اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

سلسلة : روائع البيات لـ د/ رقية العلواني

المشاركات التي تم ترشيحها

كنز من كنوز الجنة

 

1040360_max.jpg

لا ينبغي لي أن أنسى أو أن أغفل حتى ما أنسى أبداً ولا أغفل عن ذكر الله لأن هذا مدخل من مداخل الشيطان ومدخل من مداخل الفتن، باي شيء؟

أن أتصور أن أفعل شيئاً دون مشيئة الله سبحانه.

 

وقد يقول قائل نحن في خضم الانشغالات نقول سافعل ذلك غداً وأنا لا أقصدها وأوحّد الله وأعلم أن كل شيء بأمره ولكني نسيت ولذلك ربي سبحانه وتعالى قال

(وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ) النسيان منهي عنه، ينبغي أن لا أنسى قلباً ولساناً وعملاً وسلوكاً أنه ما من عمل إلا والله سبحانه وتعالى هو المريد له هو المحرّك له هو من يمكنني من القيام بالعمل، هذا إيمان، هذه العبادة ما أصبحت كلمة ما شاء الله مجرد كلمة تقال باللسان، لا، أصبحت عبادة، أصبحت من أعظم العبادات، وكذا "إن شاء الله" لماذا؟

 

لأني حين أقول وأردد هذه الكلمة أستحضر وأجدد توحيدي وإيماني بأنه ما من عمل أقوم به إلا ومشيئة الله غالبة عليّ.

(لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ)

تأملوا معي كنز من كنوز الجنة

"لا حول ولا قوة إلا بالله"

ما معناها؟

 

أنا ضعيف أبرأ من كل حول لي وقوة، إلى من؟

إلى حولك وقوتك (لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) لا المال ولا الجاه ولا الحاشية ولا الجيوش ولا القصور ولا حسابات البنوك ولا أي شيء في الدنيا (لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) من استقوى بالله أعانه وقوّاه ومن استقوى بغيره أضلّه وأذلّه وأضعفه وأرداه، هذه هي الحقيقة. أنت تستقوي بمن؟ بجيوش؟ بحاشية؟ بنفر كما في صاحب الجنتين؟ انظر إلى النهاية!.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تربية النفس على الرضا بأقدار

 

~1455977963_L.jpg

 

دعونا قبل أن نصل إلى نهاية قصة صاحب الجنتين نكمل حوار هذا الإنسان المؤمن المتواضع صاحب الرزق البسيط الذي لم تجعل منه فتنة تقليل الرزق أو تقتير الرزق عبداً مخالفاً لربه جاحداً ساخطاً على قضاء ربه.

 

وأنا أتساءل كم من المرات لم ننجح في هذا الاختبار؟! كم مرة ابتلينا بقلة الرزق أو بضيق الرزق ولو لفترة محددة ولم ننجح؟ كم مرة؟! كم مرة تزعزع الإيمان وتزعزعت محبة الله عز وجل في قلوبنا ولو بيننا وبين أنفسنا لم نُبِح بذلك لأحد نتيجة لقلة الرزق نتيجة لعدم تحقق أمنية كنا نسعى إليها، نتيجة لعدم ربحنا في تجارة طالما طلبناها وسعينا إليها، كم مرة؟! كم مرة؟!

 

انظر إلى هذا الرجل

(إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا)

أنت ترى قلة المال والولد أما أنا فلا أرى القلة في المال والولد

(فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ)

هذه الجنة التي تغتر بها في الدنيا عسى ربي، أسأل ربي أن يؤتيني خيراً منها، الرجل المؤمن كان يتعلق قلبه بالآخرة كان ينظر إلى جنان الآخرة التي لا تفنى التي لا تزول ولا تحول لكن جنات الدنيا حتى وإن بقيت ولم تُهلك بأي نوع من أنواع العواصف أو الكوارث في النهاية ستزول

 

ولذا بدا ربي في بداية سورة الكهف

(وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8))

القضية منتهية، كل ما على الأرض إلى زوال والبقاء الحقيقي هو لجنان الآخرة ولذا هذا الرجل المتواضع البسيط نجح في فتنة الرزق، كيف نجح؟

أن قلة الرزق لم تجعله يصل إلى مرحلة السخط على ربه بل على العكس جعلته يرتقي وينجح ويمر ويعبر ليصل إلى مرحلة الرضى وهذا هو النجاح.

 

النجاح الحقيقي أني حين ابتلى بضيق في الرزق، أي شيء، يمكن ربي سبحانه وتعالى يمنع عني الأطفال لا يهبني أطفالاً أو يمنع عني زواج أو يرزقني بأولاد فيهم مشكلة، أي شيء، ملك سبحانه وتعالى!

هذا النوع من أنواع الابتلاءات والامتحانات عليك أن تحوله بدل أن يصل بك إلى مرحلة السخط على ربك وقضائه وحكمه عليك أن يصل بك إلى مرحلة الإيمان والرضى بأمر الله سبحانه وتعالى.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاء التكبّر والغرور

 

large_1238265443.jpg?1351226719

(وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا)

الرجل الفقير المؤمن الأمور كانت واضحة عنده الفتن ما كانت لتغيره لماذا؟

هذا أثر التوحيد والإيمان، هذا ما تريد سورة الكهف أن تصنعه في قلبي وقلبك.

 

(أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا)

يا صاحب الجنتين من الذي أجرى لك النهر؟!

من الذي أخرج لك الماء وجعله متدفقاً ولم يذهب به في جوف الأرض؟!

يا صاحب الجنتين من الذي أعطاك؟

 

الآية التي تليها، مباشرة جاءت الآية

(وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ)

هذا الرجل الذي كان قبل قليل يقول ما أظن أن تبيد هذه أبداً، أحيط بثمره، انتهت، الجنتان أصبحت قضية منتهية أصبحت ماضياً أصبحت ذكرى!

 

ولنا أن نتساءل كم من مغرور مغتر بجاهه وبماله وبسلطته وبملكه وبعرشه زلزل العرش من تحت قدميه؟! كم كم من مغتر بماله وحاشيه أخذ عنه كل شيء وسلب منه كل شيء؟!

(فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ)

حسرة وندامة هذا في الدنيا وليس في الآخرة

(َعلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا)

ووصل إلى الحقيقة التي لا ينبغي أن تغيب عن قلب إنسان يق يريد العصمة من الفتن (وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا)

إذن الشرك!

 

ما من عمل يمكن أن يستجلب النقم والعذاب والابتلاء في الدنيا كالشرك بالله عز وجل وعدم تمحيص التوحيد

(وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا)

إذن اكتشف صاحب الجنتين بعد فوات الأوان بعد انقضاء المحنة، بعد انقضاء الفتنة بعد انقضاء الامتحان اكتشف أنه كان على خطأ اكتشف أن أعظم جريمة ارتكبها في حق نفسه ظلمه لنفسه بعده عن الله سبحانه وتعالى، عدم توحيده وإشراكه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

من هو السعيد الحقيقي ؟

 

928795_745603745561860_1977694546_n.jpg?ig_cache_key=MTA0NzEyNDMwNDUyODUxNzE2OQ%3D%3D.2

 

 

 

(وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ)

تلك العزوة، تلك الحاشية التي كان يستنصر بها ويغتر بها

(وَأَعَزُّ نَفَرًا)

انتهت

(وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا (43)

هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44))

 

انظر إلى هذه الآيات العظيمة ماذا تصنع في نفسي؟

شيء طبيعي بعد كل تدبري ووقفاتي مع هذه الآية أن أبدأ استشعر معاني النور الذي تضيئه في قلبي وفي صدري سورة الكهف العظيمة، شيء طبيعي، كثرة الرزق وفتح أبواب الدنيا لا تدل على رضى الله عز وجل ولا تدل على أن هذا الإنسان كريم عند ربه كما أن قلة الرزق أو ضيق ذات اليد لسبب أو لآخر لا تدل على أن الله لا يحبك ربك يحبك ربك قد يمنع عنك ليعطيك وقد يعطيك ليبتليك وعليك في كلتا الحالتين أن تنجح في الامتحان وأن تتعلم كيف تجيب على أسئلة تلك الامتحانات قولاً وفعلاً ورضى وعطاء وأخذاً بالأسباب مع إدراك أن قدرة الله سبحانه وتعالى مطلقة.

 

ولذا جاءت الآية التي تليها

(وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)

الدنيا التي تغترون بها

(كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا)

هذه الدنيا التي قد شغلتكم وشغلتم بها أخذاً ورداً وصعوداً ونزولاً وهذا وذاك هذه الدنيا لا قيمة لها مختصرها في آية واحدة

(كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ)

انتهى

(وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا)

 

إذن من السعيد فيها يا رب؟

السعيد الذي يتزود منها بأحسن العمل،

ومن الشقي؟

ليس الذي حُرم أو قُتر عليه الرزق فيها ليس الذي ظُلم ولم يستطع أن يرد الظلم، ليس هذا ولا ذاك، الشقي الحقيقي في هذه الدنيا من خرج منها وهو يعتقد أنه يحسن العمل والله قد أضل سعيه ما ستأتي الآيات الأخيرة في سورة الكهف.

 

السعيد الحقيقي هو الذي يأخذ الدنيا على أنها فرصة وغنيمة يغتنم منها كل ثانية وكل لحظة فلا تمر عليه ولا ترمش عينه أبداً إلا بذكر الله سبحانه في قلبه أو على لسانه أو بفعله وسلوكه، جعل الدنيا ميداناً للأعمال الصالحة سباقاً يتسابق فيه ليس لجمع الأموال ولا للزيادة من مدح وثناء الناس ولا جري ولا لهث وراء متاع الدنيا الزائل الذي لا قيمة له وإنما سعياً في الخيرات وعملاً للصالحات وإرضاء لرب يجازي بالخير خيراً وإحساناً ربّ رحمن رحيم قدرته مطلقة

(وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا)

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)

ما الذي ستأخذه معك؟!

انظر إلى كل من قبلك وكل من سيأتون بعدك، انظر نظرة متدبر، انظر نظرة إنسان لم تشغله الحياة بحيث أنه لا تعطيه ولا حتى لحظات يسكن فيها إلى نفسه ويتدبر فيها هذا الخلق وهذه الدنيا، سورة الكهف توقظ الإنسان الغافل توقظ الجاهل توقظ المغترّ (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)

زينة والدنيا هي كلها ستنتهي

 

(وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا)

وقد تكون تلك الباقيات الصالحات قولك

"سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر"

خير مما طلعت عليه الشمس خير من كل شيء،

 

مجرد أن تقول مرة بقلب صادق "الحمد لله" ألم نقل قبل قليل في بداية السورة في الحديث كيف من توضأ أحسن الوضوء وقام فقال

" سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك"

هذه الكلمات ليست مجرد كلمات، هذه الكلمات تشكل قمه توحيدي وقمة شعوري بأني لا بد أن أسبِّح الله أن أستغفره، وُضِعت في رِقّ وختمت عليه لا يُكسر إلى يوم القيامة، متى؟ يوم القيامة، يوم يفرح المؤمنون بثواب الله بنصره برزقه بجنانه بقصوره ببيوته هذا الفضل الذي يفرح به المؤمن فضل الله ورحمته خير لهم مما يجمعون، هذه حقيقة توقظ عيني وبصري عليها سورة الكهف.

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كل عمل الإنسان يحصيه الله عز وجل سواء كان

اعتقادا بالجنان ، أم قولا باللسان أم فعلا بالأركان

 

8a09052d2a4a8f39b429ac77706766c3.jpg

 

 

(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ)

الجبال بقوتها بسكونها أنا كإنسان الذي أغتر أحياناً بنفسي أنا صخرة بسيطة لا أستطيع أن أحملها، الجبال بطولها وعرضها وثباتها يسيّرها ربي سبحانه!

(وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً)

تأملوا معي (وترى) كل شيء حاضر أمام عينيك ليشحن القلب شحنة إيمانية تستحضر مشاهد القيامة.

 

(وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا)

حشرنا الكل كل من خلقه الله عز وجل لا يترك أحداً س

بحانه!

قدرته العظيمة المطلقة في كل شيء، قادر مسيطر على ملكه وخلقه.

 

(وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ)

يأتي الاستعراض وانظر إلى التواصل المستمر بين مشاهد الدنيا والآخرة،

(وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا)

وقفنا صفاً أمام الله عز وجل دون أن يغادر منا أحد لا من قريب ولا من بعيد

(لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) مريم)

لا يمكن أن يتخلف أحد،

(لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا)

 

هذا الإنسان المغرور الذي تغيب عن عينيه الآخرة يعتقد أنه لن يعود لربه سبحانه! ونحن نرى ونشهد في بعض الأحيان وتخرج منا نحن كبشر تصرفات ونحن نؤمن بالله ونقرأ سورة الكهف تصدر منا في بعض الأحيان تصرفات لا يمكن أن تشي أن هذا الإنسان يؤمن باليوم الآخر!

صحيح أنا أؤمن به باللسان وبقلبي أؤمن لكن أحياناً أتصرف تصرفات من لا يؤمن بالله والعياذ بالله! كيف؟ حين أنسى أن الله سبحانه وتعالى حين لا أؤدي الأمانات إلى أهلها، حين أبخس الناس حقوقهم وكأني لن أُردّ إلى ربي فيسألني!

 

ربي سيسألني عن كل شيء وتأملوا الآية التي تليها

(وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ)

كل شيء في كتاب لا أستطيع أن أُنكر!

 

انظر إلى السلطان البيّن، شهادة مكتوبة موثّقة، بالتفاصيل باليوم بالليلة بالساعة فعلت كذا قلت كذا

(وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا)

رأى المجرمون الكتاب فماذا قالوا؟

 

(وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا)

وقال بعض المفسرين الصغيرة هي أي شيء مجرد أن أبتسم بسمة لأن هذه الابتسامة يمكن أن يكون وراءها شيء، ممكن أن تكون سخرية بأحد الناس، ممكن أن تكون استقلالاً بأحد، يمكن أن تكون تصغيراً واحتقاراً، ويمكن أن تكون صدقة ومؤاساة ومؤاخاه وإقبال على الآخرين لتفريج همومهم وكروبهم، من الذي يعلم نيّتي وأنا أبتسم؟ ربي سبحانه وتعالى المطّلع على كل شيء وكل شيء عنده بمقدار وكل شيء عنده مكتوب.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا

 

12338826_205790169757783_2091311475_n.jpg?ig_cache_key=MTE0Mzc4MDY4OTMzMzA5MDcxMQ%3D%3D.2

 

 

(وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا)

ليس فقط مجرد كتابة، لا، هو أحصاها، كل شيء مكتوب، أنا نسيته بحكم أني أقوم بأشياء متعددة ولكن كل شيء عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى.

 

 

(وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا)

كل شيء، الدنيا بكل ما فيها موجودة في هذا الكتاب، أين ذهبت لذة النعيم الذي كنت فيه؟ أين ذهبت لذة الأموال التي كنت أجمعها يميناً وشمالاً الحلال والحرام والربا والاختلاس وأخذ حقوق الناس وعدم إخراج الزكاة وأكل أموال الناس بالباطل، أين ذهبت؟!

راحت، انتهت، وبقيت الحسرة والندامة وبقي الجزاء على العمل

 

(وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)

الله يا ربي ما أعدلك وما أعظمك!

وأيّ ربٍ ربي الذي لا يظلم عباده وهو مقتدر عليهم، بالله عليكم نحن اليوم كبشر أحياناً نملّك شيئاً من متاع الدنيا، شيء بسيط أحياناً يدخل تحت أيدينا بحكم الخدمة وبحكم الوظيفة أحد من الناس تحت أيدينا هل نراعي الله عز وجل فيهم؟

كيف نراعي ربي سبحانه وتعالى؟

 

انظر إلى قوله

(وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)

ولله المثل الأعلى، هو قوي وقادر ولكنه لا يظلم أقام دعائم مملكته على العدل والعدالة بينما البشر في بعض الأحيان قد يقيم على الظلم يغتر بقوته وسلطته ولكن الخالق سبحانه له المثل الأعلى يربيني ويعلمني أن السلطة والقوة ابتلاء وعليك أن لا تظلم حين تقوى، القوة نفسها في حد ذاتها هي ابتلاء، عليّ حين أمتلك أسباب القوة أن لا أقع في ظلم أحداً.

 

ثم تأتي في سياق الآيات إلى الشيء الأساس وراء قضية الفتن والابتلاءات قصة آدم، الخلق، قصة الصراع الذي سيبقى بين الحق والباطل، الشيطان

(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء)

استنكار عجيب!

انظر إلى القرآن كيف يربي انظر إلى آيات سورة الكهف كيف تقيم في نفسي هذه المشاعر العظيمة؟

(أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي)

تريدون لكم ولياً من دون الله؟!

 

ودعونا نربط مع قصة صاحب الجنتين

(هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ (44))

الذي اعتز بحاشيته الذي اعتز بقومه من حوله فأذلّه الله! أنا بمن أعتز؟ أنا من أوالي؟! أوالي الشيطان؟!

(وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا)

أستبدل من بمن؟

خالقي سبحانه وتعالى أبدله بمن جل في علاه؟ أستبدل الشيطان بخالقي سبحانه؟!

أوالي شيطان وهو عدو وأنا أعلم أنه عدو وأترك موالاة الله سبحانه؟!

ولكن الموالاة ليست مجرد كلمة تقال باللسان الموالاة فعل، الموالاة سلوك، فما قيمة أن أقول

(إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) الأعراف)

وأرددها بلساني ولكن أفعالي لا تعطي هذا المعنى ولا تعكس معنى الشعور والإحساس أن أوالي كل ما يأمر به الله سبحانه وتعالى.

هذا المعنى العظيم أحتاج أن أعززه في قلبي وفي نفسي في سورة الكهف.

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

باب التوبة مفتوح

 

1464723399574de7c78a635574de7c78a66f.jpg

 

 

 

(وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا * وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى)

سنة من سنن الله عز وجل ربي سبحانه في هذه الآيات يفتح الأبواب بعد كل المعاصي بعد كل ما ذكر من ذنوب عباده باب التوبة والرحمة مفتوح سبحانه لا يغلق بابه، يحب عباده يتقرب إليهم بالنعم سبحانه وتعالى ويعطيهم الفرصة تلو الأخرى.

 

 

(وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ)

تأملوا معي كم مرة يذكر في سورة الكهف الحق الحق الحق أحق أن يتبع الحق أحق أن يُرى ويتبع والباطل أحق أن يزهق ويداس عليه وأن يُرى بعين تعرف معنى الحق وقيمة الحق ولذا قال (وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا) بأي شيء؟

(بِالْبَاطِلِ)

المعركة خاسرة لأنها معركة باطل ضد حق.

 

(وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا)

وتأمل معي الاستنكار كيف يستنكر الله سبحانه وتعالى عن عباده المعرضين عنه (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا)

الاعراض عن الله سبحانه وتعالى الإعراض عن القرآن

خاصة حين يقيّض الله لك من يذكّرك به وأنت تُعرِض!

 

(فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ)

من أعظم الأعمال التي تورِث التخبط والوقوع في الفتن والعمى هي الإعراض عن آيات الله عز وجل سواء منها ما كان في هذا الكتاب العظيم أو ما كان في الواقع أو في الكون الذي نعيش فيه.

(وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ)

فأصبحت حاله أي حال؟

(إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً)

كان الجزاء من جنس العمل من جديد هو ذُكِّر، أرسل له من يذكره بايات ربه ولكنه أعرض بملء إرادته فماذا كان الجزاء؟

أن جعل الله على قلبه غطاء فأيُّ عدالة أعظم من عدالة الله عز وجل؟!

حاشاه سبحانه، عادل حتى مع من كفر به

(إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا)

أقفل وأغلق عنده كل منافذ الإدراك لا قلب يسمع ويعي ولا عين تبصر الهدى ولا أُذن تسمع، انتهت القضية، لن يهتدوا أبداً.

 

(وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ)

حتى بعد ما أغلقوا كل شيءـ حتى بعد أنهم ما يريدون الهدى، يبقى ربي هو الغفور ذو الرحمة سبحانه. لماذا (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ) في هذا الموضع بالذات؟

الله عز وجل يريد أن يبقي الباب مفتوحاً لعباده حتى من كفر به لا تزال لديك فرصة حتى لو كنت من المعرضين، إفرض أنك أعرضت عن ربك طول حياتك ثم في يوم من الأيام جلست مع نفسك وتفكرت في أمرك واتخذت القرار الشجاع وقلت والله كفى ظلماً لنفسي والله كفى بعداً عن ربي أريد أن أعود، إياك في يوم أن تقنط من رحمة ربك وعليك دائماً أن تتيقن أن رحمة خالقك سبحانه وتعالى أعظم من ذنوبك التي أذنبت وأنك مهما أذنبت فإن الرحمة هي أبقى وأعظم وأظهر

سبحانه وتعالى يتأنى على عباده عز وجل يمهل ولكنه لا يهمل، لماذا يُمهل؟

الامهال ابتلاء وامتحان، الإمهال فرصة أعود لخالقي؟

أسترجع نفسي التي ظلمت أو أستمر في الظلم والغيّ والعدوان

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لا تستبطئ النصر

 

 

12976260_585082941658645_1870245379_n.jpg?ig_cache_key=MTIyMzY2NDQ4MDYwMzAyMDM0Nw%3D%3D.2

 

مصير الأفراد ومصائر الشعوب والأمم

حينما تبتعد وتتخذ قرار البعد عن خالقها

(وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ)

ولكن متى

(لَمَّا ظَلَمُوا)

 

إذن هو الظلم، عادل سبحانه وتعالى في تقرير مصائر الشعوب والأمم، لا يهلك أمة من الأمم بدون سبب، الأمم والشعوب هي التي تقدّم أسباب هلاكها بين أيديها حينما تختار منهجاً سوى منهج الله سبحانه وتعالى.

 

(وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا)

كل شيء بمقدار فلا تغرنك الحياة الدنيا ولا تستبطئ النصر

ولا تقول يا ربي طالت المدة!

يا ربي لماذا لم تنصرني إلى الآن أنا مظلوم؟!

 

يا مظلوم لا تستبطئ نصر الله سبحانه، النصر قادم والفرج قادم ولكن لكل أجل كتاب ولكل مهلك قوم أو أفراد أو ظلمة موعد عند الله سبحانه وتعالى الذي كل شيء عنده بمقدار.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فتنة العلم

(موسى والخضر)

 

1-35-728.jpg?cb=1305281186

 

قصة موسى عليه السلام مع رجل صالح آتاه الله من لدنه علماً.

هذا السياق أو هذه القصة هي في حد ذاتها تكشف لي عن قصص أخرى أو عن فتن أخرى وقعت في قصة موسى مع هذا الرجل الصالح، كيف؟

 

موسى عليه السلام أراد أن يتعلم، ذكرت كتب التفاسير أنه قد قال أنا من أكثر الناس علماً فأراد الله أن يعلمه ويؤدب أنبياءه ويؤدب موسى عليه السلام من خلال هذا التأديب الرباني ولكل الأمم بمن فيها من تقرأ القرآن نحن اليوم. فموسى عليه السلام قال له الله سبحانه وتعالى وأخبره بأن هناك رجل صالح سيأتي في المكان المحدد عليك أن تتعلم منه.

انظر إلى أدب النبوة من جديد والتواضع لله سبحانه وتعالى الإنسان لا ينبغي مهما أوتي من علم أن ينسب اي نوع من أنواع العلوم مادية علمية كل شيء لا ينبغي أن ينسبه لنفسه لا ينبغي أن ينسب الفضل، من جديد توقظني سورة الكهف علي أن أنسب الفضل لخالقي سبحانه وتعالى.

موسى عليه السلام وصل إلى المكان المحدد

(فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا)

كانت هي هذه العلامة التي يريد موسى من خلالها أن يلتقي الرجل الصالح، الشاهد بدأ (فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا)

وصلوا إلى المكان والفتى أخبره أنه قد نسي الحوت عند ذلك المكان

وذهب الحوت وقال من جديد

(قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا)

 

موسى عليه السلام اتخذ قراراً أن يسير نحو التعلم لذلك قال

(لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا)

فإذن قد حدد الكلام.

(فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا)

العلم مهما كان حتى وإن كان فيه أشياء مكتسبة أنا أتعلمها أقوم بتعلمها ذهاباً إلى مدرسة أو إلى جامعة أو اطلاعاً على كتب، لكن من هو العليم الذي علمني؟

ولذا جاء في سورة أخرى (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) العلق) هو الذي يعلم سبحانه! هو الذي يهدي كل شيء ويعلمه، بل نقول أكثر من ذلك من الذي علمك أن تمشي؟! هب أنك أنت تعلمت من كتاب أن تقرأ وأن تكتب وتعلمت العلوم وصعدت إلى القمر القمر واكتشفت واكتشفت كما هي فتنة العالم المعاصر اليوم باغترار الإنسان بما توصل إليه من علوم، إفترض أنك قد حصلت على كل ذلك لكن نجب على سؤال بسيط: من الذي علمك أن تمشي؟! من الذي علمك أن تأكل؟! من الذي علّمك كيف تأكل؟! الأشياء البسيطة التي لا ننتبه إليها هل قرأتها في كتاب؟ هل أحد من الناس ألّف كتاباً علّم الناس كيف يأكلون؟! علمهم كيف يشربون؟! من علمك كيف تتنفس؟ من علمك كيف تجعل قلبك ينبض؟ من علمك؟!

 

الأشياء التي نتصور ونعتقد أنها بشريه لا يمكن أن نكون قد تعلمناها إلا من عند الله سبحانه الذي خلق كل شيء وهداه، الذي علم كل شيء وعلم الإنسان ما لم يعلم.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إذا ساءت ظروفك فلا تخف ..

ثِق بأن الله له حكمة في كل شىء

 

Bp8J92XCQAMyZbN.jpg

 

 

اتفق الرجل الصالح مع موسى عليه السلام على الصبر

وتأملوا معي قول الله عز وجل، أولاً أدب موسى عليه السلام حين قال:

(قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا)

وتدبروا معي كم مرة تتكرر الكلمة:

رشد، مرشد، رشداً؟

لماذا هذه التصاريف؟

لا يُخرج من الفتنة إلا الرشاد

(قال إنك لن تستطيع معي صبرا 67 وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا 68)

 

موسى عليه السلام وافق على هذا الشرط وقال

(قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا)

اتفقا على أن لا يسأله عن شيء أبداً إلى أن تنتهي فترة الاختبار.

وهنا لنا وقفة:

لا تسأل عن شيء، كل شيء يتم أمام عينيك لا تفكر، نحن اليوم كبشر أحياناً أريد أن أعرف ما الحكمة مما حدث لي؟

أصابني مكروه، فُقِد مني لا سمح الله ولد، مال، لم أُعطَ شيئاً، أريد أن أعرف الحكمة، نفسي البشرية بطبيعتها تريد أن تعرف لماذا حدث هذا؟

 

الرجل الصالح والآيات بطبيعة الحال هنا في سورة الكهف تريد أن تعلمني أدباً معيناً عليك أن تنتظر، لا تسأل، هناك أشياء ثق أن الله سبحانه طالما تؤمن بأنه الحكيم وتؤمن بأنه العليم وتؤمن بأنه رحمن رحيم إذن اترك الأمر لخالقك، توكل على الله، لاتسال عما هي الحكمة؟

 

لأن علمك كبشر محدود ولأن نظرتك أنت كبشر وتقديرك للأمور قد يكون ضيقاً محدوداً لا تستطيع أن تُدرك عواقب الأمور، من الذي يُدرك؟

ربي سبحانه.

إذن أنزل حاجتك به سبحانه وتعالى وتوكل عليه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تأملات حول قصة سيدنا موسى مع الخضر

 

 

أول حادثة أنهم ركبوا في سفينة كانت لمساكين، عمال مساكين يمتلكونها فإذا بهذا الرجل الصالح يخرِق هذه السفينة ويُفسِدها عليهم.

موسى عليه السلام بفطرة الإنسان الصالح اعترض على القضية مباشرة فقال

(أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا)

تريد أن تغرق أهل هذه السفينة المساكين الذين يعملون في البحر؟!

بطبيعة الحال السؤال لن نجيب عليه إلا مع تسلسل الآيات، ولكن الرجل رأساً أجاب موسى عليه السلام

(قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا)

أنت لا تصبر، أنت لا تنظر إلى العاقبة، أنت تحكم على الشيء من بدايته، أنت لم تنظر وتنتظر ما هي النتيجة؟

 

(قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا)

وهنا أدب رفيع تعلّمني إياه سورة الكهف، النسيان، آفة العلم النسيان، والنسيان فيه حكمة عظيمة أن الله سبحانه وتعالى يعلّم الإنسان الذي ما سُميَ في بعض الأقوال إنساناً إلا لكثرة نسيانه أن من علّمك قادر على أن ينسيك أنت تغتر بعلمك إن كنت تغتر فإن من علمك وحفّظك قادر على أن ينسيك ما حفظت ولذلك لا حفظ إلا بحفظ الله، إستحفظ ما تعلمه وإستحفظ علمك عند الواحد الديّان، إستحفظه عند الله حتى لا تنسى ولكن إن استحفظته عند نفسك وعلمك واتكلت على قوتك فقطعاً ستنسى ولذا النسيان تكرر في موقف موسى عليه السلام أو قصته حتى الفتى قال

(فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ (63))

إستحفِظ العلم بكثرة ذكر الله سبحانه وتعالى.

 

إنطلقا إلى موقف آخر مر بهما، الموقف أنهما لقيا غلاماً فإذا بهذا الرجل الصالح يمسك بهذا الغلام ويقتل الغلام، إعترض موسى عليه السلام بطبيعة الحال كيف تميت نفساً بريئة؟ كيف تجترئ وتقتل نفساً بريئة لا ذنب لها لم تفعل شيئاً؟!

بمعنى آخر كيف تسمح لنفسك أن تأخذ الحياة والحياة بيد الله سبحانه من إنسان فتى صغير لا ذنب له، لم يفعل شيئاً؟

(قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا(74)).

(قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا)

وهنا أُسقط في يد موسى عليه السلام، قرر موسى عليه السلام أن ينسحب من الإمتحان واستشعر أنه لم يتمكن من المواصلة إلا بإعطائه هذه الفرصة الأخيرة فقال

(قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا)

هذه آخر فرصة لا تعطيني فرصة بعدها!

 

(فَانطَلَقَا)

ذهبا

(حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا)

ولكن أهل هذه القرية كان حين ينزل بهم الضيوف قد بلغوا درجة من البخل واللؤم بحيث أنهم لا يضيّفون من ينزل بهم ضيفاً

(فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا).

ولكن عندما وجدا فيها جداراً يريد أن يقع وينقضّ إذا بهذا الرجل الصالح يقيم الجدار، وهنا توقف موسى عليه السلام وقال

(قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا)

كيف من لا يسدي إليك أي معروف كيف يكون نظير عدم إسداء المعروف إلينا كيف يكون النظير أنك تتعب وتقدم له خدمة بالمجان فتقيم هذا الجدار وتعدّله كيف؟!

 

أمور حدثت أمام موسى عليه السلام لم يستطع أن يدركها ببشريته.

موسى هنا عليه السلام والقرآن في سورة الكهف في هذه الآية والقصة بالذات يريد أن يعلمني خُلُقاً جديداً وأداة جديدة أستطيع أن أجابه الفتن من خلالها، ما هي هذه الأداة؟

الحكم السريع على الأشياء، الحكم على الأشياء والحوادث من مقدماتها دون الصبر على نتائجها وإنتظار نهاياتها.

 

ما يحدث أمامي في الحياة كل ما يحدث قد يكون ظاهره شر ولكن فيه الرحمة وقد تكون الأمور ظاهرها الخير ولكن في باطنها شر فعليك أن تنتبه من الذي يعصمني وينقذني من الشر؟ من؟

خالقي سبحانه، إعتمادي وتوكلي عليه. هذه القصة تضع الإنسان في جانب التوكل والرضا عن الله سبحانه، الإيمان، الرضا بالقضاء والقدر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما أخذ الله منك إلا ليعطيك،

وما حرمك إلا ليتفضل عليك

 

بدأ الرجل الصالح يحدِّث موسى عليه السلام عن الحِكَم كيف؟

السفينة كانت لمساكين يعملون في البحر فأنا لما أردت أن أعيبها كان وراءهم ملك يأخذ السفن الصالحة للاستعمال فأنا لما أحدثت العيب في السفينة إنما أنا في حقيقة الأمر فعلت خيراً لأصحاب السفينة المساكين الذين قاموا بمساعدتنا أيضاً في بداية القصة هذا كان لأجلهم.

 

وأنا أنساءل ونتساءل جميعاً هنا كم من مرة أنا بادرت بالحكم على الأشياء السيئة التي في ظاهرها كانت سيئة وحكمت على أنها أسوأ ما حدث لي في حياتي؟! ثم إكتشفت أنها أفضل ما حدث لي في حياتي كم موقف؟! بكل تأكيد في بداية ما يقع الشيء علي أن أشعر بالإنزعاج بالضيق بالألم، لكن الإنزعاج والضيق والألم عليه أن يتبدد حين أطمئن إلى رحمة الله وعفوه. وهنا نحن نتحدث عن الأشياء الخارجة عن إرادتي، هذا لا يلغي إرادتي أنا كإنسان ولا أخذي بالأسباب، لا، ولكن حين تجري الأشياء والأحداث والأمور على غير ما أحبّ وأشتهي عليّ أن أُحسن الظن بالله سبحانه وتعالى، عليّ أن أؤمن أنه عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، قاعدة.

 

ولذلك ما حدث من خرق للسفينة كان في صالح أهل السفينة المساكين ولم يكن ضد مصلحتهم. وما يحدث من خرق لسفننا في حياتنا ومن عدم تلبية لبعض مطالبنا قد يكون في صالحنا، المهم أن تتوكل على الحيّ القيوم، المهم أن تحسن الظن بربك سبحانه وأن تعلم أن الله سيكفيك وأن الله سيغنيك وأن الله سينقذك وأن الله سبحانه وتعالى ما منع عنك إلا ليعطيك وأنه ما أخذ من إلا ليعطيك ما هو أفضل، فاجعل ثقتك بالله أعلى من كل شيء.

 

وتعالى له في خلقه ومملكته أحكام، له أقدار، وفي نهاية الأمر الحياة كلها ستنقضي وتنتهي ولكن أنا كمؤمن علي أن أسلّم بقضاء الله وقدره والمؤمن الأب والأم هؤلاء كانا مؤمنين ولكن خشينا أن يرهقهما هذا الغلام يمكن أن يسبب لهما فتنة، كان يمكن أن يسبب وراءه فتنة من الكفر والإعراض عن الله عز وجل فيسبب مشاكل الأم والأب لا يستطيعان تحملها.

 

وقد لا يكون هناك حكمة تظهر لي أنا كإنسان، سواء ظهرت لي الحكمة كما في هذه القصة أو في هذا الموقف أم لم تظهر يبقى الإيمان والتسليم بحكم الله عز وجل هو الذي يعزز الرضى والتسليم والقضاء بقدره سبحانه وهو ما تريد أن تبنيه في نفسي هذه القصة العظيمة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الدرس الاول من قصة الجدار

 

0f50b0e87b70f361d202fec04b5a4abf--mecca-holy-quran.jpg

أما الجدار الذي أنت اعتقدت وتصورت أن هؤلاء لا يستحقون أن اقيم فيهم معروفاً، هو لم يكن لهم، بالعكس، هو كان فقط لغلامين يتيمين في المدينة لو سقط الجدار لأخذ أهل القرية الأموال التي كانت مدفونة تحت الجدار فأنا حين أقمت الجدار إنما أقمته بأمر الله عز وجل وإكراماً لأبٍ صالح

(وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا)

ولذلك أعظم ما تورّث لأبناءك أو أولادك ليس ثروة ولا حسابات في البنك ولا بيوت ولا قصور ولا عمارات بإيجارات ممتدة لسنوات!

أعظم من تورثه لأبنائك الصلاح

(وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا).

 

هذا الميراث الحقيقى، نحن اليوم خاصة في عصرنا الحالي أصبحنا نعيش إشكالية خطيرة أني أنشغل ليس فقط برزقي وما أحصّله في الحياة وإنما أنشغل بما أورثه لأبنائي بميراث أولادي بعد مماتي وكأني لا أؤمن بأن لأبنائي ولي رباً يرزقهم!

هذا التصور، أنا لا اقول أن الإنسان لا يأخذ بالأسباب، أنا لا أقول أنك لا تترك لأبنائك أو أولادك شيئاً من مال أو ثروة، بالعكس أن تترك أولادك أغنياء خير من أن تتركهم عالة على المجتمع وعلى الناس يتكففون، صحيح، لكن عليّ لا أسرف في جمع هذه الأموال لأني حين أسرف بهذه الأسباب واتخاذها أنا أعلِّم أولادي أن يعتمدوا على الأسباب لا على مسبب الأسباب، أنا أتصرف أمام أبنائي وأولادي وأحفادي وكأني لا أؤمن بأن لي رباً يرزقهم ويرزقني وسيرزقهم كما رزقني، رزقني ولم أكن أملك شيئاً، أنا خرجت من الدنيا بلا شي، من رزقني؟ من ألبسك؟ من أطعمك؟ من أعطاك أمّاً تحن عليك؟ من؟ من؟ أليس هو الله؟

 

من أطعمك سيطعمهم، من ألبسك سيلبسهم، من رزقك سيرزقهم، من أغناك سيغنيهم ولكن كل ما عليك أن تثق بالواحد الغني الذي عنده ملك السموات والأرض سبحانه وتعالى.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الدرس الثانى من قضيه الجدار

 

14350648_190920144664793_3376551134603771904_n.jpg?ig_cache_key=MTM0Mzk0Mzg3MDgxNTE4ODIzOA%3D%3D.2

قضية الجدار أيضاً تعطينا موقفاً آخر حين نربط بأحداث الحياة:

إياك في يوم من الأيام أن يدور في خلدك أن تمنع المعروف أو الخير الذي تستطيع أن تقوم به في ناس أو في مجتمع بحجة أنهم لا يستحقون الإنسان بمعنى آخر إجعل المعروف والخير والإحسان يصل إلى كل الناس دون تمييز منك، دون تفرقة بين من يستحق ومن لا يتسحق، لماذا؟

 

من يستحق هو يستحق ومن لا يستحق قد يحدث فيه ما يمكن من هذا المعروف ما يولد عنده استحقاقاً للمعروف، كيف؟

تدبروا معي موقف النبي صلّ الله عليه وسلم حين خرج من الطائف وكل الألم الذي في الدنيا كان يجيش في قلبه صلى الله عليه وسلم ليس ألم الشعور بالإهانة التي حظي بها من قبل أهل الطائف ضرباً وغيذاء وإهانة حتى أدموا قدمه الشريف وأغروا به صبيانهم، لا، الشعور الأعظم والهمّ الأكبر في قلبه صلى الله عليه وسلم كان همّ الدعوة، همّ الدين، الخوف على الدين، هو هكذا، طبيعة النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يحزن لنفسه، يحزن علينا نحنـ يحزن على أمته، على الدين. النبي صلى الله عليه وسلم بد أن خرج بهذه النفسية وجاءه ملك الجبال ورآه أنه في غاية الضيق فأراد أن يسلي عنه فقال إذا أردت سأطبق عليهم الجبلين، الانتقام بمعنى آخر، هؤلاء الذين أهانوك أو نالوا منك إن أردت أن أجعلهم خبراً بعد عين سأفعل، فقط قل كلمة وسأفعل. لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل تلك الكلمة لأن قلبه العظيم الذي يسع كل الناس من أعطاه ومن منعه، الكافر والمؤمن بحنانه ورحمته ولذا قال عنه ربي (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء) النبي قال صلّ الله عليه وسلم لا، لا تفعل، لماذا؟ لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يذكر الله ويوحّده، الله! لا يوجد مكان للانتقام في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ولا في قلب أيّ أحد يؤمن بالله سبحانه وتعالى حق الإيمان.

ولذا علينا أن نحرر أنفسنا من عقدة الانتقام أحسِن إلى من أساء وأحسن إليك ولا تحسن فقط إلى من أحسن إليك فإن إحسانك إلى من أحسن إليك على وجه الحقيقة هو ليس إحساناً منك ابتداء بل هو رد إحسانه هو فلن تكون أنت المحسن الأول، أما إن أحسنت إلى من أساء إليك فإنما أنت تحسن إليه ابتداء فستكون بذلك أنت المحسن الأول وليس هو. فانظر إلى الأمرين ووازن بينهما واختر ما شئت عند ربك وقدّمه بين يدي خالقك، ولذا جاء قول الله عز وجل (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) فصلت) إن كنت تريد أن تصبح من أصحاب الحظوظ العظيمة فاجعل لك حظاً من الإحسان لمن أساء إليك وليس فقط مجرد الإحسان لمن أحسن إليك.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قصة ذو القرنين

(فتنة السلطة)

large-%D8%A3%D8%B1%D8%A8%D8%B9-%D9%82%D8%B5%D8%B5-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%87%D9%81-%D9%8A%D8%B1%D8%A8%D8%B7%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%AD%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%AF-09360.jpg

إنتهت قصة موسى عليه السلام ولكن لم تنتهي معها العبر والعظات ممكن أن تتجدد مع الإنسان منا في كل مرة يقرأ سورة الكهف، لكن هذه المرة انتقلت لتختم بقصة أخيرة قصة إنسان أوتي من الجاه والقوة والعلم والمنعة وأصحاب السلطة من حوله وكل شيء ما كان يمكن أن يغريه بالتعالي أو التكبر على الله عز وجل أو الانحراف والميل والزيغ والوقوع في فتنة السلطان والجاه والرسوب فيها والبعد عن خالقه سبحانه وتعالى ولكنه لم يفعل، من هو؟

ذو القرنين

 

(وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا)

سألك عنه قومك وسأل اليهود لا تأخذ الإجابة من اليهود ولا من الإسرائيليات

(سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا)

كل إجابة لها في القرآن مكان.

 

(إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا)

من الذي مكّن لذي القرنين؟

الله سبحانه، ومن الذي يمكّن لك أنت اليوم؟ الله سبحانه وتعالى، من الذي يمكّنك فيجعل منك إنساناً مُطاعاً؟! من الذي يمكّن لك فيجعلك تأمر أمراً فتطاع؟! سبحانه! إذا غفلت عن هذه الحقيقة لحظة رسبت في الامتحان كما رسب صاحب الجنتين. إذن التمكين في الأرض والقوة والأسباب المادية والمنعة والسلطان والجاه هذه أسباب هي من عند الله عز وجل.

فتنة الملك فتنة السلطة فتنة القوة فتنة الجاه

(وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85))

وهذا الرجل كان فيه شيء مميز كان دائماً قلبه معلق بالله سبحانه وتعالى فينسب الأسباب إلى مسببها سبحانه، دائماً. بلغ مناطق مختلفة القرآن حددها والآيات ذكرتها ولكنه سلك في تعامله مع الأقوام والأمم الأخرى هذا القائد الموحد لربه المؤمن بأن ما أوتي من أسباب ومن قوة وكان هو قوة عظمى في حد ذاته وفي زمانه ليس مدعاة لأن يطغى ليس مدعاة لأن يتفرعن على البشر ليس مدعاة لأن يتحكم في مقدرات الشعوب، ليس مدعاة لأن ينتهب مقدرات الشعوب، أبداً.

إذن كيف طاف في الناس والعالم؟ طاف بهم عدلاً وإيماناً وتوحيداً وإقراراً للحق والعدل الذي أمر به سبحانه وتعالى.

 

سار هذا الرجل من مكان إلى آخر ولنا أن نقف عند الآية 94 حين وصل عند يأجوج ومأجوج وقال عند القوم الذين كانوا يخشون يأجوج ومأجوج

(فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا)

قوم ضعفاء استغاثوا به فأغاثهم بقدرة الله عز وجل. ساعدهم حالفهم عاونهم ولكن ليس لأجل أن ينهب ثرواتهم وليس لأن ينتهك أعراضهم، أبداً، ما كان له أن يفعل وقلبه مطمئن بالإيمان.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ذو القرنين ناصر الضعفاء

 

تأملوا قول هذا ذى القرنين القائد العظيم الذي استطاع أن يكون إنساناً مقدراً ومؤسساً للحق بين الشعوب وليس ناهباً ولا منتهكاً لحرمات الشعوب، قال

(قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا)

نسب الخير والتمكين للخالق سبحانه، أنا هذه القوة لم أوتها بناء على علمي ولنا أن نقارن بين موقف هذا الرجل بين وموقف القوى المادية المعاصرة من حولنا كيف تنسب الفضل والعلم والعطاء والتقدم والرقي المادي المحموم في بعض الأحيان كيف تنسبه لنفسها، لذاتها لتتحكم من خلاله بمقدرات الشعوب ومصائر الشعوب وتنتهك الحق والعدل أما هذا الرجل قال

(مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ)

 

أخذ بكل الأسباب وقد تحدث بعض العلماء المعاصرين عن بعض نواحي الإعجاز فيما ورد في الاية في تفاصيلها

(آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا)

وكيفية جعل الحديد شيئاً صلباً يستحيل للإنسان أو لقوة أخرى أن تهدمه، لكن هذا ليس مجال الكلام عندنا، المجال أنه بعدما انتهى من هذه العملية وأعان هؤلاء المستضعفين على الأقوياء المفسدين لنا أن نتوقف: أنا مطلوب مني سواء كنت قائداً، سواء كنت إنساناً عادياً سواء كنت موظفاً سواء كنت تاجراً أن أعين صاحب الحق الضعيف حتى آخذ الحق له وأن أقف مع صاحب الحق الضعيف حتى ولو كان ضد قوي مستبد ظالم، أقف مع الحق.

 

أن أعيد الموازنة أو المعادلة التي انتكست في فتن هذا الزمان الذي نعيش فيه. البعض في حياتنا اليوم يقف مع القوي على طول الخط سواء هذا القوي على حق أم على باطل ليفسد هذا القوي بظلمه عليّ دنياي وآخرتي. لكن المعادلة هنا التي تريد سورة الكهف أن تصححها في حياتي أن أعيد الأمور إلى نصابها، قف مع الحق، قف مع صاحب الحق لأنه حق ليس لأن صاحبه قوي أو ضعيف، وقف ضد الباطل دون أن تنظر إلى من هو صاحب هذا الباطل سواء كان قوياً أو ضعيفاً. معادلة مهمة جداً إذا كان صاحب الباطل قوى عظمى هل يصبح الباطل حقاً؟! هل يتغير الباطل؟! لا، عند المؤمن وفي ميزانه لا ينبغي أن يتغير.

 

إذا كان صاحب الحق ضعيفاً لا يستطيع أن يدافع عن نفسه أمام أحد لا أمام مجالس دولية ولا أمام مجلس الأمن ولا أمام أي أحد أنصره أم أخذله؟ أفكر في الموضوع مئة مرة قبل أن أنصره لأن هذا الشخص ضعيف ولا أحد يسانده؟!

 

قوى العالم العظمى المادية تقف ضده أو ماذا أفعل؟ سورة الكهف تقدم لي الإجابة على هذا السؤال، ذو القرنين وقف مع الضعفاء لأنهم كانوا على حق، نصر الضعفاء لأنهم كانوا على حق وعاون ضد الأقوياء لأنهم كانوا على باطل. ذو القرنين لم ينظر إلى القوى المادية، لم ينظر إلى ميزان القوى الذي يحكم عالمنا المعاصر اليوم، لا، نظر إلى شيء آخر، نظر إلى أن ميزان القوي الحقيقي هو بيد الخالق القوي سبحانه ذي القوة المتين هو الذي يعطي القوة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كيف نجح ذو القرنين فى الابتلاء ؟

 

القوة الحقيقية بيد الله ليست بيد قوة عظمى وغير عظمى،

القوة الحقيقية هي بيد الله وحده لا شريك له ولذا بعد أن أنهى ذى القرنين العمل لم يغتر بقوته ولا بطاقته ولا بما حققه وما أنجزه قال

(قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا)

 

استحضار الآخرة، ما ترونه من قوة ومن منعة ومن سد منيع سيجعله ربي شيئاً لم يكن ينتهي لأن الدنيا إلى زوال.

 

القائد المؤمن أو الإنسان حين يؤتى شيئاً من سلطان الدنيا عليه أن يدرك أن الدنيا لا تبقى لأحد وأنه لن يبقى طوال عمره على هذا الكرسي حتى الفراق وحتى على افتراض بقي طوال عمره حاكماً أو ملكاً أو أميراً أو سلطاناً فإنه السلطان سيزول والسلطة ستزول والملك سيزول بموته بفراقه بخروجه من هذه الدنيا وأن الله سبحانه وتعالى هو الوحيد الذي لا يناظعه أحد في ملكه جل في علاه وأن كل شيء إلى زوال فاني لن يبقى ولذا ربي عز وجل يقول (كل شيء هالك ) إلا اي شيء؟

وجه الله سبحانه وتعالى.

هذه الحقيقة استحضرها هذا السلطان الشجاع القوي الذي لم تفتنه فتنة ولا اختبار ولا محنة السلطان والقوة والعزة التي لطالما رسب ويرسب فيها الكثيرون ويسقطون

ذو القرنين نجح في الامتحان انتهت السلطة وانتهى ذو القرنين وانتهت القضية وانتهى السد وانتهى السور بقطع النظر عن مكانه في الصين أو في أي مكان، المسألة منتهية ولكن ما تبقى بالفعل بعد كل ذلك النجاح نتيجة الفتنة نتيجة الامتحان الذي اجتازه ذو القرنين بكل نجاح.

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي }

CacmiJZUMAAjqVl.jpg

 

 

 

(وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا)

مرة أخرى آيات سورة الكهف تنتقل بي انتقالات سريعة من الدنيا إلى الآخرة تسدل الستار بسرعة على الدنيا لماذا؟

لتعزز في قلبي الإحساس والشعور بأن هذه الدنيا لا تتجاوز ساعة من نهار!

السؤال المهم ليس ما امتلكت ولا ما جمعت في خلال تلك الساعة

السؤال المهم ما الذي سآخذه بعد انتهاء هذه الساعة؟.

 

(وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا)

من هم الكفار؟

(الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي)

وتأملوا معي إعجاز الآية، أعينهم في غطاء من الذي وضع الغطاء؟

هم،هم الذين غطّوا، النور واضح، القرآن واضح، آيات القرآن واضحة ساطعة، الشمس لا تحتاج إلى دليل القرآن بنوره وعظمته، سورة الكهف التي تنير القلب بأياتها وتنير ليس فقط بين الجمعتين وإنما تجعل لي نوراً حتى ألقى الله يوم القيامة من الفتن من السير في طرقات الدنيا ودروبها المظلمة أحياناً من شدة الفتن.

 

لكن هذا النور الذي في نفسي من يستطيع أن يمنع عني هذا النور؟

أنا، حينما أتخذ القرار الخطأ ولذا قال

(الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا)

وضعوا أغطية على أعينهم وعلى أسماعهم كانوا لا يستطيعون سمعاً، لديهم أذان لكنهم لم يتمكنوا من استعمال هذه الوسائل وسائل الادراك الاستعمال الصحيح لا يستطيعون سماع الحق، لا يستطيعون سماع القرآن ولا سماع آيات سورة الكهف ولا النظر في كل هذه القصص والعبر التي مرّت بنا في سورة واحدة فقط ليستخرجوا منها العبر وليقرأوها بأحداث اليوم بأحداث الساعة المتجددة.

 

أنا وأنتم في كل أسبوع تتجدد الأحداث معنا كل أسبوع هناك جديد كل اسبوع هناك قضية تمر بنا، من الذي يعينني على استقراء الأشياء بصورة صحيحة؟

من الذي ينير لي الطريق بنور حتى أستطيع أن أرى الأمور على حقائقها؟

الآيات، القرآن، ذكر الله عز وجل.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا)

من هم؟

 

22860013_1513012802108771_3555639158675007818_o.jpg?oh=e094ef6974783e4c645ad963119c6971&oe=5A77C41D

(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103))

من هم؟

(الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)

هنا الإنسان تستوقفه الكلمات (سعي) كانوا يسعون، كانوا يعملون أعمالاً كثيرة بسعي بإرادة قوية بعزيمة ولكن ما قيمة السعي حين يكون في ضلال؟

ما قيمة أن تكون قوياً ولكن هذه القوة في ضلال؟ ما قيمة القوة؟

ما قيمة الجاه والعشيرة والثروة والأقارب في باطل ما قيمتها؟ ما قيمة سعيك؟

 

(الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)

يا لها من خسارة فادحة لا يمكن لكل بورصات الدنيا أبداً ولا كل مؤشرات الأسهم أن تحسب فعلاً هذه الخسارة وفداحة هذه الخسارة العظيمة!

أن يسعى الإنسان طوال حياته ويستخدم كل ما وهبه الله من نعم مال جاه سلطان بدل أن يستخدمه كما فعل ذو القرنين في الخير والعدل والصلاح يستعمله في الفساد.

من الذي خسر؟ من الذي أفسد على الآخر دنياه وآخرته؟

 

الظالم حين يظلم والمتجبر حين يتجبر ويطغى وينسى أن له يوم في يوم من اليام سيعود لخالقه سبحانه ويسعى كل السعي ويحرص كل الحرص على الفساد والإفساد والقتل والسفك والدمار في واقع الأمر إنما أفسد على نفسه دنياه وآخرته.

أما الإنسان المؤمن صاحب البصيرة الواعية قد تؤخذ منه حياته عن طريق هذا الظالم المتجبر، قد تسلب منه روحه وكل شيء بأمر الله أولاً وأخيراً فالأعمار بيد الله والأجل بيد الله والإنسان حين يأتي الأجل (لا يستأخرون ) ولكن في نهاية الأمر ربح حياة على حياته فالحياة الأولى التي عاشها الحياة الدنيا كانت ثمناً لحياة باقية لا تزول حياة الآخرة الحياة العظيمة التي لا تنتهى ولا تزول

 

 

(أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا)

الموازين مختلفة، أصحاب الجاه والقوة والمنعة في الدنيا إن لم يستخدموها فيما يرضي الله ليس لهم أي وزن ولا قيمة يوم القيامة

(ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

خاتمه تدبر سورة الكهف

 

BoUKKz3IYAAuNa4.jpg

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا)

وأين هي قصور الدنيا مهما سكنّاها من جنات الفردوس نزلاً؟!

أين هي من ذلك الخلود العظيم؟! أين هي من منازل الآخرة؟!

هب أنك قد حُرِمت لسبب من الأسباب وهذا لا يبرر عدم الأخذ بالأسباب ولكن هب أنك أخذت كل الأسباب ثم قتر عليك في رزقك لسبب أراده الله فخرجت من الدنيا ولم تمتلك في حياتك بيتاً ماذا خسرت؟

ماذا خسرت إذا أعطاك الله بيتاً في الفردوس الأعلى؟

 

عنوانك الفردوس بجوار حبيبك صلّ الله عليه وسلم

وبجوار كل أصحاب الحق والعدل الذين ساروا على الطريق.

سر على طريق الحق مهما كانت الفتن مظلمة أمام عينيك، سِر بنور القرآن، سر بنور الذكر والتوحيد للخالق سبحانه وتعالى الذي لا تنفذ كلماته ولذا قال

(قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا)

قرآن عظيم لا تنتهي عجائبه

ولا تنقضي العبر ولا الدروس التي نتعلمها منه.

 

BoUKKwJIgAAkrEM.jpg

(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ)

تحبوني وتحترموني

ولكن لا تصل مرحلة الحب للنبي صلّ الله عليه وسلم إلى مرحلة الغلو ولذا قال

(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ)

الموت ليس بذاك الأمر المخيف، الموت لقاء الله عز وجل، الموت إقبال على الله عز وجل، بشارة للمؤمن، الموت باب مفتوح على جنان الآخرة، الموت هو ما ينتظره المؤمن ليس لأنه يئس من الحياة ولكنه لأنه ملأ الحياة أملاً وعملاً عدلاً فيشتاق ويتوق إلى الجنة و لقاء الأحبة.

 

14026489_587412081383885_553326638_n.jpg?ig_cache_key=MTMxOTk5NzMxMDM3NzIzOTA2Ng%3D%3D.2

 

(فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)

النهاية الخاتمة التوحيد من جديد بتعزيز التوحيد من جديد، عش في الدنيا معصوماً من كل فتنة بتعزيز التوحيد في قلبك بالتمسك بهذا الوحي العظيم. وسورة الكهف جعلها الله عز وجل نوراً لمن أراد النور، نوراً لمن أراد نوراً يمشي به بين الناس، نوراً لمن أراد أن يضيء الطريق ليس فقط لنفسه وإنما كل من حوله. هذه السورة العظيمة لم تنتهي صحيح انتهت الآيات ولكن

 

BoUKKvaIgAASo9o.jpg

(قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي)

هذه السورة العظيمة تجعل قضية الإيمان والتوحيد حاضرة أستذكرها مع كل موقف ومع كل قصة ومع كل عبرة لكن الأهم من كل ذلك أن أتعلم كيف أربط بين ما أقرأ في السورة وبين ما يمر بي من محن ومواقف وابتلاءات خلال الأسبوع كاملاً.

 

سورة الكهف فرصة لمحاسبة النفس الحساب الأسبوعي، أحتاج لمحاسبة النفس يومياً لكن هذه المحاسبة الأسبوعية سورة الكهف تعينني على ذلك.

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم الذي أنزل هذا الكتاب العظيم أن يجعل لنا سبحانه وتعالى رحمة ونوراً وبركة بهذه الآيات العظيمة وأن يجعل هذا القرآن العظيم حجة لنا لا علينا إنه سميع مجيب الدعاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

CNfOvUmUwAAvhLz.jpg

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سورة الحج

 

 

22904989_1515106818566036_8481345519197141735_o.jpg?oh=ca8ab14b4482f71075965484b4dbeb71&oe=5AA6A1BE

 

 

الوصية بتقوى الله

 

السورة بأكملها من أول آية حتى آخر آية بكل ما جاء في السورة من أحكام ومن أركان ومن آيات عظام جاءت تمشي مع الإنسان خطوة خطوة نحو تنمية التقوى نحو الترقي به في سُلَّم التقوى فالتقوى درجات والتقوى بناء. نحو تنمية القلب الخاضع الخاشع لربه سبحانه درجة درجة.

 

ابتدأت بقضية يهيأ لقارئها في البداية أنها لا علاقة لها مباشرة تربط بينها وبين ركن الحج الذي سميت السورة على اسمه.

السورة في أول آياتها تخاطب الناس أجمعين لا تخاطب المؤمنين فحسب مع العلم أن ركن الحج خوطب به الناس جميعاً ولكنه فرض على المؤمن السورة بدأت بقول الله عز وجل

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ)

تخاطب البشرية

(اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ)

أول خطاب يخاطب به الله سبحانه وتعالى في السورة البشرية جمعاء هو خطاب التقوى الأمر بالتقوى الوصية بالتقوى

(إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ)

القيامة ذلك اليوم الذي قد يستبعده كثير من الناس قد لا يرون صورته بين أعينهم وهم يسيرون في دروب الحياة ولكن هو واقع لا محالة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أهوال يوم القيامة

 

(يَوْمَ تَرَوْنَهَا)

المسألة منتهية المسألة من المسلّمات المسألة قادمة قطعاً .. ترون آيات يوم القيامة ترون الساعة ترون أهوال هذا اليوم العظيم

(تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)

لو أردنا أن نبحث عن أي كلمات عن أي أوصاف تصف وتقرب أهوال يوم القيامة

للبشر لا يمكن أن نأتي بمثل هذه الآية العظيمة، يا سبحان الله!

 

هذا الكتاب العظيم معجز في وصفه معجز بكلماته بحروفه بكل شيء فيه ولا عجب فهو من رب العالمين سبحانه. الآية وصفت أنه ما يأتي يوم القيامة من مواقف، من شداد، من أهوال، من صعاب، يجعل حتى المرضعة التي هي أشد ما تكون التصاقاً ومحبة برضيعها تصاب بحالة من الذهول حالة من العجب حالة من الحزن والكرب الشديد يجعلها لا تلتفت إلى هذا الرضيع التي هي في الحالة المعتادة أشد ما تكون التصاقاً به.

 

(وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا)

من شدة الهول. وترى الناس جميعاً في حالة من الذهول والكرب والحزن الشديد ما يجعلهم في حالة أقرب إلى السكر من أي شيء آخر، السُكر بمعنى غياب العقل بمعنى الذهول بمعنى عدم الإدراك لما يدور حولهم نتيجة للأهوال الشديدة، نتيجة لما يحدث أمام أعينهم في ذلك اليوم الشديد العظيم.

 

(وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)

إذن يا رب هذا اليوم العظيم ما الذي يمكن أن أقدمه بين يدي وأنا الآن أستحضر هذا اليوم ولكني لا زلت في دار العمل؟ ما الذي أفعله؟ كيف يمكن أن أخلّص نفسي من أهوال ذلك اليوم العظيم؟ كيف أستطيع وأنا اليوم في دار العمل في الدنيا أن أقدم بين يدي ذلك اليوم أعمالاً وصفات تقربني إليك أنت وتنجيني من ذلك اليوم العظيم؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لماذا يا ربي الإيمان بالبعث؟

 

23131733_1516529491757102_170396061769721817_n.jpg?oh=06cd85637a52944a72f3a360dc7d589a&oe=5AA6147B

على الرغم من أن قضية البعث وقضية يوم القيامة قضية محسومة تماماً لا جدال فيها، على الرغم من كل ذلك إلا أن هناك صنف من البشر يجادل ويحاجج بغير الحق في وقوع ذلك اليوم العظيم، لماذا يجادل يا رب؟

يجادل بغير علم ليس لديه حجة قوية ليس لديه دليل على ما يتوهم من عدم وقوع ذلك اليوم العظيم ويتبع كل شيطان مريد، إتباع الهوى إتباع الشيطان الذي يدلي للإنسان بغرور ويمنّيه ويعده

(وما يعدهم الشيطان إلا غرورا).

 

يعد الإنسان بأن يوم البعث لا يمكن أن يأتي، يعد الإنسان بأنه لا حياة بعد الموت، يعد الإنسان بأنه من المستبعد تماماً أن تعود الحياة للإنسان بعد موته، قضية في غاية الخطورة ولذا كان الإيمان بالبعث قضية محورية الإيمان بالبعث ركن من أركان الإيمان. لا يتم إيمان الواحد منا أبداً إلا بالإيمان بالبعث.

 

لماذا يا ربي الإيمان بالبعث؟

ولماذا كان الإيمان بالبعث على هذه الدرجة من الأهمية؟

الإيمان بالبعث قضية مصيرية قضية تعتمد عليها كل الأعمال التي يقوم بها الإنسان في الحياة الدنيا، في دار العمل، الحياة. أنا لا أستطيع أن أعيش وأقدم العمل الصالح الطيب الخيّر وقد لا أجد ثمرة له في الدنيا دون أن يكون لدي رصيد كافي ويقين من الإيمان بالبعث.

 

ودعونا نقف عند مثال واحد فقط: من منّا في الحياة التي نعيشها اليوم في حاضرنا من منا لم تمر عليه ساعة استشعر فيها وقفاً قد وقع عليه فيه ظلم؟

موقفاً قد بُخِس فيه حقه؟

موقفاً نال منه شخص بغير حق وشعر بمعنى الظلم حقاً. من منا لم يشعر في لحظات في حياته أنه لا بد أن تكون هناك محكمة عادلة محكمة لا تقوم على أساس إختبارات البشر ولا على أساس أحكام البشر ولا على تصوراتهم؟ من منا لم تمر عليه لحظة من لحظات الدنيا لم يستشعر بحاجته إلى عدالة السماء؟ من منا لم يستشعر بأن هذه الأرض التي نعيش على ظهرها ينقصها عدالة وعدل حقيقي عدل غير خاضع لأهواء البشر عدل غير خاضع لمصالحهم عدل مطلق وليس عدلاً نسبياً، من منا لم تمر عليه هذه اللحظات؟

 

الإيمان بالبعث هذا الركن العظيم هو الذي يجعل هذه الأحاسيس ووهذه المشاعر تقف عند الحد الذي ينبغي أن تقف عنده بمعنى آخر أني حتى حين يقع عليّ ظلم ولا أستطيع أن أرده لسبب أو لآخر أشعر بأن هناك عدالة وبأن هناك جزاء وأن هناك محكمة ستأتي لا محالة، محكمة يوم القيامة.

 

من منا لم يستشعر بالحاجة إلى عدالة الله المطلقة؟ من منا لم يستشعر بالحاجة إلى الله سبحانه وتعالى الحَكَم العدل الذي لا يماري ولا يداهن أحداً من خلقه؟ من منا لم يقل في يوم من الأيام بصدق وبحاجة وبخشوع وتضرع يا رب خذ لي الحق الذي قد انتُهِب أو اختُلس مني؟ من منا لم يشعر بهذه الحاجة؟

 

الإيمان بالبعث يخفف وطأة وقائع الحياة وما يدور حولنا من أحداث على نفوسنا على قلوبنا يشعرنا بحقيقة قد نغفل عنها أحياناً أن هذه الدنيا التي نعيش فيها هي دار عمل وليست دار جزاء، أنا قد أعمل أعمالاً صالحة عظيمة وكبيرة ولكني لا أجد ثمرة لهذا العمل لسبب أو لآخر.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

  • محتوي مشابه

    • بواسطة *مع الله*
      تفسير معاني مفردات القرآن الكريم (جزء عمً) الدورة مجانية 
      💻📲الدراسة بنظام الاون لاين عن طريق التليجرام من اى مكان فى العالم.
      📜 يحصل الطالب على شهادة بعد الإختبار .
      🏅بالاضافه لشهادة الشكر والامتياز لمن حصل على 95% فما فوق🏅
      🔴 للانضمام للدورات يرجى الضغط على الروابط الآتية:
      رابط صفحة التسجيل في الدورة:
      https://www.islamkingdom.com/ar/تسجيل

      رابط قناة تليجرام الدورة:
      https://t.me/al_feqh_com_ar
       

    • بواسطة امانى يسرى محمد
      في تفسير الآية الكريمة التي يقول فيها ربنا‏ ـ‏ تبارك وتعالى ـ :‏



      "وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ البَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً "‏(‏ الفرقان‏:53)‏ .



      ذكرابن كثير ـ‏ يرحمه الله‏ ـ ما نصه‏ :...‏ وقوله ـ تعالى ـ‏ : "‏ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ البَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ "‏ أي خلق الماءين الحلو والمالح‏,‏ فالحلو كالأنهار والعيون والآبار ‏.‏ قاله ابن جريج واختاره‏,‏ وهذا المعنى لا شك فيه‏,‏ فإنه ليس في الوجود بحر ساكن وهو عذب فرات‏,‏ والله ـ سبحانه وتعالى‏ ـ‏ إنما أخبر بالواقع لينبه العباد إلى نعمه عليهم ليشكروه‏,‏ فالبحر العذب فرقه الله ـ تعالى ـ بين خلقه لاحتياجهم إليه أنهاراً أو عيوناً في كل أرض‏‏ بحسب حاجتهم وكفايتهم لأنفسهم وأراضيهم‏ .‏ وقوله تعالى‏: " ‏وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ "‏ أي مالح‏,‏ مر‏,‏ زعاف لا يُستَسَاغ‏,‏ وذلك كالبحار المعروفة في المشارق والمغارب‏,‏ البحر المحيط وبحر فارس، وبحر الصين والهند، وبحر الروم، وبحر الخزر‏,‏ وما شاكلها وشابهها من البحار الساكنة التي لا تجري‏,‏ ولكن تموج وتضطرب وتلتطم في زمن الشتاء وشدة الرياح‏,‏ ومنها ما فيه مد وجزر‏,‏ ففي أول كل شهر يحصل منها مد وفيض‏,‏ فإذا شرع الشهر في النقصان جزرت حتى ترجع إلى غايتها الأولى‏,‏ فأجرى الله‏‏‏ ـ وهو ذو القدرة التامة ـ العادة بذلك‏، فكل هذه البحار الساكنة خلقها الله‏ ـ سبحانه وتعالى‏ ـ‏ مالحة لئلا يحصل بسببها نتن الهواء‏,‏ فيفسد الوجود بذلك‏,‏ ولئلا تجوي الأرض بما يموت فيها من الحيوان‏,‏ ولما كان ماؤها ملحاً كان هواؤها صحيحاً وميتتها طيبة ‏.ولهذا قال رسول الله‏ ـ‏ صلى الله عليه وسلم ـ‏ وقد سئل عن ماء البحر‏:‏ أنتوضأ به؟



      فقال‏: "‏ هو الطهور ماؤه‏,‏ الحل ميتته‏ "‏ (رواه مسلم).



      وقوله تعالى‏: "وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً " أي بين العذب والمالح‏ .‏ وبرزخاً أي حاجزاً وهو اليبس من الأرض ."‏ وَحِجْراً مَّحْجُوراً "‏ أي مانعاً من أن يصل أحدهما إلى الآخر ، كقوله ـ تعالى ـ ‏: "‏ مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ . بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ " (الرحمن:19 –20) .



      وقوله ـ تعالى ـ ‏:"‏ وَجَعَلَ بَيْنَ البَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ " (النمل:61) .


       
       

      وجاء في تفسير الجلالين‏ ـ‏ رحم الله كاتبيه‏ ـ‏ ما نصه ‏: "‏ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ البَحْرَيْنِ "‏أرسلهما متجاورين . ‏"‏ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ " شديد العذوبة .‏" ‏وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ " شديد الملوحة . " وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً ‏"‏ حاجزاً لا يختلط أحدهما بالآخر . "‏ وَحِجْراً مَّحْجُوراً ‏" ستراً ممنوعاً به اختلاطهما‏ .


       

      وجاء في صفوة التفاسير‏: "‏ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ البَحْرَيْنِ ‏ "‏ أي هو ـ تعالى ـ بقدرته خلَّى وأرسل البحرين متجاورين متلاصقين، بحيث لا يتمازجان . ‏"‏ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ ‏"‏ أي شديد العذوبة، قاطع للعطش من فرط عذوبته‏ . " وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ " أي بليغ الملوحة‏,‏ مر شديد المرارة .‏"‏ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً ‏"‏ أي جعل بينهما حاجزاً من قدرته، لا يغلب أحدهما على الآخر . ‏"‏ وَحِجْراً مَّحْجُوراً "‏ أي ومنعاً من وصول أثر أحدهما إلى الآخر وامتزاجه به‏


    • بواسطة امانى يسرى محمد
      سورة الفاتحة :



      اشتملت على التعريف بالمعبود بثلاثة أسماء مرجع الأسماء الحسنى والصفات العليا ومدارها عليها (الله، الرب، الرحمن )



      ابن القيم



      في الفاتحة وسيلتان عظيمتان لا يكاد يرد معهما الدعاء:



      توسل بالحمد والثناء على الله



      توسل لله بعبوديته



      بسم الله: استعانتك بحول الله وقوته في إنجاز أي عمل ، متبرئا من حولك وقوتك



      فتذكر هذا المعنى فهو وقود ودافع لكل خطوة في حياتك



      بسم الله



      حتى تجد أثر الفاتحة من بدايتها وبدقائق حياتك عظِّم ربك وأنت تقول ( بسم الله) ليصغر كل شيء في دنياك



      بسم الله



      نحفظ أنفسنا من كل سوء



      ونحفظ ذرياتنا من شر الشيطان الرجيم


       

      الحمد لله



      { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم }



      أليست كلمة ( الحمد لله ) دارجة على الألسن كال تنفس للهواء اليوم؟



      إنها تبعث في النفوس القوة ، فحملة العرش ومن حوله يستقوون بتسبيحهم



      بحمد ربهم ، ونحن بأمس الحاجة للاستقراء بها في رحلة الحياة الدنيا وفواجعها



      الحمد لله



      الحمد للاستغراق ، لاستغراق أنواع المحامد كلها ، فله سبحانه الحمد كله أوله وآخره



      الحمد لله



      وهو المستحق الحمد المطلق لأن له وحده الكمال المطلق في ذاته وصفاته وأفعاله



      الحمد لله



      على نعم لا تٌحصى ، وأرزاق تترى



      وأخرى نراها ، وأخرى تخفى



      الحمد لله



      بالجنان قبل اللسان



      وبالأفعال والأركان



      الحمد لله



      في السراء والضراء



      في الشدة والرخاء



      طمأنينة في القلب



      ورضا في النفس



      وانشراح في الصدر



      واحتساب وأجر



      أيها المصلي تأمل وأنت تتلو


       

      ( الحمد لله رب العالمين )



      أعمل العقل وقلّب النظر



      تأمل، تفكر،تدبر



      كم بهذا الوجود مما نراه



      من صنوف بفضله شاهدات



      رب العالمين



      دلّ على انفراده سبحانه بالخلق والتدبير والنعم وكمال غناه وتمام فقر العالمين إليه بكل وجه واعتبار



      السعدي



      فأعلن فقرك لربك في كل مرة تقرأ فيها هذه السورة لتذوق السعادة الأبدية


       

      الرحمن الرحيم



      كيف وأنت كمسلم تكررها عشرات المرات في يومك فتشعر أن ظلال الرحمة يحوطك من كل اتجاه



      وتكرار الآية يرسخ في عقلك الباطن أنك كبشر تتعامل مع رب رحيم



      الرحمن الرحيم



      الأمر لا يقف عند حد الثناء لله تعالى



      بل هو أيضاً دعاء واستحداث وطلب متكرر بأن :



      يارب ،،، يارحمن ،،،، يا رحيم



      أدخلني برحمتك التي وسعت كل شيء فلا غنى لي عنها لحظة ولا طرفة عين ولا أقل من ذلك



      فالزمن صعب والدنيا دار هموم وغموم ودار بلايا ورزايا



      آلامها ومصابها ، وتقلباتها ومفاجأتها متتاليات لا تنتهي



      ولولا دوام رحمة الله بك لهلكت



      تأمل : روعة الدمج بين الثناء والدعاء وأنت تردد ( الرحمن الرحيم )



      كدعاء غريق مضطر يعرف يقينا أنه هالك لولاها



      الرحمن على وزن فعلان يدل على السعة والشمول فهي أشد مبالغة من الرحيم


       

      الرحمن



      اسم خاص بالله تعالى لا يجوز تسمية غيره به



      متضمن لصفات الإحسان والجود والبر أي يرحم جميع الخلق



      المؤمنين والكافرين في الدنيا ، وذلك بتيسير أمور حياتهم ومعيشتهم



      والإنعام عليهم بنعمة العقل وغيرها من نعم الدنيا


       

      الرحيم



      خاص بالمؤمنين فيرحمهم في الدنيا والآخرة



      ذكر الرحمن مرة في القران



      وذكر الرحيم مرة ، أي ضعفها



      إذا كنت تثني على الله ، وتطلب منه الرحمة بهذا الإلحاح والتكرار اليومي



      فسيكون لها أثر في سلوكياتك وتعاملاتك



      فطريق الرحمة وبابها أن ترحم أنت أيضاً ، فاتصف بالرحمة مع الناس



      واعمل بها



      كُن رحيما تُرحم


       

      الرحمن الرحيم



      املأ جنبات نفسك طمأنينة وراحة وثقة وأملا



      مادمت تكررها وتتدبر أسرارها


       

      مالك يوم الدين



      أما والله إن الظلم لؤم



      إلى ديان يوم الدين نمضي



      وما زال المسيء هو الظلوم



      وعند الله تجتمع الخصوم


       

      يوم الدين



      أمل الصابرين والمحتسبين الذين جاهدوا أنفسهم على ترك المعاصي والسيئات



      وصبروا عن الشهوات وصبروا على أقدار الله المؤلمة في الدنيا



      يوم الدين



      عزاء للمظلومين والمحرومين يوم تجتمع الخصوم



      لعلك تدرك هذا السر العظيم الذي سيثمر الصبر والرضا



      والتسليم وتهدأ آلامك وجراحك وأحزانك ودموعك



      بل سيعينك على تحمّل الظلم الذي تقاسيه ، والحرمان الذي تعيشه في الدنيا



      لأنك تعلم أنك منصور



      ( مالك يوم الدين )



      هل سيجرؤ مسلم يردد هذه الآية أن يبخس حق أحد



      أو أن يظلم أحد أو أن يعتدي على عرض أحد



      ( مالك يوم الدين )



      قراءة هذه الآية يقرع جرس الإنذار عند كل تعامل مع الآخرين أن



      تنبه ،،،



      احذر ،،،،



      لا تغفل ،،،،،



      لا تنس ،،،،،



      مالك يوم الدين



      كأن سورة الفاتحة تصرخ في ضمائرنا يوميا مرات



      تذكروا يوم الدين ، وذكٍّروا الظالم بيوم الدين


       

      إياك نعبد وإياك نستعين



      قدم العبادة على الاستعانة



      لشرفها لأن الأول غاية والثاني وسيلة لها



      تقديم العام على الخاص



      تقديم حقه تعالى على حق عباده



      توافق رؤوس الآي



      وإياك نستعين



      أنفع الدعاء طلب العون على مرضاته وأفضل المواهب إسعافه لهذا المطلوب



      تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال الله العون على مرضاته، ثم رأيته في الفاتحة في



      ( إياك نعبد وإياك نستعين )



      أيها المصلي وأنت تردد ( إياك نعبد وإياك نستعين )



      هل تشعر بأنك تطلب العون حقاً ممن بيده ملكوت السماوات والأرض ؟



      هل تشعر بأنك صاحب توحيد وشجاعة ؟



      وأنك قوي القلب عزيز النفس ؟!



      هل تشعر بأنك قوي بالله ؟!



      اللهم اجعلنا أفقر خلقك إليك ، وأغنى خلقك بك



      اللهم أعنا وأغننا عمن أغنيته عنا



      اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك ونتوب إليك ونؤمن بك ونتوكل عليك



      اهدنا الصراط المستقيم



      إذا كثرت الأقاويل ، واشتد الخلاف وتنازلت الملل والفرق والأحزاب وانتشرت الخرافات



      إذا اشتدت المحن وكثرت الفتن ونزلت الهموم والغموم وتتبع الناس الأبراج والنجوم



      إذا ضاقت الأنفاس واشتد القنوط واليأس وحلّ الضر والبأس وسيطر الشك والوسواس



      ليس لك إلا أن تردد ( اهدنا الصراط المستقيم )



      ( فحاجة العبد إلى سؤال هذه الهداية ضرورية في سعادته ونجاته وفلاحه ، بخلاف حاجته إلى الرزق والنصر



      فإن الله يرزقه فإذا انقطع رزقه مات ، والموت لا مفر منه ، فإذا كان من أهل الهدى كان سعيدا قبل الموت وبعده



      وكان الموت موصلا للسعادة الأبدية ، وكذلك النصر إذا قُدّر أنه غلب حتى قُتِلَ فإنه يموت شهيدا وكان القتل من تمام النعمة ، فتبين أن الحاجة إلى الهدى أعظم من الحاجة إلى النصر والرزق ،، بل لا نسبة بينهما )



      ابن تيمية



      الهداية هي



      الحياة الطيبة وأُسُّ الفضائل ولجام الرذائل



      بالهداية تجد النفوس حلاوتها وسعادتها ، وتجد القلوب قوتها وسر خلقها وحريتها



      الهداية لها شرطان :



      ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )



      (من أكبر المنن أن يٌحبب الله الإيمان للعبد ويزينه في قلبه ويذيقه حلاوته وتنقاد جوارحه للعمل بشرائع الإسلام ويبغض إليه أصناف المحرمات) ابن سعدي


       

      اهدنا الصراط المستقيم



      (هذا أجلّ مطلوب وأعظم مسؤول ، ولو عرف الداعي قدّر الداعي هذا السؤال لجعله هجّيراه ، وقرنه بأنفاسه



      فإنه لم يدع شيئا من خير الدنيا والآخرة إلا تضمنه ، ولما كان بهذه المثابة فرضه الله على جميع عباده فرضا



      متكررا في اليوم والليلة ، لا يقوم غيره مقامه ، ومن ثَمّ يعلم تعين الفاتحة في الصلاة وأنها ليس منها عوض يقوم مقامها)



      ابن القيم



      ( لهذا كان أنفع الدعاء وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة ، فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته ، وترك معصيته ، فلم يصبه شرّ لا في الدنيا ولا في الآخرة ، لكن الذنوب هي من لوازم نفس الإنسان ، وهو محتاج إلى الهدى في كل لحظة ، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب ، ولهذا كان الناس مأمورين بهذا الدعاء في كل صلاة لفرط حاجتهم إليه ، فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى هذا الدعاء )



      ابن تيمية



      ( من هُدي في هذه الدار إلى صراط الله المستقيم الذي أرسل به رسله وأنزل كتبه هُدي إلى الصراط المستقيم الموصل إلى جنته ودار ثوابه



      وعلى قدر ثبوت العبد على هذا الصراط في هذه الدار ، يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم



      وعلى قدر سيره على هذا الصراط يكون سيره على هذا الصراط فلينظر العبد سيره على ذلك الصراط من سيره على هذا الصراط ، حذو القذة بالقذة " جزاء وفاقا ". )



      ابن تيمية


       

      غير المغضوب عليهم ولا الضالين



      " من فسد من علمائنا كان فيه شبه من اليهود ، ومن فسد من عبادنا كان فيه شبه من النصارى "



      " لما كان تمام النعمة على العبد إنما هو بالهدى والرحمة كان لهما ضدان: الضلال والغضب



      ولهذا كان هذا الدعاء من أجمع الدعاء وأفضله وأوجبه"



      ابن القيم



      الفاتحة نور وسرور



      قال صلى الله عليه وسلم ( لن تقرأ بحرف منها إلا أُعطيته )



      وفي الحديث القدسي ( هذا لعبدي ولعبدي ما سأل )



      فيه بشارة عظيمة : من قرأ الفاتحة بصدق وإخلاص وحضور قلب يعطيه الله ما جاء من الفاتحة من مطالب سامية ودرجات رفيعة



      الفاتحة أم القران



      " هي الكافية تكفي عن غيرها ولا يكفي غيرها عنها "



      ابن تيمية


       

      لماذا هي أم القرآن ؟



      اشتمالها على كليات المقاصد والمطالب العالية للقرآن



      اشتملت على أصول الأسماء الحسنى



      اشتملت على كليات المشاعر والتوجيهات



      سيصبح للحياة طعم آخر وأنت تردد الفاتحة بفهمك الجديد لمكامن القوة فيها


       

      لم سميت القرآن العظيم ؟



      لتضمنها جميع علوم القرآن ، وذلك أنها تشتمل على الثناء على الله وعلى الأمر بالعبادات والإخلاص والاعتراف بالعجز والابتهال إليه في الهداية وكفاية أحوال الناكثين



      القرطبي



      توسل ووسيلة



      في الفاتحة وسيلتان عظيمتان لا يكاد يرد معهما دعاء



      التوسل بالحمد والثناء على الله



      التوسل إليه بعبوديته



      فهل أنت حاضر القلب والفكر بأنك فعلا تتوسل بهاتين الوسيلتين كل يوم وليلة سبع عشرة مرة



      لا شك أن ذلك سيكون له أثر في حياتك ودقائق تفاصيلها


    • بواسطة راجين الهدي
      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
       
      { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ * كَلا إِنَّ الإنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى * أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى * كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ * فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ } .
      هذه السورة أول السور القرآنية نزولا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
      فإنها نزلت عليه في مبادئ النبوة، إذ كان لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان، فجاءه جبريل عليه الصلاة والسلام بالرسالة، وأمره أن يقرأ، فامتنع، وقال: { ما أنا بقارئ } فلم يزل به حتى قرأ. فأنزل الله عليه: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } عموم الخلق، ثم خص الإنسان، وذكر ابتداء خلقه { مِنْ عَلَقٍ } فالذي خلق الإنسان واعتنى بتدبيره، لا بد أن يدبره بالأمر والنهي، وذلك بإرسال الرسول إليهم (1) ، وإنزال الكتب عليهم، ولهذا ذكر (2) بعد الأمر بالقراءة، خلقه (3) للإنسان.
      ثم قال: { اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ } أي: كثير الصفات واسعها، كثير الكرم والإحسان، واسع الجود، الذي من كرمه أن علم بالعلم (4) .
      و { عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } فإنه تعالى أخرجه من بطن أمه لا يعلم شيئًا، وجعل له السمع والبصر والفؤاد، ويسر له أسباب العلم.
      فعلمه القرآن، وعلمه الحكمة، وعلمه بالقلم، الذي به تحفظ العلوم، وتضبط الحقوق، وتكون رسلا للناس تنوب مناب خطابهم، فلله الحمد والمنة، الذي أنعم على عباده بهذه النعم التي لا يقدرون لها على جزاء ولا شكور، ثم من عليهم بالغنى وسعة الرزق، ولكن الإنسان -لجهله وظلمه- إذا رأى نفسه غنيًا، طغى وبغى وتجبر عن الهدى، ونسي أن إلى ربه الرجعى، ولم يخف الجزاء، بل ربما وصلت به الحال أنه يترك الهدى بنفسه، ويدعو [غيره] إلى تركه، فينهى عن الصلاة التي هي أفضل أعمال الإيمان. يقول الله لهذا المتمرد العاتي: { أَرَأَيْتَ } أيها الناهي للعبد إذا صلى { إِنْ كَانَ } العبد المصلي { عَلَى الْهُدَى } العلم بالحق والعمل به، { أَوْ أَمَرَ } غيره { بِالتَّقْوَى } .
      فهل يحسن أن ينهى، من هذا وصفه؟ أليس نهيه، من أعظم المحادة لله، والمحاربة للحق؟ فإن النهي، لا يتوجه إلا لمن هو في نفسه على غير الهدى، أو كان يأمر غيره بخلاف التقوى.
      { أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ } الناهي بالحق { وَتَوَلَّى } عن الأمر، أما يخاف الله ويخشى عقابه؟
      { أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } ما يعمل ويفعل؟.
      ثم توعده إن استمر على حاله، فقال: { كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ } عما يقول ويفعل { لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ } أي: لنأخذن بناصيته، أخذًا عنيفًا، وهي حقيقة بذلك، فإنها { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } أي: كاذبة في قولها، خاطئة في فعلها.
      { فَلْيَدْعُ } هذا الذي حق عليه العقاب (5) { نَادِيَهُ } أي: أهل مجلسه وأصحابه ومن حوله، ليعينوه على ما نزل به، { سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ } أي: خزنة جهنم، لأخذه وعقوبته، فلينظر أي: الفريقين أقوى وأقدر؟ فهذه حالة الناهي وما توعد به من العقوبة، وأما حالة المنهي، فأمره الله أن لا يصغى إلى هذا الناهي ولا ينقاد لنهيه فقال: { كَلا لا تُطِعْهُ } [أي:] فإنه لا يأمر إلا بما فيه خسارة الدارين، { وَاسْجُدْ } لربك { وَاقْتَرِبْ } منه في السجود وغيره من أنواع الطاعات والقربات، فإنها كلها تدني من رضاه وتقرب منه.
      وهذا عام لكل ناه عن الخير ومنهي [ ص 931 ] عنه، وإن كانت نازلة في شأن أبي جهل حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة، وعبث به (6) وآذاه. تمت ولله الحمد.
      __________
      (1) في ب: بإرسال الرسل.
      (2) في ب: ولهذا أتى.
      (3) في ب: بخلقه.
      (4) في ب: بأنواع العلوم.
      (5) في ب: العذاب.
      (6) في ب: وعذبه.


       
       

      { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } .
      يقول تعالى مبينًا لفضل القرآن وعلو قدره: { إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } كما قال تعالى: { إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ } وذلك أن الله [تعالى] ، ابتدأ بإنزاله (1) في رمضان [في] ليلة القدر، ورحم الله بها العباد رحمة عامة، لا يقدر العباد لها شكرًا.
      وسميت ليلة القدر، لعظم قدرها وفضلها عند الله، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام من الأجل والأرزاق والمقادير القدرية.
      ثم فخم شأنها، وعظم مقدارها فقال: { وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ } أي: فإن شأنها جليل، وخطرها عظيم.
      { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ } أي: تعادل من فضلها ألف شهر، فالعمل الذي يقع فيها، خير من العمل في ألف شهر [خالية منها]، وهذا مما تتحير فيه (2) الألباب، وتندهش له العقول، حيث من تبارك وتعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى، بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر، عمر رجل معمر عمرًا طويلا نيفًا وثمانين سنة.
      { تَنزلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا } أي: يكثر نزولهم فيها { مِنْ كُلِّ أَمْر سَلامٌ هِيَ } أي: سالمة من كل آفة وشر، وذلك لكثرة خيرها، { حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } أي: مبتداها من غروب الشمس ومنتهاها طلوع الفجر (3) .
      وقد تواترت الأحاديث في فضلها، وأنها في رمضان، وفي العشر الأواخر منه، خصوصًا في أوتاره، وهي باقية في كل سنة إلى قيام الساعة.
      ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم، يعتكف، ويكثر من التعبد في العشر الأواخر من رمضان، رجاء ليلة القدر [والله أعلم].


       

      تفسير سورة لم يكن


       

      وهي مدنية


       

      __________


       

      لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7)
      { 1 - 8 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ * وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ * وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ } .
      يقول تعالى: { لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ } أي: [من] اليهود والنصارى { وَالْمُشْرِكِينَ } من سائر أصناف الأمم.
      { مُنْفَكِّينَ } عن كفرهم وضلالهم الذي هم عليه، أي: لا يزالون في غيهم وضلالهم، لا يزيدهم مرور السنين (1) إلا كفرًا.
      { حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ } الواضحة، والبرهان الساطع، ثم فسر تلك البينة فقال: { رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ } أي: أرسله الله، يدعو الناس إلى الحق، وأنزل عليه كتابًا يتلوه، ليعلم الناس الحكمة ويزكيهم، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ولهذا قال: { يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً } أي: محفوظة عن قربان الشياطين، لا يمسها إلا المطهرون، لأنها في أعلى ما يكون من الكلام.
      ولهذا قال عنها: { فِيهَا } أي: في تلك الصحف { كُتُبٌ قَيِّمَةٌ } أي: أخبار صادقة، وأوامر عادلة تهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم، فإذا جاءتهم هذه البينة، فحينئذ يتبين طالب الحق ممن ليس له مقصد في طلبه، فيهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة.
      وإذا لم يؤمن أهل الكتاب لهذا الرسول وينقادوا له، فليس ذلك ببدع من ضلالهم وعنادهم، فإنهم ما تفرقوا واختلفوا وصاروا أحزابًا { إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ } التي توجب لأهلها الاجتماع والاتفاق، ولكنهم لرداءتهم ونذالتهم، لم يزدهم الهدى إلا ضلالا ولا البصيرة إلا عمى، مع أن الكتب كلها جاءت بأصل واحد، ودين واحد فما أمروا في سائر الشرائع إلا أن يعبدوا { اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } أي: [ ص 932 ] قاصدين بجميع عباداتهم الظاهرة والباطنة وجه الله، وطلب الزلفى لديه، { حُنَفَاءَ } أي: معرضين [مائلين] عن سائر الأديان المخالفة لدين التوحيد. وخص الصلاة والزكاة [بالذكر] مع أنهما داخلان في قوله { لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ } لفضلهما وشرفهما، وكونهما العبادتين اللتين من قام بهما قام بجميع شرائع الدين.
      { وَذَلِكَ } أي التوحيد والإخلاص في الدين، هو { دِينُ الْقَيِّمَةِ } أي: الدين المستقيم، الموصل إلى جنات النعيم، وما سواه فطرق موصلة إلى الجحيم.
      ثم ذكر جزاء الكافرين بعدما جاءتهم البينة، فقال: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ } قد أحاط بهم عذابها، واشتد عليهم عقابها، { خَالِدِينَ فِيهَا } لا يفتر عنهم العذاب، وهم فيها مبلسون، { أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ } لأنهم عرفوا الحق وتركوه، وخسروا الدنيا والآخرة.
      { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ } لأنهم عبدوا الله وعرفوه، وفازوا بنعيم الدنيا والآخرة .


       
       

      جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)


       

      { جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } .
      { جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ } أي: جنات إقامة، لا ظعن فيها ولا رحيل، ولا طلب لغاية فوقها، { تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ } فرضي عنهم بما قاموا به من مراضيه، ورضوا عنه، بما أعد لهم من أنواع الكرامات وجزيل المثوبات { ذَلِكَ } الجزاء الحسن { لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } أي: لمن خاف الله، فأحجم عن معاصيه، وقام بواجباته (1) .
      [تمت بحمد لله]


    • بواسطة راجين الهدي
      بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


       

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
       
       
      { 1 - 4 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } .
      أي { قُلْ } قولا جازمًا به، معتقدًا له، عارفًا بمعناه، { هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } أي: قد انحصرت فيه الأحدية، فهو الأحد المنفرد بالكمال، الذي له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، والأفعال المقدسة، الذي لا نظير له ولا مثيل.
      { اللَّهُ الصَّمَدُ } أي: المقصود في جميع الحوائج. فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم، ويرغبون إليه في مهماتهم، لأنه الكامل في أوصافه، العليم الذي قد كمل في علمه، الحليم الذي قد كمل في حلمه، الرحيم الذي [كمل في رحمته الذي] وسعت رحمته كل شيء، وهكذا سائر أوصافه، ومن كماله أنه { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } لكمال غناه { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } لا في أسمائه ولا في أوصافه، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى.
      فهذه السورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات.


       
       
       

      { 1 - 5 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } .
      أي: { قل } متعوذًا { أَعُوذُ } أي: ألجأ وألوذ، وأعتصم { بِرَبِّ الْفَلَقِ } أي: فالق الحب والنوى، وفالق الإصباح.
      { مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ } وهذا يشمل جميع ما خلق الله، من إنس، وجن، وحيوانات، فيستعاذ بخالقها، من الشر الذي فيها، ثم خص بعد ما عم، فقال: { وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } أي: من شر ما يكون في الليل، حين يغشى الناس، وتنتشر فيه كثير من الأرواح الشريرة، والحيوانات المؤذية.
      { وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } أي: ومن شر السواحر، اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في العقد، التي يعقدنها على السحر.
      { وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } والحاسد، هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب، فاحتيج إلى الاستعاذة بالله من شره، وإبطال كيده، ويدخل في الحاسد العاين، لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع، خبيث النفس، فهذه السورة، تضمنت الاستعاذة من جميع أنواع الشرور، عمومًا وخصوصًا.
      ودلت على أن السحر له حقيقة يخشى من ضرره، ويستعاذ بالله منه [ومن أهله].
      تفسير سورة الناس
      وهي مدنية


       
       

      1 - 6 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } .
      وهذه السورة مشتملة على الاستعاذة برب الناس ومالكهم وإلههم، من الشيطان الذي هو أصل الشرور كلها ومادتها، الذي من فتنته وشره، أنه [ ص 938 ] يوسوس في صدور الناس، فيحسن [لهم] الشر، ويريهم إياه في صورة حسنة، وينشط إرادتهم لفعله، ويقبح لهم الخير ويثبطهم عنه، ويريهم إياه في صورة غير صورته، وهو دائمًا بهذه الحال يوسوس ويخنس أي: يتأخر إذا ذكر العبد ربه واستعان على دفعه.
      فينبغي له أن [يستعين و] يستعيذ ويعتصم بربوبية الله للناس كلهم.
      وأن الخلق كلهم، داخلون تحت الربوبية والملك، فكل دابة هو آخذ بناصيتها.
      وبألوهيته التي خلقهم لأجلها، فلا تتم لهم إلا بدفع شر عدوهم، الذي يريد أن يقتطعهم عنها ويحول بينهم وبينها، ويريد أن يجعلهم من حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، والوسواس كما يكون من الجن يكون من الإنس، ولهذا قال: { مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } .
      والحمد لله رب العالمين أولا وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا.
      ونسأله تعالى أن يتم نعمته، وأن يعفو عنا ذنوبًا لنا حالت (1) بيننا وبين كثير من بركاته، وخطايا وشهوات ذهبت بقلوبنا عن تدبر آياته.
      ونرجوه ونأمل منه أن لا يحرمنا خير ما عنده بشر ما عندنا، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، ولا يقنط من رحمته إلا القوم الضالون.
       
      تابعونا في باقي السلسة لنعرف أكثر عن كلام الرحمن


       

      تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان


       
       

      المؤلف : الامام السعدي


منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×