اذهبي الى المحتوى
حياة إسلامية

♦ المحور الثاني ♦ اللهم ارزقنا حبّك

المشاركات التي تم ترشيحها

ramada12.jpg

 

 

 

 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 

أخواتي في الله

 

أسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، وأسأله موجبات رحمته ، وعزائم مغفرته

 

وأسأله شكر نعمته ، وحسن عبادته ،

 

وأسأله قلبًا سليما ، ولسانا صادقا ، وأسأله لذة النظرإلى وجهه الكريم .

 

اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك ، و حب كل عمل يقربنا إلى حبك

 

045.gif

 

نريده موضوعا في حب الله سبحانه

 

أتحبين الله .. " بصدق و إخلاص " ؟

 

أتنتظرين بشوق بل تدمع عيناك للقاءه و لرؤية وجهه جل و علا ؟؟

 

آن أوان البرهنة على صدق المحبة بحسن العمل

 

قال تعالى : " فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ "

 

ما هي الأعمال التي تقربنا من الله سبحانه و تكسبنا حبه و رضاه جل في علاه ؟؟؟

 

لنكن أحب عباد الله إلى الله و لنقترب منه سبحانه بكل ود و محبة طائعين خاضعين مخبتين

 

قال سبحانه : " فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ . فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ " _ الواقعة88 . 89 _

 

اللهم لا تحرمنا لذة القرب منك .

 

045.gif

 

تعالوا نقترب بأن نعمل الأعمال التي يحبها ربنا سبحانه

 

ونبدأ كل فترة في عمل حتى ننال هذه المنزلة العظيمة .

 

حديثنا اليوم : العناية بالفرائض لنيل درجة الولاية

 

روى الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الله قال : ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ) .

 

نستنبط من هذا الحديث أن أحب الأعمال إلى الله هو المحافظة على الفرائض

 

فالفرائض أساس العبادة .. قد تظن إحدانا أن الاكثار من النوافل هو سبب محبة الله للعبد

 

لكن هذا مفهوم خاطئ لحديث الرسول صلى الله عليه و سلم

 

فإن أتنينا بالفرائض دون عناية ثم تليناها بنوافل مزينة و كاملة .. هل تنفعنا نوافلنا في ظل تقصيرنا في الأصل ؟

 

فالنوافل تزيد من محبة الله لعبده و أما المحبة في الأصل فهي تكون بالمحافظة على الفريضة و تحسينها و الاتيان بها على أكمل وجه

 

فلنحسن أخواتي في الله العناية بالفرائض حتى نكسب حب الله سبحانه

 

 

045.gif

 

الواجب العملي :

 

♦ الصلاة في أول وقتها و أهمية المحافظة على الصلوات المكتوبة

 

♦ لا ننسى الأذكار اليومية و كثرة الاستغفار

تم تعديل بواسطة إسـلامية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

 

بارك الله فيكِ غاليتي على الحملة المباركة وجعلها ربي في ميزان حسناتك

 

إضافة بسيطة:

يجب على المؤمن أن يعبد الله سبحانه وتعالى بحب, فصحيحٌ أن الإنسان ما خُلِق إلا ليعبد الله سبحانه وتعالى إلا أن العبادة بلا محبة لا تصح

قال ابن القيم رحمه الله: العبادة هي "كمال الذل لله مع كمال الحب لله سبحانه وتعالى"

وقال أيضًا: "العبادة تجمع أصلين: غاية الحب, وغاية الذل والخضوع, فمن أحببته ولم تكن خاضعًا له لم تكن عبدًا له, ومن خضعت له وانقدت له بلا محبة لم تكن له عابدًا حتى تكون محبًا خاضعًا"

 

وكتب أبو الدرداء رضي الله عنه إلى مسلمة بن مخلد: "أما بعد؛ فإن العبد إذا عمل بطاعة الله أحبه الله ؛ فإذا أحبه الله حببه إلى خلقه"

اللهم اجعلنا من الصالحين الذين يداومون على طاعتك.

 

قال تعالى: ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )[آل عمران:31]. فاتباع النبي صلى الله عليه وسلم واتباع سنته بما أمر به ونهى عنه هي من محبة الله

قال الشيخ ابن العثيمين رحمه الله: ((وهذه الآية تسمى عند السلف آية الامتحان ، يمتحن بها من ادعى محبة الله فينظر إذا كان يتبع الرسول عليه الصلاة والسلام ؛ فهذا دليل على صدق دعواه .

وإذا أحب الله ؛ أحبه الله عز وجل ، ولهذا قال : ( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) وهذه ثمرة جليلة ؛ أن الله تعالى يحبك ؛ لأن الله تعالى إذا أحبك ؛ نلت بذلك سعادة الدنيا والآخرة))

 

وقال صلى الله عليه وسلم: (( إذا أحب الله تعالى العبد، نادى جبريل، إن الله تعالى يحب فلاناً، فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض )) متفق عليه

يالله! ما أعظمها من بشارة .. يحبك أهل السماء؟! وجبريل؟ والله لهي خيرٌ من الدنيا وما فيها

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

التنويع في نوافل العبادات

محبة الله للمكثر من النوافل

دوام الصلة بالله

ابعاد السآمة والملل عن النفس

حضور القلب حال فعل الطاعة

 

 

****************************************

 

قال نبينا صلى الله عليه وسلم ( ماتقرب الي عبدي بمثل أداء ماافترضت عليه ..ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه.. فاذا أحببته كنت

سمعه الذي يسمع به.. وبصره الذي يبصر به.. ويده التي يبطش بها.. ورجله التي يمشي بها.. فبي يسمع ..وبي يبصر ..وبي يبطش.. وبي

يمشي ..ولئن سألني لأعطينه ..ولئن استعاذني لأعيذنه.. وما ترددت في شئ أنا فاعله كترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن.. يكره الموت

وأكره مساءته.. ولابد له منه ) صحيح البخاري

 

 

جزاك الله خيرا أختي الحبيبة اسلامية على ما تقدمين

بارك الله في عمرك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

بارك الله فيك اسلامية الغالية

 

أسأل الله أن يرزقنا الأخلاص و الثبات

 

اللهم أعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-186139-1307903362.gif

جزاكِ الله خيراً إسلامية على هذا المحور الرائع ونسأل حبه وحب من يحبه ونسأله كل عمل يقربنا منه وأن يرضى عنا ويعفو فهو العفو الكريم

ما هي الطريقة التي نعبر بها عن حبنا لله تعالى؟ ثم كيف نحصل على محبة الله لنا؛ ليكون الحب متبادلا بيننا وبينه، فنحبه ويحبنا؟

قال رسول الله صل الله عليه وسلم: كما جاء في القرآن الكريم: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور الرحيم).

تدل هذه الآية على أن المؤمن لا بد من أن يعبر عن محبته لله، بالإيمان برسوله، واتباع رسالته في إطاعتة، والالتزام بأوامره ونواهية، وبما يبلغه عن الله في وحيه، لأن ذلك هو المظهر الحي للحب العملي الذي يملأ الكيان كله، وهذا ما يؤدي إلى محبة الله له، لأنه سبحانه يجب المؤمنين الصادقين المحسنين المتقين، الذين أخلصوا لله ورسوله، فأحبهم الله لذلك.

 

post-186139-1307903323.gif

 

### تم حذف الحديث###

وقد جاء في الحديث عن السيد المسيح (عليه السلام)، لما سئل عن عمل واحد يورث محبة الله، قال: ((أبغضوا الدنيا يحببكم الله)). والمقصود هنا أن لا يستغرق الإنسان في حب الدنيا، بحيث تنسيه مسؤولياته التي حمله الله إياها، بل أن ينظر إليها على حقيقتها، وهي أنها تشكل موطنا للطاعة، فلا يجعلها مرتعا للمعصية، وأنها موقع لحركة المسؤولية، فلا يجعلها واقعا للهو والعبث والباطل. وجاء عن رسول الله صل الله عليه وسلم قال"

((من أكثر ذكر الموت أحبه الله))، فإن ذكر الموت يوحي للإنسان بفناء الدنيا واستقبال الآخرة، ما يجلعه يواجه مسؤولياته في الالتزام بطاعة الله سبحانه.

 

post-186139-1307903323.gif

 

وقال جعفر الصادق: ((طلبت حب الله عز وجل فوجدته في بغض أهل المعاصي)). والمقصود به بغض أعمالهم في معصية الله في تمردهم على ربهم وإصرارهم على ذلك، لأن بغض الأشخاص يرتكز على بغض أعمالهم التي تسيء إيمانهم بالله.

ومن خلال ذلك، يتضح أن مظهر محبة الله في نفس المؤمن، هو اتباع النبي صل الله عليه وسلم وفي رسالته التي بلغها عن الله مما يريد لعباده أن يأخذوا به ويلتزموه ويتبعوه في امتثال أوامره واجتناب نواهيه، وأن ذلك هو الذي يؤدي إلى الحصول على محبة الله ورضاه عنه.

 

post-186139-1307903323.gif

 

من هم الذين يحبهم الله؟

تحدث القرآن الكريم عن أكثر من عنوان في ميزان القيمة الروحية والعملية لنماذج الناس الذين يحصلون على محبة الله.

المحسنون: قال تعالى: (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)، والمقصود بهذا النموذج الإنساني الإيماني أولئك الذين يحسنون العمل لله بأداء كل كل ما أمر به واجتناب كل ما نهى عنه.

وكذلك بالإحسان إلى الناس في القيام بحقوقهم ومساعدتهم وإعانتهم في حاجاتهم الخاصة والعامة.

 

post-186139-1307903323.gif

 

وقد تحدث الله عن خطاب قوم قارون له: (وأحسن كما أحسن الله إليك)، حيث كانوا ينصحونه بأن يحرك ما أنعم الله به عليه من كنوز الأرض في خط الإحساس لنفسه، فلا يظلمها بالتكبر والتجبر، وفي خط الإحساس للناس، فيتحمل مسؤوليته في مساعدتهم من ماله. والله تعالى يقول:

(وآتوهم من مال الله الذي أتاكم)، (وفي أموالهم حق للسائل والمحروم).

 

 

http://www.balagh.com/deen/j100cwkw.htm

 

أخواتي الحبيبات إن حب الله وحب مايحبه يجعل النفس صافية نقية وقد كتبت هذه الأبيات المتواضعة في حب الله تعالى

 

أحبك ربي والتقرب إليك أبتغي فليسعني عفوك لأرتقي

 

سبــحانك عفو كريم فاغفر لي فإن ضــللت يوماً فردني

 

سبحانك تهدي من تشاء وترتضي فاجعلني ممن شئت لأهتدي

 

لا أمـــلك إلا الـــدعاء وصـــلاتي فتقبل مني رجاء وأحبني

 

فيكِ أحببت الناس وصحبتي فاجمعني بهم في جنتك سبحانك الأكرم والأجودي

 

سبب التعديل: حذف الحديث وتعديل الآيات

الراوي: خالد بن الوليد المحدث: ابن باز - المصدر: مجموع فتاوى ابن باز - الصفحة أو الرقم: 26/330

خلاصة حكم المحدث: موضوع ورواته مجاهيل وكأن واضعه جمع متنه من الأحاديث الصحيحة ومن بعض كلام أهل العلم وبعض ألفاظه منكرة لا توافق الأدلة الشرعية.

تم تعديل بواسطة ** الفقيرة الى الله **

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلامعليكم

 

متابعة معكم يا بنات

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

 

خالتي الحبيبة منال أود أن ألفت انتباهك إلى تخريج الحديث الذى ورد في مقالتك

((أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح فيه لبن وعسل فقال : شربتين في شربة ، وأدمين في قدح ! لا حاجة لي به أما إني لا أزعم أنه حرام ، ولكن أكره أن يسألني الله عن فضول الدنيا يوم القيامة ، أتواضع لله ، فمن تواضع لله ؛ رفعه الله ومن تكبر ؛ وضعه الله ، ومن اقتصد ؛ أغناه الله ، ومن أكثر ذكر الموت ؛ أحبه الله))

الراوي: عائشة - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1910

خلاصة حكم المحدث: ضعيف جداً

والحديث الآخر: ((قال: أحب أن أكون من أحباء الله ورسوله، قال: أحب ما أحب الله ورسوله وأبغض ما أبغض الله ورسوله.))

الراوي: خالد بن الوليد المحدث:

ابن باز - المصدر: مجموع فتاوى ابن باز - الصفحة أو الرقم: 26/330

خلاصة حكم المحدث: موضوع ورواته مجاهيل وكأن واضعه جمع متنه من الأحاديث الصحيحة ومن بعض كلام أهل العلم وبعض ألفاظه منكرة لا توافق الأدلة الشرعية.

تم تعديل بواسطة سدرة المُنتهى 87

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكن الله خير الجزاء على الموضوع القيم

أسألأ الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يجعلنا من أوليائه وأحبائه اللهم امين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

 

خالتي الحبيبة منال أود أن ألفت انتباهك إلى تخريج الحديث الذى ورد في مقالتك

((أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح فيه لبن وعسل فقال : شربتين في شربة ، وأدمين في قدح ! لا حاجة لي به أما إني لا أزعم أنه حرام ، ولكن أكره أن يسألني الله عن فضول الدنيا يوم القيامة ، أتواضع لله ، فمن تواضع لله ؛ رفعه الله ومن تكبر ؛ وضعه الله ، ومن اقتصد ؛ أغناه الله ، ومن أكثر ذكر الموت ؛ أحبه الله))

الراوي: عائشة - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1910

خلاصة حكم المحدث: ضعيف جداً

والحديث الآخر: ((قال: أحب أن أكون من أحباء الله ورسوله، قال: أحب ما أحب الله ورسوله وأبغض ما أبغض الله ورسوله.))

الراوي: خالد بن الوليد المحدث:

ابن باز - المصدر: مجموع فتاوى ابن باز - الصفحة أو الرقم: 26/330

خلاصة حكم المحدث: موضوع ورواته مجاهيل وكأن واضعه جمع متنه من الأحاديث الصحيحة ومن بعض كلام أهل العلم وبعض ألفاظه منكرة لا توافق الأدلة الشرعية.

 

سدورة حبيبتي لقد وضعت الرابط الذي فيه المقال ولم أراجع ما فيه فالعهدة في القول عليه هو حبيبتي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني الى

اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان وانت راض عنا يارب

جزاكي الله خيرا اسلامية وبارك الله فيكي

اللهم ارزقنا اقامة الصلاة بخشوع على الوجه الذي يرضيك عنا

رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل

اللهم اجعل قرة عيني في الصلاة

محاضرة كيفية الخشوع في الصلاة للشيخ محمد حسان بارك الله فيه

تم تعديل بواسطة عبــاد الرحمن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

إن من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله الصلاة على وقتها قال تعالى:

 

{حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين} [البقرة:238]

 

وقال تعالى: {...إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا} [النساء: 103] وهذا يعني: وجوب الصلاة في وقتها

 

ومن الأحاديث الصحيجة

 

سألت النبي صلى الله عليه وسلم : "أي العمل أحب إلى الله ؟ قال :

 

(الصلاة على وقتها ) . قال : ثم أي ؟ قال : (ثم بر الوالدين) .

 

"قال : ثم أي ؟ قال : ( الجهاد في سبيل الله ) . قال : حدثني بهن ، ولو استزدته لزادني .

 

(صحيح البخاري

 

 

وفي صحيح مسلم: عن أبي ذر ؛ قال : "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها ،

 

أو يميتون الصلاة عن وقتها ؟ قال قلت : فما تأمرني ؟ قال صل الصلاة لوقتها .

 

"فإن أدركتها معهم فصل . فإنها لك نافلة ولم يذكر خلف : عن وقتها

.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اللهم بارك فيكو حبايبي

 

معني الخشوع

الخشوع في اللغة :هو الخضوع والسكون . قال :{ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً}

[طه : 108] أي سكنت.

والخشوع في الاصطلاح:هو قيان القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل.قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: "أصل الخشوع لين القلب ورقنه وسكونه وخضوعه وانكساره وحرقته،فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء،لأنها تابعة له " [الخشوع لابن رجب،ص17] فالخشوع محله القلب ولسانه المعبر هو الجوارح . فمتى اجتمع في قلبك أخي في الله – صدق محبتك لله وأنسك به واستشعار قربك منه، ويقينك في ألوهيته وربوبيته ،وحاجتك وفقرك إليه.متى اجتمع في قلبك ذلك ورثك الله الخشوع وأذاقك لذته ونعيمه تثبيتاً لك على الهدى ،قال تعالى :{ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}[محمد: 17] وقال تعالى :{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت :69].

فاعلم أخي الكريم – أن الخشوع في الصلاة،هو توفيق من الله جل وعلا،يوفق إليه الصادقين في عبادته ،المخلصين المخبتين له ،العاملين بأمره والمنتهين بنهيه. فمن لم يخشع قلبه بالخضوع لأوامر الله خارج الصلاة،لا يتذوق لذة الخشوع ولا تذرف عيناه الدموع لقسوة قلبه وبعده عن الله .قال تعالى :{ ِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} [العنكبوت:45] ،فالذي لن تنهه صلاته عن المنكر لا يعرف إلى الخشوع سبيلاُ،ومن كان حاله كذلك ،فإنه وإن صلى لا يقيم الصلاة كما أمر الله جل وعلا ، قال تعالى:{ َاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة : 45].

واعلم أخي المسلم بأن الخشوع واجب على كل مصل .قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ويدل على وجوب الخشوع قول الله جل وعلا،قال تعالى:{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ }[المؤمنون:1-2] .

[الفتاوى 22/254].

 

فضل الخشوع في الصلاة

لو لم يكن للخشوع في الصلاة إلا فضل الانكسار بين يدي الله،وإظهار الذل والمسكنة له ,لكفى بذلك فضلاً ،وذلك لأن الله جل جلاله إنما خلقنا للعبادة {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات : 56] وأفضل العبادات ما كان فيها الانكسار والذل الذي هو سرها ولبها.ولا يتحقق ذلك إلا بالخشوع .وذلك فقد امتداح الله جل وعلا الخاشعين في آيات كثيرة:قال تعالى : {وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } [الإسراء:109].

وقال سبحانه :{ َإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ } [البقرة:45].

وجعل سبحانه وتعالى الخشوع من صفه أهل الفلاح من المؤمنين فقال:{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ }[المؤمنون:1-2].

وقال{وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء : 90].

ولما كان الخشوع صفه يمتدح الله بها عبادة المؤمنين ،دل على فضله ومكانته عبدالله ،ودل على حب الله الأهل الخشوع والخضوع ،لأن الله سبحانه لا يمدح أحداً بشيء إلا وهو يحبه ويحب من يتعبده به . ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سبعة يظلهم الله في ظله ،يوم لا ظل إلا ظله-وذكر منهم- ورجل ذكر الله خالياُ ففاضت عيناه"[متفق عليه].

ووجه الدلالة من الحديث:أن الخاشع في صلاته يغلب على حاله البكاء في الخلوة أكثر من غيرها,فكان بذلك ممن يظلهم الله في ظله يوم القيامة.

 

أهم أسباب الخشوع

أخي الكريم-أعلن حفظك الله- أن الخشوع ما هو إلا ثمرة لصلاح القلب واستقامة الجوارح ولا يحصل ذلك إلا بمعرفة الله جل وعلا،والإيمان به وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره،ومعرفة أمره والعمل به ،ومعرفة نهيه واجتنابه ،والإيمان برسول الله صلى الله وسلم واتباعه.ثم اقتران ذلك كله بالإخلاص.لذلك فإن مرد أسباب الخشوع كلها إلى هذه الأمور.

 

1) معرفة الله: وهي أهم الأسباب وأعظمها ،وبها ينور القلب ويتقد الفكر وتستقيم الجوارح ،فمعرفة أسماء الله وصفاته تولد في النفس استحضار عظمة الله ودوام مراقبته ومعيته.ولذلك قال الله جل وعلا:"فاعلم أنه لا إله إلا الله".

فالعلم اليقين بلا إله إلا الله ،يثمر في القلب طاعة الله وتوقيره والذل والانكسار له في كل اللحظات،ويعلم المؤمن الحياء من الله لإيقانه بوجوده ومعيته وقربه وسمعه وبصره.قال تعالى: { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }[الحديد:4].

فاعلم-أخي الكريم- أنك متى ما عودت نفسك مراقبة الله في أحوالك كلها أورثك الله خشيته ووهبك الخشوع في الصلاة,وذلك لأنك حينما تستحضر معية الله في أقوالك وأفعالك فإنما تعبد الله بالإحسان،إذ الإحسان هو:"أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه براك"كما في حديث جبريل [رواه مسلم].

 

2) تعظيم قدر الصلاة : وإنما يحصل تعظيم قدرها ،إذا عظم المسلم قدر ربه وجلال وجهه وعظيم سلطانه واستحضر في قلبه وفكره إقبال الله عليه وهو في الصلاة، فعلم بذلك أنه واقف بين يدي الله وأن وجه الله منصوب لوجهه ،ويا له من مشهد رهيب ، حق للجوارح فيه أن تخشع وللقلب فيه أن يخضع، وللعين فيه أن تدمع .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا صليتم فلا تتلفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في الصلاة ما لم يلتفت" [رواه مسلم]. ولذلك كان السلف رضي الله عنهم يتغير حالهم إذا أوشكوا على الدخول في الصلاة، فقد كان على بن الحسين ‘ إذا توضأ صفر لونه فيقول له أهله:ما هذا الذي يعتريك عند الوضوء ؟فيقول : أتدرون بين يدي من أقوام؟ [رواه الترمذي وأحمد].

وهذا مسلم بن يسار تسقط أسطوانة في ناحية المسجد ويجتمع الناس لذلك ،وهو قائم يصلي ولم يشعر بذلك كله حتى انصرف من الصلاة.

 

3) الاستعداد للصلاة: واعلم – أخي الكريم – أن استعدادك للصلاة هو علامة حبك لله جل وعلا ،وأن حرصك على أدائها في وقتها في وقتها مع الجماعة ، هو علامة على حب الله لك ،قال تعالى في الحديث القدسي:"وما تقرب إلي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه " [رواه البخاري].

ولذلك فإقامة الصلاة على الوجه المطلوب هو أول سبب يوجب محبه الله ورضوانه ،وإنما يكون استعدادك – أخي الكريم – بالتفرغ للصولة تفرغاً كاملا، بحيث لا يكون في بالك شاغل يشغلك عنها ،وها لا يتحقق إلا إذا عرفت حقيقة الدنيا،وعلمت أنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة،وأنك فيها غريب عابر سبيل سوف ترحل عنها في الغد القريب.قال صلى الله عليه وسلم: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل".

وكان عبدالله بن عمر يقول :"إذا أصبحت فلا تنتظر المساء . إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ،وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك " [رواه البخاري].

فإذا تفرغ قلبك من شواغل الدنيا،فأصبع الوضوء كما أمرك الله متحرياً واجباته وشروطه سننه لتكون على أكمل طهارة،ثم انطلق إلى بيت الله سبحانه بخطى ملؤها السكينة والوقار واحرص على الصق الأول يمين الإمام.عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟"قلنا:بلى يا رسول الله .قال :"إسباغ الوضوء على المكاره،وكثرة الخطى إلى المساجد ،وانتظار الصلاة بعد الصلاة،فذلكم الرباط.فذلكم الرباط"[رواه مسلم والترمذي]

وقال صلى الله عليه وسلم :"لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ،ينتظر الصلاة ،والملائكة تقول:اللهم اغفر له.اللهم ارحمه.حتى ينصرف أو يحدث"قيل وما يحدث؟قال:"يفسو أو يضرط"[رواه مسلم].

وقد كان السلف رحمهم الله يستعدون للصلاة أيما استعداد سواء كانت فرضاُ أم نفلاً .روي عن حاتم الأصم أنه سئل عن صلاته،فقال:إذا حانت الصلاة،أسبغت الوضوء ، وأتيت الموضع الذي أريد الصلاة فيه،فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحي،ثم أقوام ‘لي صلاتي ،وأجعل الكعبة بين حاجبي ،والصراط تحت قدمي ،والجنة عن يميني،والنار عن شمالي ،وملك الموت ورائي ،وأظنها آخر صلاتي ،ثم أقوم يسن يدي الرجاء والخوف ,أكبر تكبيراُ بتحقيق ,وأقرأ بترتيل ،وأركع وكوعاً بتواضع وأسجد سجوداً بتخشع..وأتبعها الإخلاص ،ثم لا أدري أقبلت أم لا؟.

*ومن الاستعداد للصلاة أن تقول المؤذن غير أنه إذا قال:"حي على الصلاة حي على الفلاح"فقل:"لا حول ولا قوة إلا بالله "ثم ذلك بما صح عن رسول صلى الله عليه وسلم من الأدعية المأثورة ومن ذلك :"اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ,آت محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته"[رواه البخاري] واعلم – أخي الكريم – أن أداء النوافل والرواتب تزيد من خشوع المؤمن في الصلاة ،لأنها السبب الثاني الموجب لمحبة الله .كما قال جل وعلا في الحديث القدسي :"ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه"[رواه البخاري ].

 

4) فقه الصلاة : وإنما جعل فقه الصلاة من أسباب الخشوع ،لأن الجهل بأحكامها ينافي أداءها كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم ،ولأن خشوع المسيء صلاته ،لا يفيده شيئاً في إحسانها ولا يكون له كبير ثمرة حتى يقيم صلاته كما أمر الله.

ولقد صلى رجل أمام رسول الله عليه وسلم فأساء صلاته،فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "ارجع فصل فإنك لم تصل"[رواه البخاري ومسلم وأبو داود].

فيجب عليك – أخي الكريم – أن تعلم أركان الصلاة وواجباتها ، وسنن الصلاة ومبطلاتها ،حتى تعبد الله بكل حركة أو دعاء تقوم به في الصلاة.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"صلوا كما رأيتموني أصلي".

 

5) اتخاذ السترة : وذلك حتى لا يشغلك شاغل ولا يمر يديك مار سواء من الإنس أو الجن ،فيقطع عليك صلاتك ويكون سبباً في حرمانك من الخشوع.

عن سهل بن حثمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته"[رواه النسائي وأبو داود].

وأعلم أخي الكريم أن اتخاذ السترة في الصلاة ,قد تهاون فيه كثير من الناس،وذلك لجهلهم بما يوقعه من السكينة والهدوء في قلب المصلي ولجهلهم بحكمه في الصلاة.

 

6) تكبيرة الإحرام: أخي الكريم – أما وقد عرفت ربك والتزمت بأمره واتبعت سبيله ،فلبيت نداءه وتركت ما سوى ذلك من حطام الدنيا وراء ظهرك ,وأقبلت على ملاك أحسن إقبال بصدق وصفاء وإخلاص ،- أما وقد حصل لك ذلك الاستعداد كله – فاعلم أن تكبيرة الإحرام هي أول شجرة تقطف مها ثمرة الخشوع والذل والانكسار،تقطفها وتتذوق حلاوتها حينما تتصور وقوفك بين يدي الله ، وحينما تغرق تفكيرك في معاني "التكبير" فتتصور قدر عظمة الله في هذا الكون ،وتتأمل – و أنت تكبر – في قول الله جل وعلا { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} [البقرة : 255] ثم تتأمل قول ابن عباس رضي الله عنه أن الكرسي موضع القدم،فحينئذ تدرك حقيقة الله أكبر".تدركها وهي تلامس قلبك الغافل عن الله فتوقظه,.وتذكره بهزل الموقف وعظم الأمانة التي تحملها الإنسان ولم يؤديها عرضت عليها .تدرك أخي الكريم – حقيقة التكبير وأسراره وتنظر إلى حالك مع الله وما فرطت في جنبه سبحانك ثم تتيقن أنه سبحانه قد نصب وجهه لوجهك في لحظه التكبير لتقيم الصلاة له راجياً رحمته وخائفاً من عذابه ،إنه لموقف ترتعش له الجوارح وتذهل فيه العقول .كان عامر بن عبد الله من خاشعي المصلين وكان إذا صلى ضربت ابنته بالدف ،وتحدث النساء بما يردن في البيت ولم يكن يسمع ذلك ولا يعقله .وقيل له ذات يوم:هل تحدثك نفسك في الصلاة بشيء؟قال:نعم ,بوقوفي بين يدي الله عز وجل ,و منصرفي إلى إحدى الدارين ،قيل فهل تجد شيئاً من أمور الدنيا؟ فقال:لأن تختلف الأسنة في أحب إلي من أن أجد في صلاتي ما تجدون.

فهكذا كان السلف إذا دخلوا في الصلاة فكأنما رحلت قلوبهم عن أجسادهم من حلاوة ما يجدون من الخشوع والخضوع.

 

7) التأمل في دعاء الاستفتاح: وأدعيه الاستفتاح كثيرة،وكلها تشمل معاني التوحيد والإنابة وعظم الله وقدرته وجلال وجهه ،لذلك فالتأمل فيها يورث أخي الحبيب هذه المعاني العظيمة التي تهز القلب وتحرك الشوق وتقوي الأنس بالله جل وعلا.ومن الأدعية المأثورة:"وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين ،إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ،لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين "[رواه مسلم].

قال القرطبي :"أي قصدت بعبادتي وتوحيدي له عز وجل وحده "[تفسير القرطبي 7/28].

 

8) تدبر القرآن في الصلاة: وأعلم – أخي الكريم – أن تدبر القرآن من أعظم أسباب الخشوع في الصلاة ,وذلك لما تشتمل عليه الآيات من الوعد والوعيد وأحوال الموت ويوم القيامة وأحوال أهل الجنة والنار وأخبار الأنبياء الرسل وما ابتلوا به من قومهم من الطرد والتنكيل والتعذيب والقتل وأخبار المكذبين بالرسل وما أصابهم من العذاب والنكال،وكل هذه القضايا تسبح بخلدك أخي الكريم فتهيج في قلبك نور الإيمان وصدق التوكل وتزيدك خشوعاً على خشوع وكيف لا وقد قال الله جل وعلا: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }[الحشر : 21] .ولذلك استنكر الله جل علا على الغافلين عن التدبر غفلتهم فقال: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد : 24] وقال تعالي أيضاً:{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} [النساء : 82].

ويتعين التدبر في سورة الفاتحة لما روى أبو هريرة رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى :قسمت الصلاة بيني عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ،فإذا قال العبد {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }[الفاتحة : 2] قال تعالى :حمدني عبدي .وإذا قال {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة : 4] قال مجدني عبدي .وإذا قال {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة : 5] قال:هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل .فإذا قال:{ اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ [الفاتحة : 7,6] قال :هذا لعبدي ولعبد ما سأل "[رواه مسلم].

 

9) التذيل لله في الركوع : أما الركوع لله فهو حالة يظهر فيها التذلل لله جل وعلا بانحناء الظهر والجبهة لله سبحانه ،فينبغي لك أخي الكريم أن تحسن فيه التفكر في عظمة الله وكبريائه وسلطانه وملكوته،وأن تستحضر فيه ذنبك وتقصيرك وعيبك،وتتفكر في قدر الله وجلاله وغناه ،فتظهر حاجتك وفقرك وتذللك لله وحده قائلاً:"اللهم لك ركعت ،وبك آمنت ،ولك أسلمت ،خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي"[رواه مسلم]، ثم عند قيامك من الركوع فقل سمع الله لمن حمده،ومعناها:سمع الله حمد من حمده واستجاب له ،ثم احمد الله بعد ذلك بقولك :"ربنا لك الحمد حمداً طيباً مباركاً فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينها وملء ما شئت من شيء بعد" وتذكر أنك مهما حمدت الله على نعمه فإنك لا تؤدي شكرها.قال تعالى:{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا َّ }[النحل : 18].وهذا التأمل يزيدك إيماناً بتقصيرها في جنب الله ويعمق في نفسك معاني الانكسار والذل وطلب الرحمة من الله وكل هذه الأشياء محفزات لخشوعك في الصلاة.

 

10) استحضار لقرب من الله في السجود: لئن كان القيام والركوع والتشهد في الصلاة،من أسباب الخشوع و الاستكانة والتذلل لله ،فإن السجود هو أعلى درجات الاستكانة وأظهر حالات الخضوع لله لعلي القدير.

فاعلم أخي الكريم :أنك إذا سجدت تكون أقرب إلى الله ،ومتى استحضر قلبك معني القرب من خالق ومبدع الكون،متى تصور ذلك كذلك خضع وخشع.وتصور حالك وأنت أقرب إلى ملك عظيم من ملوك الدنيا تود الحديث إليه،ألا يصيبك من الارتباك والسكون ما يغير حالك ويخفق قلبك،فكيف وأنت أقرب في حالة سجودك إلى الله ذي الملك والملكوت والعز و الجبروت. ولله المثل الأعلى .واعلم أن السجود أقرب موضع لإجابة الدعاء،ومغفرة الذنوب ورفع الدرجات.قال الله تعالى: {َاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }[العلق : 19]. وقال صلى الله عليه وسلم :"أقرب ما يكون العبد من ربه هو ساجد،فأكثروا الدعاء فيه"[رواه مسلم] وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده:"سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة"[رواه أبو داود والنسائي] ويقول أيضاً:"اللهم اغفر لي ذنبي كله ،دقه وجله ،وأوله وآخره،وعلانيته وسره"[رواه مسلم] والأدعية الواردة في السجود كثيرة ليس هذا محل بسطها.

 

11) استحضار معاني التشهد: وذلك لأن التشهد اشتمل على معاني عظيمة جليلة،فإذا تأملت فيها – أخي الكريم – أخذت بمجامع قلبك وألقت عليك من ظلال السكينة والرحمة ما يلبسك ثوب الخشوع الاستكانة.إذا أنك في التشهد تلقي التحيات لله سبحانه،وهذا – والله – مشهد يستعذبه القلب ويخفق له ،ثم تسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرد عليك السلام كما صح ذلك في الحديث ،ثم تستشعر معاني الأخوة في المجتمع الإسلامي حينما تسلم على نفسك وعلى عباد اله الصالحين،ثم تستعيذ من عذاب النار والقبر ومن فتنة المسيح الدجال وفتنة المحيا والممات ، وكلها تغمر القلب بمعاني اللجوء والفرار إلى الله والتقرب إليه بما يحب.

أسباب أخرى معينة على الخشوع

إذا تتبعنا أسباب الخشوع بالتفصيل ،فسنجدها هي كل قربة من الله ، إذا أن أصل الخشوع هو خشية الله تعالى ،وإليك أخي الكريم بعض الأسباب المعينة على الخشوع:

12) عدم الالتفات في الصلاة: عن مجاهد قال :كان الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود ،وحدث أن أبا بكر قال كذلك .قال :وكان يقال :ذاك الخشوع في الصلاة[رواه البيهقي في سننه بإسناد صحيح].

13) التأني في الصلاة والطمأنينة فيها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود"[رواه النسائي وأبو داود وابن ماجه].

14) اختيار الأماكن المناسب : لأن الأماكن الني يكثر فيها التشويش أو غيره من موانع الخشوع تفقد المصلي صوابه فضلاُ عن خشوعه.

15) اختيار الملبس المناسب : قال الله تعالى:{ يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ}[الأعراف : 31] .

16) الاستعاذة من الشيطان: لم يزل يوسوس للإنسان في صلاته فيقول :"اذكر كذا ،لم لم يكن يذكر من قبل ،حتى يضل الرجل ما يدري كم صلى " [البخاري ومسلم].

17) ملازمة التوبة والاستغفار والاجتهاد في قيام الليل.

18) الإكثار من النوافل فإنها أسباب لمحبة الله.

19) الإخلاص والصدق مع الله.

 

المصدر

صيد الفوائد

منقول

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيراً أختنا الحبيبة إسلامية

وجزى الله جميع الأخوات المشاركات

نسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يرزقنا الخشوع في الصلاة وإقامتها والمداومة والمحافظة عليها وجميع الفرائض ... اللهم آمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بصراحة موضوع بيرفع المعنويات و بعلي الهمم ....متابعة معكن باذن الله

ولي عودة للرد و المشاركة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

جزاكم الله خيرا اخواتي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا

 

واللهم بلغنا رمضان وأعنا على صيام نهاره وقيام ليله على الوجه الذي يرضيك عنا يا رحمان

 

اللهم واعنا على الخشوع في الصلاة ونعوذ بك من الذنوب التي تحرمنا لذة الخشوع في الصلاة

 

آمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

جزاكن الله خير وجعله فى ميزان حسناتكن

متابعة معكن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

:cry: :wub: :wub:

 

 

الله كلمة عندما تقال تستريح القلوب

سبحان الله كلمه عندما تقال تفتح لك ابواب السموات السبع

استغفر الله كلمه ويالها من كلمه عندما تقال ترجع منقى من الذنوب كما ينقى الثوب الابيض من الدنس .

ما اجمل حب الله وما اعظم وقول الله حب الله قبل ان تحب نفسك فان الله يرعاك ويحفظك من كل شئ يارب واحلى نطقها وما اعذب قول كلام الله وما احلى القران الكريم فهو يحمينى ويحرصنى من كل شر الهم باعد بينى وبين خطايا كما باعت بين المشرق والمغرب يارب العلمين يارب ادعواليك ويداى مرفوعاتان اليك وانظر الى نفسى واقول يانفس هل اذنبتى ام لا؟تقول نعم اذنبت فادعو ربى واستغفره واتوب اليه يارب انت من تنقى قلبى ليس انا

انت ترى ما بالقلوب ليس نحن

انت ترانا ولا نراك فادعو اليك ويداى مرفوعتان اليك ودموعى تنهمر على خدى عندما اقول استغفر الله العظيم الهم اجعل اخر اعمالنا حسنات ولا تجعل اخر اعمالن سيئات وما اجمل قول يارحمن يارحيم وما اعذب قول سبحان الله العظيم .. ارجو من كل من يقرا الخاطره ان ينظر الى نفسه ويقول هل اذنبت ؟ هل ترجع الى الله فى كل شئ؟ هل تقرا كتاب الله؟

 

:wub: :wub: :wub:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله كل خير أختي الغالية

على الكلام الطيب

نسأل الله ان نكون من المقربين إليه من أهل محبته

جلى وعلى

إن الله سبحانه يحب أن ندعوه وأن نلح ونكثر من الدعاء

سبحان الله على هذه النعمة العظيمة

فتقربن إلى الله حبيباتي بالصلاة وكثرة الذكر والدعاء

والله الموفق

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ربنا يبارك فى جهدكن

وجزاكن الله خيراً

وهذه مشاركتى

*****************

قد قرأت موضوع رائع للشيخ محمد صالح المنجد، يتكلم فيه عن كيفيه تربية المسلم لنفسه، وذكر من ضمن عناصر الموضوع الإعتناء بالفرائض، ولجمال الكلمات والعناصر أحببت أن انقلها كما هى فتعالوا نقرأ تلك السطور من كلام الشيخ:

من وسائل تربية المسلم نفسه :

التعبد لله والصلة به والاستسلام له . وذلك من خلال العناية بالفرائض وتطهير القلب من التعلق بغير الله .

كثرة قراءة القرآن وتدبره والتفكر في أسراره .

قراءة الكتب الوعظية النافعة التي تصف دواء القلوب وعلاجها مثل مختصر منهاج القاصدين وتهذيب مدارج السالكين ونحو ذلك ، ومطالعة سير السلف وأخلاقهم وينظر في ذلك صفة الصفوة لابن الجوزي وكتاب (أين نحن من أخلاق السلف ) لبهاء الدين عقيل وناصر الجليل .

التفاعل مع البرامج التربوية : كالدروس والمحاضرات .

الحفاظ على الوقت وشغله بما ينفع العبد في دنياه وآخرته .

عدم الإكثار من المباحات وإيلائها العناية الكبيرة .

الصحبة الصالحة والبحث عن الجلساء الصالحين ،الذين يعينون على الخير ،أما من يعيش في عزله فإنه يفقد كثيراً من المعاني الأخوية كالإيثار والصبر العمل والتطبيق وترجمة المعلوم عملياً .

المحاسبة الدقيقة للنفس .

الثقة بالنفس ـ مع الاعتماد على الله تعالى ـ: لأن فاقد الثقة لا يعمل .

مقت النفس في ذات الله وهذا لا ينافي ما قبله فعلى الإنسان أن يعمل مع ظنه أن في نفسه الخلل .

العزلة الشرعية : أي لا يكون مخالطاً للناس في جميع أوقاته بل يجعل لنفسه أوقاتا يخصها بالعبادات والخلوات الشرعية.

نسأل الله أن يعيننا على أنفسنا ويجعلها منقادة لما يحبه الله ويرضاه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

الشيخ محمد صالح المنجد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×