اذهبي الى المحتوى
أمّ عبد الله

مُدارسة كتاب : •°o.O تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان O.o°•

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا بأس أختي بسملة النور

يارب يديم هذا الجمع بيننا وجعله مقبولا
آآآمين أختي الكريمة
وأسألكنّ الدعاء لي ولـ " نبض الأمّة " بالتوفيق في الإمتحانات
وفقكن الله تعالى وجعل النجاح حليفكن ..آآآمين

متابعة إن شاء الله معكن وجزاك الله خيرا أختي إلهام

وجعله الله في ميزان حسناتها
آآآمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

ياااااااااااه

ده انا كسلانة جدا

وصلتم الى الاية 189

وأنا لسه فى الاية 177

ادعولى يا بنات بالله عليكم

انا عارفة إنى بليدة خالص

بس براحة شوية بالله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
بســم الله الـرحمــن الرحيــم

بارك الله فيك أختي الهام متابعة باذن الله

 

وبارك فيكِ

 

بسملة النور

 

نفعنا الله واياكِ بما نعلم

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا بأس أختي بسملة النور

يارب يديم هذا الجمع بيننا وجعله مقبولا
آآآمين أختي الكريمة
وأسألكنّ الدعاء لي ولـ " نبض الأمّة " بالتوفيق في الإمتحانات
وفقكن الله تعالى وجعل النجاح حليفكن ..آآآمين

متابعة إن شاء الله معكن وجزاك الله خيرا أختي إلهام

وجعله الله في ميزان حسناتها
آآآمين

 

وجزاكِ الله خيرا

 

أمة من اماء الله

 

آمـــــــــــــــين

 

جمعنا الله على الخير دائما

 

 

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

ياااااااااااه

ده انا كسلانة جدا

وصلتم الى الاية 189

وأنا لسه فى الاية 177

ادعولى يا بنات بالله عليكم

انا عارفة إنى بليدة خالص

بس براحة شوية بالله

 

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

أمة الله ش

 

جزاكِ الله خيرا

 

رزقنا الله واياكِ الهمة العاليه والعلم النافع

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

"

﴿ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ "(195 ) ﴾

 

"وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ "

 

يأمر تعالى عباده بالنفقة في سبيله, وهو إخراج الأموال في الطرق الموصلة إلى الله. وهي كل طرق الخير, من صدقة على مسكين, أو قريب, أو إنفاق على من تجب مؤنته. وأعظم ذلك, وأول ما دخل في ذلك الإنفاق في الجهاد في سبيل الله. فإن النفقة فيه, جهاد بالمال, وهو فرض كالجهاد بالبدن. وفيها من المصالح العظيمة, الإعانة على تقوية المسلمين, وتوهين الشرك وأهله, وعلى إقامة دين الله وإعزازه. فالجهاد في سبيل الله, لا يقوم إلا على ساق النفقة. فالنفقة له, كالروح, لا يمكن وجوده بدونها. وفي ترك الإنفاق في سبيل الله, إبطال للجهاد, وتسليط للأعداء, وشدة تكالبهم. فيكون قوله تعالى: " وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ " كالتعليل لذلك. والإلقاء باليد إلى التهلكة يرجع إلى أمرين: لترك ما أمر به العبد, إذا كان تركه موجبا أو مقاربا لهلاك البدن أو الروح. وفعل ما هو سبب موصل إلى تلف النفس أو الروح, فيدخل تحت ذلك أمور كثيرة. فمن ذلك, ترك الجهاد في سبيل الله, أو النفقة فيه, الموجب لتسلط الأعداء. ومن ذلك, تغرير الإنسان بنفسه, في مقاتلة, أو سفر مخوف, أو محل مسبعة أو حيات, أو يصعد شجرا, أو بنيانا خطرا, أو يدخل تحت شيء فيه خطر ونحو ذلك. فهذا ونحوه, ممن ألقى بيده إلى التهلكة. ومن ذلك الإقامة على معاصي الله, واليأس من التوبة. ومنها ترك ما أمر الله به من الفرائض, التي في تركها هلاك للروح والدين. ولما كانت النفقة في سبيل الله, نوعا من أنواع الإحسان, أمر بالإحسان عموما فقال: " وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " وهذا يشمل جميع أنواع الإحسان, لأنه لم يقيده بشيء دون شيء. فيدخل فيه, الإحسان بالمال كما تقدم. ويدخل فيه, الإحسان بالجاه, بالشفاعات ونحو ذلك. ويدخل في ذلك, الإحسان بالأمر المعروف, والنهي عن المنكر, وتعليم العلم النافع. ويدخل في ذلك, قضاء حوائج الناس, من تفريج كرباتهم, وإزالة شدائدهم, وعيادة مرضاهم, وتشييع جنائزهم, وإرشاد ضالهم, وإعانة من يعمل عملا, والعمل لمن لا يحسن العمل ونحو ذلك, مما هو من الإحسان الذي أمر الله به. ويدخل في الإحسان أيضا, الإحسان في عبادة الله تعالى, وهو كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم. "أن تعبد الله كأنك تراه, فإن لم تكن تراه, فإنه يراك". فمن اتصف بهذه الصفات, كان من الذين قال الله فيهم " لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ " وكان الله معه يسدده ويرشده, ويعينه على كل أموره.

 

-ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

﴿ "وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "(196 ) ﴾

 

 

"وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ

أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "

 

ولما فرغ تعالى من ذكر أحكام الصيام والجهاد, ذكر أحكام الحج فقال: " وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ " الآية. يستدل بقوله " وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ " على أمور: أحدها, وجوب الحج والعمرة, وفرضيتهما. الثاني: وجوب إتمامهما, بأركانهما, وواجباتهما, التي قد دل عليها فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله "خذوا عني مناسككم". الثالث: أن فيه حجة لمن قال بوجوب العمرة الرابع: أن الحج والعمرة, يجب إتمامهما بالشروع فيهما, ولو كانا نقلا. الخامس: الأمر بإتقانهما وإحسانهما, وهذا قدر زائد على فعل ما يلزم لهما. السادس: وفيه الأمر بإخلاصهما " لِلَّهِ " تعالى. السابع: أنه لا يخرج المحرم بهما, بشيء من الأشياء حتى يكملهما, إلا بما استثناه الله, وهو الحصر, فلهذا قال: " فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ " أي: منعتم من الوصول إلى البيت لتكميلهما, بمرض, أو ضلالة, أو عدو, ونحو ذلك من أنواع الحصر, الذي هو المنع. " فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ " أي: فاذبحوا ما استيسر من الهدي, وهو سبع بدنة, أو سبع بقرة, أو شاة يذبحها المحصر, ويحلق ويحل من إحرامه بسبب الحصر كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه, لما صدهم المشركون عام الحديبية. فإن لم يجد الهدي, فليصم بدله, عشرة أيام كما في المتمتع ثم يحل. ثم قال تعالى " وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ". وهذا من محظورات الإحرام, إزالة الشعر, بحلق أو غيره, لأن المعنى واحد من الرأس, أو من البدن, لأن المقصود من ذلك, حصول الشعث والمنع من الترفه بإزالته, وهو موجود في بقية الشعر. وقاس كثير من العلماء على إزالة الشعر, تقليم الأظفار بجامع الترفه. ويستمر المنع مما ذكر, حتى يبلغ الهدي محله, وهو يوم النحر. والأفضل, أن يكون الحلق بعد النحر, كما تدل عليه الآية. ويستدل بهذه الآية, على أن المتمتع إذا ساق الهدي, لم يتحلل من عمرته قبل يوم النحر. فإذا طاف وسعى للعمرة, أحرم بالحج, ولم يكن له إحلال بسبب سوق الهدي. وإنما منع تبارك وتعالى من ذلك, لما فيه من الذل والخضوع لله, والانكسار له, والتواضع الذي هو عين مصلحة العبد, وليس عليه في ذلك من ضرر. فإذا حصل الضرر بأن كان به أذى من مرض, ينتفع بحلق رأسه له, أو قروح, أو قمل ونحو ذلك فإنه يحل له أن يحلق رأسه, ولكن يكون عليه فدية, من صيام ثلاثة أيام, أو إطعام ستة مساكين, أو نسك ما يجزى في أضحية, فهو مخير. والنسك أفضل, فالصدقة, فالصيام. ومثل هذا, كل ما كان في معنى ذلك, من تقليم الأظفار, أو تغطية الرأس, أو لبس المخيط, أو الطيب, فإنه يجوز عند الضرورة, مع وجوب الفدية المذكورة لأن القصد من الجميع, إزالة ما به يترفه. ثم قال تعالى " فَإِذَا أَمِنْتُمْ " أي: بأن قدرتم على البيت من غير مانع عدو وغيره. " فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ " بأن توصل بها إليه, وانتفع بتمتعه بعد الفراغ منها. " فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ " أي: فعليه ما تيسر من الهدي, وهو ما يجزى في أضحية. وهذا دم نسك, مقابلة لحصول النسكين له في سفرة واحدة, ولإنعام الله عليه بحصول الانتفاع بالمتعة, بعد فراغ العمرة, وقبل الشروع في الحج. ومثلها, القرآن لحصول النسكين له. ويدل مفهوم الآية, على أن المفرد للحج, ليس عليه هدي. ودلت الآية, على جواز, بل فضيلة المتعة, وعلى جواز فعلها في أشهر الحج. " فَمَنْ لَمْ يَجِدْ " أي الهدي أو ثمنه " فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ ". أول جوازها من حين الإحرام بالعمرة, وآخرها ثلاثة أيام بعد النحر, أيام رمي الجمار, والمبيت بـ "منى". ولكن الأفضل منها, أن يصوم السابع, والثامن, والتاسع. " وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ " أي: فرغتم من أعمال الحج, فيجوز فعلها في مكة, وفي الطريق, وعند وصوله إلى أهله. " ذَلِكَ " المذكور من وجوب الهدي على المتمتع. " لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ " بأن كان عند مسافة قصر فأكثر, أو بعيدا عند عرفات, فهذا الذي يجب عليه الهدي, لحصول النسكين له في سفر واحد. وأما من كان أهله من حاضري المسجد الحرام, فليس عليه هدي, لعدم الموجب لذلك. " وَاتَّقُوا اللَّهَ " أي: في جميع أموركم, بامتثال أوامره, واجتناب نواهيه. ومن ذلك, امتثالكم, لهذه المأمورات, واجتناب هذه المحظورات المذكورة في هذه الآية. " وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " أي: لمن عصاه, وهذا هو الموجب للتقوى, فإن من خاف عقاب الله, انكف عما يوجب العقاب. كما أن من رجا ثواب الله, عمل لما يوصله إلى الثواب. ومن لم يخف العقاب, ولم يرج الثواب, اقتحم المحارم, وتجرأ على ترك الواجبات.

 

-ـــــــــــــــــــــــــ

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله

جزاكم الله خيرا على الموضوع الجميل

بارك الله فى الأخوات نبض امة وحنين امة وربنا يوفقهم فى امتحاناتهم باذن الله

والأخت الهام ربنا يجازيها عنا خيرا

وباذن الله ساتابع معكم باذن الله يارب نختم القران كاملا باذن الله سويا وينفعنا به

وارجوا منكن التشجيع لى لانى عندى مشاغل اخرى ونفسى فعلا ادرس كتاب تفسير للقران والكتاب الذى اخترتونه فعلا أكثر من رائع واسلوبه سهل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يسعدنا انضمامك إلينا أختنا الكريمة محبة الصحبة

وارجوا منكن التشجيع لى لانى عندى مشاغل اخرى ونفسى فعلا ادرس كتاب تفسير للقران والكتاب الذى اخترتونه فعلا أكثر من رائع واسلوبه سهل
إن شاء الله تذلل لك الصعاب وتيسر لك الأموروتتابعي معنا وبشكل منتظم
متابعة معكم بإذن الله

سأكمل معكم ثم أراجع أنا ما فاتنى

..تسرنا متابعتك أختي أم منة وعمر وأظن الذي فعلته هو الأفضل لتتيسر المتابعة

وأنا أيضا معكن من المتابعات إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكن الله خيرا

 

اخواتي على المتابعة

 

بسملة النور

 

راجية الصحبة

 

أم منة وعمر

 

أمة من اماء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

"

﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ "(197 ) ﴾

 

 

"الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ "

 

يخبر تعالى أن " الْحَجَّ " واقع في " أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ " عند المخاطبين, مشهورات, بحيث لا تحتاج إلى تخصيص. كما احتاج الصيام إلى تعيين شهره, وكما بين تعالى أوقات الصلوات الخمس. وأما الحج, فقد كان من ملة إبراهيم, التي لم تزل مستمرة في ذريته معروفة بينهم. والمراد بالأشهر المعلومات عند الجمهور, شوال, وذو القعدة, وعشر من ذي الحجة, فهي التي يقع فيها الإحرام بالحج غالبا. " فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ " أي: أحرم به, لأن الشروع فيه. يصيره فرضا, ولو كان نفلا. واستدل بهذه الآية, الشافعي ومن تابعه, على أنه لا يجوز الإحرام بالحج قبل أشهره. قلت لو قيل: فيها دلالة لقول الجهور, بصحة الإحرام بالحج قبل أشهره لكان قريبا. فإن قوله " فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ " دليل على أن الفرض قد يقع في الأشهر المذكورة وقد لا يقع فيها, وإلا لم يقيده. وقوله " فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ " أي: يجب أن تعظموا الإحرام بالحج, وخصوصا, الواقع في أشهره, وتصونوه عن كل ما يفسده أو ينقصه, من الرفث وهو: الجماع ومقدماته الفعلية والقولية, خصوصا عند النساء, بحضرتهن. والفسوق وهو: جميع المعاصي, ومنها محظورات الإحرام. والجدال, وهو: المماراة والمنازعة والمخاصة, لكونها تثير الشر, وتوقع العداوة. والمقصود من الحج, الذل والانكسار لله, والتقرب إليه بما أمكن من القربات, والتنزه عن مقارفة السيئات, فإنه بذلك, يكون مبرورا والمبرور, ليس له جزاء إلا الجنة. وهذه الأشياء, وإن كانت ممنوعة في كل مكان وزمان, فإنه يتغلظ المنع عنها في الحج. واعلم أنه لا يتم التقرب إلى الله بترك المعاصي حتى يفعل الأوامر. ولهذا قال تعالى " وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ". [أتى بـ "من" للتنصيص على العموم فكل خير وقربة وعبادة, داخل في ذلك. أي: فإن الله به عليم, وهذا يتضمن غاية الحث على أفعال الخير, خصوصا في تلك البقاع الشريفة والحرمات المنيفة, فإنه ينبغي تدارك ما أمكن تداركه فيها, من صلاة, وصيام, وصدقة, وطواف, وإحسان قولي وفعلي. ثم أمر تعالى بالتزود لهذا السفر المبارك, فإن التزود فيه, الاستغناء عن المخلوقين, والكف عن أموالهم, سؤالا واستشرافا. وفي الإكثار منه, نفع وإعانة للمسافرين, وزيادة قربة لرب العالمين. وهذا الزاد الذي المراد منه, إقامة البنية - بلغة ومتاع. وأما الزاد الحقيقي المستمر نفعه لصاحبه, في دنياه, وأخراه, فهو زاد التقوى الذي هو زاد إلى دار القرار, وهو الموصل لأكمل لذة, وأجل نعيم دائما أبدا. ومن ترك هذا الزاد, فهو المنقطع به الذي هو عرضة لكل شر, وممنوع من الوصول إلى دار المتقين. فهذا مدح للتقوى. ثم أمر بها أولي الألباب فقال " وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ". أي: يا أهل العقول الرزينة, اتقوا ربكم, الذي تقواه أعظم ما تأمر به العقول, وتركها دليل على الجهل, وفساد الرأي.

 

-ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

﴿ "لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ "(198 ) ﴾

 

 

"لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ "

 

لما أمر تعالى بالتقوى, أخبر تعالى أن ابتغاء فضل الله بالتكسب في مواسم الحج وغيره, ليس فيه حرج إذا لم يشغل عما يجب إذا كان المقصود هو الحج, وكان الكسب حلالا منسوبا إلى فضل الله, لا منسوبا إلى حذق العبد, والوقوف مع السبب, ونسيان المسبب, فإن هذا هو الحرج بعينه. وفي قوله " فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ " دلالة على أمور: أحدها: الوقوف بعرفة, وأنه كان معروفا أنه ركن من أركان الحج. فالإفاضة من عرفات, لا تكون إلا بعد الوقوف. الثاني: الأمر بذكر الله عند المشعر الحرام, وهو المزدلفة, وذلك أيضا معروف, يكون ليلة النحر بائتا بها, وبعد صلاة الفجر, يقف في المزدلفة داعيا, حتى يسفر جدا, ويدخل في ذكر الله عنده, إيقاع الفرائض والنوافل فيه. الثالث: أن الوقوف بمزدلفة, متأخر عن الوقوف بعرفة, كما تدل عليه الفاء والترتيب. الرابع, والخامس: أن عرفات ومزدلفة, كلاهما من مشاعر الحج المقصود فعلها, وإظهارها. السادس: أن مزدلفة في الحرم, كما قيده بالحرام. السابع: أن عرفة في الحل, كما هو مفهوم التقييد بـ "مزدلفة". " وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ " أي: اذكروا الله تعالى, كما من عليكم بالهداية بعد الضلال, وكما علمكم ما لم تكونوا تعلمون. فهذه من أكبر النعم, التي يجب شكرها ومقابلتها بذكر المنعم بالقلب واللسان.

 

-ــــــــــــــــــــــــــــــــــت

 

﴿ "ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ "(199 ) ﴾

 

"ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ "

 

" ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ " أي: ثم أفيضوا من مزدلفة, من حيث أفاض الناس, من لدن إبراهيم عليه السلام إلى الآن. والمقصود من هذه الإفاضة, كان معروفا عندهم, وهو رمي الجمار, وذبح الهدايا, والطواف, والسعي, والمبيت بـ "منى" ليالي التشريق وتكميل باقي المناسك.

 

-ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

﴿ "فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ "

"وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ "

"أُولَـئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ "(200-202 ) ﴾

 

 

"فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ "

"وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ "

"أُولَـئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ "

 

ولما كانت هذه الإفاضة, يقصد بها ما ذكر, والمذكورات آخر المناسك, أمر تعالى عند الفراغ منها, باستغفاره والإكثار من ذكره. فالاستغفار للخلل الواقع من العبد, في أداء عبادته وتقصيره فيها. وذكر الله, شكر الله على إنعامه عليه بالتوفيق لهذه العبادة العظيمة والمنة الجسيمة. وهكذا ينبغي للعبد, كلما فرغ من عبادة, أن يستغفر الله عن التقصير, ويشكره على التوفيق, لا كمن يرى أنه قد أكمل العبادة, ومن بها على ربه, وجعلت له محلا ومنزلة رفيعة, فهذا حقيق بالمقت, ورد الفعل. كما أن الأول, حقيق بالقبول والتوفيق لأعمال أخر. ثم أخبر تعالى عن أحوال الخلق, وأن الجميع يسألونه مطالبهم, ويستدفعونه ما يضرهم, ولكن مقاصدهم تختلف. فمنهم " مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا " أي: يسأله من مطالب الدنيا ما هو من شهواته, وليس له في الآخرة من نصيب, لرغبته عنها, وقصر همته على الدنيا. ومنهم من يدعو الله لمصلحة الدارين, ويفتقر إليه في مهمات دينه ودنياه. وكل من هؤلاء وهؤلاء, لهم نصيب من كسبهم وعملهم, وسيجازيهم تعالى, على حسب أعمالهم, وهماتهم ونياتهم, جزاء دائرا بين العدل والفضل, يحمد عليه أكمل حمد وأتمه. وفي هذه الآية, دليل على أن الله يجيب دعوة كل داع, مسلما أو كافرا, أو فاسقا. ولكن ليست إجابته دعاء من دعاه, دليلا على محبته له وقربه منه, إلا في مطالب الآخرة, ومهمات الدين. والحسنة المطلوبة في الدنيا, يدخل فيها كل ما يحسن وقعه عند العبد, من رزق هني واسع حلال, وزوجة صالحة, وولد تقر به العين, وراحة, وعلم نافع, وعمل صالح, ونحو ذلك, من المطالب المحبوبة والمباحة. وحسنة الآخرة, هي السلامة من العقوبات, في القبر, والموقف, والنار, وحصول رضا الله, والفوز بالنعيم المقيم, والقرب من الرب الرحيم. فصار هذا الدعاء, أجمع دعاء وأكمله, وأولاه بالإيثار, ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء به, والحث عليه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

يخبر سبحانه عباده أنه يستجيب لمن دعاه بقلب حاضر ودعاء مشروع والتزم بأوامر الله وابتعد عن نهيه

لقد كان في أول فرض الصيام يحرم على المسلمين في الليل بعد النوم الاكل والشرب والجماع فحصلت المشقة لبعضهمفخفف سبحانه عنهم ذلك وأباح في ليالي الصيام كلها الاكل والشرب والجماع سواء نام أم لم ينم فقد كانويختانون أنفسهم حي ضاق عليهم الامر ولقد عفا الله عنهم وأخبر سبحانه بان يبتغو من الوطء الذرية العفة والتقرب الى الله وذكر وقت الانقطاع عن الاكل والشرب بانه يتم الامساك من الفجر حتى غروب الشكمس وأن المعتكف لا يحل له الوطء مادام معتكفا في شهر رمضان وهذه الحدود أمر سبحانه بعدم تجاوزها .

الاهلة يعرف الناس به مواقيت العبادة وأوقات الزكاة والحج وبالنسبة للحج فانهيقع في في أشهر معلومات ويستغرق الوقت الكبير

وذكر أنه من الانصار والعرب اذا أحرمو لم يدخلو البيوت من أبوابها تعبدا أ ظنا بأنه بر وأخبر سبحانه بأنه ليس من البر وأمرهم الله بالدخول من الابواب

أمر سبحانه المؤمنين بالقتال في سبيله وذلك حين ابتدأ القتال في المدينة وقد كانو من قبل مأمورين بكف أيديهم عن القتال ,ونهى سبحانه عن الاعتداء ويشمل هذا الاعتداء الشيوخ والنساء والاطفال والاشجار ونحوه وأمر المؤمنين بقتال الكفار أينما وجدوهم دفاعا ومهاجمة ونهى عن القتال في المسجد الحرام الا اذا بدأ المشركون بالقتال فان انتهو وتابو فلا اعتداء الا على من يستحق .

يتبع باذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله

 

متابعة معكم باذن الله وربنا يوفقنا جميعا ويرزقنا فهما جميلا لكلامه

 

ومنتظرين باقى التلخيص إن شاء الله من الأخت بسملة النور بارك الله فيها

 

واستأذنكن أريد أن اعرف الجدول الذى تسيرون عليه كيف منتظم؟ لأنى جديدة معكن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
السلام عليكم ورحمة الله

 

متابعة معكم باذن الله وربنا يوفقنا جميعا ويرزقنا فهما جميلا لكلامه

 

ومنتظرين باقى التلخيص إن شاء الله من الأخت بسملة النور بارك الله فيها

 

واستأذنكن أريد أن اعرف الجدول الذى تسيرون عليه كيف منتظم؟ لأنى جديدة معكن

 

بوووورك فيكِ

 

راجية الصحبة

 

من السبت : الاربعاء

 

تفسير الآيات

 

ويومي الخميس والجمعة تلخيص ما تم فهمه

 

جزاكن الله خيرا

 

امة من اماء الله

 

امتك

 

بسملة النور

 

على المتابعة والتلخيص

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

سئل النبي صلى الله عليه وسلم أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه وجاء الجواب وحيا بأن الله تعالى قريب بعلمه رقيب شهيد يعلم السر وأخفى وهو قريب من داعيه بالإجابة فمن دعاه بقلب سليم ودعاء مشروع منتفية فيه موانع عدم الإستجابة متوفرة فيه أسباب الإجابة فقد وعده الله تعالى بالإجابة

بعد أن كان أول فرضية الصيام حرمة الأكل والشرب والجماع ليلا بعد النوم تم التيسير على العباد بأن أبيحت كل هذه الأمور في ليالي الصيام سواء نام المرء أم لم يفعل إذ كانوا يختانون أنفسهم فتاب الله تعالى عليهم ثم أمرهم الله تعالى بأن ينووا في المباشرة التقرب إليه وإعفاف أنفسهم ولا ينبغي لهم الإ نشغال به عن ليلة القدر وعليهم الأكل والشرب إلى طلوع الفجر ثم الإمساك عن كل مفطر إلى الليل وقد نهوا عن الوطء وهم معتكفون في المساجد وكل ماذكر هو من حدود الله التي لا يجب الإقتراب منها ومقارفتها ويبين الله تعالى الحق لعباده ليفعلوه وينهاهم عن الباطل ليجتنبوه فيكون سببا لهم للتقوى

لا يجب على المسلم أكل أموال الغير فهو أمر منهي عنه وقد يجرئ غيره على أكل ماله إن رأى لذلك سبيلا كما أنه على المرء أن يحب لنفسه ما يحب لغيره ولو حكم الحاكم لصالح الذي أكل المال بالباطل لأن حجته بدت الأقوى فهذا لا يغير من الأمر شيئا ويبقى أنه آكل للمال بالباطل والإثم

وقد جعل الله تعالى الأهلة مواقيتا للناس يعرفون بها مواقيت عباداتهم من صيام ونحوه وليتعرفوا بها أيضا على ما يصلح معاشهم كمثل العد وما إليه

ولما كان التعبد لله تعالى إنما يكون بما يشرعه الله تعالى فقد صحح القرآن للأنصار وغيرهم من العرب الذين كانوا إذا أحرموا لم يدخلوا البيوت من أبوابها تعبدا لله تعالى ظانين أنه بر فوضح لهم أن فعلهم ذاك ليس من البر في شيئ إنما البر أن تؤتى البيوت من أبوابها فالشرع سهل سمح والطريقة السهلة الموصلة للمقصود هي الأولى بالإتباع من الطريق الوعرة ومن تمام البر لزوم تقواه سبحانه على الدوام ومن فعل كان من الفائزين

يأتي القرآن على ذكر القتال في سبيل الله وقد أمر المؤمنين به بعد الهجرة إلى المدينة كما أمروا بأن يقتلوا الذين يقاتلونهم ونهوا عن الإعتداء على غيرهم فامروا بقتالهم أينما وجدوا في كل وقت وزمان قتال مدافعة وقتال مهاجمة

فإن كانوا عند المسجد الحرام فلا يبدؤوهم بالقتال فإن بدأ غيرهم بقتالهم قاتلوهم ردا على اعتدائهم فإن انتهوا فلا يجوز الإعتداء عليهم

ويبقى القتال قائما إلى أن يكون الدين لله تعالى وإ ذا كان القتال عند المسجد الحرام مفسدة فإن الشرك عنده مفسدة أعظم وهي أشد من مفسدة القتل وهو دليل على القاعدة :يرتكب أخف المفسدتين لدفع أعلاهما

*الشهر الحرام بالشهر الحرام *تحتمل معنيين إما أن يكون فيه تطييب لقلوب الصحابة بإتمام نسكهم بعد أن صدوا عن الدخول لمكة وقوضوا على دخولها في شهر حرام وهو ذو القعدة فتكون هذه بتلك وإما أن يكون المعنى أنكم إن قاتلتموهم في الشهر الحرام فلقد قاتلوكم فيه فهم المعتدون لا أنتم ولا حرج عليكم حينها

من تجرأ على شيئ من شهر حرام اقتص منه ولما كانت النفس عادة ما تميل إلى التشفي فقد أمر سبحانه بلزوم التقوى بالوقوف عند حدوده وعدم تجاوزها فمن فعل كان الله في عونه وأيده ونصره ووفقه ومن لم يفعل وكل إلى نفسه فهلك

أمر الله تعالى عباده بالنفقة في سبيله وهو إخراج الأموال في الطرق المؤدية إلى الله ولما كان الإنفاق في الجهاد في سبيل الله من أعظم النفقات كان الإمساك عنه إلقاء إلى التهلكة إذبه تقوى الأمة ويقام الدين

ويكون الإلقاء إلى التهلكة بترك ما أمر به العبد وفعل ما فيه تلف للروح والجسد

أمر الله تعالى بجميع أنواع الإحسان من إحسان بالمال وقضاء حوائج الناس وهلم جرا

ثم يذكر القرآن أحكام الحج فيوجب إتمام أركان الحج والعمرة وواجباتهما وإتقانهما حتى إن كان هناك ما نع من الوصول لتكملتها بمرض أو عدو أو غيره وجب ذبح ما استيسر من الهدي فمن لم يجد صام بدلا عنه عشرة أيام كما في التمتع ثم يحل

ويعد الحلق من محظورات الإحرام ويستمر حظره إلى يوم النحر حتى إن كان بالمحرم أذى من مرض ونحوه يحل له حلق رأسه ويجب عليه صيام ثلاثة أيام أو صدقة على ستة مساكين أو ما يجزئ في أضحيه

من قدر على البيت من غير ما نع لعدو ونحوه وانتفع بتمتعه بعد الفراغ من العمرة فعليه ما تيسر من الهدي فمن لم يستطع هديا فعليه صيام ثلاثة أيام في الحج- وتجوز من حين الإحرام بالعمرة وآخرها ثلاثة أيام بعد النحر وأيام رمي الجمار والمبيت بمنى والأفضل صيام السابع والثامن والتاسع -وسبعة إذا فرغ من أعمال الحج وتجوز في مكة أو في الطريق أو عند وصوله إلى أهله

والهدي لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام وإلا فلا هدي

ويجب أن يتقى الله تعالى في كل ما ذكر والله شديد العقاب لمن عصاه ولم يأتمر بأمره وتجرأ على حدوده

يقع الحج في الأشهر المعلومات وهي شوال وذي القعدة وعشر من ذي الحجة وهذا عند جمهور العلماء

والمقصود من الحج الذل والإنكسار لله تعالى والتقرب إليه بأنواع القربات كمثل ترك الجماع ومقدماته الفعليه واجتناب السيئات والمعاصي والمخاصمة التي تثير التفرقة والشر فمن أراد الحج المبرور فعليه اجتناب ماذكر والإئتمار بأمره سبحانه وتدارك ما يمكن تداركه في تلك البقاع من صلاة وصيام وصدقة وإحسان وغيره ويجب التزود لهذا السفر وخير الزاد التقوى

ولما أمر الله سبحانه وتعالى بالتقوى رفع الحرج في التكسب في مواسم الحج وغيره إ ذا لم يشغل عما يجب إن كان المقصود هو الحج وكان الكسب من حلال منسوبا لفضل الله تعالى لا لغيره

وتكون الإفاضة من عرفات ثم يذكر الله تعالى عند المزدلفة ثم يأتي رمي الجمار وذبح الهدايا والطواف والسعي والمبيت بمنى ليالي التشريق وتكميل باقي النسك ويكثر الإستغفار لتقصير العبد لا محالة في أداء العبادة والإكثار من ذكره سبحانه شكرا على إنعامه عليه بالتوفيق لهذه العبادة الجليلة وهذا يجب أن يكون ديدن العبد عند الأنتهاء من كل عبادة فهو أحرى أن يقبل منه ويوفق لغيرها من الأعمال

لا غنى للناس عن دعاء الله تعالى فهو سبحانه يجيب دعاء كل داع سواء كان مسلما أم كافرا أم فاسقا وليست إجابته سبحانه للدعاء دليل على محبته له وقربه منه اللهم في مطالب الآخرة ومسائل تتعلق بالدين

فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وليس له في الآخرة من نصيب

ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وهو أكمل الدعاء وأتمه ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر منه ويحث عليه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمان الرحيم

أمر الله سبحانه عباده بالنفقة في سبيله في أوجه الخير ومنها الجهاد في سبيله ومن أعرض عنهم فقد أوقع نفسه في التهلكة

ولما فرع من ذكر أحكام الصيام والجهاد ذكر أحكام الحج وذكر وجوب اتمام أركان الحج والعمرة وواجباتهما وقبل اتمامهما بالشروع فيهما فان منعو الى الوصول للبيت بسبب مرض أو عدو ونحو ذلكفليذبحو من البدنة مااستيسر وذلك لمن منع ويحلق ويحل من احرامه بسبب هذا المنع ومن محظزرات الاحرام ازالة الشعر بحلق أو غيره أو من البدن ويستمر هذا المنع حتى يبلغ الهدي محله يعني يوم النحر وان حصل الضرر من حيث الاذى وغيره من مرض أو أصاب الرأس القمل يحل له حلق الرأس ويكون عليه فدية من صيام ثلات أيام أو اطعام ستة مساكين أو نسك ما يجزي به في أضحية فمن انتفع بتمتعه بعد الفاغ منها فعليه ما تيسر من الهدي والسبب انعام الله عليه بحصول الانتفاع بالمتعة بعد فراغ العمرة وقبل الشروع في الحج وأن المفرد بالحج ليس عليه هدي فمن لم يجد الهدي أثمنه فعليه الصوم ويكون جوازها من حيث الاحرام بالعمرة وأخرها ثلات أيام بعد النحر أيام رمي الجمرات وباقي الايام اذا فرغتم من الحج فيجوز فعلها حين الوصول الى الاهل

يتبع باذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

أما من كان أهله من حاضري المسجد الحرام فليس عليه هدي وأمر سبحانه باتباع أوامره وترك مانهى عنه وبعدها ذكر أن الحج أشهر معلومات مشهورة لا تحتاج الى تخصيص كما الصائم واختص بتعيين الشهر وشوال وذي القعدة وذي الحجة هي التي يقع فيها الاحرام بالحج فمن أحرم فعليه تعظيم الشعائلر بعدم الجماع والجدال و من عدم الافساد وما يفعل من طاعة يعلمها الله وأمر سبحانه بالتزود في السفر وعدم البقاء عالة على الاخرين بالسؤال وأن أفضل الزاد التقوى وأخبر سبحانه بأنه يجوز التكسب في الاشهر الحرام وأمر بالافاضة وبذكر الله عند المشعر الحرام وقيل معناه الوقوف بعرفة وقيل المزدلفة وقيل الاثنين وقيل المزدلفة في الحرم وقيل عرفة في الحل وأمرو بذكر الله كما من عليهم بالهداية وأمرو بأن يفيضو من المزدلفة وهو رمي الجمار وذبح الهدايا والطواف والسعي والمبيت في منى في ليالي التشريق وعند النتهاء من هذه المناسك أمرو بالاستغفار والاكتار من ذكر الله وأخبر بانه من الناس صنفان من يطلب للدنيا وينسى الاخرة ومنهم من يدعو لمصلحة الدارين والله يجزي كلا بعمله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

بارك الله فيكما

 

امة من اماء الله

 

بسملة النور

 

على التلخيص

 

نفع الله به

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

-ينبغى للمسلم أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه فلا يأكل أمواله بالباطل

- سألوا عن الأهلة فهى لمعرفة الوقت و منها وقت الحج والديون المؤجلة و العدد و الحمل و غيرها

-كان الأنصار إذا أحرموا لم يدخلوا البيوت من أبوابها فأوضح الله تعالى أن هذا ليس من البر

-على الآمر بالمعروف و الناهى عن المنكر أن ينظر إلى حال المأمور و يرفق به

-البر هو لزوم تقوى الله بامتثال أوامره و اجتناب نواهيه و هو سبب الفلاح

 

أحكام الجهاد:

-لما قوى المؤمنين للقتال بعد الهجرة أمرهم الله تعالى بها وقد خصص فى سبيل الله مما فيه حث على الاخلاص و نهى عن اقتتال الفتن بين المسلمين

-القتال لمن هم مستعدين لقتالهم فنهى عن قتال الشيوخ و النساء و الأطفال و قتل الزروع و الحيوانات

-يكون فى كل مكان و زمان إلا عند المشعر الحرام إلا دفاعا فقط أو أن يكون هناك مفسدة فالقتال هنا أخف المفسدتين

-إن أسلموا و تابوا فالله يتوب عليهم

النفقة فى الجهاد فرض كالجهاد بالبدن

 

أحكام الحج:

1-وجوب الحج و العمرة

2-وجوب اتمامهما بأركانهما

3-فيه حجة لمن قال بوجوب العمرة

4- يجب اتمامهما بالشروع فيهما

5-الأمر باتقانهما و احسانهما

6-الأمر بالاخلاص فيهما

7-لا يخرج المحرم بهما بشىء حتى يكملهما إلا بالحصر فيذبح و يحلق و يحل من إحرامه ومن لم يجد هدى فصيام 10 أيام

-لا يجوز الحلق و لا تقليم الأظافر قبل يوم النحر إلا لوجود أذى فيحل له ولكن عليه نسك أضحية أو صيام 3 أيام أو اطعام 6 مساكين

-أشهر الحج التى يجوز فيها الاحرام معلومة و هى شوال ,ذو القعدة, ذو الحجة

-يجب تعظيم الاحرام فلا جماع و لا معاصى و لا منازعة فالمقصود الذل و الانكسار لله تعالى

بعد آداء الفريضة يجب الاستغفار لتقصير العبد فى آدائها

-أفضل الدعاء ربنا آتنا فى الدنيا حسنة و فى الآخرة حسنة و قنا عذاب النار

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

ام منة وعمر

 

بارك الله فيكِ

 

على التلخيص

 

ونفع الله به

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

"

﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ "(203 ) ﴾

 

 

"وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ "

 

 

يأمر تعالى بذكره في الأيام المعدودات, وهي أيام التشريق الثلاثة بعد العيد, لمزيتها وشرفها, وكون بقية المناسك تفعل بها, ولكون الناس أضيافا لله فيها, ولهذا حرم صيامها. فللذكر فيها مزية, ليست لغيرها, ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم "أيام التشريق, أيام أكل وشرب, وذكر الله". ويدخل في ذكر الله فيها, ذكره عند رمي الجمار, وعند الذبح, والذكر المقيد عقب الفرائض. بل قال بعض العلماء: إنه يستحب فيها التكبير المطلق, كالعشر, وليس ببعيد. " فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ " أي خرج من "منى" ونفر منها قبل غروب شمس اليوم الثاني. " فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ " بأن بات بها ليلة الثالث ورمى من الغد " فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ " وهذا تخفيف من الله تعالى على عباده, في إباحة كلا, الأمرين. ولكن من المعلوم أنه إذا أبيح كلا الأمرين, فالمتأخر أفضل, لأنه أكثر عبادة. ولما كان نفي الحرج, قد يفهم منه نفي الحرج في ذلك المذكور وفي غيره, والحال أن الحرج منفي عن المتقدم والمتأخر فقط - قيده بقوله. " لِمَنِ اتَّقَى " أي: اتقى الله في جميع أموره, وأحوال الحج. فمن اتقى الله في كل شيء, حصل له نفي الحرج في كل شيء. ومن اتقاه في شيء دون شيء, كان الجزاء من جنس العمل. " وَاتَّقُوا اللَّهَ " بامتثال أوامره واجتناب معاصيه. " وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ " فمجازيكم بأعمالكم. فمن اتقاه, وجد جزاء التقوى عنده, ومن لم يتقه, عاقبه أشد العقوبة. فالعلم بالجزاء, من أعظم الدواعي لتقوى الله, فلهذا حث تعالى, على العلم بذلك.

 

 

﴿ "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ "(204 ) ﴾

 

"وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ "

 

لما أمر تعالى بالإكثار من ذكره, وخصوصا في الأوقات الفاضلة, الذي هو خير مصلحة وبر, أخبر تعالى بحال من يتكلم بلسانه ويخالف فعله قوله, فالكلام إما أن يرفع الإنسان أو يخفضه فقال: " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا " أي: إذا تكلم, راق كلامه للسامع. وإذا نطق, ظنته يتكلم بكلام نافع, ويؤكد ما يقول بأنه " وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ " بأن يخبر أن الله يعلم, أن ما في قلبه موافق لما نطق به, وهو كاذب في ذلك, لأنه يخالف قوله فعله. فلو كان صادقا, لتوافق القول والفعل, كحال المؤمن غير المنافق, ولهذا قال: " وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ " أي: إذا خاصمته, وجدت فيه من اللدد والصعوبة والتعصب, وما يترتب على ذلك, ما هو من مقابح الصفات, ليس كأخلاق المؤمنين, الذين جعلوا السهولة مركبهم, والانقياد للحق وظيفتهم, والسماحة سجيتهم.

 

 

 

﴿ "وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ "(205 ) ﴾

 

"وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ

"

" وَإِذَا تَوَلَّى " هذا الذي يعجبك قوله إذا حضر عندك " سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا " أي: يجتهد على أعمال المعاصي, التي هي إفساد في الأرض " وَيُهْلِكَ " بسبب ذلك " الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ " فالزروع والثمار والمواشي, تتلف وتنقص, وتقل بركتها, بسبب العمل في المعاصي. " وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ " فإذا كان لا يحب الفساد, فهو يبغض العبد المفسد في الأرض, غاية البغض, وإن قال بلسانه قولا حسنا. ففي هذه الآية دليل على أن الأقوال التي تصدر من الأشخاص, ليست دليلا على صدق ولا كذب, ولا بر ولا فجور حتى يوجد العمل المصدق لها, المزكى لها وأنه ينبغي اختبار أحوال الشهود, والمحق والمبطل من الناس, ببر أعمالهم, والنظر لقرائن أحوالهم, وأن لا يغتر بتمويههم وتزكيتهم أنفسهم.

 

 

 

﴿ "وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ "(206 ) ﴾

 

"وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ "

 

ثم ذكر أن هذا المفسد في الأرض بمعاصي الله, إذا أمر بتقوى الله تكبر وأنف. " أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ " فيجمع يين العمل بالمعاصي والتكبر على الناصحين. " فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ " التي هي دار العاصين والمتكبرين. " وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ " أي: المستقر والمسكن, عذاب دائم, وهم لا ينقطع, ويأس مستمر, لا يخفف عنهم العذاب, ولا يرجون الثواب, جزاء لجنايتهم ومقابلة لأعمالهم. فعياذا بالله, من أحوالهم.

 

 

﴿ "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ "(207 ) ﴾

 

 

"وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ "

 

معاني المفردات. قال في الصحاح: شريت الشيء أشريه شراء: إذا بعته وإذا اشتريته أيضا, وهو من الأضداد. قال الله تعالى " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ " أي: يبيعها. وقال تعالى: " وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ " أي: باعوه ا هـ ومثله في القاموس. هذه الآية نزلت في صهيب بن سنان الرومي حين أراده المشركون على ترك الإسلام, كما رواه ابن عباس وأنس, وسعيد بن المسيب وأبو عثمان النهدي وعكرمة وجماعة غيرهم. وذلك أنه لما أسلم بمكة وأراد الهجرة, منعه الناس أن يهاجر بماله, وإن أحب أن يتجرد منه ويهاجر: فعل. فتخلص منهم وأعطاهم ماله, فأنزل الله فيه هذه الآية. فتلقاه عمر بن الخطاب وجماعة, إلى طرف الحرة, فقالوا له: ربح البيع ربح البيع. فقال: وأنتم, فلا أخسر الله تجارتكم, وما ذاك؟ فأخبروه أن الله أنزل فيه هذه الآية. ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له "ربح البيع صهيب". وحدث أبو عثمان النهدي عن صهيب قال: لما أردت الهجرة من مكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالت لي قريش: يا صهيب, قدمت إلينا ولا مال لك, وتخرج أنت ومالك؟ والله لا يكون ذلك أبدا. فقلت لهم: أرأيتم إن دفعت إليكم مالي تخلون عني؟ قالوا: نعم. فدفعت إليهم مالي, فخلوا عني, فحرجت حتى قدمت المدينة. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ربح صهيب ربح صهيب" مرتين. وقال حماد بن سلمة, عن علي بن يزيد, عن سعيد بن المسيب قال: أقبل صهيب مهاجرا نحو النبي صلى الله عليه وسلم, فاتبعه نفر من قريش. فنزل عن راحلته, ونثل ما في كنانته, ثم قال: يا معشر قريش, قد علمتم أني من أرماكم رجلا. وأنتم - والله - لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم في كنانتي, ثم أضرب بسيفي, ما بقي في يدي منه شيء ثم افعلوا ما شئتم. وإن شئتم دللتكم على مالي وقنيتي بمكة, وخليتم سبيلي, قالوا له: نعم. فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ربح البيع" قال: ونزلت ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد. وأما الأكثرون, فحملوا ذلك على أنها نزلت في كل مجاهد في سبيل الله كما قال تعالى: " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ". ولما حمل هشام بن عامر بين الصفين, أنكر عليه بعض الناس. فرد عليهم عمر بن الخطاب وأبو هريرة وغيرهما, وتلوا هذه الآية. ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد

 

ا هـ. من تفسير ابن كثير بتصرف يسير.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

"

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ "(208 ) ﴾

 

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ "

 

هذا أمر من الله تعالى للمؤمنين أن يدخلوا " فِي السِّلْمِ كَافَّةً " أي: في جميع شرائع الدين, ولا يتركوا منها شيئا, وأن لا يكونوا ممن اتخذ إلهه هواه, إن وافق الأمر المشروع هواه فعله, وإن خالفه, تركه. بل الواجب, أن يكون الهوى, تبعا للدين, وأن يفعل كل ما يقدر عليه, من أفعال الخير, وما يعجز عنه, يلتزمه وينويه, فيدركه بنيته. ولما كان الدخول في السلم كافة, لا يمكن ولا يتصور إلا بمخالفة طرق الشيطان قال: " وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ " أي: في العمل بمعاصي الله " إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ " ظاهر العداوة. والعدو المبين, لا يأمر إلا بالسوء والفحشاء, وما به الضرر عليكم.

 

﴿ "فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "(209 ) ﴾

 

 

"فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "

 

ولما كان العبد لا بد أن يقع منه خلل وزلل, قال تعالى " فَإِنْ زَلَلْتُمْ " أي أخطأتم ووقعتم في الذنوب. " مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ " أي: على علم ويقين " فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ". وفيه من الوعيد الشديد, والتخويف, ما يوجب ترك الزلل, فإن العزيز المقام الحكيم, إذا عصاه العاصي, قهره بقوته, وعذبه بمقتضى حكمته فإن من حكمته, تعذيب العصاة والجناة. وهذا فيه من الوعيد الشديد والتهديد, ما تنخلع له القلوب.

 

﴿ "هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ "(210 ) ﴾

 

 

"هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ "

 

يقول تعالى: هل ينتظر الساعون في الفساد في الأرض, المتبعون لخطوات الشيطان, النابذون لأمر الله إلا يوم الجزاء بالأعمال, الذي قد حشى من الأهوال والشدائد والفظائع, ما يقلقل قلوب الظالمين, ويحيق به الجزاء السيئ على المفسدين. وذلك أن الله تعالى يطوي السماوات والأرض, وتنتثر الكواكب, وتكور الشمس والقمر, وتنزل الملائكة الكرام, فتحيط بالخلائق, وينزل الباري تبارك وتعالى " فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ " ليفصل بين عباده بالقضاء العدل. فتوضع الموازين, وتنشر الدواوين, وتبيض وجوه أهل السعادة وتسود وجوه أهل الشقاوة, ويتميز أهل الخير من أهل الشر. وكل يجازى بعمله. فهنالك يعض الظالم على يديه, إذا علم حقيقة ما هو عليه. وهذه الآية وما أشبهها, دليل لمذهب أهل السنة والجماعة, المثبتين للصفات الاختيارية, كالاستواء, والنزول, والمجيء, ونحو ذلك من الصفات التي أخبر بها تعالى, عن نفسه, وأخبر بها عنه رسوله صلى الله عليه وسلم. فيثبتونها لمعانيها على وجه يليق بجلال الله وعظمته, من غير تشبيه ولا تحريف. ولا تعطيل. خلافا للمعطلة, على اختلاف أنواعهم, من الجهمية, والمعتزلة, والأشعرية ونحوهم, ممن ينفي هذه الصفات, ويتأول - لأجلها - الآيات بتأويلات ما أنزل الله بها من سلطان, بل حقيقتها, القدح في بيان الله وبيان رسوله, والزعم بأن كلامهم, هو الذي تحصل به الهداية في هذا الباب. فهؤلاء ليس معهم دليل نقلي, بل ولا دليل عقلي. أما النقلي, فقد اعترفوا أن النصوص الواردة في الكتاب والسنة, ظاهرها, بل صريحها, دال على مذهب أهل السنة والجماعة, وأنها تحتاج لدلالتها على مذهبهم الباطل, أن تخرج عن ظاهرها ويزاد فيها وينقص. وهذا كما ترى, لا يرتضيه من في قلبه مثقال ذرة من إيمان. وأما العقل, فليس في العقل ما يدل على نفي هذه الصفات. بل العقل دل على أن الفاعل, أكمل من الذي لا يقدر على الفعل, وأن فعله تعالى, المتعلق بنفسه, والمتعلق بخلقه, هو كمال. فإن زعموا أن إثباتها يدل على التشبيه بخلقه. قيل لهم: الكلام على الصفات, يتبع الكلام على الذات. فكما أن لله ذاتا لا تشبهها الذوات, فلله صفات لا تشبهها الصفات. فصفاته تبع لذاته, وصفات خلقه, تبع لذواتهم, فليس في إثباتها, ما يقتضي التشبيه بوجه. ويقال أيضا, لمن أثبت بعض الصفات, ونفى بعضا, أو أثبت الأسماء دون الصفات: إما أن تثبت الجميع كما أثبته الله لنفسه, وأثبته رسوله. وإما أن تنفي الجميع, وتكون منكرا لرب العالمين. وأما إثباتك بعض ذلك, ونفيك لبعضه, فهذا تناقض. ففرق بين ما أثبته, وبين ما نفيته, ولن تجد إلى الفرق سبيلا. فإن قلت: ما أثبته لا يقتضي تشبيها. قال لك أهل السنة والإثبات: لما نفيته لا يقتضي تشبيها. فإن قلت: لا أعقل من الذي نفيته إلا التشبيه. قال لك النفاة: ونحن لا نعقل من الذي أثبته إلا التشبيه. فما أجبت به النفاة, أجابك به أهل السنة, لما نفيته. والحاصل أن من نفى شيئا, مما دل الكتاب والسنة على إثباته, فهو متناقض, لا يثبت له دليل شرعي ولا عقلي, بل قد خالف المعقول والمنقول.

 

 

﴿ "سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "(211 )

 

 

"سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "

 

بقول تعالى: " سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ " تدل على الحق, وعلى صدق الرسل, فتيقنوها وعرفوها, فلم يقوموا بشكر هذه النعمة, التي تقتضي القيام بها. بل كفروا بها, وبدلوا نعمة الله كفرا, فلهذا استحقوا أن ينزل الله عليهم عقابه ويحرمهم من ثوابه. وسمى الله تعالى كفر النعمة تبديلا لها, لأن من أنعم الله عليه نعمة دينية أو دنيوية, فلم يشكرها, ولم يقم بواجبها, اضمحلت عنه وذهبت, وتبدلت بالكفر والمعاصي, فصار الكفر بدل النعمة. وأما من شكر الله تعالى, وقام بحقها, فإنها تثبت وتستمر, ويزيده الله منها.

 

 

﴿ "زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ "((212 ) ﴾

 

 

"زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ "

 

يخبر تعالى أن الذين كفروا بالله وبآياته ورسله, ولم ينقادوا لشرعه, أنهم زينت لهم الحياة الدنيا. فزينت في أعينهم وقلوبهم, فرضوا بها, واطمأنوا بها فصارت أهواؤهم وإراداتهم وأعمالهم كلها لها, فأقبلوا عليها, وأكبوا على تحصيلها, وعظموها, وعظموا من شاركهم في صنيعهم, واحتقروا المؤمنين, واستهزأوا بهم وقالوا: أهؤلاء من الله عليهم من بيننا؟ وهذا من ضعف عقولهم ونظرهم القاصر, فإن الدنيا دار ابتلاء وامتحان, وسيحصل الشقاء فيها لأهل الإيمان والكفران. بل المؤمن في الدنيا, وإن ناله مكروه, فإنه يصبر ويحتسب, فيخفف الله عنه بإيمانه وصبره, ما لا يكون لغيره. وإنما الشأن كل الشأن, والتفضيل الحقيقي, في الدار الباقية, فلهذا قال تعالى: " وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " فيكون المتقون في أعلى الدرجات, متمتعين بأنواع النعيم والسرور, والبهجة والحبور. والكفار تحتهم في أسفل الدركات, معذبين بأنواع العذاب والإهانة, والشقاء السرمدي, الذي لا منتهى له. ففي هذه الآية تسلية للمؤمنين, ونعي على الكافرين. ولما كانت الأرزاق الدنيوية والأخروية, لا تحصل إلا بتقدير الله, ولن تنال إلا بمشيئة الله قال تعالى: " وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ " فالرزق الدنيوي, يحصل للمؤمن والكافر. وأما رزق القلوب من العلم والإيمان, ومحبة الله, وخشيته ورجائه ونحو ذلك, فلا يعطيها إلا من يحبه.

 

 

﴿ "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ "(213) ﴾

 

 

"كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ "

 

 

أي: كان الناس مجتمعين على الكفر والضلال والشقاء, ليس لهم نور ولا إيمان. فرحمهم الله تعالى بإرسال الرسل إليهم " مُبَشِّرِينَ " من أطاع الله بثمرات الطاعات, من الرزق, والقوة في البدن والقلب, والحياة الطيبة, وأعلى ذلك, الفوز برضوان الله والجنة. " وَمُنْذِرِينَ " من عصى الله, بثمرات المعصية, من حرمان الرزق, والضعف, والإهانة, والحياة الضيقة, وأشد ذلك, سخط الله والنار. " وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ " وهو الإخبارات الصادقة, والأوامر العادلة. فكل ما اشتملت عليه الكتب الإلهية, فهو حق, يفصل بين المختلفين في الأصول والفروع. وهذا هو الواجب عند الاختلاف والتنازع, أن يرد الاختلاف والتنازع, إلى الله وإلى رسوله. ولولا أن في كتابه, وسنة رسوله, فصل النزاع, لما أمر بالرد إليهما. ولما ذكر نعمته العظيمة بإنزال الكتب على أهل الكتاب, وكان هذا يقتضي اتفاقهم عليها واجتماعهم - أخبر تعالى أنهم بغى بعضهم على بعض, وحصل النزاع والخصام وكثرة الاختلاف. فاختلفوا في الكتاب الذي ينبغي أن يكونوا أولى الناس بالاجتماع عليه, وذلك من بعد ما علموه وتيقنوه بالآيات البينات, والأدلة القاطعات, وضلوا بذلك ضلالا بعيدا. " فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا " من هذه الأمة " لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ " فكل ما اختلف فيه أهل الكتاب, وأخطأوا فيه الحق والصواب, هدى الله للحق فيه هذه الأمة " بِإِذْنِهِ " تعالى وتيسيره لهم ورحمته. " وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ". فعم الخلق تعالى, بالدعوة إلى الصراط المستقيم, عدلا منه تعالى, وإقامة حجة على الخلق, لئلا يقولوا "ما جاءنا من بشير ولا نذير". وهدى - بفضله ورحمته, وإعانته ولطفه - من شاء من عباده. فهذا فضله وإحسانه, وذاك عدله وحكمته, تبارك وتعالى

 

 

﴿ "أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ "(214 )

. ﴾

 

 

"أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ "

 

يخبر تبارك وتعالى, أنه لا بد أن يمتحن عبادة بالسراء والضراء والمشقة كما فعل بمن قبلهم, فهي سنته الجارية, التي لا تتغير ولا تتبدل, أن من قام بدينه وشرعه, لا بد أن يبتليه. فإن صبر على أمر الله, ولم يبال بالمكاره الواقعة في سبيله, فهو الصادق الذي قد نال من السعادة كما لها, ومن السيادة آلتها. ومن جعل فتنة الناس كعذاب الله, بأن صدته المكاره عما هو بصدده وثنته المحن عن مقصده, فهو الكاذب في دعوى الإيمان. فإنه ليس الإيمان بالتحلي والتمني, ومجرد الدعاوي, حتى تصدقه الأعمال أو تكذبه. فقد جرى على الأمم الأقدمين ما ذكر الله عنهم " مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ " أي: الفقر والأمراض في أبدانهم. " وَزُلْزِلُوا " بأنواع المخاوف من التهديد بالقتل, والنفي, وأخذ الأموال, وقتل الأحبة, وأنواع المضار حتى وصلت بهم الحال, وآل بهم الزلزال, إلى أن استبطأوا نصر الله مع يقينهم به. ولكن لشدة الأمر وضيقه " يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ ". فلما كان الفرج عند الشدة, وكلما ضاق الأمر اتسع. قال تعالى: " أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ " فهكذا كل من قام بالحق فإنه يمتحن. فكلما اشتدت عليه وصعبت - إذا صابر وثابر على ما هو عليه - انقلبت المحنة في حقه منحة, والمشقات راحات, وأعقبه ذلك, الانتصار على الأعداء وشفاء ما في قلبه من الداء. وهذه الآية نظير قوله تعالى " أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ". وقوله تعالى " أَم حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ " فعند الامتحان, يكرم المرء أو يهان.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×