اذهبي الى المحتوى
عروس القرءان

|| صفحة مدارسة التفسير|| ..~ ليدبروا آياته ~..

المشاركات التي تم ترشيحها

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

نتابع تفسير الآيات منــ{ سورة البقرة}

 

قوله تعالى: { لَّا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225)}

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

منه ولا كسب قلب, ولكنها جرت على لسانه

كقول الرجل في عرض كلامه: " لا والله " و " بلى والله "

وكحلفه على أمر ماض, يظن صدق نفسه، وإنما المؤاخذة على ما قصده القلب.

وفي هذا دليل على اعتبار المقاصد في الأقوال, كما هي معتبرة في الأفعال.

 

{ وَاللَّهُ غَفُورٌ} لمن تاب إليه,

{ حَلِيمٌ} بمن عصاه, حيث لم يعاجله بالعقوبة, بل حلم عنه وستر, وصفح مع قدرته عليه, وكونه بين يديه.

 

 

* ماض: ( اسم )

المؤنث : ماضية ، الجمع للمؤنث : ماضيات و مواضٍ

مَاضٍ ، الْمَاضِي

اسم فاعل من مضَى

ماضي العزيمة : نافذ الإرادة ، حاسم

 

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

قوله تعالى: {لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِن فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (226)}

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

وهذا من الأيمان الخاصة بالزوجة, في أمر خاص

 

وهو حلف الزوج على ترك وطء زوجته مطلقا، أو مقيدا، بأقل من أربعة أشهر أو أكثر.

فمن آلى من زوجته خاصة، فإن كان لدون أربعة أشهر, فهذا مثل سائر الأيمان, إن حنث كفر, وإن أتم يمينه, فلا شيء عليه, وليس لزوجته عليه سبيل, لأنه ملكه أربعة أشهر.

 

وإن كان أبدا, أو مدة تزيد على أربعة أشهر, ضربت له مدة أربعة أشهر من يمينه, إذا طلبت زوجته ذلك, لأنه حق لها، فإذا تمت أمر بالفيئة وهو الوطء، فإن وطئ, فلا شيء عليه إلا كفارة اليمين، وإن امتنع, أجبر على الطلاق, فإن امتنع, طلق عليه الحاكم.

 

ولكن الفيئة والرجوع إلى زوجته, أحب إلى الله تعالى, ولهذا قال:

{ فَإِن فَاءُوا } أي: رجعوا إلى ما حلفوا على تركه, وهو الوطء.

 

{ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ } يغفر لهم ما حصل منهم من الحلف, بسبب رجوعهم.

{ رَّحِيمٌ } حيث جعل لأيمانهم كفارة وتحلة, ولم يجعلها لازمة لهم غير قابلة للانفكاك, ورحيم بهم أيضا, حيث فاءوا إلى زوجاتهم, وحنّوا عليهنّ ورحموهنّ.

 

 

* آلَى: ( فعل )

آلى يُؤلي ، اؤْلِ ، إيلاءً ، فهو مؤلٍ ، والمفعول مُؤلًى عليه

آلى فلانٌ / آلى فلانٌ عليه / آلى فلانٌ منه : أقسم

آلَت المرأَةُ : اتخذت مِئْلاَةً

آلَى الشيءَ : استطاعه

 

* فَيئة: ( اسم )

الجمع : فَيْئات و فَيَئات

الْمَرَّةُ مِنْ فَاءَ

الفَيْئَةُ : الرَّجْعَةُ

فاءَ إِلى الله فَيْئَةً حسنةً : تاب تَوبةً حسنة

الفَيْئَةُ : الحِينُ

الفَيْئَةُ : الطَّيْرُ يُهاجِر ويعود في مواسمَ له

اسم مرَّة من فاءَ / فاءَ إلى / فاءَ على

 

* تَحِلّة: ( اسم )

التَّحِلَّةُ : تَحِلَّةُ اليمين ما تُكَفَّر به

مصدر حلَّلَ

 

 

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

قوله تعالى: { وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227) }

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

{ وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ}

أي: امتنعوا من الفيئة, فكان ذلك دليلا على رغبتهم عنهن, وعدم إرادتهم لأزواجهم, وهذا لا يكون إلا عزما على الطلاق، فإن حصل هذا الحق الواجب منه مباشرة, وإلا أجبره الحاكم عليه أو قام به.

 

{ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } فيه وعيد وتهديد, لمن يحلف هذا الحلف, ويقصد بذلك المضارة والمشاقة.

 

ويستدل بهذه الآية على أن الإيلاء, خاص بالزوجة, لقوله: { مِن نِّسَائِهِمْ } وعلى وجوب الوطء في كل أربعة أشهر مرة, لأنه بعد الأربعة, يجبر إما على الوطء, أو على الطلاق, ولا يكون ذلك إلا لتركه واجبا.

 

 

* ضارَّ: ( فعل )

ضارَّ يضارّ ، ضارِرْ / ضارَّ ، مُضارَّةً وضِرارًا ، فهو مُضارّ ، والمفعول مُضارّ

ضَارَّتْهُ الْحَوَادِثُ : أَضَرَّتْ بِهِ ، آلَمَتْهُ ، أَلْحَقَتْ بِهِ ضَرَراً البقرة آية 282 وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ ( قرآن )

ضَارَّ امْرَأَتَهُ : تَزَوَّجَ عَلَيْهَا ضَرَّةً

ضَارَّ زَمِيلَهُ : خَالَفَهُ ، ضَايَقَهُ

ضارَّ فلانًا : جازاه على ضرره ضارَّه خصومُه ،

لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ ( حديث )،

 

* شاقَّ: ( فعل )

شاقَّ يشاقّ ، شاقِقْ / شاقَّ ، شِقاقًا ومُشاقّةً ، فهو مُشاقّ ، والمفعول مُشاقّ

شاقَّ الرَّجُلَ : خالفه وعاداه الحشر آية 4 وَمَنْ يُشَاقِّ اللهَ فَإنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَاب ) )

 

* مُشاقّة: ( اسم )

مصدر شاقَّ

شِقاق ، عداوة ، اختلاف وانقسام خصومة وعدم اتّفاق

 

 

 

 

يتبع بإذن الله مع أختي الحبيبة زُلفى ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

 

نُتابع تفسير آيات (سورة البقرة)

 

 

قال الله تعالى: { وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } (228)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

أي: النساء اللاتي طلقهن أزواجهن { يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ } أي: ينتظرن ويعتددن مدة { ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ } أي: حيض, أو أطهار على اختلاف العلماء في المراد بذلك,

مع أن الصحيح أن القرء, الحيض, ولهذه العدةِ عِدّةُ حِكَمٍ، منها:

العلم ببراءة الرحم, إذا تكررت عليها ثلاثة الأقراء, علم أنه ليس في رحمها حمل, فلا يفضي إلى اختلاط الأنساب، ولهذا أوجب تعالى عليهن الإخبار عن { مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ }

 

وحَرَّمَ عليهن, كِتمان ذلك, من حمل أو حيض, لأن كتمان ذلك, يفضي إلى مفاسد كثيرة،

 

فكتمان الحمل, موجب أن تلحقه بغير من هو له, رغبة فيه واستعجالا لانقضاء العدة،

فإذا ألحقته بغير أبيه, حصل من قطع الرحم والإرث, واحتجاب محارمه وأقاربه عنه, وربما تزوج ذوات محارمه، وحصل في مقابلة ذلك, إلحاقه بغير أبيه, وثبوت توابع ذلك, من الإرث منه وله, ومن جعل أقارب الملحق به, أقارب له،

وفي ذلك من الشر والفساد, ما لا يعلمه إلا رب العباد،

ولو لم يكن في ذلك, إلا إقامتها مع مَنْ نِكَاحُهَا باطل في حقه, وفيه الإصرار على الكبيرة العظيمة, وهي الزنا لكفى بذلك شرا.

 

وأما كتمان الحيض,

- بأن استعجلت وأخبرت به وهي كاذبة, ففيه من انقطاع حق الزوج عنها, وإباحتها لغيره وما يتفرع عن ذلك من الشر, كما ذكرنا،

- وإن كذبت وأخبرت بعدم وجود الحيض, لتطول العدة, فتأخذ منه نفقة غير واجبة عليه, بل هي سحت عليها محرمة من جهتين:

- من كونها لا تستحقه,

- ومن كونها نسبته إلى حكم الشرع وهي كاذبة, وربما راجعها بعد انقضاء العدة, فيكون ذلك سفاحا, لكونها أجنبية عنه, فلهذا قال تعالى: { وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ }

فصدور الكتمان منهن دليل على عدم إيمانهن بالله واليوم الآخر, وإلا فلو آمَنَّ بالله واليوم الآخر, وعَرَفْنَ أَنَّهُنَّ مُجزيات عن أعمالهن, لم يصدر منهن شيء من ذلك.

 

وفي ذلك دليل على قبول خبر المرأة, عما تخبر به عن نفسها, من الأمر الذي لا يطلع عليه غيرها, كالحيض والحمل ونحوه ثم قال تعالى: { وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ } أي: لأزواجهن ما دامت متربصة في تلك العدة, أن يردوهن إلى نكاحهن { إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا } أي: رغبة وألفة ومودة.

 

ومفهوم الآية أنهم إن لم يريدوا الإصلاح, فليسوا بأحق بردهن, فلا يحل لهم أن يراجعوهن, لقصد المضارة لها, وتطويل العدة عليها، وهل يملك ذلك, مع هذا القصد؟ فيه قولان.

الجمهور على أنه يملك ذلك, مع التحريم,

والصحيح أنه إذا لم يرد الإصلاح, لا يملك ذلك, كما هو ظاهر الآية الكريمة,

وهذه حكمة أخرى في هذا التربص، وهي: أنه ربما أن زوجها ندم على فراقه لها, فجعلت له هذه المدة, ليتروى بها ويقطع نظره.

 

وهذا يدل على محبته تعالى, للألفة بين الزوجين, وكراهته للفراق, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:

" أبغض الحلال إلى الله الطلاق "

وهذا خاص في الطلاق الرجعي، وأما الطلاق البائن, فليس البعل بأحق برجعتها، بل إن تراضيا على التراجع,

فلا بد من عقد جديد مجتمع الشروط.

 

ثم قال تعالى: { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ } أي: وللنساء على بعولتهن من الحقوق واللوازم مثل الذي عليهن لأزواجهن من الحقوق اللازمة والمستحبة.

 

ومرجع الحقوق بين الزوجين يرجع إلى المعروف, وهو: العادة الجارية في ذلك البلد وذلك الزمان من مثلها لمثله، ويختلف ذلك باختلاف الأزمنة والأمكنة, والأحوال, والأشخاص والعوائد.

 

وفي هذا دليل على أن النفقة والكسوة, والمعاشرة, والمسكن, وكذلك الوطء - الكل يرجع إلى المعروف،

فهذا موجب العقد المطلق.

وأما مع الشرط, فعلى شرطهما, إلا شرطا أحل حراما, أو حرم حلالا.

 

{ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ } أي: رفعة ورياسة, وزيادة حق عليها, كما قال تعالى: { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ } ومنصب النبوة والقضاء, والإمامة الصغرى والكبرى, وسائر الولايات مختص بالرجال، وله ضعفا ما لها في كثير من الأمور, كالميراث ونحوه.

 

{ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } أي: له العزة القاهرة والسلطان العظيم, الذي دانت له جميع الأشياء, ولكنه مع عزته حكيم في تصرفه.

 

ويخرج من عموم هذه الآية,

- الحوامل, فعدتهن وضع الحمل،

- واللاتي لم يدخل بهن, فليس لهن عدة،

- والإماء, فعدتهن حيضتان, كما هو قول الصحابة رضي الله عنهم، وسياق الآيات يدل على أن المراد بها الحرة.

 

 

 

* طُهر: ( اسم ) ، الجمع: أَطْهارٌ. مصدر طهَرَ وطهُرَ.

الطُّهْرُ: الخُلُوُّ من النجاسةِ والحيضِ وغيرِهما.

والأَطْهارُ: أَيامُ طُهْر المرأة.

 

* عِدّة: ( اسم ) ، الجمع: عِدَدٌ.

العِدَّةُ: مقدار ما يُعَدُّ ومَبلَغُهُ.

وعِدَّة المُطَلَّقةِ والمُتَوَفَّى عنها زوْجُها: مدةُ حدَّدها الشرع ، تقضيها المرأَة دون زواج بعد طلاقها ، أو وفاة زوجها عنها.

أحصوا العدّة: اضبطوها و أكمِلوها ثلاثة قروء. سورة: الطلاق ، آية رقم : 1

 

* الرَّحِمُ:

الرَّحِمُ ، والرَّحْمُ ، والرِّحْمُ: موضعُ تكوين الجنين ووعاؤُه في البطن.

و الرَّحِمُ القرابةُ أَو أَسبابها.

( يذكر ويؤنَّث ) . والجمع: أَرحام.

صِلَة الرَّحِم: زيارة الأقارب والإحسان إليهم ، وعكسها قطيعة الرَّحم.

 

* سُحت: ( اسم )

الجمع: أسْحات.

السُّحْتُ: ما خبث وقبح من المكاسب ، فلزم عنه العار ، كالرِّشوة ونحوها.

أكلهم السحت: المال الحرام ، وأفحشه الرُّشا سورة : المائدة ، آية رقم : 62

 

* سِفاح: ( اسم )

السِّفَاحِ: الزِّنَى.

تَزَوَّجَ الْمَرْأةَ سِفَاحاً: بِطَرِيقَةٍ غَيْرِ شَرْعِيَّةٍ.

 

* تربَّصَ:

تربَّصَ / تربَّصَ بـ / تربَّصَ لـ يتربَّص ، تربُّصًا ، فهو مُتربِّص ، والمفعول مُتربَّصٌ :-

تربَّص فلانٌ الأمرَ انتظره:- تربَّص الفرصةَ ، - { فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ } .

تربَّصتِ المُطلَّقةُ بنفسها: انتظرت مرور الأطهار ليحِلَّ لها الزواجُ بآخر :- { وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوءٍ } .

 

* صحة حديث: ( أبغض الحلال إلى الله الطلاق )

 

* بائِن:( اسم ) فاعل من بان.

طَلاَقٌ بَائِنٌ: طَلاَقٌ لاَ رِجْعَةَ فِيهِ.

 

* البعْل:

الزَّوج :- { وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا } -

{ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ }

 

* الحُرَّةُ: العفيفة المحصنة.

اِمْرَأَةٌ حُرَّةٌ : طَليقَةٌ ، أو كَريمَةٌ.

الحُرَّة : خلافُ الأَمَة.

 

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

قال الله تعالى: { الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } (229)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

كان الطلاق في الجاهلية, واستمر أول الإسلام, يطلق الرجل زوجته بلا نهاية، فكان إذا أراد مضارتها, طلقها, فإذا شارفت انقضاء عدتها, راجعها, ثم طلقها وصنع بها مثل ذلك أبدا, فيحصل عليها من الضرر ما الله به عليم،

فأخبر تعالى أن { الطَّلَاقَ } أي: الذي تحصل به الرجعة { مَرَّتَانِ } ليتمكن الزوج إن لم يرد المضارة من ارتجاعها, ويراجع رأيه في هذه المدة،

وأما ما فوقها, فليس محلا لذلك, لأن من زاد على الثنتين, فإما متجرئ على المحرم, أو ليس له رغبة في إمساكها, بل قصده المضارة،

فلهذا أمر تعالى الزوج, أن يمسك زوجته { بِمَعْرُوفٍ } أي: عشرة حسنة, ويجري مجرى أمثاله مع زوجاتهم, وهذا هو الأرجح,

وإلا يسرحها ويفارقها { بِإِحْسَانٍ } ومن الإحسان, أن لا يأخذ على فراقه لها شيئا من مالها, لأنه ظلم, وأخذ للمال في غير مقابلة بشيء, فلهذا قال:

{ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ }

وهي المخالعة بالمعروف, بأن كرهت الزوجة زوجها, لخلقه أو خلقه أو نقص دينه, وخافت أن لا تطيع الله فيه،

{ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ } لأنه عوض لتحصيل مقصودها من الفرقة، وفي هذا مشروعية الخلع, إذا وجدت هذه الحكمة.

 

{ تِلْكَ } أي ما تقدم من الأحكام الشرعية { حُدُودُ اللَّهِ } أي: أحكامه التي شرعها لكم, وأمر بالوقوف معها،

{ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } وأي ظلم أعظم ممن اقتحم الحلال, وتعدى منه إلى الحرام, فلم يسعه ما أحل الله؟

 

والظلم ثلاثة أقسام:

- ظلم العبد فيما بينه وبين الله,

- وظلم العبد الأكبر الذي هو الشرك,

- وظلم العبد فيما بينه وبين الخلق،

 

فالشرك لا يغفره الله إلا بالتوبة, وحقوق العباد, لا يترك الله منها شيئا، والظلم الذي بين العبد وربه فيما دون الشرك, تحت المشيئة والحكمة.

 

 

 

* خالَعَ: ( فعل )

خالعَ يُخالع ، مُخالَعَةً ، فهو مُخالِع ، والمفعول مُخالَع.

خالع امرأتَه: طلَّقها نظير مال تبذله له.

خَالَعَتِ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا: طَلَبَتْ أَنْ يُطَلِّقَهَا بِمُقَابِلٍ مَالِيٍّ تَدْفَعُهُ إِليْهِ.

 

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

 

قال الله تعالى: { فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } (230)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

يقول تعالى: { فَإِنْ طَلَّقَهَا } أي: الطلقة الثالثة { فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ } أي: نكاحا صحيحا ويطؤها, لأن النكاح الشرعي لا يكون إلا صحيحا, ويدخل فيه العقد والوطء, وهذا بالاتفاق.

 

ويشترط أن يكون نكاح الثاني, نكاح رغبة، فإن قصد به تحليلها للأول, فليس بنكاح, ولا يفيد التحليل، ولا يفيد وطء السيد, لأنه ليس بزوج،

فإذا تزوجها الثاني راغبا ووطئها, ثم فارقها وانقضت عدتها { فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا } أي: على الزوج الأول والزوجة { أَنْ يَتَرَاجَعَا } أي: يجددا عقدا جديدا بينهما, لإضافته التراجع إليهما, فدل على اعتبار التراضي.

 

ولكن يشترط في التراجع أن يظنا { أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ } بأن يقوم كل منهما, بحق صاحبه،

وذلك إذا ندما على عشرتهما السابقة الموجبة للفراق, وعزما أن يبدلاها بعشرة حسنة,

فهنا لا جناح عليهما في التراجع.

 

ومفهوم الآية الكريمة, أنهما إن لم يظنا أن يقيما حدود الله, بأن غلب على ظنهما أن الحال السابقة باقية, والعشرة السيئة غير زائلة أن عليهما في ذلك جناحا, لأن جميع الأمور, إن لم يقم فيها أمر الله, ويسلك بها طاعته, لم يحل الإقدام عليها.

 

وفي هذا دلالة على أنه ينبغي للإنسان, إذا أراد أن يدخل في أمر من الأمور, خصوصا الولايات, الصغار, والكبار, نظر في نفسه ، فإن رأى من نفسه قوة على ذلك, ووثق بها, أقدم, وإلا أحجم.

 

ولما بين تعالى هذه الأحكام العظيمة قال: { وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ } أي: شرائعه التي حددها وبينها ووضحها.

 

{ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } لأنهم هم المنتفعون بها, النافعون لغيرهم.

 

وفي هذا من فضيلة أهل العلم, ما لا يخفى, لأن الله تعالى جعل تبيينه لحدوده, خاصا بهم, وأنهم المقصودون بذلك، وفيه أن الله تعالى يحب من عباده, معرفة حدود ما أنزل على رسوله والتفقه بها.

 

 

 

* الجُناح: الإِثم والجُرْمُ.

 

* أَقْدَمَ: ( فعل )

أقدمَ / أقدمَ على يُقدم ، إقدامًا ، فهو مُقدِم ، والمفعول مُقْدَم.

أقدم على العمل: شَرع في إنجازه بدون توقُّف.

 

* أَحْجَمَ فلانٌ عن الشيء: كفّ ونكَص.

 

 

 

 

 

 

يُتبع بإذن الله مع أختي الحبيبة عروس القرآن.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

نتابع تفسير الآيات منــ{ سورة البقرة}

 

قوله تعالى:{وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (231)}

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

ثم قال تعالى: { وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ}أي: طلاقا رجعيا بواحدة أو ثنتين.

{فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ}أي: قاربن انقضاء عدتهن.

{ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} أي: إما أن تراجعوهن, ونيتكم القيام بحقوقهن, أو تتركوهن بلا رجعة ولا إضرار, ولهذا قال:

{ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا} أي: مضارة بهن { لِّتَعْتَدُوا } في فعلكم هذا الحلال, إلى الحرام، فالحلال: الإمساك بمعروف والحرام: المضارة

{ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ } ولو كان الحق يعود للمخلوق فالضَرر عائد إلى من أراد الضِرار.

 

{وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} لما بين تعالى حدوده غاية التبيين, وكان المقصود, العلم بها والعمل, والوقوف معها, وعدم مجاوزتها, لأنه تعالى لم ينزلها عبثا, بل أنزلها بالحق والصدق والجد, نهى عن اتخاذها هزوا, أي: لعبا بها, وهو التجرؤ عليها, وعدم الامتثال لواجبها، مثل استعمال المضارة في الإمساك, أو الفراق, أو كثرة الطلاق, أو جمع الثلات، والله من رحمته جعل له واحدة بعد واحدة, رفقا به وسعيا في مصلحته.

 

{ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ } عموما باللسان ثناء وحمدا، وبالقلب اعترافا وإقرارا, وبالأركان بصرفها في طاعة الله،

 

{ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ } أي: السنة اللذين بيّن لكم بهما طرق الخير ورغبكم فيها, وطرق الشر وحذركم إياها, وعرفكم نفسه ووقائعه في أوليائه وأعدائه, وعلمكم ما لم تكونوا تعلمون.

وقيل: المراد بالحكمة أسرار الشريعة, فالكتاب فيه, الحكم، والحكمة فيها, بيان حكمة الله في أوامره ونواهيه، وكلا المعنيين صحيح، ولهذا قال

 

{ يَعِظُكُم بِهِ } أي: بما أنزل عليكم, وهذا مما يقوي أن المراد بالحكمة, أسرار الشريعة,

لأن الموعظة ببيان الحُكم والحِكمة, والترغيب, أو الترهيب

فالحكم به, يزول الجهل، والحكمة مع الترغيب, يوجب الرغبة، والحكمة مع الترهيب يوجب الرهبة.

 

{ وَاتَّقُوا اللَّهَ } في جميع أموركم { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} فلهذا بيّن لكم هذه الأحكام بغاية الإحكام والإتقان التي هي جارية مع المصالح في كل زمان ومكان,

[فله الحمد والمنة].

 

* مَوعِظة: ( اسم )

الجمع : مواعِظُ

مصدر ميميّ من وعَظَ

المَوْعِظَةُ : عِظَة ؛ ما يُوعَظ به من قَوْل أو فعْل وتذكير بالواجبات ودعوة إلى السّيرة الصّالحة : القول الرقيق

 

* رَغِبَ: ( فعل )

رغِبَ / رغِبَ إلى / رغِبَ بـ / رغِبَ عن / رغِبَ في يَرغَب ، رَغْبًا ورَغَبًا ورَغْبةً ورُغْبةً ، فهو راغِب ، والمفعول مَرْغوب

رغِب الشَّيءَ / رغِب في الشَّيء : أراده وحرَص عليه وطمِع فيه وأحبَّه

 

* رَهِبَ: ( فعل )

رهِبَ يَرهَب ، رَهْبًا ورَهَبًا ورَهْبَةً ورُهْبًا ، فهو راهب ، والمفعول مرهوب - للمتعدِّي

رَهِبَ جانِبَهُ : خافَهُ

رَهِبَ الوَلَدُ : خافَ

 

 

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

قوله تعالى:{وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ(232)}

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

هذا خطاب لأولياء المرأة المطلقة دون الثلاث إذا خرجت من العدة, وأراد زوجها أن ينكحها, ورضيت بذلك,

فلا يجوز لوليها, من أب وغيره; أن يُعضلها; أي: يمنعها من التزوج به حنقا عليه; وغضبا; واشمئزازا لما فعل من الطلاق الأول.

 

وذكر أن من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فإيمانه يمنعه من العضل، فإن ذلك أزكى لكم وأطهر وأطيب مما يظن الولي أن عدم تزويجه هو الرأي

واللائق وأنه يقابل بطلاقه الأول بعدم التزويج له كما هو عادة المترفعين المتكبرين.

 

 

 

 

فإن كان يظن أن المصلحة في عدم تزويجه, فالله ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) فامتثلوا أمر من هو عالم بمصالحكم, مريد لها, قادر عليها, ميسر لها من الوجه الذي تعرفون وغيره.

 

وفي هذه الآية, دليل على أنه لا بد من الولي في النكاح, لأنه نهى الأولياء عن العضل, ولا ينهاهم إلا عن أمر, هو تحت تدبيرهم ولهم فيه حق

 

 

* حَنِقَ: ( فعل )

حنِقَ على يَحنَق ، حَنَقًا ، فهو حَنِق ، والمفعول محنوق عليه

حنِق على فلان : سخط عليه واشتدَّ غيظُه

 

* اِشمِئزاز: ( اسم )

مصدر اِشْمَأَزَّ

فِعْلُهُ يُثيرُ الاشْمِئْزازَ : أَي التَّقَزُّزَ ، الاحْتِقارَ ، التَّكَرُّهَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ بِكُرْهٍ وَاشْمِئْزازٍ

 

* اِشمأَزَّ: ( فعل )

اشمأزَّ / اشمأزَّ من يشمئزّ ، اشمئزازًا ، فهو مُشمئِزّ ، والمفعول مُشمَأَزٌّ منه

تَشْمَئِزُّ نَفْسُهُ : تَتَقَبَّضُ ، تَنْفُرُ

اِشْمَأَزَّ مِنْهُ : نَفَرَ مِنْهُ كَراهَةً ، اِنْقَبَضَ ، ضاقَ بِهِ ، الزمر آية 45 وَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنونَ بالآخِرَةِ ( قرآن )

 

 

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

قوله تعالى:{ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (233)}

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

هذا خبر بمعنى الأمر, تنزيلا له منزلة المتقرر, الذي لا يحتاج إلى أمر بأن

{ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ} ولما كان الحول, يطلق على الكامل, وعلى معظم الحول

 

قال: { كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ } فإذا تم للرضيع حولان, فقد تم رضاعه وصار اللبن بعد ذلك, بمنزلة سائر الأغذية, فلهذا كان الرضاع بعد الحولين, غير مُعتبر

 

ويؤخذ من هذا النص, ومن قوله تعالى: { وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} أن أقل مدة الحمل ستة أشهر, وأنه يمكن وجود الولد بها.

 

{وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ} أي: الأب { رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ } وهذا شامل لما إذا كانت في حباله أو مطلقة, فإن على الأب رزقها, أي: نفقتها وكسوتها, وهي الأجرة للرضاع.

ودل هذا, على أنها إذا كانت في حباله, لا يجب لها أجرة, غير النفقة والكسوة, وكل بحسب حاله, فلهذا قال:

{ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا} فلا يكلف الفقير أن ينفق نفقة الغني, ولا من لم يجد شيئا بالنفقة حتى يجد،

{ لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ } أي: لا يحل أن تضار الوالدة بسبب ولدها, إما أن تمنع من إرضاعه, أو لا تعطى ما يجب لها من النفقة, والكسوة أو الأجرة،

{وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ} بأن تمتنع من إرضاعه على وجه المضارة له, أو تطلب زيادة عن الواجب, ونحو ذلك من أنواع الضرر.

ودل قوله: { مَوْلُودٌ لَّهُ } أن الولد لأبيه, لأنه موهوب له, ولأنه من كسبه، فلذلك جاز له الأخذ من ماله, رضي أو لم يرض, بخلاف الأم.

 

وقوله: {وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ } أي: على وارث الطفل إذا عدم الأب, وكان الطفل ليس له مال, مثل ما على الأب من النفقة للمرضع والكسوة،

فدل على وجوب نفقة الأقارب المعسرين, على القريب الوارث المُوسر،

 

{ فَإِنْ أَرَادَا } أي: الأبوان { فِصَالًا } أي: فطام الصبي قبل الحولين،

{ عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا }بأن يكونا راضيين { وَتَشَاوُرٍ} فيما بينهما, هل هو مصلحة للصبي أم لا؟ فإن كان مصلحة ورضيا { فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا } في فطامه قبل الحولين،

فدلت الآية بمفهومها, على أنه إن رضي أحدهما دون الآخر, أو لم يكن مصلحة للطفل, أنه لا يجوز فطامه.

 

وقوله: {وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ } أي: تطلبوا لهم المراضع غير أمهاتهم على غير وجه المضارة

{ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ } أي: للمرضعات,

 

{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } فمجازيكم على ذلك بالخير والشر

 

 

 

 

يتبع بإذن الله مع أختي الحبيبة زُلفى ..

تم تعديل بواسطة عروس القرآن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

 

 

نُتابع تفسير آيات (سورة البقرة)

 

 

قال الله تعالى: { وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } (234)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

أي: إذا توفي الزوج, مكثت زوجته, متربصة أربعة أشهر وعشرة أيام وجوبا، والحكمة في ذلك, ليتبين الحمل في مدة الأربعة, ويتحرك في ابتدائه في الشهر الخامس، وهذا العام مخصوص بالحوامل, فإن عدتهن بوضع الحمل، وكذلك الأمة, عدتها على النصف من عدة الحرة, شهران وخمسة أيام.

 

وقوله: { فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ } أي: انقضت عدتهن { فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ } أي: من مراجعتها للزينة والطيب، { بِالْمَعْرُوفِ } أي: على وجه غير محرم ولا مكروه.

 

وفي هذا وجوب الإحداد مدة العدة, على المتوفى عنها زوجها, دون غيرها من المطلقات والمفارقات, وهو مُجْمَعٌ عليه بين العلماء.

 

{ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } أي: عالم بأعمالكم, ظاهرها وباطنها, جليلها وخفيها, فمجازيكم عليها.

 

وفي خطابه للأولياء بقوله: { فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ } دليل على أن الولي ينظر على المرأة, ويمنعها مما لا يجوز فعله ويجبرها على ما يجب, وأنه مخاطب بذلك, واجب عليه.

 

 

* أَمة: ( اسم )

الجمع: إِماءٌ ، و آمٍ ، و إمْوانٌ ، و أُموانٌ.

الأَمَةُ: جارية ، امرأةٌ مملوكة عكسها حُرَّة.

الأَمَةُ: ال خادمة.

وتقول: يا أَمَةَ الله ، كما تقول: يا عبدَ الله.

 

* إحداد: ( اسم ) ، مصدر أَحَدَّ.

أَحَدَّ: ( فعل )

أحدَّ يُحِدّ ، أحْدِدْ / أحِدَّ ، إحدادًا ، فهو مُحِدّ ، والمفعول مُحَدّ - للمتعدِّي.

الإحداد هو ترك المعتدة كل ما يعتبر زينة لها , أي امتناعها عنه.

أحدت المرأة: تركت الزينة بعد وفاة زوجها.

أحدَّ الشَّخصُ لبِس الحدادَ :- أحدَّتِ المرأةُ على زوجها.

 

* جَليل جمع أجِلاّء وجِلَّة ، مؤ جليلة ، جمع مؤ جليلات وجلائل.

جلائل الأعمال: الأعمال العظيمة الشأن أو القدر.

 

* نظَر لليتيم: رثى له وأعانه :- نظَر لمسكين ، - استمر ينظر لمؤسّسة الأيتام يقدّم لها ما يستطيع :-? فلانٌ تحت نَظَر فلانٍ: أي تحت حمايته والتفاته.

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

قال الله تعالى: { وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ } (235)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

هذا حكم المعتدة من وفاة, أو المبانة في الحياة، فيحرم على غير مبينها أن يصرح لها في الخطبة, وهو المراد بقوله: { وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا } وأما التعريض, فقد أسقط تعالى فيه الجناح.

 

والفرق بينهما: أن التصريح, لا يحتمل غير النكاح, فلهذا حرم, خوفا من استعجالها, وكذبها في انقضاء عدتها, رغبة في النكاح، ففيه دلالة على منع وسائل المحرم, وقضاء لحق زوجها الأول, بعدم مواعدتها لغيره مدة عدتها.

 

وأما التعريض, وهو الذي يحتمل النكاح وغيره, فهو جائز للبائن كأن يقول لها: إني أريد التزوج, وإني أحب أن تشاوريني عند انقضاء عدتك, ونحو ذلك, فهذا جائز لأنه ليس بمنزلة الصريح, وفي النفوس داعٍ قوي إليه.

 

وكذلك إضمار الإنسان في نفسه أن يتزوج من هي في عدتها, إذا انقضت، ولهذا قال: { أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ } هذا التفصيل كله في مقدمات العقد.

 

وأما عقد النكاح فلا يحل { حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ } أي: تنقضي العدة.

 

{ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ } أي: فانووا الخير, ولا تنووا الشر, خوفا من عقابه ورجاء لثوابه.

 

{ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ } لمن صدرت منه الذنوب, فتاب منها, ورجع إلى ربه { حَلِيمٌ } حيث لم يعاجل العاصين على معاصيهم, مع قدرته عليهم.

 

* تَعريض: ( اسم )

مصدر عَرَّضَ.

فَهِمَ مِنْ كَلاَمِهِ تَعْرِيضاً بِهِ: تَلْمِيحاً مِنْ غَيْرِ تَصْرِيحٍ.

عَرَّضَ له بالقول: لم يبيّنه ولم يصرِّح به.

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

قال الله تعالى: { لَّا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ } (236)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

أي: ليس عليكم يا معشر الأزواج جناح وإثم, بتطليق النساء قبل المسيس, وفرض المهر, وإن كان في ذلك كسر لها, فإنه ينجبر بالمتعة، فعليكم أن تمتعوهن بأن تعطوهن شيئا من المال, جبرا لخواطرهن.

 

{ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ } أي: المعسر { قَدَرُهُ } وهذا يرجع إلى العرف, وأنه يختلف باختلاف الأحوال ولهذا قال: { مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ } فهذا حق واجب { عَلَى الْمُحْسِنِينَ } ليس لهم أن يبخسوهن.

 

فكما تسببوا لـــتشوفهن واشتياقهن, وتعلق قلوبهن, ثم لم يعطوهن ما رغبن فيه, فعليهم في مقابلة ذلك المتعة.

 

فلله ما أحسن هذا الحكم الإلهي, وأدله على حكمة شارعه ورحمته "ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون؟" فهذا حكم المطلقات قبل المسيس وقبل فرض المهر.

 

 

 

* المَعْشَرُ: كلُّ جماعة أَمرُهم واحِدٌ.

وفي التنزيل العزيز: الأنعام آية 130 يَا مَعْشَرَ الجِنِّ والإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ ) ) .

 

* لامستُمُ النّساء: واقعتموهنّ أو مسستم بشرتهنّ.

سورة : النساء ، آية رقم : 43

 

* تَشَوَّفَ: ( فعل )

تشوَّفَ / تشوَّفَ إلى / تشوَّفَ لـ / تشوَّفَ من يتشوَّف ، تشوُّفًا ، فهو مُتشوِّف ، والمفعول مُتشوَّف

تشوَّف الخبرَ: توقّعه وتطلّع إليه.

تَشَوَّفَتْ نَفْسُهُ لِرُؤْيَةِ الأَحْبَابِ: تَطَلَّعَتْ إِلَى ، اِشْتَاقَتْ.

 

 

 

 

 

يُتبع بإذن الله مع أختي الحبيبة عروس القرآن.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

نتابع تفسير الآيات منــ{ سورة البقرة}

 

قوله تعالى:{وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237)}

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

أي: إذا طلقتم النساء قبل المسيس, وبعد فرض المهر, فللمطلقات من المهر المفروض نصفه, ولكم نصفه.

هذا هو الواجب ما لم يدخله عفو ومسامحة, بأن تعفو عن نصفها لزوجها, إذا كان يصح عفوها,

{ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ } وهو الزوج على الصحيح لأنه الذي بيده حل عقدته؛ ولأن الولي لا يصح أن يعفو عن ما وجب للمرأة, لكونه غير مالك ولا وكيل.

 

ثم رغب في العفو, وأن من عفا, كان أقرب لتقواه, لكونه إحسانا موجبا لشرح الصدر, ولكون الإنسان لا ينبغي أن يهمل نفسه من الإحسان والمعروف, وينسى الفضل الذي هو أعلى درجات المعاملة,

 

ـــ لأن معاملة الناس فيما بينهم على درجتين:

ـــ إما عدل وإنصاف واجب, وهو: أخذ الواجب, وإعطاء الواجب.

ـــ وإما فضل وإحسان, وهو إعطاء ما ليس بواجب والتسامح في الحقوق, والغض مما في النفس

فلا ينبغي للإنسان أن ينسى هذه الدرجة, ولو في بعض الأوقات, وخصوصا لمن بينك وبينه معاملة, أو مخالطة, فإن الله مجاز المحسنين بالفضل والكرم، ولهذا قال:

{إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }.

akhawat_islamway_1426467939____.png

قوله تعالى:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)}

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

يأمرتعالى

بالمحافظة على الصلوات عمومًا وعلى الصلاة الوسطى، وهي العصر خصوصًا،

 

والمحافظة عليها أداؤها بوقتها وشروطها وأركانها وخشوعها وجميع ما لها من واجب ومستحب،

وبالمحافظة على الصلوات تحصل المحافظة على سائر العبادات، وتفيد النهي عن الفحشاء والمنكر خصوصًا إذا أكملها كما أمر بقوله

{ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ } أي: ذليلين خاشعين، ففيه الأمر بالقيام والقنوت والنهي عن الكلام، والأمر بالخشوع، هذا مع الأمن والطمأنينة.

 

 

* قَنوت: ( اسم )

اِمْرَأَةٌ قَنُوتٌ : اِمْرَأَةٌ مُطِيعَةٌ لِزَوْجِهَا

 

* قُنوت: ( اسم )

القُنُوتُ : الطَّاعَةُ

القُنُوتُ : الدُّعَاءُ

مصدر قنَتَ / قنَتَ لـ

دعاء القنوت : دعاء في الصَّلاة في محلّ مخصوص من القيام

القُنُوتُ فِي الصَّلاَةِ : القِيَامُ فِي الصَّلاَةِ

 

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

قوله تعالى:{ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239)}

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

{ فَإِنْ خِفْتُمْ } لم يذكر ما يخاف منه ليشمل الخوف من كافر وظالم وسبع، وغير ذلك من أنواع المخاوف،

أي: إن خفتم بصلاتكم على تلك الصفة فصلوها { رِجَالًا } أي: ماشين على أقدامكم،

{أَوْ رُكْبَانًا } على الخيل والإبل وغيرها، ويلزم على ذلك أن يكونوا مستقبلي القبلة وغير مستقبليها،

وفي هذا زيادة التأكيد على المحافظة على وقتها حيث أمر بذلك ولو مع الإخلال بكثير من الأركان والشروط،

وأنه لا يجوز تأخيرها عن وقتها ولو في هذه الحالة الشديدة، فصلاتها على تلك الصورة أحسن وأفضل بل أوجب من صلاتها مطمئنا خارج الوقت

 

{ فَإِذَا أَمِنتُمْ } أي: زال الخوف عنكم{ فَاذْكُرُوا اللَّهَ} وهذا يشمل جميع أنواع الذكر ومنه الصلاة على كمالها وتمامها

{ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ } فإنها نعمة عظيمة ومنة جسيمة، تقتضي مقابلتها بالذكر والشكر ليبقي نعمته عليكم ويزيدكم عليها.

 

* جَسيم: ( اسم )

الجمع : جِسام

هُوَ جَسِيمُ البَدَنِ : البَدِينُ ، الضَّخْمُ ، الغَلِيظُ

طَلَبَ مِنْهُ مَبْلَغاً جَسِيماً : ضَخْماً

إِنَّهُ لأَمْرٌ جَسِيمٌ : خَطِيرٌ ، فَادِحٌ

الجَسِيمُ : الجُسَام

الجَسِيمُ : ما ارتفع من الأَرض وعلاه الماءُ

 

 

 

 

 

يتبع بإذن الله مع أختي الحبيبة زُلفى ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

 

نُتابع تفسير آيات (سورة البقرة)

 

 

قال الله تعالى: { وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } (240)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

أي: الأزواج الذين يموتون ويتركون خلفهم أزواجا فعليهم أن يوصوا { وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج } أي: يوصون أن يلزمن بيوتهم مدة سنة لا يخرجن منها { فإن خرجن } من أنفسهن { فلا جناح عليكم } أيها الأولياء { فيما فعلن في أنفسهن من معروف والله عزيز حكيم } أي: من مراجعة الزينة والطيب ونحو ذلك

وأكثر المفسرين أن هذه الآية منسوخة بما قبلها وهي قوله: { وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا }

وقيل لم تنسخها بل الآية الأولى دلت على أن أربعة أشهر وعشر واجبة، وما زاد على ذلك فهي مستحبة ينبغي فعلها تكميلا لحق الزوج، ومراعاة للزوجة، والدليل على أن ذلك مستحب أنه هنا نفى الجناح عن الأولياء إن خرجن قبل تكميل الحول، فلو كان لزوم المسكن واجبا لم يَنْفِ الحرج عنهم.

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

 

قال الله تعالى: { وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ } (241)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

أي: لكل مطلقة متاع بالمعروف حقا على كل مُتَّقٍ، جبرا لخاطرها وأداء لبعض حقوقها، وهذه المتعة واجبة على من طلقت قبل المسيس، والفرض سنة في حق غيرها كما تقدم، هذا أحسن ما قيل فيها، وقيل إن المتعة واجبة على كل مطلقة احتجاجا بعموم هذه الآية، ولكن القاعدة أن المطلق محمول على المقيّد، وتقدم أن الله فرض المتعة للمطلقة قبل الفرض والمسيس خاصة.

 

 

 

* مَتاع :- جمع أمْتِعة ، جمع الجمع أماتعُ وأماتيعُ.

- كلّ ما يُنتفع به من الحوائج كالطّعام والأثاث والسّلعة ونحوها ، وسميت متاعا لأن المرء يتمتع بها.

- ما يعطى للمطلّقة أو من مات زوجُها من نفقة وكسوة مدّة عدّتها :- { وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ } - { وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ } .

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

 

قال الله تعالى: { كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } (242)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

ولما بيّن تعالى هذه الأحكام العظيمة المشتملة على الحكمة والرحمة امتن بها على عباده فقال: { كذلك يبين الله لكم آياته } أي: حدوده، وحلاله وحرامه والأحكام النافعة لكم، لعلكم تعقلونها فتعرفونها وتعرفون المقصود منها، فإن من عرف ذلك أوجب له العمل بها، ثم قال تعالى:

 

 

 

 

وسنعرف ذلك بإذن الله مع أختي الحبيبة عروس القرآن.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

نتابع تفسير الآيات منــ{ سورة البقرة}

 

قوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (242)}

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

يَقُصُ تعالى علينا قصة الذين خرجوا من ديارهم على كثرتهم واتفاق مقاصدهم،

بأن الذي أخرجهم منها حذر الموت من وباء أو غيره، يقصدون بهذا الخروج السلامة من الموت، ولكن لا يغني حذر عن قدر،

 

{فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا } فماتوا { ثُمَّ } إن الله تعالى { أَحْيَاهُمْ } إما بدعوة نبي أو بغير ذلك، رحمة بهم ولطفا وحِلما، وبيانا لآياته لخلقه بإحياء الموتى، ولهذا قال:

 

{ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ} أي: عظيم { عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ }

فلا تزيدهم النعمة شكرا، بل ربما استعانوا بنعم الله على معاصيه، وقليل منهم الشكور الذي يعرف النعمة ويُقِر بها ويصرفها في طاعة المُنعِم

 

* وَباء: ( اسم )

الجمع : أَوْبِيَةٌ ، و أَوْبِئة

الوَبَاءُ : الوَبَأُ ؛ كُلُّ مرضٍ شديد العدوى ، سريع الانتشار من مكان إلى مكان ، يصيب الإنسان والحيوان والنَّبات ، وعادةً ما يكون قاتلاً كالطّاعون وَباءُ الكوليرا / الطَّاعون ،

مصدر وبُؤَ ووُبِئَ ووبِئَ

 

 

* أَقَرَّ: ( فعل )

أقرَّ / أقرَّ بـ / أقرَّ لـ يُقِرّ ، أقْرِرْ / أقِرَّ ، إقرارًا ، فهو مُقِرّ ، والمفعول مُقَرّ - للمتعدِّي

أقرَّ المجرمُ / أقرَّ المجرمُ بالشَّيءِ : اعترف به أقرّ بانتصار خصمه عليه

أقرَّ النُّوابُ قانونًا : صوّتوا عليه ، وافقوا عليه

أقرَّ الرَّأيَ : رضيه وقبِله

أقرَّ العامِلَ على العمل : رضِي عملَه وأثبته

أقرَّه في المكان : أثبته فيه أقرَّ الموظّفَ في وظيفته

أقرَّ لفلان بحقِّه : اعترف له به أقرَّ له بذنبه

أَقَرَّ بالحقِّ وله : اعترَف به وأَثْبَتَهُ

أقَرَّتِ الحُكُومَةُ قَانُوناً جَدِيداً : صَادَقَتْ ، اِعْتَمَدَتْ ، وَافَقَتْ عَلَى إقْرَارِهِ

أقَرَّ الرَّجُلُ : سَكَنَ ، اِنْقادَ

أقَرَّ الكَلامَ لَهُ : بَيَّنَهُ حَتَّى عَرَفَهُ

أقَرَّ بِخَطَئِهِ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِهِ : اِعْتَرَفَ بِهِ بَعْدَ أنِ اجْتَمَعَتِ القَرَائِنُ لَمْ يَبْقَ للِمُتَّهَمِ إلاَّ أنْ يُقِرَّ بِذَنْبِهِ

أقرَّ اللهُ عينَه / أقرَّ اللهُ بعينه : أعطاه ما يشتهيه ويرضاه ، أنام عينَه

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

قوله تعالى:{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (243)}

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

 

ثم أمر تعالى بالقتال في سبيله، وهو قتال الأعداء الكفار لإعلاء كلمة الله ونصر دينه، فقال:

{ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} أي: فأحسنوا نياتكم واقصدوا بذلك وجه الله، واعلموا أنه لا يفيدكم القعود عن القتال شيئا، ولو ظننتم أن في القعود حياتكم وبقاءكم، فليس الأمر كذلك، ولهذا ذكر القصة السابقة توطئة لهذا الأمر، فكما لم ينفع الذين خرجوا من ديارهم حذر الموت خروجهم، بل أتاهم ما حذروا من غير أن يحتسبوا، فاعلموا أنكم كذلك.

 

* توطئة: ( اسم )

مصدر وطَّأَ / وطَّأَ في

ما يمهّد به الكتاب ونحوه أو يقدّم ، كتَب توطئة لمؤلَّفه في البلاغة ، ( العروض ) تكرار القافية لفظًا ومعنى

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

قوله تعالى:{ مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (244)}

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

ولما كان القتال فى سبيل الله لا يتم إلا بالنفقة وبذل الأموال في ذلك،

أمر تعالى بالإنفاق في سبيله ورغب فيه، وسماه قرضا فقال:

{ مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا } فينفق ما تيسر من أمواله في طرق الخيرات، خصوصا في الجهاد، والحسن هو الحلال المقصود به وجه الله تعالى

{فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، بحسب حالة المنفق، ونيته ونفع نفقته والحاجة إليها،

 

ولما كان الإنسان ربما توهم أنه إذا أنفق افتقر دفع تعالى هذا الوهم بقوله:

{ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ } أي: يوسع الرزق على من يشاء ويقبضه عمن يشاء، فالتصرف كله بيديه ومدار الأمور راجع إليه، فالإمساك لا يبسط الرزق، والإنفاق لا يقبضه، ومع ذلك فالإنفاق غير ضائع على أهله، بل لهم يوم يجدون ما قدموه كاملا موفرا مضاعفا، فلهذا قال:

{ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} فيجازيكم بأعمالكم.

 

ففي هذه الآيات دليل

على أن الأسباب لا تنفع مع القضاء والقدر، وخصوصا الأسباب التي تترك بها أوامر الله.

وفيها: الآية العظيمة بإحياء الموتى أعيانا في هذه الدار.

وفيها: الأمر بالقتال والنفقة في سبيل الله، وذكر الأسباب الداعية لذلك الحاثة عليه، من تسميته قرضا، ومضاعفته، وأن الله يقبض ويبسط وإليه ترجعون.

ثم قال تعالى:

 

 

 

 

وسنعرف ذلك بإذن الله مع أختي الحبيبة زُلفى.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

 

 

نُتابع تفسير آيات (سورة البقرة)

 

 

قال الله تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ } (246)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

يقص تعالى على نبيه قصة الملأ من بني إسرائيل وهم الأشراف والرؤساء،

وخص الملأ بالذكر، لأنهم في العادة هم الذين يبحثون عن مصالحهم ليتفقوا فيتبعهم غيرهم على ما يرونه،

وذلك أنهم أتوا إلى نبي لهم بعد موسى عليه السلام فقالوا له { ابعث لنا ملكا } أي: عيِّن لنا ملكا { نقاتل في سبيل الله } ليجتمع متفرقنا ويقاوم بنا عدونا،

ولعلهم في ذلك الوقت ليس لهم رئيس يجمعهم، كما جرت عادة القبائل أصحاب البيوت، كل بيت لا يرضى أن يكون من البيت الآخر رئيس، فــالتمسوا من نبيهم تعيين ملك يرضي الطرفين ويكون تعيينه خاصا لــعوائدهم،

وكانت أنبياء بني إسرائيل تسوسهم، كلما مات نبي خلفه نبي آخر، فلما قالوا لنبيهم تلك المقالة { قال } لهم نبيهم { هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا } أي: لعلكم تطلبون شيئا وهو إذا كتب عليكم لا تقومون به، فعرض عليهم العافية فلم يقبلوها، واعتمدوا على عزمهم ونيتهم، فقالوا: { وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا } أي: أي شيء يمنعنا من القتال وقد ألجأنا إليه، بأن أخرجنا من أوطاننا وسبيت ذرارينا، فهذا موجب لكوننا نقاتل ولو لم يكتب علينا، فكيف مع أنه فرض علينا وقد حصل ما حصل، ولهذا لما لم تكن نياتهم حسنة ولم يَقْوَ توكلهم على ربهم { فلما كتب عليهم القتال تولوا } فجبنوا عن قتال الأعداء وضعفوا عن المصادمة، وزال ما كانوا عزموا عليه، واستولى على أكثرهم الخور والجبن { إلا قليلا منهم } فعصمهم الله وثبتهم وقوى قلوبهم فالتزموا أمر الله ووطنوا أنفسهم على مقارعة أعدائه، فــحازوا شرف الدنيا والآخرة، وأما أكثرهم فظلموا أنفسهم وتركوا أمر الله، فلهذا قال: { والله عليم بالظالمين } ـ

 

 

 

* اِلتَمَسَ: ( فعل )

التمسَ يلتمس ، التماسًا ، فهو مُلتمِس ، والمفعول مُلتمَس.

اِلْتَمَسَ مِنْهُ العَفْوَ: طَلَبَهُ مِنْهُ ، رَجَاهُ ، لاَ يَلْتَمِسُ العَوْنَ مِنْ أحَدٍ.

التمس الشَّخْصُ الشَّيءَ طلبه :- التمس عملاً / مساعدةً / العفوَ.

 

* عَوائدُ: ( اسم )

عَوائدُ : جمع عائد / عائِدة.

العَائِدُ: دخل ، إيراد ، ما يعود من ربح عائدُ التجارة.

عَائِدَةُ الْعَمَلِ: مَنْفَعَتُهُ.

 

* تَسَوَّسَ: ( فعل )

تسوَّسَ يتسوّس ، تسوُّسًا ، فهو متسوِّس.

سوَّسه القومُ: ولَّوْهُ رياستَهم وقيادتَهم.

 

* سبى:

أسبى يُسبي ، أَسْبِ ، إسباءً ، فهو مُسْبٍ ، والمفعول مُسْبًى :-

أسبيتُ العدوَّ أسرْتُهُ.

 

* ذَراريّ: ( اسم ) ، جمع ذُرِّيَّة.

الذُّرّيَّةُ: نسل الإنسان.

 

* خَوَر: ( اسم ) مصدر خَوِرَ.

أَصَابَهُ الخَوَرُ: الضَّعْفُ ، التَّلاَشِي ، الانْكِسَارُ عَرَفَتْ قُوَاهُ خَوَرا الحُزْنُ وَالغَمُّ وَالهَمُّ وَالأَسَى وَالجَزَعُ وَالخَوَرُ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ ( التوحيدي )

 

* حازَ: ( فعل )

حازَ / حازَ على يَحوز ، حُزْ ، حَوْزًا وحِيازةً ، فهو حائز ، والمفعول محوز.

حاز الشَّيءَ / حاز على الشَّيء: ضمّه وملكَه ، حصل عليه وناله حاز عقارًا / مالاً.

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

قال الله تعالى: { وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } (247)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

{ وقال لهم نبيهم } مجيبا لطلبهم { إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا } فكان هذا تعيينا من الله الواجب عليهم فيه القبول والانقياد وترك الاعتراض، ولكن أبوا إلا أن يعترضوا، فقالوا: { أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال } أي: كيف يكون ملكا وهو دوننا في الشرف والنسب ونحن أحق بالملك منه.

 

ومع هذا فهو فقير ليس عنده ما يقوم به الملك من الأموال، وهذا بناء منهم على ظن فاسد، وهو أن الملك ونحوه من الولايات مستلزم لشرف النسب وكثرة المال، ولم يعلموا أن الصفات الحقيقية التي توجب التقديم مقدمة عليها، فلهذا قال لهم نبيهم: { إن الله اصطفاه عليكم } فلزمكم الانقياد لذلك { وزاده بسطة في العلم والجسم } أي: فضله عليكم بالعلم والجسم، أي: بقوة الرأي والجسم اللذين بهما تتم أمور الملك، لأنه إذا تم رأيه وقوي على تنفيذ ما يقتضيه الرأي المصيب، حصل بذلك الكمال،

ومتى فاته واحد من الأمرين اختل عليه الأمر،

فلو كان قوي البدن مع ضعف الرأي، حصل في الملك خرق وقهر ومخالفة للمشروع، قوة على غير حكمة،

ولو كان عالما بالأمور وليس له قوة على تنفيذها لم يفده الرأي الذي لا ينفذه شيئا { والله واسع } الفضل كثير الكرم، لا يخص برحمته وبره العام أحدا عن أحد، ولا شريفا عن وضيع، ولكنه مع ذلك { عليم } بمن يستحق الفضل فيضعه فيه، فأزال بهذا الكلام ما في قلوبهم من كل ريب وشك وشبهة لتبيينه أن أسباب الملك متوفرة فيه، وأن فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده، ليس له راد، ولا لإحسانه صاد.

 

 

 

* خَرَق: ( اسم ) ، مصدر خرِقَ / خرِقَ في.

الخَرِقُ: مَن لا يُحسِن عمله ، أو يجهل بصنعته.

خَرْق العادة: تجاوز وتقويض وإبطال المألوف ،

خَرْق القانون: الخروج عنه وعدم احترامه.

خَرِقَ خَرِقَ َ خَرَقًا: حَمُقَ.

و خَرِقَ لم يَرْفُقْ في عمله.

 

* قَهَرَ: ( فعل )

قهَرَ يَقْهَر ، قَهْرًا ، فهو قاهر ، وقهَّار ، والمفعول مَقْهور.

قهَر الشّخصَ: احتقره ، تسلّط عليه بالظّلم.

أخَذهم قهْرًا: من غير رضاهم.

أخرجه قهْرًا: جبرًا واضطرارًا.

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

قال الله تعالى: { وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } (248)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

ثم ذكر لهم نبيهم أيضا آية حسية يشاهدونها وهي إتيان التابوت الذي قد فقدوه زمانا طويلا وفي ذلك التابوت سكينة تسكن بها قلوبهم، وتطمئن لها خواطرهم، وفيه بقية مما ترك آل موسى وآل هارون، فأتت به الملائكة حاملة له وهم يرونه عيانا.

 

 

* تابوت: ( اسم )

الجمع: تَوَابِيتُ.

التابُوت: الصُّنْدُوق الذي يُحْرَزُ فيه المتاع.

يأتيكم التابوت: صندوق التوراة. سورة: البقرة ، آية رقم : 248

 

 

 

 

يُتبع بإذن الله مع أختي الحبيبة عروس القرآن.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

نتابع تفسير الآيات منــ{ سورة البقرة}

 

قوله تعالى:{فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)}

 

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

أي: لما تملَّك طالوت ببني إسرائيل واستقر له الملك تجهزوا لقتال عدوهم،

فلما فصل طالوت بجنود بني إسرائيل وكانوا عددا كثيرا وجما غفيرا، امتحنهم بأمر الله ليتبين الثابت المطمئن ممن ليس كذلك فقال:

{ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي } فهو عاص ولا يتبعنا لعدم صبره وثباته ولمعصيته

{ وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ } أي: لم يشرب منه فإنه مني { إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ } فلا جناح عليه في ذلك، ولعل الله أن يجعل فيها بركة فتكفيه، وفي هذا الابتلاء ما يدل على أن الماء قد قل عليهم ليتحقق الامتحان، فعصى أكثرهم وشربوا من النهر الشرب المنهي عنه، ورجعوا على أعقابهم ونكصوا عن قتال عدوهم وكان في عدم صبرهم عن الماء ساعة واحدة أكبر دليل على عدم صبرهم على القتال الذي سيتطاول وتحصل فيه المشقة الكبيرة، وكان في رجوعهم عن باقي العسكر ما يزداد به الثابتون توكلا على الله، وتضرعا واستكانة وتبرؤا من حولهم وقوتهم، وزيادة صبر لقلتهم وكثرة عدوهم، فلهذا قال تعالى:

{ فَلَمَّا جَاوَزَهُ} أي: النهر { هُوَ } أي: طالوت { وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ } وهم الذين أطاعوا أمر الله ولم يشربوا من النهر الشرب المنهي عنه فرأوا... قلتهم وكثرة أعدائهم، قالوا أي: قال كثير منهم

{ لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ} لكثرتهم وعَددهم وعُددهم

{ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ } أي: يستيقنون ذلك، وهم أهل الإيمان الثابت واليقين الراسخ، مثبتين لباقيهم ومطمئنين لخواطرهم، وآمرين لهم بالصبر

{ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ } أي: بإرادته ومشيئته فالأمر لله تعالى، والعزيز من أعزه الله، والذليل من أذله الله، فلا تغني الكثرة مع خذلانه، ولا تضر القلة مع نصره،

{وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } بالنصر والمعونة والتوفيق، فأعظم جالب لمعونة الله صبر العبد لله، فوقعت موعظته في قلوبهم وأثرت معهم.

 

 

* جَمَّ: ( فعل )

جَمَمَ ، يَجِمُّ ، مصدر جَمٌّ ، جُمُومٌ فهو أجَمُّ ، وهي جَمَّاءُ والجمع : جُمٌّ

جَمَّتِ الأَمْطَارُ : كَثُرَتْ ، اِجْتَمَعَتْ

جَمَّتِ البِئْرُ : كَثُرَ مَاؤُهَا

 

 

* نَكَصَ: ( فعل )

نكَصَ / نكَصَ على / نكَصَ عن يَنكُص ويَنكِص ، نَكْصًا ونُكوصًا ، فهو ناكِص ، والمفعول مَنْكوص

نكَصه على عقبيه : ردّه

نكَص على عَقِبَيْه : رجع عمَّا كان عليه من خير : ترجعون عن الحَقِّ

 

* اِستِكانة: ( اسم )

مصدر اِسْتكانَ

يَرْفُضُ الاِسْتِكانَةَ : أَي الخُضوعَ ، الخُنوعَ

 

* تبرَّأَ: ( فعل )

تبرَّأَ من يتبرَّأ ، تَبَرُّؤًا ، فهو مُتبرِّئ ، والمفعول مُتبرَّأ منه

( مصدر تَبَرَّأَ )

تبرَّأ من كذا : تخلَّص منه وتخلَّى عنه ،

تبرَّأ من الأمانة إلى فلان : تخلّص منها وردّها إليه

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

قوله تعالى:{وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250)}

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

ولهذا لما برزوا لجالوت وجنوده { قَالُوا } جميعهم

{ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا } أي: قوِ قلوبنا، وأوزعنا الصبر، وثبت أقدامنا عن التزلزل والفرار،وانصرنا على القوم الكافرين.

* بَرَزَ: ( فعل )

برَزَ / برَزَ إلى / برَزَ في / برَزَ لـ يَبرُز ، بُروزًا ، فهو بارِز ، والمفعول مَبروز إليه

بَرَزَ المُخْتَفِي : ظَهَرَ بَعْدَ خَفاءٍ

بَرَزَ النَّباتُ في الحُقولِ : خَرَجَ

بَرَزَ الرَّجُلُ : خَرَجَ إلى الفَضاءِ

بَرَزَ الطَّالِبُ : تَفَوَّقَ

بَرَزَ لَهُ : اِنْفرَدَ عَنْ جَماعَتِهِ لِيُنازِلَهُ

بَرَزَ فلان : نَبُه بعد خُمول

بَرَزَ خرج إلى البَرَاز

بَرَزَ الأرضُ : صارت بَرازًا

بَرَزَ إلى المكان : خرج

مكان بارز : ظاهر بيِّن

برَز للَّه : خرج وظهر ووقف بين يديه

 

* أَوزَعَ: ( فعل )

أوزعَ يُوزع ، إيزاعًا ، فهو مُوزِع ، والمفعول مُوزَع - للمتعدِّي

أوْزَعَ الغَنِيمَةَ : قَسَّمَهَا ، فَرَّقَهَا

أوْزَعَ صَاحِبَهُ بِهَدِيَّةٍ ثَمِينَةٍ : أغْرَاهُ

أوْزَعَ صَاحِبَهُ السَّهَرَ : أوْلَعَهُ بِهِ

أوْزَعَ بَيْنَ القَوْمِ : فَرَّقَ بَيْنَهُمْ ، أَوْ أَصْلَحَ

أوزعَه اللهُ الشُّكرَ : ألهمه إيّاه

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

قوله تعالى:{فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)}

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

من هاهنا نعلم أن جالوت وجنوده كانوا كفارا، فاستجاب الله لهم ذلك الدعاء لإتيانهم بالأسباب الموجبة لذلك، ونصرهم عليهم

{ فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ } عليه السلام، وكان مع جنود طالوت،

{ جَالُوتَ } أي: باشر قتل ملك الكفار بيده لشجاعته وقوته وصبره

{وَآتَاهُ اللَّهُ } أي: آتى الله داود { الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ } أي: منَّ عليه بتملكه على بني إسرائيل مع الحكمة، وهي النبوة المشتملة على الشرع العظيم والصراط المستقيم، ولهذا قال

{ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ } من العلوم الشرعية والعلوم السياسية، فجمع الله له الملك والنبوة، وقد كان من قبله من الأنبياء يكون الملك لغيرهم، فلما نصرهم الله تعالى اطمأنوا في ديارهم وعبدوا الله آمنين مطمئنين لخذلان أعدائهم وتمكينهم من الأرض، وهذا كله من آثار الجهاد في سبيله، فلو لم يكن لم يحصل ذلك فلهذا قال تعالى:

{ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ } أي: لولا أنه يدفع بمن يقاتل في سبيله كيد الفجار وتكالب الكفار لفسدت الأرض باستيلاء الكفار عليها وإقامتهم شعائر الكفر ومنعهم من عبادة الله تعالى، وإظهار دينه

{ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} حيث شرع لهم الجهاد الذي فيه سعادتهم والمدافعة عنهم ومكنهم من الأرض بأسباب يعلمونها، وأسباب لا يعلمونها.

 

* كَيد: ( اسم )

الجمع : كِياد وكيُود

مصدر كادَ

الكَيْدُ : إرادة مَضَرَّةِ الغَيرِ خِفْيَةً ، وهو من الخَلْق : الحِيلَةُ السَّيِّئة ، ومن الله : التدبيرُ بالحَقِّ مجازاةِ أعمال الخلْق

غزا فلَم يَلْق كَيْدًا : لم يُقاتَلْ

 

* تَكالَبَ: ( فعل )

تكالبَ / تكالبَ على يتكالب ، تكالُبًا ، فهو مُتكالِب ، والمفعول مُتكالَب عليه

تكالب الزَّمانُ : اشتدَّ

تَكالَبَ الْمُتَخاصِمونَ : أَظْهَروا العَداوَةَ ، تَجاهَرُوا بِها

تكالب القومُ على جمع المال : حرَصوا عليه وتواثبوا ، كما تفعل الكلابُ

تَكَالَبَ القومُ : تجاهروا بالعداوة

تكالَب الناسُ على الدّنيا : اشتدّ حرصُهم عليها حتى كأنّهم كلاب

 

* تَكالُب: ( اسم )

مصدر تَكالَبَ

تَكالُبُ الأعْداءِ : إِظْهارُ العَداوَةِ لِبَعْضِهِمْ ، التَّجاهُرُ بِها

التَّكالُبُ على المالِ : التَّسارُعُ ، التَّواثُبُ عَلَيْهِ طَمَعاً ، التَّهافُتُ حِرْصاً وَطَمَعاً

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

 

يُتبع بإذن الله مع أختي الحبيبة زُلفى.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

 

 

نُتابع تفسير آيات (سورة البقرة)

 

 

قال الله تعالى: { تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ } (252)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

ثم قال تعالى: { تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق } أي: بالصدق الذي لا ريب فيها المتضمن للاعتبار والاستبصار وبيان حقائق الأمور

 

{ وإنك لمن المرسلين } فهذه شهادة من الله لرسوله برسالته، التي من جملة أدلتها ما قصه الله عليه من أخبار الأمم السالفين والأنبياء وأتباعهم وأعدائهم، التي لولا خبر الله إياه لما كان عنده بذلك علم، بل لم يكن في قومه من عنده شيء من هذه الأمور،

فدل أنه رسول الله حقا ونبيه صدقا، الذي بعثه بالحق ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.

 

وفي هذه القصة من الآيات والعبر ما يتذكر به أولو الألباب،

فمنها: أن اجتماع أهل الكلمة والحل والعقد وبحثهم في الطريق الذي تستقيم به أمورهم وفهمه، ثم العمل به، أكبر سبب لارتقائهم وحصول مقصودهم، كما وقع لهؤلاء الملأ حين راجعوا نبيهم في تعيين ملك تجتمع به كلمتهم ويلم متفرقهم، وتحصل له الطاعة منهم،

ومنها: أن الحق كلما عورض وأوردت عليه الشبه ازداد وضوحا وتميز وحصل به اليقين التام كما جرى لهؤلاء، لما اعترضوا على استحقاق طالوت للملك أجيبوا بأجوبة حصل بها الإقناع وزوال الشبه والريب.

ومنها: أن العلم والرأي: مع القوة المنفذة بهما كمال الولايات، وبفقدهما أو فقد أحدهما نقصانها وضررها.

ومنها: أن الاتكال على النفس سبب الفشل والخذلان، والاستعانة بالله والصبر والالتجاء إليه سبب النصر،

فالأول كما في قولهم لنبيهم { وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا } فكأنه نتيجة ذلك أنه لما كتب عليهم القتال تولوا،

والثاني في قوله: { ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فهزموهم بإذن الله }

ومنها: أن من حكمة الله تعالى تمييز الخبيث من الطيب، والصادق من الكاذب، والصابر من الجبان، وأنه لم يكن لــيذر العباد على ما هم عليه من الاختلاط وعدم التمييز.

ومنها: أن من رحمته وسننه الجارية أن يدفع ضرر الكفار والمنافقين بالمؤمنين المقاتلين، وأنه لولا ذلك لفسدت الأرض باستيلاء الكفر وشعائره عليها، ثم قال تعالى:

 

 

* أَورَدَ: ( فعل )

أوردَ يُورد ، إيرادًا ، فهو مُورِد ، والمفعول مُورَد

أَوْرَدَ فلانٌ الشيءَ : أَحضره

أَوْرَدَ الخبرَ : ذَكَرَه

أَوْرَدَ الخبرَ عليه : قَصَّه

 

* وَذِرَ: ( فعل )

وذِرَ يذَر ، ذَرْ ، وَذَرًا ، فهو واذر ، والمفعول مَوْذور

لاَ يُسْتَعْمَلُ مِنْهُ سِوَى الْمُضَارِعُ وَالأَمْرُ وأَماتت العربُ ماضِيَهُ ومصدَره ، فإِاذا أريد الماضي قيل: ( تَرَكَ )

وذِر عملَه : تركه : أمهلهم

ذَرْهُ : اتركْه

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

قال الله تعالى: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ } (253)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

يخبر تعالى أنه فضل بعض الرسل على بعض بما خصهم من بين سائر الناس بــإيحائه وإرسالهم إلى الناس، ودعائهم الخلق إلى الله،

ثم فضل بعضهم على بعض بما أودع فيهم من الأوصاف الحميدة والأفعال السديدة والنفع العام،

فمنهم من كلمه الله كموسى بن عمران خصه بالكلام، ومنهم من رفعه على سائرهم درجات كنبينا صلى الله عليه وسلم الذي اجتمع فيه من الفضائل ما تفرق في غيره، وجمع الله له من المناقب ما فاق به الأولين والآخرين

{ وآتينا عيسى ابن مريم البينات } الدالات على نبوته وأنه عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه { وأيدناه بروح القدس } أي: بالإيمان واليقين الذي أيده به الله وقواه على ما أمر به، وقيل أيده بجبريل عليه السلام يلازمه في أحواله

 

{ ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات } الموجبة للاجتماع على الإيمان

 

{ ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر } فكان موجب هذا الاختلاف التفرق والمعاداة والمقاتلة، ومع هذا فلو شاء الله بعد هذا الاختلاف ما اقتتلوا، فدل ذلك على أن مشيئة الله نافذة غالبة للأسباب، وإنما تنفع الأسباب مع عدم معارضة المشيئة، فإذا وجدت اضمحل كل سبب، وزال كل موجب، فلهذا قال { ولكن الله يفعل ما يريد } فإرادته غالبة ومشيئته نافذة، وفي هذا ونحوه دلالة على أن الله تعالى لم يزل يفعل ما اقتضته مشيئته وحكمته،

ومن جملة ما يفعله ما أخبر به عن نفسه وأخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من الاستواء والنزول والأقوال، والأفعال التي يعبرون عنها بالأفعال الاختيارية.

 

فائدة: كما يجب على المكلف معرفته بربه، فيجب عليه معرفته برسله، ما يجب لهم ويمتنع عليهم ويجوز في حقهم،

ويؤخذ جميع ذلك مما وصفهم الله به في آيات متعددة،

منها: أنهم رجال لا نساء، من أهل القرى لا من أهل البوادي، وأنهم مصطفون مختارون، جمع الله لهم من الصفات الحميدة ما به الاصطفاء والاختيار، وأنهم سالمون من كل ما يقدح في رسالتهم من كذب وخيانة وكتمان وعيوب مزرية، وأنهم لا يقرون على خطأ فيما يتعلق بالرسالة والتكليف، وأن الله تعالى خصهم بوحيه، فلهذا وجب الإيمان بهم وطاعتهم

ومن لم يؤمن بهم فهو كافر، ومن قدح في واحد منهم أو سبه فهو كافر يتحتم قتله،

ودلائل هذه الجمل كثيرة، مَنْ تَدَبَّرَ القرآن تبين له الحق.

 

 

* إِيحاء: ( اسم )

الجمع : إيحاءات

مصدر أوْحَى

الإِيحاءُ بِأَمْرٍ مَّا : الإِيعازُ بِهِ دُونَ إقْنَاعٍ أَوْ أَمْرٍ أَوْ نَهْيٍ

إيحَاءُ الكَاتِبِ : الإلْهَامُ

يُوحِي اللَّهُ بِآيَاتِهِ إلَى أنْبِيَائِهِ: يُلْهِمُهُمْ إيَّاهَا ، يُنْزِلُهَا عَلَيْهِمْ.

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } (254)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

وهذا من لطف الله بعباده أن أمرهم بتقديم شيء مما رزقهم الله، من صدقة واجبة ومستحبة،

ليكون لهم ذخرا وأجرا موفرا في يوم يحتاج فيه العاملون إلى مثقال ذرة من الخير،

فلا بيع فيه ولو افتدى الإنسان نفسه بملء الأرض ذهبا ليفتدي به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منه،

ولم ينفعه خليل ولا صديق لا بوجاهة ولا بشفاعة،

وهو اليوم الذي فيه يخسر المبطلون ويحصل الخزي على الظالمين،

وهم الذين وضعوا الشيء في غير موضعه، فتركوا الواجب من حق الله وحق عباده وتعدوا الحلال إلى الحرام،

وأعظم أنواع الظلم الكفر بالله الذي هو وضع العبادة التي يتعين أن تكون لله فيصرفها الكافر إلى مخلوق مثله، فلهذا قال تعالى: { والكافرون هم الظالمون } وهذا من باب الحصر، أي: الذين ثبت لهم الظلم التام، كما قال تعالى: { إن الشرك لظلم عظيم }

 

 

 

 

يُتبع بإذن الله مع أختي الحبيبة عروس القرآن.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 

 

* أن الحق كلما عورض وأوردت عليه الشبه ازداد وضوحا وتميز وحصل به اليقين التام

 

 

 

* أن الاتكال على النفس سبب الفشل والخذلان، والاستعانة بالله والصبر والالتجاء إليه سبب النصر

 

 

 

* أن من حكمة الله تعالى تمييز الخبيث من الطيب، والصادق من الكاذب، والصابر من الجبان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

{ ولكن الله يفعل ما يريد }

 

 

 

فدل ذلك على أن مشيئة الله نافذة غالبة للأسباب، وإنما تنفع الأسباب مع عدم معارضة المشيئة، فإذا وجدت اضمحل كل سبب، وزال كل موجب

 

 

 

 

 

 

 

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة زُلفى.

 

 

 

تمت دراسة تفسير الآيات.

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

نتابع تفسير الآيات منــ{ سورة البقرة}

 

 

 

 

قوله تعالى:{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)}

 

 

 

 

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

 

 

 

هذه الآية الكريمة أعظم آيات القرآن وأفضلها وأجلها، وذلك لما اشتملت عليه من الأمور العظيمة والصفات الكريمة، فلهذا كثرت الأحاديث في الترغيب في قراءتها وجعلها وِردًا للإنسان في أوقاته صباحا ومساء وعند نومه وأدبار الصلوات المكتوبات

 

 

 

فأخبر تعالى عن نفسه الكريمة بأن { لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ } أي: لا معبود بحق سواه، فهو الإله الحق الذي تتعين أن تكون جميع أنواع العبادة والطاعة والتأله له تعالى، لكماله وكمال صفاته وعظيم نعمه، ولكون العبد مستحقا أن يكون عبدا لربه، ممتثلا أوامره مجتنبا نواهيه

 

 

 

وكل ما سوى الله تعالى باطل، فعبادة ما سواه باطلة، لكون ما سوى الله مخلوقا ناقصا مدبرا فقيرا من جميع الوجوه، فلم يستحق شيئا من أنواع العبادة

 

 

 

وقوله: { الْحَيُّ الْقَيُّومُ } هذان الاسمان الكريمان يدلان على سائر الأسماء الحسنى دلالة مطابقة وتضمنا ولزوما

 

 

 

* فالحي من له الحياة الكاملة المستلزمة لجميع صفات الذات، كالسمع والبصر والعلم والقدرة، ونحو ذلك

 

 

 

* والقيوم: هو الذي قام بنفسه وقام بغيره، وذلك مستلزم لجميع الأفعال التي اتصف بها رب العالمين من فعله ما يشاء من الاستواء والنزول والكلام والقول والخلق والرزق والإماتة والإحياء، وسائر أنواع التدبير، كل ذلك داخل في قيومية الباري

 

 

 

ولهذا قال بعض المحققين: إنهما الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب، وإذا سئل به أعطى

 

 

 

 

ومن تمام حياته وقيوميته أن { لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ } والسِنة النعاس

 

 

 

{لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} أي: هو المالك وما سواه مملوك وهو الخالق الرازق المدبر وغيره مخلوق مرزوق مدبر لا يملك لنفسه ولا لغيره مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض فلهذا قال:

 

 

 

{مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ } أي: لا أحد يشفع عنده بدون إذنه، فالشفاعة كلها لله تعالى، ولكنه تعالى إذا أراد أن يرحم من يشاء من عباده أذن لمن أراد أن يكرمه من عباده أن يشفع فيه،

 

 

 

لا يبتدئ الشافع قبل الإذن، ثم قال:

 

 

 

{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } أي: ما مضى من جميع الأمور

 

 

 

{ وَمَا خَلْفَهُمْ } أي: ما يستقبل منها، فعلمه تعالى محيط بتفاصيل الأمور، متقدمها ومتأخرها، بالظواهر والبواطن، بالغيب والشهادة، والعباد ليس لهم من الأمر شيء ولا من العلم مثقال ذرة إلا ما علمهم تعالى، ولهذا قال:

 

 

 

{ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}

 

 

 

وهذا يدل على كمال عظمته وسعة سلطانه، إذا كان هذه حالة الكرسي أنه يسع السماوات والأرض على عظمتهما وعظمة من فيهما

 

 

 

والكرسي ليس أكبر مخلوقات الله تعالى، بل هنا ما هو أعظم منه وهو العرش، وما لا يعلمه إلا هو، وفي عظمة هذه المخلوقات تحير الأفكار وتكل الأبصار، وتقلقل الجبال وتكع عنها فحول الرجال، فكيف بعظمة خالقها ومبدعها، والذي أودع فيها من الحكم والأسرار ما أودع، والذي قد أمسك السماوات والأرض أن تزولا من غير تعب ولا نصب، فلهذا قال:

 

 

 

{وَلَا يَئُودُهُ } أي: يثقله { حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ } بذاته فوق عرشه، العلي بقهره لجميع المخلوقات، العلي بقدره لكمال صفاته { الْعَظِيمُ } الذي تتضائل عند عظمته جبروت الجبابرة، وتصغر في جانب جلاله أنوف الملوك القاهرة، فسبحان من له العظمة العظيمة والكبرياء الجسيمة والقهر والغلبة لكل شيء

 

 

 

فقد اشتملت هذه الآية :

 

 

 

ــ على توحيد الإلهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات،

 

 

 

ــ وعلى إحاطة ملكه وإحاطة علمه وسعة سلطانه وجلاله ومجده، وعظمته وكبريائه وعلوه على جميع مخلوقاته

 

 

 

فهذه الآية بمفردها عقيدة في أسماء الله وصفاته، متضمنة لجميع الأسماء الحسنى والصفات العلا

 

 

 

ثم قال تعالى:

 

 

 

* وِرد: ( اسم )

الجمع : أَورادٌ

الوِرْدُ : الإِشرافُ على الماء وغيره ؛ بدخول أَو بغير دخول

الوِرْدُ : وقتُ يوم الوِرْد بين الظَّمْأين

الوِرْدُ : الماءُ الذى يُورَدُ

الوِرْدُ : القومُ يَرِدُون الماءَ

الوِرْدُ : الإِبلُ الواردة

الوِرْدُ : النَّصيبُ من الماءِ

الوِرْدُ : القَطيع من الطير

الوِرْدُ : الجيشُ

الوِرْدُ : الجزءُ من الليل يكون عل الرَّجُل أَنْ يُصلّيَهُ

الوِرْدُ : النصيبُ من القرآن أَو الذِّكر

الوِرْدُ : الوظيفةُ من قراءةٍ ونحو ذلك

جزء من القرآن الكريم أو الذِّكر يتلوه المسلم يحافظ على قراءة وِرْده اليوميّ من القرآن ،

قرأت وِرْدي قبل أن أنام

شَرِبَ وِرْدَهُ : الْمَاءَ الَّذِي يُورَدُ ، النَّصِيبَ مِنْهُ

أُصِيبَ بِالوِرْدِ : بِالْحُمَّى

قِرَاءةُ الوِرْدِ : جُزْءٌ مِنَ القُرْآنِ أَوِ الذِّكْرِ يَتْلُوهُ الْمُسْلِمُ

وِرْدُ الأَرْضِ : وَثِيقَةٌ يُسَجَّلُ فِيهَا مَا عَلَى الأَرْضِ الزِّرَاعِيَّةِ مِنَ الأَمْوَالِ وَمَا سُدِّدَ مِنْهَا

 

* تألُّه: ( اسم )

تألُّه : مصدر تألَّهَ

* تألَّهَ :

تألَّهَ يتألَّه ، تألُّهًا ، فهو مُتألِّه :-

تألَّه الشَّخصُ

1 - تنسَّك وتعبَّد :- تألَّه المؤمنُ .

2 - ادَّعى الألوهيّةَ :- تألَّه العاتي .

المعجم: اللغة العربية المعاصر

 

 

* تَحَيَّرَ: ( فعل )

تحيَّرَ يتحيَّر ، تحيُّرًا ، فهو متحيِّر

تَحَيَّرَ فِي أَمْرِهِ : اِرْتَبَكَ ، وَقَعَ فِي حَيْرَةٍ

تَحَيَّرَ فيِ طَرِيقِهِ : ضَلَّ

تَحَيَّرَ الْمَكَانُ بِالْمَاءِ : اِمْتَلأَ بِهِ

تحيَّر السحابُ : لزم مكانَه فلم يبْرحه وصبَّ الماءَ صبًّا

 

 

* كَلَّ: ( فعل )

كَلَّ ، يَكِلُّ ، كَلاًّ وكَلالاً وكَلاَلةً كُلُولاً ، فهو كليل وكَلّ ، و هو كالّ ، والمفعول مكلول عنه

كَلَّ العَامِلُ : تَعِبَ ، أَعْيَا

كَلَّ السَّيْفُ : لَمْ يَقْطَعْ فهو كَليلٌ ، وكَلٌّ

كَلَّ لِسَانُهُ : ثَقُلَ ، ضَعُفَ

كَلَّ عَنِ العَمَلِ : ثَقُلَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَنْبَعِثْ فِيهِ

كَلَّ بَصَرُهُ : ضَعُفَ

كلَّ الشَّخصُ كَلاًّ ، وكَلالَةً : كان أبتر ، لم يترك والدًا ولا ولدًا يرثه

لا يَكلّ ولا يملّ : دائم النشاط

كَلَّ : جبُن وأحجم

كلَّت الرّيحُ : ضَعُفَت عن الجري والهبوب

 

 

* تَقَلقَلَ: ( فعل )

تقلقلَ يتقلقل ، تَقَلْقُلاً ، فهو مُتَقَلْقِل

تَقَلْقَلَتِ القِرْبَةُ : تَحَرَّكَتْ

تَقَلْقَلَ وَضْعُهُ الاجْتِماعِيُّ : اِضْطَرَبَ ، تَخَلْخَلَ

تَقَلْقَلَ في البِلادِ : تَقَلَّبَ فيها

تَقَلْقَلَ الرَّجُلُ : خفَّ ، أَسْرَعَ

تقلقلَتِ الحياةُ الاقتصاديَّة : اضْطربت

 

 

* كَعَّ: ( فعل )

كَعَّ كَعًّا ، وكُعوعًا ، وكَعَاعةً فهو كَعٌّ ، وكاعٌّ والجمع كاعَّةٌ

كَعَّ فلانٌ : جَبُنَ وضعُفَ

 

 

* تزوَّلَ: ( فعل )

تزوَّلَ : صَار زَوْلاً

 

* أزال :

أزال - إزالة

1 - أزاله : نحاه وأبعده . 2 - أزاله : أهلكه . 3 - أزال الشيء : أذهبه : « أزال الوسخ من الثوب ».المعجم: الرائد

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

 

قوله تعالى:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)}

 

 

 

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

 

 

 

يخبر تعالى أنه لا إكراه في الدين لعدم الحاجة إلى الإكراه عليه

 

 

 

لأن الإكراه لا يكون إلا على أمر خفية أعلامه، غامضة أثاره، أو أمر في غاية الكراهة للنفوس،

 

 

 

وأما هذا الدين القويم والصراط المستقيم فقد تبينت أعلامه للعقول، وظهرت طرقه، وتبين أمره، وعرف الرشد من الغي، فالموفق إذا نظر أدنى نظر إليه آثره واختاره

 

 

 

وأما من كان سيئ القصد فاسد الإرادة، خبيث النفس يرى الحق فيختار عليه الباطل، ويبصر الحسن فيميل إلى القبيح، فهذا ليس لله حاجة في إكراهه على الدين، لعدم النتيجة والفائدة فيه، والمكره ليس إيمانه صحيحا،

 

 

 

ولا تدل الآية الكريمة على ترك قتال الكفار المحاربين، وإنما فيها أن حقيقة الدين من حيث هو موجب لقبوله لكل منصف قصده اتباع الحق، وأما القتال وعدمه فلم تتعرض له، وإنما يؤخذ فرض القتال من نصوص أخر

 

 

 

ولكن يستدل في الآية الكريمة على قبول الجزية من غير أهل الكتاب، كما هو قول كثير من العلماء

 

 

 

فمن يكفر بــالطاغوت فيترك عبادة ما سوى الله وطاعة الشيطان، ويؤمن بالله إيمانا تاما أوجب له عبادة ربه وطاعته { فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } أي: بالدين القويم الذي ثبتت قواعده ورسخت أركانه، وكان المتمسك به على ثقة من أمره، لكونه استمسك بالعروة الوثقى التي

 

 

 

{ لَا انفِصَامَ لَهَا} وأما من عكس القضية فكفر بالله وآمن بالطاغوت، فقد أطلق هذه العروة الوثقى التي بها العصمة والنجاة، واستمسك بكل باطل مآله إلى الجحيم

 

 

 

{ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } فيجازي كلا منهما بحسب ما علمه منهم من الخير والشر، وهذا هو الغاية لمن استمسك بالعروة الوثقى ولمن لم يستمسك بها.

 

 

 

 

* قَويم: ( اسم )

الجمع : قِوام و قِيام و قوائم

القَوِيمُ : المعتدِل

القَوِيمُ : الحسَنُ القامة والجمع : قوائم

طَرِيق قَوِيم : طَرِيق مُسْتَقِيم

 

* غَيّ: ( اسم )

مصدر غَوَى

الغَيّ : الضَّلاَل ( قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ )

عذاب

 

* جِزية: ( اسم )

الجمع : جِزْيٌ ، و جِزًى ، و جِزَاءٌ

الجِزْيَةُ : خَرَاجُ الأَرض

الجِزْيَةُ : ما يؤْخَذ من أَهل الذِّمَّة

 

طاغوت: ( اسم )

الجمع : طَوَاغِيت ، طَوَاغٍ

الطّاغُوتُ : الطاغي المعتدي ، أو كثيرُ الطغيان

الطّاغُوتُ : كلُّ رأُس في الضلال يصرف عن طريق الخير

الطّاغُوتُ : الشيطان

الطّاغُوتُ : الكاهِن

الطّاغُوتُ : كل ما عُبِدَ من دون الله ، من الجن والإنس والأصنام في التنزيل العزيز : البقرة آية 256 فَمَنْ يَكْفُرْ بالطاغوتِ ويُؤْمِنْ باللهِ فَقَدِ استمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى ) )

الطّاغُوتُ : الساحرُ

الطّاغُوتُ : بيتُ الصَّنَمِ ، يستوى فيه الواحد وغيرُه والمذكر والمؤنث

الطّاغُوتُ : طاغية ظالم ومعتدٍ غاشم

 

 

 

 

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

 

قوله تعالى:{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)}

 

 

 

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

 

 

 

ثم ذكر السبب الذي أوصلهم إلى ذلك فقال:

 

 

 

{ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا } وهذا يشمل ولايتهم لربهم، بأن تولوه فلا يبغون عنه بدلا ولا يشركون به أحدا، قد اتخذوه حبيبا ووليا، ووالوا أولياءه وعادوا أعداءه،

 

 

 

فتولاهم بلطفه ومنَّ عليهم بإحسانه، فأخرجهم من ظلمات الكفر والمعاصي والجهل إلى نور الإيمان والطاعة والعلم، وكان جزاؤهم على هذا أن سلمهم من ظلمات القبر والحشر والقيامة إلى النعيم المقيم والراحة والفسحة والسرور

 

 

 

 

{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ } فتولوا الشيطان وحزبه، واتخذوه من دون الله وليا ووالوه وتركوا ولاية ربهم وسيدهم، فسلطهم عليهم عقوبة لهم فكانوا يؤزونهم إلى المعاصي أزا، ويزعجونهم إلى الشر إزعاجا، فيخرجونهم من نور الإيمان والعلم والطاعة إلى ظلمة الكفر والجهل والمعاصي، فكان جزاؤهم على ذلك أن حرموا الخيرات، وفاتهم النعيم والبهجة والمسرات، وكانوا من حزب الشيطان وأولياءه في دار الحسرة، فلهذا قال تعالى:

 

 

 

{ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

 

 

 

 

* يبغون :

يُفسدون

سورة : يونس ، آية رقم : 23

المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

 

* يَبْـغون في الأرض:

يُـفـسدون . أو يَتجبّـرون فيها

سورة : الشورى ، آية رقم : 42

المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

 

* أَزَّ: ( فعل )

أزز أزَّ أزَزْتُ ، يَؤُزّ ، اؤزُزْ / أُزَّ ، أَزًّا ، فهو آزّ ، والمفعول مَأْزوز

تحرك واضطرب

أَزَّ : صوّت من شدة الحركة أَو الغليان

أزَّ الشَّيءَ : هزّه وحرَّكه شديدًا

أَزَّ النارَ : أَجَّجَها

أَزَّ القِدْرَ وبها : جعلها تَئِزُّ من الغليان

أَزَّ الشيءَ : هَزَّهُ وحرَّكه شديدًا

أزَّ الرَّجلَ : أغراه وهيَّجه وأثاره وأزعجه بصوت : تغريهم بالمعاصي

أَزَّ بينهما : أَغرى

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

 

 

 

 

 

يُتبع بإذن الله مع أختي الحبيبة زُلفى.

 

 

تم تعديل بواسطة عروس القرآن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

 

 

نُتابع تفسير آيات (سورة البقرة)

 

 

قال الله تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } (258)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

يقول تعالى: { ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه } أي: إلى جرائته وتجاهله وعناده ومحاجته فيما لا يقبل التشكيك، وما حمله على ذلك إلا { أن آتاه الله الملك } فطغى وبغى ورأى نفسه مترئسا على رعيته، فحمله ذلك على أن حاج إبراهيم في ربوبية الله فزعم أنه يفعل كما يفعل الله،

 

فقال إبراهيم { ربي الذي يحيي ويميت } أي: هو المنفرد بأنواع التصرف، وخص منه الإحياء والإماتة لكونهما أعظم أنواع التدابير، ولأن الإحياء مبدأ الحياة الدنيا والإماتة مبدأ ما يكون في الآخرة،

فقال ذلك المحاج: { أنا أحيي وأميت } ولم يقل أنا الذي أحيي وأميت، لأنه لم يدع الاستقلال بالتصرف، وإنما زعم أنه يفعل كفعل الله ويصنع صنعه،

فزعم أنه يقتل شخصا فيكون قد أماته، ويستبقي شخصا فيكون قد أحياه،

فلما رآه إبراهيم يغالط في مجادلته ويتكلم بشيء لا يصلح أن يكون شبهة فضلا عن كونه حجة، اطَّرَدَ معه في الدليل

فقال إبراهيم: { فإن الله يأتي بالشمس من المشرق } أي: عيانا يقر به كل أحد حتى ذلك الكافر { فأت بها من المغرب } وهذا إلزام له بطرد دليله إن كان صادقا في دعواه،

فلما قال له أمرا لا قوة له في شبهة تشوش دليله، ولا قادحا يقدح في سبيله { بهت الذي كفر } أي: تحير فلم يرجع إليه جوابا وانقطعت حجته وسقطت شبهته،

وهذه حالة المُبْطِل المعاند الذي يريد أن يقاوم الحق ويغالبه، فإنه مغلوب مقهور،

فلذلك قال تعالى: { والله لا يهدي القوم الظالمين } بل يبقيهم على كفرهم وضلالهم، وهم الذين اختاروا لأنفسهم ذلك، وإلا فلو كان قصدهم الحق والهداية لهداهم إليه ويسر لهم أسباب الوصول إليه،

 

ففي هذه الآية برهان قاطع على تفرد الرب بالخلق والتدبير، ويلزم من ذلك أن يفرد بالعبادة والإنابة والتوكل عليه في جميع الأحوال،

 

قال ابن القيم رحمه الله: وفي هذه المناظرة نكتة لطيفة جدا، وهي أن شرك العالم إنما هو مستند إلى عبادة الكواكب والقبور، ثم صورت الأصنام على صورها، فتضمن الدليلان اللذان استدل بهما إبراهيم إبطال إلهية تلك جملة بأن الله وحده هو الذي يحيي ويميت، ولا يصلح الحي الذي يموت للإلهية لا في حال حياته ولا بعد موته، فإن له ربا قادرا قاهرا متصرفا فيه إحياء وإماتة، ومن كان كذلك فكيف يكون إلها حتى يتخذ الصنم على صورته، ويعبد من دونه، وكذلك الكواكب أظهرها وأكبرها للحس هذه الشمس وهي مربوبة مدبرة مسخرة، لا تصرف لها بنفسها بوجه ما، بل ربها وخالقها سبحانه يأتي بها من مشرقها فتنقاد لأمره ومشيئته، فهي مربوبة مسخرة مدبرة، لا إله يعبد من دون الله. " من مفتاح دار السعادة

 

 

* حاجَّ: ( فعل )

حاجَّ يحاجّ ، حاجِجْ / حاجَّ ، مُحاجَّةً وحِجاجًا ، فهو مُحاجّ ، والمفعول مُحاجّ - للمتعدِّي.

حاجَّ الشَّخصُ: أقام الحُجَّةَ والدَّليلَ ليُثبت صحَّةَ أمر ، برهن بالحُّجَّة والدَّليل ليقنع الآخرين.

حاجَّ الشَّخصَ: جادله وخاصمه ، نازعه بالحجَّة ، ناظره.

 

* اِطَّرَدَ: ( فعل )

اطَّردَ يطَّرِد ، اطِّرادًا ، فهو مُطَّرِد.

اِطَّرَدَتِ الأحْداثُ: تَتابَعَتْ ، تَثالَتْ ، تَوَاتَرَتْ اِطَّرَدَ كَرَمُهُ.

اطَّرَدَ: تتابَعَ.

اطَّرَدَ: تَسَلْسَلَ.

 

* مُستَنَد: ( اسم )

الجمع: مُسْتَنَدات.

اسم مفعول من استندَ إلى / استندَ على.

حُجَّتُهُ مُسْتَنِدَةٌ إِلَى وَثَائِقَ: مُعْتَمِدَةٌ عَلَى.

استنادًا إلى كذا: اعتمادًا عليه ،

استند إلى الله تعالى: لجأ إليه ، اعتمد عليه.

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

قال الله تعالى: { أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (259)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

وهذا أيضا دليل آخر على توحد الله بالخلق والتدبير والإماتة والإحياء، فقال: ( أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها ) أي: قد باد أهلها وفني سكانها وسقطت حيطانها على عروشها، فلم يبق بها أنيس بل بقيت موحشة من أهلها مقفرة، فوقف عليها ذلك الرجل متعجبا و ( قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها ) استبعادا لذلك وجهلا بقدرة الله تعالى،

فلما أراد الله به خيرا أراه آية في نفسه وفي حماره، وكان معه طعام وشراب، ( فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم ) استقصارا لتلك المدة التي مات فيها، لكونه قد زالت معرفته وحواسه وكان عهد حاله قبل موته، فقيل له ( بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه ) أي: لم يتغير بل بقي على حاله على تطاول السنين واختلاف الأوقات عليه، ففيه أكبر دليل على قدرته حيث أبقاه وحفظه عن التغير والفساد، مع أن الطعام والشراب من أسرع الأشياء فسادا

( وانظر إلى حمارك ) وكان قد مات وتمزق لحمه وجلده وانتثرت عظامه، وتفرقت أوصاله

( ولنجعلك آية للناس ) على قدرة الله وبعثه الأموات من قبورهم، لتكون أُنْمُوذَجًا محسوسا مشاهدا بالأبصار، فيعلموا بذلك صحة ما أخبرت به الرسل

( وانظر إلى العظام كيف ننشزها ) أي: ندخل بعضها في بعض، ونركب بعضها ببعض

( ثم نكسوها لحما ) فنظر إليها عيانا كما وصفها الله تعالى، ( فلما تبين له ) ذلك وعلم قدرة الله تعالى ( قال أعلم أن الله على كل شيء قدير )

والظاهر من سياق الآية أن هذا رجل منكر للبعث أراد الله به خيرا، وأن يجعله آية ودليلا للناس لثلاثة أوجه

أحدها قوله ( أنى يحيي هذه الله بعد موتها ) ولو كان نبيا أو عبدا صالحا لم يقل ذلك،

والثاني: أن الله أراه آية في طعامه وشرابه وحماره ونفسه ليراه بعينه فيقر بما أنكره، ولم يذكر في الآية أن القرية المذكورة عمرت وعادت إلى حالتها، ولا في السياق ما يدل على ذلك، ولا في ذلك كثير فائدة،

ما الفائدة الدالة على إحياء الله للموتى في قرية خربت ثم رجع إليها أهلها أو غيرهم فعمروها؟! وإنما الدليل الحقيقي في إحيائه وإحياء حماره وإبقاء طعامه وشرابه بحاله،

والثالث في قوله: ( فلما تبين له ) أي: تبين له أمر كان يجهله ويخفى عليه، فعلم بذلك صحة ما ذكرناه، والله أعلم.

 

 

 

* بادَ: ( فعل )

بادَ يَبيد ، بِدْ ، بَيْدًا وبُيودًا وبَيادًا وبَيْدُودةً ، فهو بائد.

بادَ العَدُوُّ: هَلَكَ.

بادَتِ الشَّمْسُ: غَرَبَتْ.

بادَ القَوْمُ: اِنْقَرَضُوا ، اِنْقَطَعُوا.

 

* فَنيَ: ( فعل )

فنِيَ / فنِيَ في يَفنَى ، افْنَ ، فَنَاءً ، فهو فانٍ ، والمفعول مَفْنِيّ فيه.

فني الشّيء: باد وانتهى وجوده :- فنِي العمر - الكُلُّ يَفنَى ويبقى الواحدُ القهّار - { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ }.

 

* خاوية على عروشها: ساقطة على سقوفها التي سقطت. سورة : البقرة ، آية رقم : 259

خاوية على عروشها: ساقطة حيطانها على سقوفها المتهدمة. سورة : الحج ، آية رقم : 45

 

* مُقفِر: ( اسم ) فاعل من أَقْفَرَ.

مَكَانٌ مُقْفِرٌ: خَالٍ مِنَ الماء والعُشْبِ والنَّاسِ.

أقفر الرأس من الشعر: خلا منه.

أقفر: خلا من أهله وتفرد.

أقفر: صار إلى « القفر »، وهو الأرض التي لا بشر فيها ولا ماء ولا كلأ.

أقفر البلد: وجده قفرا.

أقفر: جاع.

أقفر البلد: وجده خاليا مقفرا.

 

* عَهِدَ:

عَهِدَ الشيءَ: عَرَفَه ؛ يقال: الأَمرُ كما عَهِدْتَ كما عَرَفتَ.

 

* أُنموذَج: ( اسم )

الجمع: نَمَاذِجُ ، أُنْمُوذَجَاتٌ.

الأُنْمُوذَجُ: المِثالُ الذي يُعمل عليه الشيءُ كالنَّموذج والجمع: نماذج.

كَانَ أُنْمُوذَجاً لِرِفَاقِهِ :- : مِثَالاً.

وَضَعَ أُنْمُوذَجاً لِتَقْلِيدِهِ :- : شَكْلاً.

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

قال الله تعالى: { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } (260)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

وهذا فيه أيضا أعظم دلالة حسية على قدرة الله وإحيائه الموتى للبعث والجزاء،

فأخبر تعالى عن خليله إبراهيم أنه سأله أن يريه ببصره كيف يحيي الموتى، لأنه قد تيقن ذلك بخبر الله تعالى، ولكنه أحب أن يشاهده عيانا ليحصل له مرتبة عين اليقين، فلهذا قال الله له: { أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي } وذلك أنه بتوارد الأدلة اليقينية مما يزداد به الإيمان ويكمل به الإيقان ويسعى في نيله أولو العرفان، فقال له ربه { فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك } أي: ضمهن ليكون ذلك بمرأى منك ومشاهدة وعلى يديك.

{ ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا } أي: مزقهن، اخلط أجزاءهن بعضها ببعض، واجعل على كل جبل، أي: من الجبال التي في القرب منه، جزء من تلك الأجزاء { ثم ادعهن يأتينك سعيا } أي: تحصل لهن حياة كاملة، ويأتينك في هذه القوة وسرعة الطيران، ففعل إبراهيم عليه السلام ذلك وحصل له ما أراد وهذا من ملكوت السماوات والأرض الذي أراه الله إياه في قوله { وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين }

ثم قال: { واعلم أن الله عزيز حكيم } أي: ذو قوة عظيمة سخر بها المخلوقات، فلم يَسْتَعْصِ عليه شيء منها، بل هي منقادة لعزته خاضعة لجلاله، ومع ذلك فأفعاله تعالى تابعة لحكمته، لا يفعل شيئا عبثا:

 

 

* عين اليقين: أعلى درجات العلم ،

عيْن اليقين: نـَـفـْـسَ اليَقين و هو المشاهدة. سورة : التكاثر ، آية رقم : 7

 

 

 

 

يُتبع بإذن الله مع أختي الحبيبة عروس القرآن.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

نتابع تفسير الآيات منــ{ سورة البقرة}

 

قوله تعالى:{مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)}

 

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

هذا بيان للمضاعفة التي ذكرها الله في قوله:

{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً}

وهنا قال: ( مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) أي: في طاعته ومرضاته، وأولاها إنفاقها في الجهاد في سبيله

( كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ) وهذا إحضار لصورة المضاعفة بهذا المثل، الذي كان العبد يشاهده ببصره فيشاهد هذه المضاعفة ببصيرته، فيقوى شاهد الإيمان مع شاهد العيان، فتنقاد النفس مذعنة للإنفاق سامحة بها مؤملة لهذه المضاعفة الجزيلة والمنة الجليلة،

 

( وَاللَّهُ يُضَاعِفُ ) هذه المضاعفة ( لِمَن يَشَاءُ ) أي: بحسب حال المنفق وإخلاصه وصدقه وبحسب حال النفقة وحلها ونفعها ووقوعها موقعها،

ويحتمل أن يكون ( وَاللَّهُ يُضَاعِفُ ) أكثر من هذه المضاعفة ( لِمَن يَشَاءُ )فيعطيهم أجرهم بغير حساب

( وَاللَّهُ وَاسِعٌ ) الفضل، واسع العطاء، لا ينقصه نائل ولا يحفيه سائل، فلا يتوهم المنفق أن تلك المضاعفة فيها نوع مبالغة، لأن الله تعالى لا يتعاظمه شيء ولا ينقصه العطاء على كثرته، ومع هذا فهو ( عَلِيمٌ ) بمن يستحق هذه المضاعفة ومن لا يستحقها، فيضع المضاعفة في موضعها لكمال علمه وحكمته.

 

* مُذعِن: ( اسم )

فاعل مِنْ أَذْعَنَ

مُذْعِنٌ لِآرَاءِ خَصْمِهِ : خَاضِعٌ لَهَا

 

* نائِل: ( اسم )

اسم فاعل من نالَ / نالَ على / نالَ لـ

النَّائِلُ : ما يُنَال ويُدْرَك

أصبتُ منه نائلاً : معروفًا

النَّائِلُ : الجُودُ

النَّائِلُ : العطيَّةُ

نَائِلُ الْمَكَارِمِ : أَيْ يَتَلَقَّى الْمَكَارِمَ وَيَحْصُلُ عَلَيْهَا

 

* أَحْفَى: ( فعل )

أحفى يُحفي ، أَحْفِ ، إحفاءً ، فهو مُحْفٍ ، والمفعول مُحْفًى

أحْفَى فلان : حفِيَت دابّته

أحْفَى الشيءَ : استأصَله

أحفى شاربَه : استقصى في أخذه . أَمَرَ عَلَيهِ السَّلاَمُ أَنْ تُحْفَىَ الشَّوارِبُ وَتُعْفَى اللِّحَى ( حديث )

أحْفَى فلانَّا : جعلَهُ بلا نعل ولا خُفٍّ

أحفى السُّؤالَ : ألحَّ وبالغ فيه

أحفى الكلامَ : ردَّده في إلحاح بمراده

 

* حفى: ( فعل )

حفاه حَفْوًا

حفاه وحفا به : أَكرَمه

حفا فلاناً : أعطاه

حفا شاربَه : بالغ في قصِّه

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

قوله تعالى:{الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (262)}

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

أي: الذين ينفقون أموالهم في طاعة الله وسبيله، ولا يتبعونها بما ينقصها ويفسدها من المن بها على المنفق عليه بالقلب أو باللسان

بأن يُعدِد عليه إحسانه ويطلب منه مقابلته، ولا أذية له قولية أو فعلية، فهؤلاء لهم أجرهم اللائق بهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون

فحصل لهم الخير واندفع عنهم الشر لأنهم عملوا عملا خالصا لله سالما من المفسدات.

 

* مَنّ: ( اسم )

الجمع : أمنان

مصدر مَنَّ

مَنُّهُ كَثِيرٌ : كُلُّ مَا يُنْعَمُ بِهِ

الْمَنُّ : تعداد الفضل والاحسان يَمُنُّ بِمَا أَعْطَى ، ويَعْتَدُّ بِهِ اعْتِداداً

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

قوله تعالى:{قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263)}

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

{ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ} أي: تعرفه القلوب ولا تنكره،

ويدخل في ذلك كل قول كريم فيه إدخال السرور على قلب المسلم،

ويدخل فيه رد السائل بالقول الجميل والدعاء له

{ وَمَغْفِرَةٌ } لمن أساء إليك بترك مؤاخذته والعفو عنه، ويدخل فيه العفو عما يصدر من السائل مما لا ينبغي،

فالقول المعروف والمغفرة خير من الصدقة التي يتبعها أذى،

لأن القول المعروف إحسان قولي، والمغفرة إحسان أيضا بترك المؤاخذة،

وكلاهما إحسان ما فيه مفسد، فهما أفضل من الإحسان بالصدقة التي يتبعها أذى بمنّ أو غيره،

 

ومفهوم الآية أن الصدقة التي لا يتبعها أذى أفضل من القول المعروف والمغفرة، وإنما كان المنّ بالصدقة مفسدا لها محرما، لأن المنّة لله تعالى وحده، والإحسان كله لله،

فالعبد لا يمنّ بنعمة الله وإحسانه وفضله وهو ليس منه، وأيضا فإن المانّ مستعبِدٌ لمن يمنّ عليه، والذل والاستعباد لا ينبغي إلا لله،

والله غني بذاته عن جميع مخلوقاته، وكلها مفتقرة إليه بالذات في جميع الحالات والأوقات، فصدقتكم وإنفاقكم وطاعاتكم يعود مصلحتها إليكم ونفعها إليكم،

 

{ وَاللَّهُ غَنِيٌّ } عنها، ومع هذا فهو { حَلِيمٌ } على من عصاه لا يعاجله بعقوبة مع قدرته عليه، ولكن رحمته وإحسانه وحلمه يمنعه من معاجلته للعاصين، بل يمهلهم ويصرّف لهم الآيات لعلهم يرجعون إليه وينيبون إليه، فإذا علم تعالى أنه لا خير فيهم ولا تغني عنهم الآيات ولا تفيد بهم المثلات أنزل بهم عقابه وحرمهم جزيل ثوابه.

 

* مَثُلة: ( اسم )

الجمع : مَثُلاتٌ

المَثُلَةُ : العقوبةُ والتنكيل

 

* المَثُلات :

العقوبات الفاضحات لأمثالهم

سورة : الرعد ، آية رقم : 6

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

 

 

يُتبع بإذن الله مع أختي الحبيبة زُلفى.

تم تعديل بواسطة عروس القرآن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×