اذهبي الى المحتوى
سُندس واستبرق

زهورُ اليتامى | روايتي الجديدة .

المشاركات التي تم ترشيحها

جميل يا غالية ، تسلمين :)

 

لو تسمحين لنا بالنقد :) نقد بناء طبعا

 

قد تتحمل الأم مسؤلية البيت كاملة لا تشرك ابنتها شفقة عليها أو للاهتمام بدراستها أو لأنها تستطيع القيام بها بفردها ، نعم الأم رمز للعطاء ولكن مهم جدا أن يُربى الأبناء على العطاء أيضا ليتعلمون معنى المسؤلية ويقدرون تعب الأخرين ويستطيعون مجابهة متاعب الحياة إن وضعوا في أيّ موقف

 

لذلك كان على الأم تعليم صغيرتها وإشراكها معها في تعلم أعباء المنزل منذ صغرها :)

  • معجبة 3

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

شكلها سندوسة التهت بالعيد ونسيتنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

طبعي ما احب الروايات و يمكن بحياتي كلها ما وصل عدد الروايات اللي قريتها لخمسة ، بس لما شفت اسمك بالرواية فتت على طول

 

لأن توقعت ان هناك رواية جميلة و احداث مشوقة رائعة ، الرواية رائعة بروعة من كتبتها ، عجبتني طريقة تصويرك للاحداث و المشاهد و الشخصيات

 

و الاماكن ...

 

اثرت فيني بعض المواقف لأني شفت مثلها بحياتي و اصلا هذه المواقف يستحيل يحس فيها او يعبر عنها او يكتبها الا من جرب اليتم او من تيتم له انسان

 

عزيز عليه

 

فالواحد يلقى نفسه لا شعوريا يتخيل والديه بكل مكان ويكلمهم كأنهم موجودين امامه و اما ان احد يسد مكان الوالدة او الوالد فيستحيل ان احد يقدر

 

يسد مكانهم مهما حاول و مهما تعلم و مهما اخد دورات لأن الوالدين ما في شئ يعوض عنهم بالدنيا كلها

 

الله لا يفجعكم بعزيز و ربي يبارك في اعمار والديكم جميعا و يمتعهم بالصحة و العافية

تم تعديل بواسطة هبة الله14

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كم هي مؤثرة كلمات تلك الفتاة اليتيمة .

نسأل الله أن يرزقنا بر والدينا ويوفقنا لما يحبه ويرضاه .

 

نتابع معكِ يا حبيبة جزاكِ الله خيرًا .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حياكِ الله سندوسة الحبيبة

 

الرواية الجديدة روووووووعة :)

 

اكملى بارك الله فيكِ...متابعة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكن يا حبيبات

لي عودة لإكمالها بإذن الله ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أخذت ياسمين هذه الأوراق وبدأت تستعد للخروج من الغرفة وما إن وصلت الباب حتى نادتها المستشارة مريم :

- ياسمين موعدك ِ معي المرة القادمة في مثل هذا اليوم من الشهر القادم حسنا ؟

هزت ياسمين رأسها بالإيجاب وخرجت من الغرفة ..

بصيص أمل أنير في قلب صغيرتنا مما جعل وجنتاها تتوردُ حماسُا ..

طرقت ياسمين باب غرفة الصفّ لتستأذن المعلمة سهى بالدخول فأومأت المعلمة برأسها أن ادخلي ..

دخلت ياسمين تتهادى في مشيتها حياءًا ، حتى وصلت مقعدها وجلست وما إن استقرت في جلستها

حتى رأت مذكرات بيضاء اللون عليها زهرة اللوز الجميلة مع بتلات متناثرة هنا وهناك وفتحت الصفحة الأولى منها وكُتب فيها : " صديقتي عليك بالاستغفار والتوكل على الله ، فـ\ الله لن يضيعك بإذن الله "، وفتحت الصفحة الثانية لتجد فيه كتابات بنات صفها لمواستها وفي الأخير رأت ملحقا لكل المواد الدراسية التي فاتتها بأدق تفاصيليها وفي نهاية الورقة كتبت صديقتها جملة تأثرت بها كثيرًا مما جعلها تنهار في البكاء مما علا نشيجها ولأول مرة " لا تيأسي من روح الله ، فوالدتك توفيت وهي راضية عنك " .

التفت الجميع نحو ياسمين وبكوا مع بكائها فانقلبت الحصة الى نحيب ونشيج وأتت المعلمة لتربت على كتفها وأعطها منديلا مرطبا ذو رائحة جميلة وقالت لها :

- اذهبي واغسلي وجهك وخذي نفسًا عميقا عندما تشعرين أنك ارتحت تعالي ..

ذهبت ياسمين وما زالت تشهق وهي تمسح دموع عينيها بشدة مما جعل عيناها حمراواتان وأنفها يسيل بشدة ..

لم تتوقع صغيرتنا كل هذا الحزن المكبوت داخل قلبها الصغير ، لم تستطع التحكم بدموها المنهارة ، حتى توقفت من نفسها وقالت بصوت يكاد يكون مسموعا ثم ماذا بعد هذا البكاء ...

رفعت رأسها للسماء ونظرت لها لم ترها يومًا بذاك الصفاء مما جعلها مرتاحة وأغلقت عينيها وأخذت نفسًا عميقًا شديدًا حتى تغلغل الهواء الى أعمق صدرها وتفتح بعد أن كان منغلقًا على نفسه لأسابيع ..

وابتسمت .. وابتسمت ابتسامة صغيرة وقالت وهي تقف بحزم مع نفسها :

- هذا هو قضاء الله وقدره .

  • معجبة 3

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أمة الرحمن

اعرف جيّدًا شغفك في المناظر الطبيعة >> مثلي ^^

وأعرف حبك ِ لي كم احتواني

بارك الله فيك يا غالية ولا حرمنا طلتك الجميلة هنا .

 

:

 

ياسمين

 

حضورك هنا مميّز يا غالية ويسعدني .

 

:

 

سارة محمد

أعرف الحجات من شيء اسمه [ خيال] ^^

 

:

 

النصر قادم

 

معك حق يا غالية

لا أ؛بذ أن تكون الفتاة غير متعلمة لأعباء المنزل لذا ذكؤتها في الرواية كنصيحة .

 

:

 

هبة الله

صحيح فالفاجعة تكون في القلب أي في الصميم

لكنني لم أفقد أحدًا عزيزا على قلبي لكني أود أن أشعر كيف يكون شعورهم .. !

ولآن النفس تلين بذكر الموت .. كتبتها .

 

:

 

أم رقية

 

بارك الله في مرورك الجميل يا غالية .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أمة الرحمن

 

اعرف جيّدًا شغفك في المناظر الطبيعة >> مثلي ^^

 

وأعرف حبك ِ لي كم احتواني

 

بارك الله فيك يا غالية ولا حرمنا طلتك الجميلة هنا .

 

 

 

سندوستي الحبيبة

الحكاية ليست مجرد شغف بالطبيعة

الحكاية هو ان لك ذوقا يطابق تماما ذوقي نفس الاشياء المفضلة ونفس الاجواء واضيفي اليها جمال تعبيرك عن تلك الاجواء وتلك الملامح المميزة

ما شاء الله لاقوة الا بالله اللهم زدها ابداعا وتالقا

باختصار رواياتك احب الى قلبي من كل الروايات العالمية لانها تاخذني الى الجو الذي احبه واتمناه

متابعة بشوق

اعجبني هذا الجزء كثيرا

ورجعتيني لايام المدرسة وجوها

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

يا الله !!

قصة راااااائعة ومؤثرة اللهم بااارك

وصفك جميل ومتقن جداً ..

 

سلمكِ الله سندس الغالية :))

اتابع معكِ بشغف ()()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أم رقية

حضورك أبهجني بورك فيك وفي متابعتك ِ .

 

أمة ارحمن

ـخجلتيني يا حبيبة بكلامك

حضورك ِ يزيدني همّة جووزيت خيرا .

 

عزيزة

تسعدني متابعتك ِ با غالية .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وابتسمت .. وابتسمت ابتسامة صغيرة وقالت وهي تقف بحزم مع نفسها :

- هذا هو قضاء الله وقدره .

 

 

اقتربت الحصة الرابعة على الدخول ، غسلت ياسمين وجهها بمياة باردة وذهبت لغرفة الطبيبة تستأذنها بكرات ثلجية تضعها على عينيها حتى يخف احمرارهما ، وما ان مضت عشر دفائق حتى رنّ الجرس وكانت ياسمين متأهبة لدخول الحصة ، وجلست على مقعدها وأخرجت كتبها ودفاترها استعدادا منها لحصة الرياضيات دخلت المعلمة فاطمة الصف وما ان وضعت كتبها على طاولتها الكبيرة التي عليها أزهارًا وردية لتضفي عليها جوًّا لطيفا ولمحت المعلمة أن المقعد الذي كان فارغًا لمدة اسبوعين اصبح شاغرًا الآن وما إن رأت وجهه ياسمين حتى قالت :

- اليوم يا أحبتي سأحدثكم عن الصبر ورباطة الجأش .

وما ان سمعت الطالبات حتى أكثرن من اللغط والكلام الغير مفهوم قائلات :

- وماذا مع وعدك ِ لنا في مراجعتك لنا للامتحان القادم .

أجابت المعمة وهي تجلس على الكرسيّ واضعة يديها على ذقنها :

- ومن أهم صديقتكم أم المراجعة .

فأطرقنّ برؤسهن خجلا ، ثم قالوا جميعهن بصوت واحد ومنخفض :

- صدقت صديقتنا أهم .

رفعت المعلمة فاطمة رأسها ثم قالت بشجن وكأنها تستعيد ذكرياتها السابقة ومشت حتى وقفت الى جانب النافذة واضعة يدها على خدها المتورد ثم قالت :

كنت في الثانية عشر من عمري حين توفيت أمي كنت أصغر بناتها كانت أختاي الذين يكبرنني سنًا قد تزوجتا وكانتا تأتيان اليّ كل يومين أو ثلاثة لم يكنّ يكلمنني إلا أنهن كنّ يعلمنني كيف أنظم وقتي بين تنظيف البيت وتعلم الطبخ وحلّ الواجبات المدرسية ، يومًا غضبت عليهن وصحتُ بهن قائلة :

- لماذا لا تفهمنني ، لماذا .. ؟

أهذا كل ما يهمكن كيف أرتب البيت وأطبخ وأحلّ الواجبات المدرسية ثم ماذا تذهبن الى بيوتكن وكأن شيئا لم يحدث لا أريدكن أن تأتين أصلا ...

وبكيت يومها بكاءًا كثيرًا ..

ولكن برأيكن كيف تصرفتا مع وقاحتي هذه احتضوني وقبلّوا جبيني ثم ذهبوا ...

فراجعت نفسي وبعد مضي ساعتان حتى اتصلت بهما لأعتذر لهما .. فتقبلن اعتذاري ..

ومضت ثلاثة أشهر على وفاة أمي ومع مضي هذه الفترة أصبحت ماهرة في شؤون المنزل وتبعاته ولقد علمني التنظيم والترتيب قوة الصبر ورباطة الجأش لأنها تتكرر يوميًا ويكبر بداخلي عظم معنى المسؤولية وتحمل أعباء الزمان ..

لقد عرفت لم أختاي لم تتكلما معي بخصوص وفاة أمي لقد كانتا حزنيتان مثلي إلا أنهما لم يظهرا حزنهما لي بل علّماني وعلّماني ، لأنهن يعلمن أنهن إذا تكلمتا معي سأنفجر بكاءًا وأجعل من اليأس النصيب الأكبر من حياتي وتندثر معها شخصيتي بالحزن والكأبة وسيؤثر ذلك على تحصيلي وسلوكي وانطوائي عن العالم ..

نعم لقد فهمت معنى تعليمهما بعد مضي سنوات .. وسنوات ..

وشاكرة لهما لأنهما تركوني وحيدة في ذلك اليوم الذي صرخت عليهما ، لآنني أفرغت كل حزني وعرفت يومها أن الحزن ومهما بكيت سيبقى في قلبي ، وعاهدت نفسي أن لا أجعل هذا الحزن حبطني بل أجعله يحفزني ويشجعني على المضي قدمًا قد تتسائلن كيف :

أقول لكن :

 

- بالدعاء لأمي .

- بقراءة القرآن .

- بالمحافظة على الصلوات ,

- بمراقبة الله عز وجل في نفسي .

- بأعمال صالحات تُسعد قلبي .

 

هذا الحزن علمني كيف أربط وقتي لله عز وجل فكان النجاح حليفي دومًا لأنني على يقين بأن ما حدث هو قضاء الله وقدره وسيصيبني يوما ما ..

وما ان انتهت المعلمة من جملتها الأخيرة حتى رن الجرس معلنا عن انتهاء الحصة فأخذت المعلمة كتبها وخرجت وهي مبتسمة رغم حديثها عن وفاة والدتها وهي بعمر صغيرة ..

أيقنت ياسمين يوما أن ستجعل من حزنها ما يشجعها على الاستمرار والمواصلة رغم صعوبتها ومعوقاتها ..

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سارة محمد

أعرف الحجات من شيء اسمه [ خيال] ^^

ههههههه ما شاء الله اللهم بارك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اتابعك بشوق سندس بارك الله فيك

اسلوبة مشوق جدا (ابتسامه)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جميل ان نبني من حجارة الطريق جبلا نصعد لقمته

هذا الجزء يحمل مع الالم والحزن تفاؤل عميق اساسه الرضى بقدر الله والتوكل عليه

تابعي فنحن متابعون بشوق

:)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكِ سندوسة :)

 

مستمتعة الى الآن بروايتك الجميلة

 

وان شاء الله نتعلم منها ^ـــ*

 

كملى حفظك الله وسدد خطاكِ للحق ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

:O

 

تصدقي اني نسيت اني كاتبة رواية

زهايمر مبكر معلش يا هموسة، أحاول الرجوع لها .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أرجو أن تنهي الروايه أحببتها كثيراً ، سلمت أناملك يا غاليه ، ما شاء الله روعه وفقدان الأم شيء لا يوصف بانتظار الجزء الجديد :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بُشرى سارّة

وعيديّة لكن ~

بدأت اكمل المسير في الرواية وسأضع أجزاءها من البداية

ادعو لي التوفيق لتمامها : )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الفصل الأول ~

 

على جانب الشارع ذي الرصيف الأحمر من الأعلى شقة صغيرة ذات طلاء أصفر باهت عن يمينها شرفة تكاد تكون كبيرة بداخلها غرفة واسعة ذات أثاث بسيط وقديم وأعلاها ثُريا تتلألآ حزنًا على يوم ِ ستفقد فيه الحبيب ..

حول السرير الكبير في وسط الغرفة وقف الأبناء الثلاثة حول أمهم الراقدة في وسطه تتصبب عرقًا ، وأنفاسها تلهج بشدة ، وكلماتها تصدر بثقل وبطء شديدين ، كان يخيّم على الجو الصمت الشديد والدموع المتناثرة على الخدود لتجعلها أكثر احمرارًا وتوهجًا لم تدري ياسمين ماذا تفعل في هذه اللحظة سوى احتضان يد أمها التي ما تزال دافئة لتضعها على وجنتيها المليئة بالدموع الحارّة وهي تنظر الى وجه أمها الشاحب الهزيل ، وتسمع شهقات أنفاسها التي تتسارع كنبضات القلوب الملتاعة ،أغلقت الأم عيناها تعبًا تتأوه من الألم وتسارعت شهقاتها ليبادرها ابنها البكر محمد بالتلقين قائلا إياها وهو يبكي ويرتجف من شدة تمالكه لنفسه أمام أمه وشقيقيه الأصغر سنا :

§ أمي ، قولي لا إله إلا الله ،أمي أرجوك قولي لا إله إلا الله ..

لم يدر ِمحمد ما يفعل سوى أن يدور حولها كالطفل الصغير وهو يقول لها تلك الكلمات حتى تسمعها والدته وتنطقها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة ، ويقبلها من جبينها تارة ويمسك بيدها تارة أخرى ، ويلتفّ حولها وهو يقول

- أمي أرجوك ِ ، قولي ما علمتينا إياه مذ ان كنا صغارًا فوضع يديه على وجهه هو يجهش من البكاء فتقطعت كلماته إثر نشيج بكائه وقال بصوت مخنوق :

- أمي أتوسل إليك ِ قولي لا إله إلا الله ..

وياسمين ترى كلّ ذلك بأعينها السوداويين الواسعتين كأنها كحيلتين لتمتلئ بالدموع المتلألئة لتتناثر على يد أمها الموضوعة على خدها كأنها حبّات لؤلؤ أبت إلا أن تتخطى يد أمها لتحفر ذاك المشهد في قلبها ، لم تعد تعي ياسمين أي شيء ، لم تعد تسمع أي شيء ، لا شيء يتحرك فيها سوى عيناها وهي ترى أمها راقدة تتصبب عرقًا بوجهها الشاحب الذي يبرد شيئا فشيئا ، وأنفاسها تتلاحق وتتسارع لتصبح في النهاية شهقات عالية ، وترى أخيها الكبير يلتف حولها كالطفل الصغير وهو يضمها ويقبلها ويمسك بيدها ويرفع رأسها باكيًا دامعًا وهو يقول :

§ أمي أرجوك ، قولي لا إله إلا الله ..

وأحمد الواقف بجانبها ، لا يدري ماذا يفعل سوى أن يجلس على السرير ليقول بصوت يملؤه النحيب والنشيج :

§ أحبك يا أمي ..

فتحت الأم أعينها الناعستين ونظرت لأبناها ورمقتهم بنظرات مشفقه حانية مودعة لتلفظ بذلك آخر كلماتها ببطء وثقل شديدين يكاد أن يسمع :

§ أ ... شه ..د .. أ.. ن .. لا ..إ..له ..إ..لا .. الل.. ه

حاولت أن ترفع نفسها لتحضنهم وتمسّد على رؤوسهم كالعاادتها إلا أن جسدها خيّب آمالها لضعفه ووهنه واكتفت بإيماءات من رأسها لتواسيهم وتصبرهم وانبست شفتاها بكلماتِ لا تُسمع إلا انّ صداها في قلوب أبنائها كأنها صراخًا يُحفر في قلوبهم :

§ أحبكم يا أطفالي، محمد حافظ على أخوتك وساعدهم وأعنهم .

وانزلقت من عيونها العسليتين دمعتين لتنساب من خلال رموشها الطويلتين لتنزلق على خديها المصفرتين لتغلق عيناها إلى أبد الأبدين ..

تراخت أعضائها وسقطت يدها الموضوعة على خد ابنتها لتتهاوى على سريرها معلنة بذلك النهاية ، نهاية جسد قد ضعف لسنين طويلة ..

اتسعت حدقتا ياسمين وهي ترى انزلاق يد أمها من على خدها ، ولم تستطع الحراك بينما أحمد وضع رأسه في حجر أمه وهو يبكي من هول المصيبة ، مصيبة وفاة والدتهم ، وقف محمد ليحضن شقيقيه أحمد وياسمين ليقول كلمته التي أبت نفوسهم أن تصدقها بصوت حزين ومخنوق يكاد لا يصل الى مسامعهم

 

 

 

:

§ إنا لله وإنا إليه راجعون ، فلتصبروا ولتحتسبوا ياأحبائي..

لم يصدقا ما الذي يقوله أخيهما الكبير فبدأ بضربه على صدره ضربات واهنة ، ثقيلة كثقل الجبال بطيئة كأنها تتحدى الزمان ، ليغمرا أنفسهما بصدر أخيهما ليعلنا الحداد والبكاء المريرين بصوتِ يتقطع له نياط القلوب وتدمع له الأعين لمشهد بات في خُلد وأذهان الجميع .

***

بعد ثلاثة أيام جلس الأخوة الثلاثة بجانب بعضهم البعض مُنتفخة هي عيونهم ، وخدودهم مخططة بالسواد إثر بكائهم ، ورؤوسهم منخفضة على الأرض وأيديهم متشابكة معًا ، لم تعد للكلمات أن تشق طريقها نحو أفواههم ، يتراشقون لبعضهم النظرات ليواسوا أنفسهم لم تعد تستطيع ياسمين الاحتمال ، لم تعد تستطيع الحراك ، لم تعد ياسمين أن تقوى حتى النظر هنا وهناك فقد أيقنت أن أمها لم تعد تتواجد في المطبخ لتحضير الطعام ولم تعد تراها تنظف الصالون ، لم تعد تراها على الأريكة تقرأ القرآن ، لم تعد تراها وهي تخيط بماكينتها المتهرئة الذي أكل الصدأ نصفها ، لم تعد تراها في أي مكان سوى في أرجاء ذكرياتها التي تنبش فيها ، وفجأة وقفت ياسمين بانتصاب شديد ورفعت رأسها لأعلى لتفتح فاها ليصدر منه ضحكات عالية لكنها غير واعية مخيفة وأعينها فارغة من المشاعر لم تعد ترى فيها حزنً ولا ابتسامة ولا حتى حيوية استغرب أخواها منها ووقفا وهم يهزانها من كتفيها إلا أنها واصلت ضحكاتها الهستيرية بغير وعي منها ثم سقطت مغشيّة عليها، ليسرعا أخويها بالذهاب بها إلى أقرب مشفى وهما خائفين وجلين من الذي حدث لأختهم الصغيرة التي لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×