ينوي الحج وهو ينوي العمرة حال ارتدائه للباس الإحرام. كلنا يعلم أن الحجيج لا يهتمون اهتماماً حقيقياً بالكماليات عندما ينوون النية للحج أو العمرة لأنهم يدركون تماماً أن الخالق أن مالك الملك الذي يتوجهون لزيارة بيته الحرام لا ينظر إلى صورهم لا ينظر إلى قطعة القماش التي يرتدونها لا ينظر إلى أي ماركة أو أي صنف أو إلى أي نوع من أنواع الأقمشة يرتدون ولكنه سبحانه ينظر إلى تلك القلوب التي لا ينبغي لها أن تأتي إلى الحج إلا وقد لبست وارتدت لباس التقوى.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

المنافع الحقيقية المتوخاة من رحلة الحج

 

27fbef303bc394937f460e1c9d00423d--challenges-menu.jpg

 

 

(لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ)

مطلق المنافع ممكن أن تكون منافع دنيوية ولكن التركيز الأعظم على المنافع المعنوية. وأيّ منافع معنوية يا رب؟

أن أرجع بذنب مغفور وسعي مشكور وعمل متقبل وتجارة لن تبور ليس كتجارة الدنيا.

 

الحاج قد يذهب إلى الحج ويقوم ببعض الأعمال ويقوم ببعض الأنواع من التجارة ومن الأمول ومما شابه ويلتقي ببعض الناس هذا أمر وارد ولكن المكسب الحقيقي والتجارة الحقيقية التي لن تبور هي التجارة مع الله سبحانه بالعمل الصالح.

ولذا جاءت آيات في الحج عندما يقول الله سبحانه وتعالى

(وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ (197) البقرة)

 

يا أصحاب العقول النيّرة أصحاب العقول المتدبّرة المتبصّرة التي تستطيع أن تتدبر في معاني الحج في مقاصد الحج وأن تحوّل الحج من مجرد رحلة عادية إلى رحلة العمر حقيقة إلى رحلة الدنيا والآخرة إلى رحلة الذنب المغفور إلى رحلة التجارة التي لن تبور كل تجارة إلى بوار إلا التجارة الوحيد التي لن تبور مع الله سبحانه وتعالى بالعمل الصالح بالعمل النافع بالعمل الخيّر.

 

ساعات الحج ودقائق الحج ولحظات الحج وثواني الحج من أغلى وأنفس اللحظات في العمر كله وليس فقط في الحج. ولذا على الحاج المتوجّه أن لا يشغل قلبه ولا لسانه ولا خاطره بشيء من الدنيا، لا يشغله بأي شيء سوى ذكر الله سبحانه.

وتدبروا معي قول الله سبحانه وتعالى

(لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ)

إذن هو ذكر الله عز وجل في القلب وفي اللسان وفي الخاطر وفي الذهن، الذكر المتواصل الذي لا ينقطع. لا ينبغي لحاج تكبد عناء السفر وجاء من كل فجّ عميق لا ينبغي له بعد كل هذا العناء وبعد كل ذلك الإكرام من الله عز وجل، الحج إكرام، الحج دعوة، الحج دعوة من الله سبحانه وتعالى دعوة كريمة من رب كريم من ملك الملوك دعاك إلى بيته فكيف تكون إجابتك لهذه الدعوة؟ كيف يكون استغلالك لهذه الدعوة؟

كل لحظة كل ثانية هي لحظة نفيسة لا تضيّعها في غير ذكر الله عز وجل، لا تضيعها في أيّ شيء سوى الله سبحانه وتعالى.

 

أقبِل عليه إقبالاً عظيماً لا تجعل لسانك ولا قلبك ولا خاطرك يفتر لحظة عن ذكر الله عز وجل. إجعل الذكر عبادة دائمة لا تنقطع في قلبك وفي نفسك، هذه هي التجارة التي لن تبور هذه هي المنافع الحقيقية المتوخاة من رحلة الحج.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الحج يعلّمني تعظيم حرمات الله

 

BTqMdALIcAA-13Q.jpg

انظر إلى قول الله عز وجل

(وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ )

ليس المقصود في قضية الذبح ذبح الأضاحي ليس المقصود فيها مجرد الذبح، لا، المقصود والمقصد الرئيس والحقيقي أن تذكر الله عز وجل، أن تذكر الله سبحانه وتعالى ذكراً حقيقياً ذكراً يجعلك بالفعل تتذكر معاني التوحيد العظيمة، معاني التوحيد ومعاني الاستشعار بتسخير الله سبحانه وتعالى لك.

 

كل ما في هذا الكون بما فيه بهيمة الأنعام قد سُخّر لك، لأجل أيّ شيء؟ لأجل أن تذكر الله عبادة وخضوعاً واستسلاماً وتقرّباً له سبحانه. أنا حين أذبح بهيمة الأنعام أذبحها بأمر الله أذبحها باسم الله أذبحها طاعة للخالق الذي أمرني بذلك وليس لمجرد هوى وليس لمجرد تسلية وإنما طاعة وقرباناً للخالق سبحانه وتعالى.

 

(ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ )

كل شيء في الإحرام يصبح له قيمة يصبح له معنى لا يستطيع الحج أن يمسّ طيباً، يرى الطيب ولا يمسّه، يرى الصيد ولا يقتله، يرى الشعر يزعجه ولكن لا تمتد يده إليه ولا يمسك بشعرة لكي يقصّ أو لكي يحلق هذه الشعرة، لماذا؟ ما هو السبب؟

تعظيم

(ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ).

القضية في الإحرام ليست مجرد شعرة وليست مجرد مسّ الطيب وليست مجرد صيد وليست أي شيء من هذه الأشياء لذاتها، القضية تحولت إلى قضية حرمات ربي هو الذي حرّم، تعظيم من حرّم وليس تعظيم الأمر لذاته فحسب. القضية ما عادت في شعرة ولا في طيب ولا في صيد القضية أصبحت في الذي أمر بألا يمسّ الطيب في الذي أمر بألا تقتلوا الصيد وأنتم حرم في الذي أمر بهذا ونهى عن ذاك.

 

ولذلك قيمة الأمر هي في قيمة من تُعظّم سبحانه وتعالى. أنا حينما أعظّم الشيء وأقف عند حدود الله إنما أعظّم الله سبحانه وتعالى الذي أمرني ونهاني عز وجل. تخيلوا للحظات لو أن ذلك الحرص الشديد من قِبَل المُحرِم أن لا تقع منه الشعرة متعمداً أن لا يقتل الصيد أن لا يمس الطيب هذا الحرص الشديد لو استمر معنا في كل ميادين الحياة لو استمر معنا في مواقعنا المختلفة لو استمر معنا في أُسرنا في بيوتنا في حياتنا في أعمالنا لو أصبحنا وقافين عند حدود الله عز وجل كل ما يأمر به نقف عنده دون مناقشة دون جدال كل ما نهى عنه نقف عنه ونجتنبه ونعظّمه سبحانه وتعالى. هذا التعظيم العظيم للحج ولشعائر الحج لو استمر معي في حياتي بعد أن أعود من الحج كيف ستكون حياتي؟ كيف ستكون أعمالي؟ كيف ستكون الدنيا؟ كيف سأكون مع أوامر الله سبحانه؟ كيف سأكون مع محارم الله عز وجل؟

 

ولذا قال العلماء عندما تعصي الله سبحانه وتعالى لا تنظر إلى صِغَر المعصية وتقول كما يقول بعض الناس كذبة بيضاء وكذبة صغيرة، لا تقل هذا ولكن أُنظر إلى عظمة من عصيت سبحانه وتعالى. وكذا في قضية الإحرام الحج يعلمني أن أكون وقافاً عند أمر الله عز وجل منتهياً عما نهاني عنه. الحج مدرسة، الحج يعلّمني أن أعظّم حرمات الله عز وجل الحج يعلّمني ما معنى أن اقف عند شعرة فلا أقص هذه الشعرة ولا تمتد يدي إليها لأن الله قد نهاني عن ذلك. الحج يعلمني مدرسة عظيمة ودورة مكثفة تعلمني كيف أقف عند أوامر الله عز وجل، الحج يعلمني كيف أنتهي عما نهاني الله عنه سبحانه وتعالى دون جدال لا أتساءل عن الحكمة ولا عن المقصد إن أخبرني ربي فعلي الرحب والسعة وإن لم يخبرني فسمعاً وطاعة.

 

الحج يحعلني وقافاً عند أمر الله، أنا أطوف حول البيت سبع مرات ولكن لماذا سبعة؟ لماذا لم تكن ثمانية؟ لماذا لم تكن ستة؟ لماذا لم تكن خمسة؟ لا حتى يخالجني في نفسي أو مشاعري أو خواطري السؤال عن الحكمة، أقوم بالعمل وأطوف حول البيت سبع مرات بحرص شديد وتفاني شديد أن أقوم بهذا العمل كما أمرني به ربي. حرص شديد على ألا يقع عندي أي محظور من محظورات الإحرام، لماذا؟ لأن الحج مدرسة، لأن الحج أراد ربي سبحانه وتعالى أن يخرّجني في هذه المدرسة عبداً مُحسناً عبداً مُخبتاً عبداً خاضعاً لربه منقاداً لأمره عبداً يُعظم حرمات الله عز وجل ولذا جاءت

(وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ).

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

التقوى غاية سورة الحج

 

-18-728.jpg?cb=1298128227

(حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ )

هذا الحضور الرائع المستمر المتواصل للتوحيد هو ما تبنيه سورة الحج في نفسي. سورة الحج تحيي معاني التوحيد في قلوبناـ التوحيد يقوى ويضعف أحياناً في قلوبنا التوحيد يزيد وينقص في قلوبنا بسلوكنا بتصرفاتنا، بميل قلوبنا في بعض الأحيان إلى البشر، بالاستعانة بالبشر دون الاستعانة بالخالق، بالوقوع في مأساة أن ألجأ إلى المخلوقين دون الخالق، بموالاة الخلق دون الخالق سبحانه، كل هذه الأنواع من الخلل إنما هي خلل في التوحيد خلل في العقيدة.

 

قلة الثقة بالله سبحانه وتعالى كما ذكرنا في بعض اآيات، قلة إحسان الظن بالله سبحانه وتعالى، إساءة الظن بخالقي، عدم اليقين المطلق بالله عز وجل. كل هذه الأنواع من السلوكيات والتصرفات هي خلل في التوحيد هي خلل في العقيدة تصححه سورة الحج

 

(حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ).

سورة الحج تعيد في التوحيد الحياة من جديد تعيد لي التوحيد الحقيقي تعيدني إلى الحنيفية السمحاء التي جاء بها إبراهيم أبو الأنبياء عليه السلام، سورة الحج توقظ في قلبي معاني التوحيد العظيمة

 

وتأمل الآية التي تليها

(ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ )

غاية الحج أن أعظّم شعائر الله سبحانه وتعالى، غاية الحج هي هذه.

حُرمات الله أن أعظمها شيء عظيم ولكن الأعظم أن أعظّم شعائر الله عز وجل ودعونا نقف وقفة طويلة عند قوله سبحانه

(فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)

التقوى غاية سورة الحج، الغاية التي تبنيها في قلبي، الغاية التي تبنيها في نفسي.

 

ولذا بيت الله الحرام وكل الشعائر المقدسة من مزدلفة إلى منى إلى عرفة كل هذه الشعائر مقدسة ليست لذاتها نحن لا نعظّم حجراً فتعظيم الحجر شركٌ بالله عز وجل ولكن نوع من أنواع الاحترام لهذه الشعائر إنما هو من تعظيم شعائر الله التي أمر الله عز وجل بتعظيمها إيماناً وانقياداً وخضوعاً وتسليماً لأمر الله سبحانه وتعالى.

 

وتأملوا معي نحن في منى نرمي بالجمار نرمي بالحجارة، لماذا؟

الله سبحانه وتعالى قد أمر بها، نبيه صلى الله عليه وسلم الذي وقف هذا الموقف وقال خذوا عني مناسككم رمى بهذه الحجارة، من رمى بهذه الحجارة بعد إبراهيم عليه السلام واقتداء به وسيراً على هديه. ولكن في نفس الوقت هناك الحجر الأسود الذي جعله الله في الكعبة الذي جعل الناس يطوفون حول الكعبة ويقفون عند هذا الحجر وأحياناً إن سنحت لهم الفرصة أن يقبّلوا هذا الحجر كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فليفعلوا اقتداء بسيرة نبيهم عليه الصلاة والسلام وسيراً على هديه. ولنا أن نتساءل من الذي أمر بذلك الحجر الصغير أن يُرمى في الجمار ومن الذي أمر بهذا الحجر الأسود أن يُمسَح عليه ويُقبّل؟ من الذي أمر؟ هذا حجر وذاك حجر، لماذا هذا يُرمى ولماذا ذاك يُمسَح عليه ويُقبّل؟ تعظيم شعائر الله. أنا ليست القضية عندي قضية حجر، أبداً، وإلا تحولت إلى شِرك، القضية عندي قضية أوامر الله شعائر الله حُرُمات الله عز وجل، التعظيم للشعائر وليس للأشياء ولا للأحجار ولا للأماكن في حد ذاتها.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أنواع التهاون من بعض المسلمين في مواسم الحج

 

474325_1441886757.jpg

تأملوا معي في الدنيا كل الناس كل الشعوب في العالم اعتادت على أن تعظّم وتحترم قطعة قماش إنما هي تشكل علم هذه الدولة أو تلك والسؤال الذي يطرح نفسه هل القيمة الحقيقية هي في هذا القماش. في قطعة من القماش أم هي في رمزية هذا القماش؟ أم هي في القيمة التي تحملها هذه القطعة من القماش؟

ولله المثل الأعلى، تعظيم شعائر الله عز وجل، إحترام أوامر الله سبحانه، إحترام هذه الأماكن المختلفة التي أمر الله سبحانه بالحفاظ على حرمتها بالحفاظ على قدسيتها إنما هو من تعظيم أوامر الله وتعظيم شعائره.

 

وأريد أن أتوقف للحظات عند قدسية الأماكن وعند احترام هذه الأماكن وعند تعظيم هذه الشعائر من خلال احترامها بألا يُرمى حتى فيها أي قطعة من ورق أو ما شابه لا ينبغي أن تُرمى تعظيماً لشعائر الله وتقديساً لهذه الأماكن التي شرّفها الله سبحانه وتعالى.

 

ولذا من أشد العيب على المسلمين اليوم أن يستهان بالطعام والشراب فيرمى في تلك الأماكن وتلك المشاعر المقدسة، هذا نوع من أنواع التهاون في شعائر الله عز وجل قلّ من المسلمين اليوم من ينتبه إليه، هذا نوع من أنواع التهاون لا ينبغي أن نسامح أنفسنا فيه. وكما أن هذه المشاعر المقدسة جعلها الله سبحانه وتعالى حراماً وجعل لها مكانة وقدسية في نفوس المسلمين جعل للمسام قدسية وحرمة ومكانة عظيمة لا ينبغي لأحد أن يتجاوزها أو يتطاول عليها.

 

ودعونا نقف عند قول النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال وسأل أصحابه أيّ يوم هذا؟ فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه، قال أليس يوم النحر؟ قلنا بلى، قال فأي شهر هذا؟ فسكتنا حتى ظننا أن سيسميه بغير اسمه فقال أليس بذي الحجة؟ قلنا بلى، قال فإن دماءكم وأمولكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. المسلم المؤمن لا ينبغي أن يتجاوز على أخيه المسلم في هذه الأماكن المقدسة - هو أي نوع من أنواع التجاوز في الأموال والأعراض والدماء حرام سواء كان في هذا اليوم أو في غير هذا اليوم ولكنه في هذا اليوم أشدّ وفي هذه المشاعر المقدسة أشدّ ولذا

"من حجّ فلم يرفث ولم يفسق رجع من حجّه كيوم ولدته أمه"،

"الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"،

(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ (197) البقرة)

فلا كلمة نابية ولا كلمة سوء على أحد من المسلمين ولا محاولة إيذاء واحد منهم بأي شكل من أشكال الأذى.

 

هذا النوع من التعظيم لحرمات الله عز وجل ولأوامره سبحانه من أن تنتهك لا يمكن أن تقع إلا من قلب لا يعرف إلا الله سبحانه وتعالى القلب المُخبت القلب الخاضِع القلب المُتقي الراجِع العائد إلى الله سبحانه وتعالى. الإلتزام بحرمات الله جانب عظيم من جوانب التقوى ولكن الأكمل والأتمّ أن أعظّم كل شيء يدلّني على الله سبحانه وتعالى. هذه المواقف العظيمة في الحج لا ينبغي أن تغيب عن أذهان الحجيج وهو يتوجهون في مواقف الحج المختلفة في مختلف الأماكن المقدسة لنا أن نربط ما نراه في واقعنا وبين ما نتدبره في هذه السورة العظيمة.

 

وللأسف الشديد في أثناء الزحمة والازدحام الشديد وما يحدث في مواقف الحج المختلفة من غضب أحياناً ومن نسيان للمواقف التي نمر بها كحجيج يدفع البعض منا إلى أن يفقد أعصابه وربما تخرج منه كلمة لا تليق ربما سبّ ربما ستم ربما كلمة نابية هذا النوع من أنواع التهاون إنما هو تهاون في شعائر الله عز وجل ينبغي أن يتوقف الحاج عنه ينبغي أن يتوب إلى الله عز وجل ويتراجع ينبغي أن لا يقوم بهذه الأعمال أن يتوقف عنها ينبغي أن يكون تقديسه وخشيته وخوفه من أن يفسد حجّه بقصّ شعرة أو بمسّ طيب ينبغي أن يكون بالضبط كما يتهاون في كلمة نابية أو في إساءة لمسلم أو في رمي قطعة ورق أو قطعة طعام أو في أحياناً أن يدوس بقدمه على قطعة طعام دون أن ينتبه أو دون أن يلتفت. هذا النوع من أنواع التهاون من بعض المسلمين في مواسم الحج ربما بدون قصد ربما بحسن نية لا بد أن يتوقف. آن له الأوان أن يتوقف خاصة ونحن نتدبر في هذه الآيات العظيمة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الحكمة من تشريع الأضحية

 

p-odhiya014c.jpg

(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ )

القضية ليست قضية أن أذبخ غنماً ولا قضية أن أذبح شاة ولا بعيراً القضية تحولت إلى قضية أخرى قضية إخبات قضية توحيد (فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) قضية ذكر اسم الله عز وجل وتوحيد رب العالمين واستذكار المشاعر العظيمة

(الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ )

 

(وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ)

مرة أخرى

(فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ )

إذن هي التقوى الحاضرة، قضية الأضاحي وقضية ذبح الأنعام ليست مسألة ذبح وإنما هي مسألة خروج وإخراج الشُحّ من الأنفس، خروج الشُحّ من النفس لتتعلم العطاء، لتتعلم الشعور بالآخرين الشعور بالقانع والمعترّ، لتتعلم الإحساس بالفقراء والمساكين، لتتعلم كيف تخرج من أموالها الصدقات والعطاء القضية ما عادت قضية مجرد ذبح، القضية تعود بنا إلى الذبح الأول إلى قضية الأضاحي وإلى قصة إبراهيم عليه السلام. إبراهيم أبو الأنبياء الذي حين جاءه في المنام أن يذبح ابنه الغالي اسماعيل لم يفكر ولم يتردد لحظة واحدة بالتضحية به وإنما قال له (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ (102) الصافات) وما كان من الابن إلا أن قال (قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ)

 

هذا النوع من أنواع التضحية هي ما أحتاج أن أتسحضره اليوم وأنا أقوم بتقديم القربان أو الأضحية. والأضاحي ليست قضية متعلقة فقط بالحاج بل هي مفتوحة للحاج ولغير الحاج فمن لم يتمكن من المشاركة في هذا الموسم من الخيرات موسم الحج العظيم والذهاب إلى الحج لا تفوته سُنّة الأضاحي هذه السنة العظيمة التي قام بها أبو الأنبياء وقام بها النبي صلى الله عليه وسلم وحين أقوم بهذه الأضحية وحين أقوم بهذه السُنّة العظيمة عليّ أن أستذكر التضحية ومعنى التضحية أنا أضحي لله عز وجل لأني على يقين أن الله سبحانه وتعالى سيرزقني وسيعطيني كما فعل أبو الأنبياء حين أراد أن يضحي بابنه إيماناً وانقياداً وخضوعاً وتسليماً لأمر الله.

 

أنا حين أضحي أضحي لأمر الله سبحانه طاعة وتقرباً لله سبحانه.

النفس التي تصنعها سورة الحج ويصنعها موسم الحج ويخرجّها موسم الحج ليجعل منها نفساً محسنة نفساً غير شحيحة نفس معطاء تعلمت التضحية بالغالي والنفيس تعلمت أن تسكت في كثير من الأحيان لكي لا تخرج منها وتتفوه بكلمة سوء فيها إساءة لأحد من المسلمين صبراً واحتساباً لله سبحانه وتعالى وتعظيماً لشعائره. النفس التي تعلمت أن تقف عند أوامر الله وتعظم حرمات الله وتعظم شعائر الله نفس مضحية نفس تعلمت معنى التضحية ذاقت جمال وحلاوة التضحية ذاقت جمال أن تترك شيئاً لله سبحانه وتعالى.

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

(وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ)

 

ClHAZ81UkAATwdZ.jpg

النفس التي تغضب النفس التي بحكم الزحام وبحكم العدد الرهيب من البشر ممكن أن يدفعها أو يدوس على قدمها أحد من الناس تسكت وتحتسب بل تدعو لمن أساء إليها وتدعو بظهر الغيب لمن آذاها هذه النفس العظيمة خرّجتها سورة الحج، هذه النفس العظيمة تخرّجت في موسم الحج نفس محسنة ولذا جاءت الآية العظيمة

(وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ)

المؤمن في الحج المؤمن بعد مدرسة الحج تخرد مؤمناً برتبة محسن، تخرج مؤمناً برتبة مُخبِت. قلبي الذي صنعته سورة الحج قلبي الذي ربته سورة الحج قلبي الذي تخرج في موسم الحج قلب جديد قلب تخرّج برتبة محسن برتبة مخبت برتبة راجع عائد إلى الله سبحانه وتعالى، فبذلك فليفرح المؤمن الذي تخرّج بهذه الرتبة.

 

ولذا جاءت الكلمة بعد آيات سورة الحج كل الآيات بقوله سبحانه

(وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ)

هنيئاً للحجيج هنيئاً لمن تخرجوا برتبة المحسنين هنيئاً لتلك القلوب التي ضحّت هنيئاً لتلك القلوب والألسن التي لم تفتر عن ذكر الله، هنيئاً لتلك الأيدي التي لم تمتد بأذى لأحد من المسلمين، هنيئاً لتلك الأيدي التي أمسكت فلم ترمي بورقة ولا بحجرة ولا بقطعة لحم ولا بأرز ولا باي شيء تعظيماً لشعائر الله، هنيئاً لتلك الأيدي التي صافحت، هنيئاً لتلك القلوب التي سامحت، هنيئاً لتلك الألسنة التي لهجت بذكر الله ليل نهار هنيئاً لتلك القلوب التي ضحت بالأضاحي وضحت بالغالي والنفيس تعظيماً لشعائر الله هنيئاً لتلك القلوب التي وقفت وتعلمت أن تقف عند أوامر الله هنيئاً لكل من عظّم شعائر الله فقد تخرجت برتبة محسن

 

هؤلاء الذين تخرجوا برتبة المحسنين هؤلاء الذين ربّاهم الحج وتعلموا في مدرسة الحج، تعملوا التضحية تعلموا الوقوف عند محارم الله، تعلموا تعظيم شعائر الله هؤلاء هم من يستحقون أن يدافع الله سبحانه وتعالى عنهم

وانظر إلى قوله عز وجل بعد هذه الآيات

(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما هو وجه التناسب

بين الحديث عن الحج وبين الحديث عن الجهاد؟

 

f659105d7eca627d012c0a52b6b52d67--scripts-arabic-quotes.jpg

بعد آيات الحج تأتي آيات القتال ويأتي الحديث عن الهجرة ويأتي الحديث عن الصراع الدائم بين الباطل والحق ولنا أن نتساءل - قبل أن نأتي على آيات الجهاد – يا ترى ما هو وجه التناسب بين الحديث عن الحج وبين الحديث عن الجهاد؟

 

الحج والجهاد كلاهما نشرٌ للحق وللخير. الحج أعظم مؤتمر يمكن أن تنتشر من خلاله مبادئ الإسلام عالمية الإسلام سلام الإسلام سماحة الإسلام كل القيم السامقة التي جاء بها الإسلام. وكذا الجهاد الجهاد فيه حماية لمبادئ الحق وقيمه فلا بد للحق وللمبادئ وللقيم من أناس يذودون عنه ينتصرون له يدافعون عنه فأهل الباطل وأهل الكيد لا بد أنهم سائرون في طريقهم. وقد جاءت الآيات الأول أكثر من آية في بدايات سورة الحج تتحدث عمن يصدّ عن سبيل الله تتحدث عن من جعل أهم هدف وغاية له الصد عن سبيل الله سبحانه وإضلال الآخرين. هؤلاء لا بد أن يقف في وجههم أهل الحق أهل القيم أهل المبادئ الذين ربّتهم آيات الحج. ثم أن من لا ينتصر على نفسه في الحج لا يمكن أن يعرف النصر في الجهاد، الحج يعلم مجاهدة النفس على النفس الحج يعلم صناعة القلوب الحج يصنع القلوب القوية التي تستطيع أن تنتصر للحق وتدافع عنه، الحج يصنع القلوب الفائزة القلوب التي تستطيع أن تجني النصر والثبات أمام الباطل وأمام أهله.

وابن القيم له كلام جميل في قضية مجاهدة النفس والجهاد،

يقول في قوله سبحانه وتعالى

(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا (69) العنكبوت)

 

"علّق سبحانه الهداية بالجهاد فأكمل الناس هداية أعظمهم جهاداً وأفرض الجهاد

(يعني أكثر أنواع الجهاد فرضاً)

جهاد النفس وجهاد الهوى وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا

فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سُبُل رضاه الموصِلة إلى جنته

ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطّل من الجهاد ولا يتمكن المرء من جهاد عدوه في الظاهر إلا من جاهد هذه الأعداء باطناً فمن نُصر عليها نُصر على عدوه ومن نُصِرت عليه نُصر عليه عدوه".

 

هذا معنى أن يأتي الجهاد والحديث عن الجهاد بعد الحج، الحج مدرسة تعلِّمنا جميعاً كيفية مجاهدة النفس كيفية وقوف النفس حين تُستغضب ويحدث ما يُغضبها فتكفّ اللسان عن أي كلمة نابية تتعلم كيف تكفّ اللسان وكيف تكفّأ اليد وكيف لا تؤذي المسلم وكيف لا تأتي بما يمكن أن يؤذي هذا الحج أو يمس شعائر هذا الحج العظيمة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الثبات على الحق

 

15299770109_67635c0f76_b.jpg

 

تأتي الآيات عن الجهاد لتبين بأن هذا المؤمن الذي صُنع بهذه الآيات ومن خلال تدبر هذه الآيات هو المؤمن الذي يستحق أن يرفع راية الجهاد

(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)

إذن هو الدفاع عن الحق هو التضحية في سبيل الحق القلوب المؤمنة تعلمت التضحية لا يكفي أن أكون مؤمناً بالله عز وجل وبالحق وبالقيم وبالمثل في حال السراء فإذا ما جاءت وأقبلت الضراء وحقت الحقيقة تخاذلت وتراجعت عن الحق الذي أؤمن به، هذا ليس بإيمان، الإيمان الحقيقي في السراء والضراء، الإيمان الحقيقي هو الذي تصقله التضحية

 

ولذا جاء الوعد في الآية

(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ)

نصرة الله بالحق الذي أؤمن به، أنصر الله عز وجل بثباتي على قيمي بثباتي ودفاعي عن الحق الذي أؤمن به أمام أهل الباطل وأمام كيدهم وأمام مكرهم.

ثم ماذا تكون النتيجة يا رب؟

تأتي الآية التي تليها بقوله عز وجل

(الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ )

إذن هو التمكين هو النصر هو فوز الحق على الباطل هو إعلاء كلمة الحق هو حماية المقدسات هو حماية دور العبادة على اختلاف دياناتها فالدين الإسلامي جاء ليحمي الديانات جاء ليحمي المقدسات جاء ليدافع عن الحق وأهله ولم يأتي ليسفك أو ليهدم أو ليظلم أو ليؤذي الآخرين بدون وجه حق.

 

هذا الدين العظيم علّم أتباعه أن التمكين لا يعني الاستعلاء على الآخرين ولا يعني استعباد الشعوب المختلفة ولا يعني نهب مقدراتها بل هو الإصلاح، قمة الإصلاح تتحقق حين يمكن الله عز وجل لهؤلاء العباد المؤمنين الموحّدين المخبتين

(أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ)

لا دعاية انتخابية لهم سوى الإصلاح وليست بدعاية ولكنها أفعال وسلوكيات وواقع في واقع الحياة التي يعيشونها ولذلك شهد العالم المنصِف للمسلمين الفاتحين حين فتحوا الديار حين فتحوا بلاد الروم وبلاد الفرس بأنهم فتحوا الديار بقلوبهم بأخلاقهم بأفعالهم بسلوكياتهم ولم يفتحوها بسيوفهم، الإسلام انتشر بالحق بالعدل بالقيم بالأُناس الذين كانوا يحملون تلك القيم بالأُناس الذين استطاعوا أن يحولوا تلك القيم من خُطَب رنّانة إلى سلوكيات وأفعال واقعة حادثة أمام أعين الناس تشهد لتلك القيم وتشهد للحق الذي آمنوا به ودافعوا عنه.

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

من ترك شيئا لله عوضه الله بخير منه

 

BqvKkXyCcAMjSDk.jpg

 

(وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)

إذن هي التضحية، الإيمان يحتاج إلى تضحية، إيماني بالله عز وجل معرّض لمحن، معرّض لاختبارات، معرّض لابتلاءات، المهم ليس في الابتلاء بل في النتيجة التي سأخرج بها من هذه الابتلاءات عليّ أن أخرج أشد عوداً واصلب إيماناً وأقوى عزيمة وحراكاً ودفاعاً عن الحق الذي أؤمن به.

 

المؤمن الذي تعلّم التضحية في الحج وفي غير الحج هو وحده يستطيع أن يهاجر في سبيل الله أن يترك أرض الوطن ويترك الأهل ويترك الأحباب، لماذا؟

لله وحده لا شريك له، لأنه على يقين مُحسن الظن بالله عز وجل أن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يعوضه خيراً مما أخذ منه

(لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)

 

 

المؤمن الذي يعيش وهو يستحضر الجزاء يستحضر الثقة بالله اليقين بما عند الله أن يكون أوثق بما عند الله عز وجل بما عنده هو بما في يديه هو من مال أو من جاه أو من سلطان أو وطن أو ولد.

 

هذا المؤمن هو القادر على أن يضحي ويقدم كل شيء لأجل الله وفي سبيل الله.

ولذا جاءت الآية وعد واضح وصريح

(ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ )

إنها الثقة بالله التي تحرك المؤمن وتدفع به في ميادين الحياة المختلفة.

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ

 

23905680_1536969416379776_2808041313972202672_n.jpg?oh=6a575924589cd8df8fbe6169e538482b&oe=5A8EF086

 

(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ)

هذه الآيات العظيمة تهزّ وجدان المؤمن تحرّك فيه فواعل الإيمان تجعل التقوى حاضرة في قلبه حاضرة في نفسه ليتوجه بالتوحيد والإخلاص لله وحده لا شريك له بيده العلم بيده القدرة المطلقة بيده الملك بيده كل شيء فلماذا أتوجه للآخرين؟

ولماذا أتوجه لمخلوق مثلي لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً، هو أضعف من أن ينصر نفسه حتى ينصر الآخرين، كيف أتوجه له؟

 

ولذا جاءت الآيات التي تليها بعد ذلك والخطاب فيها للناس أجمعين

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)

الكلام للناس جميعاً، الكلام للناس ودعوة للناس لكي يتخلوا عن الأولياء من دون الله، لكي يتخلوا عمن استنصروهم من دون الله عز وجل، عمن اتخذوهم أولياء.

الكلام لأولئك الذين طرقوا ويطرقوا أبواب المخلوقين استعانة واستنصاراً واستغاثة ولجوءاً، إلى أولئك الذين يظنون ولو لثواني أو لحظات أن المخلوقين من دول عظمى وغير عظمى تملك لهم النفع أو الضر تملك لهم العطاء أو المنع تملك لهم أي نوع من أنواع القدرة. يقول الله سبحانه وتعالى في هذا المثل هؤلاء حتى الذبابة كم هي حقيرة لدى البشر تلك الذبابة، حتى الذبابة لا يتمكنون من خلقها حتى لو اجتمعوا.

بل أقل من ذلك إن سلبهم أو أخذ منهم الذباب شيئاً لن يتمكنوا من استنقاذه أبداً

(ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ).

 

تلك المقارنة العجيبة التي تضعها هذه الآية العظيمة أمام ذلك الإنسان المكابِر المعانِد الجاحِد الذي لا يعرف لله سبحانه وتعالى قدره حق المعرفة. هذا الإنسان الذي يجادل ويماري بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير يستطيل ويتطاول على خالقه سبحانه ويظن أن له قدرة وأن له قوة وأن له جيوشاً تسيّر وأن له منعة وهو لا يملك حتى أن يأخذ ما يسلبه الذباب. وتأتينا الدرسات العلمية الحديثة لتبين أن الذباب بطبيعته بمجرد أن يلتقط أو يأخذ شيئاً فإنه يفرز عليه إفرازات تغير من تركيبته فإنه حتى إن إستطاع الإنسان أن يمسك بالذبابة التي أخذت منه شيئاً لا يستطيع أن يسترجع ذلك الشيء

(ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ)

الذبابة ضعيفة وهي خلق من خلق الله والإنسان ضعيف وهو خلق من خلق الله لكنه يتطاول ويغتر ويعاند ويعتقد بأهوائه وشهواته أنه يستطيع أن ينازع الله سبحانه وتعالى في ملكه وفي قدرته وفي قوته، يظن أنه قوة وأن له قدرة والحقيقة أن ليس له إلا الضعف الذي بينته هذه الآية العظيمة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ

 

 

24068659_515170912169533_1457117461092453773_o.jpg?oh=6203d63728a659ff95bc708cb6cc9400&oe=5A961B37

 

 

تأتي الآية العظيمة وفيها السجدة دعوة للمؤمنين

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا)

اتركوا عنكم هؤلاء الكافرين والمعاندين فسُنّة الله سبحانه وتعالى ماضية في خلقه وماضية في الكون. الصراع بين الحق والباطل قائم والكفار واقع ذلك الصراع والامتداد للصراع بين الكفار وبين المؤمنين لا عليكم منهم

(ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )

فالدنيا دار عمل، الدنيا داء ابتلاء الدينا ليست بدار جزاء الدنيا دار تكليف كل ما تستطيع أن تفعل فيها من الخير فافعل لا تتردد ولا تجعلنّ من أهل الباطل ولا من كيدهم ولا من مكرهم ولا من الامتحانات التي يعرضونك لها لا تجعلهم عائقاً يحول بينك وبين عمل الخير بينك وبين إعلاء الحق، بالعكس إجعل أهل الباطل والصراع مع أهل الباطل مطية ودرجة ترتقي بك في سلم الإيمان في سلم التقوى فكلما ازددت صراعاً ودفاعاً عن الحق الذي تؤمن به وفعلاً للخير وللمعروف وملئاً ونشراً للسلام والأمان في هذه الأرض كلما ازددت تقرباً من الله خالقك عز وجل.

 

ثم تأتي الآية لتختم سورة الحج العظيمة

(وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ)

إذن هو اجتهاد

(هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ )

الآية الأخيرة تختم بالجهاد.

الآية الأولى في سورة الحج يقول فيها الله عز وجل

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ )

والآية الأخرى توصي بقوله

(وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ)

إتقوا وجاهدوا في الله حق جهاده.

تقوى الله لا بد لها من جهاد، تقوى الله والوصول إلى مرحلة التقوى لا بد فيها من مجاهدة النفس ومن لا ينتصر على نفسه وأهوائه وشهواته ونزواته وميوله وخضوعه وركونه إلى الدنيا وأهلها لن يتمكن من الانتصار على أحد لأنه لم ينتصر في داخله. النصر الحقيقي في النفس النصر الحقيقي الذي يتبعه التمكين والنصر في واقع الحياة لا يمكن أن يبدأ إلا من داخل النفس.

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الحج يحمل رسالة عالمية

 

23916545_515178735502084_6231896011503031710_o.jpg?oh=79682e4e53ef4505a423132323a23890&oe=5A906427

(وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)78

سورة الحج

 

إن الآية الأخيرة تؤكد على عالمية الرسالة على عالمية الإسلام وشهادة المسلمين على الناس. ولنا أن نتساءل: ما دور الحج في قضية عالمية الرسالة؟

الحج يحمل رسالة عالمية الحج يفترض فيه أن يقدم للعالم كل العالم حتى غير المسلمين يقدم لهم عنواناً وقصة حقيقية لهذا الدين لتعاون المسلمين لوقوفهم جنباً إلى جنب لتواضعهم لإصرارهم لانكسارهم وخضوعهم بين يدي الله المؤمن خاضع ذليل بين يدي ربه ولكنه قوي على أهل الباطل وأهله عزيز بإيمانه وليس ذليلاً لا يذل لأحد سوى خالقه لا يركع لأحد سوى خالقه لا يسجد لأحد سوى لربه سبحانه وتعالى تلك الجبهة التي تعلمت أن تسجد لخالقها لا تسجد للمخلوقين لا تتخذ المخلوقين أولياء من دون الله سبحانه لا نصرة ولا استعانة ولا ظناً بنفع أو بضر.

 

هذه الجباه العظيمة التي تعلمت الإيمان

(هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ)

رسالة الإسلام جاءت لتكون رسالة عالمية جاءت لتقدم للعالم القيم، جاءت لتقدم للعالم السلام جاءت لتقدم للعالم الشهادة على الناس. الشهداء على الناس في هذه الآية العظيمة هي تكليف، هي تكليف كبير للمسلمين أن يقوموا بدورهم وواجبهم ولذا فكل حاج ليتذكر وليستحضر هذا المعنى وليتذكر ويضع أمام عينيه أنه هو في حجه رسالة للعالم. فيا ترى بأي شكل ستُقدَّم هذه الرسالة؟ بأي مظهر ستقدم هذه الرسالة؟ ولذا كان عليّ أن أستحضر كل سلوك وكل تصرف أقوم به في الحج وفي غير الحج ولكن في الحج أولى في المشاعر المقدسة أولى عليّ حين تسوّل لي نفسي أن أرمي بورقة ولو حتى ورقة عليّ أن أمتنع عن ذلك علي أن أضع نصب عيني أني أنا من الشهداء على الناس أني أنا الحاج من أحمل رسالة الإسلام أنا من يقدم الإسلام للعالم فعلي أن أحسن التقديم وعلي أن أحسن العرض وعلى المسلمين جميعاً أن يجعلوا من الحج أبهى صورة جمالاً ونظافة ونزاهة وقداسة وروحانية وقبولاً على الله سبحانه وتعاوناً ومحبة فيما بينهم. فكل إساءة لا تعتبر مجرد إساءة فردية وإنما هي إساءة لهذا الدين العظيم، إساءة لعالمية الاسلام إساءة للقيمة الكبرى التي جاء بها الإسلام قيمة نشر هذا الدين ولذا جاءت الآية العظيمة

(فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)

 

ولذا على الحجيج في كل وقت وفي كل زمان أن يستحضروا الرسالة العظيمة والأمانة الكبيرة التي شرّفهم الله سبحانه وتعالى بحملها في موسم الحج عليهم أن يكونوا أمناء في إيصال هذه الأمانة أمناء في إبلاغ هذه الرسالة فعلاً وسلوكاً وتطبيقاً وعملاً. فالنبي صلى الله عليه وسلم الذي وقف ذلك الموقف ونادى بين الناس "اللهم هل بلّغت، اللهم فاشهد" قد بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة وحمل هذه الأمانة أمانة التكليف والتبليغ على أتم وجه وأكمله صلى الله عليه وسلم. وعلى عاتقنا اليوم تقع أمانة الرسالة وأمانة إيصال هذه الرسالة التي لا نريد أن نكون نحن المسلمين اليوم من يقف عائقاً وحائلاً بين العالم وبين رسالة الإسلام العظيمة من خلال تصرفات هوجاء أو من خلال سلوكيات شاذة لا تمت إلى ديننا بصلة، فديننا يدعو إلى كل جمال يدعو إلى التعاون يدعو إلى المحبة يدعو إلى النظافة يدعو إلى النزاهة يدعو إلى كل شيء جميل علينا أن نكون أمناء في إيصال رسالة الإسلام، علينا أن نكون أمناء في السير على ملة أبينا إبراهيم علينا أن نكون أمناء في إيصال كلمات الحق ليس من خلال الكلمات بل من خلال سلوك وأفعال.

 

أسأل الله العظيم أن يبارك للحجيج في حجهم وأن يوفقهم لما يحبه ويرضاه وأن يبلِّغهم التقوى وأن يوصلهم إلى القلوب المخبتة الخاشعة الخاضعة لربها وأن يعينهم على أداء أمانة الحج وتكليف الحج ورسالة الحج وأسأل الله العظيم سبحانه أن يتقبل منهم وأن يجعلنا جميعاً ممن يعظم شعائر الله وأن يجعل هذا الموسم العظيم فاتحة خير ورشد وإيمان وبركة على المسلمين وعلى العالم بأسره

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

964433167.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تدبر سورة الحديد

 

3dlat.com_13949032701.gif

 

المقدمه

 

8515ebe3a443c9089172f91fe49eedec.jpg

حين تجفّ المآقي فلا تجود بدمعةٍ في جوف الليل من خشية الله، وحين يقسو القلب فينافس في قسوته وصلابته الحجر والحديد، حين تأخذنا الدنيا ببهرجتها الفارغة بعيداً عن مضمار السباق إلى الآخرة فنتخلّف عن السير حتى نغدو في آخر الرَكْب، تأتي هذه السورة العظيمة التي بين أيدينا لتنتشلنا من هذه الغفلة ومن هذه القسوة ومن ذاك الجفاء والبُعد عن الله عز وجل، إنها سورة الحديد.

تلك السورة التي حوت في آياتها بعض ما نزل في المدينة وبعض ما نزل في مكة. محور السورة الأساس الذي تدور حوله كل الآيات من أولها إلى آخرها معالجة تلك القسوة التي تحدثنا عنها في البداية معالجة مظاهر القسوة في القلوب.

 

سورة الحديد هي دعوة من الله عز وجل تحبُّباً لعباده للعودة إليه، تحبُّباً من خالق كريم غني حميد ولكنه رؤوف بعباده رحيم، يفتح أبواب التوبة والرحمة لعباده، يدعوهم، يتحبَّب إليهم أنْ هلُّموا إلي مهما إبتعدت بكم الدروب ومهما إختلفت الأحوال ومهما قست القلوب بل ومهما وصل بها الحال إلى حدّ الموت والصلابة والجمود تبقى أبواب التوبة التي تفتح سورة الحديد مشرعة أمامنا جميعاً للعودة إلى الله عز وجل ذلاً وانكساراً بين يديه، خشوعاً وتسبيحاً، إذعاناً لأمره ليخرج المؤمن من نفسه وماله لله عزّ وجل وحده لا شريك له. ليخرج من كل ما يمتلك تضحية وبذلاً وعطاءً لربٍّ كريم يرجو أن يجد عنده سبحانه وتعالى كل ما ترك من متاع الدنيا الزائل الذي في نهاية الأمر لن يأخذ معه من شيء.

 

kxc1tci1vq9.gif

هذه السورة العظيمة حين تتغلغل بآياتها في داخل القلب لتسكن فيه يُضيء القلب، ينير للإنسان دربه في الحياة، في الواقع الذي يعيش، في المجتمع، في الأسرة، في كل من حوله ليصبح هذا الإنسان المتحرِّك بأمر الله سبحانه وتعالى تسبيحاً وإذعاناً وخشوعاً لأمره وتنفيذاً لما جاء في هذه السورة مصدر نور وإشعاع لكل من حوله.

 

كل من يقترب من هذا الإنسان المؤمن يصيبه من ذاك النور شيء، يصيبه من ذلك الغيث شيء، يصيبه من ذلك الخير الذي يفيض والعطاء الذي يشعّ من قلبه وروحه بشيء. هذه السورة العظيمة تواصل بآياتها العظيمة النور وزرع النور وغرس النور في قلب المؤمن ليعود تلك الرحلة من رحلة القسوة والبعد عن الله عز وجل ليعود إلى خالقه من جديد فيبقى ذلك النور متواصلاً معه في مسيرته ودربه في الحياة ولا يفارقه أبداً ولا حتى بعد الممات ولا حتى في عَرَصات يوم القيامة ولا حتى في مقام الصراط، تلك المواقف العظيمة المهولة التي تأخذ بالألباب وبالعقول. يبقى النور مصاحباً لذلك المؤمن ليسعى بين يديه ويسعى من خلفه وعن أيمانهم وعن شمائلهم ليجعل كل من حوله يطمع في أن يصل إليه شيء من ذلك النور.

 

 

%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%83%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.gif?resize=500%2C300

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

  • محتوي مشابه

    • بواسطة *مع الله*
      تفسير معاني مفردات القرآن الكريم (جزء عمً) الدورة مجانية 
      💻📲الدراسة بنظام الاون لاين عن طريق التليجرام من اى مكان فى العالم.
      📜 يحصل الطالب على شهادة بعد الإختبار .
      🏅بالاضافه لشهادة الشكر والامتياز لمن حصل على 95% فما فوق🏅
      🔴 للانضمام للدورات يرجى الضغط على الروابط الآتية:
      رابط صفحة التسجيل في الدورة:
      https://www.islamkingdom.com/ar/تسجيل

      رابط قناة تليجرام الدورة:
      https://t.me/al_feqh_com_ar
       

    • بواسطة امانى يسرى محمد
      في تفسير الآية الكريمة التي يقول فيها ربنا‏ ـ‏ تبارك وتعالى ـ :‏



      "وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ البَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً "‏(‏ الفرقان‏:53)‏ .



      ذكرابن كثير ـ‏ يرحمه الله‏ ـ ما نصه‏ :...‏ وقوله ـ تعالى ـ‏ : "‏ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ البَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ "‏ أي خلق الماءين الحلو والمالح‏,‏ فالحلو كالأنهار والعيون والآبار ‏.‏ قاله ابن جريج واختاره‏,‏ وهذا المعنى لا شك فيه‏,‏ فإنه ليس في الوجود بحر ساكن وهو عذب فرات‏,‏ والله ـ سبحانه وتعالى‏ ـ‏ إنما أخبر بالواقع لينبه العباد إلى نعمه عليهم ليشكروه‏,‏ فالبحر العذب فرقه الله ـ تعالى ـ بين خلقه لاحتياجهم إليه أنهاراً أو عيوناً في كل أرض‏‏ بحسب حاجتهم وكفايتهم لأنفسهم وأراضيهم‏ .‏ وقوله تعالى‏: " ‏وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ "‏ أي مالح‏,‏ مر‏,‏ زعاف لا يُستَسَاغ‏,‏ وذلك كالبحار المعروفة في المشارق والمغارب‏,‏ البحر المحيط وبحر فارس، وبحر الصين والهند، وبحر الروم، وبحر الخزر‏,‏ وما شاكلها وشابهها من البحار الساكنة التي لا تجري‏,‏ ولكن تموج وتضطرب وتلتطم في زمن الشتاء وشدة الرياح‏,‏ ومنها ما فيه مد وجزر‏,‏ ففي أول كل شهر يحصل منها مد وفيض‏,‏ فإذا شرع الشهر في النقصان جزرت حتى ترجع إلى غايتها الأولى‏,‏ فأجرى الله‏‏‏ ـ وهو ذو القدرة التامة ـ العادة بذلك‏، فكل هذه البحار الساكنة خلقها الله‏ ـ سبحانه وتعالى‏ ـ‏ مالحة لئلا يحصل بسببها نتن الهواء‏,‏ فيفسد الوجود بذلك‏,‏ ولئلا تجوي الأرض بما يموت فيها من الحيوان‏,‏ ولما كان ماؤها ملحاً كان هواؤها صحيحاً وميتتها طيبة ‏.ولهذا قال رسول الله‏ ـ‏ صلى الله عليه وسلم ـ‏ وقد سئل عن ماء البحر‏:‏ أنتوضأ به؟



      فقال‏: "‏ هو الطهور ماؤه‏,‏ الحل ميتته‏ "‏ (رواه مسلم).



      وقوله تعالى‏: "وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً " أي بين العذب والمالح‏ .‏ وبرزخاً أي حاجزاً وهو اليبس من الأرض ."‏ وَحِجْراً مَّحْجُوراً "‏ أي مانعاً من أن يصل أحدهما إلى الآخر ، كقوله ـ تعالى ـ ‏: "‏ مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ . بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ " (الرحمن:19 –20) .



      وقوله ـ تعالى ـ ‏:"‏ وَجَعَلَ بَيْنَ البَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ " (النمل:61) .


       
       

      وجاء في تفسير الجلالين‏ ـ‏ رحم الله كاتبيه‏ ـ‏ ما نصه ‏: "‏ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ البَحْرَيْنِ "‏أرسلهما متجاورين . ‏"‏ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ " شديد العذوبة .‏" ‏وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ " شديد الملوحة . " وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً ‏"‏ حاجزاً لا يختلط أحدهما بالآخر . "‏ وَحِجْراً مَّحْجُوراً ‏" ستراً ممنوعاً به اختلاطهما‏ .


       

      وجاء في صفوة التفاسير‏: "‏ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ البَحْرَيْنِ ‏ "‏ أي هو ـ تعالى ـ بقدرته خلَّى وأرسل البحرين متجاورين متلاصقين، بحيث لا يتمازجان . ‏"‏ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ ‏"‏ أي شديد العذوبة، قاطع للعطش من فرط عذوبته‏ . " وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ " أي بليغ الملوحة‏,‏ مر شديد المرارة .‏"‏ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً ‏"‏ أي جعل بينهما حاجزاً من قدرته، لا يغلب أحدهما على الآخر . ‏"‏ وَحِجْراً مَّحْجُوراً "‏ أي ومنعاً من وصول أثر أحدهما إلى الآخر وامتزاجه به‏


    • بواسطة امانى يسرى محمد
      سورة الفاتحة :



      اشتملت على التعريف بالمعبود بثلاثة أسماء مرجع الأسماء الحسنى والصفات العليا ومدارها عليها (الله، الرب، الرحمن )



      ابن القيم



      في الفاتحة وسيلتان عظيمتان لا يكاد يرد معهما الدعاء:



      توسل بالحمد والثناء على الله



      توسل لله بعبوديته



      بسم الله: استعانتك بحول الله وقوته في إنجاز أي عمل ، متبرئا من حولك وقوتك



      فتذكر هذا المعنى فهو وقود ودافع لكل خطوة في حياتك



      بسم الله



      حتى تجد أثر الفاتحة من بدايتها وبدقائق حياتك عظِّم ربك وأنت تقول ( بسم الله) ليصغر كل شيء في دنياك



      بسم الله



      نحفظ أنفسنا من كل سوء



      ونحفظ ذرياتنا من شر الشيطان الرجيم


       

      الحمد لله



      { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم }



      أليست كلمة ( الحمد لله ) دارجة على الألسن كال تنفس للهواء اليوم؟



      إنها تبعث في النفوس القوة ، فحملة العرش ومن حوله يستقوون بتسبيحهم



      بحمد ربهم ، ونحن بأمس الحاجة للاستقراء بها في رحلة الحياة الدنيا وفواجعها



      الحمد لله



      الحمد للاستغراق ، لاستغراق أنواع المحامد كلها ، فله سبحانه الحمد كله أوله وآخره



      الحمد لله



      وهو المستحق الحمد المطلق لأن له وحده الكمال المطلق في ذاته وصفاته وأفعاله



      الحمد لله



      على نعم لا تٌحصى ، وأرزاق تترى



      وأخرى نراها ، وأخرى تخفى



      الحمد لله



      بالجنان قبل اللسان



      وبالأفعال والأركان



      الحمد لله



      في السراء والضراء



      في الشدة والرخاء



      طمأنينة في القلب



      ورضا في النفس



      وانشراح في الصدر



      واحتساب وأجر



      أيها المصلي تأمل وأنت تتلو


       

      ( الحمد لله رب العالمين )



      أعمل العقل وقلّب النظر



      تأمل، تفكر،تدبر



      كم بهذا الوجود مما نراه



      من صنوف بفضله شاهدات



      رب العالمين



      دلّ على انفراده سبحانه بالخلق والتدبير والنعم وكمال غناه وتمام فقر العالمين إليه بكل وجه واعتبار



      السعدي



      فأعلن فقرك لربك في كل مرة تقرأ فيها هذه السورة لتذوق السعادة الأبدية


       

      الرحمن الرحيم



      كيف وأنت كمسلم تكررها عشرات المرات في يومك فتشعر أن ظلال الرحمة يحوطك من كل اتجاه



      وتكرار الآية يرسخ في عقلك الباطن أنك كبشر تتعامل مع رب رحيم



      الرحمن الرحيم



      الأمر لا يقف عند حد الثناء لله تعالى



      بل هو أيضاً دعاء واستحداث وطلب متكرر بأن :



      يارب ،،، يارحمن ،،،، يا رحيم



      أدخلني برحمتك التي وسعت كل شيء فلا غنى لي عنها لحظة ولا طرفة عين ولا أقل من ذلك



      فالزمن صعب والدنيا دار هموم وغموم ودار بلايا ورزايا



      آلامها ومصابها ، وتقلباتها ومفاجأتها متتاليات لا تنتهي



      ولولا دوام رحمة الله بك لهلكت



      تأمل : روعة الدمج بين الثناء والدعاء وأنت تردد ( الرحمن الرحيم )



      كدعاء غريق مضطر يعرف يقينا أنه هالك لولاها



      الرحمن على وزن فعلان يدل على السعة والشمول فهي أشد مبالغة من الرحيم


       

      الرحمن



      اسم خاص بالله تعالى لا يجوز تسمية غيره به



      متضمن لصفات الإحسان والجود والبر أي يرحم جميع الخلق



      المؤمنين والكافرين في الدنيا ، وذلك بتيسير أمور حياتهم ومعيشتهم



      والإنعام عليهم بنعمة العقل وغيرها من نعم الدنيا


       

      الرحيم



      خاص بالمؤمنين فيرحمهم في الدنيا والآخرة



      ذكر الرحمن مرة في القران



      وذكر الرحيم مرة ، أي ضعفها



      إذا كنت تثني على الله ، وتطلب منه الرحمة بهذا الإلحاح والتكرار اليومي



      فسيكون لها أثر في سلوكياتك وتعاملاتك



      فطريق الرحمة وبابها أن ترحم أنت أيضاً ، فاتصف بالرحمة مع الناس



      واعمل بها



      كُن رحيما تُرحم


       

      الرحمن الرحيم



      املأ جنبات نفسك طمأنينة وراحة وثقة وأملا



      مادمت تكررها وتتدبر أسرارها


       

      مالك يوم الدين



      أما والله إن الظلم لؤم



      إلى ديان يوم الدين نمضي



      وما زال المسيء هو الظلوم



      وعند الله تجتمع الخصوم


       

      يوم الدين



      أمل الصابرين والمحتسبين الذين جاهدوا أنفسهم على ترك المعاصي والسيئات



      وصبروا عن الشهوات وصبروا على أقدار الله المؤلمة في الدنيا



      يوم الدين



      عزاء للمظلومين والمحرومين يوم تجتمع الخصوم



      لعلك تدرك هذا السر العظيم الذي سيثمر الصبر والرضا



      والتسليم وتهدأ آلامك وجراحك وأحزانك ودموعك



      بل سيعينك على تحمّل الظلم الذي تقاسيه ، والحرمان الذي تعيشه في الدنيا



      لأنك تعلم أنك منصور



      ( مالك يوم الدين )



      هل سيجرؤ مسلم يردد هذه الآية أن يبخس حق أحد



      أو أن يظلم أحد أو أن يعتدي على عرض أحد



      ( مالك يوم الدين )



      قراءة هذه الآية يقرع جرس الإنذار عند كل تعامل مع الآخرين أن



      تنبه ،،،



      احذر ،،،،



      لا تغفل ،،،،،



      لا تنس ،،،،،



      مالك يوم الدين



      كأن سورة الفاتحة تصرخ في ضمائرنا يوميا مرات



      تذكروا يوم الدين ، وذكٍّروا الظالم بيوم الدين


       

      إياك نعبد وإياك نستعين



      قدم العبادة على الاستعانة



      لشرفها لأن الأول غاية والثاني وسيلة لها



      تقديم العام على الخاص



      تقديم حقه تعالى على حق عباده



      توافق رؤوس الآي



      وإياك نستعين



      أنفع الدعاء طلب العون على مرضاته وأفضل المواهب إسعافه لهذا المطلوب



      تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال الله العون على مرضاته، ثم رأيته في الفاتحة في



      ( إياك نعبد وإياك نستعين )



      أيها المصلي وأنت تردد ( إياك نعبد وإياك نستعين )



      هل تشعر بأنك تطلب العون حقاً ممن بيده ملكوت السماوات والأرض ؟



      هل تشعر بأنك صاحب توحيد وشجاعة ؟



      وأنك قوي القلب عزيز النفس ؟!



      هل تشعر بأنك قوي بالله ؟!



      اللهم اجعلنا أفقر خلقك إليك ، وأغنى خلقك بك



      اللهم أعنا وأغننا عمن أغنيته عنا



      اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك ونتوب إليك ونؤمن بك ونتوكل عليك



      اهدنا الصراط المستقيم



      إذا كثرت الأقاويل ، واشتد الخلاف وتنازلت الملل والفرق والأحزاب وانتشرت الخرافات



      إذا اشتدت المحن وكثرت الفتن ونزلت الهموم والغموم وتتبع الناس الأبراج والنجوم



      إذا ضاقت الأنفاس واشتد القنوط واليأس وحلّ الضر والبأس وسيطر الشك والوسواس



      ليس لك إلا أن تردد ( اهدنا الصراط المستقيم )



      ( فحاجة العبد إلى سؤال هذه الهداية ضرورية في سعادته ونجاته وفلاحه ، بخلاف حاجته إلى الرزق والنصر



      فإن الله يرزقه فإذا انقطع رزقه مات ، والموت لا مفر منه ، فإذا كان من أهل الهدى كان سعيدا قبل الموت وبعده



      وكان الموت موصلا للسعادة الأبدية ، وكذلك النصر إذا قُدّر أنه غلب حتى قُتِلَ فإنه يموت شهيدا وكان القتل من تمام النعمة ، فتبين أن الحاجة إلى الهدى أعظم من الحاجة إلى النصر والرزق ،، بل لا نسبة بينهما )



      ابن تيمية



      الهداية هي



      الحياة الطيبة وأُسُّ الفضائل ولجام الرذائل



      بالهداية تجد النفوس حلاوتها وسعادتها ، وتجد القلوب قوتها وسر خلقها وحريتها



      الهداية لها شرطان :



      ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )



      (من أكبر المنن أن يٌحبب الله الإيمان للعبد ويزينه في قلبه ويذيقه حلاوته وتنقاد جوارحه للعمل بشرائع الإسلام ويبغض إليه أصناف المحرمات) ابن سعدي


       

      اهدنا الصراط المستقيم



      (هذا أجلّ مطلوب وأعظم مسؤول ، ولو عرف الداعي قدّر الداعي هذا السؤال لجعله هجّيراه ، وقرنه بأنفاسه



      فإنه لم يدع شيئا من خير الدنيا والآخرة إلا تضمنه ، ولما كان بهذه المثابة فرضه الله على جميع عباده فرضا



      متكررا في اليوم والليلة ، لا يقوم غيره مقامه ، ومن ثَمّ يعلم تعين الفاتحة في الصلاة وأنها ليس منها عوض يقوم مقامها)



      ابن القيم



      ( لهذا كان أنفع الدعاء وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة ، فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته ، وترك معصيته ، فلم يصبه شرّ لا في الدنيا ولا في الآخرة ، لكن الذنوب هي من لوازم نفس الإنسان ، وهو محتاج إلى الهدى في كل لحظة ، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب ، ولهذا كان الناس مأمورين بهذا الدعاء في كل صلاة لفرط حاجتهم إليه ، فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى هذا الدعاء )



      ابن تيمية



      ( من هُدي في هذه الدار إلى صراط الله المستقيم الذي أرسل به رسله وأنزل كتبه هُدي إلى الصراط المستقيم الموصل إلى جنته ودار ثوابه



      وعلى قدر ثبوت العبد على هذا الصراط في هذه الدار ، يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم



      وعلى قدر سيره على هذا الصراط يكون سيره على هذا الصراط فلينظر العبد سيره على ذلك الصراط من سيره على هذا الصراط ، حذو القذة بالقذة " جزاء وفاقا ". )



      ابن تيمية


       

      غير المغضوب عليهم ولا الضالين



      " من فسد من علمائنا كان فيه شبه من اليهود ، ومن فسد من عبادنا كان فيه شبه من النصارى "



      " لما كان تمام النعمة على العبد إنما هو بالهدى والرحمة كان لهما ضدان: الضلال والغضب



      ولهذا كان هذا الدعاء من أجمع الدعاء وأفضله وأوجبه"



      ابن القيم



      الفاتحة نور وسرور



      قال صلى الله عليه وسلم ( لن تقرأ بحرف منها إلا أُعطيته )



      وفي الحديث القدسي ( هذا لعبدي ولعبدي ما سأل )



      فيه بشارة عظيمة : من قرأ الفاتحة بصدق وإخلاص وحضور قلب يعطيه الله ما جاء من الفاتحة من مطالب سامية ودرجات رفيعة



      الفاتحة أم القران



      " هي الكافية تكفي عن غيرها ولا يكفي غيرها عنها "



      ابن تيمية


       

      لماذا هي أم القرآن ؟



      اشتمالها على كليات المقاصد والمطالب العالية للقرآن



      اشتملت على أصول الأسماء الحسنى



      اشتملت على كليات المشاعر والتوجيهات



      سيصبح للحياة طعم آخر وأنت تردد الفاتحة بفهمك الجديد لمكامن القوة فيها


       

      لم سميت القرآن العظيم ؟



      لتضمنها جميع علوم القرآن ، وذلك أنها تشتمل على الثناء على الله وعلى الأمر بالعبادات والإخلاص والاعتراف بالعجز والابتهال إليه في الهداية وكفاية أحوال الناكثين



      القرطبي



      توسل ووسيلة



      في الفاتحة وسيلتان عظيمتان لا يكاد يرد معهما دعاء



      التوسل بالحمد والثناء على الله



      التوسل إليه بعبوديته



      فهل أنت حاضر القلب والفكر بأنك فعلا تتوسل بهاتين الوسيلتين كل يوم وليلة سبع عشرة مرة



      لا شك أن ذلك سيكون له أثر في حياتك ودقائق تفاصيلها


    • بواسطة راجين الهدي
      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
       
      { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ * كَلا إِنَّ الإنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى * أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى * كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ * فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ } .
      هذه السورة أول السور القرآنية نزولا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
      فإنها نزلت عليه في مبادئ النبوة، إذ كان لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان، فجاءه جبريل عليه الصلاة والسلام بالرسالة، وأمره أن يقرأ، فامتنع، وقال: { ما أنا بقارئ } فلم يزل به حتى قرأ. فأنزل الله عليه: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } عموم الخلق، ثم خص الإنسان، وذكر ابتداء خلقه { مِنْ عَلَقٍ } فالذي خلق الإنسان واعتنى بتدبيره، لا بد أن يدبره بالأمر والنهي، وذلك بإرسال الرسول إليهم (1) ، وإنزال الكتب عليهم، ولهذا ذكر (2) بعد الأمر بالقراءة، خلقه (3) للإنسان.
      ثم قال: { اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ } أي: كثير الصفات واسعها، كثير الكرم والإحسان، واسع الجود، الذي من كرمه أن علم بالعلم (4) .
      و { عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } فإنه تعالى أخرجه من بطن أمه لا يعلم شيئًا، وجعل له السمع والبصر والفؤاد، ويسر له أسباب العلم.
      فعلمه القرآن، وعلمه الحكمة، وعلمه بالقلم، الذي به تحفظ العلوم، وتضبط الحقوق، وتكون رسلا للناس تنوب مناب خطابهم، فلله الحمد والمنة، الذي أنعم على عباده بهذه النعم التي لا يقدرون لها على جزاء ولا شكور، ثم من عليهم بالغنى وسعة الرزق، ولكن الإنسان -لجهله وظلمه- إذا رأى نفسه غنيًا، طغى وبغى وتجبر عن الهدى، ونسي أن إلى ربه الرجعى، ولم يخف الجزاء، بل ربما وصلت به الحال أنه يترك الهدى بنفسه، ويدعو [غيره] إلى تركه، فينهى عن الصلاة التي هي أفضل أعمال الإيمان. يقول الله لهذا المتمرد العاتي: { أَرَأَيْتَ } أيها الناهي للعبد إذا صلى { إِنْ كَانَ } العبد المصلي { عَلَى الْهُدَى } العلم بالحق والعمل به، { أَوْ أَمَرَ } غيره { بِالتَّقْوَى } .
      فهل يحسن أن ينهى، من هذا وصفه؟ أليس نهيه، من أعظم المحادة لله، والمحاربة للحق؟ فإن النهي، لا يتوجه إلا لمن هو في نفسه على غير الهدى، أو كان يأمر غيره بخلاف التقوى.
      { أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ } الناهي بالحق { وَتَوَلَّى } عن الأمر، أما يخاف الله ويخشى عقابه؟
      { أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } ما يعمل ويفعل؟.
      ثم توعده إن استمر على حاله، فقال: { كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ } عما يقول ويفعل { لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ } أي: لنأخذن بناصيته، أخذًا عنيفًا، وهي حقيقة بذلك، فإنها { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } أي: كاذبة في قولها، خاطئة في فعلها.
      { فَلْيَدْعُ } هذا الذي حق عليه العقاب (5) { نَادِيَهُ } أي: أهل مجلسه وأصحابه ومن حوله، ليعينوه على ما نزل به، { سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ } أي: خزنة جهنم، لأخذه وعقوبته، فلينظر أي: الفريقين أقوى وأقدر؟ فهذه حالة الناهي وما توعد به من العقوبة، وأما حالة المنهي، فأمره الله أن لا يصغى إلى هذا الناهي ولا ينقاد لنهيه فقال: { كَلا لا تُطِعْهُ } [أي:] فإنه لا يأمر إلا بما فيه خسارة الدارين، { وَاسْجُدْ } لربك { وَاقْتَرِبْ } منه في السجود وغيره من أنواع الطاعات والقربات، فإنها كلها تدني من رضاه وتقرب منه.
      وهذا عام لكل ناه عن الخير ومنهي [ ص 931 ] عنه، وإن كانت نازلة في شأن أبي جهل حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة، وعبث به (6) وآذاه. تمت ولله الحمد.
      __________
      (1) في ب: بإرسال الرسل.
      (2) في ب: ولهذا أتى.
      (3) في ب: بخلقه.
      (4) في ب: بأنواع العلوم.
      (5) في ب: العذاب.
      (6) في ب: وعذبه.


       
       

      { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } .
      يقول تعالى مبينًا لفضل القرآن وعلو قدره: { إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } كما قال تعالى: { إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ } وذلك أن الله [تعالى] ، ابتدأ بإنزاله (1) في رمضان [في] ليلة القدر، ورحم الله بها العباد رحمة عامة، لا يقدر العباد لها شكرًا.
      وسميت ليلة القدر، لعظم قدرها وفضلها عند الله، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام من الأجل والأرزاق والمقادير القدرية.
      ثم فخم شأنها، وعظم مقدارها فقال: { وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ } أي: فإن شأنها جليل، وخطرها عظيم.
      { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ } أي: تعادل من فضلها ألف شهر، فالعمل الذي يقع فيها، خير من العمل في ألف شهر [خالية منها]، وهذا مما تتحير فيه (2) الألباب، وتندهش له العقول، حيث من تبارك وتعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى، بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر، عمر رجل معمر عمرًا طويلا نيفًا وثمانين سنة.
      { تَنزلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا } أي: يكثر نزولهم فيها { مِنْ كُلِّ أَمْر سَلامٌ هِيَ } أي: سالمة من كل آفة وشر، وذلك لكثرة خيرها، { حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } أي: مبتداها من غروب الشمس ومنتهاها طلوع الفجر (3) .
      وقد تواترت الأحاديث في فضلها، وأنها في رمضان، وفي العشر الأواخر منه، خصوصًا في أوتاره، وهي باقية في كل سنة إلى قيام الساعة.
      ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم، يعتكف، ويكثر من التعبد في العشر الأواخر من رمضان، رجاء ليلة القدر [والله أعلم].


       

      تفسير سورة لم يكن


       

      وهي مدنية


       

      __________


       

      لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7)
      { 1 - 8 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ * وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ * وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ } .
      يقول تعالى: { لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ } أي: [من] اليهود والنصارى { وَالْمُشْرِكِينَ } من سائر أصناف الأمم.
      { مُنْفَكِّينَ } عن كفرهم وضلالهم الذي هم عليه، أي: لا يزالون في غيهم وضلالهم، لا يزيدهم مرور السنين (1) إلا كفرًا.
      { حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ } الواضحة، والبرهان الساطع، ثم فسر تلك البينة فقال: { رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ } أي: أرسله الله، يدعو الناس إلى الحق، وأنزل عليه كتابًا يتلوه، ليعلم الناس الحكمة ويزكيهم، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ولهذا قال: { يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً } أي: محفوظة عن قربان الشياطين، لا يمسها إلا المطهرون، لأنها في أعلى ما يكون من الكلام.
      ولهذا قال عنها: { فِيهَا } أي: في تلك الصحف { كُتُبٌ قَيِّمَةٌ } أي: أخبار صادقة، وأوامر عادلة تهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم، فإذا جاءتهم هذه البينة، فحينئذ يتبين طالب الحق ممن ليس له مقصد في طلبه، فيهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة.
      وإذا لم يؤمن أهل الكتاب لهذا الرسول وينقادوا له، فليس ذلك ببدع من ضلالهم وعنادهم، فإنهم ما تفرقوا واختلفوا وصاروا أحزابًا { إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ } التي توجب لأهلها الاجتماع والاتفاق، ولكنهم لرداءتهم ونذالتهم، لم يزدهم الهدى إلا ضلالا ولا البصيرة إلا عمى، مع أن الكتب كلها جاءت بأصل واحد، ودين واحد فما أمروا في سائر الشرائع إلا أن يعبدوا { اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } أي: [ ص 932 ] قاصدين بجميع عباداتهم الظاهرة والباطنة وجه الله، وطلب الزلفى لديه، { حُنَفَاءَ } أي: معرضين [مائلين] عن سائر الأديان المخالفة لدين التوحيد. وخص الصلاة والزكاة [بالذكر] مع أنهما داخلان في قوله { لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ } لفضلهما وشرفهما، وكونهما العبادتين اللتين من قام بهما قام بجميع شرائع الدين.
      { وَذَلِكَ } أي التوحيد والإخلاص في الدين، هو { دِينُ الْقَيِّمَةِ } أي: الدين المستقيم، الموصل إلى جنات النعيم، وما سواه فطرق موصلة إلى الجحيم.
      ثم ذكر جزاء الكافرين بعدما جاءتهم البينة، فقال: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ } قد أحاط بهم عذابها، واشتد عليهم عقابها، { خَالِدِينَ فِيهَا } لا يفتر عنهم العذاب، وهم فيها مبلسون، { أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ } لأنهم عرفوا الحق وتركوه، وخسروا الدنيا والآخرة.
      { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ } لأنهم عبدوا الله وعرفوه، وفازوا بنعيم الدنيا والآخرة .


       
       

      جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)


       

      { جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } .
      { جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ } أي: جنات إقامة، لا ظعن فيها ولا رحيل، ولا طلب لغاية فوقها، { تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ } فرضي عنهم بما قاموا به من مراضيه، ورضوا عنه، بما أعد لهم من أنواع الكرامات وجزيل المثوبات { ذَلِكَ } الجزاء الحسن { لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } أي: لمن خاف الله، فأحجم عن معاصيه، وقام بواجباته (1) .
      [تمت بحمد لله]


    • بواسطة راجين الهدي
      بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


       

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
       
       
      { 1 - 4 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } .
      أي { قُلْ } قولا جازمًا به، معتقدًا له، عارفًا بمعناه، { هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } أي: قد انحصرت فيه الأحدية، فهو الأحد المنفرد بالكمال، الذي له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، والأفعال المقدسة، الذي لا نظير له ولا مثيل.
      { اللَّهُ الصَّمَدُ } أي: المقصود في جميع الحوائج. فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم، ويرغبون إليه في مهماتهم، لأنه الكامل في أوصافه، العليم الذي قد كمل في علمه، الحليم الذي قد كمل في حلمه، الرحيم الذي [كمل في رحمته الذي] وسعت رحمته كل شيء، وهكذا سائر أوصافه، ومن كماله أنه { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } لكمال غناه { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } لا في أسمائه ولا في أوصافه، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى.
      فهذه السورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات.


       
       
       

      { 1 - 5 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } .
      أي: { قل } متعوذًا { أَعُوذُ } أي: ألجأ وألوذ، وأعتصم { بِرَبِّ الْفَلَقِ } أي: فالق الحب والنوى، وفالق الإصباح.
      { مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ } وهذا يشمل جميع ما خلق الله، من إنس، وجن، وحيوانات، فيستعاذ بخالقها، من الشر الذي فيها، ثم خص بعد ما عم، فقال: { وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } أي: من شر ما يكون في الليل، حين يغشى الناس، وتنتشر فيه كثير من الأرواح الشريرة، والحيوانات المؤذية.
      { وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } أي: ومن شر السواحر، اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في العقد، التي يعقدنها على السحر.
      { وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } والحاسد، هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب، فاحتيج إلى الاستعاذة بالله من شره، وإبطال كيده، ويدخل في الحاسد العاين، لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع، خبيث النفس، فهذه السورة، تضمنت الاستعاذة من جميع أنواع الشرور، عمومًا وخصوصًا.
      ودلت على أن السحر له حقيقة يخشى من ضرره، ويستعاذ بالله منه [ومن أهله].
      تفسير سورة الناس
      وهي مدنية


       
       

      1 - 6 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } .
      وهذه السورة مشتملة على الاستعاذة برب الناس ومالكهم وإلههم، من الشيطان الذي هو أصل الشرور كلها ومادتها، الذي من فتنته وشره، أنه [ ص 938 ] يوسوس في صدور الناس، فيحسن [لهم] الشر، ويريهم إياه في صورة حسنة، وينشط إرادتهم لفعله، ويقبح لهم الخير ويثبطهم عنه، ويريهم إياه في صورة غير صورته، وهو دائمًا بهذه الحال يوسوس ويخنس أي: يتأخر إذا ذكر العبد ربه واستعان على دفعه.
      فينبغي له أن [يستعين و] يستعيذ ويعتصم بربوبية الله للناس كلهم.
      وأن الخلق كلهم، داخلون تحت الربوبية والملك، فكل دابة هو آخذ بناصيتها.
      وبألوهيته التي خلقهم لأجلها، فلا تتم لهم إلا بدفع شر عدوهم، الذي يريد أن يقتطعهم عنها ويحول بينهم وبينها، ويريد أن يجعلهم من حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، والوسواس كما يكون من الجن يكون من الإنس، ولهذا قال: { مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } .
      والحمد لله رب العالمين أولا وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا.
      ونسأله تعالى أن يتم نعمته، وأن يعفو عنا ذنوبًا لنا حالت (1) بيننا وبين كثير من بركاته، وخطايا وشهوات ذهبت بقلوبنا عن تدبر آياته.
      ونرجوه ونأمل منه أن لا يحرمنا خير ما عنده بشر ما عندنا، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، ولا يقنط من رحمته إلا القوم الضالون.
       
      تابعونا في باقي السلسة لنعرف أكثر عن كلام الرحمن


       

      تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان


       
       

      المؤلف : الامام السعدي


منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×