اذهبي الى المحتوى
عروس القرءان

|| صفحة مدارسة التفسير|| ..~ ليدبروا آياته ~..

المشاركات التي تم ترشيحها

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

 

 

نُتابع تفسير آيات (سورة البقرة)

 

 

قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } (264)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

ينهى عباده تعالى لطفا بهم ورحمة عن إبطال صدقاتهم بالمن والأذى، ففيه أن المن والأذى يبطل الصدقة،

ويستدل بهذا على أن الأعمال السيئة تبطل الأعمال الحسنة، كما قال تعالى: { ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون } فكما أن الحسنات يذهبن السيئات فالسيئات تبطل ما قابلها من الحسنات،

 

وفي هذه الآية مع قوله تعالى { ولا تبطلوا أعمالكم } حث على تكميل الأعمال وحفظها من كل ما يفسدها لئلا يضيع العمل سُدى،

 

وقوله: { كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر } أي: أنتم وإن قصدتم بذلك وجه الله في ابتداء الأمر، فإن المنة والأذى مبطلان لأعمالكم، فتصير أعمالكم بمنزلة الذي يعمل لمراءاة الناس ولا يريد به الله والدار الآخرة، فهذا لا شك أن عمله من أصله مردود، لأن شرط العمل أن يكون لله وحده، وهذا في الحقيقة عمل للناس لا لله، فأعماله باطلة وسعيه غير مشكور،

فمثله المطابق لحاله { كمثل صفوان } وهو الحجر الأملس الشديد { عليه تراب فأصابه وابل } أي: مطر غزير { فتركه صلدا } أي: ليس عليه شيء من التراب،

فكذلك حال هذا المرائي، قلبه غليظ قاسٍ بمنزلة الصفوان، وصدقته ونحوها من أعماله بمنزلة التراب الذي على الصفوان، إذا رآه الجاهل بحاله ظن أنه أرض زكية قابلة للنبات، فإذا انكشفت حقيقة حاله زال ذلك التراب وتبين أن عمله بمنزلة السراب، وأن قلبه غير صالح لنبات الزرع وزكائه عليه، بل الرياء الذي فيه والإرادات الخبيثة تمنع من انتفاعه بشيء من عمله،

 

فلهذا { لا يقدرون على شيء } من أعمالهم التي اكتسبوها، لأنهم وضعوها في غير موضعها وجعلوها لمخلوق مثلهم، لا يملك لهم ضررا ولا نفعا وانصرفوا عن عبادة من تنفعهم عبادته، فصرف الله قلوبهم عن الهداية، فلهذا قال: { والله لا يهدي القوم الكافرين }

 

 

* سُدَى: ( اسم )

الجمع: سُدًى.

سُدًى: مُهمل ، دون فائدة ، باطل.

: مهمَلا لا يُكلَّف ولا يُجازَى.

أَرْض سُدى: لا تُعَمَّر ،

ذهَب كلامُه سُدًى: باطلاً ، بلا جدوى ، عبثًا ، هباءً.

ذَهَبَ عَمَلُهُ سُدىً: بِلاَ فَائِدَةٍ ، بِلاَ مَعْنَى ، أيْ يُكافَأُ وَلاَ يُجَازَى ، سورة القيامة آية 36 أَيَحْسَبُ الإنْسَانُ أنْ يُتْرَكَ سُدىً ( قرآن )

 

* زكِيّ: صالحٌ طاهرٌ طيِّب.

زكِيُّ المَغْرِس: كريم الأصل ، طاهر العُنصر.

أرض زكِيَّة: طيبة خِصبة.

نَفْسٌ زَكِيَّةٌ: صالِحَةٌ ، طاهِرَةٌ ، عَفيفَةٌ ، طَيِّبَةٌ.

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

قال الله تعالى: { وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } (265)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

هذا مثل المنفقين أموالهم على وجه تزكو عليه نفقاتهم وتقبل به صدقاتهم فقال تعالى: { ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله } أي: قصدهم بذلك رضى ربهم والفوز بقربه

 

{ وتثبيتا من أنفسهم } أي: صدر الإنفاق على وجه منشرحة له النفس سخية به، لا على وجه التردد وضعف النفس في إخراجها،

 

وذلك أن النفقة يعرض لها آفتان إما أن يقصد الإنسان بها محمدة الناس ومدحهم وهو الرياء، أو يخرجها على خور وضعف عزيمة وتردد،

 

فهؤلاء سلموا من هاتين الآفتين فأنفقوا ابتغاء مرضات الله لا لغير ذلك من المقاصد، وتثبيتا من أنفسهم، فمثل نفقة هؤلاء { كمثل جنة } أي: كثيرة الأشجار غزيرة الظلال، من الاجتنان وهو الستر، لستر أشجارها ما فيها، وهذه الجنة { بربوة } أي: محل مرتفع ضاحٍ للشمس في أول النهار ووسطه وآخره، فثماره أكثر الثمار وأحسنها، ليست بمحل نازل عن الرياح والشمس،

فـ { أصابها } أي: تلك الجنة التي بربوة { وابل } وهو المطر الغزير { فآتت أكلها ضعفين } أي: تضاعفت ثمراتها لطيب أرضها ووجود الأسباب الموجبة لذلك، وحصول الماء الكثير الذي ينميها ويكملها { فإن لم يصبها وابل فطل } أي: مطر قليل يكفيها لطيب منبتها،

 

فهذه حالة المنفقين أهل النفقات الكثيرة والقليلة كل على حسب حاله، وكل ينمى له ما أنفق أتم تنمية وأكملها والمنمي لها هو الذي أرحم بك من نفسك، الذي يريد مصلحتك حيث لا تريدها،

 

فيالله لو قدر وجود بستان في هذه الدار بهذه الصفة لأسرعت إليه الهمم وتزاحم عليه كل أحد، ولحصل الاقتتال عنده، مع انقضاء هذه الدار وفنائها وكثرة آفاتها وشدة نصبها وعنائها،

وهذا الثواب الذي ذكره الله كأن المؤمن ينظر إليه بعين بصيرة الإيمان، دائم مستمر فيه أنواع المسرات والفرحات، ومع هذا تجد النفوس عنه راقدة، والعزائم عن طلبه خامدة، أترى ذلك زُهدًا في الآخرة ونعيمها، أم ضعف إيمان بوعد الله ورجاء ثوابه؟!

وإلا فلو تيقن العبد ذلك حق اليقين وباشر الإيمان به بشاشة قلبه لانبعثت من قلبه مزعجات الشوق إليه، وتوجهت همم عزائمه إليه، وطوعت نفسه له بكثرة النفقات رجاء المثوبات،

ولهذا قال تعالى: { والله بما تعملون بصير } فيعلم عمل كل عامل ومصدر ذلك العمل، فيجازيه عليه أتم الجزاء.

 

 

 

* تَزَكَّى: ( فعل )

تزكَّى يتزكَّى ، تَزَكَّ ، تزكّيًا ، فهو مُتزكٍّ.

تزكَّى المالُ: نما وزاد.

 

* مُنْشَرِحٌ:

جمع : ـون ، ـات . [ ش ر ح ]. ( فاعل من اِنْشَرَحَ ). :- مُنْشَرِحُ الصَّدْرِ :- : مُنْتَشٍ ، فَرِحٌ . :- القَلْبُ مُطْمَئِنٌّ وَالصَّدْرُ مُنْشَرِحٌ.

 

* سَخيّ: ( اسم )

الجمع: أسْخِيَاءٌ ، سَخَايَا.

سَخِيٌّ: جَوَادٌ ، كَرِيمٌ ، السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ.

سَخِيٌّ بِمَالِهِ :- : جَوَادٌ ، كَرِيمٌ.

 

* ضاح: ( اسم )

الجمع: ضَوَاحٍ ، الضَّوَاحِي.

ضَاحٍ ، الضَّاحِيٌ.

( فاعل من ضَحَا )

طَرِيقٌ ضَاحٍ: بَارِزٌ.

 

ضاحَ: ( فعل )

ضاحَ ضَيْحًا.

ضاحَتِ البلادُ: بَرَزَتْ للشمسِ فيبس نباتُها.

ضَحِيَ الرَّجُلُ: بَرَزَ لِلشَّمْسِ ، أَصَابَهُ حَرُّ الشَّمْسِ ،

ضحِي الشَّخصُ: برز وظهر في مكان مكشوف.

 

* خامِد: ( اسم )

الجمع: خامدون و خوامِد.

الخَامِدُ: السَّاكنُ الساكتُ.

قَوْمً خامدون: ساكِنُون قد ماتوا وصَاروا بمنزلة الرَّماد الخامد.

: اسم فاعل من خمَدَ وخمِدَ.

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

قال الله تعالى: { أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } (266)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

وهذا المثل مضروب لمن عمل عملا لوجه الله تعالى من صدقة أو غيرها ثم عمل أعمالا تفسده، فمثله كمثل صاحب هذا البستان الذي فيه من كل الثمرات، وخص منها النخل والعنب لفضلهما وكثرة منافعهما، لكونهما غذاء وقوتا وفاكهة وحلوى، وتلك الجنة فيها الأنهار الجارية التي تسقيها من غير مؤنة، وكان صاحبها قد اغتبط بها وسرته، ثم إنه أصابه الكبر فضعف عن العمل وزاد حرصه، وكان له ذرية ضعفاء ما فيهم معاونة له، بل هم كَلٌّ عليه، ونفقته ونفقتهم من تلك الجنة، فبينما هو كذلك إذ أصاب تلك الجنة إعصار وهو الريح القوية التي تستدير ثم ترتفع في الجو، وفي ذلك الإعصار نار فاحترقت تلك الجنة، فلا تسأل عما لقي ذلك الذي أصابه الكبر من الهم والغم والحزن، فلو قُدِّرَ أن الحزن يقتل صاحبه لقتله الحزن،

كذلك من عمل عملا لوجه الله فإن أعماله بمنزلة البذر للزروع والثمار، ولا يزال كذلك حتى يحصل له من عمله جنة موصوفة بغاية الحسن والبهاء، وتلك المفسدات التي تفسد الأعمال بمنزلة الإعصار الذي فيه نار، والعبد أحوج ما يكون لعمله إذا مات وكان بحالة لا يقدر معها على العمل، فيجد عمله الذي يؤمل نفعه هباء منثورا، ووجد الله عنده فوفاه حسابه.

والله سريع الحساب، فلو علم الإنسان وتصور هذه الحال وكان له أدنى مسكة من عقل لم يقدم على ما فيه مضرته ونهاية حسرته ولكن ضعف الإيمان والعقل وقلة البصيرة يصير صاحبه إلى هذه الحالة التي لو صدرت من مجنون لا يعقل لكان ذلك عظيما وخطره جسيما، فلهذا أمر تعالى بــالتفكر وحثَّ عليه، فقال: { كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون }

 

 

* اِغتَبَطَ: ( فعل )

اغتبطَ / اغتبطَ بـ يغتبط ، اغتباطًا ، فهو مُغتبِط ، والمفعول مغتبَط به.

اغتبطَ الشَّخصُ / اغتبطَ الشَّخصُ بالشَّيء : فرِحَ ، حسُنَت حالُه وكانَ في مَسرَّة / بشفائه من مرضه / بفوز فريقه ،

 

* كَلّ: ( اسم )

مصدر كَلَّ.

الكَلُّ: مَن يكون عبئًا على غيره ، مَنْ يعتمد على غيره في معيشته.

الكَلُّ: الضَّعيفُ.

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

 

 

يُتبع بإذن الله مع أختي الحبيبة عروس القرآن.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

نتابع تفسير الآيات منــ{ سورة البقرة}

 

قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267)}

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

يأمر تعالى عباده المؤمنين بالنفقة من طيبات ما يسر لهم من المكاسب، ومما أخرج لهم من الأرض فكما منَّ عليكم بتسهيل تحصيله فأنفقوا منه شكرا لله وأداء لبعض حقوق إخوانكم عليكم، وتطهيرا لأموالكم، واقصدوا في تلك النفقة الطيب الذي تحبونه لأنفسكم، ولا تيمموا الرديء الذي لا ترغبونه ولا تأخذونه إلا على وجه الإغماض والمسامحة

 

{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} فهو غني عنكم ونفع صدقاتكم وأعمالكم عائد إليكم، ومع هذا فهو حميد على ما يأمركم به من الأوامر الحميدة والخصال السديدة، فعليكم أن تمتثلوا أوامره لأنها قوت القلوب وحياة النفوس ونعيم الأرواح

 

* مَكاسبُ: ( اسم )

مَكاسبُ : جمع مَكسَب

مَكسَب: ( اسم )

الجمع : مَكاسبُ

مَكْسَب / مَكْسِب

المَكْسَبُ : ما يُكْسب ، ما يتحصَّل عليه الإنسانُ من مال أو علم أو جاه

المَكْسَبُ : فرق بين الدخل من جهة ، والمصاريف من جهة أخرى

 

* تَيَمَّمَ: ( فعل )

تيمَّمَ / تيمَّمَ لـ يَتيمَّم ، تَيَمُّمًا ، فهو مُتَيَمِّم ، والمفعول مُتَيَمَّم

تَيَمَّمَ للصَّلاةِ : مَسَحَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ على الحَجَرِ أو بِالتُّرابِ لأَداءِ الصَّلاةِ بَدَلَ الوُضوءِالنساء آية 43 فَتَيَمَّمُوا صَعيداً طَيِّباً ( قرآن )

تَيَمَّمَ الأمْرَ : طَلَبَهُ ، تَعَمَّدَهُ ، تَوَخَّاهُ ، قَصَدَهُ

لا تيمّموا الخبيث:

لا تقصدوا المال الرّديء

سورة : البقرة ، آية رقم : 267

المعجم: كلمات القران

 

* إِغماض: ( اسم )

مصدر أغمَضَ

إغْمَاضُ العَيْنَيْنِ : إطْبَاقُ جَفْنَيْهَا

إغْمَاضُ العَيْنِ عمَّا جَرَى : التَّغَاضِي ، التَّجَاوُزُ

* أَغْمَضَ: ( فعل )

أغمضَ / أغمضَ في يُغمض ، إغماضًا ، فهو مُغمِض ، والمفعول مُغمَض

أَغْمَضَ عَيْنَيْهِ : أطْبَقَ جَفْنَيْهِ . لَمْ يُغْمَضْ لِي جَفْنٌ لَيْلَةَ الأمْسِ

أغْمَضَ عَيْنَهُ عَمَّا حَدَثَ : تَغَاضَى عَمَّا ، تَجَاوَزَ عَمَّا ، أغْضَى

أَغْمَضَ عن الشيء : تجاوز عنه

أغْمَضَ عَلى الْمُصابِ : تحَمَّلَهُ وَرَضِيَ بِهِ

أَغْمَضَ فِي البِضَاعَةِ : نَقَصَ مِنْ ثَمَنِهَا لِرَدَاءَتِهَا

أَغْمَضَ الرجلُ : ارتكب الذنوبَ وهو يعرِفها

أغمض عينيه عنه / أغمض طرفَه عنه : أغضى عنه ، تجاوزه ، تساهل معه وتسامح ، تظاهر بعدم الانتباه إليه

أغمض في السِّلعة : تساهل في بيعها أو شرائها ، استحطّ من ثمنها لرداءتها ، أو طلب أن يُزاد منها بالثَّمن نفسه : لا تفعلوا مع الله ما لا ترضَوْنه لأنفسكم

ما أَغمضتُ : ما نمت

أَغْمَضَتِ عنه طَرْفَه : أَغضى

أَغْمَضَتِ العينُ فلانًا : احتقرته

أَغْمَضَتِ فلانٌ النَّظَرَ : جاءَ برأي سديد

أَغْمَضَتِ الميتَ : أَغلق عينيه

أَغْمَضَ الفَلاةُ على الشُّخوص : لم تَظهَر فيها

أغمض الحقيقةَ : أخفاها

 

* خِصَال: ( اسم )

خِصَال : مصدر خَصَلَ

خَصَلَ: ( فعل )

خَصَلْتُ ، أَخْصُلُ ، اُخْصُلْ ، مصدر خَصْلٌ ، خِصَالٌ ، خَصْلَةٌ

خَصَلَ زَمِيلَهُ : فَضَلَهُ ، فَاقَهُ

خَصَلَ الهَدَفَ : أَصَابَهُ

خَصَلَ السهمُ : وقع بِلِزْقِ الهدف

خَصَلَ الشيءَ : قطعه

 

* خَصلة: ( اسم )

الجمع : خَصَلات و خَصْلات و خِصال

الخَصْلةُ : خُلُقٌ في الإِنسان ، يكون فضيلةً أَو رذيلة وفي الحديث : حديث شريف مَنْ كانت فيه خَصلةٌ من خصال النِّفاق /

الخَصْلةُ : العنقود

الخَصْلةُ : عُودٌ فيه شوك

الخَصْلةُ : طَرَفُ العُود الرطب الليِّن

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

قوله تعالى:{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268)}

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

وإياكم أن تتبعوا عدوكم الشيطان الذي يأمركم بالإمساك، ويخوفكم بالفقر والحاجة إذا أنفقتم، وليس هذا نصحا لكم، بل هذا غاية الغش { إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير }

 

بل أطيعوا ربكم الذي يأمركم بالنفقة على وجه يسهل عليكم ولا يضركم، ومع هذا فهو

{ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً }لذنوبكم وتطهيرا لعيوبكم

{ وَفَضْلًا } وإحسانا إليكم في الدنيا والآخرة، من الخلف العاجل، وانشراح الصدر ونعيم القلب والروح والقبر، وحصول ثوابها وتوفيتها يوم القيامة، وليس هذا عظيما عليه لأنه { وَاسِعٌ } الفضل عظيم الإحسان { عَلِيمٌ } بما يصدر منكم من النفقات قليلها وكثيرها، سرها وعلنها، فيجازيكم عليها من سعته وفضله وإحسانه

فلينظر العبد نفسه إلى أي الداعيين يميل

فقد تضمنت هاتان الآيتان أمورا عظيمة

منها: الحث على الإنفاق،

ومنها: بيان الأسباب الموجبة لذلك،

ومنها: وجوب الزكاة من النقدين وعروض التجارة كلها، لأنها داخلة في قوله: { مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ}

ومنها: وجوب الزكاة في الخارج من الأرض من الحبوب والثمار والمعادن،

ومنها: أن الزكاة على من له الزرع والثمر لا على صاحب الأرض، لقوله { أَخْرَجْنَا لَكُم } فمن أخرجت له وجبت عليه

ومنها: أن الأموال المعدة للاقتناء من العقارات والأواني ونحوها ليس فيها زكاة، وكذلك الديون والغصوب ونحوهما إذا كانت مجهولة، أو عند من لا يقدر ربها على استخراجها منه، ليس فيها زكاة، لأن الله أوجب النفقة من الأموال التي يحصل فيها النماء الخارج من الأرض، وأموال التجارة مواساة من نمائها، وأما الأموال التي غير معدة لذلك ولا مقدورا عليها فليس فيها هذا المعنى، ومنها: أن الرديء ينهى عن إخراجه ولا يجزئ في الزكاة

 

 

* عروض التجارة:

يقصد بها الأموال المرصدة أو المعدة للبيع والشراء والمقصد منها تدويرها في النشاط التجاري لأغراض تحقيق الربح ويطلق عليها في الفكر التجاري المعاصر ‏ ( ‏ الأصول المتداولة ‏ ) ‏‏ . ‏

المعجم: عربي عامة

 

 

* نَمَى: ( فعل )

نمَى يَنمِي ، انْمِ ، نَمَاءً ، ونُمِيًّا ، فهو نامٍ ، والمفعول منمِيّ - للمتعدِّي

نمَى المالُ : زاد وكثُر

نَمَى الْمَالَ : زَادَهُ ، كَثَّرَهُ

نَمَى الْحَيوانُ : سَمِنَ

نمَى السِّعرُ : ارتفع وغلا

نمَى الحديثُ : شاع وذاع بين النَّاس

نَمَى الْحَدِيثُ إِلَيْهِ : نَهَى ، اِرْتَفَعَ

نَمَى الْحَدِيثَ إِلَيْهِ : رَفَعَهُ إِلَيْهِ وَعَزَاهُ ، أَسْنَدَهُ إِلَيْهِ

نماه حسبُه : رفعه وأعلى شأنَه

نَمَى الوَلَدَ إِلَى أَبِيهِ : نَسَبَهُ إِلَيْهِ

نَمَى الماءُ : طَمَا

نَمَى الدَّوَابُّ : تباعدت تطلب الكلأ

نَمَى الصَّيْدُ : غاب عن الصائد والسَّهْمُ في جسمه

 

 

* مواساة: ( اسم )

مصدر وَاسَى

جَاءَ لِمُوَاسَاتِهِ : جَاءَ لِتَعْزِيَتِهِ وَالتَّخْفِيفِ مِنْ حُزْنِهِ وَمُصَابِهِ

 

 

* واسَى: ( فعل )

واسى يواسي ، واسِ ، مُواساةً ، فهو مُواسٍ ، والمفعول مُواسًى

واسَى فلانًا : آساه ، عزَّاه وسلاّه ، شاطره الأسى

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

قوله تعالى:{يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)}

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

لما أمر تعالى بهذه الأوامر العظيمة المشتملة على الأسرار والحكم وكان ذلك لا يحصل لكل أحد، بل لمن منَّ عليه وآتاه الله الحكمة، وهي العلم النافع والعمل الصالح ومعرفة أسرار الشرائع وحكمها، وإن من آتاه الله الحكمة فقد آتاه خيرا كثيرا وأي خير أعظم من خير فيه سعادة الدارين والنجاة من شقاوتهما!

وفيه التخصيص بهذا الفضل وكونه من ورثة الأنبياء، فكمال العبد متوقف على الحكمة، إذ كماله بتكميل قوتيه العلمية والعملية

فتكميل قوته العلمية بمعرفة الحق ومعرفة المقصود به،

وتكميل قوته العملية بالعمل بالخير وترك الشر،

وبذلك يتمكن من الإصابة بالقول والعمل وتنزيل الأمور منازلها في نفسه وفي غيره، وبدون ذلك لا يمكنه ذلك،

ولما كان الله تعالى قد فطر عباده على عبادته ومحبة الخير والقصد للحق، فبعث الله الرسل مذكرين لهم بما ركز في فطرهم وعقولهم، ومفصلين لهم ما لم يعرفوه،

انقسم الناس قسمين قسم أجابوا دعوتهم فتذكروا ما ينفعهم ففعلوه، وما يضرهم فتركوه، وهؤلاء هم أولو الألباب الكاملة، والعقول التامة،

وقسم لم يستجيبوا لدعوتهم، بل أجابوا ما عرض لفطرهم من الفساد، وتركوا طاعة رب العباد، فهؤلاء ليسوا من أولي الألباب، فلهذا قال تعالى: (وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) .

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

يُتبع بإذن الله مع أختي الحبيبة زُلفى.

تم تعديل بواسطة عروس القرآن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

 

نُتابع تفسير آيات (سورة البقرة)

 

 

قال الله تعالى: { وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } (270)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

وهذا فيه المجازاة على النفقات، واجبها ومستحبها، قليلها وكثيرها، التي أمر الله بها، والنذور التي ألزمها المكلف نفسه،

وإن الله تعالى يعلمها فلا يخفى عليه منها شيء، ويعلم ما صدرت عنه، هل هو الإخلاص أو غيره،

فإن صدرت عن إخلاص وطلب لمرضاة الله، جازى عليها بالفضل العظيم والثواب الجسيم،

وإن لم ينفق العبد ما وجب عليه من النفقات ولم يوف ما أوجبه على نفسه من المنذورات، أو قصد بذلك رضى المخلوقات، فإنه ظالم قد وضع الشيء في غير موضعه، واستحق العقوبة البليغة، ولم ينفعه أحد من الخلق ولم ينصره، فلهذا قال: { وما للظالمين من أنصار }

 

 

* نَذر: ( اسم )

الجمع: نُذُورُ.

النَّذْرُ: ما يقدمه المرءُ لربّه ، أَو يوجبه على نفسه من صَدقة أَو عبادَة أَو نحوهما.

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

قال الله تعالى: { إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } (271)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

أي: { إن تبدوا الصدقات } فتظهروها وتكون علانية حيث كان القصد بها وجه الله { فنعما هي } أي: فنعم الشيء { هي } لحصول المقصود بها

 

{ وإن تخفوها } أي: تسروها { وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم } ففي هذا أن صدقة السر على الفقير أفضل من صدقة العلانية،

وأما إذا لم تؤت الصدقات الفقراء فمفهوم الآية أن السر ليس خيرا من العلانية، فيرجع في ذلك إلى المصلحة،

فإن كان في إظهارها إظهار شعائر الدين وحصول الاقتداء ونحوه، فهو أفضل من الإسرار،

 

ودل قوله: { وتؤتوها الفقراء } على أنه ينبغي للمتصدق أن يتحرى بصدقته المحتاجين، ولا يعطي محتاجا وغيره أحوج منه،

 

ولما ذكر تعالى أن الصدقة خير للمتصدق ويتضمن ذلك حصول الثواب قال: { ويكفر عنكم من سيئاتكم } ففيه دفع العقاب

 

{ والله بما تعملون خبير } من خير وشر، قليل وكثير والمقصود من ذلك المجازاة.

 

 

* تَحَرَّى: ( فعل )

تحرَّى / تحرَّى عن / تحرَّى في يَتحرَّى ، تَحرَّ ، تحرّيًا ، فهو مُتحرٍّ ، والمفعول مُتحرًّى

يَتَحَرَّى الأَمُورَ قَبْلَ البَدْءِ فِي أَيِّ مَشْرُوعٍ: يَتَقَصَّاهَا بِالبَحْثِ وَالتَّنْقِيبِ وَالتَّفْتِيشِ.

تَحَرَّى في الأُمور: قصد أَفضلَها.

تَحَرَّى: اجتهد في طلبه ودقَّق.

تحرَّى الأمورَ / تحرَّى في الأمور: تروّى ليصيب الأفضلَ.

تحرَّى الصَّوابَ: توخّاه وطلبه وقصده.

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

قال الله تعالى: { لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ } (272)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ليس عليك هدى الخلق، وإنما عليك البلاغ المبين، والهداية بيد الله تعالى،

ففيها دلالة على أن النفقة كما تكون على المسلم تكون على الكافر ولو لم يهتد، فلهذا قال: { وما تنفقوا من خير } أي: قليل أو كثير على أي شخص كان من مسلم وكافر { فلأنفسكم } أي: نفعه راجع إليكم

 

{ وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله } هذا إخبار عن نفقات المؤمنين الصادرة عن إيمانهم أنها لا تكون إلا لوجه الله تعالى، لأن إيمانهم يمنعهم عن المقاصد الردية ويوجب لهم الإخلاص

 

{ وما تنفقوا من خير يوف إليكم } يوم القيامةتستوفون أجوركم

 

{ وأنتم لا تظلمون } أي: تنقصون من أعمالكم شيئا ولا مثقال ذرة، كما لا يزاد في سيئاتكم.

 

 

* رَدي: ( اسم ) فاعل من رَديَ.

أردى - إرداء.

أرداه: أهلكه.

أردأ الشيء: أفسده.

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

 

يُتبع بإذن الله مع أختي الحبيبة عروس القرآن.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

نتابع تفسير الآيات منــ{ سورة البقرة}

 

قوله تعالى:{لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273)}

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

ثم ذكر مصرف النفقات الذين هم أولى الناس بها فوصفهم بست صفات

أحدها الفقر،

والثاني قوله: { أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ } أي: قصروها على طاعة الله من جهاد وغيره، فهم مستعدون لذلك محبوسون له،

الثالث عجزهم عن الأسفار لطلب الرزق فقال: { لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ }أي: سفرا للتكسب،

الرابع قوله: { يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ } وهذا بيان لصدق صبرهم وحسن تعففهم.

 

الخامس: أنه قال: { تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ } أي: بالعلامة التي ذكرها الله في وصفهم،

وهذا لا ينافي قوله: { يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ} فإن الجاهل بحالهم ليس له فطنة يتفرس بها ما هم عليه، وأما الفطن المتفرس فمجرد ما يراهم يعرفهم بعلامتهم،

السادس قوله: { لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا } أي: لا يسألونهم سؤال إلحاف، أي: إلحاح،

بل إن صدر منهم سؤال إذا احتاجوا لذلك لم يلحوا على من سألوا،

فهؤلاء أولى الناس وأحقهم بالصدقات لما وصفهم به من جميل الصفات،

وأما النفقة من حيث هي على أي شخص كان، فهي خير وإحسان وبر يثاب عليها صاحبها ويؤجر، فلهذا قال: {وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }

 

* فَطِن: ( اسم )

الجمع : فُطْن و فُطُن ، المؤنث : فَطِنَة

صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من فطُنَ : صاحب فطنة ، ماهر ، حاذق

وَلَدٌ فَطِنٌ : فَاطِنٌ ، نَابِهٌ وَلَدٌ فَاطِنٌ شَدِيدُ الْفِطْنَةِ

 

* فِطْنة :

فِطْنة :-

جمع فِطْنات ( لغير المصدر ) وفِطَن ( لغير المصدر ):

1 - مصدر فطِنَ / فطِنَ إلى / فطِنَ بـ / فطِنَ لـ وفطَنَ / فطَنَ لـ .

2 - فطانة ؛ حذق ومهارة ؛ عكسها غباوة :- تنقصه الفِطْنة ، - البطنة تذهب الفطنة .

3 - حِكْمة ، تبصُّر ، بُعد نظر :- فِطنة الأمهات .

المعجم: اللغة العربية المعاصر

 

* تَفَرَّسَ: ( فعل )

تفرَّسَ / تفرَّسَ في يتفرَّس ، تفرُّسًا ، فهو مُتفرِّس ، والمفعول مُتفرَّس

تَفَرَّسَ فِي مَلاَمِحِهِ : تَأَمَّلَهَا وَثَبَّتَ نَظَرَهُ فِيهَا

تَفَرَّسَ فِيهِ خَيْرًا : تَوَسَّمَ فِيهِ الخَيْرَ

تَفَرَّسَ الرَّجُلُ : اِدَّعَى الفُرُوسِيَّةَ

 

* تفرَّسَ:

تفرَّسَ / تفرَّسَ في يتفرَّس ، تفرُّسًا ، فهو مُتفرِّس ، والمفعول مُتفرَّس :-

• تفرَّسَ فيه النَّجابةَ توسَّمها ، تعرَّفها بالظَّنّ الصَّائب :- تفرَّس في فلان الخير : توقّعه .

• تفرَّس في الطَّبيعة : حدَّق وأمعن النظر فيها :- تفرَّس في وجهه / لوحة .

المعجم: اللغة العربية المعاصر

 

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

قوله تعالى:{الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274)}

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

ثم ذكر حالة المتصدقين في جميع الأوقات على جميع الأحوال فقال:

{ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم } أي: طاعته وطريق مرضاته، لا في المحرمات والمكروهات وشهوات أنفسهم

{ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ} أي: أجر عظيم من خير عند الرب الرحيم

{ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } إذا خاف المقصرون

{ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } إذا حزن المفرطون، ففازوا بحصول المقصود المطلوب، ونجوا من الشرور والمرهوب،

ولما كمل تعالى حالة المحسنين إلى عباده بأنواع النفقات

ذكر حالة الظالمين المسيئين إليهم غاية الإساءة

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

قوله تعالى:{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275)}

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

يخبر تعالى عن أكلة الربا وسوء مآلهم وشدة منقلبهم، أنهم لا يقومون من قبورهم ليوم نشورهم

{ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ }أي: يصرعه الشيطان بالجنون، فيقومون من قبورهم حيارى سكارى مضطربين، متوقعين لعظيم النكال وعسر الوبال، فكما تقلبت عقولهم

و {قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} وهذا لا يكون إلا من جاهل عظيم جهله، أو متجاهل عظيم عناده، جازاهم الله من جنس أحوالهم فصارت أحوالهم أحوال المجانين،

ويحتمل أن يكون قوله: { لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ}

أنه لما انسلبت عقولهم في طلب المكاسب الربوية خفت أحلامهم وضعفت آراؤهم، وصاروا في هيئتهم وحركاتهم يشبهون المجانين في عدم انتظامها وانسلاخ العقل الأدبي عنهم،

 

قال الله تعالى رادا عليهم ومبينا حكمته العظيمة { وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ } أي: لما فيه من عموم المصلحة وشدة الحاجة وحصول الضرر بتحريمه،

وهذا أصل في حل جميع أنواع التصرفات الكسبية حتى يرد ما يدل على المنع

 

{ وَحَرَّمَ الرِّبَا} لما فيه من الظلم وسوء العاقبة، والربا نوعان:

ربا نسيئة كبيع الربا بما يشاركه في العلة نسيئة، ومنه جعل ما في الذمة رأس مال، سَلَم،

وربا فضل، وهو بيع ما يجري فيه الربا بجنسه متفاضلا،

وكلاهما محرم بالكتاب والسنة،

والإجماع على ربا النسيئة، وشذ من أباح ربا الفضل وخالف النصوص المستفيضة،

بل الربا من كبائر الذنوب وموبقاتها

{فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ } أي: وعظ وتذكير وترهيب عن تعاطي الربا على يد من قيضه الله لموعظته رحمة من الله بالموعوظ، وإقامة للحجة عليه

{ فَانتَهَى } عن فعله وانزجر عن تعاطيه { فَلَهُ مَا سَلَفَ } أي: ما تقدم من المعاملات التي فعلها قبل أن تبلغه الموعظة جزاء لقبوله للنصيحة،

دل مفهوم الآية أن من لم ينته جوزي بالأول والآخر

{ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ } في مجازاته وفيما يستقبل من أموره

{ وَمَنْ عَادَ } إلى تعاطي الربا ولم تنفعه الموعظة، بل أصر على ذلك

{ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

اختلف العلماء رحمهم الله في نصوص الوعيد التي ظاهرها تخليد أهل الكبائر من الذنوب التي دون الشرك بالله،

والأحسن فيها أن يقال هذه الأمور التي رتب الله عليها الخلود في النار موجبات ومقتضيات لذلك، ولكن الموجب إن لم يوجد ما يمنعه ترتب عليه مقتضاه،

وقد علم بالكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة أن التوحيد والإيمان مانع من الخلود في النار، فلولا ما مع الإنسان من التوحيد لصار عمله صالحا للخلود فيها بقطع النظر عن كفره.

 

 

* رِبا: ( اسم )

الرِّبا : الفضل والزيادة

الرِّبا ( في الشرع ) : فضل خالٍ عن عوض شُرِط لأحد المتعاقدين لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ [ حديث ]،

الرِّبا ( في علم الاقتصاد ) : المبلغ يؤدِّيه المقترضُ زيادة على ما اقترض تبعًا لشروط خاصة ،

 

* وَبال: ( اسم )

مصدر وَبُلَ

الْوَبَالُ : الفَسادُ

الْوَبَالُ : شدّة وضيق

الْوَبَالُ : الثِّقَلُ

الْوَبَالُ : سوءُ العاقبة

 

* اِنسَلَبَ: ( فعل )

اِنْسَلَبَ ، يَنْسَلِبُ ، مصدر اِنْسِلابٌ

اِنْسَلَبَ السَّائِرُ : أَسْرَعَ ، أَمْعَنَ في السَّيْرِ كَثيراً

 

* نَسيئة: ( اسم )

باعة بِنَسِيئَةٍ : بتأْخير

النَّسِيئَةُ : الدَّينُ المُؤَخَّر

رِبا النَّسيئة : ( الفقه ) من البيوع التي نهى الإسلام عنها ، وهو بيعٌ إلى أجل معلوم من غير تقابض ولو كان بغير زيادة ، وهو خلاف رِبا الفضل

 

* سَلَم: ( اسم )

شَجَرٌ مَادَّتُهُ يُدْبَغُ بِها ، وَتَكُون غَالِباً مِن العِظَامِ

استسلام وخضوع

السَّلَمُ : الاستسلامِ

السَّلَمُ : التسليمُ

السَّلَمُ : الأَسْرُ من غير حرب

السَّلَمُ : بيعُ شيءٍ موصُوف في الذِّمَّةِ بثمن عاجل

السَّلَمُ : شجرٌ من العضاهِ يُدبَغُ واحدته : سَلَمةٌ

السَّلَمُ : دُوَيْبَّةٌ مثل الجُعَلِ

 

* ربا الفضل :

( فق ) بيع الشيء بهدف زيادة العوض أو مضاعفته ، كأن يبيع أحدهم رطلاً برطلين ، أو يقرض مبلغًا من المال بهدف الحصول عليه فيما بعدُ مضاعفًا .

المعجم: عربي عامة

 

* اِنزَجَرَ: ( فعل )

انزجرَ / انزجرَ لـ ينزجر ، انزجارًا ، فهو مُنزجِر ، والمفعول مُنزجَر له

اِنْزَجَرَ لَهُ عَنْ خَوْفٍ : اِنْقادَ

اِنْزَجَرَ عَنْ فِعْلِ الْمَعاصي : اِمْتَنَعَ عَنْها ، اِنْتَهَى

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

 

يُتبع بإذن الله مع أختي الحبيبة زُلفى.

تم تعديل بواسطة عروس القرآن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

 

 

نُتابع تفسير آيات (سورة البقرة)

 

 

قال الله تعالى: { يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ } (276)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

ثم قال تعالى: { يمحق الله الربا } أي: يذهبه ويذهب بركته ذاتا ووصفا، فيكون سببا لوقوع الآفات فيه ونزع البركة عنه، وإن أنفق منه لم يؤجر عليه بل يكون زادا له إلى النار.

 

{ ويربي الصدقات } أي: ينميها، وينزل البركة في المال الذي أخرجت منه، وينمي أجر صاحبها،

وهذا لأن الجزاء من جنس العمل،

فإن المرابي قد ظلم الناس وأخذ أموالهم على وجه غير شرعي، فجوزي بذهاب ماله،

والمحسن إليهم بأنواع الإحسان ربه أكرم منه، فيحسن عليه كما أحسن على عباده.

 

{ والله لا يحب كل كفار } لنعم الله، لا يؤدي ما أوجب عليه من الصدقات، ولا يسلم منه ومن شره عباد الله.

 

{ أثيم } أي: قد فعل ما هو سبب لإثمه وعقوبته.

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

قال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } (277)

 

 

من تفسير الوسيط للإمام الطنطاوي -رحمه الله- :

 

 

وبعد هذا التهديد الشديد للمتعاملين بالربا، ساق -سبحانه- آية فيها أحسن البشارات للمؤمنين الصادقين فقال- تعالى-:

{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا } أي إيمانا كاملا بكل ما أمر الله به.

{ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ } أي الأعمال الصالحة التي تصلح بها نفوسهم والتي من جملتها الإحسان إلى المحتاجين، والابتعاد عن الربا والمرابين.

{ وَأَقامُوا الصَّلاةَ } بالطريقة التي أمر الله بها، بأن يؤدوها في أوقاتها بخشوع واطمئنان.

{ وَآتَوُا الزَّكاةَ } أي أعطوها لمستحقيها بإخلاص وطيب نفس.

 

هؤلاء الذين اتصفوا بكل هذه الصفات الفاضلة { لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ } أي لهم ثوابهم الكامل عند خالقهم ورازقهم ومربيهم.

{ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } يوم الفزع الأكبر.

{ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } لأي سبب من الأسباب، لأن ما هم فيه من أمان واطمئنان ورضوان من الله -تعالى- يجعلهم في فرح دائم، وفي سرور مقيم.

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } (278)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

لما ذكر أكلة الربا وكان من المعلوم أنهم لو كانوا مؤمنين إيمانا ينفعهم لم يصدر منهم ما صدر،

ذكر حالة المؤمنين وأجرهم، وخاطبهم بالإيمان، ونهاهم عن أكل الربا إن كانوا مؤمنين،

وهؤلاء هم الذين يقبلون موعظة ربهم وينقادون لأمره،

وأمرهم أن يتقوه، ومن جملة تقواه أن يذروا ما بقي من الربا أي: المعاملات الحاضرة الموجودة،

وأما ما سلف، فمن اتعظ عفا الله عنه ما سلف،

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

 

يُتبع بإذن الله مع أختي الحبيبة عروس القرآن.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

نتابع تفسير الآيات منــ{ سورة البقرة}

 

قوله تعالى:{فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279)}

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

وأما من لم ينزجر بموعظة الله ولم يقبل نصيحته فإنه مشاق لربه محارب له، وهو عاجز ضعيف ليس له يدان في محاربة العزيز الحكيم الذي يمهل للظالم ولا يهمله حتى إذا أخذه، أخذه أخذ عزيز مقتدر

 

{ وَإِن تُبْتُمْ } عن الربا { فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ } أي: أنزلوا عليها

{ لَا تَظْلِمُونَ } من عاملتموه بأخذ الزيادة التي هي الربا { وَلَا تُظْلَمُونَ } بنقص رءوس أموالكم.

 

 

* مُشاقّ: ( اسم )

مُشاقّ : اسم المفعول من شاقَّ

 

* شاقَّ: ( فعل )

شاقَّ يشاقّ ، شاقِقْ / شاقَّ ، شِقاقًا ومُشاقّةً ، فهو مُشاقّ ، والمفعول مُشاقّ

شاقَّ الرَّجُلَ : خالفه وعاداه الحشر آية 4 وَمَنْ يُشَاقِّ اللهَ فَإنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَاب ) )

 

* مُحارِب: ( اسم )

فاعل مِنْ حَارَبَ

مُحَارِبٌ : مُقَاتِلٌ

 

* محارب :

حارب يحارب فهو محارب ، ولغة المحارب هو المشارك بالحرب والمعارك . واصطلاحا ; الكافر المحارب أو الحربي هو من كان في حالة حرب مع المسلمين ، فيكون دمه أو ماله أو عرضه مهدورا .

المعجم: مصطلحات فقهية

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

قوله تعالى:{وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (280)}

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

 

{ وَإِن كَانَ } المَدين { ذُو عُسْرَةٍ } لا يجد وفاء

{ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} وهذا واجب عليه أن ينظره حتى يجد ما يوفي به

{ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } إما بإسقاطها أو بعضها.

 

 

* مَدين: ( اسم )

المَدِينُ : العَبْد

مَدِينٌ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ : عَلَيْهِ دَيْنٌ

حِسَابٌ مَدِينٌ : أَي عَلَيْهِ دَيْنٌ

مَدِينٌ لَهُ بِحَيَاتِهِ : صَارَ مُرْتَهَناً لَهُ لأَنَّهُ أَنْقَذَ حَياتَهُ

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

قوله تعالى:{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (281)}

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ )

وهذه الآية من آخر ما نزل من القرآن، وجعلت خاتمة لهذه الأحكام والأوامر والنواهي،

لأن فيها الوعد على الخير، والوعيد على فعل الشر،

وأن من علم أنه راجع إلى الله فمجازيه على الصغير والكبير والجلي والخفي، وأن الله لا يظلمه مثقال ذرة، أوجب له الرغبة والرهبة، وبدون حلول العلم في ذلك في القلب لا سبيل إلى ذلك.

 

 

* وَعد: ( اسم )

الجمع : وعود

مصدر وعَدَ

ما يُقْطَع من عهد في الخير والشرّ ، التزام باحترام عَهد والتقيُّد به بأمانة ،

وَفّى بوَعْده : أتمّه ،

أخلف بوعده : نكثه ،

قطَع الوَعْدَ على نفسه بكذا : ألزم نفسَه بشيء ما ،

وَعْدٌ صوريّ : التزام شكليّ ،

وَعْدٌ عرقوبيّ : التزام كاذب ، وهو وصف حال من يعد ويخلف ، وعُرْقوب كان رجلاً يُضرب به المثل لكذبه وخلفه بالوعد

الوَعْدان : عذاب الدُّنيا ، وعذاب الآخرة

 

 

* وَعيد: ( اسم )

مصدر وعَدَ

وَعيد : تهديد وتوعّد بالشَّرّ ، إنذار بما سيحدث من دمار ونكبات

 

 

* الوَعِيدُ :

الوَعِيدُ الوَعِيدُ يومُ الوعيد : يومُ القيامة .

المعجم: المعجم الوسيط

 

 

جَليّ: ( اسم )

جَاءَ جَوَابُهُ جَلِيّاً : وَاضِحاً ، بَيِّناً

إِنَاءٌ جَلِيٌّ : مَصْقُولٌ

جَلِيَّةُ الأَمْرِ : حَقِيقَتُهُ

لَهُ عَيْنٌ جَلِيَّةٌ : نَافِذَةٌ ، بَصِيرَةٌ

حَقِيقَةٌ جَلِيَّةٌ : حَقِيقَةٌ سَاطِعَةٌ

مِنْ الجَليّ : من الواضح ، ممَّا لا يحتاج إلى بيان

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

 

 

يُتبع بإذن الله مع أختي الحبيبة زُلفى.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

 

نُتابع تفسير آيات (سورة البقرة)

 

 

قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } (282)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

هذه آية الدَّيْنِ، وهي أطول آيات القرآن، وقد اشتملت على أحكام عظيمة جليلة المنفعة والمقدار،

أحدها: أنه تجوز جميع أنواع المداينات من سَلَمٍ وغيره،

لأن الله أخبر عن المداينة التي عليها المؤمنون إخبار مقرر لها ذاكرا أحكامها، وذلك يدل على الجواز،

 

الثاني والثالث أنه لا بد للسَّلَمِ من أجل، وأنه لا بد أن يكون معينا معلوما فلا يصح حالا ولا إلى أجل مجهول،

 

الرابع: الأمر بكتابة جميع عقود المداينات إما وجوبا وإما استحبابا لشدة الحاجة إلى كتابتها،

لأنها بدون الكتابة يدخلها من الغلط والنسيان والمنازعة والمشاجرة شر عظيم،

 

الخامس: أمر الكاتب أن يكتب،

 

السادس: أن يكون عدلا في نفسه لأجل اعتبار كتابته،

لأن الفاسق لا يعتبر قوله ولا كتابته،

 

السابع أنه يجب عليه العدل بينهما، فلا يميل لأحدهما لقرابة أو صداقة أو غير ذلك،

 

الثامن: أن يكون الكاتب عارفا بكتابة الوثائق وما يلزم فيها كل واحد منهما، وما يحصل به التوثق،

لأنه لا سبيل إلى العدل إلا بذلك، وهذا مأخوذ من قوله: { وليكتب بينكم كاتب بالعدل }

 

التاسع: أنه إذا وجدت وثيقة بخط المعروف بالعدالة المذكورة يعمل بها، ولو كان هو والشهود قد ماتوا،

 

العاشر: قوله: { ولا يأب كاتب أن يكتب } أي: لا يمتنع من منَّ الله عليه بتعليمه الكتابة أن يكتب بين المتداينين،

فكما أحسن الله إليه بتعليمه، فليحسن إلى عباد الله المحتاجين إلى كتابته، ولا يمتنع من الكتابة لهم،

 

الحادي عشر: أمر الكاتب أن لا يكتب إلا ما أملاه من عليه الحق،

 

الثاني عشر: أن الذي يملي من المتعاقدين من عليه الدين،

 

الثالث عشر: أمره أن يبين جميع الحق الذي عليه ولا يبخس منه شيئا،

 

الرابع عشر: أن إقرار الإنسان على نفسه مقبول،

لأن الله أمر من عليه الحق أن يمل على الكاتب، فإذا كتب إقراره بذلك ثبت موجبه ومضمونه، وهو ما أقر به على نفسه، ولو ادعى بعد ذلك غلطا أو سهوا،

 

الخامس عشر: أن من عليه حقا من الحقوق التي البينة على مقدارها وصفتها من كثرة وقلة وتعجيل وتأجيل، أن قوله هو المقبول دون قول من له الحق،

لأنه تعالى لم ينهه عن بخس الحق الذي عليه، إلا أن قوله مقبول على ما يقوله من مقدار الحق وصفته،

 

السادس عشر: أنه يحرم على من عليه حق من الحقوق أن يبخس وينقص شيئا من مقداره، أو طيبه وحسنه، أو أجله أو غير ذلك من توابعه ولواحقه،

 

السابع عشر: أن من لا يقدر على إملاء الحق لصغره أو سفهه أو خرسه، أو نحو ذلك، فإنه ينوب وليه منابه في الإملاء والإقرار،

 

الثامن عشر: أنه يلزم الولي من العدل ما يلزم مَنْ عليه الحق من العدل، وعدم البخس

لقوله { بالعدل }

 

التاسع عشر: أنه يشترط عدالة الولي،

لأن الإملاء بالعدل المذكور لا يكون من فاسق،

 

العشرون: ثبوت الولاية في الأموال،

 

الحادي والعشرون: أن الحق يكون على الصغير والسفيه والمجنون والضعيف، لا على وليهم،

 

الثاني والعشرون: أن إقرار الصغير والسفيه والمجنون والمعتوه ونحوهم وتصرفهم غير صحيح،

لأن الله جعل الإملاء لوليهم، ولم يجعل لهم منه شيئا لطفا بهم ورحمة، خوفا من تلاف أموالهم،

 

الثالث والعشرون: صحة تصرف الولي في مال من ذُكِرَ،

 

الرابع والعشرون: فيه مشروعية كون الإنسان يتعلم الأمور التي يتوثق بها المتداينون كل واحد من صاحبه،

لأن المقصود من ذلك التوثق والعدل، وما لا يتم المشروع إلا به فهو مشروع،

 

الخامس والعشرون: أن تعلم الكتابة مشروع، بل هو فرض كفاية،

لأن الله أمر بكتابة الديون وغيرها، ولا يحصل ذلك إلا بالتعلم،

 

السادس والعشرون: أنه مأمور بــالإشهاد على العقود، وذلك على وجه الندب،

لأن المقصود من ذلك الإرشاد إلى ما يحفظ الحقوق، فهو عائد لمصلحة المكلفين،

نعم إن كان المتصرف ولي يتيم أو وقف ونحو ذلك مما يجب حفظه تَعَيَّنَ أن يكون الإشهاد الذي به يحفظ الحق واجبا،

 

السابع والعشرون: أن نصاب الشهادة في الأموال ونحوها رجلان أو رجل وامرأتان، ودلت السنة أيضا أنه يقبل الشاهد مع يمين المدعي،

 

الثامن والعشرون: أن شهادة الصبيان غير مقبولة لمفهوم لفظ الرجل،

 

التاسع والعشرون: أن شهادة النساء منفردات في الأموال ونحوها لا تقبل،

لأن الله لم يقبلهن إلا مع الرجل، وقد يقال إن الله أقام المرأتين مقام رجل للحكمة التي ذكرها وهي موجودة سواء كن مع رجل أو منفردات والله أعلم.

 

الثلاثون: أن شهادة العبد البالغ مقبولة كشهادة الحر لعموم قوله: { واستشهدوا شهيدين من رجالكم } والعبد البالغ من رجالنا،

 

الحادي والثلاثون: أن شهادة الكفار ذكورا كانوا أو نساء غير مقبولة،

لأنهم ليسوا منا، ولأن مبنى الشهادة على العدالة وهو غير عدل،

 

الثاني والثلاثون: فيه فضيلة الرجل على المرأة، وأن الواحد في مقابلة المرأتين

لقوة حفظه ونقص حفظها،

 

الثالث والثلاثون: أن من نسي شهادته ثم ذكرها فذكر فشهادته مقبولة لقوله: { فتذكر إحداهما الأخرى }

 

الرابع والثلاثون: يؤخذ من المعنى أن الشاهد إذا خاف نسيان شهادته في الحقوق الواجبة وجب عليه كتابتها،

لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب،

 

والخامس والثلاثون: أنه يجب على الشاهد إذا دعي للشهادة وهو غير معذور، لا يجوز له أن يأبى لقوله: { ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا }

 

السادس والثلاثون: أن من لم يتصف بصفة الشهداء المقبولة شهادتهم، لم يجب عليه الإجابة لعدم الفائدة بها ولأنه ليس من الشهداء،

 

السابع والثلاثون: النهي عن السآمة والضجر من كتابة الديون كلها من صغير وكبير وصفة الأجل وجميع ما احتوى عليه العقد من الشروط والقيود،

 

الثامن والثلاثون: بيان الحكمة في مشروعية الكتابة والإشهاد في العقود، وأنه { أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا }

فإنها متضمنة للعدل الذي به قوام العباد والبلاد،

والشهادة المقترنة بالكتابة تكون أقوم وأكمل وأبعد من الشك والريب والتنازع والتشاجر،

 

التاسع والثلاثون: يؤخذ من ذلك أن من اشتبه وشك في شهادته لم يجز له الإقدام عليها بل لا بد من اليقين،

 

الأربعون: قوله: { إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها } فيه الرخصة في ترك الكتابة إذا كانت التجارة حاضرا بحاضر، لعدم شدة الحاجة إلى الكتابة،

 

الحادي والأربعون: أنه وإن رخص في ترك الكتابة في التجارة الحاضرة، فإنه يشرع الإشهاد لقوله: { وأشهدوا إذا تبايعتم }

 

الثاني والأربعون: النهي عن مضارة الكاتب بأن يُدعى وقت اشتغال وحصول مشقة عليه،

 

الثالث والأربعون: النهي عن مضارة الشهيد أيضا بأن يُدعى إلى تحمل الشهادة أو أدائها في مرض أو شغل يشق عليه، أو غير ذلك،

هذا على جعل قوله: { ولا يضار كاتب ولا شهيد } مبنيا للمجهول،

وأما على جعلها مبنيا للفاعل ففيه نهي الشاهد والكاتب أن يضارا صاحب الحق بالامتناع أو طلب أجرة شاقة ونحو ذلك، وهذان هما

 

الرابع والأربعون والخامس والأربعون والسادس والأربعون أن ارتكاب هذه المحرمات من خصال الفسق لقوله: { وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم }

 

السابع والأربعون أن الأوصاف كالفسق والإيمان والنفاق والعداوة والولاية ونحو ذلك تتجزأ في الإنسان، فتكون فيه مادة فسق وغيرها، وكذلك مادة إيمان وكفر لقوله: { فإنه فسوق بكم } ولم يقل فأنتم فاسقون أو فُسّاق.

 

الثامن والأربعون: -وحقه أن يتقدم على ما هنا لتقدم موضعه- اشتراط العدالة في الشاهد لقوله: { ممن ترضون من الشهداء }

 

التاسع والأربعون: أن العدالة يشترط فيها العرف في كل مكان وزمان، فكل من كان مرضيا معتبرا عند الناس قبلت شهادته،

 

الخمسون: يؤخذ منها عدم قبول شهادة المجهول حتى يزكى،

 

 

فهذه الأحكام مما يُستَنبَط من هذه الآية الكريمة على حسب الحال الحاضرة والفهم القاصر، ولله في كلامه حكم وأسرار يخص بها من يشاء من عباده.

 

 

 

* عَقد: ( اسم )

الجمع: عُقُودٌ.

العَقْدُ: العَهْدُ.

العَقْدُ: اتفاقٌ بين طرفَيْن يلْتزم بمقتضاه كلٌّ منهما تنفيذ ما اتففا عليه ، كعَقْدِ البَيْع والزَّواج.

مُسجِّل العُقود الرَّسميَّة: الكاتب العَدْل.

العُقود الرَّسميَّة: المحرّرات الموثَّقة على يد الموثّقين في حدود اختصاصاتهم.

 

* وَثيقة: ( اسم )

الجمع: وَثائِقُ.

الوَثِيقَةُ: مؤَنَّث الوثيق.

الوَثِيقَةُ: ما يُحكَم به الأَمرُ.

الوَثِيقَةُ في الأَمر: إِحكامُه.

أَخذَ بالوثيقة في أَمره: بالثِّقة.

الوَثِيقَةُ: الصَّكُّ بالدَّين أو البراءةِ منه.

 

* تَوَثَّقَ: ( فعل )

تَوَثَّقَتْ عَلاَقَتُهُمْ: تَقَوَّتْ ، تَثَبَّتَتْ.

 

* مُتَعاقِد: ( اسم )

فاعل مِنْ تَعَاقَدَ.

مُتَعَاقِدٌ عَلَى الوَفَاءِ: مُتَّفِقٌ.

الْمُتَعَاقِدَانِ عَلَى: الطَّرَفَانِ اللَّذَانِ عَقَدَا الاتِّفَاقَ.

 

* مَناب: ( اسم )

مصدر ناب.

نَابَ مَنَابَهُ: قَامَ مَقَامَهُ.

 

* مَعتوه: ( اسم )

الجمع: معتوهون و مَعاتيهُ.

وَلَدٌ مَعْتُوهٌ: ناقص العقل من غير جنون ، ليس في وضع عقليّ سليم ، غير مُؤَهَّل عقليًّا.

لا يجوز إيكال أمور دقيقة إلى معتوه.

( طب ) شخص عاجز عن كُلِّ شيء ، وقد يصل إلى حدّ لا ينتبه عنده لشئونه العضويّة ، مثل الجوع أو الشَّبع.

 

* مَشْروع: اسم مفعول من شَرَع.

الجمع: مشروعات ومشاريعُ.

مشروع: ما يسوّغُه الشّرع ويبيحه / وسيلة مشروعة.

مشروع: ما جوزه الشرع.

شرَع المُشرِّعُ الأمرَ: جعله مُباحًا.

 

* إشهاد: ( اسم )

إشهاد: مصدر أَشْهَدَ.

أَشْهَدَ: ( فعل )

أشهدَ يُشهِد ، إشهادًا ، فهو مُشهِد ، والمفعول مُشهَد.

أَشْهَدَهُ عَلى ما حَدَثَ: جَعَلَهُ يشهَدُ عليه.

أشهده: أحضره.

 

* تَعَيَّنَ: ( فعل )

تعيَّنَ على / تعيَّنَ في / تعيَّنَ لـ يتعيَّن ، تعيُّنًا ، فهو متعيِّن ، والمفعول متعيَّن عليه.

تَعَيَّنَ عَلَيْهِ أَنْ يَلْتَزِمَ الحَذَرَ: وَجَبَ.

تَعَيَّنَ عليه الشيءُ: لَزِمَهُ بعينه.

 

* نِصاب: ( اسم )

النِّصَابُ من المال: القدر الذي عنده تجب الزَّكاة.

و النِّصَابُ في عدد الأَعضاء: العدد الذي يصح به عَقْدُ الجلسة.

النصاب:‏ هو المقدار الذي يتعلق به الواجب، ومنه: نصاب الزكاة أي القدر الذي تجب به الزكاة.

 

* اليَمِينُ: القَسَم.

 

* مُدَّع: ( اسم )

مُدَّعٍ ، الْمُدَّعِيٌ.

اسم فاعل من ادَّعى / ادَّعى إلى / ادَّعى بـ

المُدَّعِي: ( القانون ) المخاصِمُ ، أحد المتقاضيين وهو الذي رفع دعواه إلى القضاء.

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

 

يُتبع بإذن الله مع أختي الحبيبة عروس القرآن.

تم تعديل بواسطة زُلفى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

نتابع تفسير الآيات منــ{ سورة البقرة}

 

قوله تعالى:{وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283)}

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

أي: إن كنتم مسافرين { وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا } يكتب بينكم ويحصل به التوثق

{ فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ } أي: يقبضها صاحب الحق وتكون وثيقة عنده حتى يأتيه حقه،

ودل هذا على أن الرهن غير المقبوضة لا يحصل منها التوثق،

ودل أيضا على أن الراهن والمرتهن لو اختلفا في قدر ما رهنت به، كان القول قول المرتهن،

ووجه ذلك أن الله جعل الرهن عوضا عن الكتابة في توثق صاحب الحق، فلولا أن قول المرتهن مقبول في قدر الذي رهنت به لم يحصل المعنى المقصود،

ولما كان المقصود بالرهن التوثق جاز حضرا وسفرا،

وإنما نص الله على السفر، لأنه في مظنة الحاجة إليه لعدم الكاتب فيه، هذا كله إذا كان صاحب الحق يحب أن يتوثق لحقه، فما كان صاحب الحق آمنا من غريمه وأحب أن يعامله من دون رهن فعلى من عليه الحق أن يؤدي إليه كاملا غير ظالم له ولا باخس حقه

{ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ } في أداء الحق ويجازي من أحسن به الظن بالإحسان

 

{ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ }لأن الحق مبني عليها لا يثبت بدونها، فكتمها من أعظم الذنوب،

لأنه يترك ما وجب عليه من الخبر الصدق ويخبر بضده وهو الكذب،

ويترتب على ذلك فوات حق من له الحق، ولهذا قال تعالى:

{ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }

وقد اشتملت هذه الأحكام الحسنة التي أرشد الله عباده إليها على حِكَم عظيمة ومصالح عميمة دلت على أن الخلق لو اهتدوا بإرشاد الله لصلحت دنياهم مع صلاح دينهم،

لاشتمالها على العدل والمصلحة، وحفظ الحقوق وقطع المشاجرات والمنازعات، وانتظام أمر المعاش،

فلله الحمد كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه لا نحصي ثناء عليه.

 

* رَهن: ( اسم )

الجمع : رِهان و رُهُن و رُهون ، رُهُونات

الرَّهْنُ : ( شرْعًا ) : حَبْسُ الشيء بحقٍّ ليُستوفى منه عند تعذُّر وفائِه

الرَّهْنُ : ما وضع عندك ليَنُوبَ مَنَابَ ما أُخِذَ منك ( فَعْلٌ بمعنى مفعول ) والجمع : رِهانٌ

رَهْن غير حيازيّ : ( القانون ) الرهن الذي يقدِّمه الدائن إلى مدينه من دون إعطائه الحقّ الكامل في التصرُّف به

 

 

 

* راهِن: ( اسم )

الوَقْت الرَّاهِن : الوَقْتِ الحَاضِرِ

الظُّرُوفُ الرَّاهِنَةُ : الحَاضِرَةُ

الحَالَةُ الرَّاهِنَةُ لِلْمَرِيضِ : وَضْعِيَّتُهُ الصِّحِّيَّةُ الَّتي عَلَيْها حالِيّاً

اسم فاعل من رهَنَ ورهَنَ بـ

الرَّاهِنُ : المُعَدُّ

راهن : دائمٌ

 

 

* مُرتَهِن: ( اسم )

فاعل مِن اِرْتَهَنَ

تَاجِرٌ مُرْتَهِنٌ : دائِنٌ

 

 

 

* ارتهنَ :

ارتهنَ / ارتهنَ بـ يرتهن ، ارتهانًا ، فهو مُرتَهِن ، والمفعول مُرتهَن :-

• ارتهن الشَّيءَ منه أخذه حتَّى يُرَدَّ الدَّيْنُ :- ارتهن عقارَه منه .

• ارتهن بالأمرِ : تقيّد به :- ترتهن موافقتي على المشروع بموافقة شريكي في العمل ، - كل امرئ مرتهن بالموت .

المعجم: اللغة العربية المعاصر

 

* مَظَنّة: ( اسم )

أَصْلُ الشَّيْءِ وَمَنْبَعُهُ

 

 

* غَريم: ( اسم )

الجمع : غُرَماءُ

الغَرِيمُ : الدائنُ والجمع : غُرَماءُ

الغَرِيمُ : خَصْم

الغريمان : المُغرِم والغارم ، الكفيل والمدين

 

 

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

قوله تعالى:{لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284)}

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

هذا إخبار من الله أنه له ما في السماوات وما في الأرض،

الجميع خلقهم ورزقهم ودبرهم لمصالحهم الدينية والدنيوية،

فكانوا ملكا له وعبيدا، لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا،

وهو ربهم ومالكهم الذي يتصرف فيهم بحكمته وعدله وإحسانه،

وقد أمرهم ونهاهم وسيحاسبهم على ما أسروه وأعلنوه،

{ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ } وهو لمن أتى بأسباب المغفرة، { وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ } بذنبه الذي لم يحصل له ما يكفره

{ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } لا يعجزه شيء، بل كل الخلق طوع قهره ومشيئته وتقديره وجزائه

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

قوله تعالى:{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ(285)}

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

يخبر تعالى عن إيمان الرسول والمؤمنين معه، وانقيادهم وطاعتهم وسؤالهم مع ذلك المغفرة،

فأخبر أنهم آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله،

وهذا يتضمن الإيمان بجميع ما أخبر الله به عن نفسه، وأخبرت به عنه رسله من صفات كماله ونعوت جلاله على وجه الإجمال والتفصيل، وتنزيهه عن التمثيل والتعطيل وعن جميع صفات النقص،

ويتضمن الإيمان بالملائكة الذين نصت عليهم الشرائع جملة وتفصيلا وعلى الإيمان بجميع الرسل والكتب،

أي: بكل ما أخبرت به الرسل وتضمنته الكتب من الأخبار والأوامر والنواهي، وأنهم لا يفرقون بين أحد من رسله، بل يؤمنون بجميعهم، لأنهم وسائط بين الله وبين عباده، فالكفر ببعضهم كفر بجميعهم بل كفر بالله

( وَقَالُوا سَمِعْنَا ) ما أمرتنا به ونهيتنا ( وَأَطَعْنَا ) لك في ذلك، ولم يكونوا ممن قالوا سمعنا وعصينا، ولما كان العبد لا بد أن يحصل منه تقصير في حقوق الله تعالى وهو محتاج إلى مغفرته على الدوام، قالوا ( غُفْرَانَكَ )أي: نسألك مغفرة لما صدر منا من التقصير والذنوب، ومحو ما اتصفنا به من العيوب ( وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) أي: المرجع لجميع الخلائق فتجزيهم بما عملوا من خير وشر.

 

* نُعُوت: ( اسم )

نُعُوت : جمع نَعت

 

 

* نَعت: ( اسم )

الجمع : نُعُوت

النَّعْتُ : الصِّفَة

شيء نَعْتٌ : جيِّدٌ بالغ

فرسٌ نعتٌ : غايةٌ في العِتْق ، عتِيقٌ سبَّاق

وفلانٌ نَعَتٌ : غايةٌ في الرفعة

وامرأةٌ نَعْتَةٌ : غايةٌ في الجمال

نُعُوتُ الْخَيْرِ : صِفَاتُهُ

النَّعْتُ فِي النَّحْوِ : الصِّفَةُ الْمُكَمِّلَةُ لِمَعْنَى الكَلِمَةِ الَّتِي قَبْلَهَا ، أَوْ لِمَعْنىً يَرْتَبِطُ ، بِهَا وَالنَّعْتُ يَتْبَعُ الْمَنْعُوتَ فِي كُلِّ أَحْوَالِهِ : اِلْتَقَيْتُ الرَّجُلَ الشُّجَاعَ سَطَعَتْ شَمْسٌ مُحْرِقَةٌ

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

قوله تعالى:{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)}

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

لما نزل قوله تعالى {وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ }

شق ذلك على المسلمين لما توهموا أن ما يقع في القلب من الأمور اللازمة والعارضة المستقرة وغيرها مؤاخذون به،

فأخبرهم بهذه الآية أنه لا يكلف نفسا إلا وسعها

أي: أمرا تسعه طاقتها، ولا يكلفها ويشق عليها، كما قال تعالى { ما جعل عليكم في الدين من حرج }

فأصل الأوامر والنواهي ليست من الأمور التي تشُق على النفوس، بل هي غذاء للأرواح ودواء للأبدان، وحمية عن الضرر،

فالله تعالى أمر العباد بما أمرهم به رحمة وإحسانا، ومع هذا إذا حصل بعض الأعذار التي هي مظنة المشقة حصل التخفيف والتسهيل، إما بإسقاطه عن المكلف، أو إسقاط بعضه كما في التخفيف عن المريض والمسافر وغيرهم،

ثم أخبر تعالى أن لكل نفس ما كسبت من الخير، وعليها ما اكتسبت من الشر، فلا تزر وازرة وزر أخرى ولا تذهب حسنات العبد لغيره،

وفي الإتيان بـ " كسب " في الخير الدال على أن عمل الخير يحصل للإنسان بأدنى سعي منه بل بمجرد نية القلب

وأتى بـ " اكتسب " في عمل الشر للدلالة على أن عمل الشر لا يكتب على الإنسان حتى يعمله ويحصل سعيه،

ولما أخبر تعالى عن إيمان الرسول والمؤمنين معه وأن كل عامل سيجازى بعمله، وكان الإنسان عرضة للتقصير والخطأ والنسيان، وأخبر أنه لا يكلفنا إلا ما نطيق وتسعه قوتنا،

أخبر عن دعاء المؤمنين بذلك، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله قال: قد فعلت.

 

إجابة لهذا الدعاء، فقال { رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا }والفرق بينهما:

أن النسيان: ذهول القلب عن ما أمر به فيتركه نسيانا،

والخطأ: أن يقصد شيئا يجوز له قصده ثم يقع فعله على ما لا يجوز له فعله:

فهذان قد عفا الله عن هذه الأمة ما يقع بهما رحمة بهم وإحسانا،

فعلى هذا من صلى في ثوب مغصوب، أو نجس، أو قد نسي نجاسة على بدنه، أو تكلم في الصلاة ناسيا، أو فعل مفطرا ناسيا، أو فعل محظورا من محظورات الإحرام التي ليس فيها إتلاف ناسيا، فإنه معفو عنه،

وكذلك لا يحنث من فعل المحلوف عليه ناسيا،

وكذلك لو أخطأ فأتلف نفسا أو مالا فليس عليه إثم، وإنما الضمان مرتب على مجرد الإتلاف، وكذلك المواضع التي تجب فيها التسمية إذا تركها الإنسان ناسيا لم يضر.

 

{ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا } أي: تكاليف مشقة { كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا} وقد فعل تعالى فإن الله خفف عن هذه الأمة في الأوامر من الطهارات وأحوال العبادات ما لم يخففه على غيرها

{ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ } وقد فعل وله الحمد

{ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا } فالعفو والمغفرة يحصل بهما دفع المكاره والشرور، والرحمة يحصل بها صلاح الأمور

{ أَنتَ مَوْلَانَا } أي: ربنا ومليكنا وإلهنا الذي لم تزل ولايتك إيانا منذ أوجدتنا وأنشأتنا فنعمك دارة علينا متصلة عدد الأوقات، ثم أنعمت علينا بالنعمة العظيمة والمنحة الجسيمة، وهي نعمة الإسلام التي جميع النعم تبع لها،

{ فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } فنسألك يا ربنا ومولانا تمام نعمتك بأن تنصرنا على القوم الكافرين، الذين كفروا بك وبرسلك، وقاوموا أهل دينك ونبذوا أمرك، فانصرنا عليهم بالحجة والبيان والسيف والسنان، بأن تمكن لنا في الأرض وتخذلهم وترزقنا الإيمان والأعمال التي يحصل بها النصر، والحمد لله رب العالمين.

 

* شقَّ: ( فعل )

 

شُقّ ، شقًّا ومَشقَّةً ، فهو شاقّ ، والمفعول مشقوق عليه

شقّ الأمرُ : صعُب وثقُل

شقّ عليه الصَّومُ : صعُبَ عليه تحمُّله ، أرهقه وكان عسيرًا عليه

شَقَّ على فلانٍ : أوْقَعَه في المَشَقَّة

 

* سِنان: ( اسم )

 

الجمع : أَسِنَّة

السِّنَانُ : نَصْلُ الرُّمْحِ

السِّنَانُ : كل ما يُسَنّ عليه السِّكِّينُ وغَيرُهُ

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

 

تم بعون الله وتوفيقه تفسير سورة البقرة

وصلى الله على محمد وسلم

 

وإلى لقاءٍ تفسيري آخر بإذن الله تعالى مع سورة آل عمران.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سلام الله عليكِ زُلفى الحبيبة

الحمد لله انتهيت من فوائد سورتي الفاتحة والبقرة من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله-

 

تم تعديل بواسطة عروس القرآن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكِ السلام ورحمة الله عروس الحبيبة.

وأنا أيضًا الآن انتهيت ولله الحمد من فوائد سورتي الفاتحة والبقرة من جميع التفاسير في صفحتنا.

 

وللأسف لم أستطع تحميل فوائدكِ؛ فعند الضغط على رابط التحميل يتم تحويلي إلى صفحة خاطئة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

 

الحمدُ للهِ ربِّ العَالمِين، إِلهُ الأولينَ والآخِرِين، وقَـيُّومُ السَّماواتِ والأَراضِين، ومَالكِ يَومِ الدِّين،

الحمدُ للهِ المُتفَرِّدِ بالعَظَمَةِ والكِبرياءِ والعَطاءِ والبَقاءِ.

الحمدُ للهِ الذي امتَنَّ على عِبادِهِ بِعَظِيمِ فَضلِهِ وعَطائِهِ وسَخَائِهِ.

الحمدُ للهِ الذي بَلَّغَ عِبَادَهُ شَهرَ رَمضانَ وأَعَانهُم على صِيامِهِ وقِيامِهِ، ووَعَدَهُم بِعَظيمِ الأَجرِ والثَّوابِ، والرَّحمةِ والرِّضوانِ.

الحمدُ للهِ حَمدًا كَثيرًا يَلِيقُ بِعَظمَتهِ وجَلالِهِ.

الحمدُ للهِ الذي أَتمَّ عَلينَا النِّعمَة، وأَكرَمَنا بِعَظِيمِ المِنَّة.

الحمدُ للهِ الذي خَلَقنَا ورَزقنَا وآوَانَا وعَافانَا وهَدانَا ومِن كُلِّ شَيءٍ أَعْطَانَا.

الحمدُ للهِ الذي أَمَدَّ في آجَالِنَا، وبَلَّغنَا تَمَامَ شَهرِنَا، فَلَهُ الحمدُ كَثيرًا ولهُ الشُّكرُ كَثيرًا، حَمدًا وثَناءً طَيِّبَينِ طَاهِرَينِ إلى يومِ الدِّينِ.

 

وأَشهَدُ أنْ لَا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَريكَ لهُ؛ {..الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى } (طه: 50)؛ هَدَى العِبادَ لِمَا يُصلِحُهُم، وعَلَّمَهُم ما يَنفَعُهُم، وتَكَفَّلَ بِأَرزَاقِهِم.

 

وأَشهدُ أنَّ مُحمَّدًا عَبدُ اللهِ ورَسُولُهُ؛ أَرْأَفُ النَّاسِ على أُمَّتهِ، وأَحرَصَ عَلَيهِم مِن الوَالدِ بِوَلدِهِ، أَنارَ اللهُ لنَا بهِ السَّبيل، وهَدانَا بهِ إلى صِراطِهِ المُستَقِيم، { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } (التوبة: 128)،

صلَّى اللهُ وسلَّمَ وبَاركَ عَليهِ وعلى آلهِ ومَن تَبِعَهُ مِن صَحَابَتِهِ وأَتبَاعِهِ ومَن سَارَ على نَهجِهِ واقْتَفَى أَثَرَهُ إِلى يَومِ الدِّينِ وسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثيرًا.

 

أَمَّا بَعْدُ:

 

فَكُنَّا قد انتهينا في أيامٍ خلت قبل رمضان، بحمد الله وفضله من تفسير (سورة البقرة)

وسَنشرعُ بإذن الله تعالى اليوم (السبت) وهو آخر يومٍ من أيام شهر شوال، في مدارسة تفسير (سورة آل عمران)

ثم نقوم بجمع ما استفدناه من تفسير الآيات في يومي (الخميس والجمعة) ، هكذا في كل أسبوع.

 

 

ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1439704937____copy.png

 

 

Ooالأسبوع الأولoO

مدارسة الآيات [1-32] من سورة (آل عمران)

 

 

الفوائد من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله-

قال الله تعالى: { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } (2)

* الله هو الإله الحق المتصف بصفات الألوهية التي مرجعها إلى الحياة والقيومية.

* الحي من له الحياة العظيمة الكاملة المستلزمة لجميع الصفات التي لا تتم ولا تكمل الحياة إلا بها كالسمع والبصر والقدرة والقوة والعظمة والبقاء والدوام والعز الذي لا يرام.

* { القيوم } الذي قام بنفسه فاستغنى عن جميع مخلوقاته، وقام بغيره فافتقرت إليه جميع مخلوقاته في الإيجاد والإعداد والإمداد، فهو الذي قام بتدبير الخلائق وتصريفهم، تدبير للأجسام وللقلوب والأرواح.

 

 

قال الله تعالى: { نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ } (3)

* من قيامه تعالى بعباده ورحمته بهم أن نزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم الكتاب.

* وهو أَجَلُّ الكتب وأعظمها، المشتمل على الحق في إخباره وأوامره ونواهيه، فما أخبر به صدق، وما حكم به فهو العدل.

* وأنزله بالحق ليقوم الخلق بعبادة ربهم ويتعلموا كتابه.

* { مصدقا لما بين يديه } من الكتب السابقة، فهو المُزكِّي لها، فما شهد له فهو المقبول، وما رَدَّه فهو المردود.

 

 

قال الله تعالى: { مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ } (4)

* { هدى للناس } أي: أنزل الله القرآن والتوراة والإنجيل هدى للناس من الضلال، فَمَنْ قَبِلَ هُدَى الله فهو المهتدي، ومن لم يقبل ذلك بقي على ضلاله.

 

 

قال الله تعالى: { هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ } (7)

* القرآن العظيم كله مُحْكَمْ، كما قال تعالى: { كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير }

* وكله مُتشابه في الحسن والبلاغة وتصديق بعضه لبعضه ومطابقته لفظًا ومعنى.

* (أما الإحكام والتشابه في هذه الآية) فقد ذكر الله أن القرآن

- { منه آيات محكمات } أي: بينات واضحات الدَّلالة لكل أحدٍ، ليس فيها شبهة ولا إشكال { هن أم الكتاب } أي: أصله الذي يرجع إليه كل متشابهٍ، وهي معظمه وأكثره.

- { و } منه آيات { أخر متشابهات } أي: يلتبس معناها على كثير من الأذهان: لكون دلالتها مجملة، أو يتبادر إلى بعض الأفهام غير المراد منها.

* فالواجب أن يُرَد المتشابه إلى المُحْكَم والخفي إلى الجَلِي، فبهذه الطريق يصدق بعضه بعضًا ولا يحصل فيه مناقضة ولا معارضة.

* ولكن الناس انقسموا إلى فرقتين { فأما الذين في قلوبهم زيغ } مالوا عن الاستقامة، وقصدهم الغي والضلال { فيتبعون ما تشابه منه }

أي: يتركون المُحكم الواضح ويذهبون إلى المتشابه، ويعكسون الأمر فيحملون المُحكم على المتشابه { ابتغاء الفتنة }

فإن المتشابه تحصل به الفتنة بسبب الاشتباه الواقع فيه، وإلا فالمحكم الصريح ليس محلًا للفتنة، لوضوح الحق فيه لمن قصده اتباعه.

* { كل } من المحكم والمتشابه { من عند ربنا } وما كان من عنده فليس فيه تعارض ولا تناقض بل هو متفقٌ يصدق بعضه بعضًا ويشهد بعضه لبعض،

وفيه تنبيه على الأصل الكبير،

وهو أنهم إذا علموا أن جميعه من عند الله، وأشكل عليهم مجمل المتشابه، علموا يقينًا أنه مردودٌ إلى المُحكم، وإن لم يفهموا وجه ذلك.

* سُئل الإمام مالك -رحمه الله- عن قوله { الرحمن على العرش [استوى] }

فقال السائل: كيف استوى؟

فقال مالك: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.

فهكذا يقال في سائر الصفات لمن سأل عن كيفيتها أن يقال كما قال الإمام مالك، تلك الصفة معلومة، وكيفيتها مجهولة، والإيمان بها واجب، والسؤال عنها بدعة، وقد أخبرنا الله بها ولم يخبرنا بكيفيتها، فيجب علينا الوقوف على ما حد لنا.

 

 

قال الله تعالى: { رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ } (9)

* قد أثنى الله تعالى على الراسخين في العلم بــسبع صفاتٍ هي عنوان سعادة العبد:

إحداها: العلم الذي هو الطريق الموصل إلى الله، المبين لأحكامه وشرائعه.

الثانية: الرسوخ في العلم، وهذا قدرٌ زائدٌ على مجرد العلم، فإن الراسخ في العلم يقتضي أن يكون عالمًا مُحققًا، وعارفًا مُدققًا، قد علمه الله ظاهر العلم وباطنه، فرسخ قدمه في أسرار الشريعة علمًا وحالًا وعملًا.

الثالثة: أنه وصفهم بالإيمان بجميع كتابه ورد لمتشابهه إلى محكمه، بقوله { يقولون آمنا به كل من عند ربنا }

الرابعة: أنهم سألوا الله العفو والعافية مما ابتلي به الزائغون المنحرفون.

الخامسة: اعترافهم بمنة الله عليهم بالهداية وذلك قوله { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا }

السادسة: أنهم مع هذا سألوه رحمته المتضمنة حصول كل خير واندفاع كل شر، وتوسلوا إليه باسمه الوهاب.

السابعة: أنه أخبر عن إيمانهم وإيقانهم بيوم القيامة وخوفهم منه، وهذا هو الموجب للعمل الرادع عن الزلل.

 

 

قال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ } (10)

* ليس للأولاد والأموال قدرٌ عند الله، إنما ينفع العبد إيمانه بالله وأعماله الصالحة.

 

 

قال الله تعالى: { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ } (14)

* فلما زينت لهم هذه المذكورات بما فيها من الدواعي المثيرات، تعلقت بها نفوسهم ومالت إليها قلوبهم، وانقسموا بحسب الواقع إلى قسمين:

قسم: جعلوها هي المقصود، فصارت أفكارهم وخواطرهم وأعمالهم الظاهرة والباطنة لها، فشغلتهم عما خلقوا لأجله، وصحبوها صحبة البهائم السائمة، يتمتعون بلذاتها ويتناولون شهواتها، ولا يبالون على أي: وجهٍ حصلوها، ولا فيما أنفقوها وصرفوها، فهؤلاء كانت زادًا لهم إلى دار الشقاء والعناء والعذاب.

والقسم الثاني: عرفوا المقصود منها وأن الله جعلها ابتلاءً وامتحانًا لعباده، ليعلم من يقدم طاعته ومرضاته على لذاته وشهواته، فجعلوها وسيلةً لهم ومعبرًا وطريقًا يتزودن منها لآخرتهم ويتمتعون بما يتمتعون به على وجه الاستعانة به على مرضاته، قد صحبوها بأبدانهم وفارقوها بقلوبهم، وعلموا أنها كما قال الله فيها { ذلك متاع الحياة الدنيا }

* وفي هذه الآية تسليةٌ للفقراء الذين لا قدرة لهم على هذه الشهوات التي يقدر عليها الأغنياء، وتحذيرٌ للمغترين بها، وتزهيدٌ لأهل العقول النَّيِّرة بها.

 

 

قال الله تعالى: { الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ } (17)

* { والمستغفرين بالأسحار } لما بين صفاتهم الحميدة ذكر احتقارهم لأنفسهم وأنهم لا يرون لأنفسهم، حالًا ولا مقامًا، بل يرون أنفسهم مذنبين مقصرين فيستغفرون ربهم، ويتوقعون أوقات الإجابة وهي السحر،

قال الحسن: مَدُّوا الصلاةَ إلى السَّحَر، ثم جلسوا يستغفرون ربهم.

 

 

قال الله تعالى: { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (18)

* أشرف الأمور علم التوحيد؛ لأن الله شهد به بنفسه وأشهد عليه خواص خلقه (وهم الملائكة وأهل العلم) .

* والشهادة لا تكون إلا عن علمٍ ويقين، بمنزلة المشاهدة للبصر، ففي هذا دليلٌ على أن من لم يصل في علم التوحيد إلى هذه الحالة فليس من أولي العلم.

* في هذه الآية دليلٌ على شرف العلم من وجوهٍ كثيرةٍ:

- منها: أن الله خَصَّهم بالشهادة على أعظم مشهودٍ عليه دون الناس.

- ومنها: أن الله قرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته، وكفى بذلك فضلًا.

- ومنها: أنه جعلهم أولي العلم، فأضافهم إلى العلم، إذ هم القائمون به المتصفون بصفته.

- ومنها: أنه تعالى جعلهم شهداء وحجة على الناس، وألزم الناس العمل بالأمر المشهود به، فيكونون هم السبب في ذلك، فيكون كُلَّ مَنْ عَمِلَ بذلك نالهم مِن أجره، وذلك فضلُ الله يُؤتيه من يَشاء.

- ومنها: أن إشهاده تعالى أهل العلم يَتضمَّن ذلك تزكيتُهم وتعديلُهم وأنهم أُمَنَاءَ على ما استرعاهم عليه.

* { قائمًا بالقسط } أي: لم يزل متصفًا بالقسط في أفعاله وتدبيره بين عباده، فهو على صراطٍ مستقيمٍ في ما أمر به ونهى عنه، وفيما خلقه وقدره.

* اعلم أن هذا الأصل الذي هو (توحيد الله وإفراده بالعبودية) قد دلت عليه الأدلة النقلية والأدلة العقلية، حتى صار لذوي البصائر أجلى من الشمس.

* أما الأدلة النقلية فكل ما في كتاب الله وسنة رسوله، من الأمر به وتقريره، ومحبة أهله وبُغض من لم يقم به وعقوباتِهِم، وذَمِّ الشرك وأهله، فهو من الأدلة النقلية على ذلك، حتى كاد القرآن أن يكون كله أدلةً عليه.

* وأما الأدلة العقلية التي تُدرك بمجرد فكر العقل وتصوره للأمور فقد أرشد القرآن إليها ونبه على كثير منها، فمن أعظمها:

- الاعتراف بربوبية الله، فإن من عرف أنه هو الخالق الرازق المدبر لجميع الأمور، أنتج له ذلك أنه هو المعبود الذي لا تنبغي العبادة إلا له،

ولما كان هذا من أوضح الأشياء وأعظمها أكثر الله تعالى من الاستدلال به في كتابه.

- ومن الأدلة العقلية، انفراده بالنعم ودفع النقم، فإن من عرف أن النعم الظاهرة والباطنة القليلة والكثيرة كلها من الله، وأنه ما من نقمة ولا شدة ولا كربة إلا وهو الذي ينفرد بدفعها، وإن أحدًا من الخلق لا يملك لنفسه -فضلًا عن غيره- جلب نعمةٍ ولا دفع نقمةٍ، تيقن أن عبودية ما سوى الله من أبطل الباطل، وأن العبودية لا تنبغي إلا لمن انفرد بجلب المصالح ودفع المضار، فلهذا أكثر الله في كتابه من التنبيه على هذا الدليل جدًا.

- ومنها أيضًا: ما أخبر به تعالى عن المعبودات التي عُبدت من دونه، بأنها لا تملك نفعًا ولا ضرًا، ولا تنصر غيرها ولا تنصر نفسها، وسلبها الأسماع والأبصار، وأنها على فرض سماعها لا تغني شيئًا، وغير ذلك من الصفات الدالة على نقصها غاية النقص،

وما أخبر به عن نفسه العظيمة من الصفات الجليلة والأفعال الجميلة، والقدرة والقهر، وغير ذلك من الصفات التي تعرف بالأدلة السمعية والعقلية،

فمن عرف ذلك حق المعرفة عرف أن العبادة لا تليق ولا تَحْسُنُ إلا بالرب العظيم الذي له الكمال كله، والمجد كله، والحمد كله، والقدرة كلها، والكبرياء كلها، لا بالمخلوقات المُدَبَّرات الناقصات الصم البكم الذين لا يعقلون.

- ومنها: ما شاهده العباد بأبصارهم من قديم الزمان وحديثه، من الإكرام لأهل التوحيد، والإهانة والعقوبة لأهل الشرك، وما ذاك إلا لأن التوحيد جعله الله مُوصلًا إلى كل خيرٍ دافعًا لكل شرٍ ديني ودنيوي، وجعل الشرك به والكفر سببًا للعقوبات الدينية والدنيوية.

* إذا ذكر تعالى قصص الرسل مع أمم المطيعين والعاصين، وأخبر عن عقوبات العاصين ونجاة الرسل ومن تبعهم، قال عقب كل قصة: { إن في ذلك لآية } أي: لعبرة يعتبر بها المعتبرون فيعلمون أن توحيده هو الموجب للنجاة، وتركه هو الموجب للهلاك.

* فهذه من الأدلة الكبار العقلية النقلية الدالة على هذا الأصل العظيم، وقد أكثر الله منها في كتابه وصَرَّفَها ونَوَّعَها لِيَحْيَى مَنْ حَيّ عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة، فله الحمد والشكر والثناء.

 

 

قال الله تعالى: { إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } (19)

* الإسلام هو: الاستسلام لله بتوحيده وطاعته، وهو متضمنٌ للإخلاص له في الحب والخوف والرجاء والإنابة والدعاء ومتابعة رسوله في ذلك.

 

 

قال الله تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ } (23)

* الواجب على كل أحدٍ إذا دُعِيَ إلى كتاب الله أن يَسمع ويُطيع ويَنقاد، كما قال تعالى { إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا }

 

 

قال الله تعالى: { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (26)

* من الأسباب التي جعلها الله سببًا لحصول المُلْكِ: الإيمان والعمل الصالح،

التي منها اجتماع المسلمين واتفاقهم، وإعدادهم الآلات التي يقدروا عليها والصبر وعدم التنازع،

قال الله تعالى: { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم }

* وقال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين } فأخبر أن ائتلاف قلوب المؤمنين وثباتهم وعدم تنازعهم سببٌ للنصر على الأعداء،

* وأنت إذا اسْتَقْرَأْتَ الدُّول الإسلامية، وجدت السبب الأعظم في زوال ملكها، ترك الدين والتفرق الذي أطمع فيهم الأعداء وجعل بأسهم بينهم.

* ثم قال تعالى: { وتعز من تشاء } بطاعتك { وتذل من تشاء } بمعصيتك { إنك على كل شيء قدير } لا يمتنع عليك أمرٌ من الأمور بل الأشياء كلها طَوْعَ مشيئتك وقدرتك.

 

 

قال الله تعالى: { لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ } (28)

* في هذه الآية دليلٌ على الابتعاد عن مُوالاة الكافرين بالمحبة والنصرة والمُعاشرة والصداقة، والمَيل إليهم والركون إليهم،

وأنه لا يجوز أن يُولَّى كافر ولايةً من ولايات المسلمين، ولا يُستعان به على الأمور التي هي مصالحٌ لعموم المسلمين.

 

 

قال الله تعالى: { قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (29)

* في هذه الآية إرشادٌ إلى تطهير القلوب واستحضار علم الله كل وقت، فيستحي العبد من ربه أن يرى قلبه محلًا لكل فكرٍ رديء،

بل يُشغل أفكاره فيما يُقَرِّبُ إلى الله من تدبر آيةٍ من كتاب، أو سنةٍ من أحاديث رسول الله، أو تصورٍ وبحثٍ في علمٍ ينفعه، أو تفكرٍ في مخلوقات الله ونعمه، أو نصحٍ لعباد الله.

 

 

قال الله تعالى: { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ } (30)

* الخير: اسمٌ جامعٌ لكل ما يقرب إلى الله من الأعمال الصالحة صغيرها وكبيرها.

كما أن السوء: اسمٌ جامعٌ لكل ما يُسخط الله من الأعمال السيئة صغيرها وكبيرها.

* { وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدًا بعيدًا } أي: مسافة بعيدة، لعظم أسفها وشدة حزنها،

فليحذر العبد من أعمال السوء التي لا بد أن يحزن عليها أشد الحزن، وليتركها وقت الإمكان قبل أن يقول:

{ يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله }

{ يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض }

{ ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانًا خليلا }

{ حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين }

* فوالله لَــتَــرْكُ كل شهوةٍ ولذةٍ وإن عَسُرَ تركها على النفس في هذه الدار، أيسر من معاناة تلك الشدائد واحتمال تلك الفضائح،

ولكن العبد من ظلمه وجهله لا ينظر إلا الأمر الحاضر، فليس له عقلٌ كاملٌ يلحظ به عواقب الأمور فَيَقْدُمُ على ما ينفعه عاجلًا وآجلًا، ويَحْجُمُ عن ما يضره عاجلًا وآجلًا.

* أعاد تعالى تحذيرنا نفسه رأفةً بنا ورحمة؛

- لئلا يطول علينا الأمد فتقسو قلوبنا،

- وليجمع لنا بين الترغيب الموجب للرجاء والعمل الصالح، والترهيب الموجب للخوف وترك الذنوب،

فقال { ويحذركم الله نفسه والله رءوفٌ بالعباد }

 

 

قال الله تعالى: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (31)

* في هذه الآية: وجوب محبة الله، وعلاماتها، ونتيجتها، وثمراتها.

* محبة الله مرتبةٌ عاليةٌ، ورُتبةٌ التي ليس فوقها رُتبة.

* علامة صدق محبتنا لله:

اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله، في أقواله وأفعاله، في أصول الدين وفروعه، في الظاهر والباطن.

فمن لم يتبع الرسول فليس مُحبًّا لله.

* من أحب الله تعالى، أحبه الله وغفر له ذنبه، ورحمه وسَدَّدَّهُ في جميع حركاته وسكناته.

* بهذه الآية يُوزن جميع الخلق، فعلى حسب حَظِّهم من اتباع الرسول يكون إيمانهم وحبهم لله، وما نقص من ذلك نقص.

 

 

قال الله تعالى: { قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ } (32)

* الاتباع الحقيقي للرسول صلى الله عليه وسلم يكون: بطاعة الله وطاعة رسوله.

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

Ooالأسبوع الأولoO

مدارسة الآيات [1-32] من سورة (آل عمران)

 

الفوائد من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله-

 

قال الله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}

· الله هو الإله الحق المتصف بصفات الألوهية التي مرجعها إلى الحياة والقيومية

· الْحَيُّ من له الحياة العظيمة الكاملة المستلزمة لجميع الصفات التي لا تتم ولا تكمل الحياة إلا بها كالسمع والبصر والقدرة والقوة والعظمة والبقاء والدوام

· الْقَيُّومُ الذي قام بنفسه ، وقام بغيره، فهو الذي قام بتدبير الخلائق وتصريفهم، تدبير للأجسام وللقلوب والأرواح.

 

قال الله تعالى: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ}

· من قيامه تعالى بعباده ورحمته بهم أن نزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم الكتاب، المشتمل على الحق في إخباره وأوامره ونواهيه، مصدقا لما بين يديه من الكتب السابقة، المزكي لها، والمطابق لها في جميع المطالب التي اتفق عليها المرسلون

· أهل الكتاب لا يمكنهم التصديق بكتبهم إن لم يؤمنوا به، فإن كفرهم به ينقض إيمانهم بكتبهم

 

قال الله تعالى: {مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ}

· أنزل الله القرآن والتوراة والإنجيل هدى للناس من الضلال، فمن قبل هدى الله فهو المهتدي، ومن لم يقبل ذلك بقي على ضلاله

· وأنزل الفرقان وفصل وفسر فيه ما يحتاج إليه الخلق حتى بقيت الأحكام جلية ظاهرة، فلم يبق لأحد عذر ولا حجة لمن لم يؤمن به وبآياته

 

قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ}

* فيه تقرير إحاطة علمه بالمعلومات كلها، جليها وخفيها، ظاهرها وباطنها، ومن جملة ذلك الأجنة في البطون التي لا يدركها بصر المخلوقين، ولا ينالها علمهم

 

قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}

* من كامل الخلق وناقصه، وحسن وقبيح، وذكر وأنثى

تضمنت هذه الآيات:

· تقرير إلهية الله وتعينها، وإبطال إلهية ما سواه

· الرد على النصارى الذين يزعمون إلهية عيسى ابن مريم عليه السلام

· إثبات حياته الكاملة وقيوميته التامة

· إثبات الشرائع الكبار، وأنها رحمة وهداية للناس، وتقسيم الناس إلى مهتد وغيره، وعقوبة من لم يهتد بها

· تقرير سعة علم الباري ونفوذ مشيئته وحكمته.

 

قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}

* القرآن العظيم كله محكم وكله متشابه في الحسن والبلاغة وتصديق بعضه لبعضه ومطابقته لفظا ومعنى

* الإحكام والتشابه المذكور في هذه الآية الحاصل أن من القرآن آيات واضحات الدلالة، ليس فيها شبهة ولا إشكالهن أصل الكتاب الذي يرجع إليه كل متشابه، وهي معظمه وأكثره ومنه آيات متشابهات يلتبس معناها على كثير من الأذهان

* الواجب في هذا أن يرد المتشابه إلى المحكم والخفي إلى الجلي، فبهذه الطريقه يصدق بعضه بعضا ولا يحصل فيه مناقضة ولا معارضة

* المتشابه تحصل به الفتنة بسبب الاشتباه الواقع فيه، والمحكم الصريح ليس محلا للفتنة، لوضوح الحق فيه لمن قصده اتباعه

ولكن الناس انقسموا إلى فرقتين

· فريق فسدت مقاصدهم، وصار قصدهم الغي والضلال وانحرفت قلوبهم عن طريق الهدى والرشادفيتركون المحكم الواضح ويذهبون إلى المتشابه

· فريق الراسخون في العلم فيؤمنون بها ويكلون المعنى إلى الله فيسلمون ويسلمون

 

قوله:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}

 

فيه قولان:

· التأويل إن أريد به علم حقيقة الشيء وكنهه ومعرفة عاقبة الأمور تعين الوقوف على إلا الله المتفرد بالتأويل بهذا المعنى مثل قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) فإذا سئل عن كيفية الإستواء فالواجب كما قال الإمام مالك رحمه الله: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وهكذا في سائر الصفات لمن سأل عن كيفيتها أن يقال كما قال الإمام مالك، تلك الصفة معلومة، وكيفيتها مجهولة، والإيمان بها واجب، والسؤال عنها بدعة، وقد أخبرنا الله بها ولم يخبرنا بكيفيتها، فيجب علينا الوقوف على ما حد لنا

· وإن أريد بالتأويل التفسير والكشف والإيضاح، كان الصواب عطف الراسخون على الله فيؤمنون بها ويردونها للمحكم ويقولون كل من المحكم والمتشابه من عند ربناوما كان من عنده فليس فيه تعارض ولا تناقض بل هو متفق يصدق بعضه بعضا ويشهد بعضه لبعض

 

* وما يذكرويتعظ بمواعظ الله ويقبل نصحه وتعليمه إلاأولوا الألباب وهم أهل العقول الرزينة ، فيتذكرون ما ينفعهم فيفعلونه، وما يضرهم فيتركونه، وأما من عداهم لا ينفعهم الزجر والتذكير لخلوهم من العقول النافعة.

 

قال الله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}

* هذا دعاء الراسخين في العلم أنهم يدعون ويقولون: ربنا لا تمل قلوبنا عن الحق جهلا وعنادا منا، بل اجعلنا مستقيمين هادين مهتدين، فثبتنا على هدايتك وعافنا مما ابتليت به الزائغين وهب لنا من لدنك رحمة عظيمة توفقنا بها للخيرات وتعصمنا بها من المنكرات إنك واسع العطايا والهبات، كثير الإحسان الذي عم جودك جميع البريات.

قد أثنى الله تعالى على الراسخين في العلم بسبع صفات هي عنوان سعادة العبد:

· إحداها: العلم الذي هو الطريق الموصل إلى الله، المبين لأحكامه وشرائعه

· الثانية: الرسوخ في العلم وهذا قدر زائد على مجرد العلم، قد علمه الله ظاهر العلم وباطنه، فرسخ قدمه في أسرار الشريعة علما وحالا وعملا

· الثالثة: أنه وصفهم بالإيمان بجميع كتابه ورد لمتشابهه إلى محكمه، بقوله { يقولون آمنا به كل من عند ربنا }

· الرابعة: أنهم سألوا الله العفو والعافية مما ابتلي به الزائغون المنحرفون

· الخامسة: اعترافهم بمنة الله عليهم بالهداية وذلك قوله { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا }

· السادسة: أنهم مع هذا سألوه رحمته المتضمنة حصول كل خير واندفاع كل شر، وتوسلوا إليه باسمه الوهاب

· السابعة: أنه أخبر عن إيمانهم وإيقانهم بيوم القيامة وخوفهم منه، وهذا هو الموجب للعمل الرادع عن الزلل

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ}

· ذكر الله تعالى سنته الجارية في الأمم السابقة أن الأموال والأولاد لا تغني عن الكفار شيئا

· ليس للأولاد والأموال قدر عند الله، إنما ينفع العبد إيمانه بالله وأعماله الصالحة، كما قال تعالى:{وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آَمِنُونَ}

· الكفار هم حطب النار الملازمون لها دائما أبدا

 

قال الله تعالى: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ}

· أخذ الله لِآلِ فِرْعَوْنَ بذنوبهم عدلا منه لا ظلما

· الله شديد العقاب على من أتى بأسباب العقاب وهو الكفر والذنوب على اختلاف أنواعها وتعدد مراتبها

 

قال الله تعالى: {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ}

· إشارة للمؤمنين بالنصر والغلبة وتحذير للكفار

· الله تعالى سيفعل هذا بعباده وجنده المؤمنين إلى يوم القيامة

· الكفار مع أنهم مغلوبون في هذه الدار إلا أنهم أيضا محشورون ومجموعون يوم القيامة لدار البوار، وهذا هو الذي مهدوه لأنفسهم فبئس المهاد مهادهم، وبئس الجزاء جزاؤهم

 

قال الله تعالى: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ}

· أن الطائفة المنصورة هي التي معها الحق، والأخرى مبطلة

· في هذا عبرة لأولي الأبصار،وهم أصحاب البصائر النافذة والعقول الكاملة

· إذا نظر الناظر إلى مجرد الأسباب الظاهرة والعدد لجزم بأن غلبة هذه الفئة القليلة لتلك الفئة الكثيرة من أنواع المحالات، ولكن وراء هذا السبب المشاهد بالأبصار سبب أعظم منه لا يدركه إلا أهل البصائر والإيمان بالله والتوكل على الله والثقة بكفايته، وهو نصره وإعزازه لعباده المؤمنين على أعدائه الكافرين.

 

*في هذا عبرة لأولي الأبصار،وهم أصحاب البصائر النافذة والعقول الكاملة

 

 

قال الله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}

* خص هذه الأمور المذكورة لأنها أعظم شهوات الدنيا وغيرها تبع لها

* هذه الآية تسلية للفقراء الذين لا قدرة لهم على هذه الشهوات التي يقدر عليها الأغنياء وتحذير للمغترين بها وتزهيد لأهل العقول النيرة بها

انقسام الناس بحسب تعلقهم بهذه المذكورات إلى قسمين:

· قسم: جعلوها هي المقصود، فصارت أفكارهم وخواطرهم وأعمالهم الظاهرة والباطنة لها، فشغلتهم عما خلقوا لأجله فهؤلاء كانت زادا لهم إلى دار الشقاء والعناء والعذاب

· والقسم: عرفوا المقصود منها وأن الله جعلها ابتلاء وامتحانا لعباده فجعلوها وسيلة لهم وطريقا يتزودن منها لآخرتهم ويتمتعون بما يتمتعون به على وجه الاستعانة به على مرضاته، قد صحبوها بأبدانهم وفارقوها بقلوبهم، وعلموا أنها كما قال الله فيها (ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) فجعلوها معبرا إلى الدار الآخرة فهؤلاء صارت لهم زادا إلى ربهم.

 

قال الله تعالى: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

قس هذه الدار الجليلة التي بها:

· الجنات العاليات ذات الغرف العالية

· والأشجار المتنوعة المثمرة بأنواع الثمار

· والأنهار الجارية والأزواج المطهرة من كل عيب ظاهر وباطن

· مع الخلود الدائم الذي به تمام النعيم، مع الرضوان من الله الذي هو أكبر نعيم

بتلك الدار الحقيرة، ثم اختر لنفسك أحسنهما

* الله تعالى عالم بمن فيه من الأوصاف الحسنة وما فيه من الأوصاف القبيحة، ويوفق من يشاء ويخذل من شاء

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

قال الله تعالى: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}

* توسلوا بمنة الله عليهم بتوفيقهم للإيمان أن يغفر لهم ذنوبهم ويقيهم عذاب النار، ثم فصل أوصاف التقوى.

 

قال الله تعالى: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}

· الصَّابِرِينَ أنفسهم على ما يحبه الله من طاعته، وعن معصيته، وعلى أقداره المؤلمة

· وَالصَّادِقِينَ في إيمانهم وأقوالهم وأحوالهم

· وَالْمُنفِقِينَ مما رزقهم الله بأنواع النفقات على الأقارب وغيرهم

· وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ الذين يرون أنفسهم مذنبين مقصرين فيستغفرون ربهم، ويتوقعون أوقات الإجابة وهي السحر، قال الحسن: مدوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا يستغفرون ربهم.

 

* فتضمنت هذه الآيات

· حالة الناس في الدنيا وأنها متاع ينقضي

· وصف الجنة وما فيها من النعيم وفاضل بينهما

· فضل الآخرة على الدنيا تنبيها على أنه يجب إيثارها والعمل لها

· وصف أهل الجنة وهم المتقون

· فصل خصال التقوى، فبهذه الخصال يزن العبد نفسه، هل هو من أهل الجنة أم لا؟

 

قال الله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}

* تقرير من الله تعالى للتوحيد بأعظم الطرق الموجبة له، وهي شهادته تعالى وشهادة خواص الخلق وهم الملائكة وأهل العلم

* نوع تعالى الأدلة في الآفاق والأنفس على هذا الأصل العظيم، الذي فيه برهان قاطع على وجوب التوحيد وبطلان الشرك وهي:

· ما قام أحد بتوحيده إلا ونصره على المشرك الجاحد المنكر للتوحيد

· إنعامه العظيم الذي ما بالعباد من نعمة إلا منه، ولا يدفع النقم إلا هو

· الخلق كلهم عاجزون عن المنافع والمضار لأنفسهم ولغيرهم

· شهادة الملائكة بذلك فنستفيدها بإخبار الله لنا بذلك وإخبار رسله

· شهادة أهل العلم فلأنهم هم المرجع في جميع الأمور الدينية خصوصا في أعظم الأمور وأجلها وأشرفها وهو التوحيد

* هذا دليل على أن أشرف الأمور علم التوحيد لأن الله شهد به بنفسه وأشهد عليه خواص خلقه، والشهادة لا تكون إلا عن علم ويقين، بمنزلة المشاهدة للبصر

* فيه دليل على أن من لم يصل في علم التوحيد إلى هذه الحالة فليس من أولي العلم.

* الله تعالى لم يزل متصفا بالقسط في أفعاله وتدبيره بين عباده، فهو على صراط مستقيم في ما أمر به ونهى عنه، وفيما خلقه وقدره

في الآية دليل على شرف العلم من وجوه كثيرة، منها:

· أن الله خصهم بالشهادة على أعظم مشهود عليه دون الناس

· أن الله قرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته، وكفى بذلك فضلا

· أنه جعلهم أولي العلم، فأضافهم إلى العلم، إذ هم القائمون به المتصفون بصفته

· أنه تعالى جعلهم شهداء وحجة على الناس، وألزم الناس العمل بالأمر المشهود به، فيكونون هم السبب في ذلك، فيكون كل من عمل بذلك نالهم من أجره، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء

· أن إشهاده تعالى أهل العلم يتضمن ذلك تزكيتهم وتعديلهم وأنهم أمناء على ما استرعاهم عليه

توحيد الله وإفراده بالعبودية قد دلت عليه الأدلة النقلية والأدلة العقلية، حتى صار لذوي البصائر أجلى من الشمس

* فأما الأدلة النقلية فكل ما في كتاب الله وسنة رسوله، من الأمر به وتقريره، ومحبة أهله وذم الشرك وأهله، فهو من الأدلة النقلية على ذلك، حتى كاد القرآن أن يكون كله أدلة عليه

* وأما الأدلة العقلية فقد أرشد القرآن إليها ونبه على كثير منها، فمن أعظمها:

· الاعتراف بربوبية الله، فإن من عرف أنه هو الخالق الرازق المدبر لجميع الأمور أنتج له ذلك أنه هو المعبود الذي لا تنبغي العبادة إلا له

· انفراده بالنعم ودفع النقم، فإن من عرف أن النعم الظاهرة والباطنة القليلة والكثيرة كلها من الله، وأنه ما من نقمة ولا شدة ولا كربة إلا وهو الذي ينفرد بدفعها، تيقن أن عبودية ما سوى الله من أبطل الباطل

· ما أخبر به تعالى عن المعبودات التي عبدت من دونه، بأنها لا تملك نفعا ولا ضرا، ولا تنصر غيرها ولا تنصر نفسها، وسلبها الأسماع والأبصار وغير ذلك من الصفات الدالة على نقصها غاية النقص، فمن عرف ذلك حق المعرفة عرف أن العبادة لا تليق ولا تحسن إلا بالرب العظيم الذي له الكمال كله، والمجد كله، والحمد كله، والقدرة كلها، والكبرياء كلها

· ما شاهده العباد بأبصارهم من قديم الزمان وحديثه، من الإكرام لأهل التوحيد، والإهانة والعقوبة لأهل الشرك، وما ذاك إلا لأن التوحيد جعله الله موصلا إلى كل خير دافعا لكل شر ديني ودنيوي، وجعل الشرك به والكفر سببا للعقوبات الدينية والدنيوية، ولهذا إذا ذكر تعالى قصص الرسل مع أمم المطيعين والعاصين، قال عقب كل قصة: { إن في ذلك لآية } أي: لعبرة يعتبر بها المعتبرون فيعلمون أن توحيده هو الموجب للنجاة، وتركه هو الموجب للهلاك

 

قال الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}

· الإسلام هو الاستسلام لله بتوحيده وطاعته التي دعت إليها رسله، وحثت عليها كتبه، وهو الذي لا يقبل من أحد دين سواه

· وهو متضمن للإخلاص له في الحب والخوف والرجاء والإنابة والدعاء ومتابعة رسوله في ذلك

· هذا هو دين الرسل كلهم، وكل من تابعهم فهو على طريقهم

· من ترك الحق بعد معرفته، فهذا مستحق للوعيد الشديد والعقاب الأليم

 

قال الله تعالى: {فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

· إذا ثبت وتقرر توحيد الله ودينه بأدلته الظاهرة، وقام به أكمل الخلق وأعلمهم، حصل بذلك اليقين وانتفى كل شك وريب وقادح، وعرف أن ما سواه من الأديان باطلة

· إن تولى الذين أوتوا الكتاب من اليهودوالنصارى والأميين وهم مشركي العرب عن الإسلام ورضوا بالأديان التي تخالفه فإنما عليك البلاغ فقد وجب أجرك على ربك، وقامت عليهم الحجة، ولم يبق بعد هذا إلا مجازاتهم بالعقاب على جرمهم، فلهذا قال{وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

 

قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}

· لاجرم أعظم من الكفر بآيات الله التي تدل دلالة قاطعة على الحق الذي من كفر بها فهو في غاية الكفر والعناد

· أنبياء الله أوجب الله طاعتهم والإيمان بهم، وتعزيرهم، وتوقيرهم، ونصرهم

· القسط هو العدل ، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي حقيقته إحسان إلى المأمور ونصح له.

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ}

· يخبر تعالى عن حال أهل الكتاب الذين أنعم الله عليهم بكتابه أنهم إذا دعوا إلى حكم الكتاب تولى فريق منهم وهم يعرضون، تولوا بأبدانهم، وأعرضوا بقلوبهم، وهذا غاية الذم

· التحذير لنا أن نفعل كفعلهم، فيصيبنا من الذم والعقاب ما أصابهم

· الواجب على كل أحد إذا دعي إلى كتاب الله أن يسمع ويطيع وينقاد، كما قال تعالى{ إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا }

 

قال الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ}

· هذا هو السبب الذي غر أهل الكتاب بتجرئهم على معاصي الله

· افتروا هذا القول فظنوه حقيقة فعملوا على ذلك ولم ينزجروا عن المحارم فإن هذا مجرد كذب وافتراء، وإنما مآلهم شر مآل، وعاقبتهم عاقبة وخيمة

 

قال الله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}

* كيف يكون حالهم ووخيم ما يُقدمون عليه، لأن ذلك اليوم يوم توفية النفوس ما كسبت ومجازاتها بالعدل لا بالظلم

 

قال الله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

* يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم قُلِ اللَّهُمَّ أنت الملك المالك لجميع الممالك، والمملكة كلها علويها وسفليها لك والتصريف والتدبير كله لك

* الإشارة إلى أن الله تعالى سينزع الملك من الأكاسرة والقياصرة ومن تبعهم ويؤتيه أمة محمد، وقد فعل ولله الحمد

* حصول الملك ونزعه تبع لمشيئة الله تعالى، لا يوجد سبب يستقل بشيء، بل الأسباب كلها تابعة للقضاء والقدر

من الأسباب التي جعلها الله سببا لحصول الملك

· الإيمان والعمل الصالح، قال الله تعالى:{ وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم }الآية فأخبر أن الإيمان والعمل الصالح سبب للاستخلاف المذكور

· اجتماع المسلمين واتفاقهم، وإعدادهم الآلات التي يقدروا عليها والصبر وعدم التنازع قال تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين }فأخبر أن ائتلاف قلوب المؤمنين وثباتهم وعدم تنازعهم سبب للنصر على الأعداء

* السبب الأعظم في زوال ملك الدول الإسلامية ترك الدين والتفرق الذي أطمع فيهم الأعداء وجعل بأسهم بينهم

* الله تعالى يعز من يشاء بطاعته ويذل من يشاء بمعصيته

* الله تعالى لا يمتنع عليه أمر من الأمور بل الأشياء كلها طوع مشيئته وقدرته

 

قال الله تعالى: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}

* ينشأ عن ذلك من الفصول والضياء والنور والشمس والظل والسكون والانتشار، ما هو من أكبر الأدلة على قدرة الله وعظمته وحكمته ورحمته

أعظم دليل على قدرة الله، وأن جميع الأشياء مسخرة مدبرة لا تملك من التدبير شيئا أنه تعالى:

· يخرج الحي من الميت كالفرخ من البيضة، وكالشجر من النوى، وكالزرع من بذره، وكالمؤمن من الكافر

· ويخرج الميت من الحي كالبيضة من الطائر وكالنوى من الشجر، وكالحب من الزرع، وكالكافر من المؤمن

* فخلقه تعالى الأضداد، والضد من ضده بيان أنها مقهورة

* الله تعالى يرزق من يشاء رزقا واسعا من حيث لا يحتسب ولا يكتسب

 

قال الله تعالى: {لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}

· نهي الله تعالى المؤمنين عن موالاة الكافرين بالمحبة والنصرة والاستعانة بهم على أمر من أمور المسلمين، ومن يفعل ذلك فقد انقطع عن الله، وليس له في دين الله نصيب

· الإيمان يأمر بموالاة الله وموالاة أوليائه المؤمنين المتعاونين على إقامة دين الله وجهاد أعدائه، قال تعالى:{ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض }

· فمن والى الكافرين من دون المؤمنين الذين يريدون أن يطفؤا نور الله ويفتنوا أولياءه خرج من حزب المؤمنين، وصار من حزب الكافرين، قال تعالى:{ ومن يتولهم منكم فإنه منهم }

· هذه الآية دليل على الابتعاد عن الكفار وعن معاشرتهم وصداقتهم، والميل إليهم والركون إليهم

· لا يجوز أن يولى كافر ولاية من ولايات المسلمين، ولا يستعان به على الأمور التي هي مصالح لعموم المسلمين.

· وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ إياكم أن تفعلوا من الأعمال القباح ما تستحقون به العقوبة، واعملوا ما به يحصل الأجر والمثوبة

 

قال الله تعالى: {قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

* فيه إرشاد إلى تطهير القلوب واستحضار علم الله كل وقت فيستحي العبد من ربه أن يرى قلبه محلا لكل فكر رديء، بل يشغل أفكاره فيما يقرب إلى الله من تدبر آية من كتاب، أو سنة من أحاديث رسول الله، أو تصور وبحث في علم ينفعه، أو تفكر في مخلوقات الله ونعمه، أو نصح لعباد الله

 

قال الله تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}

· الخير: اسم جامع لكل ما يقرب إلى الله من الأعمال الصالحة صغيرها وكبيرها

· السوء: اسم جامع لكل ما يسخط الله من الأعمال السيئة صغيرها وكبيرها

· فليحذر العبد من أعمال السوء التي لا بد أن يحزن عليها أشد الحزن، وليتركها وقت الإمكان قبل أن يقول{ يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله } { يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض } { ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانًا خليلا } { حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين }

· فوالله لترك كل شهوة ولذة وان عسر تركها على النفس في هذه الدار أيسر من معاناة تلك الشدائد واحتمال تلك الفضائح

· العبد من ظلمه وجهله لا ينظر إلا الأمر الحاضر، فليس له عقل كامل يلحظ به عواقب الأمور فيقدم على ما ينفعه عاجلا وآجلا، ويحجم عن ما يضره عاجلا وآجلا

· أعاد تعالى تحذيرنا نفسه ليجمع لنا بين الترغيب الموجب للرجاء والعمل الصالح، والترهيب الموجب للخوف وترك الذنوب، فنسأله أن يمن علينا بالحذر منه على الدوام، حتى لا نفعل ما يسخطه ويغضبه.

 

قال الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}

· هذه الآية فيها وجوب محبة الله، وعلاماتها، ونتيجتها، وثمراتها

· علامة الصدق في محبة الله تعالى اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله، في أقواله وأفعاله، في أصول الدين وفروعه، في الظاهر والباطن

· فمن اتبع الرسول دل على صدق دعواه محبة الله تعالى، وأحبه الله وغفر له ذنبه، ورحمه وسدده في جميع حركاته وسكناته،

· ومن لم يتبع الرسول فليس محبا لله تعالى، لأن محبته لله توجب له اتباع رسوله، فما لم يوجد ذلك دل على عدمها

· هذه الآية يوزن جميع الخلق، فعلى حسب حظهم من اتباع الرسول يكون إيمانهم وحبهم لله، وما نقص من ذلك نقص.

 

قال الله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}

· هذا أمر من الله تعالى لعباده بأعم الأوامر، وهو طاعته وطاعة رسوله التي يدخل بها

· الإيمان والتوحيد، وما هو من فروع ذلك من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة

· اجتناب ما نهى الله ورسوله عنه، لأن اجتنابه امتثالا لأمر الله هو من طاعته، فمن أطاع الله ورسوله، فأولئك هم المفلحون

· هذه الآية الكريمة بيانا وتفسيرا لاتباع رسوله، وأن ذلك بطاعة الله وطاعة رسوله، هذا هو الاتباع الحقيقي

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×