اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

سلسلة : روائع البيات لـ د/ رقية العلواني

المشاركات التي تم ترشيحها

قاعدة من قواعد الهزيمة

 

 

(وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ (47) الأنفال)

ما الذي يخرجني؟ ما الذي يدفع بي؟ ما الذي يقودني إلى ما أنا فيه؟ ما الذي يقودني؟ أهو الدنيا أم الآخرة ؟ أهو الباطل أم الحق؟

 

الله عز وجل في الآية التي تليها الآية الثامنة والأربعين يعطي نتيجة من النتائج فيقول (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ (48))

هذه قاعدة من القواعد قواعد الهزيمة في الطرف الآخر.

الطرف الآخر يزين له الشيطان يحسن له الخروج يحسِّن له القضية التي فيها فيقول لهم لا غالب لكم اليوم وهكذا فعل الشيطان مع أبي جهل ومع المشركين قال لهم لا أحد يستطيع اليوم أن يغلبكم وبالفعل قوة مادية عظيمة أمام قوة ضعيفة ثلة من المستضعفين لا عتاد لا أموال لا قتال ولا أي شيء من الذي سيغلب؟

 

الشيطان أقنع المشركين بأنهم هم الغلبون قال لا غالب لكم اليوم، الشيطان شياطين الجن وشياطين الإنس، من الذي يستطيع أن يغلب قوة عظمى كقوة قريش؟

 

لم يتخيل ولم يدر بخلد المشركين أن من سينتصر هو النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المستضعفون هؤلاء بإيمانهم بيقينهم بتقواهم وأن من سينتصر في كل معركة حتى قيام الساعة القوة التي تؤمن بأن الله حق، القوة التي يخرجها الحق، القوة التي تواجه الباطل ليس لأجل الدنيا ولا لمتاعها ولا لغنائم ولا لأنفال وإنما لأجل الله ولرسوله

 

ولذا يقول الله عز وجل في تتمة الآية

(فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48) الأنفال)

 

تغيّرت المواقف، والموقف الذي وقفه الشيطان مع المشركين في غزوة بدر يقفه كل شياطين الإنس والجن في كل آن وزمان عندما تبدأ المعركة تدور على الآخرين على حلفائهم أول كلمة يقول إني بريء منكم. أين قوة فرعون حين كفر بآيات الله؟

فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب.

 

أما آن للمؤمنين أن يدركوا أن القوة الحقيقية هي قوة الله؟

أما آن لهم أن يجروا مقارنة وإن كانت مقارنة مجحفة بين هذه القوة العظيمة وبين ما يطلق عليه ويسمى قوى عظمى ولله المثل الأعلى؟!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اهميه الإعداد الروحي

 

 

(ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) الأنفال)

هذه هي القضية الحقيقية وليست ما يهيأ لنا اليوم،

يعني أنا أريد هنا أن أتساءل مرة أخرى تعود الآية الرابعة والخمسون

(كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ (54) الأنفال)

 

الهزيمة محتومة على كل ظالم، القضية منتهية، كل ظالم مهما طالت سلامته ومهما بلغت قوته سيهزم سيهزم، وكل صاحب حق وإن لم تظهر نتيجة الحق في الدنيا سينتصر سينتصر. متى سندرك نحن المؤمنين؟ متى سندرك نحن من نؤمن بهذا الكتاب العظيم أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم؟ متى سندرك أن التغيير الحقيقي مناط بالعودة الصادقة إلى كتاب الله؟

 

وأنا أهيب بكل قائد معركة وبكل مسؤول وبكل قائد في قلبه ذرة من إيمان بالله ورسوله أن يعلِّم أتباعه وأن يعلِّم نفسه أولاً هذه السورة، أن يقرأ هذه السورة العظيمة ويتدبر فيها ويعيها ويطبقها في حياته قبل أن يمسك بيديه ولا حتى قلماً ولا حتى سيفاً ولا حتى آلة من الآت القتال متى؟ متى يعي المسلمون هذه الحقيقة؟!

 

 

 

الله سبحانه وتعالى في الآيات التي تليها

(وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ {58} وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ {59} وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ {60} الأنفال)

بعد ستين آية بالضبط بعد ستين آية من أصل خمسة وسبعين آية في سورة الأنفال ربي عز وجل يأتي لأول مرة على ذكر القوة المادية!

وأنا اقول كم أنفقت شعوب العالم اليوم المسلمة غير المسلمة لا علينا منها، المسلمة كم تنفق من ميزانيات الدول على إعداد القوة المادية شيء جيد ممتاز ولكنى أتساءل كم تنفق هذه الدول على إعداد الجيوش إعداداً روحانياً إيمانياً، كم؟

كم تؤهل جيوشها للإيمان بحق يدافعون عنه، كم؟

 

آيات القرآن ليست لأجل أن تحفظ وتذكر في البيوت وفي المساجد وفي دور تحفيظ القرآن فحسب وإن كانت مهمة. هذه السورة العظيمة ينبغي أن تتلى وتقرأ وتدرس ويتدبر فيها أصحابها في الكليات العسكرية في المعاهد العسكرية ينبغي أن تقرأ لا على اهميهالكليات التي تعد الجيوش.

 

نحن عندنا سلاح لم نحسن التعامل معه إلى اليوم، نحن عندنا قوة، قوة حقيقية للأسف وبكل مرارة لم نستطع أن نتعلم منها ولم نستطع أن ننهل من معينها. إن جنحوا يا محمد للسلم فهو سلم الأقوياء وليس سلم الضعفاء

(وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُو السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) الأنفال)

لا تخشى من مكر ولا تخشى من صفقات غائبة عنك

ولا تخشى من أي شيء يُكاد لك لماذا؟

لأنك آمنت بالسميع العليم يسمع الدسائس ويسمع المؤامرات ويعلم بها ويدافع عنك.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أواخر سورة الأنفال

 

 

(وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُو الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) الأنفال)

يريدون خداع الشعوب في كل زمان هذه حقيقة واقعة، يريدون الظلم، يحيكون الدسائس والمؤامرات، فليفعلوا ما يشاءون، أنت يا محمد ويا من يتبعك ويسير على نهجك في كل زمن وفي كل وقت حسبك الله، فإن حسبك الله. ألا أكتفي بالله حسيباً؟

ألا أكتفي بالله وكيلاً؟ متى سأعي هذه الحقيقة؟ متى سأتعلم كيف أقرأ القرآن قراءة حقيقية قراءة تنقذني وتنقذ مُلكي وتنقذ شعوبي وتنقذ من أعيش معهم ووسطهم؟ متى أقرأ القرآن هذه القراءة؟ متى أعيه؟ متى أسمع السماع الحقيقي سماع الإجابة؟ متى أقرأ القرآن لأصلح به ذاتي نفسي بيتي أبنائي أسرتي حياتي شعبي، متى؟ متى أنتظر أن يغير الله هذا الضعف بقوة وهذه الهزيمة والنكبات بنصر وأنا لا أغير ما بنفسي؟ وربي عز وجل قبل صفحة واحدة

(فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66) الأنفال)

 

الله مع الصابرين، إصبر وأبشِر النبي عليه الصلاة والسلام بشّر أصحابه قبل أن تبدأ المعركة أي نصر؟

نصر على قوة المشركين العظمى إنتصارهم بالحق إنتصارهم بالإيمان إنتصارهم بالثبات.

 

 

(وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ (71) الأنفال)

واحدة من قواعد هزيمة الأعداء أن يخونوا الله ورسوله كلما إزددنا نحن كمؤمنين حفاظاً على الأمانة بيننا وبين الله عز وجل كلما حفظني الله عز وجل من خيانة الخائنين، الخيانة من الخائنين لا أستطيع تجاوزها بكل الوسائل المادية التي يمكن أن تُمكّن لي إكتشاف المؤامرات والخيانات وإن كان هذا لا يعني إغفال هذه القضايا أو الأسباب المادية ولكن الضمان الحقيقي للتخلص من كل هذا أن أكون وأن أزداد أمانة وإيماناً وشموخاً وثباتاً على الحق الذي بين يديّ.

ثم الآيات إلى الأخير

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ (72) )

ونضع مائة خط تحت في سبيل الله، ما الذي أخرج المؤمنين من مكة؟

سبيل الله.

 

ما الذي جعلهم يجاهدون بأموالهم وأنفسهم؟

سبيل الله.

لم يخرج لأجل مال، لم يخرج لأجل مُلْك، لم يخرج لأجل منصب، لم يخرج لأي شيء من متاع الدنيا لم يخرج إلا في سبيل الله، الإيمان غالي والوطن غالي والأرض غالية والمناصب غالية والجاه غالي والملك غالي وكل ذلك إذا كان في سبيل الله ففي سبيل الله والحق أغلى هذا هو الذي ينبغي أن يحركني.

 

(وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ (72) الأنفال)

ما الذي يريده الله عز وجل مني في هذه الآيات؟

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُو الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) فاطر)

ماذا يريد مني؟

يريد مني إيماناً حقيقياً، يريد أن يكون خروجي به وله، يريد أن أبذل وأضحي الغالي والنفيس في سبيل الحق الذي آمنت به هذا هو الحق هذا هو الصح هذا هو الثبات الذي تقدمه لي سورة الأنفال.

 

ولذلك آخر الآيات يختم بها الله عز وجل سورة الأنفال

(وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) الأنفال)

طيب والغنائم؟

لم يذكر الله عز وجل في هذه الآية الغنائم ولا الأنفال لماذا؟

 

المكسب الحقيقي المغفرة والرزق الكريم من عند رب العالمين

(أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا (74) الأنفال)

الإيمان، الإيمان ليس ادّعاء، الإيمان ليس كلمة تنطق باللسان، الإيمان ليس أن أعيش في صلاتي عيشة معينة وفي واقعي ومؤسساتي عيشة أخرى لا تمت إلى هذا الإيمان بصلة، الإيمان الحق أفعال سلوك تصرفات قوة، إذا وصلت إلى هذا الإيمان الحقيقي

(لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) الأنفال)

وهذا هو الفوز

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سورة الإسراء

 

مقدمه

 

-11-728.jpg?cb=1297942983

بين أيدينا اليوم سورة الإسراء تلك السورة التي نزلت على النبي صلّ الله عليه وسلم في مكة قبيل هجرته إلى المدينة بعام وبضعة أشهر. نزلت على النبي عليه الصلاة والسلام بعد وقوع معجزة الإسراء تلك المعجزة التي حدثت له وهو يمر بظروف عصيبة. فبعد سنوات من الدعوة المتواصلة لقومه وعشيرته لم يلقَ فيها سوى صنوف من العذاب والتنكيل والسخرية والإستهزاء والتكذيب من قبل قومه وعشيرته وما آمن معه سوى فئة قليلة كان الغالب عليها من المستضعفين والعبيد.

 

تلك الظروف التي مرت به عليه الصلاة والسلام إضافة إلى ما وقع إليه من قضية فقدانه لزوجته تلك السند والمعين له في دعوته السيدة خديجة رضي الله عنها إضافة إلى فقده لعمه أبي طالب الذي كان يدافع عنه أمام عدوان قريش وصدّهم وتكذيبهم، فقد كل هؤلاء واستمر في دعوته عليه الصلاة والسلام، ولكن في تلك الأثناء شعر بأن الأبواب قد غلِّقت أمامه وأن أهل الأرض قد ضاقوا عليه وضيقوا الخناق عليه فإذا بمعجزة الإسراء تحدث تسلية له عليه الصلاة والسلام تؤكد وتبين له أن يا محمد إن كانت أبواب الأرض قد غلِّقت دونك فإن أبواب السماء مفتوحة مشرعة أمامك وإن كان أهل الأرض قد صدّوا وكذّبوا وعنّفوا فإن أهل السماء يعرفون قدرك ولذا هم يحتفون بك أشدّ الحفاوة وأشدّ التكريم.

 

وهنا تأتي معجزة الإسراء التي جاءت في هذه السورة في آية واحدة فقط بقوله سبحانه مفتتحاً السورة بأسرها بالتسبيح والتمجيد والتقديس لمن قام بهذا الحدث العظيم، لمن أدّى هذه المعجزة سبحانه وتعالى حيث يقول

(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوالسَّمِيعُ البَصِيرُ (1) الإسراء).

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الغاية من الإسراء والمعراج

 

كانت قريش تدرك وتعرف المسافة الواقعة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، كانت قوافلهم تمر بذلك الطريق ولكن هذه المرة روى لهم وحدثهم النبي صلّ الله عليه وسلم حتى بما كانت تمر به القافلة التي كانت قد أرسلوها في تلك الأثناء، حدثهم عن طريق واصفاً إياه بكل ذرّة فيه وبكل نقطة بل واصفاً كذلك المسجد الأقصى الذي لم يكن قد رأه النبي عليه الصلاة والسلام واصفاً إياه وكأنه ينظر إليه عياناً، وتلك كانت فعلاً معجزة ولا تزال هذه المعجزة، وجاءت المعجزة وحدثت في الليل لكي يؤمن بها من كان في قلبه ذرة من يقين وإيمان بالغيب ويبتعد عنها ويكذب بها من كان يحتاج أن يرى تلك المعجزة حسياً وعياناً ولذا إرتد الكثير من الناس بعد معجزة الإسراء ولكن في ذات الوقت ثبت في تلك المعجزة كأبي بكر الصديق من ثبت الذي قال قولته المشهورة حين جاءته قريش تقول له (أما سمعت بصاحبك ماذا يقول ويحدث الناس اليوم؟ قال وماذا يقول؟ قالوا: يقول أنه قد أُسريََ به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليلاً، فإذا بالصديق يقول إن كان قال فقد صدق لقد صدقته في خبره عن السماء فكيف لا أصدقه في هذا؟!)

وسمّي من ذلك الوقت بالصديق.

 

معجزة الإسراء كان الغرض الأساسى منها تسلية قلب النبي صلّ الله عليه وسلم صاحب الرسالة، صاحب الهمّ العظيم على دعوته ورسالته، أثّر في نفسه عليه الصلاة والسلام كثيراً وآلمه ألماً شديداً أن لا يؤمن به من قومه إلا القليل بعد سنوات من دعوة متواصلة، دعوة تحمل تلك الرسالة العظيمة بكل ما فيها من قيم.

 

ولم تكن تلك فقط الهدف الذي يأتي في قضية الأسراء وفي معجزة الإسراء، كانت من ورائه مقاصد. واحدة من أهم تلك المقاصد أن الإمامة قد إنتقلت من الأنبياء إلى النبي عليه الصلاة والسلام متمثلة في إمامته بالأنبياء بالمسجد الأقصى فقد صلّى بهم إماماً، صلّى بإبراهيم عليه السلام صلّى بموسى وعيسى وأخبر ذلك عن ما حدث ليبين لأمته من بعده أن الإمامة قد إنتقلت من كل أولئك الأنبياء لتكمل الرسالة مع هذه الأمة، أمة النبي صلى الله عليه وسلم. وكلنا يعلم أن الإمامة قد أوكلت في فترات من الزمن وعلى مدى أعوام وقرون طويلة لبني إسرائيل ولذا جاءت الآية التي تليها

(وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ (2) الإسراء)

 

كانت الإمامة والإصطفاء والإختيار في بني إسرائيل الذين آمنوا بموسى عليه السلام وآمنوا بكتابه الذي أُنزل عليه التوراة وآمنوا بما فيه من تعاليم وكان بنو إسرائيل هم الأمة الوحيدة الموحِّدة في العالم بأسره آنذاك. إختارهم الله عز وجل واصطفاهم على العالمين إختارهم تكليفاً وتشريفاً ولكن أمة بني إسرائيل لم تحمل تلك الأمانة كما كان ينبغي لها أن تحمل، لم تقف من تلك التعاليم الواردة في التوراة والتي أوضحتها سورة الإسراء “هدى ونور وبيان” لم تقف منها ذلك الموقف الصلب القوي الثابت وإنما وقفت مواقف متباينة فتارة تحرّف الكلم عن مواضعه وتارة تشترى بآيات الله ثمناً قليلاً وأخرى تبيع كلمات هذا الكتاب ولا تقف عنده سلوكاً ولا تطبيقاً في واقع حياتها وقد حكى القرآن في سور كثيرة العديد من تلك المواقف المتباينة لبني إسرائيل مع هذا الكتاب العظيم التوراة، وحكى عنهم كذلك المواقف التي كانوا يقفونها من أنبيائهم قتلاً وتكذيباً وتزويراً وتحريفاً.

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

التحذير من الفساد والمفسدين

 

تأتي الآيات وخاصة في مقدمة سورة الإسراء بقول الله عز وجل

(وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) الإسراء)

إذاً هو الإفساد الإفساد المادي والمعنوي الذي تتحدث عنه الآيات في سورة الإسراء. الإفساد والعلو والإستكبار الذي وقع في بني إسرائيل حين أعرضت وصدّت عن كتابها وعن تعاليم موسى عليه السلام التي أنزلت في التوراة.

 

هذا التحذير الشديد وهذا التأكيد في أكثر من موضع على الإفساد المادي والمعنوي وعلى العلو والإستكبار الأمراض القاضية الأمراض المستعصية التي حدثت في بني إسرائيل جاءت في سياق التحذير لهذه الأمة الأمة الجديدة من أن تقع في نفس الأمراض التي وقعت وانتشرت في بني إسرائيل.

 

إهتم كثير من المفسرين في القديم والحديث وخاصة في الحديث بالآيات التي تلي هذه الآية وهي

(فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً (5) الإسراء)

إهتم المفسرون بهؤلاء العباد من هم؟ ما هى مواصفاتهم؟ هل هذا الرد والصد والهزيمة لبني إسرائيل أمر قد وقع في الماضى قبل البعثة أم بعد البعثة؟ وما هو الصد الأول؟ وما هو الصد الثاني؟ ولكن في واقع الأمر عندما نقف عند الآيات ونتدبر سورة الإسراء بكل آياتها التي تزيد على المائة آية نجد أن القرآن لم يحفل كثيراً بتحديد هذه المسائل وهذه الجزئيات إنما الإهتمام الأكبر كان ينصرف إلى تحديد أهمية موقف الأمة الإسلامية من كتابها. إلى تحديد المواصفات التي جاءت ووردت في كتابها العظيم القرآن.

 

ففي سورة الإسراء تحديداً وردت صفات وخصائص للقرآن لم ترد في أي سورة أخرى سوى الإسراء. وردت لفظة القرآن أكثر من مرة في أكثر من سور القرآن بمعنى أنه إذا قمنا بجمع سور القرآن كافة لوجدنا أن لفظة القرآن لم ترد بنفس التكرار الذي وردت فيه في سورة الإسراء وفي هذا دلالة واضحة على أن العناية الكبرى ينبغي أن تنصرف لمقصد الإهتمام بالقرآن، خصائص القرآن، الموقف الذي ينبغي أن يكون عليه المسلمون اليوم وكل يوم اتجاه هذا الكتاب العظيم.

 

فبقدر ما تقترب الأمة الإسلامية من القرآن تطبيقاً وإيماناً وفهماً وتدبراً وتنفيذاً في واقعها بقدر ما تكون قد تحققت بالشهادة على الأمم، وبقدر ما تكون قد ابتعدت عن الإفساد المعنوي والمادي والعلو والإستكبار الذي وقع في بني إسرائيل. وبقد ما تبتعد الأمة عن كتابها وبقدر ما تبتعد وتُعرِض عن فهمه وتدبره وتركيز وتطبيق معانيه في واقعها كأفراد وكمجتمعات بقدر ما تكون قد بدأت بالفعل تُعرِض وتدخل في مرحلة الإفساد المعنوي والمادي وبقدر ما تبدأ في الدخول في رحلة الإفساد بشقيه الإفساد المعنوي والمادي بقدر ما تكون قد حقت عليها القوانين التي وقعت وطبقت في بني إسرائيل قوانين الهزيمة قوانين الإبعاد عن الريادة والشهادة على الأمة قوانين الهبوط والإنحدار والتردي والتدهور.

 

هذه هي أهم مقاصد سورة الإسراء

ولذا قام القانون الأول مؤكداً في بني إسرائيل وغير بني إسرائيل

(إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا (7) الإسراء)

إذاً هو الإحسان أوالإساءة هو العمل الحقيقي والتطبيق في واقع الحياة.

الأمة التي تتخذ الإحسان لها نهجاً وسلوكاً وتطبيقاً في حياتها هي الأمة الكفيلة بأن تشهد على الأمم. والأمة التي تتخذ من الإساءة بكل أنواعها إساءة مادية إساءة معنوية إساءة في الأخلاق إساءة في العمل إساءة في الكسب إساءة في عالم المادة، بقدر ما تسير على الإساءة في حياتها لن تلقى سوى عوامل الهزيمة والإنحدار كما وقع وحدث في بني إسرائيل.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

القرآن هو النور الهادي

Houdal-Kor2an14-01.jpg

 

(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (9) الإسراء)

يهدي للتي هي أقوم، يهدي للتي هي أكمل يهدي للتي هي أقرب للصواب أقرب إلى الإحسان أقرب إلى الكمال وجاءت أقوم مطلقة لم تأتي أقوم في أي مجال لم يقل الله عز وجل أقوم في الإقتصاد أو أقوم في السياسة أو أقوم في الاخرة أو أقوم في الحياة الدنيا أو أقوم في أي شيء أقوم هكذا مطلقة أقوم بكل إطلاقياتها أقوم في كل ميادين الحياة، ويبشر المؤمنين

 

وتأملوا معي أيها الإخوة والأخوات

(وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) الإسراء)

يؤكد القرآن في كل مواضعه أن الأيمان ليس مجرد إدعاء ليس مجرد قول باللسان ليس مجرد إعتقاد بالقلب لا، لا بد أن يصاحبه عمل للصالحات لا بد أن يصاحب هذا الإيمان إصلاح مناقضاً للإفساد لا بد أن يصاحب هذا الإيمان عمل صالح متواصل تنعكس فيه معاني الإيمان ومعاني التوحيد بكل ما تأتي به من ثمار عظيمة .

 

إذاً هو القرآن في أول خصائصه تقدمه لنا سورة الإسراء مؤكدة أنه هو الهادي للتي هى أقوم هو الذي يدل على الطريق هو الذي يبين للأمم وللمجتمعات وللأفراد يبين لهم الطريق الأقوم الطريق الأحسن الطريق الأفضل حين تختلط الرؤى والمفاهيم حين تختلط الأسئلة والأجوبة حين تختلط الإشكاليات في قلب الفرد الإنسان وفي قلب المجتمع والعالم والأمة. من الذي يفصل في تلك الأثناء؟

القرآن هو الهادي هو القويم هو المبين هو المرشد هو الدال على الصواب.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى

 

تنتقل الأيات آية بعد آية تبين طبيعة الإنسان تعالج خصائص الإنسان.

فواحدة على سبيل المثال من تلك القضايا التي تعالجها سورة الإسراء هى قضية المسؤولية الفردية مسؤولية الإنسان عن سلوكه وتصرفاته بقول الله عز وجل

(وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا (13) الإسراء)

مسؤولية الواحد منا عن أعماله عن أقواله عن خواطره عن تصرفاته. هذه الحياة هي محك هي إختبار هي دار عمل وليست بدار جزاء ولكنها أعمال أحصاها الله علينا وكتبها ووضعها في كتاب سيلقاه وينظر إليه ويقرأه الإنسان حين يلقى الجزاء في الآخرة. ثم تقرر من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه، قضية الهداية والضلال سواء كانت في الفرد أو المجتمع الفرد منا حين يبتغي ويقرر أن يسلك طريق الهداية هو لا يسلكه لأجل أحد هو لا يسلكه لأجل زيادة العدد في أمة الإسلام أو في تعداد المسلمين الذين اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم كما حدث مع قريش أو في المدينة،لا، هذا محض إختيار يختاره الإنسان وهو مسؤول عن ذلك الإختيار، يختار الهداية طريقاً له فهي الهداية الحقيقية التي ستأتي ثمار هذه الهداية في حياته هو وفي آخرته.

 

وكذا الأمر إذا إختار الضلال فهو مسؤول عن هذا الإختيار مسؤول مسؤولية لا يمكن أن تقع إلا على نفسه ولذا جاءت في الآية

(وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (15) الإسراء)

لا أحد يتحمل عنك كما كان يظن قريش ويستهزئون بالنبي صلى الله عليه وسلم بقولهم أنهم سيحملون أوزارهم وأوزاراً مع أوزارهم سيتعاونون على حمل الأوزار والذنوب يوم القيامة!

تقرر الآيات ألا تزر وازرة وزر أخرى، أنت يا إنسان مسؤول عن القرار الذي ستتخذه في حياتك إن اتخذت الهداية أو إن اتخذت الضلالة .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مسؤولية الفرد تجاه مجتمعه

 

136773-1.gif

تنتقل الآيات في سورة الإسراء من قضية المسؤولية الفردية إلى قضية أخرى وهي مسؤولية الفرد تجاه مجتمعه، صحيح أنه لا تزر وازرة وزر أخرى صحيح أن الإنسان مساءل عن أعماله هو عن تصرفاته عن إختياره هو ولكن في ذات الوقت ثمة مسؤولية تقع على عاتقه وهي ضمن مسؤوليته الفردية اتجاه المجتمع الذي يعيش فيه.

 

هو لا يعيش في سفينة المجتمع ويبحر فيها فرداً لا يشعر بما يشعر به الآخرون ولا يهمه ما يراه أمامه في واقع الحياة من إنحرافات أو من أخطاء أو من أشياء ينبغى أن تصحح، أبداً، الفرد المسلم الذي اختار القرآن واختار الإسلام طريقاً ونهجاً لحياته لا بد أن يشعر بمسؤوليته إتجاه مجتمعه إتجاه من حوله فيقوم تصحيحاً وتعزيزاً وتغييراً وتبديلاً لكل ما حوله من أخطاء لكل ما يراه من حوله من إنحرافات أو سلوكيات، وفي هذا الموقف الذي تقرره سورة الإسراء بقول الله عز وجل

(وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) الإسراء)

 

في كل تلك الأثناء في سورة الإسراء تربط الآيات بالأحداث والأخطاء التي وقعت في بني إسرائيل، أمة بني إسرائيل. فقد جاء في سور أخرى قول الله عز وجل

(كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (79) المائدة)

كانت أمة بني إسرائيل أمة لا تستشعر المسؤولية الجماعية لا تستشعر مسؤولية الفرد إتجاه المجتمع الفرد يعيش في واد والمجتمع يعيش في وادٍ آخر، قد يكون الفرد صالحاً في نفسه أو ذاته ولكنه لا يحقق توجهات المسؤولية الإجتماعية في المجتمع الذي يحيا فيه، لا يشعر بأن لديه مسؤولية إتجاه هذا المجتمع لا يشعر بأنه ينبغي أن يتحرك ليغير منكراً يراه أمام عينيه يعرف المعروف وينكر المنكر. يعزز الصواب والحق وفي نفس الوقت لا يناصر باطلاً ولا إنحرافاً بل على العكس يحاول التصحيح يحاول التغيير يحاول التبديل. وفي ذلك كما لا يخفى علينا جميعاً تحذير لأمة الإسلام تحذير لهذه الأمة التي إنتقلت إليها الزعامة والريادة والشهادة على الأمم أن يا مسلمين عندما ترون أمام أعينكم منكراً أخطاء إنحرافات لا ينبغي أن تقفوا أمامها مكتوفي الأيدي، لا، فالقرآن الذي ارتضيتموه منهجاً لحياتكم يأمركم أن تأمروا بالمعروف وأن تنهوا عن المنكر سالكين أعظم الوسائل وأحسن الوسائل والطرق بالحكمة والموعظة الحسنة ولكن لا بد أن تقع على عاتقنا مسؤولية التغيير والتصحيح والتبديل، لا بد أن تكون لك يد في المجتمع الذي تعيش فيه تصحيحاً لقول أو فعل أوعمل تقوم به ولكن لا تقف أبداً مكتوف الأيدي وأنت ترى سفينة المجتمع وهي تشق طريقها نحو التردي والغرق والإنحراف والتدهور.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

عليك السعي وليس عليك النتيجه

 

لا بد أن تفعل شيئاً لا بد أن تصحح لا بد أن تقوم بعمل حتى ولو كان كل من حولك لا يشعرون بقيمة هذا العمل الذي تقوم به فالعمل كما جاء في الآيات الأولى ستجازى عليه وسعيك مشكور حتى وإن لم يأتي بثمار ولا بننتائج مرجوة أو معنية.

 

 

ولذا ما أعظم الإنتقال والإعجاز السلس الذي تسير بنا فيه سورة الإسراء حين تأتى الآية فتقول

(وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُومُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا (19) الإسراء)

سعيك مشكور حتى وإن لم تأتي الثمار ولا النتائج، أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر إلتزامك ومدافعتك عن الحق مشكور ومحفوظ عند الله عز وجل وستلقاها غداً في كتابك منشوراً حتى ولو لم تأتي بنتائج مرجوة ولا بثمار إيجابية. وفي هذا قد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم في مكة على وجه التحديد أروع الأمثلة قدوة لنا أسوة لنا في كل شيء إستمر في دعوته ما يزيد عن العشر سنوات دعوة متواصلة أين النتائج؟ أين نتائج النجاح التي حققها؟ لم تكن تلك النتائج التي لم تحقق بشكل كما كان ينبغي أن تحقق لم تكن مانعاً ولا حاجزاً للنبي عليه الصلاة والسلام عن مواصلة دعوته عن تقديم رسالته، وهكذا ينبغي أن يكون الواحد منا. أنت تعيش في مجتمع سعيك مشكور تصحيحك للخطأ وإنكارك للمنكر مشكور ومحفوظ لا تخشى شيئاً لا تقل لا قيمة له لا تقل أن ما تقوم به سيذهب هباءاً منثوراً، أبداً، عليك أن تقوم به والجزاء على السعي والعمل ليس على النتيجة أبداً. صحيح ينبغي أن نتطلع إلى النتائج وأن نراجع أنفسنا وأن نأخذ بالأسباب ولكن في ذات الوقت لا ينبغي أن تكون النتائج إن لم تأتي مانعاً لنا عن مواصلة السعي مانعاً لنا وحاجزاً عن مواصلة الدعوة عن حمل الرسالة حمل الأمانة فلا تقاعص في هذا الدين ولا تكاسل ولا إحباط ولا يأس طالما أن هذا الإنسان يسير في طريقه في الحياة .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

المعنى الحقيقي للتوحيد

 

تأتي الآن في سورة الإسراء لتقدم نماذج للتي هي أقوم كيف أصبح وكيف أسير وكيف أحقق التي هي أقوم في حياتي؟

بدأت أول ما بدأت بالعنصر الأساسى الحقيقي الذي تدور عليه كل الأعمال الصالحة عنصر التوحيد بقول الله عز وجل

(لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ (22) الإسراء)

 

التي هي أقوم وأكمل حين تحققها في شعورك في حياتك في داخلك في قلبك أن تنفض عنك كل الأنداد أن تنفض عنك كل الأرباب أن تكفر بكل الأصنام ليس هناك من قوة حقيقية تفعل وتتصرف في هذا العالم سوى قوة الله عز وجل.

 

التوحيد ليس بالمعنى الذي فقط يتحول إلى كلمة أو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإن كان هذا جزءاً رئيسياً من كلمة التوحيد، ولكن التوحيد الفعال التوحيد الذي يبدأ يدخل مع الإنسان في حتى خواطره في المشاعر التي تدور في نفسه وعقله وقلبه يحرر الإنسان من العبودية لأي صنم إلا العبودية لله الواحد الأحد يحرر الإنسان فيجعل منه عبداً حقيقياً

 

وتدبروا معى كيف وردت كلمة عبد في الآية الأولى حين قال الله عز وجل

(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً(1)الإسراء)

العبد هنا ليس العبد فقط بمعنى العبيد فكلنا عبيد لله عز وجل المؤمن والكافر شاء أم أبى هم عبيد لله الواحد الأحد للملك نحن عبيدفي مملكة الله عز وجل في ملكوته لا نملك لأمر أنفسنا لا نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً

 

أعتى العتاة أعتى الفراعنة فرعون لم يكن يملك لنفسه موتاً ولا حياةً ولا نشوراً لم يكن يدرك إعتقد في لحظات القوة والمنعة والسيطرة أنه يملك بالفعل أن يمتد به العمر وأن تمتد به الحياة ولكنه أدرك بعد فوات الأوان أن لا ملك على وجه الحقيقة سوى الله عز وجل.

 

هذا الطاغية الذي وصلت به الحالة من الشعور بالعلو والإستكبار والإفساد أن يقول أنا ربكم الأعلى أدرك حقيقة التوحيد حين واجهه الموت.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الفرق بين العباد والعبيد

 

الكل عبيد لله عز وجل

ولكن سورة الإسراء تريد أن تصنع منا جميعاً عباداً أولي بأس شديد، أيّ عباد؟

 

عباد من درجة خاصة عبودية إختيارية هنا كعبودية إجبارية وهي التي نشترك فيها جميعاً المؤمن والكافر لا نستطيع أنن خرج عن هذه العبودية كلنا عبيد لله يتصرف فينا كيف ما يشاء موتاً وحياةًونشوراً، صحةً ومرضاً وإعطاءً ومنعاً هذه عبودية إجبارية وليست عبوديةإختيارية.

 

أما العبودية الإختيارية فهي عبودية النبي صلّ الله عليه وسلم عبودية العباد أولي بأس شديد الذين أشارت إليهم الآية الأولى في تصحيح الخطأ وتصحيح أخطاء بني إسرائيل والصد الذي وقع لبني إسرائيل وهزيمة بني إسرائيل كأمة والتي أشارت إليهم سورة الإسراء في بداياتها.

 

إذاً العبودية التي تريدني سورة الإسراء أن أكون فيها هي عبودية إختيارية باختياري أنا، أنا أختار أن أكون عبداً لله، وحين أختار أن أكون عبداً لله فأكون في نفس الوقت قد قررت أن أختار الحرية والتحرر من كل الأرباب التحرر من كل العبوديات الزائفة التحرر من كل الأصنام الواهية الأصنام التي قد أظن لبعض اللحظات أنها تملك لي ضراً أو نفعاً.

 

أتحرر من سلطان المال أتحرر من العبودية للدرهم والدينار، أتحرر من العبودية للسلطة بكل أبجدياتها أتحرر من العبودية لأي سلطة أخرى سوى سلطة الله سبحانه وتعالى الواحد الأحد.

 

حين أتحقق بتحقيق هذا المنهج في قلبي في شعوري في سلوكي لا بد أن ينعكس هذا التوحيد الكامل الأكمل على حياتي على سلوكي على تصرفاتي على طريقة تعاملي مع كل الدوائر المحيطة بي وأول دائرة تأتىي عليها سورة الإسراء دائرة الوالدين الأم والأب تأتي الأمثلة والنماذج،الأم والأب لم تعد العلاقة عندما تركز التوحيد في قلبي وأصبحت عبداًإختيارياً لم تعد العلاقة بيني وبينهم علاقة عادية وإنما أصبحت علاقة إنسانية راقية سماها الله عز وجل وأعطاها بقوله

(وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا (23) الإسراء)

 

علاقة إحسان علاقة إصلاح علاقة تفاني في سبيلإرضاء الأم والأب وخاصة حين يبدأ الأم والأب بالدخول في مرحلة الشيخوخة تلك المرحلة التي يبدأ الإنسان يشعر فيها بالتردي من موقع القوة إلى موقع الضعف بالشعور والإحساس بالحاجة إلى الأبناء بالحاجة إلى وقوفهم بجانبهم، فذلك الأب أو الأم الذي كان يقف على قدميه قد يصبح في مرحلة الشيخوخة لا يستطيع ولا يقوى الوقوف على قدميه يحتاج لكرسي متحرك يحتاج لأيدي تحمله يحتاج لقلب يضمه لحنان لأبوة لبنوة لشعور بالإحسان لشعور بأنما قمت به في حياتي لم يذهب سدى لم يذهب هباءاً منثوراً، هناك أبناء هناك بنات قمت بتربيتهم جاء دورهم الآن هذا الإحساس هذه العلاقة الرائعة من الذي يقدمها؟

 

القرآن الذي يهدي للتي هي أقوم في كل حياتنا.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مقوله خاطئه (الأقارب عقارب)

 

B_KbZrtU4AAglq8.jpg

 

تنتقل الدائرة إلى القربى إلى الإحسان إلى الأقارب لا كما نشهد في مجتمعاتنا الحالية حتى للدرجة التي سرت فيها بعض الأمثلة الشعبية الممقوتة كالقول على سبيل المثال (الأقارب عقارب) أي مصدر للسموم مصدر للأذى كيف يسيغ لمجتمع إرتضى بالقرآن منهجاً أن يبرر تحت أيّ ظرف من الظروف أن تكون العلاقات بين أولى القربى بين الأسرة الواحدة من أعمام وخالات وأولاد عمو أولاد خالة مهما كانت المبررات أن تتحول إلى علاقة سُمِّية، علاقة يحكمهاالبغضاء والشحناء والتنافر والبعد والصد والنفور من بين بعضنا البعض؟ كيف يمكن أن يبرر هذا؟!

 

القرآن يصحح هذه العلاقات ويؤكد أن الإنسان الذي اختار القرآن منهجاً لحياته لا يمكن أن يسلك مع أقاربه هذا المسلك لايمكن أن يسلك سوى ما أمر به القرآن

(وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ(26)الإسراء)

هو حق للأقارب إن لم أقم به فأنا مقصِّرة في جنب الله

(وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا(26)الإسراء)

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كيف عالج القرآن الأمراض الإقتصادية؟

p-ahkam023.jpg

تنتقل الآيات بتسلسل عجيب من مجال الإجتماع ومن مجال الأسرة إلى مجال الإقتصاد لتضع لي حتى في عالم الإقتصاد قواعدحقيقية قواعد صاغها القرآن لم يصغها البشر

ولنا أن نتأمل الواقع المعاصر الذي نعيش فيه الذي تحكمهالقوانين الوضعية القوانين التي وضعها البشر لأنفسهم أين وصلت بهم؟!

أين وصل بنا الحال من أوضاع إقتصادية؟! أين وصل بنا الحال؟!

دعونا نتأمل لأن هذا هو سبيل القرآن، القرآن لم ينزل لأجل أن أعيش به طالباً للبركة والأجر والثواب فقط وأعيش في وادٍ والعالم والمجتمع المعاصر حولي في وادٍ آخر،أبداً، القرآن فيه بركة صحيح أكيد فيه أجر فيه ثواب ولكن المطلوب مني اليوم حين أقرأ القرآن أن أقرأه بعين تنظر الواقع تنظر الواقع المحيط بيمن كل جانب تحاول أن تقف على أمراضه على أدوائه على عيوبه فتأتي إلى القرآن بأسئلة بإشكاليات بأمراض مختلفة تطلب من القرآن شفاء لأمراضها وسنأتي على الشفاء في سورة الإسراء.

تطلب من القرآن علاجاً لأدوائها لأمراضها الإجتماعية والإقتصادية والسياسية وكافة أنواع الأمراض

ولنا أن نتساءل ونحن نقرأ الآيات في سورة الإسراء كيف عالج القرآن الأمراض الإقتصادية؟

وهل هناك فعلاً أمراض إقتصادية في مجتمعاتنا؟

واحدةمن أبرز الأمراض الإقتصادية في مجتمعاتنا كأفراد وكلنا يعاني منها قضية الموازنة بين الإستهلاك وبين ما أملك، بين التملك الشيء الذي أنا أملكه في حدود طاقاتي المالية والمادية وبين إنفاقي وبين إستهلاكي، ذلك التباين العجيب في مجتمعاتنا ذلك الإستهلاك الذي وصل بنا إلى جعل الكماليات والتحسينات في حياتنا تقع في موقع الحاجيات والضروريات. يعيد القرآن ويعالج الأمور ويعيدها إلى نصابها بقوله عز وجل

(وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا (29) الإسراء)

إنه التوازن إنه التعادل في كل شيء وهذا التوازن الذي تؤكده سورة الإسراء كنموذج من نماذج معالجة القرآن للأمراض وللأدواء المستعصية ينبغي أن يطبق ليس فقط على سبيل حياة الأفراد وإنما على المجتمعات على الدول التي أصبحت تنفق أكثر من مدخولاتها فوقعت فيأزمات ديون على مدى سنوات طويلة هذه أمراض هذه أسقام هذه أدواء حقيقيةيعاني منها العالم المعاصر الذي نعيش فيه على الرغم من كل النظريات الإقتصادية المعاصرة الحديثة التي حاولت عبثاً أن تعالج تلك الأمراض.

اليوم كلنا يعلم أن كبريات الدول تعاني من أمراض الديون تعاني من عجز في الميزانيات. لنا أن نتساءل هل يستطيع القرآن الذي أنزل قبل قرون متعاقبة أنيعالج هذه الأمراض؟ أن يصحح هذه الأخطاء؟ أن يساعدني في حل هذه الإشكاليات؟

بكل تأكيد، يقدم القرآن العلاج في آية واحدة

(وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْط (29) الإسراء)

تأمل معي أنظر معي تدبر معي في هذا القرآن العظيم وكيف يعالج لأنه ليس من عند البشر ليس من كلام البشر كلام رب البشر الذي خلق وصنع وأعطى ورزق، الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر العالم بكل شيء

(أَلَايَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُواللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) الملك)

الرب الذي خلق الرب الذي رزق هو الوحيد الواحد الذي يعلم ما يصلح للبشر ما يصلح مجتمعاتهم مايصلح ميزانياتهم ما يصلح دولهم ما يصلح معاشهم ما يصلح أخراهم. هذا الرب هو الذي أنزل على القرآن ليعالج ليشفي ليبرئ من الأمراض التي نعاني منها ليس فقط في العصور الماضية بل في كل عصر وزمان .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تحريم الزنـــا

 

hqdefault.jpg

 

 

 

تنتقل الآيات بإعجاز عظيم واضح تماماً من دائرة إلى دائرة، من دائرة الإجتماع إلدائرة الإقتصاد إلى دائرة الأمة محرمة سلسلة من الجرائم الخُلُقية والإنحرافات التي ينبغي للمجتمع أن يهتم بمعالجتها ينبغي للفرد وللمجتمعأن يحاصر تلك

الأمراض وأن يقتلها وهي في مهدها فتأتي الآية الأولى

(وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا {31} وَلاَتَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {32} الإسراء)

 

وأنظر معي كيف يعالج القرآن القضيتين في آن واحد.

ما العلاقةبين قتل الأولاد والزنا؟

 

اليوم تعاني المجتمعات المتخمة بالأمراض والأدواء المجتمعات المعاصرة وكثير من المجتمعات الغربية من مشكلة حقيقيةالأطفال غير الشرعيين الأطفال الذين جاؤوا إلى الدولة عن طريق علاقات غيرمشروعة علاقات الزنا، حرّم الإسلام وحرّم القرآن وحرّمت سورة الإسراء هذه العلاقات فقتلت المشكلة وهي في مهدها، عالجتها وهي في مهدها، ليس هناكعلاقة غير مشروعة في الإسلام أنظر معي إلى قول الله عز وجل

(وَلاَتَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {32} الإسراء)

 

بعض المجتمعات والدول المعاصرة اليوم تعالج قضية الأولاد غيرالشرعيين الذين يشكلون عبئاً حقيقياً على ميزانيات الدول هذه القضيةيعالجونها بطريقة مختلفة يحاول أن يجد الحلول لحضانة هؤلاء الأولاد غيرالشرعيين دون أن يعالج المرض ويجتث المرض من أساسه. ما هو الأساس لإشكالية وجود أولاد غير شرعيين؟

 

ما هو الأساس؟

علاقات غير مشروعة علاقات الزنا. ألا يهدي القرآن للتي هي أقوم؟

ألا يقدم القرآن المنهج الأقوم والأصوب حين يعالج المرض

ويجتث المرض من جذوره؟

هذا هو القرآن هذا هو نهج القرآن.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بعض النواهي الربانية

 

maxresdefault.jpg

 

(وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ (33) الإسراء)

(وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (34) الإسراء

يقيم القرآن للإنسان في نفسه محكمة حقيقية رقابة ذاتية يجعل الإنسان الفرد هو الوازع الحقيقى لصده ولردعه عن إرتكاب أي جريمة من الجرائم وهذه أعظم وسيلة لمعالجة الجرائم المختلفة من اختلاس من سرقة من نهب من قتل من إغتصاب أن تحيي الوازع والضمير عند الإنسان وهي قضية يعاني منها العالم المعاصر الذي نعيش فيه أشد المعاناة.

حين غاب الضمير عن مسرح الحياة حين غاب الضمير البشري الضمير الإنساني عن واقع الحياة التي نعيش فأصبح واقعنا أقرب إلى واقع الغاب منه إلى واقع الإنسان، واقع الإنسان الذي أراد القرآن أن يحييه في الناس من جديد أن يعيده إلى البشرية من جديد.

 

تستمر الآيات في معالجة الفرد والمجتمع في وقت واحد لتصل إلى حتى معالجة قضية العلو والإستكبار والإستخفاف بالآخرين مانعة الإنسان حتى من أن يظهر نوعاً من الإستكبار على أخيه الإنسان ولو في طريقة مشيه،وتأملوا معي أيها الأخوة والأخوات قول الله عز وجل

(وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَالْجِبَالَ طُولاً (37) الإسراء)

عجيب!

حتى طريقة السير والمشي يحددهاالقرآن ينزل فيها آيات؟!

نعم، وفي ذلك بيان واضح إلى معالجة قضية التكبر والإستكبار والإستخفاف بالآخرين، القرآن يعلم الإنسان الفرد ألا يستكبرعلى غيره يجتث مشكلة الإستعلاء والإستخفاف والإستهانة بالآخرين حتى في أبسط صورها حتى في طريقة المشي، لا تمشي في الأرض وتحاول أن تبين أو تظهرأنك متعالي على الآخرين حتى وإن كنت قد أوتيت من وسائل الوسائل المادية وسائل الإستعلاء الوسائل التي يهيأ لك أنها تبرر لك أن تكون بالفعل مستعلياً على الآخرين متكبراً عليهم إياك وهذه الصفة لماذا؟

 

لأن هذه الصفة من أشد الأمراض خطورة في المجتمع تفصل بين الإنسان وأخيه الإنسان تحقق أو تعدم تماماً عنصر المسؤولية والتكافل الإجتماعى تجعل الإنسان متعالياً على أخيه الإنسان ولمَ هذا التعالي؟! لمَ هذا الإستكبار؟!

لنا أن نتخيل كيف يمكن أن يعيش المجتمع وهو يعيش بعض الأفراد في حالة إستعلاءعلى الآخرين في حالة العيش بعيداً عن آلآم وأحزان وفقر وحاجة إخوانه مالبشر، إخوانهم الآخرين شيء فعلاً يجعل الإنسان ينتبه إلى أمور ربما لم يكن حتى ينتبه إليها هذه الآية تعالج إشكالية الطبقية في المجتمع إشكالية أن يصبح الناس طبقات هناك أناس مترفين يعيشون حالة غنى فاحش وتعالي وإستكبار وأناس آخرين بسطاء متواضعين فقراء ربما لا يمتلكون من سبل العيش الكريم ما يجعلهم حتى يستطيعوا أن يقوموا بقوت يومهم، هل موقف الإنسان الغني هذا الغني الذي يمتلك من أسباب القوة وأسباب المنعة وأسباب المال وجاءت الآية لا ننسى التي قبلها تقول

 

(إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ (37) الإسراء)

هل المطلوب منه أن يعيش بعيداًعن المحتاجين أم يعيش وسط آلآمهم أم يعيش مستعملاً الأدوات والوسائل والمال الذي رزقه الله سبحانه وتعالى إياه يعيش ليمسح به معاناة هؤلاء ليكفف بها دموعهم ليمسح بها آلآمهم ليعالج بها أحزانهم ليداوي بها حاجاتهم المادية؟ هذا النوع من العلاج الأخلاقي الرائع إنما يأتي في الحقيقةعلى الأمراض التي يعاني منها المجتمع المعاصر المجتمع الرأسمالي أو غيرهمن مجتمعات عاثت فيها الطبقية فساداً وإفساداً وبعداً عن المنهج الأقوم الذي ينبغي أن يعيش عليه البشر.

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الاعراض عن القرآن

 

11906349_480214115492193_2146344178_n.jpg?ig_cache_key=MTA1MjY3ODUxMjg5NDQyMDMwNg%3D%3D.2

(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُورًا (41) الإسراء)

(وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُورًا(41)الإسراء)

هكذا أمة الإسلام اليوم عندما تُعرِض عن كتابها القرآن عندما تعتقد أنها يمكن أن تجد العلاج الأمثل في مجالات الحياة المختلفة من يمين أو شمال من غرب أو شرق بعيداً عن القرآن وليس ثمة علاج إلا في هذا القرآن العظيم .

 

ثم تأتي الآيات وتؤكد مرةأخرى آية بعد آية على الموقف الذي ينبغي أن يقفه الإنسان حيال هذا القرآن العظيم يقول الله عز وجل مخاطباً نبيه

(وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا {45} وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا {46} نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا {47} الإسراء)

هذا الموقف العجيب الذي وقفه المشركون اتجاه القرآن العظيم موقف الصد موقف الإعراض موقف عدم الرغبة في الإستماع لآيات القرآن

هذا الموقف العجيب ماذا كانت النتيجة المترتبة عليه؟

كانت النتيجة أنه فعلاً وقع بينهم وبين القرآن حاجزاً هذا الحاجز لم يتمكن المشركون من الإنفكاك منه لم يتمكنوا من رؤية الحق الموجود في القرآن العظيم لم يتمكنوا من رؤية النور الذي جاء في هذا القرآن وهو أمر محسوس

 

أنا حين أضع على عيني ستراً أو غطاءاً أو غشاوة هل أتمكن من رؤية نورالشمس مهما كان ذلك النور واضحاً ظاهراً جلياً؟! أبداً، لماذا؟

لأني أنا أنا الإنسان من قمت بوضع ذلك الغطاء وذلك الستر حاجزاً بيني وبين نورالشمس.

وهكذا القرآن ولله المثل الأعلى في تعاليمه نور في أحكامه شفاء

ولكن يا ترى لمن؟

لمن لم يضع حاجزاً بينه وبين هذا القرآن العظيم .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

النبي صلّ الله عليه وسلم

 

تصحيح : ( صلى الله عليه وسلم )

 

أنا حين أضع على عيني ستراً أو غطاءاً أو غشاوة هل أتمكن من رؤية نورالشمس مهما كان ذلك النور واضحاً ظاهراً جلياً؟! أبداً، لماذا؟

لأني أنا أنا الإنسان من قمت بوضع ذلك الغطاء وذلك الستر حاجزاً بيني وبين نورالشمس.

وهكذا القرآن ولله المثل الأعلى في تعاليمه نور في أحكامه شفاء

ولكن يا ترى لمن؟

لمن لم يضع حاجزاً بينه وبين هذا القرآن العظيم .

 

 

المشكلة الآن ليست القرآن كله لكنها بعض آيات ويساعد على ذلك علماءنا الكرام

 

وإلى الله المشتكى

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الكلمه الطيبه صدقه

 

 

-6-728.jpg?cb=1350120553

 

 

 

تستمرالآيات معالجة الأدواء والأمراض السارية في المجتمع وفي الفرد

بقول الله عز وجل وإعطاء الأمثلة

(وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا (53) الإسراء)

إختيار الألفاظ الجميلة إختيار الألفاظ الحسنة وهي واحدة من أعظم دعائم التعايش في المجتمع الواحد قد يكون المجتمع متنوعاً ولا ضير في ذلك فالنبي صلوات الله وسلامه عليه عاش وسط المشركين عاش وسط اليهود وسط النصارى وسط المنافقين ولكنه دائماً وأبداً إختار نهج القرآن،

أي نهج؟

نهج يقول التي هي أحسن

حتى مع الأعداء مع الأقرباء ومع الأباعد مع الأصدقاء

ومع الأعداء في الحرب وفي السلم

إبتغى منهجاً واحداً منهج القرآن يقول التي هي أحسن.

 

إذاً هو القرآن يعالج ويداوي ويقدم الأدلة ويقدم الأمثلة والنماذج على كيفية معالجة المشاكل التي تقع بين الناس في المجتمعات المختلفة وفي العصورالمختلفة .

 

-8-728.jpg?cb=1286524301

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لا سلطان للشيطان على عباد الله الصالحين

 

ما الذي يحول بين الناس وبين الحق؟

ما الذي يحول بين الناس وبين السير على منهج القرآن وتطبيقه في سلوكهم وحياتهم وتعاملاتهم وأخلاقياتهم؟

إنه الشيطان،المعركة الخالدة المستمرةالمتواصلة بين الشيطان وبين بني آدم يحددها القرآن ويقرر أن فعلاً للشيطان وسائل وأدوات وربما تكون بعض هذه الوسائل والأدوات قوية مؤثرة ولكن واقع الأمر أن تأثير هذه الوسائل يسقط ويتهاوى حين يصبح الإنسان عبداً لله عبودية إختيارية حين يتحقق بمعاني العبودية كما أوردت سورةالإسراء في الآيات التي سبقتها أنظر لقول الله عز وجل

(إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفي بِرَبِّكَ وَكِيلاً (65) الإسراء)

حسمت المعركة مع الشيطان.

 

العباد الذين ابتغوا القرآن منهجاً لحياتهم، العباد الذين إختاروا القرآن طريقاً لحياتهم في الصغيرة وفي الكبيرة في كل ما يختلج في نفوسهم ومشاعرهم وحياتهم العباد الذين يلجأون إلى القرآن في معالجة مشاكلهم في معالجة ما يمرون به من أزمات هم عباد ليس للشيطان عليهم من سلطان أبداً، كل الأسلحة التي يمتلكها الشيطان تصبح هباءلا قيمة لها عديمة التأثير مع هؤلاء العباد الذين لا وكيل لهم ولا كفي ليتولى شؤونهم سوى الله وحده، وحين تصبح المعركة بين الله عز وجل وبين هذا الشيطان فقطعاً النتيجة محسومة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين

 

5d250da7681a.original.jpeg

تواصل الآيات معالجة الأدواء النفسية والإنسانية إلى أن تصل إلى قول الله عز وجل (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُو شِفَاء وَرَحْمَةٌ (82) الإسراء)

ولكن لمن؟

(لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا (82) الإسراء)

 

القرآن واحد حوى أسباب الشفاء حوى أسباب العلاج ودعونا نتدبر ونقف عند كلمة الشفاء والعلاج، أيّ شفاء هذا الذي يتحدث عنه القرآن؟

الشفاء النفسي والشفاء المادي، شفاء الجسم وشفاء الروح، القرآن يُبريء من كل الأمراض المختلفة وربما سورة الإسراء بالطريقة التي تدبرنا فيها بنماذج الأمثلة التي قدمناها تبين لي بوضوح فعلاً كيفية علاج هذه الأدواء على مستوى الفرد وعلى مستوى المجتمع.

 

ولكن ثمة شرط لتحقيق هذا الشفاء وهذا العلاج أن تكون مؤمناً بهذا الكتاب أن تكون مؤمناً بقدرته على الشفاء والعلاج ولذاجاءت الآية

(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوشِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (81) الإسراء)

أما مع الظالمين أما مع المكذبين أما مع المعرضين الذين الذين أعرضوا عن هذا القرآن لا يزيدهم إلا خساراً.

 

إذاًهو الموقف الذي أنا أتخذه وأقرره والقرار الذي أتخذه اليوم حيال هذا القرآن، أنا ماذا أريد أن يكون موقفي من هذا القرآن العظيم؟ موقف المتفرج موقف المعرِض عنه موقف القارئ لكلمات القرآن دون أن تقع الكلمات فيقلبه وفي واقعه دون أن تغير من سلوكه؟! أم موقف الإنسان الذي جاء للقرآن ليشفي وليعالج وليبدد الظلمات الموجودة في النفس في الفرد في القلب فيالسلوك في المجتمع؟ ويؤسفنا اليوم ونحن نتحدث عن هذه الجزئية الواقع الذي يعيشه المسلمون إتجاه هذا القرآن، واقع يحكمه الصد يحكمه الهجر يحكمه العقوق، عدد كبير من المسلمين اليوم يعتقدون أن العلاقة مع القرآن لاتخرج عن إطار التلاوة والترداد أو الحفظ حتى باللسان، أخذ البركة أخذ الحسنات وخاصة في المواسم المعروفة كموسم شهر رمضان، الإحتفاء بالقرآن فيهذه الحدود، ولكن واقع الأمر أن القرآن حين أنزله الله عز وجل لم يقف به عند هذه الفكرة فحسب أراد الله به كما رأينا في الآية الأولى في الآيات التي تصف في سورة الإسراء خصائص القرآن

(إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (9) الإسراء)

هو منهج حياة هو يهدي الإنسان هو يصحح الواقع البشري على مستوى الفرد على مستوى المجتمع على مستوى العالم بأسره، حالة الإعراض والصدود وعزل القرآن عن واقع القلب والخُلُق والسلوك الإنساني واقع لا بد أن يتغير، واقع لم يجني منه الناس ولم تجني منه البشرية سوى الويلات والكوارث والمجاعات والأزمات على مستويات متعددة وفي نواحي مختلفة. إزداد مستوى الجريمة حتى في عالمنا الذي نعيش فيه إزدادت الإنحرافات تغيرت الأحوال قلّ الأمن والإستقرار، هذه المظاهر المتعددة والمختلفة تنبئ بأن هناك خلل حقيقي في واقع تعامل المسلمين مع القرآن تنبئ بأن المناهج الوضعية التي إرتضاها الناس عوضاً عن القرآن لم تأتي بخير ولنتأتى بخير تنبئ بأن هناك أزمة حقيقية في واقع المسلمين مع القرآن أزمة لا بد أن تحل وهذه المشاكل وهذه الويلات وهذه الإنحرافات وهذه الأزمات لا بد أن نجد لها حلاً والحل لا يمكن أن يكون بعيداً عن القرآن.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لنجعل القرآن من جديد حاكماً في أخلاقنا وسلوكياتنا

 

(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا (89) الإسراء)

إعراضاً، إذاً كل مثل موجود في القرآن لماذا يا رب صرفنا في القرآن من كل مثل؟

لكي يجد الإنسان الدواء الذي يبحث عنه لكي يجد للمشكلة التي يمر بها أو للموقف الذي يمر به علاجاً مخرجاً حلاً لأزمة يعاني منها مستوى فردي أو مستوى إجتماعي، لن يكمن هذا العلاج وهذا الشفاء إلا حين تصحح العلاقة مع القرآن حين يعود القرآن إلى واقع حياتنا من جديد حين أقرأ القرآن ليس فقط لأجل طلب البركة والثواب وإن كان هذا كذلك من القرآن ولكن آتي للقرآن لأجد حلاً لمشاكلي آتي وأنا مؤمن بالقرآن آتي وأنا مدرك أن هذا القرآن يمتلك مفتاح الإجابة للأزمة التي أعاني منها، أطبق آيات القرآن في سلوكي فتصبح أخلاقياتي وسلوكياتي إنعكاس وتفسير لآيات القرآن كما جاء في قول السيدة عائشة رضي الله عنها حين سُئلت عن خلق رسول الله صلّ الله عليه وسلم (فقالت كان خُلُقه القرآن) كانت تصرفاته حياته تفسيراً عملياً للقرآن،إنعكاساً لتعاليم القرآن تطبيقاً للقرآن. هذا ما نحتاج إليه اليوم فيواقعنا نحتاج أن نعيد الأمور إلى نصابها نحتاج أن نصحح علاقتنا مع القرآن

 

قد ينتهي الإنسان أو الفرد أو الواحد منا من القرآن كاملاً ولا تجدله أثراً للقرآن في حياة أو سلوك أو خلق. هذه تنبئ بأزمة خطيرة هذا مرض عضال هذا مرض خطير ينبغي أن نطلب الإستشفاء منه، ينبغي أن نعود إلى القرآن لنصحح لنعدّل لنبدّل لنجعل القرآن من جديد حاكماً في أخلاقنا وسلوكياتنا.

 

ولذا عابت سورة الإسراء في الآيات الأخيرة على المشركين طلبهم من النبي عليه الصلاة والسلام لمعجزات حسية وقد أنزل الله عليهم القرآن، القرآن كفى به معجزاً في كل عصر في كل وقت في كل زمان يؤمن به من يؤمن ومن يؤمن سيجد به الخير ومن لا يؤمن ويعرض عنه قطعاً لن يجد في ذلك أيّ خير بل ما يزيده إلا خساراً

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أين أثر القرآن في حياتي؟

 

tumblr_n48f2cvbeB1qlrgllo1_500.png

(وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا {105} وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً {106} الإسراء)

إذاً هو القرآن كيفية الإستفادة منه أوضحتها الآيات الأخيرة في سورة الإسراء أن يقرأ الإنسان على مكث أن يقرأ على مهل أن يقرأ بسلاسة القرآن آية آية كلمة كلمة حرفاً حرفاً ينظر إليها يربط بينها وبين الواقع الذي يعيش فيه ماذا تريد مني هذه الآية؟ كيف ستداويني هذه الآية؟ كيف ستعالج الأزمة التي أعيش فيها؟

 

حينها فقط يقع للإنسان ما جاءت به الآية الأخرى

(قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَو لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْالْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ(107)الإسراء)

أي القرآن

(يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا {107} وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً {108} وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا {109} الإسراء)

إذاً أثر القرآن.

 

 

ولي أن أتساءل وأنا أقرأ القرآن اليوم أين أثر القرآن في حياتي؟ أين الخشوع في سلوكي؟ أين هذه الحالة التي وصفها القرآن وصفتها سورة الإسراء في أواخر آياتها؟ أين الخشوع؟

قرأت القرآن، إن قرأت القرآن قراءة حقيقية كما ينبغي أن تُقرأ لن يتملكني إلا الشعوربالإذعان والتسليم والخضوع المطلق لله عز وجل

(يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) الإسراء)

حالة من حالات الخضوع، حالة من حالات الشعوربالعجز والتسليم الخضوع والإنقياد المطلق لله عز وجل، لأوامر لتعاليم لهذا القرآن العظيم يقع فيها الإنسان فيشعر بأنس يشعر بحلاوة الإيمان تلك الحلاوة التي لم تغب ولم تنطلي حتى على كفار قريش حين قال الوليد ابن عتبةعندما استمع للقرآن وهو كافر به حين قال قولته المشهورة (إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة) حلاوة القرآن ينبغي أن تعود اليوم في حياتنا لتمسحا لمرارة التي نعاني منها في قلوبنا ونفوسنا ومشاعرنا وأزماتنا ومجتمعاتنا.

 

نحن بحاجة إلى تلك الحلاوة اليوم نحن بحاجة إلى استشعار واستحضار حلاوة القرآن شفاء القرآن علاج القرآن ولا شك ودون شك فإن المسلمين اليوم تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة حيال البشرية حين غابوا عن القرآن وغيبوه عن واقعهم وعن أزماتهم غيبوا عن العالم بأسره نور القرآن الذي آن له أن يعود من جديد . نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيدنا ويردناإلى كتابه رداً جميلاً وأن ينفعنا به وأن يجعلنا هداةً مهتدين لكل العالم ولكل البشرية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

التسليم الخضوع والإنقياد المطلق لله عز وجل،

 

ربنا سمعنا وأطعنا فاكتبنا مع المسلمين المؤمنين المُخلصين

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

  • محتوي مشابه

    • بواسطة *مع الله*
      تفسير معاني مفردات القرآن الكريم (جزء عمً) الدورة مجانية 
      💻📲الدراسة بنظام الاون لاين عن طريق التليجرام من اى مكان فى العالم.
      📜 يحصل الطالب على شهادة بعد الإختبار .
      🏅بالاضافه لشهادة الشكر والامتياز لمن حصل على 95% فما فوق🏅
      🔴 للانضمام للدورات يرجى الضغط على الروابط الآتية:
      رابط صفحة التسجيل في الدورة:
      https://www.islamkingdom.com/ar/تسجيل

      رابط قناة تليجرام الدورة:
      https://t.me/al_feqh_com_ar
       

    • بواسطة امانى يسرى محمد
      في تفسير الآية الكريمة التي يقول فيها ربنا‏ ـ‏ تبارك وتعالى ـ :‏



      "وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ البَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً "‏(‏ الفرقان‏:53)‏ .



      ذكرابن كثير ـ‏ يرحمه الله‏ ـ ما نصه‏ :...‏ وقوله ـ تعالى ـ‏ : "‏ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ البَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ "‏ أي خلق الماءين الحلو والمالح‏,‏ فالحلو كالأنهار والعيون والآبار ‏.‏ قاله ابن جريج واختاره‏,‏ وهذا المعنى لا شك فيه‏,‏ فإنه ليس في الوجود بحر ساكن وهو عذب فرات‏,‏ والله ـ سبحانه وتعالى‏ ـ‏ إنما أخبر بالواقع لينبه العباد إلى نعمه عليهم ليشكروه‏,‏ فالبحر العذب فرقه الله ـ تعالى ـ بين خلقه لاحتياجهم إليه أنهاراً أو عيوناً في كل أرض‏‏ بحسب حاجتهم وكفايتهم لأنفسهم وأراضيهم‏ .‏ وقوله تعالى‏: " ‏وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ "‏ أي مالح‏,‏ مر‏,‏ زعاف لا يُستَسَاغ‏,‏ وذلك كالبحار المعروفة في المشارق والمغارب‏,‏ البحر المحيط وبحر فارس، وبحر الصين والهند، وبحر الروم، وبحر الخزر‏,‏ وما شاكلها وشابهها من البحار الساكنة التي لا تجري‏,‏ ولكن تموج وتضطرب وتلتطم في زمن الشتاء وشدة الرياح‏,‏ ومنها ما فيه مد وجزر‏,‏ ففي أول كل شهر يحصل منها مد وفيض‏,‏ فإذا شرع الشهر في النقصان جزرت حتى ترجع إلى غايتها الأولى‏,‏ فأجرى الله‏‏‏ ـ وهو ذو القدرة التامة ـ العادة بذلك‏، فكل هذه البحار الساكنة خلقها الله‏ ـ سبحانه وتعالى‏ ـ‏ مالحة لئلا يحصل بسببها نتن الهواء‏,‏ فيفسد الوجود بذلك‏,‏ ولئلا تجوي الأرض بما يموت فيها من الحيوان‏,‏ ولما كان ماؤها ملحاً كان هواؤها صحيحاً وميتتها طيبة ‏.ولهذا قال رسول الله‏ ـ‏ صلى الله عليه وسلم ـ‏ وقد سئل عن ماء البحر‏:‏ أنتوضأ به؟



      فقال‏: "‏ هو الطهور ماؤه‏,‏ الحل ميتته‏ "‏ (رواه مسلم).



      وقوله تعالى‏: "وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً " أي بين العذب والمالح‏ .‏ وبرزخاً أي حاجزاً وهو اليبس من الأرض ."‏ وَحِجْراً مَّحْجُوراً "‏ أي مانعاً من أن يصل أحدهما إلى الآخر ، كقوله ـ تعالى ـ ‏: "‏ مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ . بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ " (الرحمن:19 –20) .



      وقوله ـ تعالى ـ ‏:"‏ وَجَعَلَ بَيْنَ البَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ " (النمل:61) .


       
       

      وجاء في تفسير الجلالين‏ ـ‏ رحم الله كاتبيه‏ ـ‏ ما نصه ‏: "‏ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ البَحْرَيْنِ "‏أرسلهما متجاورين . ‏"‏ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ " شديد العذوبة .‏" ‏وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ " شديد الملوحة . " وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً ‏"‏ حاجزاً لا يختلط أحدهما بالآخر . "‏ وَحِجْراً مَّحْجُوراً ‏" ستراً ممنوعاً به اختلاطهما‏ .


       

      وجاء في صفوة التفاسير‏: "‏ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ البَحْرَيْنِ ‏ "‏ أي هو ـ تعالى ـ بقدرته خلَّى وأرسل البحرين متجاورين متلاصقين، بحيث لا يتمازجان . ‏"‏ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ ‏"‏ أي شديد العذوبة، قاطع للعطش من فرط عذوبته‏ . " وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ " أي بليغ الملوحة‏,‏ مر شديد المرارة .‏"‏ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً ‏"‏ أي جعل بينهما حاجزاً من قدرته، لا يغلب أحدهما على الآخر . ‏"‏ وَحِجْراً مَّحْجُوراً "‏ أي ومنعاً من وصول أثر أحدهما إلى الآخر وامتزاجه به‏


    • بواسطة امانى يسرى محمد
      سورة الفاتحة :



      اشتملت على التعريف بالمعبود بثلاثة أسماء مرجع الأسماء الحسنى والصفات العليا ومدارها عليها (الله، الرب، الرحمن )



      ابن القيم



      في الفاتحة وسيلتان عظيمتان لا يكاد يرد معهما الدعاء:



      توسل بالحمد والثناء على الله



      توسل لله بعبوديته



      بسم الله: استعانتك بحول الله وقوته في إنجاز أي عمل ، متبرئا من حولك وقوتك



      فتذكر هذا المعنى فهو وقود ودافع لكل خطوة في حياتك



      بسم الله



      حتى تجد أثر الفاتحة من بدايتها وبدقائق حياتك عظِّم ربك وأنت تقول ( بسم الله) ليصغر كل شيء في دنياك



      بسم الله



      نحفظ أنفسنا من كل سوء



      ونحفظ ذرياتنا من شر الشيطان الرجيم


       

      الحمد لله



      { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم }



      أليست كلمة ( الحمد لله ) دارجة على الألسن كال تنفس للهواء اليوم؟



      إنها تبعث في النفوس القوة ، فحملة العرش ومن حوله يستقوون بتسبيحهم



      بحمد ربهم ، ونحن بأمس الحاجة للاستقراء بها في رحلة الحياة الدنيا وفواجعها



      الحمد لله



      الحمد للاستغراق ، لاستغراق أنواع المحامد كلها ، فله سبحانه الحمد كله أوله وآخره



      الحمد لله



      وهو المستحق الحمد المطلق لأن له وحده الكمال المطلق في ذاته وصفاته وأفعاله



      الحمد لله



      على نعم لا تٌحصى ، وأرزاق تترى



      وأخرى نراها ، وأخرى تخفى



      الحمد لله



      بالجنان قبل اللسان



      وبالأفعال والأركان



      الحمد لله



      في السراء والضراء



      في الشدة والرخاء



      طمأنينة في القلب



      ورضا في النفس



      وانشراح في الصدر



      واحتساب وأجر



      أيها المصلي تأمل وأنت تتلو


       

      ( الحمد لله رب العالمين )



      أعمل العقل وقلّب النظر



      تأمل، تفكر،تدبر



      كم بهذا الوجود مما نراه



      من صنوف بفضله شاهدات



      رب العالمين



      دلّ على انفراده سبحانه بالخلق والتدبير والنعم وكمال غناه وتمام فقر العالمين إليه بكل وجه واعتبار



      السعدي



      فأعلن فقرك لربك في كل مرة تقرأ فيها هذه السورة لتذوق السعادة الأبدية


       

      الرحمن الرحيم



      كيف وأنت كمسلم تكررها عشرات المرات في يومك فتشعر أن ظلال الرحمة يحوطك من كل اتجاه



      وتكرار الآية يرسخ في عقلك الباطن أنك كبشر تتعامل مع رب رحيم



      الرحمن الرحيم



      الأمر لا يقف عند حد الثناء لله تعالى



      بل هو أيضاً دعاء واستحداث وطلب متكرر بأن :



      يارب ،،، يارحمن ،،،، يا رحيم



      أدخلني برحمتك التي وسعت كل شيء فلا غنى لي عنها لحظة ولا طرفة عين ولا أقل من ذلك



      فالزمن صعب والدنيا دار هموم وغموم ودار بلايا ورزايا



      آلامها ومصابها ، وتقلباتها ومفاجأتها متتاليات لا تنتهي



      ولولا دوام رحمة الله بك لهلكت



      تأمل : روعة الدمج بين الثناء والدعاء وأنت تردد ( الرحمن الرحيم )



      كدعاء غريق مضطر يعرف يقينا أنه هالك لولاها



      الرحمن على وزن فعلان يدل على السعة والشمول فهي أشد مبالغة من الرحيم


       

      الرحمن



      اسم خاص بالله تعالى لا يجوز تسمية غيره به



      متضمن لصفات الإحسان والجود والبر أي يرحم جميع الخلق



      المؤمنين والكافرين في الدنيا ، وذلك بتيسير أمور حياتهم ومعيشتهم



      والإنعام عليهم بنعمة العقل وغيرها من نعم الدنيا


       

      الرحيم



      خاص بالمؤمنين فيرحمهم في الدنيا والآخرة



      ذكر الرحمن مرة في القران



      وذكر الرحيم مرة ، أي ضعفها



      إذا كنت تثني على الله ، وتطلب منه الرحمة بهذا الإلحاح والتكرار اليومي



      فسيكون لها أثر في سلوكياتك وتعاملاتك



      فطريق الرحمة وبابها أن ترحم أنت أيضاً ، فاتصف بالرحمة مع الناس



      واعمل بها



      كُن رحيما تُرحم


       

      الرحمن الرحيم



      املأ جنبات نفسك طمأنينة وراحة وثقة وأملا



      مادمت تكررها وتتدبر أسرارها


       

      مالك يوم الدين



      أما والله إن الظلم لؤم



      إلى ديان يوم الدين نمضي



      وما زال المسيء هو الظلوم



      وعند الله تجتمع الخصوم


       

      يوم الدين



      أمل الصابرين والمحتسبين الذين جاهدوا أنفسهم على ترك المعاصي والسيئات



      وصبروا عن الشهوات وصبروا على أقدار الله المؤلمة في الدنيا



      يوم الدين



      عزاء للمظلومين والمحرومين يوم تجتمع الخصوم



      لعلك تدرك هذا السر العظيم الذي سيثمر الصبر والرضا



      والتسليم وتهدأ آلامك وجراحك وأحزانك ودموعك



      بل سيعينك على تحمّل الظلم الذي تقاسيه ، والحرمان الذي تعيشه في الدنيا



      لأنك تعلم أنك منصور



      ( مالك يوم الدين )



      هل سيجرؤ مسلم يردد هذه الآية أن يبخس حق أحد



      أو أن يظلم أحد أو أن يعتدي على عرض أحد



      ( مالك يوم الدين )



      قراءة هذه الآية يقرع جرس الإنذار عند كل تعامل مع الآخرين أن



      تنبه ،،،



      احذر ،،،،



      لا تغفل ،،،،،



      لا تنس ،،،،،



      مالك يوم الدين



      كأن سورة الفاتحة تصرخ في ضمائرنا يوميا مرات



      تذكروا يوم الدين ، وذكٍّروا الظالم بيوم الدين


       

      إياك نعبد وإياك نستعين



      قدم العبادة على الاستعانة



      لشرفها لأن الأول غاية والثاني وسيلة لها



      تقديم العام على الخاص



      تقديم حقه تعالى على حق عباده



      توافق رؤوس الآي



      وإياك نستعين



      أنفع الدعاء طلب العون على مرضاته وأفضل المواهب إسعافه لهذا المطلوب



      تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال الله العون على مرضاته، ثم رأيته في الفاتحة في



      ( إياك نعبد وإياك نستعين )



      أيها المصلي وأنت تردد ( إياك نعبد وإياك نستعين )



      هل تشعر بأنك تطلب العون حقاً ممن بيده ملكوت السماوات والأرض ؟



      هل تشعر بأنك صاحب توحيد وشجاعة ؟



      وأنك قوي القلب عزيز النفس ؟!



      هل تشعر بأنك قوي بالله ؟!



      اللهم اجعلنا أفقر خلقك إليك ، وأغنى خلقك بك



      اللهم أعنا وأغننا عمن أغنيته عنا



      اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك ونتوب إليك ونؤمن بك ونتوكل عليك



      اهدنا الصراط المستقيم



      إذا كثرت الأقاويل ، واشتد الخلاف وتنازلت الملل والفرق والأحزاب وانتشرت الخرافات



      إذا اشتدت المحن وكثرت الفتن ونزلت الهموم والغموم وتتبع الناس الأبراج والنجوم



      إذا ضاقت الأنفاس واشتد القنوط واليأس وحلّ الضر والبأس وسيطر الشك والوسواس



      ليس لك إلا أن تردد ( اهدنا الصراط المستقيم )



      ( فحاجة العبد إلى سؤال هذه الهداية ضرورية في سعادته ونجاته وفلاحه ، بخلاف حاجته إلى الرزق والنصر



      فإن الله يرزقه فإذا انقطع رزقه مات ، والموت لا مفر منه ، فإذا كان من أهل الهدى كان سعيدا قبل الموت وبعده



      وكان الموت موصلا للسعادة الأبدية ، وكذلك النصر إذا قُدّر أنه غلب حتى قُتِلَ فإنه يموت شهيدا وكان القتل من تمام النعمة ، فتبين أن الحاجة إلى الهدى أعظم من الحاجة إلى النصر والرزق ،، بل لا نسبة بينهما )



      ابن تيمية



      الهداية هي



      الحياة الطيبة وأُسُّ الفضائل ولجام الرذائل



      بالهداية تجد النفوس حلاوتها وسعادتها ، وتجد القلوب قوتها وسر خلقها وحريتها



      الهداية لها شرطان :



      ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )



      (من أكبر المنن أن يٌحبب الله الإيمان للعبد ويزينه في قلبه ويذيقه حلاوته وتنقاد جوارحه للعمل بشرائع الإسلام ويبغض إليه أصناف المحرمات) ابن سعدي


       

      اهدنا الصراط المستقيم



      (هذا أجلّ مطلوب وأعظم مسؤول ، ولو عرف الداعي قدّر الداعي هذا السؤال لجعله هجّيراه ، وقرنه بأنفاسه



      فإنه لم يدع شيئا من خير الدنيا والآخرة إلا تضمنه ، ولما كان بهذه المثابة فرضه الله على جميع عباده فرضا



      متكررا في اليوم والليلة ، لا يقوم غيره مقامه ، ومن ثَمّ يعلم تعين الفاتحة في الصلاة وأنها ليس منها عوض يقوم مقامها)



      ابن القيم



      ( لهذا كان أنفع الدعاء وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة ، فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته ، وترك معصيته ، فلم يصبه شرّ لا في الدنيا ولا في الآخرة ، لكن الذنوب هي من لوازم نفس الإنسان ، وهو محتاج إلى الهدى في كل لحظة ، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب ، ولهذا كان الناس مأمورين بهذا الدعاء في كل صلاة لفرط حاجتهم إليه ، فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى هذا الدعاء )



      ابن تيمية



      ( من هُدي في هذه الدار إلى صراط الله المستقيم الذي أرسل به رسله وأنزل كتبه هُدي إلى الصراط المستقيم الموصل إلى جنته ودار ثوابه



      وعلى قدر ثبوت العبد على هذا الصراط في هذه الدار ، يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم



      وعلى قدر سيره على هذا الصراط يكون سيره على هذا الصراط فلينظر العبد سيره على ذلك الصراط من سيره على هذا الصراط ، حذو القذة بالقذة " جزاء وفاقا ". )



      ابن تيمية


       

      غير المغضوب عليهم ولا الضالين



      " من فسد من علمائنا كان فيه شبه من اليهود ، ومن فسد من عبادنا كان فيه شبه من النصارى "



      " لما كان تمام النعمة على العبد إنما هو بالهدى والرحمة كان لهما ضدان: الضلال والغضب



      ولهذا كان هذا الدعاء من أجمع الدعاء وأفضله وأوجبه"



      ابن القيم



      الفاتحة نور وسرور



      قال صلى الله عليه وسلم ( لن تقرأ بحرف منها إلا أُعطيته )



      وفي الحديث القدسي ( هذا لعبدي ولعبدي ما سأل )



      فيه بشارة عظيمة : من قرأ الفاتحة بصدق وإخلاص وحضور قلب يعطيه الله ما جاء من الفاتحة من مطالب سامية ودرجات رفيعة



      الفاتحة أم القران



      " هي الكافية تكفي عن غيرها ولا يكفي غيرها عنها "



      ابن تيمية


       

      لماذا هي أم القرآن ؟



      اشتمالها على كليات المقاصد والمطالب العالية للقرآن



      اشتملت على أصول الأسماء الحسنى



      اشتملت على كليات المشاعر والتوجيهات



      سيصبح للحياة طعم آخر وأنت تردد الفاتحة بفهمك الجديد لمكامن القوة فيها


       

      لم سميت القرآن العظيم ؟



      لتضمنها جميع علوم القرآن ، وذلك أنها تشتمل على الثناء على الله وعلى الأمر بالعبادات والإخلاص والاعتراف بالعجز والابتهال إليه في الهداية وكفاية أحوال الناكثين



      القرطبي



      توسل ووسيلة



      في الفاتحة وسيلتان عظيمتان لا يكاد يرد معهما دعاء



      التوسل بالحمد والثناء على الله



      التوسل إليه بعبوديته



      فهل أنت حاضر القلب والفكر بأنك فعلا تتوسل بهاتين الوسيلتين كل يوم وليلة سبع عشرة مرة



      لا شك أن ذلك سيكون له أثر في حياتك ودقائق تفاصيلها


    • بواسطة راجين الهدي
      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
       
      { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ * كَلا إِنَّ الإنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى * أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى * كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ * فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ } .
      هذه السورة أول السور القرآنية نزولا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
      فإنها نزلت عليه في مبادئ النبوة، إذ كان لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان، فجاءه جبريل عليه الصلاة والسلام بالرسالة، وأمره أن يقرأ، فامتنع، وقال: { ما أنا بقارئ } فلم يزل به حتى قرأ. فأنزل الله عليه: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } عموم الخلق، ثم خص الإنسان، وذكر ابتداء خلقه { مِنْ عَلَقٍ } فالذي خلق الإنسان واعتنى بتدبيره، لا بد أن يدبره بالأمر والنهي، وذلك بإرسال الرسول إليهم (1) ، وإنزال الكتب عليهم، ولهذا ذكر (2) بعد الأمر بالقراءة، خلقه (3) للإنسان.
      ثم قال: { اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ } أي: كثير الصفات واسعها، كثير الكرم والإحسان، واسع الجود، الذي من كرمه أن علم بالعلم (4) .
      و { عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } فإنه تعالى أخرجه من بطن أمه لا يعلم شيئًا، وجعل له السمع والبصر والفؤاد، ويسر له أسباب العلم.
      فعلمه القرآن، وعلمه الحكمة، وعلمه بالقلم، الذي به تحفظ العلوم، وتضبط الحقوق، وتكون رسلا للناس تنوب مناب خطابهم، فلله الحمد والمنة، الذي أنعم على عباده بهذه النعم التي لا يقدرون لها على جزاء ولا شكور، ثم من عليهم بالغنى وسعة الرزق، ولكن الإنسان -لجهله وظلمه- إذا رأى نفسه غنيًا، طغى وبغى وتجبر عن الهدى، ونسي أن إلى ربه الرجعى، ولم يخف الجزاء، بل ربما وصلت به الحال أنه يترك الهدى بنفسه، ويدعو [غيره] إلى تركه، فينهى عن الصلاة التي هي أفضل أعمال الإيمان. يقول الله لهذا المتمرد العاتي: { أَرَأَيْتَ } أيها الناهي للعبد إذا صلى { إِنْ كَانَ } العبد المصلي { عَلَى الْهُدَى } العلم بالحق والعمل به، { أَوْ أَمَرَ } غيره { بِالتَّقْوَى } .
      فهل يحسن أن ينهى، من هذا وصفه؟ أليس نهيه، من أعظم المحادة لله، والمحاربة للحق؟ فإن النهي، لا يتوجه إلا لمن هو في نفسه على غير الهدى، أو كان يأمر غيره بخلاف التقوى.
      { أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ } الناهي بالحق { وَتَوَلَّى } عن الأمر، أما يخاف الله ويخشى عقابه؟
      { أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } ما يعمل ويفعل؟.
      ثم توعده إن استمر على حاله، فقال: { كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ } عما يقول ويفعل { لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ } أي: لنأخذن بناصيته، أخذًا عنيفًا، وهي حقيقة بذلك، فإنها { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } أي: كاذبة في قولها، خاطئة في فعلها.
      { فَلْيَدْعُ } هذا الذي حق عليه العقاب (5) { نَادِيَهُ } أي: أهل مجلسه وأصحابه ومن حوله، ليعينوه على ما نزل به، { سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ } أي: خزنة جهنم، لأخذه وعقوبته، فلينظر أي: الفريقين أقوى وأقدر؟ فهذه حالة الناهي وما توعد به من العقوبة، وأما حالة المنهي، فأمره الله أن لا يصغى إلى هذا الناهي ولا ينقاد لنهيه فقال: { كَلا لا تُطِعْهُ } [أي:] فإنه لا يأمر إلا بما فيه خسارة الدارين، { وَاسْجُدْ } لربك { وَاقْتَرِبْ } منه في السجود وغيره من أنواع الطاعات والقربات، فإنها كلها تدني من رضاه وتقرب منه.
      وهذا عام لكل ناه عن الخير ومنهي [ ص 931 ] عنه، وإن كانت نازلة في شأن أبي جهل حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة، وعبث به (6) وآذاه. تمت ولله الحمد.
      __________
      (1) في ب: بإرسال الرسل.
      (2) في ب: ولهذا أتى.
      (3) في ب: بخلقه.
      (4) في ب: بأنواع العلوم.
      (5) في ب: العذاب.
      (6) في ب: وعذبه.


       
       

      { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } .
      يقول تعالى مبينًا لفضل القرآن وعلو قدره: { إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } كما قال تعالى: { إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ } وذلك أن الله [تعالى] ، ابتدأ بإنزاله (1) في رمضان [في] ليلة القدر، ورحم الله بها العباد رحمة عامة، لا يقدر العباد لها شكرًا.
      وسميت ليلة القدر، لعظم قدرها وفضلها عند الله، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام من الأجل والأرزاق والمقادير القدرية.
      ثم فخم شأنها، وعظم مقدارها فقال: { وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ } أي: فإن شأنها جليل، وخطرها عظيم.
      { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ } أي: تعادل من فضلها ألف شهر، فالعمل الذي يقع فيها، خير من العمل في ألف شهر [خالية منها]، وهذا مما تتحير فيه (2) الألباب، وتندهش له العقول، حيث من تبارك وتعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى، بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر، عمر رجل معمر عمرًا طويلا نيفًا وثمانين سنة.
      { تَنزلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا } أي: يكثر نزولهم فيها { مِنْ كُلِّ أَمْر سَلامٌ هِيَ } أي: سالمة من كل آفة وشر، وذلك لكثرة خيرها، { حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } أي: مبتداها من غروب الشمس ومنتهاها طلوع الفجر (3) .
      وقد تواترت الأحاديث في فضلها، وأنها في رمضان، وفي العشر الأواخر منه، خصوصًا في أوتاره، وهي باقية في كل سنة إلى قيام الساعة.
      ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم، يعتكف، ويكثر من التعبد في العشر الأواخر من رمضان، رجاء ليلة القدر [والله أعلم].


       

      تفسير سورة لم يكن


       

      وهي مدنية


       

      __________


       

      لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7)
      { 1 - 8 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ * وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ * وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ } .
      يقول تعالى: { لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ } أي: [من] اليهود والنصارى { وَالْمُشْرِكِينَ } من سائر أصناف الأمم.
      { مُنْفَكِّينَ } عن كفرهم وضلالهم الذي هم عليه، أي: لا يزالون في غيهم وضلالهم، لا يزيدهم مرور السنين (1) إلا كفرًا.
      { حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ } الواضحة، والبرهان الساطع، ثم فسر تلك البينة فقال: { رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ } أي: أرسله الله، يدعو الناس إلى الحق، وأنزل عليه كتابًا يتلوه، ليعلم الناس الحكمة ويزكيهم، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ولهذا قال: { يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً } أي: محفوظة عن قربان الشياطين، لا يمسها إلا المطهرون، لأنها في أعلى ما يكون من الكلام.
      ولهذا قال عنها: { فِيهَا } أي: في تلك الصحف { كُتُبٌ قَيِّمَةٌ } أي: أخبار صادقة، وأوامر عادلة تهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم، فإذا جاءتهم هذه البينة، فحينئذ يتبين طالب الحق ممن ليس له مقصد في طلبه، فيهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة.
      وإذا لم يؤمن أهل الكتاب لهذا الرسول وينقادوا له، فليس ذلك ببدع من ضلالهم وعنادهم، فإنهم ما تفرقوا واختلفوا وصاروا أحزابًا { إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ } التي توجب لأهلها الاجتماع والاتفاق، ولكنهم لرداءتهم ونذالتهم، لم يزدهم الهدى إلا ضلالا ولا البصيرة إلا عمى، مع أن الكتب كلها جاءت بأصل واحد، ودين واحد فما أمروا في سائر الشرائع إلا أن يعبدوا { اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } أي: [ ص 932 ] قاصدين بجميع عباداتهم الظاهرة والباطنة وجه الله، وطلب الزلفى لديه، { حُنَفَاءَ } أي: معرضين [مائلين] عن سائر الأديان المخالفة لدين التوحيد. وخص الصلاة والزكاة [بالذكر] مع أنهما داخلان في قوله { لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ } لفضلهما وشرفهما، وكونهما العبادتين اللتين من قام بهما قام بجميع شرائع الدين.
      { وَذَلِكَ } أي التوحيد والإخلاص في الدين، هو { دِينُ الْقَيِّمَةِ } أي: الدين المستقيم، الموصل إلى جنات النعيم، وما سواه فطرق موصلة إلى الجحيم.
      ثم ذكر جزاء الكافرين بعدما جاءتهم البينة، فقال: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ } قد أحاط بهم عذابها، واشتد عليهم عقابها، { خَالِدِينَ فِيهَا } لا يفتر عنهم العذاب، وهم فيها مبلسون، { أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ } لأنهم عرفوا الحق وتركوه، وخسروا الدنيا والآخرة.
      { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ } لأنهم عبدوا الله وعرفوه، وفازوا بنعيم الدنيا والآخرة .


       
       

      جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)


       

      { جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } .
      { جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ } أي: جنات إقامة، لا ظعن فيها ولا رحيل، ولا طلب لغاية فوقها، { تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ } فرضي عنهم بما قاموا به من مراضيه، ورضوا عنه، بما أعد لهم من أنواع الكرامات وجزيل المثوبات { ذَلِكَ } الجزاء الحسن { لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } أي: لمن خاف الله، فأحجم عن معاصيه، وقام بواجباته (1) .
      [تمت بحمد لله]


    • بواسطة راجين الهدي
      بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


       

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
       
       
      { 1 - 4 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } .
      أي { قُلْ } قولا جازمًا به، معتقدًا له، عارفًا بمعناه، { هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } أي: قد انحصرت فيه الأحدية، فهو الأحد المنفرد بالكمال، الذي له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، والأفعال المقدسة، الذي لا نظير له ولا مثيل.
      { اللَّهُ الصَّمَدُ } أي: المقصود في جميع الحوائج. فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم، ويرغبون إليه في مهماتهم، لأنه الكامل في أوصافه، العليم الذي قد كمل في علمه، الحليم الذي قد كمل في حلمه، الرحيم الذي [كمل في رحمته الذي] وسعت رحمته كل شيء، وهكذا سائر أوصافه، ومن كماله أنه { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } لكمال غناه { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } لا في أسمائه ولا في أوصافه، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى.
      فهذه السورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات.


       
       
       

      { 1 - 5 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } .
      أي: { قل } متعوذًا { أَعُوذُ } أي: ألجأ وألوذ، وأعتصم { بِرَبِّ الْفَلَقِ } أي: فالق الحب والنوى، وفالق الإصباح.
      { مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ } وهذا يشمل جميع ما خلق الله، من إنس، وجن، وحيوانات، فيستعاذ بخالقها، من الشر الذي فيها، ثم خص بعد ما عم، فقال: { وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } أي: من شر ما يكون في الليل، حين يغشى الناس، وتنتشر فيه كثير من الأرواح الشريرة، والحيوانات المؤذية.
      { وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } أي: ومن شر السواحر، اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في العقد، التي يعقدنها على السحر.
      { وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } والحاسد، هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب، فاحتيج إلى الاستعاذة بالله من شره، وإبطال كيده، ويدخل في الحاسد العاين، لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع، خبيث النفس، فهذه السورة، تضمنت الاستعاذة من جميع أنواع الشرور، عمومًا وخصوصًا.
      ودلت على أن السحر له حقيقة يخشى من ضرره، ويستعاذ بالله منه [ومن أهله].
      تفسير سورة الناس
      وهي مدنية


       
       

      1 - 6 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } .
      وهذه السورة مشتملة على الاستعاذة برب الناس ومالكهم وإلههم، من الشيطان الذي هو أصل الشرور كلها ومادتها، الذي من فتنته وشره، أنه [ ص 938 ] يوسوس في صدور الناس، فيحسن [لهم] الشر، ويريهم إياه في صورة حسنة، وينشط إرادتهم لفعله، ويقبح لهم الخير ويثبطهم عنه، ويريهم إياه في صورة غير صورته، وهو دائمًا بهذه الحال يوسوس ويخنس أي: يتأخر إذا ذكر العبد ربه واستعان على دفعه.
      فينبغي له أن [يستعين و] يستعيذ ويعتصم بربوبية الله للناس كلهم.
      وأن الخلق كلهم، داخلون تحت الربوبية والملك، فكل دابة هو آخذ بناصيتها.
      وبألوهيته التي خلقهم لأجلها، فلا تتم لهم إلا بدفع شر عدوهم، الذي يريد أن يقتطعهم عنها ويحول بينهم وبينها، ويريد أن يجعلهم من حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، والوسواس كما يكون من الجن يكون من الإنس، ولهذا قال: { مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } .
      والحمد لله رب العالمين أولا وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا.
      ونسأله تعالى أن يتم نعمته، وأن يعفو عنا ذنوبًا لنا حالت (1) بيننا وبين كثير من بركاته، وخطايا وشهوات ذهبت بقلوبنا عن تدبر آياته.
      ونرجوه ونأمل منه أن لا يحرمنا خير ما عنده بشر ما عندنا، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، ولا يقنط من رحمته إلا القوم الضالون.
       
      تابعونا في باقي السلسة لنعرف أكثر عن كلام الرحمن


       

      تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان


       
       

      المؤلف : الامام السعدي


منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×